أخر الاخبار

رواية ذاكرة القلب الفصل الخامس عشر 15 والاخير بقلم رانيا البحراوي

 


رواية ذاكرة القلب 

الفصل الخامس عشر 15 والاخير 

بقلم رانيا البحراوي



هل استوطن أحدهم قلبك من قبل هل احتل كل تفكيرك مع انتزاع اي قدرة لديك على مواجهة هذا الاحتلال، لم تكن لديك القدرة على مواجهة قرارته دون أن يكن لديك حق الاعتراض على اي منها.


هذه هي إجابة السؤال الذي تواجهه آسيا بأعين جميع المحيطين بها منذ معرفتهم بأن عادل يكون والد ابنتها ولكنها غير قادرة على أن تخبر به أحد.


هي مازالت تحب عادل ولكن تخشى الاحتلال والضعف وقلة الحيلة التي لاطالما عانتهم من قبل.


وتعلم آسيا جيدا أن من واجبها ان تخبر اسلام بذلك ولكنها لا تملك القدرة على ذلك.


آسيا بحزن :لا لن أعود إليه ولكن بنفس الوقت لن ارتبط بغيره.


اسلام :ولكنك لا تستحقي الوحدة التي تحكمين على نفسك بها وتكبلين قلبك بأغلالها اطلقي العنان لقلبك لا تجعليه يحيا اسيرا للخوف من حقه ان ينبض من جيد ليصل صدى تلك النبضات لظلمة حياتك فيضيئها وتجد السعادة لقلبك طريقها من جديد.


آسيا بحزن :لست أسيرة وحدتي أو حزني ولكنني سجينة داخل جدران مخاوفي واحزاني تمنعني من الفرار.


في هذه الاثناء

ظهرت نتيجة الاشعة التواء بالكاحل وتم ربط قدمها وووصف لها راحة اسبوعين.


تم استدعاء عادل إلى المستشفى لاخذ أقوال مصابة بحادث سير وبمجرد دخوله من باب المستشفى وقعت عيناه على آسيا دون أن ينتبه لوجود اسلام لان اسلام كان يأخذ وصفة العلاج من الممرضة ومنشغل بالحديث معها.


جلس عادل بجانبها يسألها :هل تؤلمك؟ ماذا قال الطبيب؟


آسيا :نعم تؤلمني قليلا ولكن الحمد لله ليس بها كسر مجرد التواء وطلب مني الراحة لمدة أسبوعين.


عادل :كيف جئتِ إلى هنا؟

آسيا :جئت مع اسلام.

عادل بحزن :يبدو أن اسلام لا يتركك بمفردك ابدا.


هنا وصل اسلام وقال :نعم لا اتركها ابدا.

عادل :واين مودة؟

اسلام :مع والدتي.


عادل :هل سألتك أنت؟ كلما وجهت سؤالي لاسيا تجيب أنت هل أنت موكل عنها بالإجابة.


اسلام :لا ولكنني اراها تتألم وأنت تحقق معها كما تحقق مع المتهمين.


عادل :من فضلك اتركنا على انفراد لانني اريد التحدث مع ام ابنتي.


اسلام :لا لن اتركها الا ترى حالتها وكم هي تتألم تحتاج لان تتناول دوائها وتستريح.


بينما يساعدها اسلام على النهوض قال :افكر في اخذك للراحة عند والدتي لكي لا اتركك بمفردك بغرفتك.


آسيا :لا اريد الذهاب لغرفتي.


لم يستطع عادل التركيز على العمل استدعى زميل له ينوب عنه رغم ان الجميع يعرف انه يتطوع كثيرا للعمل ليلا نيابة عن زملائه لانه غير متزوج ويدعهم دائما ينمون بمنازلهم ليلا ويعمل هو ولكن هذه المرة تفاجئ زميله بأنه يستدعيه بمثل هذا الوقت المتأخر من الليل فذهب إليه مسرعا.


لم يحتمل عادل وذهب خلفها وبمجرد ان تركها اسلام وصعد لكي يجلب مودة، طرق عادل باب غرفتها.


آسيا تظن انه اسلام :كيف عدت سريعا هكذا ادخل فقد تركت لك الباب مفتوح.


دخل عادل فتفاجئت آسيا.


عادل :اعلم لم تكن تنتظريني انا فقد خلفت توقعاتك ولكن لم استطيع انهاء العمل الذي كنت اقوم به بالمستشفى ولن استطيع القيام باي شئ الا حين اعلم بالحقيقة.


آسيا :ماذا تريد أن تعرف؟

عادل :ماذا بينك وبين هذا الشاب؟ هل هو خطيبك؟


آسيا بغضب شديد :نعم هو كذلك.


اخبرته آسيا بذلك حتى لايجرؤ على التدخل بحياتها مرة أخرى وكأنها بذلك تبني حاجز لنفسها يحميها من ان يقتحم عادل حياتها مرة أخرى.


ولكن لم يمر الأمر بسهولة كما كانت تتخيل لان بذلك الوقت عاد اسلام وهو يحمل مودة واستمع إلى حديثهما وكان سعيد جدا بسماع كلماتها على عكس عادل الذي شعر بأنه فقد أغلى مالديه بالحياة فقدها قبل أن تعرف بأنه تغير كليا واصبح نادما على كل مافعله بها بالماضي وأنه كان يريد ايجادها لكي يكفر عن ذنبه ويعتذر منها ولكنه لم يصبح لديه الحق حتى بالنظر إليها.


خرج عادل وهي بغاية الحزن والأسى بعد أن قبل جبين ابنته وهي نائمة وانصرف بهدوء.


قبل أن يوجه اسلام كلمة واحدة لها آسيا بغضب :من فضلك الوقت متأخر الان دعنا نتحدث صباحا.


خرج اسلام وهو بغاية السعادة ولم يستطع النوم مطلقا.


عادل ايضا لم يستطع النوم وظل يتجول بسيارته ليلا يخشى العودة إلى المنزل يخشى ان ينفرد بنفسه.


بينما يحاول عادل الفرار من نفسه اصطدم بشجرة كبيرة واصيب إصابات بالغة.


أكتشف زملائه الحادث من جهاز الاسلكي واستمر البحث عنه واخذه إلى المستشفى.


مرت ثلاث ايام وهو بالمستشفى غائب عن الوعي ولكن يردد اسم آسيا ومودة.


ذهب احد زملائه إلى آسيا لكي يخبروها بما حدث معه وكاد زميله ان يبكي وهو يخبرها ان تأخذ إليه ابنته لان حياته مهددة بالخطر ويبدو انه يريد ابنته


رغم الألم الذي تعانيه آسيا الا انها لم تستطع البقاء دون أن تراه وتطمئن عليه.


اخذها اسلام لرؤيته وبمجرد ان دخلت الغرفة التي تم حجزه بها سمعت اسمها منه وكان يطلب منها الا تتركه.


قام اسلام بوضعها على مقعد قريب من السرير ووضع مودة بحضنها وغادر الغرفة.


بمجرد أن سمع عادل صوت آسيا وهي تخبره ان جائت لزيارته ومعها مودة كما طلب.


فتح عيناه ونظر اليها وظلت الدموع تتساقط من عينيه دون أن يتحدث، نظرات مليئة بالحزن والندم تستطيع وصف الحسرة التي بقلبه بسبب فقدانها.


كان مستسلما جدا وكأن الحياة لم تعد بتلك الأهمية عندما كان يبحث عنها، ظل يبحث عنها كثيرا وحين وجدها فقدها.


عادل بصعوبة بالغة في الكلام :اتمنى لكِ السعادة مع من اختاره قلبك، اذكريني دائما أمام ابنتي بالخير لا تدعيها تكرهني مثلما كرهتني امها.


بكت آسيا وقالت :تتحدث عن قلبي وكأنك لا تعرفه قلبي الذي فتح أبوابه لك ولم يفتحها إلى غيرك هل حقا تصدق انه أحب غيرك، تخبرني انني كرهتك والله ماكرهت بحياتي شيئا بقدر ماكرهت فرقتك

ولم أعش حياتي يوما الا وقلبي يذكرك انت ذكرى قلبي الذي منحنتي إياها ولن يستطع قلبي محوها.


بكى عادل ولكن هذه المرة كان يبكي فرحا وقال :اذا مت الان سأموت وأنا سعيد ولكن هناك شيئا يجب عليكِ معرفته انا ندمت بشدة بعد فقدانك وبحثت عنكِ كثيرا كي اعتذر منكِ هل لكِ ان تقبلين اعتذاري ولكن سريعا لم يعد لدي وقت.


أغلق عادل عيناه قبل أن تخبره بأنها سامحته وقبلت اعتذاره.


فزعت آسيا وظلت تنادي على الطبيب واسرع إليه الطبيب وتم أخذه إلى غرفة العمليات لاكتشاف اصابته بنزيف داخلي ثم نقله إلى غرفة الرعايا ومنع الزيارة عنه.


ظلت آسيا تبكي بانهيار وتتسائل :هل يموت قبل أن اخبره انني سامحته وقبل ان تناديه ابنته بابا.


اسلام :اطمئني سيكون بخير بإذن الله.

آسيا :وكأنه كان ينتظر مجيئي كي يغلق عيناه، اغلقها قبل أن يرى ابنته وقبل ان تستطيع رؤيته ياالله اشفيه

يارب.


ظلت آسيا تدعو له ولم تترك زيارته يوما طيلة عشر ايام كاملة، استقرت حالته قليلا فسمح لها الطبيب برؤيته ولكن دون أن تتحدث معه أو ترهقه بالحديث.


كتبت آسيا ورقة بها كلمتان، سامحتك، احبك.


فرح عادل كثيرا برؤية هذه الكلمات وأمدته بالقوة بعدما كان مستسلما اصبح يقاوم كي يشفى سريعا ويعود إليها ولأبنته.


بعد أيام قليلة تعافى عادل ونقل بغرفة عادية وسمح لها الطبيب بزيارته.


آسيا كانت ترتدي ملابس جميلة ومودة ايضا، مودة كانت ترتب عليه بحنان مثلما كانت تفعل آسيا معها وقت مرضها.


ابتسم عادل وكان سعيد جدا بقرب مودة منه ولكنه لم ينظر مطلقا إلى آسيا لأنه يظن أن كل ماحدث من اسيا لا شئ سوى احلام بخياله من أثر فقدان الوعي لايتذكر سوى انها خطيبة اسلام ولايصح له أن ينظر لها.


تعجبت آسيا من مدى الرسمية التي يتحدث بها معها دون أن ينظر لها.


عادل :من فضلك يامدام آسيا ارفعي ابنتي بجانبي على السرير.


وضعت آسيا مودة بجانبه وهي في غاية التعجب.


عادل :ممكن تنادي الممرض.


قامت آسيا باستدعاء الممرض فطلب منه عادل ان يضبط له السرير ويعطيه بعض الماء.


آسيا :ولماذا لم تطلب مني ذلك.

عادل :لا أريد ازعاجك، كيف سمح لكِ خطيبك بزيارتي بمفردك دون أن يأتي معك فهو بالعادة لايتركك.


فهمت آسيا سبب تصرفه وارادت ان تنتقم منه قليلا فتمادت في المزاح معه.


أمسكت آسيا هاتفها وتظاهرت انها تتصل بأسلام :أين أنت ياحبيبي كل هذا تصف السيارة بالخارج.


شعر عادل بالضيق بسماع ذلك وطلب منها أن تتحدث بالخارج لانه لايوجد شبكة بالغرفة.


آسيا :لا الشبكة جيدة جدا واسمعه بوضوح أخبرني انه سيعود للمطعم ليساعد والده ثم يعود لاخذي بعد انتهاء الزيارة.


آسيا :سلمي على بابا يامودة.


مودة ظلت تناديه بابا بابا وكأنها تعوض مافاتها من عدم رؤية والدها ومناداته، عادل كان سعيد جدا وهي تناديه بابا وظل يقبل يدها ووجنتيها ورأسها.


عادل :اشكرك لانك جلبتيها لرؤيتي سعدت برؤيتكم كثيرا اقصد برؤية ابنتي.


آسيا :اي انك غير سعيد برؤيتي؟

عادل :لا لم اقصد ذلك بالطبع اسعد برؤية والدة ابنتي.


آسيا :لانني والدة ابنتك فقط!

عادل :وهل لي ان افكر في غير ذلك؟ انتِ والدة ابنتي واقدرك واحترمك لا يوجد اكثر من ذلك.


آسيا كانت تبتسم وسعيدة جدا وهي تراه بهذه الحالة تقتله الغيرة ولايستطع إظهار ذلك.


قدمت آسيا له الطعام وقالت :انظر ماذا اعد اسلام اليوم بالمطعم انه شيف ممتاز ويعد طعام شهي جدا.


عادل :تناوليه إذن فلست جائع.

آسيا :كيف لست جائع اخبرني الممرض انك ترفض تناول طعام المستشفى ولذلك جلبت لك هذا الطعام من المطعم.


عادل :اخبرتك انني لست جائع ابعدي هذا الطعام.

آسيا وهي تتذوق الطعام :لم اتناول طعام أجمل من ذلك انت الخاسر.


عادل بحزن :نعم أنا الخاسر.


مودة :احب طعام اسلام.

عادل بغضب :خذوا طعام اسلام وتناولوه بالخارج رائحة الطعام تزعجني.


ضحكت آسيا ووضعت الطعام بالحقيبة وهي بغاية السعادة.


وقالت:سنتناوله مع اسلام بالمطعم فور عودتنا.

عادل :ليتني لم استرد وعي ابدا.

آسيا :لماذا؟

عادل :كنتِ مختلفة كثيرا في أحلامي.

آسيا :كيف؟

عادل :كنتِ قلقة علي وتبكين خشية ان يصبني مكروه كنتِ........

آسيا :كنت ماذا؟


يريد عادل ان يقول :كنتِ تحبيني ولكنه لايجرؤ على ذكر ذلك ولكنه كان سعيد باحلامه وبما كان يتخيله كثيرا لدرجة انه كان يبتسم كلما تذكر ذلك ثم يعود عابس الوجه مرة أخرى حين يصطدم بالواقع.


آسيا :أعتذر يجب أن اذهب لان اسلام ينتظرني بالخارج سينزعج اذا تأخرت.


عادل :اذهبي ولا تزعجي نفسك بزيارتي مرة أخرى اصبحت بخير.


خرجت آسيا وظلت مودة تسألها عن اسلام.


آسيا :سنعود بسيارة أجرة اسلام منشغل بالمطعم.


عادت آسيا ورأت ان اسلام مازال منزعج منها لانه منذ أن سمعها تتحدث مع عادل وتخبره ان اسلام خطيبها اخبرته بعد ذلك انها كانت تفعل ذلك من أجل أن يبتعد عادل عنها فالنتيجة كانت ابتعاد اسلام عنها ولا يحدثها الا للضرورة.


حاولت آسيا ان تشرح له أكثر من مرة انه مثل اخيها وانها لا تناسبه وأنه يحتاج لفتاة تحبه ولاتفكر في غيره كي يعيش حياته معها بسعادة.


ظلت آسيا تنتقم من عادل كل يوم اثناء زيارته الا انه ذات يوم تصادف وجودها مع وجود الطبيب الذي اجري العملية لعادل والذي سمح لها برؤيته دون أن تتحدث معه فرفعت اللافتة أمام عادل لتخبره انها تحبه.


الطبيب :بحياتي لم أرى زوجة تحب زوجها مثلك.

عادل بتعجب :عن من تتحدث؟


الطبيب :زوجتك هذه لم تتركك ابدا وكانت رافعة لافتة مكتوب عليها احبك.


عادل بفرح :هذا ليس حلم؟ هل فعلت رأيت ذلك ايضا؟ اقسم أيها الطبيب انه لم يكن حلما.


الطبيب :حدث والله اقسم لك أمامي وأمام جميع الممرضين ألم يخبرك احد؟


عادل :لا لم يخبرني احد.


غادر الطبيب وظلت آسيا تضحك بخجل وهي تخفي وجهها بيدها.


جلس عادل وقال :خدعيتني إذن لم يكن حلم؟

آسيا :نعم اردت ان انتقم منك.


عادل وهو يلتقط انفاسه :هذا اسعد يوم بحياتي هل كل مارأيته لم يكن خيال وكنتِ طيلة هذه الفترة تحبيني ولم تنسيني؟


آسيا :امازال ليدك شك ايها الضابط؟ ماذا افعل كي تصدق هل اقسم لك مثلما اقسم لك الطبيب.


عادل :انتِ ماكرة لم تتركِ شيئا ولم تفعليه بي كنتِ ترددي اسم اسلام أمامي أكثر مما تتنفسي فقط لكي تثيري غضبي وغيرتي، كنت احترق مع كل مرة تذكرينه أمامي، هل اخذتي انتقامك هكذا؟


آسيا بأبتسامة :نعم.


عادل :لست غاضبا منكِ فالسعادة التي بداخلي الان تجعلني اذا رأيت اسلام امامي الان سأقبله.


ضحكت آسيا وبهذه الاثناء وصل اسلام لزيارته.


مودة لاسلام:بابايريد ان يقبلك.


ضحكت آسيا وقالت :ابنتي لا تكذب كان يقول ذلك بنفسه منذ قليل.


عادل :لا اعلم كيف استطيع شكرك لاعتنائك بمودة واسيا طوال هذه الفترة انت وعائلتك.


اسلام :لا داع للشكر آسيا مثل اختي.


فرحت آسيا جدا بسماع ذلك من اسلام وشكرته كثيرا.


اسلام :جئت كي اعيدك لمنزلك آسيا اخبرتني انه سيتم خروجك من المستشفى اليوم.


عادل :لا تزعج نفسك استطيع قيادة السيارة.


اسلام :لا يوجد ازعاج.


شكرته آسيا مرة أخرى وذهب الجميع مع عادل إلى منزله ووضعوا حقيبته واغراضه بالمنزل وغادروا على الفور.


آسيا :حالة منزله سيئة تحتاج إلى الترتيب دعنا نرسل له إحدى العاملات لتنظيفها.


اسلام :ولماذا لم تذهبي انتِ لمساعدته في تنظيفها؟

آسيا :نحن منفصلين ولا استطيع زيارته بالمنزل قبل أن نتزوج مرة أخرى.


اسلام :هل تحدث معكِ عن الزواج مرة أخرى؟

آسيا :لا لم يتحدث ولكن قد يكون بانتظار الوقت المناسب كي يتحدث معي أو مع والدي عن ذلك.


اسلام :وماذا اذا لم يفعل؟

آسيا :وماالذي يجعلك تفكر في ذلك؟


اسلام :لو انا ماكنت ارسلتك بعيدا عني هكذا وكنت اتممت الزفاف اليوم.


آسيا :الا ترى حالته؟

اسلام :كان بخير ويريد قيادة السيارة بنفسه.


لم تنشغل آسيا بحديث اسلام ولكن تمر الأيام ويعود عادل إلى عمله دون أن يتحدث مع آسيا بأمر الزواج مطلقا، يتحدث معها على الهاتف ويزورها بالمطعم

ويتحدث عن كل شئ إلى الزواج.


اسلام كان يحرضها ضد عادل في كل مرة يأتي عادل للزيارة بها ويذهب دون أن يطلب يدها مرة أخرى.


بدأت آسيا تشعر بالضيق وفهمت ان عادل لايريد الارتباط بها ثانية بسبب عمرو وانضمامه للعصابة وان عادل يتابع مايحدث بالقضية من زملائه بالقاهرة.


لم تستطع آسيا التحدث معه بأمر الزواج ثانية ولكن انعكس ذلك على طريقة تعاملها معه ولم تعد تتحدث معه الا بشكل رسمي بصفته والد ابنتها فقط.


موقفه كان غريب ويزداد الأمر غرابة كلما مر الوقت لانه اصبح انسان اخر غير الذي كان عليه بالمستشفى

وكأنه نادم لانه اعترف لها بالحب.


بعد شهر تقريبا


ارادت آسيا زيارة والدها والاعتذار له وعادت إلى القاهرة وكانت هناك مفاجأة كبري في انتظارها.


والدها تزوج بجارتهم التي كانت تسكن بسطح المنزل

واستقر معها بالأعلى وأصبحت شقتهم مهجورة تمتلأ أركان الجدران بالعناكب ويخيم عليها الظلم والاتربة

تغطي كل شئ.


لم تستطع آسيا لوم والدها على مافعل لأنه يحق له أن يتزوج ولكن احزنها كثيرا بأنه حين علم بعودتها اقتصر حديثه معها على خمس دقائق مابين الصلاة والاقامة لانه حين سمع إقامة الصلاة تركها واسرع إلى المسجد دون أن ينظر بوجه ابنتها حفيدته الأولى والوحيدة التي لم يراها منذ ثلاث سنوات.


يبدو أن تعليمات زوجته كانت حازمة جدا حين طلبت منه الا يتاخر بعد الصلاة لانه لم يمر على آسيا اثناء عودته من المنزل.


قامت آسيا بتنظيف المنزل وبعد يومين تفاجئت ان احدهم يطرق الباب وكانت المفاجأة حين رأت عمرو يقف أمامها.


ارادت آسيا ان تلقي بنفسها بين ذراعيه وتبكي ولكنها شعرت بالاشمئزاز فور رؤيته يرتدي سلسلة برقبته وشعره مصبوغ بلون اصفر وحلاقته غريبة ليس اخيها الذي كانت تتقاسم الاحزان قبل الافراح معه وكان يطعمها الطعام بيده ويتقاسم معها الوجبات.


هناك انسان اخر يقف أمامها لايشبه اخيها ولايشبهها انسان بعيد عنها كل البعد.


سلم عليها بجفاء واخبرها ان تحترس على ابنة الباشا لان الأعين عليها وقد تختفي باي وقت ولا يستطيع الباشا ومن معه اعادتها مرة أخرى.


عانقت آسيا ابنتها وندمت ندم شديد لأنها عادت لهذه الصراعات من جديد بعد أن كانت تعيش برفقة ابنتها بأمان.


عمرو :ليس ابنته فقط الباشا ايضا سيموت باليوم الذي سينقل فيه إلى القاهرة.


آسيا :كيف تتحدث هكذا عن والد ابنتي اتريد ان تيتم ابنتي الصغيرة؟


عمرو :ليس انا الذي ابحث عنه الريس بنفسه من قرر ذلك وينتظر عودته اليوم قبل غد.


بكت آسيا وهي تستمع لاحاديثه وادركت حينها فقط أن مستقبل اخيها ضاع ولن يستطع احد انقاذه.


قامت آسيا بالاتصال بعادل وحكت له ماحدث ولكنه لم ياخذ من كلامها سوي ان ابنته بخطر وعاد ليهددها من جديد بأنه قد يأخذ ابنته لأنها ليست بأمان بذلك المنزل.


حزنت آسيا لانها اصبحت بين صراعاتهم مرة أخرى وارادت العودة من جديد من حيث اتت.


أدركت ايضا ان عادل لن يعيدها مرة أخرى بسبب موقفه من عمرو وأنه يجب أن تعيش حياتها بمفردها دون انتظار أحد.


عادت آسيا إلى بنها واستقرت كما كانت قبل ظهورهم في حياتها من جديد لا تريد سماع اخبارهم أو اخبار صرعاتهم.


ذات يوم بينما آسيا تعمل بالمطعم رأت ان هناك سيارة توقفت ونزل كل من عادل وعمرو ويتجهون نحوها.


فزعت آسيا وفهمت ان عادل قام بالقبض على عمرو وان عمرو جاء لتوديعها.


اقبلت نحوهم وهي تبكي وتسألهم عما حدث.


وضع عادل يده على اكتاف عمرو وقال جئت اليكِ كي احكي لكِ قصة هذا البطل.


آسيا :اي بطل؟

عادل :اخيكِ البطل الذي ساعدنا بالقبض على باقي افراد العصابة كان يعمل لصالح الشرطة طيلة الثلاث سنوات السابقة.


آسيا ببكاء حقا!

عمرو :نعم وضعت حياتي بخطر فقط لأجلك بالوقت الذي رفضتي فيه ان تشهدي ضدي وكافحتي لاجلي وخسرتي زوجك بسببي قررت أن اتغير لأجلك لكي أرى هذه النظرة بالفخر بعينك لكي لا اخذلك ولا اخجلك لأجلك اصبحت إنسانا اخر.


عانقته آسيا وهي تبكي وتقول :كم اشعر بالفخر لانك اخي.


عادل :اتركوا لي شيئا إلا يوجد عناق لاجلي.


نظرت آسيا اليه بحزن وقالت :امازلت تمزح؟

عادل :اعلم كم الغضب الذي بقلبك تجاهي ولكن لم استطع العودة اليكِ قبل الانتهاء من باقي العصابة التي كانت تهدد حياتنا جميعا بالخطر وخاصة ابنتي، خفت ان يراودهم الشك بعمرو حين يعلموا انني عدت إلى اخته مرة أخرى.


آسيا :انتهيت من حديثك احب ان اخبرك انني ارفض العودة إليك لانك اخفيت عني الحقيقة وابتعدت عني دون سبب.


عمرو :لا لن يحدث انه طلب يدك مني وانا وافقت وهاهي الشبكة بجيبه وسترتديها اليوم.


قامت آسيا بتقديم اخيها إلى اسلام وعائلته وهي مرفوعة الرأس فخورة بأخيها التوأم.


تم الاحتفال بالخطبة ولم يكتفي عادل بذلك بل ارسل لاستدعاء المأذون وقام بعقد قرانهم من جديد.


وهكذا استقرت حياة آسيا ووجدت السعادة طريقها إليها وعلمت آسيا ان الأحلام لاتوجد فقط بالروايات

وانما السعادة تتواجد حيث يتواجد الثقة والأمان.


اعادت آسيا قراءة تلك الرواية من جديد وقرأت بصوت عال تلك الاسطر على مسامع عادل لتخبره انه جعل من حياتها رواية ستظل بطلتها ماحيت من عمرها


واراد أن يصبح حارسا على عينيها حتى لاينظر إليها أحد غيره وأمينا على يديها حتى لاتصافح أحد غيره

ومالكا على قلبها حتي لاينبض لغيره، ظن انه سيكون

بمملكتها اميرا فأتخذت منه اسيرا.


عادل بأبتسامة:حدث بالفعل وأصبحت اسيرا لقلبك لايريد الفرار.


وهكذا كتبت لاسيا السعادة اسأل الله العظيم أن يرزقكم جميعا السعادة. 

                تمت بحمد الله  

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
   💚 مرحبا بكم ضيوفنا الكرام الرواية كامله💚
ولكن يجب إن اترك 5 تعليقات لكي يفتح الفصول
في كرنفال الروايات ستجد كل ما هوا جديد حصري ورومانسى وشيق فقط ابحث من جوجل باسم 
الروايه علي مدوانة كرنفال الروايات وايضاء اشتركو في قناتنا👈علي التليجرام من هنا يصلك اشعار

 بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك        

🌹🌹🌹🌹 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


لقراءة باقي الفصول من هنا 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close