رواية العاشق الفصل الرابع 4 بقلم سارة مجدي

       

رواية العاشق

الفصل الرابع 4

بقلم سارة مجدي


ظل رئبال داخل غرفته يسير فيها بكل الاتجاهات 

الغضب يجعل النيران تسيل على جدران الغرفه و سقف الغرفه يمتلىء بالدخان  

عيونه تشتعل بنار مستعره ... ان والده يضعه بين شقي الرحى بين عذاب حبيبته و تعرضها للألم الذي لا يتحمله البشر او ان يتعذب هو بفراقها و خسارتها و ان يتزوج من ابنه الملك سطام 

ضرب الحائط بقبضه يده لينهار اسفل قدميه كحبات الزجاج المكسور 

التفت الى المرآه الكبيره التى تتوسط احدى حوائط غرفته و اخذ نفس عميق و عقله يصور له ان يتأكد مما جعله والده يراه ... فهو ماهر فى الخداع ايضا 

دقق النظر فى المرآه ليظهر امامه غرفه نورا على نفس الهيئه التي جعله والده يراها و جوارها هتان كما هو 

ليشعر بالم قوي فى قلبه و احباط شديد. كان لديه اما ان تكون بخير لكن من الواضح قد طالها الاذى بالفعل 

جلس على الكرسي الكبير الموضوع فى احدي الزوايا بإرهاق و هو يفكر اذا ابتعد عنها مات و اذا لم يبتعد ماتت فماذا يفعل 

~~~~~~~~~~~~~~~

كانت تجلس فى غرفتها تلون اظافر قدميها بلونها المفضل غرفه ملونه بالوان تناسب الفتايات و مزينه بصور لنجوم كثر و فرق موسيقيه مشهوره 

كانت تتحدث فى الهاتف مع احدى صديقاتها 

- سوف نأخذ الاوراق من نورا ككل مره 

لتضحك زينه و هى تقول ببعض السخريه 

- تقصدين دوده الكتب ... لقد نسيت أمرها تمامًا 

لتضح بصوت عالي و هى تغلق زجاجه طلاء الاظافر و قالت 

- ذكريني غدا ان اتحدث معها ببعض اللين و اظهر لها بعض الموده حتى حين طلبنا منها الاوراق وافقت 

- هي لن ترفض يا لمى انهى تتمنى صداقتنا و يسيل لعابها حين تتحدثين معها و تصدق كل مره اننا نريد مصادقتها 

قالت زينه بتأكيد و كلماتها كلها تحمل السخريه و التنمر و ايضا التعالي و الغرور 

~~~~~~~~~~~~~~~~~

فى صباح اليوم التالي كانت نورا تجلس بجانب والدتها فى احدى ممرات المستشفي تشعر بالاندهاش مما سمعته من والدها كيف هذا انها لم تشعر باي شىء و تشعر ايضا بالخجل كيف يراها بلال على تلك الهيئه الا يكفي سواد بشرتها و خلوها من مظاهر الانوثه و الجمال 

اخذت نفس عميق و هى تفكر بالامس شعرت بالنعاس و لم تستطع حتى تبديل ملابسها التي لا تعلم لم ارتدتها من الآساس  

رفعت عيونها تنظر الى دكتور بلال الذي يقف جوار والدها يتحدث معه بشيء ما 

ابتسمت بخجل و ذلك الشعور يراودها من جديد لكن كيف و هو بتلك الوسامه المفرطه و هى على تلك الهيئه لا يوجد بها شىء جميل و لتضيف عليهم ما حدث بالامس و كم كانت مثيره للشفقه 

انتبهت لاقترابهم من مكان جلوسهم فخفضت رأسها أرضًا 

ليقول والدها بقلق واضح فى صوته لكنه ايضا حاني يطمئنها رغم كل شىء 

- اذهبي يا ابنتي مع الطبيب و نحن فى انتظارك و بإذن الله نطمئن عليكي 

رفعت راسها تنظر الى والدها باندهاش ليقول بلال دون ان ينظر لها و ذلك احزنها بشده و اكد لها كل افكارها السوداء 

- سنقوم ببعض التحاليل و الأشعات و نعود سريعًا 

لتخفض راسها من جديد ارضا و وقفت و هى تخبر نفسها 

- لماذا تشعرين بالحزن بالأساس من ينظر لك او يراك جميله اوى يرى قلبك الذي يتوق للحب و الاهتمام او يرى انك تستحقين الحياه من الاساس او يرى كم انت طيبه و حنونه مرحه و صاحبه خفه ظل لا مثيل لها 

سارت جواره عيونها ارضا لا تنتبه لنظراته المختسله لها و لا بقلبه الذي يضرب فى صدره كطبول الحرب لم تنبه ايضا ان لا مكان له فى كل ما قامت به لكنه لم يستطع المغادره و تركها بمفردها ... و لم يستطع ترك تلك الفرصه تضيع دون ان يستغل كل لحظه فيها 

حين انتهت فكر ان يخبرها بما داخل قلبه فى طريق عودتهم الى والدها لكنه تذكر ما راه بالامس و تذكر انها بأزمة كبيره 

عليه تخليصها مما اصابها و حينها يستطيع ان يبوح بكل ما بداخله 

~~~~~~~~~~~~~~~

لم يغادر غرفته و لم يستطع الوصول الى قرار ... كيف يختار بين حياته و حياة من هى حياته فى كلتا الحالتين هو ميت 

ظهرت له فى منتصف غرفته ليرتسم الغضب من جديد على ملامح وجهه لكنها لم تشعر بالرهبه و لا الخوف هى تعلم جيدا كيف تتعامل معه تفهم افكاره و مشاعره و خبيره هى فى كل قدراته 

فهى ايضا عاشقه مثله لكنها تعشقه هو و هو لا يراها بسبب تلك الإنسية 

- ماذا آتى بكي الى غرفتي أبريال ؟ 

- الحب ... الحب عزيز رئبال ... أنتَ تعلم جيدًا اننى احبك بل اعشقك 

اجابته بابتسامه واسعه و بصوت هادىء واثق ليقترب منها بغضب و قال بانفعال 

- لكن انا لا أحبك 

- ستفعل 

نظرت له بتحدي و قالت بثقه كبيره ليقول هو من بين انيابه 

- لن أفعل أبريال ... فقلبي قد امتلىء بالحب و سكنته من اعشقها بالفعل 

لتضحك بصوت عالي و قالت بهدوء يثير غيظه 

- حقًا ؟! هل تقصد تلك الإنسية المسكينه ؟ 

وأشارت بأصبعها على الحائط البعيد لتظهر له صوره نورا و هى تسير جوار بلال فى رواق المستشفى خلفها هتان 

و فى ثواني بدأت نورا بالصراخ بصوت عالي و كأنها تتألم من شىء ما 

 سقطت على ركبتيها تمسك برأسها و تصرخ بصوت عالي و من جديد بدء جسدها فى الاهتزاز بشكل جعل كل الماره بالرواق يقفون بعيدا خائفون رغم فضولهم لمعرفه ما يحدث 

اقترب منها بلال سريعا و وضع يديه فوق رأسها و بدء فى ترديد 


«بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ* الْحَمْدُ للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ * الرّحْمنِ الرّحِيمِ * مَلِكِ يَوْمِ الدّينِ * إِيّاكَ نَعْبُدُ وإِيّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ الضّآلّينَ »

«اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيّ الْقَيّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لّهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ مَن ذَا الّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مّنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيّهُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيّ الْعَظِيم » 

« قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ * اللّهُ الصّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لّهُ كُفُوًا أَحَدٌ » سورة الإخلاص.

• « قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ * مِن شَرّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرّ النّفّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ» سورة الفلق.

• « قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ * مَلِكِ النّاسِ * إِلَهِ النّاسِ * مِن شَرّ الْوَسْوَاسِ الْخَنّاسِ * الّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ* مِنَ الْجِنّةِ وَالنّاسِ » سورة الناس.

ليختفي هتان فى ثوان و هدء جسد نورا لتصرخ أبريال بغضب و تلك الطاقه تغلق بقوه و تنظر الى رئبال الذي قال ببعض السخريه 

- نعم هى تلك الإنسية المسكينه أبريال 

لتقترب هى منه خطوه و قالت بصوت يشبه فحيح الافعى 

- من ذلك الرجل الذى كان بجوارها و سمح لنفسه بوضع يديه على راسها و لمسها بتلك الطريقه ؟ 

و عادت خطوتان الى الخلف و قالت من جديد بتحدي

- أنتَ لي انا رئبال و لا مفر لك مني 

و اختفت فجأه كما ظرت فجأه لكن بعد ان ابرمت النار و الشك في قلبه 


              الفصل الخامس من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>