أخر الاخبار

رواية ذاكرة القلب الفصل السابع 7بقلم رانيا البحراوي

 


رواية ذاكرة القلب 

الفصل السابع 7

بقلم رانيا البحراوي



وصل عادل وسمع مدح شهاب بها.

شهاب :حقيقي اشيد بما فعلتيه، اعجبني موقفك جدا وشجاعتك لو وليت النساء قضاة لاخترتك أول قاضية بمصر ليست قاضية إدارية وأنما رئيسة لمحكمة الجنايات انتِ بطلة كل الاجيال القادمة.


اقترب عادل منهم فقام شهاب بأستئذانه واخذها بعيد وهمس إليها بكلمات لم يسمعها عادل مما اصابه بالغضب الشديد.


ظل عادل ينتظرها حتى تنتهي من الحديث مع شهاب ولكنها تجاهلته تماما وذهبت مع أبيها.


حاول عادل الإتصال بها ولكنها كانت ترفض الإجابة على اتصالاته.


بعد عدة أيام ورد اتصال لعادل من المصحة يخبروه ان هناك فتاة تريد رؤية خالد ويسألونه هل يسمحون لها برؤيته.


عادل :نعم دعها تراه.


بمجرد أن رأها خالد ساءت حالته وبدأ يسألها عن عمرو.


بكت آسيا وقالت :عمرو بالسجن، سجن لن يخرج منه حتى وإن أراد ذلك، على عكسك تماما بيدك ان تخرج من سجنك وتعود لحياتك ولا أحد يستطيع مساعدتك.


خالد بصراخ :أريد أن أموت اطلعي بره طالما لم يأتي عمرو اريد ان اموت وظل يصرخ اخرجي من هنا.


اجتمع حولها بعض العاملين بالمصحة يطلبون منها مغادرة المكان بينما هي تلتف كي تغادر رأت ان خالد إرهق من شدة الصراخ ووقع بالأرض.


آسيا :انظروا انه وقع بالارض اذهبوا لمساعدته.

العامل :سينهض مثلما وقع اذهبي انتِ الآن.


آسيا :اتركوني معه طالما توقف عن الصراخ واوعدكم أن اغادر على الفور ان عاود الصراخ مرة أخرى.


وقفت آسيا تطلب منه أن يردد لاحول ولا قوة الا بالله

واخبرته ان يقولها بعقله ان لم يستطع تحريك لسانه.


لم يستجيب لها فظلت هي تردد الاذكار على مسامعه وتقول الا بذكر الله تطمئن القلوب وتقرأ قرآن بصوت هادئ وصل عادل اثناء قرأتها القرآن وطلب منها أن تتوقف لان خالد لايشعر بوجودها.


آسيا :بالعكس هو مستيقظ ولكنه يغلق عينه ويبدو انه يشعر بالراحة اثناء قراءتي للقرآن.


دقق عادل النظر ووجد ان الدموع تتساقط من عين خالد وادرك انه مستيقظ بالفعل.


اقترب عادل وقال :لا تستسلم نحن معك حارب من أجل مستقبلك ومن أجل والدتك التي تحترق بغيابك

ولم تعد تستطيع الوقوف على قدميها، هي لاتأتي لزيارتك لأنها مريضة لاتظن انها تخلت عنك.


آسيا :سأذهب الان ولكن سأعود لزيارتك كثيرا وساجلب كتب الجامعة الخاصة بك علمت انك تدرس القانون مثلي وإنك بالفرقة الأولى سأجلب كتبك معي وسأقراها لك حتى لا يفوتك شيئا.


فتح خالد عيناه اثناء ذهابها وكأنه ممتن لما تقوله.


منذ أن تم حجزه لم تزوره والدته سوى مرة واحدة لم يشعر بوجودها ولكن علم بذلك لاحقا، يقوم عادل بزيارته كلما اتيحت له الفرصة ولكن تقريبا مرة كل اسبوع او اسبوعين.


لم تتحسن حالته بسبب استسلامه وضعفه ولكن كلام آسيا تسلل إلى قلبه وشعر بالأمل.


ذهبت آسيا وأمام الباب أخبرت عادل انها ستعود مثلما جائت ولا تريد منه توصيلها لاي مكان على بعد خطوة رأت كلب كبير فعادت إليه تطلب منه أن يأخذها إلى محطة الباص.


ضحك عادل واخبرها انه كان لن يتركها ولكن لم يتخيل انها ستطلب مساعدته بهذه السرعة فشكلها وهي تحدثه عابسة الوجه وشكلها وهي تطلب مساعدته مختلف جدا لدرجة انه لم يستطع منع نفسه من الضحك.


بالسياره

عادل :كيف حالك وكيف حال والدك؟ هل كرهني بعدما علم بالحقيقة.


آسيا :هل حقا تهتم لمعرفة ذلك؟

عادل محدثا نفسه اهتم أكثر لمعرفة شعورك انتِ هل نسيني قلبك، هل يكرهني، هل غاضبا علي قليلا وبمرور الايام سيسامحني تلك هي الاسئلة التي تراودني طيلة الوقت واتمنى معرفة الإجابة عليها.


عادل :كيف ستدبرين أمرك بعد سجن اخيكِ؟

آسيا :سأعمل بمكتب استاذي.

عادل :مع شهاب؟

آسيا :أنا وشهاب سنعمل بمكتب استاذي.

عادل :شهاب هذا يظن نفسه زوج خالتك لايدع فرصة دون أن يتحدث معك هل عمله يتطلب ذلك أرى محامين كثر لم أرى مثله يظن نفسه مسئول عن موكليه.


آسيا :رغم انه ليس من شأنك ولكن كما قلت هو يتصرف كذلك مع جميع موكليه ولا يختص بالمعاملة الحسنة معي فقط، رايته بنفسي وهو يشتري الماء لاحد امهات السجناء لم يكن من موكليه وانما كان خصم لديه ولكنه احسن معاملة والدته.


عادل :عظيم شهاب هذا.

آسيا :إنسان في زمن اختفت فيه الإنسانية.


عادل :هناك أناس أخرى بالحياة تستحق الثناء غيره .

آسيا :اعلم ولكنني لم اقابلهم.


عادل :ولا هذا الذي حماكِ من الكلب منذ قليل؟


تعجبت آسيا من اسلوبه الذي يشبه الاطفال وسألته :هل تغار من شهاب؟

عادل :ولماذا سأغار منه؟

آسيا :هذا الذي يثير فضولي.


عادل :الا يثير فضولك شيئا آخر؟

آسيا :مثل؟

عادل :اي شيئ عني، مثل هل انا جيد حقا ام كنت اتظاهر بذلك؟


آسيا بغضب :اخر شيئ افكر في الآن ذلك، تسائلت حقا عن ذلك في وقت مضى هل كنت جيد ام كنت تتظاهر، هل كنت تحبني حقا ام كنت تمثل علي الحب ولكنني ادركت لاحقا أن ليس هناك شيئا يدعى الحب يستطيع أن يحيا مع الكذب والخداع والزيف، الحب ثقة وأمان وصدق لا تظن ان حديثي هذا َقصده عتابك أو لومك لا انه مجرد شرح مبسط لمفهوم الحب لدى. 


شعر عادل بالحزن الشديد وخاصة ان صوتها كان يرتجف مختنق بالبكاء رعشة يدها كانت تخبره بمدى قسوته ومدى السوء الذي فعله بها، خاصة وهي بريئة هادئة كانت تثق في الناس بسهولة ولكنها اصبحت تخشى حتى الإبتسامة من شخص ما تظن بأن الذي يبتسم لها قد يسرق منها شيئا أو يتعمد ايذائها. 


اشتاق عادل لاسيا البشوشة المرحة الذي تركها خلفه وأورثها الحزن والخوف وعدم الأمان. 


كان حزين جدا لما وصلت إليه وارد ان يحاول إصلاح ماافسده ويعيدها إليه رغم معرفته انه من المستحيل ان يكسب ثقتها مرة أخرى. 


مر عادل من امام محطة الباص دون أن يتوقف بسيارته. 


آسيا :انتظر من فضلك، فاتتني المحطة. 

عادل :أعلم وتعمدت ذلك، اراكِ مجهدة فلم استطع تركك أمام محطة الباص. 


آسيا بغضب :من فضل حضرتك اوقف السيارة سأعود بنفسي. 


حاول عادل اقناعها ولكنها اصرت على النزول فاضطر ان يعود بالسيارة للخلف. 


آسيا :شكرا. 

عادل :لماذا الرسمية في الحديث بيننا؟ 

آسيا :لأن العلاقة بيننا رسمية بالفعل لاتجمعني بك اي علاقة كي ازيل الجدران بيننا. 


عادل بحزن :كما تشائين يكفي الا تنزعجي. 


نزلت آسيا وهي منزعجة بالفعل، منزعجة من اسئلته ومن اسلوبه الناعم في الحديث معها ومحاولاته في ان يتطرق إلى موضوعات خاصة وحديثه عن الماضي وعنها، مازالت الجراح تتعافى فلماذا يحاول العبث بها وإيلامها ألا يعلم انها قضيت الايام رفيقة لدموعها وأحزانها وأغلقت بابا تسلل عبره لقلبها مالذي يريده ولماذا يحاول تضليلها. 


تعهدت آسيا الا تضعف مهما كانت الضغوطات منه او من غيره فالحب لم يخلق من أجلها. 


مرت الايام 

عملت آسيا بالمكتب بالإضافة إلى اهتمامها بمنزلها ودراستها واصبحت بالفرقة الرابعة ووعدت استاذها انها ستجتهد ولن يعطلها العمل عن دراستها. 


حاولت زيارة عمرو كثيرا ولكن في كل مرة كان يرفض رؤيتها ورؤية والدها. 


ارسلت له خطابات عديدة ولم يفتحها، اشتاقت له كثيرا وكانت ترسل إليه مع زملائه اللذين يخرجون لمقابلة اهلهم في الزيارة انها تتمنى رؤيته من بعيد. 


في كل مرة كان يصل اليه شئ منها كان يتجاهله ويدير ظهره ولايريد التحدث مع أحد. 


لم تهمل آسيا زيارات خالد وقراءة كتبه الدراسية كما وعدته وشرحها له باسلوب مبسط وقراءة القرآن حتى انها كانت تقرأ له الروايات التي كانت تعجبها رغم عدم ايمانها بوجود حب الا انها مازالت تحب أن تعيشه من خلال الروايات. 


بدأ خالد بالتحسن وساعدته آسيا على ذلك كثيرا كانت تحمسه وتحفزه على أن يعود لحياته التي تركها خلفه حتى انه يصبح ينتظر زيارتها. 


علم عادل بالمجهود الرائع الذي تبذله في سبيل مساعدة خالد من العاملين، وكانت المفاجأة حين رأى خالد يتجول بحديقة الصحة دون قيود أو مرافقين. 


بنفس الوقت اتت آسيا وتفاجئت برؤيته كذلك وبكت من سعادتها واطلعت على عادل وهو يخفي دموعه فرحا. 


اخرج عادل هاتفه كي يصوره ويري اخته الفديو لأنها لن تصدق دون أن ترى بأعينها. 


احترمها عادل كثيرا وقال :اليوم استطيع ان اقول انكِ قد كفرتِ ذنب اخيكِ، دعمك له النفسي اتي بثماره سريعا وها أنا اراه أمامي اليوم يسير على قدميه يبتسم ويتحدث يتناول الطعام دون مساعدة اشكرك كثيرا. 


آسيا :أنا أيضا أظن ذلك، اشعر بأن دوري انتهى وواجبي اكتمل ولا داعي لزيارته مرة أخرى، أريد أن اطوي هذه الصفحة وأخرج من حياتكم كي يحكم إغلاق هذا الباب. 


شعر عادل بأن كلماتها بالانسحاب تخنقه وتحزن قلبه لحق بها وسألها :ماذا لو خلعت ذلك الباب الذي تريدين احكام غلقه وازلت كل الجدران التي تقيمنها بيننا وواصلت البحث عنكِ في كل مكان تحاولين الفرار إليه. 

يتبع 

                     الفصل الثامن من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close