أخر الاخبار

رواية عشقها الاسد (الجزء الثاني) الفصل التاسع 29 بقلم رباب عبد الصمد

       

 رواية عشقها الاسد (الجزء الثاني) 

الفصل التاسع 29 

بقلم رباب عبد الصمد


 يحيى وهو لا يزال يمسك ذراع هنا / ان كنت لا تعرف سبب مغادرتها يا دكتور فكان الواجب عليك ان تستاذن منى انا اولا اليست من تركب بجوارك هذه زوجتى ام انك لا زلت تعتبرها زوجتك ؟ 

 زياد مقاطعا / اهدا يا يحيى وتفهم الامر فحسام ليس له اى موقف فى الموضوع من الاساس ولكن المشكله عند هنا ثم نظر لها وقال بهدوء / لما ياهنا تركتى الحفلة ولم تخبره 

 يحيى بعصبيه / ولما خلعتى فستانك ولما لم تخبرينى بما حدث . واخذ نفس عميق وزفره بضيق وقال ولكن لاع عليكى ان كنتى الان قد نطقتى بالحقيقة وقلتى زوجتك اذن فانتى اول الناس التى تنكرين صفتك زوجتى وتقررين انه هى زوجتى ولهذا ساطلقك يا هنا حتى تكتسبين صفتك الحقيقيه 

 صرخت هنا فى وجهه ومدت يدها وكتمت فمه قبل ان ينطقها 

 قعلتها هذه هداته قليلا وزادته غبة فيها ولكنه اسد ويعرف ان يتحكم فى اعصابه فلم يبين لها شىء وقال بكل عصبية تفضل انت يا دكتور حسام ادخل للحفلة واهلا بك فقد شرفتنى ثم نظر الى والدة هنا وقال وانتى ايضا يا والدة زوجتى المصون ادخلى فالحفلة انتى من اصحابها والعتب عليكى لانكى لم تواجهينى وكانى لست بموجود من الاساس حتى انكى تتبعتى ابنتك فى تصرفها الاحمق ثم نظر الى شقيقيها وقال اما انتم فاتعجب كيف لم تنهونها عن فعلتها تلك وكيف لم توضحوا لها انها ملك يمين زوجها وهو صاحب القرار الاول فى حياتها الم تعرفون قواعد دينكم 

 صمت الجميع امام ثورة وزئير الاسد 

 امر الجميع بالدخول للحفلة فى هدوء وهو لا يزال على نفس وضعه من امساكه اياها من ذراعها بينما هى تتاوه من قبضته وتبكى خوفا منه وضيقا على حالها 

 دخل الجميع وتبقى هو وهى وظلت معلقة عيناها عليه فى انتظار عقابها منه 

 شد عليها فى قبضته وسحبها ودخل بها من الباب الخلفى ثم الى السلم الداخلى لغرف النوم حتى لا ينتبه احدا من المدعويين بينما ظل الجميع تحت قلقين مما سيفعله معها الا شهندة التى كانت تطير من السعادة فكانت هى نجمة الحفلة والكل اخذ يناديها بزوجة قل الاسد حتى الصحف صورتها هى على انها زوجته 

 ما ان دخل بها غرفتهم الا ولفها امامه لتكون فى مواجهته وبكلعصبيه صاح بها / لما لم تخبرينى بما حدث 

 هنا / عن اى شىء اخبرك ؟ عن امى التى كانت تعمل كخادمة ام عن زوجتك التى اعتلارف بها الجميع وانا نكرة 

 صاح بها اكثر وقال / انتى من اردتى ان ترى نفسك هكذا . امسكها من كتفيها واخذ يهزها وينهرها قائلا . الم اقل لكى لا تدعين ثقتك بنفسك وتزينى بها فثقتك بنفسك هى منك . الم اقل لكى خذى قوتك منى فلماذا استسهلتى الضعف ولم تتمسكى بقوتى لتقوى . الم اقل لكى انكى زوجتى وهى لا فلماذا تقررين انه هى زوجتى وانتى لا . الم اقل لكى ان كرامتطك من كرامتى وانكى من فلما الان تدناين من كرامتى . الم اقل اننى حقك انتى وحدك فتمسكى بى ودافعى عنى ولا تتهاونى فى فلما اذن تهاونتى واستسلمتى وسلمتينى لها 

 صاح باعلى صوته فيها وقال / لما يا هنا فى كل مرة اشعر انك لا ترسدينى وانك تستغنين عنى بسرعة . لما لم تتمسكى بى 

 كان اهون على ان اراكى متجبرة عليها ومتمسكة بى بدلا من شعورى بالانكسار هكذا وانتى لا تعترفين بانى زوجك 

 كان اهون على الموت قبل ان اراك تطلبين المساعدة من حسام 

 اهون على ان اموت ولا اشعر ان هناك من هو امانك غيرى ولكن الان انتى من اختارتى الانسحاب وانا لا اعيب عليها فهى ترى ان بينكما حرب والخدع فى الحرب مباحى فخدعتك من اجلى . من اجل ان تتمسك بى اسمعتى . من اجل ان تتمسك بى هى تريدنى لها وانتى تتخلين عنى لها 

 ولكن من الان سارضخ انا لطلبك وساعلن انها بالفعل زوجتى وساخذها معى فى مقابلة الوفد ومن الان ليس هناك كلام بينى وبينك حتى تقريين هل ستبقين معى ام لا 

 هم ان يتركها ويغادر الا انها تمسكت به وارتمت فى حضنه وقالت لا . لن اقبل عنك بديلا ولن افكر من الاساس فى هذا ولكننى جرحت فى كرامتى ولم اعرف كيف اتصرف فتصرفت بحمق ارجوك سامحنى واغفر لى ذلتى 

 يحيى كان من داخله يود ان يحتضنها كما احتضنته وكان من داخله يشعر بما تعانيه وحزين على حالها ومشمئز من تصرف شهندة وكانت هناك رغبة لديه فى تقبيلها ليبث فيها الامان ويطمانها الا انه تمثل لها بالجمود كنوع من العقاب لها بينما هى مدت يدها واحاطته بها واخذت تتململ فى صدره وتردد سامحنى لكن ظل هو متظاهرا بالجمود ومد يده بهدوء وابعدها عنه وتركها وخرج وهو اكثر منها تالما عليها 

 ظل طوال الحفل شارد الذهن يفكر فيها فقد تاكد ان روحه متعلقة بها وانها الوحيدة القادة على اسعاده او شقاءه 


من غيابك تفوح الارض شوقا اليك 

وتمتلىء السماء بعبق رائحتك

وحين تغيب يعم الظلام اركانى 

ويسكن الخوف عروقى ويدب السكون فى قلبى

ويشتعل فى داخلى الشوق اليك . احبك


 لم يخفى هذا على والدته فاقتربت منه وربتت على كتفه وابتسمت له وقالت / لا تعاقبها كثيرا فهى طيبة واعطيها عذرها فهى حتى الان تخشى من فرق المستوى وعليك انت ان تبث فيها الاطمئنان والامان خاصة ان حبك لها وقلقك عليها واضح على ملامحك يا بنى ومن الافضل ان تطلع تطمان عليها 

 نظر لامه وهو حزين وقال / اردت ان تثق فى وتثق اننى لماكن ادا اوافق على اهانتها وانها منى ولكنها استسلمت بسهوله 

 مداد صفاء / اطلع لها يا بنى وانا سافسر غيابك بان احد الصحفيين ياخذ منك حوار هاما فى غرفة مكتبك 

 وكانما وجد فى كلام امه طوق النجاة فتركها وصعد اليها بسرعة وما ان وصل لباب غرفتهم وقبل ان يفتح الباب وقف يتنهد ليستجمع قواه فهو يهيم لها شوقا ولكن يريد معاقبتها وفى ذات الوقت يريد ان يطمان عليها فكان بداخله مشاعر مختلطة كلها منها ولها واخيرا فتح الباب فوجدها نائمة فى وضع الجنين وهى تبكى وكانت لا زالت بملابسها 

 بكى من داخله عليها فصغيرته لا تشعر بمدى حمايته لها حتى الان 

 دخل وهو متصنع الهدوء وان كانت هنا تعلم انه مطوق شوقا لان يحتضنها لكفت عن البكاء

 كانت تشعر به ولكنها لا تجروء على النظر اليه  

 بدل ملابسه وجاء جوارها ونام ممدا ولكنه ولاها ظهره وكان يود ان التفت اليها واحتضنها 

 بكت اكثر هى عندما وجدته موليها ظهره فاقتربت منه وكان هو يشعر بها ووضع يده على قلبه ليهدا من ضرباته وهى تقترب منه وفجاة اقشعر كامل جسده عندما وجدها تتشبث فيه من الخلف كما الاطفال وتبكى واخذت تتوسل اليه الا يغضب منها اكثر من هذا وان يلتفت اليها ولكنه لم يجيبها بينما كان هو اكثر منها عذابا 

 قالت له بدموع / ارجوك يا يحيى ان كنت لا تزال غاضبا فانا اعتذر لك واعترف اننى كنت مخطاة  ولكن لا تحرمنى من احضانك 

رغم بعدك عنى فانا اعشقك للحد الذى لا حد بعده

واشتاقك وانت امام ناظرى

فلا وطن لى سواك ورغم كل ما يبعدنا

فانت لى اكسير الحياة ونبضى الذى يجعلنى على قيد الحياة


 كلماتها اطربت اذناه وقلبه وزادته رغبة فيها ولكنه رد عليها وهو لا يزال على نفس وضعه وقال كيف تريدين احضانى الان وانتى نفسك من تخليتى عنها منذ دقائق 

 تشبثت فيه اكثر واقتربت من اكثر حتى التصقت بظهره وقالت بدموع / كنت ساعود اليك بسرعه ولكنه كان تنفيس منى عن ضيق حالى ولم اعد اشعر باى امانالا وانت جوارى وانا بين اضلعك حتى اننى شعرت ببرودة العالم قد تجمعت وتملكتنى وانا مغادرة بعيدة عنك وقتها شعرت ان لا دفء ولا راحة لى الا اوانا جوارك وكم كنت سعيدة عندما صوت زئيرك المخيف ينادى باسمى فعلى الرغم انك كنت تزار ولكن كفانى انك نطقت باسمى ارجوك ضمنى ولا تتركنى 

 اخذ نفس عميق وهو يغمض عيناه فهو اكثر خوفا على نفسها منها ويا ليتها تعلم ثم فتح عينيه وابتسم على تلك اليدين الصغيرتين التى احاطته من ظهرة والتى بللت دموعها ظهره فالتفت اليها فجاة ولكنها لم تصدق فدفنت وجهها بسرعه فى صدره واخذت تبكى مرة اخرى فمد يده وضمها لصدره واخذ يرت على ظهرها ويمسح على شعرها وقال / اهداى يا صغيتى فانتى بين اضلاع امانك فلا تخافى 

 تشبثت اكثر ودفنت راسها اكثر فى صدره وهدات قليلا ولكنها لم تجروء ان ترفع عينيها فى وجهه فابتسم عليها ومد يده ورفه وجهها لتقابل وجهه وقال / ان كنتى انتى شعرت ببرد الكون يتملككى وانتى تبعدين عنى فانا شعرت ان الكون كله ينهرنى ويذفرنى وانتى تبعدين عنى وان كنتى تعلمى ما مدى حبى لكى لما تركتينى لحظة . ان كنتى شعرتى بلهفتى وانا اترقب السلم الذى ستنزلين عليه لاعلن انكى زوجتى لاشفقتى على حالى من لهفتى عليكى . ان شعرتى كم كنت اتمزق شوقا عليكى لمجرد غيابك عن عينى للحظات لتاكدتى ان عينى لن ترى غيرك وان قلبى لم ينبض الا لكى وبكى وان كنتى عرفتى مدى كلمة انى حقك انتى لحاربتى العالم كله لاجلى   

حبيبتى التى عشقتها من دون النساء

يا ابتسامة صافية جميلة تعرف معنى النقاء

يا روح تتدثر داخلى يا حبا سكنى بقلبى واستقر حتى الفناء

يا ساعة غالية عرفتك فيها وضميتك وفضلت بقائك بين اضلعى

 ابتسمت له فمد يده ومسح دموعها وهى على نفس وضعها دافنه راسها بصدره ثم الصق جبينه بجبينها وهمس لها وقال تنهدى 

 ابتسمت له ولم تعارضه فاستنشق عبيرها وقال وما الحل الان انا اريد ان اراكى بالفستان واعيش ليلتى معكى 

 ابتسمت هى وقالت حالا سارتديه لك وهمت ان تقوم فجذبها اليه وقال بل ساساعدك انا 

 عاشا الحبيبين ليلتهم فى سعادة حاول كلا منهم ان يسعد الاخر وانتهت ليلتهم بان صارت هنا زوجة شرعية ليحيى 

 فى الصباح ايقظها يحيى بابتسامته العذبة وقال / اشعر وكانى ساصبح رجل اعمال فاشل فانا لا اريد الابتعاد عنكى فما الحل اذن 

 ابتسمت هنا له وقالت بل انا التى ساصبح دكتورة فاشلة ولن اكمل رسالة الماجيستر فلن استطيع التركيز فى شىء وانا كلى مشغولة بك 

 ابتسم لها وقال / انا اسف يا هنايا مرتين مرة لانى شغلتك عن عملك والاخرى لانى لمستك قبل موعد زفافنا وقد اخليت بوعدى مع والدتك وهذا ليس من شيمى 

 ابتسمت هنا له وقالت / لا تعتذر فانا زوجتك امام الله 

 يحيى / لا يا هنايا انا لازلت عند وعدى وهذا حقك على ساعلن زواجنا بفرح يتحاكى عنه ولكن اعذينى ساؤجله حتى اقابل تلك الاوغاد واصفى كل شىء معهم 

 هنا بخوف / لم اصدق حتى الان ما قلته لى ولكن ما الامر ان لم تذهب اليهم 

 يحيى بضيق / هم عصابات كبيرة وحياتى عندهم ليس لها اى ثمن المهمعندهم هم نجاح صفقاتهم وانا لابد ان ابلغ عنهم وارتب مع الشرطة 

 هنا / لكنى قلقة عليك 

 يحيى ضمها له / وقال لا تخافى على يا صغيرتى فالاعمار بيد الله ام نسيتى اننى كنت ميت وعدت بمشيئته ولكن ما يجعلنى اخوض معهم هو اننى اريد ان اعرف ما مداهم لحكاية بلدى منهم 

 ثم استطرد قائلا / المهم عندى لا تفكرى انتى فى اى شىء واجعلى كل همك فى رسالتك فسوف اصنع لكى حفلة بمناسبة مناقشة الماجستي كبيرة ومن اليوم انتى زوجتى امام الجميع حتى يوم حفلة زفافنا الكبيرة 

 ابتسمت له وقبلته ثم دخلت لتاخذ حمامها بينما هو شرد ذهنه فهو خائف عليها وعلى صغيره وعلى امه فقد يصيبه اى مكروه من تلك الاوغاد وبعد ان كان مسئولا عن امه فقط وهذه كانت ملقبة بالمراة الحديدية اى انها تستطيع ان تدير شئونها بنفسها ولكن الان لديه طفل لا يعى للدنيا شىء وزوجة لا تشعر بالامان الا معه فدعا ربه ان يحميه لاجلهم وشرع فى تبديل ملابسه وذهب لعمله ليبعد تفكيره عن الافكار المخيفة ويرتب افكاره 

 مرت الايام بسرعة بسعادة على يحيى وهنا واصبح يوسف اكثر تشبثا بهنا بينما اصبحت شهندة تخرج بحرية اكثر فلم يعد هناك من يمنعها فقد ظهر يحيى للجميع ولكنها كانت بين الحين والاخر فى انتظار طلاق يحيى لها 

 جاء اليوم الموعود للمقابلة ولم ينام يحيى فى تلك الليلة وظل ناظرا على تلك المتشبثه فى صدره واخذ يحادث نفسه ماذا ستفعل وكيف ستكون حياتها ان اصابه سوء


               الفصل الثلاثون من هنا 

     

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close