أخر الاخبار

رواية قلبه لا يبالي الفصل الثالث3 والرابع4 بقلم هدير نور


 رواية قلبه لا يبالي الفصل الثالث3 والرابع4 بقلم هدير نور 

استندت داليدا الي الجدار الذي خلفها
و قد بدأت تميد الارض تحت قدميها
شاعره بعالمها باكمله ينهار من حولها فور سماعها تلك الكلمات تباطئت انفاسها التي بدأت تنسحب من داخل صدرها شاعره كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها و قد بدأت البرودة تسرى فى انحاء جسدها و دقات قلبها تتباطئ حتى ظنت انها ستسقط ارضاً مغشياً عليها وضعت يدها فوق قلبها محاولة تخفيف الألم الحاد الذي يعصف به وظلت تهمس دون وعى من بين شهقات بكائها المريرة بكلمات متقطعة غير مترابطة بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه...
=بيحب نورا..بيحب نورا...
لكن تجمدت كلماتها تلك علي شفتيها عندما رفعت رأسها و رأت الشخص الواقف علي بعد خطوات منها يتطلع اليها باعين متسعه بالذعر و جه شاحب يملئه الصدمه..
اندفعت نحوها فطيمه ما ان رأتها بحالتها تلك مقتربه منها هاتفه بقلق ولهفه وهي تمرر يدها فوق ذراعها بحنان
=مالك يا حبيبتي..مالك بتعيطي ليه ايه حصل......
هزت داليدا رأسها بقوه غير قادره علي اجابتها بشئ فقد كان الالم الذي بعصف بقلبها يكاد يمزقها ازدادت شهقات بكائها مما جعلها تضع يدها فوق فمها تحاول كتم شهقات بكائها التي اخذت تتعالي بقوه مما جعل فطيمه تجذبها الي داخل احدي الغرف الخلفيه...
اجلستها ببطئ علي احدي الارائك هامسه بصوت يملئه القلق بينما تجلس بجانبها هي الاخري
=فاهميني في ايه يا داليدا...حصل ايه..؟
لم تجيبها داليدا و ظلت منحنية الرأس تنتحب بصوت يقطع انياط قلب من يسمعه..
ظنت فطيمه في بادئ الامر انها لم تسمعها وهمت بسؤالها مره اخري عندما رفعت داليدا رأسها فجأه هامسه بصوت منخفض مرتجف من بين شهقات بكائها
=داغر..و نورا كانوا مخطوبين لحد امتي....؟!
شحب وجه فطيمه فور سماعها كلماتها تلك بللت شفتيها بارتباك قبل ان تجيبها بتردد
=و انتي ...و انتي عرفتي منين ...انهم كانوا مخطوبين..؟!
قاطعتها داليدا بصوت مرتعش بينما تحاول السيطره علي دموعها التى لازالت تنهمر علي خديها..
=كانوا مخطوبين لحد امتي يا ماما فطيمه....؟!
غمغمت فطيمه بانفعال و قد احتقن وجهها من شده الغضب بينما تنهض محاوله مغادره الغرفه
=اكيد دي لعبه من الاعيب شهيره انا عـ.......
قاطعتها داليدا هاتفه بحده عالمه بانها
تحاول الهرب من اجابتها علي سؤالها
=جاوبيتي...كان مخطوبين لحد امتي ....؟!
تنهدت فطيمه ببطئ قائله باستسلام بينما تعاود الجلوس بمكانها مره اخري
=سابوا بعض من مده كبيره يا داليدا....
قاطعتها داليدا بنبره مختنقه بالدموع بينما تهز رأسها بقوه
=بس اللي سمعته انها مش مده كبيره زي ما بتقولي..........
لتكمل بارتجاف وهي تبتلع الغصه التي تشكلت والتي كانت علي وشك ان تختنق بها
=سابوا بعض امتي...؟!
اخذت فطيمه تتطلع اليها عدة ثواني بتردد عالمه بانه لا مفر من قولها الحقيقه لها فمن الافضل ان تخبرها هي قبل ان تعلم من شخص اخر فقد كانت في بداية خطبتها لداغر تعتقد بانها تعلم بالعلاقه التي كانت تربط بين داغر و نورا ابنة عمه لكن بعد فتره من زواجهم ادركت انها لا تعلم شئ
عن هذا الامر لذا فضلت ان تصمت حتي لا تقم بجرحها..تحنحت هامسه بصوت منخفض
=من شهرين....
شعرت داليداشعر بابألم حاد يعصف بقلبها يكاد ان يحطم روحها الي شظايا فور سماعها كلماتها تلك التي تؤكد شكوكها... فقد تزوجها فقط لأجل اثارة غيرة ابنة عمه...تزوجها هي الحمقاء.. الساذجه التي يسهل التلاعب بها من اجل ان يحافظ علي كرامته التي اهتزت بالتأكيد عندما تركته ابنة عمه و فضلت رجل اخر عليه...
هدد الضغط الذي قبض علي صدرها بسحق قلبها عندما ادركت انه قام بخطبتها بعد اسبوع واحد من ترك نورا له ..مسرعاً بخطبتها لكي يحفظ ماء وجهه و نكايتاً بأبنة عمه..
ضغطت بيدها علي قلبها للتخفيف من الالم الذي لا يعصف به والذي اصبح لا يطاق بينما تشعر بالمرض و الغثيان مما جعلها تنتفض واقفه مترنحه علي قدميها التي اصبحت كالهلام غير قادره علي حملها
انتفضت فطيمه واقفه هي الاخري مقتربه منها سريعاً هاتفه بلهفه وهي تمسك ذراعها
=داليدا....
لكن داليدا نفضت يدها بعيداً عنها بينما تتراجع الي الخلف بتعثر هامسه بصوت مرتعش ضعيف
=انا...انا كويسه متقلقيش..
راقبت فطيمه بقلق وجهها الشاحب الذي لا ينذر بالخير شاعره بالخوف والقلق عليها امسكت بيدها تقبض عليها بقوه بين يدها قائله بصوت يملئه الالم
=انا عارفه انك فهمتي انه اتجوزك علشان يرد كرامته علشان سابته و اتخطبت لغيره بس صدقيني يا حبيبتي...الموضوع مش زي ما انتي فاهمه....
لتكمل بيأس عندما بدا علي وجه داليدا عدم تصديقها
=هما اصلاً كانوا في حكم الخطوبين مش مخطوبين رسمي زي ما انتي فاهمه
ابتعدت عنها داليدا متراجعه الي الخلفه بقوه رغم ترنحها و شعورها بالاغماء غير راغبه باستماع اي شئ او اي من مبرراتها تلك...
همست بصوت ممزق عاجز و قد بدأت
بدأت بالانتحاب مره اخري
=انا ...انا عايزه امشي من هنا...
لتكمل بينما تتلفت حولها كما لو كانت تائهه تبحث عن منفذ يمكنها الهرب منه
=انا...انا لازم اطلق منه...
اسرعت فطيمه فور سماعها كلماتها تلك بجذبها من يدها مجلسه اياها بلطف فوق الاريكه مره اخري هاتفه بذعر بينما تجلس بجانبها
=طلاق...طلاق ايه يا داليدا...
هتفت داليدا بصوت مرتفع بعض الشئ من بين شهقات بكائها الحاده
=اومال عايزاني اعمل ايه...افضل عايشه مع واحد بيحب واحده غيري واحد اتجوزني بس علشان يغيظ واحده تانيه...
شعرت فطيمه بالشفقه والالم عليها فقد كانت تعلم بان ما تمر به الان ليس من السهل علي اي امرأه تحمله
زفرت ببطئ محاوله تهدئت ذاتها قبل تتمتم بهدوء
=انا عارفه انه صعب عليكي....بس فكري انتوا متجوزين بقالكوا 3 اسابيع يعني ممكن تبقي حامل..
توقفت داليدا عن البكاء فور سماعها ذلك وقد تجمدت عينيها علي حماتها تتطلع اليها عدة لحظات بثبات و جمود قبل ان تنفجر فجأة بالضحك ليتحول بكائها الي ضحك مرتفع هستيري ارتمت للخلف علي الاريكه ممسكه ببطنها التى بدأت تؤلمها و هي لاتزال تضحك و عينيها تنحدر منها الدموع في ذات الوقت مغرقها وجنتيها الشاحبتين
هتفت فطيمه بحده بينما تتابع ضحكها الانفعالي و بكائها في ذات الوقت بارتياب و خوف
=داليدا اهدي.....مش كده
هزت داليدا رأسها بينما تستمر بالضحك و دموعها لازالت تتسقط من عينيها هتفت بصوت متقطع
=حامل...انا حامل؟!
ارجعت رأسها الي الخلف مستنده الي ظهر الاريكه بينما اخذت ضحكاتها تزداد بقوه لكنها نهضت مقتربه من فطيمه التي كانت تحدق بها بنظرات ممتلئه بالقلق و الخوف همست بالقرب من اذنها بصوت متقطع
=انا لسه بنت ابنك لحد دلوقتي ملمسنيش....
لتكمل بصوت ممزق ممتلئ بالالم وقد توقفت ضحكاتها و قد فهمت اخيراً لما يقم باتمام زواجهم حتي الان لما يعاملها كما لو انها غير موجوده بحياته غير واعيه الي تلك الجالسه بجانبها بوجه شاحب يرتسم عليه الصدم
=دلوقتي فهمت ليه........قد ايه انا غبيه ازاي مفهمتش انه مكنش قادر يلمسني لانه بيحب واحده تانيه....
نهضت مره اخري ببطئ و لم تمنعها هذه المره فطيمه التي كانت لازالت داخل صدمه ما سمعته منها ....
شاهدتها فطيمه تغادر الغرفه بخطوات بطيئه مترنحه ترغب بالحاق بها و ايقافها لكنها لا تستطع كيف يمكنها ذلك...فلا يوجد شئ قد يقنعها من البقاء مع داغر او ان يداوي الالم الذي تسبب به لها...
لكنها لن تسمح بان ينتهي زواج ولدها بهذا الشكل خاصة و انها تعلم جيداً بان داغر لن يجد بحياته زوجه مثل داليدا فهي تمتلك طيبة قلب لم تجدها باي شخص في حياتها يجب ان تجعلهم يعطون زواجهم فرصه اخري...
نهضت مسرعه تركض لكي تلحق بداليدا التي وجدتها تخطو ببطئ و ترنح بالرواق المؤدي للبهو الداخلي للقصر هتفت بينما تقبض علي ذراعها بلطف
=داليدا اسمعيني يا حبيبتي انا عارفه انه صعب عليكي بس علشان خاطري ادي لجوازك فرصه...ادي لداغر فرصه تانيه..هو لسه ميعرفكيش.....
قاطعتها داليدا بحده بينما تلتف اليها وهي تمسح بتصميم وجهها الغارق بالدموع بكف يدها
=ادي لمين فرصه...ادي فرصه لواحد ضحك عليا...لواحد اتجوزني و عاملني زيي.. زي اي كرسي مرمي في البيت ده...واحد خلاني كل يوم انام وانا دمعتي علي خدي و بحاول افهم انا فيا ايه غلط علشان جوزي ميلمسنيش ولا يقرب مني...ويعاملني بالشكل ده و في الاخر طلع متجوزني بس علشان يغيظ بنت عمه.....
همست اخر كلماتها تلك لتنفجر بعدها في بكاء مرير اسرعت فطيمه باحتضانها بين ذراعيها بينما تبكي هي الاخري مربته فوق ظهرها بحنان محاوله التخفيف عنها..
بعد ان هدئت داليدا قليلاً حاولت الابتعاد من بين ذراعي فطيمه هامسه بصوت اجش من اثر بكائها..
=انا هطلع الم هدومي و امشي من هنا
شددت فطيمه يديها من حولها غير سامحه لها بالذهاب بينما تتمتم برجاء
=طيب ممكن تصبري بس لبكره.......
لتكمل برجاء عندما هزت داليدا رأسها بالرفض
=علشان خاطري يا داليدا ...لو فعلاً معتبراني زي مامتك...
قاطعتها داليدا بصوت مرتحف
=ايه الفرق دلوقتي..او بكره انا كده كده همشى..
ربتت فطيمه علي ظهرها هامسه برجاء
بينما عينيها غارقتين بالدموع
=و معزتي عندك تصبري لبكره
وقفت داليدا تتطلع اليها عدة لحظات بتردد لكنها هزت رأسها بالموافقه ببطئ و هي تفكر فاليوم او غداً لن يفرق كثيراً فهي ستغادر هذا المنزل و لن تعود اليه مره اخري....
خرج احدي الخدم من غرفة الطعام التي كانوا يقفون بعيداً عنها بعدة امتار قليله اقترب منهم معلماً اياهم بأدب بان العشاء اصبح جاهز و ان باقي العائله تنتظرهم صرفته فطيمه بهدوء من ثم التفت الي داليدا مربته علي يدها بحنان هامسه
=يلا يا حبيبتي ندخلالكل مستنينا....و حاولي متبينيش لحد اي حاجه
اومأت داليدا رأسها من ثم تبعتها الي الد غرفة الطعام بصمت وهي تمسح وجنتيها من اي دموع قد تكون عالقه بها ...
 
فور دخول داليدا غرفة الطعام تجمدت قدميها بمكانها عندما وقعت عينيها علي داغر الذي كان جالساً علي رأس الطاوله بوجه متجهم بينما يستمع الي ما تقوله ابنة عمه شهيره
شعرت بألم حاد يعصف بداخلها عند رؤيتها له و برغبه بالبكاء تتصاعد داخلها مره اخري همت ان تستدير و تغادر المكان ولكن ادركت فطيمه ما تحاول فعله و ربتت بحنان علي ظهرها تحثها علي التقدم لداخل الغرفه لكن قدمين داليدا أبت التحرك مما جعلها تقترب منها هامسه باذنها
=اتحركي يا حبيبتي ..اتحركي علشان خاطري.....
ابتلعت داليدا غصة الالم التي تشكلت بداخلها و تقدمت معها لداخل الغرفه جلست بمقعدها المعتاد بجوار داغر الذي شعرت بنظراته تنصب عليها بتركيز لكنها تجاهلته و ركزت نظراتها علي الصحن الذي امامها...
لكنها انتفضت بقوه في مقعدها عندما شعرت بيده يمررها فوق رأسها بينما يغمغم باهتمام
=مالك يا حبيبتي....انتي تعبانه ؟!
شعرت داليدا بالغضب يندلع بداخلها و قد كانت تدرك الان ان الاهتمام الذي يظهره لها امام عائلته ليس سوا اهتمام كاذب فقد فهمت اخيراً سبب تحوله من الزوج البارد الغير مبالي داخل غرفتهم الخاصه ..الي الزوج المحب المهتم الحنون الذي يظهر دائماً امام عائلته فقد كان يحاول ان يثير بها غيرة ابنة عمه نورا..محاولاً اثبات نجاح زواجهم للجميع...
شعرت بالغضب يندلع بداخلها كبركان ثائر مما جعلها تبعد رأسها الي الخلف بحده بعيداً عن يده بينما تجيبه بقسوه
=مش تعبانه...
شعرت بجسده يتوتر في مقعده بسبب رده فعلها الغير متوقعه تلك بينما كانت انظار جميع افراد الاسره تنصب عليهم...
رأته بطرف عينيها يزفر بحده و علي وجه يرتسم تعبير حاد قاتم ضاغطاً بقوه فوق شوكة الطعام التي بيده حتي ابيضت مفاصل اصابعه لكنه من ثم اخذ يشرع بتناول طعامه بصمت
اجبرت نفسها علي تناول الطعام هي الاخري و الذي كان مذاقه كالتراب علي لسانها متجاهله معدتها التي اخذت بالاعتصار صارخه بالاعتراض و الرفض..
تجمدت معلقه الطعام علي فمها عندما سمعت داغر يلتف الي شهيره قائلاً باقتضاب
= اومال فين نورا منزلتش تتعشا معانا ليه....؟!.
اجابته شهيره بينما ترسم ابتسامه هادئه فوق شفتيها
=نورا خرجت النهارده تتعشا مع خطيبها....
اخفت داليدا يديها التي اخذت بالارتجاف بقوه اسفل الطاوله حتي لا يلاحظها احد بينما تراقب باهتمام رد فعل داغر علي هذا الخبر...
رأته يومأ برأسه ببطئ بينما يشرع مره اخري في تناول طعامه بهدوء لكن لم يغفل عنها انقباض فكيه بقوه او العرق الذي انتفض بقوه بجانب عنقه ..
فقد بدا كما لو كان يحاول التحكم بردة فعله امام الاخرين حتي لا يظهر تأثره امامهم...
تجمعت دموع غبيه كثيفة في عينيها حاولت الضغط علي شفتيها في محاولة منها لكبت دموعها تلك وعدم فضح امرها امام الاخرين لكنها فشلت لذا يجب عليها ان تنفرد بنفسها حتي لا تنفجر بالبكاء امامهم ....
انتفضت واقفه مما جعل كرسيها يسقط للخلف بقوه لكنها لم تأبه باي شئ حتي لم تأبه بنظرات باقي الجالسين الذين كان يرمقونها بصدمه فكل ما يهمها الان انها يجب ان تغادر هذا المنزل الان في الحال لا يمكنها الانتطار الي الغد كما وعدت حماتها....
وقف داغر هو الاخر هاتفاً بقلق بينما يحيط كتفيها بيديه
=في ايه يا حبيبتي مالك...؟!
لم تتحمل ان تستمع الي كذبه او نفاقه هذا اكثر من ذلك ..انتفضت مبتعده عنه متراجعه بحده الي الخلف بعيداً عن يديه كما لو كانت لمسته تحرقها هاتفه بقسوه و شراسه
=متلمسنيش...
ثم التفت سريعاً مغادره الغرفه تاركه اياه واقفاً متصلباً بمكانه بينما شهيره ابنة عمه التي كانت تتابع المشهد بنظرات ممتلئه بالشماته مغمغمه بخبث و بصوت مرتفع
=اوووبس...
لكن داليدا لم تأبه لها و غادرت الغرفه و جسدها يرتجف بقوه كما لو ان صاعقه قد ضربتها شاعره بقبض حاده تعتصر قلبها داخل صدرها وكل ما يدور بعقلها بانها يجب ان تتركه و تترك هذا المنزل في الحال قبل ان تنهار امامهم و تفقد ما تبقي من كرامتها فالجميع يعلم سبب زواجه منها حتي الخدم يعلمون...
التفت علي عقبيها صاعده الي غرفتها لتقوم بجمع اشيائها و ترحل عن هنا متجاهله هتاف فطيمه التي ادركت علي الفور لما تنوى داليدا فعله تجاهلتها واستمرت الصعود الي غرفتها تاركه باقي العائله تتهامس من خلفها بينما داغر كان واقفاً بمكانه وقد كان شبه البركان الذي علي وشك الانفجار باي لحظه...

فور دخولها الي غرفتها اتجهت مباشرة الي خزانة ملابسها تخرج حقيبتها و تلاقي بها كل ما يقع تحت يدها من ملابسهاباهمال و كامل جسدها يرتجف بعنف بينما عقلها غير واعي لما يدور من حولها فمعرفتها بحبه لأمراه اخري غيرها و خداعه لها بهذا الشكل يمزق قلبها....
اخذت تخرج ملابسها و تلقيها باهمال بحقيبتها....
حتي وقعت يدها علي قميص النوم الذي ارتدته ليلة أمس...و رأها داغر به...
انهارت مرتميه فوق الارض وهي لازالت ممسكه به بين قبضتيها وقد اشتدت يديها عليه بقوه عند تذكرها لقبلته لها من ثم دفعه لها بعيداً عنه كما لو كانت تحمل وباء قد يعديه منهالاً عليها بكلمات رفضه لها القاسيه...
خرج نشيج حاد منها بينما بدأت الان بفهم لما فعل معها هذا...فقد كان مظهرها العاري لا يمكن لاي رجل ان يرفضه خاصه وانها كانت تعرض نفسها عليه و بعد ان قام بتقبيلها افاق وادرك ما فعله مما جعله يدفعها بعيداً عنه....
فهو لم يرغب بها هي..فقد كان يرغب بالمرأه التي يحبها ..نورا ابنة عمه....
انفجرت ببكاء مرير بينما بدأت بهستريه جنونيه بتمزيق قميص النوم الرقيق الذي بين يديها و فكره جنونيه تسيطر عليها بانه عندما قبلها كان يتخيل نورا مكانها هي....
لم تتوقف حتي اصبح القميص قصاصات باليه من القماش متنثره حولها انهارت مرتميه فوق الارض مطلقه صارخه متألمه تمزق انياط من يسمعها...
بعد عدة دقائق...
نهضت داليدا مره اخري واتجهت نحو حقيبة ملابسها و قد استعادت اخيراً سيطرتها علي ذاته كانت تغلق سحاب حقيبتها عندما انفتح باب الغرفه فجأه مما جعله يرتطم بقوه بالجدار التفت حول نفسها لتجد داغر يدلف الي الغرفه بوجه قاتم غاضب و النيران تثور بعينيه التي تركزت علي حقيبة ملابسها الموضوعه فوق الفراش
راقبته بجمود و هو يتقدم نحوها
حتي اصبح يقف امامها مباشرة
رفعت رأسها نحوه تتطلع نحوه ببرود يعاكس للنيران التي تشتعل بداخلها محرقه اياها بقسوه...
اشار داغر برأسه نحو الحقيبه قائلاً من بين اسنانه
=ايه خوفتي من عملتك الوسخه ...وقررتي تهربي ...
اجابته داليدا بصوت حاد لأول مره يسمعه منها
=العمايل الوسخه دي..انت اللي بتعملها مش انا...
احتقن وجهه بالغضب فور سماعه كلماتها تلك قبض علي ذراعها بقسوه
هاتفاً بشراسه بينما قبضته يزداد ضغطها علي ذراعها
=عارفه اللي عملتيه تحت ده قدامهم ده فيه موتك....
شعرت بالرعب يجتاحها فور رؤيتها لوجهه الذي اسود من شدة الغضب فقد كان اشبه ببركان ثائر على وشك الانفجار باى لحظه..
انطلقت منها صارخه متألمه فور ان قبضت يده الاخري علي شعرها بقبضه مؤلمه هاتفاً بشراسه
=مش داغر الدويرى اللي مراته تقف قصاده تزعق و صوتها يعلي عليه قدام الناس
ليكمل بقسوة و هو يزيد من قبضته حول شعرها يجذبه بعنف مما جعلها تصرخ متألمه
=لو اللي عملتيه تحت ده اتكرر تاني هدفنك مكانك...
صرخت داليدا متألمه بينما تحاول مقاومته والافلات من بين قبضته لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شدد من قبضته حول شعرها يجذبه بعنف اكثر مما جعلها تهتف من صراخات المها
=متقلقش اكيد مش هيتكرر تاني..لاني هسيبك و هطلق منك....
افلت داغر شعرها من يده محيطاً خدها بقبضته يعتصرها بقسوه هامساً بهسيس مرعب بينما يقرب وجهه من وجهها حتي كادت شفتيهما ان تتلامس
=متقدريش تسبيني او تطلقي مني..و انتي عارفه ده كويس.
همست بصوت مرتعش و قد ألمها مدي ثقته من حبها و ضعفها نحوه
=هسيبك يا داغر....و لو ده اخر حاجه هعملها في حياتي هسيبك و هطلق منك.....
لكنها ابتلعت باقي جملتها بخوف عندما رأت الغضب الذي ثار بعينيه
زمجر بقسوه بالقرب من اذنها
=متقدريش....يوم ما هتخرجي من هنا هتخرجي جثه علي ظهرك.. مش علي رجلك
شهقت بقوه عندما اندفع نحوها يحكم قبضته القاسية فوق ذراعها يجذبها نحوه مرة اخرى ليصبح جسدها مضغوط بقسوه علي جسده الصلب همس بفحيح لاذع باذنها
= عايزه توصلي لايه باللي بتعمليه ده..
ليكمل بينما يده تحيط خلف عنقها مقرباً وجهها من وجهه حتي اصبحوا شبه متلامسين بينما انفاسه الحاره المشتعله تلامس وجهها
=عايزه تلفتي نظري مش كده...فكرك لما تعملي كده اني هكمل اللي حصل بنا امبارح....
تراجع رأس داليدا بحده الي الخلف كما لو قام بصفعها عند سماعها كلماته تلك شاعره بها كما لو كانت نصل حاد انغرز بقلبها..
فقد كان يذكرها باذلاله لها عندما قام بتقبيلها من ثم رفضها بعدها بقسوه...
همست بصوت مرتجف و الالم الذي تشعر به يكاد يحطمها روحها
=انت مريض.....
لتكمل بقسوه عندما رأت الابتسامه الملتويه التي ارتسمت علي شفتيه بينما تدفعه بقوه بصدره حتي تحررت من بين ذراعيه متخذه عدة خطوات للخلف....
=انت مش بس مش مريض .... لا انت مريض و مهووس....
لتكمل بشراسه غير اهابه بوجهه الذي
اشتعل كبركان ثائر من الغضب
=ايوه مهووس....اللي يتجوز واحده علشان بس يغيظ بنت عمه اللي سابته علشان واحد تاني يبقي مهووس و مجنون...
اردفت لاهثهبحده و غضب بينما ترمقه بازدراء مخرجه كل الغضب والالم الذي يعصف بها
=اتجوزتني بس علشان تبين للكل انها مش فارقه معاك...انت مريض و منعدكش ريحة الكرامه او الدم انت...............
وقبل ان تنهي جملتها قذفها داغر بحده علي الفراش الذي كان خلفها مما جعل جسدها يرتطم بقوة به ارتمي فوقها محاصراً اياها اسفل جسده كان يتطلع اليها بعينين تعصفان بالغضب رفع يده عالياً كما لو كان علي وشك ضربا مما جعلها تصرخ بخوف مغطيه وجهها بيديها بحمايه....
سمعته يطلق زمجره شرسه بينما اخذ يضرب الفراش بقبضته بجانب رأسها كما لو كان يفرغ غضبه بالفراش ظل علي حالته تلك عدة لحظات متجاهلاً شهقات بكائها وصراختها الفازعه ابعد يدها عن وجهها قابضاً علي وجهها يعتصره بيده مزمجراً بجانب اذنها
=و ديني لاندمك.. علي كل حرف قولتيه...
ثم دفعها بقسوه مبتعداً عنها وهو يتطلع نحوها باعين تلتمع بغضب اعمي قبض علي يديه بقوه بجانبه بينما يراقب انتحابها الذي اخذ بالازدياد عندما صدح رنين هاتفه الذي اخرجه يتطلع اليه عده لحظات قبل ان يلتف ويغادره الغرفه سريعاً مغلقاً الباب خلفه بقوه اهتزت لها ارجاء المكان

بعد عدة دقائق...
نهضت داليدا اخيراً من فوق الفراش بجسد مترنح بينما لازالت تبكى بحرقه لا تصدق بانه كان علي وشك ضربها وبعثرة ما تبقي من كرامتها اسفل حذائه يجب عليها ان تترك هذا المنزل سريعاً ...التقطت حجابها من فوق المقعد تعقده حول رأسها بيد مرتجفه من ثم غادرت الغرفه سريعاً تاركه خلفها حقيبة ملابسها ملقاه فوق الفراش غير ابهه بها فكل ما يهمها الان هو ان تغادر هذا المنزل باقصي سرعه لديها قبل ان تنتابها احدي نوباتها فقد بدأ جسدها بالارتجاف بقوه و حرارة جسدها كانت تنخفض و اصبح لون جلدها شاحب للغايه فهذه الحاله....
هبطت الي الاسفل فلم تجد احد ببهو القصر فقد كان الجميع لا يزالون بغرفة الطعام....
خرجت داليدا من القصر متجاهله نظرات الحرس التي انصبت عليها بالدهشه عندما رأوها تخرج سيراً علي الاقدام لكنهم خرجوا من حالتهم تلك و فتحوا لها البوابه سريعاً لتخرج منها الي الطريق تخطوا ببطئ بقدمين ترتجف بقوه تتجه نحو فيلا خالها التي كانت تبعد عن هنا بعدة امتار قليله....
لكنها لم تستطع مواصلة الطريق انهارت قدميها تماماً من شدة الارتجاف مما جعلها تجلس علي الرصيف الذي بجانب الطريق تحيط جسدها بذراعيها بقوه محاوله ايقافه عن الارتجاف و بث بعض الدفئ به فقد كان الطقس بالفعل بارداً لكن لم يكن بذات قسوة البروده التي تشعر بها اخفضت رأسها بقوه بينما تنتحب علي حالتها تلك...
ضغطت بيدها فوق قلبها للتخفيف من الالم الذي تشعر به والذي اصبح لا يطاق..فقد اهانت نفسها منذ البدايه عندما قبلت الزواج منه بهذه السرعه..
فقد تزوجته بعد تقدمه لخطبتها بشهر واحد فقط...
فقد كانت مده قصيره للغايه و اثناء تلك الخطبه القصيره لم يلتقوا سوياً الا مرتين فقد كان يتحجج بعمله لكن حتي اثناء مقابلتهم تلك كان دائماً صامتاً مقتضب الوجه و عندما حاولت التحدث كان يجيبها ببرود...لكنها ظنت ان هذه طبيعته و مع الوقت ستستطيع تغيير طبعه هذا خاصة وانها سوف تصبح زوجته..
لكنها كانت حمقاء كيف لم تفهم...كيف لم تفهم انه لم يكن يريدها...خاصة بعد رفضه للمسها بليلة زفافهم...
فهي لم تكن بالنسبه اليه سوا بديله يحاول بها اثارة غيرة ابنة عمه التي تركته من اجل رجل اخر.....
نهضت ببطئ من فوق الرصيف و جسدها لايزال يرتجف بقوه بينما تشعر ببروده قارسه كما لو ان هناك صقيع يسري بدمائها لكن رغم دلك اجبرت ذاتها علي ان تكمل السير فلا يمكنها البقاء جالسه بهذا الشكل اكثر من ذلك كما ان فيلا خطوات اصبحت علي بعد عدة خطوات قليله....
وصلت اخيراً الي منزل خالها دقت الجرس بيد مرتعشه وخلال ثوان قليله فتح الباب...و ما ان رأت داليدا امامها الداده منيره التي قامت بتربيتها منذ الصغر القت بجسدها المرتجف بين ذراعيها تحتضنها بقوه بينما تنتحب و شهقات بكائها اخذت تزداد بقوه...
شددت منيره من احتضانها لداليدا و هي تهتف بفزع
=مالك...مالك يا حبيبتي في ايه....
قاطعت جملتها سرعان ما انتبهت لجسد داليدا المرتجف بين يديها لتدرك بان قد انتابتها احدي النوابات التي كانت تصيبها منذ الصغر اخذتها سريعاً و دلفت الي داخل غرفة الاستقبال اجلستها علي الاريكه واتجهت الي الطابق العلوي لكي تجلب لها عدة مفارش حتي تغطيها بها
عادت منيره مره اخري الي داليدا تعقد المفرش السميك حول جسدها محاوله بث الدفأ بها ...
وعندما بدأ ارتجافها يقل قليلاً اتجهت الي الاعلي لكي تخبر مرتضي خال داليدا حتي يأتي ويعلم ما حدث لها........
كانت داليدا جالسه فوق الاريكه بوجه محتقن من شدة بكائها بينما تعقد الشرشف الذي اتت به الداده منيره حولها شاعره بالامتنان لها..لكنها ليست هذه اول مره تقوم بها برعايتها فقد قامت بتربيتها بعد وفاه والدتها معوضه اياها ولو قليلاً عن حنان والدتها التي فقدته وهي لازالت طفله صغيره...
اعتدلت في جلستها ببطئ عندما رأت خالها يدلف الي الغرفه و تتبعه چيچي احدي صديقاته التي كانت معروفه بسوء السمعه
اخذت تمسح الدموع العالقه علي خديها بيد مرتجفه ..
بينما وقف مرتضي يتطلع الي مظهر ابنة شقيقته المزري هذا عدة ثوان قبل ان يتمتم بقسوته المعتاده
=ايه اللي حصل..؟!
اجابته داليدا بينما تشدد من قبضتها حول الشرشف الذي يحيطها
=عايزه... اتكلم معاك لوحدنا....
هزت منيره التي كانت واقفه بجانبها رأسها بتفهم قبل ان تربت علي كتفها بحنان و تغادر الغرفه...لكن ظلت چيچي واقفه بمكانها بجانب مرتضي رافضه التحرك..مما جعل داليدا تنظر اليها بارتباك غمغت محاوله تنبيه اياها
=ممكن تسبينا لوحدنا...
لكنها ابتلعت باقي جملتها بينما تتبع باعين متسعه بالصدمه ذراع مرتضي التي التفت حول خصر چيچي جاذباً اياها بجانبه بينما يتمتم بصوت حاد
=چيچي مش غريبه ..
ليكمل بقسوه بينما تسند چيچي رأسها علي كتفه بينما تتطلع نحو داليدا بنظرات تملئها الوقاحه
=چيچي تبقي مراتي....
انتفضت داليدا تعتدل بمكانها فور سماعها كلماته تلك تمرر نظراتها المتسعه بالصدمه بينهم...
همست ببطئ بينما تحاول التأكد مما سمعته فچيچي تلك تعمل كراقصه كما انها ذات سمعه سيئه للغايه تفتح بيتها لممارسه القمار و الرذيله
=مراتك....مراتك ازاي..
قاطعها مرتضي مزمجراً بقسوه بينما يده تشدد حول خصر زوجته التي كانت تنظر اليها بسخريه
=ميخصكيش....و اخلصي جايه في الوقت ده ليه وفين داغر ازاي سمحلك تمشي في وقت متأخر كده لوحدك....
تراجعت فوق الاريكه وهي تشعر بان قدميها غير قادرتان علي حملها فكم الصدمات التي تعرضت لها الليله تكاد تزهق روحها...
ظل مرتضي يتطلع اليها عدة لحظات ليدرك بانها لن تتحدث امام زوجته فانحني و همس ببضع كلمات الي چيچي التي هزت رأسها بالموافقه لتستدير وتغادر الغرفه بعد ان رمقت داليدا بنطره تمتلئ بالشماته والخبث...
غمغم مرتضي بصوته الجهوري بحده بينما يكتف ذراعيه فوق صدره
=هاااا...ايه اللي حصل....؟!
اجابته داليدا بصوت منخفض مرتجف
=انا....انا عايزه اطلق...من داغر
لكنها انتفضت في مكانها بذعر فور ان اندفع نحوها و هو يهتف بشراسه ..
=عايززززه ايه....؟!
ليكمل بغضب عارم بينما يقبض علي معصمها بقسوه جاذباً اياها من فوق الاريكه ينظر اليها بعينين تلتمع بالوحشيه مما جعلها ترتجف من شدة الخوف فدائماً ما كانت تخاف منه وتهابه كثيراً بسبب غضبه هذا
=سمعيني تاني كده.....عايزه ايه..؟!
بللت شفتيها بطرف لسانها بتوتر بينما تهمس مجيبه اياه بصوت يمتلئ بالذعر
=عـــ...عـايـزه..اطـلـق....
صاح مرتضي بقسوه بينما يلوي معصمها بين قبضته
=انتي اتجننتي..عايزه تطلقي من داغر الدويري....ده علي جثتي انه يحصل..
تغلب غضبها علي خوفها منه لتهتف وعينيها تلتمع بالشراسه و الغضب
=مش تسألنى حتي داغر الدويرى العظيم عمل فيا ايه....
لتكمل بتعثر وقد بدأت عينيها تمتلئ بالدموع..
=طلع متجوزني بس علشان يغيظ بنت عمه اللي سابته واتخطبت لواحد تاني....
كان مرتضي يستمع الي ابنة شقيقته و عينيه مسلطه عليها ببرود كما لو كانت تخبره عن حالة الطقس و ليس بمصيبه تهز اركان حياتها..
تطلعت نحوه باعين متسعه و الدموع تتدفق منها بغزاره وقد بدأت تدرك الذي يحدث فخالها كان يعلم....نعم بالطبع يعلم فقد كان شريك داغر باحدي الشركات وبالطبع يعلم عن خطبته لابنة عمه التي تركته...
تراجعت الي الخلف بينما تجذب يدها بحده من قبضته بينما تهمس بانفس محتبسه
=كنت عارف مش كده ...
اجابها مرتضي بحده و لم يحاول الانكار او حتي يظهر بعض الاسف او الندم
=ايوه كنت عارف...و ايه المشكله المهم انه اتجوزك انتي مش هي......
صاحت داليدا مقاطعه اياه بقسوه بينما تضرب بيدها فوق صدرها مشيره الي نفسها
=انا...انا مكنتش اعرف ازاي...ازاي قدرت تخدعني معاه..ازاي قدرت تعمل فيا كده.....
اجابها بينما نظراته تزداد قساوه
=كان لمصلحتك متعرفيش.. بعدين كان هيفرق ايه لو عرفتي...
قاطعته داليدا بحده بينما تعقد ذراعيها حول جسدها بقوه محاوله السيطره علي ارتجاف جسدها الذي اصبح خارج عن السيطره تماماً
=كان...هيفرق كتير...عمري ما كنت هوافق اتجوز واحد شايفني بديله لواحده تانيه...علشان كده هطلق منه.....
لتكمل باصرار يعاكس اهتزاز صوتها و الدموع التي تغرق عينيها
=هطلق منه... حتي ولو فيها موتى....
اندفع نحوها مرتضي فجأه يقبض علي ذراعها يلويه بقسوه خلف ظهرها صائحاً بشراسه و عينيه تثور بغض اعمي
=علي جثتي.....ايه عايزه الناس تقول بنت عيلة الراوي اطلقت بعد 3 اسابيع من جوازها عايزه تحطي اسم الراوي في الارض........
صاحت داليدا بغضب مقاطعه اياه غير اهابه بغضبه هذا
=بقي لما انا اطلق هحط اسم الراوي في الارض....لكن انت لما تتجوز من واحده رقاصه و سمعتها اللي دي الزفت علي كل لسان في مصر مش هتحط اسم الراوي في الارض.....
لم يجعلها تكمل جملتها و اسرع بصفعها بقسوه علي خدها بقوه مما جعل رأسها يرتد الي الخلف بقسوه
=اقفلي بوقك بدل ما اموتك بايديا......
ليكمل بينما يزيد من لويه لذراعها خلف ظهرها مما جعلها تصرخ متألمه بينما تحاول تحرير ذراعها من قبضته القاسيه تلك صاح بها من بين اسنانه المطبقه
=هترجعي لجوزك و رجلك فوق رقبتك...يشتمك...يضربك..ان شالله حتي يخلص عليكي...هتفضلي معاه فاهمه.....
هتفت وهي تحاول جذب ذراعها من بين قبضته الصلبه وقد بدأت في البكاء بهستريه شاعره بألم حاد يضرب ذراعها التي بين قبضته
=مش هرجعله و مش هعيش معاه و لو دقيقه واحده حتي لو اضطريتان اهرب منكــ....
قاطعت جملتها بينما تطلق صرخه متألمه عندما دفعها الي الخلف لتسقط بقسوه علي الارض وانهال عليها يضربها علي وجهها بصفعات قويه متتاليه و قد اسودت عينيه كما لو انه اصبح وحشاً طليقاً اخذ يصفعها سابباً اياها بافظع الالفاظ والشتائم...من ثم قبض علي شعرها من اسفل حجابها جاذباً اياها معه الي باب المنزل بينما يهتف بانفس لاهثه
=هرجعك بايديا له..وابقي شوفي هتهربي ازاي منه لما يعرف اللي انت عملتيه...مش بعيد يدفنك حيه و اخلص منك.....
اخذت داليدا تقاومه بشده محاوله التمسك باي شئ بالارض حتي لا تذهب معه لكنه سحبها بقسوه من حجابها الذي انفك جاذباً اياها الي الخارج حتي يعيدها الي قصر الدويري متجاهلاً صراختها المعترضه المتألمه....



الفصل الرابع
قبض مرتضى علي شعرها من اسفل حجابها يجذبها منه الي باب المنزل بينما يهتف بانفس لاهثه
=هرجعك بايديا له..وابقي شوفي هتهربي ازاي منه لما يعرف اللي انت عملتيه...مش بعيد يدفنك حيه و اخلص منك.....
اخذت داليدا تقاومه بشده محاوله ان تتشبث بأي شئ علي الارض حتي لا تذهب معه لكنه سحبها بقسوه من حجابها الذي انفك جاذباً اياها الي الخارج حتي يعيدها الي قصر الدويري متجاهلاً صراختها المعترضه المتألمه...
هتفت داليدا من بين شهقات بكائها الحاده بينما تتمسك بيده التي تسحب جسدها بقوه
=علشان خاطري...علشان خاطري يا مرتضي بلاش ترجعني لهناك.......
لكنه لم يستمع اليها واستمر بسحبها من يدها يجر جسدها جراً فوق درجات الفيلا غير ابهاً بصراختها المتألمه دافعاً اياها بقسوه داخل سيارته من ثم التف صاعداً بجانبها مما جعلها تهتف بهستريه و جسدها قد بدأ بالارتجاف بينما تلتف تتمسك بمقبض الباب محاوله فتحه وقد عاودتها نوبة الذعر من جديد
=بلاش علشان خاطري تعمل فيا كده انا....و رحمة ماما عندك بلاش تعمل فيا كده ... بلاش ترجعني هناك...لو رجعت ممكن اموت
صاح مرتضي بقسوه بينما يبعد يدها بقسوه من فوق مقبض الباب مغلقاً اياه الكترونياً
=ياريت يا شيخه تموتي...علشان اخلص بقي منك و من قرفك....
ليكمل بشراسه عندما بدأ انتحابها يتحول الي شهقات متقاطعه خافضه بينما اخذ جسدها يرتجف بطريقه ملحوظه...
=ايوووه ابدئي يلا ارتعشى و اعمليلي فيها تايهه.. التمثيليه اللي بتعمليها كل ما حاجه مش بتعجبك.....
اردف عندما لم يجد منها ردة فعل علي كلماته تلك هامساً من بين اسنانه بينما يرمقها بازدراء وكراهيه
=حيوانه.. غبيه...
من ثم ظل يقود السياره بصمت متجاهلاً تلك التي انطوت بمقعدها ترتجف بقوه بينما تنظر امامها باعين زائغه حتي اوقف السياره امام بوابة قصر الدويري الذي لم يكن يبعد عن فيلاته كثيراً هبط من السيارة من ثم التف الي بابها و فتحه جاذباً اياها بقسوه الي الخارج عندما ظلت بمكانها جامده لا تظهر اي ردة فعل اخذ تناول حجابها الساقط من علي رأسها حيث كان متشبثاً حول رقبتها باهمال وضعه حول رأسها بطريقه عشوائيه حتي يستر به شعرها من ثم انحني مهسهساً في اذنها بصوت منخفض مرعب حتي لا تصل كلماته الي الحراس الذين كانوا واقفين امام بوابه القصر و اعينهم منصبه عليهم بتركيز و فضول
=لو داغر عرف ان اللي علي وشك ده بسببي محدش هيرحمك من اللي هعمله فيكى...لو سالك هتقولي وقعتي ولا اتنيلتي حصلك اي حاجه و انتي عندي...فاهمه
ظل عدة ثواني يتطلع اليها منتظراً رداً منها لكنها لم تجيبه ليدرك بانها قد دخلت بلفعل باحدي نوباتها و اصبحت بعالمها المظلم الخاص بها الذي تغرق به عندما تتنابها تلك النوبه غمغم بسخريه لاذعه بالقرب من اذنها بينما يسحبها من ذراعها بقسوه الي داخل بوابة القصر
=قال يعني لو عرف اللي حصلك هيهتهم.....زيك زي اي كرسي معفن في قصره ولا ليكي اي لازمه...
دفعها امامه بقسوه حتي كادت ان تسقط لكنه اسرع بتشديد قبضته حول جسدها المترنح حتي وقف بها امام احد الحرس قائلاً بتعجرفه المعتاد...
=وصل الهانم لحد جوا لانها تعبانه و مرهقه..
اومأ له الحارس باحترام من ثم انتظر ان تتحرك داليدا معه للداخل هامساً بتعثر
=اتفضلي معايا يا داليدا هانم...
لكن عندما وجدها جامده بمكانها بصمت ولم تتحرك قيد انمله واحده وضع يده بحرس شديد يتغلله الخوف علي ذراعها مرافقاً اياها الي داخل القصر كما امره مرتضي الراوي...

في ذات الوقت....
كان داغر جالساً بالبهو الداخلي للقصر مع طاهر زوج شهيره يحاولون ايجاد ذلك الشخص الذي يسرب معلومات عن الصفقات الخاصه بشركاته...
غمغم طاهر الذي كان يجلس بالمقعد المقابل له
=هنعمل ايه يا داغر....الكلب ده مش عارفين نوصله ولا قادرين نعرف هو مين بالظبط
زمجر داغر بقسوه بينما يقبض يده بقوه
=هنلاقيه متقلقش...بس وقتها محدش هيرحمه من تحت ايدي ...
ليكمل بغضب بينما يشير الي الاوراق التي امام طاهر
= خسرنا كام في الصفقه دي ؟!
اجابه طاهر بتردد بينما يقوم بفحص الورق بارتباك
=حاولي.. 10 مليون جنيه و كنا.......
لكنه ابتلع باقي جملته و قد تجمدت علي شفتيه حافة فنجان القهوه الذي كان يهم ان يرتشف منه بينما كانت عينيه مسُلطه بصدمه علي باب القصر الذي كان يولي داغر ظهره له
همس سريعاً بينما يضع فنجان القهوه من يده علي الطاوله بصخب مما جعل القهوه تنسكب عليها مشيراً برأسه الي خلف داغر
=داغر......
التف داغر بتجهم ينظر الي ما جذب اهتمامه بهذا الشكل لكنه انتفض واقفاً بفزع وجسده يهتز بقوه كما لو ضربته صاعقه عندما رأي داليدا تدلف من باب القصر بصحبة احدي الحرس بوجه باكي متورم بشده به علامات حمراء اثار ضرب واضحه اتجه نحوها علي الفور قابضاً علي ذراعها جاذباً اياها خلف ظهره بحمايه قبل ان يندفع نحو الحارس الذي قبض علي عنقه هاتفاً بشراسه بينما يزيد من اعتصاره لعنقه
معتقداً بان احد من الحراس قد تعرض اليها
=مين اللي اتجرئ و عمل فيها كده انطق...؟
اجابه الحارس بصوت يملئه الذعر و هو يكاد ان يختنق بسبب قبضته التي حول عنقه
=والله يا داغر باشا معرفش حاجه اكتر من ان مرتضي بيه الراوي وصل حضرتها لحد بوابة القصر اللي برا وطلب مننا ان حد فينا يوصلها لحد عندك جوا...
غمغم داغر بصدمه بينما يرخي قبضته من حول عنقه دافعاً اياه للخلف
=مرتضي....؟!
من ثم التف الي داليدا الواقفه خلفه ليجدها تتطلع امامها باعين متسعه شارده الدموع تنساب منها بصمت كانت تبدو كما لو كانت بعالم اخر لا تدري بما يدور حولها
اقترب منها محيطاً كتفيها بيده مغمغماً بنبره جعلها هادئه قدر الامكان..
=داليدا... ايه اللي حصل....؟!
لم تجيبه و ظلت علي حالتها تلك من الصمت بينما جسدها كان يرتجف بطريقه غير طبيعيه...
زفر بحنق عندما لم يحصل منها علي اجابه ابتعد عنهم عدة خطوات مولياً ظهره لهم مخرجا هاتفه واتصل بمرتضي الراوي لكنه وجد هاتفه مغلقاً..اطلق سباباً حاد بينما يعتصر الهاتف في قبضته بغيظ..
زمجر بقسوه بينما يضع هاتفه مره اخري بالجيب الداخلي لسترته
=طاهر خد حد من رجالتك واطلع شوف مرتضي الراوي مختفي في اي داهيه..........
ليكمل بينما يلتف اليه عندما لم يجيبه هاتفاً بقسوه
=ايه بكلم نفسي.....
لكنه ابتلع باقي جملته عندما و جد كلاً من طاهر و الحارس يقفان بجمود في مكانهم كالمسحورين و عينيهم مسلطه فوق داليدا التي كانت تقف خلفه يرمقونها بنظرات تلتمع بالاعجاب و الانبهار في ذات الوقت انتقلت نظراته اليها علي الفور لتشتعل بداخله نيران الغضب تغلي بعروقه عندما و جد حجابها قد تراخي و سقط من فوق رأسها مظهراً شعرها الذي كان ينسدل فوق ظهرها بحريه كشلال من ألسنة النيران....
زمجر بشراسه بينما يتجه نحوها سريعاً يقبض علي حجابها رافعاً اياه بتعثر فوق رأسها بينما يهتف بغضب و حده جعلت كلاً من طاهر و الحارس ينتفضان في مكانهما بفزع و خوف
=اطلعوا برا....مش عايز اشوف وش اي مخلوق هنا...اطلعوا برا
شحب وجه كلاً من طاهر و الحارس و قد ادراكوا فضاحة ما فعلوه للتو اسرع الحارس بمغادرة المكان منفذاً امره علي الفور..بينما وقف طاهر بوجه احمر كالدماء مغمغماً بتلعثمو خوف
=داغر...انا...انا و الله مكنتش اقصد اللي حـ......
قاطعه داغر مزمجراً بشراسه
=ولا كلمه زياده اطلع برا.
من ثم انحني رافعاً بين ذراعيه داليدا التي كانت لازالت علي حالتها من الارتجاف والجمود في ذات الوقت
اومأ له طاهر رأسه بخضوع بينما يراقبه و هو يصعد الدرج سريعاً بجسد متصلب و خطوات غاضبه و هو يحمل بين ذراعيه زوجته الشبه غائبه عن الوعي...
همس طاهر و شفتيه تلتوي بسخريه
=حقك....حقك طبعاً تعمل اكتر من كده....
ليكمل وعينيه تلتمع بالشهوه متذكراً جمال داليدا الصارخ...فمنذ اول يوم رأها به بخطبتها علي داغر تمني ان تكون له فقد كانت ذات جمال لم يرا مثله من قبل...لكن ما لم يتخيله هو جمال شعرها الناري الذي خطف انفاسه منذ قليل فقد كانت تخبئه دائماً اسفل حجابها همس بحسره
=صحيح الدنيا حظوظ بقب هو يقع تحت ايدهالفرسه دي...وانا تقع تحت ايدي شهيره البومه..
من ثم خرج و لكي ينفذ ما امره به داغر حتي لا يصيبه غضبه فيكفي فعلته الحمقاء منذ قليل والتي يعلم جيداً بانه لن يمررها له مرار الكرام...
 
وضع داغر داليدا بلطف فوق الفراش مساعداً اياها علي الاستلقاء عليه من ثم ابتعد عنها ببطئ و هو يتطلع اليها بعجز لأول مره يشعر به في حياته فقد كان يشعر بداخله بالارتباك لا يدري ما الذي يجب عليه فعله من اجلها فقد كان جسدها باكمله يرتجف بقوه بينما عينيها مسلطه بجمود اقترب منها منحنياً عليها ممرراً يده فوق رأسها بحنان محاولاً اختراق جمودها هذا
=داليدا...
لكنه لم يتلقي منها اي اجابه تنهد بيأس بينما ينهض و يجذب الغطاء السميك فوق جسدها الضعيف الذي كان لايزال ينتفض مرتجفاً...
ظل واقفاً يراقبها و اليأس يسيطر عليه فقد كانت لا تزال ترتجف بقوه واسنانها تصطك ببعضها البعض اسرع نحو غرفة تبديل الملابس و اخرج منها اكثر من غطاء سميك من ثم عاد الي الغرفه و قام بتغطيتها بهم جلس علي عقبيه علي الارض بجانبها ممسكاً بيدها يفركها بين يديه الدافئه محاولاً بث الدفئ بها حتي رأها تغلق عينيها ببطئ ساقطه بالنوم و قد توقف جسدها عن ارتجافه...
غادر القصر بعد ان اطمئن عليها و فور صعوده الي سيارته اخرج هاتفه و حاول الاتصال مره اخري بمرتضي الراوي و لكن وصلت اليه ذات الرساله بان هاتفه مغلق صاح داغر بقسوه تاركاً له رساله بالبريد الصوتي
=مرتضي يا راوي...قسماً بالله لو اكتشفت ان الضرب اللي علي وش داليدا ده بسببك...هدفنك مكانك...
من ثم القي هاتفه بغضب علي المقعد المجاور له بينما يأمر السائق بالانطلاق الي فيلا الراوي عندما وصل اليه رساله من طاهر الذي ابلغه بان مرتضي بمنزله...

فور دخوله لفيلا الراوي هتف داغر بشراسه و عينيه تبحث بارجاء المكان بحثاً عن مرتضي
=فين مرتضي...؟!
اجابته منيره التي هلعت من مظهره الغاضب هذا
=في اوضة الصالون يا داغر باشا اتفضل......
ولكن و قبل ان تنهي جملتها كان قد اقتحم الغرفه بالفعل..انتفض مرتضي الذي كان يجلس يشاهد احدي المبارايات علي قدميه هاتفاً بذعر فور رؤيته لداغر...
=داغر...باشا..حصل ايـ.........
لكن داغر لم يدعه يكمل جملته و اندفع نحوه قابضاً علي تلابيب قميصه جاذباً اياه بعنف نحوه بينما يهتف بشراسه
=انت ازاي تتجرئ و تمد ايدك علي مراتي
شحب وجه مرتضي فور سماعه كلماته تلك همس بتلعثم بينما يحاول الافلات من قبضته بتعثر
=انت...انت مش فاهم اللي حصل...و متعرفش هي عملت ايه...لما اقولك هتفهم.......
قاطعه داغر بقسوه بينما يترك قميصه و يقبض علي عنقه يعتصره بقوه بيديه
= مش عايز اعرف هي عملت ايه.... واياً كان اللي عملته ايدك الوسخه دي متتمدش عليها...
صاح مرتضي بصوت مختنق و هو يحاول الافلات من بين قبضته التي تكاد ان تزهق روحه
=كانت عايزه تهرب....كانت عايزه تهرب منك......
افلته داغر من قبضته متراجعاً للخلف بصدمه ليكمل مرتضي منتهزاً هذه الفرصه
=وانا اللي لحقتها و منعتها...
اشتعلت نيران الغضب داخل داغر فور سماعه كلماته تلك تمتم من بين اسنانه المطبقه بصوت منخفض كما لو كان يحدث نفسه
=عايزه تهرب.....
هز مرتضي رأسه قائلاً بخبث بينما يفرك عنقه المتألم والذي يظهر عليه بوضوح اثار اصابع داغر
=شوف بقي اللي كان هيحصل لو كنت ملحقتهاش و هربت...
قاطعه داغر مزمجراً بغضب و عينيه تلتمع بشراسه بثت الرعب بداخله
=مش عايز اسمعلك صوت...
ليكمل بحده زاجراً اياه بقسوه
=اوعي تفتكر ان اللي قولته ده هيبرر عملتك الوسخه....و ايدك دي لو طولت عليها مره تانيه انا مش هرحمك..هخاليك تندم علي اليوم اللي اتولدت فيه...
غمغم مرتضي بصوت منخفض متردد بينما لا يزال يفرك عنقه المتألم
=انا بصراحه مش فاهمك يا داغر باشا انت ناسي ان داليدا دي تبقي.....
قاطعه داغر بقسوه بثت الرعب بداخل مرتضي
=داليدا تبقي مراتي فاهم يا مرتضي.... مراتي و كلمه زياده مش هرحمك
ليكمل بسخريه لاذعه عندما دلف الي الغرفه زكي رئيس الامن الخاص به الذي اشار له برأسه باحترام
=معلش بقي يا مرتضي طبع فيا مقدرش اسيب حقي ..يعني زي ما ضربتها..هتضرب....
شحب وجه مرتضي بشده بينما يراقب برعب رئيس امن داغر يتجه نحوه هامساً بصوت مرتجف متراجعاً الي الخلف بخطوات متعثره
=داغر باشا انت بتقول ايه...
تجاهله داغر مشيراً برأسه امراً بصمت رئيس الامن الخاص به لكي ينفذ ما اتفق معه عليه اتجه زكي نحو مرتضي بينما يقوم بضم قبضتيه كاشاره للاستعداد للانقضاض عليه غادر داغر المكان تاركاً رئيس امنه يقوم بعمله فقد امره ان يكتفي ببعض اللكمات بالوجه حتي يتورم بالكامل كما قام بتوريم وجه زوجته بسبب ضرباته......
 
بعد مرور ساعه.....
هبطت الدرج داليدا التي استيقظت من النوم وقد غادرتها النوبه التي اصابتها لتقرر انه يجب عليها ان تهرب من هنا علي الفور لذا ارتدت اول شئ وقع امامها من ثم هبطت الدرج و هي تتلفت حولها خوفاً من ان يراها احد بينما تحمل بين يديها حقيبه صغيره تحتوي علي بعضاً من ملابسها و بعض المال التي تملكه...
فقد كان تنوي ترك المنزل و الاختف


بعد مرور ساعه....
كانت داليدا جالسه فوق الارض باحدي الاماكن التي لم تستوعب ماهيتها فقد كان مكان ردئ تفوح منه رائحة الرطوبه...
كان جسدها يرتجف بقوه من شده الخوف الذي تشعر به بينما تنتحب بشهقات منخفضه لكنها اسرعت بوضع يدها فوق فمها تمنع شهقات تلك من الخروج بينما يصل اليها صوت خاطفيها من الخارج ...
اغمضت عينيها بقوه بينما تضع يديها فوق اذنيها محاوله منع اصواتهم من الوصول اليها بينما جسدها يهتز بقوه لكنها انتفصت صارخه بفزع بينما تتخبط بقوه في مكانها عندما شعرت بيداً ما تحيط ذراعيها اخذت تدفع بهستريه تلك اليد بعيداً عنها لكن تجمدت حركتها المقاومه عندما وصل اليها صوت تعرفه جيداً
= اهدي...اهدي....
رفعت عينيها اليه لتجد داغر جالساً علي عقبيه امامها اخذت تتطلع اليه عدة لحظات باعين متسعه و الذعر و الخوف لا يزالوا يسيطرون عليها اخذت ترفرف بعينيها غير مصدقه بانه بالفعل امامها...و عند تأكدها بانه بالفعل متواجد معها و انها لا تتخيل وجوده دون تفكير للحظه واحده ارتمت عليه تلقي بجسدها المرتجف بين ذراعيه تحتضنه بقوه في محاوله منها ان تستمد منه بعض الاطمئنان الذي تنشد اليه متناسيه كل ما عانت منه على يديه فكل ما يهمها الان انه معها و انها ليست بمفردها مع هولاء الرجال ..
همست باسمه من بين شهقات بكائها التي اخذت تزداد بينما متشبثه بيديها بقميصه من الخلف بينما تدفن وجهها بصدره...
شعرت بذراعيه تلتف حولها يحيطها بجسده الصلب ضامماً اياها بقوه الي صدره بينما يربت بحنان فوق ظهرها هامساً باذنها عده كلمات محاولاً تهدئتها...
ابتعدت عنه ببطئ عندما هدئت بعض الشئ هامسه بصوت منخفض يملئه الخوف بينما انتبهت الي خاطفيها الذين كانوا يقفون بالخلف يراقبونهم
=هتعمل ايه معاهم...هنطلع من هنا ازاي....دول معاهم اسلحه؟!
اخذ يتطلع اليها عدة لحظات بصمت قبل ان يلتف الي احدي الرجال الذين قاموا بخطفها قائلاً بصرامه
=اطلعوا برا
اومأ الرجل رأسه بخضوع
=اوامرك يا داغر باشا
من ثم غادر الغرفه علي الفور يتبعه باقي الرجال بصمت...كانت داليدا تراقب كل هذا باعين متسعه بالصدمه و انفاسها تكاد تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها و قد بدأت تدرك اخيراً ما يحدث تراجعت للخلف بعيداً عن جسده بخطوات متعثره هامسه بتلعثم و انفس متلاحقه
=دول تبعك...
شعرت بالغضب كحمم من البركان تثور بداخلها عندما ظل يتطلع اليها بصمت دون ان يجيبها ليصل اليها اجابته..
لم تشعر بنفسها الا و هي تندفع نحوه تضربه بقبضتيها بضراوه في صدره بينما تهتف بهستريه من بين شهقات بكائها الحاده
=انت..انت اللي عملت فيا كده...
لتكمل صارخه بغضب من بين شهقات بكائها
=انت ايه....انت صنفك ايه بالظبط
كانت تصرخ بكلماتها تلك وهي تسدد له الضربات في كل مكان تستطيع الوصول اليه مستخدمه اظافرها و قبضتيها في ذلك بينما كان داغر واقفاً ثابتاً غير مظهراً اي تأثر بضرباتها تلك ظلت تضربه حتي خارت قواها تماماً مما جعلها تتوقف عن ضربه مسنده جبهتها بضعف و تعب فوق صدره و قد اصبح وجهها احمر مثل الجمر من شدة الانفعال بينما صدرها كان يعلو و ينخفض بقوه بينما تلهث محاوله التقاط انفاسها المتثاقله رفعت رأسها عن صدره بينما تهم بضربه مره اخري لكنه قبض علي يديها مقيداً اياها بقبضته مزمجراً بقسوه بينما يديرها بين ذراعيه ليصبح ظهرها مستنداً الي صدره الصلب اخذت تنتفض محاوله التحرر لكنه شدد من ذراعيه حولها هامساً باذنها بصوته القوي الثابت
=شششش...اهدي
ليكمل بهدوء بينما يحاول ان يسيطر علي جسدها الثائر
=اللي حصل ده كان مجرد درس صغير ليكي...علشان تاني مره تفكري تسيبي البيت و تهربي..
و تمشي لوحدك في نص الليل تعرفي ان في الف واحد هيكون مستنيكي برا علشان يحط ايده عليكي و يخطفك....
ليكمل بقسوه بينما اصبح حصار ذراعيه حول جسدها يشتد حتي كادت ان تشعر يالاختناق
=انتي مرات داغر الدويرى..يعني كنز و ماشي علي الارض و اي حد كان هيشوفك لوحدك بالشكل ده كان هيستغل الفرصه من غير حتي ما يفكر مرتين...
ولولا ان الحرس بلغني بخروجك لوحدك في وقت زي ده....كان زمان مصيرك مخطوفه...بس مخطوفه بجد من ناس متعرفيش وقتها كانوا ممكن يعملوا فيكي ايه
ضربت صدره الصلب بمرفقها بقوه هاتفه بشراسه بينما عينيها تعصفان بحمم من الغضب
=انت مجنون....
شعرت بانفاسه الدافئه تلفح عنقها بينما يهمس ببطئ باذنها
=ما انا اكيد مجنون...
ادارها بين ذراعيه لتصبح تواجهه بينما يكمل بصوت اجش
=هو انا لو مش مجنون كنت اتجوزت كلبة فلوس زيك... اشتريتها ب20 مليون جنيه...علشان تمثل بس انها مراتي الجميله السعيده قدام الناس.....
ليكمل بسخريه بينما يقوم بفك حجابها من فوق رأسها غافلاً عن وجهها الذى شحب بشده فور سماعها كلماته تلك
=بس عارفه المفروض ترجعيلي 5 مليون من تمن الصفقه... انتي بقالك يومين منكده عليا
شعرت بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها فور سماعها كلماته تلك بينما اخذت الارض تميد تحت قدميها همست بصوت مرتجف ضعيف بينما تحاول ان تتماسك بصعوبه امامه
=اتـ..فاق...و 20..مليون ايه...؟!
اجابها بهدوء بينما يقوم بنزع مشبك رأسها لينسدل شعرها الحريري فوق ظهرها ممرراً يده به
=ايه جالك زهايمر...و مش فاكره انا اتجوزتك ليه...
هزت رأسها بقوه مؤكده لنفسها بان ما قاله ليس الا محاوله منه لتشتتيها عن خطفه لها هتفت بغضب بينما تحاول ابعاد يده بعيداً عن شعرها الذي كان يمرر يده بين خصلاته ..
=لا فاكره كويسه اتجوزتني ليه متقلقش...فاكره انك اتجوزتني بس علشان تغيظ بنت عمك اللي سابتك و اتخطبت لواحد غيرك...
لتكمل بشراسه ضاغطه علي كل حرف من كلماتها بقسوه
=وانت علشان معندكش كرامه قررت تتجوز...........
لم تكمل جملتها مطلقه صارخة الم عندما قامت يده التي كان يمررها بين سعرها بالقبض علي خصلاته بقوه مرجعاً رأسها بحده الي الخلف مقرباً وجهه منها حتي اصبح يلاصق وجهها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية بثت الرعب بداخلها مما جعلها تخفض عينيها بعيداً بخوف
=و انتي واحده رخيصه قبلت انها تبيع نفسها...و انا ببساطه اشتريت...
ليكمل بقسوه مرمقاً اياها بازدراء بينما يقبض علي شفتيها الناعمه باصبعيه يعتصرها بحده
=و مادام بعتي نفسك...يبقي تخرسي و تقفلي بوقك ده و مسمعش ليكي صوت...
دفعت يده بعيداً محرره شفتيها من بين اصابعه مرجعه رأسها الى الخلف بحده محاوله تحرير رأسها ايضاً من قبضته لكنها اطلقت صرخه متألمه عندما رفض تحريرها و شدد قبضته حول شعرها مما جعلها تصرخ متألمه شاعره بخصلات شعرها تكاد ان تقتلع من جذورها فى اى لحظه فى يده لكن رغم ألمها هذا هتفت به بشراسه
=انت كداااب انا مبعتش نفسي لا ليك ولا لغيرك......
لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بخوف فور ان قرب وجهه منها
و رأت لهيب الغضب الذى يشتعل بعينيه زمجر من بين اسنانه بقسوه
=انتي عارفه كويس اني مش كداب... خالك عرض عليا الاتفاق اللي انتي بنفسك طلبتي منه انه يعرضه عليا وانا وافقت..و الفلوس اتحولت علي حسابك يوم كتب كتابنا يبقي مين فينا الكداب...
اهتز جسدها بعنف فور سماعها كلماته تلك لا تصدق ما يقوله كيف يمكن ان يكون زواجها منه كان اتفاق بينه و بين خالها كما يدعي...و الاكثر من ذلك انه يعتقد انها وافقت علي هذا الاتفاق بل هي من اقترحته بنفسها..
همست بصوت مرتجف بينما تهز رأسها بقوه محاوله التركيز فقد كانت علي وشك ان تصاب بسكته دماغيه من كثرة الصدمات التي تتعرض لها.....
=انا..انا معرفش حاجه عن اللي بتقول ده....
قاطعها بقسوه بينما يدفعها بعيداً عنه محرراً اياها مما جعلها تتراجع الي الخلف متعثره حتي كادت ان تسقط علي الارض لكنها استعادت توازنها باخر لحظه
=متعرفيش حاجه..؟!
ليكمل بسخريه لاذعه بينما برمقها بحده وقسوه
= طيب لو افترضت انك فعلاً متعرفيش حاجه..ازاي وافقتي تتجوزي واحد متعرفهوش و مقابلتهوش غير مره واحده....و ازاي وافقتي تتجوزي منه في اقل من شهر.....
امتقع وجهها بشده لا تعلم بما تجيبه...فكيف يمكنها ان تخبره انها وافقت علي الزواج منه بهذه السرعه لانها كانت وقتها واقعه بحبه حتي من قبل ان يقابلها بشركة شقيقها..ظلت صامته غير قادره علي اجابته...
اردف دون رحمه او شفقه عندما طال صمتها
=بالظبط....يبقي متحاوليش تلعبي دور البريئه لان عارف و حافظ نوعك ده كويس.....
قاطعته ناطقه بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه بينما تبتلع الغصه التي تشكلت بحلقها بصعوبه محاوله السيطره علي ارتجاف جسدها حتي لا تنهار امامه فقد كانت تشعر بانها علي حافة هاويه قد تسقط بها باي لحظه
=انا...انا عايزه اروح لمرتضي...عايز اعرف منه حقيقة اللي انت بتقوله..
اقنرب منها بهدوء ممرراً يده بشعرها الذي كان ينسدل فوق ظهرها كشعلات ناريه قائلاً بسخريه
=لسه برضو عايزه تعيشي دور الضحيه البريئه...
ليكمل متنهداً باحباط عندما ارجعت رأسها للخلف بعيداً عنه مانعه اياه من لمسها
=تمام..موافق تروحيله...بس هكون معاكي...مينفعش افوت مشهد زي ده...
لكنه قاطع كلامه مطلقاً سباباً حاد جعلها تنتفض في مكانها بخوف بينما انحني سريعاً ملتقطاً حجابها الذي القاه علي الارض بوقت سابق واضعاً اياها فوق شعرها بتخبط عندما دخل فجأة احدي الرجال الذين قاموا بخطفها الي الغرفه بينما يغمغم بلهاث حاد...
=داغر باشا....طاهر بيه مستني برا من بدر ومسـ......
قاطعه داغر هاتفاً بشراسه و عينيه تعصف بغضب اعمي بينما يحاول ان يحتوي شعرها المتناثر فوق ظهرها بيده واخفاءه اسفل الحجاب الذي علي رأسها
=اطلع برا....برا يا حيوان انت هتنحلي...
ارتبك الرجل سريعاً بينما يلتف عائداً الي الخارج مره اخري بوجه شاحب من شده الخوف وهو لايعلم ما الخطأ الذي ارتكبه.....
التف داغر اليها مزمجراً بقسوه وغضب
=و انتي البسي الزفت ده علي راسك... و داري شعرك اللي فرحانه به...ده تالت راجل النهارده يشوف شعرك..
اتسعت اعين داليدا بصدمه من حدته تلك اخذت تعقد حجابها حول رأسها بيد مرتجفه بينما تجيبه بغضب و حده
=انت اللي قلعتهولي...و مش فاهمه ليه اصلاً...
وقف داغر يتطلع اليها عده لحظات بصمت قبل ان يلتف ويغادر الغرفه وهو يتمتم بصوت مختنق يملئه الغضب
=خلصي...و حصليني علي برا...
اخذت داليدا تثبت حجابها فوق رأسها بيد مرتجفه و قد بدأت الدموع التي كانت تحبسها امامه تنهمر فوق خديها بينما هربت منها شهقه حاده لكنها اسرعت بوضع يدها فوق فمها هامسه لنفسها بصوت مرتجف معنفه ذاتها علي ضعفها هذا
=بس...بس...اياكي...بس
لكنها لم تستطع التحكم في شهقات بكائها التي اخذت تتابع بقسوه ألمت صدرها من شدتها عندما ادركت بانه سوف يتم تحديد مصيرها بالكلمات التي سيقولها خالها مرتضي بعد قليل...

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close