أخر الاخبار

رواية عشقتك قبل رؤياك الفصل الاخير بقلم فاطمة الالفي


 رواية عشقتك قبل رؤياك الفصل الاخير بقلم فاطمة الالفي

اشرقت شمس يوم جديد مليء بالاحداث ..

بمنزل عمار ، استيقظ مبكرا وترك زوجته نائمه ، توجهه إلى المطبخ وأعد لها الفطار .
بعدما انتهى من تحضير الفطار ، حمل صينيه الطعام ودلف لغرفته ، لكي يوقظ محبوبته ، وضع الصينيه أعلى الكومود ، وجلس بجانب زوجته بالفراش ، يداعب خصلات شعرها الاسود لكي تقتح عيناها التى سحرته ببريقها البني .
فتحت عيناها بتكاسل وجدت من ينظر لها بحب 
-عمار 
عمار بابتسامه :عيون وقلب وروح عمار ، صباح الخير يا زوجتي الحبيبه 
قبل وجنتها بحب ، ابتسمت له بخجل ، فلم تتوقع منه كل الحب والحنيه التى يعاملها بها ، منذ أول يوم زواج .
ريم بسعاده تنظر له بحب :أنت عملت كل ده عشاني 
عمار بغمزه :لو ماحضرتش ليكي احلي فطار فى أول يوم جواز ، هحضر لمين بس
ارتمت باحضانه بسعاده :انا بحبك اوى يا عمار 
شدد هو فى احتضانها :وانا بعشقك يا قلب عمار 
يلا نفطر بقي ، عشان نسافر نقضي اجمل شهر عسل فى الغردقة ، أنا حجزت وخلصت كل حاجه 
ريم بفرحه :بجد هنسافر ، مبسوطه اوى يا حبيبي ، ربنا يخليك ليا 
قبل جبينها برقه :ويخليكي ليا يا نور عينيه ..
******٠••**********

استيقظ بارهاق ، توجهه إلى المرحاض لينعش جسده بالماء البارد ، ثم ابدل ثيابه وارتدى قميص ابيض يضع فوقه تيشرت ازرق أعلى كتفيه ، وبنطال جينز ازرق وقف أمام المرآه يمشط شعره وينثر عطره الفواح ، والتقط هاتفه ومفاتيح سيارته ثم وضع النظاره الشمسيه أعلى جبينه ، ترك غرفته وهبط الدرج بخفه ، وجد عائلته تتناول وجبه الافطار .
-صباح الخير
رد عليه الجميع :صباح الخير يا حبيبي
حازم :ايه النشاط ده كله ، مش هتيجي تفطر ولا ايه 
يوسف بنفى :لا عندى شغل مهم ،هبق اطلب اى حاجه فى الشركه 
يلا سلام 
حازم :سلام   
عبدالرحمن :قولي يا حازم اخبار يوسف فى الشغل 
حازم :اطمن يا بابا يوسف ممشي الشركه كويس 
عبدالرحمن :الحمد لله يابني كده انا مطمن عليه ، ربنا يحفظه ويبعد عنه الشر 
فريال بتنهيده اللهم امين 
نفسي يوسف يلاقي بنت الحلال إللى تنسيه إللى حصل 
عبدالرحمن بجديه :سيبي يوسف فى حاله ، هو عارف هو بيعمل ايه ، سبيه يشق طريقه بنفسه وياريت بلاش تزني عليه والكلام الفارغ ده يتقال قدامه ، احنا ماصدقنا ان مركز فى شغله ومستقبله والنصيب يجي بعدين 
فريال بحزن :حاضر انا هسكت خالص
٠•••••••••••••••••••
استقل سيارته ووضع نظارته الشمسية لتحجب عنه اشعه الشمس الحارقة .
وقاد سيارته فى طريقه إلى شركته ، واثناء قيادته تذكر أمر هام ولذلك غير مسار وجهته ، وتوجهه إلى الموقع بدلا من شركته ، ..
***************
رفض الذهاب إلى عمله برفقة صديقه وقرر أن يعلم ما الشئ التى تخفيه حبيبه ، فهو قلق بذلك الشأن .
جلس بحديقه الفيلا وقرر أن يهاتفها لتاتى اليه ويتحدث معها ، واراد ايضا ان ترا بنفسها الجناح الخاص به ، لتنتقى بنفسها الديكورات والالوان التى تفضلها ،وايضا الاثاث ..

كانت تجلس بغرفتها أمام مكتبها الصغير تحاول استذكار بعض  النقاط الهامه فى رسالة الماجستير .
التى سوف تناقشها خلال اسابيع قليله .
فجاه انتشلها من تركيزها  رنين هاتفها .
نهضت من مقعدها والتقطت الهاتف وهى تنظر لشاشته بابتسامه عذبه ، عندما علمت هويه المتصل .
اخرجت زفيرا بهدوء واجابت بسعادة 
-صباح الخير 
ياسين بابتسامه تعلو ثغره ، عندما استمع لصوتها :صباح الخير والسعاده يا حبيبتي
حبيبه بخجل :أنت فى الشغل 
ياسين :لا ماروحتش الشغل ، زى ماتقولي كده كسل 
حبيبه باهتمام :وماروحتش ليه بقى يا كسلان 
ياسين بجديه :عشان عندي ميعاد أهم من الشغل 
حبيبه بتسأل :ميعاد ايه بدري كده ومع مين 
ياسين بمشاكسه :ميعاد مهم جدا و مع حبيبي 
حبيبه باستغراب :حبيبك
ياسين :او تقدري تقولي حبيبتي ، ممكن بقى تيجي هنا الفيلا محتاج اتكلم معاكي ، انتى عارفه مش هقدر أخرج ومجد فى الشركه 
حبيبه بتردد :امممم يعنى كل الحوار ده عشان نتقابل اوكيه مافيش مشكله 
ياسين بجديه :هستناكي أوعي تتاخري عليا 
حبيبه بتنهيده :اطمن مسافه الطريق ، يلا بقى سلام 
ياسين بابتسامه :سلام يا قلبي 
انتهت لوالدته  واسرعت تبدل ثياب المنزل باخرى 
ارتدت ثوب باللون البينك يصل إلى بعد الركبه وارتدت اسفله بنطال ابيض من خامه الكتان ، يعلو حجاب باللون البينك ايضا وانتعلت الكوتشي  الرياضي يجمع بين اللونين الابيض والبينك ..
اخبرت والدتها وبعد ذلك استقلت سياره اجرى اسفل البنايه لتتوجهه إلى فيلا الانصاري ..
٠•••••••••••••••••••
صفا سيارته بجانب الموقع ، ثم ترجل منها ،سار بخطوات دقيقه أعلى الرمال الموضوعه بالمكان .
راقب الجميع باهتمام ، وجد الجميع يعمل بكل جهد وادقان ، بحث عن سليطه اللسان كما اطلق عليها داخله ، وجدها أيضا منشغله بعملها ، تشرف على العمال وتعطيهم الأوامر ولكن بصوت منخفض وهدوء تام ، على العكس تماما بالتعامل معه ، فضل ان يظل هكذا يراقبها عن بعد .
ولكن فجأه ركض اليها مسرعا ليسحب يدها بقوه ويبعدها عن الاله
 التى تخص نقل مواد البناء إلى الموقع ..
جحظت اعين الجميع بسبب ذلك المشهد ، 
نظرت له بغرابة ولم تفهم سبب هذا الوضع ، فكانت داخل احضانه فجأه ، يحاوطها بذراعيه بقوه ، يخشي ان يصيبها اذى أو مكروه ، كان ينظر لها بتوهان .
دفعت يده بقوه وعاد للخلف وهى تصرخ بوجهه بانفعال :ايه الجنان إللى انت بتعمله ده 
نظر لها بذهول وقبل ان يتطاول بالرد عليها ، جاء رئيس العمال ليطمئن عليها ، احترم يوسف وجود ذلك الرجل الوقور ورمقها بنظره غيظ ،قضم غضبه ، كان يود أن يفتك بها ويخرص لسانها المتعجرف للابد .
احمد بقلق :عامله ايه يا بنتي انتى كويسه 
نظرت له فرح بجديه :هو حصل ايه ياعم احمد انا كويسه 
احمد :مش تخلي بالك يا بنتي ، لولا وجود استاذ يوسف وكتر خيره لحقك بالوقت المناسب ماحدش عارف كان هيحصل ايه ، الحمد لله قدر الله وما شاء فعل 
نظر إلى يوسف بامتنان :كتر خيرك يابني جيت فى الوقت المناسب ، ربنا يبعد عنك كل شر يارب 
نظرت فرح بجمود وهى لم تعي شئ :ممكن افهم فى ايه لكل ده 
لم يستطيع أن يصمد اكتر من ذلك ولذلك حدثها بصوته القوي :فى انك كنتي هتتفرمي يا بشمهندسه تحت عجل خلاط المونه وربنا قدرني ولحقتك ، ياريت تخلي بالك بعد كده وتركزي كويس انك موجوده فى موقع بناء كله الالات ومعددات فاهمه 
ترك المكان باكمله بانفعال ، واستقل سيارته ليقودها إلى مقر شركته .
ضرب المقود بقوه قبل ان يتحرك :قليله الذوق مافكرتش تشكرني حتى على ان انقذت حياتها ، مش شاطره غير فى طوله اللسان وبس ، ماشي يا فرح انا هعرف ازاى تتعاملي معايا 
****٠••**************•***
شعرت بالخجل عندما قص عليها العم احمد ما حدث ، ايضا عاتبها على سبب تعنيفها برب العمل ، طلب منها أن تتحدث معه وتشكره فقد صنع معروف وعليه الشكر ، .
احمد :مافيش اغلي من حياتك يا بنتي والاستاذ يوسف كتر خيره مايستهلش منك كده ، ماتاخذنيش يعنى يا بشمهمدسه انتى لازم تعتذري على كلامك معاه وكمان تشكريه على إللى عمله معاكي 
فرح بخجل :انا ماكنتش فاهمه الموضوع كده ياعم احمد واتخضيت بجد من إللى عمله 
بس هو كمان ماادنيش فرصه اشكره مشي بسرعه 
احمد :من اسلوبك يا بنتي ، انا زى والدك ولازم انصحك ، طريقتي كده غلط ، هو بردو ليه مكانته ، صاحب الشغل وفاتح بيوتنا واجب علينا نحترمه ونقدره كمان ، الراجل ماغلطش مع اى حد ، وسبحان الله مايتخيرش عن الحج عبدالرحمن والباشمهندس حازم ، كلهم ولاد اصول 
فرح بضيق :حاضر لم اشوفه هتشكره ، حلو كده 
احمد :إللى تشوفيه صح اعمليه يا بنتي ، أنا هشوف العمال 
•••••••••••••••••••
ترجلت من التاكسي أمام فيلا الانصاري ، اعطت السائق مبلغ من المال ورحل .
سارت هى بطريقها لتعبر حديقه الفيلا ، وجدت ياسين بانتظارها ..

كان يجلس بالمقعد أمام الطاوله الموضوعه بالحديقه ، اقتربت منه بثبات وهى تبتسم بحب 
-صباح الخير
ارتسمت ابتسامه على محياه عندما استنشق عبيرها المميز 
-صباح الحب  والسعاده على حبيبي 
جلست مقابل له :ايه الروقان ده كله
ياسين بابتسامة :بقى كده عاوزة تفصليني من جو الطبيعه الخلاب وسحر اللحظه فى وجودك جنبي 
اكمل حديثه بتنهيده حارقه :ناقصني أكون شايف وجهك الحسن 
حبيبه بحزن اثر كلماته :ان شاء الله هيحصل ، بس خلى عندك ثقه في ربنا وهو لا يمكن يخذلك 
"انا عند ظن عبدي بي فليظن ما يشاء "
ياسين بثقه :ونعم بالله 
قوليلي بقى تشربي ايه ولا نفطر سوا ، أنا عن نفسي مافطرتش ممكن تشركيني الفطار 
حبيبه بابتسامه :اكيد ممكن عشان انا كمان مافطرتش 
نهض ياسين من مقعده ومد يده ليجذبها اليه ، وضعت يدها داخل كفه وسارت جانبه .
دلفا سويا لداخل الفيلا :على فكره مافيش حد هنا وهنخدم نفسنا بنفسنا 
حبيبه باستغراب :وأهل المنزل فين كده
ياسين بجديه :تقريبا كده والله اعلم بابا فى الشركه ،أما بقى ماما وطنط ماجى ممكن راحو النادي او عند الكوافير اكيد مش عارف بصراحه 

دلفا سويا داخل المطبخ فلم يجد أحد أيضا 
ياسين بجديه :واضح كمان ان داده سميره كمان مش هنا ، بقولك ايه بتعرفي تعملي فطار ولا نشرب حاجه وخلاص
حبيبه :لا عيب عليك صحيح مش ليه فى شغل المطبخ اوى بس بعمل حاجات خفيفه كده ، هدوقك احلى أومليت 
ياسين بحماس جلس على المنضده الصغيره التى داخل المطبخ :وانا مستني ادوق عمايل مراتي حبيبتي 
ابتسمت حبيبه بسعاده واقتربت من الموقد لكى تصنع وجبه الافطار ..
٠•••••••••••••••••
هاتفة ابنها واخبرته بعدم وجود أحد بالفيلا سوا ياسين وزوجته ، فقرر العوده مع عمله لاكمال خطته التى وضعها هو ووالدته لكى يقضي على ابن عمه تماما ويهدم حياته كم هو سبب فى تدمير حياته كما يظن هو ، فنار الحقد والغيره تحرق الأخضر واليابس فقد زرعت والدته داخله كل الكره والحقد بقلبه لكى يتخلص من العائق الذى يوجد بطريقهم ، لكى يصبح هو المتربع على اموال ونفوذ الانصاري ..
٠•••••••••••••••
دلف مكتبه وهو يشتعل غضبا بسبب تلك الطائشة سليطه اللسان .
جلس أمام مكتبه ورفع سماعه الهاتف 
-هبه من فضلك تبعتيلي باشمهندس شريف حالا
هبه :تحت امرك يا افندم 

بعد عده دقائق ، طرق شريف باب مكتبه واذن له يوسف بالدخول 
-خير يا افندم حضرتك طلبتني
يوسف بجديه :اتفضل اقعد الاول يا بشمهندس
جلس شريف ونظر له باهتمام 
تحدث يوسف بجديه :مطلوب منك تنزل تباشر موقع الكومبوند بدل باشمهندسه فرح
شريف بتردد :بس حضرتك فرح هى صاحبه التصميم وكمان مسئوله عن المشروع وهى شغاله عليه كويس 
يوسف بضيق :هو ماحدش يقدر يكمل بعدها المشروع ولا ايه يا باشمهندس ، تقدر ولا اشوف غيرك
شريف بجديه :لا طبعا اقدر اكمل بس
يوسف بحده :مافيش بس ، من بكره هتنزل تباشر المشروع ، وجود الرجاله يبق فى الموقع مش العكس ، اتفضل على شغلك 
شريف :بعد اذنك 
غادر شريف مكتبه وهو مستغرب اسلوبه ولكن فضل ان يتابع عمله ويعمل ما امره به ...
اما يوسف فطلب من سكرتريته ابلاغ فرح بوجودها غدا بالشركه وان المشروع لم يعد من اختصاصها بعد اليوم ، نفذت السكرتريه ما امرها به على اكمل وجه ..
************
عندما انهت الهاتف مع السكرتيرة الخاصه بمكتبه ، شعرت بالضيق بسبب تلك الاوامر الصارمه وظنت أنه يعاقبها على عدم شكرها له بعد الموقف الذي حدث ، لذلك قررت ان تذهب الى مقر شركته لتفهم الامر بنفسها ولا تظلمه وتتسرع بالحكم عليه مره اخرى ..
************
انتهى من تناول الافطار معا ، ثم طلب منها الصعود لاعلى ، لكى ترا الجناح الخاص به .
ياسين بجديه :حبيبه انا مستعد أغير كل العفش والديكور ويبقى على زؤقك ، رغم أن كل حاجه من تصميمي انا بس موافق على اى تغير ، عشان دى هتكون مملكتك الخاصه بيكي 
حبيبه بتردد :كل حاجه حلوه وكويسه اوى ، بس انا ليه رائ تاني خالص
سحب يدها واجلسها جانبه على الأريكة :قولي وانا تحت امرك هنفذ إللى تقولي عليه ، أنا حاسس انك متردده 
حبيبه بتنهيده :بس ماتفهمنيش غلط والله انا مش عاوزة اخدك من عيلتك ولا ابعدك عنهم بس انا مش حابه اعيش هنا ، ممكن ناخد اى شقه فى اى مكان وتكون صغيره 
ياسين باهتمام :حد زعلك وضايقك قبل كده 
حبيبه :لا خالص بس انا هنا مش هكون مرتاحه ، بجد والله انا بحب عيلتك جدا ، بس غصب عنى مش هكون براحتي فى بيتي 
ياسين بابتسامه :واثق فيكي ومصدقك من غير ماتحلفي ، وماعنديش اى اعتراض ، أنا عارف ان جو الفيلا هنا مش قد كده ، عندك حق هنا بابا وماما وابن عمى ومرات عمى ، حتى نادين لم تنزل اجازه بتقضيها هنا فى وسطنا ، حقك طبعا يكون ليكي بيتك وحياتك المستقلة ، أنا فعلا فكرت كده بس كنت محتاج اعرف سببك ايه ، قلقت يكون حد ضايقك بالكلام او اى تصرف 
حبيبه بنفي :لا خالص 
ياسين :تمام ، هو بصراحه انا عندي شقه بس فاضيه ممكن تفرشيها براحتك ، وهفرجك على كل التصاميم إللى انا عاملها عندى على اللاب توب وتختاري إللى يعجبك 
حبيبه بابتسامه :يعنى مش مضايق 
ياسين بحب :لا طبعا واضايق ليه يا قلبي،ده حقك طبعا 
ابتسمت بارتياح بعد ان تفهم موقفها .
اثناء مغادرتهم الغرفه ، تفاجئ بوجود سيف .
نظر لهم سيف بمكر وتصنع الدهشه :اوبا مش تقول يا كبير انك هنا ومش عاوز عزول ، واضح أن جيت فى وقت غير مناسب خالص ، وأنا بقول   ايه الهدوء إللى غير عادي ده 
ياسين بانفعال :سيف ألزم حدودك 
اراد استفذاذه :مين فينا إللى يلزم حدوده يا ابن عمي ، ماتشوف نفسك اولا ، اخ نسيت انك اصلا مابتشوفش ، زى ما انت نسيت حاجات كتير ، نسيت ندى وحبك لندى ، واوام بتفكر فى غيرها لا وكمان منسجمين اوى مع بعض وعاوز تجوز كده عادي 
صرخ ياسين بغضب :أنت اخر حد تتكلم عن حياتي وأسم ندى مايجيش على لسانك فاهم 
سيف بانفعال وثوره غاضبه خرج عن شعوره وتفوه بكل مايحمله من حقد وكره لابن عمه
-انت ايه يا أخي واخد كل حاجه فلوس ، سلطه ، اسم فى السوق ، حتى البنت الوحيده إللى حبتها ، خدتها مني ، أنا بكرهك يا ياسين عشان انت سبب كل إللى انا فيه دلوقتي ، طول عمرك انت الكل فى الكل والناس بتعملك الف حساب ولم فكرت اخلص منك للابد ماحصلش وخسرت ندى ،ندى هى إللى دفعت التمن   ، خسرت حب حياتي بسببك ، حبتك انت واخترتك انت وانا فضلت اتمنى اللحظه المناسبه عشان اصارحها بحبي ، كنت انت سبقتني وطلبتها لجواز 
شعر بالصدمه من تصريحه بحبه لزوجته الراحله فالان علم سبب حقده وكره واراد قتله لذلك السبب 
صرخ بوجهه :أنت احقر إنسان شوفته فى حياتي ، عمرى ماتخيلت انك تفكر تخلص مني وكمان تبص لمراتي ، لم انت كنت بتحبها ليه ماعرفتنيش عمرى ماكنت فكرت فيها كزوجه  لكن انت سلبي وحيوان عاوز كل حاجه من غير تعب ، عاملتك أخ صغير وكنت دايما فى ضهرك وانت للاسف تطعني فى ضهري عاوز تقتلني يا ابن عمي ، اقتلني عشان الحقد إللى جواك ينتهي ، عاوز تخلص مني عشان شويا فلوس مستني ايه اقتلني 
دفعه سيف بقوه فى صدره وارد ان يلكمه ، وقفت حبيبه حاجز بينهم تحاول فض ذلك الاشتباك وهى تصرخ بقوه ؛بس بقى كفايه ، ياسين عشان خاطري ابعد 
دفعها سيف بقوه :ابعدي انتى لازم اخلص عليه 
شعرت بالاهتزاز بسبب الدفعه القويه ولم تستطيع الصمود فسقطت على  الدرج وهى تصرخ باسم ياسين .

انقبض قلبه عندما استمع لصراخها :امسك بياقه قميصه :أنت عملت ايه يا حيوان 
نظر سيف حوله وانتابه الصدمه ، فقد سقطت أعلى الدرج بسبب دفعته القويه ، ابتعد عن ياسين بصدمه 
ركض ياسين يبحث عنها ويتحسس الدرج وهو ينطق باسمها بقلب مجروح يخشي فقدانها 
وجدها ملقاء على الارض بلا حراك ، هز جسدها بفزع، رفع راسها  وضمها  لصدره بخوف حقيقي ، شعر بان روحه تركت جسده ، صرخ باسمها وانسابت دموع الخوف والقلق من فقدانها ، فهى اصبحت الحياه والهواء والنفس والنبض لقلبه اصبحت كل شيء يمتلكه ويتنفس عشقها ،..
٠••••••*••••••••**

الفصل الرابع والثلاثون «الاخير »
عشقتكِ قبل رؤياكِ
بقلم /فاطمه الألفي

اخرج هاتفه بقلق وهاتف احدى رجال الأمن المكلفين بحراسه الفيلا ، أتى على وجه السرع احدهم واخرج السياره ليكي يقلهم إلى اقرب مشفى ، بعد ان راء حاله الفزع والانفعال الذى يتحدث به ياسين ، كان يشفق على وضعه الحالي .
استقل السياره بعد ان ساعد ياسين على الركوب وهو يحمل حبيبه بين يديه ثم جلس هو أمام محرك الوقود وانطلق  بسرعه فائقه لشق طريقه إلى المشفى ..
٠•••••••••••••••
ترجلت من التاكسي أمام مبنى الشركه ودلفت لتعبر الطريق وتصعد إلى حيث مكتبه ..
جلست أمام السكرتريه بعد ان طلبت مقابلته ، دلفت هبه تخبره بوجودها بالخارج ..

طرقت باب مكتبه بهدوء ثم دلفت لداخل 
-مستر يوسف باشمهندسه فرح بره وطالبه تقابل حضرتك 
يوسف برفعه حاجب :بالسرعه دي ، طيب يا هبه دخليها بعد نص ساعة عشان محتاج اعمل مكالمه مهمه 
هبه :تحت امرك يا افندم 
غادرت هبه مكتبه واخبرت فرح بما حدث وطلبت منها الجلوس بانتظار ان ينهى عمله .
جلست فرح بضيق فهى تعلم تلك التصرفات ، فهو اراد ان يرد لها اهانته ، لذلك جعلها تنتظره .

اما عن يوسف كان يبتسم بمشاكسه ويحدث نفسه وهو يدور بمقعده 
-احسن خليها تنتظر بقى عشان تحرم تعاملني بقله ذوق واحترام ، كمان لازم تعتذر وتشكرني كمان 
دى  مديونه ليا بحياتها كمان ..
٠*****************•

كان يقف أمام غرفه الطوارئ بالمشفى وكاد قلبه ان ينتزع من مكانه ، اخرج هاتفه واخبر صديقه بما حدث معه ، عندما علم مجد بالامر اسرع فى قيادته ليتوجهه إلى صديقه بالمشفى فهو بحاجته ..
.....
بعد ان فحصها  الطبيب وأعطاها ابره مسكنه لانها تشعر ببعض الألم المتفرقه بانحاء جسدها اثر السقوط ، غادر الغرفه وتطلع إلى الشاب الكفيف القلق عليها ، سار اتجاهه بثبات وربت على كتفه باطمئنان 
-اطمن هى بخير شويه كدمات بسيطه وهتختفي بالكريمات ، هى دلوقتي تحت تأثير المسكن عشان ماتحسش بالالم وان شاء الله على بكره تخرج ، بس محتاجه راحه فى السرير عشان بس الم ظهرها لان الوقعه كانت جامده شويا ، الف سلامه عليها 
ياسين بقلق :اقدر اطمن عليها 
الطبيب:اكيد طبعا اتفضل معايا 
امسك بيده  الطبيب ودلف لداخل غرفتها واجلسه.بالمقعد المجاور لفراشها وترك الغرفه .
تحسس ياسين يدها واقترب منها يقبلها برقه وظل متمسك بكفها بين راحه يده ..
لامس بشرتها باطراف أنامله وهو يهمس لها بحب حقيقي :انا السبب فى إللى حصلك ، مش قادر اقولك قد ايه خوفت لاخسرك ، ربنا يخليكي ليا ويقدرني واسعدك 
دلف مجد بهدوء وربت على كتف صديقه 
-ياسين حبيبه عامله ايه دلوقتي
انتبه لوجود صديقه ومحى الدمعه العالقه باهدابه :الحمد الله الدكتور طمني 
مجد بجديه :الحمد لله ،بلغت حد من اهلها
هز رأسه بالنفي :لا للاسف ماعرفتش اكلم مين ولا اقول ايه 
مجد باطمئنان :انا هتصل بحازم وابلغه يبلغ والدتها 
ياسين بتنهيده حارقه :ماشي ، والحيوان إللى فى البيت انا هتصرف معاه بطريقتي 
مجد بقلق :هتعمل ايه 
ياسين بجديه :جي الوقت إللى هيتحاسب فيه على كل جرايمه ، أنا مشدد على الأمن مايخرجش من اوضه لحد ما ارجعله 
ابتعد مجد عن صديقه ليهاتف حازم ويخبره  بوجود حبيبه بالمشفى ..

******٠*•*********
تمللت من الانتظار وظلت تهز قدميها بانفعال ملحوظ ، كادت أن تغادر المكتب ،ولكن جاء الأذن بالدخول..

كان يتابع كاميرات المراقبة وهو يبتسم بتسلئ وبعد ان نجح فى استفذاذها ، رفع سماعه الهاتف واخبر السكرتريه بانه ينتظرها الآن ..
-اتفضلي يا بشمهندسه مستر يوسف فى انتظارك 
فرح بتافف :اخيرا  ، وجاي على نفسه ليه ، مالسه بدري 
ابتسمت هبه وهى تنظر لانفعالات وجهها وحدثت نفسها 
-ربنا يستر 

استردت انفاسها بهدوء وطرقت الباب ودلفت لداخل ، سارت بخطوات ثابته الى ان وقفت امامه 
-خير يا بشمهندسه 
فرح بمحاوله لقضم غضبها :حضرتك انا عاوزة اعرف ليه مابقتش مسئوله عن المشروع 
يوسف ببرود :عشان حضرتي شايف كده ، وجودك فى الشركه لكن الموقع للرجاله
فرح بصدمه :نعم يعنى ايه الموقع للرجاله ، أنا مهندسه زي زيهم واقدر امشي الشغل كويس اوى ، لو حضرتك بتعمل كده عشان فهمت إللى حصل غلط ، أنا متشكره اوى على إللى عملته معايا 
ابتسم يوسف بسخريه :دى طريقه جديده للشكر ولا للاعتذار ، على العموم مش موضوعنا ، بس انا كلام جد يا بشمهندسه ومش بقرره كتير وافتكرت هبه بلغتك تبقى بكره فى مكتبك هنا فى الشركه والبشمهندس شريف هيكمل المشروع 
حاولت ان تتحدث بهدوء :ممكن اعرف ايه السبب انا مقصرتش فى شغلي
يوسف بجديه :ماعنديش استعداد اشيل ذنبك لو حصلك حاجه فى المشروع ، انهارده ربنا ستر  وكنت موجود ماحدش عارف كان ايه ممكن يحصلك ، عشان كده كفايه عليكي الشغل داخل الشركه وبس وده قرار نهائي وغير قابل للنقاش ، وياريت وانتي خارجه تعدي على شريف عشان تسلميه كل التصاميم إللى تخص الكوموبند 
تنهدت بضيق وغادرت المكتب دون أن تتحدث بشيء آخر .
***********٠•••******

قرر ترك عمله والعودة إلى منزله فجاءه مكالمه هاتفيه فى ذلك الوقت 
نظر لهاتفه باهتمام وجد المتصل مجد 
-السلام عليكم
أجاب مجد وهو قلق من الحديث :وعليكم السلام

حازم :ايه الاخبار يا مجد كله تمام 
مجد بتردد :بصراحه كنت متصل عشان ابلغك ان حبيبه تعبت شويا وهى فى المستشفي ومعاها ياسين بس حالتها بخير والله 
حازم بفزع :حبيبه فى المستشفي ليه مالها حصلها ايه 
مجد :صدقني هى كويسه ، ممكن تبلغ والدتها عشان هى ماتعرفش 
حازم بقلق :ارجوك طمني هى بجد كويسة
مجد :والله كويسة ولم تيجي هتشوف بنفسك ، احنا فى مستشفي (.....)
اغلق الهاتف وهو يسرع فى خطواته ، استقل سيارته الذهاب إلى المشفى وقرر الاتصال بشقيقه لكى يأتي بوالده حبيبه والالحاق به إلى المشفى 
**٠•••••••*********
كان يتابع عمله وهو يبتسم بسعاده 
وفجأة صدع رنين هاتفه ، عندما نظر للشاشه وجد شقيقه ضيق ما بين حاجبيه واجاب بثبات 
-هى لاحقت تشتكي البت دى  مش هتكبر وتبطل شغل العيال ، حازم انا مش هغير اى قرار خدته فى شغلي 
وياريت تبلغها كده 
حازم بانفعال :أنت بتقول ايه أنت كمان ، ركز معايا يا يوسف ، تطلع على بيت طنط ناديه وتجبها وتيجي على مستشفى  (.....) فاهم 
يوسف بصدمه :مستشفي ليه فى ايه مين تعبان 
حازم بتنهيده :حبيبه ومش عارف مالها ماتسالش كتير وطمن والدتها وكلمها بهدوء فاهم يا يوسف 
يوسف بقلق :حبيبه طب فهمني حصل ايه 
حازم بضيق :مش لم أفهم انا الاول ، انا خلاص قربت اوصل ، اتصرف أنت بهدوء ماشي سلام 

نهض على الفور بعد ان اغلق الهاتف والتقطت مفاتيح سيارته وغادر الشركه على وجه السرعه ، وهو يشعر بالخوف والقلق على ابنه عمه ولا يعلم ماذا اصابها .
قاد سيارته بسرعه فائقة ليصل إلى منزل والدتها ويصطحبها معه إلى المشفى ...
*******٠•••••*********
كان يصرخ بداخل غرفته وهو يقرع الباب 
فقد تم حبسه بغرفته بأمر من ياسين .
-افتحو الباب ده ، ورحمه ابويا ماانا سايبك يا ياسين وهدفعك التمن 
افتحو الزفت ده احسن اكسره 
تحدث رجل الأمن الذى يقف أمام باب الغرفه :ماعندناش اوامر بكده ، والاحسن لحضرتك تبطل انفعال وتهدي لم ياسين بيه يرجع ويتصرف معاك 
سيف وهو يركل الباب بقدمه :انا هوريكم يا كلاب 
شعر بان جسده بحاجه الى جرعته المعتاده ، فقد جف حلقه واصبح العرق يتصبب من جسده الهزيل بسبب تلك السموم وشعر بالرعشه تسري بجميع انحاء جسده ،  بحث بعين تائهه فى انحاء الغرفه وركض إلى حيث  الكومود نثر كل محتوياته بانفعال وهو يبحث عن جرعته ، فلم يجد شي لديه ، صرخ بقوه وهو يبحث كالمجنون وفعل الفوضه بالغرفه ولم يجد شيئا بعد ، خار جسده بالفراش فلم يعد لديه القدره على الحركه .
********٠••••*•*****
ظل جانبها ويلامس بشرتها لكي تفيق ويطمئن قلبه ويستمع إلى صوتها العذب ليشعر بالأمان 
فتحت عيناها بارهاق عندما شعرت بملمس يده تجول أعلى صفيحه وجهها ، ونطقت باسمه 
-ياسين أنت كويس 
ابتسم واقترب منها يقبل وجنتها :حمدلله على سلامتك يا قلبي ، انا كويس المهم انتى حاسه بايه طمنيني عليكي
كانت تشعر بالم طفيف يحتاج جسدها :الحمد لله كويسه 
ياسين بارتياح :الحمد لله ، اسف انك اتعرضي لكل ده بسببي ، بس صدقيني خلاص سيف ماعدش ينفع يتسكت عليه ، انا صبرت عليه كتير وعديت ليه كتير اوى وكمان سامحته فى حقي لكن حقك وحق ندى مش هسامح فيه أبدا 
طرق الباب بخفه ودلف بقلق ،توجهه إلى الفراش التى ترقد عليه بخوف ولهفه وقلق 
حبيبه عامله ايه ، انتى كويسه ياحبيبتي ، حصلك ايه 
حبيبه بابتسامه :انا بخير يا ابيه الحمد لله ، مجرد وقعه بس وكدمه بسيطه الحمد لله 
تنفس بارتياح وقبل جبينها :الف سلامه عليكي يا حبيبتي ، نظر إلى ياسين الذى شعر بالغيره من حديث ابن عمها 
حازم بجديه :سورى يا ياسين نسيت اسلم عليك من قلقي على حبيبه 
ياسين بابتسامه :لا عادى محصلش حاجه 
ظل حازم جانبها واخبرها بقدوم والدتها برفقه شقيقه .
تنهد ياسين بضيق عندما علم ايضا بقدوم يوسف وحاول السيطره على انفعالات وجهه ..

**************
صفا سيارته أمام المشفى وترجل منها وساعد زوجه عمه على الترجل وهو يحاول أن يطمئنها بوضع حبيبه ، لكى تكف عن البكاء 
وهى لم تستمع له من الأساس فقد كانت تشعر بالقلق على طفلتها وتدعى الله داخلها بان لا يصيبها اى اذي او مكروه ...
هرولت تبحث عن مكان وجودها ودلفت للغرفه كالاعصار ، ضمة ابنتها بقوه وهى مازالت تبكي بنحيب 
ربتت هى على ظهر والدتها بحنان :اهدي يا ماما عشان خاطري والله انا كويسه 
ابتعدت عنها قليلا وهى تتفحص جسدها باهتمام ، تخشي ان يكون قد اصابها اذي 
-الحمد لله انك بخير ، الف حمد وشكر ليك يارب 
اقترب يوسف بثبات :الف سلامه عليكي يا حبيبه
حبيبه :الله يسلمك يا يوسف 
اقترب من ياسين :إزيك يا باشمهندس 
أجاب ياسين بفتور :أهلا 
٠•••••••••••••••••••
فى المساء غادر الجميع المشفى بعد ان طلبت حبيبه المغادرة وعدم المكوث بالمشفى ، قررت العوده لمنزل والدتها وأنها سوف تلتزم بالراحه ، لذلك اصطحب مجد صديقه للعوده إلى منزله أيضا ..

عندما وصل إلى الفيلا ، دلف على صوت انفعال زوجه عمه 
كانت تحدث والده بانفعال شديد لكي يخرج ابنها من غرفته ولم ترضى على تلك الحبسه ، حاول والده ان يهدئها إلى ان يعود ياسين ليفهم الأمر  الذي اضطره لفعل ذلك ..
توقفت ماجده عن الصراخ عندما وجدت ياسين امها وركضت اليه 
-حابس سيف ليه فى اوضته 
ياسين بتنهيده :عشان إللى عمله لازم يتحاسب عليه 
محمد بجديه :هو عمل ايه يابني ، غلط فى ايه فهمني 
ياسين بعصبيه :البيه عاوز يقتلني خلاص مابقاش فى واعيه وهو إللى قطع فرامل العربيه قبل كده ، وكان السبب فى موت مراتي وابني وان افضل عاجز وحاسس بذنبهم فى رقبتي 
ماجده بتوتر :كذب مين قالك الكلام الفارغ ده 
شعرت والدته بالصدمه :يعنى سيف عاوز يقتل ياسين طب ليه ، ده ياسين معتبره اخوه الصغير 
محمد بتنهيده حزن :أنت متأكد من كلامك ده يا ياسين 
ياسين بحزن :للاسف هو إللى قال بنفسه يا بابا ان بكرهني وعاوز يخلص مني ، وهو إللى دبر للحادثه عشان ، عشان بيحب ندى كان بيبص لمراتي وعاوزة تكون ليه فكر يخلص مني ، ومش بس كده كمان حبيبه كانت هتروح مني بسببه بردو وقعها من على السلم الحمد لله ربنا ستر 
غاده بفزع :كمان ليه الحقد عمى قلبه مابقاش شايف ولا حاسس هو بيعمل ايه 
محمد بحزن :ابن اخويا انا يعمل كده 
تملكتها الصدمه ولم تعلم بماذا تدافع عن ابنها فهى على علم بكل مخططاته ، شعرت أنها النهايه وظلت صامته ..

ياسين بجديه :لا وكمان مدمن زفت على دماغه ولا هو حاسس بالدنيا اصلا وعشان كده هدخله مصحه يتعالج من القرف إللى بيشمه ومش هيخرج منها غير لم يرجع انسان تاني او يموت هناك 
ماجده بقلق : مصحه لا ده اخوك الصغير وغلط معلش سامحه عشان خاطري 
ياسين بحده :مجد خليهم يطلعو ياخدو من اوضته 
صعد رجلان ضخام البنيه إلى غرفه سيف لاصطحابه معهم إلى المصحه لمعالجه الإدمان ..
قيدو حركته بسهوله فقد كان يشعر بالضعف ولم يقدر على المقاومه .
نظر لعائلته بتوسل :عمى بلاش مصحه ارجوك ، ياسين اعمل اي حاجه بس بلاش مصحه
ياسين بحزن :ليه بلاش مش ارحم من حبل المشنقة ، المصحه عشان تادبك وترجعك بنى آدم تاني بدل السموم إللى اتمكنت من جسمك ، لتخف وتبق كويس لتموت هناك ونخلص منك 
اقتربت ماجده بتوسل :عشان خاطري يا ياسين بلاش 
ياسين :مش عاوزة ابنك يرجع نضيف مش عاوزه يتعالج ويبق راجل يعمل حاجه صح واحده فى حياته ، أنا سامحته كتير عشان خاطر عمي لكن لحد القتل لا كفايه بقى اجى على نفسي اكتر من كده ، عملت ايه عشان يكرهني الكره ده كله ويحقد عليه ويخلص مني عشان ايه يتجوز مراتي إللى قتلها وقتل ابني قبل مايجي الدنيا ، الموضوع ده خلاص انتهى وماحدش يجيب سيره سيف تاني فى البيت ده مفهوم 

صعد إلى غرفته بضيق وترك لعيناه الدموع ، لم يتخيل يوما ان ياتي يوما كهذا ، ويحاول ابعاده بهذه الطريقه، فاليوم خسر شقيقه الاصغر للابد ، ولكن محى دموعه فهو على حق لابد وأن يخضع للعلاج والتخلص من السموم التى تنهش جسده ليعود كما كان فى الماضى، ام يرفض العلاج وتنتهى حياته بتصرفاته الحمقاء ..
٠••••••••••••••••••
بعد مرور اسبوع
وقف مجد ينظر لصديقه بتردد يريد بأن يتحدث معه بأمر هام 
-ياسين بقولك ايه ماتيجي معايا ألمانيا عشان الدكتور يشوفك 
ياسين باستغراب :تقصد ايه يا مجد 
مجد بهدوء :أقصد إللى فهمته يا صاحبي ، انا شايف حالتك النفسيه بقت الحمد لله زى الفل ، ليه بقى مش تعمل العمليه وترجع احسن من الاول بذمتك مانفسكش تشوف حبيبه 
ياسين بتردد :نفسي بس،
مجد مقاطعا اياه :بس ايه يا عم انت مافيش بس ، أنا اصلا خدت الملف بخصوص حالتك من حبيبه وعرضته على نفس الدكتور إللى عمل عمليه مالك واكدلي نجاح العمليه وانها مش خطيره خالص المهم نفسيتك وتكون مستعد وعنك ثقه ويقين فى الله ان هيردلك بصرك 
ياسين بابتسامه :حبيبه ، غريبه هى ماجبتش السيره دى خالص 
مجد بصدق :عشان بتحبك وماحبتش تضغط عليك ولا تطلب منك تعمل العمليه عشان خاطرها ، هى قالتلي لازم من جواه يكون مقتنع بالخطوه دي 
ياسين بتنهيده :بجد نفسي اعمل اى حاجه عشانها ، نفسي جدا اشوفها كمان واعوضها عن اى حزن مرت بيه فى حياتها 
ربت على كتفه :طب ايه بقى ، نحجز ونتوكل على الله ، الصراحه انا لازم ارجع ألمانيا تمارا قربت تعملها ، حس بيه يحس بيك ربنا 
ابتسم بحب لصديقه :وانا موافق ، بجد مش عارف اقولك ايه على وجودك جنبي 
مجد بثقه :قولي ربنا مايحرمني منك يا صديقي عادي جدا 
ياسين بقهقه عاليه :ربنا مايحرمني منك يا اجدع أخ وصديق بالدنيا 
عانقه مجد بقوه وهو يشعر بالسعاده من أجل صديقه ..

٠•••••••||||•••••••••••••
مرت الايام وتم تحديد السفر إلى برلين لاجراء العمليه ، فرح الجميع بهذا الخبر وتمنى أن يعود وهو معافي تماما ليرا معشوقته التى عشقها بدون ان يراها ..

طلب منها تجهيز منزل الزوجيه  وتنتقى بنفسها كل ما تفضل وجوده بمملكتها الخاصه ، وودعها على أمل اللقاء 
ظلت تدعى الله ان يسترد بصره وان تتم العمليه على اكمل وجه ويعود النور إلى عيناه بأمل جديد ..
*******٠••********
اما عن يوسف فكان متخبط الأفكار ، يظل يراقبها عن بعد ولم يتجرأ على الحديث معها ، لا يعلم ماذا أصابه فقد اقتحمت تفكيره بعنادها وقوه شخصيتها .
تنهد بحزن فهو لم يقدر على القدوم بتلك الخطوه ولا يعلم ماذا يفعل فقد كان حائرا 
خط بيده اسمها على الورقه الموضوعه امامه ، نقش حروف إسمها وهو يبتسم رغما عنه 
"سليطه اللسان"ظل يبتسم وهو ينظر لذلك الاسم الذى دونه فهو من اختياره 
٠••••••••••••••••••
فى برلين رفض اخبار أحد بموعد العمليه ، لا يريد ان يقلق عليه احد 
فضل ان تكون مفاجأه إذا استرد الله بصره سوف يرا فرحتهم بنفسه ، لذلك طلب من مجد التكتم وعدم التفوه بشئ ،، انصاغ مجد لمطلب صديقه وضمه بشده قبل ان يدلف لغرفه العمليات ..
انتظر أمام غرفه العمليات بتوتر شديد وهو يرفع يده للسماء 
-يارب ، يارب 
****٠*••********
اما عن ريم وعمار فقد عادت من شهر العسل لتكون بجانب صديقتها بتجهيزات منزل الزوجيه ، وأن تكون جانبها أيضا اثناء مناقشتها لرساله الماجستير ..

٠••••••|••••••••
مر اسبوعا آخر 
واليوم هو يوم تحقيق حلمها ، كانت تشعر بالتوتر ، كانت تريد ان يكون جانبها اليوم ليشاركها سعادتها باكتمال حلمها الدراسي ، تنهدت بحزن ودعت الله ان يعود إليها بأقرب وقت وهو يرا نور الحياه مره اخرى فهذا كل ما تمنت ...
٠••••••
كان يجلس بالطائره المحلقه فى السماء ، العائده من برلين ، وهو يتنفس الصعداء فسوف يلتقى بها بعد لحظات قليله ، فقد اشتاق إليها ويريد أن يخبئها داخل احضانه للابد ..
لحظات قليله الفاصله بينهم ، اغمض عيناه بارهاق وشرد بخياله يتذكر اول لقائه بها ، يتذكر كل تفصيله مرت بحياته وهى جانبه ..
*******٠•••*********
كانت داخل قاعه المحاضرات تنظر إلى عائلتها التى تجلس بالمدرج الاول والجميع يبتسم لها بسعادة ، فقد حضرت عائلتها باكملها لتساندها وتشاركها نجاحها .
ولكن كان ينقصها شخصا اخر ، لا يوجد معها اليوم ولكن وجوده الحقيقي ومكانه داخل قلبها لا يفارق روحها ، ينبض بالحب من أجله هو فقط ..
وقفت أمام مجموعه من الأطباء  المتخصصين بعلم النفس والطب النفسي ،،تتناقش معهم بأمر رسالتها ، تحدثت بلباقه وهدوء لكي تخفي توترها ..
مرت عده ساعات وهى تناقش كل جزء من رسالتها إلى أن انتهت من اثبات نظريتها ..
اعجبت لجنه الاطباء بم قدمته وتم منحها الماجستير بدرجه " الامتياز "
وصفق لها جميع الحضور .
توجهت إلى الطبيب المسئول عن اعطائها شهاده الماجيستير ، نظرت لعائلتها بسعاده ..

كان يقف يتابعها بفرحه وسعاده وهى تتحدث بثبات ، وعندما انتهت كان اول من يقف امامها وينظر لها خلف نظارته السوداء 
 جحظت عيناها بصدمه وهى تتطلع له بذهول 
ابتسم لها بحب ونزع نظارته السوداء لترا بريق عيناه الزرقاء تلمع بفرحه وسعاده وهو ينظر لصفيحه وجهها البرئ وملامحها الذى اشتاق لرؤياها ، ضمها بشوق 
-مبروك يا استاذه عبقال الدكتوراه 
مازالت تحت تاثير صدمتها :صرخت بفرحه :ياسين انت شايفني  بجد. يعنى العمليه نجحت
غمز له بعيناه :طبعا شايفك يا أجمل وأرق منما تخيلت 
حبيبه بسعاده :الحمد لله انا فرحتي كده كملت بوجودك جنبي وكمان اكبر سعاده ليا انك بخير وشايفني
ياسين بابتسامه :كان لازم اشاركك فرحتك وحبيت اعملهالك مفاجأه 
حبيبه :انا فرحتي بيك أنت 
ياسين بهيام :وانا بحبك انتي 
حبيبه بخجل :انا بحبك أكتر 
ياسين بعشق :وانا قلبي حبك واختارك قبل عيني 
عشقتكِ قبل رؤياكِ 
يا من دق لها القلب دون قيود
او شروط

احببتك بكل كياني وتمنيتك بوجداني 
فاسمحي لي أن تكوني كل حياتي

حياتي لم تكتمل  إلا بوجودك
يا شريكه العمر ورفيقه الدرب


                            تمت بحمد الله



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close