رواية الوشم الحرب الداميه
الفصل الخامس عشر 15
بقلم سارة مجدي
يقف فى إحدى الأماكن المفضله لديه للمراقبه فوق إحدى البنايات القريبه جداً من بيت رهف
و كانت كل حواسه و قدراته الصقريه تعمل و بكل قواتها فكان يسمع صوت أنفاسها المتطربه و دقات قلبها المتسارعة .... و عينيه ترصد كل حركه حول البيت بدقه شديده
و كأنها شعرت بشىء غريب و ضعت صغيرتها فى مهدها و توجهت إلى الشرفه وقفت بها تنظر فى كل الأتجاهات حتى رأته و همست باسمه
- باز
- أنا هنا لا تقلقى
و كأن وجوده أكد لها كل مخاوفها و شكوكها و زاد من خوفها و لم يطمئنها لتقول بهمس
- صغيرتي فى خطر أليس كذلك ؟
- لا تقلقى رهف ... لن نسمح أن يمس الصغيره أى سوء ... أطمئنى
و كأن كلماته تشعل نار خوفها لا تطفئه ... ظلت على وقفتها تراه و تسمعه و هو كذلك و كأنهم خارج هذا الزمان و المكان حتى أقترب منها فاروق يحاوط كتفها بحنان لينتفض جسدها خوفاً ليقول بمهادنه
- أهدئ حبيبتى هذا أنا ... لما تقفين فى هذا الطقس البارد
أخذت عدة أنفاس متلاحقه حتى تهدء ثم قالت
- كنت أشعر بحاجه لأستنشاق بعض الهواء
- لماذا أشعر إنكِ قلقه منذ رحيل أوار
قالها فاروق ببعض الاستفهام و الشك لتقول هى بابتسامه متوتره
- لا شىء ... أعتقد أن هذا القلق طبيعى لأم جديده و تحتاج دائماً إلى الدعم
- و أنا بجانبك حبيبتى ... و لن تشعرى فى وجودى بأحتياجك إلى شخص آخر
ثم جذبها إلى صدره و قبل رأسها و هو يقول ببعض الدلال
- من الواضح أن حبيبتى بحاجه لبعض الدلال
أراحت رأسها على صدره و هى تقول لباز بعقلها
- أنا حقاً خائفه .... أنتبه من فضلك
- لا تقلقى أنا هنا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
يتمدد على السرير باسترخاء مستمتع برؤيتها و هى تتحرك أمامه فى الغرفه تبدل ملابسها و كم أستمتع بذلك العرض المغرى من بدايه خلع المنشفه و أرتداء الملابس الداخليه قطعه قطعه و ها هى تحاول تصفيف خصلات شعرها المبلل أغمض عينيه لثوان قليله و هو يتذكر ما حدث منذ قليل حين دلف إلى الغرفه معها يشعر أنها غائبه عنه منذ سنوات و ليس فقط يومان
حين أغلق الباب جذبها إلى صدره ببعض العنف و بدء فى تقبيلها بحب و شوق لم ينتظر أن تستريح أو تبدل ملابسها
كان يشعر بنار قويه تحرق جسده شوقاً لها و هى لم تعترض بل تجاوبت معه بكل حواسها و همسها بأسمه من وقت لآخر كان يزيد من إشعال النار بقلبه و جسده أكثر و أكثر و حين أنتهى الأمر كان ينظر إليها بنظره جعلتها تحلق فى سماء الحب الورديه
نظره تخبرها أنها كل نساء الأرض و أن لا أحد غيرها أستطاع ترويض ذلك الوحش الكاسر سواها قبل جبينها ووجنتيها و أنفها و اختتم الأمر بشفاهها حتى شعر بحاجتهم للهواء فابتعد عنها و هو يلهث بصوت عالى لتقول هى من بين أنفاسها
- أريد أن أحصل على طفل
نظر إليها باندهاش لتكمل كلماتها
- أريد أن أحمل بداخلى طفل منك يشبهك ..... يتوج ذلك الحب الذى جمعنا و يأكد أحقيتى لعرش قلبك
- أنتِ ملكه قلبى دون منازع و سيدة حياتى التى تملك عمرى كله بين يديها .... أنتِ الحاكم الوحيد لدنياى و أساس وجودى و سببه
صمت لثوان يستمتع بنظرة عينيها السعيده ثم أكمل
- لا تفكرى و لا تخافى أنى ملكتك نفسى منذ أول لحظه وسم قلبى بحبك أنتِ من تملكين حياتى و أنا لا أريد شئ سوا أن أظل عبدك الوحيد
كانت عينها السليمه تتجمع بها الدموع لكن شفاهها يرتسم فوقها أجمل و أرق إبتسامه رأها فى حياته لتحتوى عنقه بذراعيها و قربته منها من جديد لتكون هى البادئه تلك المره لجوله جديده من الحب كانت هى فيها سيدة الموقف بجداره ... سيدة قلبه و المتحكمه الوحيده بجسده
عاد من أفكاره على صوتها فتح عينيه ينظر إليها لتقول من جديد
- لم أرى أدولف وقت وصولى ... هل هو بخير الأن ؟
ظل صامت لبضع ثوان ثم مد يده يمسك بيدها و يجلسها أمامه و هو يقول
- أوار أريد أن أخبرك بشىء هام
أومئت بنعم ليقول هو موضحاً
- الأمور تزداد سؤاً .... و الأمر أصبح خطير جداً ... و المشكله الأكبر أننا لا نستطيع معرفه ماذا نواجه أو ما هو الخطر المحتمل
كانت تستمع إليه و كأن قبضه من حديد تعتصر قلبها ليكمل هو كلماته
- ممنوع عليك مغادره القلعه لأى سبب كان ... أوار أنا لن أتحمل خسارتك أتوسل إليكِ أن تطيعى أمرى و لا تغادرى القلعه
أومأت بنعم من جديد ليضمها إلى صدره بعنف و هو يقول
- أتمنى أن ينتهى الأمر على خير
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
عاد دِلير إلى غرفته بعد أن أطمئن على حال أدولف و ترك ماذى بجواره ... فهو الأن لا يطمئن إلا لمن هم منهم و حتى يستطيع أن يضع يده على ما هى أرجوان و يثق بها لن يدع أدولف بمفرده مره أخرى حتى إذا كان فى هذا عصيان لأوامر القائد
كانت رانسى تجلس على السرير تحتضن طفلتها و هى شارده أن كل ما يحدث يجعلها تشعر بالخوف لأول مره منذ إكتشافها ما هى عليه و مكانة زوجها و أهميته و ما يقوم به و ما فوق كتفيه من حمل يحمله منتصفه مع باقى المجموعه فى حماية الأرض
إلا أن ما يحدث تلك الأيام قد يقضى على الأخضر و اليابس و ينهى حياة الجميع لأول مره يتغلل الخوف إلى قلبها الشجاع الذى لم يخاف الموت يوما و لا يهاب الصعاب
أنتبه لحالها من وقت دخوله الغرفه و يعلم ما تفكر به لكن ليس بيده شىء ... لا يستطيع أن يطمئنها لأنه بالأساس خائف
أقترب منها و جلس بجانبها و أمسك يدها القريبه منه لتنتبه إليه ليقبل يدها و هو يقول
- بماذا تفكرين ؟
أخفضت نظرها تنظر إلى الصغيره و هى تقول
- ترى ما شعور رهف و ابنتها معرضه لخطر لا أحد يعرف ما هو
صمتت لثوان ثم أكملت و هى تضم الصغيره أكثر إلى صدرها
- أن مجرد التخيل أننا معرضون لخطر غير معلوم و لانعلم من نواجهه و نحارب يجعل أوصالنا تتمزق من الخوف ... فماذا سيحدث إذا تعرضت تلك الصغيره إلى الخطر و ماذا سيحدث لرهف و لنا جميعا
أقترب منها يضمها إلى صدره بقوه و حنان و رغم قلقه الذى وصل عنان السماء إلا أنه قال
- لن نسمح أن يمسكم أى أذى ... لو كانت حياتنا جميعا الثمن لن نسمح أن يصل إليكم الخطر
بين يديه دائما تجد الأمان لكن اليوم و مع كلماته زاد الخوف و ضاع الأمان و بدء إحساس جديد يسكن قلبها و هو إحساس بالفقد
~~~~~~~~~~~~~~~
كانت غارق فى بحور ظلمتها لكن جسدها يشعر بشىء غريب حولها إحساس أن أحد ما يقيدها .... تستمع لأصوات لا تستطيع تميزها ... كلمات تصل لها واضحه و أخرى مشوشه ...و خيالات كثيره تمر من أمام عيونها لم تستطع تميزها جيداً
لكن و مع مرور الوقت بدأت الكلمات فى الوضوح و بدأت أيضاً الوجوه تتضح
(( سنحصل عليها .... ستكون بين أيدينا ... سنحكم العالم .... أنتهى الأمر ))
لتستيقظ و هى تشهق بصوت عالى و تنادى بأسمه
- أدولف
~~~~~~~~~~~~~~~~
يشعر ببعض الطاقه الغريبه تتغير فى الأجواء و يشعر أن هناك شىء ما غير صحيح تحفزت كل حواسه و بدأت عينين الصقر تنتبه لكل حركه و حتى الأنفاس
ليقف بصدمه و عيونه تكاد تغادر محجرهما حين رأى ذلك الشخص الذى يعرفه حق معرفه يغادر القصر و بين يديه الصغيره فى نفس اللحظه التى سمع صرخه رهف فى أذنه (( أريااااااااااام ))
و فى نفس اللحظه شىء قوى ضرب مؤخرة رأسه ليسقط أرضا بعد أن أرسل رساله مكونه من كلمتين للقائد
(( أنقذ الصغيره ))
ليفتح أدولف عينيه و هى تشتعل ناراً