رواية عشقها الاسد (الجزء الثاني)
الفصل التاسع 9والعاشر
بقلم رباب عبد الصمد
قصيدة آسفة بقلم شاعرنا الجليل أيمن أبو عميرة ...شاعر الأطلنطي
بتسم عليها ومد يده اسفل ذقنها ورفع وجهها اليه فكانت فى قمة خجلها وكادت وجنتاها ان تشتعل نارا من حمرة الخجل فقال غامزا باحدى عينيه رايت كل شىء تتوقعينه او لا تتوقعينه ولكن ما الخجل فما دمت انتى زوجتى ثم اننى لم اخجل منكى وانتى تغسلينى
اضطربت هنا وكادت ان يغشى عليها وقالت / ولكنك لست بزوجى
يحيى ومن قال انكى لست بزوجتى فالزواج اشهار وانا على اتم استعداد ان اخرج واعلن ذلك امام الجميع فقلب الاسد لا يهاب احدا
هنا ولكنى زوجة حسام
يحيى بضيق / لا بد ان انهى هذا الوضع السخيف غدا على الاكثر
نظرت له هنا نظرة طويله ولكن هو قطع تلك النظرة باقترابه منها وغاصا معها فى قبلة حميمة بث لها فيها شوقه اليها والاغرب انها لم تمانعه والادق انها هى الاخرى كانت سعيدة بشغفه عليها
تنبهت لحالها وتذكرت حسام وابتعدت عنه بسرعة
سمح لها يحيى بالابتعاد وهو يزداد لوعا من بعدها
هنا مغايرة للموضوع حتى تستطيع ان تلملم شتات نفسها من الاضطراب / متى ستكشف لهم نفسك
يحيى / هناك الكثير من الاجراءات ولابد ان اخذهم على حين غرة حتى لا ياخذون حذرهم ومن الغد اطلبى كشف حساب عن الفترات الماضية وبالطبع هم لن يعطونكى الحسابات لمضبوطة ولكنها ايضا تهمنى حتى وان كانت حسابات مزيفة وساجعل امى تطلبك على هاتفك وبعد لحظة تدعين ان هاتفك فصل شحنه وتستاذنين من هشام ان تهاتفيها من عنده ووقت ان تبداى محادثتها حاولى ان تبتعدى عنه وتكونين بعيدة وكانك لا تريديه ان يسمعكى
هنا بعدم فهم / ولما كل هذا
يحيى ستعرفين كل شىء غدا
كادت ان تكمل كلامها الا انهم سمعوا صوت قدوم سيارة حسام فازاد ضيق يحيى وقال / شريكى فيكى وصل
لم ترد عليه ولكنها اضطربت وبدات تتحرك نحو المغادرة الا انها تفاجات به يجذبها اليه ويشد على ذراعها ويقول / انتبهى لحالك واياكى ان يظهر منكى ولو اطراف من شعرك وتاكدى اننى من الغد سانهى هذا الموضوع وساتزوجك
اومات هنا بالايجاب ولكنها لم تتفوه بحرف وعندما وجدها هكذا شد على ذراعها وقال انتبهى على قلبى الذى ستاخذينه معكى وحافظى عليه بين احضانك ولا تجعلى غيرك يلمسه
فهمت مقصد كلامه ولكنها ايضا كانت عاجزة عن الرد فهى لا تعلم ما ينتابها وهى امامه فدوما ما يتلجم لسانها ولم تفسر سبب هذا فهل هو خوف ورهبه من كيانه ام حب وشغف ام خجل ام عذاب حب هى نفسها لا تعلم له وصف
خرجت وتركته يشتعل غيرة عليها وظل واقفا خلف نافذه مكتبه التى اصبحت تشهد على اشتعال قلبه كل يوم وهو يراها تذهب مع غيره تحت عينيه وهو واقف عاجزا
ما ان خرجت هنا الا وكادت ان تاخذ نفسها بسلام فهى هكذا فى وجوده يهرب منها كل شىء حتى انفاسها ولكن ما ان وجدت حسام يستقبلها بابتسامة عذبه الا وضميرها عاقبها على ما فعلته فى حقها فوقفت متجهمة شاردة لا تعرف بما تجيب على ابتسامته النقية وقد اصبحت هى ملوثه لشرفه انتابها شعور بالخيانه تجاهه فمهما كان زواجهم اكذوبة الا انه اعطاها اسمه لتحافظ عليه ولكنها كانت غير امينه فقد وقعت فريسة لحبها الذى اغشى عينها عن الخطا الذى وقعت فيه
حسام لاحظ وقوفها صامتة شاردة لا هى ركبت ولا هى بادلته الابتسامه فسالها / ما بكى يا هنا احدث ما يضايقك ؟ اياكى ان تهدرى كرامتك فكرامتك عندى اهم من كل شىء ؟ وانا ساساندك لاخر نفس فى عمرى فاما ان تتزوجيه وانتى مرفوعه الراس والا ساجعله يندم عليكى
هنا فى نفسها / ليتك ما تفوهت بحرف يا حسام فقد اوجعتنى فاصبحت انا الجانية ولست المجنى عليها
تقدم حسام نحوها ووقف امامها وامسكها من كتفيها وقال / ما بك قلت لكى لا تقلقى وانا معكى ولاحظ هو ظل يحيى من خلف النفذه فتقدم نحوها اكثر وقبلها من جبينها كنوع من استفزاز يحيى ولا يعرف ان يحيى عرف كل شىء واصبح هو المتقد خطوات لقلبها
اما هنا فقد اوجعها تصرفه هذا اكثر فهى تعلم لما فعل ذلك وودت لو قالت له لا داعى لهذا التمثيل فقد وقعت فى احضانه بالفعل ولكنها لم تجروء واخيرا تمالكت نفسها وركبت بجواره بهدوء فى حين ان هذة الحركة قد استفزت يحيى حقا واستشاط غيرة عليها
سار حسام بالسيارة وهنا بجواره على نفس حالتها من الشرود
شعر حسام ان هناك شىء تخفيه عليه او تعجز عن البوح به وهذا ما جعله هو يتجهم هو الاخر واخذ من الشيطان مكان واخذ يجول بعقله بكثير من الافكار والخيالات
وصلا الى الشقة ودخلا بكل هدوء ولم يتفوه ايا منهما بشىء
دخل حسام لغرفته فى صمت وتركها تتعرج ببطء حتى وصلت لغرفتها
وما اندخلت الا وتركت لدموعها الحبيسة العنان واخذت تلوم نفسها
طال الليل علي ثلاثتهم وجميعهم غارق فى افكاره بين من تشعر بالندم وبين من هو مستشيط غيرة عليها ويشتاق اليها وبين من هو يشعر بالجرح فى كرامته فيكيف له ان يتحمل ان يكون عاشق لها ويساعدها لتكون لغيره والامر انه يشعر ان هناك ما قد حدث ولا تستطيع هى البوح به
اخيرا تحاملت هنا على نفسها وقررت ان تصارحه بما حدث ومن المؤكدانه سيسامحها
كان حسام واقفا فى بلكونه غرفته شاردا وكان فاتحا ازرار قميصه لعله يستطيع ان يستنشق اكبر حجم من الهواء النفقى الذى يبرد ناره المتاججة ولم يسمع طرقات هنا على الباب
فجاة سمعها تهمس من خلفه معتذرة فلميلتفت اليها فقد انتابته خنقه كبيرة لانه علم انه سيسمع منها ما لا يرضيه وقد تسمعه ما تذبحه به بدم بارد فاغمض عينيه وهو على نفس وضعه وقال بصوت صارم ارهبها / من غير اى اعتذارات ولا مقدمات فما كسر لا يحتاج تبرير لسبب انكساره ولكن الاهم انه انكسر ولن يعود كما كان فابلغينى ماتريدين قوله وكلى اذان صاغية ولكن بعدهااخرجى على الفور دون انتظار اى اجابه
تعجبت هنا من كلامه فقد قراها وقرا ما تود قوله دون ان تتكلم فقال فى نفسها / ااه يا حسام لقد قرات صمتى واوجعتنى اكثر والجمت لسانى
ظلا حاضرين جسدا وشاردين روحا فهو وقه موليها ظهره منتظر الخنجر الذى ستطعنه به ولكنه لم يحاول الهروب منها بينما هى وقفت تهتز من خجلها فقد اصبحت لا تطيق ذاتها بفعلتها تلك ولكنها فى وجود يحيى تكون مغيبة بالفعل فهى لا تستطيع مقاومة حبها له . حقا لا تستطيع ان تكون امام من تمنته يوما ومحرومة منه فى ذات الوقت
قطع صمتهم صوته المجروح قائلا / لا تستصعبى الامر فما فعلتيه لا تخشينه مادمتى اقبلتى عليه وانتى عاقلة رشيدة
بكت هنا وقالت بصوت مهزوز / اعذرنى فقد كنت مغيبه فكم كنت اتمنى تلك اللحظة وانت تعلم
اغمض حسام عينيه واغلق فمه واخذ نفس عميق استنشق به كمية كبرة من الهواء ليملا رئتيه به فقد كادت ان تختنق من كلامها فيالا العجب فى تلك الدنيا وباله من صبور ولم كذلك منذ قبل فها هى الان تعترف له بخطا ما فى حقه . خطا قد يكون ملوثا لشرفه ولرجولته وعليه ان يتحمل ذلك الاعتراف مادام وافق ان يستمر فى ذلك منذ البداية واخذ يجز على اسنانه ليحد من غضبه بدلا منان يحرقها به
مرت دقائق قليلة ولكنها مرت كالدهور عليهما اعترفت فيهم هنا بما حدث بنها وبين يحيى وانتظرت لان تجد ردا من حسام ولكنها لم تجد اى رد فعل فبكت اكثر وقالت ارجوك رد على انهرنى اضربنى اقتلنى ولكن لا تقف صامتا هكذا
فقال لها بصوت متحشرج من وهل ما القته على مسامعه انا لن اقول شيئا بل ساعطيكى نصيحة اياكى ان تعتبرى ان كل صامت لا يبالى ففى الصمت الف وجع والف حكاية واعلمى ان للدنيا قانون اسمه الدوران سيعود اليكى ما تفعليه حتما فاحسنى صنع ما تودين ان يعود اليكى وكنت اتمنى ان تكونى حريصة على الا تخسرى انسان قد لا يقدمه القدر لكى مرة اخرى
لقد كان حسام فى قمه جرحه فما اصعب ان يجرح المرء فى كرامته ويجبر ان يضعها تحت حذاءه لسعادة من لم يحافظون عليها من الاساس فقمة القسوة فى حق ذاتك ان تعيش عل ارضاء من تحب ليعيشوا هم على كسر كل ما هو جميل فيك
تالمت هنا من كلامه لانها شعرت بوجعه فاعتذرت وهى خجلانه
اسفة
هى كلمة سهلة تقوليها
اسفة على ايه؟
على فرحة مكسورة ولا دمعهة مقهورة
اسفة على ايه ؟
بعتى نفسك ليه وروحتى للخيانة وبعتى الامانة
دبحتى الانسان وابدعتى الابتسامة نسيتى كل حاجةونسيتى الغلاوة
اسفة على ايه؟
على انسان مبقاش انسان ولا عالدمع اللى اتهان اهانه
عالغلب اللى شفته ولا الصبر اللى شيلته
ولا عاللى كنت فيكى بحبه
ولا على ايه اسفة ؟
قولى فهمينى بس وانتى بتتكلمى متنسيش تمثلى انك زعلانه او ندمانه
خرجت هنا من عنده وهى منهارة فى بكاءها وظلت حتى اليوم التالى ساهرة لم يغمض لها جفن وفى الصباح قررت ان تذهب له مرة اخرى لتعتذر وبالفعل طرقت على بابه اكثر من مرة ولكنه لم يرد فاستغربت الوضع لانها كانت ساهرة طوال ليلتها ولم تسمع انه خرج من حجرته مطلقا واخيرا قررت ان تفتح الباب ببطء
اخذت تفتح ببطء ومتوجسة خيفة ان تراه فى وضع محرج فقد يكون فى حنامه ويخرج على حين غره وهو متاكد انه بمفرده وعندما نادت اكثر من مرة دون مجيب فتحت الباب ولكنها تفاجات انه نائم ويهزى ومن الواضح انه محموم فقد نام وهو فاتح ازرار قميصه اما نافذة شباكه التى كانت مفتوحة على مصراعيها اقتربت منه وهى مشفقة على حاله ووضعت يدها تتحسسه فوجدت ان حرارته عالية جدا ويهزى باسمها فبكت ندما على حالته فهى من اوصلته لهذه الحالة فبسرعه جلست جواره واخذت تصنع له الكمادات الباردة وتعطيه الحقن اللازمة
لم تتركه وتذهب ليحيى فيكفى انها كانت السبب وظلت جواره تداويه
اتصل با يحيى عند تاخيرها وما ان عرف انها جالسة جواره الا واشتعل غيرة
ساتى اليكى حالا وساجلس معكى
ارجوك يا يحيى لا تفعلها فيكفى اننى كنت السبب
ولكنه منذ البداية وهو يعلم كما يعلم اننا عاشقين فلا يجب عليه التفريق بيننا
هو لم يفرق بيننا ولكننى جرحته فى كرامته بفعلتى
ولما تستخدمين لغة المفرد فانا وانتى مشتركين ام لا زلتى تعتبرينى غريب عنك
ارجوك فليس هذا وقته
بل هذا وقته فلابد ان اطرق على الحديد وهو ساخن فسآتى اليكى وسابقى معكى وما ان يفيق الا وفاتحته فى الموضوع ووقتها سينتهى الامر
الفصل العاشر
هنا لم تجيبه لانها لا تعرف بما تجيبه فهى تريده حقا ولكنها تشعر بالشفقة تجاه حسام فهى بين نارين
لم ينتظر يحيى لردها واغلق الهاتف وخرج من مكتبه متوجها اليها فوجد زياد امامه مكفهر الوجه
يحيى بتعجب من منظره فساله ما بك ؟
زياد الى اين انت؟
يحيى متعجبا من رده عليه بسؤال فقال وهو يهز كتفيه على منظر زياد قائلا / انا ذاهب لهنا وسانهى كل شىء مع حسام وساتى بها الى هنا وساتزوجها
زياد وهو لا يزال على نفس ملامحه اجابه ببرود / وكيف ستتزوجها وانت فى نظر القانون فاقد الاهلية
يحيى / اعلم ذلك ولكن الزواج اساسه الاشهار وانا ساشهر ذلك وساتزوجها عرفى لحين ثبوت اهليتى ساعقد عليها شرعى او ساثبت الورقة العرفى
وهل اخذت رايها فى ذلك ام بنيت رايك على فكرك فقط
يحيى بضيق / هى تحبنى وانا متيم بها ولن نجعل مثل تلك التعقيدات ان تفرقنا ما دمنا نستطيع ان نتجاوزها مؤقتا
زياد بتوتر واخذ يبتلع ريقه ويتلعثم ويحاول ان يجد اى مقدمات لكلامه ولانهما صديقين فلم يخفى هذا على يحيى فساله بسرعة ما بك هكذا متوتر
زياد اثناء قدومى اليك الان تفاجات بشهندة داخلة من بوابة الفيلا على اساس ان هنا هى من بالداخل وتريد ابنها وعندما عرفت انها ستعرف كل شىء ففضلت الا تدخل قبل ان احكى لها انا حتى تتفهم الامر ولا تكشف سرك
يحيى وقف مصعوقا من هول الخبر والصدمة واذا به يتحول الى نار متاججة فى لحظة وركل الكرسى الذى امامه وقال وهل توا ما تذكرت ان لها ابن . هل توا ما انتهت من نزواتها لتاتى واتخذ ولدها ممن ائتمنته عليه . كيف ائتمنت هنا عليه وهى لم تعرفها . كيف صمد قلبها كل تلك الفترة وهى بعيدة عن ابنها فما كان الوضع ان لم تكن هنا ملاك وكانت فعلت معه مالا يحمد عقباه . ورب العزة ما كان يكفينى فيها فصل رقبتها عن جسدها و...
قطع عصبيته صوتها الذى يحمل كل معانى الانوثة والدلال من خلفه وهى تقول يحيى حبيبى اشتقت اليك
صدم يحيى من سماع صوتها فاختلطت عليه المشاعر فكم كره ان يسمع منها حرفا وكره ذاته التى هامت بها يوما ولكن ما ان التفت اليها الا واختلطت عليه مشاعر اخرى فتذكر كم عشقها
ظل هكذا وهى جواره وعلمت ما دار فى خلده فهى حقا لا تقاوم وقد كان يعشقها بكل ما اوتى من مشاعر فاقتربت منه وهى حذره وحضنته واخذت تقبله بهدوء لتربكه واخذت تخلل اصابعها بين خصلات شعره حتى ان زياد نفسه توتر من وضعهم بينما يحيى كان لا يزال على نفس وضعه واقفا متبلدا لا يعرف من يقف امامه ما شعوره حاليا هل هو ضيق منها ام انه انسجم معها واختلجته مشاعره القديمة نحوها ام انه يفكر فى هنا ولم يبالى بلمسات شهندة
واخيرا اخذ نفس عميق ليهدا من روعته وقشعريره جسده من لمساتها ونهرها وابعده عنه واخذ ينظر اليها باشمئزاز وقال محقرا لها / لم اعتاد ان يلمسنى جسد ملطخ ممن قبلى ولا تتركى لعقلك العنان ليعتقد اننى حتى الان اسيرك فقد عرفت معنى الحب الحقيقى واصبحت اسير لقلب هوانى وانا ميت
اصبحت اسير لقلب لم يجذبنى له بالشهوات بل خاف على من الشهوات
بكت امامه بدموع التماسيح وقالت / كيف كنت تريدنى ان ابقى جوارك وانا احمل فى احشائى قطعه منك فكنت اخشى عليه من اشقاؤك وما صبرنى ان من اخاف عليه ما هو الا انت
ابتسم لها بجانب فمه كنوع من السخرية وقال تقولين انك خشيتى ان تظلى بجوارى لانكى تحملين فى احشاءك قطعة منى وان ما كان يصبرك عن فقدى ان من معكى ما هو الا انا وفى ذات الوقت تتركيه لغريبة لا تعرفيها لتربيه هى وتتفرغى انتى لنزواتك اليس كلامك متناقض . الستى تشعرين بالخزى من نفسك مما فعلتى
شهندة مدعية البراءة / ارحمنى يا يحيى فحبك كان يتملكنى ولم استطيع التفكير الا فيك وكنت احاول ان ارحم عقلى بالخروج مع اخر فكيف تظلمنى لهذا الحد
علت ضحكة يحيى بسخرية اكبر وقال / احقا ما تقوليه فهل كذبتى وتحاولين ان تصدقى كذبك الم تقولى انى انا الذى اكتفيت بكى فقط بينما انتى التى لا يقاومك الرجال
ارتعدت اوصال شهندة فكيف عرف ذلك واعتقدت ان هنا هى من قالت له ذلك ولم تعرف انه كان يسمعها بنفسه فاقتربت من وهى تتمايل وبدلال قبلته مره اخرى وقالت / لا تعطيها الفرصة لتوقع بيننا فيبدوا انها تغار منى ورادت ان تكسب قلبك على حساب قلبى
فهم يحيى ما ترنو اليه فابتعد عنها وقال / وهل الملائكة ينتظر منها مثل تلك الافعال
لم تفهم شهندة ولكنها همست قائلة / ولكن بيننا ولد واريد ان اربيه بيننا حتى لا يؤثر على نفسيته ثم انى لم استخرج له شهادة ميلاد حتى الان
تنبه يحيى لكلامها وتذكر ولده فهو حقا لم يكتب حت الان باسمه فشرد قليلا وقد شعرت انها قد وصلت لمبتغاها من التاثير عليه فاكملت قائلة كما اننى خائفة من اشقائك فقد شعرت منذ ايام انهم يتتبعونى واخشى ان يفعلوا بى اى شىء ان علموا ان لى ابن منك
تركها يحيى وعاد مرة اخرى لغرفة مكتبه وهو فى قمه ضيقه فقد انقلبت الدنيا عليه فى لحظة
دخل خلفه زياد بينما منعها هى من الدخول عليه فهو اراد ان يعطى ليحيى مساحة للتفكير دون ان تؤثر هى عليه بدلالها وما ان دخل الا ووجده واقفا امام النافذه محدقا للسماء فى نقطة فى الفارغ وهومضيق عينيه وشارد الذهن
لم يطع زياد صمته وتره يلملم شتات تفكيره ليقرر ماذا سيفعل وعندما طال الوقت وهو على نفس وضعه فى صمت تام قال زياد ماذا ستفعل الان كاد ان يتكلم لا انه وجد الباب يفتح وتدخل مدام صفاء وهى تقو حازمة الموقف / تزوجها يا بنى
فزع يحيى من صوتها وصدم اكثر من جملتها ويجدر الاشارة الى ان زياد ايضا قام من مكانه وهو يحدق فيها مصدوما هو الاخر من كلمتها
يحيى بعصبية / اتزوجها . كيف يا امى تقولين هذا اترضينها على ؟ اترضين على يحيى فؤاد ان يتزوج من امثالها ؟
ردت عليه مدام صفاء وهى تبكى وتقول انا لم اتمناها لك يوما ولكنها فى نفس الوقت لحمك وام ابنك وبنت اختى ووحيدة وان لم تتزوجها ستظل هكذا تبيع جسدها لكل من يدفع لها المال فقد تعودت على العيشة فى مستوى عالى ولم تتعود على ان تكافح وتعمل وحتى ان اشتغلت فلا يكفيها اى مرتب لان تعيش ف نفس مستواها وهذا سيلطخ اسمك واسم ولدك
اقترب منها يحيى وقد انهدمت اماله فى لحظة وسالها وماذا عن تلك التى وهبتنى حياتها بدون اى امل فى فهل اخدعها الان واخذلها بعدما عدت الى الحياة
مدام صفاء بدموع اكثر / هنا ملاك يا بنى وستقدر الموقف حتم وساشرح لها انا بنفسى
زياد اخيرا تدخل وقد وصل لقمه ضيقه فقال بكل عصبية / رايتك انتى وولدك تلصقون بها صفة الملائكة وكانكم نسيتم حقيقتها انها بشرولها مشاعر واحاسيس ووجدتكم تاخذون دوما القرارات وتحددون انتم مصيرها دون ان تشركوها حتى فى اخذ القرارا فى مصيرها فمن البداية انتى اعطيتيها الامان وكتبتى كل شىء باسمها وهذا كرم اخلاق فى ثقتك بها ولكنك لم تهتمى بما قد تعانيه او تقابله من اشقائه جراء ذلك فكل ما همك هو الحفاظ على اموالك وولدك وبعدها قلتى له ان يلحق بها فى المطار وكنتى واثقة من موافقتها ولم تعملى لشعورها اى اعتبار اما ابنك فلم يكن الا صورة مصغرة مثلك فقرر فى الحال ان يخطفها ويجعلها اسيرته دون ان يفكر فيها ان كانت ستوافق عليه ام لا وبعدها يقرر انه سيتزوجها عرفى وظن انها ستوافق حتما على قراره ولم يعطى لها حتى اى حرية فى ابداء رايها والان تقررى ان يبتعد عنها ويتزوج من ام طفله وتؤكدين بكل ثقة انها ستتفهم الامر
وفجاة اكمل كلامه بصياح وقال / اين مشاعر الناس واحاسيسهم عندكم الم تفكرون فيها هى نفسها لما دوما تؤكدون انها ستفعل ما تفكرون انتم فيه فى لعب هذا بمشاعر الاخرين
صدم يحيى من لهجة صديقه وللوهلة اختلطت عليه الامور فهو مقتنع بكلامه ولكن يراوده شعور بالغيره على هنا منه فهل قال ذلك لانه لا يزال يحبها وود ان يبتعد عنها ليتزوجها هو ام انه فعلا اخطا
وفى الحقيقة كل الثلاثة كانوا محقين فى كلامهم وقراراتهم مدام صفاء لم تترك اموالها وولدها لهنا الا لثقتها فيها ولم تنتظر قرارها لان ثقتها فيها جعلها تتاكد من موافقتها وكونها قالت لابنها ان يتزوج من شهندة فهذا ايضا كان قرار نابع من تعقلها للامور وكونها كانت واثقة فى انها تستطيع ان تفهم هنا ولانها مؤمنه بعقلها الرشيد كانت واثقة انها لن ترفض ما قرروه
اما يحيى فكل قراراته كانت نابعه من عشقه لها فهو حقا قد هام وتيم بها ولم يعد فى استطاعته ان ترى عينه غيرها وكونه اعتقد موافقتها على الزواج عرفيا منه فقد كان قلبه هو من يتحدث فكثيرا ما نرى العشاق يتصرفون تصرفات قد تبدوا للغير غريبة وقد تبدوا لهم هم انفسهم كذلك ولكن بعد مرور الوقت ولكن فى وقت ذروة عشقهم يتغيب عقلهم ويبقى القلب هو المسيطر الوحيد فهو لم يخطىء ابدا ولكنه كان عاشق
اما زياد فلانه كان ينظر بعين العقل من خارج الدائرة فاستطاع ان يحلل ما لم يستطيعون هم تحليله لانفسهم فشعر باحقيه هنا فى الاشتراك فى اخذ القرار وكان لا بد ليحيى ان يعلم ان صديقه لن يفكر ابدا فيها ما دامت اصبحت تخصه ولكن ان حضر العشق غاب العقل
ظل الثلاثة صامتين لفترة وظل يحيى شاردا وقد شل عقله عن اتخاذ اى قرار فقد اصبح مشتت الافكار فولده من حقه ان يحيا بين ابوين مثل باقى اقرانه وهذا اقل حق له فى الحياه بل ويجب ان يفتخر بهم كذلك ولكن ما ذنب هنا وما الذى سيصيبها ان علمت ذلك
ولكن السؤال الذى ظل يجول فى عقله هل ستتخلى عنه هنا ام ستظل معه
وللمرة الثانية تكون مدام صفاء هى القاطعة لهذا الصمت وقالت يا بنى الحل الان ان تتزوج من شهندة لانك ان لم تتزوجها فقد تفشى سرك لاخوتك وتخرب عليك كل مخططاتك كما انه لزاما عليك الزواج منها لاجل استخراج شهادة ميلاد لابنك والامر الثالث والاخير ان تتستر انت على لحمك
ظل يحيى شاردا وهو جالسا على الكرسى خلف مكتبه وبدا يدفن وجهه بين كفيه ثم خلل اصابعه بين خصلات شعره وارجعه للخلف
لاحظ زياد توتر صديقه وتوامه فكان هو صاحب الكلام فى هذه المرة وقال / اسف يا صديقى ظلمتك فى الكلام ولكن هذا من شعورى بالظلم تجاه تلك المسكينه فما ذنبها انها عشقت ميت فى البداية والنهاية
رفع يحيى راسه ببطء ونظر لصديقه وقال ميت فى البدايو والنهاية ؟
نعم فهى عشقتك وانت ميت وعندما عدت لحياتك ستتركها ايضا فانت فى الحالتين بالنسبة لها ميت
ولما قولت اذن اك ظلمتنى ما دمت ميت فى بدايتى ونهايتى ؟
لانى اعلم انك قد تفعل ما انت قادم عليه وانت مجبروليس مخير
تنهد يحيى بالم وقال / انا لن اتخلى عن هنا حتى وان دفعت حياتى لاثبات انى متمسك بها فما دمام الموت يهوانى فى كل احوالى فشرف لى ان اموت وانا اثبت لها حبى افضل من ان اظل حى ولم اعبر لها عما يكنه قلبى
وماذا ستفعل ان رفضت هى هذا الوضع ؟
