أخر الاخبار

رواية عشق خارج السيطرة الفصل الخامس عشر15والسادس عشر16 الاخير بقلم دنيا العدوي


 رواية عشق خارج السيطرة الفصل الخامس عشر15والسادس عشر16 الاخير بقلم دنيا العدوي


بعد مرور يومين، في منزل تشين والذي سيجتمع به هو ومين يونج المحامية الخاصة بهم لأنهاء أمور الشركة القانونية، وقد سبق ل مين يونج المجيء وها هي تنتظر مجيء تشاو لأنهاء الأوراق اللازمة.. 

صدح رنين جرس المنزل، فكادت مين يونج أن تذهب لفتح باب المنزل، فأشار لها بالتوقف قائلًا بينما يهبط هو درجات السلم:- 
  - أنا سأفتح مين، فأنا كنت على وشك الخروج بالفعل، وأنتِ أذهبي وأنهي عملك قبل مجيء تشاو.. 
امأت له وعادت مجددًا ألى الداخل حيث مكتبه،  بينما توجه صوب الباب قام بفتحه، تفاجئ بـ تاي يلج ألى  الداخل فورًا وهو يسحب خلفه حقيبة بينما يهتف قائلا:- 
  - مرحبًا تشين..  
أماء لهُ تشين بينما يتطلع به بتعجب لتلك الحقيبة التي يسحبها، من ثم يغلق الباب ويتبعُه قائلًا:- 
  - مرحبًا تاي لم أراك منذ مده أجهلها، آه تذكرت منذ الأمس، كيف حالك.. 
تجاهله تاي ووضع الحقيبه جانبًا، وجلس على الاريكة بملامح كئيبة نقيض لبهجته المعتادة، فتسأل هو بقلق:- 
  - ماذا بك ولما ذاك الوجه الكئيب وأيضًا تلك الحقيبة على ما تحتوي؟.. 
  هتف موضحًا بينما يعتدل موضعه:- 
  - تحتوي على ثيابي ومتعلقاتي الشخصية،  فقد قررت المكوث معك تلك الفترة بما أن زوجتك لدى والدتك حتى يوم الزفاف.. 
توسعت عين تشين وهو يتذكر فوضويتهُ التي تثير غضبه وحنقه مرددًا:- 
  - ماذا؟، ثيابك، وستمكث معي!. 
  اماء بتأكيد بينما يهتف قائلًا  بنبرة صوت مختنق وبدى عليه شعوره بالتوتر والقلق:- 
  - نعم لقد قررت البقاء معك تلك الفترة،  فأنا دائمًا متوتر وقلق،  تلك التجربة بالتمثيل التي شجعتني عليها انت وحمقاء ترهبني وترهقني وأنت من شجعتني عليها، لذا قررت أن  لا أبقى بمنزلي وأتي أليك لأتدرب معك وقت فراغنا وأيضًا لتقيمني، فأنا اخشى الفشل.. 
  تفهم خوفه وقلقه، لذا تنهد قائلًا:- 
   - حسنًا سأسمح لك، لكن عليك ان تكف عن فوضويتك تلك فأنا لا أحتملها ابدًا وتتبع نظام المنزل وألا سأطردك حتمًا ودون شفقه!،  اتفقنا؟.. 
  اماء لهُ وقد شعر بالراحة، وألقي بهاتفه ومفتاحه على الطاولة بأهمال من ثم جذب ذراع البلايستيشن واعتدل بجلسته لتصبح قدميه على الطاولة :- 
  -اعدك أن أفعل لا تقلق، والآن أنا جائع، فلتطهو لنا شيئًا لذيذًًا 
ردد ما قال بغير استيعاب:- 
  - ماذا أطهو لك شيئًا لذيذًا. 
  ثم تابع بسخرية:- 
وهل هناك شيئًا معين ترغب في تناوله عزيزي!. 
هتف تاي:- 
  - لا شيء معين يخطر ببالي،  ولكن النودلز مع طبق لحم البولجوحي والكمتشي سيكون كافيًا. 
  حينها غمغم :- 
  - اخرس وهل أنا خادمك لأعد لك الطعام!. 
ثم ازاح قدمه الممدد على الطاولة بعنف  بينما يهدر به: - 
- ثم انزل قدميك من على طاولتي وأجلس جيدًا، أنا ذاهب للخارج وأنت أعد لنفسك ما تشاء دون أثارة الفوضى، وأعلم أن مين يونج هنا بالمكتب، تنهي عدة أشياء قانونيه طلبها منها تشاو من اجل الشركة الموسيقية التي سنفتتحها فأياك أن تزعجها .. 
اماء برأسه بالموافقة:- 
  - لا تقلق لن أزعجها، اطمئن لست في المزاج المناسب للمشاكسة معها، كما أنني سأغادر بعد قليل لدي تصوير.. 
   نظر له بشك لثوانًا قبل أن يتنهد بقوة ويتحرك مقررًا الذهاب ألى الخارج،  بينما هو فور خروجه حتى احتضنت شفتيه ابتسامة عابثه ونهض من موقعه متوجهًا ألى  مكان وجودها بينما يدندن بأسمها بنبرة خافته:- 
  -مين.. مين.. مين يونج 
واتجه صوب المكتب باحثًا عنها، لتقع عينيه عليها تقف أمام المكتبة بينما توالي ظهرها للباب، وتنحني قليلًا  لجمع عدة أوراق، توسعت ابتسامته وتسلل بخفه الى أن  وصل أليها وفاجئها باحتضانه لها بينما يهتف بنبرة رخيمة:- 
-اشتقت لكِ يا فتاتي كثيرًا.. 
حينها انتفضت وقد فاجئها تواجده، لتبعده عنها بعنف بينما تهتف بنبره غاضبه:- 
-تاي أيها الغبي لقد أفزعتني.. 
تبسم بينما يقترب منها  مقبلًا وجنتها قائلًا:- 
-آسف قطتي ولكن اشتقت لكِ وأنتِ تدللين كثيرًا 
ابعدته عنها بحده قائلة:- 
- ابتعد وأياك والاقتراب فلم أصدقك تاي ولن أسامحك. 
زفر بقوة قائلًا:- 
  - اقسمت لكِ قبلًا بأنني تفاجئت بما خطط له تشينغ وليس لي دخل بتلك الحفلة، تشينغ من خطط لها وليس أنا، لكنكِ لا تصدقين،  ماذا أفعل لأجعلكِ تصدقي أنا لا احب ولن أحب غيرك ولو أردتِ لأخبرت الجميع عن علاقتنا  وتقدمت بشكل رسمي لكنكِ من تعترضين.. 
  اوضحت قائلة بتنهيدة:- 
  - هذا لأنني لا أصدقك ولا أثق بك وبعلاقتنا بالشكل الكافي تاي، فأنا وأنت غير متوافقين أبدًا، من عالمين مختلفين، كما أنني أعمل لديكم الأن ولا أريد للعملي ان يتأثر بعلاقتنا ما أن كان مصيرها الفشل، خاصة وأنا احب العمل معكم ولا أريد أن تتأثر علاقتي بهم حينها، لذا لا أريد لعلاقتنا أن تظهر للعلن . 
  تشنجت ملامحهُ وهتف قائلًا  بنبرة غاضبه بينما يهزها بعنف:- 
  -لا تثقين بي ها!، رغم اتباعي لكِ كالكلب لمدة عامين ومحاولة اقناعك بحبي لكنك دومًا تكذبينني وكأنكِ من تتحججين بعدم ثقتك بي لأنكِ لا تحبينني من الأساس، أن كانت تلك الحقيقة فقوليها ولا تتركينني هكذا معلق بكِ، وأتذلل للحصول على حبك،  لكن ليس بعد الأن مين  .. 
قال ما قال وهو يستدير ليبتعد عنها بغضب،  فتنهدت بحزن وهي تفكر أن انفصالهما هو للأفضل،  فقد تيقنت أن علاقتهما لن تنجح أبدًا، فهو بطبيعته شخصيه عابثه، ولا تثق بقدرته على الاستقرار وأن يصبح رجل لأنثى واحده.. 

بينما خرج هو غاضبًا من المنزل وهو يسب ويلعن في غبائها وعدم ثقتها به وبحبه،  نعم لقد قال لها تلك الكلمات اللاذعة عن عدم حبها له والمتيقن من أنها كذبه وأنها متولها به كما حاله معها،  لكنها لا تثق به بالشكل الكافي بعد،  لكنه لن يستسلم وسيقنعها بحبه وبعلاقتهما وسيفعل أي شيء من أجل هذا، هكذا توعد بينه وبين ذاته وهو يستقل سيارته ويقودها صوب موقع التصوير 
ــــــــــــــ 
بعد مرور بضعه من الوقت كان يجلس بينما يقف أمامهُ السيناريست الذي قدمه له السيناريو والذي قرأ عليه مشهد تنكر البطل كفتاة ليقابل حبيبته الغاضبة منه، وبجواره كان خبير التجميل يستعد لتغير مظهره من أجل مشهد اليوم وهو ظهور شخصية يونا تلك الفتاة التي سيبدل البطل مظهره أليها لأثارة غيرة حبيبته. 
وما أن أنتهى من قراءة المشهد وبدأ الخبير بوضع لمساته وانتهى حتى صدم تمامًا من هيئته أمام المرآة ووقف يتأمل ذاتهُ  هاتفًا بنبرة اعجاب:- 
  - يا ألهي أبدو تمامًا كفتاة،  فتاة جذابه ومثيرة،  كنت لأعجب بنفسي مؤكدًا وأواعدها بتلك الهيئة.. 
  ثم نظر أليه قائلًا:- 
  - انت كرجل لو رأيتني كأنثى بتلك الهيئة ألن تعجب بي!   
  حينها قهقهه الشاب وهتف قائلًا:- 
  - للحقيقة نعم،  لكن بما أنني الأن أعلم فأشعر بشيء آخر تمامًا. 
  نقل بصره مجددًا ألى المرأة وهتف قائلًا:- 
-ما أن فكرت مجددًا حتى وجدت ان معك حق تمامًا، فأنا الأن اشعر بالقرف.. 
ثم ضحك كليهما معًا، وتاي ينظر ألى ذاته مفكرًا للحظات،  ثم هتف قائلا بعدما طرقت رأسه تلك الخاطرة:- 
  - أنا أحتاج للخروج الأن، أخبر المخرج بأنه قد طرأ لي عملًا ما.. 
  اماء لهُ الخبير قائلًا:- 
  - حسنًا لأزيل لك تلك المساحيق والشعر المستعار تاي 
لكن سريعًا ما حرك تاي رأسه بالرفض وهتف باعتراض قائلًا :- 
  -لا أتركه، لن أبدل مظهري الأن، فقد فكرت في استخدام شخصية يونا قبل ظهورها على التلفاز.. 
، قال ما قال بابتسامة صفراء،  وقد طرقت رأسه خاطرة استخدامها مع تلك الغبية لأثارة غيرتها قليلًا تمامًا كما في السيناريو الخاص به، لذا خرج متسللًا حيث سيارته، وقادها ألى  منزل تشين الذي يقيم به الأن لرؤية تلك الغبية التي يحبها كثيرًا وفي المقابل تعذبه كثيرًا.. 
** 
وصل ألى منزل تشين، ليفرج لهُ الحارس الباب الرئيسي ما أن رأى سيارته الذي يعلمها جيدًا، لذا لم يدقق النظر فمن داخلها، بينما أوقف تاي سيارته في مكانها المعتاد وعدل من مرأة السيارة ينظر ألى  ذاته بالمرأة الخاصة بها، يتأكد من أن كل شيء كما أعده خبير التجميل،  ليصبح شخصية يونا،  ثم عدل من ثوبه العاري وتنهد بقوة حتى شعر بأنه مستعد لتلبس الشخصية،  وترجل من السيارة،  بينما يتمايل في سيره تمامًا كما علمتهُ المدربة،  ليتجه صوب منزل الباب ويضغط على جرس الرنين منتظرًا  أياها لتفتح لهُ باب المنزل،  متيقن من وجودها وحدها بالداخل،  حيث هاتف تشاو خلال مجيئه وتأكد من هذا، وهو رأى خروج تشين بعينيه، لذا كان مرتاحًا... 

في ذاك الوقت خرج السائق جون سو المكلف من والدة تشين بأخبارها بكل شيء يدور بالمنزل وعن زائريه من المرحاض الخارجي المخصص للحرس، وتوارى خلف أحد الجدران يراقب تلك الفتاة التي 
تتجه صوب منزل مديره، الذي طلب منه أن يعود به ألى  المنزل بعدما تلقى أتصال هاتفي، شعر أنه من أمرأة ظنها زوجتهُ،  ليري قدوم تلك الحسناء ألى  المنزل الفارغ، لمعت عينيه أعجابًا بها وبهيئتها الأنثوية المثيرة،  وفسر الأمر بطريقته ورأي أن عليه أخبار السيدة كما طلبت،  لذا ابتعد ليهاتفها ويروي لها ما حدث بعدما التقط صورة لها، في ذات الوقت الذي قامت مين يونج بفتح باب المنزل،  لتقع عينيها على فتاة أمامها تقف أمامها بميوعة بينما ترتدي ثوبًا ما فاضح خلال النهار،  رمقتها من أعلها لأسفلها بتقييم بينما تهتف بتساؤل عن هويتها:- 
  - من أنتِ ومن تريدين!.. 
  بتنهيدة وحروف متقطعة بنبرة ناعمه كالفتيات نطق أسمه:- 
  - ت ا ي 
  ثم تابع:- 
- أنا يونا وأريد تاي وفقط.. 
ثم ازاحها بيده وتحرك للداخل بخطوات مائعه بينما يهتف بذات النبرة الناعمة:- 
- أعلم أنه أنتقل للعيش ألى هنا هربًا مني،  ومن ملاحقتي الدائمة له لذا جئت لرؤيته،  وأخبره أنني أعشقه،  ان يتوقف عن تعذيبي ويبادلني محبتي، ويخرج تلك الفتاة من رأسه،  فلن تحبه بمقدار محبتي له.. 
قالها وهو يضع يده على قلبه بدراما زائده، وقد نجح حقًا في اثارة غيرة تلك التي تقف مقابله عليه من تلك الفتاة المائعة وهي لا تدرك أنها هو بذاته، بينما استمر هو في تمثيله بمهارة يحسد عليها:- 
  - تلك الفتاة مين التي تسلب منه قلبه وعقله لو رأيتها أقسم لأمزقها بيدي حتى يعود تاي لي.. 
قالها بشراسه جعلتها تزدرد ريقها بتوتر وعدلت من نظارتها،  وبدأ يزحف أليها الوجل من تلك التي تقف مقابلها،  والتي قامت بتوجيه سؤال لها:- 
  - هل تعرفينها أنتِ.. 
  ثم تظاهر كأنه تنبه وتابع قائلًا بذات الدراما الزائدة والمثيرة لغثيان مين وهو يرفع كف يده يلامس بها جبينه مع تنهيدة حارقه :- 
  - آسفه يا فتاة لم أعرف من أنتِ، لكنك لا تدركين شيء عما اشعر به من آلم فالحب ناره حارقه وأنا عاشقه ولا يوجد غيره يتمكن من انهاء آلامي واطفاء نيراني أين هو!.. 
فتضاعف توتر مين الممتزج مع غيرتها من تلك المجنونة وهتفت قائلة وهي تكبت غيرتها داخلها:- 
  - ليس هنا لقد ذهب،  والأن فلتغادري.. 
  - لا ان أغادر هذا البيت قبل رؤيته والحديث معهُ، قبل أخباره عن عشقي.. 
  صاحت بها وهي تتجه لتتمسك بأحد الأعمدة الموجودة بالمنزل قائلة:- 
  - لاااا لن أغادر هذا المنزل قبل رؤيته والتحدث معه، لن أسمح لأحد بأبعادي عنه.. 
فانتفضت مين بفزع من تصرفات تلك المجنونة التي أمامها، واحتارت ماذا عليها ان تفعل معها،  فأخذت تسب وتلعن تاي في سرها.. 

ـــــــــــــــــــــ 
في ذات الوقت كانت فرح جالسه على الأرجوحة بحديقة هذا  المنزل الفاخر والذي يشعرها بالملل،  لتنظر الى" أري" التي أجبرتها على الخروج اليها برفقتها قائلة:- 
  - القاعدة في البيت دا مملة أوي يا أري. 
  تنهدت أري بصمت ولم تجيب عليها وتابعت قراءة الكتاب القابع بين يديها،  لتتابع حديثها قائلة:- 
  - يا بنتِ أرغي معايا شويه بدل الصمت الكئيب اللي عايشه في دا، وأطلعي من اللي عايشه فيه دا وعيشي سنك، تعالي نتسلى شوية، أقولك تعالي نلعب شوية.. 
لم تعيرها اهتمام واستمرت بالنظر ألى الكتاب القابع بين يديها، تتظاهر بعدم المبالاة بها والبرود، بينما بداخلها بدأت تميل لها،  تشعر بها تهتم بها حقًا وليس كما تقول لها جدتها بأنها تحاول التقرب منها فقط لأجل والدها. أنها لا تيأس في محاولة التقرب منها، وفعل ما يسعدها، لقد بدأت حقًا تعتادها وتأنس في وجودها.. 
تأففت فرح بضيق من صمتها بينما تهتف قائلة:- 
  - ضروري أخرجك من البيت دا بأسرع وقت، طفولتك كلها بتضييع هنا مع الولية حماتي الجاحدة المحبة للسيطرة دي.. 
  ثم تابعت وهي تنظر اليها بينما تهتف بحماس قائلة:- 
  - تعرفي اول ما الفرح يخلص ونرجع بيتنا،  هخدك ونخرج سوا نروح مدينة الألعاب والسينما نتسلى سوا، وحتى كمان هنروح نعمل shopping ونخرب بيت أبوكي. 
  قالت جملتها بضحكه عالية، فرفت بسمه على محياه أري سريعًا ما أزاحتها.. 
لتقع عين فرح على والدة زوجها القادمة من البعيد باتجاههما فتغمغم قائلة:- 
  - يا ساتر استر يارب أنثى العقرب جايه علينا أهي،  يا تري إيه الأوامر الجديدة اللي هتمليها علينا.. 
ثم تابعت بهمس لها قائلة:- 
  - بت يا أري لو لتقيتيني هتهور عليها امنعيني، لأن صبري عليها فاض.. 
ومجددًا لم يأتيها رد منها، لكنها حركت حدقتيها بتوتر ووجل، حتى اقتربت منهما ووجهت حديثها بلغتها ألى آري 
لعلمها ان الأخرى لا تفهمها:- 
  - آري لما تجلسين مع تلك الفتاة!،  الم اخبرك قبلًا أن تتجنبيها!.. 
ارتبكت آري ونهضت من جوارها على الأرجوحة تنوي الذهاب، فأمسكت بها فرح التي لا تدري ما قالته لها،  لكنها فهمت أنها تريد منها الذهاب ودومًا ما تحثها على الابتعاد عنها وعدم الاختلاط معها،  بينما تهتف بتساؤل بالإنجليزية:- 
  - ماذا قولتِ لها!، أنا أريدها ان تبقى معي لنتسلى معًا قليلًا 
حينها هدرت بها قائلة:- 
  - حفيدتي ليست دميه لتتسلي بها، اتركيها لتنهي دروسها.. 
  -  لم أقول انها دميه،  كما أنها ايضًا ليست آلة لتفعل كل ما تأمرينها به، بالله عليكِ انها مجرد طفله،  دعيها تتنفس قليلًا،  أنتِ تقضين على طفولتها تمامًا.. 
سخرت منها قائلة:- 
  -  وهل سأتعلم منكِ يا فتاة كيف أتعامل مع حفيدتي!،  أنظري اليها أولًا وتحدثي، أنها في الثالثة عشر من عمرها وتتحدث ثلاث لغات بجانب لغتها الأساسية  الانجليزي  والفرنسية وكذلك العربية،  كما أنها دومًا ما تحصل على معدل دراسي عالًا، فأياك ان تتدخلي ابدًا في شئونها.. 
ثم تابعت وتناست وجود الصغيرة وقد شعرت بالغضب منها:- 
-ولا تظنين أنكِ ستبقين كثيرًا بيننا، فقد اقترب وقت مغادرتك، فيبدو ان ولدي وكما توقعت قد أصابه الملل منكِ سريعًا.. 
حينها نظرت بعدم فهم قائلة:- 
  - ماذا تقصدين.. 
  بابتسامه ونظرة شامته غمغمت قائلة:- 
  - سأخبرك أنه مع أمرأة أخرى بمنزله بينما أنتِ هنا.. 
  وما ان تسلل لمسمعها ما قالت حتى حركت رأسها برفض لما قالت وهمست قائلة:- 
  - مستحيل أنتِ تكذبين 
  بذات الابتسامة اردفت قائلة:- 
  - الاختيار لكِ في التصديق او لا،  لكن تلك الحقيقة وأذا اردتِ التأكد منها فالسائق سيقوم بتوصيلك لترى بنفسك مكانتك لديه.. 
  القت كلماتها السامه على مسامعها، فشعرت بدوار حاد يكتنفها، وهي ترى كل تلك الثقة بعينيها، فأصاب جسدها رعدة قويه بينما تشعر بالاختتاق، قبل أن  تتخذ قرارها بالتحرك والذهاب أليه والتأكد مما قالت، فتوسعت ابتسامة الاخرى انتصارًا،  بينما غلف التوتر ملامح أري التي تسللت من جوار جدتها ألى الداخل وهي تدعو أن تكون جدتها على خطأ وأن لا يفعل بـ فرح هذا ويتسبب في مغادرتها بعدما بدأت تروق لها، ففكرت ولأول مره بمساعدته،  ليس من اجله انما من اجلها فهي لا تستحق ان يحطم قلبها،  وقررت الصعود ومهاتفته وأخباره عن قدومها أليه،  لكن هتاف جدتها بأسمها منعها عن فعل ما أرادت، وتوقفت موقعها بينما  تراها تتقدم نحوها وتبدأ وصلة توبيخها لها، ثم أخبارها أن تذهب فورًا فقد حان وقت دروسها.. 
بينما فرح قد انطلقت برفقة السائق الذي كان لديه خبر مسبق من السيدة بمكان ذهابها،  والتي طلبت منه ان يسرع في الوصول إلى المنزل.. 
ــــــــــــــــــــــ 
في ذات اللحظة كان قد وصل لمسمع تشين الذي كان بالأعلى وقد عاد ألى  المنزل بعدما حدثته عن الأوراق الهامه الذي نسي أن يعطيها اياها، فعاد أليها بعدما كان ذاهبًا لرؤية فرح التي باتت تشعر بالملل من مكوثها تلك الأيام بمنزل والدتهُ، فتفهم شعورها هذا أفلم يجربهُ قبلًا،  لذا كان قد منحها وعدًا بأن يأخذها للتنزه هي وآري طفلته لتحسين علاقتهما قليلًا،  لكن أتصال مين منعهُ عن الذهاب أليها في الحال وعاد ليمنحها الأوراق المتواجدة بخازنة غرفته والذي طلب منه تشاو الحرص عليها، والذي حصل عليها وخرج من الغرفة يسلك الدرج وصولًا للأسفل، فتسلل لمسامعه تلك الجلبة بالأسفل،  فهتف متسالًا ما أن  وصل للطابق السفلي متجهًا نحو مين بينما يرمق تلك المتشبه بعمود منزله بتدقيق قائلًا:- 
  - ماذا يحدث مين ومن تلك؟. 
  غمغمت مين قائله وهي تقترب منه:- 
  - انها فتاة تريد تاي وترفض المغادرة تشين رغم إخباري لها بعدم تواجده.. 
  بينما تظاهر تاي بأنه قد ادرك هويتها الأن  فنظر أليها بنظرة زيف بها الغضب بينما زيف به نبرته كذلك:- 
  - أنتِ مين أذًا!،  تلك الفتاة التي تسرقه مني.. 
  وتظاهر برغبته بالانقضاض عليها،  لتتحامي هي بتشين بوجل من تلك المجنونة بينما حاول تشين إبعادها عنها،  لتتراجع مين للخلف بينما هو يتمسك بتاي المؤدي لشخصية يوناا وهو يهدر صارخًا:- 
  - اتركني لأقتلها تلك التي تسرق مني حبه،  اتركني  أريد تلقينها درسًا وإبعادها عنه.. 
وكلماتها تلك تجعل تشين يقيدها جيدًا بينما يهتف موجهًا حديثهُ ل مين:- 
  - حسنًا يبدو أنها فاقدة تمامًا لعقلها،  لذا تحتاج للشرطة حتى تقوم بأعادته لها،  لذا هاتفي الشرطة فورًا مين.. 
  حينها ارتعد تاي  المتلبس لشخصية يونا وهتف بهم قائلًا بنبرة رجاء:- 
-لا الشرطة لا أرجوكم، انت تشين تحب مؤكدًا وتشعر بي،  كما أن الحب مؤلم وأنا عاشقه وتلك سارقه لحبيبي.. 
كانت مين بعيدة نسبيًا عنها تشعر بالغيظ من تلك وايضًا الخجل من تشين الذي بدى عليه الأصرار على موقفه وجلًا من تلك المجنونة عليها، فأرتبك تاي وتوتر وفكر أن عليه كشف ذاتهُ له حتى لا يفضح أمامها،  بل وأمام الجميع،  لذا همس له قائلًا وقد عاد لنبرتهُ الرجولية الذي عرفها تشين فور تحدثه بها:- 
  - لا تستدعي الشرطة واستمع لي  أنه أنا تاي.. 
  توسعت عينه بصدمة بينما يناظره بتدقيق لحالته تلك،  غير مستعب لما يقول وقد صدق ان من أمامه أمرأة حقًا وما كاد أن يتحدث، حتى تسلل لمسمعه همسه بنبرة رجاء:- 
  - أياك تشين أن تكشف أمري وأفضح أمامها، دعها تذهب وسأروي اك كل شيء،  أرجوك لا تقوم بأحراجي أمام من أحب.. 
  صمت للحظات وهو ما يزال مشدوهًا،  بيننا يستمع لرجائه المتكرر بعدم فضحه، فينفض صدمته وينظر ألى  مين التي تقف تنتظر أوامره وهتف قائلًا:- 
  - حسنًًا مين يمكنكِ أنتِ الذهاب وأنا سأتعامل معها.. 
  لم تتحرك من موضعه بينما تناظره برفض،  فأعاد ما قال بأصرار يطل من عينيه:- 
  - قولت اذهبي مين وأنا سأتعامل معها.. 
  أمأت لهُ برأسها بالأيجاب مع أصراره،  وتحركت تجلب حقيبتها من ثم هتفت قائلة:- 
  - هل انت متأكد تشين 
  اماء لها مؤكدًا،  فهتف تاي قائلًا بذات الدراما:- 
  - لا تظن 
  - ِ بأنني سأتركك يا فتاة،  تاي لي أنا.. 
  تجاهلت مين الرد عليها،  وتحركت مغادره المنزل، لتستقل سيارتها فورًا،  في الوقت الذي ترك فيه تشين تاي ووقف أمامه هاتفًا بذهول:- 
  - ما هذا الجنون أيها الأحمق!،  ماذا فعلت بنفسك!،  تبدو تمامًا كالفتيات.. 
  اعتدل تاي وعدل من هندمه قائلًا:- 
  - أنها ملابس شخصية يونا التي أقوم بتصويرها،  وأردت استخدامها لأثارة غيرة مين.. 
  - مين!،  أنت ومين!.. 
  هتف بها مشدوهًا وتابع قائلًا؛- 
  -لم اتخيل أبدًا هذا، أن تكون انت ومين معًا أنكما مختلفان كليًا.. 
انزعج تاي مما قال وهتف قائلًا:- 
  - وماذا في هذا نعم مختلفان لكن بأمكاننا أن نكون معًا مثلك أنت وفرح،  فأنتما من عالمين مختلفين تمامًا ومع ذلك أنتما الأن معًا،  وأنا أحب مين بصدق،  أحبها حبًا تشين.. 
  قالها بنبرة صادقه يشوبها الحزن،  فتأثر بها تشين،  في الوقت الذي تابع وهو يحتضنه قائلًا:- 
  - أحبها كثيرًا يا صديقي،  ساعدني مثلما ساعدتك.. 
  وخلال هذا كانت فرح قد وسلت بالفعل ألى  المنزل،  وترجلت من سيارتها بخطوات سريعة، غاضبه وجسدًا ينتفض رعبًا وترقبًا،  بينما بداخله تدعو ان تكون تلك المرأة غاضبه ولا يفعل بها تشين هذا، حتى وصلت ألى باب المنزل الرئيسي المنفرج وترددت للحظات خوفًا مما قد ترى،  لكن بالنهاية فعلتها واقتحمت المنزل لترى بعينيها وجوده بالمنزل برفقة تلك الفتاة حقًا،  للوهلة الأولى اصابتها الصدمة ثم غلت الدماء بعروقها حتى كادت ان تذيب جدران تلك العروق، فلم تعي على ذاتها وهي تندفع نحوهما والغضب يتبخر من كل انشًا بها:- 
_ يا نهارك أسود ومطين يا  تشن يا ابن هوان بتخوني!.. 

انتفض متفاجئًا من وجودها الأن وفي تلك اللحظة، بينما يتسلل ألى مسامعه ما قالت ، فحرك رأسه بالرفض سريعًا لفهمها الخاطئ للأمر، بينما يأتي همسًا من ذاك الذيل انتفض خلفه  يترجاه بعدم فضح الأمر، فيلكزه لاعنًا، بينما يتلعثم قائلًا بنبرة رجاء:- 
  - فرح أنتِ تفهمين خطأ، الأمر ليس كما تظنين انتِ!، سأشرح لكِ.. 
  لكنها لم تستمع لهُ ولم تهتم،  وهدرت به ساخرة:- 
  - ليس كما أظن إيه يالا!، دا انا شايفكم بـ عينيا.. 
قالت ما قالت وقد وصلت أليه، فحاول ايقافها والحديث معها قائلًا :- 
- اهدئي فرح وسأخبرك، أقسم لك  ليس كما تظنين انتِ أنهـــ. 
لكن قطع حديثه ركلتها العنيفة لهُ اسفل معدته لينحني سريعًا متأوهًا وهو مشدوه مما فعلت بينما تهدر به:- 
- وأنا هستني تشرح لي، دا أنت يومك معايا اسود أنت وهي معايا، 
ثم ركلته مجددًا بينما تهتف قائلة:- 
-أتقل كده يا نجم دي عينه بس على ما أشوف الحلوة أم شعر  ملون دي وبعدين أرجعلك من جديد.. 
قالتها وهي تشمر عن ساعديها، لتتابع قائلة قبل أن تنقض عليها:- 
  - بمبى يا بت صابغه لي شعرك بمبى!.. 
   قالت جملتها وهي تهجم على ذاك الذي انتفض بذعر بعيدًا يهرول للهرب من براثنها، عازمًا على أن لا يقع بين ايديها ويفضح أمره، وإلا فسيكون مسخرتها للأشهر القادمة، بينما هي أسرعت خلف تلك التي تهرول هربًا منها قائلة:- 
  - مش هسيبك هتروحي مني فين، هجيبك من شعرك البمبى إللي فرحانه بيه دا وهقطعه شعره شعره وهحسرك عليه.. 
  قالتها وهي تلاحقها من مكان لأخر، بينما تراها تصعد فوق الأريكه لتلحق بها،  لتقفز من عليها، بينما تشين مازال منحنيًا  ممسكًا بأسفل معدته بألم، حتى واخيرًا مدت اناملها لتنقض على خصلات شعرها، لتتفاجئ بشعرها وقد انتزع من على رأسها والآن يقبع بين يديها لتنظر ألى تلك التي فلتت منها ثم ألى تلك الخصلات التي تمسك بها بذهول، لتنقل بصرها أليها مجددًا ثم ألى تشين بنظرة نارية قائلة:- 
  - دي طلعت قرعه وشعرها عيره، بتخوني مع وحده قرعه يا ابن هوان. 
قالت جملتها وهي تلحق مجددًا بمن رأتها تهرع لتختبئ خلفه وقد اعتدل مقاومًا ألمه بينما يتسلل صوتها اليها بشيء تجهلهُ، لكن نبرة صوتها تشعر بها مميزه لها وتعرفها، لكن  غضبها قد سيطر عليها  وأقسمت على الوصول أليها وسعت لهذا، لكنه كان يمنعها وهو يهتف قائلًا بينما يراها تمد يديها وتجذب من يقبع خلفه من فستانه فينشق من علي منطقة الصدر فتنظر أليها بقرف بينما تراها تسرع بتغطية جسدها،  لتهتف قائلة باشمئزاز:- 
  - وكمان عاملة زي مصاصة القصب لا معروف هي ولد ولا بت، دا انت طلع ذوقك عره ومعفن، ثم نظرت حولها، فوجدت سكينة الفاكهة موضوعه على الطاوله، فالتقطتها بيديها، بينما تنظر أليهما بغضب يتبخر من كل أنشًا بها قائلة:- 
  --إلا قولولي بقى عايزينها عياقه ولا زواقه ولا وحده يحتار فيها الأطبة.. 
قالتها وهي تحرك يديها بالسكين كتهديد لهما،  فما أن رأى الأمور تزداد سوءٍِ، خاصه مع نظرة الشر التي تلتمع بها مقلتيها، فهتف موضحًا لها الأمر متجاهلًا رغبة الاخر ورجائه له وهو مازال يمنع وصولها ألى المختبئ خلفه قائلًا:- 
  -  توقفي أنها ليست فتاة كما تظنين يا غبيه.. 
حينها توسعت عينيها بصدمه عبر عنها لسانها قائلة:- 
  - ولد  !،  نهار  أسود بتخوني مع ولد!، أنت طلعت منهم يا ابن هوان البومه.. 
وما أن تفوهت بتلك الحماقة حتى انتفض مبتعدًا عن ذاك الذي يتحامى منها به بقرف بينما يصيح بها قائلًا:- 
  -   ماذا يا غبيه!،  ما الذي تتفوهين به! أنه تاي يا عمياء إلم تتعرفين عليه بعد!. 
  وما ان قال هذا، حتى وجهت بصرها نحوه، تدقق في ملامحهُ المتوارية خلف اطنان من مواد التجميل، والذي وجدته يومأ لها بتأكيد وقد قرر النجاة بحياته عبر أخبارها بهويته الحقيقي بينما يهتف بالأنجليزبه لتفهمه:- 
  - اجل أنا تاي اقسم لكِ أنا هو وليس الأمر كما تظنين أبدًا، أنا احب مين تلك الغبيه وفعلت هذا لأثارة غيرتها فقط عبر أخبارها اني أعشقني ومهوسه بي فتدرك قيمتي وتعترف بعشقي .. 
  نظرت اليه بعد م استيعاب لهدره،  بينما تابع هو قائلًا وقد ظن انها لم تصدق بعد: - 
  - سوف أثبت لكِ انتظري سوف أزيل تلك المساحيق عن وجهي. 
  وتحرك يبحث عن أي شيء حوله، ليلتقط بضعه من المناديل الورقية الموضوعة على الطاولة ويبدء بإزالة تلك المساحيق، بينما يهتف قائلًا:- 
  --أنظري أنه أنا تاي ألم تعرفيني بعد! 
حينها دققت في ملامحه والتي من وجهة نظرها متشابهة مع الجميع هنا ولا تستطيع التفرقة بينهما، فجميعهما سيًا لا فرق بينهما، لكن نبرة صوته وكذاك شعره الأحمر وذاك القرط بأذنيه هو ما جعلها تتعرف عليه، ثم لتتضح لها ملامحه شيئًا  فشيء كلما أزال تلك المساحيق عن وجهه، لتتشدق قائلة:- 
  -ايه إللي أنت عمله في نفسك دا يا منيل الله يخربيتك!.. 
ثم نقلت بصرها بينه وبين تشين الذي  رأته يقف موضعه بتحفز بينما يرمقها شزررًا:- 
  -منك لله يا شيخ شككتني في تشين.. تشينو حبيب قلبي.. 
ثم ألقت له قبله بالهواء، ورسمت ابتسامه سمجه على شفتيها بينما تهتف قائلة:- 
  - سوء تفاهم.. قدر ولطف، المهم أن كلنا بخير، وما حدش أتأذى، هرجع أنا مكان ما جيت، هوان زمانها على نار هناك، هروح افقع لها مرارتها واحرق دمها بالحقيقة.. 
  قالت جملتها وهي تخرج هاتفها وتفاجئ تاي بالتقاطها صورة لهُ:- 
-دي هخليها للذكرى. 
توسعت عينيه بتفاجئ بينما هتف قائلًا :- 
- ماذا تفعلين انتِ!، لما قمتِ بالتقاط صورة لي هكذا!، احذفيها فورًا فرح.. 
  اعترضت قائلة وهي تعيد الهاتف ألى جيب بنطالها:- 
  - أنسى يا واد يابت أنت 
  ثم نظرت ألى تشين قائلة:- 
-ابقى ترجم لهُ اللي قولته يا حب.. 
ثم ألقت قبله بالهواء له متجاهلة نظراته النارية بينما تهتف قائلة وهي تتحرك صوب الباب:- 
-يلا أخلع أنا.. 
وقبل ان تتحرك خطوة، تفاجئت بمن يقبض عليها من ثيابها من الخلف كالمجرمين تمامًا، بينما يهسهس من بين شفتيه 
-حقًا تغادرين هكذا ببساطه، بعد كل هذا الجنون !، 
امأت برأسها قائلة:- 
  - ما قولنا سوء تفاهم وحصل خير يا نجم،  ما تبقاش قفوش كده!.. 
  - قق قفوش!.. 
  كرر ما قالت بعدم فهم،  فأمأت برأسها قائلة:- 
  - ايوة يعني بتحبكها كده وبتقفش على الوحدة،  خليك رواح كده وعديها يا حبيب قلبي.. 
  حرك رأسهُ بيأس بينما يهتف قائلًا:- 
  - ما الذي تقولينه انتِ،  تحدثي بلغه أفهمها،  هل تلك العربية!.. 
هزت رأسها بابتسامه سمجه وهي تسخر قائلة:- 
  - لا دي مش لغة سيبس تون اللي تعرفها دب بتاعة ولاد البلد اللي زيي كده،  مسيري أعلمها لك ما تقلقش،  كم شهر كده معايا وهتبقى لبلب ولا كأنك عشت عمرك كله في البلد. 
  قالتها وهي تربت على صدرها بذات الابتسامة التي تجعلهُ يرغب بقتلها، في ذات الوقت الذي  تسلل لمسامعها صوت تاي النزق الذي يقف موضعه ويتابعهما قائلًا:- 
  - ماذا تشين الن تجعلها تحذف تلك الصورة!. 
  حينها وجه تشين بصره اليه بنظرة غاضبه، متوعده لهُ كذلك، جعلت تاي يرتدد للخلف خطوة قائلًا  :- 
-ماذا!،  لما تنظر لي هكذا!. 
أغمض عينيه لوهله وقام بسحبها من ثيابها الذي ما يزال ممسكًا بها باتجاه الأريكه وأجلسها عليها بينما يهتف بنبرة  بتحذير:- 
  - ابقي هنا أياكِ والتحرك من موضعك فرح.. 
امأت لهُ سريعًا برأسها،  فأبتعد عنها باتجاه تاي الذي ينظر اليه بارتياب، لتتعرقل قدمه بخصلات الشعر المستعارة الذي كان يرتديها الاحمق الذي أمامه،  فانحنى بجزعه وألتقطها بيديه وتابع تقدمه نحوه ألى  أن  وصل أليه،  فقام بقذفها أليه، ليلتقطها الآخر وهو ما يزال يرمقه بتلك النظرة المرتابة،  
قبل ان يراها يمد ذراعيه باتجاه ساعده ويقوده باتجاه باب المنزل،  ليقوم بأفراجه بالأخر بينما يهتف به قائلًا:- 
  - غادر من منزلي تاي الآن هيا عاود ألى منزلك، كان من  الخطأ الموافقة على بقاءك، فأنت حينما تتواجد تكون المصائب، هيا اذهب الآن!. 
حاول تاي إيقافه بينما يهتف باعتراض قائلًا:- 
-ماذا!،  هل تتخلى عني تشين الآن وتطردني من منزلك هكذا!. 
اماء برأسه قائلًا:- 
-نعم أفعل، هيا اخرج من هنا .. 
قال جملتهُ ودفعه الي الخارج من ثم أغلق الباب خلفه،  فطرق على الباب قائلًا بنبرة استعطاف:- 
  - تشين افتح الباب لأبدل ثيابي وأخذ أغراضي.. 
احاب قائلًا  من خلف الباب رافضًا فتحهُ:- 
  - لا لن افتح اذهب بتلك الهيئة التي جئت بها،  هيا اذهب.. 
  قال جملته متجاهلًا طرقه للباب، تزامنًا مع تسلل ضحكتها ألى مسمعه بينما تهتف قائلة 
  - جدع والله يستاهل،  دا هيبقي مسخره. 
حينها التفت أليها بنظرة ناريه جعلتها تتوقف عن الضحك وتنتفض من على الأريكه قائلة بتوتر وهي تراه يتقدم صوبها:- 
  - أنا كمان تأخرت ولازم أمشي،  هوان أمك زمانها على نار.. 
  تابع تقدمه نحوها بتلك النظرة الخطيرة التي جعلتها تزدرد ريقها بتوتر، حتى وصل أليها حينها أردف قائلًا:- 
  - تريدين المغادرة!. 
  أمأت برأسها بتوتر،  فهتف قائلًا وهو يرمقها بنظرة خاصه:- 
  -هكذا ببساطه بعد كل تلك الفوضى !،  وكأنكِ نسيتِ ما فعلتِ معي منذ قليل!. 
هربت بحدقتيها بعيدًا بتوتر بينما تهتف قائلة:- 
  - آه دا!،  ما قولنا سوء تفاهم والمهم أن كلنا بخير.  
  بذات النظرة التي تربكها، أردف قائلًا بنبرة هادئة:- 
  - حسنًا سأدعك تذهبين!. 
تنهدت براحه قبل ان يتسلل لمسمعها باقي جملته قائلًا:- 
  - لكن ليس قبل ان أتأكد مما تقولين!. 
  حينها ناظرته بعدم فهم، فهتف قائلًا  بذات النبرة:- 
  - أننا جميعًا بخير،  أو بالأصح أنني بخير  زوجتي العزيزة.. 
ختم جملته عامدًا متعمدًا بذاك اللقب حتى يصل أليها مغزى مقصده والذي باغتها بحمله لها على كتفه بسرعه قبل حتى أن تستعب، لتتسع عينيها بصدمه بينما تصيح قائلة وهي تتلوى بعنف ليتركها:- 
  - بتعمل أيه يا تشين نزلني..




الفصل السادس عشر الاخير 

لن أفعل قبل أن افعل ما قولت فرح، فأهدئي حتى لا  تتأذي 
  هكذا أجاب عليها بأصرار بينما يتحرك صوب الدرج بها صاعدًا ألى  غرفته،  متجاهلًا ركلتها وتلويها رغبه في أن يتركها،  بينما تهدر به أن يتركها،  حتى وصل بها الى الغرفة، فدلف اليها وأغلق بابها بقدمه،  من ثم اتجه بها نحو الفراش وألقاها على الفراش،  فتحاول النهوض،  لكن منعها بجسده الذي قيدها به،  مشرفًا عليها من علو، فتلعثمت قائلة بارتباك وبد بدأ قلبها بصخبه المعتاد قربهُ:- 
  - شين سبني لو سمحت!. 
  - لن أفعل فرح أخبرتك قبلًا.. 
  همس بها بنبرة صوت اجش بينما يتطلع بها بنظرات متولها بها،  عينيه تغرقان في زرقة عينيه وملامح وجهها الناعمة،  ليطبع قبله صغيرة على شفتيها من يهتف قائلًا  وهو يعاود النظر أليها:- 
  - ما هذا الجنون الذي كان بالأسفل!. 
  - بس دا مش جنون،  دا حب وغيرة.. 
  قالتها باعتراض لوصفه للأمر، فغمغم:- 
  - عشق وغيرة أي عشق هذا يجعلك تركليني هكذا!.. 
  - طب هو أنا كده عملت حاجه،  دا كانت عينه صغيرة كده،  انما الثقيل كان جاي يا روحي إحنا العربيات مش بنكتفي برش المياه أو العصير، إحنا بننهي بالضربة القاضية يا بيبي ولتبقى لينا لا ما تبقاش خالص،  فخد بالك زوجي العزيز.. 
قالت جملتها الاخيرة بغمزه،  جعلته يناظرها بصدمه قائلًا:- 
  - عشقك عنيف زوجتي العزيزة،  لكنه للأسف يروق لي ككلك... 
قال ما قال بابتسامه تحتضن محياه، من ثم خص شفتيها بقبلة أخرى من ثم هتف بنبرة صوت مبحوح:- 
كيف أقتحمتِ حياتي هكذا وآتيتِ الي  لتسلبي مني قلبي ومشاعره وتقلبين حياتي رأسًا على عقب لأهيم عشقًا بكِ وأجد نفسي غارقًا بكِ وببحر عينيكِ.. 
النبض بصدرها بات جنونيًا، يطرق بعنف في صدرها فيكاد يحطم تلك الضلوع، بينما تغيم عينيها عشقًا به،  فتحتضن شفتيها ابتسامه بينما تهتف قائلة:- 
  - تقنيًا أنت إللي اقتحمتِ حياتي، أنا كنت في بلدي وفي شغلي وأنت إللي طبيت عليا زي القضا المستعجل وشقلبت حياتي وسرقت مني راحة بالي ولعنتني بحبك.. 
  لم يفهم كالمعتاد على مصطلحاتها، فكررها بانشداه قائلًا:- 
  - القضا المستعجل.. ما معناها 
  قهقهت قائلة:- 
- القدر يعني Destiny means بس سريع  
همهمم باستيعاب بينما يلامس أنفه بأنفها هامسًا ببحه:- 
  - أحبك فرح أحبك كثيرًا واكتفيت حقًا من بعادك ومن هذا الزفاف السخيف وتحضيراته التي تجعلك تبتعدين عني،  لذا لن أنتظر أكثر،  أريدك فرح.. أريدك بجنون زوجتي.. 
عاد أليها ارتباكها بينما اجتاحها بعض الوجل، لتهتف قائلة بنبرة تجلى فيها توترها:- 
  - ألم نتفق قبلًا أن ننتظر للزفاف تشين.. 
  -ولما ليس الآن فرح، أننا متزوجان بالفعل.. 
هكذا قال وقد عقد حاجبيه برفض وبدى الأصرار يلتمع بعينيه، فحاولت التوضيح قائلة:- 
  - صدقني الموضوع يستحق الانتظار،  أنك تعيش  الليله كاملة، لما تكون المرة الأولى في كل شيء بداية من فستان  الفرح مع النظرة الأولى ليا والرقصة الأولى بينا وأخيرًا اللمسة الأولى بعد كل دا بتكون مميزه جدًا وعندي رغبة أعيش كل اللحظات دي معاك.. 
  تنهد بقوة لافظًا أنفاسه الحارة،  بينما يستند برأسه على جبينها قائلًا  بنبرة صوت أجش:- 
  - لأجلك فرح انتظر، لأجلك فقط وإلا أنا لا أهتم بكل هذا،  فقط أنتِ وقربك ما أريد بأي طريقه كانت،  لكن سنعجل بالزفاف، لن انتظر أكثر ولا أريد تلك التقاليد السخيفة التي تتحجج بها والدتي.. 
أمأت لهُ بابتسامه بينما أناملها ترتفع نحو خصلاته تشعتها لتثير من غضبهُ وحنقه المعتاد كلما فعلتها، مما جعله يرفع رأسه يطالعها بنظرات غيظ هاتفًا:- 
  - مجددًا يا فرح!،  تريدين أثارة غيظي هااا!،  حسنًا لقد نجحتِ وسأنتقم منكِ بطريقة لذيذة.. 
  قالها وبدأ بدغدغتها، فتعالت صوت ضحكاتها ورجائها أن يتوقف،  فهتف قائلًا من بين ضحكات تتقطع في عمق القلب المرتج بصدره:- 
  - لن اتوقف قبل أن تقولين أحبك زوجي العزيز بصوتًا عال.. 
من بين ضحكاتها:- 
-ماشي هقول هقول بس كفاية.. 
  - قوليها لأتوقف.. 
  فأمأت لهُ وقالتها بصوتًا عالًا  كما رغب تمامًا:- 
  - بحبك تشين،  بحبك جدًا جدًا، بحبك. 
  ومع نهايتها كان يجيب عليها بطريقته، يتذوق حلاوتها من بين شفتيها، فينعم بمذاق العسل اللاذع،  فيفقد سيطرته أكثر بقربها وبث غرامه لها، متجاهلًا رنين هاتف المنزل الذي يصدح مجددًا، حتى زحف أليها وعيها  حينما تسلل رنين الهاتف  لمسامعها  فأخذت منهُ حجه لها، لتهتف بنبرة متقطعة:- 
- تشين الهاتف.. 
- لا تهتمي به.. 
غمغم بها وهو هائم في عشقها، فاعترضت قائلة حينما عاد الرنين :- 
  رن تاني تشين، ورن قبل كده وتجاهلتهُ،  ممكن يكون حاجه مهمه لو سمحت رُد.. 
  قالتها برحاء فتنهد بقوة لاعنًا بينما ينظر أليها بأنفاس لاهثه،  ليهتف قائلًا:- 
-حسنًا سأرى من المتصل،  لكن أياكِ والتحرك من موضعك.. 
ثم نظر حوله والتقط وشاحًا ما ملقًا على الفراش:- 
  - حسنًا أنا لا أثق بكِ ولا أضمن بقاءك قد تهربين فورًا.. 
قالها وهو يلتقطه، من ثم يقيد يديها به تحت نظراتها المصدومة الذي عبر عنها لسانها:- 
-أنت بتعمل أيه؟ 
أجاب بلا مباله بينما يتابع ما يفعل:- 
-أقيدك بالفراش زوجتي. 
لكن الصوت الذي تسلل من المجيب الآلي جعلهُ يتوقف عما يفعل، حينما صدح صوت أبنتهُ آري قائلة  بنحيب:- 
  - تشين.. أقصد والدي .. فرح قادمه إليك، جدتي أخبرتها أن هناك أمرأة أخرى معك الآن وطلبت من السائق ايصالها اليك، وأنا لن أسامحك مطلقًا أن كان هذا صحيحًا،  أن كسرت قلب فرح وغادرتنا، لن أغفر لك أبدًا فهمت!.. 

أنهت كلماتها بنبرة باكيه جعلتهُ مصدومًا مما سمع،  بينما تسلل لمسمعه صوت فرح وهي تتسأل بقلق:- 
  - آري فيها أيه وبتعيط ليه!،  قالت لك أيه بلغتكم إللي مش فاهمه فيها كلمه دي. اكيد أمك زعلتها أنا عارفه،  فكني عشان أروح أشوف الولية الحربايه دي.. 
قالت جملتها وهي تحاول التملص منه وقد تجهمت ملامحها بضيق وغضب من تلك المرأة المتسلطة التي تقضي على طفولة تلك الصغيرة، لكنها تفاجئت بابتسامه تحتضن شفتيه بينما يباغتها بقبله أخرى اكثر عمقًا، جعلتها تنصدم من فعلته، ولم يتركها إلا بعدما بدأت بضربه بصدره حاجة للتنفس، فابتعد عنها ناظرًا إليها بعينين وامضتين بالعشق قائلًا ما ان هتفت بتذمر مما يفعلهُ وأن يدعها لتذهب:- 
  - لا أعرف ألى أي مدى سأعشقك بعد فرح!،  لقد قالت لي ابنتي والدي لأول مره فقط بسببك،  كما أنها تبكي لأجلك وتنهرني عن أحزانك، أن ابنتي قد تعلقت بكِ وتخشى فراقك،  لقد أحبتك تمامًا كوالدها.. 
  توسعت عينيها بتفاجئ والتمعت عينيها بالدموع تأثرًا،  بينما تنظر أليه قائلة:- 
  -وأنا بحبكم أنتم الاتنين، أنت وآري بحبكم جدًا.. 
فتبسم لها بحب وأنامله تلامس وجنتها بحنان مأردفًا:- 
  - أنتِ حقًا فرح كمعنى أسمك، أضفتِ البهجة لحياتي.. 
شعرت بضعف قلبها وتأثرها لكل ما يحدث،  فنفضت عنها هذا التأثر وحمحمت قائلة:- 
  - مش وقته الكلام دا ويلا نروح لها نطمنها،  أن مفيش حاجه من دي وأني مستحيل أسيبكم،  مفيش حد بيتخلى عن عيلتهُ وأنتم عيلتي.. 
  ثم انزوت شفتيها بابتسامه قائلة:- 
  - وبصراحه كده كمان هموت وأشوف وش هوان لما تلاقيني داخله أيدي بأيدك وتعرف أني قاعده على قلبها.. 
قالتها وهي تراقص حجبيها،  فتوسعت ابتسامه،  بينما يقرص وجنتها اليمنى ويخص الأخرى بقبله قائلًا بنبرة صادقه:- 
  - أحبك فرح.. 
قالها وشفتيه تعرف طريقها، ليبتعد عنها بعد لحظات مع أصرارها على الذهاب من أحل آري، وقد بدى أنه يتردد في بالذهاب فورًا،  تاركًا تلك الفرصة بوجودها وقربها، لكن حسم أمره بالنهاية وخشع لها من أجل أبنته، قائلًا  :- 
  -حسنًا هيا لنذهب أليها سويًا.. 
وبعد بضعة دقائق كانوا يستقلون السيارة،  بينما يقودها حيث منزل والدته،  والذي ترجل منها فور وصوله وساعدها كذلك على الترجل، ليحتضن كفها الصغير بين يديه ويدخلان معًا يدًا بيد ألى الداخل حيث والدتهُ الجالسة على الأريكه تحتسي فنجانًا من  شاي الميهو تشا، لتسعل بصدمه وتجحظ عينيها تفاجئًا خاصه مع ابتسامة فرح الواسعة حتى وصل أليها كلاهما ونظر اليها تشين بملامح متجهمه كابتًا غضبه عنها بصعوبة لما فعلت،  لقد أرادت افساد العلاقة بينه وبين زوجتهُ،  كيف تفعل هذا به!،  كان يجدر بها ان تتستر عليه بدلًا من فضحه،  لذا غمغم قائلًا بنبرة  مشحونة بالغضب:- 
  - لقد قررنا أنا وفرح تقديم موعد الزفاف.. 
كان يتحدث معها وعينيها على فرح التي تراقص لها حاجبيها مع ابتسامة واسعه بينما تتشبث بذراعه،  ليلاحظ نظرات والدته أليها،  فيستدير بوجهه نحوها،  لتسرع فرح بحجب ابتسامتها والتوقف عما تفعل تتظاهر بالعبوس،  بينما تهتف قائلة:- 
  - هطلع أنا أطمن على آري.. 
حينها هتف قائلًا:- 
  - انتظري فرح سآتي معك.. 
ثم نظر إلى والدته قائلًا:- 
  - الفرح سيتم في نهاية الأسبوع،  أمامك ثلاثة أيام لتنتهي من التحضيرات التي تريدينها.. 
ثم تركها وجذب يد فرح قائلًا:- 
  - هيا فرح لنري آري 
  الا انها اعترض قائله:- 
  - ممكن تسبقني تشين لعندها،  ثواني وهحصلك.. 
رمقها بنظرة تساؤل،  فأردفت قائله:- 
  - محتاجه اتكلم خمس دقايق مع والدتك.. 
  نقل بصره بينهما بقلق،  فرسمت ابتسامه على شفتيها قائله:- 
  - متقلقش بس اعتقد أننا محتاجين نتكلم شوية انا وهي ونحط النقط على الحروف.. 
  تسأل بعدم استيعاب:- 
  - نقط ماذا التي ستضعينها على الحروف لا افهمك. 
  تنهدت قائله:- 
  - تشين مش وقته هشرح لك بعدين،  أنت روح لـ آري وسبني أتكلم معها شوية وهحصلكم. 
  نظر أليها وعلامات الرفض تكلل ملامحه،  فرمقته بابتسامه مع أماءة من رأسها،  فلفظ تنهيدة وهو يستجيب مبتعدًا، 
وما ان غادرت حتى استدارت إليها بنظرة شامته وابتسامة انتصار جعلت الأخرى تغلي من شدة الغضب الذي كبتته داخلها بينما تنظر أليها بجمود تواري غيظها بانتظار ما ستقولهُ لها، لتهتف بنبره بارده وهي تحافظ على نظراتها الشامتة وابتسامتها المنتصرة قائله بالأنجليزبه:- 
  - اريد أخبارك شيئًا هام،  وهو أنكِ مهما حاولتِ تفريقنا أنا وهو لن تستطيعين، هو يحبني وآري تحبني مثلما أحبهما كذلك، وأنا لن أتخلى عنهما مطلقًا لذا تقبلي وجودي بينكم أو ستخسرينهما مؤكدًا والقرار لكِ.. 
انهت كلماتها وصلت أليها ظهرها بعدم اكتراث تلحق بتشين زوجها.. 
ــــــــــــــــــــــــــــ 

كانت الصغيرة تبكي على فراشها بخوف من فقدان فرح تلك التي منحتها محبه واهتمام لم تحصل عليهما إلا منها، كما أن علاقتها بوالدها تحسنت كثيرًا منذ اقترانه بها، فبات يتودد أليها ويسعي للتقرب منها بتوجيهاتها لهُ، لقد أضحت حياتها أفضل في تلك الأيام القليلة التي قضتها معها، هما الافضل على الأطلاق بكل حياتها،  وهي حقًا باتت تعني لها ولو تظاهرت بغير هذا ، بألأيحاء بأنها لا تكترث لوجودها من عدمه ألا أنها أدركت كل هذا ما أن شعرت بأنها على وشك خسرتها، فأغتالها الخوف من هذا. 
طرق على الباب أعقبه أنفرجُه وظهور والدها الذي  جعلها تنتفض من على الفراش باتجاهُ بينما تهتف بتساؤل قلق:- 
  - أين فرح؟،  هل ذهبت؟  أحزنتها فذهبت أليس كذلك، أخبرني. 
  كانت عبراتها تنساب وجلًا،  وهو مصدومًا منعقد اللسان،  فحاول تهدئتها قائلًا:- 
  - أهدأي آري، لا شيء من هذاــــــــــــــــ 
قطعته بصراخها بأسمها وقد أبصرتها عينيها تقف على عتبة الغرفة، فأسرعت بالتحرك صوبها، فالتقطت ذراعيها وجذبتها ألى أحضانها تهدئها بينما تسألها بتهدج:- 
  -أنتِ لن تذهبين أليس كذلك فرح،  لن تتركينا، أنا لن أسامحه مطلقًا إذا فعلتِ.. 
تأثرت بشدة من حديثها وهذا الخوف الذي استشعرتهُ من خسارتها، فهدئتها بنبرة غلفها التأثر:- 
  -آري أهدئي أنا هنا في مكاني بينكم، ومش هروح لأي مكان تاني.. 
ثم هتفت بمزاح وهي تبعد وجهها لتناظرها:- 
  - يعني قاعده على قلبكم ومربعه ومش هتتخلصوا مني بسهوله.. 
ثم تابعا قائله بنبرة هادئة:- 
- ثم والدك لم يفعل شيئًا مما قالته جدتك،  هناك سوء فهمًا قد حدث،  سأروي لكِ كل شيء وسنضحك معًا كثيرًا،  لكن الآن لدينا خبر رائع لكِ:- 
ثم اشارت لذتك الذي يقف بابتسامه يناظرهما، ليومئ لها ويتقدم نحوهما، لينحني كذلك ويقرب أبنته أليه لتناظره قائلًا:- 
-آري أنتِ ابنتي وأحبك كثيرًا، وربما لم أعرف كيف أظهر لكِ هذا الحب وانشغلت بعيدًا عنكِ كثيرًا ولم اتمكن من أشعرك به،  لكن اعدك كل شيء سيتغير،  سوف تحصلين على كل ما حُرمتِ منه صغيرتي الحب والعائلة.. معًا سنكون عائله رائعة.. 
قال جملته الأخيرة وهو يرفع أنامله ليجذب يد فرح كذلك من ثم استطرد قائلًا:- 
- لذا نريد أخبارك أننا قررنا تقديم موعد الزفاف لنهاية الاسبوع هل هذا يناسبك صغيرتي!. 
تبسمت الصغيرة وامأت بالموافقة قائله:- 
  - ان كان هذا سيضمن بقاء فرح الي الابد موافقه.. 
  تبسمت شفتاه بينما دمعت عين فرح تأثرًا وللخروج من حالة الشجن تلك حاولت المزاح قائله:- 
  - بل هذا سيضمن لكلانا الخروج من هذا المنزل الأشبه بالسجن سريعًا وإلا كنت سآجن حق..



تبسمت شفتاه بينما دمعت عين فرح تأثرًا وللخروج من حالة الشجن تلك حاولت المزاح قائله:- 
  - بل هذا سيضمن لكلانا الخروج من هذا المنزل الأشبه بالسجن سريعًا وإلا كنت سآجن حقًا لو بقيت أكثر من هذا،  لذا علينا أميرتي تحضير حقائبك للانتقال سريعًا منهُ،  فقد حان وقت توديعه.. 
  غمرتها السعادة والابتهاج مما قالتهُ لها أنها حقًا ستخرجها كما وعدت وستعيش معهما بعد الان لذا سريعًا ما ضمتها قائله:- 
  - أنا أحبك فرح كثيرًا. 
  انسابت دمعه من عينيها تأثرًا وهي تهتف:- 
  - وأنا كذلك آري أحبكما انتم الاثنان كثيرًا.. 
ثم لحظات وابعدتها قائله:- 
  - هيا اذهبي لتحضير حقائبك لتسعدين للانتقال،  لدينا الكثير لنعده معًا خلال تلك الأيام الثلاث المتبقية وأنا أريد زفافًا رائعًا يا آنسه ولن اتنازل عن هذا،  وستساعديني حقًا تلك المرة دون تلك المقالب.. 
  هكذا أضافت محذره بسبابتها،  فتبسمت الصغيرة قائله:- 
  - حسنًا أعدك رغم أنني كنت أستمتع حقًا بأغضاب جدتي كثيرًا.. 
  تبسمت شفتيها وهي تميل بوجهها اتجاه اذنيها قائله:- 
  - ومن قال اننا لن نفعل هذا!،  فأنا مثلك استمتع كثيرًا بأغضاب الليدي هوان وكثيرًا.. 
لتتسع ابتسامة كلتهما حتى تحولت لقهقهه عالية جعلته يناظرهما بشك قائلًا:- 
  - أنتِ وهي ألى ما تخططان يا مشاكستان حياتي.. 
  اخفت آري ابتسامتها بينما هتفت فرح من بينها قائله:- 
  - تلك شئون الام وابنتها يا والدها ولا دخل لك بها.. 
  ثم حركت رأسها باستياء قائله:- 
  - أنا  لساني اتعوج واتحول كلامي للفصحه ولا كأني مدبلجة بقولك ايه انت وبنتك تتعلموا العربي بتاعي وتتكلموا زي كده  بلاش كانت اسبيس تون اللي عايشه فيها دي مفهوم.. 
  هكذا اردفت بينما تحذرهما بسبابتها، فضيق  كلاهما عينيهما وهما يناظرها،  فسخرت قائله:- 
  - يا دي النيلة،  بضيقوا ايه بس هو انتم فيكم عيون أصلًا عشان تضيقوها كده،  بس يا بابا،  بس يا بنته.. 
  - هكذا غمغمت وهي تعدل من ملامحهما ليهتف تشين بضجر:- 
  --أنتِ تتنمرين علينا مجددًا،  ومن الآن وصاعدا سيكون هناك عقابًا لتنمرك هذا.. 
قال جملتهُ من ثم نظر لأبنته هاتفًا بشيء بالكورية لم تفهمه،  قبل ان تومأ له بابتسامه ارتسمت مثلها على شفايه وهو يتقدم نحوها قائلًا:- 
  - والآن كلانا سنعاقبك على تنمرك هذا.. 
  ناظرتهما بشك قائله:- 
  - تشين يا ابن هوان ناوي على ايه.. 
  ابتسامته الصفراء اقلقتها بينما يواصل تقدمه،  ليباغتها بالانقضاض عليها وحملنا بينما اري تلحق به باستمتاع،  ليلقي بها على فراشها ويبدء كلاهما بدغدغتها وهي تصرخ بهما ان يتوقفا متوعده لهما:- 
  - تشين كفايه.. انت يلا خلاص.. آري كفى 
ثم ليتحول الأمر الي الصغيرة آري المستمتعة،  وضحكاتهم العالية تصدح عاليًا، لتثير فضول تلك السيدة التي آتت لتناظرهما من خلف الباب المنفرج، فتراقب ما يحدث بشعورًا مختلط ما بين فركه وغيره حارقه من تلك التي آتت لتأخذ مكانها وتحتل قلوب عائلتها،  بل وتمنحهما ما فشلت في منحهما اياه  تلك البسمه والسعادة البادية على وجههما.. 
ــــــــــــــــــــــــــ 
في ذات الوقت كان تشاو جالسًا بسيارته بتأفف منتظرًا تلك الصغيرة فاقدة العقل شقيقة فرح المختلة كليًا في عينيه، والذي آصر عليه تشين الذهاب برفقة الحارس لجلبها لعدم ثقته في تاو وتشينغ بخصوص اصطحابها من المطار إليه بعدما حدث سابقًا، تردد اسمها الغريب في اذنيه:- مرح 
الاختان فرح ومرح!. ما تلك الأسماء!، رباه ان كلهما فاقدتان للعقل مؤكدًا .. 
هكذا فكر بشرود بينما يراقب الحارس يقف أمام المطار يحمل بين يديه يفته بأسمها يلوح بها، فيحيد ببصره بعيدًا، قبل ان تسرق احدهن نظراته، وقد التقطت عينيه مرور فتاة شرقية الملامح، جذبتهُ بعينيها المشرقتان كشمسًا ذائبه زاد من توهجها تلك الهالة من الكحل الفاحم الذي يبدو انها اجادة ابراز جمالها من خلاله، للحظه تجمد وحدقتيه تراقب تقدمها من بعيد،  حتى توسعت عينيه وهو يراها تقف أمام الحارس بابتسامه سرقت حزمه من نبضات قلبه،  فيجده يجذب منها حقيبتها بينما يشير لها باتجاه السيارة،  حينها شعر بصدمه هائلة عبر عنها لسانه:- 
  - يا ألهي هل تلك هي مرح!،  تلك الفاتنة التي اختلست لون الشمس بعينيها!،  تلك هي الصغيرة التي يتحدث عنها تشين والذي ظنها مراهقة صغيرة بالكاد في السادسة عشر من عمرها!،  وليست انثى فاتنه بل مهلكه مثلها!،  لقد كان محقًا أذًا فيما قالهُ عن عدم ثقته بـ تاو وتشينغ لجلبها،  فبحضرتها يدرك جيدًا كيف كان سيتصرف كلًا منهما!. 
  أجبر ذاتهُ بصعوبة على انتشال ذاته من تلك الحاله من الذهول التي كان بها وحمحم محاولًا جمع شتات نفسه،  في اللحظة التي فتحت بها باب السيارة وولجت بظن خلوها، فيصل عبير الياسمين أليه تستنشقه آنفه،  فيثير حواسهُ بينما هي صدحت منها صرخة تفاجأ بل صرخة صدمه ما ان ابصرت عينيها وجوده بالسيارة،  لينتفض من فعلتها ناظرًا بعدم استيعاب أليها قائلًا بالإنجليزية:- 
  - تبًا ماذا هناك يا فتاة 
غمغمت بذهول وعينيها تنظرانه بعدم تصديق:- 
  - أنت تشاو!، أنت تشاو حقًا يا ألهي لا أصدق أنك أمامي.. 
  ثم تابعت قائله  بحماس:- 
  - أنا معجبه بك كثيرًا.. 
  وما ان خرجت الكلمات من فاها،  حتى أدركت ما تفوهت به،  فتلعثمت قائله بخجل وهي تبعد خصلة شارة خلف اذنيها:- 
  - قصدي بصوتك،  لما بتغني لوحدك صوتك بيجنن. 
  اماء لها بابتسامة خفيفة،  من ثم عاد للعبوس مجددًا وأبعد عنها وجهه،  فصعقها الظن بأنه انزعج منهُ،  فوالت وجهها عنهُ، ولا تدري أنه يتهرب من السحر  بنظراتها خوفًا من أن يتأثر بهما.. 
ومضى الوقت عليهما في صمت حتى وصلت السيارة ألى المنزل،  وتفاجئت فرح بمجيء شقيقتها حيث كانت تلك المفاجأة مدبره مع تشين بعدما أخبرتها عن اختباراتها وعدم استطاعتها القدوم لحضور حفل الزفاف.. الحفل الذي ساهم الجميع في الأعداد لهُ، ألى أن جاء اليوم وأخيرًا وتم العرس كما حلمت به تمامًا، وها هما يعودان ألى منزلهما بينما ترتدي فستان الزفاف، فأصر على حملها ألى الداخل قائلًا:- 
  - كما قولت لكِ قبلًا عروسي لن تدخل المنزل على قدميها،  
وحملها بين يديه ألى الداخل بينما ينظر ألى عينيها قائلًا:- 
  - وأخيرًا فرح.. وأخيرًا عدتِ ألى المنزل،  حيث حبيبك وزوجك المشتاق أليكِ بشدة 
  ارتباك أصابها من قربه وكلماته،  وكما هو الحال كلما ارتبكت وتوترت حاولت أبعاد  وحثهُ على أنزلها قائله:- 
  - تشين لو سمحت نزلني 
  اعترض قائلًا:- 
  - لن أفعل ألا في غرفة النوم 
  احمر وجهها بحرج وهتفت برفض قائله:- 
  - لا ما ينفعش نزلني لو سمحت،  يعني مش لازم نطلع فوق على طول كده، يعني احنا ممكنـــــــــــــــــــ.. 
وما أن أوشكت على متابعة حديثها حتى قاطعها هادرًا:- 
  - أياك والحديث عن الانتظار واخباري بمثل هذا الحديث عن الاستعجال،  فأنا انتظرت كما طلبتِ حتى يوم الزفاف ولن انتظر أكثر، أنتِ زوجتي واليوم كان زفافنا لذا لا مهرب لكِ.. 
ــــــــــــــــــــــــــــ 
بعد مرور اسبوعين ، حيث سافر كلًا من تشين وفرح لقضاء، شهر،  بينما انتقلت مرح ألى منزل تشاوو برفقة شقيقته للبقاء برفقتها حتى عودتهما،  كان يسير بالحديقة مشغولًا بالهاتف حينما شاهدها من بعيد وهي تسير باتجاه بوابة المنزل الكبيرة، فأتجه نحوها، حتى وصل أليها وبات خلفها، فغمغم متسائلًا:- 
- لأين أنتِ ذاهبه وحدك يا فتاة.. 
انتفضت بتفاجئ تستدير أليها، لتصاب بالارتباك لدقائق من تواجدهُ، قبل ان تستعيد بعضًا من ثباتها وتغمغم قائلة باللغة الكورية بطلاقه لطالما أندهش منها:- 
-  أردت الذهاب والتجول في المدينة قليلًا!. 
علت ملامحهُ الدهشة التي تراها في كل مرة، حينما يحاول محادثتها باللغة الانجليزية لتجيب عليها بلغتهُ بطلاقة،  لتعبر عنها شفتيه كذلك لأول مرة قائلًا بنبرة خشنة:- 
- أنتِ تتحدثين الكورية بطلاقه بعكس شقيقتك!. 
امأت برأسها بابتسامه قائلة بحماس يغلف نبرتها:- 
- أجل أنا حرصت على تعلمها منذ عامًا تقريبًا كما أنني أيضًا أعلم كل شيء عن البلدة وعن شوارعها وعن عادتكم كذلك .. 
بذات النبرة غمغم قائلًا:- 
- ولما حرصتِ علي هذا وتعلمت كل هذا!.. 
انطلق لسانها بالحديث دون رادع قائلة بحماسها المعتاد:- 
-من أجل الذهاب ذات يوم لكوريا والبحث عن رجلًا كوري أتزوج به بالطبع.. 
ثم توسعت عينيها بتدارك لذلة لسانها وسريعًا ما اشتعلت وجنتيها وهي تدرك الغباء الذي تفوهت به لهُ، فأزاحت بصرها عنه بخجلًا، وهي تغمغم بارتباك:- 
- أنا...أعتقد أن علي الذهاب.. وداعًا  
غمغمت بتلك الكلمات وهي تستدير بجسدها تكمل طريقها وهي تشعر بالأحراج من غباءها وتلعن ذاتها بسرها قائلة:- 
-غبيه يا مرح فضحتِ نفسك ولمين ل "جيونغ مين" نفسه.. 
لكنها تفاجئت به يتابع السير بجوارها بينما يأردف بنبرته الجادة:- 
- لا يمكنني تركك تتجولين بالمدينة وحدك، القراءة عنها ليست كالسير بها، وبما أنك تصرين على الذهاب فأعتقد أنني مضطر للذهاب برفقتك. 
حينها توقفت موضعها بينما تغمغم بارتباك وقد أصابتها هيمنة وجوده بالتوتر قائلة:- 
-لست مضطر لهذا، يمكنني التعامل مع الأمر أنا فتاة واعيه، ثم التجول معك لن يكون مريح لي أبدًا.. 
مجددًا يندفع لسانها معبرًا عما تشعر، فتلعن بسرها، بينما رسم على ملامحه تعبيرًا ساخرًا وهو يتشدق قائلًا:- 
-غير مريحًا!. 
بررت سريعًا قائلة:- 
-أقصد بسبب شهرتك هنا وهوس الفتيات بك وبوسامتك. 
لسانها أهًا من لسانها الذي يسبب لها الأحراج دومًا، عليها أن تتعلم كيف تروضه وتمنعه عن الحديث، هكذا فكرت وهي في هذا الموقف المحرج الذي لا تعرف كيف تخرج منه وتنهي الحديث معهُ وخاصة حينما كرر كلمتها الأخيرة بينما يضع يديه بجيب بنطاله بحركة معتادة تنم عن الغرور أدركتها جيدًا من خلال متابعتها لهُ وقد تأكد من تأثرها به:- 
-وسامتي قولتِ.. 
ثم صمت للحظات وغمغم قائلًا:- 
-لا تقلقِ من أجل هذا سأتصرف، قبعة ونظارة سوداء أضعهما دائمًا بسيارتي يحلان هذا الأمر.. 
أمأت برأسها صاغرة، حينما لم تجد مفر من الموافقة وتابعت سيرها بخطوات بطيئة جوارها أتجاه سيارتهُ حتى وصل ألى سيارته فوقف أمامها  ورفع أنامله محذرًا لها بينما يهتف قائلًا بنبرة جاده:- 
- آه تذكرت أنه يجب أن أحذرك من الأن ألا تبدأين بالبحث!. 
غمغمت بعدم استيعاب قائلة:- 
- البحث عن ماذا!.. 
تراقت ملامحهُ شيئًا فشيء  وهو يباغتها بمحوطته بجسده، ليحاصرها بينهُ وبين سيارته مستندًا بأحد ذراعيها عليها بينما الأخرى ما تزال بجيب بنطاله بينما يغمغم بصوتًا أجش:- 
-عن رجلًا كوري لتتزوجِ به، فقد عثرت عليه لأجلك وهو يقف أمامك الآن.. 
كلماتهُ أصابتها بالصدمة وجعلت عينيها تتسعان بشدة في منتصف رأسها،  بينما انفرط عقاد النبض بقلبها وهي تنظر أليه دون ردة فعل للحظات وعقلها يحاول استيعاب ما قال، وتستنكره كليًا بينما لسانها يعبر كالمعتاد عن حالها:- 
- هو بيقول أيه!، أكيد فهمت غلط.. أكيد طبعًا الغلط في قاموس اللغة عندي وأنا فاهمه غلط.. 
شبح ابتسامه مر على شفتيه أظهر لها نغزه وجنته اليمنى وأنامله تطرق بخفه على رأسها قائلًا بلغتها :- 
- لم تفهمِ خطأ، لقد قصدت ما قولته تمامًا، أنتِ لن تبدأين بالبحث عن رجلًا كوري لتتزوجين به من بعد الآن فهو يقف أمامك يا صغيرة وسيكون بجوارك من الأن ــــــــــ. 
لم تدعهُ يتابع حديثه وقد صدحت صرخة منصدمه منها وهرولت من أمامهُ سريعًا، وقد أنفجر قلبها بنبضًا مدوي جراء ما سمع ولم يستطع تصديقه أو استيعابهُ. 
فتابعتها عينيه وهي تركض بأتجاه المنزل وهو يحرك رأسهُ بيأس مأردفًا بتعجب:- 
- ما خطب فتيات تلك العائلة،  يصرخن ويهربن ما أن يُعرض عليهن الزواج  .. 
ثم مط شفتيه قائلًا:- 
-ولكن أعتقد هذا يعد موافقة.. جيد 
ثم تبسم ساخرًا وأنامله ترتفع نحو خصلات شعره يبعثرها، من ثم يحرك رأسه بسخرية مما حدث وهو يهمس لذاتهُ بعدما عاد أليه هذا الارتفاع بوجيب قلبه الملحوظ لهُ بحضرتها:- 
- مؤكدًا تلك الصغيرة ستثير المتاعب لي كشقيقتها تمامًا، لكن متاعب تلك الصغيرة ستكون لذيذة وتروق لي كثيرًا.. 
أنهى حديث نفسه واستقل سيارتهُ من ثم قادها عابرًا بوابة المنزل الرئيسية 
ــــــــــــــــــــــــــــ 

بعد مرور شهرًا كاملًا على ليلة زفافهم، حيث سافروا ألى أحدى البلاد المطلة على البحر لقضاء شهر عسلهم،  وقد عادوا منذ عدة أيام،  وفور عودتهم وقبل مجيئهم للمنزل،  مروا اولًا بمنزل والدتهُ وجلبوا معهما آري ألى المنزل،  لتستقر برفقتهما، وكم اغضب هذا والدتهُ لكنه لم يبالي وهي كذلك،  فقد اتخذ قراره وانتهي سيقوم بتعويض ابنته عن غيابهُ 
وقد ساعدته فرح في عذا،  فالغرفة التي انتقتها من أجلها سابقًا نالت اعجابها وكثيرًا،  وكم ارتجف قلبه لرؤية سعادة ابنته وحبها للمرأة التي يحب هو،  لقد حصل على نهايته السعيدة أسس عائلته الخاصة، وعليه تقريب ابنته منه 
لذا علم من فرح ما تحب وأخبرته عن تلك عازف الكمان الشهيرة التي تعجبها وترغب بحضور  حفلها القادم، لذا 
قرر الحصول على تذاكر لهما مهما كان وها هو نجح في هذا،  
وعاد الى المنزل اخيرًا،  بحث عنهما في الدور السفلي،  فلم يجدهما،  لذا صعد صوب غرفته بحثًا عن حمقائه المتنمرة،  التي لم تغادرها تلك الصفة بعد زواجهما،  بل ما تزال كما هي،  تتنمر تلى الجميع حولها.. 

كانت تخرج للتو من المرحاض بعدما اخذت حمامًا بارد لتنتعش،  وقفت امام المرآة وبدأن بتمشيط خصلاتها، بينما هو ولج ألى  الداخل وقد آتى لتوه من الخارج،  فوقعت عينيه عليها،  فاتجه نحوها بابتسامه قائلًا:- 
  - اشتقت لكِ زوجتي العزيزة. 
  بادلتهُ الابتسام قائله:- 
  - وأنا كذلك زوجي الحبيب. 
  قالتها من ثم استدارت له،  أو هو من قام بلفها أليه ليقتنص من شفتيها قبلته المعتادة كلما يعود من الخارج،  من ثم ابتعد عنها قائلًا:- 
  - لقد أحضرت التذاكر.. 
  - بجد 
  -هتفت بها بحماس،  فأماء لها مؤكدًا بينما يهتف بتساؤل قلق:- 
  - هل ستحب هذا حقًا! 
  امأت له بتأكيد قائله:- 
  - جدًا جدًا وهتشوف 
  تبسم قائلًا:- 
  - لقد احضرت ثلاثة منها لنذهب جميعًا 
اعترضت قائله:- 
  - لا يا تشين أنا مش هروح معاكم المشوار دا،  عايزة يكون خاص بيكم لوحدكم عشان تقربوا من بعض.. 
  - غمغم قائلًا:- 
  -- لكن أريدك بجواري وآري ايضًا سترفض الذهاب دونك. 
تبسمت قائلة:- 
  - ما تقلقش هتقبل،  ومش هتحتاجني معاك عي بنتك وتعامل معاها على طابعتك. 
  أماء لها متفهمًا،  فأردفت:- 
  - خلاص هغير وننزل نتعشى سوا كلنا وتقولها تمام 
أماء لها بالموافقة، وبعد مرور بعض الوقت اجتمعا الثلاثة على  طاولة الطعام بصمت،  حتى رمقته بنظرة فهمها،  فحمحم لجذب انتباه صغيرته قائلًا:- 
  - آري 
  نظرت اليه فتبسم بينما يهتف قائلًا:- 
  - علمت عن حبك لعازف الكمان "..."  واستطاعت احضار تذاكر لحفلته بالغد،  لنذهب سويًا ما رأيك!. 
بدى عليها الحماس في نبرتها ونظرتها:- 
  -  حقًا هل لديك تذاكر لحفلته 
  أماء بتأكيد لها، فانتفضت بفرح من على المقعد قائله:- 
  -واوو وأخيرًا سأتمكن من حضور حفلًا لهُ شكرًا لك أبي 
تبسم لها بحب قائلًا:- 
  -الحفلة بالغد في التاسعة مساءٍ سنذهب كلانا.. 
وما أن تسللك الكلمات الى أذنيها، حتى غمغمت بتساؤل:- 
  - كلانا!،  وماذا عن فرح. 
  -حينها تدخلت فرح تجيب بدلًا منه قائله:- 
  - لا أنا هقعد هنا في البيت مع نفسي شوية اتفرج على فيلم واتنين عربي أتغزل في الممثلين بتاعهم واندمج معاهم،  وأنتم فككوا مني خالص،  ماليش أنا في الجوا دا.. 
قالتها وهي تنهض من على الطاولة هربًا من نظرته الخطيرة ردًا على ما قالت. 

وبعد مرور بعض الوقت،  ولج ألى الغرفة، وجدها تجلس على الفراش،  بينما تسرق النظر أليه،  حتى التقت عينيهما فرسمت ابتسامة على شفتيها،  حينها اقترب منها وهتف متسألًا بنبرة مستنكرة:؛  
كنتِ تقولين شيئًا بالأسفل عن مشاهدتك بعد ذهابنا لبعض الفنانين العرب والتغزل بهم ها!.. 
تلاشت ابتسامتها وهي تنظر ألي نظرتهُ الخطيرة المتوعدة، فغمغمت قائلة وهي تحك أنفها بطرف أناملها:- 
-ها دا كان مجرد كلام بغيظك بيه مش أكتر. 
ضيق عينيه وهو يتقدم أكثر منها هاتفًا من بين أسنانهُ:- 
-مجرد كلام هااا!.. 
ثم اقترب منها وقد تراقت ملامحهُ وطل من عينيه شيئًا أخر بينما يديه تمتد حول خصرها ليقربها منهُ أكثر:- 
- حسنًا وقد نجحتِ في أثارة غيظي وغيرتي ولأجل هذا علي أن أحرص على أن أريكِ قدرات الرجل الكوري، بل قدراتي أنا حتى لا تري عينيكِ رجلًا آخر غيري ولا تتغزل ألا بي وحدي.. 
قال جملتهُ تلك وهو ينحني بوجهه أكثر نحو وجهها ونظراتهُ ثبتت على شفتيه كهدف لهُ،  لتسرع هاتفه بينما يديها ترتفع لتحاوط عنقه:- 
-أنا فعلًا عيني مش شايفه غيرك ولا هتشوف غيرك. 
لتداعب شفتيه ابتسامة خفيفة قبل أن تصل ألى هدفها وتعانق ثغرها بقبلة عاشقه... 

                         تمت بحمد الله 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close