رواية قلب الباشا الفصل الخامس والعشرون25 والسادس والعشرون26 بقلم فريده الحلواني


 رواية قلب الباشا الفصل الخامس والعشرون25 والسادس والعشرون26 بقلم فريده الحلواني

صمت حل علي الغرفه بمن فيها بعد ما انتهت عزه من سرد ما حدث بالتفصيل و برغم من رعبها لقرار الفراق الحتمي الا ان ضميرها مرتاحا بعد ما فعلته و اعتبرته تكفيرا عن خطئها الفادح
اخذت نفسا عميقا و قررت ان تقول اخر كلمات لها و بعدها ستصمت الي ان يصدر الحكم عليها ...نظرت الي حسن الهاديء بغضب و قالت : اقسملك بالله انا كل الي عملته اني اتفقت معاه علي حكايه الرسايل و كل الوقت الي فات ده بعد ما قولتله ينهي اللعبه دي و هو بيهددني بس مقاليش عايزني اساعده في ايه و لا مين الي معاه ...غير انهارده بس لما اتصل بيه عشان اطلع ندي من الشقه وهو ياخدها ...و الباقي كلهم شاهدين عليه و حكوهولك ...لو طلقتني حقك ...بس تكون مسامحني و قلبك صافيلي
انتفضت ندي من جانبها و قالت بحسم : مفيش طلاااااق 
نظر لها حسن بزهول و الجميع في حاله صدمه من هذا الموقف الغريب ...فقد جائتها الفرصه علي طبقا من ذهب ليصبح حبيبها ملكا لها وحدها و هي ترفض ...و بعد كل ما سمعته من غريمتها ...ترفض ..بالتاكيد قد جنت
نظرت لهم جميعا و قالت : بتبصولي و مستغربين اوي كده ليه هاااااا....وجهت نظرها لحسن و اكملت : عزه غلطت مفيش جدال في كده ...بس مين فينا مغلطش ....مين فينا مرتكبش ذنوب....كل واحد فينا عامل نفسه ملاك و بيجلد التاني علي اي غلطه او ذنب ...و احنا لو غطي الستر اتشال من علينا هنتفضح ....ليه بنمسك فالوحش و ننسي الحلو الي عملناه هاااا ...لو عالحق هي الي ليها حق عندي عشان انا الي خطفت جوزها منها...برغم اني عمري ما فكرت اتجوزك يا حسن و فضلت احبك بيني و بين نفسي بس كنت بقول لو روحي فيك مش هتجوزك و انت علي زمتك اتنين...بس ربنا كان مقدر نصيبنا لبعض و حمدت ربنا علي احلي نصيب ...بس بردو هي حقها ان جوزها ميتجوزش عليها ادام مش مقصره معاه....فكرت غلط ...بس حد فيكم فكر مين علمها الصح عشان تمشي عليه ...اتربت في بيت مفكك اب معاه ملايين و بخل الدنيا فيه ...و ام ضعيفه عايشه دور الضحيه طول الوقت حتي لما جوزها اتجوز عليها قالت مبروك ...غير تفريقم بينها و بين اخواتها ..يبقي فين الصح الي اتعلمته و بطالبوها تعملو ....و برغم كل ده فاقت لنفسها قبل كل ده ما يحصل ..و انا مصدقاها انها رجعت في اتفقها علي فكره ...معاملتها معايه في الفتره الاخيره انا حاسيتها صادقه مش تمثيل و انا قلبي مش بيكدب ابداااا...و غير كل ده كانت هتضحي بحياتها و تخسر عمرها عشان تحافظ علي شرفك و عرضك يا باشااااا ...فضلت الموت عن ان يركبك العار طول عمرك....حست انك حبتي و حافظتلك علي حببتك علي حساب حياتها هيا.....و بعد كل ده و الاهم من كل ده ...اعترفت بغلطها و كل الي طلباه اننا نسامحها ...حتي مطلبتش منك تديها فرصه تانيه....نظرت لعزه بحب اخوي و اكملت من بين دموعها : انتي تستاهلي فرصه تانيه يا عزه ...كل انسان يستاهل فرصه تانيه مهما غلط ...بس المهم يتعلم من اخطائه و يمسك فالفرصه الي ربنا ادهالو بايده و سنانه و ميضيعهاش ....فهماني
هزت عزه راسها بقوه رغم المها و لكن فرحتها بما سمعته كان كفيل ان ينسيها اي الم تشعر به ....نظرت ندي لحسن و قالت بهدوء : عزه حافظتلك علي حياتك يا حسن ...متضيعلهاش حياتها ...عشان خاطري
نظر لها بعشق ...بفخر ...بكل مشاعر حلوه خلقت داخل الانسان و لكنه لا يستطع التعبير عنها بمجرد كلمات ...ثم نظر لعزه بحنان رجل عادل لا يعرف للظلم طريق و قال : مكنتيش محتاجه تطلبي السماح يا وزه ...و لا الابله تقف تدينا المحاضره دي كله ...مال عليها مقبلا جبهتها باجلال لاول مره و قال : الي عملتيه يشفعلك عندي ...و يمحي اي غلط ...مش عشان انقذتي حببتي زي ما بتقولي و بس ...لا ...عشان الي تحافظ علي شرف جوزها بحياتها تستاهل انه يحطها فوق راسه....ولادك هيفتخرو بيكي يا عزه و هيفضلو طول عمرهم فاكرين الي انتي عملتيه و يتباهو بيه ....ده اكتر حاجه تثبتلك انك مش زي اهلك ...مش شرط ان عشان هما وحشين يبقي لازم تبقي زيهم ....اوقات بتتزرع ورده في وسط الجبل و الصخر ...و اوقات تحاولي تزرعي شجره في ارض كلها خير و تطلع ناشفه و مابتخديش منها حاجه ...حتي الضله ....يلااا اومي لينا و لولادك بالسلامه ...بيتك مستنيكي ...و انا الصراحه نفسي اكل ورق عنب من ايدك عشان محدش بيعرف يعمله غيرك ....تدخلت فاطمه بمزاح من بين دموعها المنهمره : كده يا ولدي بقي محشي مراتك هو الي حلو
عزه بفرحه امسكت كف يده بحركه خاطفه و قبلتها ثم قالت بدموع : احلي ورق عنب لاجدع و ارجل باشا فالدنيا كلها
هل تشعرون بهذا الحريق الصغير الذي نشب داخل تلك الصغيره العاشقه ...مهما كان موقفها منذ قليل لا يمنع ابدا غيرتها عليه ....و قد شعر بها حبيبها فنظر لها بعشقا خالص ...نظره تعلم جيدا انها لم تراه يهديها لغيرها و قال : و ندوش تعملينا كيكه نحلي بيها ..مبقتش اعرف اكلها غير من اديها الصراحه...ابتسمت علي احساسه بها و مراضاته لها .....و لكنها ضحكت بصخب حينما قالت خديجه بغيظ مازح : راحت علينا ياما ...واحده هتعمل الاكل و التانيه هتعمل الحلو ...و احنا نقعد نتفرج علي جوز لتنين وهو بيتمحلس لهم عشان يراضيهم هههههههههه

                                          

              
                    

وقف من مجلسه و قال : امي هتبات مع عزه و انتو تعالو اروحكم في سكتي ...نظر لعزه و اكمل : انا هرجع الحاره عشان اشوف الحكومه وصلت لايه و هجيلك الصبح بامر الله عشان اخرجك لو عوزتي حاجه كلميني
عزه بحب : عيزاك طيب ياخويا روح ربنا يكفيك شر طريقك 

اغلق الباب خلفه بعد خروجهم ثم وجه الحديث لاخيه قائلا بامر : هات اتنين رجاله تاني يقفو عالباب و تعالي معايا عشان محتاجك هناك 
اخرج الحسين هاتفه من جيبه و اتصل علي احد رجالهم و قال : زيزو تعالي انت و حمو عشان تقفو مع شيكا و مؤمن فالمستشفي لحد ما الباشا يرجعلكم....و فقط اغلق الهاتف و تحرك مع اخيه وهو يقول : ناوي علي ايه يا باشا
رد عليه بشر : هولع فالمنطقه لحد ما يظهرو ال ##### دول و اخد حقي منهم

بالخلف كانت تسير ندي مع خديجه و سماح فقالت موجهه حديثها للاخيره : متزعليش يا سماح انتي عارفه ايناس اختك ..بلاش تردي عليها لو اتصلت بيكي تاني 
سماح بحزن : بدل ما تتصل تسالني عن حالي بعد الي حصل متصله تبهدلني و تلومني ازاي مسبتش البيت ...ووقفت مع امي و ابويا ضدكم
خديجه : يعني تقفي في صف الباطل ...لا و كمان تخربي بيتك انا الصراحه مشوفتش كده بجاحه
ندي : بت يا موحه كبري دماغك منهم و خليكي في حياتك و جوزك ده يا حبه عيني مشلش عينه من عليكي من وقت ما جينا و كان هاين عليه يفضل حاضنك ...و الله هيتجنن عليكي ..يبقي خليكي معاه و كبري دماغك و اهلك دول بقي ربنا يهديهم لحالهم 

توجه وليد و كريم الي تلك السيده المسنه بعد ما قالته لهم و علي وجههم علامات الشر ...خافت و حاولت التراجع للهروب من براثنهم الا انهما كانا الاسرع حينما امسكا بها من زراعيها و قال وليد بشر  : علي فين يا حاجه عايزه تروحي تبلغي الباشاااااا و لا ايه
كريم : يبقي انتي الي كتبتي نهايه عمرك بايدك
السيده و تدعي ام عبده قالت بخوف : انا و لا هقول و لا هعيد بس تمشو من بيتي و يا دار ما دخلك شر كفايه انكو ضحكتو عليا و استغفلتوني انا ست كبيره و مش حمل بهدله من الباشا و لا مالحكومه
ضغط وليد علي زراعها بغل و قال : اسمعي يا وليه انتي احنا يوم و لا اتنين و هنمشي من هنا و انتي هتحطي الجزمه فبوقك و مش هتنطقي بكلمه و هتفضلي زي ما كنتي معانه من الاول يا اما ...رفع يده تجاه عنقه و حركه علامه الذبح
ارتعبت السيده العجوز و قالت : منك لله يا وليد هتبهدل شيبتي عالاخر الزمن
وكزها كريم بحقاره دون مراعاه سنها و قال : بطلي رغي مش فاضيينلك انتي تقولي حاضر و بس ...فااااااهمه
انتفضت برعب و هزت راسها بهستيريا علامه الموافقه
وليد : هاتي مفتاح الشقه 
اخرجته من جيبها فالحال و اعطته له دون جدال لتحافظ علي حياتها ...تركوها تخرج من الغرفه و حينما اغلقت عليها باب غرفتها قالت بدموع : يا رب نجيني منهم انا كان قصدي خير ياااااااااارب

اضطر عمر ان يستعين بعبدالله ليحاول تحجيم جنون ذلك الباشا و الذي استشعر انه سيفتعل كارثه لا محاله ...حضر الاخير فالحال وجده يقف مع احد الضباط الذي يعمل في قسم الشرطه التابع للحي 
عبدالله : سلامو عليكم ..ايه الي حصل يا عمر
رد الاثنان السلام و من بعدها قال عمر بغيظ : صاحبك المجنون عايز يعمل حظر تجوال فالحي كله مش حارته بس و مصمم عالجنان ده 
نظر عبدالله بزهول ثم قال للضابط : مش حضرتك ظابط القسم مفيش اي حاجه تقدر تعملها عشان تهدي الموقف
الضابط : احنا في الغالب مش بندخل في الخناقات الي بتحصل هنا ...كبار المنطقه بيحلوها ودي مع بعض ...و بعدين انت شايف كميه الرجاله الي الباشا مجمعهم دول عايزين قوه من الامن المركزي مش من قسم شرطه
عبد الله : انا مقصدش انك تقبض عليه او تعملو مشكله انا قصدي ان كل قسم بيبقي ليه مخبرين في كل شبر مفيش واحد فيهم يقدر يفيدك و يعرف مكان الكلاب دول عشان الموضوع يتلم بسرعه بدل ما تحصل مجزره هنا ...انا عارف حسن كويس لو علي موتو مش هيسيب حقه و لا هيهدي غير لما يلاقيهم
الضابط  : انا اسف يعني بس عمر باشا بنفسه و امن الدوله كله معرفش مكانهم انا الي مجرد ظابط في قسم هعرف 
نظر له عمر بغضب و قال ؛ ما تحترم نفسك يا حضرت الظابط ...يعني امن الدوله مقصر
ارتعب ذلك المسكين و اخذ يعتزر فابتسم عبدالله و قال بداخله : كل الاسف ده و هتموت مالرعب عشان فاكر انه امن دوله امال لو عرفت انه هو ده شبح المخابرات هتعمل ايه هههههه

            

              
                    

وصل حسن و من معه الي الحاره و بعد ان صعدت النساء الي البنايه قام باغلاق الباب الحديدي جيدا ثم امر اثنان من رجاله ان يظلا مرابطين امامها و لا يتحركو مهما حدث
اخرج هاتفه من جيبه و اتصل علي ولده و حينما رد عليه قال برفق : صاحي يا ذوذ و لا نمت يا حبيبي
ذياد : صاحي يا بابا نيمت العيال و انا قعدت عشان اخد بالي منهم و استناكم ...اكمل بحزن وهو يحاول ان يمنع دموعه من الهطول : امي عامله ايه
حسن : امك زي الفل يا حبيبي و الصبح هتكون هنا بامر الله...المهم انا عايزك في خدمه بما انك راجل البيت مكاني و الحريم طلعو دلوقت عندك
ذياد : ايوه وصلو اهم اؤمرني يا باشا
ابتسم حسن علي رجوله ولده رغم صغر سنه و قال : خد القفل الكبير الي علي الكومدينو بتاع ستك و أطلع اقفل باب السطح بالمفتاح و بعدها حط عليه القفل تعرف و لا
ذياد برجوله تفرح القلب : معقوله يا ولدي ابن الباشا مش هيعرف يعمل الحاجه التافهه دي يبقي عيب في حقك و ربنا
ضحك حسن علي مشاغبه ولده و قال بغضب مازح : ماشي يابن الكلب افوقلك بس 
ضحك الصبي مع والده الحبيب و الذي يتخذه قدوته و مثله الاعلي ثم اغلق معه و اتجه الي غرفه جدته لينفذ ما طلبه منه و يثبت له انه علي قدر المسؤوليه

وصل حسن الي التجمع و قام بالقاء السلام علي الجميع ثم سلم علي صديقه بحراره و لكن تجهم وجهه حينما وجده يقول : ايه الي فدماغك يا حسن ينفع كده قالب المنطقه ...اهدي و كل حاجه هتتحل بالعقل
نظر له و قال بقوه : انا جربت العقل بتاعكو يا صاحبي و كانت نتيجتو ااااايه ...اتعدو علي حرمه بيتي ...يبقي مفيش غير دراع الباشا هو الي هيحلها 
رد عليه عمر وهو يحاول الهدوء : طب قولنا ايه الي بتفكر فيه
حسن : دي حاجه بتاعتي انا انت ليك اني اجبهملك الاتنين متربطين زي الدبيحه ازاي متشغلش دماغك بيها 
عمر : شغل البلطجه ده مينفعش في حكومه و في قانون فالبلد يا حسن
رد عليه بغضب : و الحكومه عملتلي ايه لما مخزني اتحرق من كام شهر و لا لما مراتي كانت هتتخطف و مراتي التانيه كانت هتموت ...اكمل بصراخ رجل حر يغار علي اهل بيته : البلطجيه طلعو بيييييتي يا باشااااااا ...دخلو علي حريمي ...و دي عمرها ما حصلت ...و لا هتحصل بعد كده ....و لاااازم الكلللللل يعرف تمن الي يتعدي علي حاجه تخص حسن الباشا اااااايه

يعلم الجميع تمام العلم ان له كل الحق فيما قال خاصا لشخص تربي في حاره شعبيه و يعتبر كبيرها ...ان لم يحافظ علي مكانته سيصبح لقمه صائغه في افواه الجميع
زفر عمر باختناق ثم قال : طب عالاقل فهمني ايه الي ناوي تعمله عشان اقدر اساعدك
حسن : كل الي مطلوب منك تقولي علي اخر مكان ظهر فيه الكلب ده و المربع الي اتعطلت فيه الكاميرات و سيب الباقي عالعبد لله ....نظر امامه و شرارات الغضب تنطلق من عينيه الحمراء و اكمل : بعووون الله ساعه زمن و يكونو مرميين تحت رجلك
نظر له عبد الله بتشجيع فهو لم ينسي اصوله التي تربي عليها في ذلك المكان ...لم تنسه العيشه الرغده حميته الذكوريه فقال بعزم : و انا معاك يا صاحبي ...ضهري فضهرك 
ابتسم حسن له بامتنان و قال : و الشومه بتاعتك لسه موجوده عارف انك مش بتحب تدخل اي عوق غير بيها 
ضحك عبدالله و حسبن و بيبو و كرم و ظلو يتقاسمون الاسلحه البيضاء فيما بينهم تحت زهول ضابط القسم و امناء الشرطه المرافقين له و جنون عمر مما يفعلوه و الذي قال بغيظ مميت ؛ ما شاء الله عمالين توزعو علي بعض سيوف و سكاكين و جنازير و الحكومه واقفه و لا كانكم بتوزعو شربات
انطلقت ضحكاتهم الرجوليه و قال حسن بتفاخر : دول يا دوب بنسلك بيهم سنانه يا باشا.....هطلع اغير هدومي المتقطعه دي و انزلكم علي طول....هات مشاريب للرجاله يا بيبو ...
عبد الله بمزاح ساخر : ايوه صح اطلع خد دش و غير عشان تتخانق بشياكه هههههه
نظر له حسن بغيظ و سبه بالفاظ خارجه ثم تركهم و اتجه الي بنايته

            

              
                    

بعد ان اطمأن علي الاطفال ووجدهم ينامون بسلام مع اخته و زوجه اخيه و التي اخبرته ان نداه صعدت لتبدل ثيابها .....فصعد مهرولا اليها لشعوره باحتياجها له ...و هو الاخر يموت شوقا لاحتضانها حتي ياخذ منها القوه ليكمل ما بدأه ...بمجرد ان طرق الباب طرقه واحده وجدها تفتح له و لكن عكس ما كان يتوقع منها ..تركته و تحركت للداخل و لكنه كان الاسرع حينما اغلق الباب و امسكها من زراعها ثم قال : رايحه فين ...مالك
لم تلتفت له حتي لا تنفجر به فقالت وهي تنظر فالاتجاه الاخر : رايحه اغير هدومي عشان هبات تحت مع العيال
ضمها من الخلف بحنان و قال : مش عايزه تبوصيلي و انتي بتتكلمي ليه يا ندايا ...ايه الي مش عيزاني اشوفه جوه عينك
هنا و لم تستطع التحمل ...التفت له دون ان يفلتها و قالت بنبره يملأها الحزن و الغيره و دموعها الحارقه الهبت وجنتها : مش عيزاك تشووووف غيرتي عليك يا حسن ...امسكته من مقدمه ملابسه و قالت بقوه نابعه من عشقها الكبير له : انت بتااااعي انا لوحدي ...عارفه اني قولتلك مطلقهاش و اقسم بالله انا راضيه بيها في حياتك ...جذبته بقوه لدرجه انقطاع زر القميص و اكملت : في حياااااتك بس انما قلبك ملكي انااااااا ...مش هقدر اشوف جواه غيري سااااااامع
كان ينظر لها بعشق خالص و لم يحبز مقاطعتها حتي تخرج نار غيرتها من داخلها لكي لا تحرقها اكثر ...و التمس لها الف عزر ...دائما تصبح الانانيه من شيمنا حينما نعشق....لم يرد عليها باي حديث بل مال عليها ملتقطا شفتيها ...يهديها اجمل قبله ذاقتها منه يوما ...يبث لها ...عشقه....غيرته....تمسكه بها....و الكثير من الامان الذي لا تحتاج غيره في تلك اللحظه...تعلقت في عنقه و رفعت نفسها بمساعدته حتي لفت ساقيها حول خصره بعد ان الصقها بالحائط الذي خلفها ...و من هنا بدات تبادله شغفه بشغف اكبر ..او لنكون صادقين ...كانت تاكله حرفيا لا تقبله....سحب شفتها السفلي باسنانه وهو ينتوي فصل تلك القبله المهلكه ثم اخذ يوزع اخري محمومه علي عنقها وهو يقول من بينهم : انا بتاعك و بس ...انتي بس الي حببتي ...قلبي مدقش لغيرك ...و لا هيدق لغيرك..يا قلب الباشا...جذبت راسه لتدفنها اكثر داخل تجويف صدرها وهي تقول بدموع نابعه من عشقها المميت له : حبني انا بس ...انا بس الي حببتك ...قولهالي كتييير يا حسن
رفع راسه من بين نهديها و قال بصوت متهدج اهلكته الرغبه : انا بعشقك يا ندايا ...انتي بقيتي تجري فدمي ....مقدرش اتخيل حياتي من غيرك
كوبت وجهه بيدها و قالت برجاء : خليك معايا يا حسن ...انا محتجالك اوووي ...و دلوقت
نظر لها بحيره ....فبرغم رجولته التي تضخمت اسفله و تطالبه بها ..و برغم احتياج صغيرته له ...الا انه لا يعلم ماذا سيفعل فيمن ينتظرونه بالاسفل....حسم حيرته دموعها المنهمره و نظره الرجاء المنطلقه من عيناها الباكيه ...تحرك بها الي الداخل وهو يقول : الناس كلها مستنياني تحت ....بس حبيبي اهم من الدنيا و ما فيها .....لا يعلم متي وضعها فوق الفراش و جردها من ملابسها ..و لا كيف مزق ما تبقي من قميصه و نزع باقي ثيابه حتي اصبحا عاريان تماما و انهال عليها يوزع قبلاته المحمومه علي ثائر جسدها وهو يقول بصدق : بعشقك ...بموووت فالتراب الي بتمشي عليه...انتي ندايا ...وصل الي انوثتها التي تاكلت بفضل اسنانه ..و حينما ضاجعها بلسانه تاوهت بقوه و قالت من بين دموعها : 
انت بتاااعي انااا ...انا بعشقك يا حسن...رفع حاله عنها ثم اخترقها بقوه حتي يجعلها تشعر بوجوده معها و....داخلها ...يعلم تمام العلم انها لا تحتاج الي ممارسه الجنس و لا ان الشهوه هي ما تحركها ...كل ما تحتاجه في تلك اللحظه الامااان...بوجوده معها و اثبات عشقه لها حتي لو عن طريق علاقه حميميه ...ذاب كلا منهما فالاخر ...و شهد عشقهم هو الذي اغرق رجولته و امتلأت به انوثتها ...ليس ماء الشهوه فقط.....تمدد فوقها يقبلها برفق علي سائر وجهها و هو يقول : الحكومه و الرجاله ماليه الحاره و الكل مستنيني ...بس كل دول يولعو قصاد لحظه واحده بس اعيشها في حضن حبيبي
نظرت له باعتزار بعد ان فاقت من حاله الجنون التي تلبستها و قالت : اسفه و الله اسفه ...بس غصب عني معرفش ايه الي جرالي
قبلها بسطحيه و قال : بتتاسفي علي ايه يا ندايا و انا كنت هموت عليكي اكتر منك ...قبلها بسطحيه و اكمل : هاخد دش بسرعه عشان متاخرش اكتر من كده و لما ارجع بامر الله لينا كلام كتييييير مع بعض ..غمز لها بوقاحه و اكمل : بس البطل يستحمل بقي هههههه...اعقب قوله بسحب رجولته التي كانت ما تزال بداخلها ثم حملها فاعترضت قائله : بتعمل ايه 
رد وهو يتجه نحو المرحاض : هاخد دش مع حبيبي
تعلقت في عنقه و ردت بعشق : بس كده هتتاخر يا قلب حبيبك
فهم مغزي حديثها و قال : هحاول استحمي بأدب
انطلقت ضحكاتها الرنانه علي ما قاله فزفر بغضب مصطنع و قال : اهووو انتي بضحكتك دي بتجريني للرزيله قبلها بعنف و اكمل : و انا الصراحه بموت فيها
ندي بدلال : هي ايه دي
اعتصر نهديها بعدما وقفا تحت مرش المياه و قال ببرائه لا تمت لما يفعله او يقوله بصله : الرزيله يا حبيبي

التف كلا من عبدالله و حسن و معهم باقي الرجال حول عمر الذي كان يمسك بهاتفه وهو يتصفح احدي البرامج المحمله عليه و حينما وجد ضالته قال : اهو كريم اهو اخر مكان ظهر فيه قبل مخزنك الي اتحرق وواضح جدا انه داخل جوه الشارع ...حرك الشاشه باصبعه للحظات ثم اكمل : و هنا اول كاميرا كانت شغاله وقت الحريق
حسن : يعني من اول الشارع لحد تقريبا بعد اربع عمارات الكاميرا دي اشتغلت
بيبو : دي بتاعت عم خليل الحداد عشان بوص قدامها دكان الحلاق اهووو
الحسين : يعني كده تقريبا هو في نص الشارع ده 
نظر حسن للجميع و قال : من  عاليمين اربع عمارات فيهم سكان عاديه و شقق ايجار جديد و الي عالشمال اتنين منهم بيوت عيله واحد بتاع المنايسه و التاني بتاع صفوان و دول لو كان عندهم اي حاجه كانو بلغوني 
كرم : يبقي كده قدمنا ست بيوت 
عبدالله : لازم رجاله تقف في الشارع الي في ضهرهم عشان لو نطو من علي سطح اي عماره فيهم
حسن : المربعين دول هيطوقو بالرجاله من كل الجهات انا عامل حسابي
عمر بعدم فهم : مش فاهم انتو بتقسمو ايه 
نظر له حسن و قال بتصميم يشوبه الاجرام : بنقسم البيوت الي فالشارع ده عشان نتجنب الي ملوش علاقه بالحكايه لاننا .....نظر له بقوه و اكمل : هنفتش باقي العمارات شقه شقه و اوضه اوضه ...فهمت
حلت الصدمه علي ملامح عمر بعد ان استمع لما اعتبره مجرد هزيان ثم قال بغضب جم : .........
الفصل السادس والعشرون 


لم يستطع عمر اثناء الباشا عما انتواه فقد قرر ان يقوم بتفتيش جميع المنازل الموجوده في المحيط الذي اختفي فيه كريم ....لم يهتم بوجود قوه من الشرطه ...و لم يلقي بالا لغضب عمر الغنيمي و الذي لاول مره يعجز عن ردع احدهم
وقف وسط رجاله بهيبه و جبروت بعد ان وزع عليهم ادوارهم الذي وكلها اليهم ...ثم لف علي يده جنزيرا حديدي ضخم و قال بصوتا يشبه زئير الاسد الذي يدافع عن عرينه : اسمعووووو يا منطقااااااا انهارده الباشااااا هيعرفكم جزاء الي يتعدي علي حاااااجه تخصه
لم يتفوه احدا بحرف و الكل ما زال مستيقظا رغم بزوغ شمس يوما جديد لكي لا يفوتهم شيئا من تلك التحداث الحماسيه
تحرك في اتجاه المكان المنشود و علي جانبيه ...كرم...بيبو ...الحسين ...و عبدالله ....و من ورائهم عددا هائل من الرجال
نظر عمر لهذا المشهد بغضبا جما و لكن لم يسعه الا ان يقول لضابط القسم : هات العساكر و تعالي معايه نروح وراهم ربنا يستر
الظابط : تمام يا باشا بس هنقف من بعيد عشان ميتحسبش علينا ان احنا بنحمي البلطجه الي بيعملها دي و سايبينو يهجم علي بيوت الناس 
نظر له عمر بغيظ و قال : حقيقي كتر خيرك كده عملت الي عليك و زياده...و فقط تركه و لحق بهذا المجنون بخطوات غاضبه ...و لكن ....
ما رأه منه داخل حاره الباشا شيء ...و ما يراه الان شيئا مختلف كليا عما تخيله ....فقد كان يعتقد انه مسيطر فقط علي حارته و اذا ما خرج منها ستصبح صطوته اقل حده و من الممكن ان يتصدي له اهالي الاحياء الاخري ....و لكن ما فاجأه حقا ....حينما دلف الباشا بهذا الشكل المهيب الكل وقف صامتا متخذا جنبا بعيد ليفسحو له الطريق و لم يجرؤ احدا علي اعتراضه
وقف حسن امام المكان المنشود و قال : بيبو انت و الرجاله هتطلعو هنا...عبدالله ...العماره دي تخصك.....كرم متسبش شبر من غير ما تفتشو.....حسين وزع الرجاله حوالين المكان متسبش مدخل عماره هنا او في الشوارع الي وراهم من غير ما يكون عليهم راجلين ...تمام 
رد عليه الجميع بالموافقه و لكن عبدالله ساله باستفهام : طب كده فاضل عمارتين
حسن بجبروت : انا هفتشهم متشغلش بالك انت ....و فقط تحرك الجميع يطرقون الابواب بشكلا مرعب و حينما يفتح لهم اهل المنزل يقومون بالدلوف بشكلا همجي دون ان يرفعون اعينهم علي النساء و حينما يسال احدهم ماذا حدث يرد عليه قائد الفريق : دي اوامر حسن الباشا وقف حريمك علي جنب و احنا هنخلص بسرعه و نمشي...و فقط برغم غضب الجميع الا ان احدهم لم يجرؤ عالاعتراض
اما هذا المتجبر لم يلقي بالا لشرح اسباب هجومه علي هؤلاء الامنين في بيوتهم ....بل اخذ يطرق كل باب يقابله بعنف ارعب الجميع و حينما فكر احد السكان اعتراضه امسكه من تلابيبه و قال بشر : فكر تمنعني افتش المخروبه دي و انا اطلعك مالمنطقه كلها و من غير هدومك كمان...ااااااامين
صمت الرجل برعب و طقطق راسه للاسفل بعد ان افسح له المجال للمرور
ظلو هكذا لاكثر من ساعه و لم يجدو ضالتهم الي ان تجمعو امام البنايه الوحيده التي لم يتم اقتحامها فقال حسن بذكاء : مش فاضل غير العماره دي ...و اكيد مرزوعين فيها ...حسين ....فتح عينك انت و كل الرجاله علي ما اخلص 
صعد معه بيبو و بعض الرجال و اعادو ما فعلوه مع الجميع و حينما وصل امام تلك الشقه و التي شعر بشيء غريب حينما وقف امامها ...قال بهمس وهو يتفحص كيس القمامه الموضوع امامها و قد لفت نظره علب السجائر التي بداخله فقال بهمس : بقولك ا بيبو هي ام عبده بقت بتشرب سجاير و اجنبي كماااان
رد عليه صديقه بعد ان فهم مقصده : تصدق الوليه دي بقالها فتره متغيره و بان عليها العز مره واحده دي كل يوم و التاني تشتري لحمه و فراخ و الدنيا حلوه معاها
هز حسن راسه بتفهم ثم قال : تعالو علي جنب كده ...و انت يا زيزو تعالي خبط عشان لو حد بص مالعين السحريه يشوفك انت بس ...و لما تسالك عايز ايه ..امممم ..قولها ابنك بعت حاجات عالمعرض عندي و وصاني اوصلهالك ...ابتسم بخبث و اكمل : امسك كيس الزباله ده فايدك مش هيبقي واضح الي فيه مالعين السحريه
كتم الجميع ابتسامتهم و لكن انطلقت من اعينهم نظرات الاعجاب من دهائه و حنكته
فعل ما امره به و قد كانت تلك المسكينه تقف خلف الباب و تقول برعب بعدما حاوطها هذان الحقيران من كل جانب : مين الي بيخبط
زيزو : انا يا خالتي زيزو 
ارتعب وليد فهو يعرفه فهمس لها و قال  بعد ان نظر من العين ووجده لوحده و يحمل اشيائا لم يستطع تميزها : اساليه عايز ايه عشان مش لابسه الخمار
ام عبده : خير يابني معلش اصل لسه طالعه مالحمام و ملحقتش احط حاجه علي راسي
زيزو بثبات : عبده لسه باعت مرسال للباشا و باعتلك معاه حاجات من امبارح بس الباشا كان مشغول و نسي يبعتهالك و اول ما فتح المعرض دلوقت قالي اجبهالك ..اكمل بحنق متقن : اخلصي يا ام عبده انتي فاكره نفسك لسه صغيره و هتغريني ...يلا يا وليه عندي شغل متجبليش الكلام 
اخرج كريم سكينا صغير ووضعه في جانبها و قال بشر : افتحي الباب حته صغيره خدي منه الحاجه و اقفلي علي طول اي حركه منك هقتلك ...سااامعه
هزت راسها بخوف و الجميع فالخارج متاهب بعد ان تاكدت ظنونهم بوجود هؤلاء الجبناء بالداخل 
بمجرد ان فتحت الباب و قبل ان تمد يدها كان الباشا يهجم عليها و هو يدفع الباب بقوه لدرجه انها وقعت ارضا و لكنها لم تهتم و صرخت قائله الحمددد لللله انك جيت يا باشااااااا هددوني بالقتل منهم لللللله
لم يلقي احدا بالا لما تقوله و كان كل تركيزهم منصب علي وليد و كريم اللذان وقفا بصدمه تداركوها سريعا و اشهرو اسلحتهم في وجوه الجميع ...
حسن باستهزاء غاضب : متجمعين في جهنم ان شاء الله
قال كريم بحقاره و لا يعلم ان قوات الشرطه بالاسفل و معهم غريمه الوحيد : انا و لا اعرفك و لا تعرفني و لا في بينا مشاكل ...انت حسابك مع ابن عمك ...انتو حرين مع بعض انما انا سيبني امشي بهدوء عشان انتو مش قد الناس الي ورايا تمام
انطلقت ضحكات حسن الصاخبه تحت رعب وليد بعد ان باعه ذلك الشيطان و الجميع ينظر لهم بسخريه....و لكن وقف الجميع مبهوتا بعدما انقطعت ضحكاته فجأه تزامنا مع القاء الجنزير من يده بحركه احترافيه يدقنها جيدا و جعله يلف حول يد كريم الممسكه بالسكينه مما ادي الي وقوعها من يده و من هنا ....بدأ الانتقام ...اذ انقض عليه يكيل له اللكمات و الاخير لم يستطع الدفاع عن نفسه بيد واحده اذ الاخري مربوطه باحكام. و لم يقوي علي مجارات هذا الهمجي في كم الالفاظ النابيه التي تخرج من فمه 
اما بيبو فقد فاق من زهوله سريعا و هجم علي وليد الذي اخذ يلوح بالسكين الي ان اصابه في زراعه و لكنه لم يهتم حينما ساعده باقي الرجال في تشتيت وليد ...استطاع وقتها الامساك به و ضربه ضربا مبرحا
و هنا .....انتهت قصه الجبناء ...و لكن انتقام الباشا لم ينتهي
فبعد ان ابرحهم ضربا هو و بيبو لم يكتفي بذلك بل سحب الاثنان و هما خارقان في دمائهم و جرهم جرا فوق الدرج ...لم يهتم اذا كسرت عظامهم ...فهو لا يري امامه غير تعديهم علي حرمه بيته و يجب ان يري و يعلم الجميع جزاء من تسول له نفسه ان يقترب من ممتلكات ...الباشااااا.....
صدمه ....صدمه حلت علي كل من يقف في الشارع سواء اهالي الحي او قوات الشرطه و خاصا عمر بعدما وجدوه يخرج من باب البنايه و هو يسحبهم وهما مسجيان فوق الارض ...سحلهم ورائه دون ان ينظر لاحد فوق امامه عمر و قال بزهول : كفايه يا حسن ...احنا هنقبض عليهم ...خلاااااص
تخطاه وهو يقول بصوتا جهوري : هسلمهملك جوه حاااااره الباشااااااا .....الي دخلو فيها بلطجيه.....و فقط ....اكمل طريقه تحت انظار الجميع حتي النساء امتلأت الشرفات بهم و هو يشاهدون ما يحدث ما بين معجب به و من يرفض تجبره...و بالطبع كان يوجد الكثير من نظرات الفتيات الولهه بشخصيه ذلك ال.....باشا....
اراد عمر اعتراض طريقه مره اخري و لكن وجد اهيه و رجاله يلتفون حوله مانعين اياه من الوصول اليه فتقدم منه عبدالله و قال بحسم : انسي انه يسلمهم ليك غير لما المنطقه كلها تشوف الي عمله فيهم 
عمر بجنون : انت بتستهبل يا عبدالللللله ازاااااي اسمح بحاجه زي كده
عبدالله : ده قانون الباشا يا عمر ....و لازم ينفذه....هو ضربهم فوق و بره حارتو بس لازم الكل يشوف الي عمله عشان يحافظ علي هيبته مش فالحاره بس ....لا فالمنطقه كلها
دلف الحاره وهو يسحلهم ورائه و قد فقدا وعيهم من كثره الدماء التي نزفت من جروحهم و من شده الالم الذي لا يحتمله بشر وورائه رجاله ممسكين بالعصي الكبيره و السيوف رافعين بها ايديهم للاعلي ...في مشهد ....حقا مرعب
القاهم من يده في منتصف الحاره و صرخ بصوتا مرعب ليسمعه الجميع : ده جزاااااات الي يفكر بس يخوب ناحيه الباشاااااا ....سااااامعين 
كانت تقف نداه مع خديجه و سماح يشاهدون ما يحدث من الشرفه و هن يمتلؤون فخر بما يفعله حاميهم و سندهم ...لمحهم وهو يجول بنظره علي الجميع فصرخ بهم : خشوووووو جوه ....لم يكمل باقي الجمله فهرولت الثلاث نساء الي الداخل برعب ملأه ثناياهم ...اما ولده ذياد خليفته و شبيه ابيه ...اخذ في يده اخيه و ابن عمه و هرول الي الاسفل ....وقف امام الجميع ثم بثق فوق الجثتان و قال للطفلان : شايفين الباشاااا عمل ايه ...اوعو تقولو خايفين من حد تاني ...نظر لابيه و قال بفخر : الحمد لله انك ابويااااا
ربت علي وجنت ولده بحنان ثم نظر لعمر و قال : جبتهملك تحت رجليك زي ما وعدتك ...خدهم ...خلاص ميلزمونيش
نظر له عمر بزهول غاضب و زم شفتيه حتي يكتم السباب الذي كاد ان يخرج منه و لم يرد عليه بل اخرج هاتفه و طلب رقما ما و حينما اتاه الرد قال : ابعتلي عربيه اسعاف حالا علي عنوان........
وقف عبدالرحيم ينظر بزهول الي ولده المسجي ارضا و غارق في دمائه ثم صرخ في حسن قائلا : قتلتووووو ...قتلت ابن عمك يا حسن 
رد عليه ببرود : يا ريتو كان مات و خلصنا من وسختو ...متخافش عايش بس هو فرفور شويتين مستحملش في ايدي غلوه بعد ما اخد قلمين ....بس....قالها ببساطه جعل الجميع ينظر له بزهول اما عمه المسكين فقد عجز عن الرد 

اخذت ندي تقفز مثل الاطفال فرحا بشجاعه حبيبها حتي صرخت بها خديجه : يااااا بت اتهدي عماله تتنطتي زي القرد و ناسيه انك حامل يا هبله
دلفت في تلك اللحظه امها و مني التي قالت بضحك : طول عمرها هبله انتي لسه هتعرفي دلوقت يا ديجا
هرولت الي امها تحتضنها و تقول بفرحه عارمه : شوفتي يا سوسو ...شوفتي الباشا عمل ايه عشانه ....قلبي هيقف مالفرحه
ربتت امها علي ظهرها بحنان و قالت : طول عمره راجل و دمه حر ده ابوكي قام زي الحصان بعد ما كان تعبان طول الليل و نزله يجري بعد ما سمع الي حصل
خرجت من بين زراعيها و قالت بحزن : هو لسه تعبان انا نفسي اعرف ايه الي جراله
جلست الام و قالت : ابوكي مكنش في حاجه تعباه في جسمه يابتي ..هو كان خايف عليكي و علي جوزك من انتقام اخواته منكم بعد الي حسن عمله فيهم في وسط بلدهم 
سماح : ازاي يعني يا خالتي ده المفروض يبقي مطمن بعد مالباشا راح برجاله عيلته من غير ما يخاف و جاب حقه منهم في قلب بيتهم
سناء : ماهو ده الي خوفه يا بتي حماد ده نابو ازرق و بعد ما جاتلو جلطه عملتله شلل نصفي كان حالف لينتقم من حسن و انه اول ما يقف علي رجله هيجيلو هو و رجاله العيله و يردلو الاهانه الي عملهالو ...بس كل العيله هاودتو عشان تعبو و مكنش حد فيهم ناوي يعمل الي قالهم عليه ...ابن عم وجيه هو الي بلغه و برغم انه حكي لحسن الكلام ده و حسن طمنه كان خايف بردو من غدرهم ...بس بعد الي حصل امبارح و انهارده كانه ردت فيه الروح و قالي قبل ما ينزل : انا اطمنت علي حسن و عالبت بعد الي شوفته مع اني عارف انه راجل من ضهر راجل بس الي عمله ده فاق كل التقعات و خلاني اطمن ان محدش فعلا هيقدر عليه
خديجه : ربنا يحميه هو و كل رجالتنا يا رب و الله انا بشوف فيه ابويا نفس طبعه الحامي و رجولته ...حسن بجد سندنا كلنا الكبير قبل الصغير
دلفت عليهم ايناس و صفيه ينتون الشجار معهم حينما صرخت ايناس بغل : خربتيهاااا يا صفرااااا ...خربتي عالكل عشان تقعدي لوحدك ....بس ده بوعدك و الله لاقتلك و اخد بتار اخويا الي ضاع بسببك...اعقبت قولها بالهجوم علي ندي و السبب الرئيسي ليس انتقامها المزعوم بل اخذته حجه حتي تستطيع ضربها بعد ان علمت بحملها مؤخرا و نشبت نار الحقد و الغيره بداخلها و اقسمت ان تحرمها من اكتماله مهما كان الثمن ....قبل ان تصل اليها فمهتها اختها و قامت بالتصدي لها وهي تقول بغضب : اياااااكي ايدك تلمسها سااااامعه 
صفيه بغل : باقفي لاختك عشان تحامي عالي خربت بيتها و اخوكي هيتسحن بسببها ده لو قام مالي عمله فيه المفتري الي ربنا يشله
هنا و لم تستطع النساء الصمود بعد دعائها علي الباشا.....انقضت خديجه و سناء و مني علي الاثنان يبرحوهم ضربا و تلك المسكينه سماح تقف تبكي بقهر و هي تصع ندي خلف ظهرها الي ان صرخت بهم : كفااااايه ....كفايه عشان خاطري ....اعملو حساب ليا ...دي مهما كانت امي 
تركوهم في التو و اللحظه احترامه لمشاعر تلك الطيبه و قدرو موقفها فقالت خديجه بقوه متخذه مكان امها الغائبه : عشان خاطر عيونك بس يا موحه ....نظرت للاثنان و اكملت : تاخدي بعضك انتي و هي و تطلعو من هنا و لو واحده فيكم فكرت تهوب ناحيه عتبه الباب محدش هيرحمكم مني يلاااااااا
خرجا الاثنان و لكن تلك الحرباء التي ملئها الحقد ظلت تصرخ و تتوعد لهم الي ان صعدت شقت امها بالطابق الاعلي فقالت صفيه بقهر : مش هيقعدونا فيهااا تاني ...حسن هيطلعنا من بيتنا يا لهوووووي اهمل اااايه منكم لله يا عيالي خربتو حياتنا منكم لله
صرخت بها ايناس قائله : دلوقت مننا لله بعد ما ربيتي جوانا الكره و الحقد و الطمع ...دلوقت احنا الي خربنا حياتك ياماااااا....و بعدين انتي خايفه من ايه ابويا الي عنده مش قليل و الشقه بتاعته هو مش البيت ده بالنص بينو و بين عمي يبقي ميقدرش يطلعه
نظرت لها صفيه بغل و قالت بقهر : لا يا عين امك البيت ده باسم حسن ...كان الاول عمك اشتراه و هو دور واحد و يا دوب كان علي شقه واحده صغيره بس لما حسن بدأ يكبر و يمسك ارق كان عمك عفيفي صاحب البيت الي كان جنبنا عارضه للبيع ..حسن بقي اشتراه منه و هدو و طلع بيه عماره و فتحها علي البيت ده و بعد ما خلص قام فاتح التلت شقق الي في الدور الاول علي بعض عشان امه طلبت منه يبقي ده بيت العيله
ايناس  : ايوه انا عارفه كل ده و ساعتها اتبهدلنا لحد ما العمال خلصت بس مش عمي هو الي عمل كده
صفيه : لا ياختي ده الباشا الي عمل كل ده و ابوه وقتها صمم يكتب البيت باسمه وهو مكنش راضي ابدا بس عمك كتبه ليه بيع و شري من غير ما يقوله و ابوكي ساعتها مكنش ليه حق يعترض لان البيت الصغير بفلوس عبدالجواد و اداله شقه فيه عشان اخوه و البيت الكبير بفلوس ابنه و عطي لابوكي بدل الشقه اتنين واحده الي احنا قاعدين فيها و التانيه الي سيبناها لوليد يتجوز فيها و طبعا مطلبش منه يكتبله عقد
ايناس : و يكتبلو عقد ازاي وهو اخدهم بلوشي ...نظرت بحقد و اكملت : يبقي لمي هدومك من دلوقت ياما ...مش هيسيبكم تقعدو فيها يوم 
صفيه : ما تقولي لجوزك يدينا شقه مالي فاضيين عنده لحد ما ندبر امورنا
حركت ايناس فمها يمينا و يسارا و قالت بقهر : وهو المعدول جوزي يقدر يتنفس من غير علم عيالو ...اسكتي ياما و سيبيني في قهرتي ...
نظرت لها صفيه و قالت بتوجس : ليه بتقولي كده يا بت هو عملك حاجه و لا بيعاملوكي وحش
ايناس : بيعملوني خدامه ابوهم مش مراته ياما و ابنه الكبير هو الي في ايده كل حاجه حتي مصروف بيتي باخده منه هو ...و بالعافيه كمان
صفيه بصدمه : ياااا مصبتي امال الحاج وفيق لازمته ايه و ازاي ساكت علي كده
ايناس : هاااه ....الحاج طلع منظر عالفاضي ياما ...ملوش كلمه و لا راي مع عياله كل حاجه في ايدهم و بيدولو مصروف اكله و شربه و سجايره ...و بس 
انفض التجمهر و ذهب كلا في طريقه بعد ان جائت سيارتان اسعاف و نقلت وليد و كريم الي المشفي التابع للشرطه تحت حراسه مشدده 
وقف عمر امام حسن و قال بامتنان يشوبه الغضب ...قليلا : انا مش عارف اشكرك و لا اعاتبك عالي عملته ده يا حسن ....بس في كل الاحوال انا ميون ليك مش بصفتي ظابط لا ....كانسان هيتعب في حياته و عيفضل مهدد هو و اهله لو كان كريم قدر يهرب
حسن برجوله : انا معملتش حاجه يا باشا ...نظر الي صديق. طفولته و اكمل : الي يجي من طرف عبدالله يبقي يخصني و اي حاجه يعوزها سيف علي رقبتي 
ربت عبدالله علي كتفه و قال بامتنان يشوبه الفخر ان هذا الرجل صديقه : تكرم يا صاحبي طول عمرك ابو الرجوله ...كده انت عرفت مكاني خلينا علي تواصل بقي و انا شويه كده و هجيب امي و الجماعه و نيجو نزوروكم بامر الله
احتضنه حسن و قال : بيت اخوك مفتوحلك في اي وقت يا بوده هستناك و هكلمك علي طول بامر الله
ودع الجميع و ذهب هو و همر بعد ان شعر بالراحه اخيرا و حمد ربه انه سيستطيع ان يكمل حياته ...بهدوء

خرجت عزه من المشفي بسلام و صممت ام الباشا ان تقيم معها لترعاها حتي يتم شفائها بعد ان عاتبتها فيما بينهم اثناء وجودهم بالمشفي قائله : كده يا عزه كل ده يطلع منك ...تظلمي وليه زيك زيها ليه يا بتي
عزه بدموع : الغيره وحشه ياما ...بعد ما حسيت ان الباشا ميال ليها مش حكايه اهلها بس خوفت تاخد مكان الكل ...و اولهم انا ...ايناس كانت علي قد ايدي بس ندي الباشا حبها ...خوفت ارجع بيت ابويا تاني و اعيش في ناره ...خوفت اتحرم من ولادي و يبعدو عني انا مش زي ايناس هرميهم و اجري اتجوز لااااا ...انا اخده عهد علي نفسي ان اعمل مع ولادي كل الي اتحرمت منه و الي اهلي معملهوش معايه اعمله مع عيالي ....بس و ربنا فوقت ...فوقت بدري و ضميري وجعني ...قولت حسن ميستاهلش مني كده ...و و الله العظيم ياما قولت للزفت ده كده بس هو قعد يهددني و مكنش قايلي عايزني اعمل ايه غير وقت الي حصل
احتضنتها فاطمه و قالت برفق : خلاص يا بتي كلنا بنغلط و الحمد لله انك فوقتي بدري و زي ما ولدي قال الي عملتيه يشفعلك غلطك ....بس اعقلي بقي و حافظي علي بيتك و عيالك و اعتبريها اختك ...ندي غلبانه و قلبها ابيض 

جلس الجميع في صاله ام الباشا و هم يقصو للحاجه فاطمه ماحدث و الباشا عينه علي صغيرته التي تشاكسه فالخفاء ...تاره تحركه شفتيها بقبله هادئه ...و تاره تغمز له بعيناها الشقيه ...و اخري تعض شفتها السفلي مما جعل مشاعره تتاجج و يتوعدها بداخله ...صبرا صغيرتي ساحعلك تدفعين ثمن افعالك غاليا ...افاقته امه من شروده و هي تقول : ناوي علي ايه يا ولدي 
قبل ان يرد عليها وجد اخيه يقف و هو يقول : معلش يا جماعه هستأذن انا عشان جسمي كله مدغدغ و محتاج اريح ...نظر لزوجته و اكمل : يلا يا موحه 
فهم اخيه انه لا يريد ان يجرح زوجته فيما سيقال فنظر له و قال بتفهم : اطلع يا شق ارتاح انت بقالك يومين منمتش و انا هكلم امك شويه و هطلع انا كمان
قال للجميع بعد ان تاكد من صعود اخيه الي الاعلي : جماعه راعو كلامكم شويه قدام سماح مهما كان دول اهلها و لو مزعلتش عليهم هتبقي مكسوفه من نفسها ان دول اهلها
ندي : و الله مقطعه قلبي لو شوفتها و هي واقفه قصاد اختها عشان تحميني منها و بعد كده لما صرخت فيهم عشان يبطلو ضرب فيهم يالهوي 
فاطمه : يستاهلو حش رقابيهم تلاقي الكلبه موسه كانت عايزه تضربك عشان تسقطي بعيد الشر هي و لا بيهمها ابوها و لا اخوها 
خديجه : اااه و الله ياما عندك حق دي كانت بتتكلم بغل و عنيها علي بطن ندي 
حسن : خلااص يا جدعان فضونا سيره بقي منهم ...انا بكره هقعد مع عمي و اصفي معاه كل حاجه
فاطمه : هطلعهم مالبيت يا ولدي
حسن بحكمه : و الله ياما انا مش عايز اعمل كده بس النفوس شالت من بعضها خلاص و عمرنا ما هنرجع زي الاول ....انا ممكن اسيبو قاعد هنا لجل خاطر ابويا الله يرحمه بس الحيه دي هتفضل رايحه جايه عليهم و مش هنخلص من مشاكلها و متضمنيش تعمل ايه عشان تأذيكم و خلاص
ندي بطيبه : حتبقي صعبه اوي يا حسن انك تخرج عمك من بيته
كرم : طب ما تقوله انك هتخليه قاعد بس بشرط ايناس متجيش هنا و لو امها عايزه تشوفها تروحلها بيتها
حسن : مش هينفع انا باصص لقدام ..يعني لو مجاتش شهر و اتنين لحد ما الدنيا تهدي هتيجي بعد كده باي حجه و الخراااااا ده مسيره يطلع من السجن حتي لو اتحكم عليه بعشر سنين ....خلينا نخلص بالمره عشان نعيش بهدوء و نفوق لمصالحنا بقي 

صعد معها الي شقتهم و بمجرد ان فتح الباب ارادت الهروب الا انه كان الاسرع حينما جذبها من زراعها ثم حملها بهمجيه و قال : ........

تعليقات



<>