أخر الاخبار

رواية لقد عادت من اجل الانتقام (الجزء الثاني) الفصل الثلاثون 30بقلم شيماء عبد الله

 

رواية لقد عادت من اجل الانتقام (الجزء الثاني)

الفصل الثلاثون 30 

بقلم شيماء عبد الله



شهقت جميلة بقوة تضع يدها على صدرها، وشعرت بألم قوي في تلك المنطقة، بينما صدم الجميع من ردة فعل رحمة الغير متوقعة، لكن وعد كانت أسرعهم استيعابا حينما أبعدت رحمة بقوة لتقع على الأرض، و اقتربت من جميلة ترى مكان الإصابة وقالت :اهدئي وتنفسي جيدا، ستصبحين بخير.. مارك نادي طبيب القصر أخبره أن يأتي سريعا، وأخبره بالوضع. 


أسرع مارك ليحضر الطبيب، في حين بدر و تسنيم جلسوا بجانب والدتهم التي تفترش الأرض تشهق من شدة الألم، والدموع تسيل على خدها، بينما وعد أخذت منديلا موضوعا على الطاولة، ووضعته فوق الجرح تحاول كتم الدم، ورغم أن جودي كانت طبيبة إلا أنها لم تستطع التدخل بعد أن علمت أنها السبب وراء كل ما حدث، وعلى عكس وعد كانت حاقدة على جميلة لدرجة تفضل مشاهدتها وهي تموت بدل إنقاذها، وفي خضم تركيزهم على جميلة، لمح رعد رعد التي كادت تهرب، ليمسك بذراعها ضاغطا عليه وقال :إلى أين؟ لن تفلتي بهذه السهولة. 


كادت رحمة أن تحاربه، إلا أن رؤيتها لإبنها أمامها جعلت جسدها يتوقف عن الحركة وقالت :ابني. 


الابن :ما الذي فعلتيه؟ أنت أصبحت مجرمة. 


هزت رحمة رأسها تنفي كلماته وقالت :لا لا أنا فعلت كل هذا من أجلك، لقد خطفتك وضربتك..ضربتك.


كررت كلمتها الأخيرة ببطء وهي تنتبه لجسمه الخالي من أثر للكدمات، بل لم تجد جدشا صغيرا على جسده حتى، ليستوعب عقلها سريعا ما حدث، ونظرت لوعد التي تضع يدها على صدر جميلة بصدمة كبيرة. 


أتى الطبيب والممرضات معه، فحملوا معهم جميلة يأخدونها للقبو حيث غرفة العمليات حيث سبق وأجرت فيها ماسة عمليتها، فرافقهم بدر، بينما تسنيم لم تستطع القيام من الأرض حتى، والدموع تسيل بلا توقف من عينيها، فاقتربت منها وعد بعد أن مسحت يدها من الدماء، وما إن وضعت يدها على كتفها حتى صدمت بها تضمها وتشهق بقوة، فبادلتها وعد الحضن مغمضة عينيها تتألم لحالها، وتركتها تبكي وتفرغ مكنونات صدرها، قبل أن يقاطعهم دلوف الشرطة في تلك اللحظة. 


الضابط: السلام عليكم. 


رعد: وعليكم السلام، كيف نساعدكم. 


الضابط :نحن هنا القبض على الخادمة رحمة، ورئيستها جميلة، لقد علمنا أنهما هنا. 


قامت وعد وسندت تسنيم لتقف، فنظرت لريان الذي كان بين نارين، فهل يتبع قلبه أم لا؟ هل يستمر في علاقته مع من ملكت قلبه، أم يختار وعد التي لها فضل كبير عليه، بل وسبق وأن أنقذته وقدمت له فرصة جديدة للحياة، وحينما رأى ردة فعلها مع تسنيم تجدد الأمل في قلبه، وما إن نظرت له فهم ما تريده وتقدم يأخذ منها تسنيم يبعدها عنهم، أما رعد فدفع رحمة للشرطة هاتفا :هذه رحمة، ولقد أضافت جريمة أخرى لسجلها، وهي محاولة قتل قبل قليل. 


أمسكها الضباط ليهتف قائدهم :من أصابت. 


هتفت وعد ببرود :رئيستها جميلة، وهي في الداخل مع طبيب يعالجها. 


الضابط :لما لم تتصلوا بالإسعاف؟ 


وعد: لدينا غرفة طبية مجهزة بكل المعدات، إضافة للطبيب والممرضات، وإذا أردت أترك بعض الضباط هنا، وفور أن تنتهي العملية تستطيعون نقلها لأي مستشفى، وتصرفوا معها كا تريدون انذاك. 


شعرت تانيا براحة كبيرة تجتاحها حينما لم يذكر الضابط اسمها، إلا أنها لا تثق في تلك الراحة كونها تعلم مكر وخبث وعد جيدا، لكن حينما رأت الضباط يتحركون تأكدت أنها لم تفضح بعد، وبدأت تفكر في طريقة للتخلص من رحمة قبل أن تفضحها، فسمعت صوت وعد يقاطع أفكارها حينما منعت الضباط من المغادرة.


الضابط :هل يوجد شيء آخر. 


وعد :أريدكم أن تأخذوا العضو الثالث في هذه العصابة. 


الضابط :يوجد شخص آخر! من هو؟ 


نظرت وعد لتانيا مبتسمة وقالت: شبيهتي التي حاولت قتل عمي. 


صدم الجميع من حديثها، ليوجهوا نظراتهم نحو تانيا لا يستطيعون استيعاب أنها خلف كل شيء، بينما السبب ظل مجهولا للجميع، لكن الوحيد الذي لم بصدق هو مايكل الذي وقف أمام أفراد الشرطة يمنعهم من الوصول لزوجته، وقال :هل جننت يا وعد؟ ماذا فعلت لك تانيا لتظلمينها هكذا. 


وعد :ليس من عادتي أن أظلم أحدا، وتانيا حتما خانت ثقتي بها وهي من أصابت عمي، كل هذا لماذا؟ حسدتني لأنني أصبحت أما وهي لا، لم تتقبل أننا خطفنا معا في الصغر لكننا لم نتلقى نفس الإصابات. 


حديث وعد استفز تانيا وبشدة، فهجمت عليها على غفلة منهم هاتفة :اليوم سأفعل ما لم تفعله جميلة، بسببك دمرت حياتي، أنت السبب في كل ما حدث لي. 


أمسكها الضباط لتضربهم في محاولة منها للفكاك منهم، بينما وعد وضعت يدها على خدها الذي جرح بأضافر تانيا، لتجد القليل من الدم سال منه، فنظرت لتانيا وقالت :خيبت أملي فيك، لقد وثقت بك وأعطيتك مكانة كبيرة في حياتي، واعتبرتك فردا من العائلة، وأنت في المقابل قمت بخيانتي. 


تانيا :اتركوني أنا لم أفعل شيئا، أنتم لا تملكون أي دليل ضدي. 


أخرجت وعد هاتفها، لتشغل تسجيل المكالمة التي دارت بينها وبين جميلة قبل أيام، وقد كان صوت تانيا واضحا جدا. 


"هل تعتقدين أنني غبية مثلك كي أترك الدلائل خلفي؟ حتى لو اتهمتني بشيء لا دليل عندك، السلاح أخذته معي وتخلصت منه، وتسجيلات كاميرات المستشفى التي كان فيها مايكل تتبث أنني كنت أزوره يوميا، إضافة لتنكري قبل النزول للمغرب، إذن لا يوجد دليل على حديثك، والآن سأتركك زوجي ينتظرني، وأنت لا تزعجيني كل دقيقة بجنونك".


وعد: هذا التسجيل دليل كبير ضدك، وقبل أن تخبريني أنه مزور، لقد تم التأكد من أنه حقيقي، هذا يعني أن التهمة تابثة عليك، والفتاة التي وضعتها مكانك في المستشفى تم إلقاء القبض عليها هي الأخرى.. للأسف كنتم لعبة سهلة بين يدي جميلة، كنتم عبارة عن شطرنج تحرككم كما تريد.


أخذها الضباط ناحية سيارتهم بعد أن هدأت، وأت خيبة الأمل في وجه مايكل الذي غادر مسرعا، ولم يقل شيئا من شدة صدمته في حبيبة قلبه. أما رعد فاقترب من نعد يضمها لتتنهد براحة بعد أزاحت هذا الثقل عنها، وفجأة صدح صوت إطلاق نار، يليها ارتطام جسد في الأرض، ليجدوا ياسمين غارقة في دمائها تفترش الأرض، بينما تانيا تضحك بعد أن استغلت غفلة أحد الضباط وأخذت سلاحه. 


اجتمعوا حول ياسمين سريعا، فوضعت وعد يدها على كتف ابنتها أين أصيبت وقالت :ابنتي أجيبيني رجاءا، لا تفعلي بي هذا يا ياسمين. 


ضحكت تانيا بصوت عالي، وهي واقعة على الأرض بعد أن أخذ منها الضابط السلاح غصبا عنها، فقالت :دعي تأنيب الضمير يلازمك طيلة الحياة. 


اقتربت جودي من ياسمين سريعا وقالت :دعيني أراها يا وعد. 


ابتعدت وعد قليلا تترك لها المجال لتقوم بعملها، فرأت ياسمين تنزف الكثير، لكن الرصاصة لا توجد في ذراعها لتقول :لا تقلقي الرصاصة جرحتها فقط. 


وعد: لكن لما تنزف كثيرا.


جودي :ربما تعاني من سيولة الدم، احملها يا رعد سريعا لأعالجها. 


أخذ الضباط تانيا ورحمة، وتركوا البعض معهم، بينما رعد حمل ياسمين وأخذها للقبو حيث توجد الغرفة الطبية، ووضع إبنته في سرير آخر يجاور سرير جميلة الذي يعالجها الطبيب، وترك جودي تقترب من ياسمين وتقوم بعملها، فاقترب من وعد التي بدت له لا تستطيع الوقوف على رجليها. 


رعد: وعد هل أنت بخير. 


نفت برأسها، ليسندها وأخرجها من تلك الغرفة، ثم جعلها تجلس فوق الأريكة الموجودة هناك، وحمل قنينة ماء وغسل لها يدها، ثم جعلها ترتشف منها القليل قبل أن يجلس بجانبها ويضمها لصدره، وقد كانت في أمس الحاجة لذلك الحضن كي يخفف عنها، وبدل أن تسعد بإنتصارها على أعدائها، أصبحت تنتظر لتطمئن على حالة ابنتها، وإذا كانت ستكتفي بسجن تانيا مسبقا بعد أن أشفقت على حالها، أصبحت الان تتوعد لها بالجحيم. 


في الأعلى، كان أفراد العائلة مجتمعين ينتظرون خبرا، ومعهم تسنيم وبدر الذي صعد هو الآخر، فقالت سرين :لم أكن أتخيل أن تانيا ستخون وعد يوما ما، بل وحاولت قتل خالي أيضا، فاجأتني كثيرا. 


جنة :ماذا تتوقعي من شخص سيطر الحقد على قلبه؟ اجتمعت من تلك المجرمات ولعبوا بنا كما يريدوا. 


هتفت بكلماتها السامة غير مبالية يبدر وتسنيم التي أخفضت رأسها تبكي على وضعهم، ولا تعلم هل تبكي على ما حدث لوالدتها أم على ما فعلته. أما مصير علاقتها بريان أصبح مبهما بعد ردة فعله، ورغم أنه ضمها لصدره يخفف عنها، إلا أن صمته يحرقها أكثر. 


أحمد :أغلقوا هذا الموضوع يا فتيات. 


لمياء :دعهم يا أحمد، هم محقين. 


رفع أحمد حاجبه هاتفا: أنا نصحتكم لكن إذا أردتم الاستمرار في الحديث حسنا، لكن حينما تأتي وعد لا يقل أحدكم ليتنا صمتنا منذ البداية. 


صمتوا فورا فهم أخطأوا بما يكفي في حق وعد، ولا يريدون أن تسوء علاقتهم بها أكثر. فمضى الوقت لتخرج جودي من تلك الغرفة، فوقفت وعد سريعا وقالت :كيف حال ابنتي. 


ابتسمت لها جودي قائلة :لا داعي للقلق هي بخير، لقد أقفت النزيف وداويت جرحها، قد ترتفع حرارتها قليلا لكن هذا طبيعي في حالتها. 


تنهدت وعد بعد أن شعرت بتلك الراحة تجتاحها، فدخلت رفقة رعد ليطمئنوا عليها، ثم حملها هذا الأخير وأخذها لغرفتها وظلت معها وعد التي رفضت تركها بمفردها. أما جميلة وفور أن انتهت عمليتها وظلت غائبة عن الوعي بسبب المخدر، أخبروا رعد التي تركت المربية مع ياسمين ونزلت للأسفل بعد أن اتصلت بالإسعاف، ووجدت أفراد العائلة لا زالوا مجتمعين بعد أن طمأنتهم جودي على وضع ياسمين. 


جودي :هل حدث شيء لياسمين يا وعد؟ 


وعد: لا لقد أتيت لأرى إن وصلت سيارة الإسعاف التي ستقل جميلة أم ليس بعد. 


بدر: وعد أريد الحديث معك بمفردنا. 


سيف :ما الذي ستقوله بعد ما فعلته والدتك بنا. 


نظرت له وعد بحدة ثم التفتت ناحية بدر وقالت :دعنا نتحدث في الخارج، تعالي معنا يا تسنيم. 


قامت تسنيم، ليقف ريان هو الآخر ينظر لوعد بخوف، لا أعلم ما الذي قد تفعله، فنظرت له وقالت :ابقى هنا أنت يا ريان. 


خرج الثلاثة للحديقة فقال بدر: أنا أعلم يا وعد أن ما فعلته أمي سيئ، ولن أطلب منك التنازل عن القضية، لكن أريد الاعتذار منك لأنني في يوم من الأيام كنت أساعدها، و بسببي تمكنت للوصول لتلك الدرجة من الخطة. 


وعد :في نظرك لم أكن أعلم كل هذا، منذ البداية علمت أن جميلة لا تعمل بمفردها، لكت أتعلم ما غفر لك عندي. 


نظر لها بدر باستفهام يستفسر عن السبب الذي جعلها تغفر لها، فنظرت لتسنيم التي تورمت عينيها من شدة البكاء وقالت :لأن تسنيم ستعاني بشكل مضاعف، ستحرم من الأم والأخ في الوقت ذاته، وحزنها سيؤثر على ريان هو الآخر، وأنا لا أحب أن يحزن فرد من عائلتي، إضافة لذلك لم أنسى إنقاذك لي من بين يدي والدتك من قبل. 


بدر: لا أعلم ما أقوله غير شكرك، شكرا جزيلا لك. 


نظرت وعد لتسنيم فرفعت رأسها وقالت :إلى متى ستستمرين في البكاء هكذا؟ أنا أعلم جيدا أنه من الصعب اكتشاف خطأ كبير كهذا قامت به والدته، خاصة أنه سيحرم منها لسنوات، لكن البكاء لن يصلح شيئا، أنت تضرين نفسك.. تسنيم أنت لم تفعلي شيئا، فلا تحملي نفسك ذنب أحد. 


 زادت تسنيم من وتيرة بكائها، فضمتها وعد تخفف عنها، بينما بدر يراقبهم بإعجاب بشخصية وعد، فقد سمع الكثير عنها من رجال الأعمال، لكنه اليوم يرى جانبا آخر لا يظهر سوى للمقربين. 


مضت دقائق لتصل الإسعاف وأخذت معها جميلة ولحق بها الضباط، بينما بدر أخد أخته وغادروا، لتدخل رعد القصر ويوفقها عمر حينما قال: وعد. 


استدارت ناحيته دون أن تقول شيئا فقال: نحن نعتذر منك عن ما بدر منا. 


وعد: لا طاقة لي للحديث الان في هذا الموضوع، فلنتحدث فيما بعد، وأنت يا ريان ابقى في القصر الليلة، لا داعي لتغادر.. تصبحون على خير. 


صعدت رعد لغرفة ياسمين، لتجد رعد بجانبها يضع يده على رأسها، بينما المربية غادرت لترتاح بعد أن أخبرها راعد أن تذهب، فقالت: كيف حالها. 


رعد: الحمد لله لم ترتفع حرارتها. 


طبعا قبلة على جبينها قائلة: الحمد لله، سامحيني يا ابنتي بسببي أصبت، ليتني لم أفضحهم هنا. 


أوقفها رعد وجعلها تجلس على الأريكة وهو بجانبها وقال :هذا كان مقدر لها يا وعد، ولم تكوني لتستطيعي منع تطبيق القدر، إذن لا تلومي نفسك. 


وعد :في نظرك على سيأتي يوم ننعم بالراحة التامة. 


رعد: لأكون صريحا معك، هذا صعب في حالتنا، يبدو أنك نسيت من نحن، الرعد والبرق اللذان يجتمعان كي تمطر ويسعد الناس، ونحن نملك الدور ذاته هو إسعاد العائلة، وأنت بالأخص ترك لك جدي هذه المهمة، ترك لك مسؤولية كبيرة على عاتقك، إضافة لأعدائنا الذي ما إن ننتهي من أحدهم يظهر الاخر. 


ضحكات وعد بسخرية على حالهم وقالت: لم تكذب في هذا، كان يجب أن يطلقوا علي اسم مغناطيس الأعداء بدل البرق. 


ضمها رعد مبتسما وقال :أنت أجمل مغناطيس جذبني له.. نامي الان كي ترتاحي.  


وعد :دعني مستيقظة لأراقب حالة ياسمين. 


رعد: حسنا اتكئي على صدري على الأقل. 


 

           الفصل الواحد والثلاثون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 

لقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close