
رواية علي حافة الهاوية الفصل الثامن عشر18والتاسع عشر19 بقلم ولاء عمر
- تعرفي لما جيت أحط في وشي زيك حمد زعق لي! أصلا أنا كنت بايتة مع ستي وروحت حطيت بقى راح بعد يزعق، روحت قولت له إيه هو أنت مخلفني وناسيني وقعدنا نتخانق.
- يا ستي الحمد لله إنك معملتيش زيّ علشان ما اشيلش ذنبك.
- لاء إحكي لي.
اتنهدت وأنا باصة قدامي وعيني على الطريق والزرع ودماغي مع اللي فات:- الحكاية بدأت من وأنا صغيرة، لما ماما وبابا مكانوش مهتمين بيا ولا بوجودي، وبينسوا وجودي معاهم بالأيام، أنا فاكرة إني بعد ما سافرت معاهم من هنا هما جابولي مربيين، بعدها بدأت أكبر وأنا لوحدي، مش متشافة ولا حد حاسس بوجودي، ولا حتى حد يعرفني، لحد ما دخلت الجامعة، بدأت السوشيال ميديا بقى تأخد وقتي كله، اتعرفت على نهلة، قررنا نعمل فيديوهات كدا بالحظ بعدها لقينا الموضوع عجبنا، كل فيديو مشاهداته بتزيد عن اللي قبله، اتعرفنا ساعتها على شيرين كانت بنت بسيطة بتعمل فيديوهات زيينا وبقينا شلة، اتعرفنا بعدها على أصحاب لينا شباب، بدأت بقى شهرتنا تزيد ونتعرف ونخروج ونروح ونيجي مع بعض، لحد ما في مرة سافرنا، و وإحنا راجعين العربية عملت حادثة مات فيها الشباب وأنا والبنات طلعنا بكسور بقى.
بصت ليا بصدمة:- يلهوي، وبعدين.
ساعتها كملت وأنا قاصدة أتغاضى عن موضوع شهاب، محبتش أفضح نفسي.
- ولا قبلين، أنا ساعتها بعدما حصلت مشكلة معاهم نهلة وشيرين مشيليني الذنب مع إن دا كان قضاء وقدر، حتى أنا جات عليا فترة حاسة بالذنب، المهم بعدها هما عادوني وكرهوني، وأنا بعدت، وربنا وقع في طريقي سهيلة غيرت فيا شوية، بعدها بقى بعدنا وحبة انتكاسة بعدها سمعت بودكاست عرفته من صفحة حمد ودا اللي كان السبب في تغييري، وطبعاً حمد كان ليه دور كبير فى تغييري .
- حلو البودكاست دا على كدا؟
- آه جداً، حتى حمد قالي إن صاحب البودكاست دا صاحبه وقريب منه وكمان البودكاست دا معروف.
- اسمه إيه ؟
- يوسف الضبيحاوي.
- ودا ملفتش انتباهك لحاجة؟!!
- إن يوسف صاحب حمد واللي شغال مع جدك اسمه يوسف الضبيحاوي؟
بصيت ليها وأنا مصدومة وبحاول أستوعب كلامها:- بس لحظة، يوسف دا صوته يبان مألوف ليا، بس حساه مختلف ، بس هو مقارب ليه!
كانت هتصوت مني فقالت بنفاذ صبر:- وضحي.
- يعني.. يعني يوسف صاحب البودكاست لهجته عادي زي أهل المدن، مش صعيدية.
- جنات، هاتي البودكاست دا.
فعلاً سمعت كلامها وجبته، سمعت منه دقيقة وبعدها بصت لي:- صباح الفل بجد يا جنات، دا نفس الشخص، بس اللهجة مغيرة الصوت حاجة بسيطة، علشان اللهجة بتغير نبرة الصوت أصلاً.
- هنا، حاسة إن شكلي كلاون.
- قوي الصراحة .
- ليه، ليه بتصارحيني ليه؟!!
يا أني عليا، يعني أنا كنت معجبة بصاحب الصوت، وشخصيته، وفي الأسبوع دا أعجبت بيوسف وشكله ومن كلام تيتا عنه، يطلع نفس الشخص، كسفة والله.
- تعالي نروح، ستي بترن.
- ماشي .
مشينا على البيت، كان الليل بدأ يليل، والغروب بين الزرع والغيطان يخبل، روحنا وقعدنا مع ستي، والحقيقة إن القعدة معاهم ممتعة.
عدا أسبوعين هنا كانت بتروح وتيجي معايا فيهم، أول مرة يبقى معايا صاحبة بجد من بعد سهيلة وما احسش إني وحدي، أول مرة مأحدسش إني يتيمة بالرغم من وجود ماما وبابا بوجود تيتا وجدو.
جدو مطلعش قاسي وشديد زي ما كنت مفكرة، جدو طلع شايل جواه حنية الدنيا بس بيظهرها في وقتها المناسب، ويوسف، الحقيقة إن جمعني بيه مواقف وأنا بناوله الشاي.
- خدي طلعي الشاي لجدك ويوسف يا جنات.
- حاضر يا ستي.
خدت منها الصينية وطلعت بيها لحد عتبة باب البيت، ساعتها قام يوسف يأخدها مني، وقتها أنا قولت له وأنا متوترة:- هو أنا حابة أشكرك.. الصراحة يعني على إنك سبب في كل اللي أنا فيه دا.
بص ليا باستفهام فكملت كلامي بتوتر:- يعني على البودكاست اللي غيرني 180 درجة، وعلى أفكاره وأفكار الحلقات، و... وعلى طريقة كلامك الهادية اللي مخلتنيش أنفر وأخاف.. شكراً.
بص ليا وبعدها مسك مني الصينية وهو بيقول:- الحقيقة إن مش أنا لوحدي صاحب البودكاست، حمد ليه مجهود كبير في الموضوع دا.
جدي ساعتها نادي عليه، فهو بص ليا وفي عينه لمعة وبعدها قالي بطريقة تحمل معاها كل معاني الذوق وهو خافض نظره:- أستأذنك أنا علشان جدي بينادم عليا، ممكن تخلي حمد يبقى يوضح لك لما ييجي.
دخلت وأنا قلبي بيدق بسرعة، طريقة كلامه... هادية قوي، نبرة صوته باللهجة الصعيدي على عكس البودكاست وطريقته جذبتني، الحقيقة إنها في كلتا الحالتين جاذباني.
رجع حمد بالليل، ستي وجدي كانوا ناموا، عملت له يأكل وجبت الشاي وقعدت جنبه.
بص ليا وهو بيأكل:- حاسس إنك عايزة تقولي حاجة..
فركت إيديا الاتنين في بعض وأنا بقوله:- أنتو صحاب البودكاست ؟
خد حبة من كوباية الشاي وهو بيسأل بعدها:- إحنا مين؟
بحلقت ليه وأنا بقوله:- حمد بلاش إستعباط.
- حاضر يا ستي.
خد حبة من كوباية الشاي وانسجم، مش مستوعب باينه إنها كوباية شاي مش أكتر! ما علينا..
كمل كلامه:- من سنتين ونص وفي سهرة كدا مع يوسف، قولته إننا ممكن نستفيد من معلوماته وطريقة كلامه الهادية ونعمل بودكاست زي الناس اللي هناك.
- هاه وبعدين؟
- ولا قبلين، أنا أحدد فكرة الحلقة، ونجمع معلومات إحنا الاتنين من الكتب عند جدك بما إن ماشاءالله عنده مكتبة جوة على شوية معلومات معانا وبحث، وبعدها البودكاست اتشهر بطريقة مكناش متوقعينها.
- طيب ولية باسم يوسف بس واسمك مش مذكور؟
- عادي أنا كدا كدا مبحبش جو السوشيال ميديا.
- طيب ومعرفتنيش ليه من الأول!
- علشان محدش كان يعرف هنا أصلاً بموضوع البودكاست، وكنا بنسجله عند يوسف في أوضته.
- يلا تصبحي على خير.
- وأنت من أهل الهنا.
قولتها بإبتسامة لعوب الصراحة فبص ليا:- إتلمي هاه!
- تتهنوا ببعض يا عم، عقبالي أنا بس.
- نينيني، في حد يعرفك أصلا ؟
- أنا بشتغل بروجر، أنت إيش دراك أنت في شهرتي؟
- واضح إنك لقطتي اللهجة يا بت أبوي.
- أيوا يا واد أبوي.
ضحك بعدها على كلامي ودخل نام، وأنا طلعت أنا كمان أنام، لكن عقلي عمال يعيد ويزيد في شكل يوسف، ملامحه، طريقة كلامه، نبرة صوته، أحم طريقة لبسه، بيرفكت الصراحة، لايق له الجلاليب الصعيدي قوي.
بعد تلات أيام، كنا واقفين أنا وهنا في الموقف مستنين أي مواصلة، ولكن الحقيقة وكإن مواصلات البلد كلها خلصت في الوقت دا.
في عز ما إحنا واقفين في الحر سمعت صوت عربية بتزمر جنبنا، عدلت وشي لقيته يوسف.
-إركبوا، ليه؟ بتاع إيه ؟
- جدك هو اللي قالي وأنا مالي بقى، كمان عرفت إن عندكم امتحان، جايين ولا أشوف مصالحي؟
لاء، لاء بجد!! بقى هو دا اللي كنت منبهرة بهدوءه، بصي بيكلمني إزاي ؟!!
شدتني هنا وهي بتقرب من العربية وبتفتح الباب اللي ورا، وبتتكلم من تحت ضرسها:- شكراً يا يوسف، معلش هي جنات مستغربة بس.
مالت عليا وإتكلمت بصوت واطي:- إتهدي، وراعي إننا ورانا امتحان، وبعدين جدك اللي باعته خلاص بقى .
سكتت علشان ما اتحطش في موقف محرج أكتر من كدا.
شغل العربية ومشي بينا.
- تحبوا تشربوا عصير إيه؟ علشان أنا نازل أجيب ليا، فهجيب لكم معايا.
- شكراً.
- العفو يا أستاذة جنات، هجيب تلاتة قصب.
ديموقراطية يوسف تحفه بجد، دا حتى مامشيش غير أما خد رأينا نشرب إيه.
جابه ووصلنا، نزلنا وساعتها أنا كنت معدية من جنب العربية، قال هو بصوت هادي:- حلي على مهلك، دا امتحان مش نهاية العالم عرفت من حمد إنك وأنتِ صغيرة كنتي بتخافي من الإمتحانات.
الفصل التاسع عشر
ديموقراطية يوسف تحفه بجد، دا حتى مامشيش غير أما خد رأينا نشرب إيه.
جابه ووصلنا، نزلنا وساعتها أنا كنت معدية من جنب العربية، قال هو بصوت هادي:- حلي على مهلك، دا امتحان مش نهاية العالم عرفت من حمد إنك وأنتِ صغيرة كنتي بتخافي من الإمتحانات.
لأول مرة أبص ليه وابتسم، رد ليا الإبتسامة وبعدها عدل وشه، ساعتها وكإني لوهلة نسيت خوفي من الامتحان ودخلت وأنا مبتسمة.
- وبقينا مهمين لأحدهم الكاريزما ياعم.
خبطتها في دراعها بهزار وأنا بقولها:- يعني في ناس بقى عندنا ناس مهمة من زمان، الله يسهلهم بقى .
سرعت في مشيتي ودخلت الإمتحان قبل ما تلحقني ،امتحنت وطلعنا وروحنا.
- سلام عليكم يا أهل الدار.
- وعليكم السلام، حمدالله على السلامة، طمنونا عملتوا إيه؟
قربنا من تيتا وحضناها وإحنا بنقولها إننا حلينا كويس .
أول مرة أحسن إن حد متهم يعرف أنا حليت ولا لاء، ألاقي حد يتطمن عليا بعد الامتحان وحد يوصي عليا وأنا رايحة الإمتحان، حد يفرح إني حليت كويس، أو إني اذاكر أصلاً للإمتحان واهتم بيه مش ألم كل مادة بليلتها، حتى موقف يوسف لنا أهتم، لأول مرة أعيش مشاعر إن أنا مهمة علشان أنا جنات، الحفيدة، الأخت،الصاحبة.
بيعدي الوقت و.. ويوسف بيودينا ويجيبنا في فترة الإمتحانات وللصراحة هو إنسان خلوق بدرجة اللهم بارك، لا حاول يفتح مع حد مننا كلام على الفاضي ورغي وخلاص ولا بص لواحدة فينا بصة مش كويسة، بجانب إنه كان كل مرة يوصيني أحل كويس.
وإحنا طالعين من الإمتحان هنا قربت مني وقالت :- مش عارفه ليه حاسة إن يوسف معجب بيكي وداخل على مرحلة أعمق كدا اسمها الحب.
بصيت ليها وأنا برجع خطوة لورا نتيجة للي سمعته وبعدها سألتها بتوتر:- دا.. ءاا.. ليه بتقولي كدا؟
- ماشوفتيهوش أنتِ وهو بيغيب ويلمحك من مراية العربية وبعدها جري يعدل وشه قدامه، ولا وهو بيوقف شوية لحد ما يتطمن إننا دخلنا، ولا عنيكي اللي بتلمع أول لما تلمحيه، توترك الملحوظ وإيديكي اللي بتفركيهم في بعض.
هي إزاي لاحظت كدا؟ هو أنا كان باين عليا قوي طيب ؟ طيب وأنا هل كنت ملاحظة كدا ولا أنا كنت مغيبة ولا إيه نظامي؟!! أنا مش عارفه.
روّحنا وكان آخر امتحان، وإحنا طالعين قربت من هنا وأنا بشكرها وحضنتها وأنا بقولها:- عمري ما هنسى إنك مسبتينيش وحدي، وكمان كنتي بتشجعيني على المذاكرة وكنتي بتوضحي لي وتفهميني كل حاجة، أنا حقيقي ممتنة لوجودك يا هنا، أنتِ وقفتي معايا وقفة لو كان عندي أخت مكانتش هتعمل معايا كدا.
خبطتني هي المرة دي على كتفي وهي بتقول:- طيب متقوليش كدا؟! يعلم ربنا من يوم ما جيتي وأنتِ بقيتي أختي اللي ربنا عوضني بيها، ويلا بلاش نكد، تعالي نروح نجيب عصير ونتمشى وبعدها نروح نقضي الليلة مع بعض.
اتمشينا وضحكنا وهزرنا، وفي وسط كل أكتشفت حاجة، أنا مع هنا مروحتش اي مكان مشابه للي روحتهم زمان في حياتي القديمة، ولا في فخامتهم، ولا لبست اللبس الغالي واللي استايله مفيش زي زمان برضوا، ولا معايا عربيتي اللي مكانش في منها، بس بالرغم من كدا، أنا قلبي محسش إنه مرتاح البال وعقلي هادي غير وأنا بتكلم معاها، ولا ضحكت ضحك حقيقي في كل دول قد وأنا معاها.
- إلحقي دي الحاجة أمي بترن.
- خلاص ردي عليها.
ردت عليها وبعد ما قفلت معاها وشها قلب ، كرد فعل مني سألتها بخضة:- إيه في إيه ؟
- ماما عايزاني أروح علشان نروق البيت علشان في عريس جاي قال!!
- طيب ووشك قلب ألوان ليه ؟
- أنا لسة صغيرة يا جنات!
- بما إنهم إدوا معاد فخلاص إقعدي معاه وأمرك لله.
ساعتها الدموع نزلت من عينها وهي بتقولي:- بس مش هينفع، لو قعدت هيحطوني قدام الأمر الواقع ولو هما مقتنعين بالعريس ممكن يجبروني عليه.
- إيه يا بنتي كم السيناريوهات اللي رسماها في دماغك دي؟! هما بيتعاملوا معاكي بعنف في البيت؟
- لاء بس أنا خوفت يحصل كدا.
- هنـــا، إنشي قدامي يلا نروح يلــــا، بطلي يا حبيبتي تتابعي مسلسلات هابطة.
روحنا هي راحت على بيتها وأنا روحت، بس من أول ما وصلت على أول الشارع وأنا سامعة صوت عالي جاي من البيت، سرّعت في مشيتي وأنا سامعة صوت بابا وماما وجدو بيزعقوا.
دخلت البيت وأنا كلي بترعش، حمد ويوسف كانوا واقفين ساكتين وماما قاعدة تتكلم بصوت عالي:- أنا استحالة أوافق على الجوازة دي، ابني ميأخدش غير من واحدة من مستوانا.
جدي ساعتها رد عليها بجفاف:- وأنتِ مفكرانا قليلين ولا إيه؟ ما تفوق مرتك يا ولدي.
رد عليها بابا:- ما هي معاها حق الصراحة.
بص جدي لحمد وهو بيسأله:- حمد أنت رايد هنا يا واد ولدي؟
هز حمد رأسه وإتكلم باحترام مع جدي:- أيوا يا جدي، ومعايزش غيرها، أنا مهتجوزش على مزاجهم.
ـ يبقى على خيرة الله، نروح الليلة دي نقرأ الفاتحة ونحدد معاد كتب الكتاب لما العروسة توافق بإذن الله.
إبتسمت على كلام جدو من وسط دموعي وأنا شايفة إن جدي محرمش حمد من أمنيته.
يوسف ساعتها كان واقف جنبي ومد ليا علبة المناديل وهو بيقولي بصوت واطي:- متزعليش، ربنا يتمم لهم على خير، عقبالك.
دا بيقولي عقبالك، نهار مش فايت؟! دا مقالش عقبالنا