أخر الاخبار

رواية قلبه لا يبالي الحادي عشر11والثانى عشر12بقلم هدير نور


 رواية قلبه لا يبالي الحادي عشر11والثانى عشر12بقلم هدير نور 

كان داغر جالساً بوجه مكفهر حاد يستمع الي خطبة المأذون الذي يعقد قرانه علي ابنة عمه و هو يشعر بألم حاد يمزق قلبه لا يصدق انه اجبر علي هذه الزيجه..ابتلع بصعوبه الغصه التي تشكلت بحلقه محاولاً السيطره علي الرغبه التي تسيطر عليه بان يترك المكان و يفر هارباً الي اعلي..الي داليدا..زوجته الجميله الرقيقه حتي يدفن نفسه بين احضانها و ينسي تلك الهموم التي تثقل كاهله...
شعر بالمراره تتصاعد بداخله عند تذكره لاخر محادثه له معها حيث اعلنت بوضوح انه لا يعني لها شئ...فهو بالنسبه اليها ليس سوا بضعة اموال و اتفاق يربطها به..
لكن حتي وان لم يكن يعني لها شئ فهي بالنسبه اليه كل شئ يرغبه في حياته..
فهو لم يعد بإمكانه انكار حبه لها اكثر من ذلك فقد احبها منذ اول يوم رأها به في ذاك الصباح حتي انه ظل يبحث عنها لعدة شهور لاحقه محاولاً الوصول الي تلك الملاك الذي اقتحمت احلامه بكل ليله حتي صدم بحقيقة انها ابنة شقيقة مرتضي الراوي التي ترغب ببيع نفسها مقابل حفنه من الاموال وقتها شعر بالاهانه والاحباط مما جعله ينكر الامر..مرجعاً اهتمامه السابق بها الي الفضول و التحدي فقط لمعرفة من هي تلك التي رأها صدفةً والتي لم يستطع العثور عليها رغم بحثه الكثيف الذي اجراه رجاله...
لكن بعد زواجهم و تقربه منها ومعرفة شخصيتها التي باحيان كثيره تكون كتله ناريه مشتعله تتحداه و تقف امامه...و احيان اخري ضعيفه تحتاج الي حمايته...
لقد اصبح تقريباً مهووساً بها و بحبها... لذا في ذلك اليوم الذي طلب منها التحدث بشأنهم و شأن زواجهم اراد ان يعترف لها بحبه و رغبته ان تصبح زوجته حقاً و ينسوا ذلك الاتفاق الذي يجمعهم كما كان يرغب باخبارها بطبيعة زواجه من نورا و السبب الذي جعله يضطر ان يتزوجها من اجله...
لكنها رفضت بقسوه الاستماع اليه موضحه صراحةً بانه لا يعني لها سوا بضعة من الاموال..و اتفاق احمق يربطهم معاً..
خرج من شروده هذا عندما ربتت شهيره الجالسه بجانبه علي يده هامسه بصوت منخفض حتي لا يصل الي الاخرين
=داغر مينفعش افرد وشك شويه كده الناس هتشك...
نزع يده منها مرمقاً اياها بحده جعلت الدماء تتجمد بعروقها فهو لم يعد يستطع تحملها او تحمل تلك الحقيره التي تدعي نورا..
التي فرطت في شرفها و شرف العائله عادت اليه ذكريات تلك الليله التي اكتشف بها الامر...
((( فلاش باك)))
بعد تركه لذلك المدعو حازم الذي اتهم داليدا بارسالها له تلك الصوره لم يكن داغر يصدق ان داليدا من قامت بارسال تلك الصوره و الرساله المصاحبه لها...
و ذلك لعدة اسباب أولها ان رقم حازم من الارقام الخاصه التي يصعب علي داليدا او علي اي شخص الوصول اليها حتي هو عندما حاول الوصول الي رقمه بهذا اليوم لم يستطع الوصول اليه...
و بعد تركه لحازم اخذ يبحث بهاتفه عن تلك الصوره فلم يجد لها اي اثر علي هاتفه ليتذكر بانه قدم قام بتبديل هاتفه باخر مماثل له بعد ان سقط منه و تحطم اثناء احدي رحلات عمله و كان ذلك بعد عدة ايام من عيد ميلاد نورا ...
لذلك تأكد من ان شخص واحد من ارسل تلك الرساله الي حازم و هي نورا التي بالتأكيد جعلت صديقتها بعد التقاطها للصووه ترسلها اليها...و التي بالتأكيد ايضاً لم تكن تعلم بانه قد غير هاتفه..مما جعلها تظن انها لازالت بهاتفه...
و بعد تركه لداليدا التي فشل من ان يفهم منها كيف وصلت تلك الصوره الي هاتفها...
اتجه علي الفور الي غرفة نورا التي اقتحمها بعد ان طرق الباب عدة طرقات فور دخوله وجدها مستلقيه فوق الفراش بوجه باكي متورم وقف امامها هاتفاً بحده
=هاتي تليفونك...و تعالي هنا
همست نورا بارتباك بينما دب الذعر بداخلها من رؤيته بحالت الغاضبه تلك لذا حاولت تصنع التعب حتي تجعله يلين قليلاً
=تعبانه مش قادره اقوم....
قاطعها مزمجراً من بين اسنانه بقسوه
=قولتلك قومي....
انتفضت علي الفور واقفه مقتربه منه بخطوات متردده حتي اصبحت تقف امامه اختطف الهاتف من يدها مما جعلها تهتف برعب
=بتعمل ايه يا داغر عايز ايه من موبيلي.....
لكن لم يجيبها و اخذ يبحث بهاتفها حتي وجد الصوره التي التقطت لهم بهاتفها زمجر بغضب بينما يقبض علي ذراعها لوياً اياه خلف ظهرها مما جعلها تصرخ متألمه
=عرفتي انك وسخهو زباله...وانك انتي اللي بعتي الصوره من تليفون داليدا...
صرخت نورا بألم هاتفه بينما تحاول تحرير ذراعها من قبضته
=معرفش حاجه من اللي بتقوله انا مبعتش حاجه لحد.....
قاطعها بقسوه بينما يزيد من لويه لذراعها
=لا بعتي...و حاولتي تلبسي لداليدا الليله علشان تخلصي منها مش كده بعتي الصوره علي موبيلها اللي معرفش ازاي لحد دلوقتي وصلتيله بعدها بعتي الرساله من موبيلها لرقم حازم....
ليكمل بشراسه
=رقم حازم اللي غبائك خالاكي تنسي انه برايفت و استحاله داليدا تقدر توصله.....
هتفت نورا بغضب بينما تحاول ان تدفع نفسها للامام و التحرر من قبضته
=طبعاً هي بقي اللي ضحكت عليك وفهمتك كده...بتكدبني انا و تصدق ال......
قاطعت جملتها صارخه بألم عندما قام بزيادة لويه لذراعها خلف ظهرها مما جعلها تبكي متألمه
=لسانك الوسخ ده ميجبش سيرتها....
ليكمل بشراسه بينما يدفعها بعيداً عنه مما جعلها تسقط علي الفراش
=لو عايزه تحفري قبرك بايدك ابقي حاولي تعملي حاجه من وساختك دي تاني....
من ثم شعر بهاتفها يهتز بيده ليتذكر انه يجب عليه حذف تلك الصوره من هاتفها لكن ما ان فتح هاتفها تجمد بمكانه فور ان رأي تلك الرساله التي وصلتها من حازم فتحها داغر بينما الدماء تغلي بعروقه يرغب التأكد اولاً من صحة ما قرأه...
نورا الدويري : حازم انا حامل و شهيره عرفت لما الدكتور جه يكشف عليا بسبب ضربك ليا... انسي اي خلاف بنا لازم تيجي بكره و تتكلم معها....شهيره حالفه تعرف داغر لو انت مجتش و حليت الموضوع ده وانت عارف داغر ممكن يعمل فينا ايه...
حازم الدمنهوري :حامل..؟! طيب و انا مالي ما تشوفي نمتي مع مين غيري و خالاكي تحملي ما انتي رخيصه مش بعيد تبقي حامل من داغر الدويري نفسه...
نورا الدويري: انت هتستعبط انت عارف كويس ان محدش لمسني غيرك...لازم تيجي و تكتب عليا لحد حتي ما اولد وكل واحد مننا يروح لحاله داغر ممكن يموتني و يموتك لو عرف.
حازم الدمنهوري: الحمل ده مشكلتك انتي و تحليها انا كلها ساعتين وطايرتي هتطلع ومش هتشوفي وشي في مصر تاني ...و ابقي وريني داغر بتاعك ده هيوصلي ازاي
القي داغر الهاتف من يده و اندفع نحوها يقبض بيده علي شعرها يجذب خصلاته بقوة حتي ارجع رأسها الي الخلف صائحاً بشراسه مرعبه و هو يكاد يكون خارج السيطره
=اها يا فاجره يا زباله فرطتي في نفسك....
همست نورا بصوت مرتجف و قد شحب وجهها من شدة الذعر و الخوف بينما تحاول التراجع الي الخلف بعيداً عنه و الافلات من بين قبضته لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شدد من قبضته حول شعرها يجذبه بعنف اكثر مما جعلها تصرخ بألم وهي تبكي
=والله يا داغر هو...هو اللي ضحك عليا......
قاطعها صائحاً بشراسه وهو يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر و خوف
=ضحك عليكي برضو يا رخيصه يا وسخه..
همست بصوت منخفض مرتجف من بين شهقات بكائها وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الخوف
=و..و...والله ضحك عليا علي اساس اننا كده كده هنتجوز......
لتصرخ متألمه عندما صفعها داغر بقسوه علي وجهها من ثم بدأ يسدد لها صفعات متتاليه قاسيه علي وجهها بينما يسبها افظع الالفاظ
=تتجوزوا مين يا زباله اذا كان انتي عملتي مصيبه علشان تفسخي خطوبتك معاه...
فسختيها و انتي عارفه انك حامل منه.....
صرخت باكيه بينما تضع يديها فوق وجهها لتحميه من صفعاته
=مكنتش اعرف وقتها اني حامل الا النهارده....و الله ما كنت اعرف....انا لسه عارفه لما شهيره جابت الدكتور علشان تطمن عليا........
قام داغر بقذفها فوق الفراش بعنف مما جعل جسدها يصطدم بقوة بالفراش وقد اسودت عينيه من شدة الغضب بشكل مرعب انهال عليها يصفعها بقوة علي وجهها وهو يصيح ويسبها بافظع الالفاظ والشتائم
=فاكره هيفرق معايا كنت عارفه لا ومش عارفه يا رخيصه
اخذت تصرخ من شدة الالم الذي تشعر به لكنه لم يتوقف عن صفعها حتي شعرت بوجهها يتخدر من شدة الالم ولم تعد تشعر بشئ همست له بغل فور توقفه عن صفعها وهي تنظر في عينيه بغضب
=انت بطلع فيا غلك...علشان اللي عملته في مراتك...مش علشان غلطت مع حازم...انا فهماك كويس...
فقد داغر السيطرة علي غضبه فور سماعه كلماتها تلك احكم قبضته فوق عنقها يعتصرها بشده وهو يصيح بغضب مما جعل عروق عنقه تنتفض من شدة غضبه
= همووتك... علشان اخلص من وساختك.. و هوصل برضو للكلب اللي كان معاكي وهخليه يحصلك
ثم ِبدأ يزيد من ضغط يديه حول عنقها حتي شعرت بالهواء ينسحب من حولها فلم تعد تستطع التنفس فاخذت تضربه بقبضتها فوق يده المحيطه بعنقها محاوله جعله ان يبتعد عنها وافلاتها لكنه لم يتحرك من مكانه و ظل يعتصر عنقها بقبضته القوية حتي دخلت شهيره و طاهر الذين ما ان رأوا هذا المشهد صرخت شهيره مندفعه نحوهم تجذب داغر من فوق نورا الشبه فاقده للوعي وهي تصرخ باكيه
=سيبها..يا داغر...سيبها حرام عليك هتموت في ايدك...
اسرع طاهر هو الاخر بجذب داغر بعيداً عنها حتي نجحوا اخيراً في تحريرها من بين يديه
ابتعد داغر لاقصي الغرفه صائحاً بغضب بينما ينفض ايديهم التي كانت ممسكه به مبعداً اياهم عنه و صدره كان يعلو و ينخفض بعنف مكافحاً لالتقاط انفاسه بحدة كانت عينيه مسلطة علي تلك الملقيه فوق الفراش وهي شبه فاقدة للوعي صرخ بغضب وهو يمرر اصابعه بين خصلات شعره بغضب
=الحق الكلب التاني قبل ما يسافر و هرجعلك يا زباله.
ثم دفع بقسوه امامه كلاً من طاهر و شهيره لخارج الغرفه
=اطلعوا برا...يلا برا....
و عندما رفضت شهيره التحرك من مكانها دفعها بقسوه للخارج بينما خرج طاهر بخطوات متعثره من ثم اسرع داغر باغلاق باب الغرفه علي نورا بالمفتاح لكن امسكت شهيره بيده وهي تبكي صارخه بهستريه
=سيبني ادخلها...يا داغر اطمن عليها...
لكن داغر دفعها بقسوه الي الغرفه المقابله لغرفة نورا مغلقاً الباب عليها هي الاخري من ثم استدار الي طاهر مزمجراً بشراسه بينما يتجاهل صراخات شهيره التي كانت تضرب الباب بيديها طالبه منه فتح الباب
=لو باب منهم اتفتح ..انت اللي هتتحاسب و وقتها متلومش الا نفسك...
ثم اسرع مغادراً لكي يلحق حازم بالمطار قبل سفره...لكنه للاسف لم يستطع اللحاق به ...ظل بعد ذلك يحاول معرفة الي اين سافر واستغرق منه الامر اكثر من اسبوع لكي يعلم و كان طوال هذا الوقت لا يزال يحبس كلاً من نورا و شهيره بغرفتين منفصلتين حتي استطاع معرفة البلد التي سافر اليها و عندما كان يتجهز للسفر اليه...ارسل اليه التحري الخاص الذي استأجره ان حازم الدمنهوري قد توفي اثر جرعه زائده من المخدر قد اخذها..
وقتها لم يجد داغر امامه سوا حل واحد و هو اجراء عملية اجهاض لنورا حتي يتخلص من الفضيحه التي ستلاحقها وتلاحقه و تلاحق العائله باكملها...
اثناء تحضير نورا لاجراء العمليه باحدي الفيلات التي يملكها داغر و التي قام بتجهزيها بجميع الاجهزه التي قد يحتاجها الطبيب لاجراء تلك العمليه العمليه...
فلن يستطيعوا الذهاب الي المشفي حتي لا تلاحقهم الصحافه و يتم فضح امرهم...
اقتربت منه شهيره متمسكه بيده هامسه بنبره مرتجفه
=بلاش يا داغر...علشان خاطري نورا ضعيفه والعمليه دي صعبه مش هتقدر تتحملها....و هتموت فيها
نفض داغر يدها بعيداً عنه مرمجراً بقسوه
=تموت ولا تتحرق ميفرقش معايا...
انفجرت شهيره باكيه واضعه يدها علي صدرها
=بس تفرق معايا انا....هي زباله و كلبه انها فرطت في نفسها وعارفه انها تستاهل الموت بس دي اختي الوحيده....
لتكمل بتوسل عندما رأته لايزال علي موقفه الحاد لم يؤثر به كلماتها
=افتكر ماما ماتت ازاي ماتت وهي بتجهض الطفل اللي بابا مكنش عايزه...نورا مش هتتحمل زيها صدقني ...نورا ضعيفه....
انحنت علي يده تقبلها وهي تتمتم بتوسل باكي
=ابوسك ايدك يا داغر....وغلاوة بابا عندك اللي وصاك علينا....
لتكمل بأمل عندما رأت وجه داغر يتغضن بتردد
=اللي وصاك علي نورا بالذات دي امنته عندك....
زفر داغر بحده قبل ان يتركها وينهار جالساً علي احدي المقاعد عند تذكره وعده لعمه لا يدري ما يجب عليه فعله...
جلست شهيره امامه علي عقبيها هامسه من بين شهقات بكائها
= في حل لكل ده انك تتجوزها
قاطعها داغر بقسوه
=انتي اتجننتي اتجوز مين.....
همست ببكاء حاد بينما تنحني علي يده تنوي تقبليها برجاء مره اخري لكنه انتزع يده سريعاً قبل ان تفعلها مره اخري
=و رحمة بابا يا داغر...اتجوزها بس لحد ما تولد ...بعدها طلقها
ربت داغر فوق كتفها بلطف وعقله شارد عندما بدأت تنتحب بقوه وهو لا يدري ما يجب عليه فعله...
نهض واقفاً مما جعلها تقف هي الاخري تتطلع نحوه بامل...
=الدكتور صبري هو اللي هيقرر ان كانت تقدر تتحمل تعمل عملية الاجهاض ولا لاء....بعدها هقرر هعمل ايه....
هزت شهيره رأسها المحتقن من شده البكاء تومأ برأسها بالموافقه قبل ان تتجه نحو طاهر زوجها الذي كان يقف يتابع الاحداث بصمت تحتضنه بينما تبكي بصوت مرتفع...
استدعي داغر علي الفور الطبيب الذي كان صديقاً لوالده وللعائله فهو الوحيد الذي يستطيع أأتمناه علي سر ابنة عمه...
اخبره الطبيب بمخاوفه بسبب تاريخ عائلة والدة نورا الطبي فوالدتها ماتت اثناء اجهاضها باحدي المرات بسبب رفض زوجها حملها لانثي للمره الثالثه راغباً في ولد يحمل اسمه...كما انها ضعيفه للغايه لن تتحمل عملية الاجهاض...
وقتها اوقف داغر العمليه من ثم ذهب الي المنزل الي داليدا التي غاب عنها اكثر من اسبوع بسبب انشغاله بهذا الامر كما كان يتهرب من مواجهتها فهو يعلم بانه ما ان يراها سيخبرها بحبه....
لذا بهذا اليوم قرر بان يعترف بحبه لها ويطلب منها ان تكون زوجته حقاً بعد ان يخبرها بالظروف التي ستجعله يضطر للزواج من نورا و كان سيطمئن قلبها باخبارها بان هذا الزواج غير جائزاً شرعاً بسبب حمل نورا من رجل اخر وانه يتزوجها فقط لكي يمنحها اسمه فقط....
لكن لم تعطيه الفرصه حتي لكي يخبرها اياً من هذا معلنه بوضوح كيف تراه...ليس سوا بضعة من اموال وعقد تم امضاءه بينهم...
خرج من افكاره تلك علي صوت المأذون الذي يطلب منه التوقيع علي دفتر الزواج مضي سريعاً حتي ينتهي هذا الامر...
من ثم جلس متصلباً يرغب باخبار الجميع بالرحيل حتي يستطيع الانفراد بنفسه...لكن تشدد جسده عندما رأي والدته تدخل من باب القصر يتبعها احدي الحرس يحمل حقيبة ملابسها...زفر بحنق لاعناً حظه السئ فهذا افضل وقت لوالدته تعود به...
تجمدت خطوات فطيمه فور رؤيتها المشهد الذي امامها
=ايه ده في ايه اللي بيحصل هنا...؟!
وقفت شهيره راسمه علي وجهها ابتسامه واسعه متشنجه بينما تجيبها
=داغر و نورا اتجوزوا.....مش تقوليلهم مبرو.......
قاطعتها فطيمه بينما تتقدم بحده بالغرفه حتي وقفت امام داغر هاتفه بارتباك
=اتجوزت نورا....؟! اتجوزتها يا داغر طيب ازاي...طيب و داليدا ...
تصلب جسده فور سماعه لأسم داليدا لكنه اكد علي نفسه بانها لن تتأثر بهذه الزيجه فهي اكدت له بوضوح انها لا تشعر بشئ نحوه ولا تعده زوجا ً حقيقياً لها حتي تتأثر بزواجه من امرأه اخري...
صاحت فطيمه بغضب عندما ظل صامتاً
=ما ترد عليا يا داغر .....
بدأت شهيره ترتبك مما جعلها تبدأ بصرف الخدم و المأذون الذي انهي مهمته مرمقه بغضب نورا شقيقتها التي كانت جالسه تتابع ما يحدث بهدوء و برود
همست فطيمه بغضب عندما لم يجيبها
=انا استحاله اصدق ان ابني داغر الراوي اللي بتتهز البلد كلها بكلمه منه يبقي ضعيف كده قدام بنت عمه اللي باشاره منها رجعلها ونسي بهدلتها لكرامته....و نسي داليدا اللي..........
انتفض داغر واقفاً هاتفاً بغضب
=كفايه...كفايه.....داليدا مش هيفرق معها سواء اتجوزت نورا... او اتجوزت 100 واحده غير نوا اطمني....
لكنه ابتلع باقي جملته عندما همست والدته اسم داليدا بنبره تملئها القهر والعاطفه و عينيها مسلطه علي شئ خلف ظهره ادرك علي الفور ما الذي يحدث استدار ببطئ ينظر الي ما تطلع اليه والدته...
انسحب الدم من عروقه فور ان رأي تلك الجالسه بمنتصف الدرج تطلع نحوهم باعين متسعه و وجه شاحب كشحوب الاموات ليدرك علي الفور انها تعلم بزواجه من نورا مما جعل شعور من اليأس يسيطر عليه يرغب بالاندفاع نحوها و اخبارها بحقيقة الامر ثم اخذها من هذا المنزل ويذهب بها بعيداً لمكان ليس به سواهم....
شعر بنورا تنهض و تقف بجانبه تشابك ذراعها بذراعه و لكن و قبل ان يستدير و يبعدها عنه معنفاً اياها سمع صوت نشيج حاد يصدر من داليدا التي كانت عينيها مسلطه عليهم قبل ان تنفجر باكيه بطريقه جعلته يرغب بالموت في الحال...
دفع نورا بعيداً بحده قبل ان يتجه سريعاً نحو داليدا جالساً علي عقبيه امامها ممسكاً بيديها التي كانت بارده ببرودة الثلج هامساً بصوت مرتجف متألم بينما يرفع يديها يقبلها
=دليدا... متعيطيش....
نفضت يديه بعيداً عنها كما لو كانت لا تطيق لمسته هاتفه بغضب من بين شهقات بكائها
=ابعد عني....ابعد عني متلمسنيش
لتصرخ بهستريه اكبر عندما مد يده نحوها مره اخري محاولاً مساعدتها عندما حاولت النهوض و انهارت جالسه مره اخري بسبب ارتجاف قدميها
=قولتلك متلمسنيش...متلمسنيش
اسرعت فطيمه نحوها تضمها اليها بلهفه متمتمه باذنها بكلمات حنونه محاوله تهدئت شهقات بكائها التي تمزق انياط من يسمعها بينما وقف داغر يشعر بكتله حاده تعتصر قلبه و هو يشاهدها بتلك الحاله...
ساعدتها فطيمه علي النهوض من ثم ساندتها و صعدوا الدرج لحق بهم داغر لكن توقفت فطيمه مستديره تطلع نحوه بغضب
=خاليك عندك....
لتكمل وعينيها مسلطه بغضب علي نورا التي كانت تقف خلفه
=عروستك مستنياك...روحلها
من ثم اخذتها وصعدوا الدرج تاركه داغر يقف كالمشلول يراقبهم حتي لم يعد يستطع الوقوف هكذا يشاهدها تنهار امامه دون ان يتحدث اليها و يخبرها بحقيقة الامر و لكن ما ان هم بصعود الدرج وقفت شهيره بجانبه هامسه بصوت مرتبك
=داغر انت رايح فين انت.. هتطلع وراها...و تسيب نورا انت عايز الناس تقول ايه..بعدين متنساش لازم تبات النهارده في اوضة نورا علشـ......
لكنها ابتلعت باقي جملتها متخذة عدة خطوات الي الخلف عندما
قاطعها داغر صائحاً بغضب اهتز له ارجاء المكان
=تعرفي تخرسي و تغوري من وشي انتي و اختك بدل ما ارتكب جريمه...
ثم تركها و صعد الدرج سريعاً لكي يلحق بداليدا تاركاً شهيره تتلفت حولها بخوف من ان يكون احد سمع كلماته الغاضبه تلك لتتنفس براحه عندما وجدت البهو خالياً الا من نورا التي كانت جالسه تطلع نحوها ببرود اقتربت منها هامسه بصوت منخفض بينما تطلع اليها بقسوه
=مشوفتش في برودك....قاعده ولا علي بالك ولا كأنك سبب المصايب اللي احنا فيها دي
هزت نورا كتفيها قائله ببرود
=عايزاني اعملك ايه يعني...ما اللي حصل ...حصل
لتكمل بحده محاوله التأثير علي شقيقتها بينما تتصنع البكاء
= تحبي اقوم ارميلك نفسي من البلكونه علشان ترتاحي انتي و سي داغر بتاعك واهو ترتاحوا من عاري و قرفي....
اسرعت نحوها شهيره تضمها اليها قائله بلهفه و خوف
=لا...لا يا نورا اياكي اسمعك تقولي كده تاني....
همست نورا من بين شهقاتها المصطنعه
=انا زهقت من معاملتكوا ليا بالطريقه دي....وكل شويه انتي كمان تسمعيني كلام زي السم...
قاطعتها شهيره بينما تمرر يدها فوق شعرها
=خلاص...خلاص يا نورا مش هفتح بوقي تاني...و ننسي اللي فات...ونبدأ صفحه جديده انتي دلوقتي بقيتي مرات داغر...حتي لو كان الجوازه صوري ومش شرعي الا انك قدام الناس مراته و ده المهم يا حبيبتي....
ضمتها نورا هي الاخري راسمه فوق وجهها ابتسامه متسعه فقد وصلت الي كسب عاطفة اختها مره اخري و هذا بداية ما ترغب الوصول اليه...
!!!***!!!***!!!***!!!
دلف داغر الي الجناح الخاص به هو وداليدا و هو يعد نفسه الي الصراخ الذي يواجهه من قبلها لكنه صدم عندما وجد الجناح يغرق بالصمت فارغاً...
ليدرك علي الفور بان والدته قد اخذتها الي غرفتها خرج مسرعاً متجهاً نحو الجناح الغربي من القصر حيث تقع غرفة والدته...
وقف خارج غرفة عدة لحظات يشعر بالتردد بينما قلبه يقصف بعنف داخل صدره زفر بقوه قبل ان يطرق الباب بتردد و عندما هم بفتح الباب و يدخل...
خرجت والدته من الغرفه سريعاً تدفعه للخارج مغلقه الباب خلفها بقوه بينما تقف كحائل بينه وبين و الباب
=عايز ايه يا داغر....
زمجر بغضب وقد بدأ يفقد السيطره علي هدوئه
=عايز اتكلم مع مراتي.....
لوت والدته فمها بسخريه مغمغمه بتهكم لاذع بينما تشير برأسها نحو الاسفل
=مراتك...؟! مراتك تحت يا حبيبي مستنياك علشان تقضوا شهر عسلكوا ...ايه هتاخدها اوروبا زي ما كنت مخططين زمان قبل ما تسيبك و تتخطب للمحرج
زفر بحده بينما يبعدها عن طريقه بلطف يعاكس للنيران المشتعله بداخله
=ماما ....بلاش كلام كتير ..ابعدي خاليني ادخل لداليدا
لكنها تسمرت في مكانها رافضه التزحزح من مكانها مما جعله يهتف بغضب
=ابعدي ...ابعدي لان قسماً بالله انا علي اخري....و مش عارف ممكن اعمل ايه
قاطعته فطيمه بحده بينما تشعر بالصدمه من كلماته تلك فبحياته باكملها لم يتحدث اليها بتلك الطريقه الوقحه...من ثم بدأت تلاحظ الحاله التي كان عليها فقد كان يبدو كما لو كان تائهاً بائساً لا يدري ما الذي يجب عليه فعله فاقد السيطره تماماً علي تحكمه و بروده و هذا ما لم تراه ابداً يعاني منه فقد كان دائماً صلب بارد في اصعب المواقف التي مرت عليهم
=مش هينفع تدخل داليدا منهاره جوا.....
لتكمل مخففه من حدة نبرتها عندما رأت النظره المعذبه التي ارتسمت بعينيه
=سيبها يا داغر دلوقتي...انا ما صدقت انها هديت شويه
لكنه لم يستمع اليها ونحاها جانباً و دلف الي الغرفه مغلقاً الباب خلفه كرساله واضحه بان لا تتبعه الي الداخل..
تصلب جسد داغر فور دخوله للغرفه و رؤيته لتلك الجالسه منكمشه علي نفسها باحدي المقاعد بينما تسند رأسها الي ظهر المقعد مغلقه العينين مستغرقه بالنون بينما يصدر نشيج متقطه و منخفض من بين شفتيها من كل حين الي اخري
اتجه نحوها بخطوات بطيئه جالساً علي عقبيه امامها وقبضه حاده تعتصر قلبه عندما رأي وجهها المحمر و المبتل بالدموع مرر يده بحنان علي خدها و شعور من الندم والاحباط يسيطر عليه بانه السبب في انهيارها هذا فهو كان يعتقد بعد كلماتها اليه بان امر زواجه من نورا لن يفرق معها و لن تتأثر به لكن لا فرؤية انهيارها هذا جعله يشك في حكمه فبالتأكيد تشعر بشئ نحوه والا ما كانت انهارت بهذا الشكل كرفع يديها الي فمه مقبلاً اياها عدة قبلات بينما يهمس بصوت مرتجف متألم باسمها
رفرفرت داليدا بعينيها ببطئ خارجه من اخر اعراض النوبه التي تملكتها لتجد داغر جالساً امامها دافناً وجهه بين يديها التي كان يقبلها بقبلات رقيقه...
انتفضت واقفه مبتعده عنه مما مما جعله هو الاخر ينتفض واقفاً يراقبها باعين متردده
تراجعت الي الخلف بحده عندما رأته يتقدم نحوها هامسه بصوت حاد غاضب
=اطلع برا.....
اقترب منها بينما يفرد يديه امام جسده قائلاً بصوت منخفض في محاوله منه لجعلها تهدئ و تستمع اليه
=طيب اهدي...اهدي...و انا هفهمك كل حاجه...
هتفت به بحده بينما تدفعه بقوه في صدره عندما اصبح يقف امامها مباشره ضاربه اياه بقسوه مخرجه كل الغضب و الالم الذي تشعر به
=تفهمني ايه.....تفهمني انك اتجوزت بنت عمك بعد شهرين من جوازنا....مفكرتش الناس هتقول عليا ايه.
لتكمل بقسوه وهي تستمر بضربه غافله عن جسده الذي تصلب فور سماعه كلماتها تلك
=هيقولوا اتجوزتني علشان تغيظها ...و اول ما هي فسخت خطوبتها طلعت تجري وراها واتجوزتها حتي لو كان جوازنا صوري و اتفاق فمش من حقك تعرضني لاهانه زي دي....
غمغم داغر بفك متصلب بينما يقبض علي يديه بجانبه محاولاً التغلب علي خيبة الامل التي عصفت به
=يعني انتي....عياطك و تعبك كان بسبب كده بس....
اجابته بقسوه بينما تطلع اليه باعين تلتمع بالدموع التي لم تستطع السيطره عليها
=طبعاً ااومال هيكون علشان ايه
ثم اخفضت عينيها سريعاً حتي تخفي كذبها عنه فكيف تخبره ان سبب انهيارها الالم الذي يمزق قلبها الذي يعشقه و ان فكرة انه اصبح لغيرها تجعلها ترغب بالموت لكنها لن تستطيع تخسر كرامتها امامه فيكفي ما تعرضت له بسببه حتي الان
ظل داغر يتطلع اليها عدة لحظات بصمت محاولاً ابتلاع غصة الالم التي تشكلت بحلقه بسبب مرارة خيبة الامل التي يشعر بها قبل ان يومأ برأسه معترفاً بخطأه الذي ارتكبه بحقها فحتي وان كانت لا تشعر بشئ نحوه فهذا ليس ذنبها..
ليس ذنبها ان مشاعره نحوها مختلفه
=عندك حق انا غلطت في حقك بس.......
همست داليدا بصوت مرتجف تضع يديها فوق اذنيها بينما تتراجع الي الخلف لا تطيق ان تستمع الي السبب الذي جعله يسرع بالزواج من نورا فبالتأكيد سيرجع ذلك الي حبه لها و عدم رغبته بفقدها مره اخري
=كفايه...اطلع برا........
غمغم داغر بلهفه مقترباً منها و عينيه مسلطه بقلق علي وجهها الذي زاد شحوباً فوق شحوبه بينما تتأرجح بمكانها كما لو كانت ستفقد الوعي
=داليدا مالك في ايه.......
دفعته بصدره بحده صارخه بهستريه و قد فقدت القدره علي التماسك امامه اكثر من ذلك
=اطلع برا.....اطلع برا...
دخلت فطيمه الغرفه فور سماعها صراخات داليدا تلك اتجهت نحوها جاذبه اياها الي حضنها بعيداً عن داغر الذي كان واقفاً يتطلع اليها بيأس..
ضمتها فطيمه اليها بقوه مما جعل داليدا تنفجر علي الفور ببكاء مرير هامسه من بين شهقات بكائها
=خليه يطلع برا...انا مبقتش قادره اشوفه انا بكرهه...بكرهه..
اخذت تردد تلك الكلمات غافله عن ذاك الذي شحب وجهها فور سماعه كلماتها تلك و الالم الذي ارتسم بعينيه..
اشارت اليه والدته بالمغادره بينما تحاول تهدئت داليدا المنهاره بين يديها...اومأ برأسه بصمت قبل ان يستدير و يغادر الغرفه بخطوات بطيئه متعبه...
!!!***!!!***!!!***!!!
بعد عدة ساعات.....
كانت داليدا نائمه بجانب فطيمه التي كانت تحتضنها بحنان فلم تتركها ولو للحظه واحده منذ انهيارها بالاسفل مغدقه اياها بحنانها معوضه اياها عن والدتها فقد كانت الشخص الوحيد الذي عاملها بحنان و لطف بعد وفاة والدتها....
ابتعدت عنها داليدا ببطئ لتستلقي علي طرف الفراش و الالم الذي يعصف بداخلها يكاد يدمر روحها...
بسبب تلك الخيالات التي لا ترغب ان تفارقها...
فيمر امام عينيها بكل لحظه مشاهد كما لو كانت حقيقيه لنورا و هي بين ذراعي داغر يغدقها بحبه بليلة زفافهم..
نبش الالم بمخالبه في قلبها ممزقاً اياه اخرجت نشيج متألم بينما دموعها تغرق وجهها فمجرد تخيلها له معها بوضع حميمي يجعلها ترغب بالموت حتي تنتهي من حياتها البائسه تلك..
نهضت ببطئ من فوق الفراش دون ان تصدر صوت حتي لا تزعج فطيمه المستغرقه بالنوم...
تنفست بعمق قبل ان تمسح وجهها من الدموع العالقه بها اتجهت نحو باب الغرفه وقد اتخذت قرارها....
سوف تعود الي غرفتها و تحزم امتعتها و تغادر هذا المنزل لكن سنتنظر حتي يستيقظ داغر و تطلب منه ان يطلقها غصه تكونت بحلقها وهي تفكر بانه هذه المره سيوافق علي تطليقها فلم يعد يحتاج اليها حيث استطاع ااخيراً الزواج من نورا...
توجهت عبر الممر المظلم نحو الجناح الخاص بها و بداغر
فتحت الباب ليقابلها الظلام الدامس الذي يغلف المكان بحثت بتعثر عن زر الاضاءه بالحائط حتي وجدته لتعم الاضاءه الغرفه...
لكن اهتز جسدها بعنف كما لو صاعقه ضربته عندما وقعت عينيها علي نورا التي كانت تستلقي بين ذراعي داغر بفراشها الخاص بها بينما كان هو الاخر يحتضنها.....
الفصل الثاني عشر12 


فلاش باك...
بعد طرد داليدا لداغر من غرفة والدته اتجه مباشرة الي الجناح الخاص بهم منهاراً علي الفراش و غيمه من الالم تسيطر علي قلبه...
بدأ يتناول بشراهه العديد من السجائر ينفث بها غضبه و احباطه حتي انهي علبه باكملها لكن رغم ذلك لم تنطفأ نيران غضبه ولا الحزن الذي كان يسيطر عليه
دفن رأسه بين يديه محاولاً اسكات صوت داليدا الذي لايزال يتردد بكل قسوه في اذنه و هي تصيح بمدي كراهيتها له...فتلك الكلمات كانت كالنصل الذي انغرز بقلبه و أدماه....
جذب بيده خصلات شعره بقسوه مطلقاً صرخه تنم عن مدي المه و غضبه محاولاً اسكات صوتها
=اسكتي...اسكتي
ثم التف بتعثر نحو الطاوله التي بجانب الفراش يفتح ادراجها باحثاً بها عن شئ ما حتي عثر اخيراً علي مراده...
اخرج علبة دواء منوم قد كتبه له الطبيب في وقت سابق عندما كان يعجز عن النوم بسبب ضغط العمل و الصفقات التي يعقدها
اخرج منها حبيتين متناولاً اياهم سريعاً فقد كان يرغب بان يسقط نائماً باقصي سرعه حتي يتخلص من ألمه و العذاب الذي كان يمزق قلبه...
استلقي علي الفراش متناولاً الوساده الخاصه بداليدا محتضنه اياها بقوه دافناً وجهه بها مستنشقاً بعمق رائحتها التي كانت عالقه بها...
اخذ يهمس اسمها بصوت اجش متألم بينما يغلق عينيه علي الدموع التي تراكمت خلفها رافضاً السماح لها بالنزول فبحياته بأكملها لم يبكي علي شئ حتي يوم وفاة والده الذي كان اقرب شخص اليه....
و سرعان ما زاد تفاعل الدواء و سقط بنوم عميق و هو لا يزال يحتضن وسادة داليدا الي قلبه...
في وقتاً ما اثناء نومه شعر برائحه غريبه نفاذه مزعجه تصل الي انفه حاول فتح عينيه و معرفه ما يحدث لكن وقبل ان يستطع فتحها اندلع صوت صرخه حاده شقت سكون المكان.. مما جعل ينتفض جالساً وعينيه تلتف في المكان بتشوش من اثر النوم لكنه صدم عندما رأي نورا النائمه بجانبه بينما تحتضنه و ذراعه تحيط بخصرها انتفض مبتعداً عنها علي الفور كما لو كانت شئ قذر د يلوثه و قبل ان ينفجر بها غاضباً بسبب نومها بهذا الشكل بجانبه...
انتبه الي تلك الواقفه بباب الجناح تتطلع نحوهم بنظرات قاتله لم يرا بمثلها من قبل كما كان وجهها محتقن من شدة الغضب بينما عينيها تتقافز بها شرارات الغضب همس بصوت حذر
=داليدا...
لكنه لم يكمل جملته حيث شاهد باعين متسعه داليدا وهي تندفع داخل الغرفه بخطوات غاضبه و عينيها تلتمع بشراسه قاتله..
هجمت داليدا التي كانت الغيرة و الالم الذي يمزق قلبها يعميان عينيها علي نورا التي كانت لازالت مستلقيه ببرود علي الفراش تجذبها بغل وحده من شعرها حتي سقطت من علي الفراش و ارتطم جسدها بقسوه بارضيه الغرف الصلبه لم تتيح لها داليدا الفرصة لكي تنهض حيث انقضت عليها مره اخري تجذبها من شعرها بقسوه حتي كادت ان تقتلع
جذوره في يدها ساحبه اياها فوق ارضيه الغرفه اخذت صراخات نورا المتألمه تندلع بالغرفه مستغيثه بداغر الذي كان واقفاً يشاهد بصمت هذا المشه و وجه متصلب حاد مدركاً ما كانت تحاول نورا الوصول اليه من تسللها الي الفراش الخاص به و بداليدا و النوم بجانبه اثناء نومه تطلع نحوها ببرود تاركاً لداليدا حق التصرف معها كما تشاء
فتحت داليدا باب الغرفه دافعه اياها بقسوه للخرج وقفت نورا بتعثر علي قدميها و هي تلهث مندفعه نحو داليدا وهي تصرخ بغضب و غل محاوله ضربها
=هي حصلت تضربيني....يا زباله يا واطيه.....
لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بألم عندما قبض داغر الذي اندفع نحوها فور ان رأي ما تهم فعله حيث نحي داليدا خلف ظهره بحمايه قبل ان يقبض علي ذراع نورا و يلويه خلف ظهرها مزمجراً بشراسه بثت الرعب بداخلها
=ايدك بدل ما اقطعهالك.....
صاحت نورا باكيه بينما تحاول التحرر من قبضته
=بتضربني انا.....ده بدل ما تجبلي حقي منها دي بهدلتني........
قاطعها داغر بغضب دافعاً اياها بقسوه بعيداً مما جعلها تكاد تتعثر لولا انها تمسكت سريعا بالحائط الذي كان
=غوري من وشي.... بدل ما اعمل اللي مفروض كنت عملته من زمان ..
ثم اغلق باب الغرفه في وجهها الشاحب لا تصدق بانه قد قام بتهديدها بالقتل من اجل زوجته التفت مغادره عائده الي غرفتها تسحب خلفها خيبه املها في تحقيق مرادها...
في ذات الوقت....
كانت داليدا تشاهد ما فعله بابنة عمه باعين متسعه بالصدمه لا تصدق بانه قام بالدفاع عنها فقد كانت تتوقع ان يقوم بحماية نورا و تعنيفها هي وليس العكس...
لكنها نفضت تلك الفكره بعيداً مقنعه ذاتها بانه بالتأكيد يوجد بينهم مشكلة ما و يريد اغاظة نورا بها كالمعتاد...
بدأ الغضب يسيطر عليها مره اخري فور ان قفز امام عينيها مشهدهم باحضان بعضهم البعض فوق فراشها اندفعت نحوه تدفعه في ظهره بكل قوه لديها نحو باب الغرفه هاتفه بغضب
=اطلع برا انت كمان....
لتكمل صارخه بشراسه عندما رفض ان يتحرك من مكانه حيث كان جسدها صغير للغايه بجانب جسده الطويل العضلي
=بقولك اطلع برا...روح ورا مراتك.....
مرر داغر يده علي وجهه فاركاً اياه بغضب قبل ان يلتف اليها بصبر ممسكاً بيديها التي كانت تضرب ظهره جاذباً اياها امامه لكنها انتفضت مبتعده عن لمسته مرقمه اياه بازدراء هاتفه بنبره تمتلئ بالاشمئزاز
=ابعد ايدك القذره..اللي لمستها بها...دي عني
تجمد داغر بمكانه وقد هبطت عينيها الي يديه متأملاً اياها باستفهام قبل ان يدرك ما تقصده فقد كانت تعتقد انه قام بملامسة نورا علي فراشهم همس باضطراب و قد بدأ يدرك مدي صعوبة موقفه امامها
=محصلش حاجه بيني و بينها و ًملمستهاش...
قاطعته داليدا بحده بينما لازالت ترمقه بنظراتها المزدريه
=كداب.......
زمجر بحده بينما يشير الي جسده بيأس من اتجاه تفكيرها
=داليدا انا لسه بهدومي..
مررت عينيها بارتباك فوق جسده لتتنبه الي انه لا يزال يرتدي كامل بدلته حتي سترته..
همست بارتباك بينما تشيح عينيها بعيداً عنه
=حتي لو كده..ده ميبررش انك جبتها و نيمتها علي سريري...
لتكمل بصوت مرتجف ملئ بالغضب والالم
=انت قاصد... تعمل كده علشان تجرحني و تدوس علي كرامتي كانك بتستمع بده
اقترب منها داغر فور سماعه كلماتها التي عصفت بقلبه احاط وجهها بيديه و برغم مقاومتها له الا انه رفض تركها قبل جبينها بحنان مستنشقاً رائحتها محاولاً تهدئت الالم الذي لايزال يعصف بقلبه ابتلع الغصه التي تشكلت بحلقه قبل ان يهمس بصوت اجش
=ما عاش ولا كان اللي يدوس علي كرامتك حتي لو كنت انا....
ليكمل بينما يشدد من احتضانه لها محاولاً السيطره علي جسدها الذي كان ينتفض بين ذراعيه محاوله التحرر منه و الابتعاد
=انا نمت هنا لوحدي...معرفش هي دخلت امتي الاوضه و نامت جنبي...
دفعته بقسوه في صدره وقد نجحت اخيراً في التحرر من بين ذراعيه اخيراً متخذه عدة خطوات للخلف بينما تهتف بسخريه لاذعه
=عايز تفهمني ....انك محستش بها و هي بتنام جنبك كانت مشرباك حاجه اصفرا.....
برغم الالم و الحزن الذي يسكنان قلبه الا انه اطلق ضحكه منخفضه عند سماعه كلماتها تلك قبل ان يتجه بهدوء نحو الطاوله التي بجوار الفراش مخرحاً علبة دواء المنوم مشيراً بها نحوها
=لا كنت واخد حبيتين من دي علشان كده محستش لا بها ولا بيكي لما دخلتي...
قاطعته داليدا بحده و صدرها يعلو و ينخفض بينما تكافح لالتقاط انفاسها عندما بدأت تشعر انه بدأ يؤثر بها مره اخري
=ميهمنيش تنام معها متنمش انت حر.......
لتكمل بقسوه بينما تحاول التحكم بتلك الدموع التي تجمعت في عينيها
=كل اللي يهمني انك تطلقني....و دلوقتي اعتقد انك وصلت للي كنت عايزه بجوازك مني......
لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بفزع عندما قبض علي ذراعها جاذباً اياها نحوه لتصطدم بقوه بجسده الصلب مزمجراً بغضب و حده
=مفيش طلاق....فاهمه
ابتلعت ريقها بخوف منه فقد كان وجهه محتقن بشده و شرارت الغضب تتقافز من عينيه بطريقه لم تشاهدها من قبل لكنها رغم ذلك هتفت بحده بينما تحاول التملص من بين ذراعيه
=لا هطلقني....كده اللي بيني و بينك انتهي
صاح بغضب جعلت عروقه تنتفض بقوه وقد جعلته فكرة ان يدعها تذهب يفقد السيطره علي غضبه
=انا اللي احدد اذا كان انتهي ولا لاء....مش انتي...
هتفت داليدا بحده مقاطعه اياه
=طبعاً علشان العقد اللي معاك مش كده....
وقف يتطلع اليها عدة لحظات بارتباك لا يفهم ما تقصده فقد نسي امر هذا العقد تماماً ليشعر بالراحه انه معه ورقه رابحه يستطيع الضغط بها عليها حتي لا تتركه
=بالظبط كده علشان العقد...و ياريت تبقي تفتكريه قبل ما تطلبي الطلاق تاني...
وقفت داليدا تطلع اليه و نيران الغضب تشتعل بداخلها لا تدري سبب رفضه لطلاقها بعد ان تزوج بنورا و وصوله الي هدفه...لكنها ستريه سوف تجعله يندم ..ستجعله هو من يقوم بتطليقها بنفسه فهي لن تتحمل العيش في هذا العذاب كثيراً او ان تراه يغدق امرأه اخري بحبه امام عينيها...
اومأت برأسها وقد تبدل الغضب المرسوم بعينيها الي برود مفاجئ
=تمام..اللي انت شايفه
ظل داغر يتطلع اليها عدة لحظات بقلق من موافقتها السريعه تلك دون ان تتشاجر معه او تحاربه كعادتها لكنه تجاهل قلقه هذا فكل م يهمه انها ستظل معه..و بالتأكيد سيجد حل لوضعهم هذا قريباً....
خرج من افكاره تلك عندما رأها تهم الخروج من الغرفه
=راحه فين ..؟!
التف اليه بهدوء بعد ان اصبحت عند باب الغرفه المفتوح تشير الي باب الغرفه المواجه لجناحهم
=هنام في اوضة الضيوف.....
هتف داغر بحده بينما يجز علي اسنانه بقسوه و قد بدأ يفقد صبره معها
=داليدا متختبريش صبري ..مفيش نوم الا........
قاطعته سريعاً قبل ان يكمل جملته مشيره الي المكان بيدها
=مش هنام في مكان مليان بالريحه المقرفه دي......و لا في سرير واحده غيري كانت نايمه عليه...
ثم تركته و دخلت الغرفه المقابله مغلقه الباب بحده في وجهه الغضب ادار داغر نظره بالغرفه وقد بدأ يختنق حقاً من الرائحه النفاذه للعطر الذي كانت تضعه نورا والذي يملئ المكان....
خرج من الجناح بخطوات سريعه غاضبه متجهاً نحو غرفة نورا التي فتح بابها دون ان اي طرق ليجدها مستلقيه بالفراش تتلاعب بهاتفها اشرق وجهها بابتسامه مشرقه فور رؤيتها له بداخل غرفتها لكن سرعان ما اختفت ابتسامتها تلك ليحل محل الخوف عند رؤيتها للغضب المشتعل بعينيه...
انتفضت ناهضه من فوق الفراش بتعثر عندما هتف بحده من بين اسنانه المطبقه بقسوه بها
=ايه اللي خالاكي تنامي جنبي.....
همست بارتباك بينما تبتلع غصة
الخوف التي تشكلت بحلقها
=ما انت عارف انه كان لازم ننام في نفس الاوضه النهارده
قاطعها صائحاً بغضب بينما يتقدم نحوها
=تقومي تنامي في اوضتي انا و مراتي انتي مجنونه ولا بتستعبطي...
هتفت نورا بحده متناسيه خوفها منه بينما تعقد ذراعيها اسفل صدرها بحده
=يعني هي مراتك وانا ايه....
تكسرت جملتها بالنهايه متخذه عدة خطوات للخلف شاعره بالرعب يندلع بداخلها عندما رأته يتقدم نحوها وقد اسود وجهه من شدة الغضب زاد الرعب بداخلها اكثر عندما شعرت بالحائط يضرب ظهرها بقوه لتعلم بانها اصبحت محاصره بينه وبين ذاك الوحش المظلم الذي اصبح امامها مباشرة ينظر اليها كما لو كانت اكثر شئ يكرهه و يحتقره بهذا الوجود..
صرخت فازعه عندما قبض علي فكها يعتصره بقسوه بيده مزمجراً من بين اسنانه و تعبيرات وحشيه على وجهه
=انتي ولا حاجه....فاهمه ولا حاجه داليدا هي بس اللي مراتي...لكن انتي حته حثاله.... ولا ليكي اي لازمه
همست نورا بصوت مرتعش بينما تهز رأسها بقوه محاوله الافلات من قبضته
=ليه و جوازنا......
قاطعها بقسوه بينما يزيد من قبضته حول وجهها يعتصره بقسوه
=جوازنا اللي بتتكلمي عنه ده شرعاً و قانوناً باطل...فاهمه باطل يعني انتي مش موجوده اصلاً في حياتي...
ليكمل هامساً بالقرب من اذنها بصوت حاد لاذع ارسل رجفه رعب بداخلها بينما شرارات الغضب تتقافز من عينيه العاصفه بينما يزيد من ضغط يده حول فكها
=و اخر مره ايدك النجسه دي تترفع علي مراتي...و الا و رحمة ابوكي و ابويا لأكون دفنك حيه مكانك....فاهمه
هزت رأسها بينما بدأت تنتحب بسبب الالم الذي تشعر به في فكها
ثم تركها دافعاً رأسها بحده للخلف متجهاً نحو باب الغرفه الذي اغلقه بقوه خلفه اهتزت لها ارجاء المكان
!!!***!!!***!!!
دخل داغر بخطوات هادئه بطيئه الي غرفة الضيوف التي تنام بها داليدا بعد ان تحمم و قام بتبديل ملابسه...
وقف بجانب الفراش يتأمل بشغف تلك المستغرقه بالنوم جذب بحنان الغطاء علي جسدها قبل ان يصعد للفراش و يستلقي بجانبها فهو لن يستطع النوم بدونها...الا اذا تناول من تلك الادويه المنومه مره اخري و هذا ما لن يفعله ابداً بعد ما حدث
اقترب بجسده منها محتضناً اياها بين ذراعيه ليستند ظهرها الي صدره استغل نومها الثقيل و ازاح شعرها الحريري عن عنقها دفناً وجهه به من الخلف طابعاً عليه عدة قبلات حنونه قبل ان يغمض عينيه و يستغرق بالنوم و هو يضمها اليه كما لو كانت اثمن شئ في حياته.....
في الصباح...
استيقظت داليدا و جلست علي الفراش و شعور غريب يسيطر عليها كما لو كان داغر معها لكن الغرفه كانت خاليه استدارت الي الوساده التي بجانبها لتجد عليها اثر رأسه لتدرك بانه بالفعل قضي الليله هنا معها و ليس بغرفة نورا شعور خائن من الفرحه سيطر عليها لكنها سرعان ما نهرت نفسها بعنف هاتفه بحنق بينما تقفز ناهضه من فوق الفراش
=ينام عندها ولا مينمش انتي مالك.....
ثم خرجت من الغرفه و اتجهت نحو الجناح الخاص بهم حتي تستحم و تبدل ملابسها و شعور من الاختناق يسيطر عليها لا ترغب بدخول تلك الغرفه مره اخري و رؤية ذلك الفراش الذي كانت نورا تنام عليه معه حتي لا تتذكر المشهد الذي كاد ان يقتلها...
لكن فور دخولها للجناح تصلبت بمكانها فقد كان الجناح بأكمله مفروش باثاث جديد مختلف تماماً عن الاثات الذي كان به بالامس خرجت من الغرفه مره اخري تتطلع الي الباب و الممر حتي تتأكد بانها لم تدخل مكان خاطئ....
لكنه كان بالفعل الجناح الخاص بها هي و داغر لكن باثاث جديد رائع
اخذت تتأمل الفراش الملكي الذي كان يتوسط الغرفه فقد رائعاً بينما يحيطه من كل الجاهتين طاولتين مشابهتان له كما استبدل الانتريه باخر رائع للغايه مريح اكثر
ثم لفت انتبهها في زواية الجناح شاشة التلفاز الضخمه التي كانت تحتل الحائط باكمله و امامها توجد اريكه كبيرة وثيره مريحه للغايه تتسع لاستلقاء ثلاثه اشخاص و امامها طاوله انيقه..
اخذت تتلفت حولها بارتباك و صدمه لا تدري متي استطاع داغر تغيير كل هذا فقد كانت الساعه تتجاوز العاشره صباحاً بقليل تراجعت خطوه الي الخلف عندما رأت داغر يخرج من باب الحمام بجسد عاري يعقد حول جزءه السفلي منشفه بينما كان يقوم بتجفيف شعره بمنشفه صغيره اخري حول عنقه فلم ينتبه اليها...
لكن عندما ابعد المنشفه عن رأسه و رأها تقف امامه بشعرها المشعث بشكل محبب و وجهها المحمر من اثر النوم ارتسمت ابتسامه واسعه علي وجهه قائلاً بينما يشير بيديه علي المكان
=ايه رأيك.....؟
تنحنحت داليدا قبل ان تجيبه بهدوء بينما تعقد ذراعيها اسفل صدرها حتي لا يلاحظ ارتجافهم
=غيرت العفش ليه...؟!
اجابها بينما يقترب منها وعينيه مسلطه بشغف علي وجهها المحمر
= علشان لا انا و لا انتي ينفع ننام في سرير واحده غيرك نامت فيه....
اتسعت عينيها بالصدمه فور سماعها كلماته تلك بينما ازدادت ضربات قلبها بعنف ممما جعلها تعنف نفسها مذكره نفسها بما فعله بها....و ان المرأه الاخري التي يتحدث عنها هي زوجته حب عمره...
اقترب منها داغر قائلاً بأعين تلتع بالامل
=مقولتليش رأيك...؟!
هزت داليدا كتفيها ببرود و هي تدير نظرها بالغرفه بلامبالاه مظهره له بوضوح عدم اهتمامها
=عادي....مفرقتش في حاجه....
ثم تركته و دلفت الي غرفة الحمام بخطوات واثقه مغلقه الباب في وجهه بحده....
زفر داغر بغضب و ضيق و هو يطيح باحباط المنشفه التي كانت بيده علي الارض فقد باتت جميع محاولته لاسترضائها بالفشل معامله اياه ببرود و لامبالاه
فبرغم عدم نومه الا بالرابعه فجراً الا انه استيقظ بالسادسه صباحاً رغم تعبه و اتصل باحدي معارض الاثاث التي جعلها تفتح خصيصاً من اجله و اختار ذلك الاثاث من اجلها....
من اجل الا يجعلها حزينه عندما تدخل تلك الغرفه في الصباح و تتذكر رؤيتها لنورا بفراشها معتقداً بانها قد تظهر ولو القليل من التفاعل و الحماس الا انها تعاملت معه كما لو ان ما فعله لا يهمها في شئ
زفر بحنق قبل ان يتجه نحو الخزانه و يخرج ملابسه التي ارتداها سريعاً و خرج من الغرفه حتي لا يفقد السيطره علي نفسه ويقتحم عليها الحمام و يهزها بين يديه حتي تفقد الوعي بسبب الاحباط التي تسببت به له.....
!!!***!!!***!!!!
بعد مرور عدة ساعات...
كانت داليدا جالسه بالاريكه الجديده مستمتعه بملمسها المريح الرائع تشاهد التلفاز عندما اندلع طرق علي الباب لتدخل بعدها مروه الخادمه
=داليدا هانم...داغر بيه وصل و بيبلغ حضرتك العشا جاهز و انه مستني حضرتك تحت...
اجابتها داليدا بوجه مقتضب
=قوليله مش جعانه...يا مروه...
لكنها ذكرت نفسها بوعدها الذي اتخذته علي نفسها من ان تجعله يندم هو تلك العقربتان ابنتا عمه اسرعت هاتفه عندما التفت مروه للمغادره
=ولا اقولك قوليله نازله....
لتكمل بتردد
=هو طاهر جوز شهيره تحت...و لا لسه مسافر؟!
هزت مروه رأسها قائله بهدوء
=لا يا هانم لسه مسافر و علي ما اعتقد مش راجع قبل اسبوع...
اومأت لها داليدا بينما تراقبها و هي تغادر الغرفه قبل ان تنهض وعلي وجهها ترتسم ابتسامه واثقه فقد بدأت الحرب ليس مع داغر فقط بلا مع الجميع...
اتجهت نحو الخزانه مخرجه احدي الفساتين الخاصه بها الذي كان يتكون من قطعتين منفصليتن يظهر جمال قوامها و بياض بشرتها الحريريه ارتدته من ثم قامت بفرد شعرها الذي انسدل فوق ظهرها كستار من النيران المشتعله متخليه عن حجابها هذه المره فلا يوجد رجال بالاسفل سوا داغر زوجها...
وضعت القليل من احمر الشفاه ليبرز جمال شفتيها وقفت تطلع الي نفسها بالمرأه بانفس منحبسه فقد كانت تبدو جميله للغايه بذلك الفستان...
ارتسمت علي شفتيها ابتسامه واثقه قبل ان تهبط الي الاسفل تتغنج في خطواتها لكن فور دخولها غرفة الطعام تصلبت بمكانها وقد اختفت ابتسامتها تلم عندما وجدت نورا تجلس بجانب داغر الذي كان منشغلاً بالتحدث مع والدته الجالسه بالجانب الاخر من مقعده
شعر داغر بوجود داليدا بالمكان علي الفور مما جعله يلتف سريعاً نحو الباب لتنحبس انفاسه داخل صدره و قد بدأ قلبه يخفق بجنون فور ان وقعت عينيه عليها واقفه بجانب الطاوله تفحص باعين تلتمع بالشغف فستانها محكم التفاصيل حول جسدها و الذي كان يبرز قوامها الرائع بينما شعرها منسدل علي ظهرها و كتفيها كشلال من النيران المشتعله مما ابرز جمالها اكثر و اكثر....
شعر بأختفاء العالم من حوله و هو يراها امامه بكل هذا الجمال اخذت عينيه تتشبع بشغف كل تفصيلة صغيرة لها...
بينما تسلطت عليها الانظار الحاقده لكلاً من نورا و شهيره الذين كانوا لاول مره يروها بشعرها و دون حجابها...
كانت نظراتهم تلتمع بالحقد و الغيره غرزت نورا اظافرها بكفة يدها بغضب ونيران الغيره تتأكلها من الداخل فقد كانت تعلم بان داليدا جميله لكنها لم تتخيل بان يكون جمالها صاعق بهذا الشكل او انها تمتلك شعر بهذا الجمال و اللون الرائع الذي اضاف لجمالها جمال....
خرج داغر من فقاعة تأمله الشاغف اخيراً منتبهاً الي ان داليدا لازالت واقفه بمكانها و لم تتحرك
=واقفه عندك ليه يا داليدا
اقتربت منه بخطوات متمهله حتي وقفت بجانب كرسي نورا قائله ببرود
=ممكن تقومي من الكرسي بتاعي ...
انتبه داغر علي الفور الي نورا الجالسه بجانبه فقد كان منشغلاً بالتحدث الي والدته حول داليدا وما حدث بالامس فلم ينتبه اليها...
اجابتها نورا بحده بينما تتراجع الي الخلف في مقعدها بتصميم
=ليه بقي ان شاء الله كان مكتوب عليه اسمك.....
قاطعتها داليدا بحده و عينيها تتطاير بها شرارت الغضب
=اها مكتوب عليه اسمي...قومي
نظرت نورا اليها ببرود هاتفه بحده
=هو ايه تلقيح الجتت ده ما تشوفيلك اي زفت تتـ.......
اندلعت نيران الغضب بعروق داغر الذي كان تاركاً لداليدا التعامل معها حتي يجعلها تشعر ببعض الثقه مما قد يهدئ بعض من غضبها لكنه لم يستطع الصمت عندما سمع نورا تجيبها بهذه الوقاحه
قاطعها مزمجراً بشراسه جعلت الدماء تجف بعروقها من شدة الخوف
=قدامك ثانيتين و تقومي
ابتلعت نورا ريقها بخوف
و عندما همت بالنهوض خوفاً ان من ينالها غضب داغر رأت ما جعلها تتسمر في المقعد مره اخري...
حيث اندفعت داليدا جالسه علي ساقي داغر مغمغمه بمكر
=اشبعي به...انا خلاص لقيت احسن مكان اقعد فيه....
تصلب وجوه جميع الجالسين علي الطاوله فور رؤيتهم ما فعلته داليدا...بينما شعرت فطيمه بالارتباك و الخوف من ردة فعل داغر علي ما فعلته داليدا فهو لن يسمح لها بالجلوس علي ساقيه بهذا الشكل امام الاخرين...
بينما ابتسمت شهيره بخبث منتظره انفجار غضب داغر الوشيك...
لكن ذبلت ابتسامتها تلك شاعره بالصدمه كالاخرين عندما رأت داغر يحيط خصر داليدا بذراعيه جاذباً اياها للخلف علي ساقيه اكثر و ابتسامه مشرقه ملئت وجهه...لكن سرعان ما اختفت ابتسامته تلك عندما التف الي نورا قائلاً بقسوه
=قومي من علي الكرسي....
انتفضت نورا واقفه علي الفور تنفذ امره خوفاً منه رغم الغضب و الغيره المشتعله بداخلها من رؤية لداليدا الجالسه علي ساقيه من ثم اتجهت للمقعد المجاور للشقيقتها و جلست عليه...
شاهدت داليدا ذلك و ابتسامه شامته علي وجهها و عندما حاولت النهوض من فوق ساقي داغر و الجلوس علي المقعد الذي اخلته نورا زمجر داغر في اذنها بصوت منخفض بينما يشدد من ذراعيه حول خصرها رافضاً تركها
=راحه فين خليكي مكانك...مادام بدأتي حاجه يبقي خليكي قدها...
احمر وجه داليدا بشده و قد بدأت تدرك فداحة ما فعلته بجلوسها علي ساقيه بهذا الشكل..فقد اعماها غضبها الذي دفعها للجلوس علي ساقيه نكايةً بنورا...
همس باذنها بقسوه بينما يده تمر علي فستانها من الاسفل ...
=عارفه لولا ان طاهر مسافر و ان مفيش رجاله في البيت هنا غيري كنت حاسبتك علي نزولك بالمنظر ده...
همست داليدا بحده بينما ترسم علي وجهها ابتسامه واسعه حتي لا تجعل نورا و شهيره يدركوا انهم يتشاجرون
=و الله انا عارفه كويس ان طاهر مش هنا و ان مفيش رجاله غيرك في البيت و الا مكنتش نزلت كده...
لتكمل قائله بدلال بصوت مرتفع بينما تحيط عنقه بذراعيها مقرره اكمال خطتها و احراجه امام الاخرين و اشعال غضب نورا و شقيقتها في ذات الوقت
=حبيبي ممكن تأكلني ...اصل صحيت من النوم حاسه ان ايدي وجعاني اوي.
ابتسم داغر فور ادراكه ما تحاول فعله ليجاريها بالامر تاركاً اياها تفعل ما ترغب به لعل هذا يهدئ من غضبها رفع يدها الي شفتيه مقبلاً اياها بحنان قبل ان يتناول ملعقه من الطعام و يضعها امام فمها الذي فتحته داليدا بتردد وقد اشتعل وجهها بالخجل رغم جرئتها السابقه...
نكزت نورا ذراع شقيقتها بغضب وعينيها مسلطه بحقد عليهم مما جعل شهيره تهتف بحده و استنكار
=داغر مينفعش اللي بتعمله ده....قدامنا و كمان الخدم لو شافوا منظركوا ده هيقولوا ايه...
وضع داغر بحنان قطعه من اللحم بفم داليدا قبل ان يلتف و يجيبها ببرود
=هيقولوا بيدلع مراته.....
هتفت شهيره بغضب
=طيب و نورا مش مراتك......
ترك داغر الشوكه من يده بحده علي الصحن مما جعل داليدا تنتفض فازعه لمكانها لكنه اسرع بالتربيت بحنان علي ذراعها مطمئناً اياها قبل ان يلتف الي شهيره مرمقاً اياه بنظره حاده جعلت الدماء تجف في عروقها
=شهيره كلي....و انتي ساكته
نظرت داليدا بسخريه و شماته الي كلاً من نورا و شهيره الذين كانوا يرمقونها بنظرات تنبثق منها الغل الحقد قبل ان تضع رأسها علي كتف داغر متأوهه بصوت منخفض مما جعل انتباه داغر ينصب عليها هاتفاً بلهفه
=مالك يا حبييتي في ايه...؟!.
همست بصوت منخفض متأوهه بألم
=مش عارفه بطني من امبارح وجعاني اوي و دايخه..
شحب وجه داغر بقلق فور سماعه ذلك مرر يده بحنان علي رأسها قائلاً بصوت يملئه القلق
=طيب تعالي معايا اطلعك فوق ...و هكلم الدكتور يجي يشوفك...
دفنت وجهها بعنقه قائله بصوت مرتفع بعض الشئ...
=مش عارفه يا حبيبي...انا شكلي حامل ولا ايه....
لتدس رأسها بعنقه اكثر مخفيه ابتسامتها الواسعه الماكرة بينما انفجرت فطيمه في الضحك دون سابق انذار و قد ادركت ما تحاول داليدا فعله...
هتف داغر بحده عالماً بان والدته تعلم جيداً بانه لم يقم بلمس داليدا حتي تصبح حاملاً فتلك الحمقاء تحاول اثارة غضبه
=خير بتضحكي علي ايه يا ماما
اجابته والدته بينما تضع يدها فوق فمها محاوله كتم ضحكها
=ابداً يا حبيبي ولا حاجه
انتفضت كلاً من شهيره و نورا واقفتان يرمقون داليدا بنظرات سامه قاتله قبل ان يلتفوا و يغادروا الغرفه بصمت
من ثم نهضت فطيمه هي الاخري متحججه بميعاد دوائها و غادرت الغرفه وعلي وجهها ترتسم ابتسامه واسعه مرحه...
رفعت داليدا رأسها من فوق عنقه محاوله النهوض فور تأكدها من خلو الغرفه لكن داغر شدد من ذراعيه حولها مغمغماً بهدوء
=قولتيلي بقي حامل.....
ابتلعت داليدا ريقها بارتباك و قد تجمدت شفتيها لا تدري كيف تجيبه لكنها شهقت بصدمه عندما شعرت بيده التي تسللت من اسفل الجزء العلوي لفستانها تمر بلطف علي بطنها العاريه
غرزت اظافرها الحاده بذراعه محاوله اخراج يده من اسفل فستانهاا هاتفه بغضب
=انت بتعمل ايه انت اتجننت..ابعد ايدك دي.
عقد ذراعه الاخري اسفل صدرها جاذباً اياها نحوه ليستند ظهرها بصدره الصلب العضلي هامساً باذنها بصوت اجش مثير وهو لا يزال يمرر يده فوق جلد بطنها الحريري
= بطمن علي ابني....
ليكمل بخبث مقبلاً جانب عنقها
= مش بتقولي انك حامل برضو
استغلت انشغاله في تقبيل عنقها و انتفضت واقفه من فوق ساقيه هاتفه بغضب بينما تتخذ عدة خطوات للخلف نحو باب قاعة الطعام....
=بطل استعباط انت عارف كويس لا انت ولا غيرك لمسني علشان ابقي حامل...
لتكمل بشراسه و هي تشير باصبعها نحوه بتحذير
=اخر مره....تلمسني فيها فاهم عندك مراتك التانيه روح فعص فيها زي ما انت عايز.....
ثم استدارت و غادرت الغرفه سريعاً بخطوات غاضبه تاركه اياه يتطلع في اثرها بصدمه و هو لا يصدق التحول الرهيب الذي حدث في شخصيتها الرقيقه المسالمه....
!!!***!!!****!!!
بعد عدة ساعات...
كان داغراً مستلقياً علي الفراش يعمل علي اللاب توب الخاص به لكنه لم يستطع العمل حيث انصب تركيزه علي تلك النائمه باسترخاء علي الاريكه تشاهد التلفاز زفر بغضب بينما يتطلع نحو الساعه التي بالحائط فقد تجاوز الوقت الثالثه صباحاً فقد كان يريد ان ينام فيجب ان يتسيقظ باكراً لكي يحضر احدي اجتماعاته الهامه...
لكنه لن يستطع النوم حتي يتأكد من انها نامت علي الفراش فقد كان يعلم بانها تنتظره ان ينام حتي تستطيع النوم علي تلك الاريكه...
نهض من الفراش و اتجه نحو الخزانه مخرجاً الحبل الذي يهددها به كل مره....
وقف امامها فارداً الحبل امام عينيها مما جعلها تنتفض جالسه علي الفور
غمغم بينما يتصنع التفكير وعينيه تنتقل من الحبل الي داليدا و العكس
=تفتكري الحبل ده هو اللي اطول و لا انتي يا داليدا ...؟!
اجابته بحده بينما تطلع نحوه بنطره شرسه
=لساني اطول من الاتنين....
ادار داغر وجهه محاولاً كتم ضحكته علي اجابتها تلك انحني عليها مما جعلها تتراجع الي الخلف بحده
=قومي يلا كده بكل هدوء نامي علي السرير يا داليدا....
دفعته بحده بيديها في صدره قبل ان تنتفض واقفه و تتجه نحو الفراش تغمغم بحده
=ما تروح تنام عند مراتك...مش عارفه انت لازقلي هنا ليه...
لتكمل بازدراء مرمقه اياه بسخريه قبل ان تستلقي علي الفراش
=تلاقيها رجعت عملت فيك حاجه تاني علشان كده مش طايقها و بتمثل الفيلم الحمضان ده تاني معايا قدامها...
قذف داغر الحبل من يده علي الارض هاتفاً بغضب
=نامي يا داليدا ...نامي بدل ما تخليني اتجنن عليكي انا خلاص جبت اخري معاكي
لكن داليدا لم تعير لتهديده هذا اهتمام و انتفضت واقفه مره اخري من الفراش مما جعله يهتف بها بغضب
=راحه فين....؟!
اجابته بحده بينما تتجه نحو المطبخ المرافق لجناحهم
=هعمل حاجه اشربها قبل ما انام ايه هو تحقيق.....
ثم دلفت الي المطبخ و صنعت كوبين من عصير البرتقال ثم اخرجت من جيب منامتها علبه المنوم الخاصه بداغر التي استطاعت سرقتها من فوق الطاوله في الثواني القليله التي سبقته بها للفراش
وضعت حبه واحده باحدي الكوبين و اخذت تقلبها جيداً حتي تأكدت بانه لا يوجد اثر لها ثم حملت الكوبين و علي وجهها ترتسم ابتسامه واسعه
=ان ما عرفتك ان الله حق يا ابن الدويري....
ثم خرجت الي غرفة النوم و اتجهت نحو الفراش ناولت داغر الكوب الخاص به لكنه ظل يتطلع اليها بشك عدة لحظات رافضاً اخده منها متمتماً بنبره تملئها الشك
=ليا...؟!
اومأت داليدا بينما ترتشف من كوبها ببطئ قائله بلطف مخادع
=مهنش عليا اشرب لوحدي
ضيق داغر عينيه عليها قائلاً بدهشه
=ده ايه الطيبه اللي نزلت عليكي فجأه دي..ده انتي مطلعه عيني من الصبح....
قاطعته داليدا هاتفه بغضب مصطنع بينما تبتعد عنه
=تصدق ان انا غلطان....
لكنه اسرع بامساك ذراعها جاذباً اياها نحوه متناولاً منها كوب العصير غير راغب باحزانها او رفض الهدنه التي تقدمها له
=خلاص...هشرب
ليكمل رافعاً يدها الي فمه مقبلاً اياها بحنان
=شكراً....يا شعلتي
نزعت داليدا يدها منه متراجعه للخلف متمتمه بارتباك
=العفو...
ثم صعدت الي الفراش بجانبه ترتشف ببطئ من كوبها بينما تراقبه باهتمام و هو يتناول من العصير و فور انتهاءه من نصف الكوب كان بالفعل قد سقط علي الوساده نائماً نزعت من بين يده الكوب واضعه اياه فوق الطاوله التي بجانب الفراش قبل ان تنهض ببطئ و تتجهه نحو الارض تلتقط الحبل الذي القاه داغر في وقت سابق هامسه بحده
=ابقي وريني هتهددني به تاني ازاي...
ثم اتجهت نحو الفراش جالسه بجانب داغر الذي تناولت يده و عقدتها بخفه بالحبل ثم عقدتها بطرف الفراش ليصبح داغر مقيداً لطرف الفراش...
نهضت مبتعده عدة خطوات متأمله مظهره و هو مقيد بالفراش بهذا الشكل وضعت يدها فوق فمها تكتم ضحكتها ثم اتجهت نحو المرأه حتي تكمل باقي خطتها....
بعد نصف ساعه.....
استيقظ داغر شاهقاً بفزع عندما شعر بماء بارد ينسكب علي وجهه...
اخذ يرفرف بعينيه عدة لحظات غير مستوعب المحيطط الذي حولها فقد كان المكان مظلم الا من ضوء عدة شماعات مشتعله....
حاول النهوض لكنه لم يستطع حيث صدم عندما اكتشف بان يديه مكبله بالحبل و معلقه باعلي الفراش صاح بغضب و قد ادرك من وراء تلك الفعله
=داليدا..........
لكنه تراجع للخلف بالفراش فازعاً عندما رأي الخيال المرعب الذي يقف بجانب الفراش و الذي اتضح له انها داليدا التي كانت تقف بشعر مشعث كاحدي العفاريت يملئ وجهها خطوط حمراء و سوداء مرتديه رداء ابيض فضفاض للغايه و بعينها ترتسم نظره مرعبه ممسكه بين يديها بصاعق كهربائي يصدر ازيز من الكهرباء كلما ضغطت عليه راقبها داغر بتوجس وهي تقترب منه و علي شفتيها ترتسم ابتسامه جنونيه لا تبشر بالخير.......

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close