أخر الاخبار

رواية لقد عادت من اجل الانتقام (الجزء الثاني) الفصل السادس 6بقلم شيماء عبد الله

 

رواية لقد عادت من اجل الانتقام (الجزء الثاني)

الفصل السادس 6

بقلم شيماء عبد الله



ابتسمت له وعد ولحقت به، ليمروا على النساء اللواتي اجتمعن في غرفة الجلوس، وألقوا عليهم التحية، وبينما كانت وعد تصعد درجات السلم أتاها صوت جودي الغاضبة، والتي كانت تصرخ بإسمها.


عادت وعد أدراجها ولحق بها رعد، ليجدوا جودي تتجه ناحيتهم بغضب شديد، وخلفها النساء اللواتي لا يعلمن ما حدث لتقول وعد :ماذا حدث يا أمي.


وضعت هاتفها بين يديها قائلة بحدة :هل تستطيع شرح هذا، من هذا الذي أصبح يهددنا بفضلك.


نظرت وعد للهاتف لتقرأ تلك الرسالة بصوت مسموع قائلة :ابنتك العزيزة تكتب نهايتكم جميعا، ولو استمرت على عنادها ستلقون حتفكم جميعا، واحدا تلو الأخر.


ضغطت وعد الهاتف، واحتدت نظراتها أكثر، وقبل أن يتحدث أحد رفعت يدها تمنعهم الحديث، لتتصل بذلك الرقم، وفور أن أجاب هتفت: ما الذي تريد مني.


الرد: يا لك من سريعة، لكن لأكون صريحا أحب طريقتك في التعامل، تتواجهين مباشرة دون لف أو دوران.


وعد :هذه شجاعة وثقة بالنفس لكن للأسف أنت لا تملك أيا منهما، وأكبر دليل إستخدامك لرقم مشفر، وأيضا صوت ألي، لدرجة أنني لا أعلم إن كنت رجلا أو امرأة، أقصد ذكرا لأن الرجولة ليست لأمثالك.


وضعت جودي يدها على فمها كاتمة شهقتها، و عبها ازداد من استفزاز وعد لذلك العدو الخفي، فاسترسلت وعد حديثها قائلة :والان أخبرني ما هدفك، أو أفضل أن تظهر أمامي ونتحارب علنا بدل أن تزرع الخائنين وسط أفراد العائلة.


تجمدت رجلي مراد في الدرج بعد أن التقطت أذنيه جملتها الأخيرة، وعلم الان أنه كشف، فقرر المواجهة بدل التخفي مجددا. أما وعد كانت تمرر نظراتها بين عائلتها لتستمع للرد من الجهة الأخرى قائلا :تذكري جيدا كلامك هذا لأنني سأجعلك تندمين على كل كلمة هتفت بها.


هتفت وعد بنبرة باردة :أفضل التطبيق على التهديدات الفارغة.


الرد :حسنا أول شيء أريد أن أخبرك عن الخائن الأول لك، مراد أخ زوجك الحبيب، للأسف الغدر يمشي في عروقه كما يمشي في دم الرعد خاصتك.


وعد :كم أشفق عليك، هل تعتقد أنني سأصدقك بهذه السهولة، منذ عودتي للشركة علمت أن مراد لم يكن خائن، ولعبتك الحقيرة لم تنجح معي.


توجهت الأنظار لمراد الذي شحب وجهه، وتمنى أن تنشق الأرض في تلك اللحظة وتبلعه عله يبتعد عن مرمى أنظارهم.


الرد: لا أنكر اندهاشي بهذا، لكن كنت أتوقع ولو قليلا أن تشكي به.


وعد :هذا لأنك لا تعلم أهمية الروابط العائلية المتينة، والان سأغلق الخط ما دمت تضيع وقتي بلا فائدة.


الرد: انتظري لحظة، أنا أريد مشروعك الجديد.


رفعت وعد حاجبها هاتفة: عن أي مشروع تتحدث.


الرد: المشروع الذي قدمت بضع معلومات غامضة عنه، لكنك لم تكشفي الفكرة الرئيسية للمشروع، أريد أن أصبح شريكك بالنسبة الأكبر.


خرجت قهقهة من وعد قبل أن تقول :يا لك من مسكين، وهل تتوقع أن أوافق على هذا الطلب الغبي.


الرد :أولا هذا ليس طلبا وإنما أمر، ثانيا أجل ستوافقين غصبا عنك كي لا تخسري عائلتك الحبيبة.


وعد :إذن مرحبا بك في الحرب مع الأفعى.


تبادل الرجال النظرات وهم يتذكرون ما فعلت باسماعيل وعائلته، ثم التفتوا لها حينما أغلقت الهاتف هاتفة :فلتستعدوا سنخوض حربا جديدا.


جودي: هل جننت يا وعد، هو يهددنا وأنت تتحديه، لعله هو من سبق واختطف ماسة والان تكررين الخطأ ذاته وقمت بإعلان حرب عليه، ماذا لو وصل لنا ما الذي سيحدث وقتها.


ابتسمت وعد وأمسكت بكتفيها هاتفة :لا تقلقي، لن أسمح له بأذيتكم، وماسة حينما خطفت كان فقط لتحذير مراد كي يصمت ولا يفشي سره.


استداروا ناحية مراد الذي كان في أشد حالاته توترا، وقد أوقع نفسه في مأزقه لا مهرب منه، لتتحرك وعد متجهة لمكتبها قائلة :أفضل أن تخبرهم يا مراد عن فعلتك كي تضلل الخائن الحقيقي.


ماسة :عن ماذا تتحدث أختي يا مراد.


تنهد مراد هاتفا: فلنجلس أولا وأنا سأخبركم بكل ما حدث، ففي الأخير افتضح أمري.


تقدموا ناحية غرفة الجلوس، وكانت نظرات جودي أكثر ترقبا بعدما رمت وعد قنبلتها وعادت أدراجها للخلف، فبدأ مراد حديثه قائلا :في اليوم الذي كنت متجها لشركة وعد كي أحضر الملف، وصلني إتصال مجهول يهددني بحياة ماسة وأمي وخالتي جودي.. وصلتني صور لهم في إحدى الحدائق وخلفهم شخص يظهر سلاحا من تحت ستره، وهددوني بحياتهم مقابل صور للملف، وأصر أن أصور الملف في المكتب، ثم أرسلت له كل شيء، وحذرني من إخبار أحد بشيء وإلا ستكون ماسة الضحية، وهذا بالضبط ما حدث بالأمس حينما قررت إخبار وعد بكل شيء، وكتحذير لي قاموا بخطف ماسة، هذا يعني أنني السبب الرئيسي فيما حدث يا خالتي جودي، ووعد لا ذنب لها فيما حدث. 


غضب رعد كثيرا مما سمعه ليقول: وما دمت أنت الفاعل فلما كذبت علي، سألتك ذلك اليوم عن أدق التفاصيل حينما أحضرت الملف، لكنك نظرت لعيني وكذبت علي.


مراد: ضع نفسك مكاني يا رعد، زوجتك ووالدتك ووالدتها في خطر ماذا كنت لتفعل.


رعد :كنت لأسرب لهم المعلومات لكنني لن أظل صامتا فيما بعد، أنت بهذه الطريقة سمحت له بإستغلالك أكثر.


مراد: لو كنت أستطيع إخباركم بشيء دون أن يتأذى أحد كنت سأفعلها، لكن بمجرد تفكيري للقيام بذلك خطف ماسة، وأنت تريد مني أن أخبركم بما فعلته بعد كل ما حدث.


في المكتب كانت وعد تجري بعض الإتصالات لتصل لعدوها الجديد سريعا، حينما لمحت ذلك الظرف فوق المكتب، وفور أن أغلقت الهاتف فتحته، لتجد صورة أخرى لرعد مع إحدى الفتيات، ومعها ملاحظة.


وعد :مهما حاولت الثقة في زوجك سيأتي يوم وتكتشفين حقيقته، لكنك ستتأخرين كثيرا... اللعنة ماذا تريد مني أنت.


دققت في الصور مجددا علها تجد شيئا يؤكد لها أنها مفبركة إلا أنها لم تتوصل لشيء، فجلست واضعة رأسها بين يديها تحاول تهدئة نفسها، قبل أن يصل إلى مسامعها صوت شجار رعد ومراد، فقامت بعد أن أخذت نفسا عميقا، وأخفت تلك الصورة حتى تتأكد منها، ثم توجهت لغرفة الجلوس.


كان رعد يقف أمام مراد، وهو في أشد حالاته غضبا، فتقدمت وعد ومنعته من الوصول له قائلة :اهدأ يا رعد، أنت تعلم جيدا أن مراد كان في موقف صعب.


رعد :حتى لو كان كذلك، ما كان عليه أن يكذب وهو ينظر في عيني.


نظرت وعد لعينيه هاتفة: هذا الشخص لا يعبث مع مراد فقط، حاول أن يفرقني عنك أيضا، وأرسل لي صورا لو رأتها فتاة أخرى لطلبت الطلاق مباشرة.


تنبه الجميع لحديثها فهتف رعد :عن أي صور تتحدثين.


أخرجت وعد هاتفها، ثم أرته تلك الصور التي صدمته أيضا، ولوهلة اعتقد أنها حقيقية، وكذلك عمر الذي كان بجانبه صدم حينما رأها فهتف :رعد هذه الصور لك.


وعد :هذه الصور مفبركة.


عمر: لا أعتقد..أقصد أنها تبدو حقيقية.


نهرته نسرين قائلة :ما الذي تقوله يا عمر، هل تريد أن تزرع الشك في قلب وعد ضد ابنك.


رعد: لك أبي محق، هذه الصور تبدو حقيقية فكيف لك تشككي بي.


وعد :قلت لك أنها مفبركة، وأكبر دليل تلك الشامة الصغيرة في يدك اليسرى، والتي لا تظهر في الصور.


نظر رعد ليده ثم نظر مجددا لتلك الصور بعد تكبيرها، وتركيزه على اليد اليسرى، فوجدها كلامها صحيحا، لينظر لها غير مستوعب لتدقيقها على تفاصيله، فنظرت وعد لعائلتها المنشغلين بتفحص الصور فهمست له قائلة :لست أنت فقط من تحفض أدق تفاصيلي.


كاد رعد أن يضمها لصدره، ويعبر لها عن امتنانه لثقتها العمياء به، لولا تذكره وجود العائلة معهم، فاكتفى بنظراته التي تعبر عن مكنونات صدره، فهتف فهد: أنت محظوظ يا رعد، لو تزوجت فتاة أخرى غير وعد كانت لتشك بك، وتتهمك بالخيانة، ولن تثق بك مهما حدث.


هتفت وعد بصوت خافت: لو حاول التقرب من فتاة أخرى يفضل أن يحفر قبره بدل أن يرى ما سأفعله بهما.


وصلت تلك الكلمات لمسمع رعد، فاتسعت بسمته سعيدا بعشقها له، وشكر الله في نفسه على وجودها في حياته، بينما أردفت وعد قائلة :فلتجلسوا الان لنتحدث في الأهم.


جلسوا جميعا ينصتون لها، فهتفت :عدونا الجديد، أو ربما عدوي، لا زلت لا أعلم من يكن لهم عداوة من بيننا، لكنني أعلم جيدا أنه لم يرتاح حتى يشتت شمل عائلتنا، هو سيستهدف الجميع الآن، وربما..


صمتت حينما أعلن هاتف جنة عن وصول رسالة، فقالت: اكملي يا وعد ما بك صمتت.


وعد :تأكدي من محتوى الرسالة.


نظرت لها باستغراب لتفتح الرسالة وتجدها تحتوي على ثلاث كلمات؛ "افتحي تطبيق الواتساب". استغربت في بادئ الأمر، إلا أنها فتحت التطبيق لتجد صورا من نفس الرقم، فحملتها لتتسع عينيها من محتوى الصور، ونظرت لزوجها بنظرات غير مصدقة.


فلتت ضحكة خافتة من فم وعد هاتفة :يبدو أنه أراد أن يوقعك في الفخ الذي لم ينجح في إيقاعي به، أليس كذلك.


جنة: كيف علمت.


وعد :ببساطة هو هددني بعائلتي، وبالتأكيد سيحاول زرع الشكوك في قلوبكم، وسيحاول تدمير علاقاتنا.


فهد: انتظروا لحظة، ما الذي وصلك يا جنة.


أعطته الهاتف ليجد صورا له مع فتيات في وضع مخزي، ليهتف غاضبا: اللعنة عليه.


وعد :ببساطة هو لا يعلم الان أنني أخبرتكم بكل شيء، لذا اعتقد أن خطته تسير بشكل جيد، واعتقد أن تلك الصور ستأثر على علاقتكما، وبالتأكيد نحن سنلتهي بمشاكل العائلة، وهو سيستغل الفرصة ويرسل من يأخذ معلومات مشاريعنا الجدد، ويسبب مشاكلا في العمل، وحينما نلتهي بالمشاكل سيضرب ضربته القاضية.


جاد: يجب أن نعلم من هو كي يسهل التعامل بخصوص هذا الموضوع.


وعد :بالتأكيد سأعلم وقتها تأكد أنني لم أرحمه، لكن قبل ذلك لا أريدكم أن تتحدثوا بخصوص هذا الموضوع نهائيا، حتى لو كنتم في غرفكم لا تتحدثوا عنه.


أحمد :هل تشكين بأحد في القصر.


وعد :حتى الآن لا أعلم، لكن ربما زرع جواسيسه هنا.


لمياء: إذن يفضل أن لا نتحدث بخصوص هذا الموضوع.


وعد :أفضل شيء ستفعلونه، والان أستأذن منكم سأذهب لأرى عهد، فقد وعدتها أن تجدني حينما تستيقظ بجانبها.


رعد: أنا آت معك.


تتبعتهما نسرين إلى أن اختفوا من أمام ناظريها فقالت: ابني محظوظ كونه يمتلك زوجة كوعد، ثقتها به وتدقيقها على التفاصيل أنقذهم من مشاكل لا تنتهي.


كانت تتحدث وهي تنظر لجودي التي بدأ يتسلل الندم لقلبها، إلا أنها لم تعبر عن ما يدور داخل عقلها. أما وعد فوجدت أطفالها لا زالوا نائمين فخرجت من الغرفة، وهي تنوي الجلوس مع رعد في غرفة الجلوس الموجودة داخل جناحهم، إلا أن رعد فور رؤيته لها، أسرع إليها وضمها بقوة لصدره.


وعد :ما بك رعد.


رعد :شكرا لوجودك في حياتي، شكرا لثقتك بي.


وعد :إياك وشكري مجددا، إضافة لذلك ثقتي لم تأتي من فراغ، فالفضل يعود لك بالثقة المتبادلة بيننا، ولأنني أعلم جيدا أنك ستثق بي لو وقعت في نفس الموقف. 


رعد: في كل مرة تؤكدين لي أنني لم أعشقك من فراغ، أنت الشخص الوحيد الذي يستحق عشقي.


ابتسمت وعد بدلال هاتفة :لا تنسى أنني طفلتك و بالتأكيد سأستحق عشقك.


رعد: كأنك تغترين بعشقي.


وعد :وأليس لي الحق لأغتر.


رعد: أنت تمتلكين كل الحقوق من الأساس.


سمعوا صوت عهد تهتف بكلمة أمي، فدخلوا للغرفة مستمتعين بتجمعهم، فلاحظت وعد غياب ياسمين لتعلم أنها بالتأكيد ستكون بمرسمها، كونها تعشق الرسم في ذلك الوقت من اليوم، وربما رسمت غروب شمس جديد ليضاف إلى مجموعة رسوماتها.


في منزل جميلة كانت تنتظر أي خبر عن سوء الأحوال في القصر، إلا أنها لم تتلقى أي اتصال، لتبعث رسالة لأحد جواسيسها كاتبة فيها "هل حدث أي مشكل في القصر".


أتاها الرد بعد دقائق قائلا "لا يا سيدتي، البعض الان في غرفته، والبعض في غرفة الجلوس يمرحون، وقد قمت بما أمرتني به ووضعت الظرف في المكان المعلوم".


غضبت جميلة بشدة من ذلك الخبر قائلة :كيف حدث هذا، جنة ليست مثل وعد، وتصدق سريعا ما تراه، فكيف لم تصدق تلك الصور.


نزلت في تلك اللحظة فتاة تظهر البشاشة من ملامحها، وتقدمت ناحية والدتها طابعة قبلة على خدها وهتفت: ماذا تفعل جميلتي وحدها.


جميلة :دعيني عنك يا تسنيم، لست في مزاج جيد لمزاحك.


عقدت تسنيم حاجبيها هاتفة: ويا ترى هل سبب إنزعاجك هو ذلك الانتقام الذي لا أساس منه.


أردفت جميلة بحدة: إياك أن تكرري حديثك مجددا، أخي مات غدرا على يد تلك الحقيرة، ويجب أن أستعيد حقه منها.


تسنيم :كيف لا زلت تصدقين هذا الحديث، أخاك في الأساس ليس ذلك الشخص الجيد، لطالما لاحظت في صغري مدى سوئه، لما لا تحاولين البحث وراءه قبل أن تتصرفي وتندمي بعد فوات الأوان.


صرخت جميلة في وجهها هاتفة: تسنيم لن أسمح لك بالإساءة لأخي، وإياك أن تكرري هذا الحديث أمام بدر أيضا.


هتفت تسنيم ساخرة: طالما ما زلت تخفين هذه الأمور عن بدر إلا أنك تعلمين أن أخاك المذنب ليس وعد العلمي، وأنت تعلمين جيدا أن بدر إذا علم لكل شيء لن تستطيعي فعل شيء.


جميلة: تسنيم اغربي عن وجهي الآن، لا أريد أن ألمحك إلى الغد.


غادرت تسنيم متوجهة لغرفتها مجددا، وخافت في نفسها: أتمنى أن تعي لأفعالك يا أمي قبل فوات الأوان.


كانت تسنيم الوحيدة الرافضة لفكرة الانتقام، ربما لأنها احتكت بأيمن في صغرها وتعلم جوهره، وأيضا علمت كيف حرم أمه من ورثها، بينما بدر لا يعلم شيئا بخصوص هذا الموضوع كونه درس في الخارج، وقضى أغلب وقته هناك، وحتى بعد وفاة والدها لم يعد، إلا أن إصرار والدته في الانتقام جعله يصفي أعماله في تلك البلاد، وقرر العودة في أقرب وقت.


مضى ما يقارب الساعتين، حيث خرجت وعد من جناحها، ليأتيها ذلك الإتصال الذي سيضعها في مأزق جديد، فبدأت تتحاور مع الطرف الآخر في الوقت ذاته الذي خرجت به جودي من جناحها متجهة ناحيتها ترد الحديث معها، إلا أن كلام وعد جعلها تتيبس مكانها.


وعد :أنا أعلم جيدا أنني المستهدفة من ذلك العدو، وأن العائلة يستعملون كبيادق في هذه اللعبة، لكن لا يجب أن يعلموا شيئا كي لا تسوء الأمور، وأيضا كي أستطيع التخلص من ذلك الحقير.


صمتت وعد تستمع للطرف الأخر، لتردف بعدها: تتحدث كأنك لا تعرفني جيدا، أنا أستطيع جعل الجميع يصدقون شيئا لا وجود له، وأيضا أفهم عقولهم بسهولة، وأستطيع التنبأ بخطوتهم المقبلة، وهذا ما يجعلني أفوز دوما.


تراجعت جودي بضع خطوات للخلف، ثم دلفت لغرفتها فوجدت زوجها داخل الحمام، فخرجت للشرفة تفكر في كلام وعد ثم هتفت بصوت هامس: يا ترى هل أخطأت حقا في حق وعد أم أنني كنت محقة.. مع من كانت تتحدث يا ترى، ولما كذبت علينا بخصوص ذلك العدو، وما الذي تخفيه عنا.


ضغطت على رأسها الذي يعج بالأفكار، وتسلل الشك ناحية ابنتها لقلبها أكثر، ولم تعد تعلم ما الذي يجب عليها فعله، أو هل تواجهها أم تكتفي بالصمت وتراقب ما يحدث عن بعد. 


                  الفصل السابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 

لقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close