رواية احببت معقدة
الفصل الحادي عشر 11
بقلم فاطمة سلطان
___________________________
عَنْ أَيِّ لَذَّةٍ تتحدثون هَلْ هُنَاكَ لَذَّةً فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ ؟
لَذَّة كَاذِبَةٌ وَاَللَّه كَاذِبَةٌ
فَإِذَا كَانَتْ تِلْكَ الشَّهْوَةِ وَتِلْك الْمُصْطَلَحَات صَحِيحِه
فَلَمَّا أَنَا أَشْعَر بِالعَار وَلَمَّا أَشْعَر إنَّنِي أَصْبَحْت غَيْرَ صَالِحَةٍ لِنَفْسِي وَلَا أَصْلَحَ لَهُ
فيعلن اللَّهُ كُلَّ مِنْ أَدْخَلَ تِلْكَ الْمَفَاهِيمِ الْكَاذِبَة فِي عُقُولِنَا بمعني التفتح
وَتِلْك الْعُقُول الَّتِي لَمْ تُفْهَمْ يومًا مَا تَفْعَلُهُ فليسقط
وَيَلْعَن اللَّه حَتَّي تَقُومُ السَّاعَةُ كُلٍّ مِنْ نَشْرِ شَيْئًا أَوْ قَالَ شَيْئًا يُفْسِد عَقْل شَابٍّ أَوْ فَتَاة لِيَتْبَعه أَحَدٌ
فَالْجَمِيع يَنْسَاق وَرَاء الْمَجْهُول بِحُجَّة الاِسْتِكْشاف وَالْمَعْرِفَة
فَهُنَاك مِثْل نَعْرِفُه جَيِّدًا : الْمَمْنُوع مَرْغُوب
__________________
قاطعهما صوت والد سارة الذي ينادي عليها بحدة من بعيد حينما راي ابنته تقف مع وليد
- سارة
قالتها سارة في سرها حينما سمعت صوت والدها
- يا سوادك يا سارة
أردف أحمد ( والدها ) قائلا
- انتِ بتعملي ايه هنا
أردفت سارة بتوتر حاولت ألا تظهره
- انا انا كنت رايحة عند هدير ..
وليد أردف مقاطعاً لحديثها وهو يشعر بالفخر او المكر حينما شعر بتوترها
- ازي حضرتك يا عم احمد
احمد حاول أن يتحدث بنبرة هادئة
- اهلا يا وليد يا ابني عامل ايه وابوك عامل ايه
وليد أردف بابتسامة
- الحمدلله بيسلم عليك
احمد بهدوء عكس ما بداخله
- الله يسلمه
تحدث وليد بمكر وهو ينظر الي سليطة اللسان الذي ذهب الان ويشعر فقط بالرجفة التي أصابتها
- الانسة كانت ماشية سرحانة والعربية كانت هتخطبها فكنت بقولها انها تركز في الطريق بس افتكرت اني بعاكسها وفضلت تزعق وتغلط وتتخانق
احمد ربما شعر ان هناك شي آخر ولكنه وجه حديثه لابنته قائلا
- مستنيه لما العربية تشيلك يعني ركزي يا سارة شويه .. شكرا يا وليد يا ابني
وليد أردف قائلا بهدوء
- العفو يا عمي
أردف أحمد قائلا لابنته
- ياله روحي مشوارك
فذهبت سارة وكأن والدها أعطاها طوق النجاة، وهي تلعنه كما لعنت خطيبها السابق من قبل فما اغضبها غير أخيها، ولا يُستعبد انها لعنت هدير أيضا بسبب ذلك
الموقف الذي وضعت نفسها به فاصبحت اضحوكه ذلك المخادع، اما احمد ذهب الي القهوة و ليسلم علي بعض الجيران ورُبما شعر ان هناك شي اخر ولكنه لم يكن
بوسعه ان يغضب علي ابنته او يستجوبها في منتصف الشارع
ليكن هناك حديث يجمعه مع ابنته في وقت لاحق ..
__________________________
كان حسني يجلس في منزله وهو مشتعل بسبب ما فعلته شقيقته، فقد ترك شقيقه وانتهي الحال بعماد ان يذهب الي احد الفنادق
دخل وليد المنزل ووجد والده يجلس شارد وحينما سأله عن سبب شرده وانزعاجه انفجر به حسني ليخبره كل شي
وليد أردف قائلا بلا مبالاة فهو يشعر ان والده يبالغ في الأمر ربما وليد يخطئ احيانا ولكنه لين القلب عن أبيه
- انا مش فاهم ايه اللي مضايقك يا بابا، عمتي حرة في فلوسها ومش من حقنا نعترض كل واحد يتصرف في ملكه حسب ما يريحه
حسني أردف قائلا بغضب وكأن كلمات ابنه قد زادت من الحريق الذي بداخله
- انتَ بتحرق دمي، اختي بتكسر رقبتي هتخليني العمر كله مشارك قاسم بقا الواد الجربوع ده
يبقي نصيبه في بيت ابويا اكتر مني وبعدين انتَ عندك رجوله ؟؟؟ ده الواد اللي بنت عمك كانت ماشيه معاه يا لطخ ومفرجة علينا الشارع قبل كده بسببه
ده لو حد عرف سيرتنا هتكون علي كل لسان
وليد أردف قائلا بانزعاج بسبب كلمات والده الحادة
- لو سمحت بلاش كلامك ده انا راجل، بس هدير وقتها كانت صغيره وهي بعدت عنه ومش هنقتل حد
علشان غلط وكلنا قصرنا معاها وعمتي باعت نصيبها لقاسم، وأوراقهم كلها سليمة وهي حرة فاللي تعمله
- ياريت تخرس، مش حرة لما تموت الحاجات دي كانت هترجعلي تاني وهتكون ليا انا وعماد
وليد نظر له بصدمة و تحدث باستغراب فهو لم يشعر يومًا بأن والده وصل به الأمر ان يفكر في شيء من هذا القبيل
- دي اختك ازاي تقول كده انا مش مصدق ان حضرتك ابويا بعد الشر عليها، ومن امته احنا بنفكر في المديات واحنا مش محتاجين حاجه الحمدلله ولا محتاجين اننا نبص وننتظر بعد عمر طويل موتها
حسني أردف قائلا بغيظ وهو يتوجه الي غرفته
- انتَ ربنا خلقك علشان تنرفزني استحالة تكون ابني وبعدين ابن خليل ده جاب الفلوس دي كلها منين ..
_____________________________
علي لسان هدير
كنت فاكرة اني بعد سنين هكون فاكرة تفاصيل وداعي لابويا او حتي اليوم او التاريخ كأي حدث تاني
بس للدرجه دي محستش ان وجوده او غيابه شي يستدعي اني افتكره ؟؟
ليه افتكر تفاصيل لقاء بارد بالشكل ده ؟؟
كنت لسه لغايت الوقت ده مستمرة علي مشاهدة حاجات بضر وبضيع وقت وخلاص
و ايام بتعدي ومحتكش بقاسم تاني يمكن لاني بسمع انه بيجي متاخر بعد ما انام وطول اليوم في معمله وبسمع انه بيكبر
كنت كل يوم بفتكر حضنه وانا حاسة اني عايزه اكررها مرة تانية بس كنت بلوم نفسي اووي، وكنت لسه مصممة بسذاجتي اني بقيت مجنونه
بسبب اللي بشوفه معترفتش انه حب زي ما سارة بتقول
هو أساسا انا مكنتش أعرف معني الحب
بس فيه حاجة كانت مخلياني استغرب
ازاي كنت بعصي ربنا يوميًا وبعمل ذنب زي ده ويكرمني، بعد كل نتيجة ليا بتقدير كنت بخاف وبحس ان هتحصل حاجة تعاقبني علي اللي بعمله مكنتش عارفة يعني ايه رحمة ربنا ...
______________________
لم يحدث اي إختلاف يمكننا الحديث عنه في حياة اي شخص، نحن في شهر يناير من عام 2017
وانتهت هدير من امتحانات النصف الدراسي الاول من السنة الرايعة ليفصلها عن تخرجها ثلاث اشهر فقط ..
ومازالت شخصيتها لم تتغير
سوي ان تلك الفوبيا اختفت مع الوقت رُبما اصبح خوف داخلي وقلق بسيط ولكنه قل عن الماضي
عادت اليوم الي منزلها بعد ان تركت سارة أمام بيتها
وجلست بجانب هاجر التي ترقرقت الدموع في عينيها فشعرت وكأن السنين قد مرت بسرعة رهيبة
- مش مصدقه كلها شهور وتتخرجي ان شاء الله، فرحتي بيكي قد الدنيا، منتظرة اليوم اللي اشوفك واقفه علي رجلك وليكي كيان، وتكوني معاكي شخص بيحبك وأكون مطمنه عليكي من بعدي
- ربنا يخليكي يارب ليا ويطول في عمرك انا فرحتي في وجودك
هاجر أردفت قائلة بفخر وكأنها ابنتها حقا
- انتِ أعظم إنجاز في حياتي وعايزة افتخر دايما أنك تربيتي
هدير بابتسامة وكأنها شعرت بالذنب فهي تري ان تربية هاجر لها لا تستحق ان تكون بهذا السوء والعار
- انا فخوره انك انتِ امي وادعيلي اخلص السنة دي علي خير زي اللي قبلها
- باذن الله اعتقد جه الوقت اللي اكلمك في الموضوع اللي كنت متأخرة اني افاتحك فيه
هدير أردفت باستغراب والفضول يأكل احشائها
- موضوع ايه ده
هاجر تحدثت باريحية وابتسامة فهي وجدت الفرصة سانحة الآن
- جايلك عريس
هدير أردفت بنبرة متأففة عاقدة ساعديها
- هو ام محمد رجعت تنزل تاني وله ايه
هاجر قرصتها بخفة من وجنتيها ثم أردفت قائلة
- لا ملوش علاقة بيها ولا تعرف حاجة، ده جاي من طرفك انتِ وانا متأكدة ان قولك لا هيكون صعب المرة دي
هدير رفعت حاجبيها وتحدثت باستغراب
- طرفي انا ؟؟ ده مين ده انا معرفش حد
هاجر أجابت بنبرة هادئة لتفجر القنبلة المنتظرة
- قاسم
هدير بعدم استيعاب فهي لا تعرف قاسم غيره وسيطرت عليها البلاهة ان عمتها ستقول شيئا آخر عنه
- ماله ؟؟
- قاسم اتقدم ليكي وطلب ايديكي
كانت هدير تشعر ان جميع حواسها قد فُقدت في تلك اللحظة فهي تشعر ان ما سمعته خطأ او حتي ان عمتها تقصد قاسم اخر
غير الذي تعرفه فهل قاسم طلب يديها وتقدم لها حقا فلا توجد خلية بها تشعر بأن هذا الشي صحيح ولم تكن تشعر بأي شيء سوي تلك النبضات التي تنبض في قلبها بعنف شديد وكأنها تدق في جميع أنحاء جسدها وليس قلبها فقط ..
هدير مازالت غير مستوعبة فأردفت قائلة بعد دقائق من صمتها
- قاسم مين ؟
هاجر حاولت ان تتحدث بهدوء فهي كانت تعرف رد فعلها
- انتِ تعرفي كام قاسم يا هدير في ايه مالك صحصحي كده
هدير أردفت ومازالت رافضة وغير مستوعبة لما تسمعه
- اكيد تقصدي قاسم تاني صح ؟
- انتِ اتهبلتي يا هدير
هو قاسم واحد بس اللي طول عمره قدامك، قاسم طلب ايدك ولو انتِ موافقة هو مستعد يتقدم لحسني وابوكي
هدير لم تكن بحالة تسمح لها بأن تستوعب شيء، من الممكن ان يشعر هو ويتأكد من مشاعره وأي شخص يمكنه بأن يشعر أحد بتلك الجاذبية والكيمياء التي تتواجد بينهم
ولكنها هي الوحيدة التي تغرق في عُقدها، هل ستقول لقاسم انها تتحدث مع العديد من الرجال يوميا بأبشع من يمكن تقوله المراة لشخص غير زوجها
هل قاسم سيريد الزواج منها اذا علم ما تشاهده وما اصبحت تتراسل به .
( علي لسان هدير )
محكمتش مشاعري من ناحيته اخوه وله لا ؟!!
كل اللي خوفت منه انه يعرف حاجه زي دي حتي لما حضنته ساعتها مخفتش من نظرته ليا قد دلوقتي
حسيت اني بعمل اللي اي واحدة في الشارع ممكن تعمله خوفت اوي وحسيت بشعورين مختلفين تماما قلبي فرح اوي ان قاسم عايز يكون ليه رابط تاني بيا
والشعور التاني هل قاسم بيفكر فيا بالطريقة الشهوانية دي ؟؟
اكتشفت بعدها اني زودت العُقد عُقده جديدة لان اللي بشوفه بيصور العلاقة في مخي بين الرجل و المراه بشكل سي وعنيف ومؤذي و ان حسيت ان كل الناس بتفكر كده خوفت من نفسي و من اللي وصلتله وقتها
حاسه اني بقيت مُعقدة تماما و شايفه ان الجواز ده مجرد فيديوهات مقرفة وبس
مفقتش الا علي صوت عمتي .
أردفت هاجر بقلق من صمتها وشرودها الذي طال هذه المرة
- مالك يا هدير ساكته ليه ؟!
هدير أردفت قائلة بصدق
- مش مستوعبة
تنهدت هاجر وتحدثت وهي تربط علي كتفيها
- موضوع انكم اخوات يا بنتي ده كان زمان، لازم تفهمي ان طلب قاسم طلب طبيعي
انتِ مش ملزمة بالقبول ولا بالرفض دي حياتك بس انتِ محتاجه تفكري بعقل اكتر، انا مش هعيش لكي العمر كله
انا كنت معاكي ومقدرتش اكسر وحدتك ما بالك لما
تعيشي لوحدك، افقدي الامل في ابوكي وفي حسني
ثم أردفت هاجر قائلة بعد ان تنهدت وابتلعت ريقها
- المفروض تختاري واحد تحسي بالأمان معاه، ويتقي ربنا فيكي والأهم تكوني متقبلاه كزوج برضو ومتقبلاه نفسيا
محدش هيحبلك الخير قد، لو عايزة رأيي
مش شايفه ان قاسم شخص يترفض لو هقارنه باي صفة المفروض تكون في راجل تكملي معاه حياتك
الا لو انتِ مش متقبله ان تربطكم علاقة تانية مختلفة تماما عن مفهومها القديم انكم
- مش عارفه يا عمتو سبيني افكر ..
___________
قاسم كان يجلس في معمله
وهو متوتر جدا كان يعلم ان ما قاله منذ شهور حينما ذهب مع هاجر الي المستشفي وعلم ان كل ما حدث كان بالخطأ بينها وبين حاله أخري في التقرير الطبي فقط
خطأ مطبعي نادر ان يحدث في مثل هذه الحالات لانها تحدث بدقة وعناية فتم تبديل الأسماء
ولكن من لا يُخطي ؟
وكأن الله يريد ان يمد في عمرها قليلا حتي لا يكسر ظهر هذه الفتاة لفترة من الزمن
وطلب منها قاسم يد هدير وقالها بشجاعة بعدما صلي اول استخارة
وحلم ذلك الحلم الذي جعله لا يتردد، فقاسم من الممكن ان يغير حياته بأكملها لأجل حلم فحلم يجعله يطمئن
غير ذلك الشعور الجميل الذي انتابه بعد الاستخارة، وكأنه تأكد أنه يريدها زوجة وليست مجرد شقيقة
يعلم كل العلم ان الطريق معها ليس بهين فتلك المعقدة لن توافق بسهولة، كان الفضول يقتله ليعلم رده فعلها
كانت الساعة الحادية بعد منتصف الليل والجو قارص البرودة، جاء كريم وعلم سر شرود صديقه وصمته، فقطع ذلك الهدوء والصمت قائلا
- انتَ قاعد بتهبب ايه هنا يا قاسم يعني خلاص عرفنا انك بتفكر بس ياله نروح بقا
تمتم قاسم بملل ولا مبالاة
- مش عايز اروح دلوقتي
كريم أردف قائلا بسخرية ومرح كعادته
- هو لو روحت البيت زي الناس حبل افكارك هيتقطع الجو تلج وعماله تمطر برا ياله يا بابا
قاسم أردف قائلا بقلق
- خليها تمطر يا كريم بس انا مش مطمن
- ليه يا بومه ؟؟ ليه يا فقررر ؟؟
قاسم أردف قائلا بانزعاج فهو يعلم انها لن توافق فقلبه يخبره بذلك
- انا حاسس ان كان لازم اكلم هدير في الاول صح قبل ما تعرف من عمتها
كريم خبط جبهته قائلا بمرح وجدية في أنن واحد
- لا مش صح يا فقررر
لازم تفكر بعيد عن اي ضغط منك ومن غير ما تشوفك مع اني متاكد انك المفروض كنت كتبت من سنين طويله ويكون معاكم كريم الصغير
قاسم أردف قائلا حينما تذكر ان كريم لاول مرة يأتي هنا في ذلك الوقت وهو لم يدعوه
- هو انتَ ايه اللي جابك هنا صح
- كنت قاعد مع واحد صاحبي علي القهوة وقريب من هنا فقولت اكسب فيك ثواب لما عرفت انك قاعد اطي اشوفك واهرب من هرمونات الحمل اللي بقت في ليفل عالي
فضحك قاسم وحاول ان يخرج من تلك الحالة التي اصابته وتفكيره بها وبرده فعلها، فهو يخاف من ان يخسرها الي الأبد
فهو قد لغي اي علاقه تسمي اخوه بذلك الطلب سواء كانت اجابته بالرفض او القبول
كريم أردف قائلا بمرح واتبعه بتساؤل
- اضحك ما انا كنت بضحك زيك برضو
هي صحيح عمتها قالتلك ايه في التليفون
- قالت المتوقع بالنسبالي انها اتصدمت وشايفه انها عايزه وقت تفكر وعمتها عايزاني استني لغايت ما تخلص خالص الكلية علشان تفكر براحتها
كريم أردف قائلا وهو يتخيل جنان زوجته أثناء فترة الحمل واكتئاب صديقه وذلك الجنان الذي سيصيبه حتي يعلم رد هدير
- لو هتستني الترم التاني يخلص صدقني انا مش هستحملك انتَ والحمل
ثم تحدث كريم بجدية
- بس صدق هي عندها حق لازم تسبها تفكر كويس وتراجع نفسها
عَنْ أَيِّ لَذَّةٍ تتحدثون هَلْ هُنَاكَ لَذَّةً فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ ؟
لَذَّة كَاذِبَةٌ وَاَللَّه كَاذِبَةٌ
فَإِذَا كَانَتْ تِلْكَ الشَّهْوَةِ وَتِلْك الْمُصْطَلَحَات صَحِيحِه
فَلَمَّا أَنَا أَشْعَر بِالعَار وَلَمَّا أَشْعَر إنَّنِي أَصْبَحْت غَيْرَ صَالِحَةٍ لِنَفْسِي وَلَا أَصْلَحَ لَهُ
فيعلن اللَّهُ كُلَّ مِنْ أَدْخَلَ تِلْكَ الْمَفَاهِيمِ الْكَاذِبَة فِي عُقُولِنَا بمعني التفتح
وَتِلْك الْعُقُول الَّتِي لَمْ تُفْهَمْ يومًا مَا تَفْعَلُهُ فليسقط
وَيَلْعَن اللَّه حَتَّي تَقُومُ السَّاعَةُ كُلٍّ مِنْ نَشْرِ شَيْئًا أَوْ قَالَ شَيْئًا يُفْسِد عَقْل شَابٍّ أَوْ فَتَاة لِيَتْبَعه أَحَدٌ
فَالْجَمِيع يَنْسَاق وَرَاء الْمَجْهُول بِحُجَّة الاِسْتِكْشاف وَالْمَعْرِفَة
فَهُنَاك مِثْل نَعْرِفُه جَيِّدًا : الْمَمْنُوع مَرْغُوب
__________________
قاطعهما صوت والد سارة الذي ينادي عليها بحدة من بعيد حينما راي ابنته تقف مع وليد
- سارة
قالتها سارة في سرها حينما سمعت صوت والدها
- يا سوادك يا سارة
أردف أحمد ( والدها ) قائلا
- انتِ بتعملي ايه هنا
أردفت سارة بتوتر حاولت ألا تظهره
- انا انا كنت رايحة عند هدير ..
وليد أردف مقاطعاً لحديثها وهو يشعر بالفخر او المكر حينما شعر بتوترها
- ازي حضرتك يا عم احمد
احمد حاول أن يتحدث بنبرة هادئة
- اهلا يا وليد يا ابني عامل ايه وابوك عامل ايه
وليد أردف بابتسامة
- الحمدلله بيسلم عليك
احمد بهدوء عكس ما بداخله
- الله يسلمه
تحدث وليد بمكر وهو ينظر الي سليطة اللسان الذي ذهب الان ويشعر فقط بالرجفة التي أصابتها
- الانسة كانت ماشية سرحانة والعربية كانت هتخطبها فكنت بقولها انها تركز في الطريق بس افتكرت اني بعاكسها وفضلت تزعق وتغلط وتتخانق
احمد ربما شعر ان هناك شي آخر ولكنه وجه حديثه لابنته قائلا
- مستنيه لما العربية تشيلك يعني ركزي يا سارة شويه .. شكرا يا وليد يا ابني
وليد أردف قائلا بهدوء
- العفو يا عمي
أردف أحمد قائلا لابنته
- ياله روحي مشوارك
فذهبت سارة وكأن والدها أعطاها طوق النجاة، وهي تلعنه كما لعنت خطيبها السابق من قبل فما اغضبها غير أخيها، ولا يُستعبد انها لعنت هدير أيضا بسبب ذلك
الموقف الذي وضعت نفسها به فاصبحت اضحوكه ذلك المخادع، اما احمد ذهب الي القهوة و ليسلم علي بعض الجيران ورُبما شعر ان هناك شي اخر ولكنه لم يكن
بوسعه ان يغضب علي ابنته او يستجوبها في منتصف الشارع
ليكن هناك حديث يجمعه مع ابنته في وقت لاحق ..
__________________________
كان حسني يجلس في منزله وهو مشتعل بسبب ما فعلته شقيقته، فقد ترك شقيقه وانتهي الحال بعماد ان يذهب الي احد الفنادق
دخل وليد المنزل ووجد والده يجلس شارد وحينما سأله عن سبب شرده وانزعاجه انفجر به حسني ليخبره كل شي
وليد أردف قائلا بلا مبالاة فهو يشعر ان والده يبالغ في الأمر ربما وليد يخطئ احيانا ولكنه لين القلب عن أبيه
- انا مش فاهم ايه اللي مضايقك يا بابا، عمتي حرة في فلوسها ومش من حقنا نعترض كل واحد يتصرف في ملكه حسب ما يريحه
حسني أردف قائلا بغضب وكأن كلمات ابنه قد زادت من الحريق الذي بداخله
- انتَ بتحرق دمي، اختي بتكسر رقبتي هتخليني العمر كله مشارك قاسم بقا الواد الجربوع ده
يبقي نصيبه في بيت ابويا اكتر مني وبعدين انتَ عندك رجوله ؟؟؟ ده الواد اللي بنت عمك كانت ماشيه معاه يا لطخ ومفرجة علينا الشارع قبل كده بسببه
ده لو حد عرف سيرتنا هتكون علي كل لسان
وليد أردف قائلا بانزعاج بسبب كلمات والده الحادة
- لو سمحت بلاش كلامك ده انا راجل، بس هدير وقتها كانت صغيره وهي بعدت عنه ومش هنقتل حد
علشان غلط وكلنا قصرنا معاها وعمتي باعت نصيبها لقاسم، وأوراقهم كلها سليمة وهي حرة فاللي تعمله
- ياريت تخرس، مش حرة لما تموت الحاجات دي كانت هترجعلي تاني وهتكون ليا انا وعماد
وليد نظر له بصدمة و تحدث باستغراب فهو لم يشعر يومًا بأن والده وصل به الأمر ان يفكر في شيء من هذا القبيل
- دي اختك ازاي تقول كده انا مش مصدق ان حضرتك ابويا بعد الشر عليها، ومن امته احنا بنفكر في المديات واحنا مش محتاجين حاجه الحمدلله ولا محتاجين اننا نبص وننتظر بعد عمر طويل موتها
حسني أردف قائلا بغيظ وهو يتوجه الي غرفته
- انتَ ربنا خلقك علشان تنرفزني استحالة تكون ابني وبعدين ابن خليل ده جاب الفلوس دي كلها منين ..
_____________________________
علي لسان هدير
كنت فاكرة اني بعد سنين هكون فاكرة تفاصيل وداعي لابويا او حتي اليوم او التاريخ كأي حدث تاني
بس للدرجه دي محستش ان وجوده او غيابه شي يستدعي اني افتكره ؟؟
ليه افتكر تفاصيل لقاء بارد بالشكل ده ؟؟
كنت لسه لغايت الوقت ده مستمرة علي مشاهدة حاجات بضر وبضيع وقت وخلاص
و ايام بتعدي ومحتكش بقاسم تاني يمكن لاني بسمع انه بيجي متاخر بعد ما انام وطول اليوم في معمله وبسمع انه بيكبر
كنت كل يوم بفتكر حضنه وانا حاسة اني عايزه اكررها مرة تانية بس كنت بلوم نفسي اووي، وكنت لسه مصممة بسذاجتي اني بقيت مجنونه
بسبب اللي بشوفه معترفتش انه حب زي ما سارة بتقول
هو أساسا انا مكنتش أعرف معني الحب
بس فيه حاجة كانت مخلياني استغرب
ازاي كنت بعصي ربنا يوميًا وبعمل ذنب زي ده ويكرمني، بعد كل نتيجة ليا بتقدير كنت بخاف وبحس ان هتحصل حاجة تعاقبني علي اللي بعمله مكنتش عارفة يعني ايه رحمة ربنا ...
______________________
لم يحدث اي إختلاف يمكننا الحديث عنه في حياة اي شخص، نحن في شهر يناير من عام 2017
وانتهت هدير من امتحانات النصف الدراسي الاول من السنة الرايعة ليفصلها عن تخرجها ثلاث اشهر فقط ..
ومازالت شخصيتها لم تتغير
سوي ان تلك الفوبيا اختفت مع الوقت رُبما اصبح خوف داخلي وقلق بسيط ولكنه قل عن الماضي
عادت اليوم الي منزلها بعد ان تركت سارة أمام بيتها
وجلست بجانب هاجر التي ترقرقت الدموع في عينيها فشعرت وكأن السنين قد مرت بسرعة رهيبة
- مش مصدقه كلها شهور وتتخرجي ان شاء الله، فرحتي بيكي قد الدنيا، منتظرة اليوم اللي اشوفك واقفه علي رجلك وليكي كيان، وتكوني معاكي شخص بيحبك وأكون مطمنه عليكي من بعدي
- ربنا يخليكي يارب ليا ويطول في عمرك انا فرحتي في وجودك
هاجر أردفت قائلة بفخر وكأنها ابنتها حقا
- انتِ أعظم إنجاز في حياتي وعايزة افتخر دايما أنك تربيتي
هدير بابتسامة وكأنها شعرت بالذنب فهي تري ان تربية هاجر لها لا تستحق ان تكون بهذا السوء والعار
- انا فخوره انك انتِ امي وادعيلي اخلص السنة دي علي خير زي اللي قبلها
- باذن الله اعتقد جه الوقت اللي اكلمك في الموضوع اللي كنت متأخرة اني افاتحك فيه
هدير أردفت باستغراب والفضول يأكل احشائها
- موضوع ايه ده
هاجر تحدثت باريحية وابتسامة فهي وجدت الفرصة سانحة الآن
- جايلك عريس
هدير أردفت بنبرة متأففة عاقدة ساعديها
- هو ام محمد رجعت تنزل تاني وله ايه
هاجر قرصتها بخفة من وجنتيها ثم أردفت قائلة
- لا ملوش علاقة بيها ولا تعرف حاجة، ده جاي من طرفك انتِ وانا متأكدة ان قولك لا هيكون صعب المرة دي
هدير رفعت حاجبيها وتحدثت باستغراب
- طرفي انا ؟؟ ده مين ده انا معرفش حد
هاجر أجابت بنبرة هادئة لتفجر القنبلة المنتظرة
- قاسم
هدير بعدم استيعاب فهي لا تعرف قاسم غيره وسيطرت عليها البلاهة ان عمتها ستقول شيئا آخر عنه
- ماله ؟؟
- قاسم اتقدم ليكي وطلب ايديكي
كانت هدير تشعر ان جميع حواسها قد فُقدت في تلك اللحظة فهي تشعر ان ما سمعته خطأ او حتي ان عمتها تقصد قاسم اخر
غير الذي تعرفه فهل قاسم طلب يديها وتقدم لها حقا فلا توجد خلية بها تشعر بأن هذا الشي صحيح ولم تكن تشعر بأي شيء سوي تلك النبضات التي تنبض في قلبها بعنف شديد وكأنها تدق في جميع أنحاء جسدها وليس قلبها فقط ..
هدير مازالت غير مستوعبة فأردفت قائلة بعد دقائق من صمتها
- قاسم مين ؟
هاجر حاولت ان تتحدث بهدوء فهي كانت تعرف رد فعلها
- انتِ تعرفي كام قاسم يا هدير في ايه مالك صحصحي كده
هدير أردفت ومازالت رافضة وغير مستوعبة لما تسمعه
- اكيد تقصدي قاسم تاني صح ؟
- انتِ اتهبلتي يا هدير
هو قاسم واحد بس اللي طول عمره قدامك، قاسم طلب ايدك ولو انتِ موافقة هو مستعد يتقدم لحسني وابوكي
هدير لم تكن بحالة تسمح لها بأن تستوعب شيء، من الممكن ان يشعر هو ويتأكد من مشاعره وأي شخص يمكنه بأن يشعر أحد بتلك الجاذبية والكيمياء التي تتواجد بينهم
ولكنها هي الوحيدة التي تغرق في عُقدها، هل ستقول لقاسم انها تتحدث مع العديد من الرجال يوميا بأبشع من يمكن تقوله المراة لشخص غير زوجها
هل قاسم سيريد الزواج منها اذا علم ما تشاهده وما اصبحت تتراسل به .
( علي لسان هدير )
محكمتش مشاعري من ناحيته اخوه وله لا ؟!!
كل اللي خوفت منه انه يعرف حاجه زي دي حتي لما حضنته ساعتها مخفتش من نظرته ليا قد دلوقتي
حسيت اني بعمل اللي اي واحدة في الشارع ممكن تعمله خوفت اوي وحسيت بشعورين مختلفين تماما قلبي فرح اوي ان قاسم عايز يكون ليه رابط تاني بيا
والشعور التاني هل قاسم بيفكر فيا بالطريقة الشهوانية دي ؟؟
اكتشفت بعدها اني زودت العُقد عُقده جديدة لان اللي بشوفه بيصور العلاقة في مخي بين الرجل و المراه بشكل سي وعنيف ومؤذي و ان حسيت ان كل الناس بتفكر كده خوفت من نفسي و من اللي وصلتله وقتها
حاسه اني بقيت مُعقدة تماما و شايفه ان الجواز ده مجرد فيديوهات مقرفة وبس
مفقتش الا علي صوت عمتي .
أردفت هاجر بقلق من صمتها وشرودها الذي طال هذه المرة
- مالك يا هدير ساكته ليه ؟!
هدير أردفت قائلة بصدق
- مش مستوعبة
تنهدت هاجر وتحدثت وهي تربط علي كتفيها
- موضوع انكم اخوات يا بنتي ده كان زمان، لازم تفهمي ان طلب قاسم طلب طبيعي
انتِ مش ملزمة بالقبول ولا بالرفض دي حياتك بس انتِ محتاجه تفكري بعقل اكتر، انا مش هعيش لكي العمر كله
انا كنت معاكي ومقدرتش اكسر وحدتك ما بالك لما
تعيشي لوحدك، افقدي الامل في ابوكي وفي حسني
ثم أردفت هاجر قائلة بعد ان تنهدت وابتلعت ريقها
- المفروض تختاري واحد تحسي بالأمان معاه، ويتقي ربنا فيكي والأهم تكوني متقبلاه كزوج برضو ومتقبلاه نفسيا
محدش هيحبلك الخير قد، لو عايزة رأيي
مش شايفه ان قاسم شخص يترفض لو هقارنه باي صفة المفروض تكون في راجل تكملي معاه حياتك
الا لو انتِ مش متقبله ان تربطكم علاقة تانية مختلفة تماما عن مفهومها القديم انكم
- مش عارفه يا عمتو سبيني افكر ..
___________
قاسم كان يجلس في معمله
وهو متوتر جدا كان يعلم ان ما قاله منذ شهور حينما ذهب مع هاجر الي المستشفي وعلم ان كل ما حدث كان بالخطأ بينها وبين حاله أخري في التقرير الطبي فقط
خطأ مطبعي نادر ان يحدث في مثل هذه الحالات لانها تحدث بدقة وعناية فتم تبديل الأسماء
ولكن من لا يُخطي ؟
وكأن الله يريد ان يمد في عمرها قليلا حتي لا يكسر ظهر هذه الفتاة لفترة من الزمن
وطلب منها قاسم يد هدير وقالها بشجاعة بعدما صلي اول استخارة
وحلم ذلك الحلم الذي جعله لا يتردد، فقاسم من الممكن ان يغير حياته بأكملها لأجل حلم فحلم يجعله يطمئن
غير ذلك الشعور الجميل الذي انتابه بعد الاستخارة، وكأنه تأكد أنه يريدها زوجة وليست مجرد شقيقة
يعلم كل العلم ان الطريق معها ليس بهين فتلك المعقدة لن توافق بسهولة، كان الفضول يقتله ليعلم رده فعلها
كانت الساعة الحادية بعد منتصف الليل والجو قارص البرودة، جاء كريم وعلم سر شرود صديقه وصمته، فقطع ذلك الهدوء والصمت قائلا
- انتَ قاعد بتهبب ايه هنا يا قاسم يعني خلاص عرفنا انك بتفكر بس ياله نروح بقا
تمتم قاسم بملل ولا مبالاة
- مش عايز اروح دلوقتي
كريم أردف قائلا بسخرية ومرح كعادته
- هو لو روحت البيت زي الناس حبل افكارك هيتقطع الجو تلج وعماله تمطر برا ياله يا بابا
قاسم أردف قائلا بقلق
- خليها تمطر يا كريم بس انا مش مطمن
- ليه يا بومه ؟؟ ليه يا فقررر ؟؟
قاسم أردف قائلا بانزعاج فهو يعلم انها لن توافق فقلبه يخبره بذلك
- انا حاسس ان كان لازم اكلم هدير في الاول صح قبل ما تعرف من عمتها
كريم خبط جبهته قائلا بمرح وجدية في أنن واحد
- لا مش صح يا فقررر
لازم تفكر بعيد عن اي ضغط منك ومن غير ما تشوفك مع اني متاكد انك المفروض كنت كتبت من سنين طويله ويكون معاكم كريم الصغير
قاسم أردف قائلا حينما تذكر ان كريم لاول مرة يأتي هنا في ذلك الوقت وهو لم يدعوه
- هو انتَ ايه اللي جابك هنا صح
- كنت قاعد مع واحد صاحبي علي القهوة وقريب من هنا فقولت اكسب فيك ثواب لما عرفت انك قاعد اطي اشوفك واهرب من هرمونات الحمل اللي بقت في ليفل عالي
فضحك قاسم وحاول ان يخرج من تلك الحالة التي اصابته وتفكيره بها وبرده فعلها، فهو يخاف من ان يخسرها الي الأبد
فهو قد لغي اي علاقه تسمي اخوه بذلك الطلب سواء كانت اجابته بالرفض او القبول
كريم أردف قائلا بمرح واتبعه بتساؤل
- اضحك ما انا كنت بضحك زيك برضو
هي صحيح عمتها قالتلك ايه في التليفون
- قالت المتوقع بالنسبالي انها اتصدمت وشايفه انها عايزه وقت تفكر وعمتها عايزاني استني لغايت ما تخلص خالص الكلية علشان تفكر براحتها
كريم أردف قائلا وهو يتخيل جنان زوجته أثناء فترة الحمل واكتئاب صديقه وذلك الجنان الذي سيصيبه حتي يعلم رد هدير
- لو هتستني الترم التاني يخلص صدقني انا مش هستحملك انتَ والحمل
ثم تحدث كريم بجدية
- بس صدق هي عندها حق لازم تسبها تفكر كويس وتراجع نفسها
المهم انتَ اخيرا فهمت انتَ عايز ايه وهي من حقها تفهم برضو هي عايزة ايه بعيدا عن الماضي وغلطاته وسذاجته ولوحدها من غير تاثير منك
قاسم أردف قائلا بصدق ولاول مره تخرج منه صريحة بهذا القدر
- مفهمتش غير اني حبيتها وحبيت عالمها الصغير اللي كان انا بس فيه واجباري عليها لانها مش لاقيه بديل
وعايز اكون انا من عالم كبير تختاره بإرادتها ..
____________م انتَ اخيرا فهمت انتَ عايز ايه وهي من حقها تفهم برضو هي عايزة ايه بعيدا عن الماضي وغلطاته وسذاجته ولوحدها من غير تاثير منك
قاسم أردف قائلا بصدق ولاول مره تخرج منه صريحة بهذا القدر
- مفهمتش غير اني حبيتها وحبيت عالمها الصغير اللي كان انا بس فيه واجباري عليها لانها مش لاقيه بديل
وعايز اكون انا من عالم كبير تختاره بإرادتها ..
