أخر الاخبار

رواية هوس متيم هيامي الفصل الرابع والثلاثون 34 والاخير بقلم فاطمة محمد

       

رواية هوس متيم هيامي 

الفصل الرابع والثلاثون 34 والاخير 

بقلم فاطمة محمد


"بعد منتصف الليل" 


مستلقى على فراشه بذاك الظلام الحالك، بعد أن جفاه النوم يحك ذقنه بتفكير والشرار ينطلق من عيناه متمتم بسره


-وبعدين يا فتحي هتسيب كل المجوهرات دي.. ده الولية كركوبة هتعمل إيه بكل ده وهى عايشة بطولها كدة حتى بنتها رمياها


زفر بعنف ورغبته بأمتلاك المجوهرات تزداد بعنف، أستقام  بجلسته على الفراش ولمعت عيناه ببريق الطمع


-المجوهرات دي حقي أنا... آه حقي أنا أسرقهم ولا من شاف و لا من درى بس الموضوع لازمله تخطيط و تكتيك بدل ما اتمسك و اروح في الحديدة 


هنا و أبتسم بتفكير و قال بسخرية من ذاته


-أتمسك إيه بس و من مين!! من الولية العجوزة دي، دي ما تأخدش في أيدي غلوة


أتسعت أبتسامة حتى كشف عن أنيابة الصفراء و قال ناهضًا عن الفراش حتى ينفذ ما يريد


-أنا مش هأجل انا هنفذ و أنهاردة....مش لازم يبقو بعيد عني أكتر من كدة لازم يناموا في حضني أنهاردة و بنتها السنيورة اللي عششت في دماغي هتبقى ليا مش للبأف اللي معاها ده


أبدل ملابسة لآخرى سوداء و و ضع بجيب بنطالة الأسود قناع لكي يغطي وجهه  وأجهز حقيبة بها ما قد يحتاجة بتلك العملية و ليضع بها المجوهرات.....ثم خرج من الغرفة بهدوء محاولًا ألا يصدر صوتًا يوقظ صبري شريكة بالمنزل و بعملياته الإجرامية وبعد ثوانٍ أصبح خارج المنزل متنفسًا براحة ممزوجة بسعادة


*********


تسلل داخل البناية وجد حارس البناية جالسًا على المقعد المخصص له ذاهبًا بسبات عميق لا يشعر به، تخطاه بهدوء و أقترب من الدرجات الرخامية لكنه توقف فجاءة عن الحركة و هو يستمع لصوت حارس البناية الذي تململ في نومه وفتح عيناه مثلما أعتاد يلقى نظره سريعة و يعود للنوم مرة آخرى، فوجد ذلك المتسلل المرتدي ملابس سوداء أشبه بملابس اللصوص


نهض مقتربًا من صائحًا بدهشة


-بتعمل إيه هنا يا جدع أنت،  أنت مين و طالع لمين أنطق أكلم


أغمض فتحي عيناه بغضب و كز على أسنانه بقوة و بدأت يديه تتسلل لحقيبته المعلقة بصدره مخرجًا منها عصاه خشبية غليظة وما لبث الحارس أن يضع يديه على كتفيه ليرى وجهه حتى وجده يلتفت رافعًا يديه بتلك العصاه ضاربًا إياه بقوة على رأسه جعلته يسقط أرضًا في الحال


أرتفعت وتيرة تنفسة و أزداد توتره فأخرج القناع من جيبه و ارتداه سريعًا و اخد يصعد الدرجات وكأنه في سباق معها حتى وصل أمام المنزل المنشود، فوقف قليلًا يلتقط أنفاسه و جسده بأكمله يتصبب عرقًا ثم أخرج شئ حاد يساعده في فتح ذلك الباب الذي يحجز بينه و بين مجوهراته الغالية


أما بداخل فكان من المفترض أن تكون ذاهبه بنوم عميق لكن ذلك لم يحدث الليلة خاصة بعد تطاول خالد معها و أهانته لها، ألا يكفيه ما فعله معها......لكنها لن تصمت ستجعله يتحسر على أحبائه...لا ليس هو فقط من سيتحسر فهى ستجعل الجميع تعساء مثلها....فكل منهما حصل على من يحب إلا هى...


أبتعد عنها معشوقها لم يبادلها مشاعرها و لو لحظة، تمنت دائمًا أن تدفن بأحضانه فما الذي كان سيحدث إذا فعلها؟


لماذا لم يبادلها ما تشعر به؟ لماذا عشقها كان من طرفًا واحدًا وظل هكذا؟


ازداد حقدها على الجميع و أبتسمت بتلك اللحظة قائلة بتوعد


-ندى كل ده كانت بتلعب معاكم والكلام اللي بجد لسه هيبدء وأنت بقى يا خالد حسابك تقل معايا أووي بس وديني لهحرق قلبك على هبه، ما هو أنا منحرمش من حسن و من حبه، وأنت والهانم تعيشوا في سعادة، مستحيل ده يحصل على جثتي أنه يحصل


تحركت من مكانها قليلًا و أوشكت على ألتقاط هاتفها لكن وصل لأذنيها صوت جعلها تقطب حاجبيها بدهشه تاركة هاتفها بموضعه تتساءل عن سبب ذلك الصوت فهو يأتي من الخارج، أزاحت الغطاء ونهضت من على الفراش منتشلة روب أبيض اللون وأرتدته فوق قميصها وبدأت تتجهه صوب الباب والخوف يتغلل قلبها خوفًا من أن يكون لص، فتحت الباب فتحة صغيرة نظرت من خلالها للخارج فجحظت عيناها وهى ترى جسم عريض البنية مقارنة بجسدها الضئيل، يتلفت حوله  وبيديه كشاف يساعدة على الرؤية بحثًا عن شئ ما غير مدركة أنه يبحث عنها يتأكد من مكوثها بالغرفة


أغلقت الباب بهدوء شديد وجسدها يرتجف من شدة الخوف، فلم تجد نفسها سوى وهى تبحث عن شئ فوقعت عيناها على المزهرية الزجاج الموضوع على الكومدينو بجانب الفراش فتحركت صوبها وهى تسير على أطراف أصابعها ملتقطه إياها من موضعها و عادت تقف خلف الباب تنتظر ولوجه


أما بالخارج فكان يبحث عنها وعندما لم يجدها زفر زفيرًا عنيفًا يشجع ذاته على ولوج الغرفة فمن المؤكد أنها نائمة فالمنزل يعمه الظلام، يخلو من أي صوت وأي حركة قد تليح عكس ما يظنه، فالوقت قد تخطى الرابعة فجرًا.. وسرعان ما أتجه صوب الغرفة متمتم بسره


-أنت تسرق المجوهرات بشويش عشان متصحاش و بعدين ولا من شاف و لا من دري


أتسعت ابتسامته ظنًا منه بأن الحياة قد اوشكت على الابتسام له لا يعلم مصيره وما سيحدث.... الآن


فتح الباب بهدوء وحذر شديد وعينيه لا تفارق الفراش الوثير والذي يتوسط الغرفة موجهًا الأضاءة تجاها و سرعان ما أعترته الدهشة عندما لم يجدها بالفراش…


خطى بقدمية للغرفة وعينيه لاتزال تبحث عنها لا يعرف أين هى، أزدرد ريقه وشعر بحركة من خلفه فألتفت سريعًا فوجدها تقف خلفه و يديها معلقة بالهواء متمسكة بتلك المزهرية، أتسعت عيناه و ألتقط يديها المحلقة بالهواء و التي كان على وشك السقوط فوق رأسه 


تأوهت من قبضته ومحاصرته ليديها المعلقة بالهواء ساحبًا بيديه الآخرى المزهرية من يديها فصاحت بغضب وصوت جهوري


-خالد اللي بعتك مش كدة يا حيوان فاكرين أنكم هتخلصوا من ندى بسهولة ده انتوا بتحلموا


أزداد توترة و خوفه من صياحها و الذي من المؤكد سيؤدي بحياته للهلاك و يعود للقفص الحديدي من حديد


ألقى المزهرية بعيدًا و اسودت عيناه الظاهره من ذلك القناع و رفع يديه واضعًا إياها على فمها يمنعها من أسترسال حديثها الغاضب


ظلت تتلوى بين يديه لا يعلم ما يفعله معها فما تفعله الآن لم يحسب حسبانه، ظلت تحاول دفعه بعيدًا عنها مزيحة يديه تحاول الصراخ بأعلى صوت رغم ذلك الخوف المتملك منها 


أما هو فأحتل الغضب جسده بأكمله و قام بنزع القناع عن وجهه ليكشف عنه أمامها فهدءت ثورتها و أتسعت عيناها متمتمة بصدمة 


-فتحي!!!!


رفع يديه ومسح على وجهه بعنف ثم ضرب الحائط من خلفها بغضب أهوج ثم ألقى الكشاف من يديه مضيئًا أضاءة الغرفة وقال


-مكنتش ناوي أذيكي بس أنتِ وباللي عملتيه فتخليني أذيكي متأسف يا ست هانم بس الأتفاق اللي بينا بح، هطلعلي بكام يعني من العمليه دي ها فتافيت طب ما انا ممكن أخد مجوهراتك دي وأعيش مليونير، كل دي مجوهرات يا ولية 


أزدردت ريقها و قالت بخوف من لهجته الإجرامية و الطمع الذي يملئ عيناه


-خدهم مش عايزاهم و غور في داهيه 


ابتسم بتهكم متحرك صوب الصندوق الذي يحوى على مجوهراتها و قام بتفحصه قبل و ضعه بالحقيبة ممسكًا إياه بيديه، فلمعت عيناه بسعادة وهو يري نفسه رجل أعمال تتهافت عليه النساء، تركع تحت قدميه وهو لا يبالي 


وأثناء ذلك ظلت ندى تحاول البحث عن شئ لا تريد أن يأخذهم فهى لا تملك سواهم….


وضع الصندوق بالحقيبة المعلقة برقبته و نظر لها مقتربًا منها فوجد عينيها الباحثة عن شئ ما، فأبتسم بتهكم ينظر لها بشرار واضعًا يديه بالحقيبة 


-كان نفسي أسيبك عايشة بس أنتِ اللي حكمتي على نفسك 


كانت عيناها مثبته على يديه الموضوعه بالحقيبة فهوى قلبها أرتعابًا فحياتها على وشك الأنتهاء، تحركت من مكانها محاولة الهرب منه قائلة بتلعثم خائف فـ  لسانها لا يسعفها للحديث


-سبني عايشة أنت مش خدت اللي أنت عايزة هتستفاد إيه لو قتلتني ها


ابتسم مغمغم بغلاظة 


-اسيبك عشان تبلغي عني و ارجع تاني أتحبس مش كدة عبيط أنا صح


ظلت تتراجع بجسدها المرتجف و هو يتقدم منها و أخيرًا حاصرها بأحدى زوايا الغرفة مرة أخرى وخرجت يديه من الحقيبة حاملًا سكينًا صغيرًا...لم يمهلها وقت وفجاءها بطعنها و غرز تلك السكين ببطنها، فأتسعت عيناها و راخت مقاومتها و أبتسامته تتسع رويدًا رويدًا قائلًا دون رحمة وهو يكرر طعنها عدة مرات


-بنتك في عيوني متخافيش عليها يا ندى هانم


سقطت أرضًا و أصطبغ قميصها الأبيض باللون الأحمر وشعرت بأن روحها تفارق الحياة محاولة التنفس وبعد ثوانٍ من مقاومتها غادرت روحها جسدها….


أبتعد عنها و مسح يديه المليئة بالدماء بقميصها و ابتعد عنها سريعًا مغادرًا الغرفة، فتح باب المنزل وغادره هابطًا درجات الدرج، وسرعان ما تسمر مكانه و هو يرى حارس البناية حولة رجلين يقص عليهم ما حدث و ما أن رآه حتى أشار ناحيته بسبابته و يديه الآخرى موضوعه موضع الضربة


-هو ده اللي ضربني، أكيد حرامي  


لم يعلم ما يفعله فالرجال أمامه و الدرجات خلفه فحاول الهرب من أمامهم و صعود الدرجات لكنهم لحقوا به و وقع بين يديهم  فوجدوا تلك الحقيبة و محتواها فما كان منه سوى الأعتراف بجريمته ليقع في شر أعماله


********


"في صباح يوم جديد"


هبط يوسف من المصعد بعد أن تناول افطاره مع زوجته التي لا تتركه يذهب عمله دون أن تحضر لها طعامه، فكانت الابتسامة على وجهه لكن ما أن رآها تنتظره  بمدخل البناية حتى تهجمت ملامحه فتجاهلها كأنها سراب ولكن دون جدوى فظلت تنادي عليه، ألتفت ينظر لها ببرود مميت جعل قلبها يتألم


-نعم!!!!


   


-يوسف آسر طلقني يعني نقدر نستنى العدة ونجوز 


ضيق عيناه ينظر لها بذهول متمتم بصدمة


-نجوز!!! 


اتجوزك أنتِ ليه، إيه اللي فيكي عشان اتجوزك عشان حلوة، طب إيه يعني ما الحلوين كتير وعلى قفا مين يشيل، عارفة أنتِ مشكلتك إيه!؟


صمتت قليلًا يتأمل نظراتها المستفسرة عما ينقصها حتى لا يحبها و يبادلها ما تشعر به تجاهه


-أنك واثقة في نفسك زيادة يا شهيرة، طلاقك ميفرقش معايا، قولتهالك و هقولهالك تاني، انا بحب سارة ومش مستعد أني أبص لغيرها فياريت تطلعيني من دماغك


تجمعت الدموع بعيناها واقتربت منه ممسكة بيديه محتضنه إياها قائلة بنبرة متوسلة 


-بس انا بحبك يا يوسف، لو أنت خايف أن سارة تعرف انا عندي استعداد جوازنا يفضل بينا ومراتك متعرفش بيه، مش عايزاك تحبني كفاية أنا بحبك يا يوسف متسبنيش انا مش هقدر أعيش من غيرك والله ما هقدر أنا اول مرة أحب 


هبطت دموعها من وجنتاها لتلفح بشرتها الناعمه مسترسلة حديثها بعد أن قبلت يديه التي تتمسك به كأنه طوق النجاه تطالع عيناه التي تتابعها دون أي ملامح باديه على وجهه ساحبًا يديه من قبضتها


-أنت أول راجل ميبقاش طمعان فيا و في جمالي، وانا اول مرة اتعلق براجل لشخصه مش لفلوسه، أنا عايزاك يا يوسف 


غرز يديه بين خصلاته  وقال بحنق


-وأنا مش عايزك أنا آسف و ياريت تطلعيني من حياتك لأن صدي ليكي هيستمر يا شهيرة ولو أنتِ بتحبيني فعلًا زي ما بتقولي هتحبي أن اعيش مبسوط 


كاد أن يرحل تاركًا إياها تبكي بحسرة و وجع لكنه التفت لها وقال كلماته الأخيرة التي ظلت تتردد بأذنيها بصدمة 


-على فكرة آسر يبقى أخويا وأتمنى الرسالة تكون وصلت


ورغم مشاعرها الصادقة تجاه يوسف لكنه كان صادقًا فيما قاله فلو كانت صادقة بحبها له لتركته، اغمضت عينيها مقررة الرحيل من تلك البلاد  فلن تتحمل رؤيته أمامها اكثر من ذلك فلو ظلت لأغرمت به أكثر و أكثر، والآن عليها أنهاء إجراءات طلاقها حتى تستطع الرحيل


*********


"في غرفة المكتب"


أستيقظ من نومه  على صوتها الذي يهمس جوار أذنيه متمتمة بأسمه بطريقة مثيرة جعلت أذنيه تعشق أسمه  وجسده يطالب بقربها


-آسر، آسر


فتح جفونه فرآها أمامه تجثو على ركبتيها أمام الأريكة التي أقضى ليلته عليها.. مقتربة بطريقة أهلكته كليًا، أزدرد ريقه فهمست بذات النبرة


-صباح الخير


أستقام جالسًا على الأريكة يطالعها بغيظ متذكر ما فعلته معه و منعه من الأقتراب يجعل الماء تفور بجسده


أعترت التقطيبة جبينها قائلة بدهشة مصطنعة


-أنت مش بترد عليا..بقى كدة  تصدق أنا الحق عليا أني نزلت أصحيك


أجابها ببرود ناهضًا من أمامها معطيًا ظهره لها مبتسمًا بخبث


-محدش قالك تصحيني وبعدين أنا رجعت البيت وش الصبح يعني ملحقتش أنام


ارتفع حاجبيها مغمغمة بأستغراب وهى تنهض من مكانها و اقفة امامه تري وجهه


-وش الصبح ازاي يعني؟


أنت كنت فين بليل


-كنت عند شهيرة  أصلي رديتها لعصمتي


تجمدت مكانها تطالعه فقط...الغيرة تتآكلها تتخيل ما فعله ليلة أمس رفقتها، وسرعان ما نفضت تلك الأفكار و اشتعلت عيناه مقتربه منه وعينيها معلقه بعيناه لا تبتعد عنها غير منتبه لألتصاق أجسدهم 


-كداب و كدبتك تفور الدم وبلاش الطريقة دي معايا يا آسر 


عض على شفتاه يخفي ابتسامته السعيدة من اقترابهم وقال بمكر ويديه تحاوط خصرها  كما تحاوط الأفعى ضحيتها متمتم أمام ثغرها الصغير 


-طريقة إيه بضبط!!


وبعدين أنا مش كداب، أصل أنتِ متعرفيش شهيرة كانت بدلعني أزاي عُمرها ما قفلت الباب في وشي مش زي ناس


لفحت انفاسه بشرتها فرفعت يديه تتمسك بيديه المحاوطة لها و بدأت تتلوى بين يديه غير مدركة ما فعلته لمسه يديها بجسده، فأردفت بعصبية وأنفعال


-طيب طلقني يا آسر مش عايزة أقعد على ذمتك ثانية واحدة طلقني بقو


كادت تكمل لولا قبلته التي أطاحت بها مبتلعًا باقي حديثها فأستسلمت لقبلته، وبعد ثوانِ أبتعد عنها متمتم بحب فرحًا بأستسلامها له


-بحبك يا مجنونة، وبحبك غيرتك عليا وشهيرة انا وهى رايحين للمأذون أنهاردة عشان تخرج من حياتي نهائيًا


قالها وهو يعيد الكرة مرة أخرى يتحرك بها تجاه الأريكة مستسلمة له لكنها لن تعترف بمشاعرها الآن فلتعذبه قليلًا بعد


********


وصلت أمام البناية وهى تمتم بكلمات غير مفهومة تسب وتلعن السائق الذي اوصلها بعدما دخلت بشجار معه لا تريد دفع ما طلبه منها، أما هو فلا يتركها تذهب قبل أن تدفع ما طلبه، وبعد شجار دام طويلًا و أجتماع بعض الناس حولهم صاح أحدهم


-خلاص يسطا دي قد والدتك عيب كدة أنا هديك اللي أنت عايزة سيبها تمشي بقى


مصمصت شفتيها قائلة بحقد والجة البناية غير منتبهه لهبه التي كانت تقف بالنافذة تترقب وصولها 


-طول عُمرك فقرية يا بت يا سماح، كان هيحصل إيه لو كنت وقعت في راجل زي خالد ها، كان زماني عايشة ملكة بدل ما انا عماله أخدم في البيوت كدة


تحركت هبه من خلف النافذة ناظرة لزوجها الذي أنهى ارتداء ملابسه للتو مردفة بنبرة هادئة و ملامح شبه جامدة


-سماح وصلت يا خالد 


أماء لها بعيناه مغادرًا من أمامها متجهًا صوب باب المنزل ثم قام بفتحه راسمًا أبتسامة لم تصل لعيناه تحمل بين طياتها الكثير


خرجت سماح من المصعد فوجدت خالد واقفًا أمام الباب يبتسم لها، فبادلته ابتسامته قائلة مقتربة منه


-صباح الخير يا بيه


أجابها على مضض خافيًا مشاعره المستاءه مما فعلته بأبنته


-صباح النور يا سماح، تعالي شوية لو سمحتي عايز اتكلم معاكي


أماءت بأيجاب رغم ما اعتراها من قلق أن يكون علم ما فعلته بـ ابنته، لكن سريعًا ما طردت تلك الأفكار فلو كان علم بشئ ما كان ابتسم لها و عاملها برفق


-أكيد يا بيه أنت تؤمر 


ولجت المنزل برفقته، ثم أغلق الباب من خلفها وأختفت ابتسامته كليًا وهو يلتفت لها


أستدارت تنظر له بابتسامة بسيطة على محياها لكن سرعان ما شحب وجهها وهى تراه ينظر لها بتلك الطريقة المخيفة مقتربًا بخطى هادئة، تراجعت للخلف بظهرها وهى تطالع عيناه المخيفة لأقصى درجة فقالت بنبرة مرتجفة


-في إيه يا خالد بيه أنا عملت حاجة لسمح الله


لم يجيبها هو تلك المرة بل جاء صوت من خلفها مجييًا عن سؤالها


-يعني أنتِ مش عارفة عملتي إيه يا سماح مع بنتي أنتِ و ندى


أستدارت تنظر لهبه و لاح الذعر على وجهها بأكمله تنظر لها تارة و لـ خالد تارة أخرى عالمة بأن كل شئ أنكشف و فضح أمرها وأنكار ما فعلته سيأتي بنتيجة عكسية


أزدردت ريقها متمتمة بترجي 


-مش أنا والله ما أنا دي ست ندى هى اللي ورا كل اللي حصل، أنا أنا مكنتش موافقة بس هى اللي جبرتني عشان عارفة أني محتاجة كل قرش وأن بنتي على وش جواز وأبوها مفيش منه رجا رامي حمل جهازها كله عليا، سامحني يا بيه، سامحيني يا هانم


-يعني كمان عندك بنت!! طب ما خوفتيش عليها يحصل فيها اللي عملتيه في بنتي، متعرفيش أن ربنا مش هيسيبك، وداين تدان 


أنهمرت الدموع الكاذبة من عيناها محاولة أثارة عكفهم حتى يتركوها قائلة بكذب ردًا على كلمات هبه


-والله يا بيه والله يا هانم كان غصب عني، قلبي كلن بيتقطع وانا بعمل فيها كدة بس اعمل إيه، اللي أيده في الماية مش زي اللي أيده في النار يا ست هانم


جز خالد على اسنانه يفهم ما تحاول ان تفعله فزمجر بها بشراسة مخيفة جعلت بدنها يرتجف 


-الشويتين اللي بتعمليهم دول و جو الصعبنيات ميدخلش دماغي، وحياة بنتي اللي ما هحلف بيها كدب لخليكي تشحتي عشان تحرمي تأذي الناس و


أردفت هبه بنبرة صادقة مقاطعة إياه وهى تنظر له


-لا يا خالد أحنا مش زيهم، مش هنأذي زي ما هما أذوا، أنا هراعي ربنا وهسيبهم ليه 


حركت رأسها تنظر تجاه سماح التي سعدت بكلمات هبه فقالت هبه مخرجة إياها من تلك السعادة


-أنا هسيبك لـ ربنا اللي احسن من الكل و هو قادر يرجع حق بنتي منك يا سماح وبكرة تحسي باللي عملتيه لما يتردلك في بنتك، و دلوقتي أمشي اطلعي برة مش عايزة اشوف وشك مرة تانية 


هرولت من امامهم مغادرة المنزل تنتفس الصعداء ثم قالت براحة غير مدركة ما تخبئة لها الأيام


-الحمدلله عدت على خير، وقال تترد في بنتي قال ده انا بنتي متربية احسن تربية مش زي بنتكم يا عالم يا واطية يا معفنين


بعد رحيلها اقترب خالد من هبه محتضنًا إياها بقوة بادلته إياها بخوف على ابنتها قائلًا


-كل يوم حبي ليكي بيزيد يا هبه ربنا يخليكي ليا انتِ و هيام و رنا يارب 


-ويخليك لينا يارب


قاطع تلك اللحظة رنين هاتفه فاخرجة واضعًا إياه على اذنيه فأتاه ما جعله يتسمر مكانه مردد كلمات المتصل بعدم تصديق


-أنت بتقول إيه ندى ماتت!!!!!


*********


"في منزل مالك و رنا" 


تقلب بالفراش ويديه تنلمس الفراش بحثًا عنها، فوجد الفراش فارغًا باردًا بجواره، فتح عينيه وجالت عينيه بالغرفة، أزاح الغطاء و غادر الفراش متجهًا صوب المرحاض، طرق طرقتان هاتفًا بصوت متحشرج


-رنا أنتِ في الحمام


 أنتظر الأجابة فوصله صوتها على فور 


-أيوة يا مالك ثواني وهخرج 


أبتعد عن المرحاض وعاد ناحية الفراش مرة أخرى وما لبث أن يستلقي عليه، لكن ألجمته الصدمة... لا يصدق ما تراه عيناه.... 


أقتربت منه رنا بخطوات متهادية مراقبة رد فعله وملامح وجهه المندهشة مما يراه


ابتسمت بخفة وقالت بصوت هادئ


-إيه مش مبسوط و لا إيه


لم يجيبها ظل يحدق بها وبحجابها الذي زين وجهها و أخفى خصلاتها كليًا....أرتفع حاجبيه مدهوشًا وقال وعينيه لا تفارق حجابها الذي زادها جمالًا


-اللي أنا شايفة ده بجد و لا أنا بحلم، أنتِ فعلا أتحجبتي يا رنا


أزدادت أبتسامتها و حركت كتفيها بعفوية مؤكدة حديثه مرتمية داخل أحضانة مردفة بصدق


-كانت خطوة مش سهلة الموضوع كان في دماغي بقالة فترة يا مالك و كان نفسي اوي أنفذها، وامبارح لقيت نفسي قررت أنفذها وكان لازم أفرحك


خرجت من أحضانه تنظر بعيناه متمتمة بصدق


-عايزة أقرب من ربنا يا مالك، عايزة أكفر عن أي حاجة وحشة عملتها، عايزة اصلي و أنتظم عايزة أتغير يا مالك


لمعت عيناه من حديثها الصادق و الذي جعل الدموع تتجمع بمقلتيه، ابتسم لها متنهدًا بسعادة من رغبتها في التقرب من الله عز وجل


حاوط وجهها بين يديه واردف 


-مادام النية موجودة يبقى هيحصل يا رنا وربنا غفور رحيم ودلوقتي هندخل نتوضى ونصلي أنا وأنتِ سوا...


ارتمت بأحضانة مره أخرى دافنة رأسها بصدره


-أنت الحاجة الصح الوحيدة اللي عملتها أنا بحبك اوي يا مالك


لثم أعلى جبينها مغمضًا عينيه يشدد من أحتضانها


-مش اكتر مني يا رنا


قاطع تلك اللحظة طرقات نبيلة على الباب فخرجت رنا من احضانه لا ترغب رؤية نبيلة لهم وهم بذاك القرب


-أتفضل


فتحت نبيلة الباب قائلة بتوتر أثار القلق بنفوسهم غير منتبهة لحجاب رنا 


-رنا والدك برة وعايز يشوفك


خرجت رنا من الغرفة فسعدت من رؤيته امامها وأرادت أسعاده هو الآخر من تلك الخطوة التي أتخذتها، فاندفعت نحوة مرحبة به متعلقه برقبته كالطفلة الصغيرة


-وحشتني أووي يا بابا


أغتصب خالد أبتسامة و قال بعدما أزدرد ريقه لا يري شيئًا امامه سوى حالتها عندما تعلم بما حدث مع والدتها وطعنها عدة مرات ادت إلي مصرعها في الحال...


-وأنتِ كمان يا حبيبتي


انتبه كل من رنا و مالك لملامح وجهه الباهته و توتره الغير معهود فبدا الشك يتسلل لقلبها خاصه أنه لم يعلق على حجابها


ابتعدت عنه متمتمة بنبرة قلقة


-خير يا بابا في إيه، هيام كويسة


أماء خالد لها بالإيجاب و قال مشيرًا صوب الأريكة


-تعالي يا رنا نقعد عايز أكلم معاكي


حول مالك أنظاره تجاه والدته التي كانت تطرق رأسها للأسفل بأسف فأقترب منها وقال بخفوت 


-في إيه يا ماما 


رفعت نبيلة رأسها تنظر له بأسف متمتمة بخفوت


-هتعرف دلوقتي يا مالك


أخذ خالد شهيقًا طويلًا وقال بهدوء شديد 


-والدتك في حرامي دخل البيت وسرق مجوهراتها و و و


أرتخت ملامحها.....شعرت بالأختناق....لمعت عيناه بدموع كثيفة أبت الهبوط حتى تسمتع لبقية حديثه....


-البقاء لله يا رنا


أغمضت عيناها عندما تأكدت شكوكها وهبطت دموعها في الحال تبكي حزنًا على فراق والدتها التي كانت تحبها رغم ما فعلته معها فهي ستظل والدتها وما فعلته لن يغير تلك الحقيقة، اقترب منها كل من مالك و نبيلة يهونون عليها، فلم تجد نفسها سوى وهى تصرخ منادية على والدتها وقلبها يتمزق لأشلاء فكم كانت تتمنى ان تحظى بعناق أخير........


-ماااااماااااااااااا


**********


"أمام أحدى المصحات لمعلاجة الأدمان"


ترجل كل من ثائر و هبه و هيام من سيارة خالد الذي ترك مفتاحها بحوذة  زوجته حتى يسوقها ثائر و يأتون بمعادهم لتلك المصحة التي ستساعد أبنته من التخلص من هذا الأدمان، وذهب هو كي يخبر ابنته بما حدث مع والدتها، ورفض رفضًا قاطعًا ذهاب هبه معه، حتى لا يتأجل ذهابها للمصحة مقنعًا إياها انه سيستطيع الأهتمام برنا و سيحاول قدر الأمكان المجئ ومساندة هيام هى الآخرى


حمل ثائر حقيبتها التي أعددتها هبه لها، فطالعها بأعين عاشقة لا يقدر على فراقها و لكن ليس باليد حيلة…


اقترب من زوجته التي كانت داخل أحضان والدتها تلقي على مسامعها كلمات تدعمها وتساندها


-أنا عارفة أنك قدها، وعارفة انك قوية و بأذن الله هنخرج من المحنة دي و أمتحاناتك تدخليها السنه الجاية و تعوضيها 


أبتسمت هيام لها، ثم حركت مقلتيها تطالع ثائر، انتبهت هبه لنظراتهم المتبادلة فأبتسمت بحب و أبتعدت قليلًا تاركة له مساحة ليحادث هيامة…


وقف امامها و تمسك بكلتا يديها بيديه الرجولية الخشنة وأنحنى مقبلًا إياهم قبلة طويلة، وما أن اعتدل ينظر لها حتى وجدها على وشك البكاء، فرفع انامله وجفف دموعها 


-العيون الحلوة دي مينفعش يعيطوا مش لايق عليهم العياط وبعدين لو عيطي تاني هسميكي عيوطة 


ابتسمت على كلماته الأخيره و رفعت يديها تزيح دموعها بطريقتها الطفولية التي هو لها عاشقًا، فأخرج زفيرًا حارًا وقال بغموض


-حسابي معاكي مخلصش، تخلصي فترة علاجك وأستلقي وعدك يا قطة


(بعد مرور أربع شهور)


عادت هيام لطبيعتها وسعد كل من خالد وهبه وثائر وهم يرون تلك الابتسامة التي تزين ثغرها الصغير خلال زيارتهم لها، فـ وجهها قد أسترد لونه الطبيعي بعد ذلك الشحوب الذي كان يرافقه، كذلك أنفعالاتها الجسدية عادت طبيعية مثلما كانت بفضل جلسات العلاج النفسي والتأهيل الأجتماعي التي خضعت لها بالمصحة، وظلت تحت الإشراف الطبي حتى لا يحدث إنتكاس بحالتها وتعود للأدمان مرة آخرى يتأكدون من شفاها، ففترة علاجها لم تمر مرور الكرام لكنها ظلت تقاوم راغبة بالتخلص من تلك السموم التي تسرى بجسدها 


أما ثائر فكانت لا تغيب عن باله للحظة يفكر بها طوال الوقت، يشعر بأنها تتألم فيتألم قلبه من أجلها، ظل طوال فترة علاجها يشغل نفسه بالعمل، يقضي بعض الوقت رفقة يوسف و سارة، وفي نهاية اليوم يعود لمنزلهم متذكر لحظاتهم وسعادتهم بذاك المنزل والتي لم تدم كثيرًا وكأن الحياة تعند معهم و لا ترغب ببقائهم سويًا...


يلج غرفتهم و يستلقى على فراشهم محتضنًا وسادتهم يستنشق رائحتها، يتنظر موعد زيارتها القادم على أحر من الجمر، وخلال فترة العلاج لم يسمح بزيارتها سوى مرات قليلة


وأخيرًا سمح الطبيب المشرف على حالتها بالخروج مطالبًا إياهم بمراقبتها دائمًا خوفًا من الأنتكاس 


استقبلتها عائلتها الصغيرة، وظلت تحت مراقبتهم مثلما طلب منهم الطبيب، وبدأت استعدادتها للعودة لدراستها مرة أخرى خاص بعد ان بدأت السنة الدراسية الجديدة وتعرفت على رقية واتخذتها صديقة لها، فـ ثائر و آسر تعارفا في احدى المرات عن طريق يوسف وأصبحا اصدقاء وأخبره يوسف بأن رقية زوجة آسر في سنتها الأخيرة بالجامعة التي تدرس بها هيام وحنين أيضًا فوجدها ثائر فرصة لكي تراقبها رقية وتظل جوارها بداخل الحرم الجامعي.....


أما رنا فمنذ أن علمت بوفاة والدتها وهى تعشق الوحدة، ورغم محاولات مالك و نبيلة وهبه و خالد للتخفيف عنها إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل.... وظلت هكذا شهرين ونصف حتى جاء اليوم والذي جعلها تخرج من تلك الحالة.....


خرجت من غرفتها راغبة بأحضار شئ تتناولة فلم تأكل شيئًا منذ الصباح رافضة اي طعام يحضره مالك ونبيلة والآن تتضور جوعًا


جذب انتباها صوت والدها وهبه الجالسون بحجرة الصالون يتساءلون عن هيام فهم لم يروها، فقص خالد عليهم ما فعلته ندى مع هيام وكيف جعلت سماح تضع لها المواد المخدرة بالطعام وبالأخير اصبحت الآخرى مدمنة والآن تمكث بمصحة تحت مراقبة الطبيب منتظرًا التأكد من شفائها التام....... 


أغمضت عينيها وصدمتها بوالدتها تتزايد ألا يكفي محاولتها اختطاف زوجها!!!!!! 


ومن بعد ذلك اليوم بدأت بالخروج من الغرفة مما أثار دهشة مالك لكنه تغاطى عن دهشتة وسعد بتحسنها، وقامت بزيارة هيام مرتين معتذرة لها عما بدر من والدتها..... 


غادرت شهيرة واستقرت بأحدى الدول العربية ولاتزال حتى الآن تفكر بـ يوسف وتشتاق له.... أما يوسف وسارة فهما مستقران بحياتهم ينتظران ميلاد صغيرهم والتي رفضت سارة معرفة نوعه إذا كان ذكرًا أم أنثى!


وعلى الجانب الآخر اخذ آسر رقية واقام بمنزله المطل على الشاطئ عدة ايام بثها بهم عشقه وهوسه بها، ولم تبخل عليه بمبادلته مشاعره لكنها لم تعترف بمشاعرها حتى الآن......كما تطورت علاقته مع يوسف خاصه بعدما اتفقا مع الرجل الذي تقدم لخطبة حنين وأعجبوا به، واسرعوا من تحديد موعد الزفاف خاصة بعد محاولات حنين بالهرب من المنزل لكن جميع محاولاتها فشلت فشلًا ذريعًا....


اما سماح وبعدما تركت العمل بمنزل خالد وهبه بحثت عن منزل آخر لكنها لم تجد وذات ليلة تأخرت ابنتها في القدوم إلى المنزل فنهش القلق قلبها وظلت هكذا ساعتين حتى جائها اتصال يخبرها بأن ابنتها قد توفت أثر تناول جرعة زائدة من المخدرات، لتسقط مغشيًا عليها غير عالمة بأن الله يمهل و لا يهمل........


***********


تقابلا بعد أنتهاء محاضرات كل من هيام و رقية وابتسامة واسعة على وجهه رقية رافعة ذراعيها مربتة على ذراعي هيام مغمغمة بمرح وهما يسيرون تجاه بوابة الجامعة


-مالك وشك يا بنتي، أنتِ خارجة من عزا و لا إيه


عقدت هيام حاجبيها وقالت بتذمر


-والله أنتِ فايقة ورايقة يا رقية، انا تعبت محاضرات اخرج من محاضرة ادخل في محاضرة لما خلاص طاقتي نفذت


لوت رقية شفتيها بحركة مسرحية وقالت


-من اولها و نخيتي احيييه ده أحنا لسة اول اسبوع


-أول اسبوع إيه بس يا شيخة ده انا حقيقي فرهدت و بروح انام زي القتيلة، استني بقى اما اكلم ثائر أشوفه بقى مين


أماءت لها رقية واخرجت هاتفها هى الآخرى لكي تهاتف آسر


خرجا من بوابة الجامعة وأصبحا خارج الحرم الجامعي يتسامران سويًا حول زفاف حنين الذي كان سببًا بغيابها عن الجامعة اليوم وانتظرا قدوم ازواجهم


جاء من خلفهم صوت احد الشباب صائحًا بتساؤل 


-إيه يا روكا واقفة كدة لية


امتعضت ملامح هيام من مجئ ذلك الشاب الذي تعرفت عليه مرة واحدة عن طريق رقية فهو صديق لها و وقتها جُبرت على السلام عليه غير راغبة أن تخجل رقية


اجابته رقية وعيناها تبحث عن سيارة زوجها وها قد وجدت ضالتها وهى تراه يترجل من سيارته متقدمًا منهم نازعًا نظارته الشمسية و ملامحة لا تبشر بالخير


-مستنية آسر يا كرم، اهو جه


اماء لها بأيجاب، ناظرًا تجاه آسر الذي وقف أمامه و قال بعجرفة رامقًا إياه بنظرة ثاقبة من رأسه لاخمص قدميه والغيرة تتطاير من عيناه


-نعم!!! انت مين و إيه اللي موقفك معاهم


حمحم كرم و قال بتوتر من نظرات آسر والذي يكاد يجزم بأنها مثل الرصاص و ستصيبه بمقتل


-أنا صديق لمدام رقية ومن باقي شيلتها


ارتفع حاجبي آسر و التقت يرمق رقية بنظرة قاتلة يغتاظ منها و من حديثها مع شباب في نفس عُمرها و يصغرونه سنًا


أختفت ابتسامة رقية التي كانت تزين ثغرها فرحًا بوصوله لا تفهم مغزى نظراته؟ 


وماذا فعلت حتى يغضب لذلك الحد؟!


عض آسر على شفتاه من الداخل ورسم ابتسامة مزيفة على محياه وقال مقتربًا من الشاب


-من باقي شيلتها، يعني مراتي عندها شلة ومصاحبة شباب مش كدة


غضبت من حديثه اللاذع الجارح و تبادلت النظرات مع هيام و الغضب يبدأ بالفوران بعروقها فكادت ان تجيبه فمنعتها هيام هامسة جوار اذنيها 


-بصراحة جوزك معاه حق مينفعش 


اغتاظت رقية من حديث وهيام و قالت بصوت عالي


-هو إيه اللي مينفعش ومينفعش ليه إن شاء الله


جاء ثائر بتلك اللحظة و ترجل من على دراجته مقتربًا من آسر لا يفقه شئ مما يحدث و ظن بأن ذاك الشاب قد تجرء على الفتيات اثناء انتظارهم وصولهم 


-في إيه يا آسر ضايقهم و لا إيه


حدق به آسر وكاد يجيبة لولا صوت كرم الذي خرج متهكمًا


-ضايقتهم إيه بس دول صحابنا و من شيلتنا وانا مش بعاكس صحابي والله مش كدة يا هيام، مش كدة يا رقية ما تقولوا حاجه


أتسعت عين هيام بتلك اللحظة و ابتلعت ريقها وهى تراقب نظرات ثائر التي تحولت تجاهها يطالعها بغضب أهوج متمتمة بسرها


-الله يخربيتك يا رقية ويخربيت الساعة اللي شوفتك فيها يا كرم الزفت أنت


ارتفع حاجبي ثائر و برزت عروقة الرجولية رافعًا يديه جاذبًا كرم بعيدًا عن الفتيات وآسر يلاحقه يتوعد لزوجته، فتمتم ثائر من بين اسنانه بنبرة تهديد و وعيد 


-طب اسمع بقى يا حيلتها من هنا ورايح لو شوفتهم متكلمش معاهم، حتى السلام مترمهوش، عشان لو حصل وعرفت انه حصل مش هيحصل طيب يا 


اجابه كرم بهدوء شاعرًا بغيرتهم العمياء


-كرم


ابتسم ثائر ابتسامة متسعة اظهرت اسنانه وقال 


-مش هيحصل طيب يا كرم، وعندي استعداد انا و آسر نخليك كارما بدل كرم ها قولت إيه


على الجانب الآخر 


تحدتث رقية بانفعال موجهه حديثها لهيام الحائرة برد فعل زوجها على حديث ذاك الكرم، متيقنه بأن ما حدث لن يمر مرور الكرام


-هو إيه شغل البلطجة اللي هما عاملينه ده، انا عايزة افهم بس كرم غلط في إيه


زفرت هيام وقالت بانفعال هى الآخرى غاضبة من غضبها الغير مبرر 


-انتِ لسة بتسألي غلط في إيه، وبعدين يا بت يا بجحة شايفة جوزك جاي عليكي و فرحانة اوي و سي كرم واقف جمبك، انتِ هبلة ولا شكلك كدة


-لا مش هبلة بس كمان ميمنعنيش من ممارسة حريتي مدام مبعملش حاجة غلط


تهجمت ملامح هيام وقالت


-صداقتك في حد ذاتها غلط، مينفعش تبقى متجوزة وليكي زمايل احنا حولينا ناس و ممكن يفهموكي بطريقة غلط وأنتِ ست متجوزة وبعدين انا اعرف الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح


كادت ان تجيب عن حديثها لولا رؤيتها لذهاب كرم واقتراب ثائر و آسر منهم 


وقف آسر قبالتها وجذبها من ذراعيها تحت تذمرها الخافت واجبرها على ولوج السيارة، فصاحت به بعدما ولج بجوارها


-هو في إيه لكل ده أنا مش فاهمة بصراحة


رمقها بنظرة غاضبة حد الجحيم جعلت بدنها يرتجف بأكمله وقال من بين أسنانه


-مش عايز أسمع صوتك لحد ما نروح يا مدام 


اما ثائر فكز على أسنانه وقال 


-تاني يا هيام، شباب تاني


ازدردت ريقها وقالت محاولة تبرير ما حدث


-والله والله ده تبع رقية انا مشفتوش غير مرتين وانهاردة كانت التانية ومحصلش بينا كلام اصلا


عض على شفتاة ونيران الغيرة تضرم صدره 


-اتحركي قدامي 


**********


-مش عاااااااايزة أتجوز، مش عايزة حرام عليكم أنتوا بتعملوا فيا كدة ليه، بترموني ليه، مش حباة مش مرتحاله، نظراته بتخوفني 


كانت تلك كلمات حنين الصارخة بوالدتها و الفتاة المصاحبة لها والمكلفة بتجهيزها وأكمال زينتها، فاليوم سيقام حفل زفافها على عريسها التي لم تراه سوى عدة مرات قليلة تكاد تُعد على الأصابع وكلما رآته تشعر بالذعر فنظراته غامضة، فكلما رآته وجدته يطالعها بنظراته الغامضة


تكاظم غضب صباح و أحتدت عيناها بغضب، فنظرت تجاه الفتاة المراقبة لما يحدث بأعين مذهولة فتلك مرتها الأولى التي ترى عروس غاضبة ترفض زيجتها


-ممكن تطلعي دلوقتي و شوية وهنادي عليكي 


أماءت لها بأيجاب و أنصاعت لحديثها مغادرة الغرفة، وما أن أغلقت الباب خلفها حتى اقتربت من ابنتها محاوطة إياها بذراعيها مردفة باعين مشتعلة ونبرة مخيفة 


-اسمعي بقى عشان انا سكت عليكي كتير أوي، جوازة وهتم كفاية اوي انك حاولتي تهربي الشهر اللي فات ولولا آسر مكنتيش رجعتي، وبعدين مش عايزة تجوزي عشان ثائر، تقدري تقوليلي متمسكة بيه لية، لية لحد دلوقتي عندك أمل أنكم تبقوا سوا، عُمره لمحلك انه بيحبك، بالعكس ثائر راجل ميفرقش عن يوسف أخوكي لو كان بيحس ناحيتك بحاجة مكنش أتردد يا حنين، زي ما مترددش لحظة وهو بيقول لأخوكي على اللي عملتيه معاه ومع مراته


هبطت عبراتها على وجنتيها لا تتخيل بأنها ستزف على رجل آخر غير معشوقها فالطالما تمنت ذلك اليوم لكن ليس مع ذلك الرجل الغامض بلا مع ثائر فارس أحلامها وعشق طفولتها ومراهقتها فقالت بنبرة باكية تحمل من الصدق ما يكفي


-خلاص مش عايزني أققرب من ثائر مش هقرب ولا ليا دعوة بيه هحتفظ بحبه في قلبي، بس متغصبونيش مترمونيش في النار بأيدكم ابوس أيديكم يا ماما، كلمي آسر ويوسف خليهم يلغوا الجوازة دي


جثت على ركبتيها وهى تقول كلماتها الأخيرة تتمنى إلغاء تلك الزيجة فأنحنت صباح وجلست جوارها على الارضية شاعرة بالحيرة من آمرها، فرفعت يديها مربته على ظهرها قائلة بنبرة هادئة متنافية تمامًا مع نبرتها التي تحدتث بها منذ ثوانِ


-مينفعش أخوكي ادى كلمة للراجل وانهاردة فرحك


ثم ابتسمت ابتسامة بسيطة وقالت بمرح


- وبعدين مش عجبك في إيه يا عبيطة ده ياريته كان اكبر شوية كنت اتجوزته انا، مش شايفة البيت هنا عامل ازاي ده هيعيشك في هنا وعز، ده بيته ده قد الحارة بكل العماير اللي فيها


ورغم كلماتها المرحة والتي حاولت بها تخفيف حدة الموقف إلا انها لم تبتسم وظلت تبكي بصمت، رامقة الغرفة بكره فهذه ستصبح غرفتهم أمس فأختفت ابتسامة صباح وقالت ناهضة


-قومي يلا وانا هنادي البنت عشان تمكيجك وتطلعي زي القمر 


**********


فتحت عيناها ببطء فوجدته أمامها يطالعها يستلقى جوارها يطالعها بعيناه العاشقة لها ولملامحها ساندًا بيديه أسفل وجنتيه، مبتسمًا لها بحب ما أن رآها فتحت عينيها


-صباح الخير


بادلته ابتسامتة المحبة بآخرى عاشقة معتدلة بنومتها فأعتدل هو الآخر مردفًا بتذمر طفولي


-كل ده نوم يا رنا


نظرت تجاه الساعة الموضوعة على الحائط فوجدتها قد تخطت الثالثة عصرًا فأجابته وهى تثاؤب


-متوقع إيه مني وأنا نايمة وش الصبح، صليت الفجر وقريت في المصحف شوية وبعدين نمت و بعدين أنا صحيت صليت الضهر ونمت تاني وحضرتك مكنتش في البيت، مكنش في غير ماما نبيلة، أنت جيت امتى


ضيق عيناه واقترب منها قائلًا بعبث أمام وجهها و انفاسه الساخنة تلفح بشرتها


-جيت من وحضرتك بتشخري وأنتِ نايمة، إيه يا بت بتخرجي معزوفة من بوقك وأنتِ نايمة


قطبت ما بين حاجبيها وقالت دافعة إياه للخلف بقبضتها الصغيرة


-أي كلام بتقول أي كلام، وبعدين انا مبشخرش سبتلك انت الشخير


وضع يديه على قلبه مكان دفعتها له وقال بطريقة مسرحية كوميدية


-طب ينفع تزوقي قلبي كدة بذمتك ينفع، وبعدين انا مبشخرش حضرتك اللي بتشخري إيه هتجبيها فيا بقى و لا إيه


ابتسمت بتهكم وقالت بسخرية وابتسامة جانبية ترتسم على قسمات وجهها


-طيب يا مالك انا هوريك 


انتشلت هاتفها من جوارها و الابتسامة المنتصرة ترتسم على وجهها قائلة


-ودلوقتي هسمعك حاجة كدة كنت سجلتها واحنا في شهر العسل اللي كان بصل مش عسل


أتسعت ابتسامته و ظل يتابع ما تفعله بتلذذ، وبعد ثوانِ رفعت عيناها عن هاتفها و أبتسامتها قد بدأت بالتبخر فهى لا تجده هلى هاتفها 


فصاح بمكر


-وبعدين هستنى كتير و لا إيه


ردت بوجوم من بين اسنانها


-ثواني هلاقيه دلوقتي


مال تجاهها وقال بنبرة هامسة ماكرة 


-مدوريش كتير عشان اللي بدوري عليه اتمسح، بعدين مش عيب تسجلي لجوزك شخيره وهو نايم


جحظت عيناها و تركت الهاتف من يديها و رفعت يديها وظلت تسدد له لكمات بمختلف أجزاء جسده


-اطلع برة يا مالك يا بارد عشان انت مستفز، يلا برة يلااااااا


قالت الاخيرة بصراخ خافية ابتسامتها، فاتسعت عيناه فزعًا وقال مندفعًا للخارج متمتم بمرح البسمة لا تفارق شفتاه 


-بس يا بنت المجنون طالع إيه يخربيت جنانك يا بنت المجانين 


ظلت تتدفعه لا تتوقف مرددة كلماتها دون توقف


-اطلع برة بقولك، متعصبنيش اطلع برة


ارتفع حاجبيه وقال 


-يا بت انتِ هبلة ده انا بقيت برة الاوضة


جزت على اسنانها من نعته إياها فأنحنت تجاه يديه و جذبتها وانحنت تجاه بسرعة وقامت بغرز أسنانها بيدية


تأوه وابعدها عنه متمتم بغضب طفولي


-إيه يا رنا هو انا متجوز كلب انتِ مصروعة ولا إيه بطلي جنان


-هو انت لسة شوفت صرع ده انا هوريك الصرع على اصوله


-لا في فرح بليل وبعدين مش كفاية اللي عملتيه في ايدي يعني بذمتك لو حد سألني إه اللي في أيدك ده اقول إيه ها، مربي كلب في البيت


-ظريف اوي


اما بغرفة نبيلة فكانت تستمع لأصواتهم والابتسامة على وجهها نتيجة أفعالهم الطفولية متنهدة متمنية ان يظلا بسعادة 


**********


عاد من عمله مبكرًا راغبًا بالذهاب مبكرًا والوقوف جوار آسر في استعداد حفل زفاف حنين بحديقة منزل العريس، ولج من باب منزله دافعًا مفاتيح المنزل من يديه برفق مناديًا على زوجته 


-سارة حبيبتي أنتِ فين


جاءه صوتها القادم من غرفتهم مردفة بصوت عالي حتى يصله


-أنا هنا يا يوسف


اتجة ناحية الغرفة وسرعان ما وقف جوار الباب عاقدًا يديه أمام صدره يراقب ما تفعله بأعين ثاقبة وابتسامة شغوفة


-بتعملي إيه سارة


ابتسمت له وعيناها لا تزال تطالع صورتها بالمرآة ويديها تسير على بطنها التي برزت قليلًا فهى حاليًا بـ أواخر الشهر الخامس


-شكلي حلو اوي وانا حامل يا يوسف تفتكر ولد و لا بنت


تنهد مقتربًا منها واقفًا خلفها محتضنًا إياها من الخلف يطالع صورتهم المنعكسة قائلًا بحيرة


-مش عارف بصراحة، بس مش فارقة ولد بنت أهم حاجة يبقى بصحة كويسة، وبعدين مش بدل الحيرة دي كان زمان عارفين نوعه


عضت على شفتاها بحماس مصفقة بكلتا يديه وصاحت 


-لا حباها تبقى مفأجاة، بس لو طلعت بنت هنسميها إيه، ولو ولد هنسمية إيه برضو لازم نفكر يا يوسف 


قلب عيناه بتفكير وبعدها أتسعت ابتسامته وقال بمرح


-بسيطة بنت او ولد نسميه اربعة واربعين عشان تبقى أم اربعة وأربعين


أنهى كلماته بابتسامة عالية أثارت غضبها، فأتسعت عيناها وكذلك فوها وقالت وهى تلتفت له والغضب يليح عليها


-بقى كدة يا يوسف بقى انا أم اربعة وأربعين طب والله زعلت منك هاا ومتكلمنيش


ارتفع صوت ضحكاته وهو يراها تتحرك من امامه ببطنها المنتفخ فلحق بها مانعًا إياها من الرحيل وقال 


-مالك بس يا حبيبتي هى ام اربعة واربعين وحشة بالعكس دي قمر


-لا يا شيخ، يوسف متهزرش ومتقولش عليا وعلى بنتي أو ابني كدة انت سامع


تنهد محتضنًا إياها 


-علم وينفذ يا سارة هانم ها حلو كدة


ابتسمت قائلة


-ايوة كدة يلا بقى ادخل اجهز عقبال ما اجهز انا كمان 


*********


اندفعت من أمامه مهرولة تجاه الغرفة تحتمي بها من ثورة غيرته، فـ أنطلق خلفها كالسهم الذي أنطلق من قوسه مشتعلًا، فطوال الطريق ظل ملتزمًا الصمت كابتًا غضبه وها هو قد أفرج عنه، وصاح بأسمها مزمجرًا بعصبية وغيرة وهو يراها تفر من أمامه كالطفل الصغير


-هياااااااااام


أزدردت ريقها والتفتت تنظر له بعدما ولجت الغرفة قائلة بتقطع صادق


-والله زي ما قولتلك أنا مشفتوش غير مرة، و والله ما بكلم شباب هو انا يعني مجنونة عشان أكلم شباب وأنت محذرني يا حبيبي


ولج الأخير إلى الغرفة ملتصقًا بها بغضب فكادت أن تعود للوراء و خفقاتها تزداد خوفًا من هيئته لكنه منعها مطوقًا إياها بذراعيه مشددًا من قبضته الملتفة حول خصرها


-وديني يا هيام، ورحمة أمي لو شوفتك واقفة مع واحد تاني لهكون مرتكب جناية والدم هيبقى للركب أنتِ فاااااهمة


رفع نبرة صوته مع نطقة للكلمات الأخيرة لينتفض جسدها بين يديه متمتمة بجسد مرتجف وشفتاه مرتجفة وهى تنظر بعيناه 


-فاهمة فاهمة....


ومع نطقها لهذه الكلمة اصبح لا يطيق ذرعًا حتى لا يصفعها على وجهها فطوال الفترة الماضية ظل صامتًا كابحًا غضبه من فعلتها الحمقاء والآن هو مثل الذي يظل يكبح غضبه وبلحظه ينفجر لأصغر الأسباب مخرجًا ما به من أوجاع


أبتعد عنها ماسحًا على وجهه معطيًا ظهره لها وهو يقول بحسم وجدية ينوي معاقبتها ولكن على طريقته فصاح وهو يلتقط انفاسه بهدر و وعيد.....


-لو اتكرر تاني هسيبك يا هيام وأحمدي ربنا اني سامحتك المرة دي كمان، عشان أنتِ غلطاتك زادت اوي


اتسعت عيناها وهوى قلبها بين قدميها لا تصدق ما نطقة لسانه للتو، ايريد تركها!!! ألا يعلم أنها لا تستطيع العيش بدونه؟


همست بنبرة مرتجفة كاتمة انينها وصدرها يعلو و يهبط بأنفعال


-هتسبني يا ثائر، معقول تسبني وانت عارف اني مقدرش اكمل من غيرك


ابتسم بتهكم والتفت ينظر لها بوجع حقيقي


-لا حلوة وضحكتيني، انا عايزك بس تفتكري من اربع شهور بضبط عملتي معايا إيه قدام أختك وابن عمك و أختي و صاحب عُمري، فاكرة ولا مش فاكرة يا هيام


أغمضت عينيها متذكرة فعلتها الحمقاء وقالت بنبرة بدت باكية لحد ما، محاولة عدم التطرق لتلك الذكرى المؤلمة فهى اكثر ما تندم عليه بحياتها


-بلاش تفتح الموضوع ده تاني يا ثائر، عارفة اني مهما اعتذرلك مش هيرضيك وعارفة أني جرحتك بس والله كان غصب عني أنا بحبك اوي ومقدرش اتصور حياتي من غيرك، فعشان خاطري حاول تنسى اليوم ده...عارفة أنه صعب بس مش مستحيل


لم يتحمل عبراتها التي انهمرت على وجنتيها فتنهد غاضبًا من ذاته فكلما حاول نسيان ما فعلته لا يستطع فهناك جرح كبير بقلبة و لكرامته يلازمه.........


اقترب منها وجذبها لأحضانه مربتًا على ظهرها مقبلًا خصلاتها هامسًا بخفوت وحنان 


-خلاص متعيطيش حقك عليا أنا آسف


حركت رأسها بالنفي وزادت من ضمة وردت بندم


-مش أنت اللي المفروض تعتذر يا ثائر


**********


-أسمعي بقى كلام مع رجاله مفيش وخلى السنة السودة دي تعدي على خير 


ألقى كلماته بعنف صارخًا بغضب أهوج


أرتفع حاجبيها وقالت بتذمر مسيطرة على خوفها من هيئته


-دول مش رجالة، دول زمايلي و


خطى بقدمية تجاهها وأنفجر بها كالبركان


-زمايلك مش زمايلك أنا قولتلك اللي عندي أنا مش مركب أريال يا مدام عشان مراتي تكلم رجاله...ده أنا الراجل و بحاول أتجنب أي معاملة مع أي واحدة


صمت رافعًا اصبعه أمام وجهها


-أنتِ متعرفيش اللي أنتِ بتتعاملي معاهم بيبصولك ازاي، ومتعرفيش ممكن يكونوا طماعنين فيكي ازاي وهما شايفينك بتهزري و تضحكي معاهم وأنتِ واحدة متجوزة 


اقتنعت بحديثه قليلًا رغم ذلك الشعور الذي يخبرها بأنه حديثه غير صحيح...


زفرت طويلًا وقالت مغادرة من أمامه متجهه صوب المرحاض تاركة إياه يشتعل مكانه


-ماشي يا آسر حاضر سبني بقى عشان الحق انام ساعة وأصحى 


عقب مغادرتها صب جام غضبه بقذف اغراضها الموضوعة على التسريحة أمامه وبعدها خرج نمن الغرفة


*********


"في المساء"


خرج ثائر من المرحاض يهندم بدلته والتي لا يحبذ أرتدائها فرفع عيناه بنظرة سريعة 


-خلصتي يا هيا


قطع كلماته وهو يطالع فستانها أسود اللون يشبة فساتين الأميرات، يبرز مفاتنها و جسدها الممشوق


ضيقًا من الأعلى أما الأسفل فكان واسعًا....


كما يزين وجهها حجابها الأحمر القاني، و زينتها البسيطة والتي تكاد تنعدم فوجهها لا يحتاج للزينه


اقترب منها وهو لا يزال يتفحص فستانها الذي لم ينل أعجابه على الأطلاق


-نهار أبوكي اسود هو ده الفستان اللي هتحضري بيه 


أبتسمت بعفوية واماءت له برأسها


-آه إيه رأيك عجبك مش كدة


-عجبني إلا عجبني دة زي الزفت ومبين جسمك حضرتك


قطبت جبينها و التفتت تنظر بالمرآة فلم تجد ما يقوله فصاحت بدهشة مدققه بالفستان لعلها ترى ما يراه


-فين ده ما هو جميل اهو يا ثائر


عض على شفتاه وقال بلهجة شبه آمرة


-ما هو المصيبة أنه جميل، الفستان ده يتغير مش هنزلك بالمنظر ده واستعرض بيكي وأنتِ ماشية جمبي


اجابته بطفولة


-بس الفستان مش عريان و


قاطعها هادرًا بها


-بس ضيق يا هيام 


أطرقت رأسها وقالت


-بس انا معنديش فساتين سواريه ونزلت جبت الفستان ده بس عشان الفرح


مط شفتاه بتفكير وبعد ثوانِ خلع جاكت بدلته و دفعه على الفراش متمتم بأسف


-يبقى خلينا في البيت مش هنحضر أفراح


جحظت عيناها وقالت بتلقائية مقتربة منه


-لا طبعا مينفعش ده فرح حنين ولازم نروح انا و انت وتشوفنا واحنا داخلين مع بعض واحرق دمها


ابتسم على أفكارها مفكرًا بحل ما و أخيرًا قد وجده واتسعت ابتسامته متمتم جاذبًا جاكت بدلته من فوق الفراش


-لقيتها يلا بينا


جذب يديها هى الآخرى وخرج بها تحت تساؤلاتها


فتح باب المنزل فوجد هبه أمامهم رافعه يديها تجاه رنين المنزل وعلى وشك أن تضغط عليه، تفحصت فستان ابنتها بأعجاب 


-الله يا هيام ماشاء الله زي القمر


ابتسم ثائر وقال بمرح


-القرد في عين امه بقى يا حماتي


اتسعت عين هيام تستوعب ما قاله وما ان استوعبت حتى قالت بدهشة غاضبة


-قرد أنا قرد يا ثائر


لم يجيبها مودعًا هبه التي قامت بأعطاءة مفاتيح سيارة خالد الذي يغط بنوم عميق حتى يذهبان بها للعرس


-عن أذنك يا حماتي مش عايزين نتأخر على فرح حنين أنتِ عارفة معزتها عندنا، واشكريلي حمايا 


**********


"في حديقة منزل العريس المقام بها حفل الزفاف"


كان يوسف وآسر يقفان جوار بعضهم يرحبان بالمعازيم القادمون لتهنئتهم، ولم يبالي آسر بهمسات البعض عنه وعن يوسف وحنين...


فـ مال يوسف قليلًا جوار اذنيه وقال بأنهاك


-انا تعبت المعازيم مبتخلصش خلينا نروح نقعد مش هيحصل حاجة يعني لما نقعد وهما يدخلوا لوحدهم، وبعدين أبو العريس قاعد هناك أهو ومكبر دماغه خلينا نكبر دماغنا أحنا كمان


ربت آسر على كتفية وعيناه لا تفارق رقية الجالسة بجوار سارة ورنا ومالك الذين جائوا منذ قليل


-روح أنت اقعد


-وأنت


أجابه بابتسامة مزيفة


-مش عايز اقعد روح انت 


اماء له واتجهه صوب الطاولة الجالسون عليها فحدق آسر مرة أخرى بزوجته فبادلته إياها بأخرى يشوبها الضيق...


لكن سرعان ما تبخر ضيقها وحل مكانه نيران مشتعلة وهى ترى فتاة تقترب وتقف مع زوجها و ابتسامتة اتسعت ما أن رآها متجاهلًا المعازيم 


رمقت فستانها القصير بغيرة فهمست سارة جوار اذنيها


-أنا شايفة أنك تقومي تقفي جمب جوزك أحسن


كزت رقية على أسنانها متمتمة بخفوت ناهضة بعنف عن الطاولة


-وانا شايفة كدة برضو نهارك مش معدي يا آسر


اقتربت منه وعقدت ذراعيها امام صدرها تراقب ضحكة الفتاة العالية فقامت بتقليدها وهى تقف امامهم مما جعلها تجذب انتباه الفتاة التي رمقتها بأنزعاج


رمقها آسر بجانب عيناه فصاحت رقية بلهجة حادة اثارت غضب الفتاة مجهولة الهوية بالنسبة لها


-إيه بيزغزغك و لا إيه


-نعم!!!


-نعم الله عليكي يا حبيبتي، يلا يا ماما من هنا روحي الزقيلك في واحد تاني غير جوزي يلا يا حبيبتي، الرجالة هنا على قفا مين يشيل يلا 


نظرت الفتاة لآسر و قالت بدهشة


-هو في إيه يا آسر


-الله هو أنتِ مبتفهميش ولا إيه متخلنيش أمسكك اديكي علقة تضبطك أصل انا عارفة أشكالك كويس


أتسعت عين الفتاة بصدمة اما آسرفكبح سعادته بغيرتها وما فعلته فقالت الفتاة مرة آخرى


-أنا صديقة قديمة لآسر وكنت بسلم عليه إيه المشكلة


فارت دمائها وقالت بأنفعال


-المشكلة اني مراته ومش عجبني طريقتك المايعة ال 


كادت تكمل لولا يد آسر التي وضعت على فمها يمنعها من استرسال حديثها مبتسم للفتاة 


-سوري يا إيمي بجد


تحرك من أمامها جاذبًا رقيه من ذراعيها والتي كانت تتلوي بين يديه


-أنت بتعتذرلها لا وكمان بدلعها، اوعى سبني، سبني بقولك 


وعلى الجانب الآخر


ابتسمت سارة وقالت موجهه حديثها لـ يوسف


-أخوك ربنا معاه 


ابتسم بتساؤل


-اشمعنا يعني


-انت مشوفتش اللي حصل مش ساب المعازيم هو كمان و وقف مع واحدة وهاتك يا ضحك وطبعا مراته مش هتعدي الموضوع بسلام


ابتسم يوسف مرتشفًا من كوب الماء امامه


-يلا آسر ابن حلال ويستاهل كل خير


**********


"في سيارة خالد"


-أنت بتهزر يا ثائر لا طبعا الفستان شكله هيبوظ حرام عليك


اشاح وجهه للجانب الآخر يهدء من روعه وبعدها التفت لها وقال بهدوء مصطنع


-طيب عشان نخلص قدامك حل من الاتنين ياما تلبسي جاكت البدلة على الفستان الحلو ده ونقول أنك سقعانه، ياما نلف ونرجع تاني واول ما اروح الفستان الجميل اللي فرحنالي بيه ده هيتقطع ميت حتة


تأففت بغضب وقالت بعند


-طب مش هلبسه يا ثائر ها


*********


ولج ثائر برفقة هيام إلى حفل الزفاف والابتسامة تغزو ثغرهم، بحث بعيناه عن شقيقته و صديقه فوجدهم على أحدى الطاولات، فوضع يديه خلف ظهر هيام يحثها على التقدم


تقدمت معه و وصلا امام الطاولة فكتمت سارة و رنا ابتسامتهم ما أن رآوا الجاكيت الخاص ببدلة ثائر موضوع عليها


فصاحت رنا باستغراب


-إيه اللي أنتِ عملاه ده شيلي الجاكت ده


لم تجيبها هيام بل ثائر والذي قال وهو يسحب لها احد المقاعد


-لا مش هتشيله اصل هيام بردانة، مش انتِ بردانة برضو يا حبيبتي


أغتصبت ابتسامة واماءت له فهمست رنا جوار اذن مالك


-اراهنك انها مش بردانة وأن الفستان معجبوش 


ارتفع حاجبي مالك وأردف بسخرية


-يعجبني فيكي يا رنا دماغك العالية المكلفة دي و انك بتفهميها وهى طايرة


قطبت جبيتها ولكزته بذراعيه


-بتتريق ها والله لوريك بس لما نروح 


قطع حديثهم صوت هيام الذي صدح بتوتر قائلة بأسف تحت نظرات ثائر المندهشة


-طيب يا جماعة ممكن تسمعوني بما انكم موجودين انتوا الاربعة فـ أنا هستغل ده و هعتذر لـ ثائر قدامكم عشان اللي حصل مني ساعه حفلة عيد ميلادي


التفتت تنظر تجاه ثائر المصدوم والسعيد بذاك الوقت لا يعلم ايحزن لما فعلته سابقًا أم يسعد لتفكيرها به ورغبتها بمصالحته والأعتذار أمام من سبق واهانته وجرحته أمامهم


-أنا آسفة يا ثائر، آسفة على غبائي، وعلى تصرفي اللي مكنش في محلة، مكنش لازم اعمل كدة، كان لازم أحكيلك كل حاجة من الاول مكنش ينفع اخبي عليك، لأني لما خبيت عليك واتصرفت من دماغي كنت هضيعك من حياتي وهحرم نفسي من حبك وحنانك


ابتسم رغمًا عنه ورغب بتلك اللحظة أن يختفي عن أنظار الجميع وتبقى معه فقط...فهو المُتيم وهى هيامه


انحنى مقبلًا جبينها بحنان متمتم بخفوت


-هو أنا قولتلك قبل كدة أني بحبك ومهووس بيكي يا هيامي


ابتسمت بخجل من كلماته وتفادت النظر بعيناه اللامعة بتلك اللحظة ببريق مشاعره المتأججة


سعدت سارة ويوسف و رنا ومالك من تصرفها واعتذارها له امامهم 


هبطت حنين رفقة عريسها بفستانها الأبيض البراق وزينتها المبالغ بها بناءًا على رغبة صباح، متأبطة بذراع عريسها والذي سرعان ما علمت رنا هويته وقالت بصوت مكتوم كاتمة ضحكتها


-هيام، مالك، ثائر مش ده الواد السوري اللبناني المصري اللي قبلناه في شرم 


نظرت هيام تجاه وسرعان ما تعارفت عليه هى الآخرى 


-أيوة فعلا هو بس ده إيه اللي وقعه في حنين دي هطلع عينه 


لكزها ثائر لجلوس يوسف معهم فحمحمت بخجل والتزمت الصمت، فقال يوسف بمرح ليخفف حدة الموقف


-بتسكتها ليه معاها حق ده انا وآسر بندعيله ربنا معاه


*********


أما عند آسر و رقيه فكانت تتشاجر معه بعصبية وغيرة في احدى الزوايا البعيدة بالحديقة 


-بقى عمال بتتخانق معايا عشان زمايلي الشباب وأنت ماشاء الله اول ما شوفتها بقت شفتك عايمة وهاتك يا قلة أدب


كان يقف امامها ويظهر على وجهه استمتاعه بما تفعله، صمتت قليلًا تلتقط أنفاسها وبعدها اكملت رافعة سبابتها أمام وجهه


-أنت حقي أنا فمش من حق اي واحدة تاخد حقي ده مني، ولا انت ليك الحق تقف مع واحدة بتأكلك بعينها


انحنى هامسًا بأستفزاز امام وجهها الغاضب


-بتغيري عليا مش كدة


أجابته دون وعى


-أكيد بغير عليك يا بني آدم عارف بغير عليك ليه؟


عشان بحبك يا 


قطعت كلامتها جاحظة عيناها لا تصدق بأنها نطقتها و أعترفت بما تكنه له من مشاعر


-سكتي ليه يا رقية 


قالها بقلب يرفرف يكاد يخرج من مكانه فانزعجت من اعترافها وأنصرفت من أمامه مسرعة، جالسة بجوار هيام على الطاولة والتي انتبهت لملامحها المنزعجة لكن سرعان ما تيقنت سبب غضبها لرؤيتها آسر قادم من خلفها ملقيًا السلام على ثائر الذي بارك له، فأنحنى تجاه رقية الجالسة وقال ما جعل غضبها يتكاظم خاصة بطريقتة المرحة المستفزة


-وأنا كمان بحبك على فكرة ومش عيب لما تعترفي بيها ده انا حتى زي جوزك


***********


تم عقد القرآن فابتسم بدر لحنين الواقفة بجواره ابتسامه صفراء بعدما بارك لهم بعض المعازيم وارتاحت هيام لتخلصها منها وابتعادها عن زوجها فقال بدر


-بتعرفي شو، لو قاعدة بعزا وشك هيضحك عن كدة، أضحكي يا عروسة شو بكي


ابتسمت حنين ابتسامة صفراء وقالت


-واضحك على إيه ان شاء الله على الخيبة اللي انا فيها، انا مش طيقاك يا بني آدم ازاي تجوز واحدة مش طيقاك


اختفت ابتسامته و حرك راسه يرمقها وقال بغموض


-ومين قالك أني كنت هكمل بهى الجوازة بس تدرى شو، انا بحب الجمال وبقدره وأنتِ مو حلوة وما عجبتيني في المرة اللي شوفتك فيها


كزت على اسنانها وقالت بلهجة غاضبة 


-ومدام معجبتش أهلك أتجوزتني ليه يا حيوان


أغمض عينيه مبتسم ابتسامة جانبية وأجابها بصرامة وحدة محاولًا الحفاظ على نبرة صوته


-لسانك ده تلميه يا روح أمك أنا مش واحد من الشارع انا جوزك، ولو على اتجوزتك ليه فده عشان مفيش واحدة ترفضني واسبها، وانتِ مش رفضتيني وبس لا ده أنتِ حاولتي تهربي وكله ليه عشان حبيب القلب اللي قاعد هناك ده...مش ثائر المغربي برضو..اوعي تكوني فكراني أهبل ومختوم على قفايا لا ده ابن بلد وأعجبك أوي


دهشت من تحول لهجته وتحدثه بالمصري وحدقت تجاه ثائر الذي يجلس جوار هيام، لمعت عيناها بالدموع فقال بسخرية


-شوفتي نرفزتيني أزاي وخلتيني اتكلم مصري


انتبه على عبراتها التي تجمعت بملقتيها وقال


-لا لا دموعك دي تحوشيها لبعدين اصلك هتحتاجيهم


نظر امامه يطالع كل من هيام...ثائر...رنا....مالك وقال بتهكم


-شايفة الأربعة دول شوفتهم في شرم الشيخ وكنت هموت على رنا البنت اللي على الشمال دي اصلي زي ما قولتلك بحب الجمال، بس مش عارف أتحجبت ليه الأول كانت أحلى...المهم مكنتش اعرف أنها متجوزة ولما عرفت وشوفت غيره الاستاذ اللي جمبها هو والتاني ضحكت عليهم وعلى غبائهم


طالعته لا تفقه شى من حديثه حتى الآن فاكمل وعيينه تتحول للون الأسود القاتم متذكر ذكرى أليمه والتي لم تكن سوى خيانه والدته لوالده وهروبها مع رجل آخر تاركة إياه وحيدًا مع والده وهو لا يزال طفل يبلغ من العُمر خمس سنوات 


-بيحبوا واتجوزوا ميعرفوش ان مفيش واحدة تستاهل الحب كلهم خونه، وأن مخنوش أنهاردة هيخونوا بكرة


أبتلعت ريقها بخوف وجسدها ينتفض بذعر فمن الواضح أنه ليس طبيعيًا شكوكها بمحلها... عادت ابتسامته مرة أخرى متنهدًا وقال


-لما اتقدمتلك مكنش حبًا فيكي لا ده حبًا في انى أكمل مشروعي اللي معيش سيوله كافيه ليه واخوكي آسر كان فرصة، وكنت هفضل أماطل في الجوازة لحد ما يمولو المشروع وبعدين هنهي الخطوبة وبلاها جواز، بس لما اعرف أنهم غصبوكي عليا وأنك فكرتي في غيري حتى بعد ما قريت الفاتحة مع اخواتك، لا و الألعن تحاولي تهربي عشان متتجوزنيش ومش عايزاني يبقى كدة أنتِ حكمتي على نفسك


هوى قلبها بين قدميها ارتعابًا وجلست على مقعدها المخصص للعرسان بصدمة فقد وقعت بأيدي رجل معقد....يكره النساء...لا يراهم سوى جمال وما أن يسلبهم ما يريد يتركهم


جلس جوارها مبتسمًا للمعازيم ثم نظر لها وقال بأعين غاضبة حد الجحيم رغم ابتسامته المرسومة على قسمات وجهه

                          تمت بحمد الله       

 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
   💚 مرحبا بكم ضيوفنا الكرام الرواية كامله💚
ولكن يجب إن اترك 5 تعليقات لكي يفتح الفصول
في كرنفال الروايات ستجد كل ما هوا جديد حصري ورومانسى وشيق فقط ابحث من جوجل باسم 
الروايه علي مدوانة كرنفال الروايات وايضاء اشتركو في قناتنا👈علي التليجرام من هنا يصلك اشعار

 بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك        

🌹🌹🌹🌹 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close