رواية مقيد باكذيبها الفصل التاسع عشر19والعشرون20 بقلم هدير نور


 رواية مقيد باكذيبها الفصل التاسع عشر19والعشرون20 بقلم هدير نور

بعد مرور اسبوع... 

كانت صدفة جالسة تشاهد التلفاز عندما سمعت طرق على الباب مما جعلها تنهض و تفتحه بعد ان وضعت طرحة على رأسها لتجد هاجر  هى من بالباب ابتسمت لها قائلة بمرح بينما تدلف الى الداخل
=ايه ياختى كل ده علشان تفتحى الباب لازم تلبسي الطرحة يعنى... 

اجابتها صدفة بينما تغلق باب الشقة خلفها
=طبعاً لازم البس الطرحة..انت عايزة اخوكى يقتلنى...

دلفت هاجر الى غرفة الاستقبال و هى تغمغم  
=في حياتى كلها مشوفتش واحد بيغير على مراته زى راجح..... 
لتكمل و هى ترتمى جالسة على الاريكة
=عمرى ما كنت اتخيل ان راجح يبقي بالشكل الصعب ده....

جلست صدفة بجانبها قائلة بنبرة حادة يتخللها الحماية
=صعب ليه يا ختى...ماله ان شاء الله

ضحكت هاجر قائلة بمرح 
=حيلك... حيلك اهدى...مش قصدى حاجة و حشة بعدين ياختى ده اخويا...قبل ما يكون جوزك...
لتكمل و هى تستدير الي صدفة 
=اقصد انه طول عمره باله طويل و كان من الصعب حاجة تنرفزه حتى في خناقته مع بابا كان بيبقي هادى كده و عاقل...لكن من  بعد ما اتجوزك حاله اتشقلب بقي اللي يجى جنبك و لا يكلمك بس يقلب زى الغول و مبقاش بيسكت لحد... 

غمغمت صدفة مبتسمة بهيام 
=بيغير عليا...

هتفت هاجر و هى تغمز بعينها
=ايوة يا عم.... 

قاطعتها صدفة وهى تلوح بيدها 
=ياختي اتنيلي انا ساعات بخاف من غيرته دي... خايفة في مرة تقلب بغم.. راجح لما بيغير   مبيفكرش و لا بيسمع حاجة... 

تنهدت هاجر مغمغمة بهيام و هي تتلاعب بخصلات شعرها
=و ايه يعني....طيب يا رب يرزقني بواحد زيه يغير عليا كده... 
تابعت و هي تجذب الحقيبة التي قد اتت بها من الخارج
=صحيح كنت هنسى..... 
لتكمل وهي تخرج لفافة صغيرة من الحقيبة و سلمتها لصدفة
=شوفي جيبتلك ايه... 

فتحت صدفة اللفافة لتجد بداخلها فستان رائع باللون الاسود همست صدفة  بارتباك 
=ايه ده يا هاجر.....؟! 

اجابتها هاجر و هي ترسم ابتسامة مرتبكة علي شفتيها
=دي يا ستي هدية مني كنت بشتري شوية حاجات في جهازي فجبتلك ده معايا... ده فستان  نار كدة الستات بتشتريه و تلبسه لأجوازهم لأنهم طبعاً مش هيعرفوا يخرجوا به..... 

غمغمت صدفة بارتباك و هي تنظر بارتباك الي الفستان الذي بين يديها
=بس ايه لازمته...تكلفي نفسك

اقتربت منها هاجر تحيطها بذراعيها قائلة بلطف 
=تكلفة ايه بس.. مش احنا بقينا اصحاب و اخوات... بعدين يا ستي اعتبريها هدية جوازك انا مجبتلكيش حاجة خالص....

ضمتها صدفة مغمغة بفرح و امتنان 
=تسلميلي يا هاجر.. ربنا يعلم ان انا بعتبرك اختي الصغيرة... 

ربتت هاجر علي ظهرها و هي تشعر بغصة مما تفعله بها لكنها لن تستطع التخلي عن توفيق.. حتي و لو من أجلها ابتعدت عن صدفة قائلة بتحذير بينما تشير الي القميص
=بس و نبي اوعي تقولي لراجح ان انا اللي جبتهولك هتكسف انه يعرف انى جبتلك حاجة زى دى... قولي ان ماما اللي جابته ليكى هي كده كده كانت معايا و انا بشتريه ليكي... 

اومأت صدفة برأسها و هي تعيد وضع الفستان في الحقيبة
=متخفيش مش هقوله... 
لتكمل بتجهم هى تقطب حاجبيها في قلق واضح
=بس مقولتليش اعمل ايه في حوار حساب الفيس راجح كل شويه يقولي ابعتيلى طلب صداقة و انتي عارفة انا لا ليا في الفيس و لا نيلة ولا فاهمة حاجة اصلاً و خايقة يعرف و يكتشف موضوع انى مبعرفش لا اقرا و لا اكتب ... 

ربتت هاجر على ساقها قائلة بثقة 
=متخفيش لقيتلك حل... احنا مش هينفع نعمل اكونت جديد لان راجح اكيد هيكتشف ان انتى لسه عملاه لما تبعتيله ادد علشان كده انا كان عندى اكونت قديم كان اكونت فيك كنت بدخل منه لجروبات بنات  كد كان بنا مشاكل فكنت بدخل اعرف منه بيعملوا ايه.. فانا هدهولك هغير الاسم بس لأسمك.... و يبقى كأنه بتاعك و من زمان... 

همست صدفة بارتباك و عقلها لا يستوعب ما تتحدث عنه
=اعملى اللي شايفاه صح يا هاجر انا مش فاهمة حاجة من اللى بتقوليها... 

=فين تليفونك يا صدفة..؟! 
غمغمت هاجر بينما تبحث بعينيها فوق الطاولة .. نهضت صدفة قائلة بينما تشير الي غرفة النوم 
= في الدرج جوا مبطلعهوش الا قدام راجح بقعد مسكاه كام دقيقة قدامه  و اعمل نفسى بقلب فيه علشان ميسألنيش مبستعملوش ليه... 
انهت جملتها من ثم ذهبت لكى تحضره بينما امسكت هاجر هاتفها ترسل رسالة الي توفيق كاتبة باختصار سريع

«الخطة ماشية صح يا حبيبى لحد دلوقتي متقلقش» 

ارسلت الرسالة و انتظرت رده لكنها اسرعت بتخبئة هاتفها بجيب بنطالها فور ان رأت صدفة قادمة
جلست بجانبها مناولة اياها الهاتف قائلة 
=اهو... امسكي... 

اخذته منها هاجر و اخذت تعبث به عدة دقائق قبل ان تلتف الي صدفة قائلة بابتسامة و اسعة
=خلاص...غيرت اسم الاكونت لاسمك كده بقي عندك اكونت علي الفيس و بعت لراجح ادد كمان.... 
لتكمل هاتفة بحماس عندما صدر عن الهاتف نغمة قصيرة
= راجح قبل الادد كمان... 

التمعت عينين صدفة بالحماس فور سماعها ذلك اخذت تطلع الي الهاتف قبل ان تهمس بتردد
=بقولك ايه يا هاجر مش هو ينفع ابعتله رسالة على البتاع ده طيب ونبى ما تبعتيله رسالة كدة اسأليه هيتأخر في الشغل النهاردة.... 

لتكمل و غمامة من الحزن تنسدل على وجهها 
=اصله مشي النهاردة و هو زعلان مني و اتصلت به كذا مرة و مبيردش عليا.... 

جذب كلامها هذا انتباه هاجر التي غمغمت بفضول
=زعل منك ليه...؟! 

هزت ثدفة كتفيها قائلة بحزن
=ابداً...بعد ما فطر و نزل علشان يروخ الشغل اكتشفت انه نسي موبيله و محافظته علي الطرابيزة فجريت علي البلكونة علشان الحقة قبل ما يركب العربية و يمشي ومن لبختي نسيت وطلعت بعباية البيت ام نص كوم و شعري كان باين  و لاجل حظي الاسود ابن جارتنا اللي ف البلكونة اللي  قدامنا الواد سامح اللي في تانية ثانوى كان واقف في البلكونة وقتها راجح شاف المنظر ده  الدنيا قامت و مقعدتش... طلع و قعد يزعق ومشي مقموص مني.... 

التمعت عينين هاجر بالفرح فقد كانت هذة فرصتها لتنفيذ الجزء الثاني من الخطة 
=يالهوي يا صدفة ده راجح صعب اوي...
لتكمل بمكر و هى تتحرك مقتربة منها
=بس انتي عارفة... انتى لازم تصالحيه انا عندي بقي حتة فكرة تخليه يصالحك على طول

امسكت صدقة بيدها تتشبث بها وهي تهتف بلهفة
=بجد ايه هي.... و نبى

اشارت هاجر للفستان الذي بالحقيبة 
=البسي الفستان و انا هحطلك مكياج حلو كده و هصورك بالموبيل صورة و ابعتهاله  هيتجنن اول ما يشوفها و هتلاقيه جاي جرى على البيت.... 

احتقن وجه صدفة بالخجل فور سماعها كلماتها تلك
=لا يا ستي متصورش انا بحاجة زي دي..ده عريان اوى ...
لتكمل بسخط وهى تتطلع اليها بصدمة
= بعدين يا بت انتي بتعرفي الكلام ده ازاي في سنك الصغير ده... 

اجابتها هاجر مبتسمة و هي تهز كتفيها بفخر
=انا اعرف كل حاجة و كل البنات كده انتي بس اللي غلبانة... 

لتكمل محاولة اقناعها 
=اعملى بس اللي بقولك عليه بعدين الصورة هتبقي علي موبيلك و هتتبعت لجوزك علي موبيله ايه المشكلة بقى ما كل الستات بتعمل كده عادي... 
تابعت بمكر عندما رأت صدفة لازالت غير موافقة تضغط عل نقطة ضعفها
=بعدين علشان حتي تحسسيه انك فاهمة في النت و بتبعتيله صور و حركات و ممكن اخليكى تسجيليله بصوتك كلمتين حلوين ايه رأيك....

اخذت تتطلع اليها صدفة  عدة لحظات بارتباك و تردد قبل ان تومأ برأسها بالموافقة... 

قامت هاجر بتصوير اياها بالفستان الذى ارتدته صدفة بعد ان وضعت لها مكياج ابرز جمالها... 
من ثم جعلتها تسجل رسالة صوتيه تخبره بها الا يتأخر و انها بانتظاره.. من ثم قامت هاجر بارسال الصورة و الرسالة الصوتية لراجح لكنها اخبرتها انه يوجد شئ خطأ فعلى ما يبدو انه لا يوجد نت حتى ترسل الصورة له ظلت تحاول عدة مرات ارسالها لكنها فشلت فاخبرتها انا لن تستطيع ارسالها و ان عليها ان تنتظره و تستقبله بمظهرها الرائع هذا 

  ༺༺༺༺༻༻༻༻

بعد مرور عدة ساعات..

كانت صدفة جالسة ببهو الشقة تنتظر قدوم راجح فقد مرت عدة ساعات على مغادرة هاجر التى قامت بالتقاط العديد من الصور لها بالفستان الذى ارتدته بعد ان وضعت لها مكياج ابرز جمالها... 
من ثم حاولت ارسال تلك الصور الى راجح لكنها لم تستطع حيث اخبرتها انه يوجد شئ خطأ فعلى ما يبدو انه لا يوجد نت حتى ترسل الصورة له.. 

انتفضت صدفة واقفة تعدل من شعرها و الفستان من حول جسدها فور سماعها صوت باب الشقة يُفتح... لتندفع على الفور نحو راجح الذي ما ان دلف الى الشقة تجمد مكانه فور ان رأها حيث اخذ ينظر اليها باعين متسعة بالصدمة و الذهول حابساً انفاسه بقوة عند رؤيته لها بهذا الفستان المحكم حول جسدها الرائع...اخذ يمرر عينيه التي كانت تلتمع بالشغف والاعجاب بفحص دقيق علي انحاء جسدها حيث كان الفستان يبرز جمال قوامها الخلاب مظهراً جمال سيقانها الرائعة و لونه الاسود الذي يعاكس لون بشرتها البيضاء الكريمية...
و شعرها الاسود الحريرى كان منسدل علي ظهرها يتلألأ بجمال فوق كتفيها.... 
تشبع بكل تفصيلة صغيرة بها من شعرها انتهاء بذلك الفستان والذى اختطف دقات قلبه... فلأول مرة يراها ترتدي فستان بهذا الشكل المغرى... 
خرج من ذهول متنحنحاً بصوت مرتفع محاولاً تمالك نفسه و رسم الجديه على وجهه عندما رأها تتقدم نحوه لكن تشدد جسده عندما اندفعت نحوه تعقد ذراعيها حول خصره تضم جسدها الي جسده محتضنه اياه قائلة بدلال اطاح بعقله
=اتأخرت ليه يا حبيبي....
لتكمل وهى تبسط يديها فوق صدره العريض تتحسسه بلطف باطراف اصابعها
=لسه زعلان منى...؟

عقد راجح حاجبيه ضاغطاً على فكه بقوة محاولاً عدم التأثر بلمساتها تلك لكن انحبست انفاسه عندما رفعت ذراعيها و عقدتها حول عنقه تتشبث به بينما تقف على اطراف اصابع قدميها حتى تطيل من قامتها القصيرة و تستطع دفن وجهها بعنقه الذي اخذت تقبله بحنان هامسة بصوت اجش مليئ بالعاطفة 
=حقك عليا...و الله انا مقدرش على زعلك... 

ابتلع ريقه بصعوبة بينما يقبض على يديه بقوة الي جانبيه حتى لا يستسلم الي رغبته الملحة بلمسها... 
تراجع الي الخلف مغمغماً بحدة و هو يحاول فك حصار ذراعيها الملتفة من حول عنقه
=اها طبعاً لسه مضايق و على اخرى منك كمان... يعنى ايه تخرجى البلكونة بعباية البيت و بشعرك.... و الزفت اللي اسمه سامح يشوفك بمنظرك ده.... 

قاطعته سريعاً بينما تقترب منه مرة اخرى بينما يديها تتشدد حول عنقه رافضة اطلاق سراحه
=لا و الله ما شافنى انت اول ما بصتلى خدت بالى و جريت استخبيت ورا الستارة اول ما هو طلع البلكونة.... 
لتكمل بدلال و هى تخفض يدها الى صدره مرة اخرى تعبث بازرار قميصه عندما رأت وجهه لايزال متجهم بغضب
=خلاص بقى علشان خاطرى... اعتبرها غلطة و مش هتتكرر تانى.... 

انهت جملتها متراجعة بعيداً عنه خطوة للخلف و هي تشير بيديها الي جسدها
=طيب مش هتقولى رأيك في الفستان.... 

اشتعلت عينيه التى اخذ يمررها فوق جسدها برغبة محرقة قائلاً بصوت اجش
=جبتى منين الفستان ده...؟! 

اجابته مبتسمة و هى تلاحظ تأثره الملحوظ بها
=مامتك اللي جبتهولى.... 

عقد راجح حاجبيه قائلاً بصدمة فور سماعه ذلك 
=امى انا... طيب ازاى..؟!! 

اجابته صدفة مبتسمة بينما تهز كتفيها لتخبره بما اخبرتها به هاجر
=كانت بتشترى حاجات في جهاز هاجر... و جبتلى ده معاها و بعتتهولى مع هاجر....

لتكمل بهمس مثير بينما تضغط جسدها على جسده بلطف
=برضو مقولتليش... عجبك..؟

زفر راجح بحدة قبل ان يستسلم اخيراً و يحيطها بذراعيه القوية يضمها اليه دافناً وجهه بعنقها 
=الا عجبنى... ده مجننى يا مهلبية..... 
ليكمل و هو يمرر شفتيه برفق فوق عنقها يقبلهت بحنان وشغف
=انتى عارفة انى بسببك النهاردة مسكت في خناق اكتر من عميل حتي الحاج سيد اللى شغال معايا بقاله 15 سنة مسكت فيه...و اتختقت معاه... 

عقدت ذراعيها من حول خصره تفرك ظهره بحنان من الخلف
=ليه بس يا حبيبي...كل ده

رفع رأسه عن عنقها ينظر الي عينيها قائلاً بصوت مخيف مظلم
=مش عارف بس كل ما كنت اتخيل ان الواد ممكن يكون شافك بمنظرك ده ببقي هتجنن...

ليكمل بعجز حقيقي و هو يحيط وجهها بكفيه 
=حاسس ان غيرتي عليكى دى هتموتني لهتخلينى ارتكب جريمة في يوم.... 

اخذت صدفة نفساً طويلاً مرتجفاً وقد اقلقها كلماته تلك لكنها رسمت ابتسامة مرتجفة على شفتيها.. 
=بعد الشر عليكى يا حبيبى... 
لتكمل وهى تمرر يدها بحنان فوق خده تتلمس شعرات ذقنه النامية باطراف اصابعها بينما عينيها مسلطة بعينيه
=مفيش راجل في الدنيا دى كلها يملى عينى غيرك...انت مش بس جوزى انت ابويا و اخويا و كل حاجة حلوة اتحرمت منها.... 

زفر راجح بقوة شاعراً بقلبه يخفق في صدره بجنون فور سماعه كلماتها تلك ضغط شفتيه على شفتيها يقبلها قبلة عميقة نهمة يبث بها شغفه و عشقه لها قبل ان ينحنى و يحملها بين ذراعيه متجهاً بها  نحو غرفتهم... 

   ༺༺༺༺༻༻༻༻

في ذات الوقت بغرفة هاجر... 

تحدثت هاجر بالهاتف بصوت منخفض حتى لا يصل صوتها الي والديها النائمين بغرفتهم.. 
=يا توفيق قولتلك 100 مرة و الله عملت كل اللى اتفقنا عليه...
لتكمل و هى تتأفف بغضب عندما امرها بان تعيد عليه ما فعلته
=اديتلها الفستان اللي انت جايبه على انه هدية منى و قولتلها تقول لراجح ان ماما اللي جابته مش انا... و عملتلها اكونت الفيس على موبيلها و غيرته لأسمها و خليتها تلبس الفستان و صورتها به و اشتغلتها و فهمتها انى هبعتها لراجح و قومت بعتة الصورة من اكونتها لأكونت الراجل اللى انت متفق معاه...كأنها هى اللي بعتها 

قاطعها توفيق بحدة
=اوعى تكونى بعتى الصورة بجد لراجح تبوظى كل اللي عملناه.. 

اجابته بهدوء يعاكس للسخط الذي بداخلها
=لا متخفش اشتغلتها و فهمتها ان معرفتش ابعتهاله لان مفيش نت...

همهم توفيق باستغراب من جهل صدفة
=هي ضايعة اوى كدة....

اجابته هاجر بسخرية لاذعة و هى تضحك
=اها و حياتك ده انا بعت الصورة للراجل من موبيلها قدامها و هى زى الحمارة مفهمتش حتى انا  بعمل ايه... 

لتكمل سريعاً فور تذكرها لأمر المعلمة
=اها صحيح انا فهمتها انها هتروح تاخد دروس عند المدرسة بتاعتى زى ما قولتيلى و انا فعلاً اتفقت مع مدرسة العربي و وافقت تديها... 

اتسعت ابتسامة توفيق فور سماعه ذلك قائلاً برضا
=كده حلو اوى....

صمت قليلاً مفكراً قبل ان يغمغم قائلاً
=كده مفضلش غير كام حاجة و نبقى حفرنا قبرها و خلصنا منها....نهائياً 

قاطعته هاجر بحدة 
=نخلص منها و تطلق مراتك و تيجى تتقدملى يا توفيق انت فاهم... 

احابها توفيق مهمهماً بالموافقة
=طبعاً.... طبعاً 

ليكمل سريعاً كما لو انه تذكر شئ هام
=هاجر... صحيح ابعتيلي الايميل بتاع صدفة و الباسورد علشان يبقي مفتوح على موبيلى انا كمان... 

غمغمت هاجر بحدة
=و انت عايزه تعمل بيه ايه ما هو مفتوح مفتوح على موبيلى و نقدر نبعت و نعمل كل حاجة براحتنا.. 

زفر توفيق بحنق مقاطعاً اياها
=عايزه علشان لو حابب اضيف حاجة و اراقب اللي بيحصل... 

ثم تثائب بصوت مرتفع قائلاً بنعاس مصطنع
=يلا يا هاجر روحى نامى اصل خلاص فصلت و عايز انام...و متنسيش تبعتى الاميل و الباسورد زى ما قولتلك...... 

همهمت هاجر موافقة بامتعاض ليسرع بغلق الهاتف معها و يقوم بالاتصال برقم اخر مغمغماً بفرح
فور ان اجاب الطرف الاخر

=ابوة يا حبي انا قولت اطمنك قبل ما انام ان كل حاجة تمام...... 

   ༺༺༺༺༻༻༻༻

بعد مرور اسبوع... 

كانت صدفة تحاول كاتبة الحروف الابجدية التى اعطتها لها المعلمة التى بدأت ان تذهب اليها لكى تعلمها الكتابة و القراءة فقد ذهبت خمسة ايام بالاسبوع الماضي و لكى تذهب تلك الحصص دون ان يعلم راجح كانت تكذب عليه و تخبره انها تخرج مع هاجر لشراء بعض الاشياء او انها تجلس معها بغرفتها و كان يوافق و هو فرح من تقربها هي و شقيقته من بعضهم البعض برغم انها تشعر بالضيق من كذبها عليه و فعل شئ من خلف ظهره الا انه ليس امامها حل اخر فلا يمكنها ان تجعله يعلم بأمر جهلها فيكفى الفروقات التى بينه و بينها فلن تستطع بتزويدها بفرق تعليمى ايضاً فكما تعلم ان راجح خريج جامعى... فبماذا سيفكر اذا  علم بانه تزوج بأمية جاهلة... 

خرجت من شرودها هذا على صوت انة الالم التى صدرت من هاجر الجالسة بجانبها استدارت اليها قائلة بقلق عندما رأتها تمسك ببطنها
=مالك في ايه...؟! 

هزت هاجر رأسها هامسة بينما وجهها يتغضن بألم
=عندى مغص رهيب... 

لتكمل و هى تقف
= هدخل الحمام.... 
اومأت لها صدفة بينما تعاود التركيز في الكتاب الذي امامها... 
ذهبت هاجر على طول الرواق متجاهلة حمام الضيوف و دلفت الى غرفة النوم و دخلت الي الحمام براجح و صدفة مغلقة بابه بهدوء خلفها وقفت بمنتصف الحمام تتلفت حولها بحثاً عن السلة الخاصة بالملابس المتسخة و التى وجدتها بالفعل باحدى اركان الحمام توجهت اليها تفتحها اخذت تفتش بها حتى وجدت مرادها قميص نوم احمر كان فوق الملابس المتسخة 
قامت بفرده فوق الرخامة الصغيرة التى اسفل المرآة و اخرجت هاتفها مصورة اياه عدة صور قبل ان تقوم باعادته لسلة الملابس مرة ثم خرجت عائدة الى غرفة الاستقبال بهدوء كما لو كانت لم تفعل شئ... 
جلست بجانب صدفة التى سألتها باهتمام
=هااا بقيتى احسن.... 

اجابتها هاجر مبتسمة و هى تفرك بطنها بيدها
=اها الحمد لله... معلش يا صدفة استعملت حمامك اللي ف اوضة النوم كنت مستعجلة و هو اللى كان اقربلى..  

ربتت صدفة على ذراعها قائلة 
=لا عادى و لا يهمك... 

تنحنحت هاجر قائلة بمكر شيطانى وهي تغمز لها 
=هو انتى كنت لابسة امبارح قميص نوم احمر.... 

احمر وجه صدفة بشدة فور سماعها سؤالها هذا غمغمت بارتباك و هى تستغرب سؤالها هذا
= بتسألى ليه...؟! 

اجابتها هاجر كاذبة و هى تضحك بتصنع
=ابداً مفيش اصل لقيته مرمى على الارض جنب بسكت الهدوم فشلته و حطيته في البسكت....بس عجبنى شكله و كنت عايزة اعرف جيباه منين 

اخذت صدفة تتطلع اليها بصمت عدة لحظات و هي تشعر بالدهشة من جرئتها تلك تنحنحت قبل ان تنطق اخيراً بهدوء
=مش فاكرة والله يا هاجر...كنت شرياه من زمان في جهازي.. 

غمغمت هاجر بأسف كاذب
=يا خسارة... شكله تحفة كنت عايزة اجيب واحد زيه..... يلا مش مشكلة.... 
لتكمل بهدوء وهى تنهض واقفة
=ما اقوم انا انزل بقي البس علشان الحق اروح درس الفيزيا بتاعى.... عايزة حاجة يا صدفة اجبهالك و انا جاية

هزت صدفة رأسها قائلة بابتسامة بشوشة
=لا تسلميلى يا هاجر....

ابتسمت هاجر مشيرة بيدها كعلامة للوداع قبل ان تتجه و تغادر المنزل سريعاً و فور اغلاقها لباب الشقة اخرجت هاتفها و ارسلت لتوفيق رسالة نصية

««دخلت الحمام و صورت قميص النوم بتاعها زي ما قولتلى و هبعته دلوقتى للاكونت بتاع الراجل اللى تبعك و هكتب تحت الصورة "شوف كنت لابسة ايه لجوزى امبارح ايه رأيك البسهولك المرة الجاية" ....صح كدة...»» 

ثوان قليلة و جائتها رسالة منه يجيب عليها بها
««ايوة بالظبط كدة...و  انا هنفذ اخر حاجة اللى هتنهى الليلة كلها»» 

قرأت هاجر الرسالة ثم هبطت لمنزلها لكى ترتدى ملابسها و تذهب الي تنفيذ باقي خطتهم... 

   ༺༺༺༺༻༻༻༻

بعد مرور ساعة.. 

كان راجح جالساً بمكتبه يدرس بعض الاوراق عندما بدأ هاتفه بالرنين
=الو...راجح الراوي.. 

اجاب راجح عليه و هو لايزال منشغلاً بالاوراق التي امامه
=ايوة... مين معايا... 

اجابه صوت الراجل بسخرية
=معاك يا سيدى تقدر تقول كده... عشيق المدام بتاعتك.. 

تصلب جسد راجح فور سماعه كلماته تلك القي الاوراق من يده هادراً بصوت حاد مرتفع 
=بتقول ايه يا روح امك سمعني كده تانى..... 

غمغم. الرجل بذات السخرية
=لا انت سمعت كويس... و عارف انا قولت ايه....فمالوس لزوم نعيد و نزيد.... 

قاطعه راجح بشراسة و كامل جسده ينتفض بالغضب
=انت بتقول ايه يا ابن الكلـ.ـب انت..انت مجنون يالا و لا بتستعبط... طيب و حياة امك لهجيبك و لو كنت تحت الارض  و هخليك تتمنى الموت ومتطولوش....انت فكرك هصدق كلامك الوسخ ده يالا.... 

قاطعها الرجل ببرود
=اهدى.. اهدى يا راجح باشا مش كده... بعدين انا كنت عارف انك مش هتصدقني...تحب اقولك علي دليل صغير يأكدلك كلامى...كنت بقابلها ٤ مرات في الاسبوع فى الشقة بتاعتى و كانت بتفهمك انها خارجة مع اختك الصغيرة..

شحب وجه راجح فور سماعه ذلك لكنه هتف بغصب 
=هو ده بقي دليلك يا روح امك ما انت ممكن ببساطة تكون كنت بتشوفهم و هما خارجين سوا و عملت الفيلم الوسخ بتاعك ده...انطق يالا انت مين..و مين مسلطك  

ليكمل بزمجرة شرسة و هو ينتفض واقفاً بغضب
= انطق احسنلك لأن قسماً بالله ما هسيبك  ولا هرحمك و كدة كدة هجيبك زي الكلـ..ـب تحت رجلى....و وقتها هقطع  لحمك لحتت هرميها لكلب السكك اللي شبهك...  

غغمم الرجل بهدوء كما لو انه لم يتأثر بتهديده هذا
=طيب بلاش الدليل ده مادام مس عجبك انا عندى اكتر من دليل علي خيانتهل ليك هبعتلك كل حاجة علي الواتس دلوقتي شوفهم و ملى عينك و اتأكد بنفسك....
ليكمل ساخراً 
=سلااام يا.. باشا
ثم اغلق الهاتف بوجهه دون ان ينتظر اجابته اخفض راجح الهاتف ببطئ و و قد ارتسم الغضب فوق ملامح وجهه فقد كان كالبركان المشتعل فمن يجروء على اتهام زوجته بتلك الاتهامات الحقيرة فهو يثق بها لا يمكنه تصديق ادعاء ذلك الحقير.. 
اصدر هاتفه رنين قصير دليلاً على وصول الرسائل اسرع بفتحها و هو بداخله متأكداً انه لن يقتنع... 
لكن انسحبت الدماء من جسده شاعراً بلكمة قوية تصيب صدره فور ان فتح الرسائل  التى كانت تحتوى على صورة واضحة لصدفة ترتدى فستان اسود قصير يظهر جسدها العارى و كان مكتوب اسفل الصورة 
«ده فستان كنت شاريهولها من اسبوع و كانت خايفة تدخله البيت لتشك فيها فقولتلها تقولك ان امك هى اللي جيبهولها....»» 

اهتز جسد راجح بعنف كما لو صاعقة قد ضربته فور تذكره للفستان الذي ترتديه بالصورة فقد كان ذات الفستا  الذي ارتدته منذ ما يقرب من اسبوع و اخبرته بالفعل بان والدتها من اعطتها اياه
تفحصت عينيه المحترقة بالنيران صورة جسدها العاري و هو يحاول ايجاد دليل على انها صورة زائفة لكن لا فقد كانت حقيقية تماماً.. 

ارسل له الرجل تسجيل صوتى  مرفقاً برسالة قصيرة

«« و ده صوت مراتك علشان تتأكد اكتر  اسمع..»» 
فتحه راجح بيد مرتجفة ليهبط قلبه داخل صدره فور ان سمع صوت صدفة تتحدث بدلال 
""ايوة حبيبى هاتيجى امتى... متتأخرش عليا  واحشتنى اوى.. "" 
فقد كان هذا حقاً صوت صدفة لا يوجد شك بهذا مطلقاً انهار جالساً علي المقعد الذي كان خلفه و هو يشعر بضغط شديد يسيطر على قلبه يكاد يسحقه.. 
فتح الرسالة الاخرى و التى كانت ليست الا صورة لقميص نوم باللون الاحمر يتبعه صورة اخرى لمحادثة بين صدفة و ذلك الرجل
««ايه رأيك في قميص النوم ده لبسته امبارح لجوزى تحب البسهولك بكرة

انسحبت انفاسه داخل صدره كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حوله فقد كان هذا بالفعل القميص الذى ارتدته له بالأمس... 
ضغط علي فكيه بقوه عندما رأي الرسالة التي ارسلها ذلك الحقير
««اعتقد كده اتأكدت.... لو مش عايز صور مراتك بقيمص النوم تبقي علي كل تليفونات اللي تعرفهم تبتعتلي 50 الف جنيه»» 

ظل راجح جالساً بمكانه عدة لحظات بجمود و هو يتطلع امامه باعين مظلمة غائمة رغم كل تلك الادلة الا انه لا يستطع ان يصدق ان صدفة يمكنها فعل ذلك.. 
تناول هاتفه و قام بالاتصال بوالدته و التي ما ان اجابت سألها علي الفور دون ان يتيح لها فرصة للتحدث
=اما.. انتى كنت جبتى فستان  لصدفة من حاولى اسبوع....؟؟. 

اجابته والدته بصوت مرتكب ولا هي تدرى عن ماذا يتحدث
=فستان...!!  فستان ايه يا بني.... انا مجبتش حاجة

اغلق راجح عينيه وهو يشعر بسكين حاد ينغرز بقلبه ممزقاً اياه فقد كذبت عليه...
غصب فمه علي التحرك قائلاً بصوت اجش مختنق
=هاجر عندك...؟! 

غمغمت نعمات علي الفور
=لا في الدرس..... 
لتكمل بتوجس و القلق يسيطر عليها
=ما تفهمني يا بني في ايه...؟! 

اجابها راجح و هو يكاد لا يستطيع التنفس من شدة الغضب الذي يعصف بداخله
=مفيش حاجة ياما.... 

ثم اغلق معاها دون ان ينتظر اجابتها ليتصل علي الفور بهاجر التي اجابته علي الفور حيث كانت تنتظر اتصاله هذا هي و توفيق الذي كان يجلس بجانبها بسيارته
=هاجر اخر مرة شوفتي فيها صدفة كان امتي...؟؟ 

اجابته هاجر و هى تنظر الي توفيق الذي لوح بيده يحثها  غلى نكر رؤيتها لها 
=صدفة...؟! لا انا مشوفتهاش بقالي مدة ممكن من يوم العزومة لما اتخانقت انت و بابا...
لتكمل قائلة بقلق مصطنع 
=ليه في حاجة...و لا ايه...
لكن لم تنهى جملتها الا و اغلق الهاتف معها دون ان يستمع الى  باقي جملتها... 

ظل  جالساً مكانه و جسده ينتفض من شدة الغضب  فتح الرسائل مرة اخرى يتفحص صورها العارية  و صوت قاسي يمزقه من الداخل  يردد بانها خائنة.. فكل الادلة ضدها... و كذبها عليه دليل اخر على خيانتها تلك... 
انتفض واقفاً و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة شاعراً كأن ستار اسود من الغضب اغمت عينيه...القي الهاتف من يده و هو يطلق صرخة شرسة مدوية قبل ان يبدأ بتدمير و تكسير كل ما تقع يده عليه مخرجاً كل غضبه و ألمه وهو يشعر بعالمه بأكمله ينهار من حوله...
و قد بدأ عقله فى رسم تخيلات لها مع هذا الرجل بصور كانت تغذيها نار غيرته كما لو كانت حقيقية امام عينيه و ليس تخيلات فلم يشعر بنفسه  الا و  هو ينتفض واقفاً و عروق عنقه تتنافر بينما يزداد وجهه احتقاناً من عنف و وحشية افكاره فى تلك اللحظة
اتجه نحو الباب و الغضب يسيطر عليه.. غضب عاصف لو اطلق له العنان له لأحرق الأخضر و اليابس و لا يترك خلفه سوى الدمار و الموت... 

   ༺༺༺༺༻༻༻༻

وصل راجح الي المنزل ليجده فارغاً ليزداد غضبه اكثر و اكثر اتجه مباشرة نحو غرفة النوم بحثاً عن هاتفها الذي كانت تخبئه دائماً بدرجها الخاص طوال فترة تواجده بالمنزل و عندما كان يسألها لما لا تستعمله تخبره كاذبة بانها تستعمله لكنها لا تقوم باستعماله عندما يكون بالمنزل حيث ترغب بتمضية كامل وقتها معه دون ان يشوش عليهم شئ... 
و قد كان يصدقها هو بغباءه كان يثق بها ويصدقها اخرج هاتفها الخاص من الدرج ثم فتحه وبدأ يبحث به و داخله يوجد امل بسيط ان تحدث معجزة وتكون بريئة لكن انهارات اماله تلك عندما وجد الرسائل التي بينها و بين ذلك الشخص بكلام قذر اباحي... و وجد تلك الصور بالفعل قد ارسلتها له و اتفاقها معه علي مقابلته باحدي الشقق في اوقات كثيرة من الاسبوع الماضي.... 
اخفض الهاتف و كامل جسده  متصلباً بينما تضيق به الانفاس كما لو قد منع عنه الهواء فجأة يشعر كأنه وسط جحيم يشعل جسده بنار لا يستطيع تحملها...
غمامة من الغضب العاصف امام عينيه تعمى عنه الرؤية 

التف بحدة فور ان رأي صوت صدفة يأتى من خلفه تغمغم بفرح
=ايه ده راجح انت جيت بدرى ....

دلفت صدفة من باب الشقة و ابتسامة واسعة مرتسمة علي وجهها فلم يشعر بنفسه الا و هو يندفع نحوها تحركه فورة الغضب المشتعل بصدره و السعير الذي يكوي اعماقه قبض على شعرها بعنف يكاد ان يقتلعه من جذوره لا يعير لصرختها المندهشة من تصرفه اكثر منها متألمة يجذبها من شعرها لداخل الشقة صافعاً اياها بقوة جعلتها تسقط ارضاً و ليصطدم جسدها بالارض بعنف جعلها تصرخ متألمة وهي تنفجر باكية لم يتح لها الفرصة حتى تنهض حيث اخذ ينهال عليها ضرباً و هو ينعتها بافظع الشتائم منهالاً عليها بقدمه يضربها ضربات متفرقة بانحاء جسدها غير ابهاً بصراختها المدوية الباكية المتألمة...فقد كان اشبه بالمجنون المغيب الذي يعميه غضبه بينما روحه تتلوي علي جمر الغضب والاحتراق بالغيرة.. و الألم من خيانتها يعصف به فقد كان كالنصل الحاد الذي يكاد يمزق  قلبه...  


الفصل العشرون 

اخفض راجح الهاتف و كامل جسده  متصلباً بينما تضيق به الانفاس كما لو قد منع عنه الهواء فجأة يشعر كأنه وسط جحيم يشعل جسده بنار لا يستطيع تحملها...
غمامة من الغضب العاصف امام عينيه تعمى عنه الرؤية 

التف بحدة فور ان رأي صوت صدفة يأتى من خلفه تغمغم بفرح
=ايه ده راجح انت جيت بدرى ....

دلفت صدفة من باب الشقة و ابتسامة واسعة مرتسمة علي وجهها فلم يشعر بنفسه الا و هو يندفع نحوها تحركه فورة الغضب المشتعل بصدره و السعير الذي يكوي اعماقه قبض على شعرها بعنف يكاد ان يقتلعه من جذوره لا يعير لصرختها المندهشة من تصرفه اكثر منها متألمة يجذبها من شعرها لداخل الشقة صافعاً اياها بقوة جعلتها تسقط ارضاً و ليصطدم جسدها بالارض بعنف جعلها تصرخ متألمة وهي تنفجر باكية لم يتح لها الفرصة حتى تنهض حيث اخذ ينهال عليها ضرباً و هو ينعتها بافظع الشتائم منهالاً عليها بقدمه يضربها ضربات متفرقة بانحاء جسدها غير ابهاً بصراختها المدوية الباكية المتألمة...فقد كان اشبه بالمجنون المغيب الذي يعميه غضبه بينما روحه تتلوي علي جمر الغضب والاحتراق بالغيرة... 

ركض كلاً من مروان و نعمات  يصعدون الدرج الي شقة راجح  بخطوات سريعة متعثرة عند سماعهم صوت  صراخ صدفة التي كانت تصرخ متألمة بشكل شبة هستيرى ظناً منهم انها قد اصيبت بمكروه ما....
لكن فور دخولهم الي الشقة التى كان بابها مفتوحاً على مصراعيه تجمدوا بمكانهم بصدمة عند رؤيتهم لما يفعله راجح بزوجته فقد كان ينهال عليها ضرباً فقد كان خارجاً عن السيطرة تماماً
لا يدرك فضاحة ما يفعله يقوده غضبه الجنونى...
اندفع على الفور مروان نحو شقيقه يعقد ذراعيه من حوله محاولاً جذبه بعيداً عنها و هو يصرخ به ان يستعيد وعيه و يتوقف عما يفعله....
بينما حاولت والدته دفعه  بعيداً عنها و هى تصرخ به باكية غير مستوعبة ما يحدث له فبحياتها بأكملها لم تراه ابداً في حالته الجنونية تلك...
دفعته بقوة للخلف لكنه تملص من بين ايديهم معاوداً الهجوم  مرة اخرى علي صدفة الملقية علي الارض تنتحب بشهقات ممزقة بينما تنحنى على نفسها تحمي جسدها من ضرباته.. 
مما جعل والدته تلقى بجسدها فوقها تحميها بجسدها و هى تصرخ به ان يتوقف عن جنونه... 

ليتوقف اخيراً متجمداً بمكانه ينهج بعنف و يتصبب العرق من كامل جسده لا يعير لسؤال امه اخيه عما حدث ليفعل هذا بها نظراته تنصب فوقها فقط وقد اجلستها والدته ببطء و شفقة تمسح وجهها بيدها محاولة تهدئتها بينما تضمها اليه....
ليعاوده الجنون مرة اخري و قد غلت الدماء بعروقه فور تخيله لها في اوضاع حميمية مع عشيقها بصور جعلت الدماء تفور بعروقه دفع مروان بعيداً متحرراً منه و هجم عليها ضارباً اياها بقسوة و هو يزمجر بشراسة سابباً اياها غير ابهاً بصراخاتها او بصراخات والدته الفازعة او شقيقه الذي اخذ يحاول جذبه بعيداً عنها لينجح بالنهاية بابعاده عنها بينما دفعت و الدته صدفة الباكية نحو باب الشقة و هى تصرخ ممتلئ بالفزع
=اخرجى.... اخرجى دلوقتى و ابعدى عنه.... 
جن جنون راجح فور رؤيته لها  تتجه بخطوات متعثرة نحو الباب
دفع شقيقه بقوة مما جعله يسقط على الارض بينما يلتف و يتناول السكين من فوق صحن الفاكهة و فكرة قتلها تسيطر عليه اندفع نحو الباب محاولاً ان يلحق بها لكن تصدت له والدته التى اسرعت بقفل باب الشقة مغلقة اياه بالمفتاح و هى تصرخ في هلع لاطمة وجهها بيديها عندما رأته يندفع نحو الباب محاولاً فتحه و السكين لا يزال بيده
=يالهوي......عليا و علي سنينى 

لتكمل بيكاء و هي تندفع واقفة امام الباب دافعة اياه بصدره 
=انت اتجننت عايز تقتل مراتك... ده انت روحك فيها.. ايه حصلك.... ايه حصلك... 

زمجر راجح بشراسة و هو يحاول دفعها بعيداً عن الباب 
=اوعى ياما ابعدى....

ليكمل صارخاً بشراسة عندما امسك به مروان من الخلف يعقد ذراعيه من حوله مقيداً حركته دافعاً اياه داخل غرفة النوم التي قام باغلاق بابها سريعاً من الخارج ليبدأ راجح بضرب قبضته بالباب و هو يصرخ بشراسة و قد اصابته حالة من الجنون
=افتح يا مروان الباب.... افتح و الا قسماً بالله هموتك... افتح..... 

ظل يضرب الباب بقوة و عنف كالمجذوب الذي يحركه الغضب دون تفكير او حساب... اعمى لا يرى امامه سوى ستار خيانتها التى تحجب عنه الرؤية...
حطم قبضتيه فوق الباب بينما السكين لا تزال بين يده مما جعلها تنغرز بها و تقطع لحم يده لكنه لم يدرك او حتى يشعر بالألم فقد كان الألم الذي بقلبه اكبر و اعمق جعله يفقد الشعور بأي شئ اخر  ظل على حالته تلك حتى خانته قدميه و انهار فجأة راكعاً علي الارض بجسد منهك و اليأس و الألم يسيطران عليه و لأول مرة بحياته ينفجر باكياً بكاء مرير اهتز له كامل جسده هامساً من بين شهقات بكاءه التى كانت تمزق صدره 
=لية... لية يا صدفة.... 

وصل صوت بكاءه هذا الي نعمات التى كانت تقف مستندة الي الباب من الخارج تستمع الي شهقات بكاءه و قلبها يتمزق من أجله شاعرة كما لو كانت روحها تسحق لتنفجر باكية هى الاخرى على ألم ولدها و هى تدرك ان الأمر بينه و بين زوجته اخطر مما كانت تتوقع فهى لم تراه من قبل يبكى قطاً حتى عندما كان طفلاً و يعنفه عابد..فقد كان طفل هادئ ذو كبرياء يرفض اظهار ألامه للأخريين.. 

في ذات الوقت.... 

كانت صدفة جالسة على احدى أرصفة الشارع تضم جسدها المتألم بذراعيها وهى تبكى بمرارة و ألم فقد كانت في حالة من الصدمة و الذهول لا تصدق ان راجح قد قام بضربها و سبها بتلك الشتائم البشعة... فماذا فعلت هى حتى تستحق منه ذلك.. 
و كيف امكنه فعل هذا بها..
اهذا ذات الشخص الذي كان لا يتحمل رؤيتها تعانى او تتألم حتي ان كان مجرد ألم بسيط...
فكيف استطاع ايذائها و تعنيفها بهذا الشكل.. فقد كان يضربها كما لو كان يكرهها و يحتقرها كما لو كانت قد فعلت به شئ قبيح لا يغتفر لكن ماذا هي فعلت حتي تستحق ما فعله بها..
اخفضت رأسها بينما تنتحب علي حالتها تلك شاعرة بألم حاد يعصف بقلبها يكاد ان يحطم روحها الي شظايا من شدة الحزن
ظلت جالسة بمكانها عدة دقائق تحاول تهدئت ارتجاف جسدها قبل ان تنهض بتثاقل تجر قدميها بصعوبة و هى تنوي الذهاب الي بيت ام محمد لكن تجمدت خطواتها فور تذكرها ان ام محمد ليست بالمنزل فقد سافرت بالأمس الي الصعيد لكى تراعى والدة زوجها المريضة...
لتنفجر باكية مرة اخرى فور ادراكها انه لا يوجد مكان تستطيع الذهاب اليه سوا منزل والدتها حيث تقطن اشجان و ولدها اشرف...اشرف الذي حاول الاعتداء عليها من قبل و اغتصابها... بدأت الارض تميد تحت قدميها شاعرة بعالمها بأكمله ينهار من حولها فور تذكرها لتلك الحادثة...و ما حاول فعله بها و شعورها وقتها مما جعل جسدها يرتجف من شدة الخوف اخذت تتلفت حولها و هي تضع يدها فوق فمها تكتم شهقات بكائها بينما تحاول ايجاد مهرب اخر من مأزقها هذا لكن لم يوجد امامها خيار اخر سوا الذهاب الي منزل اشجان فلا يوجد لديها مكان تذهب اليه... 
وضعت يدها فوق قلبها محاولة تخفيف الألم الحاد الذي يعصف به و هي تهمس دون وعى من بين شهقات بكائها المريرة بكلمات متقطعة غير مترابطة بصوت مكتوم باكي القهر ينبثق منه...
=ليه.. يا راجح حرام عليك... ازاي هونت عليك تعمل فيا كده...ليه تخليني ارجع ليهم من تاني
مسحت وجهها بيد مرتعشة قبل ان تجبر قدميها علي التحرك و التوجه الي بيت والدتها حيث توجد اشجان... 

    ༺༺༺༺༻༻༻༻

بعد مرور عدة دقائق... 

اتجهت اشجان نحو باب الشقة وهي تتراقص في خطواتها بينما تدندن بفرح اغنية ما لكنها صمتت فاغرة الفم فور ان فتحت الباب و رأت امامها صدفة بمظهرها المدمر  الءي كانت عليه.. 
مررت عينيها الممتلئة بالصدمة فوق وجه صدفة الباكى و العلامات الحمراء التى تملئ خدييها قبل ان تتسع شفتيها في ابتسامة واسعة و قد التمعت عينيها بشماتة واضحة و هى تستوعب ما حدث لها
=ايه ده هو ابن الراوى ضربك و لا ايه... طيب و نبى تسلم ايده

دفعتها صدفة في ذراعها مبعدة اياها عن طريقها بينما تندفع الى الداخل متجاوزة اياها دون ان تجيبهالتلحق بها اشجان هاتفة بصوت يملئه الفرح
= عملتى ايه يا منيلة....خلتيه يورملك وشك كده.. اكيد نيلتى حاجة ما انا عارفاكى لسانك طويل...و مفكيش لا عقل ولا تفكير....... 
لتكمل بمكر عندما تجاهلتها صدفة و دلفت الى غرفتها لتلحق بها 
=و لا يمكن تلاقيه هو اللى زهق منك.... و قال يخلص منك بدرى بدرى....... ما خلاص خد منك اللى عايزه هيبقى على واحدة زيك ليه لا مال و لا جمال و لا تعليم.... 

استدارت اليها صدفة صارخة بهستيرية و قد طفح كيلها من كلماتها السامة تلك التى اشعلت النيران بجرح قلبها
=اطلعى برا... برا ربنا يخدك...

دفعتها صدفة لخارج غرفتها مغلقة الباب بوجهها بقوة مما جعل اشجان تستشيط غضباً هاتفة بقسوة و غل 
=بتتشطرى عليا انا... ياختى روحى اتشطرى على اللي مرمطك.. جتك ستين نيلة تاخدك.... 

انهارت صدفة جالسة على ارضية الغرفة تدفن وجهها بين ساقيها ابتى كانت تضمها الي صدها بينما تحيط اذنيها بيديها رافضة سماع صراخ اشجان بالخارج حيث كانت مستمرة بالقاء كلماتها السامة عليها.. 
خرج نشيج ممزق من بين شفتيها بينما تنفجر منتحبة على كل ما اصابها و ما اصبحت عليه... 

༺༺༺༺༻༻༻༻

بعد مرور يومين... 

كانت صدفة جالسة علي الاريكة التى تقع بغرفتها تسند رأسها الى اطار النافذة التى كانت تنظر الى خارجها باعين غائمة بينما كان وجهها شاحب كشحوب الأموات لا يزال يرتسم عليه الحزن و الالم..
فمنذ ان اتت الي هنا و هي علي حالتها تلك غارقة في عالم من الحزن و البؤس لا تستطيع الخروج منه... 
فركت بيدها برفق فوق بطنها التي كانت تؤلمها منذ الأمس .. 
فقد كانت دائماً مصابة بمرض القاولون العصبى فعند اضطرابها او حزنها يشتد المرض عليها مثل الأن... لكنها بالماضي كانت تتناول الدواء المخصص لها و تصبح افضل على الفور.. 
لكن الأن هى لا تملك حتي ثمن حبة واحدة من ذلك الدواء الذي قد يخفف من توعكها... 
انحدرت الدموع فوق وجنتيها لكنها قامت بازالتها سريعاً بيدها المرتجفة مرفرفة بعينيها بقوة حتى تبعد الدموع المحتقنة بداخلها عندما رأت باب غرفتها يفتح و تدلف اشجان و هى تتغنج في مشيتها بقميصها المنزلي العاري و وجهها المغطى بالعديد من الالوان الفاقعة.. 

القت بطبق صغير امام صدفة قائلة بينما تمضغ العلكة التى بفمها
=امسكى اطفحى.... انتى من ساعة ما  اتنيلتى جيتى هنا مكلتيش حاجة....مقضيها عياط و نواح. بس.... 

لتكمل و هى تدفع بالطبق نحوها 
=كلى ياختى... احسن تموتى و لا يحصلك حاجة و يحسبوكى عليا بنى ادمة و لا حاجة...؟ 

اخفضت صدفة عينيها الى الطبق الذي اتت به و الذي كان به كمية قليلة من الملح و نصف قطعة من الخبز الجاف اعترضت معدتها رافضة الطعام لتدير وجهها نحو النافذة دون ان تجيبها لتهتف اشجان بسخرية لاذعة
=ايه ياختى بتبصي للأكل بقرف كدة ليه مش عجبك.... ايه ابن الراوى اخدك على المحمر و المشمر...... 

اقتربت منها ممسكة بذراعها تديرها نحوها و هى تتابع بغل دافعه الصحن امام وجهها
=لا ياحبيبتى عودى نفسك على الاكل ده خلاص ابن الراوى رامكى و قريب اوى هيطلقك...و هترجعى تاني للقشف و الجوع 

نفضت صدفة يدها الممسكة بذراعها بعيداً هاتفة بها بشراسة و قد اخرجتها كلماتها القاسية تلك من قوقعة صمتها التى كانت تختبئ بها طوال اليومين المنصرمين
=مش عايزة حاجة من خلقتك.... 

لتكمل دافعة اياها بقوة 
=و ابعدى عنى بقى و ارحمينى... 

تراجعت اشجان  بتعثر عدة خطوات للخلف بسبب دفعتها تلك مما جعلها تهتف بغضب 
=بتزقينى كدة ليه يا حالـ.وفة انتى.. الحق عليا انى بقطع من أوتى و بديكى تطفحى... مش كفاية قاعدالى زى الحمى في البيت...لا شغلة ولا مشغلة و جايلنا ببلاوكى....
.
قاطعتها صدفة بصوت مرتجف بينما تحاول السيطرة على نوبة البكاء المتصاعدة بداخلها و قد مزقتها كلماتها تلك... 
=و انا ياما صرفت عليكوا من و انا عيلة كنت بشتغل و بصرف عليكوا.......بعدين انا مش عايزة منكوا حاجة ارحميني بقي و سبينى في حالى..... 

ربتت اشجان على ظهرها بحدة بضربات قاسية متتالية مغمغمة بتهكم حاد
=انزلي ياختى شوفيلك شغلانة اشتغليها تصرفى بها على نفسك ولا حاولي رجعي الفرشة بتاعتك اللي بعتيها لما جيتي تتجوزي الشملول اللي رماكي بعد 5 شهور رمية الكلاب و لا كأنك تسوى.... 

قاطعتها صدفة صارخة بهسترية فور سماعها كلماتها المؤذية تلك النى كانت تضغط على اعصابها و جرح قلبها
=اطلعى برا.... اطلعى برا.... 

وقفت اشجان تتطلع اليها بصمت عدة لحظات تراقب الالم و العذاب المرتسم على وجهها بعينين تلتمع بالرضا و ابتسامة شامتة ترتسم علي شفتيها قبل ان تلتف و تغادر الغرفة تاركة صدفة شبه منهارة تبكى بكاء مرير فقد كان الالم الذي يعصف بداخلها يكاد يمزق قلبها ازدادت شهقات بكائها مما جعلها تضع يدها فوق فمها تحاول كتم شهقات بكائها التي اخذت تتعالي بقوة ظلت منحنية الرأس تنتحب بصوت يقطع انياط قلب من يسمعه و هي تردد بداخلها لما فعل بها راجح هذا لما تخلى عنها و جعل الجميع يشمت و يسخر من ألامها فهى لم يكن لها بهذة الحياة سواه .. 
حاولت ان توقف بكائها هذا و ان تهدئ من حالتها تلك فقد امضت اليومين الماضيين فى البكاء و الغرق فى شعورها بالشفقة على نفسها مسحت وجهها بيديها المرتجفة 

=اماااا انا جيت... 
انتفض جسد صدفة بفزع فور سماعها صوت اشرف يأتى من الردهة بالخارج مما جعل الدماء تجف بعروقها من شدة الخوف  انتفضت واقفة متجهة نحو باب الغرفة تغلقه علي الفور بحثت عن المفتاح  تقوم بغلقه لكنها لم تجده مما جعل رعبها يزداد اكثر و اكثر فقد امضت اليومين الماضيين مطمئنة بعض الشئ عندما علمت من اشجان بانه قد سافر لمحافظة اخرى للعمل بها لكنه الان  قد عاد فكيف ستمكث معه في منزل واحد بعد ان حاول التعدى عليها  انهارت جالسة على الارض تسند ظهرها الي باب الغرفة محاولة احكام غلقه بجسدها..
احاطت بذراعيها جسدها الذي كان ينتفض بشدة بسبب الرعب الذي يعصف بها... و ذكريات تلك الليلة التي حاول الاعتداء عليها بها تعاودها و الخوف و الفزع الذي شعرت بهم وقتها يسيطران عليها من جديد فمنذ تلك الليلة لم تقع عينيها عليه.. 
رفعت عينيها الي الاعلى وهي تهمس بعجز و خوف بينما الدموع تغرق وجهها الشاحب
=اعمل ايه يا رب... اروح فين... 

اسندت رأسها الي الباب بتعب ليصل اليها صوت اشجان و هي ترحب به فقد كان مسافراً كما اخبرتها منذ ان فك جبيرة يده لكنه عاد الان علي حظها العثر.... 
ظلت جالست بمكانها عدة دقائق حتي اطمئنت من انه قد دخل غرفته لتسرع ناهضة تبحث في انحاء الغرفة عن مفتاح الباب و لحسن حظها وجدته ملقي بجانب الفراش الخاص بها... 
لتسرع بغلق الباب عليها بالمفتاح من الداخل لكن رغم ذلك لم يهدئ خوفها مما جعلها تجذب المنضدة الثقيلة التي بجانب الفراش و وضعتها امام الباب كحاجز... 
لترتمي بعدها علي الفراش تتنفس الصعداء... 

في ذات الوقت..... 

غمغم اشرف الذى كان مستلقى على الاريكة التى ببهو الشقه منتفضاً في مكانه فور سماعه صوت يأتي من غرفة صدفة
=ايه ده..ايه الصوت ده ياما...حرامى و لا ايه..؟ 

اجابته اشجان و هى تدفعه في صدره مجلسة اياه علي الاريكة مرة اخري 
=اقعد.. ياخويا متخفش.....حرامى ايه اللي هيجيبه هنا ايش ياخد الريح من البلاط
لتكمل و هى تلوي فمها بنفور
=ده المنيلة صدفة.... 

انتفض اشرف واقفاً مرة اخرىفور سماعه ذلك هاتفاً و عينيه تلتمع بلهفة
=ايه.. صدفة.... 

ليكمل بلهفة واضحة بينما يتجه نحو الغرفة الخاصة بها
=بجد ياما... صدفة هنا..؟ 

اسرعت اشجان واقفة امامه تسد عليه الطريق قائلة بحدة
=اها يا روح امك... هنا... 
لتكمل بحدة و هى تدفعه للخلف 
=و اتنيل اقعد... رايح فين.....؟! 

تنحنح اشرف بحرج قبل ان يعاود الجلوس مرة اخرى على الاريكة و هو يحاول رسم اللامبالاة على وجهه 
=و هي بتعمل ايه هنا...؟ 

اجابته اشجان قائلة بينما تجلس بجانبه قائلة بشماتة واضحة  
=راجح الراوى...طردها من قلب البيت و شكله كده خلاص هيطلقها.... 

لتكمل بغل وهي تهز رأسها باستحسان
= كنت عارفة ان ده هيحصل من زمان هياخد منها اللى عايزه و يرميها رمية الكلاب.....

صمتت قليلاً قبل ان تتابع بحده و عينيها تلتمع بالحقد
=يلا اهي بنت المحظوظة عاشتلها يومين في العز و اتنغنغت...برضو
لوت فمها قائلة بحسرة و هي تحدث نفسها بينما تضرب بيدها فوق صدرها
=مش زي حالاتي... غرقانة طول عمرى في الفقر و الهم..... 

قاطعها اشرف و هو يبدأ بتناول الطعام الذي وضعته امامه بوقت سابق 
=ما خلاص يما بتحسديها علي ايه ما اهى اطلقت و رجعتلك من تانى و متلقحة جوا اهها.... 

ضربت يدها فوق ساقها قائله بحدة
=اها يا خويا رجعتلى من تانى بهمها و قرفها ده من يومها قافلة علي نفسها و شغالة عياط و مش راضية تاكل لحد ما هتلبسني مصيبة...... 

تنحنح اشرف قائلاً بينما يتناول من امامه الصحن الملئ بالدجاج 
=طيب ما ادخل  انا كده و احاول اخليها تاكل.... 

هتفت به اشجان بشراسة
=اتنيل اقعد مكانك يالا انت.... 
لتكمل بحدة و عينيها تشتعل بالغضب مشيرة الي الصحن الذي لا يزال بيده
=تأكلها ايه ياخويا  فراخ...؟! ليه مال ابوها هو... اخرها شوية ملح ونص رغيف عيش و يبقي كتر خيرى اوي انا هصرف عليلها من جيبي....كمان

جلس اشرف واضعاً الصحن من يده مغمغاً بحدة
=خلاص يما... اقفلى البوتجاز اللي هب من بوقك ده.....انا بس البت صعبت عليا.... 

قاطعته اشجان بسخرية لاذعة و هى تضرب بيدها فوق صدره بقسوة
=بقولك ايه روح امك...شغل الحنيه و النحنحة ده مش عليا انا فاهمة دماغك كويس.... 

لتكمل وابتسامة ماكرة ترتسم علي شفتيها
=و هنولك اللي في بالك... بس اهدي كدة و متبقاش خايب.... 

هتف اشرف بفرح فور سماعه كلماتها تلك
=بجد يما...؟! 
ضحكت مغمغمة  
=اها بجد يا ابو رياله... 

لتكمل و هي تلوي شفتيها بعدم رضا
=انا عارفة هتموت عليها... علي ايه جتك نيلة

غمغم بينما عينيه تلتمع بشهوة واضح
= البت صاروخ ارض جو يما...

اصدرت صوت من بين شفتيها ينم عن السخط قبل ان تدفع بفمة قطعة من لحم الفراخ قائلة بعصبية
=طيب اطفح... و نقطنى بسكاتك و اول ما تطلق هجوزهالك...

ارتسمت ابتسامة واسعة راضية على وجه اشرف قبل ان يستدير ويبدأ بتناول طعامه و بداخله يرقص فرحاً لأقترابه من الحصول علي مراده... 

༺༺༺༺༻༻༻༻

في منزل الراوي... 

دلفت نعمات الي شقة راجح التي كان يسودها الظلام الدامس لتقوم باشعال ضوء الردهة قبل ان تتجه الي غرفة الاستقبال التي يوجد بها راجح.. فمنذ ذلك اليوم الذي فقد به السيطرة و قام بضرب زوجته و هو لم يغادر تلك الغرفة حتي عمله لم يذهب اليه رافضاً التحدث الي اي شخص حتي هى..

دلفت الي الغرفة لينفطر قلبها ألماً عليه عندما وجدته نائماً علي الاريكة بوجهه الشاحب و ذقنه التي نمت خلال الايام الماضية..
وقعت عينيها علي صينية الطعام التي على الطاولة و التي كانت كما هي فيبدو انه لم يتناول الطعام التي وضعته له فقد كان يرفض تناول الطعام في كثير من الاحيان... لكنه كان لا يكف عن تناول السجائر و القهوة... 
اقتربت منه جالسة بجانبه على الاريكة مغمغة اسمه برفق ليستيقظ على الفور و انتفض جالساً يتطلع اليها باعين غائمة مررت يدها فوق رأسه بحنان و هى تتفحص بحسرة وجهه الشاحب الذي اصبح انحف من قبل
=لما انت بتحبها اوى كده... ليه يا بنى تعمل فيها و في نفسك كده... 

لتكمل وهي تربت علي كتفه عندما ظل صامتاً
=فهمني يا بني ايه حصل.. يمكن اقدر اساعدك... 

احني راجح رأسه رافضاً التحدث فكيف يستطع اخبارها بان زوجته قد قامت بخيانته.. 
تفحصت نعمات وجهه الحزين قبل ان تضم رأسه الي صدرها تحتضنه بحنان هامسة بصوت باكي
=اتكلم يا ضنايا... اتكلم و فضفض انا امك.. و سرك و وجعك هو وجعى... 

دفن راجح وجهه بحضن والدته يشعر ببعض السلام يستقر بداخله بعد معاناته والألم الذي لم يفارقه طوال الايام الماضية همس بصوت مجهد مهتز
=دبحتنى ياما.... 
ليكمل بصوت مختنق يملئه الحسرة والالم  
=باين مكتوب عليا ان افضل موجوع طول عمرى....... 
صمت قليلاً قبل ان يتابع بصوت مرتجف ممزق بينما غصة من الالم تسد حلقه
=بعد ما قولت خلاص ربنا عوضنى بها.. و بقي ليا بيت و واحدة تخاف عليا و تحبنى و احبها.. كل ده طلع كدب و انا في الاخر طلعت اهبل..اهبل مضحوك عليا

ربتت والدته على رأسه بحنان 
=و الله يابنى دى بت غلبانة  شوف على قد ما كنت مش طيقاها في الاول لكن بعد ما شوفت حبها وخوفها عليك حبيتها... 

رفع رأسه من حضن والدته قائلاً  بصوت مرهق و هو يحاول تغيير الحديث  يعاكس الالم الذي يمزقه من الداخل
=معلش ياما انزلى و سبينى انا عايز انام... علشان هنزل الوكالة بكرى بدرى 

كانت تهم نعمات بالاعتراض لكن فور انه رأته يشيح وجهه بعيداً حتى لا ترى عينيه الغارقتين بالدموع اومأت برأسها 
=حاضر... حاضر يا ضنايا... 

نهضت واقفة على قدميها تتطلع اليه بحسرة قبل ان  تربت على رأسه بحنان مجبرة ذاتها على المغادرة و تركه فقد كانت تعلم انه لا يرغب برؤيته و هو ينهار... 

  ༺༺༺༺༻༻༻༻

في اليوم التالى...

في منتصف الليل استيقظت صدفة على ألم بطنها و رغبتها بدخول الحمام حيث ظلت طوال اليوم حابيسة غرفتها خوفاً من مقابلة اشرف...
لكنها غادرت غرفتها مرة واحدة عندما سمعته يخبر والدته انه ذهاب لمقابلة اصدقاءه علي القهوة وقتها ذهبت لملئ زجاجتها بالمياة و استعملت الحمام ثم عادت الي غرفتها و اغلقت عليها مرة اخرى...

نهضت من الفراش و ارتدت عبائتها السوداء القديمة التي تركتها خلفها عند زواجها و عقدت طرحة حول رأسها جيداً قبل ان تتجه نحو الباب و تفتحه قليلاً تطل برأسها منه للخارج حتي تتأكد ان اشرف ليس موجوداً و عندما وجدت المكان خالى 
خرجت و دلفت الي الحمام الذي اغلقته خلفها جيداً... 

بعد عدة دقائق خرجت من الحمام بعد تأكدها من خلو الردهة لكن ما ان اقتربت من باب غرفتها حتى شعرت بيدين تقبض على ذراعيها من الخلف مما جعلها تصرخ فازعة عندما دفعها اشرف الذي لا تعلم من اين ظهر نحو الحائط محاصراً اياها بجسده و هو يسرع بتكميم فمها بيده 
اتسعت عينيها بالذعر بينما كامل جسدها يرتجف من شدة الخوف عندما سمعته يهمس بالقرب من اذنها
=شوفتى..لفيتى لفتك..و رجعتيلى...

ليكمل و عينيه تلتمع بالشهوة و هو يمرر يده الجشعة على جانب جسدها
=و اللى مكملش في المخزن هيكمل هنا.... و دلوقتى
انهى جملته و هو يحاول دفن وجهه بعنقها و تقبيله مما جعلها تدفعه في صدره بيديها المرتجفة لكنه لم يتزحزح انشاً واحداً فقد كان كالصخر مما جعلها ترجع رأسها للخلف  بعيداً و هى تقاومه بشراسة رغم ضعفها و شعورها بالاعياء...
اخذت تحاول الصراخ و طلب المساعدة لكن خرجت صراختها تلك كالزمجرة المكتومة بفعل يده التي كانت تغلق فمها بقوة
اخذت تتملص بهسترية بين يديه محاولة التحرر من بين قبضته لكن ما اصابها من ذلك الا ان ازداد ضغط جسده علي جسدها مما جعلها تنفجر في بكاء هستيرى عندما شعرت بشفتيه تقبل جانب عنقها..
ابتعد عنها قليلاً يتطلع الي وجهها المحتقن كالدماء بسبب محاولتها الفاشلة في الصراخ بسبب يده التي كانت تكمم فمها قبل ان يقرب شفتيه من اذنها و يهمس بصوت اجش مظلم 
=عارفة انى من يوم ما شوفتك و انتى بتغيرى هدومك... مبتفارقيش خيالى ولا احلامى... كنت هتجنن عليكى...... و كنت يأست لما عرفت انك اتجوزتى راجح الراوى..... 

ليكمل و هو يتطلع اليها بعينين ممتلئة بالرغبة
=بس اهو اديكى بين ايديا... و مفيش حد هيمنعنى عنك زى يوم المخزن... 

دب الرعب اوصالها فور سماعها كلماته تلك مما جعلها تحاول دفعه بقوة وضراوة اكبر لكن فشلت جميع محاولاتها... 
حاولت التذكر كيف نجت منه بالمرة السابقة لتتذكر كيف قامت بعضه بيده وضربه بين ساقيه... 
لتسرع بغرز اسنانها بيده التى تكمم فمها تعضه بكل الغل و الخوف الذي يكمن لديه مما جعله يصرخ بألم مبعداً يده عنها لتسرع باطلاق صرخة مدوية طالبة المساعدة... 
لينفتح باب غرفة اشجان علي الفور التى خرجت الى الردهة بوجه ناعس وشعر مشعث تهتف بحدة
=في ايه.... ايه الصويت ده.... 

ابتعد اشرف عن صدفة فور سماعه صوت والدته يأتى من خلفه..
بينما اسرعت صدفة راكضة نحوها بخطوات متعثرة تمسك بيدها وهى تهمس باكية 
=الحقيتى.... الحقينى يا خالتى ابنك بيتهجم عليا.... 

اخذت عينين اشجان تمر بينهم بعدم فهم عدة لحظات قبل ان تطلق تنهيدة طويلة و هى تحيط كتف صدفة بذراعها 
=يتهجم عليكى ايه بس... يا صدفة
لتكمل و هى تربت على صدر صدفة 
=يا حبيبتى اهدى كدة.. و متكبريش الموضوع 

هتفت صدفة بحدة من بين شهقات بكائها الممزقة و هى تجذب نفسها بعيداً عنها
=اكبر ايه... بقولك  اتهجم عليا و حاول يغتصبنى..... 

قاطعتها اشجان ببرود و هى تهز كتفيها
=طيب و ايه يعنى... انتى دلوقتى قاعدة على قلبي لا شغلة و لا مشغلة و بصرف عليكى...يبقي خلى ليكى لازمة... و اعملى بلقمتك.... 

انهت جملتها  تلك دافعة صدفة بقسوة نحو اشرف الذي اسرع باحطتها بذراعيه يضمها الي جسده بقوة و على وجهه ترتسم ابتسامة واسعة.... 
اخذت صدفة تنتفض بينما ذراعيه مقاومة اياه بضراوة وهى تحاول فك حصار ذراعيه من حولها هاتفة بصوت مختنق يملئه الخوف و الفزع
=ابوس ايدك متخلهوش يعمل كده فيا..... 

وقفت تتطلع اليها اشجان بتشفى و هى تستمتع بتذللها هذا قبل ان تغمغم ببرود 
=و مخلهوش يعمل فيكى كده ليه يا عينيا... طيب الاول كنت منعاه عنك علشان كنت بنت بنوت... لكن دلوقتى امنعه ليه... سيبى الواد ينزه عن نفسه 
لتكمل بابتسامة واسعة 
=و بكرة تتعودى... متقلقيش... 

اهتز جسد صدفة بقوه شاعرة بالبرودة تتسلل الي عروقها و قد اتسعت عينيها برعب فور سماعها كلماتها تلك لكنها افاقت من صدمتها عندما رأت اشجان تلتف متجهة نحو غرفتها و هى تتثائب بصوت مرتفع و هى تغمغم 
=خدها و ادخل الاوضة و اقفل الباب عليكوا مش عايزة صداع..واقفل بوقها ده مش عايزين فضايح.....

اسرع اشرف بتنفيذ أمر والدته حيث قام بسحب صدفة التى كانت تقاومه بقوة وهى تضربه بيديها وقدميها و هى تصرخ بهستيرية طالبة المساعدة لكنه كان اقوى و اضخم منها بكثير حيث نجح بكتم فمها و سحبها الى الغرفة... 


تعليقات



<>