أخر الاخبار

رواية دموع العاشقين الفصل السادس عشر 16والسابع عشر17 بقلم ندي ممدوح

         

رواية دموع العاشقين

الفصل السادس عشر 16 والسابع عشر

 بقلم ندي ممدوح 


وصلت ورد بالمكان المحدد كان مكان فارغ لا يوجد به أحد ولا تدب به حياة أنتاب القلق قلب عمرو الذى لا يدر ما تفعله بذاك المكان... رآها تترجل من السيارة تسير بوئيده وخوف أحسه وهي تلتفت يمنى ويسر وجسدها يرتعش برعدة قوية ممسكه بالحقيبة بيدين مرتجفه ولكن على بغتها منها حصل شئ غير متوقع لتقع أرضاً صارخه صرخه قوية رجت المكان رجاً. 

جاءت سيارة مسرعه بلمح البصر لم تدر كيف مرآت ليسحب أحداً ما من النافذة الشنطه وتقع هي أرضاً صارخه. 

أتسعت أعين عمرو بنفضة رجته وهو يترجل من سيارته ركضاً إليها 

يكاد يقسم أن قلبه توقف حينما رآها تقع هرع إليها ، كانت تحاول استيعاب ما حصل ، فما ان وقعت عيناها على عمرو الذي يصيح بها ولكنها لا تنتبه لكلماته نطقت باسماً جعل قلبه يرفرق گ الذبيح "خددددديجه" 

علت وجهه الصدمه ونظر لها بنظره يفعمها الرعب والفزع وتملك قلبه الزعر وهمس بنبرة ثقيله :-

خديجه مالها هي فين انتِ بتكدبي عليا صح أنا حاسس. 

هزها بعنف :- 

انطقي بتعملي ايه في المكان المقطوع ده. 

أجهشت بالبكاء بقلباً أضنته الندوب انعقد لسانها بغصه مريرة فلم تستطع النطق وتحاشت النظر له. 

صرخ بوجهها وهو يهزها مرة آخرى.:-

فين بنتييي بنتي فين. 

أرتجفت وارتعدت وبتلعثم همست :-

معرفش معرفش هي فين كل اللي أعرفه انها عايشه مش هتسبني. 

لجمته الصدمه فتسمر موضعه لا يتزحزح ولا يرمش له جفن لا يحيد نظره عنها أعترته الصدمه يحاول استيعاب ما لفظت به مراراً وتكراراً وطفق عقله يصول ويجول وهو يعيد آخر كم لقاء بينهما كانت نحيلا شاحبة الوجه وهنه حزينه يتملكها الشجن تتلعثم أن جاء احد بإسم خديجة لا هي بخير طفلته بخير حصارتة الأحزان ليقول بأعين زائغه :- 

يعني ايه أنا بنتي فين. 

وضعت رأسها بين راحتيها بغماً وهم وقصت علية منذ علمها بإختطاف خديجه إلى وقتها ذاك. 

صاح گ المجنون بعد أن صمت ملياً بتفكير :-

كل دا حصل لبنتي ولسه فاكره تقوليلي امال كنتِ هتقوليلي أمتى لما تموت ؟ 

علا صوت نحيبها جعله يبلع كلامه ، دقق النظر بقسمات وجهها الهزيله الخائفه ليجذبها بصدره معتصرها بداخله. 

# هاااا عملتي اللي في بالك وسكتي ارتحتي دلوقتي لما مقولتيش لحد!!!؟

أتسعت أعين ورد وعمرو من صوت لمار الصارخ فرفعت رأسها تقابل عيناه كأنها تتسأل ما استمعت إليه حقيقه أم ماذا ؟ 

ليفهم ما تعنيه ليؤما بعينيها ، كادت بوشك الألتفاف لتجذبها لمار من يدها بقوه قاذفه لها الحقيبه لتتلقفها ورد بكفيها صاحت لمار بها بصوتاً عال ونظرة حده يفعمها القلق والخوف :-

أاااايه كنتِ متوقعه ايه لما تسلميهم الفلوس انهم هيدوكِ بنتك مثلاً ؟ 

بنظرات ذو هالة مخيفه من الغضب والنيران أشارة لها بسبابتها وهي تصيح :-

لو قولتيلي من اول ما اتخطفتت مكنش كل دا حصل ؟ 

كاننننت بينا دلوقتي لو فضلت عايشه معانا مكنش كل دا حصل ودلوقتي لو حصل لخديجه حاجه أنتِ المسؤله مفيش غيررررك. 

ساد الصمت بينهم تحاول أن تدرك ورد ما الذي تتهمها به ولكن مهلاً هذه ليست لمار أنه الخوف الناطق أنها تخشى الفقد مرة آخري ان تداهمها الأحزان أكثر من ذى قبل إذاً. 

أقتربت ورد تجاهها دون كلام وجذبتها لحضنها مربته على ظهرها باكيه وهمست بتثاقل :-

خديجه هترجع لينا متقلقيش أنا مطمنه انك هترجعيها و واثقه أن ربنا مش هيردني خائبه اليدين هيردهلنا و اوعدك مش هنفارق وهنعيش معاكِ. 


🌱"اللهم قني شح نفسي واجعلني من المفلحين"🌱


عبأ الحزن الأفاق أصبح الدار كائيًبا للغايه يفعمه الحزن والهم. 

جلسا الجميع بقلق وكلاً منهم منشغل الذهن بـ خديجه. 

تجلس لمار تهز قدميها تخفض الطرف 

عاتب الجميع ورد واخذا منها موقف لم يحادثها احد حتى لمار من بعد عودتهم ، لا تحرك عينيها عنها تبكِ بحرقة ، لاحظت أسماء نظراتها للمار وبكاءها الصامت أحست أنها بحاجه لحضناً ما لتخرج ما بجعيتها لتريح فؤدها قليلاً أتجهت وجلست بجانبها وضمتها بحنان لصدرها وهتفت بنبرة حزينه قلقه :-

هتبقي كويسه متنسيش خديجه قوية والله وهترجع فـ أطمني لأني مطمنها وقلبي حاسس أنها بخير ، يمكن عمتي بس بتلوم نفسها عشان زعلتك لكن هي مستحيل تزعل من بنتها ومتنسيش أن خديجه دي عوض فاطمه ليها. 

أنكبت ورد بحضنها تبكي بحرقه بقلباً أصبح قبر حالك السواد مظلم يشتاق ويحن لكوكبه ونجومه لتضيئه وتعيد له الأمان والنور. 

وقف يوسف ببغته ينظر حوله ثم قال بسخريه :-

يعني خديجه اتخطفت طول الوقت دا واحنا موجودين كأننا مش موجودين وأنتِ تخبي طب كويس والله. 

رمقته ورد بنظرة ألم همت بالحديث ليشير لها قائلاً :-

متتكلميش الغلط مني كان لازم انتبه للكل. 

يجلس عمرو واضعاً رأسه بكفيه وثب واقفاً مغادراً من امامهم للخارج ليلحق به حذيفه باشارة من حامد. 

نظر يوسف لصديقه نظره ذات معنى ليلحق به ويغادرون... دقائق ونهضت لمار دون حرف مشيرة لـ ياسين وعثمان بحده :-

وراياااا. 

لم يعتادا لمناقشتها فكان يجب عليهم تلبية طلبها دون استفسار.

كادا على وشك الخروج ليقفا الشباب متراجعين ناحية ورد جلس عثمان بجانبها و وقف ياسين أمامها قائلاً بصدق :-

سامحيني أنا سمعت صوتها ب.......

قاطعته ورد وهي تلتفت له بعفوية بأعين ضاحكه وهتفت :-

سمعت صوتها فين ؟ أنا أنا بنتي عايشه ؟ عايشه صح ؟!

فاضت عينيها بالدمع ليبادر عثمان قائلاً :-

لما كنت بنقذ مكه وكنا خرجين سمعت صوتها بتناديني بس صدقيني دورت في المكان كله مكنتش بينهم نهائى ولا لمحتها ظنيت إني بتخيل.

نكس رأسه بحزن لتداهمه جحافل من الذكريات مع خديجه حبيبته الصغيره و وجهها الباسم الضحوك وأعينها التى تسطع بالبهجه أغمض جفنيه يخشى فقدانها مجرد التفكير بخسارتها تؤلم قلبه للغايه كأن هناك من ينزعه.

علت البسمه وجه ورد وهي تقول.:-

يعني هي عايشه "وضعت يدها على موضع فؤادها" الحمد لله يا رب أنا متأكدة أنها هترجع يارررب رجعهالي بخير.

قاطعها ياسين بنبرة أضنتها الوجع :-

وانا كمان سمعتها بس افتكرت اني متخيل عشان وحشتني.

بس أوعدك هترجع حتى لو هضحي بروحي إلا خديجه.

ابتسمت له ورد باكية ، رحلوا الشباب بعدما طمئنوها ليضموها الفتيات جميعهم مجهشون بالبكاء معها 


🌼"اللهم آتنا في الدنيا حسنة،وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"🌼


كان الوقت قبيل غروب الشمس حينما ولجت لمار بغضب هادر يشعل بمقلتيها لأحدى الفيلات ومعها قوة من العساكر وياسين وعثمان. 

وقف رجلاً كبير بالعمر وقبل ان يصيح بها بادرت لمار قائله :-

فتشوا الفيلا كويس وأياكم تسيبوا شبر حتي "صاحت مناديه لعثمان وهي تشير له" أنت خد دا وياسين دا يلا بسررررعه. 

قالتها وهي تشير لهم يمني ويسر وعادة نظرها لذاك الرجل بنوبة غضب شديدة دون كلمه ولكن كانت عينيها كفيله لتميته وتبث الرعب بأوردته. 

أقترب منها بغموض عينيها مليئة بالإنفعال :-

في ايه وازاااي تدخلي بيتي كدا أنتِ مش عارفه أنا مين ؟ 

أبتسم لمار ببرود تام وسخريه وتوجهت لمكتبه وهو خلفه أخذت تبحث بكل ركن به وبالأورق وهمست ساخرة :-

لا عارفه طبعاً يا سليم بيه هو حد ما يعرفكش ؟! 

وتأكد ان نهايتك وحبل المشنقه على أيدي !!!

ودلوقتي فين الأطفال..

صرخت به بعصبيه ونرفزه ونظرات مفعمه بالغضب.

هز رأسه متسائلاً :- 

أطفال أيه أنتِ ازاي تداهمي بيتي كدا ؟ 

معاكِ أذن من النيابه ؟!

ظهرت أبتسامة ساخره على قسمات وجهها وهي تقترب منه حتي وقفت أمام وجهها قائله بفحيح :-

بنتي فين خديجه فين ؟

أبتلع ريقه بخوف والرعب سرى بأوردته وأوصاله وهمس بغضب :-

خديجه مين دي ؟ وانا اعرف منين هي فين ؟

أبتسمت لمار ببرود وتوجهت لخارج المكتب :-

كله هيبان دلوقتي يا باشا لما رجالتي يبجوا العيال.

أبتسم بمكر وهو يخرج بعدها ويقول :-

دورواااا براحتكم واللي تلاقوه طلعوه.

وجلس على اقرب مقعد بكبرياء.

لحظات وخرج عثمان خلفه القوة التي أصتفوا بجانب بعضهم لتنظر له لمار بإهتمام ، ليقول عثمان بأسف وهو يهز رأسه :-

ملقناش حاجة يا فندم !

نظرة له لمار بألم ودقات قلبها تتسارع خوفاً حتى كاد ان ينخلع ولكن امل تسلل لفؤاده حينما حرج ياسين صائحاً :-

ملقناش حاجة يا فندم.!

أتسعت أعين لمار بهاله مخيفه للغايه وهي تصيح بهم وفؤادها ينخلع من موضعه :-

يعني أيه مفيش حاجه ؟ انتوا دورتوا كويس....

قاطعتها ضحكات سليم وهو يتوجه نحوها و وقف أمامها هامساً :-

كان لازم تفكري مليون مرة قبل ما ادهمي بيتي ولأني أحسن منك هسيبك بس نصيحه دوري في مكان غير دا مش بيتي ودلوقتي اتفضلوا.

اشارة لمار للشباب بالخروج لينصاعوا فوراً استدارت برأسها له ببسمه بارده وهتفت :-

بس مش معني كدا أنك تمام طالما لمار حطط عينها عليك يبقي اتاكد أنها هتعمل المستحيل عشان تقضي عليك.

غمزة لة بمكر وغموض واستدارت مغادرة وقفت على أسكفة الباب مستديره له برأسها وأشارة بأناملها على عينها ثم اشارة له وغادرة بهيبه مخيفه 


🌻"اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والهرم، والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات"🌻


أعد عبد الله أكواباً من الشاي للرجال الذين بصحبته يستعدون حتى يذهبوا بالأطفال للطريق الذي سيسافرون به عن طريق البحار. 

احتسوا جميعهم الشاي ونقلوا الأطفال بالسيارات التى ستنقلهم قريباً من موقع التسليم كان نصف الرجال فقط أما البعض منهم ما زال لم ياتوا بعد. 

دقائق و وقع الجميع مغمياً عليه بسبب المنوم الذي وضعه عبد الله.

ليبتسم وهو يبصق عليهم وهتف بسخط :- 

يا كلاب بتضيعوا آخرتكم عشان كام قرش "ثم صمت ملياً بحزن بدا بتفكير وأكمل قائلاً" 

قال يعنى مكنتش هعمل زيهم "رفع بصره للسماء" الحمد لله 

من غير خديجه كنت هفضل طول عمري شايل هم كبير وذنب مستحيل يتغفر الحمد لله يارب اشكرك وأحمد فضلك. 

ابتسم وهو يزيح دموعه التي خانته وهوت واحدة تلو الآخرى. 

أسرع ركضاً للداخل شبه راكضاً . 

فتح السيارة المحمله بالأطفال واشار بيده لهم للنزول :-

يلا بسرررعه تحركوا. 

مد يده لـ خديجه :- هاااتي ايدك يا خديجه. 

يلا مفيش وقت كلة ينزل ؟! 

أصتفوا الاطفال حوله بهلع يهشم قلوبهم نظر له عبد الله ولم يدر ماذا يفعل ولماذا الشرطه لم تأتي بعد !؟ 

حاول فتح بعد السيارات التي بداخلها فتيات فلم يستطع فهو استطاع أخذ مفتاح للسيارة التى بها خديجه فقط.. 

شعر بالتوهان لن يستطع تحريرهم او تركهم إذاً ماذا عليه فعله. 

صوت سيارات آتية جعله يتسمر موضعه بفزع وقلبه يكاد يتوقف من فرط الخوف على هؤلاء الأطفال. 

نقل الأطفال لعربية آخرى قد جاء بها قبلاً سرعان ما أنطلق بسرعه. 

لحظات و وجد سيارات كثيرة تأتي خلفه بقوة حاول تشتتيت أنتباهم ولكنه محاصرينه. 

على الجانب الآخر بعد أن رحل عبد الله داهمت لمار على المكان الذى قد وصل إليه من كان يجب ان ينقل البنات وسيسافر بهن تبادلوا أطلاق النار الذي اصبح ك المطر يقع من الجانبيين رجالاً كثيرة مصرعين في بحراً من الدماء. 

استطاعت لمار بمهارة محاصرتهم فقد كانت گ المغوار تزأر لهم زئير الأسد من أجل طفلتها كانت لا ترحم أياً منهم. 

ركضت لأقرب سيارة اوالتى كانت محمله بأجهزة طبيه والبنات خلفها أخذت تخرجهم جميعاً بلهفه عينيه تدور وتبحث عن طفلتها. 

حذا ياسين وعثمان وعمرو الذى اثر على مصاحبتهم حذوها. 

خاب آملهم حينما لم يجدوها ولكن ترقع يوسف اصابعه بعد تفكير هامساً بصدق :-

في عربيه متفرغه معني كدا ان الشخص اللي وصلنا المعلومات دي هربهم. 

# او خاطفهم ؟! 

همس بها بلال مفكراً. 

ليرمقه حامد بسخريه قائلاً :- 

ولو عايز يخطفهم هيرن يبلغ ليه؟! 

همس يوسف بصدق :-

يجوز كان خايف اننا منوصلش في الوقت المناسب وعشان كدا ساعد على قدر ما يقدر بتهريبهم خاصة ان بعض الرجاله شاربين منوم. 

هزت لمار رأسه تأيده. 

ليسرع يوسف قائلاً :-

ودا يعني أننا لازم نبحث عنه لان ممكن بردوا يكونوا ملحقينه. 

أمرت لمار أنس وبلال بالعودة إلا ان أبى عثمان وياسين بشدة بدون العودة بلى خديجه. 

ظل عبد الله يقود دون وجهه بالطرقات حتى وقف بطريق به ناس بعد الشيء فتح السيارة وصاح بالأطفال :-

أنا لازم اسيبكم هنا هما هيفضلوا يلاحقونا "اشار على شارع حانبي" أأقفوا هنا لو فضلت عايش هرجعلكم لو مرجعتش "نظر لـ خديجه" وقفي اي حد بس مش اي حد وخلاص والله ما عارف يا بنتي بس اهم حاجه تروحوا للشرطه. 

هم بإن يصعد السيارة مرة أخرى ، ولكن يداً تعلقت به منعته من التقدم لينزل عينه على خديجه التى ملأتها الدموع لتهمس خديجه وهي ترفع رأسها له بدموع لاحصى لها :-

أنت هترجع يا عمو ؟ انا هشوف تاني ؟ 

نظر لها نظرة لن تنسى مهما حيت هبط لمستواها وعيناه تذرف الدمع وضمها لصدره بحنان اب مجهشاً بالبكاء ممتناً لتلك الصغيرة ولكنها ابعد ما تكون عن صفة الصغار فتلك الفتاة الذى عقلها يكبر سنها برجاحته أهدته لطريق النور وأنتشلته من الضلال لقد انارت حياته واخذت بيده لطريق الهداية واظهرت له ان الحياة تلك لا تعنى شيء وهو فقط عليها ك غريب او عابر سبيل كان مقدماً بطريق لهلاك أخرته وذنوباً لا حصى لها وقتل ارواحاً بريئه فـ بلحظه جاءت هي كنسمة ريح عطره تحمله من الضياع لتضعه بطريقاً يتمني به مغفرتاً من الغفور الرحيم.

أبتعد عنها وهو يزيح دموعه التى كلما ازاحها انسدلت بغزاره :-

تعرفي يا خديجه أنتِ بنتي اللي مخلفتهاش انا ممنون ليكِ بحياتي بس انتبهي على نفسك أنا لازم امشي قبل ما يلاحظوكم.

ركض متجهاً للناحيه الآخرى وصعد وقاد مسرعان.

دقائق يقود بهدوء لا اثر لهم ليخرج سيارات بوجهه محاوطينه من كل جنب..

وعلى بغته هجموا عليه واطرحوه أرضاً واقترب سليم منه ودفعه بقدمه في معدته وصاح :-

بقى بتبلغ عني يا كلب ليه ؟ فلوووس واديتك قولت علاج بيتك دخلتهالك اكبر مستشفى وفي الآخر دا جزاتي...

سعال مصحوباً بدم كل ما صدر منه.

لمح عبد الله خديجه تختبئ خلف السيارة فـ بدا له انها صعدت معه دون ان يرآها حملق بها بخوف وهو يطرف عينيه عدة مرات بوهن شديد.

أشار لها بعينه ان ترحل ، إلا انها كانت تهز رأسها بنفى وشلالاً من الدموع ينهمر على وجنتيها بقلباً موجوعاً يدق بـ ألماً لألمه نبض كأنه الخناحر تنغرس بها بلا هوادة.

لاحظ سليم نظراته واشاراته ليلتفت للخلف ليشير لها عبد الله بنظرة أصرار يفعمها الترجي بالذهاب لتركض خديجه قبل ان يرآها توشك على السقوط مراراً لهالة الغشاوة من الدموع التي تحجب رؤياها...


💮"اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء"💮


وقف صائحاً بمن أمامه مطأطأ الرأس :-

يعني ايه الصفقه اتلغت؟ انت عارف شركتنا لو فضلت على الحال دا ايه هيحصلها هنفلس. 

قال الاخر دون ان يرفع رأسه :-

استاذ زين أنا بعمل اللي بقدر عليه ولكن ان شاء الله هطمنك وابشرك. 

أؤمأ زين وهو يكبح غضبه بشتى الطرق وقال بهدوء جاهد ليبدوا كذلك :

ان شاء الله خير روح انت دلوقتي وبكرا هتتحل. 

خرج الشاب بينما جمع هو ملفاته وجذب مفاتيحه وهاتفه وغادر. 

وقف أمام أسكفة الشركه لدقائق ثم أقترب ليضع الملفات بالسيارة وتوجه لسوبر ماركت قريب وجلب علبة سجائر وقف شاعلاً واحده منثفاً دخانها بتنهيدة حيرة وقلق وتفكير.

صوت شهقات جعله يسترق السمع ليعلم مصدره من أين يأتي ألقي سجارته وسحقها بقدمه سار ذهاباً واياباً يلتفت لمصدر الصوت.

وقف قريباً من الصوت لكنه لم يبصر أحد ليصيح بصوتاً عال :-

في حد هنا ؟

صمت قليلاً فتوقف صوت البكاء ليتابع قائلاً :-

مين بيبكِ حد محتاج مساعدة مين ؟

تابع السير قدماً وهو يدقق النظر بعينه لكنه لم يرى أحد ولم يستمع الصوت هز منكبيه وعاد ادراجه لسيارته وهو يخلع جاكت بدلته ، فتح باب سيارته وألقى الجاكت على المقعد المجاور وجلس امام عجلة القيادة ليشغل السيارة مصدراً صوتً قوياً هم بالأنطلاق ليبصر بالمرآه طفله صغيرة ترتجف تخرج من احد الأورقه الأزقه دقق النظر بها كانت تبكي يديها ترتعشان وجسدها يرتجف برعده قويه ودموع تنسدل بغزاره محجبه ترتدي اسدال ، نظرته تحولت لتعجب مفعمه بالدهشه عاد فتح الباب وترجل بهدوء همت هي بالأختباء ليركض هو ويلحق بها ممسكاً بمرفقها همس ضاحكاً :-

هو انا عفريت بتجري مني ؟

حاولت نزع يديه وهي تغض الطرف ليثبتها هو ممسكاً بمنكبيه ويهبط بمستواها هامساً بحنان :-

ممكن اعرف القمر دا بيبكِ ليه ؟

زاد نحيبها ليتنهد بصوتاً مسموع وقال :-

طب ممكن أعرف فين ماما او بابا أو أنتِ بتعملي ايه لوحدك.

أجهشت بالبكاء أكثر ليدري الآن أن هناك امراً وأنها مفقودة همس وهو يزفر :-

طيب ممكن توقفي عياط عشان افهم منك في أيه وهوصلك عند بابا وماما.

لم تجيبه سوا دموعها فقط ، جالت عيناه المكان ليتنهد بضيق لبكاءها ويقف مغادراً.

ذاد بكاء خديجة ثوانً وعاد هو ومعه زوجاجة مياه ناولها لها قائلا :-

ممكن تشربي طيب وتهدي كدا.

أخذت من الماء لترتوي واعادتها له ليملأ كفه غسلاً وجهها وابتسم لها قائلاً :-

فهميني بقا ومتخافيش مني مش هأزيكِ هساعدك بس قوليلي أنتِ منين.

صمتت خديجه وهي تنظر له بتفكير لا تدري بما تجيبه فهي لا تدري المنطقه التي يسكنونه بها بماذا تسمى.

زفر بملل قائلاً :-

علي الأقل ردي عليا علشان اقدر أساعدك كدا مش هعرف ارجعك.

فاضت مقلتيها البريئتان بالدمع وهي تنظر له بأسى ليقول هو بنفاذ صبر :-

والله مهأزيكِ انا حابب اساعدك صدقيني بس قوليلي أنتِ منين او اسم بابا حتى واهدي بلاش عياااط.

همست بصوتاً خافت :- 

عمررو.

تطلع لها بتعجب وقطب حاجبيه سائلا :-

عمرو مين ؟

همست خديجه بهدوء :-

بابا أسمه عمرو وماما ورد وخالته لمار.

ضحك لبرئتها قائلاً وهو يجلس على الأرض غير عائب ببدلته الباهظه :-

اوك ودلوقتي توهتي ازاي ولا ازاي سبوكِ كدا.

جلست بجانبه وهمهمت قائله :- 

انا مش توهت في ناس وحشه خدوني "أختنق صوته بالبكاء بوجع وهي تقول :-

وعمو عبد الله الحلو ضربوووه اأنا

بإهتمام تطلع بها دون فهم وهمس متسائلاً :-

بمعنى أنك كنتِ مخطوفه وفي حد ساعدك وهو ساعدك فعلاً بس مسكوه صح كدا.

أؤمأت خديجه مؤكده ليهمس بقلق :-

كانوا خاطفينك ليه طيب؟

ببراءة هزت خديجه منكبيه هاتفه وهي تنظر له :-

معرفش ، أنا كان فيه أطفال كتيير.

# دي عصابه بقا ؟

قالها بإهتمام جلي لتهز هي منكبيه دون علم لذلك.

هتف وهو ينهض :- 

طب قومي يلا.

تطلعت به بأعين خائفه يفعمها الرعب أستشعر خوفها ليهمس بحنان:-

قومي تعالي معايا البيت عندي لحد ما اقدر اوصل لأهلك مهو مينفعش تفضلي هنا لوحدك ممكن يلاقوكِ وممكن ولاد الحرام تستغلك ومتلقيش حد كويس زيي مش كل مرة تسلم الجره.

ضحكة خديجه لأخر جمله نطق بها وهزت رأسها :-

لا روح أنت انا هستني اكيد خالتوا لمار هتيجي.

نطق بإصرار يحاول ثنيها :-

وافتراض مجتش وحد خدك ؟ قومي معايا ومتخافيش عندي اختين في البيت مش هتكوني لوحدك.

نهضت قائلة ببراءة:-

و ماما وبابا مفيش.

همس بألم شديد :-

لا توفوا الله يرحمهم هز راسه مشيراً للسيارة :-

يلا بينا.

ظلت متسمرة مكانها تفكر لتعزم امرها بالمضي قدماً معه.

صعدت بجواره بصمت تام وحياء وقاد هو مندفعاً لداره ، دقائق كان الصمت يخيم عليهم حتى وقف أخيراً وركن سيارته وترجل منها دق قلبها بخوفاً وأدمعت عينيها تشتاق لوالدته ما ذاك العالم الذي اصبحت به فجأه دون أنذار أنه عالم مخيف كل شيء به غريب أين حضن والدته الذي كان هو وطنها وعالمها أين هم من كانوا محورها أشتاقت لهم إلي حد اللامعقول.

لم تشعر سوا حينما دلفت معه للداخل وصوت فتاه انتشلها من أفكارها تقول بصدمه :-

يخرب بيتك يا زين أنت طلعت للشركه رجعتلنا مخلف مين دي.

تقدمت من خديجه تفحصها بدقه وقالت بإنبهار واعجاب :-

بس ايه يا اد القمر دا ، دي بنتك ازاي انت مش قمر كدا!!

مع أنها طفله بس غريبه مش عارفه ليه.

هبطت قليلاً لمستواها وهمست :-

أنتِ اسمك أيه ؟

قال زين بغيظ من اخته :-

اسراء يا زفته قومي بطلى لماضه وخدي خديجه غيرليها لبسها انا بعت حد يجيبلها حاجه كدا واهتمي بيها.

صاحت بفرحه وهي تقفز :-

الله اسمك خديجه وكمان هتقعددددي معانااا هيييييييييح أخيراً حد يونسنا.

# فين سجى ؟؟

لفظ به زين متلهفاً مشتاقاً متسائلاً.

اوشكت ان تجيبه ليقاطعهم صوت اقدام تهبط الدرج قائله :-

انا هنا يا زين ، أنت جيت امتى ؟

أشرق وجهه مسروراً وطلت الفرحه من مقلتيه و وثب گ قلبه ما ان رآها وركض للدرج نحوها ممسكاً بكفها بحنان وللطف وقال :-

على مهلك.

همست هي برقه :-

مكنش في داعي انا عارفه الطريق .

صرخت منفعله ما ان حملها وهو يقول :- 

بما انك قولتي كدا يبقي اشيلك بقا.

ارتفعت صوت ضحكاتها ، لتشير اسراء لخديجه :-

شوفييي يا اختي الحب دا كله ليها ولا كاني انا كمان اخته.

لم تفارق البسمه وجه خديجه..

انزل زين سجى برفق وحنان وهمس وهو يتوجه للصعود :-

هطلع اخد دوش وانزل.

ظلت خديجه مكانها وجله خائفه لا تدري إلي اين سيأخذها القدر ولكنها اطمئنت لهؤلاء الاشخاص.

فاقت على صوت سجى قائله :-

هو مين هنا ؟

نظرة خديجه بعدم فهم لأسراء لتشير لها أسراء لعينيها أنها لا ترى لتشهق خديجه بصدمه أتلك افتاة الجميله لا ترى.

تقدمت سجى وهي تتلامس بيديها وتهمس :-

خديجه هي فين ؟

ركضت خدبجه نحوها ممسكه بكفها بحنان وهمست :-

انا هنا اهووو.

جلست سجى على ركبتيها امامها وقالت لها بحنان :-

متخافيش أنتِ معانا هنا في امان زين هيساعدك وهيلاقي أبوكِ ومامتك.

همست خديجه ببراءة :-

حاضر يا قمر.

همست سجى بحزن :-

قمررر ؟؟

همست خديجه بحنان وهي تقبلها من وجنتيها :-

اه أنتِ قمورة وانا حبيتك اوي.

همست سجى بألم يطل من شرفة عينيها:- 

ولا قمر ولا حاجه انا وحده عاميه حتى مش هقدر اشوفك.

هزت خديجه رأسها بجنون وهي تقول :-

مين قال كدا "مسكت كفيها لتقربهم من وجهها وهمست" 

اهووو شفيني وبدا كمان.

وضعت كفها الاخر على قلبها.

لتهمس سجى وهي تتلامسها :-

انتِ لابسه ايه؟

همست خديجه بحنان :-

دا حجاب.

# أنتِ محجبه بس انتِ لسه صغيرة؟

همست خديجه:- 

لا انا مش صغيرة.، صمتت ملياً وقالت :-

انا حبيتك اوووي.

قاطعتهم اسراء قائله :- 

لا بقا أنا كدا هغير منك وانا فين من الحب دا ؟

ضحكوا عليها وهبط زين فجلسوا جميعاً يأكلون أبت خديجه ولكن ظلت الفتيات تطعمها...


🌸"اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى"🌸


كأن الزمن توقف بحياة لمار والجميع واهمهم ورد وعمرو فحياتهم أصبحت ليست حياة حياه غريبه ليس بها روح يختنقون ولا يجدوا منفذ ولا من ينجدهم. 

لم يغمض لها جفن هي والشباب بالبحث عن خديجه لم تمل ولم تكل ساعات تذهب وساعات تجيء وهي تنطلق بالطرقات تسئل هذا وذاك ومهما اذداد تعبها هونته وهي ترى خديجه باسمه امامها فكل شيئاً يهون بسبيل اعادة خديجه. 

_ ام عند خديجه كانت تجلس مغمورة بالحزن أصبحت منطفئه حزينه ليست بها روحاً او حياة. 

حاولت ان تغمض جفنيها وتغفي قليلاً لكنها لم تستطع فكيف تنام بعيد عن والدتها ولمار والفتيات بكت بصمت وهي تدفن رأسها بالوسادة. 

أحست سجى بصوت نحيب خافت ياتي بجانبها لتعتدل جالسه متحسسها بيدها خديجه وهي تهمس بقلق :-

ديجا يا حبيبتي انتِ بتعيطي ليه ؟ 

هزت رأسها نفياً كانها ترآها وقالت بصوتاً مختنق :-

مليش أنا مش ببكي. 

تحسست وجهها ثم عينيها بإصابعها الرشيقه الرقيقه وهمست بحزن جلي :-

ازاي مش بتبكِ والدموع دي ايه؟ 

صمتت ملياً بتفكير وتخلل الحزن شغاف فؤادها واستطردت بوجع :- 

اتوحشتي ماما صح ؟ وهي كمان اكيد أتوحشتك بس الحاجه الحلوه أنك بخير وهترجعيلها قريب وهتشبعي منها. 

ابتسمت خديجه ونظرة أمل طلت من عينيها أحتلت سويداء قلبها. 

لتردف سجى بحزن :-

تعرفي أنا نفسي اكون في مكان كدا بس هرجع منه تاني لـ ماما بس دلوقتي مفيش ماما نهائي انا مش فاكره اي حاجه غير انهم ماتوا. 

أعتدلت خديجه مسنده على ركبتيها تقبل وجنتها وتضمها بذراعيها الصغيران وهمست :-

ربنا هيعوضك تيجي احكيلك قصة ؟ 

أؤمأت سجى مهلله بفرحه بوجهاً أشرق فرحا وسروراً. 

انفجرت أسارير خديجه وبرقت عينيها ببهجه وصاحت :-

هحكيلك عن بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترقبت سجى بأهتمام شديد تحسها على الحديث لتقول خديجة :-

كان بلال عبد حبشي اسود ولما أسلم عذبه المشركون فكانوا ينزعون الثياب من العبيد ويلقوهم أرضاً على رمال مكه والشمس الحارقه ويلبسوهم حديد وياتون بضع رجال بصخرة كبيرة ويضعوها عليهم وكانوا يلهبون ظهورهم بالسوط، ولكن بعض منهم مكنش بيستحمل التعذبب فكانوا يستجييوا لهم عن سب الدين ومحمد ، اما بلال مؤذن رسولنا لم يضعف ولم يثلج قلوبهم باي كلمه بالعكس كان بيقولهم "أن لساني لا يحسنه" 

كانوا مهما يعذبوه ويلهبون ظهره بالسوط يقول "أحدٌ ... أحدٌ.. 

ويضعون علي صدره الصخور وهو يهتف" أحدٌ ... أحدٌ.. 

صمتت خديجه حين ذلك لا سيما تتخيل بلالاً موضوعاً مجرداً من الثياب فوق رمال مكه الملتهبه من حرارة الشمس فوق الحصى الملتهب ثم ياتون بضع رجال منهم يجرون حجر يتوقد ناراً ويضعوه علي صدره تتخيل ولا تدري كيف تحمل ذلك عليكم ان تتخيله ذاك الموقف وهو يهتف رغم المه وثقله أحد احد.... 

أسترقت سجى السمع ليتناهى لها نحيب خديجه لتهمس بقلق وهي تحاول امساكها بيديها :-

مالك يا خديجه سكتي ليه ؟

تابعت خديجه بدموع :-

هما تعبوا من تعذيبه وملوا ولكنه كان ثابت كانوا يتوسلون ليه ويرجوه أن يثلج قلوبهم بكلمه يذكر فيها محمد بسؤ فيقول لهم بسخريه "ان لساني لا يحسنه" 

ورق ابو بكر له وجمع ماله ليفتدي به بلال من العذاب وسوام اميه بن خلف ليشتريه فأغلي الثمن عشان ابي بكر ميقدرش يشتريه ولكن أبي بكر وافق واشتراه فكان كريما لا يهتم بما اتفق في سبيل الله.. 

وأصبح بلال مؤذن رسول الله لقد كان لا يقول سوا احد احد... 

فكان له الجزاء وهو الاذان ليصدع من صوته وهو واقف فوق ظهر الكعبه.... فيسير الحقد والغيظ فقلوب المشركين فكيف لعبد حبشي ان يصبح هو مؤذن للرسول. 

كان بلال اسود نحيف الجسد مفرط الطول صاحب شعر غزير في رأسه. 

صمتت خديجه متنهده بصوتاً عال وأعين تفعمها البهجه وتابعت :-

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :- 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال عند صلاة الصبح :-

حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام ، فأني قد سمعت الليلة خشفة نعليك بين يدي في الجنه.

قال بلال :- ما عملت عملاً ارجي من أني لم أتطهر طهوراً تاماً في ساعة من ليل ولا نهار ألا صليت لربي ما كتب لي أن أصلي.

ابتسمت خديجه وهي تقترب من سجى تضع رأسها على كتفها اما سجى كانت باسمة الوجه مشرقاً بدت البهجه تطل من لمعة عينيها التى لا تري بهم لتعبر عن مكنون فؤادها الذي أنتعش بكلمات خديجه لتهمس وهي تضم كتفها :-

خلصت قصة بلال...

قاطعتها خديجه قائله :-

لسه في حديث تاني .

واردفت قائله :- وعن عبد الله بن بريدة قال : حدثني أبي بريدة قال :- 

اصبح رسول الله ﷺ فدعا بلالاً فقال :-

يا بلال بم سبقتني إلي الجنة ؟ ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي ، دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك أمامي.

فقال بلالاً:- يا رسول الله ﷺ ما اذنت قط إلا صليت ركعتين وما اصابني حدث قط إلا توضأت عندها ، ورأيت ان لله على ركعتين، فقال رسول الله ﷺ بهما.

اي بفضل هاتين الركعتين سبقتني إلي الجنة.

همست سجى بفرحه.:-

الله قصة بلال جميله اوي وفيها حاجات اول مره اعرفها وازاي تحمل كل العذاب ده ؟

ابتسمت خديجه بحزن وقالت ببراءة :-

مش عارفه بس كان في بعض الصحابه يجيبوا المشركين ويقولوا ليهم اللي عايزينه.

قبلتها سجى من رأسها وهي تقول :-

تعرفي اني لولاكِ مكنتش هعرف القصه دي خالص.

ابتسمت خديجه ببراءه قائلة بفرحه :-

هحكيلك على طول وبعد ما امشي هخلي ماما تجبني عندك على طول.

كسى الحزن والألم وجه سجى وقالت بنبره ثقيله مؤلمة :-

رغم إني بس عرفتك انهارده حاسه اني اعرفك من سنين وانك حد غالي اوي وتعلقت بكِ ومش عايزكِ تبعدي عني انا حبيتك اوي.

شددت خديجة من ضمها لها وقالت :-

بس انا حبيتك اكتر ومش هسيبك ابداا.

# اتمني....

همست بها سجى بتمني من فؤادها واستطردت قائلة :-

يلا نام الفجر قرب.

هزت خديجه راسها :- 

نامي انتِ وانا هصلي.

تخشبت سجى وهمست زاهله :- 

تصلي.

هزت خديجه رأسها كأنها ترآها وقالت :- اااااه.

ونهضت لتتؤضى وتصلي.


🌸((اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد، ونعيما لا ينفد، ومرافقة محمد  في أعلى جنة الخلد))🌸


كان الحزن يخيم بالآفاق بكائبه وهماً وغم وقلق كان الجميع في حالة كأن الزمن توقف ، ورد لا ترقأ لها دمع القلق يهشم فؤادها لفتاتً صغيرة روحها تتمزق ألماً و وجعاً ، ولا يقل حال الفتيات عنها فهم أيضاً عيناهم تذرف الدمع أما أسماء فكانت أكثرهم شعوراً بما تشعر به ورد فهي عاشت ذاك الخوف الذي يميت بالبطيء دون هواده ولا يستطع الأنسان أنقاذ نفسه... 

لم يعد اياً من الشباب ما زالوا يبحثون بالطرقات بكل ركن وزاويه لا يهدأ لهم بال كاسفي البال يتألمون ولكن عمرو فـ الخوف من الفقد مسيطر عليه طفلته الصغيره لايدري أين هي وماذا يفعلون بها ، يفكر ماذا لو حصل معها شيئاً كيف تواجه الامر كيف أمام تيار الحياة التي يقذف بالأنسان دون انذار ويتركه امات ام حي فهو حرا ، كيف تعيش وسط ذاك البشر وبعضهم ابعد ما يكون عن صفة البشر ماذا لو هجم عليه شيء. 

قلبه ؟ هل يوجد قلبه هل ما زال موجوداً فهناك ضجيج جعل القلب ينتزع من صدرة يصرخ فؤادة صرخات شقت القلب شقاً وبكاءه لا يهدأ لكن ماذا عليه أن يفعل. 

لمار رباااااه هل هي تعيش ؟ فأين روحها اين غادرة أضنت الندوب فؤادها ندوب تخللة بشغاف القلب وسويداه گ اسهم تخترق فؤادها فلا تستطع الأستنجاد الأكسجين هرب من حولها فتختنق ويختنق صدرها وروعها على طفلتها التي املت حياتها سعادة تقسم أن روحها ذبحت مثل فؤادها الذي يرفرف ذبيحاً. 


💐"اللهم قني شح نفسي واجعلني من المفلحين"💐


بصباح اليوم التالي أستيقظت سجى تحسست الفراش بجانبها لم تجد خديجه بهلع رددت اسمها ليأتيها صوت تكبير من خديجه فتطمئن وتسكن والبسمه أشرقت وجهها. 

طرقات على الباب وأذنت للطارق ، ففتح للباب وطل زين الذي تبقى ممسكاً بالمقبض ويطل برأسه فقط القى السلام وأبصر خديجه تصلي لينبهر مزهولاً بأعجاب شديد ومد بصره لــ سجى التي وقفت مقتربه من الباب ليلحق هو ممسك بكفها قائلاً :-

مش يلا عشان منتأخرش ؟

كانت البسمه لا تفارق وجهها المستديراً وشفتيها الصغيرتان وعينيها البنتين وهمست :-

اه هنمشي بس عايزه اقولك حاجه . 

همس زين باسماً يحسها :-

قولي يا بنتي في ايه قولي أنتِ تؤمري يا قلبي ؟ 

فركت يديها بتوتر شديد ليهمس هو :-

سجى يا قلبي في ايه قولي. 

مش عايزة تيجي انهارده ؟ 

هزت سجى رأسها نفياً وهي ترجع خصلات شعرها البنيه الممزوجه بالأسود :-

لا لا انا عايزه اجي. 

رفع حاجبه هامساً بتعجب :-

امال ايه طيب قولي . 

رفع ذراعه يحاوط كتفها إليه وقبل رأسها بحنان لتهمس هي بتلقائيه كأنها تخشى ان يعود توترها وينعقد لسانها :-

بص انا عايزه اخد خديجه معانا. 

بسمه ساحرة زينة سماه وهو يقول :-

بس كدا ؟ التوتر دا كله عشان تقوليلي كدا . 

انا أصلاً كنت ناوي اخدها. 

قاطعتهم خديجه قائله :-

هتخدوني فين ؟ 

تعلقت أعينهم بها وهمست سجى وهي تهز زين بخفه :-

سيبنا يا عم لوحدنا لحد ما نجهز يلا. 

رفع زين كفيه مستسلاماً وهو يغادر باسماً :-

آخرتها بطرد ماشي ماشي. 

ظبط الجاكت المسند على ذراعه وخرج غالقاً الباب خلفه. 

لتتجه خديجه بحنان لسجى ممسكه بكفها وهمست :-

انتوا رايحين فين ؟ 

ابتسمت سجى وهي تنظر امامها قائله :-

رايحين الشركه مع زين وبعد كدا هنخرج ندور على أهلك يمكن نوصل لحد منهم. 

هلل وجه خديجه بفرحه وهي تصفق لتضحك سجى بصدق ، دلفت اسراء لتساعد سجى على تبديل ملابسها وتجهزوا وهبطوا تناولوا فطورهم واستقروا السيارة التي انطلقت بهم. 


🏵"اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى"🏵


صوت زين العال على موظفيه كان صدى ليسمع بشركته بأكملها وهو هائجاً بهم ، حتى اقتربت سجى منه فهدأ هدوءً تام وطلب من الجميع المغادرة ، أخذته سجى ليجلس بجانب خديجه الجالسه بهدوء وهي تنظر له فهي من اول ما رآته لم ترآه بتلك الحاله الهائجه أبداً ، فهو منذ أن دخل لشركته وتبدد كلياً اختفت ابتسامته كانه لا يدري كيف يبتسم والجديه والغضب والحده ارتسمت على محياه كانه لاول مرو تراه واول ما خرج موظفيه واصبحا بمفردهما حتي تبدد حاله وتغير وجهه الغاضب العبوس ليصبح وجها ضاحكاً باسماً ، نظرت له بتعجب شديد أيتحول ابه شيء ام ملبوساً هو ، جحافل من الاسئلة اخترقت ذهنها لتنهض واقفه على الأريكه مقتربه منه وتضع كفها على جبينه ، ليصمت ويكف عن الحديث هو وسجى ونظروا له مزهولين متعجبين. 

علا صوت خديجه ببعضاً من آيات القرآن بصوتاً شجي عذباً رقيق هادئاً. 

وحينما انتهت شكرها زين مبتسماً وقال بصدق :-

تصدقي حسيت براحه فعلاً وسكينه ولا مرة حسيتها. 

وضعت خديجة يدها اسفل ذقنها مفكره وعيناها تجوب المكتب لتهمس وعيناها زائغه :-

أنت لازم تتلبس مفيش قرآن خلص. عليك عفريت يروح ويجي. 

انفجرت سجى ضاحكه رغماً عنها ، ليحملق هو مزهولاً لا يستوعب ما تفوهت به "ملبوساً؟" ردد بصدمه وهو يشير لنفسه :-

ملبوس ؟ أنا ملبوس وبعفريت يروح ويجي. 

اؤمات خديجه ضاحكه ، ليقف هو محدقاً بها بأعين غاضبه تكاد تفتك بها :-

بقا أنا يابت بتقوليلي ملبوس؟ 

لم تخف كما توقع وانما صاحت متخصره :-

مش بخاف على فكرة يا عم ملبوس. 

انفجر زين ضحكاً لحركتها وقولها وهمس بصدق وهو يجلس:-

والله يا خديجة يبدوا اني هغير رأيي ومش هرجعك لأهلك ؟ 

لفت خديجه لتجلس على قدمي سجى وهي تضم رأسها وقالت :-

لا همشي وهاخد سجى معايا. 

وأخرجت لها لسانها معيظة اياه. 

ليرفع هو حاجبه :-

يا شيخه. 

اؤمأت خديجه برأسها وهمست بجديه :-

ماما بتقول عشان ربنا يبارك لنا لازم نطلع صدقه "ضيق حاجبيه بعدم فهم لتكمل هي" ماما بتقول ان احنا لازم نسعد غيرنا وتطلع صدقه عشان ربنا يباركلنا في الشغل وفي الفلوس وأنت لازم تعمل كدا عشان شغلك. 

ارتسم الزهول على وجهه مجدداً بعدم فهم وبمقلتيه تعجب شديد. ماما بتقول ان الصدقه ليها أجر وثواب وتذهب الخطايا و وقايه من النار "تنبه زين لها صاغياً لا يصدق ما يستمع إليه اتلك طفله حقاً أم ماذا" ابتسمت له خديجه وهي تتنهد وهمست :-

قال الرسول ﷺ "فاتقوا النار ولو بشق تمرة" وقال أيضاً " ان الصدقه تطفئ الخطيئه كما تطفئ الماء النار" 

كانت سجى تسترق السمع وهي تضمها لصدره حتى همست:-

انا مكنتش اعرف عن الصدقه ابتسمت لها خديجة بحنان وخللت اصابعها بخصلاتها وقالت :-

أنتِ لما نروح نتكلم عشان تتحجبي. 

قالت سجى باسمه :-

أنتِ يابت اناهشك انك طفله !؛! 

تنبه زين وقال لـ خديجه :- 

سيبك من البت الفاضيه دي وكملي. 

ضربته سجى بخفه لتكمل خديجه ناظرةً له :-

عن عقبه بن عامر قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول "كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضي بين الناس" يعني الصدقه بتظلنا يوم القيامه وقال الرسول بردوا ان سبعه يظلهم الله بظله في يوم لا ظل فيه إلا ظله وذكر "رجل تصدق بصدقه فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه" 

وتابعت باسمه له وهي تتنهد براحة واكملت :-

وكمان الصدقه شفاء للأمراض عن الرسول ﷺ قال "داووا مرضاكم بالصدقه" وان المتصدق ربنا بيبارك له في ماله وقال "ما نقصت صدقة من مال" وربنا بيضاعف الأجر بمعني أن الصدقه تظلنا يوم القيامه ويتغفر خطيانا وكفايه الفرحه اللي بنشوفها على الوشوش. 

صمتت حينما تطلع به زين مصدوماً للغايه لتهمس برفق :-

بتبصلي كدا ليه ؟ 

تطلع بها من رأسها لأصابع قدميها مزهولاً ونطق دون استيعاب :-

أنتِ طفله متأكده ؟ 

هزت خديجه رأسها ، ليضع هو كفه على رأسها ونهض جالساً خلف مكتبه ليفعل ما أستمعه من تلك الصغيرة ويطبقه فيبدوا انه سيتعلم الكثير لدينه منها. 

ظلت تتحدث هي مع سجى عن الحجاب لعلها تقتنع بأرتداءه. 

ريثما انتهى زين من عمله وأجتماعته واخذهم للملاهي ليقضوا وقتاً جميلاً سيظل اثره بقلب خديجه لن يزول ، إذ ان زين كلف رجاله بالبحث عن عائلته بعدما قالت له اسم والدها وعمتها لكنه لم يتوقع ان تكون هي ذاتها لمار ، عادوا للمنزل بعد يوم طويل استمتعوا به كثيراً دلف زين سعيداً لسعادتهم وخلفه سجى وخديجه. 

# بن أخويا الغالي كدا مبتسالش على عمك كنت فين "مال للامام قليلاً ناظراً لسجى وهو يقول" ولا هسئل ليه ما اكيد مع البرنسيسه. 

تقدم زين منه وهو يدس كفيه بجيب بنطاله و وقف امامه بتعالي صائحاً :-

البرنسيسه ملكش دعوه بيها واااه هي برنسيسه فعلاً أنت بقا مالك عايز ايه ؟ 

بالخارج تخشبت اقدام خديجه ما ان تناهي لمسامعها ذات الصوت لتترك يد سجى بخوفاً شديد منهم جميعاً وتحجرت دموع عينيها بمقلتيها وتراجعت للخلف بخوف سرى بمهجتها وهشم فؤادها وأضناه غصه مريرة علقت بحلقه كادت روحها ان تخرج وانقاسها بالتوقف وحبست دموعها وهي تتراجع وتركض مغادرة بعيداً وتهز رأسها قائله :-

هما هيدوني لعمو الوحش.. 

ظلت تركض بعيداً وهربت دموعها على وجنتيها ، سارت بالطرقات دون وجهه. 

تنبهت سجى أن خديجه ليست بجانبها فمدت كفيها تتحسس المكان وهي تقول بقلق :- 

ديجااا أنتِ فين ؟ 

على بغته شئ ما دفعها من كتفها لم يكن سوا عمهما ليتلقفها زين بذراعيه وهو يسبه لتمسك به سجى تمنعه من الذهاب خلفه وهي تقول بـ لوعه وصوتا مختنق :-

ديجاااا يا زين ديجااا مفيش كانت هنا واكتفت ؟! 

تنبه زين لكلماتها هامساً باطمئنان :-

يا حبيبتي اكيد دخلت ولا حاجه. 

قاطعتهم اسراء قائله :-

لا يااا زين ديجااا مفيش ومدخلتش. 

بكت سجى بقلق و وجهها انطفئ بريقه وهي تقول:-

خديجه يا زين شوفها ورجعها. 

اؤما زين براسه واشار لاسراء :-

خدبها وادخلي وانا هدور هنا هي اكيد بتلعب هنا او هنا.. 

امر زين الخدم والحرس بالبحث عنها دون جدوي او اثر فلم يروها فقد غفلتهم وهي تهرب من ذاك المكان الذي ظنت أنه نجدتها....... 


🌺((اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي))🌺


صرخة مدويه شقت هدوء الليل الساكن لتنتفض غادة من نومها اما وعد التي كانت تدلف لتوها بعدما جاءت خفية من بعض الرجال الذين قرروا مساعدتها مضحيين بحياتهم خرجت مشرعه تتبع الصوت الذي كان يصدر من الحجه صفية بغرفة زوجها. 

تسمرت قدميها على أسكفت الغرفه وهي تجد والد رحيم جثه هامدة لا تتحرك جسده تيبس والحجه صفية منكبه عليه تضمه وتصرخ بإلا يتركها اما غادة ارتعد جسدها وهي تهز رأسها بجنون لا تصدق عينيها ان والدها قد رحل ، وجع وجع لا يحتمل تخلل فؤاد وعد وهي تنظر له بألم ألم شديد لقد كانت منذ ساعات بجانبه الهذا السبب كان يوصيها علي غادة وزوجته واعلمه انه يعلم انها شرطيه لا تدري كيف عرف طفقت دموعها تهوي گ شلال على وجنتيها وركضت تجاهه تقبل يديه وتبكِ ، كان عليها ان تكون قويه لأجل غادة التي انهارت وأغمى عليها والحجه صفية التي هدأت من نوبة بكاءها وتمسك يد زوجها وتحادثه كأنه يجيبها ويستمعها. 

الفصل السابع عشر 


لقد كانت خديجه تسير بالطرقات دون وجهه لا تدري أين هي ولا أين تذهب فقط تسوقها قدميها إلي مكان مجهول لا تعلم عنه شيء لا يرقأ لها دمع مما ادي لعدم رؤيتها جيداً فقد كانت الدموع تحجب عنها الرؤيه إلا ضباباً تتخبط بهذا وذاك وتتعثر وتسير قدماً زائغت العينين تتلفت من حين لآخر وقلبها يدق خوفاً ، تتمني فقط ان تبصر أحداً ما اي احد تعرفه ، تود لو تغمض عينيها وتصرخ حتى تثلج تلك النار التي اجتاحت سويداء قلبها وتخللت شغافه ، تود لو تنشق الأرض وتبتلعها من ذاك الخوف الذي يمزق فؤادها يجعله فتاتاً ، شيئاً ما يكتم نفسها وصدرها لا تدري مكنونه ، تائهه ضائعه خائفه وجله تنتظر ان تأتي عاصفه أخرى وتحملها .

هبت نسمات الفجر العطرة مصحوبه بـ " الله أكبر الله أكبر "

رددت خديجه الاذان مع المؤذن الذي صدح صوته بالأرجاء بصوت يرج الأرض رجاً.

تردًها مصحوباً بدموعاً كالشلال .

ومضات ما مضى لاحت امام عينيها فـ بذاك الوقت كانت تصلي مع والدتها. 

جلست على الارض منهارة من البكاء اما لسانها فأخذ يردد مع المؤذن حتي نهضت بتقاثل بقدمين يكاد يحملانها سارت تتبع الأذان لعل الله ينجدها هي ليست خائفه من اي شئ فمعها الله الواحد الاحد يؤنسها وينير قلبها ولكنها تخشى ان لم ترى الاحباب مرة اخرى ، لا تفكر ما قد يحصل معها فكل ذلك لا يهم ... ما يهم هو أن الله معها طريقاً وضعها الله به وستحمله صابرة مستعينه متيقنه به انه خيراً لا محاله ما ستراه بطريقها اختبارا وستخرج منه ناجحه صابرة حامده شاكره. 

قادتها قدميها ناحية المسجد و وقفت على حائطه مسنده رأسها بتعب شديد وهي تتنفس بصعوبه.

وترتجف برداً

أقترب منها شاباً كان خارج من المسجد بعجل وقال بقلق :-

مااالك يا بتي خير بتبكِ ليه ؟ 

فتحت جفنيها بتثاقل كانت مقلتيها مكتظه بالدموع الأمعه ورفعت رأسها به وصمتّ. 

ليجلس الشاب ليكون بمستواها وقال باسماً :-

بتبكِ ليه أنتِ كويسه ؟ 

دققت النظر به رآته شاب ذو لّحيه نامية طويل القامه عريض المنكبين ذو عيوناً حاده وملامح خشنه رجوليه ولكن عينيه بهم حنان رأتهم قبلاً بوالدتها ولمار و والدها والجميع هزت رأسها وهمست بدموع تهوي بغزارة :-

انا عايززه ماما ، أنا خايفه ! 

تألم لنبرتها الموجعه تلك ونظر لها متسائلاً :-

طب هي فين ، أنتِ تايهه ؟ 

هزت رأسها ايجاباً فصمت ملياً بدا لها بتفكير وشردت عينيه بالفراغ أمامه وطال صمته قطعه بعد وقت وهو يعود النظر لها :-

أنا مش عارف أعمل ايه؟! 

اوديكِ القسم طيب ممكن اهلك يكونوا مبلغين باختفاءك او عندهم معلومة. 

نظرة أمل مفعمه بالبهجه وهي تنظر له مستنجده نظره جعلته يقسم إلا يتركها إلا بتسليمها لوالديها همس بحنان وهو ينهض وصوته الرجولي محتفظ بنبرته الحاده :-

يلااا تعالي معايا هنروح القسم سوا. 

تخشبت قدميها بخوفاً شديد ليردف مطمئناً اياها :-

مش عايزك تخافي تعالي. 

همت خديجه بالسير معه قدماً ولكن دارت بها الدنيا كمن اصبحت فجأة داخل لعبه تدور تدور بلا هوادة وتوقفت لتمسك رأسها وهي تغمض جفنيها عدة مرات حتي اسودت الدنيا امامها ولم تشعر بشئ سو ارتطام جسدها بالارض ليهرع إليها الشاب ليحملها وقاد بها لمركز الشرطه ولكنه قبل ان يصل جاءه اتصال جعله يتخشب وهو يحجب دموعه بجهد عظيم للغايه وجحافل من الاسئله والقلق اخترقت ذهنه وفؤادة وتطلع بخديجه الراقدة تماماً لا تعي شئ .

ماذا لو أوصلها القسم وتركها ولم تتوصل لأهلها اين سيذهبون بها إلي ملجا اكيد . 

نظرتها الخائفه الوجله المتوسله المستنجده به لا تفارق عينيه صورتها المرتجفه أحتلت قلبه لينظر لها عازماً امره بالمغادرة، ليقف بعد وقت ملتفتاً للخلف ناثراً بعض الماء من زجاجته بوجهها وهو يحاول افاقتها لياتيها شيئاً لتاكله لترفض ديجا رفضاً تاماً وعقدة ذراعيها دون كلمه دامعة العينين تردد ذكر الله بفؤادها شاردة تنظر للفراغ امامها واقتربت سانده رأسها على النافذة وراحت عينيها تتأمل النجوم الأمعه الساهرة معها لم تسئل إلي اين يأخذها فقط سلمت امرها لله لن يخيبها أكيداً..


🥀"اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك"🥀


ولج رحيم شبه راكضاً متجهاً لغرفة والده ... يكاد يبكِ ويصرخ ولكنه يجاهد ان يبقى ثابتاً گ الصخر لا يظهر ضعفه لأحد اياً كان ... لمحته وعد وهو يتجه للدرج فور دخوله لترمقه بنظرة متألمه لحاله ... ربتت على كتف غادة التي تضمها بحنان لتبعد عنها خارجه من وسط النساء المزدحمه بمندرة البيت ... لتصعد خلفه كان الباب مفتوحاً اوشكت بالدخول ولكن مهلاً ها هي ترى ذاك الجبل قد أنهد وتفتفت يبكِ ؟! أجل هو مجهشاً بالبكاء بنشيج ونحيب وهو محتضاً والده كأنه لا يصدق انه غادر من تلك الحياة وتركه وحيداً بها شعر بظهره قد انحني وشلت قدميه ، أدمعت وعد لمرآه هكذا ...

رفع رحيم رأسه من حضن والده وازاح الغطاء من فوق وجهه وقبل رأسه ومضاته معه ظهرت امام عينيه ليرتج جسده وهو مهتاج صارخاً بصوتاً مكتوم تقسم وعد أن تلك الصرخه شطرت قلبه وقلبها. 

ضم رأس والده وتكلم بصوتاً ثقيل مخنوق صوتاً مفعم بالوجع :-

ياااا اباااا هتسبيني كيف لواحدي يا حبيبي الحمل تجيل قووي اللي كان مصبرني ومشجعني ع الحمل التجيل دا وحدك يا بوووي ااااه يا حبيبي مكنتش عارف انك هتفرجني بسرعه كِده.

انكب باكياً مرة أخرى بصوتاً يمزق نياط القلب ويقطع وتينه.

هوت دموع وعد بغزاره وكسف قلبها واجتاح بالهموم أما روحها فخرجت تفارقها لمحبوبها تضمه لعلها تهون عليه ويحها أهناك أحداً يستطع أثلج قلب موقد بالنيران أهناك شئ يبرده ؟

لا وألف لا فصراخ القلب ليس له صوتاً يسمع

أسهم مشتعله بالنيران تحرق دقات القلب.

دموعاً من الدماء تهوي من سويداء الفؤاد ليس لها دواء !؟

الفقد الفراق فهو صعباً على قلوب المحبين يجعل الحياه كاسفه ضيقه مهما كان اتساعها ... لم تستطع وعد الوقوف فسارت گ المسحورة نحوه ومدت كفها المرتجف من بكاءه لكتفه فنظر لها نظرة لم ترآها من قبل ... نظرة قضت على فؤادها المحترق لأجله لتجهش بالبكاء هامسه بصوتاً مرتعش :-

أن لله وإنا إليه راجعون .. ربنا خد امانته خلاص.

أخفض الطرف وكفكف دموعه سريعاً ونظر لها بألم بأعين تفيض بالدمع وهمس بصوتاً به وجع الكون :-

الفراق صعب جووي تخيلي حد تصحي عليه وقبل ما تنامي اخر حد تشوفيه وفجاه كِده يغادر من الدنيا بحالها عذاااب ملهوش اول ولا اخر نار جايدة جوايا مش عارف كيف طفيها ولا ازاي أخمدها ومش عارف ازاي هصحي بعد كِده من غيرة دا كان سندي وضهري مش أني ، كنت باخد رأيه في كل حاجه قبل ما أضل الطريق وأتعوج بيلحقني هو دلوقتي مين هيلحقني من الضياع غيرة الحمد لله ياررب راضي بس الوجع اللي جوايا دا جووي جوي.

لم تستطع وعد مقاومة تلك الرغبه بضمه لتضم رأسه باكيه هي الآخرى تشعر بألمه فقد أحبته بصدق فكيف لها ان لا تشعر بمحبوبها ، وضيق وطنها. 

بعد وقتاً قليلاً كان أهلك فيه رحيم من كثرة البكاء بات واحداً آخر حزيناً كاسفاً الوقت لا يمر ها هو يحمل نعش والده على كتفه كان ثابتاً گ الجبل الراسخ شامخاً لا يبدوا عليه الوهن او البكاء ، سار بوالده محمولاً وقت الظهيرة يجاوره عمه وابناء عمه يحملون معه ، نظرت غادة لهم وهي وسط الطريق لا تصدق عينيها تنظر للبيت تارة ولننعش تارة آخرى حتي صرخت بعزم ما بها تمسك بها وعد بقوه كي لا تفلت منها وتركض خلفهم ، وقعت بين يديها مادة يدها وهي تصرخ ببكاء يمزق الفؤاد :-

متسبنيش يا باااابااااااااا متسبنيش اااااه...

كان الصراخ يضج المكان ... حتي أنتهاء الدفن وعاد رحيم واقفاً باول الصوان يستقبل المعزيين بجواره عمه وغفيرة يوزع الشاي بحزناً طاغي ، تختلس وعد من حين لآخر النظرات إليه خفيه تراه واقفاً ممسك عصاه بشموخ لا يظهر عليه الوهن كاتماً صراخه وبكاءه لقلبه لكنه لم يغفى عنها تلك الدموع الحبيسه بمقلتيه.

صوت صرخ منادياً باسمها مرات عدة على بغته ضمتها خديجه من قدميها باكية.

تخشبت وعد وجثمت موضعها لا تتحرك بتاتاً ... تحاول أستيعاب ما يدور حولها أهذه خديجة حقاً التي تضمها وتبكِ ... دق قلبها بعنف وحركت نظرها للأسفل سرعان ما هبطت جاثيه على قدميها تضم وجه خديجه الباكِ وتهتف بقلق ولهفه :-

خديجة حبيبتي أنتِ كويسه حد عملك حاجه أنتِ فيكِ حاجه هاااا ردي عليا...

ذاد بكاء خديجه وهي ممسكه بملابس وعد وهتفت بوهن :-

انا خايفه يا وعد.

مدت وعد ذراعيها تضمها بشده لحضنها تخفيها من كل شئ تعتصرها بداخل فؤاده لا تصدق انها بخير لكن كيف اتت ؟

منذ متي وكيف علمت مكانها ؟! 

صوت همهمات تناهى لمسامعها فنظرت حولها وجدت أعين جل النساء عليها غاده والحجه صفيه أيضاً حتى رحيم الذي اقترب يطل من عينيه القلق ونظره لم تفهمها لكنها تسللت شغاف قلبها بقلق و وجع.

حملت وعد خديجه وهي ما زالت تضمها وأخذتها ورحلت إلي حيث رقيه لتقص لها خديجه منذ اختطافها حتي وجدت رحيم الذي جاء به معه على وعد العودة بها للبحث لأهلها فيما بعد..

كانت وعد تضمها بقوة وتقبلها بحنان وتطمئنها وخديجه ساكنها بحضنها مطمئنه تماماً ، اما رقيه فكانت تهتم بهما بعدما اشارت لـ عد هنالك واخذتها من بيت رحيم واسرعت بالأتصال بـ احمد و وعد بـ ياسين...


🌹"اللهم اهدني وسددني، اللهم إني أسألك الهدى والسداد"🌹


كان البيت خاوياً كئيباً مغموماً لا حياة ولا صوت به حتى الهدوء يعمه ... من يسكنون به كأنهم أموات لا نفس لهم ولا صوت ...

كل شخصاً وحيداً لا ينطق لا شيء ينجلي لا الغم ولا الهم ولا الحزن يولي ... ضج فجأة حينما ولجوا عثمان يتبع ياسين مهللين بفرحه مشرقي الوجه منشرحي الصدر وهم يصيحون :-

خديجه عند وعد. 

صدمة حلت على الجميع بعدم تصديق فتعلقت اعين الفتيات جميعهن بهن مندهشين غير مصدقون لعلها مزحه ؟ 

لكن منذ متى هؤلاء يعرفون المزاح ؟! 

ولكن كيف لـ خديجه ان تصبح فجأة بالصعيد بلا ولدى وعد؟

قطع ياسين الصمت والتعجب ذاك قائلاً بجديه :-

وعد كلمتني وقالت ان خديجه دلوقتي عندها ورايح أجبها حالاً.

قال أخر جملته وتعلقت عينيه بأعين ورد الدامعه الزابله الوهنه المدعجه بكثرة بسواد شديد هزيعه ليهمس لها بصدق يأكد لها لتطمئن :-

خديجه راجعه هجيبهالك خلاص بكرا وتكون في حضنك وسطنا كلنا.

لا تنبس بحرفاً ولكن هوت دموعها أكثر ، لطف الجو عثمان حينما دفعه بكتفه صائحاً به :-

هنرجعها سوا مش هترجعها.

رفع ياسين حاجبه له لتقطع حديثهم ورد قائله بيأس ونظرة يفعمها الأسي :-

انتوا بتضحكوا عليا من يومين قولتوا انكم هترجعوها ومجتش كفايه بقا.

# لا لا هي راجعه فعلاً.

قالها احمد بهدوء وهو يدلف من الخارج ببسمه متلالئه على ثغره.

نظرة له ورد بأمل بوجهاً لا يوحي سوا بالألم ليكمل هو بصدق :-

رقيه يلا قافله معايا وديجااا عندها اللي عرفته ان واحد اسمه رحيم لقاهاااااا بس كدا وهي دلوقتي مع وعد فعلاً.

وقفا الفتيات فرحين لتنظر ورد لهم غير مصدقه ما سمعته ودموع الفرحه تهوي من مقلتيها وهتفت لأسماء التى اقتربت منها :-

اسمعتي قال ايه ؟ ببنتي راجعه بنتي راجعه.

ضمتها اسماء باكيه وهي تؤكد لها :-

اه راجعه خلاص.

اقتربت عائشه برفقة مكه وسمر يضموهم بفرحه.

بينما اقتربت حبيبه وهاله وريم يضمون ورد بفرحه ولكنها ما زالت لا تصدق ما تفوهون به.

اقتربت ريم من احمد هامسه بدموع وهي تقف امامه :-

بجد يا احمد ديجااا راجعه.

# بجد يا قلب أحمد.

قالها وهو يجذبها لصدره مهدأها.

ليصيح ياسين وهو يقترب من ورد ممسكاً بكفيها بين راحتيه :-

هغير بس وهروح اجيبهالك فـ اطمني ساعات بس وهتكون عندك.

نظرة له ورد بأعين لامعه بدموع الفرحه مفعمه بالأمل.

ليقول عثمان وهو يجذب الفتيات جانباً :-

مش عاوزين دموع تاني بقا كفايه كدا البيت هيشتكي منكم والله هنروح نجيبها وقبل ما نوصل هنرن نقولك.

ضحكة ورد ضحكه مشرقه رقيقه غامره بمهجتها.

دقائق وبالفعل تحركوا الشباب للصعيد. 

_ بالصعيد تركت وعد خديجه لدى رقية وذهبت لبيت رحيم لن تتركهم بمحنتهم تلك كانت طول الوقت تواسي غادة التى تضمها وتبكِ فقط.

بمنزل رقيه جلست خديجه جانباً خجله متوتره ما يطمئنها وعد التي وعدتها بالعودة قريباً ومجئ ياسين وعثمان بالطريق ليأخذوها ربااه كم أشتاقت لهم جميعاً ، يشرق وجهها.، وتلمع عينيها كنجمة ساطعه ، وتبتسم بسمه ساحرة كلما تخيلت وتذكرت أحداً منهما فقط أشتاقت لهما جميعاً لوالدتها و والدها ولمار والفتيات للجميع . 

اقترب منها ماجد متسائلاً رغم عنه بكره بأمر من رقية :-

همي نلعب بره؟

هزت خديجه رأسها رفضاً :-

لا مش عاوزه العب ! 

شوح لها بكفه وهو يغمغم :-

أحسن برضك.

ولكنه توقف وعاد ادراجه قائلاً بكره :-

وعد مهتحبكش على فكره هتحبني انا بس.

احتجت خديجه ثائره وهي تصيح :-

لا وعد بتحبني انا بس اما انت لا هي بتخرج معايا وبدربني اما انت لا "واخرجت له لسانها" 

صرخت بتاوه حينما جذب يدها ضاغطاً عليها وقال بسخط :-

اسمعتي جولت ايه هتحبني اني وهتجوزها.

وترك معصمها وغادر خارجاً يلهو مع رفقاءه.

مر وقت حينما دلف يتجرع الماء ليتناهى لمسامعه صوتً ساحر عذب يرتل القرآن بشجي.

ليقترب متسللاً من الغرفه يسترق النظر لها بأعجاب.


ينصرف الناس تباعاً من منزل رحيم ، حاولت وعد جعلهم ياكلوا شيئًا ولكنهم ابو بشدة فيأست بحزن وغم. 

توجهت الحجه صفية لغرفة زوجها رفيق دربها كانت خاويه بلا حياة كأنها اصبحت قبرا مظلم لا بها حياة أو نور كانت تبكِ بحرقه وهي مستنده بظهرها على الباب عيناها تجوب كل ركن بالغرفه بـ حنين لأيام مضت لن تعود يبقي اثرها ثغره باقيه بالقلب لا يزول ويستحيل ان يزول فتلك الثغره هي مصدر بهجتها و وجعها من الآن بكت اشتياقاً لروحاً غابت لن ترآها مجدداً احتضنها القبر وهو ينزع قلبها وروحها معه. 

اما غاده فدثرتها وعد بفراشها وهي حزينه لحالتها وصدمتها التى لم تخرج منها بعد. 

نزلت منتظره رحيم قد يأتي لكن تمر الساعات دون ان تبصره حتى. 

دلف أخيراً زائغ العينين تائهاً ضائعاً منكسراً ... أقتربت منه بعجل مسرعه وهمست :- 

رحيم أنت كويس؟ 

نظر لها بصمت تام لدقائق وقال بجفا :-

ملكيش صالح كويس ولا لا.

تخشبت وعد مكانها بصدمه بينما أكمل هو طريقه ارتقى أول درجه ولكنه وقف مكانه ملتفتاً لها واستدار عائداً نحوها وقال بتساؤل :-

صاحيه ليه لدلوج ؟

نظرت له وعد وقالت بحده :-

عشان حد ميستهالش "غيرة نبرتها بعد صمت طال لثوانً" احطلك تأكل.

تنهد بضيق وهز رأسه رافضاً :-

لاه مليش نفس لشئ.

واستطرد قائلاً :-

اطلعي نامي.

صمتت وعد متسائله :-

هو انت مش عايز تسئل عن اي حاجه.

# ابوي قلك ايه ؟

سائلها بإهتمام جلي.

ارتبكت وعد والبسمه لا تفارقها لتواري بها ارتباكها وهمست :-

مقليش حاجه.

وتابعت هاربه :-

أنت هتنام.

زفر بضيق وقال :-

لا النوم طار خلاص ، كيف انام وقلبي قايد نار ؟

نهى جملته وخرج من الدار بأكمله ، لتتبعه وعد حتى وقف بعيداً شارداً ناظراً بالفراغ أمامه ، قالت وعد تنتشله من شروده وحزنه قليلاً :-

لازم تقوى عشان اختك وأمك ، والدك دلوقتى في مكان أحسن من هنا وفي بيته الحقيقي والأبدي.

ألتمع الدمع بعينه وذكريات ما مضى لاحت أمام عينيه حتي تنهد بصوتاً عال قائلاً :-

ممكن تسبيني شوي لحالي ، همليني دلوج حابب أفضل لوحدي.

أبتسمت وعد وهتفت وهي تغادر :-

هسيبك ومش هسيبك.

وقفت حينما اتاها صوته سائلاً :-

# كيف يعني ؟

ألتفتت له باسمه وقالت :-

افهمها زي ما تحب.

رمقته بنظره لم يفهمها وغادرت ليهمس هو لنفسه:-

هسيبك ومش هسيبك وااااه تجصد ايه دي ياك تكون اتخبلت في نفوخها ولا أنا اللي اللي عجلي طار.

صعدت وعد للغرفه تتابعه بعينيها من خلف النافذة.


🌹"اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل"🌹


هلّت الشمس تتلالأ بالسماء تنشر أشعتها الفضيه بالصباح الباكر ... وقفت خديجه على اسكفة الدار تنظر للمرء من حولها وهم يسيروا نحو الاراضي الذراعيه يجرون المواشي خلفهم ، لهوو الأطفال حولها ومشاكسة ماجد التي لا تمل ، هبت نسمات عطرة لتملأ صدرها منها كي تّنتعش مرحبه بها بإستمتاع حتى رآت سيارة تقف قريباً ويترجل عثمان وتبتعد السيارة ، حدقت خديجه بأعين ذات بريق ساطع وهي تهلهل ببهجه استحوذت سويداء فؤادها ونادت صارخه بأسمه وهي تقفز بفرحه وركضت نحوه. 

ارتسمت على ثغره بسمه متسعه مشرقه وهو يجثي فارداً ذراعيه. 

لترتمي هي بحضنه بشوقاً وهي تشدد من أحتضانها لعنقه. 

ضمها بحنان لا يصدق عينيه انها امامه وبخير شدد من ضمها لقلبه الذي خفق مستكيناً مرتاحاً من بعد أياماً وليالي اعتراه فيهم الألم والحزن والخوف والعذاب أغمض عينيه لدقائق معدوه حتى ابتعد ضامماً وجهها براحتيه وقبل وجهها بحب گ المعتذر لأنه لم ينقذها حينما استنجدت به.

# لا بقا يا ديجاااا بتخونيني ارسي على واحد فينا هتتجوزي مين.

لفظ بها باسين بأعين مبهجه مشرقه لتبعد ديجاا عن عثمان رافعه ذراعيها لـ ياسين الذي تناولها ضاممها لصدره مطمئناً بها انها بخير أمامه.

خرجت رقية وزوجها تستقبلهم مرحبه بهم للداخل. 

فجلسوا الشباب وظلت ديجا على قدم ياسين الذي همس بأذنها :-

لو كنتِ قولتي انك نفسك تيجي الصعيد كنا جبناكي ليه التعب دا يعني. انتِ كنتِ متوحشه الصعيد لدرجه دي ؟ 

ضحكت ديجاا ببراءة وهمست :-

شكلي كدا. 

تضاحك الشباب عليها وهمس عثمان :- 

طب ياااختي اطلعي روحي باريس ولا لندن أنما الصعيد ؟ 

صرخت ديجا متأففه :-

يوووه بقا اسكتوا. 

جاءت وعد لتركض إليها خديجه ببهجه تغمرها كلياً جلست مع الشباب إلي ان هموا بالمغادرة تمسكت بهم رقية وزوجها ولكنهم لم يستطيعوا ثنيهم عن الذهاب من أجل ورد التي تتقطع حنينا لأبنتها. 

وقفا بالخارج وهمس ياسين لـ وعد :-

هو مين اللي ساعد خديجة حابب أشكره جداً. 

همت وعد بالأجابه لتصيح خديجه بفرحه :-

عمووو رحيم ... تعلقت الأعين بخديجه التى ركضت تجاه رحيم المقبل نحوها ببسمه صادقه صافحها بحنان وهو ينزل لمستواها وهمس :-

هما دول قرايبك ؟ 

همست خديجه ببراءة وهي تشير للشباب و وعد :-

اه دا ياسين ودا عثمان ودي وعد يعني اخؤاتي انا. 

نظر رحيم لـ وعد التى غضت بصرها وهي تتحاشى بكل الطرق النظر له ، بينما كانت نظرته مفعمه بالأسى والوجع والقهر وجحافل من الاسئله اخترقت ذهنه توارت خلف بسمته المصتنعه وهو يعتدل بوقفته بثبات و وقار وهيبه مصافحاً الشباب الذين شكروه. 

ليتمسك بهم رحيم بقوه عن ذهابهم قبل ان يضايفهم شيئاً. 

فلم يستطع الشباب الرفض او اثناء رحيم بتاتاً فلبو دعوته وذهبوا معه. 

وعزوه اما خديجه فاتجهت لغفير رحيم الذي استقبلها برافقته حينما دلف رحيم للداخل شبه راكضاً متغيباً حتى ابصرت وعد. 

ذهب الشباب بعد ذلك مغادرين رافقهم رحيم لسيارتهم مع وعد و ودع خديجه بحزن التي تخللت شغاف فؤاده لبرئتها واخلاقها ورجاحة عقلها رغم صغر سنها. 

مضوا الشباب بطريقهم فنظرت وعد لرحيم وهمست بإسمه وهي لا تدري بما ستقوله او تبرر او بما تبدأ وهل سيغفر لها ذاك العاشق. 

رفع رحيم كفه بوجهها وهو يستدير مغادراً هاتفاً بحنق :-

مش عايز حديت دلوج يا حضرت الظابطه همي وراي مينفعش تجفي كِده. 

سارت وعد خلفه بصمت وحزن حتى دلفا للدار. 


🥀"اللهم أكثر مالي، وولدي، وبارك لي فيما أعطيتني"🥀


ساعات مرت وها هي تتوق لرؤية طفلته بشوق شديد وحنين تقف بالخارج ناظره تترقب الطريق بصمت تام وعينين تشتاق و روحاً تهفو. 

كأن الوقت واقفاً والساعات لا تمر كأنها سنين وما شابه ذلك. 

لذا كانت عينيها لا ترى احد بالوجود لا الماره او السيارات التي تذهب وتجيء فقط تتجسد صورة طفلتها لوجهها الضاحك أمام عينيها بكل الوجوه. 

هااا هو القدر يرأف بحال فؤادها المطعون وينقذه من موت محتم. 

أذ ان توقفت السيارة وترجلت خديجه راكضه تجاه والدتها و وقفا ياسين وعثمان بجانب بعضيهما عاقدي الذراعين مشرقي الوجه باسمين بسعادة تغمر صدورهم وهم مستندون على السيارة ينظرون لذاك الموقف الذي يقدر بكنوز الحياه جميعها. 

ذراعيها تتلقفها بشوقاً كبير وهي تضمها لصدرها بقوه حتى سقطت على الأرض كمن أصابة بالعجز فجأة تقبل كل انش بوجهها. 

سعادة نفسها وروحها و وجدانها وقلبها تغمدتها ببهجه ليس لها مثيل. 

بهجه سرت بمهجتها وروعها لتفعل فيه عمل السحر او أشد. 

اقتربت لمار لتضم خديجه لحضنها وخديجه أيضاً وكذا فعل الفتيات ، وحذوا حذوهم يوسف وفيكتور وحذيفة. 

اما عمرو كان يقف بعيداً بأعين تلمع بالدمع لا يصدق انه كاد يفقدها ولا يصدق عينيه انها امامه. 

جالت عيني خديجه بهم وهي تهمس :-

هو بابااا فين ؟ 

بحث الجميع بعينيه حتي أشارت مكه قائله لمكان يبعدهم قليلاً :-

هناك اهوو. 

افتربت خديجه من والدها بصمت تام و وقفت أمامه بصمت قبل أن تقول :-

هو انت زعلان مني؟ 

هز عمرو رأسه وجثى على ركبتيها يضمها وحملها وهو يدلف به للداخل فتعقبه الجميع. 


🌷"لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات، ورب الأرض، ورب العرش الكريم"🌷


دلف أنس إلي شقته بعدما اطمئن على والدته و والده وصعد لأعلى بعد عمل شاق أصبح يقضي جل وقته به حتى لا يعود لذالك الألم وهو يشعر بتأنيب الضمير بالعجز والحزن مصحوباً بالوجع والجرح وألم الحنين لمن توغلت سويداء القلب فأصبحت وتينه الذي إذ انقطع مات من فوره احتلت فؤاده ليس جزءاً منه بلا كله حتى جدرانه أصبحت تنطق بإسمها يعلم أنه من الخطأ ان يفكر بها ويا ليت له القدرة على قلبه ليمسكه بقبضته وينتزعها من أوصاله لكن كيف ؟ 

يعلم انه ظلم زوجته ، حاول بشتى الطرق ان يحبها لكن أبى قلبه أن يعشق غير معشوقته ليستدرك ان حبها لعنه لا يمكنه النجاة منها أبداً. 

أستقبلته هي ببسمة مشرقه قائلة بنبرة رقيقه :-

حمد لله على السلامه عامل ايه ؟

قلقتني عليك والله كل دا حتى من غير ما تتصل! 

غصه مريره استحكمت حلقه فخنقته بشدة وهو يشعر بالذنب ذنب شديد لتلك الزوجة أغمض عينيه متنهداً وبسمه خفيفه صغيرة مصتنعه جاهد على رسمها وهو يقول باسماً :-

الله يسلمك .. معلش شغل انتِ عارفه شغلى بقا. 

قالها وهو يدلف للداخل وهي خلفه تهمس.:-

عارفه ربنا معاك يا رب. 

ثواني وهحضرلك الأكل. 

هز رأسه قائلاً :-

لا روحي أنتِ انا هستريح الأول جعان نوم. 

واستلقى على السرير واضعاً ذراعه على عينيه هارباً منها. 

أحست زينب بالوجع لم يهتم بها مجرد تأدية وجب لعل هناك من تحتل قلبه غيرها اجل أنها فتاة وتشعر بذلك لكن لن تستسلم فقد اصبح زوجها رفيق دربها قوتها وشجاعتها وامانها لن تتخلى عنه ستفعل جل ما بوسعها لتحتل فؤاده الكبير المفعم بالحنان. 

لقد رزقها الله بزوجاً كانت تتمناها حسناً بعض من الوقت لن يضر ستحاول جاهدة على اخراج عدوتها من فؤاده ستصبح هي ملكة قلبه وحياته ومحورها. 

تنهدت وهي تخرج متجهه للمطبخ تعمل له جل ما يحبه ويشتهيه بعدها اهتمت بحالها. 

لكن هل تستطع زينب أحتلال قلبه وأخراج سمر منه ؟ 


🌺((اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت))🌺


تجمهر الجميع حول خديجه التي اشتقاقوها بشدة البهجه لا تسع أفئدتهم والضحكه لا تفارق وجوههم المشرقه. 

خلقت خديجه روحاً من المرح والسعادة التي أفتقدوها. 

استرقت السمع للفتيات الذين يتحدثون عن عثمان بخفوت شديد 

لتطرق بذهنها فكرة فأسرعت بتنفذيها أبعدت ذراعي لمار التي يحاوطوها وتوجهت ناحية عثمان الذي يتحدث مع ياسين بإهتمام لتشد جاكته وهي تناديه هامسه :-

عثمان عثمان.

تنبه لنداءها ليميل قليلاً عليها وهو يقول :-

عيون عثمان نعم.

رفعت ديجااا ذراعيها محاوطه عنقه وهي تستدرك ان اعين مكه عليهما الآن وهمست بجانب أذنه بصوتاً لا يسمعه إلا هو ولكنها لم تدرك ان ياسين يسترق السمع إليهم :-

أنا عايزه أكل أيس كريم دلوقتي.

أبتعد عثمان بوجهه وهو ما زال محاوطها بذراعيه وهمس متعجباً :-

أيس كريم ودلوقتي......

قاطعه ياسين قاطباً حاجبيه مزهولاً :-

من امتى وأنتِ بتأكلي آيس كريم.

صمتت ديجا ملياً بتفكير وهمست ببراءة ونبرة صادقه :-

من سوسو وعمو الملبوس.

نقلا الشباب النظر وهمسوا مدهوشين بصوتاً واحد :-

ملبوووس ؟

أؤمأت خديجه بإصرار :-

ايوة ويلاااا خرجوني فسحوني لوحدنا وهاتولي ايس كريم.

وتصنعت البكاء وهي تكرمش وجهها متصنعه الحزن :-

ولا ارجع اتخطف تاني يعني؟!

رفع عثمان حاجبه هامساً بدهشه :-

تتخطفي عشان ايس كريم.

ضحكة برقه قائله وهي ترفع ذراعيها تدعيه ليحملها.:-

ايوه هتخطف وامشي مش عاوزكم ويلااا.

حملها عثمان وهو مقبل وجنتها ، هم بالرحيل بها وهو يقول :-

هخرج انا وخديجه شويه.

أؤمأت ورد وعمرو باسمين لتهمس خديجه ناظره للفتيات.:-

لوحدنا لوحدنا.

رمقتها مكه بنظرة غيره مفعمه بالغيظ بينما نهض خلفهم ياسين :-

ثواني جي معاكم...

ضمت ديجااا عنقه وهي تضع رأسها على كتفه وأخرجت لسانها لـ مكه.

قهقهوا الفتيات بينما هاجت مكه وهي تنهض محاوله امساك خديجه ليتمسك بها الفتيات قابضين على ذراعيها يعاودها للجلوس ، تابعت خديجه ضاحكه وهي تقبل عثمان عدت مرات وتغيظ مكه.

فضحك الفتيات حتى ادمعت أعينهما واستشاطت مكه غيظاً وغيرة.

خرجت خديجة مع الشباب فذهبوا طالبين لها آيس كريم.

نظر ياسين لها بعدما سئله البائع ما الطعم الذي يريده :-

عايزه بطعم ايه ؟

همست خديجه وهي تتذكر سجى :-

عاوزه بطعم المانجا والشكولاته.

تنحنح عثمان مبتسماً وهو يطلب لها بصمت تام.

بينما تسمر ياسين موضعه ولاحت بعينيه نظرة وجع مصحوبه بحنين لأيام فاتت لن تعود سيبقى لها أثر مهما حيي ، ذكريات جميلة قابعه بسويداء قلبه مع من ملكته منذ ان حملها بين ذراعيه وهي طفلة صغيره بكى قلبه اشتياقاً ودق قلبه وجعاً.


عادا للمنزل بينما ياسين يسير جسداً بلا روح كل ذكرى كل همسه ولحظة تضيء أمام عينيها كأنه يحياها من جديد 


🌺"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"🌺


بغرفة الفتيات تجمعوا سوياً جالسون على الفراش يتحدثن بعمل عائشه باحدى الشركات حتى دلفت خديجه وهي تاكل ايس كريم وقالت مغيظت أياهم :-

يا بنااات معايا ايس كريم.

تعلقت الأعين بها بينما نهضت مكه بسخط منها وقبضت على معصمها صائحه :-

بقا يا زفته بتغيظيني وتبوسي في الموز اللي تحت دا ايه يابت أنتِ؟ عايزه تشليني صح.

هزت خديجه رأسها ببراءة :-

لا انا وعثمان هنتجوز.

ضغطت مكه على معصمها قائله :-

تتجوزي مين يا بت أنتِ اتجننتي قال تتجوزيه قال كنت كلتك بسناني.

نظرت خديجه ناحية الباب صائحه :-

يااا عثمان الحقني من امنا الغوله.

تركت مكه يدها بخوف وهي تتلعثم وتنظر للباب ببطئ.:-

لا والله أنا معملت......

لم تجد احد وظهرت خديجه تغيظها على الباب :-

يا امنا الغوله هتجوزه انا.

ركضت مكه خلفها ، وسبقتها خديجه بالركض حتى ظهر امامهم عثمان لتتواري خديجه به هامسه :-

الحقني يا عثمان عايزه تضربني.

حملها عثمان بخفه هامساً بتساؤل مصحوباً بسخريه :-

مين دي اللي تضرب مراتي وانا عايش.

جزت مكه على اسنانها وهي تتخصر وتتوعد لـ خديجه التي هزت منكبيه قائله وهي تشير على مكه :-

أهي البت دي.

قبل عثمان وجنتها هامساً :-

سيبك منها البت دي.

همست خديجه :-

صح عشان هي أمنا الغولة.

استشاطت مكه غيظاً وضربت الأرض بقدمها عدت مرات واستدارت متجهه للغرفه فقهقهوا عليها الفتيات.


🏵"يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"🏵


# استنى يا ورد. 

نطقت بها لمار قبل خروج ورد من غرفتها برجاء. 

فأستدارت ورد لها قائله ببسمة صافية :-

نعم. 

تقدمت لمار ممسكه بكفيها وقالت بحنان ام :-

متزعليش من آخر كام يوم كنت بقولك كدا من خوفي والله متزعليش مني. 

ابتسمت ورد براحة وهي تضم كفيها وتشير لها بعينيها :-

هو في بنت تقدر تزعل من مامتها ؟ 

أنا عارفه أنك مكنتيش أنتِ بتتكلمي دا كان خوفك على بنتك. 

خديجه مش بس بنتي دي بنتك كمان وانا عارفه الأحساس ده. 

وعشان كدا انا خلتها تنام معاكِ أنهارده. 

ضمتها لمار بدموعاً تلمع بعينيها ، وسعادة نفس وراحة قلب وسكينة روح بأمان وحب وحنان. 

# يا اادي النيله خاينه في بيتي واوضة نومي لا كده كتير مينفعش. 

قالها ادهم بمشاكسه وهو يدلف للداخل. 

لتنظر له لمار و ورد وخديجه وهي تقترب من لمار التي ضمتها بحنان. 

ابتسمت ورد قائله :-. طب هستاذن انا بقا. 

قال ادهم بمرح :- 

بالسلامه يااختي خدي بنتك معاكِ اكيد نستيها صح. 

تعلقت خديجه بـعنق لمار اكثر لتهمس لمار وهي تنزلها :-

دقيقه يا حبيبتي ، بقولك ايه يا عم انت. 

نظر ادهم بحب :-

قلبه. 

اقتربت لمار برقه ليتغيب هو بعينيها هائماً بطفلته المدلـله وزوجته دفعته لمار للخلف بحده وهي تغلق الباب وتدفع ورد للداخل :-

لمؤاخذه يا ادهومي أنت اللي تطلع بره هنام مع بناتي انهارده. 

صاحت ديجااا مصفقه بينما انفجرت ورد ضاحكه بشدة. 

وصاح ادهم بالخارج مغتاضاً وهو يتمتم وهبط منضماً للشباب الذين انفجروا في الضحك وقد تناهي لمسامعهم طرد لمار له.


اووا للفراش لتضمهم لمار بحنان وراحه وسكينه تسئل الله ان يحفظهم لها ويحفظ تلك السعادة. 

بينما ورد كانت تشعر بالأمان والراحه وغفيوا ثلاثتهم بإطمئنان كانهم لم يناموا من فترة وحقاً لم يغمض لهم جفن منذ اختفاء خديجه. 


💐"اللهم إني أسألك [اليقين] [والعفو] والعافية في الدنيا والآخرة"💐


ترقبت حينما هجع الجميع للنوم لتتسلل خارج غرفتها وهي تعدل حجابها على رأسها متجهه لغرفة عثمان فقط تريد التدريب ماذا لو حصل معها شئ بالمستقبل او تعرضت لشئ گهذا ، ماذا لو أنخطفت مره آخرى ، ستّدرب مهما كلفها الأمر. 

أذردت ريقها بتوتر شديد وهي واقفه امام باب غرفته تغمض عينيها تحاول طمئنت ذاتها فتحتهم وهي تأخذ نفساً بصوتاً عال كان الأكسجين سيزول بعد قليل. 

مدت يدها لتطرق الباب ولكن أرتجفت يدها بتردد. 

ترددت كثيراً أن تطرق وتعزم ما نوت فعله او تعود ادراجها من حيث آتت. 

عزمت أمرها وطرقت الباب بتنهيده قلقها عدت مرات. 

لحظات وكان الباب يفتح بعنف ويطل هو أمامها بشراراً يتطاير من عينيه لمن أيقظه ما ان غفت عينيه وعرفت للنوم سبيل. 

غضت بصرها وأنعقد لسانها وتحير فكرها ولم تدري ماذا تقول لذا فركت أصابعها بأرتباك وهي تتحاشى النظر بعينيه. 

عقد ذراعيه رافعاً حاجبه بدهشه من وجودها أمامه هم بالحديث ولكنه احس بالقلق فيبدوا ان هناك امراً ما امراً مهماً للغايه لتأتيه لغرفته دون ان تنتظر صباحاً حينما يهبط للأسفل تقدم بقلق واقفاً امامها سائلاً بلهفه :-

مكه !! ايه في ايه في حاجه ولا ايه أنتِ كويسه؟ 

لم تجيب لم ترفع عينيها حتى فصاح بنفاذ صبر :-

رددددي بقولك في ايه مااالك ؟ 

رفعت بصرها به هامسه بصوتاً مرتجف هادئ :-

كنت عاوزه اطلب منك طلب. 

قطب حاجبيه متسائلاً بدهشه وهو يرمقها بنظره مفعمه بالحيرة :-

طلب أيه دا قولي في ايه ؟ 

لم تتكلم وعم الصمت واستحكم تلك اللحظه ، ضحك هو متذكراً شيئاً فنظرت له بدهشه وتعجب من ضحكته التى ليس لها سبب. 

هدات نوبة ضحكته وهو يقول بمرح مصحوباً بالمشاكسه ليسير حنقها :-

متقوليش جايه تنفذي اللي سمعتك بتقوليه لأسماء. 

قهق بصخب ما ان انهى جملته وهو يغمز لها مستمتعاً بغيظها الذي ثاره. 

اتسعت عينيها وتجلت بهما نظره صدمه مفعمه بالدهش وفغر فاهه مصدومه لا تصدق ما لفظ به للتو ماذا قال ذاك الوقح ؟ 

استشاطت غيظاً وخجلاً بآن واحد وتوردت وجنتيها فضربت الأرض بقدمها بطفوله وهي تتصنع البكاء لتواري حياءها وصاحت به بتذمر :-

تعرف انك قليل الأدب وانا غلطانه ان جايه أقولك تدربني عندك. 

رمقته بنظره ساخطه وهي تستدير لتغادر. 

# تدربي ؟ تدربي ايه بس أنتِ هتقدري تستحملي اصلاً!؟ 

أنتوا كل همكم شكلك ومنظركم وبس. 

استدارت له غاضبة وأشارة له بقوة وشجاعه :-

ومين قلك اصلاً ان احنا للمطبخ والميكب والفساتين والاهتمام بمنظرنا وطبخ وغسيل بس ؟ 

رمقها بسخريه يؤكد لها حديثه لتشير هي له بتحدي :-

مكنتش عمتي دلوقتي أقواء من مائة راجل وعملت اسم بيخلي المجرمبن يترعبوا كأنهم عيال صغيره. 

ابتسمت له بكبرياء وتحدي :-

وانا هوريك ان احنا مش بس للي بتقول عليه وهوريك اني هدرب وهبقى أحسن منكم كلكم مش ليا بس عشان لما اشوف حد محتاج مساعدة أكون مستعده اقدمها من غير خوف او جبن. 

لم يستطع اخفاء أعجابه بقوتها وكلامها ذاك.

ولكن زالت تلك البسمة ليحتل الغضب والشرر مقلتيه وتبرز عروقه حينما قالت وهي توليه ظهرها مغادره :-

غلطانه اني جتلك تدربني هشوف ياسين . 

اه والله انا غلطانه واستاهل ايه اللي يجبني للاخ المتكبر دا. 

ياترى بيعاملني كدا ليه شمعنا خديجه يعني ايه ده اكون قتلتله قتيل. 

كانت تتمتم بهذه الكلمات وهي مغادره إلي ان تخشبت مكانها بخوف حينما صرخ بغضب ولهجه صارمه :-

استنى هناااااا رايحه فين مخلصتش كلامي. 

بلمح البصر كان يقف أمامها والغيرة تكاد حرقه مكانه. 

نظرة له بخوف شديد ليجز على اسنانه قائلاً :-

الساعه سته تكوني تحت في اوضة التدريب فاهمه. 

حملقت به بعدم تصديق وأعتراتها الصدمه ليردد سؤاله بحده وصوتاً عال قليلاً :-

فاااهمه. 

همست وهي تتراجع للخلف بعشوائيه هاربه من امام غضبه وجحيم عينيه تهز رأسها :-

اه اه اه فهمت طبعاً فهمت. 

أستدارت سرعان ما صرخت متاوه وهي تتحسس جبينها من قوة الأصتطدام بالجدار. 

قال هو باسماً :-

أنتِ محتاجه اعادة تأهيل للمشي والكلام ولعنيكِ لكلك على بعضك. 

غمغمت قائله وهي تدحجه بغيظ :-

حسبي الله ونعم الوكيل. 

# بتقولي ايه ؟ 

صرخ بها محذراً. 

لتتلعثم هي قائله.:-

ولا حاجه. 

واستطردت بأسى :-

هو مينفعش يبقي التدريب في الظهر يعني اصحى سته ازاي. 

ببرود ولاها ظهره مغادراً وهو يقول :-

الساعه سته بالظبك تكوني قدامي وإلا العقاب هيبقي اشد. 

وألتفت رامياً نظره مسليه لتتمتم هي تلعن اللحظه التى قررت به التدريب على يديه.. 


🌸"اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة"🌸


يجلس زين واضعاً رأسه بين كفيه بهماً شديد مستنداً على مكتبه. 

الحزن كثى وجهه بذل جهد عظيم بالبحث عن خديجه بلا جدوى كأن الأرض انشقت وبلعتها يحمل نفسه مسؤلية أختفاءها ولكنه مشكوراً لها فبسببها توصل لأفعال عمه ويجب ان يضع له حداً. 

جحافل من الأسئلة أستقرت بذهنه القلق ينهش بصدره والألم يمزق صميم الروح يشتاق لخديجه ويخشى ان يكون قد حصل لها شيئاً يتمني فقط ان تكون بخير ومن كلفهم بالبحث عنها يجودها لتقر عينيه ويهدأ قلبه وتجف دموع حبيبته التى لا يرقأ لها دمع منذ غياب تلك الطفله التى أمتلكتهم. 

_ تبكِ سجى بقلب اضنته الندوب وأضنتها الأيام بروحاً فاقدة للحياة ولجل شيء لا يرقأ لها دمع تشتاق لتلك الصغيرة التى رسمت البهجه على وجهها وجعلتها سرت بمهجتها ، تلك التي تخللت شغاف فؤادها التى لم تتمنر عليها وأحبتها دون ان تهينها او تمسها بكلمة سوا بسبب عينيها الكفيفه كما يحدث دوماً ويسموها العمياء كلمه يطلقون بها على سبيل المرح واللهو والمزاح لا يدرون أنها تسبب ثغره بسويداء القلب ذو جرحاً غائراً لا يزول ، وندوب بصميم الروح تقطعها أرباً ، گنخجر استقر بوسط فؤادها جاء بغته دون انذار او أستأذان.، انها كلمة لا يدرون انها تميت فؤادها. 

لتظهر لهم انها غير مهتمه وبداخلها اهات لا يعلم بها إلا الله. 

تنتظر فقط أن يجيء ليلها لتعتكف بغرفتها تاركه العنان لدموعها أنه عالم خاص قد صنعته لنفسها لتهرب متى شاءت إليه حيث رفيقة دربها تلك الوسادة التي تستقبل دموعها بقلباً رحب وتلك النجوم الساهره تبصر حال قلبها. 

اما خديجه فقد ضمتها بحنان واحتواءً اشد حقاً قد غفت تلك الليله بامانً غريب دون كوابيس او شئ يزعجها دون صراخ دون وحده او شغور بفراغ فؤادها وروحها وايامها بلا حياتها. 

حياتها الحالكة تلك فجأه ظهر نور بعيداً كانه كوكب دري او نجم ساطع بسماء خاويه إلا منه يلمع بمفرده كانت هي خديجه . 

_ منشغل الذهن بمن رحلت دون وداع وتركته لوحدته بمفرده وذاك الحنين القاتل . 

يتمدد ياسين على الفراش واضعاً ذراعه على جبينه يحاول النوم لعله ينسى قليلاً وجع قلبه يريد الصراخ ان بهدأ من اوجاع قلبه. 

علا رنين هاتفه منتشلاً أياه من دوامته الخاصه الموجعه ليزفر بضيق معتدلاً بجلسته ونظر بالهاتف ليجد رقم غير مسجل تنهد مغمض العينين وهو يجيب :-

الووو السلام عليكم .... 

لم يأتيه رد فصمت ثوانً وقال وقلبه يخفق بشدة :-

الووو من معايا. 

وثب واقفاً بأعين متسعه و....


💮"اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر، اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب. اللهم إني أعوذ بك من الكسل والمأثم والمغرم"💮

                 الفصل الثامن عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

   

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close