أخر الاخبار

رواية هوس متيم هيامي الفصل الخامس عشر 15 بقلم فاطمة محمد

      


رواية هوس متيم هيامي 

الفصل الخامس عشر 15 

بقلم فاطمة محمد


جحظت عيناها مستمعة لكلماته الجارحة لكرامتها كأنثى أمام غريمتها التى لم تتوقع ظهورها مرة أخرى، كزت على أسنانها بغيظ وغل وأرتجفت شفتاها السفلى أثر فعلتها تلك... 


لاحت أبتسامة ساخرة على وجهها وهى ترمق كل من هبه وخالد وتومأ برأسها بكره قائلة


-أشبع بيها يا خالد هى فعلًا شبهك و زبالة زيك وانت متستهلش واحدة زي… انا غلطانة عشان بصيت لواحد زيك معدوم الشخصية وجبان وقيدت حريتى وخلتنى خلفت وقيدت حريتى بدرى بدرى


لم يهمه خالد ما تفوهت به من ترهات فرفع عينيه يرمق ابنته رنا والتى بادلته نظراته متذكرة حديثة معها أمس عقب خروج هيام المتطفلة من غرفتها


<فلاش باك> 


-رنا تعالى نقعد حابب اكلم معاكى


أماءت له وجلست على الفراش فجلس أمامها وظل ملتزمًا الصمت عدة ثوانٍ مكتفيًا بالنظر إليها فقطبت جبينها 


-هو ده اللى عايز تكلم معايا و


كادت تكمل ولكن منعتها فعلته التى جعلتها تبتلع ريقها بتوتر وأرتباك 


أزاح خالد الوسادة عن علبة السجائر الخاصة بها وغمغم وهو يلتقطها بين يديه قابضًا عليها بقوة بقبضته محاولًا التحكم بغضبه مغمغم بتهكم 


-بتشربى سجاير يا رنا وفكرانى عبيط ومش هاخد بالى أوضتك ريحتها سجاير


-أنا أنا


اشار لها بيديه وقال وهو يطرق راسه للاسفل مغمغم


-أنا آسف يا رنا


صدمت من اعتذراه ومن رد فعله وقالت بدهشة احتلت كيانها


-أسف علي إيه يا بابا


ابتسم خالد بسخرية وقال بحنق


-آسف على أهمالى ليكى وأسف على حاجات كتير قبل ما أعاتبك على طريقتك وعلى عمايلك الطايشة المفروض اعاتب نفسي انا اللى اهملت فيكى أنا اللى أختارتلك ام زى ندى 


ابتلعت رنا تلك الغصة المريرة ولمعت عينيها بالدموع والتى سرعان ما أنهمرت من عينيها ولفحت بشرتها 


حدق بها خالد ورفع يديه ونزع دموعها بانامله وهتف بحنان فطرى


-اى اب مكانى دلوقتى كان ممكن يقوم الدنيا وميقعدهاش لما يعرف ان بنته بتشرب سجاير ومش بعيد يديها علقه موت بس انا مش هعمل كدة عمرى ما اتعاملت بالطريقة مع اى واحدة ما بالك بقى بنتى وحته منى 


أرتجفت جسد رنا من حديثها والدها الحنون الملئ بالمشاعر والاهتمام... فأسترسل خالد حديثه متمتم وهو يضمها لاحضانه ويربت على ظهرها بهدوء


-مينفعش يا رنا مينفعش تبقى بنت وبتشربى سجاير اومال خليتى ايه بقى للشباب، عايزك تعرفى ان اى بنت بتشرب سجاير الناس والمجتمع بيبصولها بصه مش كويسة نهائى وعشان انا بحبك وخايف عليكى ومش هتلاقى حد يخاف عليكى قدى عايزك تبطليها يا رنا وعايزك توعدينى بكدة 


أغمضت عينيها وتشبثت به بقوة وقالت بصوت خافت مرتجف


-اوعدك يا بابا انى هحاول 


-مفيش تحاولى انا عارف بنتى قوية وعندها أراده وهتبطلها مش كدة ولا ايه


ابتسمت له وخرجت من احضانه قائلة بتحدى مرح


-كدة ونص كمان 


بادلها ابتسامتها باخرى محبه وسرعان ما بدأت ابتسامته تلك بالأختفاء تدريجيًا


-رنا فى موضوع مهم عايز اكلم معاكى فيه أجلته كتير بس خلاص جه وقته وقبل ما انفذه لازم اعرفك بيه لان رأيك يهمنى 


انتبهت لأبتسامته التى اختفت تدريجيًا وحل العبوس مكانها فبدأت الشكوك تساورها وتخمن ما يريده


-موضوع ايه!! 


حمحم خالد لا يتوقع رد فعلها فطباعها تختلف كليًا عنه وتشبه لحد كبير والدتها 


-انا من زمان وانا مستحمل والدتك واظن انتى اكتر واحدة عارفة اللى بتعمله معايا و


أغمضت عينيها بألم وقالت بألم


-عايز تنفصل عن ماما مش كدة يا بابا


رمقها خالد بنظرات مدهوشة لتخمينها الصحيح فاماء لها وصاح مدافعًا عن نفسه مبررًا لها سبب رغبته بالانفصال فقاطعته مرة أخرى قائلة وهى تنهض من على الفراش متجهه تجاه النافذة قائلة بنبرة يشوبها الألم والحزن 


-أنت حر يا بابا انا عندى تنفصلوا احسن ما ابقى شايفة اللى بيحصل بينكم انت متعرفش انا بحس بإيه لما بشوف طريقتكم مع بعض ومظنش انها ممكن تضايق بالعكس هتريح دماغها سواء منى او منك وتفضى بقى لنفسها 


اقترب منها خالد والدهشة تسيطر عليه مغمغم بصدمة 


-أنتى موافقة يا رنا انى انفصل عن والدتك


زفرت رنا بضيق بعدما جال بذهنها ذكرى أليمه قائلة على مضض


-مدام انت هتبقى مرتاح كدة انا كمان هبقى مرتاحه و زى ما قولتلك مظنش ماما هيفرق معاها كتير بس انا عايزاك توافق على إياد ابن خالتوا وياريت الفرح يتم فى اسرع وقت


<باك>


اقتربت ندى من رنا صائحة بأنفعال


-شايفة ابوكى، شايفة اللى كنتى على طول بدافعى عنه، عرفتى دلوقتى مين اللى كان مستحمل مين، جايبلى عشيقته لحد هنا وطلقنى عشانها


غضب ثائر وصاح بصوت جهورى ويديه تلوح بالهواء


-جرا ايه يا ولية مالك ما تلمى لسانك ده شوية انتى لسانك ده ايه موس وبعدين هبه مراته زيها زيك بضبط يا ابله


فرغ فاها وألتفت تنظر لصاحب الصوت وأشارت على نفسها قائلة بصدمه


-ولية!!!! أنا ولية 


لكزت هبه ثائر وقالت بخفوت


-بس يا ثائر اسكت


صاحت رجاء بخالد


-ايه التهريج ده يا خالد هى دي اخرتها وبعد السنين دي كلها بطلقها وبتستغنى عنها بسهوله كده وسايب الاستاذ ده بيغلط فيها


كاد خالد ان يجيب رجاء ولكن سبقته رنا 


-ده الأحسن يا خالتوا ليهم هما الاتنين


أستدرات ندى تجاه ابنتها والصدمة تعتريها قائلة بعدم استيعاب


-انتى بتقولى ايه انتى موافقة انه يطلقنى موافقة انه يطلق امك 


ظلت رنا جامدة باردة فافتربت منها ندى وجذبتها من يديها وتحركت بها صوب غرفتها وهى تتوعد لها


فصاحت رجاء بنبرة معاتبة


-مكنتش اتوقع منك كدة يا خالد


تجاهلها ونظر تجاه هيام التى تحدق ب ثائر بغضب جحيمى والذى يبادلها نظراتها بأخرى محبة شغوفة


-هيام دخلى هبه اوضتى


لم تستمع هيام لحديثه منشغلة برمق ثائر بنظراتها المشتعلة


ابتسم ثائر ابتسامته الجذابة واشار لها بعينيه تجاه والدها الذى صاح بأسمها مرة أخرى


-هياااام بقولك دخلى هبه اوضتى يلا وانا هجيب الشنطة بس ادخلوا دلوقتى


ابتلعت ريقها وازاحت عينيها من عليه وتحركت برفقة هبه والتى ظلت تحاول تهدئة خفقاتها التى بدأت بالخفقان بسرعه شديدة 


اقترب خالد من ثائر وتنهد طويلًا وقال بأمتنان


-انت رجعتلى روحى انهاردة وزى ما وعدتك هيام ليك ومستنيك بكرة انت وأهلك عشان تطلبوها ونتفق على كل حاجه ومش هنختلف


عض ثائر على شفتيه بفرحه وقال بسعادة قبل ان يغادر


-انا معملتش حاجه ده اللى كان لازم يحصل هبه بتحبك وانت كمان بتحبها وخسارة تفضلوا بعاد عن بعض


***********


ألقتها بعنف على الفراش وهى تصرخ بغضب أهوج


-أنتِ إيه حكايتك بضبط بتكرهينى ليه فى حد يكره امه اللى خلفته فى حد يبقى عادى عنده ان اهله ينفصلوا وهو يبقى عادي وببرودك ده 


نهضت رنا من على الفراش وزين وجهها أبتسامة واسعه جعلت الغيظ يتربع بقلب ندى


-في يا ندى هانم زى بضبط ما فى أم مبتحبش إلا نفسها وبس وبتفكر فى نفسها أولًا قبل اى حاجة، انا مش بكرهك بس كمان مش بحبك يا ندى هانم انتى معملتيش اى حاجه تغفرلك عندى بالعكس انتى دمرتينى عارفة يعنى ايه دمرتينى


فارت الدماء بعروق ندى وصاحت وهى تشير تجاه نفسها


-أنا يا رنا انا دمرتك 


-ايوة دمرتينى فكرك انا مش عارفة انك السبب فى ان مالك يبعد عنى.... لا يا ندى هانم انا عارفة ومن زمان اوى بس انا سكت بمزاجى بس عُمر ما كان سكوتى ده معناه انى مسمحاكى او كان ضعف منى، انا بس كنت مصدومة فيكى لانك عارفة انى بحبه ورغم كدة برضو حرمتينى منه حرمتينى من البنى الآدم اللى بحبه وجعتى قلب بنتك كنتى بتشوفينى بعيط وبنهار قدامك وبرضو مفرقش معاكى، عايزانى انا بقى يفرق معايا كل اللى حصل ده 


أقتربت منها خطوة واحدة وقالت بفحيح كالأفاعى


-مع الاسف مش هيفرق انتى علمتيني محبش ومفكرش غير فى نفسى وده اللى انا بعمله وبلاش تمثيل انا عارفة كويس اوى انه لو الطلاق كان حصل بينك وبينه بعيدًا عن خالتوا وكل الناس اللى بره دي كنتى هترحبى بيه بس بابا معلم ونشل صح


ظلت تتفوة بتلك الكلمات اللاذعة والتى كانت فى محلها وظلت تزيد بغضبها رويدًا رويدًا ولكن مع كلماتها الأخيرة لم تتحمل ندى ان تصمت اكثر من ذلك ورفعت يديها صافعة إياها بقوة


-أنتى بنت قليلة الأدب واطلعى برة مش طايقة اشوفك قدامى


كبحت رنا دموعها وألتفتت تنظر لها راسمه ابتسامة باردة على وجهها متمتمة بصوت متحشرج قبل ان تخرج من الغرفة متجهه لغرفتها تحت انظار خالد ورجاء وإياد


-بس كدة حضرتك تؤمرينى شوفتى انا مؤدبة ازاي بقى


تحركت ندى من مكانها بعنف بعدما خرجت رنا وبدات بلملمة أشيائها بطريقة عشوائية غير مهندمة وداخلها تتوعد له لفضحها وأذلالها بتلك الطريقة أمام شقيقتها


وبعد مرور بعض الوقت


خرجت من الغرفة وهى تحمل حقيبتها فأقترب منها إياد حاملًا عنها الحقيبه فتركتها له ندى وقالت رجاء


-يلا يا ندى عشان تيجى معانا


أقتربت ندى من خالد و وقفت بمواجهته وقالت


-أنا سيبالك البيت وخارجه معأنى كان ممكن اوى اعاند معاك واخليك تطلع برة انت والسنيورة بتاعتك بس انا مش هعمل كدة عشان دي حركات عيال وانا هوريك بقى لعب الكبار بيبقى عامل أزاى يا خالد وهندمك على اهانتك ليا وهتشوف 


**********


دلف خالد غرفته فوجد هبه تجلس على طرف الفراش تضم هيام الغاضبة لاخضانها بأشتياق وما ان وجدت الباب يفتح ويظهر منه خالد حتى أقتربت منه بلهفة قائلة بعتاب 


-ليه يا بابا كدة لية تكسر فرحتى برجوع ماما وتحطنى قدام الأمر الواقع، انت المفروض عارف اللى هو عمله وازاى جرحنى ورفض حبى ازاى 


حاوط خالد وجه هيام وقال بحنان وهدوء بعدما رمق هبه التى تتابعهم بصمت


-هيام انتى واثقة فيا ولا لا


-أكيد يا بابا واثقة فيك بس ثائر مش بيحبنى وانا مستحيل أتجوز واحد مش بيحبنى و


قاطعها خالد متمتم بنبرة ذات مغزى


-هو فعلا مش بيحبك هو بيعشقك بس


اتسعت عينيها وقالت بعدم أستيعاب


-ها، أنت بتقول ايه يا بابا 


أجابتها هبه تلك المرة وقالت


-ايوة يا هيام ثائر فعلا بيعشقك ومهوس بيكى انتى مشفتيهوش كان هيتجنن ازاى لما مشيتى من الحارة


نظرت هيام تجاه والدتها وأبتلعت لعابها بصعوبة لجفاف حلقها لا تستوعب ما يهتفان به فعاد خالد يقول مرة أخرى


-اسمعى منى يا هيام انا اقدر اعرف اللى قدامى بيحب وبيعشق ولا لا لانى بحب وبعشق زيه وثائر بيحبك بلاش ترفضى وفكرى فى الموضوع كويس هتلاقى اننا معانا حق


انهى حديثه ورمق هبه بعينيه فحركت رأسها للجهه الأخرى ووجهها يكتسب لون أحمر أثر كلماته منذ قليل والتى أعترف بها بعشقه لها


تنهدت هيام وابتسمت لوالدها وقبلته بوجنته واقتربت من هبه التى قبلتها من وجنتيها هى الأخرى متمتمة بأعتذار


-أنا أسفة يا ماما على طريقة كلامى معاكى بس انا ملقتش طريقة غير دى عشان توافقى تعيشي معايا انا وبابا وصدقينى انا مكنتش اقصد اى كلمه من اللى قولتها انا بحبك اوى يا ماما وكان نفسى نعيش كلنا مع بعض وخصوصًا انى عارفة ان بابا بيتعذب فى بعادك


نهضت هبه وضمتها لاحضانها بحب وبسمه واسعه مشرقة على وجهها


-انا مبزعلش منك يا هيام وانتى عارفة ده كويس ولو بتحبينى فعلًا ادى لثائر فرصة 


أماءت لها هيام بخفة وقالت بهدوء ظاهرى


-تصبحوا على خير 


خرجت من الغرفة وتركتهم بمفردهم فتوترت هبه وسيطر عليها القلق فجلست مرة أخرى على الفراش بعدما شعرت بأنها تكاد تسقط باى لحظة فقدميها لم تعد تحملانها وخاصة بحضوره بمفرده وذاك الباب مغلقًا عليهم، شعر خالد بما يروادها من أفكار وتوتر واقترب منها وجثى على ركبتيه أمامها والتقط يديها بهدوء فسارت رجفة بسيطة بأنحاء جسدها استطاع ان يشعر بها فانحنى بوجهه قليلًا وقبل يديها التى يحاوط بكلتا يديه مغمضًا عينيه مستمتعًا بتلك القبلة 


أنتشلت يديها من بين يديه وكادت ان تنهض من مكانها مبتعدة عنه ولكنه منعها من تلك الفعله ولم يسمح لها بالبعاد عنه ورفع يديه وحاوط رأسها وجعل جبينها يستند بجبينه وقال بصوت أجش 


-متبعديش يا هبه أنا ما صدقت رجعتى متبعدش عشان مش هسمحلك تبعدى مش هتخلى عنك تانى يا هبه هفضل متمسك بيكى لأخر نفس كنت بحبك زمان ودلوقتى بعشقك بعدك عنى منسنيش حبك بالعكس زوده فى قلبى وبقيتى متربعة فى قلبى يا ملكة قلبى


أخذت عبراتها بالأنهمار بلا أنقطاع فى حين تشعر انها عاجزة مكبلة لا تقوى على النظر إليه وهو يهتف بذاك الحديث الذي سلب كلًا من قلبها وعقلها


رفع أنامله وازال عبراتها وأقترب بشفتيه مقبلًا عينيها التى تذرف الدموع 


-متعيطيش مش بستحمل اشوف دموعك


انهى حديثها وهى ينحنى تجاه شفتيها مقبلًا إياها بأشتياق يتمنى ان تستلم له وتردع عن عنادها وكان له ما أراد متناسية كل ما حدث معهم مغلقة تلك الصفحة ليبدأون سويًا من جديد


**********


كادت ان تدلف غرفتها لولا استماعها لتلك الأصوات الصادرة من غرفة رنا فزمت شفتيها وتقدمت صوب غرفتها وطرقت الباب بخفوت صاحبها دلوفها للغرفة 


-ادينى خبطت اهو عشان متقوليش انى مبخبطش


رفعت رنا وجهها الذى كان منكمشًا بفضل بكائها ونظرت لهيام وسرعان ما رفعت يديها تجفف دموعها غير راغبة برؤية احد لدموعها 


أغلقت هيام الباب واقتربت منها وجلست بجوارها على الفراش قائلة بلهجة جديدة كليًا استمعت لها رنا للمرة الأولى


-انا مبسوطه بيكى انك بتعيطى ومحبستيش دموعك وخرجتى كل اللى جواكى اصله مينفعش تشيلى جواكى كدة مش كويس عشانك ولو حبه هسيبك لوحدك بس انا مش حبه أسيبك لوحدك عشان انتى اختى واحنا ملناش غير بعض صحيح معرفكيش ومشفتكيش غير كام مرة بس ربنا اللى يعلم انى اول ما عرفت انك اختى حبيتك ازاى انا طول عمرى كان نفسى يبقى ليا اخت واب فمتتوقعيش انى لما لاقيتكم هسيبكم بسهولة كدة 


خيم الصمت بالغرفة عقب حديث هيام ولكن لم يخلو من نظرات رنا لها فأبتسمت هيام لها واقتربت مقبلة إياها من وجنتيها قائلة بنبرة عابثة


-يلا زيحى كدة شوية خلينى انام جمبك 


ابتلعت رنا ريقها وهى تراقب ما تفعله قائلة بدهشة


-هتنامى جمبى!! 


-ايون اصلى بصراحه مش حبه اقعد لوحدى عشان عارفة انه مش هيجيلى نوم وهقعد افكر فى اللى بابا عمله وانه وافق على ثائر وحطنى قدام الامر الواقع... يلا زيحى... بقى خلينى انام جمبك


ترددت رنا كثيرًا ولكن تغلب قلبها على عقلها تلك المرة وتحركت من مكانها قليلًا وتركت مكانًا لهيام 


أتسعت ابتسامة هيام وتهللت اساريرها وتسطحت بجوارها ودفنت نفسها بأحضانها مغمغمة بنبرة طفولية تحت انظار رنا المدهوشة من فعلتها


-تعالى بقى يا ستى اما احكيلك قصة هيام وثائر الدكر حجى 


-الدكر حجى!!!! 


-يا ستى عديها المهم هتسمعى ولا لا


حركت رنا كتفيها وقالت


-هسمع احكيلى عن دكر البط بتاعك 


لكزتها هيام بخفة متمتمة بمرح


-اه لو سمعك اصله مجنون ومتخلف وعربجى بس بحبه برضو 


ابتسمت رنا رغمًا عنها وقالت 


-من ناحية عربجى فهو عربجى بس حمش وشكله بيحبك المهم احكى بقى وابهرينى بقصة حبكم


**********


فى صباح يوم جديد


أستيقظت هيام من النوم على صوت رنين المنبه ففتحت عينيها وقامت بأغلاقة وتململت بكسل ونظرت بجوارها فوجدت رنا قد أستيقظت هى الأخرى فنهضت بهدوء قائلة 


-كملى نوم انا هقوم اجهز عشان انزل الجامعة 


اعتدلت رنا بنومتها قليلًا وقالت بصوت متحشرج


-معاكى عربية 


-انتى بتهزرى اكيد لا طبعا 


أماءت لها قائلة


-بتعرفى تسوقى 


-برضو لا


-مش بحب اصحى بدرى بس مضطرة انزل معاكى اوصلك


لم تصدق هيام ما سمعته باذنيها والتفتت بلهفة تجاه رنا


-أنتى بتكلمى جد


ابتسمت رنا بهدوء 


-جد الجد كمان يلا اجهزى عقبال ما اجهز انا كمان وانزل اوصلك


***********


هبطت كل من هيام ورنا من البناية دون أصدار أى اصوات فمازال هبه وخالد يغطان بنوم عميق والوقت يزال مبكرًا 


ترجلا من المصعد ورنا تهتف بأنزعاج


-لو كنت اعرف ان الساعه لسه مجتش تمانية مكنتش قمت من النوم فى حد يصحى بدرى كدة يا بنتى


-اعمل ايه طيب المحاضرة الساعه تسعة وانا مش بحب اتاخر وبعدين انتى اللى عرضتى عليا توصلينى مش انا اللى قولتلك


-اووه شكلك مش هتحتاجينى وهطلع اكمل نوم


قطبت هيام جبينها وقالت بعدم فهم


-اشمعنه يعنى


همست رنا مشيرة بعينيها تجاه البوابة


-دكر البط مستنيكى قصدى العربجى يووة عليكى يا رنا قصدى ثائر


لكزتها هيام بخفة ونظرت تجاه البوابة فوجدته مستقلًا دراجاته وعينيه تتابع تقدمها


تحركت تجاهه ورنا تلحق بها وقالت بخفوت من بين اسنانها


-هو انت ايه ورايا ورايا


أجابها بعدما ابتسم لها أبتسامته التى تخطف قلبها وتسلب عقلها


-بضبط انتى كدة جبتى المفيد وانا فعلًا وراكى وراكى ومش هسيبك غير وانتى مراتى وانهاردة هجيب سارة ويوسف وهنقرا فاتحه وهتفق مع حمايا على كل حاجه 


ضربته بقبضتها الصغيرة بصدره متصنعه الغضب 


-مش هيحصل انت سامع ومش هطول منى شعره وخلى حبيبة القلب اللى جرحتنى عشانها تنفعك ولا اقولك روح اتجوزها


توحشت عيناه قبل أن يجيب بصوت أجفل بدنها بأكمله ممسكًا بيديها التى تسدد له اللكمات


-هيام ايدك متطولش تانى وبعدين بقولك عايز اتجوزك أنتى عايزة ايه اكتر من كدة 


عقدت يديها امام صدرها قائلة بطفولية


-وانا مش عايزة 


أختفى غضبه وحل مكانه أبتسامة ماكرة عابثة وتمتم 


-انتى مش عايزة بس فى غيرك عايزة وبتتمنى مني اشارة وانتى عارفاها كويس اوى وياما حذرتك منها وانتى مش عايزة تسمعى منى


عادت تنظر له مرة أخرى ولكن لاح على وجهها الدهشة متمتمة


-أنت بتقول ايه مين دى اللى بتتمنى اشارة منك وانت حذرتنى م


قطعت كلامها عندما أستوعب عقلها كلماته فتمتمت بخفوت مرددة اسمها


-حنين!!! انت قصدك حنين


أماء لها متنهدًا طويلًا


-ايوة قصدى زفت وعلى فكرة قالتلى كذا مرة انها بتحبنى وانها موافقة عليا ونفسها بس اتقدملها شوفتى بقى صاحبتك 


أشتعلت نيران الغيرة بقلبها وتكاظم بداخله فكزت على اسنانها وهى تصيح


-رنا يلا بينا 


صاح ثائر وهو يترجل من على دراجته


-هو ايه اللى يلا يا رنا طرطور انا ولا ايه انتى هتيجى معايا


التفتت به وصرخت به بقوة


-لا مش هاجى وامشى بقى يا ثائر عشان انا فى كلاب فى دماغى دلوقتى متخليهومش يطلعوا عليك


لم تستطع رنا كبح ضحكاتها على كلمات هيام وقالت من بين ضحكاتها


-كلاب فى دماغك ازاى يعنى لمؤاخذة


-بس يا رنا 


توقفت رنا عن الابتسامة وغمغمت بخبث وهى ترمق ثائر تارة وهيام تارة أخرى


-طيب هسكت بس انا شايفة انه دب المشوار خلاص خليه بقى يوصلك وانا هطلع اكمل نوم مش كفاية طول الليل بتكلمى عنه وبتحكيلى عن حبك الكبير ليه


ارتفع حاجبى ثائر وقال بنظرة محبه ولهجة مرحة


-بقى بتحكيلها عنى ومش عايزانى لا صدقتى يا بنتى والله يلا يا هيام خلينى اوصلك الجامعه


رمقت هيام رنا بغيظ واماءت بموافقة


-ماشى انا هاجى بس مش هتوصلنى الجامعة


-اومال هوصلك فين


-هقولك


تنهدت رنا وقالت بمرح وهى تدلف البناية مرة أخرى


-طب الحمدلله افراج انا بقى


استقل ثائر الدراجة وصعدت هيام خلفه وترددت كثيرًا بالتشبثت بملابسه 


فصاح قبل ان يتحرك بها


-امسكى فيا عشان متوقعيش


رفعت راسها بكبرياء وقالت بتحدى


-لا مش همسك ومش هقع امشى انت بس


ألتوى فم ثائر بابتسامة جانبية وقال


-أنتى حرة بقى


فأدار الدراجة وتحرك بها قليلًا وقام بالفرملة مرة واحدة مجبرًا إياها على التعلق بملابسه 


وما ان لمست يديها جسده حتى رفع يديه محاوطًا يديها مغمغم بمشاكسة


-ايوة كدة عايزة تروحى فين بقى


سيطر على جسدها انتفاضة بسيطة اثر لمسه لها فغمغمت بتلعثم ملحوظ


-اطلع على بيت خالتى صباح


اماء لها


-وماله يلا بينا


*********


فتحت حنين باب المنزل فوجدت امامها هيام فأبتسمت لها ابتسامة زائفة 


-هيام ده انتى... ايه شيفانى فى المنام ولا ايه


أبتسمت لها هيام ابتسامة لم تصل لعيناها وقالت ببرود


-مش هتقوليلى ادخلى ولا ايه يا حنين


-لا ازاى ادخلى طبعا انتى مش محتاجة عزومه البيت بيتك يا هيام


دلفت هيام وقالت وعينيها تجول بالمنزل


-انتى لوحدك ولا ايه اومال فين خالتى صباح ويوسف وسارة


-امى نايمه ويوسف وسارة فى بيت ثائر قاعدين معاه عشان حصل مشكلة بينه وبين امى وهنادى وابنها كمان نايمين


-طيب سيبك من كل ده انا عندى ليكى مفاجأة معرفتش انام بسببها امبارح


كزت حنين على اسنانها وقالت


-بجد.. مفأجاة ايه دي أشجينى


تنهدت هيام وظلت عينيها معلقة بحنين تترقب رد فعلها وقالت 


-انا وثائر هنتجوز، كلم بابا واتفق معاه هيجوا انهاردة وهيحددوا ميعاد الفرح


أختفت أبتسامة حنين تدريجيًا واشتعلت عينيها بنيران استطاعت هيام تمييزها فقالت بغيظ وأندفاع 


-وانتى وافقتى عليه انتى هبلة يا هيام ما انتى عارفة انه بيحب واحدة تانية


ابتسمت هيام بأستفزاز وقالت


-لا يا حنين ثائر بيحبنى ولو مش بيحبنى مكنش طلبنى من بابا واه صحيح فى حاجه كمان نسيت اقولهالك 


عضت حنين على شفتيها وقالت بابتسامة تشع كرة


-خير قولى


-ثائر حكالى كل حاجه انهاردة وقالى على اعترافك. بحبك ليه وانا حبه اقولك انى ميشرفنيش اعرف اشكالك يا زبالة وانك متستحقيش لقب صديقة انتى طلعتى زبالة اوى يا حنين ومش عايز اشوف خلقتك تانى بس ممكن اتنازل لمرة واحدة وهى يوم فرحى انا وثائر وتيجى تشوفينى واحنا مع بعض


أبتعدت لتظل حنين تطالعها بنظرات غامضة فكم تمنت هيام بتلك اللحظة ان تنكر او تدافع عن نفسها ولكن ذلك لم يحدث فاجابتها بتهكم قائلة بكرة 


-كويس انك عرفتى انا اصلا كنت ناوية اصدمك واعرفك قد ايه كنتى مغفلة وصدقينى مش هخليكى تتهنى يا هيام وهيجى اليوم اللى هتشوفينى فيه عروسة لثائر أصل انتى متستهليش واحد زي ثائر ثائر يستحقنى انا وبس


أقتربت هيام من اذنها وهمست بسخرية اخفت بها جرحها من صديقتها


-ده هناك فى المشمش يا حنين


*********


بعد مرور شهر ونص


حدث خلالهم الكثير والكثير حيث ذهب ثائر برفقة سارة ويوسف وتقدما لخطبه هيام التى تقبلت أراء والديها وقررت التخلى عن عنادها والرضوخ لقلبها الذى يطالب بثائره


وأصر خالد أن يقيما ثائر وهيام فى المنزل المقابل لمنزلهم والذي يملكه فرضخ ثائر لطلبه ولكن صمم على دفع أجرة ذاك المنزل وكذلك تم تحديد موعد زفاف رنا وإياد وبالتالى سيقام زفاف رنا و إياد وثائر وهيام معًا


أما يوسف وسارة فقد أنتقلا لمنزلهم الجديد والذى نال اعجاب سارة كثيرًا وعلمت صباح بأستقلالهم ذاك فضرمت النيران بقلبها وغادرت هنادى بعدما علمت انه لا فائدة من وجودها وعلى الرغم من محاولات صباح لاقناعها بالبقاء ولكنها ظلت على موقفها وغادرت المنزل…


أما رنا فقد تقربت فى تلك الفترة من هيام كثيرًا وكذلك هبه التى وجدت بها حنان لم تجده بوالدتها التى ظلت تخطط لتفسد سعادتهم تلك..اما مالك فكلما تقترب موعد زفاف معشوقته كان يتملكه حاله من الجمود والبرود ازعجت والدته كثيرًا والتى ترى بأن رنا لا تصلح زوجة لابنها


*************


فى أحد الفنادق 


كانت تقف برفقة شقيقتها التى تحاول لا تتوقف عن محاولة الوصول لابنها تعنفها بخفوت قائلة


-ايه التهريج ده يا رجاء ابنك فين لحد دلوقتى وليه مبيردش


تأففت رجاء بضيق ونفاذ صبر


-مش عارفة يا ندي مش عارفة ما انا زى زيك اهو وبتصل عليه مش بيرد مش عارفة اختفى فين ده انا هتجنن


وفى احد غرف الفندق وتحديدًا غرفة رنا وهيام واللتان يتجهزان من اجل عرسهم وامام كل منهم فتاه تضع لهم اللمسه الأخيرة 


فـ رنا كانت ترتدي فستانًا ضيقًا من أعلاه لأسفله ورفعت شعرها بطريقة خلابة واضعة تاج من الورود البيضاء مزينًا خصلاتها اما هيام فكانت ترتدي فستانًا كفستان الأميرات حجاب رقيق يزين وجهها ملبية رغبة معشوقها فى ارتدائه 


اما سارة وهبه فكانا بجوارهم وهبه تطلع لكل منهم على حدا وأبتسامة مشرقة تزين ثغرها


أنتهت رنا أولًا ونهضت من مجلسهًا و وقفت أمام مرآة تطلع لفستان زفافها الأبيض والسعادة لا تسعها فأخيرًا ستتحقق رغبتها وستصبح اليوم ملكًا لمن عشقت فتحركت وتناولت هاتفها من على الطاولة وأسلت رسالة لإياد اما سارة فخرجت لترى شقيقها


وبالطرف الآخر 


كان ثائر يهندم بدلته السوداء بضيق ويوسف بجواره يغمغم بضيق


-فى ايه يا ثائر ما تهدى شوية 


-اهدى ايه يا عم انا مش مستحمل ام البدلة دى بتخنق منهم 


-معلش الليلة ليله العمر وهتجوز حبيبة القلب تعالى على نفسك شوية 


-ما انا مستحملاها عشان خاطرها لولا كدة كان زمانى قالعها يا جو


طرق الباب ودلف خالد ومالك برفقته فغمغم خالد وهو يتفحص هيئة ثائر الذى زاد وسامة فوق وسامته فزم شفتيه مبديًا أعجابه بها 


-الف مبروك يا ثائر 


التفت ثائر تجاه خالد واجابه بسعادة


-الله يبارك فيك يا خالود


حمحم يوسف وأقترب من اذنيه قائلًا


-ده حماك ها بلاش خالود دي


اما مالك فرسم ابتسامة زائفة على وجهه متمتم


-مبروك 


اجابه ثائر على مضض 


-الله يبارك فيك


صدح رنين هاتف مالك فأخرجه من جيبه وأستأذن من عمه وخرج من الغرفة ليجيب على هاتفه 


-أنت فين يا زفت كل ده تأخير


أجابة إياد بسخرية وتهكم


-هو فين التأخير ده التأخير لسه جاى واه انا فى المطار وطيارتى خلاص على وشك الأقلاع فـ إياد كدة بح والفرح كمان بح ووصل سلامى لبنت عمك 


أنفعل مالك وظل يدور بالطرقة وهو يصرخ به


-إياااااااد ودينى لو


أغلق إياد بوجهه فأغمض عينيه بغضب ودفع الهاتف بالحائط فتحطم لاشلاءً


**********


دلفت حنين غرفة رنا وهيام وأبتسامة على وجهها فوجدتهم بمفردهم كل منهم تطلع على فستانها الابيض تنتظر فارسها فتحدتث حنين بنبرة هادئة


-مكنش ينفع مجيش فرحك وانتى عارفة ده


رأت هيام أنعكاس صورتها بالمرآة فأبتسمت بسخرية وهتفت بحنق 


-انتى ايه اللى جابك انا مش عايزة اشوفك ولا انتى صدقتى انك معزومة على فرحى


وجهت حنين حديثها لرنا قائلة


-ممكن تسبينا لوحدنا شوية


تطلعت رنا بهيام التى اماءت لها بخفة فانسحبت رنا من الغرفة و وقفت بخارجها مغمضة عينيها تتخيل عواقب فعلتها الحمقاء ولكن ذاك ما جاء بخاطرها 


اقتربت حنين من هيام تطلع لها بنظرة متفحصة من أعلاها لأسفلها قائلة بأسف زائف


-زى القمر يا هيام بس انا زعلانه عشانك اوى 


تنهدت هيام واتسعت ابتسامتها قائلة بتحدي


-انسى يا حنين انك تنكدى عليا اليوم يومى وانهاردة فرحى انا وثائر وثائر هيبقى ليا انا وملكى ومن انهاردة مش هتشوفيه غير فى احلامك وبس


عضت حنين على شفتيها وبدأت بالدوران حولها مثل الأفعى قائلة بهمس


-انا مش جاية انهاردة عشان اسمع الكلام ده انا جاية انهاردة عشان انتى اللى هتسمعينى 


وقفت خلفها واقتربت من أذنيها وهمست بشر


-مش عايزة تعرفى مين اللى ثائر رفضك عشانها، مش عايزة تعرفى مين اللى ثائر بيحبها... انا بقى جاية عشان اعرفك واقولك ان ثائر بيحب هبه يا هيام.. سامعة ثائر بيحب هبة ورينى بقى هتكملى فرحكم أزاى


                  الفصل السادس عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close