أخر الاخبار

رواية لاجلك احيا الفصل الخامس 5 والسادس 6بقلم اميرة مدحت

      

رواية لاجلك احيا

الفصل الخامس 5 والسادس 6

بقلم اميرة مدحت


تحرك "وافي" نحو منزل إبن عمه الوحيد "يسر" وقد أكتسى وجهه الألم ولمعت عيناه بوميض الحزن بعدما فقد شقيقته بتلك الطريقة القاسية، والأسوأ هو قسوة والدته وشقيقه الأكبر، طرق الباب طرقات قوية فـ فتح له الأخير سريعًا الذي ما أن رأه حتى قال له بحزن:

كنت عارف إنك جاي.


دخل "وافي" المنزل وهو يقول بتهكم:

-أمي وأخويا ثاقب ولا فارق معاهم موتها، بالعكس ثاقب لو شافها دلوقتي راجعة من الموت هيقتلها ببطء، قال إيه عشان عارنا، مش عارف إيه الكلام ده ولا عارف إزاي هما كده مع بنتهم.


جلس "يسر" وهو يقول بلهجة ذات مغزى:

-ماإنت عارف إللي فيها.


تنهد "وافي" وهو يقول بألم:

-أنا قلبي واجعني يا يسر، واجعني ومش عارف أعمل إيه، ندمان إني مخرجتهاش من البيت ده زمان بعد ما أبويا مات وراحت أمي أتجوزت واحد تاني بعد ما عدتها خلصت.


إبتسم بتهكم مرير متابعًا:

-مش عارف ليه هي كده؟؟.. إحنا معملناش حاجة لدرجة أنها تبقى بالقسوة دي، حتى تيجان كانت لو تطول تشيلها على رموش عينيها كانت هتعمل كده، بس لا حياة لمن تنادي، ومدش فاهم السر غيرها هي وثاقب، لأن معاملتهم هما الأتنين أنيل من بعضها.


صمت قليلاً قبل أن يقول وقد لمعت عيناه بالدموع:

-نفسي أشوفها، نفسي أخدها فـ حضني، وأخرجها من العالم ده، ياريت كنت خدتها وهربنا على أي مكان.


هتف "يسر" بحدة:

-قولتلك زمان خرجها وأنا هشوفلكم مكان تعيشوا فيه، بس محدش سمع كلامي، جاي تندم دلوقتي!!..


لم يُجيبه "وافي" بل أطرق رأسه وقد أنهمرت دموعه الحارقة على وجنتيه، صورتها أمامه بإبتسامتها الواثقة.. الحنونة.. المشاغبة.. الحزينة، يشعر بشء حاد كالسيف يضرب قلبه عندما يحاول أن يتخيل مشهدها وهي تُقتل في ساحة القرية، وعدم تدخل أي مرء لمساعدتها، تسائل بصوت بدا عليه الشرود:

-إنت مصدق إللي أتقال عليها؟؟..


رد "يسر" بلا تردد:

-لأ طبعًا، هو أنا مش عارف بنت عمي؟!.. ده إحنا متربين مع بعض، إزاي هشك فـ أخلاقها؟!!..


هب "وافي" واقفًا وهو يقول بريبة:

-يبقى إيه الحكاية؟؟.. أنا متأكد أنها متعملش كده، يبقى فيه حاجة غلط فالموضوع.


نهض "يسر" وهو يقول مؤكدًا:

-معاك حق، بس تفتكر في إيه؟؟..


صمت طويل ساد بالمكان قبل أن يقطعه "وافي" متسائلاً:

-معقولة إللي بفكر فيه؟؟..


عقد ما بين حاجبيه قبل أن يسأله بقلق:

-وهو إيه إللي بتفكر فيه؟؟..


رد عليه وقد أتسعت عينيه:

-معقولة الموضوع يكون له علاقة بقتل جاسم زمان؟!..


أشار بيده وهو يقول بريبة:

-قصدك على فكرة أن ده إنتقام؟؟.. قصد أن إللي أسمه ساهد ده ممكن يكون له علاقة بـ جاسم؟؟..


حرك رأسه بـ تأكيد مُجيبًا:

-أيوة أنا شاكك فده، بس لازم نتأكد.


قال "يسر" بجدية:

-إسمع يا وافي، أنا معاك فـ أي حاجة، لأن ده حق بنت عمي وشرفها، ولو طلع إللي فدماغك صح يبقى هنجيب حقها حتى لو هناخد روحه، بس لازم في الأول نتأكد أنه له علاقة بالزفت إللي أسمه جاسم ولا لأ، ولو ملوش علاقة يبقى نروحله ونفهم الحكاية بأي طريقة.


هتف "وافي" بحدة:

-إحنا لازم نتحرك دلوقتي، يالا.


******

ظل متسمرًا في مكانه لفترة غير معلومة بعد تلك الكلمات الصادمة التي نطقتها بكل ثقة، قوة غريبة أعترتها على رغم من موقفها الضعيف بدرجة أولى، ولكنها تعاهدت أنها لن تموت له وهي تصرخ باكية بأنها مظلومة ولم ترتكب تلك الجريمة الشنيعة، فهي على ثقة بأنه لن يصغى إليها، لكن إن تعاملت معه بنفس قوته فـ بنسبة كبيرة ستجعله يصغى إليها وبإهتمام.


ملامحه زادت قسوة قبل أن يقبض على خصلات شعرها بعنف فـ تأهوت تلقائيًا، حدق في عينيها مباشرةً قبل أن يقول بصوتٍ هادئ مخيف:

-ركزي معايا كويس، لو قتلتي 100 واحد قدامي حتى أنا مش بتهز، لأني ببساطة أنا الكينج، وإنتي فـ نظر الكل ميتة، يعني ببساطة هقدر أقتلك بكل بطئ، عشان أتلذذ بـ تعذيبك.


جذب رأسها إليه أكثر حتى لامست أنفاسه الحارقة وجهها المتألم رغم جموده مُضيفًا:

-وياريت متطوليش لسانك أكتر ما هو طويل، عشان هتشوفي عقاب مش هتبقي حباه خالص، تمام ولا تحبي تشوفي جزء منه؟؟.


لم تُجيبه بل إبتسمت له بإستفزاز رغم ذلك الألم الذي يجتاحها من كلماته السامة، أرخى يده عنها ثم تحرك نحو الخارج قبل أن يقول للحارس الثاني بلهجة حادة:

-مفيش نقطة مايه ولا حتى أكل يدخلوا لها، سيبوها مرمية زي الكلبة لغاية ما تتعدل وتعرف هي ببتعامل مع مين.


ثم غادر وهو يزفر بغضب جامح وكلماتها تتردد في أذنيه، في حين جلست "تيجان" تحدق في بالفراغ بنظرات خاوية.. راهبة هامسة بدون شعور:

-كأنك يا تيجان أتولدتي ومعاه العذاب، أنا مش خايفة منه، بس أنا متأكدة أن الأيام بتزداد صعوبة وأشرس عن الأول، خصوصًا بعد ما بقيت في إيد الكينج.


******

في مساء اليوم التالي، بعدما بحث كل من "وافي" و"يسر" عن "ساهد"، علما وتأكدا أنه شقيق "جاسم" اللعين، لذلك عقدا العزم على أن يأخذا حق "تيجان" مهما بلغ الأمر، حيثُ أنتظرا مجيئه من الخارج أمام منزله بعدما أصبحا مقنعان كي لا يعرفهما "ساهد"، ويحققا الأنتقام على أكمل وجه، وما إن أقترب من منزله حتى تهجما عليه بوحشية قبل أن يبدأ كل منهما بلكمة لكمات عنيفة قاسية في كل مكان بجسده، أخرج "وافي" سلاح ذو شفرة حادة قبل أن يطعنه في جانبه وهو يقول بغضب:

-دي أقل حاجة هنعملها ليك، بعد إللي عملته فيها يا إبن الـ****.


أشار إلى "يسر" قائلاً بحدة:

-يالا يا يسر، قبل ما حد يشوفنا.


وبالفعل غادرا من المكان بخطوات راكضة حتى لا يراهما لأي شخص، في حين تعلقت أنظار "ساهد" بهما قبل أن يفقد وعيه تدريجيًا.


******

كانت متسطحة على الأرضية الصلبة تضم ركبتاها لصدرها ورغمًا عنها يجافيها النوم من الإرهاق، وبالفعل لم يقدم لها أحد قطرة من المياة، إبتسمت بسخرية وهي تقول:

-على أساس دي أول مرة تحصلي، ده أنا عقابي إني كنت بتحرم من الأكل والشرب، لولا "وافي" هو إللي كان بيحاول يجبلي مايه بأي شكل عشان أعرف أعيش.


لم تشعر بفتح القضبان الحديدية ودخوله إلا حينما وقف أمامها بهيئته المهيبة، رفعت عيناها بتلقائية وهي تبتسم بسخرية هاتفة بإستفزاز:

-أهلاً بالكينج، جاي بنفسك تطمن عليا إذا كنت عايشة ولا لأ؟؟..


رد ببساطة:

-لأ أنا عارف من بدري إنك زي القرد عادي.


كان صدرها يعلو ويهبط من فرط التوتر والغضب، إستمعت إلى جملته الآتية والتي جعلتها تضيق عيناها بريبة:

-لو عرفت إنك صادقة فكل كلمة قولتيها من ناحية ساهد هيبقى ليا عندك عرض، عرض وحيد ومش هيبقى قدامك بديل غير إنك تقابليه.


صمتت "تيجان" قبل أن تقول بتمعن غريب:

-من نظراتك بتقول إنك هتشتريني.


أتسعت إبتسامته قائلاً بهدوئه المتنكر:

-حاجة زي كده، بس سبيها لوقتها.


جحظت عيناها وهو يتابع بمكر:

-أصل أنا ليه أحرم نفسي من المتعة شوية؟؟..


هبت واقفة وهي تصرخ صرخة عالية حادة قائلة:

-آه يا سافل يا حقير، قسمًا بالله لأقتلك فيها وآآ..


شهقت بعنف حينما غرز أصابعه في كتفها بعنف وبدأ يصرخ فيها بصوتٍ خشن عالي:

-إتلمي بقى، أنا ماسك نفسي من ناحيتك بالعافية، إنتي مخلتنيش أكمل كلامي أصلاً عشان تطولي لسانك السليط ده عليا.


هتفت بدون وعي منها وهي تقول بغضب أستفزه:

-مفيش داعي أسمع باقي كلامك، إنت مش طلعت بس قاتل، لأ ده إنت طلعت بتاع نسوان، وهتشتريني إكمني حلوة شويتين.


ضغط على ذراعها بقسوة أكسر حتى أنه كاد أن يحطمه، فـ صرخت متألمة، هتف "أصهب" بهدوء مخيف:

-لسانك طويل أوي يا تيجان، وأنا مش لازم أشتريكي، أنا ممكن أنفذ رغباتي هنا حالاً ومحدش هيحس بيكي.


صرخت بعصبية:

-إبعد عني.


هتف بنظراته الشيطانية المظلمة:

-مش قبل ما تاخدي عقاب صغير عشان طوله لسانك وتتأكدي إني مش لازم أشتريكي.


بعد أن أنهى جملته الأخيرة، أخفض رأسه قليلاً ولازالت نظراته المظلمة المخيفة في عينيه، أنقض على شفتيها بـ قُبلاته القاسية.. الشرسة.. المؤلمة، أرتجف جسدها بقوة وأنهمرت دموعها بعدما شعرت بعجزها أمام قوته وهي تضربه بقبضتيها، هي تعلم أنها بالغت قليلاً ولكن لم تتوقع أن عقابه سيكون شرسٍ هكذا.


إبتعد عنها "أصهب" فجـأة قبل أن يقول بشراسة وبأنفاس لاهثة:

-أنا مكنتش حابب أتعامل معاكي بالأسلوب ده، بس تأكدي المرة الجاية مش هيحصلك طيب يا تيجان، وإلا مبقاش أصهب الهامي.


                      الفصل السابع من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close