أخر الاخبار

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ) الفصل الواحد والثلاثون 31بقلم فاطمه الألفي

      

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ)

الفصل الواحد والثلاثون 31 

بقلم فاطمه الألفي




اول يوم فى البعد 

يوم بيعدي سنين

عمر ما بين عمرين 

ماشي لوحدك تسال نفسك هو انا رايح فين

اول يوم فى البعد 

لم تنام مجروح والأحلام بتروح

احساسك وحبيبك ساببك زى طلوع الروح


اول يوم من يوم ماعرفتك

قلبي يموت 

اول مره بفكر عمري 

بعيش انا ليه

بقى معقول مش هقدر تاني اسمعلك صوت 

بعد ماكنت بنام يا حبيبي وبصحي عليه 

اول يوم من يوم ما عرفتك

قلبي يموت 

اول يوم فى البعد يوم بيعدي سنين 

عمر مابين عمرين 

ماشي لوحدك تسال نفسك 

هو انا رايح فين 

احساسك وحبيبك سايبك

زى طلوع الروح


لينا حياه مع بعض 

هنعوضنا بمين

ونعوضها بايه

اصعب حاجه تهد فى ثانيه اللى انت بانيه فى سنين

اول يوم فى البعد 

ده اللى بفكر فيه 

هعمل ايه بعديه

اللى يفارق والله حبيبه

ياعيني الله يقويه

 اول يوم من يوم ما عرفتك 

قلبي يموت 

اول يوم في البعد 

يوم بيعدي سنين 

عمر مابين عمرين

 احساسك وحبيبك سايبك زى طلوع الروح ..

كان يستمع لتلك الكلمات وتنساب دموعه بصمت ، إلى أن انتبه ليد تربت على كتفه 

اضاءه انوار الغرفه ونظر له باشفاق: - ايه اللى انت عامله فى نفسك ده 

تنهد بحزن ونظر لابن عمه : عايزني اعمل ايه ماحدش هيحس بوجعي ولا هيقدر يفهمني 

عارف يعنى ايه تكون بتخسر حياتك وبتضيع منك قدام عنيك وانت واقف تتفرج ولا قادر تعمل حاجه ، عارف انا حاسس بايه حاسس ان روحى بتخرج مني بالبطئ 

سيف بتنهيده : وحد الله يا ابن عمي وحبيبه أن شاء هتفتكر كل حاجه وترجع زى الاول واحسن بس ده محتاج منك صبر وكمان أنا واثق فى حبكم واللى بينكم عمره ماهيتمحي كده بسهوله صدقني بس خلي عندك ايمان بربنا ، انت نسيت كلامك ليا ولا ايه مين كان دايما جنبي وبيصبرني فى اى محنه يواجهه مش انت 

- سبني لوحدي يا سيف 

سيف بإصرار : لا مش سايبك وبعدين قوم ارجع معايا الفيلا ماتقعدش هنا لوحدك انت مانمتش من يوم اللى حصل وانت فى المستشفي ماسبتهاش

ياسين بحزن : وتفتكر هعرف انام وهى بعيده عني أنا  مش سايب بيتي 

سيف باستسلام :  على راحتك بس ماتبعدش كده لازم تفضل جنبها وتشوفك قدامها طول الوقت عشان تحاول تفتكر اللى بينكم 

تنهد بحزن ونظر لبراوز صوره تجمعهم سويا واغمض عيناه .

نظر له باسي ثم غادر المنزل ليتركه خلفه شاردا بحياته مع زوجته كيف كانت والى أين وصلت ...

***********

قبل ذلك بشهر ....

كانت ذاهبه إلى عملها كالمعتاد وجد شروق تنتظرها بحديقه فيلتها ، اقبلت عليها ببشاشه الوجه وهى تبتسم لها .

- صباح الخير 

بادلتها شروق الابتسامه : صباح الخير 

جلست بالمقعد المقابل لها وهى تنظر لعيناها : اتاخرت عليكي 

شروق بنفي : لا ابدا بس انا فكرتك زعلتي مني ومش جايه تانيه 

حبيبه بود : لا طبعا أنا مقدرش ازعل منك يا قمر ، بس افهم من كده أن عدم وجودي فرق معاكي 

هزت راسها بالايجاب : حسيت أن ناقصني حاجه ، مش عارفه وجودك بيطمني واسفه إن كنت بتجاهلك الفتره اللى فاتت اصل بعد اللى حصلي أنا بطلت اثق فى اي حد وكمان مابقاش عندى أصحاب 

- عشان انتي قفلتي على نفسك ماسبتيش صحباتك  تقرب منك لا بعدتي انتى 

تنهدت بحزن : عشان اللى حصل صعب اوى ويكسر اى بنت ، أنا لحد دلوقتي كاره نفسي وحياتي وكل حاجه 

ربتت على يدها بحنان : عارفه كويس اوى أن صعب اى حد يتحمله بس بلاش نحبس نفسنا ونكره حياتنا لأن دة مش ذنبك ولا ذنب حد ، بس لازم تواجهى حياتك وتحبيها  ماحدش بيكره نفسه مهما كان ، خليكي متصالحه مع نفسك 

شروق بتوهان : ازاى

حبيبه بجديه : اخرجي بره دايره السجن اللى انت حاطه نفسك جواه ، كملي دراستك حتى لو فاتك كتير من السنه الدراسيه وحتى لو مش اتوفقتي فى الامتحانات بس حاولي ، كمان نمي موهبتك ، شوفي انتي بتحبي ايه اكيد عندك موهبه مدفونه جواكي خرجيها واشتغلي عليها ، مانخليش اللى حصلك يدمر حياتك ، بصي لحاجات تانيه كتير حواليكي ، خلي عندك امل فى بكره يكون احسن خلى عندك ايمان بربنا  بلاش يأس بلاش ضعف وانكسار بلاش حبسه ، اخرجي وعيشي الحياه 

شروق : هحاول 

- مافيش هحاول انتي لازم تاخدي خطوه لقدام ماينفعش ترجعي لورا خالص ، قوليلى بقى عايزه تتكلمي معايا فى ايه 

شروق بتوتر : مش عايزه اتكلم عن اللى حصلي

حبيبه بجديه : وانا ماطلبتش منك تحكيلي غير اللى انتى عايزه تحكيه ، ممكن تكلمني عن نفسك وشخصيتك أنا محتاجه اعرف شخصيتك ، حياتك مع اصحابك علاقاتك باهلك وأصحابك كانت ازاى فى حد مهم فى حياتك عايزه تحكيلي عنه ، بصي اتكلمي فى اي حاجه جت على بالك وانا سمعاكي ومش هقاطعك خالص 

شروق بابتسامه :اوكيه هقولك عن حاجه ماحدش يعرفها خالص غير شخص واحد وانتى الشخص التاني ، بس ده سر 

حبيبه بابتسامه مطمئنه : اطمني خالص سرك فى بير مالوش قرار واى حاجه بينا محدش هيعرف بيها ماتقلقيش 

هزت راسها بتفهم وبدأت فى سرد الأحداث

- كان عندي 15 سنه كنت فرحانه بنفسي كبرت بقى ودخلت مرحله الثانوي ، جالي احساس غريب اول مره احس بيه ، هتقوليلي ايه هو الاحساس ده هقولك الحب 

نظرت لها بغرابة ولكن فضلت الصمت كما وعدتها بعدم المقاطعه

استرسلت شروق الحديث : أكيد مستغربه من صغر سني واحس بحب واكيد كمان هتقولي دي مرحله المراهقه وكلنا بنمر بيها ، بس انا حبي كان غير ، مش قصه حب واو ، عشان حب من طرف واحد بس واكيد هتعرفي أن الحب ده بيفشل من قبل مابيتولد ، بس الغريبه أن الحب ده فضل جوايا واداني الشجاعه أن اصارح الشخص ده بحبي ليه ، عارفه مين الشخص ده هو مش طالب فى سني ولا ابن الجيران لا هو أكبر مني بكتير وكان صاحب أبيه بهاء 

جحظت عين حبيبه بصدمه ففتاه باول عمرها تحب من شخص يكبرها باكثر من عشره اعوام .

ارتسمت الابتسامه على محياها وهى تتذكر تلك المواجهه .

(فلاش باك )

كانت تسرتق السمع بغرفه شقيقها عبر شرفه غرفتها ، عندما علمت بأن صديقه معه ، أرادت أن تعلم عن ماذا يتحدثون ، فتوارت خلف الأنظار ..

دلف غرفته وهو يصطحب صديقه معه : اتفضل يا احمد اقعد 

جلس بالاريكه الموضوعه بالغرفه وجلس جانبه بهاء ، ثم حدثه 

- انت جاي لوحدك ليه من غير شهاب 

احمد بجديه : لا انا حابب اقعد معاك لوحدنا ، عشان بيعجبني تفكيرك وانا عايز رأيك فى الموضوع اللى شاغلني

رفع حاجبه باستنكار : انت لسه بتفكر بردو في حكايه السفر 

تنهد قائلاً ؛ انت عارف شغل الحسابات دي فى الشركات الخاصه أنا ماليش فيه ومسئوليه جامده عليا ، أنا طول عمري بحلم اكون دكتور فى مجالي وناجح أنا بحب التدريس ولو فضلت هنا مش هتحرك خطوه واحده لتحقيق حلمي ، لازم اسافر عشان ادرس تاني واحضر ماجستير ودكتوراه فى مجالي ولو عجبني العيشه هناك مش هتجوز خواجيه بقى واستقر واخد الجنسيه كمان هههه ليه لا 

بهاء بصدمه : انت بتتكلم بجد انتى ناوي تستقر هناك ومش ترجع بلدك تاني 

احمد بضيق : وهى بلدي عملتلي ايه مش عارف احقق فيها اى حاجه وبيرفضو طموحي يا بهاء ، قدمت لكذا جامعه هنا وفى اسكندريه والكل بيرفضني رغم أن الاول على الدفعه طول اربع سنين ولو حضرت ماجستير هنا محدش هيعترف بيه من الأساس لكن لم اسافر واخد الدكتوراه من لندن ولا باريس 

الكل هنا هيحترمني ويضرب ليا تعظيم سلام ده لو نويت ارجع وأكمل هنا 

بهاء : واهلك  هتقدر تهاجر وتعيش من غيرهم 

احمد بجديه : لا طبعا هبق انزل اجازات عشانهم وهحاول اقنعهم يعيشو معايا ده لو الأمور ظبطت يعنى ، وانت وشهاب اكيد هشوفكم ماانتو ماحدش قدكم بتلفو العالم يا كابتن 

بهاء : مش عارف اقولك ايه يا باشمحاسب بس ربنا معاك ويوفقك وتحقق كل اللى بتحلم بيه ، بس ماتنيناش بقى يا نجم

احمد: ههههه هو أنا أقدر يا كابتن بس بلاش نجم قولي يا دكتور خليني اتعود على اللقب باعتبار ما سيكون 

عانقه بهاء بحب : هتوحشني يا دوك

شدد احمد فى احتضانه : وربنا انت اجدع صاحب وهتوحشني اكتر 

بهاء بحزن : انت نويت أمته

احمد بتنهيده : فاضل شويا ورق بخلصهم و ربنا يسهل ، أنا لازم امشي بقى دلوقتي وهشوفك تاني 

بهاء : يابني اقعد شويا انت لسه جاي 

هم بالمغادره : معلش يا هوبه ورايا حاجات مهمه لازم اعملها

سار معاه ليودعه عند باب المنزل ..


استمع هى لكل شئ وانسابت دمعه هاربه من عيناها ، محته بسرعه وقررت أن تغادر المنزل الان لتلحق به وتتحدث معه قبل أن يترك البلده ولم تعد تراه مره أخرى ..


تحججت بأنها تريد شراء ملخص للمذاكره بالمكتبه التى بجوار المنزل لكي تلحق به .

وعندما غادرت المنزل قفزت دراجات السلم بعجاله إلى أن اوقفته بمدخل البنايه 

وقفت تلهث انفاسها بتسرع وهى تناديه : احمد 

عندما استمع لصوتها الرقيق  ينادي من خلفه علم من هى صاحبته، ادار وجهه وهو ينظر لها بابتسامته المعتاده 

- شيرو ، اهدي يابنتي حد بيجري وراكي بالراحه 

التقطت انفاسها بصعوبه : كنت عايزه الحقك قبل ماتمشي

نظر لها بجديه واقترب منها وهو يمد انامله ليمسك بذقنها بمشاكسه :   خير في حاجه يا شيرو  وبعدين احمد كده من غير أبيه ينفع كده 

أبعدت يده بغضب : مابحبش الحركه دي بتعصبني وبعدين أنا عايزه اكلمك فى موضوع مهم جدا كمان 

رفع أحدي حاجبيه وتحدث بجديه لتلك الصغيره : وايه هو بقى الموضوع المهم جدا ده 

شروق بحزن : انت فعلا هتسافر وتسبني

ضيق عيناه ولم يفهم عن ماذا تقصد تلك الصغيره 

- يعني ايه مش فاهم 

شروق بتوتر : أنا سمعتك وانت بتكلم أبيه عن سفرك 

- ها وبعدين 

ابتلعت ريقها بصعوبه ثم تحدثت بصدق : انا بحبك 

لم يستوعب كلمتها فهو يتعامل معها وكأنها شقيقته الصغري فهو ليس لديه أشقاء من الفتايات 

حدثها بابتسامه : ماانا كمان بحبك يا شيرو انتي اختي الصغيره 

شروق بنفي : لا مش اختك وانا بحبك مش عشان انت زى اخويا لا انا بحبك انت وعشان كده مش بقولك ابيه عشان أنا شيفاك غير أبيه بهاء ، ازاى عايز تسافر وتسبني

تسمر مكانه من هول المفاجأة فلم يتوقع أنها تكن له تلك المشاعر وهى فى ذلك العمر فهى ما زالت باول مراحل عمرها ولا بد أنها بمرحله المراهقه ، حاول السيطره على انفعاله وتحدث معها بلين ورفق لكي لا تنصدم برد فعله ، أراد أن يصل لها ان تلك المشاعر التي تظنها حب ليس إلا حب اخوه ليس إلا ولكن هى لم تستوعب بعد ، فبكت بحرقه أمامه وهو لم يستطيع أن يضمها لصدره ليهدئها فتفهم الأمر خطأ ولكن شعر بالحزن من رؤيتها بتلك الحاله الباكيه .

زفر بضيق وهو يحاول أن تهدئ ثوره الدموع التى اندلعت من عيناها الخلابه 

-شروق من فضلك تبطلي عياط انتي لسه صغيره ومش فاهمه حاجه ولسه قدامك كتير تحبي وتنحبي انتى لسه صغيره يا حبيبتي وانا لا يمكن اكون غير اخوكي الكبير وبس ، أنا شايفك اختى الصغيره وبس انتى عارفه الفرق اللى بينا كام سنه ده 13 سنه يا بنتي ، انتى لسه فى بدايه حياتك ودى مرحله المراهقه بلاش تخلي اى مشاعر تحركك دلوقتي انتى لسه طفله ومش مدركه الحياه ولا الواقع اللى قدامك ولازم تفهمي أنا وبهاء وشهاب واحد وكلنا اخواتك وبس فاهمه 

وياريت تطلعي الشقه بقى تذاكري وتركزي فى دراستك وتشيلي الكلام الفاضي ده من دماغك خالص 

نظرت له بحزن : انت مش مقدر مشاعري ،انت رافض حبي 

ضحك بعلو صوته : انتي بتقولي ايه الكلام ده كبير اوى عليكي ، اطلعي يا شروق ربنا يهديكي واللى حصل ده مش لازم حد يعرف بيه وانا كأني ماسمعتش حاجه وياريت لم تتكلمي معايا مش تقوليلى احمد دي تاني أنا ابيه احمد 

اقترب منها ليمحي دموعها المتساقطه فقد رق قلبه لتلك الدموع ولكن ابتعدت الصغيره من أمامه وهى تصرخ بوجهه : انت مابتحسش وبكره تندم انك رفضت حبي عشان مش هتلاقي اللى يحبك زي 

فرت هاربه من أمامه تحت أنظاره المذهوله بسبب تلك الكلمات ...


عوده الى الوقت الحالي .


شروق بجديه: من يومها بطلت اشوفه حتى لم كان بيجي عندنا ، بعدها بكام شهر سافر ولسه مسافر لحد دلوقتي ، حاول يكلمني كتير وهو بيتصل بابيه بهاء بس انا كنت برفض وبتحجج بأى حجه من يومها ماسمعتش صوته ، يمكن خايفه أضعف وافكر فيه تاني وهو انتهي من حياتي من وقت لم جرحني وماقدرش مشاعري


حبيبه بابتسامه : انا اسفه مضطره اقاطعك وأسألك انتى لسه بالك مشغول باحمد

شروق بحزن : قبل كده كنت بفكر بيه و كان نفسي اشوفه اوى لحد لم عرفت أن هو اتجوز  خواجيه زي ماكان بيقول ، وقتها بقى كنت حاسه ان وحيده اختى كانت متجوزه وبعيده عني ومالقتش غير أن أحب حب جديد عشان انسي احمد ، قابلت شخص اكبر مني بخمس سنين فى عيد ميلاد واحده صاحبتي هو كان صاحب اخوها ، اتعرفت عليا عادي ، كان مجرد صدفه بس بعد كده اتطورت العلاقه وبقي يكلمني فيس وبعدين اتصال بس جت حادثه اختي بعدت فتره طويله وكنت خلاص نسيته ، لكن اتقابلنا تاني فى رحله واتكلمنا من جديد والعلاقه اتطورت لخروج وكنت بحب اشوفه دائما ، كنت حاسه براحه أن فى حد مهتم بيه وافرق معاه لم ابعد أو اغيب عنه كنت بحس بخوفه عليا وقلقه ، كان هو اللى بيخفف عني حزني على اختي ، كان بيحاول يفرحني ويخرجني وماكنتش برفض ليه اى طلب ، حصل بينا تجاوزات بس كان مجرد لمس ممكن يمسك ايدي وساعات يقرب اكتر ويبوسني كان بيقولي أن ده عادي بيحصل بين اى اتنين بيحبو بعض ومتفقين على الجواز وقلي أن هو عايز يتجوزني ومستني يخلص الجامعه اخر سنه دي ونتجوز كنت بصدقه واللى يقولي عليه انفذه بدون مجادله أو نقاش كنت بثق فيه لابعد الحدود لكن هو كسرني وخذلني ، دبحني بسكينه بارده ووقف يتفرح وروحي بتتسحب مني 


شعرت بالاشفاق عليها فتدخلت لتنهي الحوار لأنها تخشى عليها الانهيار ولكن رفضت الاخيره وهى تبكي بحرقه 

- انا عايزه اتكلم ، عايزه أخرج اللى جوايا ، أنا جوايا نار ولازم تخرج 

ضمتها لصدرها بحنان : لو الكلام هيريحك ويحاول يخفف عنك اتكلمي باللى انتى حساه .


بكت داخل أحضانها وبدأت تسرد لها ما حدث معها يوم الحادث ..

***********

توطدت العلاقه بين حبيبه وشروق وأصبحت تعلم عنها كل شىء فلم تخفي عنها شى حتى الحادث البشع التي تعرضت إليه وظلت حبيبه اليد الحانيه الداعمه لها والتى تحاول إبدال حزنها لفرح وتبذل قصارى جهدها لترسم البسمه على محياه تلك الصغيره ، فأصبح التعامل بينهم كاشقاء وليس طبيبه بمريضتها ، وكل ذلك فى مده وجيزه لم تتعدى أسبوعان ، كان يراقبهم عن بعد وهو سعيد بتلك العلاقه التى سارت بينهم وكل يوم يزداد حبا واعجابا بتلك الملاك الذى دخل عليهم وأصبح جزءا مهما بحياته هو وشقيقته الصغري ...

كانت الأمور تسير بسلام إلى يوم الحادث التى تعرضت إليه حبيبه من أجل انقاذ تلك الصغيره ..


يوم الحادث بالنادي ..

كانت تجلس مع صديقتيها ملاك وريم وفجاءه وقف شاب فى مقتبل العمر خمري البشره وشعره اسود كثيف ويمتلك عينان سوداء ولديه لحيه مهندمه ملامح وجهه هادئه ومحببه ، وقف أمام الطاوله التى يجلسون عليها .

تنحنح باحراج : السلام عليكم

نظرت له ريم وحبيبه بغرابة ولكن ملاك كان رد فعلها مختلف عن أصدقائها فهى تعلمه حق المعرفه 

وعليكم السلام ، خير يا كريم فى حاجه 

كريم بتردد : اصل انا عرفت من طنط انك موجوده فى النادي وقالتلي لازم يعني 

ريم بهمس : هو ده بقى سي كريم

وكزتها حبيبه بكتفها : بس عيب اسكتي 

ملاك بقلق : ماما قالتلك ايه مش فاهمه 

كريم بتوتر : لازم تروحي معايا دلوقتي عمي تعبان شويا 

نهضت ملاك من مجلسها بخضه : بابا ماله يا كريم اتكلم 

كريم : مش وقته يا ملاك اشرح لك فى الطريق 

نهضت حبيبه وريم ليلحقو بملاك لكي يطمئنو على والدها وأثناء سيرهم، كانت هى تدلف لداخل النادي برفقه والدتها  فوقعت عيناها بصدمه عليهم وهى كانت تقبل على طبيبتها المعالجه أرادت أن تلتقي بها ولكن عندما وجدت ذلك الشخص تسمرت مكانها وانتفض جسدها بقوه منما جعل والدتها تصرخ باسمها .

- شروق مالك يا بنتي 


استمعت حبيبه لصوت صراخ جعلها تنظر خلفها لترا شروق واقفه أمامها بحاله من الاضطراب ووالدتها تصرخ عليها ، فتركت ريم تلحق هى بملاك واسرعت هى لتتفقد تلك الصغيره التى تنهار أمامها .

عندما اقتربت منها بقلق تهز كتفيها وتنظر لعيناها الباكيه بتسأل : شروق حبيبتي مالك ، حاسه بايه 

نفضت يدها بقوه ودفعتها للخلف وهى تصرخ عليها بانفعال : أنا وثقت فيكي وانتى خذلتني ، كنت فكراكي غيرهم لكن انتى زيك زيهم ، كلكم زى بعض وانتى بتضحكي عليا وتخدعيني ، اكيد هو اللى بعتك ليا عشان تخلصي عليا ، لتاني مره اطلع مغفله لا لا تالت مره اكون مغفله أنا اتخدعتك فيكي ، امشي من قدامي مش عايزه اشوفك ولا اعرفك أنا هريحكم كلكم مني للابد 

فرت هاربه أمام انظارها المصدومه فهى لم تفهم عن ماذا تتحدث ، وحاولت الالحاق بها .

بكت والدتها بحرقه على انهيار طفلتها وأخرجت الهاتف لتحاول الاتصال بولدها لكي يلحق بشقيقته قبل أن تاذى نفسها ..

ركضت بكل قوتها إلى أن توجهت إلى مكان حمام السباحة وركضت للدرج الذي يبلغ ارتفاعه سته امتار عن حمام السباحة ، وصعدت إليه وهى عازمه على إلقاء نفسها بذلك المرتفع لتسقط بالمسبح وتنهي حياتها فقد اكتفت من تلك الحياه البائسه بالنسبه إليها ، وقبل أن تلقي بنفسها اوقفتها حبيبه وهى تبعدها وتصرخ بها بانفعال 

_ ايه الجنان اللى انتي بتعمليه ده ، عايزه تموتي نفسك ، هتقابلي ربنا ازاى وانتى بتنهي حياتك بكفر 

- ابعدي عني مالكيش دعوه بيه ، انا حره 

حبيبه وهى مازالت تمسك بساعديها : أنا مش فاهمه ايه سبب كل اللى انتي فيه ده ولا لاقيه اي مبرر للكلام اللى بتقوليه أنا امته خذلتك أنا بتعامل معاكي وكانك اختي ، ومافيش حد يستاهل انك تنهى حياتك عشانه بس فهميني فى ايه الاول واى مشكله هنقدر نحلها مع بعض

صرخت بانفعال : كدابه ايوه كدابه انتى ضحكتي عليا ، هو اللى بعتك ليا عشان تدمري اللى باقي ، انتى جايا تكملي عليا ماتكدبيش انا شوفتك واقفه معاه ، هو اللى باعتك مش كده 

- هو مين ده مش فاهمه 

- اللى كسرني ودبحني ورسم عليا الحب والجواز اللى ضيع فرحتي ، كريم أنا شوفتك بعنيه دلوقتي ماشيه معاه 

تحدثت بصدمه : كريم هو اللى عمل فيكي كده 

تحدثت بجنون : ابعدي عني أنا هخلصك مني وهريحكم كلكم ، حاولت امناعها بكل الطرق ودفعتها الاخيره لتسقط هي بدلا عنها ويهوي جسدها من أعلى المرتفع لتسقط بقوه داخل المسبح وترتطم راسها بقوه دفع الماء بارضيه المسبح وتفقد الوعي فى الحال وتنساب الدماء من راسها بغزاره ويتلون حجابها بلون الدماء المتساقطه من جرح رأسها ...

وكل ذلك حدث فى ثواني معدوده 

وتجمهر الجميع واندفع بعض الشباب لمحاوله انقاذها والقي بنفسه داخل حمام السباحة ليسحب جسدها ويطفو بها أعلى الماء ، وقف بهاء مكانه وهو ينظر لها بصدمه وهى تحمل بيد اخر ، التقطها منه على الفور وحملها هو واسرع بها إلى المشفي فلم ينتظر حضور سياره الاسعاف فليس لديه طاقه على الانتظار أكثر من ذلك فهو يخشي عليها أن تفارق الحياة ..

ظلت هى تصرخ بهستريه : أنا ماكنتش اقصد والله هى اللى وقفت قدامي

بكت والدتها على ما جرات إليه الأمور وسحبت ابنتها ولحقت بابنها لكي تطمئن على تلك الفتاه التي لا حول لها ولا قوه ولا ذنب لها منما حدث ...

*""""""***"

داخل المشفى 

عندما فحصها الطبيب دلف بها على الفور لغرفه العمليات وكان الجميع بالخارج فى حاله من القلق .

فقد حضرت والدتها عندما أتاها اتصال برقم ابنتها ولكن كانت المتحدثه وفاء والده شروق واخبرتها بوضع ابنتها بالمشفي ولذلك أسرعت الاخيره تهاتف زوج ابنتها لتخبره عن وضع ابنتها وهى الان بالمشفى ، كان يعمل بشركته عندما أتاه الاتصال من والده زوجته وركض على الفور عندما علم منها بما جرا لزوجته ...


وصلت والدتها اولا وتساءلت الموجودون عن حاله ابنتها ، تحدث معها بهاء بود وحاول أن يطمئنها رغم قلقه ولكن هى والدتها وظل يبث لها الطمأنينة .

وايضا فاروق أحاط بزوجته وهو يطلب منها الصمود الان والدعاء من أجل ابنتها .

أما عن شروق مازالت تبكى بندم وتتشبث بأحضان والدتها خوفا من الآتي ، تخشي أن تكون قد تسببت بالاذى لتلك الفتاه التى وقفت جانبها وكان منها أن تسقط على يدها هى وهى لم تكن تقصد ذلك ..


قاد سيارته بسرعه فائقه لكي يصل لزوجته باقصي سرعه ، لا يعلم كيف وصل المشفى بالاخير ، صفا سيارته واسرع فى خطواته كأنه يسابق الزمن وداخله شعور خفي ، تسارع نبضات قلبه وتعرق وجهه وشحوبه أيضا ، تتسارع انفاسه وتوارده الأفكار المقلقه ، حاول السيطره على تلك الضوضاء التى تصارعه داخل عقله ، فهو يخشى أن تصيب زوجته بمكروه ، إلى أن وصل لمكان وجود والدتها ، لمح زوج والدتها فأسرع إليه ليتفقد وضع زوجته ويعلم منه لم أتت إلى هنا وما مدا اصابتها وما هى حالتها الان .

نظر له الجميع بصدمه 

اقترب من فارق بقلق : حبيبه مالها يا عمي ، هى عامله ايه وحالتها ايه ومين جابها لأنها

ربت فارق على يده بحنو : اهدي بس يابني حبيبه دلوقتي فى العمليات واللى جابها كابتن بهاء 

نظر له بهاء بعدم فهم وجحظت عين والدته بصدمه ونظر لهم ياسين بخوف 

ظل ثلاثتهم يتبادلو نظرات الاندهاش والصدمه والخوف والقلق إلى أن خرج الطبيب من غرفه العمليات ، اقترب منه ياسين بلهفه :ارجوك يا دكتور طمني على  مراتي حالتها ايه 

تفوه بهاء بهمس : مراته 


           الفصل الثاني والثلاثون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close