
رواية قلب الباشا الفصل الاول1والثاني2 بقلم فريده الحلواني
اعشق كثيرا تلك الاحياء الشعبيه التي يتميز قاطنيها بالبساطه و عيشهم جميعا مثل الاسره الواحده
تجدهم جميعا يعرفون بعضهم البعض و يتشاركون معا احزانهم قبل الافراح
دعونا نعيش تلك الاجواء داخل حاره الطيبين او كما اشتهرت مؤخرا بحاره الباشا و نري كيف يعيش ابطالنا داخلها و كيف ستكون حياتهم فيها
داخل احد البنايات المختلفه كليا عن باقي مثيلتها داخل حاره الباشا فهي تتميز بتصميم رائع بعد ان اعاد حسن الباشا ترميمها و تجميل واجهتها لتصبح غايه فالروعه و كانها قطعه من احدي الاحياء الراقيه
حينما نفتح الباب الحديدي الكبير و ندلف منه نجد ساحه ليست بالكبيره مغطاه بارضيه رخاميه ذات اللون البني .....بعد ان تمر من خلالها تجد خمس درجات سلم بعرض المدخل و عندما تنتهي منها تمشي قليلا لتجد امامك بابا لشقه مغلقه في الدور الارضي.....تصعد عدت درجات حتي تصل للطابق الاول و الذي توجد به شقه واحده بمساحه البنايه و هي ملكا لعبدالجواد الصعيدي و قد اسسها بكل تلك المساحه لتكون مركزا للعائله.....اما الطابق الثاني نجد فيه شقتان واحده لعبدالرحيم الصعيدي و المجاوره لها تركوها فارغه حتي يقرر ولده وليد الزواج تصبح وقتها مسكنا له......الطابق الثالث شقتان واحده للحسين و الاخري لخديجه
الطابق الرابع شقتان ايضا لزوجات الباشا
اما الطابق الخامس فترك فارغا كليا و من فوقه سطح البنايه الذي تستخدمه النساء في زراعه بعض النباتات و تربيه الطيور....و لكن يوجد به جزءا مخصص للباشا و قد اقام فيه برجا كبير لتربيه الحمام فهذه هوايته منذ الصغر
كان يبيت ليلته اليوم عند عزه و التي لا تضيع اي فرصه للتقرب منه و تكون هي المفضله لديه و برغم محاولاتها في الثماني سنوات الماضيه وهم عمر زواجها منه الا انها لم تنجح حتي الان و ظل قلبه مغلقا لم تستطع حتي...مواربه بابه
وقف يمشط شعره البني الغزير امام المرأه بعد ان اخذ حماما منعش و ارتدي بنطالا من الجينس الازرق و فوقه قميصا رمادي اللون و بينما انتهي ووقف ينثر عطره الفواح وجدها تدلف له وهي تمسك بين يديها قدحا من القهوه و تقول بدلال مصطنع : قهوتك يا حسن
نظر لها باستغراب و قال : انتي ايه الي مقعدك لحد دلوقت هنا و منزلتيش لامي تحضري معاها الفطاااار
تصنعت الحزن و قالت وهي تقترب منه بعد ان وضعت ما بيدها فوق الطاوله : قولت يمكن تحتاج حاجه كده و لا كده و بعدين ما الكل معاها تحت يعني وجودي مش هيفرق كتير
نظر لها بمغزي و قال : روحي شوفي الي وراكي تحت يا عزه بلاش كيد النسوان ده عالصبح انا مش رايقلك
تصنعت عدم الفهم و قالت بطيبه : ليه مالك يا سيد الرجاله قولي مين عكر مزاجك كده
صرخ بها بنفاذ صبر : عززززززه
انزلي معاهم و اخلصي
انتفضت رعبا و قالت. و هي تهرول للخارج : حاااضر ياخويا انا مشيت خلاص
سحبت وشاحا تغطي به راسها و هبطت الي الاسفل و هي تسبه بداخلها ....فقط و هل تجرؤ علي ان تتفوه بما لا يليق به امام احد ...لا و الله
اما هو فقد اخذ قهوته ليرتشفها داخل الشرفه و قال بعدما اشعل سيجاره : نسوان عايزه الحرق عالصبح فكراني مش فاهم لوع الحريم الي بتعملو .. الله يسامحك ياما
تجمعت العائله حول مائده الافطار كما المعتاد دائما من ايام الراحل عبدالجواد و قد اخذ مكانه علي راس الطاوله ابنه البكر حسن و يجاوره عن يمينه امه و بعدها خديجه ابنتها يليها ايناس زوجته الاولي بعدها عزه زوجته الثانيه يليها الاطفال
و عن يساره يجلس اخيه الحسين يليه كرم ابن خالته و زوج اخته يليه وليد ابن عمه و يجاوره صفيه امه و علي راس المائده فالجهه الاخري يجلس عمه عبدالرحيم
بعد ان بدأو الطعام وجدو الباشا يقول لولده الاكبر اياد : ولا اياد انت من النهارده هتنزل معايه الشغل جهز نفسك بعد الفطار
رد عليه الطفل بفرحه : بجد يا بابا ربنا يخليك اخيراااا وافقت
عزه بغيظ : مش لسه بدري عالواد يا حسن ده لسه صغير
رد عليها بفظاظه : انتي ايه الي حشرك بيني و بين ابني بعدين ولاد الباشا مش عيال لازم يدوقو الشقي من صغرهم عشان عضمهم ينشف و يبقو رجاله و مش ولادي بس محمود ابن حسين و بيجو و سيف ولاد.كرم سنه و لا اتنين و هينزلو معانا ادام فالاجازه و مفيش مدارس
ام الباشا بفخر : يسلم لسانك يا ولدي ايوه كده اعمل زي ما ابوك الله يرحمه ما عمل معاكم نزلكو معاه من و انتو لسه عيال و اهووو بسم الله ما شاء الله الكل بيحلف بيكم
عبد الرحيم : و الله جدع يا حسن احسن ماهو عمال طول النهار يلعب فالشارع و مفيش وراه غير المشاكل
اياد : ليه كده يا جدي ماتخليك محضر خير انت بتقوم ابويا عليا
حسين بضحك : ابوك نفسه لو عرف بلاويك هيعلقك
اياد بغيظ : هو كده يعني معرفش الله يكرمك اعمي
ضحكو عليه جميعا و قال جواد ابنه الاصغر : و انا يا بابا عايز اشتغل
ايناس : اسمالله عليكم طلعين رجاله زي ابوكم من يومكم
صفيه بحقد : ربنا يكرمك بالواد الي يخاوي بتك و يبقي معاهم يا بتي
حسن بعصبيه : ما تصطبحووو و قولو يا صبح انتو هتقفلو اليوم بتلقيح النسوان ده حاجه تقرررف.....اعقب قوله بالقيام و الخروج سريعا من المنزل وهو يقول : خلصو و حصلوني عندنا شغل كتير انهارده...كان يقصد بهذا القول رجال العائله
اما في منزل بطلتنا فقد دخلت عليها امها فوجدتها تقف امام المراه تنظر لشعرها بغيظ فقالت بتعجب : مالك يابت انتي اتجنيتي بتتخانقي مع شعرك
ردت عليه و هي تمثل البكاء : الصبغه ملحقتش تقعد شهرين و بدات تروح
ردت عليها امها بقله حيله : يابنتي حرام عليكي شعرك حلو و طويل و تقيل كتر الصبغه هتبوظو انا مش عارفه ايه الي عاجبك في لون الرقاصات ده
ضحكت بميوعه و قالت لتغيظ امها : اصل كان نفسي اووووي اطلع رقاصه بس مجموعي مجبش هههههههه
خلعت الام خفها من قدمها و القته عليها و قالت بغضب : صبرني يااااارب علي بت الجزمه دي
اتي علي صراخها وجيه و قال : مالكم في ايه هو موال كل يوم ده مش ناويين تاخدو اجازه منه
قبل ان ترد تلك الام المسكينه وجدت تلك الشيطانه تقول : ابدا يا بابتي بقولها نفسي اتحجب و هي مش راضيه
نظرت لها الام بصدمه و قالت : يخربيتك دانا صدقتك و ربنا
ضحكا ثلاثتهم معا و قال الاب و هو يتوجه للخارج : طب يلا عشان نفطر اتاخرت علي فتح المحل انهارده
جلس امام احدي المعارض المملوكه له و كان يجاوره صديقه و الذي لاحظ تجهم وجهه فقال : الباشا ماله معفر ليه كده
رد عليه بعصبيه : هو في غير الحريم ...تحرق دمك قبل ما تفكر تغسل وشك ياخي الله يحرقهم
قبل ان يرد عليه جاء اليهم عامل القهوه و يدعي سعيد وهو يحمل الارجيله و صينيه صغيره فوقها قدحان من القهوه و كوب ماء وضعهم علي الطاوله الصغيره الموضوعه امامهم وهو يقول بصوته المرتفع كالمعتاد : صباحو فل و منور يا باشاااا حاره الباشا
حسن : حط الحاجه يا سعيد و اخلع عشان مش فايقلك انهارده
سعيد بطيبه : ليه يا باشا الباشاوات قولي مين عكر مزاجك و انا اولعلك في امه
ضحك بيبو علي ما قاله فابتسم حسن بغلب و قال : روح يا سعيد شوف شغلك الله يكرمك
تركهم و غادر سريعا فقال بيبو : مين فيهم الي نكدت عليك يا جوز لتنين مع ان اشك ان حد يقدرلك علي حاجه هههههه
حسن : كنت عجنتهم لو واحده بس فكرت تتعوج بس كيد النسوان ده انا مبحبوش يا صاحبي الواحد دماغو مش فاضي للعمايل الوسخه دي انا اصلا مكنتش ناوي اتجوز بس ابويا الله يرحمه و يسامحو بقي دبسني في بت عمي و بعدها امي ....سحب نفسا عميقا من خرطوم الارجيله الذي يمسكه بيده اليسري و اكمل : ست الحبايب عايزه تشوف خلفه ابنها البكري قامت مدبساني فالتانيه و حاااااجه تقرف هو انا كنت طايق واحده لما اتبلي باتنين
ضحك بيبو عليه بصخب فهو يعلم كل هذا و يعلم ايضا ان صديقه يكره النساء كثيرا
قال بعد ان هدأ قليلا : شوف ربك يا اخي واحد بيكره صنف الحريم ربنا يديلو اتنين وواحد يحب واحده يطلع عين امه علي ما ياخودها ....صمت لبضع ثواني و اكمل : بس عارف يا حسن لو كنت حبيت مكنش ده هيبقي حالك ..كنت هتحب كلامها حتي لو كان تافه و اوقات تلاقي نفسك سايب الدنيا بحالها عشان بس تبقي معاها
نظر له بغيظ و قال : سيبنالك انت الحب يا نحنوح ...حب ايه و كلام فاضي ايه يااااض كل دي اشتغالات ...الي ميعرفش يطول واحده يقولها بحبك و الي عايز يمشي مع واحده يقولها بحبك حتي الي عايز يتجوز واحده بردو يقول كده عشان بس يخلي الحكايه تحلو بكلمتين من دول بس فالاخر كل الحريم عالسرير واحد ههههههههههه
هكذا اطلق ضحكاته الرجوليه التي توقع النساء من جمالها بعد ان اكمل حديثه الوقح
وقف حسن من مجلسه بغضب و قال : يلعن ابو شكلك ياخي يخربيت ام لسانك الزفر الي عايز قطعه ده ...انا رايح اشوف الي ورايا احسن...
اعقب قوله بالمغادره سريعا قبل ان يسمع المذيد من الكلام البذيء الذي يقوله ذلك المتجبر و يصف به اي علاقه حب علي انها مجرد كلمه افتتاحيه لبدأ اي عمليه جنسيه ...هكذا رئيه و لم يستطع احدا تغييره .....اممممم حتي الان
بعد ان ساعدت امها في ترتيب المنزل كما المعتاد دلفت الي حجرتها و ارتدت بنطالا من الجينس التلجي فوقه قميصا قطني له قبعه ملتصقه به من الخلف ثم قامت بعقص شعرها علي هيئه كحكه غير مرتبه كما اعتادت فهي لا تخرج به مفرودا ابدا و انتعلت في قدميها الصغيره حذائا رياضي و خرجت لتودع امها و التي قالت بنفاذ صبر بعدما رات تلك الهيئه و التي تصيبها بالجنون : ياااا بنتي يا حببتي نفسي اشوفك لابسه جيبه قبل ما اموت ده ايه الغلب ده يا ربي كل لبسك شبه الصبيان كده انا زهقت منك
اقتربت من امها ثم حاوطتها بزراع و قالت : يا سنسن يا حببتي اللبس ده خفيف و بيساعدني فالشغل مع بابا يعني بتحرك براحتي ...ابتعدت قليلا و اكملت بجديه زائفه : و كمان بزمتك الحاره المعفنه دي ينفع البس و لا اتشيك فيها
نظرت لها سناء باقتناع و قالت بطيبه : تصدقي صح بس يا بنتي احنا حياتنا كلها فيها ملناش حد براها عشان نروحله يبقي هتفضلي كده ...البسي عشان نفسك يا ندي مش عشان حد يا بنتي
لم تتاثر بهذا الحديث الذي اعتادت علي سماعه و قالت و هي تتجه للخارج بمزاح : حاضر يا سنسن هشتري فستان بربرق و افضل قعدالك بيه عشان تحسي اني بنت ههههههه
اعقبت قولها بغلق الباب خلفها قبل ان يطالها ( شبشب ) امها الغالية
كانت تمشي وسط الحاره مثل الصبيه و هي تلقي السلام علي رجالها الكبار الذين يجلسون امام محالهم تاركين العاملين لديهم يقومون بمهام العمل
ندي : صباحو فل يا عم سيد
المعلم سيد : صباحك اشطه يا ست البنات
مرت من امامه بعد القاء تحيه الصباح و لكنها وقفت حينما سمعت من يهتف باسمها فالتفتت و قالت بنزق : خلاااص يام احمد الحاره كلها سمعتك و انتي بتندهي عليا
ردت عليها تلك المراه الطيبه و التي تجلس علي احد الارصفه و امامها الكثير من الخضراوات الطازجه حتي تقوم ببيعها لتنفق علي اولادها الايتام : اصل انا عرفاكي ما صدقتي تلاقيني مشغوله مع الوليه ام محمد و كنتي هتخلعي مني و انا موصياكي من بليل صح و لا لا
ندي : هو مفيش غيري يجبلك عيش يام احمد ما تبعتي الواد ابنك الي صايع طول اليوم بالعجله
ام احمد : انتي الوحيده الي ابو صلاح بيديها العيش من غير طابور و كمان بينقيه بالواحده و يدهولك كله قابب و وشه احمر اللهي يسعدك يا ندوش خدي البطاقه اهه و هاتيلي عشره زي كل مره
قبل ان ترد عليها وجدت ذلك السمج يتدخل فالحديث و يقول : لازم يعمل كده يام احمد انتي عايزه برنسيسه الحاره تقف مع شويه الغجر دول ...نظر اليها بتسبيل و اكمل : صباحك مسكر يا ست البنات
تخسرت بحده و قالت : صباحك خرااا علي دماغك ايش حشرك فالكلام يااااض انت لو ماتهزقتش مني الصبح متتكيفش باقي اليوم صح
نظر لها ذلك الشاب و الذي يدعي محيي و قد تقدم لخطبتها كثيرا و لكن تقابله بالرفض كل مره فقال بزعل : ليه كده يا ست البنات انا متحمل بس عشان شاري مش قله رجوله مني
ندي : و انا قولت يفتح الله يا محيي مش ناويه اتجوز فوكك مني بقي و شوف حالك يابن الناس .....نظرت الي ام احمد التي تكتم ضحكاتها غصبا حتي لا تحرج هذا الشاب الطيب ...سحبت منها البطاقه الخاصه بشراء الخبز و قالت بغيظ : طلعيها بدل ما روحك تطلع يام احمد ....و فقط تركتهم و غادرت و هي لا تري امامها من الغضب الذي ينقاد داخلها كلما فاتحها احد الشباب في موضوع الخطبه او كلما رات نظارات الاعجاب تملأ عيون الماره الذين يتمنون ان تبتسم لهم فقط ...الا هو ذلك القاسي متحجر القلب ...تتمني ان تري تلك النظره داخل عينه العسليه و التي تذوب من جمالها و لو لمره واحده و لتفارق الحياه بعدها لا يهم
و بينما كانت مندمجه في حديثها الداخلي و الذي دائما ينتهي بالسباب البذيء لذلك ال....باشا ....وجدته يهتف باسمها و يقول : بت يا ندي تعالي هنا مالك ماشيه تتخانقي مع دبان وشك ليه يا جلابه المصايب
.....نظرت له بعيون تقدح شررا وهي تقول بداخلها : و الله ماحد هيجبلي مصيبه تاخد اجلي غيرك ...ردت عليه بغضب و قالت : انت متعرفش تقول صباح الخير زي البني ادمين ابداااااا
ابتسم حسن ليغيظها و قال : وهما فين البني ادمين دول هو الواحد بيشوف هنا ايه غير اشكال عكره ...المهم العوق كان مع مين انهارده
لمعت عيناها بحزن و لكن سريعا ما اخفته و قالت بنزق : محيي افندي مش عايز يحس علي دمه و يبطل يزاولني فالرايحه و الجايه ..اديتو علي دماغه يمكن يحس علي دم الي جابوه
نظر لها بقرف و قال : دي الفاظ تقولها يعني ...نظر لها بتقييم و اكمل باستهزاء استشعرته بسهوله : الي مفروض انها بنت بس هقول ايه الرجاله اتعمت في عيونهم انا عارف هيموتو عليكي ليه
هل تسمعون هذا الصوت ....نعم انه صوت كسرا جديدا داخل قلبها المسكين و الذي يتحطم داخلها ببطىء كلما سمعت منه هذا الحديث المهين و الذي دائما ما يقوله لها دون ان يشعر حتي بذره ندم واحده ...و لكن هل تظنون انها ستظهر له هو بالذات ما بداخلها لا و الله ...رسمت البرود علي وجهها ببراعه و قالت : و انت مزعل نفسك ليه ان شاء الله
رد عليها بلا مبالاه : عشان المعرض اتقلب موقع للزواج يا قطه كل شويه واحد يدخل عليا عشان يطلب ايدك مني
ندي : قولهم ابوها موجود ...سهله اهي و ريح دماغك يا عم المهم
حسن : للاسف عارفين ان انا اخوكي الكبير و ليا كلمه عليكي و علي ابوكي عشان كده بيجولي ...المهم رايحه فين
كادت ان تقول له و ما شأنك و لكنها لم تجرؤ فقالت بلامبالاه : رايحه اجيب عيش لام احمد و بعدين هروح لابويا السوبر ماركت
حسن : طب يلا و متغيبيش و بطلي تهزري مع الي رايح و الي جاي
القت عليه نظره مغتاظه و تحركت من امامه و هي تقول بهمس : انا لسه صغيره عالجلطه و ربنا ...هتجلطني ببرودك ...منك لله يا باشا يا عسل انت
جلست النساء يحضرون طعام وجبت الغداء كما اعتادو و كانت تجلس معهم صفيه بوجه متجهم لاحظته ام الباشا و تجاهلتها كالمعتاد و لكنها انتبهت بغضب حينما سمعت ذلك الحوار الدائر بين سماح زوجه الحسين و بين امها و فضلت ان تنتظر الي اخر الحديث لتحاسبهم جيدا
سماح : مالك يا ماما من الصبح و انتي شكلك زعلان
ايناس : تلاقيها واخده علي خاطرها من رد حسن عليها بس هو ميقصدش و الله
خديجه : انتو عارفين ان حسن بيبقي الصبح مش طايق نفسه و مش بيحب الرغي الكتير يبقي ايه لزومه بقي الي حصل هو قال كلمتين لابنه مكنش المفروض حد يدخل
عزه بكيد : عندك حق يا ديجه يعني هو غلط في ايه لما حب يعلم ابنه اصول الشغل مش بردو ولاده دول هما الي هيبقو في ضهره و سند ليه
سماح بحقد كما اعتادت فالاونه الاخيره : اااااه يا حببتي ولاده امال ايه عايزهم يتودكو من صغرهم عشان يكوشو علي كل حاجه زي ما هو عامل
سماااااااااح
هكذا صرخت الحاجه فاطمه فانتفضت النساء جميعهم بخوف و لكن ما ارعبهم حقا حينما سمعوها تقول : ااااه يا نسوان وسخه ملقيتش الي يربيها ....عايزين تفرقو بين ولادي يا مره منك ليها ...
ايناس برعب : ليه بس كده يا ماما م......قاطعتها صارخه بغضب اعمي : اخررررسي مسمعش صوت واحده فيكم ...انا سيباكم تتكلمو من الصبح ...نظرت لسماح و اكملت : و تبخو سمكم الي فاكرينو هيفرق بين ولادي بس ده بعدكم اللللله فسمااااااه لاخلي الاتنين يطلقوكم و تغورو في داهيه علي بيوت اهاليكم الي مالاساس معرفوش يربوكم و كماااان ملكومش ولاد عندنا زي ما دخلتو فاضيين هتطلعو فاضيين و من بكررررره هقعدهم حاطين رجل علي رجل و قدامهم طابور نسوان ينقو منهم علي عجب عينهم سااااامعين
صفيه بخوف : ليه بس كده يا حجه دول بناتك بردو و تعتبري مربياهم يهونو عليكي تخربي بيتهم
فاطمه بتجبر : اااااايوه ياختي يهونو و اهرسهم تحت رجلي كمان بس ارجع و اقول انتي السبب عماله تبوخي سمك فدماغ الكبيره عشان تجيب الواد و الصغيره الي كان جوزها بيموت فيها بقي مش طايقها بسببك بعد ما مليتي دماغها بكلامك الي يخلي الاخوات تقطع بعض ...بس نقبك طلع علي شونه يا صفيه لان ولادي رجاله من ضهر راجل و عمرهم ما يسمعو للحريم و لا يخسرو بعض لو علي ماااال الدنيا
و انتي يا سماح ...ميغوركيش طيبه الحسين و صبره عليكي لما هيجيب اخره هيرميكي زي الكلبه و خلي امك تنفعك
يلااااااا انتي و هي كل واحده علي شقتها مش طايقه اشوف خلقه واحده فيكم
انتفضت عزه بزعر و قالت : يا لهوي يبقي انتي ناويه تكبري الحكايه و تحكي لرجالتنا عالي حصل ...سايق عليكي النبي يا حاجه بلاش انتي عارفه حسن مش هيستني يعرف مين الي غلطان و هياخد عاطل مع باطل
ايناس : حقك عليا انا يا ماما خلاص و الله
فاطمه : انا قولت كلمه و مش هتنيها هدخل اتوضي عشان اصلي الضهر ارجع ملاقيش واحده فيكم.......و فقط اختفت فالداخل غير عابئه بمن يموتون خوفا مما هم مقبلين عليه
في منزل يدل علي الدفىء بداخله كانت مني تمسك هاتفها و تطلب رقما ما بعد ان تجهزت هي و اطفالها و حينما جائها الرد قالت : عامل ايه يا قلب مني
بيبو : الحمد لله يا حببتي ايه لبستي انتي و العيال
مني : اه يا حبيبي و قولت اكلمك قبل ما انزل ...اوعي تتاخر يا بيبو عشان امي متزعلش
بيبو : لو مش هتاخر عشان زعلها مش هتاخر عشان المحشي الي محدش بيعملو زيها يا قلب بيبو
ضحكت بميوعه و قالت : طب خلي المحشي ينفعك انا بايته عندها انهارده
بيبو بوقاحه : بعد الضحكه دي انا ممكن اولع فالمحشي و اجيلك جري هههههه
ردت عليه بحب : متشلش هم يا قلبي العيال هتبات عند امي انهارده و احنا بقي ....الليل و طوله
جلست بجانب امها بعد ان وصلت منذ قليل و جاورتهم ندي بعد ان ابدلت ثيابها فوجدت اختها تقول : يا بت مش ناويه تسيبك من وقفه السوبر ماركت دي امال كملتي علامك و دخلتي كليه التربيه ليه واحده غيرك كانت اجرت اي شقه و عملتها سنتر للدروس ده المدرسين بيكسبو دهب
ندي : انا كنت بذاكر لنفسي بالعافيه هطيق العيال دي كلها هو انا ناقصه عيل يتغابه و افتحله دماغه و تيجي امه تعمل معايه عوق و مش هسكوتلها بردو ...الله الغني انا مرتاحه كده
سناء : يعني و لا عايزه تشتغلي بشهادتك و لا عايزه تتجوزي هتفضلي عالحال ده لحد امتي يا بنتي
نظرت لامها بحزن دارته ببراعه و لكن اختها و اكثر من يفهمها و يعرف ما بداخلها قد لمحته و سمعتها تقول : انا عاجبني حالي كده يا ماما لحد ما يجي النصيب
وقفت مني و قالت : تعالي يا ندي عيزاكي في كلمتين
ندي : حاضر ياختي اكيد عيزاني اشتريلك حاجه جديده تشخلعي بيها بيبو عشان يعرف يجيب جون هههههههه
الام بجنون : ااااه يابت الجزمه يالي مشوفتيش ربايه
ضحكت لامها و قالت قبل ان تغلق باب غرفتها : لا شوفتها فالتلفزيون يا سونسون ههههههه.....اغلقت الباب و هي تضحك و لكن قطعت تلك الضحكات و التي حتما لم تخرج من قلبها الحزين حينما وجدت مني تقف و تنظر لها بنظرات ذات مغزي فقالت و هي تمثل عدم الفهم : مالك يا مونه بتبوصيلي كده ليه
مني : ...........
الفصل الثاني
بعد ان عاد رجال العائله وقت الغداء كما المعتاد وقف حسن ينظر بغرابه لاخته التي تضع اطباق الطعام فوق الطاوله وحدها و لا يري حتي الاطفال كما اعتاد ان يراهم جالسين حول امه فقال : هو البيت فاضي كده ليه يا ديجه و امك فين ...اكمل بقلق : اوعي تكون تعبانه
وقفت تلك المسكينه و لا تعرف ماذا تقول فسمعت الحسين يسالها برفق : مالك يا ديجه وشك اصفر ليه يا حببتي احكيلي حصل ايه
خرجت في تلك اللحظه فاطمه وهي تقول : انا كرشتهم هتلاقو كل واحده مرزوعه في بيتها
عبدالرحيم : ليه يا حاجه عملولك ايه و انا اكسرلك رقابيهم
حسن : لييييه ملهومش رجاله يحكموهم يا عمي و لا احنا مش ماليين عينك
وليد : انت عارف ان ابويا ميقصدش يا حسن هو بس بيراضي الحاجه ...اكمل بغيظ حاول ان يكتمه : حاول تهدي نفسك شويه يا باشا بلاش تقف عالكلمه كده
حسن بقوه : لا ياخويا دانا اقف عالحرف و النقطه كماااان الزمن ده الي بتفوتلو مره بيركبك......ايااااااد ....هكذا صرخ علي ولده و الذي وقف امامه بادب يقول : نعم يا بابا
حسن : اطلع نادي امك و باقي الحريم من فوق بسرعه
جلسو جميعا برعب امام هذا المتجبر الذي ينطلق من عيناه شرارات الغضب بعد ان قصت له امه ما حدث بالحرف و بعد سكوت هالك للاعصاب قال بهدوء مميت : كل واحده فيكم تلزم بيت ابوها و لما تتربي و تعرف ان ولاد عبدالجواد الصعيدي مفيش حريم تنفع توقع بينهم و لا هيسمحو لحد حتي لو كان ابنه الي من صلبه يفرق بينهم و لو عشان كنوز الارض...نظر للجميع بغضب و اكمل : انا و اخويا و كمان كرم جوز اختي و الي اتربي في وسطنا من صغره و بقي زيه زي اي واحد فينا بنعلم ولادنا من صغرهم انهم اخوات و ميخلوش حد يدخل بينهم ...لما يجي بقي شويه حريم ملهومش لازمه بكلمه مني اغورهم و اجيب بدالهم و احسن منهم كمان تبوخ سمها في ودان العيال من صغرهم عشان كل واحد يطمع فالي في ايد غيره يبقي متلزمونيش
كانت الثلاث نساء يبكين بقهر و لكن سماح قالت بحقد : طب انت ليك حكم علي الاتنين الي علي زمتك تمام مقولناش حاجه انما انا تكرشني ليه مليش راجل ......صفعه .....صفعه قويه هبطت فوق وجنتها من يد الحسين و بعد سماع صراخها قال : كلمه كمان و هتكوني طااالق ساااامعه و كلمه اخويا تمشي علي الكلللللل
وليد بغضب : انت بتمد ايدك عليها قدام ابوها و اخوهااااا جري ايه انتو محدش مالي عينكم لييييه
كرم : اهدي يا وليد متشعللهاش اكتر ما هي والعه
عبد الرحيم : اختك الي غلطانه و عايزه كسر رقبتها كمان
صرخ وليد بغل : خليك انت كده كل حاجه يعملوها ولاد اخوك تبقي صح لحد مخليتهم ركبوناااا ...اعقب قوله بالهروله خارج المنزل قبل ان ينال عقابه من ذلك الذي يجلس بهدوء ما قبل العاصفه و ما ذاده غضبا هو قول امه : شوفتو يالي عايزين حش رقبيكم البيت ولع و الرجاله هتمسك في بعضها بسببكم منكم لله
اعاد ظهره للوراء بعد ان اشعل سيجارا و وضع ساقا فوق الاخري ثم قال ببرود اغاظ الجميع : حضري الاكل ياما عشان جعان و لسه ورايه شغل كتير ...نظر للثلاث نساء و قال : مش عايز اشوف خلقه واحده فيكم قدامي كل واحده تلزم بيت ابوها يلاااااااااااا
جلست عزه تندب حظها بجانب امها بعد ان جمعت بعض اغراضها و عادت الي بيت ابيها كما امر هذا المتجبر و هي تغلي من القهر فقالت لها امها و تدعي وجيده : انتي غلطانه يا بنت بطني قولتلك ميت مره انتي معاكي راجل جامد بس جدع و الكل بيحلف بيه قولتلك عيشي بما يرضي الله و بلاش عمايلك السوده دي مسمعتيش كلامي لحد ما جيتي تقعدي جنبي حتي من غير عيالك ...قولتلك عيشي يا بتي
عزه بغل : اعيش مزلوله صححححح يداس عليا بالجزمه و اقول حاااضر صح هو ده الي انتي عيزاه ...بس ده عمره ما هيحصل انا عمري ما هبقي زيك ياما عشتي مزلوله و مكسوره مع ابويا يهينك و يذلك و انتي تقولي حاضر و نعم و فالاخر راح اتجوز عليكي و مقدرتيش بردو تقولي لاااااا
انا لازم يكون ليا وضع فالبيت و في وسط العيله دي عشان ميدسوش عليا زيك
حزنت الام من كلام ابنتها القاسي و قالت : و انا استحملت ده كله ليه مش عشان خاطرك انتي و اخواتك يا بنتي
عزه : و انتي اصلا عملتيلنا اييييه هااااا اي حاجه ابويا يقول عليها مكنتيش تقدري تعترضي حتي لما كان بيضربنا كنتي تخافي تحوشي عننا و لما جه يجوزنا جوز اختي لابن اخوه عشان يضمن الورث في كرشه و جوزها لواحد هلهوله ملوش كلمه و لا شخصيه و انااااااا جوزني للباشاااا الي متجوز قبلي عشان يستفيد منه بردو فالشغل يعني احنا مجرد مصالح بيمشي بيها شغله ياما عشان يكوش علي الملايين و الي فالاخر هيورثها اسماعيل ابنك الصايع الحشاش و يضيعها عالهباب الي بيطفحه
وجيده بغضب : دلوقتي الباشا بقي وحش انتي مش كنتي هتموتي عليه و طيرتي مالفرحه لما اتقدملك
عزه : ايوه منكرش كنت فرحانه عشان هطلع مالبيت ده و اخلص من ضرب ابويا و بخله و اعيش فالعز و النغنغه و كنت فاكره اني هقدر اميل قلبه ناحيتي و امشيه تحت طوعي لحد ما اخلص من ضرتي بس و لا هو قلبه مال و لا اقدرت اخلص منها خصوصا بعد ما خلفت منه
جلست بطلتنا ليلا بعد ان تركتهم مني و غادرت مع زوجها الحبيب و هي سارحه فيما قالته لها اختها
فلاش باك
بتبوصيلي كده ليه يا مني
سحبتها الاخيره و جلست معها فوق الفراش و قالت : و اخرتها يا بنت ابويا هتفضلي متعلقه فالحبال الدايبه لحد امتي الي قدك و اصغر منك اتخطبت و اتجوزت كمان و انتي احلاهم يا ندي و اجدعهم كمان كل يوم و التاني ترفضي عريس احسن من الي قابله و معيشه نفسك في وهم استحاله يحصل و انتي عارفه كده كويس
دمعت عيناها و لكن كبريائها منعها ان تسيل دموعها حتي ولو امام اختها الغاليه فسحبت نفسا عميقا و قالت و هي تضع يدها فوق قلبها الخافق و تقول بحروف تقطر عشقا : طب و ده اعمل فيه ايه يا مني ...انا فتحت عنيه علي حبه و فضل يكبر و يكبر جوايا لحد من غير ما احس لقيته بقي يجري في دمي ...عارفه ان متجوز بدل الواحده اتنين و عارفه انه مستحيل حتي يفكر فيه و لا اخطر علي باله مش قلبه ...و عارفه اني مش هقبل بيه و يكون مشاركني فيه واحده مش اتنين
بس اعمل ايه مفيش في ايدي حاجه غير ان احبه و بس
مني : طب ما تدي نفسك فرصه يا حببتي و وافقي علي اي واحد مالي هيموتو عليكي يمكن تنسي
ندي : انسي هههههه انسي ايه يا مني و لا انسي مين و لا مين اصلا يقدر ياخد مكانه ......عيزاني ابقي خاينه يا مني يبقي قلبي مع واحد و جسمي مع غيره ...مش هطيق حتي انه يلمسني ....انتي ممكن متحسيش بيا لانك حبيتي واحد كان بيحبك اصلا و الحمد لله علي النعمه الي انتي فيها ربنا ما يكتب علي اي واحده تحب واحد وهو مش شايفها اصلا....ههههه ضحكت بقهر و اكملت : ده بيجي يقنعني باي واحد يتقدملي عن طريقه و يكون شايف انه كويس ده غير تريقته عليا فالرايحه و الجايه الناس كلها شيفاني حلوه الا هو
مني : مانتي الي عامله كده في نفسك يا قلب اختك طول الوقت رابطه شعرك كحكه ده غير لبسك الرجالي ده الي مش بتغيريه وهو ما شاء الله معاه اتنين يحلو من علي حبل المشنقه و كل واحده فيهم بتعمل البدع في نفسها عشان تملي عينه
ردت عليها بغيره : بس و لا واحده فيهم ملت قلبه ...تنهدت بحزن و اكملت : و يمكن ده الي مريحني شويه ...قلبه مدقش الحب و لا انكوي بناره
مني : طول عمره مش بيامن بالحب اصلا ههههه بيقول ده موحن
ابتسمت بحزن و قالت : ربنا يدوقهوله و يخليه يتكوي بناره ياااااااارب....اكملت بداخلها : بس معايه
باااااااااااك
تنهدت بهم ثم تمددت فوق فراشها و هي عازمه علي امرا ما
و ها قد اتي الصباح سريعا و الجميع قام بعمل نفس الروتين اليومي و ذهب كلا في طريقه
اما بطلتنا فقد اخرت نفسها قليلا عن موعدها التي اعتادت ان تذهب فيه مع ابيها و بعد ان نظرت من شرفتها و التي تطل علي احدي المعارض التي يملكها الباشا ابتسمت بحب حينما وجدته يجلس بهيبه و غرور غير متعمد يدخن ارجيلته الصباحيه و التي لا يبدأ يومه الا بها
عادت الي غرفتها و ارتدت ثيابها المعتاد و لكنها اليوم قررت ان تغير من شكلها قليلا فلم تعقص شعرها الحريري بل تركته حرا خلف ظهرها و كان مظهره حقا....رائع
مشت داخل الحاره و هي تلقي السلام علي الجميع كما المعتاد و لكنها شعرت بزهو داخلها حينما ذادت نظرات الاعجاب ممن يرونها فتشجعت و تمنت ان يلاحظ هو الاخر ذلك التغيير البسيط
و بينما وقفت تلقي عليه تحيه الصباح نظر لها بزهول تزامنا مع مرور نسمه هواء جعلت شعرها الطويل يتطاير حول وجهها الحليبي مما جعل منها ايقونه للجمال برغم بساطه مظهرها .....بعد ان كانت ممتلئه بالثقه اهتذت بداخلها و خافت من نظرته الغاضبه و ما كادت ان تساله لما لم يرد عليها تحيتها حتي وجدته يقف من مجلسه ثم أتجه الي الداخل وهو يقول : تعاااالي ....و فقط
زوت بين حاجبيها بحيره و دلفت خلفه و بمجرد ان وقف داخل مكتبه صرخ بها : ايه الهبااااب ده عالصبح يا بت انتي ربنا خلقك عشان تحرقي دم الي جابوني كل يوم
نظرت له باستغراب و قالت : الللله و انا عملت ايه طيب لكل ده انا يا دوب قولتلك صباح الخير
حسن : انتي من امتي بتفردي شعرك يا ندي ماشيه فرحنالي بطوله و لون الرقاصات الي مش بتغيريه.....بس عالاقل مكنش باين عشان بتلميه انما تتجني و تمشي فالحاره بالمنظر ده مش هسمحلك
تعلم انه يفعل كل ذلك من باب الاخوه المزعومه و لكن قلبها العاشق رأي ضوءا صغير ينير بداخله و تمني ان يكون كل هذا بدافع الغيره فسالت دون تفكير و هي تتمني ان تري داخل عينه ما يرضيها و لكنه ذادها.جرحا اخر حينما قال : و انت مزعل نفسك ليه ابويا نفسه مش بيعلق علي شكلي و لا انت شايف ان انا حلوه بذياده و خايف الخطاب يكتره
ضحك بصخب و قال بقسوه تعود عليها : مين الي ضحك عليكي و قالك كده يا قطه اوعي يا بت تفكري نفسك تسوي حاجه في سوق الحريم انتي اللون الاصفر الي بتضربي شعرك بيه هو الي محليكي عشان بيضه شويه ...روحي بوصي لنفسك فالمرايه و شوفي نفسك عامله ازاي دانتي مش باينلك ضهر من وش بلبس الرجاله الي ماشيه بيه ده اراهنك لو لبستي فستان هتبقي زي الهبله فيه و بعمل كل ده عشان خاطر ابوكي الي كل يوم لازم تجبيله مصيبه بسبب طريقتك الزباله مع الناس ...انا مش عارف انتي مسترجله و لا شايفه نفسك بت و عايزه تتعاكسي مترسيلك علي بر عشان الواحد يعرف يتعامل معاكي ازاي
كانت تنظر له بوجه خالي من اي تعابير و لكن قلبها ينزف دما ....تلك المره هي اكثر المرات التي اهانها فيها و لكنه دعس علي قلبها بقوه حتي ادماه.....لم تتفوه بحرف و لكنها التفت تاركه له المكان بهدوء ينافي ثورتها الداخليه ....عادت الي منزلها وهي تحارب دموعها الا تهبط امام احد و بمجرد ان اغلقت باب غرفتها عليها اجهشت في بكاء مرير
اما هو وقف مكانه يلوم حاله ...قليلا فقط و لكنه عاد الي قسوته حينما سمع بيبو يقول : ليه كده يا حسن انت دوست عليها جامد المرادي انا سمعت كلامك ليها و مردتش ادخل عشان محرجهاش هي عملت ايه لكل ده
حسن : ندي ساقت فيها يا بيبو و بدأت تتغر من كتر الرجاله الي هتموت عليها و ابوها غلبان مش حمل مشاكل و انت عارف لو مكنش الحوش الي هنا عارفين انه يخصني الله اعلم كانو عملو فيه ايه ...دماغي لفت يا جدع لما لقيت النسوان قبل الرجاله هيكلوها بعنيهم و هي ما شاء الله حلوه و يتبصلها كان لازم اكسرها كده عشان ترجع لعقلها انت عارف انها زي خديجه بالظبط و انا الي مربيها من ساعه ما جت الحاره و هي عمرها لسه سنتين
بيبو : ايوه فاكر و من وهي عندها خمس سنين بعد ما بدات تنزل مع ابوها و هي متعلقه بيك و طول مانت فالحاره مكنتش بتسيبك ابدا ....دانا حتي فاكر يوم فرحك علي بت عمك كانت لسه عندها حوالي عشر سنين يومها موتت نفسها عياط كانت فاكره انك كده مش هتبقي معاها و لا تجبلها حاجات حلوه عشان اتجوزت
جلس حسن بهم و قال : و يارتني متهببت يا جدع
هل تظنون ان تلك العنيده تستسلم بسهوله و تغلق علي حالها و تسمح لنفسها ان تنهار ....لا و الله ..اذا لم تعلمو من هي ندي بعد
انهت حاله البكاء التي انتابتها سريعا قبل حتي ان تشعر بها امها و بعد ان غسلت وجهها وقفت تنظر الي المراه المعلقه فوق حائط المرحاض وهي تقول بتصميم : انا هخليك تشوف مين الي ملهاش وش من ضهر و متسواش في سوق الحريم حاجه ماشي يا....باشا
دلفت لامها المطبخ و التي استغربت من عودتها فقالت : يوووه انتي رجعتي امتي يا بت و لا تكوني نسيتي حاجه
ندي : لا منسيتش بس انتي عارفه بابا مش هنا انهارده و انا يادوب بصيت علي حماده لقيته شغال كويس فقولت اطلع اقولك علي حاجه نسيت اقولك عليها امبارح
نظرت لها سناء باهتمام فاكملت : واحده صاحبتي من ايام الجامعه خطوبتها النهارده و عزماني ...و انا الصراحه عايزه اروح
سناء : و من امتي بتحبي تحضري افراح دانا بتحايل عليكي تيجي معايا اي مناسبه و انتي مش بترضي
ندي : يا ماما كل المناسبات جوه الحاره انما صاحبتي عامله فرحها في فندق كبير يعني هشوف ناس جديده و اغير جو شويه بالله عليكي وافقي بقي انا زهقانه
ظلت تحايلها و تقنعها حتي نالت موافقتها و لكنها قالت لها بتحزير : ماشي يا ندي روحي بس هي ساعه واحده و ترجعي ساااامعه
قبلت امها فوق وجنتها بفرحه و قالت : ربنا يخليكي ليا يا سونسون يا جميل انت
ابتسمت الام بحب و قالت : ماشي يا بكاشه المهم هتمشي من هنا الساعه كام
ندي : يعني علي تمانيه كده
سناء : بس انا مش هكون موجوده فالوقت ده
ندي باستغراب : ليه رايحه فين
سناء : شويه كده و هروح لام الباشا كلمتني و هي مدايقه قولت اروح اطول عليها و اهي تفضفض معايه بكلمتين يريحوها
ندي باهتمام : و هي ايه الي مزعلها تلاقي حسن عملها حاجه ...قالت ذلك بخبث حتي تعرف ما حدث
سناء : لا و الله هو فيه زي حسن ربنا يحميه يا رب دي متخانقه مع مرتات عيالها و اول ما رجع و عرف الي حصل كرش التلاته حتي مرات حسين
لمعت عيناها بفرحه و قالت : طلقهم يعني
ضحكت الام و قالت : بقولك وداهم بيت اهلهم يا هبله انا لسه معرفش تفاصيل لما لقيتها زعلانه كده قولتلها هخلص الاكل و اجيلك
تركت امها و اتجهت الي غرفتها لتجهز حالها لاول معركه حقيقيه ستبدأها معه و هي تدعي بداخلها ان يطلق زوجاته و حينها لن يكون لغيرها ......تعلم ان تفكيرها خاطىء و تعلم انه لا يجب ان تبني سعادتها علي شقاء الاخرين ...و لكن هكذا القلب يجعلك تفعل كل شىء خارجا عن المنطق
مر اليوم دون جديد و بعدما ذهبت امها الي ام الباشا.....الباشا الذي اهلكها بحبه المستحيل
اصبح المنزل خاويا الا منها دلفت الي حجرتها و تجهزت باجمل طله
ارتدت فستانا احمر يصل طوله الي بعد الركبه ذو اكمام طويله واسعه و فتحه صدر مثلثه...وضعت زينه مبهره فوق وجهها البهي و ما ذاده بهائا حينما وضعت طلاء باللون الاحمر القاني فوق ثغرها المغوي فاصبح قابل للالتهام.......تركت سلاسل الذهب خاصتها تتمايل خلف ظهرها بحريه و ارتدت حذائا فضي اللون ذو كعبا عالي و معه حقيبه يد صغيره من نفس اللون
نظرت لنفسها بغرور بعد ان انبهرت هي نفسها من جمالها و جسدها المهلك الذي اظهره هذا الثوب ....خافت قليلا و لكنها شجعت نفسها و قالت : هيعملي ايه يعني و لا يقدرلي علي حاجه ..... خرجت من المنزل بقلبا مرتعب و لكن لم يظهر عليها اي شىء و اخذت تمشي بثقه و غرور يذداد كلما رات افواه الماره مفتوحه و عيونهم جاحظه من هول جمالها ....غير صافرات الشباب التي انطلقت اعجابا بها و هم لا يصدقون ان تلك هي ندي ( المسترجله ) كما يطلقون عليها
اخذ قلبها يخفق بشده كلما اقتربت من المرور امامه
وهو كان يشرب ارجيلته و يقول لصديقه باستغراب : هي العيال دي بتصفر كده ليه اتخبلو و لا ايه الواحد مصدع خلقه هو..........قطع حديثه الاااان ...قد علم لما كل تلك الجلبه ....لم يصدق عينه انها هي من تمشي بخيلاء امامه و انها تمتلك كل هذه الفتنه ....القي خرطوم الارجيله من يده وهو يقول بغضب جم : يا نهااااار ابوكي اسووووود .......ندددددي
انتفضت و ارتعش جسدها اثر صراخه باسمها و لكنها ابدااا لن تظهر خوفها منه ....بل وقفت ببرود تنظر له وهي تقول بدلال : بتزعق ليه يا باشااا هو انا طرشه
وقف قبالتها بعيون تقدح شررا و لم يهتم بمن يقف ليشاهد ماذا سيفعل بها حسن الباشا فالجميع يعلم انها بمثابه اخت صغيره له حتي في بعض الاحيان يذهب اليه هو من يريد ان يتقدم لخطبتها ليتوسط له عندها
جز علي اسنانه بغيظ و قال : ايييه الي مهبباه في نفسك ده يا بت
اغتاظت منه و قالت : ليا اسم علي فكره انت فاكرني عيله صغيره
نظر لها بصدمه غاضبه وقال : و انتي كبرتي امتي يا ست ندي دانتي يا بت لسه من كام سنه كنتي بتعمليها علي بنطلوني
عمي عيناها الغضب و ضربت بكعبها فوق الارض و قالت بدون وعي : انا كبرت و من زمااااان علي فكره بس انت الي اعمي و مش شايف يااااا ....حسن
لا يعلم لما خفق قلبه بعد نطقها اسمه بتلك الطريقه و لكنه جن جنونه حينما تحدثت معه بجرائه امام الجميع فما كان منه الا ان يمسكها من زراعها بقوه و يسحبها خلفه داخل المعرض الخاص به و لم يهتم بصراخها عليه فهي تذيد حسابها معه
اما من كان يقف ليشاهد فقد اشفقو عليها مما ستلاقيه علي يد هذا الهمجي
ضرب بيبو كفا علي كف من هذا الجنون الذي يحدث امامه و قال بصوت عالي : يلا يا اخينا منك ليه السيما شطبت كل واحد يروح يشوف حاله
وقف يغلي كالمرجل و لم يترك زراعها بعد و برغم رعبها منه الا انها تحاملت علي الالم و وقفت تنظر داخل عينه الغاضبه بثبات تحسد عليه و لاول مره تطيل النظر داخلهم حتي قالت بداخلها : اذا كان هذا جمال عينيك عند الغضب ...كيف يكون حالهم حين ....تحب
افاقها من ابحارها داخل ابريق العسل خاصته صراخه بها وهو يهزها بعنف : يعني انا الصبح بهدلت كرامتك عشان بس نازله بشعرك مفرود ميفوتش كااااام سااااعه و تبقي رقاصه بجددددد
حاولت ان تنزع زراعها من يده الحديديه و لكنها لم تستطع فقالت بغضب قد تحكم بها بعد ان فاض بها الكيل : اااانت مزعل نفسك ليه كده مش انااا مسواش في سوق الحريم و مليش وش من ضهر يعني مهما اعمل محدش هيبوصلي يبقي اااااايه بقي
لاول مره يجد حاله منجذبا لملامحها الفاتنه و قد انبهر بثغرها المغوي و شفتاها تتحرك مع حديثها الغاضب بطريقه جعلت عقله يتخيل ماذا سيحدث اذا قمت بازاله ذلك اللون المثير من فوق شفتيها بخاصتي .....عند تلك النقطه شعر انه صعق بكهرباء فانتفض بداخله وهو يتركها بهمجيه و قال حتي يلهي حاله عن هذا التفكير القذر : انتي مبقاش ليكي حااااكم و انا بقي هعرف اشكومك يا خراااااا
وقفت قبالته تجابهه بقوه و تعمدت ان تكون قريبه منه للغايه دون تلامس و لكن انفاسها الساخنه قد لفحت عنقه وهي تقول بحزن : هو انت ليه شايفني وحشه كده يا حسن كل شويه تقلل مني و تهني و انا اخلقلك الف عزر و اقول مش قصده و فالاخر شايف اني مليش حاكم مع اني متربيه علي ايدك و انت اكتر واحد عارف اخلاقي ....لمعت عيناها بالدموع لاول مره امامه و لم تمنعها و ما ذاد قلبه خفقا هو صوتها الذي خرج بنبره لم يسمعها منها قط و كانها تستجديه ان يشعر بها دون ان تنطق كلمه واحده تدل علي ذلك ..و لكن ملامحها ..لمعه عيناها ...صوتها الشجي ...كل هذا يطالبه ان يفهم ما بين السطور و هو يمتلك من الخبره و الذكاء ما يجعله يشعر بما تريد ايصاله له ....و لكنه كذب حاله و رفض تلك الاقكار بل و نفضها خارج عقله ثم رد عليها برفق لاول مره : عارفك اكتر من نفسك وواثق في اخلاقك يا ندي بس لازم احجمك عشان متضوريش نفسك ...انتي بقالك فتره متغيره و مشاكلك ذادت عن الحد و انتي مبقتيش صغيره لازم تعرفي انك بنت و طريقتك دي متنفعش خصوصا في منطقه شعبيه ذي دي ...تفتكري انا هقبل ان حد يقول عليكي كلمه متعجبنيش ...طبعا لا عشان كده بقسي عليكي انتي زي خديجه عندي و يعلم ربنا انا بتمنالك الخير قد ايه و نفسي انهارده قبل بكره اجوزك للي يستاهلك
كسر جديد ....و لكن قد اعتادت علي ذلك لا يهم
ردت عليه بنبره تصرخ عشقا و قالت ردا علي حديثه : ساعات الحنيه مفعولها بيبقي اكبر و احسن من القسوه يا .....باشا.....و فقط تركته مغادره المكان بعصبيه مفرطه و اتجهت الي منزلها و هي لا تسمع غير جمله واحده تعاد داخل عقلها : نفسي انهارده قبل بكره اجوزك للي يستاهلك
اغلقت باب غرفتها بقوه و القت بحالها فوق الفراش و هي تجذب شعرها للوراء بجنون و ........
يتبع