أخر الاخبار

رواية جسور وجميلة الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم دينا جمال

رواية جسور وجميلة

 الفصل الخامس عشر والسادس عشر

 بقلم دينا جمال


كانت جالسة على تلك الاريكة في غرفتها منذ القي رامز بقنبلته في وجهها ، أن تخلصت من حملها ستموت لا محالة وإن أصرت علي اكماله سيقتلها رامز بدم بارد 
فاقت من شرودها علي صوت الباب وهو يفتح نظرت ناحية الباب فوجدت رامز يتقدم ناحيتها ببطئ واضعا كفيه في جيبي سرواله ، الي أن وصل اليها فجلس بجانبها يمسد علي شعرها برفق 
رامز بحنان: عاملة ايه يا حبيبتي 
فغرت فاهها بدهشة فاكمل بضحكة صغيرة : مالك بتبصيلي كدة ليه 

نهي برجاء : رامز أنا لو نزلته هموت 
رامز : وأنا مش عايزك تنزليه 
اتسعت عينيها بصدمة حتي كادت تخرج من مكانها : بجد يا رامز 
رامز بابتسامة صغيرة: بجد يا حبيبتي 
وضعت رأسها علي صدره ولفت ذراعيها حول عنقه : بجد شكرا ربنا يخليك ليا 
رامز : ويخليكي لجسور
ابتعدت عنه سريعا كمن لسعها عقرب لتهتف بقلق : جسور وايه الي جاب سيرة جسور 

رامز بخبث: بصي بقي يا نهي انتي بقالك 3 سنين معايا بتخدي الي انتي عايزاه وزيادة من غير ما تشتغلي معانا صح ولا غلط 
نهي : صح بس انت عارف...... 

رامز ضاحكا بخبث: عارف يا حبيبتي سيبتي جسور عشان خاطر الفلوس ، الراجل كان قاديلك صوابعه العشرة شمع وأول ما اتزنق بعتيه 
نهي بحذر؛ انت عايز ايه يا رامز وليه بتجيب سيرة الموضوع دا
رامز : أنت هترجعي لجسور تاني
نهي بصدمة: أنت بتقول ايه لاء طبعا مستحيل جسور هيقتلني 
رامز : اسمعيني بس للآخر ، المعلومات الي الزفت هشام الله يجحمه خدها مننا قلبنا عليها الدنيا وبردوا مش لاقينها 
نهي : طب وأنا مالي بالكلام دا
رامز : المكان الوحيد الي مدورناش فيه هو سرايا جسور ، ممكن يكون هشام ادي المعلومات لجسور وممكن تكون مع جميلة بنته 

نهي : وهي جميلة بنته بتعمل ايه عند جسور 
رامز : صحيح دا انتي ما تعرفيش مش جوزك اتجوز من يومين 
نهي بصدمة: اتجوز ، أنا بردوا مش فاهمة يعني أنت عايزني اروح اقوله جسور يا حبيبي أنا عايشة ما متش  وكنا بنضحك عليك ودي الكاميرا الخفية 

رامز بخبث: هقولك تقوليله ايه بالظبط 
بدأ رامز يسرد لها تفاصيل خطته 

نهي بصدمة: يخربيتك دا أنت شيطان ، بس تفتكر هتخيل علي جسور 

رامز : والله لو اديتي دورك كويس دا غير بعض الديكورات الي هنعملها فيكي هتدخل علي جسور ، ثم اكمل بتوعد بس خدي بالك لو فكرتي تغدري رقبتك اول رقبة هتطير 

نهي بخوف : لالالا متخافش ، طب انت نسيت حاجة مهمة
رامز: حاجة ايه
اشارت نهي ناحية بطنها : المصيبة دي

رامز بمكر : المصيبة دي لسه في اولها ، وليلة حلوة في حضن جسور تقنعيه أنها بنته أو ابنه عوض ليه عن بنته الي ماتت وطبعا جسور هيبقي خايف عليكي وعلي الي في بطنك وهيدفع كتير عشانكوا 
نهي بقلق : ربنا يستر 
( ربنا ياخدكوا 😡😡😡 ) 
________________________________
علي صهوة جواده تصيح الصغيرة بسعادة
جميلة الصغيرة: عمو عمو 
جسور بحنان: ايوة يا حبيبتي 
جميلة: ممكن تخليه يمتي ( يمشي ) 
هز جسور رأسه إيجابا بابتسامة حانية فجذب لجام الحصان الذي بدوره بدأ يمشي ببطئ 
جميلة الصغيرة بسعاااادة : هييييه هييببه 
جسور بحنان: مبسوطة
جميلة صائحة بسعادة: أوي أوي انت حلو أوي يا عمو 

يشعر بسعادة تشوبها تلك الكلمة (عمو ) يريد أن يسمع كلمة ( بابا ) يريدها وبشدة
كان شاردا ولم ينتبه الي ذلك الثعبان الصغير الذي ما أن رآه جواده حتي صهل عاليا ورفع قامتيه الاماميتين إلي الأعلي فصرخت الصغيرة بفزع 
جميلة بفززع : اييييييتم 
أسرع جسور يلتقط الصغيرة بين ذراعيه قبل أن تسقط ارضا فسقط علي ظهره لينغرز تلك القطعة الحديدة الملقاة بكتفه 

دفنت الصغيرة رأسها في صدره وبدأت تبكي من الخوف
تحامل جسور علي ألمه وربط علي رأسها بحنان: هشششش بس يا حبيبتي خلاص 
جميلة باكية: الحتان وقع جميلة الحتان وحت ( وحش ) 
جسور مبتسما بألم: الحصان وحش وشرير وجميلة شاطرة وهتبطل عياط 

هرع بعض الفلاحون ناحيتهم وهم يصيحون بخوف: جسور بيه الحقوا يا ولا أنت وهو جسور بيه 
خافت الصغيرة من ذلك العدد المتقدم ناحيتهم فدست رأسها في حضن جسور تبكي 
جسور بحدة: بس أنت وهو 
توقف الجمع الغفير مكانهم يرمقون جسور ما بين خوف وألم وشفقة و خاصة وهو يحتضن تلك الصغيرة ، شق صفوفهم أيهم بخوف وهو يصيح مناديا علي جميلة بخوف
خرجت جميلة من حضن جسور وأسرعت تختبئ داخل صدر أيهم
جميلة باكية: بابا ، الحتان وقع جميلة 
ابعدها أيهم عن صدره يتفحصها بعينيه بلهفة وقلق : انتي كويسة حصلك حاجة في حاجة بتوجعك 
قام جسور متحاملا علي نفسه رافضا المساعدة من احد واتجه ناحية أيهم والصغيرة
جسور بألم حاول إخفاءه : ما تقلقش جميلة كويسة
أيهم بفزع: جسور بيه حضرتك كويس كتفك بيجيب دم 

جسور: أنا كويس المهم البنت ، خدها وروح ومعاك باقي اليوم إجازة 

مد جسور يده في جلبابه واخرج محفظته واخرج منها مبلغ كبير ومد يده بهم لايهم 
جسور : خد دول
أيهم: أنا آسف يا جسور بيه مش هقدر أخد الفلوس من حضرتك أنا لسه ما اشتغلتش عشان أقبض مرتبي 

جسور : ومين قالك ان هما ليك اصلا دول للبنت الصغيرة عوايدنا اكدة في الصعيد 
أيهم بحرج : يا جسور بيه ....
جسور مقاطعا بحدة: خد الفلوس أنا لازم امشي قبل ما دمي يتفصي 

اخذ ايهم النقود بحرج ، فدني جسور ولثم  رأس الصغيرة بقبلة حانية ثم تركهم ورحل 

في السرايا 
جميلة: يا ماما عشان خاطري اقنعي جسور اني أنزل شغلي تاني
صفاء: يا جميلة بطلي زن بقي حاضر قولتلك لما يجي هقوله 
بدأت تسمع بعض صيحات من الفلاحين 
جميلة: هو في ايه 
تناهي الي اسماعها تلك الجملة ( جسور بيه اتعور ، جسور بيه اتعور ) 

فتحت باب السرايا سريعا فوجدت جسور يستند علي احد غفارئه يمشي بخطئ متثاقلة كتفه الايسر مغطي بالدماء 
صرخت صفاء وسهر بفزع عندما رأوه بذلك المنظر بينما وقفت هي صامتة جامدة للحظات توقفت جميع الأصوات من حولها توقفت الحركة توقف كل شئ وزاد وجيب دقات قلبها تسارعت أنفاسها ، هل سيتركها هو الآخر هل سيرحل كما فعل والديها هل ستفقد ذلك الأمان والدفئ التي تلاقيه بين ذراعيه بدون مقابل 

لم تشعر بشئ سوي بكونها تركض تشق تلك الجموع لتصل اليه تحتضنه بقوة ، لم تعرف كيف وصلت الي غرفتهم ولكنها لم تترك صدره طوال تلك المدة 

جميلة باكية: مش هتسبني زيهم ، مش هتسبني زيهم
فقط  تلك الكلمات هي ما كانت تردد طوال تلك المدة ، دخل الي غرفتهم وامر الجميع بالرحيل بصمت حاولت أمه الاعتراض فاوقفها بإشارة من يده
جسور بتعب : جميلة مش همشي يا جميلة مش همشي 
ابتعدت عن صدره بوجه أحمر قاني من شدة البكاء بدأ جسدها يرتجف وهي تردد 

جميلة باكية: دم دم زي بابا دم 
رفع وجهها تنظر له بعينين منتفختين من شدة البكاء 
جسور بحنان : مش همشي مش هسيبك ، ممكن بقي بعد إذنك تنضفيلي الجرح هتلاقي الإسعافات في الحمام 
هزت رأسها إيجابا سريعا وهي تحاول استعادة رباطة جأشها 
ذهبت ناحية المرحاض واحضرت صندوق الإسعافات الأولية ثم عادت إليه فوجدته جالس علي الفراش عاري الصدر ، ازدرقت ريقها بتوتر ، تقدمت ناحيته بارتباك 

جسور: ما تتكسفيش ايه يا دكتورة ما شفوتيش واحد قالع قبل كدة 
جميلة: لاء طبعا ما شفوتش أنا تخصص أطفال حضرتك يعني اكبر واحد شفته قالع كان عنده عشر سنين 

ضحك جسور عاليا فتاوه بألم ، فتحت صندوق الاسعافات  سريعا وبدأت بارتباك ملحوظ تحاول تنظيف جرحه 
جميلة: هو ايه الي حصل
جسور: وقعت من علي الحصان 
انهت جميلة ربط جرحه فهتفت بعتاب 

جميلة : مش تخلي بالك
امسك يدها قبل أن ترحل واردف بمكر : خوفتي عليا 
جميلة بخجل: هااااا ، لاء طبعا لاء 
جسور بخبث: بجد اومال جريتي تحضنيني وسط الناس ليه 
جميلة بارتباك: ممممما 
جسور ضاحكا: ما عندناش برسيم 
جميلة بغيظ : انت رخم على فكرة واتفضل بقي نام 
دفعته في صدره فابتسم بخبث وهتف بدراما مبالغ فيها :انت عايزة مني ايه ، لا لالا أنت عايزة ايه بالظبط هو عشان أنا تعبان تزقيني علي السرير وعايزة قلة أدب ، أنا إبن ناس علي فكرة أنا اهلي صاعيدة يقطعوني 

نظرت له بدهشة وسرعان ما انفجرت في الضحك علي خفة ظله 
جسور بدراما : اضحكي اضحكي ما هو انتوا كدة الستات تاخدوا غرضكوا من الواحد وبعدين ترموه ، هو اكمني امور وحليوة وعندي سكس باكس تطمعي فيا ، وانتي عارفة شرف الراجل زي علبة التونة يضيعه تخريط بصلة ولمونة 

سقطت جميلة ارضا من شده الضحك ، بينما جلس يراقب ضحكاتها بابتسامة صغيرة ، شعر بخوفها وتلك الكلمات التي قالتها وجسدها يرتجف عندما رأته مدرج بالدماء فأراد التخفيف عنها 

جميلة ضاحكة: أنت مسخرة بجد 
جسور مبتسما: اي خدعة ، تعرفي ان ضحكتك حلوة اوي عاملة زي نور الشمس 
سكتت بخجل  فاردف بضيق : قفلتي الشباك ليه بس افتحيه خلي الشمس تدخل 

ابتسمت ابتسامة واسعة من كلامه فاردف بمرح : لالا رديه شوية الجيران يشوفونا وانا قالع 
جميلة ضاحكة: ممكن بقي تستريح شوية علي اجيبلك الأكل 
هز رأسه إيجابا : ممكن تجيبلي تيشيرت من الدولاب 
اسرعت تحضر له تيشيرت اسود 
جميلة بخجل : اساعدك 
جسور: لو مش هتعبك 
ساعدته في ارتدائه وعدلت الوسائد خلف ظهره وخرجت سريعا من الغرفة متجهه الي المطبخ
لتحضر له الطعام 
صعدت الي الغرفة فوجدت صفاء وسهر 
صفاء : يلا يا سهر جميلة هتاخد بالها منه 
خرجتا من الغرفة فوضعت الطعام امامه 
جميلة: الأكل
جسور ؛ ايه دا هو أنا مش عيان ولا ايه
هزت رأسها إيجابا فاكمل : وفي كل المسلسلات والافلام البطل لما بيتعب البطلة بتأكله بأديها ، يلا اكليني 

جميلة: ليه هو أنت اكتع
جسور بدهشة: اكتع يا نهار اسود متجوز بلية صبي الميكانيكي 
جميلة بغيظ : أنا بلية صبي الميكانيكي دا أنا مزة المزز
جسور ضاحكا: كانت البت سهر بتقول ايه استني افتكر بتقول ايه ، استني لما بنت عمتها اتخطبت قبلها آه تقريبا الحلوة بختها مالها والمعفنة بتدلع يمين وشمال علي ما اتذكر 

جميلة غاضبة: بقي أنا معفنة يا جسور طب والله لوريك
جسور ضاحكا: هدي نفسك يا صلاح 
جميلة غاضبة: كمان صلاح طب والله لوريك 
انقضت عليه لتضربه او تعضه وهو يضحك عليها 
اوقفهما صوت صرخات  احد الفلاحين تأتي من الأسفل ( جسور بيه ، الحقنا يا جسور بيه )

16
اوقفهما صوت صرخات  احد الفلاحين تأتي من الأسفل ( جسور بيه ، الحقنا يا جسور بيه ) 

جميلة بقلق : في ايه ، ايه الي بيحصل تحت
قام جسور من مكانه متجها لأسفل: ما تخافيش خير إن شاء الله 
نزل جسور علي سلم البيت الضخم بهدوء وعندما وصل لأسفل وجد أحد الفلاحين ومعه زوجته يحملون طفلا صغيرا وجهه شاحب شفتيه زرقاء جسده يبنتفض بشدة 

جسور: في ايه 
الفلاح برجاء : أحب علي يدك يا جسور بيه ، خلي الداكتورة تشوف ولدي ، روحت الوحدة الصحية لقيتها قافلة ، ولدي بيموت يا بيه أحب علي يدك 

جسور: أدي الواد لأمه وخليها تيجي ورايا 
ناول الرجل الولد الصغير لزوجته فحملته وصعدت خلف جسور سريعا الي أن وصلا الي باب حجرة جسور 
فتح الباب ودخل 
جميلة بلهفة: في ايه يا جسور 
تنحي جسور عن مدخل الباب فدخلت تلك السيدة سريعا وهي تهتف بلوعة : الحقيني يا داكتورة ابوس يدك ولدي بيموت 
جميلة: حطيه علي السرير 
وضعت السيدة الفتي علي الفراش الوثير ، فذهبت جميلة ناحية جسور تهتف بتوتر: جسور أنا مش معايا شنطتي
رد عليها بابتسامة هادئة ثم توحه ناحية دولابه واخرج حقيبتها الطبية السوداء
جسور: شنطتك يا داكتورة 

اتسعت عينيها بدهشة لتهتف في نفسها : رجل المستحيل ادهم صبري قصدي جسور السيوفي 
طب جاب الشنطة ازاي ، يا نهار أسود ليطلع مخاوي بسم الله الرحمن الرحيم 

جسور: يا داكتورة الشنطة
هزت رأسها إيجابا سريعا أسرعت تلتقط منه حقيبتها الطبية بحذر ثم اتجهت سريعا ناحية الطفل الراقد علي الفراش وبدأت بفحصه 

جميلة: الولد داخل علي تسمم معوي هو كل ةلا شرب حاجة فاسدة
والدة الطفل: لا والله ابدا يا داكتورة دا مالكش ولا شرب ايتها حاجة من ساعة ما رجعنا من المولد غير يعني
جميلة: ايوة غير يعني ايه
والدة الطفل بارتباك : ما فيش ما فيش 
جسور: غير يعني ايه 
ازدردت والدة الطفل ريقها بخوف من نظرات عمدتها الحادة الموجه ناحيتها
جسور بحدة : اُنطقي احسنلك 
والدة الطفل بخوف : غير تحوطية الولي 
جميلة: تحويطة ال ايه ، يعني ايه اصلا تحويطة دي
جسور بهدوء: بعدين يا جميلة ، كملي الكشف
جميلة: علي العموم الولد عايز غسيل معدة في اسرع وقت والصحة دلوقتي قافلة هنعمل ايه 

جسور: السواق هيوديهم للمستشفي المركزي احملي ولدك وتعالي ورايا 
هزت السيدة رأسها إيجابا سريعا وحملت طفلها ونزلت خلف جسور الذي أمر السائق الخاص به بأن يوصلهم الي المستشفى بسيارته ويبقي معه الي أن يعودوا واعطاه مبلغ كبير من المال 

جسور بصوت عالي: يا حسااان 
جاء السائق مسرعا يهتف : ايوة يا جسور بيه 
جسور: تاخد الجماعة دول وتطلع بيهم علي المستشفى المركزي وتفضل معاهم لحد ما ترجعهم وخد دول تدفع حساب المستشفي 
حسان: حاضر يا جسور بيه
تركهم جسور وصعد الي غرفته 
جميلة،: عملت ايه
جسور: راحوا المستشفي
جميلة: جسور يعني ايه التحويطة دي 
جسور غاضبا: دي عادة بنت ستين ....... بيجي واحد دجال المولد يقنع الفلاحين أن هو ولي من اولياء الله وعنده القدرة أنه يحافظ على عيالهم ويعيشهم حياة سعيدة وعشان الناس هنا غلابة بيصدقوا فبيبعلهم الزفتة دي شوية عطاره علي شوية طين من الترب علي اي زفت ويقولهم دي تحوطية هتحفظ عيالكم وتحميهم وادي النتيجة 

جميلة : طب أنت ليه ما منعتش الناس دي من أنهم يدخلوا البلد عندكوا 
جسور: مين قالك أن أنا مش مانعهم ، هما عارفين انا لو عرفت انهم دخلوا هيحصلهم ايه عشان كدة كانوا مخبيين والست زي ما انتي شوفتي كانت خايفة تتكلم 
جميلة: طب وهتعمل ايه 
جسور مبتسما بخبث: روحتي المولد قبل كدة
هزت رأسها نفيا فاكمل بمكر: يلا البسي هنروح المولد كلنا وقولي لسهر ولامي وزين يجهزوا 
______________________________
عمال تقولي اصبر ، اصبر اصبر ، اديني متنيل صابر خدت ايه بقي
هتف بها رامي بغضب 
الرجل: أنت عايز ايه يا رامي ، فلوس وبتاخد الي أنت عايزه
رامي غاضبا: أنت ما بتدنيش الفلوس شفقة لولا دماغي ما كنتش عرفتوا تدخلوا المخدرات والسلاح 
الرجل بإعجاب: ما انكرش إن دماغك سم يا رامي بس أنا بردوا مش فاهم أنت هتستفاد ايه لما تدمر بنت عمك 
رامي بغل : هشفي غليلي منها ، عايز اشوفها مكسورة ومذلولة أنت وعدتني أنك تساعدني 
الرجل: ما نقدرش نيجي جنبها طول ما هي جوا سرايا جسور السيوفي لازم تخرج براها وبر محيط حراسة جسور 
رامي غاضبا: وامتي دا هيحصل 
الرجل : قريب يا رامي قريب أوي 
رامي بغل : ساعتها هدوقك العذاب ألوان يا جميلة استني عليا 
_________________________________
أيهم مبتسما: ايه القمر دا 
جميلة بسعادة: هنروح فين 
أيهم مبتسما: هنروح المولد واركبك المورجيه والحصان
جميلة بخوف : حتان لاء ، الحتان وقع جميلة 
أيهم: خلاص يا حبيبتي بلاش الحصان يلا بينا 
جميلة بسعادة: يلا يا ايتم 
______________________
اقترب جسور من المولد ومعه جميلة وسهر وصفاء وزين وبعض الغفر وعلي عكس العادة لم يكن مرتديا جلباب صعيدي بل كان مرتديا بنطال ازرق غامق من خامة الجينز وقميص اسود مفتوح أول ازراره 

جسور لعزام : عملت الي قولتلك عليه
عزام : ايوة يا بيه بعت واحد من أهل البلد ، راح للواد المساعد بتاع الولي 

رمقه جسور بغضب فاكمل الغفير بتلعثم : قصدي يا بيه بتاع الدجال وقاله ان ليه قريب غني اوي عايش في مصر وعايز يقابل الولي وياخد من بركاته واداله 5 تلاف جنية وهو دلوقتي مستني جنابك في أوضة صغيرة اك ة مبنية في الناحية القبلية من المولد 

هز جسور رأسه إيجابا بتوعد : تروح مع الهوانم وما تفرقهمش لحظة وتجهز الي قولتلك عليه 

عزام : حاضر يا بيه 
جميلة : أنا هاجي معاك 

جسور: تيجي معايا فين هو أنا رايح رحلة
اسبلت عينيها ببراءة كما تفعل جميلة الصغيرة مع أيهم : عشان خاطري يا جسور ، دا أنا لسه عروسة جديدة وكل ما اقولك حاجة تقولي لاء 

جسور بمكر : اتثبت انا كدة ماشي هاخدك معايا بس بشرط تنفذيلي طلب أطلبه منك مهما كان 

جميلة بحماس : موافقة 
جسور مبتسما بخبث: اتفقنا ، يلا بينا 
دخلت صفاء وسهر وزين مع الغفراء وأخبرهم جسور بأنه ذاهب الي مشوار هام وإلا يبتعدوا عن الحرس 

اخذ طريقه عبر الارض الزراعية المظلمة وجميلة تسير خلفه متشبثة في ذراعه بقوة 
الي أن وصلا الي منزل صغير يتكون من غرفة واحدة امامها اضاءة خفيفة مهتزة من لمبة صغيرة يهتز ضوئها لتعطي اضاءة مرعبة للمكان
جميلة بخوف: جسور أنا خايفة 
جسور: مش انتي الي اصريتي تيجي معايا 
انتحبت كالاطفال وهي تقول : ما كنتش اعرف أن المكان يخوف أوي كدة 
وقف امامه ورفع وجهها الباكي بيده 
جسور بحنان: جميلة الجميلات 
نظرت له بابتسامة صغيرة عندما نطق تلك الجملة 
جسور بحنان: جميلة شاطرة وشجاعة وبعدين عايزك تعرفي حاجة مهمة جسور مستحيل يخلي اي حد ياذي جميلة حتي لو هيضحي بحياته 
جميلة بدموع: ليه أنت اصلا متجوزني عشان تنتقم من عمي فيا 
جسور: شغلي فردة الجزمة دي لو أنا متجوزك عشان انتقم من عمك فيكي كنت هعاملك كويس كان هيبقي ليكي خاطر عندي كنت هخلي جواز منك لسه لحد دلوقتي علي الورق 

جميلة بدهشة: اومال اتجوزتني ليه 
جسور مبتسما: لما نرجع هفهمك كل حاجة ماشي يا جوجو 
هزت رأسها إيجابا فمسح دموعها برفق 
ثم اتجه ناحية تلك الغرفة ودق الباب بثبات دقائق الي أن طل عليه رجل متوسط الطول نحيف جدا يرتدي جلباب اسود وطاقية بيضاء 
جسور بهدوء: انا جاي للشيخ عبدالكريم 
الرجل : أنت البيه الي جاي من مصر
هز جسور رأسه إيجابا بهدوء 
الرجل مرحبا : يا اهلا يا اهلا يا بيه الشيخ مستنيك من بدري 
تقدم جسور ومن خلفه جميلة لا تزال تقبض على ذراعه 
جميلة بصوت منخفض: هو ازاي ما عرفكش
جسور بصوت منخفض: عشان مش من أهل البلد 
هزت رأسها إيجابا ، تقدم ذلك الرجل وفتح باب غرفة مغلقة 
فذهب جسور ناحيتها ودخلها ، فيلم عربي حمضان اول جملة ترددت في عقله وهو يري ديكور الغرفة المبالغ فيه  
هي غرفة صغيرة نوعا ما تمتلئ حوائطها بالسبح ذات الخرزات الكبيرة ورؤوس الحيوانات المحنطة وفي منتصف الغرفة يجلس ذلك الرجل علي وسادة على الأرض امامه المبخرة الكبيرة وكيس كبير به بخور يلقي منه في النار كل دقيقة ويهتف بخفوت ( حي ) 
جميلة بصوت منخفض: اومال چااااميكا فين 
ابتلع جسور ضحكته بصعوبة وأردف بهمس : بس يا بت هنتفضح 

الرجل: اتفضلوا ادخلوا واقفين ليه 
جميلة بدراما : ايه دا انت عرفت ازاي أن احنا دخلنا 
داس جسور الباب علي قدمها وهتف بهمس : يا غبية ما هو اكيد سمع صوت الباب ، ما تبقاش حافظ مش فاهم 
تقدم جسور ومن خلفه جميلة التي مازالت تقبض على ذراعه الأيمن 
وجلسا قريب من ذلك الرجل 
عبدالكريم: اؤمر 

جسور ساخرا: ايه دا هو مش أنا المفروض جاي عند دجال يعني تعرف أنا عايز ايه من غير ما اقول ولا ايه 

تلعثم الرجل قليلا من رد جسور الذي فاجاءه ،بينما تنظر جميلة ناحية قدمه المختفية تحت عبائته البيضاء بتركيز 
جسور ساخرا: طب أنا هوفر عليك وعليا الطريق أنا عايز التحويطة ليا ولمراتي 

الرجل : يا بيه التحويطة دي اي كلام بنضحك بيه علي الناس الغلابة الي هنا أنا أنت تؤمر يا بيه وأنا هعملك عمل يسهلك الصعب ويزللك الحواجز ويفتح كل الطرق قدامك 

جسور بحذر: يا عم أنا عايز التحويطة أنت مش عايز تديني منها ليه دا انا هدفعلك نص مليون 

سال لعاب الرجل طمعا : لا يا بيه دا أنا هعملك العمل الي هو ، هتدفع نص مليون جنية في شوية تراب من الترب 
زمجر جسور غاضبا: ولما هو تراب من الترب بتديه للناس الغلابة ليه يا ابن ال×××××
اطاحه جسور بلكمه قاسيه ،ومن ثم قام وامسكه من تلابيب ملابسه كما يفعل مع المجرمين وبدأ يجره خلفه بعنف 
وجميلة تمشي خلفهم تحاول اللحاق بخطوات جسور الواسعة 
والرجل يترجاه ويتوسل إليه: يا بيه في ايه يا بيه ، يا بيه أبوس ايدك أنا راجل غلبان 
جسور غاضبا: غلبان ، غلبان دا أنت تعبان وأنا الي هقطع رأسك 

دخل جسور الي المولد وهو يجر ذلك الرجل  فتوقفت الحركة وساد الصمت 

زمجر صائحا : عزززززام 
جاء الغفير ركضا واخذ منه ذلك الرجل ومعه غفير آخر وقيداه  علي عمود  نور كبير في منتصف الساحة 

شمر جسور عن ساعديه متجها الي ذلك الرجل المقيد 
جسور بصوت عالي: هو دا الولي بتاعكوا ، هو دا الدجال الي دخل البلد رغم انه عارف وكلكوا عارفين عقاب الي يعصي اوامراي ، عززززام 

جاء الغفير مهرولا ومعه سوط كبير أعطاه لجسور ، فتقدم جسور من الرجل ممسكت بالسوط 
جسور للرجل : انت بعت كام ازازة من تراب الترب ومن غير كذب احسنلك 

الرجل بخوف : 50 ازازة 
جسور: كنت عارف عقاب عملتك في ارضي ايه
الرجل بخوف: أبوس ايدك يا بيه سامحني آخر مرة والله آخر مرة
جسور غاضبا: كنت عارف ولا لاء
هز الرجل رأسه إيجابا بخوف
جسور بصوت عالي: 50 ازازة بخمسين جلدة الجزاء من جنس العمل 

رفع جسور يده اليمني الممسكة بالسوط وبدأ يهوي به علي جسد ذلك الرجل بقوة وقسوة وعنف ، يراقبه الحاضرون بخوف وهنا من ينظر له بذعر جاميلتيه ووالدته
فجميلة زوجته يكاد قلبها يتوقف من الخوف تنساب دموعها شفقة علي ذلك الرجل 
وجميلة الصغيرة ابنته : ترمقه برعب وهي تحتضن ساق أيهم تبكي من الذعر 
ووالدته التي رأت جبروت سليم يتجسد لها مرة أخري 
الجميع صامتون عقاب قاسي ولكنهم يعرفون أن عمدتهم ما كان ليفعل ذلك الا لصالحهم 

انتهي جسور من الخمسين جلدة فرمي السوط ارضا ونادي احد رجالة 
جسور: توديه المستشفي المركزي وتدفع حساب المستشفي وتفهمه كويس لو رجع البلد دي تاني هقطعله رجليه الاتنين 
هز الغفير رأسه ايجابا بخوف ، كان الصمت مسيطر علي المكان الي أن شقه صوت أيهم وهو يصيح بخوف : جميلة انتي فين يا جميلة ، جميلة انتي فين 

هرع جسور ناحيته يهدر بخوف : جميلة فين البنت فين 
أيهم غاضبا: ما اعرفش كان خايفة وماسكة في رجلي أنت السبب ، البنت كانت مرعوبة من الي انت بتعمله ، بنتي لو حصلها حاجة هقتلك يا جسور 

تركه جسور وبدأ يركض هنا وهناك علي غير هدي يبحث عن تلك الصغيرة ذات القامة القصيرة والشعر الأسود الطويل الذي يصل لقدميها والعينين العسليتين مثل وكأن نور الشمس يضيء فيهما عندما تفرح وتغرب شمسه عندما تشعر بالخوف أو الحزن 

ظل يركض الي أن خرج من المولد ووصل الي أرض زراعية قريبة منه
فسمع صوت نحيب منخفض توقف مكانه يمشي خلف الصوت بهدوء الي أن وصل الي صاحبته تختبئ خلف تلك الشجرة الكبيرة تبكي وترتجف تردد بذعر : ايتم ايتم جميلة خايفة ، جميلة بتعيط عمو وحت ( وحش) بيضرب النات ( الناس ) 

انقبض قلب جسور بغضة مريرة عندما رآها بتلك الحالة
جثي امامها أرضا بهدوء: جميلة 
رفعت نظرها ترمقه بذعر : أنت وحت ، انت وحت ، انت وحت بتضرب النات 

لا يعرف أيبكي من خوف تلك الصغيرة منه أم يضحك من طريقتها المضحكة في الكلام 
جسور: جميلة ما تخافيش يا حبيبتي 
جميلة باكية: أنا عايزة ايتم ، أنا عايزة بابا 
جسور بلهفة : أنا بابا يا حبيبتي 
جميلة بذعر : لالالا أنت عمو الوحت ، أنا عايزة بابا ايتم 
كانت جميلة تحاول اللحاق بجسور عندما وجدته توقف فجاءة عند شجرة كبيرة وجثي علي ركبتيه امامها 
جميلة في نفسها : هو بيعبد الشجر ولا ايه 
تقدمت ناحيته فسمعته وهو يقول لتلك الصغيرة امامه ( انا بابا يا حبيبتي ) 
جميلة في نفسها ؛ يا نهارك أسود يا جسور أنت متجوز عليا وكمان مخلف ، ايه دا ازاي اذا كان متجوزني من يومين بس مايلحقش طبعا 

سمعت تلك الصغيرة تهتف بذعر فبغريزة الامومة الفطرية بداخلها اندفعت ناحيتها سريعا
جميلة: ما تخافيش يا حبيبتي 
ركضت الصغيرة تختبئ ذلك حضنها فربطتت جميلة علي ظهرها بحنان 
جميلة الصغيرة باكية : دا عمو وحت وترير ( شرير ) وبيضرب النات 

جميلة بحنان: ما تخافيش يا حبيبتي ، عمو طيب مش شرير الراجل الي ضربه دا كان شرير وبيموت العيال الصغيرة عشان كدة هو ضربه عشان ما يعملش كدة تاني 

رفعت الصغيرة وجهها تنظر لها بحذر : انتي مت يتتضحكي عليا 

جميلة: ابدا يا حبيبتي والله عمو طيب والراجل دا شرير وكان عايز يموت العيال الصغيرة 

نظرت الصغيرة له بحذر ففتح جسور ذراعيه قليلا واشار لها بلهفة ؛ تعالي تعالي يا حبيبتي ما تخافيش 
ذهبت الصغيرة ناحيته فاخذها جسور بين ذراعيه يضمها لصدره بلهفة وشوق شئ بداخله متأكد أن تلك الصغيرة ابنته 

جسور بألم : كنت هموت من الرعب لما افتكرتك تهوتي ومش هشوفك تاني يا بنتي 

جميلة الصغيرة ببراءة: حضنك حلو أوي يا عمو
ادمعت عيني جميلة علي حالة جسور 
صدح صوت أيهم قريبا منهم : جميلة، حميلة انتي فين 
تقدم ناحيتهم مسرعا ونزع جميلة من حضن جسور يضمها لصدره بشدة
أيهم: كدة يا جميلة كدة تخضي بابا ، ما تعمليش كدة تاني فاااهمة 

جميلة الصغيرة: حاضر يا بابا 
أيهم لجسور غاضبا: اياك تقرب من بنتي 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close