أخر الاخبار

رواية عشقها الاسد (الجزء الثاني) الفصل الثالث عشر 13والىابع عشر14بقلم رباب عبد الصمد

       

 رواية عشقها الاسد (الجزء الثاني)

الفصل الثالث عشر 13 والرابع عشر 

بقلم رباب عبد الصمد 


 ابتسمت ابتسامة حزينه وقالت لقد جهزت فطارنا ولن اسمح لك بالرفض

 ابتسم حسام واشار لها مرة اخرى لتخرج هى امامه وقال وهل يجوز لى ان ارفض طعام صنعته لى صاحبة المعجزات 

 كم ضايقتها الكلمة وجعلتها تتذكره ولكنها خرجت امامه ببطء قد تجهمت ملامحها 

 مر اسبوع وقد عادت هنا للعمل فى الرعاية وقد عادت اليها صحة ساقها وقد ازالت جبسها واصبحت تنهك نفسها فى العمل حتى لا تفكر فيه ولكن هيهات فكان عقلها لا يفكر الا فيه وقلبها لا ينبض الا له 

 وكما فعلت هى فعل الدكتور حسام فقد شغل كل وقته بالانهاك فى العمل حتى لا يفكر فيها ولم يجتمعوا معا الا وهى تركب جواره فى السيارة عائدين لمنزلهم 

 ولكنه ايضا عجز عن التخلى عن التفكير فيها 

 اما عند يحيى فظل لا يفارق غرفه مكتبه ابدا فقد كره النوم فى غرفته فرائحتها تملاها ويريد ان يذهب اليها ولكنه خائف من المواجه . خائف لان يرى هنااخرى لم يعهدها لكنه كان يتمزق شوقا اليها ويتخيلها فى كل حركاتها ويسمع صدى صوتها يناديه يشعر بلمسات اناملها وهى تلامس لحيته . يشعر باحضانها وهى تحتضنه وتغسله اااه يا قلبى لقد اشتقت اليها ومن يرسل لها نداءاتى 

انتى يا من اصبحت نورا لعينى ونبض قلبى

شاهد ربى ما نبض قلبى الا لكى وما نظرت عينى لغيركى

وما ياسر روحى الا صدقك واخلاصك

ولن تهزنى كلمة غزل الا لو كانت من نبض قلبك

اشتاقك والحنين يلامس الروح

وحوار صامت بينى وبينك الان

ولكنى اشتاق لان اتنقل فيكى بين احلامى وواقعى

ليبقينى نبضك على قيد الحياة


 دخلت عليه شهندة لاول مرة منذ ان تزوجها وكانت فى قمة زينتها وانوثتها وترتدى قميصا شفافا وفى نيتها ان تعيده اليها مرة اخرى ولكنها كانت مسكينه فمن عرف الحب الحقيقى الخالى من اى اغواءات صعب ان يرتضى عنه بديلا 

 جلست جواره وقد كان نائما على كنبة ومدت يدها تداعب خصلات شعره باغراء وقالت لم لم تاتى الى فى حجرتى الم تشتاق الى . الم تشتاق الى احضانى 

 نظر لها يحيى نظرة سخرية وعاد مرة اخرى شاردا فى الفراغ 

 اعادت هى الكلام وقالت / لما كل هذا الجفاء منك الم كنت تغيب بين احضانى عن الواقع الم اكن كل امنياتك وانا خطيبتك وبعد زواجنا لا تقربنى 

 هنا قام يحيى من مكانه على حين غره وامسكها من كتفيها وبكل عصبية اخذ يهزها يقول / الم تتعبين من تمثيلك يوما . الم تخزى من نفسك ومن بيعك لجسدك 

 صدمت شهندة من كلمته وتجمدت ملامحها ولم تجد ما تتفوه به الا عندما وجدته يبعدها عنه بكل عصبية ويعود ليستكين بمكانه فزاد هذا من عصبيتها واشعارها بالمهانة فقالت انا لا ابيع جسدى ولا اخزى من شىء فانت زوجى وحبيبى ولكن هناك من سلبتك عقلك بتمثيلها عليك وجعلتك تنكر قلبى انا بعدما كنت اسره 

 قام مرة اخرى من مكانه وصاح فيها وقال اياكى ان تذكريها بعيب فهى الوحيدة التى اهدتنى انا الحياة والحب الحقيقى الذى لم اراه معكى يوما واهدت ولدك الحب والحنان الذين افتقدهم معكى ف

 ثم اكمل قائلا وكانه يراها امامه / هى الوحيدة التى اشعر فى غيابها انى ضائع وضعيف وفى وجودها اشعر ان قوى العالم سكنت فى جسدى ولا تحسبين انك انتى الفائزة فهى دوما ما تبقى معتلية عرش قلبى وان لم تكن هى فغيرها لن يكون 

 قالت بكل حقد لكنى زوجتك وام ابنك وحبيبتك ومهما قلت اعرف اننى لازلت انبض فى وجدانك

 استفزته كلماتها المغروره فقام بطردها من غرفته وما انفتح الباب واخذ ينهرها ويبعدها الا ووجد امه وزياد يقتربان منه 

 وما ان خرجت شهندة الا ودخلوا هم عليه 

 زياد مشفقا عليه قائلا / اهدا يا يحيى فقد اتفقت مع والدتك ان نذهب اليها ونشرح لها الموضوع برمته 

 يحيى وهو يركل الكرسى من طريقه قال / لن تسمعكم وان سمعتكم لن تصدققكم فهى مجروحة والمجروه يرى الدنيا من فتحة ضيقة ويرى كل البشر مثل من جرحه واخذ نفس عميق وقال لقد اصبحت انا مركز بغضها وكرهها للحياة

 امه باكية / لا يا بنى الملائكة يصدقون من كان صادقا فالصدق شفاف والملائكة ايضا كذلك 

 قال بتمنى / اتمنى ان تسمعكم وتعود الى 

 زياد / وان لم تسمعنا وان لم تعود ؟فماذا انت فاعل ؟

 يحيى / ساحارب حتى اعيدها الى احضانى 

 زياد / اذن فاستعد للحرب من الان فنحن سنذهب لها وستسمعنا ولكنها لن تاتى معنا 

 والدته بعدم فهم / ماذا تعنى ظ

 زياد / هى ستسمعنا لاننا سنذهب اليها ولكنها ان صدقتنا او لم تصدقنا لن تعود فهى الان تراك متزوجا ولك بيت وهى كانت تحبك بكل ما اوتيت من عواطف وكانت تتمنى ان تكون هى ملكة على عرشك ولكنها كاى امراة لن تقبل اى يوضع يجعلها تجلس على عرش مهزوز هناك من ينازعها فيه ويحاول جاهدا ان يسلبه منها 

 يحيى / ولكن شهندة لم تعلو عرش قلبى ولكنها مجرد اسم اضيف لاسمى على ورق فقط لاجل ابنى وليس لاجلى 

 زياد ولكن المراة تملؤها الغيرة فان احبت اغارت وان اغارت فاما ان تتنازل واما ان تحارب وهنا ليست مما يحارب ولكنها تتنازل اما شهندة فمن النوع الذى يحارب فانت الان بين قضبى متنافرين احدهما يتنازل والاخر ينازع 

 يحيى / ولكنى لنةاضع هنا معها فى كفة واحدة مع شهندة لانه بكل بساطة فى وجود هنا لا يوجد مكان لاخرى 

 ابتسم زياد وقال / وهذا ما اردت الوصول اليه يا صديقى واستعد من الان للحرب لاجل ان تعيدها لعرش قلبك

 مدام صفاء / ولكنكما نسيتا امر هام وقد يكون خطير جدا 

 يحيى وزياد فى نفس واحد / ما الامر 

 مدام صفاء / لقد اكدتوا ان شهندة من نوعية المحاربة ولكنها محاربة شرية وقد يصل بها الامر ان تدمر من حولها حتى تصل لغرضها واكبر دليل انها تخلت عن ولدها واعطته لهنا لتنفذ هى رغبتها فى الحصول على الاموال ممن سافرت معه

 يحيى وزياد حتى الان لا يفهمان شىء ولكنهما منسطين لها بكل دقة 

 مدام صفاء مكملة / ولهذا فهى اصبحت كالنار المدمرة عليك خاصة بعدما اهنتها وبعدما تاكدت انها لم تعد تملكك فانتظر منها اى شىء تتوقعه او لا تتوقعه وممكن ان تبلغ اشقاءك عن كل شىء 

 يحيى بعصبيه / لم اعد اهتم فلتفعل ما تفعل المهم عندى هنايا فقط

 مدام صفاء / ولكنها قد تعرضك انت وولدك للخطر 

 يحيى تنبه لما تقوله واستوعبه جيدا فكلامها صحيح 

 زياد بصدمة / تقصدى انها ممكن ان تبلغ اخوته عنه بقصد الاضرار به فينقلب الوضع على يحيى وابنه ويريدون ان يتخلصوا منهم ليضعوا يدهم على الثروة كلها كما هم 

 يحيى باسف / نعم هى كلامها صحيح ولكن ما لا يعرفه احد ان من يمس ولدى لا يلومن الا نفسه 

 مدام صفاء / حاول ان تكذب عليها يا بنى حتى تكسب معركتك

 اوما يحيى براسه بالايجاب بينما استاذن زياد ووالدته للخروج والذهاب لهنا لشرح الوضع عليها 

 يحيى / ارجوك يا زياد افتح الاسبيكر وانت تتكلم معها لاستوعب رد فعلها 

 ابتسم زياد على حال صديقه العاشق وتركه وذهب اليها 

 هنا خرجت لتوها من الرعاية فوجدت حسام امامها فابتسمت له بينما قال هو لها / ليس هذا هو الحل يا دكتورة فلم ندرس فى الطب ان نداوى الجراح بالانتحار 

 هنا لم تفهم ما يعنيه فسالته فرد عليها قائلا / لم اقصد ان تداوى جرح قلبك بان تهملى فى صحتك قاصدة الانتحار فهل ترين ان هذا حلا ؟

لن اكون لك ولن اكون لغيرك

سيبقى قلبى مختبىء بين ثنايا حبك

ستبحث عنك ملامحى هنا حيث كنت القاك

وستغادرنى روحى حيث مكان سكناك

ساحلم باحلام لا تشبه احلامى واعيش واقعا لم اتمناه

ساعيش فى سجن غربتى لكنى ساظل احبك انت

 هنا بحزن / ومن قال لك اننى اداوى جرحه او اننى احاول الانتحار ؟ 

 صدقنى يا حسام يحيى صفحة وطويت من حياتى ولكن ما يجهدنى الان بالفعل هو اننى عدت اذاكر كثيرا لاعوض ما فاتنى فالرسالة لم يتبقى عليها الكثير و...

 قبل ان تكمل جملتها سمعت صوت مدام صفاء الحنون 

 شعرت هنا اثر سماعها لصوتها برجفة كبيرة حتى ان انتفاضة جسدها جعلت حسام وزياد يتنبهون لها 

 التفت اليها وبصوت مرتجف قالت / اهلا يا ماما صفاء كيف حالك؟

 مدام صفاء اقتربت منها وبقلب ام حنون قبلتها وقالت / لم اتوقع من ابنتى ان تتركنى كل تلك الفترة دون ان تطمئننى عليها 

 بينما زياد فتح الاسبيكر ليسمع يحيى الحوار من بداية اللقاء 

 ارتمت هنا فى حضن مدام صفاء وحاولت ان تبدوا غير مهتمة بامر يحيى فقالت لها لقد اشتقت لصوتك فهو دوما ما يذكرنى بامى 

 مدام صفاء وهى تربت على ظهرها / ولانى امك لن اعاتبك على مفارقتك اياى ولكنى جئت اليكى اليوم لاوضح لكى بعض النقاط 

 قاطعتها هنا ناهية الخوض فى حديث قد يؤلمها سماعه وقالت / انا لم اطلب شرح اى نقاط لان فهمى او عدمه لا يفيد شىء وكان لابد لى ان اعلم هذا منذ البداية فهو له خطيبة وانا المخطئة لاننى كنت اعرف ذلك ومع ذلك رميت بقلبى فى التهلكة وتجنيت بنفسى عليه فيحيى ليس عليه اى لوم 

 هنا تكلم زياد قائلا / لا تغالطى نفسك يا هنا فانتى من البداية تعرفين ذلك ولكنك كنتى مصرة ان تحبيه فلماذا الان تستسلمين وتتنازلين عن حبك 

 دمعت عين هنا وقالت / وكيف لى الا اتنازل عن شىء اغتصبته 

 يحيى كان يسمع حوارها وقد انفطر قلبهى عليها فكم اشتاق لصوتها ولكن اليوم صوتها مختلف فقد اعتاد عليها وهو يسمعها تملا الدنيا بكلمات الامل اما اليوم فتملاه بكلمات الانكسار والاستسلام وتبكى اااه حبيبتى تبكى وانا مكبل الايدى عاجز ان امنع دموعها 

وعذرته لما تساقط دمعه

واخذته فى الحضن اهمس راجيا

جمرات دمعك ايقظت نيرانى

اتريد قتلى مرتين الا كفى ؟

فامنع دموعك واحترم احزانى

لا صبر لى وانا اراك محطما

يا من يجرح دمعه اجفانى

دعنى اكفكف دمعك بحنانى

ولك السماح وحيد عمرى وابتسم

واقسم انك لن تكون انانى وستعود كما عرفتك اولا

قلبا بريئا طاهر الوجدانفالحب يشفى كل جرح عاصف


 هنا مكمله / لا تجعلنى استمر فى الخطا يا زياد فوجود يحيى فى حياتى من الاساس خطا فهو رجل ذو هيبة ومستوى وانا ابدا ما ارتقيت لمستواه بينما هو يملك بين يديه المال وزوجه اقل ما يقال عنها انها جميلة الجميلات وام ابنه فكيف افرق بين عائلة متكاملة ثم انى لا احمل من الجمال او المظهر ما يجعله يفتخر بى وكونى عشقته وهو ميت فكانت بلاهة منى فاين كان عقلى ليوجهنى ولكن ما افتخر به الان ان الله عوضنى بخير الرجال واشارت للدكتور حسام الذى كان طوال الحديث صامتا حتى لا يكون كلامه مؤثرا على اتجاه الحديث فقد خشى ان يتفوه بحرف فيكون نتيجته ان تخجل هنا منه وتؤثره على نفسها ولكنه ترك لها الحرية 

 وعلى قدر ما انشرح قلبه للكلمة على قدر ما تصدع ايضا فهى تمدح فيه لكنها لا تحبه تتمسك به لتبعد عن غيره فهو مجرد جدار حاجز ليس الا 

 هنا مكمله وفى نهاية كلامى لابد ان تعلم يا زياد وانتى ايضا يا ماما صفاء ان حبى ليحيى معادلة صعبه لا يوجد لها حل فمن الافضل تغييرها 

 مدام صفاء / هذا حقك فى اعطاء الوصف المناسب لحبك ولكن حقى انا ايضا ان تسمعى ما جئت لاقوله وعليكى ان تسمعينى كما سمعتك

 مرت دقائق شرحت فيها مدام صفاء ما حدث وانها هى من تسببت فى ذذلك لاجل مصلحة ولدها وحفيدها ووضحت لها كم يعشقها يحيى وانهلم يحتاج لغيرها فقد تعلم منها كل شىء وكانه طفل يتعلم الحياه من بدايتها على يد امه 

 لا ننكر ان هنا من داخلها ازدادت فرحتها عندما سمعت اصل الحكاية وانه لا زال يعشقها وان هناك بصيص امل جديد ظهر امامها ولكنها لم تظهرذلك حتى لا تظهر ضعيفة فهى قد اتخذت مبدا وعليها تنفيذه وعدم التراجع فيه وهذا جعلها تشعر بالاحاسيس ومتناقضتها فى ان واحد


الفصل الرابع عشر 

 مدام صفاء مكمله / ثم ان مهمتك معنا لم تنتهى يا هنا هذا ان اردتى مساعدتنا والا فقد هانت عليكى العشرة 

 هنا بعدم فهم / انا لا انكر العشرة مطلقا ولكنى لم افهم ما تريدينه 

 زياد / تقصد المصانع يا هنا . لابد ان تساعدينا فى تحقيق خطتنا قبل ان ينكشف امر يحيى ثم اننا لا نامن غدر شهندة فقد تبوح بكل شىء لاخوته ان عرفت انها ستنال اى مكافاة منهم 

 مدام صفاء برجاء / لا اعتقد ان ابنتى ستخيب ظنى فيها فهنا التى وضعت ثروتى بين يديها ولم اخشى منها اكيد لن تخذلنى فى اى مرة احتاج لها فيها 

 حسام نظر لها نظرة ذات معنى لانها هى ايضا نظرت له وهى صامته ولكن عيناها كانت تحادثه وهو فهمها فهى كانت تريد ان توافق على مساعدتهم ولكنها تخشى من رد فعل حسام فكفى انها خانت ثقته مرة فعاقبها الله ولهذا ارادت موافقته اولا ولكنها لم تجروء من طلب ذلك صراحة

 حسام اوما براسة بالايجاب بحركة بسيطة ولكنها فهمته فقد فهم كلا منهم الاخر دون ان يتحدث 

 اخذت نفس عميق ومن داخله نار متاججة من توترها ثم قالت انا موافقة ان اساعدك ولكن بشرط ان تفهموا جميعا اننى عدت للمساعدة فقط ولا اريد ان يحدث اى حوار بينى وبين يحيى فكلا منا اصبح له حياته الخاصة 

 انتهت المقابلة وقد ارتاحت مدام صفاء وزياد لموافقتها فهذا مجرد بداية طريق لعودتها كما انت 

 اما يحيى فاخذ يتنفس بضيق فقد حزن على شرطها واخذ يفكر وفى النهاية قرر انه لابد من المواجهة عليه ان يذهب اليها بنفسه وعليه ان يتكلم معها ويشرح لها ولابد عليها ان تسمعه 

 وما ان عادت مدام صفاء وزيادا الى الفيلا الا وتفاجاوا بيحيى خارجا 

 زياد / الى اين 

 يحيى بعصبيه / انا لا اريد مساعدتها انا اريدها هى 

 قاطعه زياد / ولكن هذه خطوة متقدمة فموافقتها على المساعدها اولى الخطوات لرجوعها ولكنه لم يكمل كلامه فقد ركض خلف يحيى الذى لم يسمع ما قاله قائلا / انتظر ايها المجنون فقد تنهى حياتك بتصرفك الابله هذا ان راك احد 

 رد عليه يحيى وهو يتقدم فى السير كما هو ولم يلتفت له / ان كان الطريق اليها يكلفنى حياتى فلن ابالى 

 جذبه زياد بقوه وقال اذن فانتظر لاذهب معك فقدرى اننى صاحبت قلب الاسد الذى لم يخشى احد 

 هنا فى الرعاية بين مرضاها تتابع حالاتهم ولكن عقلها شارد فهل حقا ستستطيع ان تساعدهم دون ان تحادثه او حتى تراه . هل سيتحمل قلبها ان يكون بجوا صغيرها ولا يراه ولا يانس لحديثه الذى دوما ما كان يتمنى ان يسمع منه ولو كلمة 

 تعجب زياد وهو يرى يحيى اول ما سال . سال عن الدكتور حسام ولكنه لم يسال فقلب الاسد لا يتوقع له رد فعل ابدا 

 اخيرا دخل يحيى لحسام الذى وقف خلف مكتبه مندهشا ولكنه رحب به واشار له بالجلوس

 يحيى / لاول مرة اطلب مساعدة من احد 

 حسام ضيق عينيه كتعبير عن عدم الفهم 

 بينما بادره يحيى على حين غره وقال اريد منك ان تساعدنى وتطلق هنا

 حسام صدم من الكلمة وقال / وهل هذه هى مساعدتى لك ان اطلق زوجتى ؟ اليس هذا بمستحيل 

 يحيى / ارجوك انت تفهم ما اقوله وتعلم اننى متيم بها وهى ايضا تعشقنى ولكنها تكابر وانت الجدار العازل بيننا فهى تستند عليك وتاخذ قوتها من وجودك فى حياتها 

 حسام بخبث / وانت تريد ان تراها دوما فى مركز الضعيف 

 يحيى مقاطعا لا انا فقط اريدها ان ترانى وهى لن ترانى ما دامت محتمية بك ثم ان ضعفها هذا هو مصدر قوتها فانا اعشق حنانها واستنادها على حتى وانا ميت ولكن وجودك جعلها تتنازل عنى بسهوله 

 حسام / ولكنها قد راتك من قبل فماذا كان رد فعلك ؟ لقد تركتها وتزوجت غيرها 

 يحيى باصرار وتحدى وهو مضيق العينين / انت تعرف جيدا حقيقة موقفى وان لم تطلقها الان برضاك فستطلقها غدا مجبرا ولا تحاول ان تدخل معى فى مواجه انت الخاسر فيها ثم انه من الرجوله الا تجبر فتاه على العيش معك وهى لا تحبك 

 حسام / انا لا اجبرها هى زوجتى بالفعل وهى من طلبت ان تظل معى وحتى ان فعلت هذا فمن باب اولى ان يكون معى الحق لانى افعل هذا وهى على اسمى ولكنك تناقض نفسك وتريد ما ليس حقك ومن باب اولى ان تقول لنفسك انت هذه النصيحة فكيف تحرم على ما احللته انت لنفسك 

 يحيى نهض واقفا ومال على المكتب ليصبح فى مواجهة حسام واشار له بسبابته قائلا بتحذير / انا احارب عن حبى وعن هنايا واحذر ان تحاول ان تمس شىء يخص قلب الاسد والا لا تلوم الا نفسك 

 ابتسم حسام ببرود وبتحدى قائلا / حارب بكل طاقتك ولكن يجب ان تعلم انك تحارب لاجل الوهم 

 عرف حسام انه قد استفز يحيى ليخرج ما بداخله وليتاكد انه حقا يعشقها ويتمسك بها 

 استقام يحيى واعتدل فى وقفته وقال بتحدى اكبر / قلب الاسد لا يحارب ابدا لاجل الوهم وان كان منا من يحارب للوهم فانت يا من تتمنى قلبها وتركه وتوجه للباب ولكنه توقف عندما سمع حسام يقول / لن اطلقها الا فى حالتين الاولى ان طلت هى ذلك والثانية ان وجدتك فعلا ستحافظ عليها فيومها ستجدنى اطرق على بابك وهى فى يدى كما فعلت سابقا 

 التفت له يحيى وقد تبدلت ملامحه للهدوء وابتسم لحسام وقال / اعدك اننى ساحافظ عليها ولكن دعها ترانى 

 حسام قام من خلف مكتبه وتقدم نحو يحيى وقال بهدوء / اعدنى بانك لن تخذلها فيك 

 اوما يحيى براسه بالموافقة وفتح ذرايه واحتضن حسام 

 وقف يحيى امام غرفة الرعاية متوترا من شوقه فاخيرا سيراها ثانية ولكنه ظل واقفا امام الباب وكانه يحادث جدار الحجرة الصامت عن شوقه اليها 


يا ديار الحبيب كيف حالها 

ما عشقت جدرانك ولا لامستها 

ولا طوفت حولها الالارى حسنها 


 هنا لا زالت فى الرعاية واذا بزائر يدخل الغرفه وهو مرتديا زى الرعاية ومعقم اليدين والقدم والراس ولا يظهر منه سوى عينيه 

 وما ان دخل الا وراها فاخذ قلبه ينبض ويريد ان يركض نحوها ولكنه تماسك واراد ان يرى هل ستعرفه على الرغم من تخفيه هكذا ام لا فالعاشق لا يخفى عليه دقات قلب حبيبه ويعرفها من بين القلوب 

 وحقا قد كان هذا شعور هنا فما ان رات ظله وهو يدخل للرعاية الا وانقبض قلبها على الرغم انه متخفى خلف الاقنعه ولكن عينيه لم تخفى عليها فاخذ لسانها ينطق بهمس لذاتها صغيرى ؟ هل انت هو ؟ اقسم انه انت فرائحة عطرك نفذت لقلبى 

 اخذت تركز عليه وهى واقفة عند اخر سرير وهو واقفا عند اول سرير قابله واخذ يجول ببصره بدون هويه فهو لا يريد شخص بعينه سواها 

 اقتربت منه فولاها ظهره ليخفى عنها توتره ورعشة جسده وهى بالقرب منه وليته علم انها فى اشتياق للمسة منه 

نفسى اغمض عينى واحلم ان ايدى بين ايديك

ولما افتح عينى القى احلى نظرة من عنيك

قلبى قالى انك حته منه وروحه فيك

حتى وانت جنب منى قلبى دايما خايف عليك

 اقتربت اكثر من ظهره واخذت نفس عميق تشتم رائحة عطره التى كانت كالخمر لعقلها وقلبها فقد اصبحت فى عالم اخر ولم تنتبه انها اطالت بوقفتها خلفة حتى انه استسلم هو الاخر لقلبه فالتفت اليها على حين غره وقال لها بصوت هامس وحشتينى 

 اضربت من صوته وشهقت وخرجت على الفور من الرعاية فركض هو خلفها وما ان خرج الا وجذبها اليه بسرعه وخلع الواقى من على وجهه وابتسم لها ابتسامته التى وترتها اكثر وقال / قلت لكى وحشتينى فلما هربتى

 هنا بتوتر / ارجوك نحن فى مستشفى وفى مكان عملى ولا اريد ان اتركه بسببك وتركته بعد ان افلتت يدها من وتحركت نحو مكتبها ولكنه لم يتركها فهى حرب لاجل قلبه ولن يستسلم 

 كادت هنا ان تهرب منه بغلق باب مكتبها خلفها ولكنها وجدت قدمه حائلا فابتعدت عن الباب بينما ابتسم هو ودخل واغلقه بنفسه وتحرك نحوها واصر ان يضغط على اعصابها وهو يرى توترها فاقترب منها وقال / قلت لكى وحشتينى واردت ان اسمع ردك 

 هنا مدعيه الثبات / ارجوك يا يحيى انا قبلت انا استمر معك لاجل ماما صفاء ويوسف ولك ايضا ولكن هذا لا يعنى ان اعود لما سبق فكل شىء تغير انا متزوجة وانت ايضا اصبحت متزوجا و..

 قاطعها هو هامسا لها وقال / قلتى فعلتى هذا لاجل ماما صفاء ويوسف وانا وماذا عن قلبك؟

 اطضربت هنا وقالت ما ..ماذا تقصد ؟

 يحيى اقترب منها اكثر مما جعلها تبتعد عنه وهى خائفة من مفاجاته لها باى شىء حتى اصبحت ملاصقة للحائط فوجدته اقترب اكثر وقال بتحدى لما وافقتى يا هنا اريد الحقيقة ؟ انتى وافقتى لاجلى انا فقط فقلبك يريدنى وقلبى يريدك فلما العذاب 

 وقد جئت اليوم لاعرض عليك الزواج العرفى اليوم

 صدمت هنا وقالت عرفى؟

 يحيى / نعم فانا لا ازال فاقد الاهلية ولكن فور ان احصل على حكم باهليتى ساوثق زواجنا 

 هنا انا لا اوافق ابدا على الزواج العرفى و..

 قاطعها مبتسما ولكنك غير معترضة على الزواج منى من الاساس 

 تلعثمت اكثر فقد اوقعت نفسها بسرعة ردها

           الفصل الخامس عشر من هنا

     

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close