
رواية قلب الباشا الفصل السابع7والثامن8بقلم فريده الحلواني
صعد بها ليريها شقتها الجديده حتي تخبره اذا ما ارادت شيئا معين فيها
بعد ان تفقدتها كلها ابهرتها المساحه الكبيره و لكنها قررت ان تشكره علي ما فعله معها قبل اي حديث
وقفت قبالته و قالت بنعومه استغرب هو منها : حسن ...شكرا عالي عملته معايه سواء مع اهل ابويا او علي ردك بعد الي قاله وليد...انا عارفه ان اتفقنا زي ما هو و انت عملت كده بس عشان متقلش مني قدامهم
نظرت له وهي رافعه راسها للاعلي نظرا لفارق الطول ثم اقتربت خطوه و وقفت علي اطراف اصابعها طابعه قبله رقيقه مثل رفرفه الفراشات علي وجنته و صاحبتها اجمل ابتسامه راها يوما
صدم من فعلتها ووضع كفه مكان قبلتها و قال : ايه ده
ردت عليه وهي تتصنع المزاح لتداري خجلها : مش و احنا في اسكندريه بوستك عالخد ده ..وضعت يدها مكان ما تشير و اكملت : قولت ابوس التاني عشان ميزعلش يا حسن.....لما اسمي اصبح له نغمه خاصه يرقص لها قلبي حينما ينطلق من بين شفتيها ....هل اذا ما تذوقته بشفاهي اكون مخطئا ...لا و الله ...انا مجرد بشر ...يشتهي فاكهه حلالا له ...فلما يحرمها علي حاله .....و هنا الغي عقله تماما بعد ان اطلق عده اشارات تحزيريه ..... حاوط خصرها بزراعه و هو ينظر لها بتمني لم يشعر به يوما تجاه احد....رفعها ليصبح وجهها قباله وجهه و قال بهمس مغوي وهو يلامس ثغرها بخاصته : و انا كمان لازم اشكرك انك وافقتي علي كلامي قدامهم و معرضتنيش زي عادتك.......لم تفهم ماذا حدث بعد ذلك اذ انه اختطفها فوق سحابه ورديه حلقت بها في سماء عشقه و لا تستطع التركيز في قبلته الهادئه ...الرقيقه ...الحالمه ...و التي كان يتزوق فيها كل انش داخل فمها الذي يثير جنونه ...بكل تمهل ...و كأن الوقت توقف من حوله في تلك اللحظه حتي انه لا يعلم كم مر عليه و هو ينهل من شهدها الا بعد ان شعر باختناقها ...فصل قبلته دون ان ينزلها ...ثم قبلها فوق جبينها برقه بالغه و قال : شكرا يا ندي
فتحت عيناها و نظرت له بعشقا خالص لم تخبأه عنه بعد الان و لم تقل شىء فاكمل هو بهمس رقيق : عارفه يعني ايه راجل يبوس راس واحده
هزت راسها برفض فاكمل : يعني تقدير و احترام يا ندي
نظرت له بتساؤل و قالت بصوت مبحوح : مش فاهمه ..تقصد ايه
انزلها برفق و قال : يمكن يجي وقت و افهمك معني كلامي ...صمت قليلا و اكمل بندم : انسي الي حصل دلوقت ...يلا بينا ....و فقط اعطاها ظهره و اتجه ناحيه الباب ناويا المغادره ....او الهروب.....
بدأ العمال الذين اتي بهم ليعملو ليلا و نهارا حتي يستطيعو انهاء عش الزوجيه و قد طلبت منه ان يكون داخل غرفه النوم الرئيسيه مرحاضا خاصا بها فقال بمزاح : و دي هتبقي اوضتي و لا اوضتك
ردت عليه بغيظ : بتاعتي طبعااااا انت هتنام في اوضته الاطفال يا حسن
نظر لها بغيظ و قال : طب بزمتك انتي مصدقه نفسك و انتي بتقولي الكلام ده ...يا بت دانا اطبقك و احطك في جيبي الصغير راعي فرق الاحجام يا ماما
لم تجد غير الضحكه التي انارت وجهها لترد بها عليه ...هكذا اصبحت في الاونه الاخيره تضحك معه من قلبها و في غيابه تبتسم وحدها كلما تذكرت مناوشاتهم سويا
اما عن تلك القبله ....قد تجاهلها الاثنان عمدا حتي يستطيعا التعامل معا باريحيه
انشغلت في شراء ما ينقصها من احتياجات العروس
وهو التهي في عمله حتي يستطيع التفرغ لاجازه الزفاف
و اليوم هو اول يوم تذهب فيه الي بيتها الجديد لتبدأ في فرشه و تجهيزه بعد ان نقل لها كل ما يخصها في بيت ابيها اول امس ..( ما يسمي جهاز العروس)....كان بصحبتها امها و اختها و خديجه و فاطمه
قالت الاخيره بفرحه : بسم الله ما شاء الله يا سناء حاجه ندي محدش جابها بس ليه كل ده يا وليه دا جهازها يجوز اربع عرايس
سناء بفخر : هو انا حيلتي غير هي و اختها و بعدين مانتي عارفه يا حاجه بقالي كام سنه بشور فيها ...
خديجه : تتهني بيهم يا رب و الله يا خالتي حسن كمان و احنا بنشتري العفش بقي ينقي اغلي حاجه و يقول دي ست البنات لازم اجبلها الي متجبش لحد ربنا يبعد عنهم العين يا رب
نظرت مني لاختها بمغزي فابتسمت الاخري بخجل
كاد ان يصعد الي الاعلي حتي يري ما اذا كانو يحتاجون شيئا ....او هكذا اقنع حاله
و لكن وجد عزه و ايناس يقفان امامه بطريقه كادت ان تضحكه و لكنه رسم التجهم علي وجهه و قال : في ايه يا وليه منك ليها عاملين زي ريا و سكينه كده ليه
عزه : عايزينك في كلمتين و مش عارفين نتلم عليك يا باشا من وقت ما بقيت عريس
نظر لها بغضب و قال : انتي عارفه اني مبكرهش في حياتي قد تلقيح النسوان ده انطقي علي طول من غير لوع
ايناس بغل : طب سكه و دوغري يا باشا انت هاجرنا من وقت الكلمتين الي حصله مع الحاجه و كانك ما صدقت و اهو بتجهز لجوازك و فرحان بالعروسه الجديده بس مش عدل ربنا بيقول ان احنا لينا حق عليك بردو
نظر لها ببرود و قال : ليكو و هتاخدوه مقولتش حاجه بس لما اصفالكم الاول
عزه : و ده هيحصل امتي يا حسن
امتعضت ملامح وجهه بعدما سمع اسمه منها برغم انها كانت تقوله دائما ...و لكن لما الان لا يستصيغه الا منها
نفض افكاره و قال بعد ان بدأ في اكمال طريقه الي الاعلي : بعد ما اخلص اجازه جوازي هعملكم جدول
و فقط ....اكمل طريقه دون ان يلتفت لهم و لكنه لم يري نظرات الحقد المطله من اعينهم ....لكنه شعر بها
عزه بشر : ماااااااشي يا باشا هسيبك تفرحلك يومين و بعدها........البادي اظلم
الفصل الثامن8
هبط من السياره اولا ثم التف ليساعدها علي الهبوط و بدا يسيران بتمهل وسط حشدا كبيرا من الناس الملتفه حولهم و الفرقه الموسيقيه الشعبيه تتغني و تقرع الطبول و الشباب ترقص امامهم و النساء تطلق الزغاريط المبهجه ...و هو يتاكل من الغيره التي لا يعلم لما يشعر بها كلما راي نظرات الجميع لها و لا يعلم لما المسافه تطول الي هذه الدرجه برغم صغرها....زفر بنفاذ صبر حينما اراد اخيه ان يوقفه قليلا امام البنايه ليكملو الاحتفال قبل ان تصعد العروس الي الاعلي فقال له : اخلص يا حسين خليني اطلعها و بعدها اعمل الي انت عايزه
نظر له اخيه بزهول و قد شعر بما يعانيه فابتسم بفرحه. و قرر ان يرحم اخيه من احتراق قلبه
صعد معها و اجلسها فالمكان المخصص لها تحت نظرات الحقد و الغيره و ايضا فرحه امه الطاغيه عليها و بشده
انقضي بعض الوقت فالمباركات و الاحتفال و هي تجلس و كانها ملكه متوجه و رفضت الحاح الجميع عليها لكي ترقص معهم و حينما ذاد الضغط عليها صرخت بهم ام الباشا : سيبيها يا بت انتي و هي محدش يزن عليها هههههه انا عارفه تلاقي الباشا منبه عليها متتحركش نظرت لتلك التي ستموت خجلا و قالت : صح يا ندوش
ابتسمت لها بخجل و هزت راسها علامه الموافقه
صرخت احدي الفتيات و هي تقول بتهليل : الرجاله قومت الباشا يرقص يا ندي تعالي شوفي جماله
لم تتحمل اطراء تلك الفتاه علي حبيبها و لا ان ياخذ احدا مكانها داخل الشرفه فقامت من مكانها رافعه ثوبها بيدها و انطلقت نحو الشرفه قبل الجميع ....وضعت يدها فوق صدرها لتهدأ من خفقان قلبها بعدما راته يتراقص باحترافيه علي انغام اغنيه ( بنت الجيران ) و بينما رفعت عينه صدفه للاعلي و راي ابتسامتها الخلابه طار قلبه اليها و قام بخلع جاكيت حلته ثم سحب سكينا كبيرا ما يسمي ( سنجه ) و بدا يرقص به باحترافيه و كان ابتسامتها اعطت الاذن لجسده ان يتحرك و يظهر علي وجهه فرحته بها ...و الرجال تسفق و تهلل و ما ذاد الامر اشتعالا للحماس حينما صعد فوق احدي الطاولات ليكمل رقصته المبهجه و الرائعه ايضا
و اخيراااا ....انتهي الاحتفال علي خير و صعد لياخذها من وسط النساء الي عشهم و الجميع يحسدهم علي بعضهم و لكن لا احد يعلم ما يدور ....خلف الابواب المغلقه
صعد بها بتمهل و يلحقه امها و امه و اختها و اخته حتي يوصلوهم الي باب شقتهم كما المعتاد ...و بعد ان انصرف الجميع و اغلق الباب خلفهم ....وقف يناظرها و هو يقول بداخله بدا العذاب ايها الباشا... لاحظت توتره فارادت ان تنفز ما انتوت عليه من الان ...فلا داعي للتاجيل
قامت بخلع حزائها ذو الكعب العالي و هي تقول بمرح كما السابق : اخيراا دانا رجلي ورمت يا جدع من ام الجزمه دي
تطلع عليها بزهول و لكنه صدم حينما اكملت باريحيه : هروح اغير الخميسين كيلو الي لبساهم دول و ارجع احضر الاكل انت اكيد جعان صح اصل انا ميته مالجوع يلا غير علي ما ارجعلك ....و فقط تركته و دلفت للداخل وهو يقول لحاله : مالها تلك البلهاء تتصرف باريحيه و لا تشعر بناري المنقاده
زفر بحنق و ما ذاد اشتعاله هو سماعه لرفقائه الذين ما زالو يقفون امام البنايه و يصيحون باسمه كنوع من المزاح في تلك الليله .....لم يلقي لهم بالا و قام بخلع حذائه و جاكيت بدلته ثم حل بعض ازرار قميصه الابيض ليستطيع التنفس بعد شعوره بالاختناق قليلا
جلس يدخن سيجاره عله يهدأ ...و لكن من اين سياتيه الهدوء بعد ان راها تخرج من الغرفه الرئيسيه وهي مرتديه بيجامه ستان زرقاء في ظاهرها الاحتشام و لكن عليها كانت فتنتها اشد من اي ثياب خليعه و ما زادها اغواء في ظاهره غير مقصود هو شعرها الذي جمعته بعشوائيه فوق راسها و تدلي منه بعض الخصلات حول وجهها الذي ازالت عنه مستحضرات التجميل فاصبح اكثر بهائا
تلك الخبيثه تشعر بكل ما يدور داخله و لكنها تحدثت بطريقه طبيعيه : انت لسه مغيرت يا حسن انا ميته مالجوع و الله
تحكم في حاله بصعوبه ليرد بهدوء : اغير ازاي يا اذكي اخواتك و انتي فالاوضه ايه ادخل معاكي مثلا
احمر وجهها خجلا و قالت : اسفه مخدتش بالي و بعدين اصلا احنا الاتنين هدومنا جوه و مش هينفع انقل حاجه منهم فالاوضه التانيه عشان محدش ياخد باله
وقف وقال قبل ان يتجه الي الداخل : سهله نبقي نشوف صرفه للموضوع ده هاخد دش عالسريع و اجيلك
خرج لها وهو يرتدي شورت قصير من اللون الاسود و فوقه قميص قطني بدون اكمام فنظرت له بوله و قالت بداخلها : يخربيت جمال امك انا لو اغتصبتك دلوقت مش حرام صح
نددددي ...انتفضت علي صراخه باسمها و قالت بتلجلج : اااا ايوه ...اهو ...يلااا
ابتسم باتساع و لخقها تجاه المكان المخصص لتناول الطعام
تناول القليل من الطعام و لكنه لم يتمالك حاله حينما وجدها تاكل بنهم غير عابئه لوجوده و تتصرف كأنها في بيت ابيها ناهيك عن تصرفاتها في الايام الماضيه و التي شعر منها انها حقا عروس فقال : ندي معلش يعني بس مش قادر اكتم جوايا
نظرت له بحب اعتقادا منها انه سيعترف لها بحبه فقالت : و تكتم ليه قول كل الي جواك ...و هسمعك
حسن : اصل مستغرب الصراحه انا كنت فاكر ان اول ما الناس تمشي و يتقفل علينا باب هتتكسفي و كده زي البنات او تعملي اي عوق مالي كنتي بتعمليه معايه زمان بس انا شايفك بتتصرفي كانك لسه في بيت ابوكي ...ده غير الايام الي فاتت كنتي بتعملي كل حاجه بفرحه و كانك هتتجوزي بجد ...انا مش فاهمك ...لاول مره مفهمكيش يا ندي
لم تحزن و لم تخجل حينما ردت عليه بمنتهي الهدوء و العقلانيه : اولا انا بتصرف عادي دلوقت لان عارفه الاتفاق الي بينا يبقي كسوف البنات و قلقهممن اليوم ده ملوش لزوم و الا هبقي اوفر اوي ده غير اني انا اخده عليك من صغري فانت مش واحد غريب همثل قدامه اني بنت رقيقه بقي و المحن ده ...ثانيا انا فعلا كنت فرحانه و حبيت اعيش كل لحظه و انا عروسه بجد لان الحاجات دي مش هتتكرر تاني و لا هعرف اعيشها و فرحتي بالفستان الابيض كانت كبيره زي اي بنت ...بس كده
نظر لها بحيره و قال : و ليه مش هتتكرر تاني انتي بعد انفصالنا مش هتتجوزي و تعيشي حياتك...لم يستطع ان يكمل حديثه بعدما شعر بغصه و الم يتملك من قلبه و لكنه كتمها بداخله حينما سمعها تقول : اول كل حاجه بتبقي احلي يا حسن ...و بعدين انا اصلا رافضه فكره الجواز ..قبلك....فاكيد هرفضها ...بعدك
نظر لها بعمق و قال : انتي ليه كلامك ديما بيحتما اكتر من معني ليه مش دغري
ندي : و انا قولت ايه ميتفهمش
حسن : قبل كده لما كنا بنتكلم فالفون بس خديجه قطعت كلامنا قولتي جمله مفهمتهاش و قولتلك كلامنا مخلصش فاكراها ..هزت راسها علامه الموافقه فاكمل : و دلوقت بردو بتقولي رافضه الجواز و سكتي لحظه و كملتي قبلك و بردو سكتي و كملتي بقيت الجمله افهمها ازاي انا
ندي : مش فاهمه هي ليها كام معني
حسن : ممكن حدي ياخودها علي انك كده كده رافضه فكره الجواز قبلي او بعدي
نظر لها بعمق داخل عيناها و اكمل : و ممكن حد يفهمها انك بتحبيني لدرجه ان قبلي رفضي الجواز و بعدي مش هتقبلي بغيري
تصنمت مكانها و تركت ما بيدها بعد ان القي في وجهها المعني الحقيقي لحديثها ....و لكنها جمعت شتات نفسها سريعا و قالت : ......