رواية قلب الباشا الفصل التاسع9 والعاشر10 بقلم فريده الحلواني


 رواية قلب الباشا الفصل التاسع9 والعاشر10 بقلم فريده الحلواني    
                                          

اخذت كل الوقت وهي تجلس امامه تفكر في ردا يناسب ما قاله و الاهم ان يقتنع به.....و لكنها و لاول مره تعجز عن ايجاد حيله ما تخرجها من ذلك المأذق.....فقالت اول شىء جاء في بالها : فاكر لما بوستني في دماغي و قولتلي ان معناها احترام و تقدير و يمكن يجي الوقت و تعرفي ليه قولتلك كده.....هز راسه علامه الموافقه  و الحيره تاكله لاول مره فاكملت : وقت ما هتقولي معني كلامك ده انا كمان هقولك معني كلامي.....و فقط قامت من مقعدها و بدات تحمل اطباق الطعام و هي تقول : هعملك كوبايه شاي تحبس بيها زي ما بتحب علي ما تغسل ايدك
انهت ضب السفره و صنعت كوبان من الشاي احدهما ثقيل كما يفضل و دلفت له في غرفه المعيشه وجدته يدخن السجائر بشراهه ....وضعت ما بيدها فوق المنضده  الصغيره ثم جلست قبالته و قالت بهدوء : حسن ...رفع راسه و نظر لها فاكملت : يعني ....حابه اقولك يا ريت نتعامل مع بعض عادي بلاش الحزازيه دي 
حسن : مش فاهم تقصدي ايه
ابتسمت له و قالت : انت انهارده فهمك تقيل اووووي زي الشاي الي بتشربه ده في ايه يا باشا دانت دماغك الماظ اتحسدت و لا ايه
ضحك بهدوء و قال : يمكن بس عشان بقالي يومين منمتش فمش مركز قولي عايزه ايه يا ندي علي طول 
اخرجت نفسا عميقا و قالت : احنا متعودين علي بعض من زمان و بنتعامل كصحاب خلينا نفضل كده الفتره الي هنقضيها مع بعض عشان اعرف اتعامل بحريه في بيتك محسش اني ضيفه و غير مرحب بيا كمان
حسن : انتي هبله يا بت ده بيتك سواء بالاتفاق الي بينا او من غيره دانتي كنتي بتقعدي هنا اكتر من بيتكم ...اتصرفي براحتك يا ندي الوقت لسه طويل دي سنه بحالها 
عادت لمزاحها و قالت و هي تستعد للجري : حيث كده بقي يبقي انا الي هنام فالاوضه الكبيره ...اعقبت قولها بالهروله تجاه الغرفه و ما كان منه الا ان يلحقها جريا و هو يقول : لاااا يا روح امك و الله ما يحصل ...قبل ان تنجح في غلق الباب كان يضع قدمه بداخله و بدفعه بسيطه كان يفتحه علي مسراعيه و هي هربت تجاه الفراش و قفزت فوقه و هي تضحك بصخب ...وقف قبالتها و قال : ندي بلاش شغل العيال ده سرير الاطفال ده نص رجلي هتطلع منه ده لو استحمل وزني اصلا
ضحكت و قالت و هي تجلس متربعه : و الله ما يحصل انا عملت الحمام هنا عشان اخد راحتي 
وضع يده علي خصره و زفر بحنق : طب و الحل يعني شقه طويله عريضه مفيهاش مكان ننام فيه
نظرت له بخبث و قالت : خلاص متزعلش تعالي نام جنبي هنا و نحط مخده فالنص السرير كبير و يساع اربعه 
نظر لها بصدمه و قال : انتي هبله ازاي يعني مينفعش طبعا
ردت بمكر : ليه مش انا زي اختك زي خديجه بالظبط و لا عمرك ما نمت جنبها
تلك الماكره الصغيره تتلاعب به ...حسنا يا جلابه المصائب سأريكي منه هو حسن الباشا و انه من المستحيل ان يتأثر بطفله سليطه اللسان مثلك....هكذا كان يفكر و بعدها تقدم ناحيه الفراش وهو يخلع عنه القطعه العلويه فجحظت عيناها و قالت : انت بتعمل ايه متتهورش يا حسن
وضع جسده فوق الفراش و قال ببرائه لا تمت له بصله : انا مش بعرف انام غير بالبوكسر بس عشان خاطرك سيبت الشورت ...مش انتي زي خديجه عادي بقي يلا اطفي النور خلينا ننام
ارادت ان تلطم خديها من القهر و الوضع الذي اقحمت نفسها به فهي لا تستطع مقاومته وهو بكامل ثيابه فكيف لها ان تتحمل وجوده بجانبها و جسده الرجولي المهلك لقلبها الصغير يدعوها للانقضاض عليه اغمضت عيناه و نسيت ان تضع وساده بينهم و اخذ صدرها يعلو و يهبط اثر تنفسها السريع من توترها وهي تقول داخلها : لو اغتصبته دلوقت مش هيبقي حرام صح شكلي هقول كده كتير الايام الي جايه ...اتخمدي يا زفته علي راي المثل جيت تصيده صادك

                                  

              
                    

في تلك الاثناء جن جنون عزه و هي تستمع الي خطواتهم و هم يركضون فقالت لايناس بقهر : سامعه الجري فوقينا يا نوسه فاكر نفسه نوغه و بيجري وراها كماااان 
ايناس : ااااه يا ناري ياما نفسي اطلع اجيبها من شعرها الحربايه خطافه الرجاله دي
عزه : اسمعي ياختي لازم نحط ادينا في ايد بعض عشان نخلص منها قبل ما تحبل و يبقي خلاص بقت امر واقع في حياتنا
نظرت لها باهتمام و قالت ؛ طب نعملها عمل يخليه ميطقهاش و لا ايه 
عزه  : لا هنعمل الي انقح من كده ...نظرت لها بتساؤل فقصت عليها كل ما حدث بينها و بين وليد و ما اتفقا عليه سويا حتي يخرجها الباشا من حياته و وقتها يستطع وليد ان يتقرب منها الي ان تصير زوجته كما يتمني
ايناس بصدمه : يخربيتك دانتي الشيطان يضربلك تعظيم سلام .....بقي وليد اخويا كان رافض الجواز كل ده عشان الصفرا دي اتاريه من يوم ما عرف. وهو تقريبا مش بيقعد فالبيت حتي سافر اسيوط بحجه الشغل و محضرش الفرح
عزه : عايزاه يتقهر وهو شايف حببته بتتزف علي واحد غيره ازاي 
ايناس : طب وهو وافق علي الخطه المنيله دي
عزه : وافق و بصم بالعشره كمان بس انتي خليكي معانه 

استيقظ من نومه العميق الذي راح فيه بعد تلك الايام المرهقه ...و لكن مهلا ما هذا الذي احتضنه بزراعاي ...تنبهت جميع حواسه و فتح عينه علي وسعها حينما راي تلك القطه الهادئه تنام بمنتهي الهدوء داخل احضانه و كأنها ابدلت وسادتها به ...اخذ يتطلع لحسنها الخلاب ...وجد يده تمتد برفق لتزيح بعض الخصلات الي الخلف حتي يري ملامحها الجميله بوضوح ...سرح بها كثيرا و تذكر قبلته لها فابتسم و مال قليلا ثم وضع فوق ثغرها قبله ناعمه و اراد ان يبتعد و لكن وجد حاله ينثر الكثير من القبلات علي سائر وجهها و هو يجاهد للتحكم في نفسه بعد ان انتفض وحشه القابع اسفله يطالبه بها ...و الان
فاق من ولهه بها بعد ان شعر بتململها بين زراعيه فاغمض عينه سريعا ممثلا النوم حتي يري رد فعلها حينما تجد نفسها علي تلك الحاله و لا يعرف كيف سحب الغطاء ليداري به نصفه السفلي لكي لا يفتضح امره امامها
اما هي فتحت عيناها و هي تبتسم ظنا منها انها كانت تحلم به مثل كل ليله ....ولكنها تصنمت بعدما فتحت عيناه و رات وجهه امامها و هي ملتصقه به ....اغمضت عيناها بقوه لوهله ثم فتحتهم مره اخري و ابتسمت و هي تمد يدها تتحسس زقنه الناميه برفق حتي لا يفيق و يمسك بها متلبسه بعشقه
طبعت قبله سطحيه فوق وجنته بهدوء ثم قالت بهمس : صباحك بيضحك يا ابو علي
كادت ان تسحب حالها من بين يديه الا انه حاوطها بقوه و قربها له وهو يقول : دي هتبقي بدل الرساله بتاعه كل يوم.....تحدث وهو مغمض العينين لانه علي يقين اذا فتحهم و راها هكذا سيلتهمها و ليحدث ما يحدث و ليذهب اتفاقه و كل وعوده الي قاع الجحيم
انتفضت بزعر و قالت : انت بتتكلم و انت نايم ....وكزته في كتفه حتي تلهيه عما حدث و تداري خجلها الشديد منه و هي تقول : انت مكلبش فيا كده ليه و فين المخده هنبتديها تحرش من اول يوم يا باشا
ضحك من قلبه و كانه لم يضحك يوما قبل و هي كالعاده سرحت في ضحكته الخلابه و هي تنظر له ببلاهه و لم تشعر انه تركها و تحرك تجاه المرحاض و هو يقول : احلي صباح صباحك يا ندوش داحنا هنشوف ايام عنب اقسم بالله....و فقط اغلق الباب خلفه و اخيرا استطاع ان يلتقط انفاسه التي كان يحبسها داخله حتي لا تشعر بما يعانيه بسببها ...وقف امام المراه و قال بغضب : انت هتتهبل علي كبر يا حسن بتتحرش بعيله ...نظر لاسفله و ضم شفتيه بغيظ ثم قال : اكيد عشان بقالي شهر بعيد عن مرتاتي بعد ما كنت بنام معاهم كل يوم ...نظر بتصميم ليقنع حاله و اكمل : ااااه هو كده صح

            

              
                    

دلفت هي الي المرحاض الخارجي و اخذت حماما منعش ثم قامت بتجفيف شعرها بمجفف الشعر و ارتدت بيجامه ذو بنطال قصير يصل الي قبل ركبتيها و القطعه العلويه تصل الي نهايه بطنها و لكنها بنصف كم .....نظرت لهيئتها و قالت : حلو كده و لا منو عريان و لا منو مقفول ...ههههه بلاش ادخل عليه بالتقيل من اولها

جهزت افطارا خفيفا لهما و جلست تنتظره حتي ياتي اليها و يا ليته ما اتي ....فبعد ان راها بتلك الملابس قرر ان يهاجمها حتي لا تنهار حصونه امامها ...رفعها من مؤخره ثيابها حتي اوقفها و قال بغضب : ااااايه الي انتي لبساه ده يا خراااا عالصبح
ندي ببرائه : بيجامه برمودا يا حسن فيه ايه بس ...انت معلقني زي الارنب كده ليه
حسن بغيظ : دانا هسلخك زي الارنب مش هعلقك بس يا روح امك انتي هتقابلي الناس الي طالعه كده يا بت و هتقعدي قدامي كده من غير خشي و لا حياااااا
نظرت له بغضب حقيقي و قالت : انا مجهزه عبايه استقبال عشان اقعد بيها مع الضيوف يا حسن انا مش بجحه للدرجادي و قاعده قدامك كده عشان انا اصلا كان لبسي كله كده في بيت ابويا و انت شرعا جوزي يعني و لا هو عيب و لا حرام ...و لا لاقتني قعدالك بقميص نوم يا...باشا
تركها وهو يشعر بالغضب من حاله و قد احس انه قسي عليها قليلا ....فقال برفق حتي يصلح ما افسده : معلش اصل لقيتك كاويه شعرك افتكرت هتقابليهم كده و هما مش هيبقو حريم بس اكيد عمي و باقي الرجاله هيطلعو يباركولنا
ارادت الانتقام فقزفت في وجهه كارثه لم يفكر فيها : طب بمناسبه الناس الي جايه تبارك ...اكيد امي و امك هيدخلو اوضه النوم عشان يباركولي و يطمنو عليا هعمل ايه انا بقي ...هقولهم ايه...انهت حديثها ووقفت تنظر له بتحدي
و لكنها حقا حمقاء ...لم يخلق بعد الذي يتحدي الباشا علم ما ترمي اليه تلك الشيطانه الصغيره 
اتجه ناحيه الغرفه وهو يقول : ثواني و جاي .....اختفي من امامها لبضع لحظات ثم عاد اليها ممسكا تلك القماشه البيضاء و التي من المفترض ان تصبح ملطخه بدمائها الذكيه ...سحب سكين الفاكهه الصغير الموضوع امامه تحت زهولها و حينما رفع الشورت الذي يرتديه بعد ان جلس علي احد المقاعد صرخت به : هتعمل ايه يا مجنووووون
كانت اخر كلمه تنطقها بصراخ بالتزامن مع احداثه جرحا في اعلي فخذه و حينما سالت منه الدماء وضع تلك القطعه فوقه للحظات ثم ازالها و مدها اليها و هو يقول : حطيها قدام المروحه بسرعه عشان تلحق تنشف شويه قبل ما يطلعو ...نظر بمكر و اكمل : لانها المفروض من بليل يعني الدم نشف عليها
دمعت عيناها من خوفها عليه و لم تلقي بالي لما قاله و اسرعت تجاه المرحاض احضرت علبه الاسعافات الاوليه و عادت اليه مسرعه ثم جلست علي عقبيها و هي تحاول تطهير الجرح و تقول من بين دموعها التي هبطت رغما عنها : انت مجمووون بجد اقسم بالله مجنون
رق قلبه لها و خفق ايضا بعدما راي لهفتها و خوفها الحقيقي عليه ...امسك يدها بيد و الاخري رفع وجهها لتنظر له و قال برفق : متخافيش ده خربوش صغير 
لم تستطع الرد عليه من بكائها فرفعها واضعا اياها فوق ساقه ثم ضمها داخل صدره وقال وهو يملس علي شعرها بحنان بعد ان طبع قبله فوقه : حقك عليا يا ندوش مقصدش ازعلك ...بس....اااا ...دماغي وقفت لما شوفتك كده و انا عارف انهم قربو يطلعو ...و بعدين اقعدي هنا براحتك ادام لواحدك او انا موجود قولتلك ده بيتك يعني يحقلك تعملي الي يعجبك فيه
ضربته بقبضتها الصغيره علي صدره و قالت بعتاب : بقيت تقسي عليا اوي يا حسن و انا عماله اعديلك مره و اعمل مش اخده بالي مره بس بجد انت بتوجعني ...متحسسنيش اني رخيصه او بفرض نفسي عليك ....انت مش بتفوت يوم من غير ما تحرق دمي بكلامك او تفكرني بالاتفاق الزفت الي بينا ...ابتعدت عنه و رفعت راسها لتنظر له بقوه و قالت : بتفكرني و لا بتفكر نفسك يا حسن
نظر لها بحيره و لكنه حسم امره و قال بهدوء ينافي صراعه الداخلي : بفكرنا احنا الاتنين يا ندي ...انتي صغيره و ممكن ارتباطك بيا من صغرك يخليكي تفهمي مشاعرك ناحيتي غلط ..و بفكر نفسي عشان مظلمكيش معايه و انا بكل الاوضاع مش هكون ليكي ...يعني مش هقدر بين يوم و ليله اعتبرك مراتي بعد ما كنت طول عمري بقول انك اختي ده غير اني منفعكيش انا واحد داخل عالسته و تلاتين سنه و متجوز بدل الواحده اتنين يبقي حرام اضيع شبابك معايه ...نظر لها برجاء و اكمل : فهماني يا ندي
كعادتها تستطيع بمهاره ان تداري جرحها منه نظرت له بهدوء و قالت : فهماك و عيزاك تطمن انا عمري ما هفهم مشاعري ناحيتك غلط ...الي جوايا ليك فهماه و حساه و متاكده منه كويس ...من الناحيه دي اطمن 
نظر لها بعدم فهم و كاد ان يسالها الا ان طرق الباب اوقفه ...زفر بحنق و قال : الجماعه وصلو ادخلي غيري علي ما استقبلهم ..و لينا كلام تاني بعدين
هزت راسها بموافقه و كادت ان تنهض من فوقه الا انه تشبث بها ثم بدون اي مقدمات اهداها قبله ناعمه و قال بعد ان فصلها : متزعليش
ستجن ...حقا ستجن من ذلك المختل ...كتمت غيظها ...و عشقها بداخلها و تحركت دون ان تتفوه بحرف 
اخذ نفسا عميقا و قام ليفتح الباب و ما ان راته امه حتي احتضنته بفرحه و من ورائها باقي العائله و ايضا قد حضرت عائلتها معهم 
جلسو جميعا بعد ان رحب بهم فقالت عزه بحقد و هي تتطلع الي جمال المنزل فهي لاول مره تراه : ما شاء الله الشقه شرحه و برحه يجري فيها الخيل
مني : الله اكبر صح عندك حق يا وزه
فاطمه : امال عروستنا فين يا ولدي
حسن : بتلبس جوه ياما ثواني هشوفها
وقفت سناء هي و فاطمه و قالت الاخيره : خدنا معاك نطمن عليها يا حبيبي
اتجهو ثلاثتهم نحو الداخل و بعدما طرق الباب و سمع صوتها فتح بتمهل و لكنه وقف مكانه مبهوتا من جمالها بعد ان ارتدت عبائه ورديه اللون لم تكن ضيقه و لكنها تظهر تقاسيم جسدها المهلك ...اما الامهات فقد دخلن و هن يطلقن الزغاريط و يقومون باحتضانها بفرحه شديده 
فاطمه : الله اكبر يحميكي مالعين يا ندوش 
سناء : وحشتيني يا قلب امك البيت ملوش حس من غيرك 
ندي بمزاح : عشان تعرفي قيمتي يا سوسو
نظرت له باستغراب بسبب وقفته مكانه لم يدخل معهم و لم يتركهم و يرحل ...
لاحظت ام الباشا تلك النظرات فقالت بخبث : مالك يا باشا لزقت في مكانك ليه متخافش مش هنكلوها هنطمن عليها و نطلع علي طول
لم يضمن تلك البلهاء و خاف ان تخرب الدنيا حينما تسالها احدي الاثنتين علي شىء مما حدث بالامس....استغل اعتقاد امه بغيرته عليها و تقدم الي الداخل ثم اخذ تلك القطعه و التي اخذتها معها حينما طرق الباب ....اعطاها لسناء و قال بعد ان ضمها تحت زراعه : بتك اطهر و اشرف خلق الله يا خالتي يا زين ما ربيتي
طار قلب الام فرحا بتلك الكلمات اكثر من رؤيتها لشرف ابنتها فاخذت تهلل و تطلق الزغاريط من قلبها هي و ام الباشا
و بالطبع كل من بالخارج فهم ماحدث فنظرت عزه لايناس بحقد فبادلتها الاخري بنظرات اكثر غيره

            

              
                    

تقدمت للامام و هي تشعر حقا بالخجل و كانها عروس. حقيقيه ...وقف الجميع ليسلمو عليها و يباركو لها ...و حينما وصلت الي الرجال من تلقاء نفسها بعد ان القت عليه نظره سريعه لم تمد يدها لهم كالمعتاد بل حيتهم بالقول فقط اما يدها فوضعتها فوق صدرها كعلامه ترحيب
احترمها الرجال و طار قلب هذا القاسي ...سابقا ...اما الان و بعد تلك الفعله و التي تثبت للجميع انها تحترمه و تجله لدرجه انها لن تلمس رجلا حتي و لو من باب السلام و كما لو كانت تقول لهم انا ملكا فقط ...للباشا لن يمسني غيره اصبح قلبه ارق من اوراق الورود و اراد في تلك اللحظه ان ياخذها حتي تصبح بالفعل ...ملكا له
احتضنها وجيه بفرحه و قال : حبيبت قلب ابوكي يا غاليه مبارك عليكي يا بنتي مع انك قطعتي بينا انا و امك
في لحظه....لحظه فقط كان مكانها تحت زراعه بعد ان سحبها من ابيها و هو يقول : ونورت بيتها يا عم وجيه ...نظر لها و اكمل : و حياتي كمان
انطلقت التهليلات و الاقوال المازحه بعد تلك الجمله و التي لا يعلم كيف نطقها بل كيف جائت في خاطره من الاساس
بعد ان قدمت لهم الكثير من الحلوي و المشروبات و قضو وقتا لا بأس به رحل الجميع و تركوهم بمفردهم مره اخري
لم تعلق علي شيئا مما حدث فهي ما زالت غاضبه منه ....سحبت حالها الي غرفتها لتبدل ثيابها لاخري اكثر راحه ثم خرجت لتقوم بجمع الاكواب و الاطباق و تنظف المكان
اما هو فدلف الي الشرفه يدخن سيجارته التي لا يتخلي عنها و هو شارد في كل ما حدث ....يشعر انه مر باحداث كثيره في وقت قصير ....و ما يشعر به داخله يجعله يقلق ....بل يرتعب علي قلبه الذي ظل مغلقا لم يفتح لاحدا من قبل.....هل ان الاوان يا باشا ام تنقذ حالك من نار العشق المحرقه ....انت لسه عالبر يا حسن الحق حالك يابن الناس قبل ما تنزل فالغويط و تغرق ووقتها هتغرقها معاك ...البت مش قدك و لا هتستحملك .....هكذا قال لحاله بعد تفكير عميق استغرق اكثر من ساعه كانت وقتها انتهت مما تفعله و جلست تتصفح احدي مواقع التواصل التجتماعي علي هاتفها 
دلف لها ثم نظر لها باستغراب و قال : بتعملي ايه يا ندي
لم ترفع عيناها عن الهاتف و ردت بنزق : بقلب فالفيس بدل ما انا هطق مالزهق
جلس بجانبها ...لا يعلم لما و بعدها وقف سريعا متجها الي الداخل دون ان يتفوه بحرف تحت حيرتها من ذلك التصرف الغير مبرر

مر باقي اليوم بكئابه و ملل عليها بعد ما تركها و حبس حاله داخل الغرفه و هي لم تجد لديها القدره علي المجادله فهي حقا كانت غاضبه منه 

مر يومان و عاد وليد منةسفره المزعوم و اول شىء فعله هو اجتماعه بعزه و ايناس في شقه الاخيره 
قال بحزن : دخل عليها كمان يعني خلاص كده ندي راحت مني
عزه بكل وقاحه : بقولك اي يا وليد هي حتت الجلده دي هتفرق معاك اوي يعني ...نظرت له بمكر و اكملت : لو بتحبها بجد مش هتفرق معاك اذا كانت ست و لا بت بنوت
ايناس بكذب : دي حتي لما طلعنا نصبح عليها كان شكلها مدايق كده متحسش فيها بفرحه العروسه و الله
عزه : اطلع مع اختك سلم عليه و باركله و شوف بنفسك
و قد خدمت الظروف تلك الكذبه فقد اجتنبا الاثنان بعضهم بعضا خلال اليومان المنصرمان و قد ظهر الحزن علي ملامحها جليا حتي انها حينما قامت بفتح الباب بعد ان ارتدت اسدالها وجدت ايناس تقول بخبث  : يووووه مالك يا عروسه هو لحق يزعلك ...قبل ان ترد عليها كان هو خلفها يضمها تحت زراعه و يقول : هو في حد يزعل عروسته بعد يومين بردو يا ايناس 
وليد : مبروك يا باشا معلش جات متاخره ...قالها بفرحه بعد ان شعر بحزنها و تاكد ان حديث تلك الحرباء كان صحيحا 
لم يطيلا الجلوس و بعد ان رحلا  شلحت عنها الاسدال و كادت ان تتحرك للداخل الا انه امسكها من زراعها و قال بمزاح : هو النكد ابتدي عندك بدري ليه يا ندوش مالك يا بت انتي سخنه ...اعقب قوله بوضع كف يده فوق جبينها ليتحسس درجه حراره جسدها
نطرت يده بغضب و قالت : ابعد عني يا حسن 
حسن : لا بجد انتي تعبانه اصل مش متعود علي سكوتك ده بقالك يومين و انتي مكنتيش بتسكتي دقيقه
نظرت له بتحدي و قالت : كنت بشحن طاقتي عشان اعرف اتعايش معاك يا باشا
نظر لها بعدم فهم و قال : لا بجد الجمله دي غريبه و مش فاهمها بتشحني ايه ياختي ...و ايه اتعايش معاك دي يا بت هو انا مرض ملوش علاج
يا ليته لم يتفوه بتلك الجمله الاخيره ...فما راه داخل عيناها اكد له كل ما كان يظنه مجرد وهم او كان يقنع حاله بذلك ...تلك الصغيره الفاتنه عاشقه لك يا ....باشا
فهل ستصبح ذات يوم .....
الفصل العاشر 
                  

وصفولي الصبر لقيته خيال ....و كلام فالحب يادوب...يا دوب يتقال....اهرب من قلبي اروح علي فين ....ليالينا الحلوه فكل مكان....مليناها حب احنا لتنين و ملينا الدنيا امل...و حيااااه
______________

جلست وحيده داخل غرفتها بعد ان تركته جالس مع اخيه و كرم و اللذان يحادثانه في شيئا هاما يخص العمل
شردت في كل ما حدث معها منذ ان كتبت علي اسمه ....تبتسم مره و تقطب جبينها مره و تتنهد بهم الاف المرات .....زفرت بحنق و قالت   : جرالك ايه يا ندي مانتي عارفه ان طريقك طويل و مليان مطبات ...ايه هتتعبي من اول خطوه كده ...قدرك انك عشقتي واحد عنيد و ممكن يضحي بنفسه و سعادته عشان غيره يبقي استحملي بقي لحد ما تقدري تفتحي قلبه ....نظرت لنفسها بتحدي بعد ان وقفت امام المراه و قالت : انا مكنتش احلم ان ابقي مراتك حتي لو عالورق و لا ان يتقفل علينا باب واحد في يوم من الايام....بس ادام ده حصل يبقي انت نصيبي الحلوه من الدنيا و لو هحارب الكون كله و انت اولهم لازم اوصل لقلبك ادام ربنا من غير ترتيب مني وصلني لبيتك
ابتسمت بحب و قامت بفتح خزانتها ووقفت تنتقي منها شيئا مثيرا باحتشام ...كيف ذلك لا نعلم و لكن مع تلك العنيده يجب ان نتوقع منها كل شىء و نقيضه 

ارتدت قميصا قطنيا قصير ملتصق علي جسدها الفتن ذو حمالات رفيعه و تركت سلاسلها الذهبيه حره خلف ظهرها الظاهر نصفه و اتجهت الي المطبخ لكي تصنع له كيك البرتقال الذي يعشقه و ستحضره بقادير العشق القابع داخلها......اندمجت فيما تفعله و لم تشعر بمن يراقبها بصدمه فبعد ان ذهب ضيوفه كاد ان يدلف لها الغرفه و لكنه سمع صوتها و هي تغني مقطوعه لام كلثوم فاتجه ناحيه المطبخ و حينما راها بكل تلك الفتنه و صوتها العذب ذاد المشهد ابهارا وجد حاله يقف فقط يتطلع لها بمشاعر جديده عليه و لاول مره تطأ قدمه ساحه الحب فوجد حاله تائها غريبا فيها ....هل ستاخذي بيدي ايتها الصغيره ام ستتركيني اتخبط بين طرقاتها وحدي.....تحرك اليها دون ان يفكر مرتان ثم قام بضمها من الخلف و حينما انتفضت من المفاجأه مال عليها هامسا في اذنها بصوت شجي ....عيني عيني عالعاشقين ...حاياره مظلومين...عالحب مش قادرين.....هكذا اكمل باقي المقطع الذي كانت تتغني به بصوتا شجي يجعلك تذوب من جماله 
لفت راسها له و قالت بزهول : انت صوتك حلو اوي يا حسن عمري ما تخيلت انه يبقي بالجمال ده او انك اصلا ممكن تغني فيوم
ابتسم بهدوء و داعب انفها بخاصته وهو يقول : دي حاجه محدش يعرفها عني غير بيبو ...من زمان و انا بحب الغني و اممم يعني كنت ساعات بدندن مع نفسي انا و بيبو لما كنا نسهر ....و احنا شباب ...قال كلمته الاخيره بهم لكي يذكرها و يذكر حاله بفارق السن بينهما و هي اكثر من يفهم عليه فمدت يدها تلامس وجنته و قالت بعشق يلمع داخل عيناها : بس انت لسه شباب يا حسن الي قدك اصلا لسه مفكر يتجوز بس انت الي ابوك الله يرحمه كان مستعجل عشان يفرح بيك
نظر لها بطريقه لم تفهمها و لكن ما لمحته داخل عينه هو الحيره ...لفت جسدها المحاط بزراعيه حتي تصبح مواجهه له و قالت : مالك يا حسن ايه الي محيرك احكيلي مش كنا ديما صحاب و بتقولي عالي جواك
ابتسم بحنين و قال : و كنت بعد ما اطلع كل الي جوايه ابصلك بقرف و اقول مش عارف ايه الي هبلني عشان افضفض لعيله 
ردت له الابتسامه باجمل و قالت : عشان كنت متاكد ان العيله دي عمرها ما هطلع كلمه لحد مالي بتقولها و ساعات كنت بقولك راي تنكر
هز راسه يمينا و يسارا و قال :: لا مش هنكر ...و طالما احنا صحاب من زمان برغم فرق السن هسالك سؤال و اتمني انك تجاوبيني بصراحه و متكدبيش عليا و لا تحوري
ندي : و انا عمري ما كدبت عليك يا حسن اسال و انا اقسملك اني هقول الصدق
رفع راسه لاعلي ليخرج نفسا كان مكتوما بداخله ثم اخفضها مره اخري و نظر لها بعمق ثم قربها اكثر حتي التصقت به و قال : عايزه توصلي لايه يا ندي ...انا مش تلميذ و بشوف جوه عنيكي حاجات انا مش حابب اصدقها و كلامك الي بيحمل معنايين بس انتي تقصدي كل حرف بتنطقيه ....قوليلي الصراحه مهما كانت و انا هصدقك و هفهمك .....
صمت حل بالمكان و لم تحيد عين احدهم عن الاخري و كأن لغه العيون هي من تتحدث الان و لكلا منهم حديثه الخاص ما بين العشق ...و التوهه ...و الحيره ...و التصميم...و الكثير من الرفض
حسمت امرها فالعشق لا يمكن مداراته ابداااا ....تنفست بعمق و قالت : هقولك يا حسن عشان اريح نفسي و اريحك و عشان متعودتش اكدب عليك و الاكتر اني حابه اقولك عشان تعبت ....نظر لها باهتمام فاكملت : تعالي نقعد بره عشان نتكلم براحتنا
جلس فوق الاريكه ظنا منه انها ستجلس بجانبه و لكنه تفاجأ بها تجلس امامه علي ركبتيها فقال : ليه قاعد......وضعت يدها فوق ثغره حتي تسكته و قالت : انت سالتني و انا هجاوبك بس يا ريت متقاطعنيش ...هز راسه علامه الموافقه. ....سحبت كفها من فوق ثغره ثم قامت بامساك كفيه بخاصتها و قالت بحروف تقطر عشقا دون ان تضع اي حدود او فوارق يحكمها الكبرياء بينهم : انا كدبت عليك يا حسن ...انت عمرك ما كنت و لا هتكون اخويا ....انا قاعده كده  و انا بكلمك عشان اقولك ....تحفزت جميع خلايا جسده لما هو قادم و لكنه صدم حينما اكملت : انا بركع تحت رجلك و بقولك انا بعشقك يا حسن ...عمري ما شوفت راجل غيرك و لا عايزه اشوف ...كنت حلم مستحيل يتحقق بس ربنا جمعنا من غير معاد ...ياما اتمنيت انك تحس بيا و تعرف قد ايه بحبك ...بس انت مكنتش شايفني غير اختك الصغيره...في كل مره اسمعها منك كنت بتجرح و الجرح يكبر لما تيجي تقولي في واحد متقدملي ...فضلت اتجرح منك جرح وري جرح لحد ما حسيت ان قلبي اتقطع مليون حته ....مسحت دمعاتها التي تهبط بهدوء لتؤاذرها في ذلك الموقف العصيب و اكملت : بس كانت مجرد ضحكه منك و لا حاجه حلوه تجبهالي بطبطب علي قلبي و يرجع عشقي ليك يداوي جراحي ...انا بقولهالك من غير ما احس ان بقلل من نفسي بالعكس انا فخوره بحبي ليك و بالي هقوله حالا...اخذت نفسا عميق و قالت بحروف تقطر عشقا يغلفه التمني : انا بعشقك و بتمني اكون جاريه تحت رجليك يا حسن ..بره الباب ده اكون الزوجه المحترمه الي بميت راجل ...و جوه البيت ده اكون مراتك و حببتك و عشيقتك الي بتتمنالك الرضي ترضي ...انا مش بعرض نفسي عليك و لا بجبرك انك تحبني انا بس قولتلك كل الي جوايا عشان محتاجه انك تدي لنفسك و لحياتنا مع بعض فرصه ...حاوطت وجهه بكفيها و اكملت بوله : حبي ليك يكفينا احنا الاتنين يا حسن خلينا نجرب في الفتره الي عيشينها مع بعض ..اديني فرصه اعيشك مع ندي الي بتحبك و بتموت فالتراب الي بتمشي عليه مش طمعانه فقلبك كله ...كفايه بس انك تبقي حابب تكمل معايه و انا وقتها هكون اسعد واحده فالدنيا و مش عايزه حاجه منها تاني
صدمه ...زهول....قلبا يخفق بشده مع كل حرف خرج منها و عيونها تاكد علي صدق حديثها .....لاول مره حسن الباشا يجد حاله عاجزا عن النطق بحرف او التفكير في كلام يناسب ما قالته تلك العاشقه الصغيره... ...و هي تنظر له بامل يكبر بداخلها كلما رات عيناه تناظرها بارتياح و تعجب لا يهم ...المهم انها لا تجد بهم الرفض
قبل جبينها بتمهل و قال : انتي تاج علي راسي يا ندي عمرك ما تبقي جاريه ابدا ...انتي ست البنات و الف مين يتمناكي
ردت عليه سريعا : و انا مش عايزه منهم غيرك يا حسن ....نظرت له برجاء و اكملت : ممكن تبقي فيوم منهم ..من الي بيتمنوني يا حسن
رفعها من فوق الارض مجلسا اياها فوق ساقيه و ضمها بحنان جديد عليه ....وجد حاله يقبلها عدت قبلات فوق راسها و شيئا ما بداخله يطالبه بل يلح عليه بالموافقه علي طلبها ...لم لا مجرد فرصه و لنري ماذا سيحدث....هكذا اقنع حاله برغم ان وجيب قلبه يقول غير ذلك 
ابعدها عن صدره لتنظر له و قال بهدوء ينافي ثورته الداخليه و المعارك الطاحنه التي تدور بين عقله و قلبه : فاكره لما بوستك اول مره و بعدها بوست دماغك 
هزت راسها فاكمل : قولتلك دي بوسه تقدير و احترام ليه ...عشان اتاكدت ان اول واحد لمسك يا ندي خدت اول بوسه منك 
نظرت له بحزن و قالت : و انت كنت شاكك فيا 
رد بحسم : ابداااا عمري ما اشك فاخلاقك لحظه يا بت انا مربيكي علي ايدي بس كل الحكايه ان اي راجل بيفرح لما يحس انه اول واحد لمس واحده فاهمه
ابتسمت بعشق و قالت : انت اخدت مني اول كل حاجه يا حسن ....اول دقه قلب و اخرها كانت ليك ...اول دمعه كانت بسببك ...اول جرح كان منك ...اول فرحه حقيقيه اعيشها لما اتكتبت علي اسمك ...و اول بوسه و مسكه ايد كانت من نصيبك يا ....حبيبي
اغمض عينه يستشعر حلاوه الكلمه و التي احدثت تصدعا داخل جدران قلبه و لكنه تحدث بتعقل : انا مش عايز اظلمك معايه يا ندي انتي عارفه ظروفي ده غير طبعي الذباله مش هتستحمليني ...كنا الاول بنتشاكل و نعند قصاد بعض بس كنت اقول اختك الصغيره و بتدلع عليك انما دلوقت الوضع هيختلف مش هقبل عنادك ده غير المشاكل الي هتعيشي فيها مع ضرايرك ...انتي تستاهلي حياه احسن من كده
ندي : لو حياتي معاك ظلم ليا انا راضيه و لو هعيش معاك في نار انا راضيه....و لو انت مربيني علي ايدك زي ما بتقول هتبقي واثق اني هعرف افرق كويس عن طريقتي معاك قبل كده و اسلوبي معاك بعد ما بقيت ...مراتك ...مرات حسن الباشا
هل للحديث مكان بينهم الان ...لا و الله ...كل خليه في جسده طالبته بها و لم يجد ردا علي حلاوه حديثها غير ان يهدي ذلك الثغر الذي يقطر شهدا ...اجمل قبله خرجت منه لم  يقبلها لاحد يوما ....و بالاساس لم يشعر بطعم التقبيل و حلاوته الا من بعد ان ذاق شفتيها المغويه ...اخذ يقبل و يقبل و كانها اخر ما سيفعله في حياته ....و بعد فتره فصلها وهو يلهث بعد ان وضع جبينه فوق خاصتها لبعض الوقت ثم ابتعد و قال : هديكي و هدي نفسي فرصه يا ندي و انا كمان هفتحلك قلبي و هكلمك بصراحه بس اتمني متستغليش الي هقوله بعد كده تمام 
ندي : تمام
سحب نفسا عميقا و قال : انا عمري ما حبيت ...كنت بستغرب من بيبو لما كان بيحكيلي علي حبه لاختك ..لا و اتريق عليه كمان بس كان جوايا نفسي اجرب الي بيحكيه و اعيشه...كنت اوقات بتخيل نفسي و انا واقع فالحب هبقي عامل ازاي ...هتوحشني ...هغير عليها ...هضربها لو مسمعتش كلامي و لا هاخدها في حضني ....ملس علي وجنتها برقه و اكمل وهو يتفرس ملامحها : كنت بتخيل شكلها ...بس لما ملقيش ملامح واحده عجباني كنت بتخيلها شبهك ....ابتسم بحلاوه مع اتساع ابتسامتها و اكمل : اصل انتي كنتي احلي بنت فالحاره و انا مخرجتش كتير بره الحاره عشان اشوف بنات تانيه....كنت حابب الشعور نفسه و كان نفسي اوي اجربه ...لما كنت اسمع اغنيه لام كلثوم بعيش مع كل كلمه بتقولها و احس بيها ....زفر بحزن و اكمل : بس مع قرار ابويا بجوازي من بنت عمي و انا كنت لسه عندي ٢٢ سنه ضاعت كل الاحلام دي و واحده واحده اتلهيت في شغلي و الجواز الي محستش بفرحته و مشاكل الخلفه و ملحقتش اتاقلم علي كل ده ابويا مات بعدها امي جوزتني تاني عشان تشوفلي عيل يشيل اسمي ...و دخلت فدوامه ضيعت اخر امل ليا ان ممكن اعيش الحب ...نظرت له باستغراب فاكمل : ايوه يا ندي الحب بيتعاش مش بيتحس بس ....بتعيشي فيه كل حاجه و عكسها ...ناره و جنته ...حلاوته و مراره ...شوقك و غربتك و انتي بعيد عن حبيبك ...و الامان الي بتحسي بيه جوه حضنه لانه ببساطه حضن حبيبك هو الوطن الي بتشتاقيله لما بتبعدي عنه .....تنفس بارتياح بعد ان اخرج ما في جعبته و قال : و طريقه حياتي انتي عرفاهه مفيهاش جديد احكيه
و عشان كلامك صحي فيه الامل الي ضاع مني من سنين انا مش هقولك هناخد فرصه مع بعض لا ...انا هحارب عشان الفرصه دي تنجح يعني مش هتتعبي لوحدك معايه خصوصا اااا.....صمت للحظات يحاول ان ينتقي كلمات مناسبه يكمل بها حديثه و لكنها لم تعطيه الفرصه ليفكر فقالت بلهفه : خصوصا ايه يا حسن قول عشان خاطري
ابتسم و قبلها بسطحيه ثم اكمل : خصوصا ان حاسس ان البت الصغيره الي كانت بتتشعلق في دراعي مكان ما بروح و لما كبرت و بقت صاحبتي و مخزن اسراري ...ملس علي وجهها وهو ياكلها بعيناه و اكمل : و الي بقالها فتره مجنناني بجمالها و حركاتها الي كانت بتحاول توصلي بيها حبها ليا ...اممممم تقدري تقولي ليها حته جوايه محدش وصل ليها قبلها ....يعني مش هتتعبي اوي معايه و انتي و شطارتك بقي يا ندوش انا ساعدتك و حطيت رجلك علي اول السلم ...يا تري هتقدري تكملي و لا في نص الطريق هتقفي و تقولي تعبت
هل تشعرون بتلك الفرحه التي غزت روحها لدرجه انها عجزت عن النطق .....و لكن عيناها و بريق العشق اللامع بها وشي بالكثير و ما كان منها الا ان تاخذ نفسا عميقا و تقول : هقدر ...هقدر يا حسن و لو تعبت حبي ليك هيقويني ...بس انت مش هتسيب ايدي صح
امسك كفها و طبع قبله دافئه بداخله و قال : عمري ما هسيبها غير لو انتي طلبتي يا ندي
نظرت له برجاء مغلف بالعشق و قالت : اوووعي ...اوعي تسبها يا حسن حتي لو في يوم اتجننت و طلبت منك تسيبني مع ان انا واثقه عمرها ما هتحصل لو بموتي بس لو ده حصل وقتها اضربي كسرني ....احضني و خبيني من غدر الدنيا بس متسبنيش يا حسن
تلك القبله الممزوجه بحلاوه عشقها له و محاربتها من اجله و بدايه حب قد نثرت بذوره داخل ارض قلبه القاحله ....كانت حقا اروع من ان توصف ببعض كلمات ....هنا و يصمت الحديث ...و تخجل الحروف عن وصف ذلك اللحن الذي عزفه فوق ثغرها ...و كانه ينهل من عشقها ليروي عطش قلبه الذي يحلم بالحب منذ سنوات
ابتعد قليلا و قال : اتفقنا بس انا مش هقرب منك غير و انا واثق انك حببتي الي اتمني اكمل حياتي معاها عشان مظلمكيش يا ندي ....ممكن القسوه الي اتعودت عليها تغلب قلبي الي بيتمني يحبك ...او انتي متستحمليش طريقتي و ظروفي و تتعبي ...يبقي عالاقل اكون سيبتلك حاجه بدل ما انا اخدت ....اول كل حاجه 
احتضنته و ....فقط اراحت راسها فوق صدره بامان ...بحب....بعشق احتل خلاياها .....و اخيرا ...بتمني و تصميم علي كسب معركه عمرها. ....كما اسمتها
بعد وقت ليس بقليل كسر الصمت و قال بمزاح حتي يلهي حاله عن حربه الداخليه : الا انتي كنتي بتعكي فايه جوه المطبخ
انتفضت من داخل حضنه و قالت : يا لهوووي عجينه الكيكه نسيت احطها فالفرن ...منك لله يا حسن نستني الدنيا 
امسكها من شعرها برفق و قال : يااااا بت لسان اهلك الي عايز اقطعه ده انا لسه قايلك ايه
ضحكت بصخب ثم اهدته قبله شقيه فوق وجنته و قالت : معلش علي ما اتعود الم نفسي و لساني معاك متبقاش افوش كده .....ضحك بفرحه لاول مره يشعر بها داخل قلبه ثم ترك شعرها و قال : طب روحي شوفيها و لو باظت اعملي غيرها بس بالرتقان ماشي
نظرت له بعشق و قالت : انا اصلا عملاها كده عشان عارفه انك بتحبها و كنت بتيجي  لامي مخصوص عشان تعملهالك و انا اتعلمتها عشان كان من ضمن احلامي ان اعملهالك ....في بيتنا
اغمض عينه برفق و قامت هي بهدوء لتكمل ما كانت تفعله ...و لتتركه يختلي بنفسه حتي يرتب تلك الفوضي التي احدثتها بداخله ....و ما كان منه الا ان يشعل سيجاره و لاول مره ايضا يستمتع بتدخينها و هو يعيد كل ما حدث بينهم و قلبه يخبره انها هي ....و هي فقط من ستحي قلب الباشا
انقضي اليوم بسلام و لم يخلو من مشاكساتهم معا حتي اتي الليل و اتي معه عذابه ...فقد صدم حينما وجدها تندس داخل صدره متخذه منه وساده زفر بحنق رافضا الوضع حتي لا يضعف مع تلك الفاتنه العاشقه 





له حتي النخاع و لكن زراعه الخائن تحالف معها و التف حولها دون اراده منه ...ضمها اليه بقوه و كانه اراد ان يخبئها داخل ضلوعه ثم طبع قبله حانيه فوق راسها و.....فقط اغمض عينه و راح في ثبات عميق لاول مره ايضا ينام بدون ان يفكر باي شىء و بداخله راحه لم يشعر بها من قبل......و صغيرتنا الفاتنه نامت براحه بال و قلبا فرح دون جراح 
و لكن هل يستطع النوم و تلك الهره تفرك جسده و هي غارقه فالنوم...و اذا حاول هل وحشه الثائر بضراوه سيتركه ينام ...لا و الله كل شىء تأمر ضده ....لم يفكر مرتين بعدما تاملها برغبه وجد نفسه يتقدم منها و ينثر قبلات رقيقه حاول الا يجعلها تشعر به و يده بدات




 تتحسس مفاتنها بتمهل ...و لكن هل تلك الفتنه التي بين يده ستجعله يتحكم في ذاته ....استحاله...اراد ان يبتعد ...ان يكتفي بما طاله منها ...حتي انه ذكر نفسه بوعده لها ...فعل كل شىء يجبره علي الابتعاد ...و لكن رغبته بها كانت اقوي 
لا باس حسن بضع قبلات فقط ..تمتع بجسدها الغض الطري بين احضانك فقط ...لم تنهل منها الكثير ...هكذا كان يخبره عقله و لكنه عجز تماما عن اكمال تلك الاقتراحات البلهاء حينما وجدها تلف زراعها حول عنقه و تطبع قبله جاهله فوق ثغره و هي لا تزال مغمضه العينان....اي قديس يستطع ان يتمالك حاله و لا يقع في تلك الخطيئه ....حارب جيوش احتياجه لها و هو يعتصرها بين يديه و لكن ...هزم امام سلاح عشقها فانتقم منها علي ضعفه و التهم شفتيها بقبله جامحه ...قاسيه....شغوفه.... قبله مفادها ....مرحبا بك ايها العاشق الجديد في جنه الندي
سرحت يده تحت قميصها القصير الذي ترتديه وهو يمتع حاله بنعومه بشرتها حتي فقد سيطرته علي جسده حينما وجد فمه يترك ثغرها و ينتقل الي عنقها و الجميله تان بخجل و ترفع راسها لتعطيه المساحه التي يحتاجها ليلتهمها ...كما يحلو له...و ما كان منه الا ان يمتص جلدها بقوه ليطبع اولي علامات ملكيته عليها بعد ان استباحت يده العبث في نهديها ....هل يمزق تلك الثياب التي تحجبهم عنه......نعم نعم لا باس ساراهم فقط ...ساطبع قبله رقيقه فوقهم فقط ....و لكن كل هذا ذهب هبائا حينما مزق ملابسها بهمجيه و التقم حلمتها بجوع طفل حرم من ثدي امه طوال اليوم....لم يعطها الفرصه لتمنعه ...و هل تقوي علي ذلك
لا يعرف ماذا اصابه حينما وجد حاله يمتصها بنهم و لم يتمالك حاله حينما انتقمت اسنانه من جمال نهديها و قضمتهم حتي صرخت نداه بتاوه مؤلم .....و هنا فاق من حاله الجنون التي اصابته ليس بسبب صراخها بل بعد سماعه طرقا شديدا فوق باب المنزل....رفع راسه لينظر لها بزهول ليس منها و لكن من حاله ...ما الذي كنت تفعله ايها الحقير اهذا وعدك لها و بينما تنطلق من عيناه موجات اعتزار بادلته هي بنظرات عشق و فرحه لاقترابه منها ...ذاد طرق الباب مما جعله ينتفض من جانبها وهو يطلق سباب بزيء وهو يتجه ناحيه الباب دون ان ينتبه لحالته المشعثه.....و حينما اقترب من منه صرخ بغضب : اصبر يا خرااااا يالي بري يلعن.....قبل ان يكمل كان قد وجد امامه تلك الشمطاء و التي كانت تنظر لحالته بحقد و غل بعدما فهمت ما كان يفعله فقالت بغضب : معلش يا عريس قطعت عليك خلوتك بس ابنك وقع و عمال يصرخ
جمع شتات حاله سريعا و قال : ابني مين يا وليه ووقع اذاااااي
عزه : جواد كان بيلعب مع اخوه ووقع علي دراعه قولت اقولك توديه المستشفي احسن يكون دراعه اتكسر
انقبض قلبه بخوف علي ولده و قال : انزلي و انا هغير و اجي وراكي يلاااا....و فقط اغلق الباب في وجهها فوقفت تنظر مكانه بصدمه ثم قالت بغضب مكتوم : ماااااشي يا باشا ان ما طلعت كل ده علي جتتك انت و الصفرا الي جوه دي مبقاش انا....اعقبت قولها بالهبوط سريعا الي الاسفل
اما هو دلف الي غرفته و اتجه ناحيه الخزانه و قال دون ان يقوي علي النظر اليها بعد ما حدث : جواد وقع علي دراعه و هاخدو اوديه المستشفي
انتفضت من جلستها دون ان تنتبه لملابسها الممزقه فهي ظلت مكانها سارحه فيما حدث و التي كانت تعتقده حلما فقالت بخوف حقيقي : ليه كده طب ثواني اغير و اجي معاك
هنا فقط كان ابدل ثيابه و نظر لها و حينما راي هيئتها اغمض عينه بندم و قال : لا خليكي و انا هطمنك بالفون ...زفر بحزن و اكمل : انا اسف .....و فقط انطلق من امامها دون ان ينتظر ردها عليه و اغلق خلفه الباب  بقوه اهتزت لها اركان المنزل
اما هي فبرغم قلقها علي الصغير و انتفاضها من صوت الباب المرعب الا انها شعرت بداخلها راحه لم تزورها من قبل و قالت بابتسامه حالمه : قلبك هيتفتح يا حسن و هصبر عليك ...و هحبك فوق الحب حبين لحد ما اسمعها منك انشالله اموت بعدها
تعليقات



<>