أخر الاخبار

رواية قلبه لا يبالي الحادي والعشرون21 والثاني والعشرون22 بقلم هدير نور


 رواية قلبه لا يبالي الحادي والعشرون21 والثاني والعشرون22 بقلم هدير نور 


كانت داليدا واقفه امام المرآه تمشط شعرها وهي تغني مبتسمه عندما فتح باب الجناح فجأه و دلف داغر القت الفرشاه من يدها سريعاً و ركضت نحوه تحتضنه كعادتها عندما يعود للمنزل

لتهتف وهي تتجه نحوه تهم بعقد ذراعيها حول عنقه و تضمه اليها

=حبيبي واحشتنـ........

لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بألم عندما قام داغر بنفض ذراعيها بعيداً عنه قابضاً علي شعرها بيده يجذبه بقوه و عينيه تنطلق منها شرارت الغضب.....

رفع هاتفه واضعاً اياه امام وجهها و هو يزمجر بشراسه من بين اسنانه

=قوليلي ده ايه....؟

شاهدت داليدا الفيديو الذي يعرض علي شاشة هاتفه همست بصوت مرتجف

=انت عرفت ازاي.....

صاح بها داغر بحده و قسوه بثت الرعب بداخلها و قد اشتدت يده التي تقبض علي شعرها

=كل اللي همك اني عرفت ازاي..

ازاحت يده القابضه علي شعرها بيديها المرتجفه متخذه خطوه للخلف هامسه بصوت مرتجف باكي

=كنت هقولك و الله و اعرفك كل حاجه.....

قاطعها بقسوه و هو يتجه نحوها باعين تتقافز منها شرارت الغضب.

=كنت هتقوليلي ايه بالظبط هااا...انطقي....

وقفت تتطلع اليه باعين متسعه بالخوف فبحياتها لم تراه غاضباً بهذا الشكل انتفضت في مكانها فازعه عندما سمعته يصرخ بها بشراسه انتفضت لها عروق عنقه

=ما تنطقي خرستي ليه......

حاولت التحدث لكن كان حلقها متشنجاً من شدة الخوف عندما رأته يتقدم نحوها بخطوات حاده غاضبه

اتخذت عدة خطوات الي الخلف بقدميها المرتجفه عندما وجدته لا يزال يقترب منها اكثر لكنها تجمدت بمكانها عندما شعرت بباب الغرفه يضرب ظهرها من الخلف مما جعلها محاصرة بينه و بين جسده الصلب الذي اصبح امامها مباشرة لا يفصل بينهم شيئ..

استدارت علي الفور حول نفسها تحاول فتح الباب الذي خلفها محاوله الهرب منه لكنه اسرع بالقبض علي ذراعيها بقسوه مديراً اياها لتواجهه اخذت تتخبط بطريقه هستيريه حتي يفلتها من قبضته التي تحاصرها لكن تشددت يديه حول ذراعيها اكثر و هو يصرخ بها بشراسه ارسلت بداخله هزات من الخوف

=اقفي مكانك و اثبتي...

تجمدت بمكانها فور سماعها كلماته الامره تلك راقبته يحرر ذراعيه من قبضته مما ارسل بداخلها شعور من الراحه بانها لم تعد محاصره كالسابق...

لكن دب الرعب باوصالها مره اخري عندما سمعته يزمجر من بين اسنانه بصوت قاسي لاذع مطلقاً لعنه حاده...

اخذ صدرها يعلو و يهبط بقوه بينما تحاول التقاط انفاسها اللاهثه انخفضت عينيها ببطئ تتطلع بخوف الي يديه التي كان يقبض عليها بقوه حتي ابيضت مفاصل اصابعه دلالة علي شدة غضبه...

مما جعلها ترغب بدفن وجهها بين يديها حتي تحميه من ضرباته الوشيكه التي تعلم جيداً بانها ستصيبها باي لحظه فقد كانت تعلم حالته تلك جيداً فقد كانت ذات الحاله التي يكون عليها خالها مرتضي قبل ان يقوم بضربها

همست بصوت مختنق و هي علي وشك البكاء و لازالت عينيها مسلطه برعب علي يديه

=داغر انت هتضربني

افاق داغر من فورة غضبه تلك فور سماعه كلماتها تلك و رؤيته للرعب و الخوف المرتسمان علي وجهها فقد كانت تظن حقاً بانه سيقوم بضربها صاح بها بحده

=اضربك... ايه؟! انتي مجنونه...

زفر بحده فاركاً و جهه بعصبيه محاولاً تهدئت غضبه هذا عندما رأي عينيها تلتمع بدموع حبيسه محتقنه بينما شفتيها قد بدأت بالارتجاف....

اعاد طرح سؤاله عليها بطريقه حاول جعلها اقل غضباً قدر الامكان...

=كنت هتحكيلي ايه ..؟!

اجابته داليدا بصوت مرتجف و عينيها منخفضه بخوف

=من يومين واحد اسمه اشرف حسين اتصل بيا قالي ان ابنه مريض و محتاج عملية قلب مفتوح هتتكلف 250 الف جنيه و لازم يعملها اخر الاسبوع ده و انه عرف اني اتبرعت بمبالغ كبيره للجمعيات خيريه...و ان واحده من اصحاب الجمعيات دي هي اللي ادته رقمي علشان اساعده...

توقفت عن تكملة حديثها عندما سمعته يطلق سباباً لاذع من بين انفاسه المحتقنه ابتلعت ريقها بخوف لتسترد سريعاً بصوت مرتجف عندما هتف بها بحده ان تكمل

=و لما ...و لما قولتله اني هكلمك و هخليك تساعده رفض و قالي انه كان شغال في شركتك من سنتين و اختلس منها 50 الف جنيه بس انتوا مقدرتوش تمسكوا عليه دليل فاكتفيتوا بطرده من الشركه... و اني لو قولتلك هترفض تساعده و قعد يتحايل عليا كتير ان اساعده و ان ابنه مالوش ذنب يدفع تمن غلطته هو و بعتلي التقارير الطبيه لحالة ابنه ...

و انا صدقته و قررت اساعده لان الطفل مش ذنبه حاجه حتي لو باباه غلطان...اتفقت معاه اقابله النهارده في كافيه علشان اديله الفلوس......

رفع يده يسندها علي الباب بجانب رأسها مما جعلها تنتفض بخوف لكنه تجاهل ذلك قائلاً بحده

=جبتي ال250 الف جنيه منين ؟

ظلت صامته تتطلع اليه باعين متسعه بينما دقات قلبها تعصف داخل صدرها من شدة الخوف ابتلعت بصعوبه الغصه التي تشكلت بحلقها قبل ان تهمس بصوت منخفض

=بعت كام قطعة مجوهرات من اللي جبتهالي......

انتفضت في مكانها بحده عندما ضرب الباب بجانب رأسها بقبضته

لينفجر السد الذي كانت تحبس خلفه دموعها لتبدأ بالبكاء بشهقات تمزق القلب هامسه بصوت منكسر

=انا اسفه...انا عارفه...اني غلطت لما اتصرفت في حاجه مش بتاعتي ... بس مقدرتش اشوف طفل بيموت و في ايديا اساعده و معملش حاجه..

قاطعها داغر صائحاً هاتفاً بغضب اهتزت له ارجاء المكان

=اسفه علي ايه علي غبائك..انتي واحده ساذجه و غبيه.....

هتفت داليدا من بين شهقات بكائها وهي تشعر بالاهانه من كلماته الجارحه تلك

=انا مش غبيه و لا ساذجه انت اللي قلبك حجر و اناني و مبتحسش بغيرك..

ابتلعت باقي جملتها شاهقه بفزع عندما اندفع داغر نحوها يضغط جسدها نحو الباب مما جعل ظهرها يلتصق بقسوه بالباب الذي كان خلفهاصرخت بألم عندما بدأ قبض علي ذراعها بقوة يلويه خلف ظهرها ابتعد عنها بالنهايه فور ان رأي الالم يرتسم علي وجهها  فور ان حررها امسكت بذراعها تضمه الي صدرها باكيه

بينما وقف داغر ينظر اليها باعين تشتعل بها النيران كبركان ثائر من الغضب...

فور ان هدئت و انتظمت انفاسها هجمت عليه تضربه بقبضتيها في صدره و هي تصرخ لاعنه اياه غارزه اظافرها الحاده بعنقه ممزقه جلده...مما جعله يسرع بدفع جسدها بجسده نحو الباب مقيداً يديها فوق رأسها انحني علي اذنها هامساً بصوت قاسي حاد

=احمدي ربنا ان اكتفيت بكده....انا المفروض كنت اقطع رقبتك علي عملتيه

هتفت به داليدا المنصدمه من ردة فعله فقد كانت تظن عند اخباره بمرض الطفل غضبه سيهدئ لكن لا فالمال كان اهم لديه من اي شئ

=هتقطع رقبتي علشان ساعدت طفل بيموت..انت ايه قلبك حجر........

لكنها ابتلعت باقي جملتها بخوف عندما اطبقت يده علي فكها مقرباً وجهه من وجهها و هو يزمجر بفحيح غاضب بث الرعب بداخلها

=مش بقولك غبيه و ساذجه...

ابتعد عنها رافعاً هاتفه امام وجهها

=اللي كان قاعد معاكي ده اسمه طارق المرشدي....راجل اعمال كبير .....

هزت رأسها هامسه بصوت منخفض بينما عينيها مسلطه علي شاشه الهاتف

=لا اسمه اشرف حسين انت اكيد غلطان......

قاطعها بقسوه بينما يشير بالهاتف امام عينيها

=اسمه طارق المرشدي مش هتوه عن ألد اعدائي....

الكلاب استخدموه علشان يعملوا ليكي كمين و انتي بكل غباء وقعت فيه بكل سهوله.........

شحب وجهها عند سماعها هذا ابتلعت ريقها بصعوبه هامسه بخوف من ما قد تكون اوقعت نفسها به

=كمين ايه.....؟!

اجابها داغر بينما يضغط علي هاتفه مظهراً امامها صفحة حسابها بالبنك مشيراً بها امام عينيها

= ورق مهم يختفي من الخزنه بتاعتي اللي في القصر و طارق المرشدي يكسب بسبب الورق ده مناقصه بالملايين..بعدها الحرس اللي كانوا بيراقبوكي و اللي اكيد واحد منهم معاهم يبعتلي فيديو ليكي و انتي قاعده مع طارق المرشدي بعد ما كدبتي عليا انك هتقابلي اميره صاحبتك و تصري ان ميبقاش في حرس يروح معاكي علشان طبعاً معرفش كنت بتنيلي ايه من ورايا...

و طبعا طارق يبعتلي رساله يشكرني علي تعاون المدام بتاعتي معاه و بعدها يوصل لحسابك 8 مليون تمن الورق.....

كانت داليدا تنظر باعين غائمه تفحص شاشة الهاتف التي تظهر بها كشف حسابها البنكي الذي تم الاضافه له 8 مليون جنيه منذ اقل من ساعه لتتأكد من كلامه هذا...

شعرت بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها و قد بدأت تدرك حجم الكارثه التي اوقعت نفسها بها بسبب غبائها...

سمعته يغمغم بقسوه و تعبيرات وحشيه ترتسم على وجهه الذي كان لا يبعد عنها وجهها شيئاً

=لأول مره في حياتي احس اني ضعيف بسببك...خلتيهم بسهوله يوصلولك و يستغلوكي...عرفوا ازاي يحاربوني بيكي....

ليكمل بصوت غريب لاول مره تسمعه منه

=مفكرتيش و لو للحظه واحده بعد اللي حصل مع شهيره و نورا ان ده ممكن يكون كمين ليكي و بدل ما كانوا اكتفوا بحته فيديو يصوروه و يبعتوه ليا علشان المصيبه تلبسك...كانوا ممكن يخطفوكي.. يقتلوكي يعملوا فيكي اي مصيبه...

اهتز جسد داليدا بالخوف فور سماعها كلماته تلك و هي تتخيل ما الذي كان سيحدث لها بسبب سذاجتها فقد اخفت عنه الامر

لكنها كانت ستخبره بعد ان تعطي للرجل المال فقد كانت خائفه من ان يرفض مساعده هذا الطفل..

همست اسمه بصوت مكتوم باكي القهر ينبثق منه و هي تنفجر باكيه بشهقات ممزقه لكنه تجاهلها بينما يكمل بقسوه

=عارفه كان احساسي ايه لما بعتولي الفيديو و شوفتك قاعده مع اكبر عدو ليا عنده استعداد يأذيني باي حاجه المهم يوصل للي عايزه....

وضع يده المرتجفه فوق خدها

يرفع وجهها اليه بينما يكمل و قد انخفضت نبرة صوته الي حد الهمس

=عايزه تضيعي من ايديا بالساهل كده.. لو كان حصلك حاجه انا مكنتش هعرف اعيش او اكمل من غيرك

بدأت شهقات بكائها تزداد بقوه وهي تهمس بصوت مرتجف ضعيف

=انا اسفه يا حبيبي و الله مجاش في بالي ان كل ده كان ممكن يحصل.....

انهت جملتها دافنه وجهها بصدره بينما شهقات بكائها الممزقه تزداد بقوه زفر داغر ببطئ قبل ان يحيط خصرها بذراعه يضمها اليه بقوه و قد ألمه بكائها بهذا الشكل فرغم خطأها و تصرفها دون ان تعلمه الا ان كل هذا يعود الي مدي برائتها و سذاجتها...

حملها بين ذراعيه متجهاً بها نحو الفراش ليستلقي عليه و هي لازالت بين ذراعيه يحتضنها بينما لازالت تبكي منتحبه و هي تشعر بالندم علي فعلتها الحمقاء...

اخذ يمرر يده بحنان فوق ظهرها محاولاً تهدئتها هامساً باذنها كلمات مهدئه....

ظلوا علي حالتهم تلك عدة دقائق حتي هدئت و اصبحت شهقات بكائها خفيفه متقطعه...

رفعت وجهها عن صدره قائله بتردد بينما تتطلع الي وجهه الذي لا يزال متصلب من الغضب هامسه بخوف بالسؤال الذي يخنقها

=هو انت صدقت ان انا فعلاً اللي بعتله الورق ؟!

استدار علي جانبه علي الفراش ليصبح جسدها مستلقي علي الفراش بجانبه لكنه لايزال يحتضنها ذراعيه في ذات الوقت قبل ان يجيبها

=لا طبعاً مصدقتش...بس لما شوفتك قاعده معاه بالشكل ده اتجننت و لو كنت وقتها قدامي كنت ممكن اقتلك خصوصاً انك كنت قعده تضحكي و تتمرقعي معاه

تطلعت اليه داليدا باعين متسعه قائله بصدمه وهي تشير بيدها الي صدرها

=بضحك و اتمرقع.. انا ؟!

هز داغر رأسه قائلاً بحده بينما ازداد تصلب فكيه

=ايوه انتي...كان وقتها بيفرجك حاجه علي موبيله .....

قاطعته داليدا سريعاً و قد تذكرت ما يتحدث عنه

=لا مكنتش بضحك معاه هو انا بعد ما اديته الفلوس اصر يخاليني اكلم ابنه فيديو كول علشان يشكرني و كان طفل يا داغر و تعبان طبيعي اضحك معاه...

زمجر داغر من بين انفاسه بقسوه

=يا ولاد الكلب ده انتوا سابكنها صح......

اخرج هاتفه من جيب سترته الذي احذ ينقر عليه للحظات قبل ان يضعه علي اذنه قائلاً بدون مقدمات بصوت حاد

=زكي تقلبلي الدنيا ع شهيره و طاهر و الكلب اللي اسمه مرتضي الراوي تقلبلي مصر شبر شبر و تجبهملي فاهم .. و راقب المستشفي اللي فيها نورا اكيد شهيره هتزورها...

ليكمل بصرامه اكبر وقد تسلطت عينيه علي تلك القابعه بجانبه تدفن وجهها بصدره

=الواد اللي بعتلك الفيديو من حرس داليدا....ده تبع طاهر و شهيره حاول تعرف منه هما فين قبل ما تتعامل معاه...

ثم اغلق الهاتف سريعاً قبل ان يتيح لزكي الرد او الاستفسار عما يحدث اخذ داغر يبحث بهاتفه عدة لحظات قبل ان ينتفض جالساً علي الفراش ساحباً داليدا معه لتصبح جالسه بمقابلته علي الفراش وضع هاتفه بيدها قائلاً بحده

=ادخلي علي حسابك و حولي الفلوس اللي فيه علي رقم الحساب ده

اخفضت عينيها علي الهاتف الذي بين يدها و قد تجمدت انفاسها بصدرها فور استعابها طالبه هذا...

همست بينما تحاول ابتلاع الغصه التي تشكلت بحلقها

=هو...انت مش قولت انك مش بتشك فيا يبقي ليـ.......

قاطعها داغر علي الفور مطلقا لعنه حاده من تحت انفاسه قبل ان يحيط وجهها بيديه وهو يقترب منها بجسده حتي اصبحوا جالسين ملاصقين لبعضهم البعض وهم يواجهان بعضهم البعض

=داليدا يعني كل اللي قولتهولك ده و برضو مفهمتيش حاجه من اللي بتحصل حواليكي....

هزت رأسها بالنفي و قد امتلئت عينيها بالدموع مما جعله يزفر بحنق قبل ان يكمل بصبر عندما رأي عينيها المحتقنه و شفتيها المرتجفه

= يا حبيبتي افهمي مرتضي خالك مشترك مع شهيره و طاهر في اللعبه الوسخه دي...جابوا رقم حسابك منه...ده غير.....

توقف قليلاً متردداً قبل ان يكمل باضطراب

=ده غير ان بعد ما سحب الفلوس من حسابك رجعها تاني لانهم كانوا متأكدين ان لما طارق يكلمني و يبلغني انك بعتيله الورق ب8 مليون جنيه اني اكيد هفتح الحساب بتاعك و هشوف الفلوس اللي فيه.... علشان كده هسحب الفلوس من الحساب قبل ما خالك يسحبها و هنحولهم لحساب تاني لازم احسره عليهم.....

وضعت داليدا يدها فوق ظهر يده التي تحيط خدها قائله بصوت مرتجف تتخله الدهشه

=سحب الفلوس ؟! ...ازاي سحب الفلوس من حسابي....

اومأ برأسه ببطئ وقد قرر اخبارها بكل شيئ فلم يعد هناك ما يمنعه من اخبارها كالسابق

=داليدا انا عارف انك مالكيش دعوه بالاتفاق اللي كان بيني و بين خالك قبل جوازنا و انك كنت متجوزاني وانتي فاهمه ان جوازنا طبيعي....

تراجع رأس داليدا للخلف بصدمه قائله و هي تعقد حاجبيها بتجهم بينما تبعد بيد مرتجفه يديه التي كانت لازالت تحيط وجهها

=عارف...؟! عارف من امتي ؟! و ازاي

لم يجيبها داغر علي الفور حيث ظل يتطلع اليها بصمت قبل ان يجيبها و هو يبتلع ريقه بتوتر

=عارف من قبل ما اتجوز نورا....

في يوم لقيت ان كل الفلوس اللي كانت في حسابك اتسحبت يومها خلين زكي يحاول يوصل الفلوس دي راحت فين و عرفت بعدها انه هو اللي سحبها وخالاكي تمضيله علي توكيل عام بيقدر به به يتصرف في كل حاجه تخصك يومها عرفت اللعبه الوسخه اللي لعبها عليكي ..

ليكمل سريعاً مقاطعاً اياها عندما رأها تهم بالتحدث

=قبل ما تقولي ان هددتك بالعقد و ال100مليون يوم جوازي من نورا فانا قولتلك كده بس علشان اجبرك تفضلي معايا انا العقد ده قطعته من زمان...

همست بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه...

=كنت عارف كل الوقت ده و مقولتليش..... ؟!

لتكمل بانفعال و هي تلتقط انفاسها بصعوبه وقد بدأ جسدها بالارتعاد

=انت عارف العذاب و الخوف اللي كنت بحس بهم طول الفتره اللي فاتت كل ما اتخيل انك في اي لحظه هاتيجي و تفتح معايا موضوع ال20 مليون و انك وقتها ممكن تسبني حتي بعد ما قولتلي انك بتحبني و انك عايزني مراتك بجد...عارف اني كنت حتي بخاف افكر في الموضوع و كنت بمحيه من دماغي بسرعه علشان ببقي خايفه

مرر يده علي ظهرها متلمساً اياه بلطف محاولاً تهدئتها بينما يغمغم

=انا كمان كنت خايف كنت خايف يا داليدا.....

ليكمل بصوت ممزق عندما رأي عدم التصديق مرتسم علي وجهها

=ايوه كنت خايف اخسرك.... لما تعرفي اني عرفت ان خالك ورا كل ده و انك مش مضطره تكملي معايا خصوصاً بعد جوازي من نورا علشان كده سكت.......

قاطعته داليدا هاتفه بحده و قد بدأ جسدها يرتجف من شده الغضب و هي تتذكر الليالي التي كانت لا تنام بها من شدة التفكير و الخوف من ان يأتي اليوم الذي يقرر فيه التحدث عن هذا الامر فقد كانت لديها ايمان راسخ بانه لن يصدقها وهي لم تحاول تبرئة نفسها بعد تلك المره التي حاولت اقناعه بانها ليست لها يد في هذا الاتفاق لكنه لم يصدقها حيث كانت كل الادله تدينها...

كانت خائفه ما ان تتحدث معه يغضب منها وتعود معه الي نقطة الصفر في علاقتهم و تخسره...

=خايف...يعني انا فضلت عايشه في العذاب ده كله لاكتر من 6 شهور علشان حضرتك خايف.....

نطق اسمها بعنف مكبوت قبل ان يكمل و هو يجز علي اسنانه بقوه

=داليدا.....اهدي و حاولي تفهمي و بطلي الجنان بتاعك ده....

صاحت به بصوت مرتفع بينما تضربه براحة يديها في ذراعه و ساقه

=بلا داليدا بلا زفت....انت فاكر نفسك مين علشان عايز تمشي الدنيا كلها علي مزاجك...انت ولا حاجه فاهم و لا حاجه.....

لتكمل بحده بينما تنفض يده عن ذراعها بهستريه

=و ابعد ايدك دي متلمسنيش...

زمجر داغر بحنق و هو يدفعها دفعه بسيطه بكتفيها مما جعلها تسقط للخلف علي ظهرها فوق الفراش

=اهوو مش هتهبب و المسك....

لكن علي الفور نهضت داليدا مره اخري جالسه باصرار بمواجهته تهتف بصوت مرتفع حاد و هي تضربه في ساقه بقدمها ضربات قويه منتاليه

=بتضربني يا داغر... بتستقوي عليا........

هتف داغر بصدمه بينما يحاول السيطره علي يديها التي اخذت هي الاخري تضربه بصدره

= بضربك؟!! انت اتجننتي هو انا لمستك....

نجح اخير بالقبض علي يديها يقيد حركتها بقبضة يده لكنها لم تستسلم و استمرت بضربه في ساقيه بقدميها

مما جعله يزمجر هاتفاً بحده كنصل السكين من بين اسنانه المطبقه بصوت يبث الرعب داخل من يسمعه و يملك عقل لكن لم تهتز شعره واحده من رأس داليدا فقد كان غضبها يعميها

=داليدا لمي نفسك و خلي ليلتك دي تعدي علي خير...علشان انا جبت اخري معاكي

صاحت به و هي تحاربه لكي تحرر يديها من قبضته بينما مستمره بصربه بقدمها

=هتعمل فيا ايه يعني....هتعلقني في السقف و لا هتجيب الكرباج اللعبه بتاعك و تضربني به....

لكنها قاطعت جملتها شاهقه بفزع عندما اقترب منها مقيداً يديها خلف ظهرها

حاولت التحرر من قبضنه لكنه شدد من ذراعيه و ساقيه حولها رافضاً اطلاق سراحها اقترب من اذنها هامساً بها بصوت اجش

=خوفت اقولك لان وقتها كنت بحبك....و من قبل حتي ما نتجوز كنت بحبك...

استكان جسد داليدا فجأه بين ذراعيه فور سماعها كلماته تلك تنظر اليه باعين متسعه بالصدمه يتخللها عدم التصديق ليكمل داغر موضحاً لها..

=كنت في يوم طالع اجري الصبح زي كل يوم و سمعت صوت حد بيجري ورايا و لما التفت لقيت قدامي اجمل و احلي بنت شافتها عينيا ملاك نازل من السما لدرجة اني وقفت في مكاني زي المشلول و مقدرتش اتحرك..

ولما قدرت اتحرك حاولت اروحلها لكن كان في عربيه ورايا و كانت هتخبطني و في الثواني اللي بعدت فيها عن طريق العربيه كانت البنت دي اختفت ...فضلت بعدها ادور عليها بس ملقتش اي اثر لها..لكن فضلت دايماً في بالي و مبتفرقش احلامي بقيت زي المجنون...

قرب وجهه من وجهها هامساً بشغف و انفاسه الحاره تلامس خديها بينما  اخذت ضربات قلبها تتقافز بعنف داخل صدرها وهي تستمع الي اعترافه هذا

=عارف ان اللي بقوله ده صعب تصدقيه خصوصاً بعد معاملتي ليكي في اول جوازنا بس ده كان غصب عني لما دخلت مكتب خالك و شوفتك و عرفت ان الملاك اللي مفرقش خيالي ولا دقيقه واحده طول الشهور اللي فاتت هي هي البنت اللي قررت تبيع نفسها بالفلوس حسيت وقتها اني بكرهك و بكره نفسي معاكي....بس حتي و انا عارف كل ده مقدرتش محبكيش فضلت اول اسبوعين في جوازنا اتعذب كل ما عيني تقع عليكي و مقدرش المسك حتي او اقرب منك..عارف انك مش هتصدقيني بس

قبلته برفق مانعه اياه من تكملة جملته ثم. ابتعدت عنه و هامسة بصوت مرتجف

=مصدقاك يا حبيبي و الله مصدقاك عارف ليه...لان انا كمان كنت بحبك من قبل ما نتجوز....

اسندت جبهتها فوق جبهته تتشرب انفاسه الدافئه بشغف قبل ان تكمل هامسه

=كنت قاعده في اوضتي اللي تقريباً مبفرقهاش واقفه في الشباك بتفرج بالتلسكوب بتاع ماما علي حاجه تشدني و تقتل الملل اللي جوايا لحد ما شوفت شاب واقف في جنينة القصر اللي قدامي بيلعب رياضه وقتها استغربت مين المجنون ده اللي بيلعب رياضه الساعه 3 الفجر بس لما قربت العدسه و شوفتك حسيت ان روحي اتخطفت من جوايا.....

ومن يومها بقيت اعمل المنبه كل يوم علي ميعاد الساعه 3 الفجر علشان اشوفك بقيت مجنونه بيك و لما لقيتك بتجري الصبح في يوم من الايام عملت حاجه لاول مره في حياتي اعملها هربت من الفيلا و خرجت من ورا حرس خالي و طلعت اجري وراك كنت هموت وابقي قريبه منك حتي لو مش هكلمك بس لما لقيتك وقفت فجأه و التفت ليا خوفت و طلعت اجري من الطريق التاني...انا فضلت احبك لاكتر من 6 شهور و انا معرفش حتي اسمك....

ابتلعت بصعوبه الغصه التي تشكلت بحلقها قبل ان تكمل بصوت مختنق

= عارف حسيت بايه لما شوفتك في مكتب خالي كنت هموت من الارتباك و في نفس الوقت كنت عايزه اجري عليك و احضنك من فرحتي.....

و لما خالي جه قالي انك لما شوفتني اعجبت بيا و عايز تتجوزني انا كنت هموت من الفرحه حسيت ان ربنا استجاب لدعايا و حققلي معجزتي...

كنت بستني اليوم اللي هنتجوز فيه و نكون لبعض بفراغ الصبر ...بس لما اتجوزنا كل احلامي دي انهارت و انت كنت بتعاملني بطريقه وحشه اوي و انا مكنتش فاهمه انا عملت ايه غلط يخاليكي تعاملني كده كنت........

اختنقت بباقي جملتها وقد بدأت دموعها تنهمر فوق خديها اسرع داغر باحاطه رأسها بيديه وهو يهمس لها بصوت مرتجف متألم

=لا يا داليدا علشان خاطري متعيطيش انا اسف و الله كان غصب عني.....

اخذ يمطر وجهها بقبلات رقيقه و هو لا يزال يهمس لها معتذراً بصوت معذب و هو يشعر بالذنب يمزق قلبه فمعرفته انها دخلت هذا الزواج و هي تحبه و تبني من حوله احلام هدمها هو بمعاملته القاسيه الجافه لها فقد كان يعاملها ببرود كما لو كانت ليست موجوده بحياته حيث كان يعتبرها امرأه بلا مشاعر قد باعت نفسها من اجل المال...

رفعها من ذراعها مجلساً اياها فوق ساقه دافناً وجهه بعنقها يقبلها بحنان حتي ارتفع الي اذنها التي قبلها بشغف هامساً بصوت معذب من رؤيتها تبكي بهذا الشكل

=علشان خاطري كفايه....

ليكمل لاهثاً بشغف محاولاً جعلها تدرك مدي عشقه لها

=داليدا انا مش بحبك بس انا بعشقك ممكن اهد الدنيا دي و ابنيها علشان خاطرك....

شعرت داليدا بقلبها يرتجف داخل صدرها بينما تسمعه يردد مدي حبه و عشقه لها من بين قبلاته التي تغرق جميع انحاء وجهها و عنقها حتي وصل الي شفتيها  هامساً

=قولي انك بتحبيني يا حبيبتي ...محتاج اسمعها منك

همست من بين انفاسها المرتجفه بينما يديها تحيط كتفيه

=بحبك...و بعشقك و بموت فيك....

احتضنها داغر بقوه الي صدره ظلوا علي وضعهم هذا عدة دقائق يتنعمان بدفأ احتضانهم لبعضهم البعض...

حتي ابتعدت عنه داليدا ببطئ

رافعه يده الي شفتيها تقبلها برفق لكنه اطلق صرخه متألمه عندما قامت بغرز اسنانها بكفة يده لتعضها بدلاً من تقبليها انتزع داغر يده من بين اسنانها هاتفاً بحده

=ايه ده يا داليدا انتي مجنونه...

اجابته داليدا بينما تمسك بيده تفرك اثر عضتها التي تركت اثر بها

=دي علشان شديت شعري اول ما دخلت الاوضه.......

لتكمل وهي ترتمي فوق جسده تغرز اسنانها في كتفه تعضه بقسوه

= و دي علشان لويت دراعي و كنت هتكسره...

ابعد داغر وجهها عن كتفه و هي يهتف بها ضاحكاً برغم الالم الذي يعصف بكتفه و يده من اثر عضاتها له

=اقسم بالله عضاضه و مجنونه كمان...انتي مبتسبيش حقك ابداً

هزت داليدا رأسها بالنفي وهي تطلع نحوه مبتسمه بشر قبل ان تنحني و تقبل اثر عضتها بكتفه صاعده الي عنقه تطبع عليه قبلة رقيقه حنونه مما جعله يرجعها بلطف فوق الفراش قبل ان يستولي علي شفتيها في قبله حاره يبث بها عشقه و شغفه لها ليغرقان سوياً في بحر عشقهم وشغفهم...

!!!***!!!***!!!!

في اليوم التالي...

في احدي الشقق التي تقع باحدي الاحياء المتوسطه بمحافظة الاسكندريه

كانت شهيره جالسه بغرفة الاستقبال تتحدث بغضب بالهاتف

=يعني ايه يا زفته...خدها و خرجوا و كانوا بيضحكوا مع بعض الله يخربيتك مبتجبيش خبر عدل ابداً....اقفلي اقفلي....

لكن و قبل ان تغلق معها اسرعت بالتحدث مره اخري...

=مروه استني...انتي لسه معاكي الحبوب اللي كنت قايلالك تديها للزفته دي...

اجابتها مروه بارتباك و خوف

=ايوه معايا....الست نورا كانت بتخليني احطهالها في العصير كل يوم بعد ما قولتيلي اوقفها

لتكمل بخوف من غضب شهيره

=والله الست نورا هي اللي غصبت عليا اني اكمل

لكن و لدهشتها سمعت شهيره تهتف بسعاده

=بجد لا حلو اووي .. كده مش هنستني كتير جدعه البت نورا دي كان عندها حق دي عقربه و متستهلش تصعب عليا و لو للحظه واحده....بقالك قد ايه بتدهالها....

اجابتها مروه بارتباك

=م سا


الفصل الثاني والعشرون 

كان زكي جالساً يتطلع بقلق الي رب عمله الذي كان جالساً محني الرأس ينظر امامه باعين محتقنه بشرود فمنذ ان وصلوا الي المشفي اي منذ اكثر من ساعتين و هو علي حالته تلك..

فلأول مره منذ ان عمل لديه يراه بهذه الحاله من الضعف و الضياع فقد كان دائماً ذو شخصيه قويه لا تتأثر بشيئ ...

لكنه الان يبدو ضائعاً..عاجز  بطريقه لم يعهدها به من قبل...

اقترب منه زكي بتردد جالساً بجانبه واضعاً يده فوق كتفه يضغط عليها بقوه

=متقلقش يا باشا ان شاء الله هتبقي كويسه...

لم يجبه داغر حيث ظل محني الرأس بصمت كما لو كان لم غارقاً بعالمه المظلم..لكنه فور ان سمع باب الغرفة التي ادخلت اليها داليدا عند وصولهم الي المشفي تفتح انتفض واقفاً  برغم الارتعاشة التي بقدميه و قصف قلبه الذي يدوي في داخله من الخوف الا انه اتجه سريعاً نحو الطبيب قائلاً بصوت

=داليدا...عامله ايه...

اجابه الطبيب الشاب بصوت يملئه الحزن

=مش عارفه اقولك ايه يا داغر بيه بس للاسف داليدا هانم حصلها ارتخاء شديد في الاعصاب و ده هيتسبب في عجزها في تحريك ايديها و  رجليها...

شحب وجه داغر و قد انسحبت انفاسه من داخل صدره كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حوله فور سماعه هذا همس بصوت مختنق مرتجف

=يعني ايه... داليدا اتشلت...؟!

اسرع الطبيب قائلاً

=شوف يا داغر بيه مفيش حاجه هقدر احددها الا لما نتيجة التحاليل و الاشاعه تظهر لان  دول اللي هيحددوا حالتها بالظبط ...

ليكمل بهدوء و هو يتطلع الي الورق الذي بين يده

= و متقلقش الحمد لله لسانها متأثرش حالة السكوت اللي هي فيها دي من اثر الخوف و من الواضح انها تعرضت لصدمه كبيره لما حاولت تتحرك و معرفتش علشان كده لازم تتعرض علي طبيب نفسي بس انا بفضل انك انت اللي تتكلم معها وتخفف عنها و  تطمنها...

ليكمل مغمغماً و هو يغادر

=اول ما تتيجة التحاليل تظهر هبلغ حضرتك.....عن اذنك.

ترنح داغر في مكانه لينهار علي الارض جالساً بين المقاعد يدفن رأسه المحني بين ساقيه و لأول مره بحياته ينفجر باكياً بكاء مرير صامت اهتز له كامل جسده شاعراً بألم يكاد يمزق قلبه و هو لا يصدق ان داليدا قد اصبحت عاجزه.. لا يمكنه تصور مدي الخوف والرعب الذي واجهتهم بمفردها عندما حاولت التحرك و لم تستطع...اين كان هو وقتها..كان يحضر حفلته اللعينه و هو غاضب منها و يتوعدها...

اخذ يضرب رأسه بقبضته  بقسوه و هو يشعر برغبه حارقه بالصراخ باعلي صوت لديه و يحطم كل ما تقع يده عليه فروحه كانت تتلوي علي جمر الحزن و الالم و الغضب من نفسه لا يمكنه روؤيتها تتألم فالموت ارحم له من رؤيتها هكذا....

لكن لا فزوجته تحتاجه...فسوف يكون قوياً من اجلها...من اجلها هي  فقط...

نهض ببطئ علي قدميه المهتزه متجهاً نحو غرفة داليدا لكن اسرع نحوه زكي الذي كان يراقبه بحزن و عجز منذ قليل ممسكاً بذراعه يمنعه من الدخول الي غرفتها قائلاً بتردد و هو يفحص مظهره المبعثر و عينيه المحتقنه...

=داغر بيه مينفعش تخليها تشوفك بمنظرك ده

توقف داغر في مكانه صامتاً قليلاً قبل ان يومأ برأسه ببطئ فمعه حق لا يجب ان تراه داليدا بحالته تلك حتي لا يؤثر عليها سالباً فيجب ان يظهر امامها قوياً...

اتجه علي الفور نحو الحمام الخاص بالمشفي  واقفاً به عدة دقائق جامداً محاولاً تنظيم انفاسه و تهدئة نفسه ثم قام بغسل وجهه بالماء البارد قبل ان يخرج و يتوجه نحو غرفة داليدا بغد ان شعر انه افضل حالاً...

دلف الي الغرفة بخطوات بطيئه مرتجفه و قبضة حاده تعتصر قلبه

خائفاً من مواجهتها فلا يعلم ما الذي يجب عليه قوله لها و مواستها به فقلبه ممزق..

تجمد بمكانه فور ان وقعت عينيه على جسدها  المستلقي فوق فراش المشفي تنظر امامها بعينين جامده...شارده كما لو كانت بعالم اخر غير عالمهم هذا...

اقترب منها بخطوات متهالكه شاعراً بألم يمزق روحه و هو يراها في حالتها تلك جلس مقابلاً لها علي الفراش هامساً باسمها بصوت منخفض و هو يغصب شفتيه علي رسم ابتسامه لطيفه...

اخذت ترفرف بعينيها عدة لحظات قبل ان تنصب عليه كما لو انها تحاول استعاب وجوده معها..

اهتز جسد داغر بصدمه فور رؤيته لها تنفجر فجأه باكيه بدموع غزيره اغرقت وجنتيها...

اقترب منها علي الفور هاتفاً بصوت معذب

=انا معاكي ...معاكي يا حبيبتي...

احتضن رأسها الي صدره مربتاً بحنان علي شعرها بصمت تاركاً اياها  تبكي مانحاً اياها الفرصه لكي تخرج ما بها من الم  و خوف

انحنى مقبلاً جبينها بحنان مستنشقاً رائحتها بعمق محاولاً تهدئت ارتجافة قلبه و هو لا يزال يربت علي شعرها مهدهداً اياها بحنان ...لكن عندما ازداد انتحابها و ارتجافة جسدها بين ذراعيه... اسرع بغلق عينيه بقوه محاولاً التحكم بتلك الدموع التي احتقنت بها عينيه حتي لا يجعلها تراه وهو بحالته الضعيفه تلك حتي لا يزيد من حزنها ..

ظل يهدهدها بحنان بين ذراعيه كما لو كانت طفله صغيره و عندما شعر باهتزازت جسدها تهدأ اخذ يتحدث معها بصوت منخفض محاولاً بث الاطمئنان بها حتي تنفك عقدة لسانها..

=انا معاكي يا حبيبتي...و مفيش حاجه هتقدر تأذيكي ...

ليكمل بصوت جعله واثقاً قدر الامكان حتي يبث الاطمئنان بها

=و انتي هتخفي..و هتبقي كويسه و الله هتخفي .....

رأها تخفض عينيها تتطلع بعذاب وحسره الي يديها المرتخيه بجانبها علي الفراش و قدميها المغطاه بالشرشف...

ليفهم ما تحاول قوله همس في اذنها بصوت واثق و هو يزيد من احتضانه لها

=و الله هتبقي كويسه....

انحني عليها ينظر الها بثبات بعينيه المحتقنه كالدماء و هو يكمل بصوت اجش صارم كما لو كان يقطع لها عهداً

= هتقومي و هتتحركي  ولو كلفني ده كل جنيه املكه...

وضع شفتيه فوق جفن عينيها يقبلها بحنان و هو يردف بصوت ممزق بالالم

=انتي اهم و اغلي حاجه في حياتي يا داليدا...علشان خاطري.. لو بتحبيني بجد مش هتستسلمي و هتبقي قويه...

شعر بقلبه يرتجف داخل صدره بقوه عندما دفنت وجهها المبلل بالدموع بعنقه تبكي بصمت ليكمل بصوت مختنق...

=علشان خاطري يا داليدا حـ...

توقف عن تكملة جملته عندما سمعها تهمس بصوت ضعيف اسمه رفع وجهها عن عنقه و هو لا يصدق انها تحدثت و نطقت اسمه بالفعل اخذ يتطلع اليها بأمل لكنها كانت تبكي بصمت و لم تتحرك شفتيها ليشعر باليائس يسيطر عليه من جديد عندما علم انه كان يتخيل ذلك ....

هم ان يتحدث اليها محاولاً الا يظهر احباطه هذا عندما فجأته وتحدثت  بصوت منخفض مرتجف

=انا خايفه ...خايفه اوي

همست بصوت متقطع من بين شهقات بكائها الممزقه التي بدأت تندلع من حنجرتها

=علشان…… خاطري متسبنيش انا حاسه اني لوحدي…انا ماليش غيرك

ضمها داغر الي صدره ممطراً رأسها بقبلات متفرقه وهو لم يعد يستطع حبس دموعه اكثر من ذلك بينما يحمد الله...

ظل دافناً وجهه بشعرها مشدداً من احتضانه لها محاولاً تمالك نفسه و السيطره علي ذلك الالم الذي يعصف بقلبه..

استنشق رائحتها بعمق قبل ان يمسح وجهه سريعاً بيده الهتزه الدموع العالقه به محيطاً وجهها بيديه

=انا معاكي……و هفضل معاكي لاخر لحظه في عمري في كل خطوه و في كل لحظه في اللي جاي انا معاكي في ظهرك...و عمرك ما هتبقي لوحدك ...

حاولت رفع يدها لكي تضعها علي خدها كما هي معتاده متناسيه حالتها و عندما رفضت يدها اطاعتها انفجرت باكيه بألم وحسره مره اخري...

زاد داغر من احتضانه لها هامساً لها بكلمات مهدئه في اذنها عن مدي حبه وعشقه لها ظلت مستكينه فوق صدره حتي غرقت بالنوم....

        !!!***!!!***!!!

بعد مرور ساعه...

كان داغر لايزال يحتضن بين ذراعيه داليدا النائمه و يده تمر بحنان فوق ذراعها بينما عقله شارداً يحاول ايجاد حل لحالتها تلك ..

فقد قرر البحث عن افضل طبيب متخصص في مرضها...

كما انه سيجعله يحضر الي مصر لمعالجتها فهو لن يجازف و يجعلها تسافر للخارج بحالتها تلك...

فسوف يكرث كل ما يملكه لعالجها حتي لو اضطر الي انفاق جميع ما يملكه...

اندلع طرق خفيف علي  باب الغرفه  قبل ان يفتح ليجد زكي يقف بمدخل الغرفه متنحنحاً بحرج بينما عينيه منخفضه مسلطه بالارض هامساً بصوت منخفض حتي لا يزعج داليدا النائمه

  =داغر باشا دكتور هشام مستني حضرتك برا نتيجة التحاليل ظهرت...

ثم انصرف علي الفور دون ان ينتظر اجابة داغر عليه تاركاً الغرفه مانحاً اياهم الخصوصيه...

نهض داغر ببطئ من جانب داليدا محاولاً عدم ايقاظها بينما يصارع الخوف الذي ينبض بداخله لكنه قبل ان يتركها و يذهب قبل جبينها بحنان جاذباً الغطاء فوق جسدها ثم خرج غالقاً الباب خلفه بهدوء ...

فور خروجه للممر وجد الطبيب واقفاً بالخارج يتطلع الي عدة اوراق بيده

غمغم داغر بلهفه و هو يقترب منه

=هااا خير يا دكتور طمني...

اجابه الطبيب بهدوء بينما يرفع نظره عن الورق 

=اول حاجه حابب اقولهالك ان الاشاعه و التحاليل اظهرت ان الحمد لله ان الوضع مش بالسوء اللي كنت متخيله....

ثم توقف متردداً قبل ان يردف

=و بينت حاجه كمان مكنتش متخيلها...التحاليل اظهرت ان في ماده كيميائه  غريبه في جسم داليدا هانم هي اللي اتسببت في حالتها دي...

غمغم داغر و هو يعقد حاجبيه بعدم فهم

=ماده كيميائيه ايه بالظبط..

اجابه الطبيب بينما ينقل نظره من داغر الي زكي بتردد

=يعني في حد كان بيديها حبوب اتسببت في حالتها دي ...و الحبوب دي استحاله تكون هي تعرف عنها حاجه لان الحبوب اللي  من النوع ده مخصصه لكده لصلاً و محرمه دولياً و مش موحود منها في مصر

لم يشعر داغر بنفسه الا و هو يندفع نحو الطبيب يقبض علي عنقه هاتفاً بشراسه و قد اعماه الغضب فور سماعه كلماته تلك

=انت بتقول ايه...انت اتجننت.....حبوب ايه اللي تعمل في مراتي كده

حاول زكي جذبه بعيداً عن الطبيب الذي شحب وجهه بخوف و هو يهتف بينما يسعل بحده

=دي الحقيقه يا داغر بيه مرات حضرتك حد كان قاصد يأذيها و يوصلها للحاله دي..

همس داغر بصوت متحشرج منصدم  بينما يترك ياقة قميص الطبيب ببطئ

=شهيره....

اكمل الطبيب بينما يعدل من قميصه

=الحمد لله ان حالتها مش بالصعوبه اللي كنت متخيلها من الواضح انها مخدتش الحبوب دي بانتظام علشان كده معملتش الاثر اللي مصنوعه علشانه و اللي  هو حدوث شلل في جميع انحاء الجسم يعني الضحيه متقدرش تحرك عضله واحده في جسمها تبقي مجرد جه حيه بتتنفس و بس......

ليكمل سريعاً عندما رأي وجه داغر الذي شحب بفزع

=لكن الحمد لله قدرنا نكتشف الموضوع قبل ما يتطور و تستمر في اخد الحبوب دي لوقت طويل وقتها فعلاً مكناش هنقدر ننقذها.. هي طبعاً  هتاخد وقت عقبال ما ترجع لطبيعتها تاني..و طبعاً لازم نطرد الماده دي من جسمها و ده هيقلل كتير من الاضرار ...

اومأ داغر برأسه بينما يشعر ببعض الراحه لكنه شعر بالقلق و التوتر ينتباه مره اخري عندما رأي الطبيب ينظر اليه بتردد كما لو كان يريد اخباره بشئ لكن خائفاً

=في ايه... تاني؟

تنحنح الطبيب فاركاً خلف عنقه قبل ان يجيبه بصوت هادئ يعاكس معالم الخوف المرتسمه علي وجهه

=التحاليل الدم اظهرت برضو ان...ان. داليدا هانم حامل في نهاية الشهر الاول....

ظل داغر يتطلع اليه باعين متسعه بالصدمه و عقله غير قادر علي استيعاب ما قاله لكنه افاق عندما ربت زكي علي كتفه هاتفاً ببفرح

=مبروك..مبروك يا داغر باشا...

اشرق وجه داغر بابتسامه واسعه و قد بدأ باستيعاب الامر فداليدا حامل بطفلهم الذي كان يتمناه منذ بداية زواجهم لكن ذبلت ابتسامته تلك عندما استمع الي كلمات الطبيب التاليه

=للاسف يا داغر باشا ممكن يكون الجنين اتأثر بالحبوب دي هو كمان وممكن يكون حصله تشوهات....علشان كده اول ما داليدا هانم تصحي الطبيب المتخصص هيكشف عليها بس مش هنقدر نطمن الا لما تبقي في الشهر الثالث علشان نقدر نعمل سونار ثلاثي الابعاد هيكون وقتها الجنين اجزاءه بدأت تتكون و نقدر نكتشف لو فيه اي خلل...لكن التأكيد هيبقي من خلال السونار الرباعي و ده مش هنقدر نعمله الا في اول الشهر الخامس باذن الله بس داليدا هانم اهم حاجه تـ........

قاطعه داغر الذي هتف بحده بينما يحاول ابتلاع الغصه التي تشكلت بحلقه بينما يشعر بعالمه باكمله ينهار من حوله فلم يعد يعلم لما يحدث معهم كل ذلك ...فمل هذا بسبب تلك الشيطانه شهيره توعد بداخله لها بانه سيذيقها الالم الذي جعلتهم  يشعرون به اضعاف مضاعفه سيجعلها تتمني الموت مما سيفعله بها...

=داليدا مش هتعرف انها حامل الا لما تبدأ تخرج من حالة الاكتئاب اللي هي فيها...لو عرفت دلوقتي هتتعب اكتر انا عارفها

اومأ الطبيب قائلاً

=عندك حق...عمتاً اول ما هتصحي دكتور النسا هيكشف عليهاو نطمن علي وضع الجنين و هنقولها ان احنا بنطمن علي باقي الاعصاب في جسمها مش اكتر....

اومأ له داغر بصمت و هو يشعر بالخوف و القلق لما هو ات فالأمر بدأ يتافقم ويصبح اصعب مما كان يتخيل فالامر اصبح لا يمس زوجته فقط بل يمس ايضاً طفلهم الذي لم يولد بعد....

انصرف الطبيب بينما ظل داغر تائهاً بافكاره محاولاً فهم كيف استطاعت جعل داليدا تتناول تلك الحبوب اللعينه  فشهيره لن تستطع الوصول الي طعام داليدا يومياً خاصة بعد ان طردها من المنزل اذا احدي الخدم هو من يساعدها في فعل  ذلك...

التف الي زكي الذي كان يقف بجانبه

=عايز 10من الحرس يقفوا علي باب اوضة داليدا محدش يدخل لحد ما ارجع حتي لو الدكتور نفسه فاهم......

اومأ زكي برأسه قائلاً بطاعه

=فاهم بس ليه كل ده يا باشا.....

اجابه داغر بوجه مقتصب بينما يتحرك من مكانه

=هتعرف دلوقتي....تعالي معايا....

تبعه زكي بالفعل وهو لا يعلم الي اين هم ذاهبين او فيما يفكر او ما يخطط له..

         !!!***!!!***!!!

بعد مرور نصف ساعه في قصر الدويري....

اقتحم داغر الغرفه الخاصه بمروه الخادمه التي كانت مستغرقه بالنوم وقتها لكنها انتفضت جالسه علي الفراش فازعه فور سماعها صوت القوي لارتطام الباب بالحائط لتشاهد داغر الدويري يدلف الي الغرفه بخطوات غاضبه و وجهه مشتعل بالغضب و الشراسه كما لو كان شيطان  يتحرك نحوها بينما يتبعه زكي رئيس الامن للخاص به...

صرخت مروه بخوف و هي تتمسك بغطاء فراشها

=ايه ده.. في ايه ؟؟ انتوا بتعملوا ايه في اوضتـ......

لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بألم عندما قبض داغر علي شعرها يجذبها منه بقسوه حتي وقعت من فوق الفراش علي الارض جذب شعرها اكثر و هو يهتف بصوت حاد ارسل الرعب بداخلها

=فين الحبوب اللي بتحطيها لداليدا في الاكل يا بنت الكلب.....

شحب وجه مروه فور سماعها كلماته تلك لتدرك انه قد كشف امرها لكنها رغم ذلك اجابته ناكره

=حبوب ايه يا داغر باشا انا مش فاهمه حاجه....

قاطعها بشراسه وهو يجذب شعرها بقوه اكبر  مما جعل رأسها ينحني للخلف بقسوه

=انتي هتستعبطي يا روح امك.. الحبوب اللي الكلبه شهيره خلتك تديها لمراتي...

هتفت مروه صارخه بألم و هي تشعر بشعرها سوف ينقلع من جذوره في اي لحظه في قبضته

=معرفش حاجه ...بعدين اشمعنا انا ما يمكن صافيه هي اللي.....

قاطعها داغر بصوت حاد كنصل السكين من بين اسنانه المطبقه بقسوه

=مفيش هنا غيرك ممكن يعملها....انتي اللي دايماً كنت لازقه لشهيره و نورا في كل مكان زي الكلب بتاعهم بالظبط صافيه عمرها ما تعملها دي الست اللي مربياني و انا عارفها كويس

ليكمل هاتفاً بقسوه تبث الرعب داخل من يسمعها و كان يملك عقلاً

=فين الحبوب انطقي.....

هزت مروه رأسها و هي تصر علي موقفها بعدم معرفتها شئ عن تلك الحبوب...

تنفست براحه عندما اطلق داغر صراح شعرها من قبضته لكن شحب وجهها صارخه برعب و خوف عندما شاهدته يخرج مسدس من جيب سترته و يضع فهوته فوق رأسها و هو يهتف بشراسه و غضب اهتزت لها ارجاء المكان...

=انطقي يا بنت الكلب...فين الحبوب بدل ما اخلص عليكي حالاً......

صاحت مروه بينما تلتفت الي زكي الذي كان يقف خلف داغر يتابع ما يحدث ببرود طالبه منه مساعدتها لكنه تجاهلها كما لو كانت لم تتحدث...

ابتلعت لعابها بصعوبها بينما تنظر بخوف الي ذاك الشيطان لذي يقف فوق رأسها وهو يحمل المسدس مهدداً اياها فقد كانت تعلم بانه قادر علي فعل اي شيئ...

حدقت فى  وجهه برعب من لهيب الكراهية التى تلتمع بعينيه

لتدرك انه ليس امامها خيار سوا ان تعترف بالامر...

همست بصوت مرتجف بينما تشير الي خزانة ملابسها..

=في الدولاب بتاعي في صندوق ابيض في الرف التاني.....

اتجه زكي علي الفور ليتحقق من الامر ليجد بالفعل ذلك الصندوق ممتلئ بعلب من الدواء المكتوب عليها باللغه الروسيه

وضعه امام اعين داغر الذي تفحص الصندوق بوجه مشتد بالقسوه و نيران الغضب تندلع في صدره مما فعلوه في زوجته حتي طفله الذي لم يولد بعد قد يكون قد تضرر..كاد داغر ان يضغط علي زناد المسدس و يتخلص من تلك الحقيره لكن اسرع زكي بالامساك بذراعه قائلاً بتحذير

=داغر باشا.....بلاش...

اخفض داغر المسدس مبعداً اياه لكنه لم يستطع منع نفسه من الهجوم عليها حيث اخذ يصفعها علي وجهها بقسوه حتي سال الدماء من انفها وفمها مكيلاً اياها بضربات شملت جميع انحاء جسدها مخرجاً بها كم غضبه و ألمه حتي تكومت علي الارض ككتله غارقه في دمائها ابتعد عنها وهو يلهث بقوه التف الي زكي متناولاً علبة دواء من الصندوق  الذي بيده حتي يعطيه للطبيب الذي يعالج داليدا لكي يعلم طبيعث الماده التي يتعامل معها بالظبط...

قائلاً بصوت قاسي حاد وهو يتطلع الي تلك القابعه علي الارض بوجهها الدموي

=تاخد بنت الكلب دي و تحطها في مكان ميوصلوش صريخ ابن يومين ....

ليكمل و هو يشير الي الحبوب التي بين يدي زكي....

=و تديها من الحبوب دي كل يوم و توصي رجلتك لو يوم واحد فات من غير ما تاخد الحبايه رقبتهم هتتقطع قبل عيشهم....

صرخت مروه باكيه زاحفه علي الارض ممسكه بقدم داغر تهتف متوسله اياه

=لا ابوس ايدك يا داغر باشا كله  الا كده انا كده هتشل .....

نفض داغر ساقه مبعداً اياها عنه بقسوه كما لو كانت شيئ ملوث

=اللي كنت عايزه تعمليه في مراتي انتي و الوسخه التانيه هيحصلكوا هخاليكوا تتمنوا الموت و متطولهوش ....

ليكمل بقسوه بينما يلتف الي زكي

=الكلبه اللي اسمها شهيره اقلبلي الدنيا عليها

اجابه زكي بتوتر

=قلبت مصر عليها يا باشا...كانها فص ملح و داب...

قاطعه داغر بينما يلتف و يتجه نحو باب الغرفه متجاهلاً صرخات مروه المتوسله

=تجبهالي يا زكي...زود الرجاله ومتسبش ركن في مصر الا لما تدور فيه.....

ثم تركه و غادر حتي يعود للمشفي قبل ان تستيقظ زوجته ...

          !!!***!!!***!!!

بعد مرور اسبوع....

كان داغر واقفاً بجوار فراش داليدا بالمشفي يساعدها في ارتداء ملابسها لكي يستعدوا للخروج و العوده للمنزل حيث قضت الاسبوع المنصرم باكمله بالمشفي يحاول الاطباء طرد تلك الماده من جسدها و بالفعل نجح في ذلك الطبيب الامريكي الذي استدعاه من اجلها...

لكن رغم ذلك داليدا لازالت لا تستطيع تحريك اياً من يديها او قدميها لكنه اكد لهم بانه مع الوقت ستعود اعصابها كما كانت لكن سيستغرق وقتاً طويلاً لذلك...

قام داغر بعقد الحجاب حول رأسها و هو يغمغم بمرح حتي يخرجها من حالة الصمت التي بها

=معلش بقي يا ديدا...حظك وقعك في واحد مبيفهمش اي حاجه في حاجات البنات...

لم تجيبه داليدا بل ادارت رأسها و وضعت فمها فوق راحة يده التي كانت تحيط وجهها مقبله اياها بحنان تعبيراً عند مدي امتنانها له فقد ظل بجانبها طوال الاسبوع المنصرم يفعلها لها كل شيئ بنفسه من اطعامها..لتغيير ملابسها و تحمميها حتي انه يصطحبها الي الحمام بنفسه رافضاً ان تساعده اياً من الممرضات في ذلك متحملاً مسئوليتها بالكامل...

كما كان يظل معها طوال اليوم دون ان يتحرك من جانبها و لو للحطه واحده وينتهي به الامر نائماً بجانبها علي فراش المشفي الضيق رافضاً العوده للمنزل وتركها محتضناً اياها بين ذراعيه كما لو كانت كنزه الثمين الخائف من فقده...

افاقت داليدا من افكارها تلك عندما شاهدت برعب الممرضه تدلف الي الغرفه و هي تجر امامها مقعد متحرك شعرت وقتها برغبه بالبكاء حسرتاً علي ما وصل بها الامر...

لكن فور ان شاهد داغر نظرتها  تلك المنصبه برعب والم علي ذاك المقعد نهض حاملاً اياها بسهوله بين ذراعيه هامساً بمرح مصطنع في اذنها محاولاً تخفيف الامر عنها...

=شوفتي يا ديدا بيشككوا في قدرات جوزك...ميعرفوش اني بيشيل حديد و اقدر اشيل ال 80 كيلو بتوعك...

ليكمل مغيظاً اياها

=مش انتي فيل صغير برضو يا حبيبتي ...

ضحكت داليدا و قد اشرق وجهها فور تذكيره اياها بمزحتهم بروسيا عند ارتداأها ملابس كثير و نعته لها بالفيل..

دفنت وجهها بعنقه بينما يخرج من الغرفه و هو لا يزال يحملها بين ذراعيه رافضاً المقعد الذي عرضته الممرضه عليهم..

خرجوا من المشفي و وضعها بلطف فوق المقعد الخلفي للسياره قبل ان يصعد بجانبها و يرفعها بلطف مجلساً اياها فوق ساقيه بينما ذراعيه تحيطان خصرها  و يده تمر بحنان فوق بطنها التي كانت لازالت مسطحه كما لو كان يحاول ان يطمئن طفله هو الاخر..

دفنت داليدا  وجهها بصدره مغلقه عينيها ببطئ..بينما ارجع رأسه للخلف مستنداً الي ظهر المقعد ويده لازالت تمر فوق بطنها و هو يفكر بانه قد بقي اقل من شهرين و يمكنهم عمل ذلك السونار الثلاثي حتي يطمئنوا علي وضع الجنين فداليدا حتي الان لا تعلم شيئ عن حملها فهو خائف من اخبارها يعلم انها سوف تتحسر و يزداد ألمها اذا علمت بان طفلهم هو الاخر قد تأثر بمرضها لذا يجب ان يطمئن علي حالته قبل ان يخبرها فهو لا يرغب بان يزيد من حزنها فيكفي ما هي به

فور وصولهم صعد بها داغر الي الاعلي الي غرفتهم حيث قام بتغيير ملابسها و اطعامها بيديه من الطعام الذي اعدته صافيه بنفسها فقد كانت الشخص الوحيد الذي يمكنه الوثوق به فهي من قامت بتربيته منذ الصغر ...كما  قام باعطاء جميع العاملين بالقصر اجازه مدفوعة الثمن  حتي يعثر علي شهيره و طاهر فهو لن يأمن لاحد و هما طلقاء احرار خاصة بعد ما فعلته تلك الحقيره مروه....

في منتصف الليل....

استيقظت داليدا ترغب بالذهاب الي الحمام ادرات رأسها تنظر الي داغر المستلقي بجانبها و هو مستغرق بالنوم كانت تهم بايقاظه لكن ما ان رأت علامات الارهاق الباديه علي وجهه تراجعت فهو يظل طوال اليوم يدور من حولها ..حتي اثناء علاجها الطبيعي الذي اتي طبيب اليوم الذي اجراه لكلاً من يديها و قدميها كان معها به لم يتركها و لو للحظه واحده....

تراجعت عن فكرة ايقاظه محاوله التحكم في نفسها لكنها لم تستطع اخذت تتلملم بعدم راحه...

استيقظ داغر عندما شعر بحركة داليدا الغير منتظمه انتفض جالساً منحنياً عليها و هو يهتف بصوت اجش  من اثر النوم قلق

=مالك يا حبيبتي فيكي ايه...؟!

همست داليدا بصوت منخفض خجل وصل الي سمعه بصعوبه

=عايزه اروح الحمام...

انتفض علي الفور ناهضاً من الفراش حاملاً اياها بين ذراعيه متجهاً بها نحو الحمام وضعها بلطف فوق مقعد الحمام ثم استدار حتي يخرج تاركاً لها بعضاً من الخصوصيه لكنه تجمد في مكانه عندما سمع صوت نشيج باكي يخرج منها استدار اليها علي الفور ليجدها محنيه رأسها تبكي و هي مغلقه العينين....

جلس امامها علي عقبيه قائلاً بقلق رافعاً وجهها اليه

=بتعيطي ليه يا حبيبتي....؟

همست بنشيح متألم من بين شهقات بكائها

=انا حاسه اني ضعيفه و عاجزه اوي حتي الحمام مش قادره اروحه لوحدي.....

لتكمل بينما بكائها يزداد

=حاسه اني حمل تقيل عليك...بتاكلني و بتشربني..و بتغيرلي...و مبقتش تروح شغلك بسببي.....انقلني يا داغر مستشفي و هما هناك هيخدوا بالهم مني...

همست بصوت منكسر و قد ازداد احمرار وجهها من بكائها

=انا مبقتش انفعك...و لا انفع لاي حاجه.....

احاط داغر وجهها بيديه هامساً بصوت معذب وهو يسند جبهته ق فوق جبهتها و عينيه مسلطه بعينيها

=انتي اكتر واحده في الدنيا دي  تنفعني ياداليدا ... تنفعيني و لو مفيش فيكي حاجه هتتحرك غير عينيكي بس يا فده عندي بالدنيا و ما فيها...

ليكمل بصوت اكثر صرامه رغم الارتجافه التي به

=فكرك...لو انتي بعدتي عني انا هقدر اعيش...انا مش بحبك بس...انا بتنفسك عارفه يعني ايه بتنفسك يعني لو بعدتي عني اموت...فاهمه يا داليدا...

اومأت برأسها بصمت بينما قلبها يكاد ينفجر من شدة حبها له في هذه اللحظه قبل جبينها بشفتيه المرتجفه بينما ينهض حتي يمنحها بعض الخصوصيه

=هروح اعملك عصير تشربيه تكوني خلصتي……

مرت دقائق قبل ان يعود  داغر مره اخري اليها حيث قام بمساعدتها ثم حملها بين ذراعيه و بدلاً من التوجه الي الخارج اجلسها بلطف علي حافة حوض الاستحمام و قد بدأ بنزع ملابسها عن جسدها همست داليدا بتردد

=بتعمل ايه يا داغر...؟!

اجابها بينما يطبع قبله  رقيقه علي عنقها

=بدلع حبيبتي....

ثم نهض و قد بدأ بملئ حوض الاستحمام بالمياه التي وضع بها زيوت معطره و نثر بها بعضاً من الورود المجففه انزل داليدا ببطئ بها مجلساً اياه...

يتبع 

              الفصل الثالث والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close