رواية احببت معقدة الفصل العشرون 20 بقلم فاطمة سلطان

      


رواية احببت معقدة

الفصل العشرون 20

بقلم فاطمة سلطان


ليس للعُقد نهاية يا أعزائي فتنتهي عُقدة لتبدأ الاخري، وهذا ليس للتشاؤم ولكنه قول المولي عز وجل


في قوله تعالي (( لقد خلقنا الإنسان في كبد ( 4 ) )) 


سوره البلد


ولكني اؤكد لكم ان اصعب العُقد التي لن تستطيعوا فكها وفك تشابكها هي عُقدة الحب ستبقي معنا الي الأبد مهما فعلنا فلا يستطيع أخصائي إن كان او حتي طبيبا ان يخلصكم منها


 فاوجد من يستحق ان تتعقد معه في عُقدة أبدية وهي عقدة الحب  كي تكون أجمل عُقدة علي الاطلاق


________________


 بعد مرور شهر تقريبا 


كانت هدير تقف في غرفتها ومعها ساره 


ساره أردفت بغضب من اعتراض هدير علي ما فعلته في وجهها   فهي وضعت لها بعض مستحضرات التجميل الهادئة ولا تعجبها 


-  هدير مش كل ما هحط حاجه هتقوليلي لا كتير


منة أردفت بعدم فهم حينما دخلت الي الغرفة واغلقت خلفها الباب، منة هي ابن عمها التي تقربت منها الي حد ما في الأيام الماضية 


- ممكن افهم انتم عاملين مشاكل ليه


سارة أردفت  بتأفف وهي نشير علي وجه هدير 


-  عشان بنت عمك، بذمتك اللي حطيته ده كتير عشان عايزه تمسحه 


منة أردفت بعد أن ركزت في وجهها 


-  لا مش كتير ده المفروض كمان كنتي تروحي لبيوتي سنتر او كنا نجيب ميكب ارتست وانتِ قولتي لا و اللي ساره حطته خفيف جدا ده انا حاطه اكتر منك يا هدير اتقي الله 


ساره أردفت وهي ترفع يديها 


-  وشهد شاهد من اهلها 


هدير أردفت بانزعاج ليس له سبب 


-  خلاص يا جماعة مش همسح حاجه 


منه أردفت بتفسير لحالتها 


-  واضح انك متوتره عشان كده بتحاولي تداري الموضوع في ميكب ساره 


هدير أردفت وهي تجاهد مع نفسها  حتي لا تغلبها دموعها وتبكي حينما تذكرت هاجر وأمنيتها بحضور هذا اليوم 


- ممكن تسبوني خمس دقايق لوحدي


ساره أردفت بمرح وهي ترفع حاجبيها قائلة 


-   ليه هتهربي وله ايه قاسم يدبحنا والله مفيش سنين تانيه الراجل هيستناها وربنا ده يشقنا اتنين 


هدير ابتسمت علي مرح سارة كالعادة ولكنها أعاده طلبها 


-  لا مش ههرب بس سبوني خمس دقايق عقبال ما قاسم يتصل لو سمحت 


لتخرج ساره ومعها منة 


لتنهض هدير وقد عقدت شعرها ورفعته لأعلي وأخرجت ذلك الحجاب  الذي اشترته بمفردها،  لتبتسم ابتسامه جميله لأول مرة تنظر الي المرآة وتكون راضية عن هيئتها وعن نفسها ولاول مرة تكون صاحبة القرار في شيء 


وبعد وقت دقت الباب ساره لتخبرها بأن قاسم وعمها ولكنها اندهشت من فعلت صديقتها  ولكنها ابتسمت 


 وهنئتها  علي قرارها دون الدخول في تفاصيل لتهبط واندهش بها الجميع حتي قاسم نفسه فلم تخبره بأي تلمحيات حيال الموضوع 


ولكن هل هذا سيمنعه من ان يبارك لها  علي حجابها ويفتخر بها انه اختارها ربما هي مُعقدة ليست لمشاكلها وعقدها النفسية


 ولكن يصعب عليك فهم ما يدور برأسها فلما كل يوم يشعر انه يحبها 


لم يندم يوما علي تغير علاقتهما بل انه اجمل قرار قد اتخذه .. 


______________


تم عقد القرأن في أحد المساجد،  دون حضور الكثير فقط بضعة اشخاص من أقارب قاسم وهدير وأقاربها بينما ساره والدها كان يحتجزها بجانبه


 بالطبع كريم وزوجته كانوا من ضمن المدعويين، كان حسني  وكيل هدير، لم تفتقد هدير و لو لحظه غياب والدها فليعلم حتي لم ياتي في بالها هدير قد نضجت و ادركت قيمتها عند كل شخص ..


_____________


علي لسان تلك المُعقدة 


 فلما اشتاق لوجود ابي  وهو لم يجعلني أدرك معني هذه الكلمة ؟ 


_____________


لينتهي الماذون بتلك الكلمة التي تمني قاسم سماعها قبل هدير 


-  بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير


نهض قاسم وقبل يد والدته التي بكت كثيرا


 اثناء عقد القرآن فتمنت تلك اللحظة لسنوات مسح دموعها ثم قبل يد والده واحتضنه وصافح الآخرون مثل وليد ثم احتضن حسني الذي لم يظن  انه سوف يفرح في عقد قرأن هدير أكثر من بناته 


بعد ان انتهت هدير من البكاء مع ساره وأمينة ومنة،  اقترب قاسم منها مبتسما ثم قبل جبهتها واحتضنها، كان هذا الحضن مُختلف أكثر من اي اقتراب  منهما الآن هي حلاله وزوجته وحصل قاسم علي قسمته ..


همس في اذنيها قائلا بمرح 


-  بلاش عياط ابوس ايدك، زمان قولتلك  يوم ما تتجوزي عشان اقول لعريسك انك كئيبة بس دلوقتي مش هقدر للاسف اللي بيعيب بيلاقي


ثم ابتعد عنها وانتهي اليوم بتناولهم العشاء في احد المطاعم كانت ليلة مختلفة تماما لم يكن بها غزل اكثر من مواقف مضحكة  مرت 


ولكن لا احد يعلم ان هذا الحب المُعقد سيبقي للابد 


وليكتب قاسم في تاريخه انه في يوما ما


(( قاسم حصل علي قسمته )) 


بعد ان وصلوا الي شارعهم وكان قد نام الناس تقريبا الا القليل فالساعة الان الثانيه بعد منتصف الليل 


قبل ان تصعد هدير الي بيتها اوقفها قاسم في فناء المنزل،  ليتحدث دون مقدمات بعدما كانت في طريقها الي الدرج فأردف قائلا 


- النهارده بقيتي قسمه قاسم، محدش استهلك وقتي وتفكيري وقلبي قدك انا حبيتك وعشت معاكي تفاصيل منسهاش .. بس انتِ عُمري يا هدير


ثم تنهد واستكمل حديثه قائلا 


- عُمر قاسم كله كان ليكي والباقي عشانك ومتأكد ان عمري هيكون عشان حد يستاهل اني اضحي بأي شي عشانه 


حضنته هدير فور انتهاء حديثه وشبكت يديها  حول عنقه ولم ترد عليه فما قاله كانت تعجز عن رده بكلمات


 كان ردها تلك الدموع التي ذرفتها من أجل ذلك العاشق،  أردفت قائلة بهمس  


- مش عارف اقولك ايه غير انك كل حاجه ليا يارب اقدر اكون استاهلك وجديرة بيك 


ابتعدت عنه ولوحت له بخجل وصعدت علي الدرج كطفلة صغيرة متلهفه علي الصعود وابتسامه غريبه علي وجهها رغم الدموع التي كانت تتساقط ، وصعدت شقتها سعيدة وتذكرت عمتها فترحمت عليها وقرأت لها الفاتحة واقسمت انها ستجعل ذكري عمتها حتي بعد موتها ستظل عامره في قلوب الكثير فليرحم الله من كانت الرحمه لكل من مر بحياتها 


____________________


في بيت هاجر 


كانت تجلس مع عمها وهو يشرح لها ظروف والدها ولكن حاول حسني بقدر الإمكان ألا يزيد الكره في قلبها ولكنه فشل في إقناعها باخذها للأموال، أردفت هدير قائلا 


- رجعهم يا عمي


-  ليه يا بنتي العند ده


هدير أردفت بتفسير يؤلمها قبل اي احد ولكنها مجبرة أن تفهم الجميع انه لا يعنيها في شي


- ابويا سابني في كل موقف في حياتي 


المرة الوحيدة اللي شوفته فيها عشان حماه مات 


حسني تحدث في نبرة هادئة وتفهم 


-  بصي يا هدير،  انا كُنت ساعات بتفق معاه وكنت ساعات بعترض معاه ومفيش شك أن كلنا مش عاجبنا اللي عمله بس اتأكدي ان ده حقك يا بنتي


-  حقي كان دهب امي


 وفلوسه دي انا عارفه انها كتير ومستغربة انه اصلا عمل كده عشاني !!!


بس خليني اكون صريحة لو ابويا بعت فلوس العالم كله مش هتساوي لحظه في عمري انا عشتها 


لتاخذ نفساً عميقا وتتحدث بنبرة غير مهتزه كالسابق


- عايز يدفعلي فلوس لجهازي و باعت اللي يكفي و زيادة، بس انا لو هشحت في يوم من الايام تأكد انه اخر واحد هستنجد بيه !! 


 هو بالنسبالي غريب ومينفعش اخد من واحد معرفهوش ده مكلفش خطرة انه يجي يحضر كتب كتابي 


حسني حاول ألا يفسد العلاقه أكثر من ذلك، فأردف قائلا


-  مهما حصل هو ابوكي ومهما طال الزمن لو بعد خمسين سنة انتِ هدير عماد


هدير أردفت بسخرية ووجع لم تعلم ما هو شعورها ولكنها قالتها في نبره باردة 


-  لو كان بايدي اغير دي كمان لكنت غيرتها


- هو ابوكي مهما عمل انتِ بنته و دمه بيجري جواكي


- متلومنيش انا معرفتش يعني ايه اب ولا هو كان عنده وقت يفهمني


حسني حاول ان يجعلها تقتنع بطريقه اخري 


- اللي باعته ده واحد في المية من حقك اللي انتِ تستحقيه 


هو مش بيتفضل عليكي ده واجبه


ابتسمت هدير بسخرية وأردفت قائلة 


-  ابويا هو اللي اتنازل عن واجبه ألف مرة 


 ابعتله فلوسه قوله اني مش محتاجه حاجه منه


-  طيب يا بنتي  بس ....


قاطعته هدير قائلة بنفاذ صبر 


-  علشان منزعلش يا عمي اكتر من كده انا فلوس الدهب علي فلوس اللي حضرتك بعتها من المشتري الشقة اللي تحت هيكفوني وزيادة


فأردف حسني قائلا وهو مازال يحاول اقناعها 


-  طيب فكري تاني 


-  عمي ارجوك


- خلاص يا هدير اللي انتِ عيزاه انا مش عايز اضايقك بس انا هخليهم كام يوم كمان لو حبيتي تفكري عشان متندميش


وحاول ان يغير الموضوع، فأردف قائلا 


-  المهم انتِ عامله ايه مع قاسم سمعت انه شغال في الشقه كويس يعني وكلها اسبوع وتكون خلصت 


- اه 


حسني أردف بتساؤل 


-  انتِ مش محتاجه حاجه ؟؟


- لا ابدا انا مش ناقصني حاجه الحمدلله


- الحمدلله  انا مش قادر علي المرواح والمجي فمنة هتجيلك خلال الاسبوع ده وتقعد معاكي لغايت الفرح كمان بقرب ليها مشوار الجامعه وتونسوا بعض


 _________________


بعد مرور عده أيام 


 في عياده الدكتوره فرح


-اقدر اقول مع السلامة يا هدير


هدير نظرت لها بعدم فهم ثم أردفت قائلة  


-  يعني الجلسه خلصت


-لا كله خلص ..


لتبتسم بخفة كعادتها ثم أردفت قائلة بمرح 


-  زي ما قولتلك انتِ بقيتي اعقل مني وتقدري انك تدي جلسات ليا لو عندي عُقدة كمان


-  مش فاهمه خلصنا كله ؟؟


- انتِ بقيتي معندكيش اي مشكله وانا سعيدة لو هقارن حاله البنت اللي دخلت من الباب ده من سنة وشويه هتخرج بالشكل ده .


قربت تكون محاسبة قانونية وبرضو قربت تكون مسؤولهة عن اسره ومبقتش تسيب فرض وبقت بتلبس خمار هل ممكن تكون دخلت حالة عندي و خرجت بالتحسن ده ؟


لتهز رأسها نافية وأردفت وهي تجيب علي نفسها


- انا بعترف اني اول مرة اقابل حد في اصرارك وقوتك ولازم تفتخري بنفسك انك ساهمتي بنسبه اكبر مني في الجلسات وكنتي اقوي تأثيرا علي نفسك


- انا مش عارفة اشكرك ازاي 


-  انا اللي بشكرك اني اتعرفت علي انسانة زيك، انتِ بجد واحده يفتخر اي حد انها موجودة في حياته،  قاسم راجل محظوظ ان حصل علي واحده زيك لانك مهما غلطتي في حقه هترجعي تعرفي غلطك وتصلحيه بنفسك


لتستكمل كلامها الصادق النابع عن محبه


- كوني هدير اللي انتِ صنعتيها بنفسك وكوني هدير اللي شوفتي نفسك فيها واللي متوقعش نفسها في غلط مهما مر عليها 


ومتأكده انك هتكوني افضل ام اللي عارفه تكتشف عيوبها وتصلحها وتفهم ولادها


- انتِ من الناس اللي هتفضل في قلبي واتمني افضل معاكي علي تواصل علطول معاكي


- اتمني متحتاجنيش لاخر عمرك كدكتورة، تحتاجيني كصديقة انا معرفش اي حاجه عنها


__________________


بعد مرور شهرين تقريبا 


كانت هدير تجلس مع امينه ومع منة في بيت قاسم  فقد دعتهم امينه لتناول الغداء معهما ولكن ذهب قاسم ووالده الي زياره أحد الأقارب الذي مرض قليلا، فكانوا يشاهدوا التلفاز والآن يشاهدوا مسلسل تركي


" شخصيات وهمية ومسلسل وهمي مش مسلسل بعينه واي تشابه غير مقصود ""


أردفت منة  قائلة 


- اصل النهاردة الاعادة ومجمع الحلقات بتاعت الاسبوع،   شايفة البت نيهال دي بتحب الواد مصطفي بس ايه بقا بيكدبوا علي بعض ودي ...


قاطعتها أمينة قائلة  


-  يا بت ما انا عارفه بقولك فاتني حلقتين بس


منة أردفت قائلة 


 -   انا نقطه ضعفي الأمهات اللي بتشوف تركي


هدير أردفت  بلا مبالاة وتلقائية 


- مش عارفة عاجبكم  بيعيدوا ويزيدوا في نفس الشي


أمينه : لا ده حلو يا بت يا هدير ده اللي بيسليني اساسا مبغيرش القناة


منه  أردفت بمكر ومرح 


- بتقولي علي المسلسل اللي حماتك بتابعه وحش يا عديمه الرباية، بقولك ايه يا ام قاسم البت دي متسكتلهاش سخني عليها ابنك لما يجي


أمينه ضحكت فهي احبت منة رغم انها لا تعرفها الا من شهور قليله جدا 


-  يخربيت فقرك يا منه والله ده انتِ مصيبه وربنا


هدير أردفت باحراج : ما تتلمي يا منه


منه :  انا احب الحق قد عنيا 


أمينه  أردفت بمكر وهي ترمي كلمتها 


-  يا بنتي اسخن ايه يعني اكتر من كده 


احنا بقالنا سنين مش محتاجه


منه بمكر شديد : حسبي الله ونعم الوكيل


لتصمت هدير وتتصنع العبث في هاتفها  وهي مستغربة من تكيف الاثنان معا وتنتظر رفيق دربها


وبعد وقت كانت تقف في الشرفة وتراقب الطريق من خلف الستار ..


وأخيرا وجدته هو ووالده دخلوا الي فناء المنزل فدخلت واخبرتهم بأنهم أتوا وكانوا يجهزوا السفرة


دخل خليل والقي التحية عليهم ليخبرهم قبل ان يدخل الي المرحاض ليتوضأ ويصلي المغرب


- هدير يا بنتي انزلي لقاسم تحت عايزك 


مش عارف جايب ايه وعايزك تشوفيه


هدير رفعت حاجبها فما هو الشيء الذي أتي به حتي يجعلها تراه فلم يُذكر هذا الشي لها


امينه : حاجه ايه دي وبعدين خلاص احنا هنحط الاكل


خليل : هو انا مالي حاجة ايه هسجل الكلام في دماغي يعني ؟

خليها تنزل تشوف هو عايز ايه واستني كده كده عقبال ما اصلي يكونوا جم يجوا نبقي نحط الاكل


منه بخبث : ياله نشوفنا بقيت الإعادة يا ام قاسم سيبك منهم


لتتركهم هدير بعد ان استأذنت وارتدت حذائها ووشاحها 

نظرا لبروده الجو وهبطت الي أسفل وجدته يقف في فناء المنزل بملل


هدير وهي تضع يديها في جيوب تنورتها 


-  ايه يا قاسم


- ما تشوحي احسن حطالي ايدك في جيبك وتقوليلي ايه يا قاسم .. النضاره اتكسرت


- ابقي اروح اعمل غيرها


هدير تصنعت اللامبالاة 


-  كويس بقا ياله عشان انا جعانه .. ايه اللي عايز تورهوني عشان نخلص 


قاسم بتلك العادة القديمة لهم ايام الطفولة والمراهقة


- هلطشك قلم يا هدير علي طوله لسانك اصبري بس


- هنده امك اقسم بالله تشوف حل


أردف قاسم بمكر شديد يصبغه في طوب البراءة


- هي نفسها 


خلاص مش مشكله نشوف طوله لسانك دي بعدين ياله تعالي عايزك


- الحقيقه انا فعلا جيت عشان عايزني المهم بقا عايزني في ايه ؟


- هخطفك يا هدير 


يا صبر ايوب علي أسئلتك اللي دخلت في حياتنا متاخر


ليجرها من يديها بعد ان فتح باب البيت وأخذها 


وخرجوا الي الشارع ووجدته يأخذها باتجاه بيتها وحينما دخلوا الي فنائه


أردفت هدير باستغراب  


- ما تفهمني في ايه انا مبقتش فاهمه حاجه خالص


قاسم توجه وهو مازال يمسك يديها الي تلك الشقة التي توجد في الدور الارضي


- بصراحه انا مش عايزك تاكلي عندنا


- طب اخد بنت عمي !


- لا لا خدناها اسيره 


ده في عز ما كنتي طفله مسالتيش انا واخدك فين ايام ما كنتي هبله ودلوقتي لما بقيتي مراتي اينعم هبلة برضو بس بتساليني واخدك فين 


بصي بقولك اندهي علي ام محمد ياله


ليفتح قاسم الشقة تحت ذهول هدير بعد إخراجه ميدالية مفاتيحه ودخل منها أحدؤ المفاتيح ليفتح الباب


- انتَ جبت المفتاح ده منين وجايبنا هنا ليه اصلا ؟


- من بنك الحظ وجاي احظظ معاكي


قال كلمته الاخيره بنوع من أنواع المرح الغريبة و قهقه ضاحكاً 


ليتحدث مره أخري بجديه زائفة 


- لما قره عينك يقول شيء بيضحك او مبيضحكش تضحكي ياله ادخلي ورايا 


دخل قاسم وهو يفتح كشاف هاتفه حتي وصل الي الاسلاك الخاصة بالكهرباء وانار الشقة قه من الداخل


وكان يتواجد بعض من الأشياء التي قدمت و لم تعجب هاجر و وضعتها في الاسفل ولكن اغلبيه ما كان بداخلها صناديق كرتونية


- انتَ جايب المفتاح منين ممكن افهم ؟؟


- محدش بيسأل صاحب الحاجة جاب مفتاحها منين


- افندم يعني ايه ؟


صاحب ايه حضرتك


- الحقيقه إن انا المشتري الخفي اللي عايشه في شقته


- ده ازاي


قاسم قص علي هدير ما حدث ربما فرحت لتفكير عمتها به وأمانه قاسم وكيف يمكن ان تشك ان هذا الرجل هو امانها وسندها بعد ما قاله واخباره 


لها بان الأموال التي دفعتها كإيجار مع عمها ليعطيها اياها في الوقت المناسب 


ربما فرحت بعمها ايضا ولكن لا ننكر انها بكت وبكت كثيرا


- صدقي الواحد بقاله كتير محضنكيش وانتِ بتعيطي


- انا مش مستوعبه انها عملت كل ده عشاني هفضل اتفاجي لغايت امته بكل حاجه تقدمها ليا 


يارب اكون استحقيت كل ده منها


- هو انا ابن البطه السوداء ملفتش نظرك اي حاجه ؟


- يعني انتَ اللي دفعت الفلوس اللي جابها عمي عشان جهازي 


- ايوه 


وقبل ما دماغك تروح لبعيد ده حقك وانا كنت هاخدها منك حتي لو مش هنتجوز الشقة دي انا ماجرها لكريم من ساعه ما دفعتلك حقها 


لانه كان عايز مكان يشيل فيه حاجات كمخزن ليه هو وابوه 


ودفعت حق واحده وهرجعلك اللي فوق ليكي وحقك وعشان تفضل شقتك طول عمرك ويكون فيها ذكرياتك مع عمتك و ذكرياتنا سوا ولو عايزه دي كمان ترجعلك باسمك ومش عايز


قاطعته هدير بأجمل نبرة عفوية


قد تفوهت بها طوال حياتها 


-  قاسم انا عارفه اني مقولتش كده قبل كده، قاسم انا بحبك 


لتنقطع الكهرباء فور انتهائها من كلمتها لتمسك هدير يد قاسم


" هو ايه اللي حصل "


- نحس ولعنه الحب في ذروتها واشعر انها الان تقترب


- انتَ بتقول ايه شغل كشاف تليفونك انا خايفة 


- اسكتي انتِ دلوقتي عشان باين انهم حضروا


- متهزرش يا قاسم انا بخاف شغل الزفت


      الفصل الواحد والعشرون والاخير من هنا

 لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>