
رواية اطفت شعلة تمردها الجزء الثاني2وليدة قلبي الفصل التاسع والثلاثون39 والاربعون40الاخير بقلم دعاء احمد
كل القصص جعلتني أتيقن من شئ واحد،
أن يحبك شخص بندباتك بعقدك بحروبك وهزائمك، وأن تتَّسع يده لأحلامك وذراعيه لروحك المُتوعكة، أو لا يُحبك“.
أجاب جلال بعد أن رأي رقم مجهول الهوية لياتيه صوت شخص ما بتلهف و توسل:
-"اللحقني يا جلال هيموتني"
يبدو الصوت مألوف بالنسبة له ليقول بارتياب:
-"شمس؟!"
أجابت «شمس» بسرعة و خوف :
-"اللحقني يا جلال، عزت هيموتني و حالف انه هيرجع و هيطلع عليا القديم و الجديد و أنا خايفة و مش عارفه اعمل ايه و معنديش حد اروحله بالله عليكَ يا جلال أنا خايفة"
وضع جلال يديه بجيب بنطاله ببرود مغمغاً بحدة:-
-"عايزه ايه يا شمس تاني، ايه اللعبة الجديدة اللي بتدبريها؟ "
ردت الأخرى مهرولة بخوف و انكسار :-
-" و الله العظيم يا جلال ما في اي حاجة في دماغي، بس انا تعبت و ماليش حد بعد ابويا الله يرحمه و عزت الله يجحمه اخد دهبي و مراته الأولى طلعت عليا كل اللي عملته معاك انت و حياء، ابوس إيدك ساعدني يا جلال لو لسه خالتي نوارة غالية عليك، لأن صدقني لو مساعدتنيش هتيجي تلقيني جسده هامده. "
رد جلال بجدية و صرامة:-
-" ماشي يا شمس لما اشوف اخرتها معاكي و خالي في بالك ان لو ساعدتك هيكون بس علشان صلة الدم اللي بينا غير كدا لا يا شمس و اظن المعلومة وصلت"
أغلق الهاتف دون أن ينتظر ردها في حين نظر لإحدى الشباب الموجودين بالساحة قائلا:-
-" عثمان تعالي شوف مكينه الكهرباء دي، أنا خارج عندي مشوار "
كاد ان يغادر المنزل الا عندم وجدها تنادي عليها تركض نحوه قائلة بجدية:
-" رايح فين يا جلال، و بعدين معقول هتسيب الناس اللي جاين يباركوا لك، اظن ميصحش كدا"
غمغم جلال بجدية قائلا بكذب لم يرد ازعجها بالحديث عن شمس:
-"موضوع كدا يا حياء هخلصه و اجي على طول، سلام"
شعرت بالارتياب و الضجر من حديثه الجاف هامسه لنفسها بريبة:
-"حاسة كدا ان في مصيبة و الله أعلم ، استر يارب"
في شقة صالح
ابتسمت زينب بسعادة وهي تقف أمام المرآة تنظر بسعادة عارمة لانعكاسها، تبدو جميلة متألقة بل فاتنة في ذلك الثوب الأسود الطويل و الذي يبرز رشاقتها
لكنها لم ترى ذلك الذي ينظر لها بابتسامة لعوبة تزين ثغره و عينيه تتفحصها باشتياق، تبدو في غاية الجمال و هي تتمايل برقة أمام المرآة تبدو أنثى فاتنة شعرها الحريرب الذي يمتد لخصرها، رماديتيها اللمعه برونق خاص. كل شيء بها يبدو في غاية الجمال يجعله يقترب منها دون شعوره بذلك.
انتفضت زينب بفزع و هي تشعر بيد تحاوط خصرها بينما دفن وجهها بشعرها يستنشق عطرها لترخي دفاعتها قائلة بابتسامة:
-"صالح"
قاطعها مغمغم بهمس عاشقاً :
"شش... وحشتيني، أخيراً عرفت أشوفك بعيد عنهم كنت حاسس ان شوية كمان و ابوكي هيطردني من البيت مش بلحق اشوفك"
ابتسمت بسعادة قائلة بخجل :
-"طب ابعد بس كدا علشان هم مستنينا برا و الولاد لوحدهم يا صالح"
رد بصوت اجش متحشرج أثر مشاعره :
-"الولاد مع ايمان تحت في شقة بابا، مفيش حد هنا غيرنا، اظن كفاية كدا يا زينب انا معدتش قادر على البُعد كفاية الاسبوع اللي فات كله كنتي معاهم و أنا بنام تحت خالص كدا من حقي بقى يخلوني اعرف انام براحتي"
ردت زينب بنبرة ساخرة :
-"ليه هما بيعذبوك تحت ما انت بتنام لوحدك بعيد عن زن الولاد و... "
رد مقاطعاً اياها بهمس و حرارة وهو يقبل جبينها:
-" بس مش في حضني، ازاي هكون مرتاح وانتي بعيد عن حضني "
غمغمت زينب بخجل من طريقته قائلة بخفة وهي تضع يديها على صدره مُبعده اياه:
-" صالح سيبني اخرج لهم، و بعدين نتكلم في الموضوع دا"
رفع رأسه عن عنقها اخيرا مديراً اياها بين ذراعيه و تصبح مواجهه له، جذبها نحوه ليصطدم جسدها بجسده الصلب و لم ينتظر كثير و هو يستولي على شفتيها في قبلة قوية لكن حنونة في ذات الوقت.
استرق منها بضع دقائق دون أن يشعر بما يحدث حوله الا انه أبتعد بسبب احتياجهما للهواء، حاولت تنظيم أنفاسها و هي تغمض عينيها بينما اصبغت وجنتيها بلون أحمر قاني لم تستطيع فتح عينيها من شدة الخجل و الاضطراب بسبب هجومه الضاري و المفاجي
تأمل احمرار وجهها الشديد انفها و وجنتيها و عينيها المغمضتان ابتعد قليلا قائلا بجدية تنافي تلك المشاعر قبل قليلا قائلا:
-"انا هنزل بدل ما يلاحظوا اختفائنا و انتي تجهزي و ابقى انزلي و غيري العباية دي ضيقة و تلمي شعرك، شعره واحدة تبان يا زينب أنتي حرة"
غادر الغرفة حتى أنه لم ينظر لها بعد تلك الجملة، بينما جلست على الاريكة تتحسس وجنتها الحارة هامسه بخجل لنفسها قائلة:-
-"اهدي خالص هو مشي" وضعت يديها موضع قلبها تستمع لنبضات قلبها الثائرة بعنف و ضراوة، عضت على شفتيها بخجل و هي تخبي وجهها بيديها.
______________________
بعد مرور نصف ساعة
نزلت زينب الدرج ببطئ و اضطراب بعد أن بذلت ثيابها لأخرى فضفاضة رغم ان الضيوف هم نساء المنطقة لكنها تخشي اي اصطدام معه و تعلم أن غيرته و ربما تفتك بها و به.
ابتسمت بيلا مقتربة من زينب التي دلفت الى داخل شقة والد زوجها للتو قائلة بهمس و خبث:
-"اتاخرتي يعني يا ملك و بعدين ايه دا انتي غيرتي العباية مش كانت عجباك و لا ايه"
اشاحت زينب بعينيها عن والدتها متمتمه بخجل :-
"اصل حسيت أنها ضيقة شوية و ممكن اي حد يطلع من الرجالة و.. و ساعتها هتبقى مشكلة"
غمغمت بيلا بخبث قائلة بسعادة :
-"اه قولتيلي ضيقة طب هو صالح كان بيعمل ايه فوق و سايب الرجالة تحت مش أصول برضو يقف معهم وخصوصا ان والده مش موجود"
كانت زينب تفرك كفيها ببعضهما قائلة بارتباك و خجل:
-" كان.. كان، اه صحيح كان عايز يقولي انه خالص جهز شهادات الميلاد بتاع الولاد"
-"بس كدا" سألتها بشك
الان ان زينب ردت بنفاذ صبر و خجل:
-" اومال يعني هيكون عايز ايه يا ماما، هو كدا بس"
قبلتها بيلا قائلة بسعادة و حب:
"ربنا يسعدكم يا حبيبتي و بعدين جوزك اكيد زهق من قعدتنا معاكي و اكيد الاولاد وحشينه "صمتت للحظات قبل أن تتابع بخبث :
-"و اكيد انتي كمان وحشاه"
أخفضت زينب بصرها ثم اتسعت ابتسامتها جعلت بيلا تشعر بالسعادة لاجلها متمنيه لها حياة سعيدة مع زوجها قاطعهما في تلك اللحظة صوت حياء قائلة بحناان و جدية:
-" انتم واقفين هنا و سايبين الضيوف ياله عايزين نفرح شوية و كمان نفرق السبوع ياله يا بيلا زوبا ورايا "
ابتسمت بارتياح و هي تدخل للصالون الشاسع حيث تقف إيمان في منتصف الغرفة تضع يونس في الغربال و خلفها حبيبة و عائشة كل منها تُمسك غُربال و تضع به فتاة و يلتف حولهم الأطفال و النساء ، بعض العادات المصرية
أطلقت السيدات الزغاريد بسعادة وهم يقتربون من زينب محتضنين اياها و مباركين لها بينما بادلتهم ذلك بسعادة و طيب نفس.
كانت النساء يغنين و يقوم برش الملح و الأطفال تلتف حوالهم مر الوقت بسعادة ومرح دون الشعور به
______________________
في إحدى الأحياء بالاسكندرية
صف جلال سيارته بجوار تلك البنايه القديمة حيث تقطن شمس و زوجها ذلك المدعو عزت رغم ان جلال لم يهتم كثيرا بالأمور المتعلقة بشمس الا انه عرف بعض المعلومات عن عزت منها انه يصغر شمس بثلاث سنوات، ذات شخصية طامعه من القاهرة و جاء للاسكندريه قبل بضع سنوات حيث تزوج من شمس و هو زوجها الثاني، متزوج من امرآه اخري، يلعب القمار في ذلك الكبارية المعروف بأنه ملك امرأه تدعي سونيا.....
صعد الدرج و هو يذكر الله لكن سمع صوت صرخات عاليه ليري بعض الجيران يقفون مقيدين الأيدي أمام شقة عزت وهم يستمعون لصرخات تلك المرأه مستنجده بمن حوالها الا انهم لم يستطيعوا التدخل بين الرجل و زوجته.
حاول جلال العبور خلالهم و دلف الي الشقة حيث كان الباب مفتوح على مصراعية
في تلك اللحظة
كان «عزت» يضرب«شمس»و يسبها بافظع الشتا"ئم الا عندم رأي «جلال» يقف داخل المنزل، تركها بخوف و توتر بينما رفعت شمس عينيها بانكسار ليري عينيها المليئة بالدموع و وجهها المتورم أثر صفعات عزت لها. لا يعرف لما شعر بالشفقة عليها
لكن الله عادل ما فعلته بالماضي لحياء عندما جعلتها تتجرع من كأس الغيرة و الانكسار و العتاب من الجميع ذلك الشخص يُحاسبها عليه... لا تظن أنك تحيا وحدك بتلك الحياة...
ركضت شمس مهرولة نحو جلال لتقف خلفه بتضرع و رجاء و هي تمسك بذراعه بقوة و خوف بينما التمعت عينيها بدموع الانكسار مغمغمه بحزن:
-"متسبنيش يا جلال هيموتني"
رواية وليدة قلبي الفصل الاربعون والاخير بقلم دعاء أحمد (لجزء الثاني من اطفت شعلة تمردها
.«الفصل الاخير»
كانت نور تصرخ به بغضب و كره من تقلباته المزاجية، هل يعتقد انها لعبة بيديها يحركها كما يشاء.
ردت معنفه اياه بغضب مشعله نيران الغيرة بداخله :
-أنا مش مرات حد انت فاهم يا باسل بيه، انت طلقتني خالص فركش خلصت الحكاية اللي حضرتك رسمتها، ايه عايز ايه تاني؟
و بعدين انت مالك اتجوز و أحب أن شاله حتى اصاحب....
لم تكمل جملتها لتجده يقترب منها بعيونه الحادة و الحمراء من شدة الغضب.
ابتلعت ما بحلقها بارتباك
شاعرة بتيار كهرباء يسير بجسدها لكن لا مجال للخوف منه،
هو من اذاها فعليه تحمل نتائج أفعاله، تركها بدون أي مبرر أو ذنب...
حملها سريعا على كتفه كشوال الارز.
صرخت نور بصدمة و هي تركل بطنه بقدميها بينما
هو يخرج من الحفل غير مبالي بنظرات الضيوف له:
-انت اتجننت نزلني يا باسل بقولك نزلني"
صرخت عليه بجنون وهي تحاول النزول عن كتفه الصلب
-أنا مش مراتك فاهم... لو عملت أيه ما أنا رجعالك... نزلني يا حيوان"
جز على أسنانه من شدة الغضب مزمجرا بحدة:
-هنشوفي يا حرمي المصون.....
قالها هازئا واثقاً و هو يخرج من القاعة باكملها متجها نحو سيارته المصفوفة في الجراچ.
ألقاها بسيارته في المقعد الخلفي سريعاً أمام أعين بعض الأشخاص المتابعين للموقف.
كانت ستصرخ به مرة أخرى الا انه كمم فمها بيديه و هو يرمقها بعسليتها الضاريتان:
-قسما بالله لو سمعت صوتك لاكون جايب أجلك انتي فاهمة مش عايز عبط على المساء،
و بعدين في حد يتكلم مع جوزه كدا برضو يا شبح.
-شبح لما يلهفك"
ردت بتلك الكلمة بداخلها و هي تنظر له عن قرب بعيون تلمع بالشراسة و الغضب
قضمت يديه باسنانها الحادة فطبعت أسنانها علامات حمراء على يده، كبح باسل التاوه سريعا و هو يبعد يده عن فمها.
نظر لها بشر في لحظة تهور رفع يديه و كاد ان يصفعها لكنه توقف حينما رآها تنكمش على نفسها، تغمض عينيها بخوف.
منتظره شي يقسى قلبها عليه أكثر.
انزل يده المرفوعه وقبض عليها بقوة وهو يلقي عليها نظرة معاتبه غاضبه ثم جذب بعدها حزام الامان وربطه جيداً بها بقوة... حرصاً على الا
تفتعل جنوناً اثناء قيادته......
خرج من السيارة صافق الباب خلفه بقوة بينما
سار بعدها خطٍ من الالم منتشر بجسدها ولم تلبث
إلا واغمضت عينيها مستسلمة للواقع المرير
معه والحروب التي ستقام بينهما من الان
فصاعداً.........حتى يتنازل احدهم ويترك
للآخر حرية الهرب منه.......
دخل السيارة واحتل مقعد القيادة...أدار محرك
السيارة وهو يلقي عليها نظرة محتنقة....
بينما هي ساكنة بالخلف تغمض عينيها هرباً من نظراته.........
اثناء قيادته والصمت الأسود بينهما
لاح بعقله وجهها المضطرب و الخائف منه.
بعد مدة قصيرة
وصل باسل الي تلك الفيلا الصغيرة بعيدة عن قصر العلايلي.
بلعت غصة حادة كشفرة مسننة
وهي تراه يخرج من السيارة ويفتح الباب جوارها
ثم اشار لها بمنتهى الهدوء وعيناه تحذرها إلا تفتعل جنوناً...
-انزلي يا نور.......
كتفت ذراعيها امام صدرها ونظرت امامها بغضب و شراسة
-انا عايزة أروح.........
رد وهو يستند على سقف السيارة ببرود
-مفيش مرواح، انتي هتقعدي في المكان اللي انا عايزة......
ردت نور بتمرد وهي تنظر اليه بقوة
-ليه أن شاء الله، تكونش اشترتني و انا معرفش.......
اجابها بنبرة صادقة و هو يتمعن النظر لبنيتيها.....
- آآه اشتريتك يا نور بس بقلبك اللي كل ما أقرب منه احس بأنه بيدق علشان انا.
قالت بعينين نافرتين نحوه :
انت فاكرني لعبة عندك يا باسل بيه، طب انت عملت ايه لما حسيت بقلبي بيدق علشانك، بكل بساطة قلتها انتي طالق و كأني مش بني ادمه اول ما تحصل مشكلة تكسر قلبها و تيجي عليه بالجزمة، انت غبي يا باسل غبي اوي و بعدين انت طلقتني........"
هدر بانفعال بعد تلك النظرة المعاتبه منها وهو يميل براسه عليها....
-مفيش طلاق سامعه و لو هنيجي لحكم الدين فاحنا لسه في شهور العدة
و لو قلتي ملمستكيش فمفيش عدة هقولك احنا قعدنا مع بعض وقت طويل
حتي لو جوازنا على الورق فأنا و انتي كسرنا حدود كتير اوي شفتك مثالا بشعرك و فساتين قصيرة و اخدت في حضني و انتي نايمة و بوستك .... العلماء اختلفوا على موضوع العدة
بس دا لو انتي مكنتش دخلتي بيتي و عشنا شهور مع بعض في نفس المكان و شاركنا بعض نفس الأوضة
فكي الزفت ده وطلعي يا نور ...
حاولت جذب الحزام ولكنها فشلت في خلعه
فسبت بغيظ وهي تصيح
-تعالى فك الزفت اللي ربطني بي ده... ولا كانك رابط جاموسة جاتكم قرف صنف مالوش امان .......
حذرها باسل ببرود....
"لمي لسانك يا نور وتعدلي......"
صاحت بتشنج من الخضوع اليه....
"احنا جايين هنا ليه انا عايزه اروح روحني.......
مالى عليها وفك حزام الامان وهو بالقرب منها انفاسه تضرب وجنتيها وتوصل الرجفة لجسدها وقلبها الابله الذي يخفق بالقرب منه بجنون
كان قريب منها جداً يكاد يلامس شفتيها بشفتيه ان رفع راسه قليلاً
فقد كان منحني امامها يحل الحزام الذي يابى بعناد تحريرها مثل
شخصٍ ينحني امامها الان وعطرة الرجولي يداهم انفها بقوة واصابعه تلامس جانبها بين الحين والاخر وهو يحاول حل الحزام......دققت النظر
لراسه المنحني وجانب وجهه الرجولي المتشرب من اشاعة الشمس......وخصلات شعره المائلة
للاشقر قليلاً التي تلمع كذهب بجاذبية فاتنة مع اشعة الشمس.....
تنفست باضطراب وهي تشعر بالحزام ينساب عن كتفيها و راسه ترتفع اليها لتكتمل الصورة بشكلا
مهلك
ورغم الغضب تتدفق مشاعر اساسها
عاطفي راقي كحبهما تماماً.........
تبدلا ذكرى عن أشياء كانت بمثابة الحلم الجميل وقد انتهت بكابوس خذلان وكلاً منهما له وجهة معينة....
بلعت ريقها وهي تقول بحنق
-هتفضل تبصلي كده كتير وسع عشان انزل.......
تافف امام وجهها بغيظ يكبت تلك المشاعر التي انكشفت عن الستار بنظرة واحده لعينيها.......ابتعد عنها وانتصب واقفاً منتظراً اياها بصمت
كانت تسير بشرود و بداخلها ينفجر الغضب و يتصاعد لتجده يتحدث :
-تعرفي اني حفظت سور كتير في القرآن في الفترة الأخيرة...
ردت نور بشرود :
-مبروك بس انا عايزه امشي يا باسل لو سمحت، أنا و انت اطلقنا ياريت تفهم دا.
رد بعصبية و غطرسة:
-و الله مش انتي اللي تقرري هنا
-ليه لازم انت اللي تكون متحكم في العلاقة
-أنا مقصدش كدا على فكرة، أنا أقصد ان انا غلطت بس انا كنت ضايع يا نور، القرار لو هناخده يبقى بينا مش انتي لوحدك اللي تقرري
رفعت حاجبيها قائلا بخشونة و غضب
-طب معملتش كدا ليه يا باسل بيه، و لا انت عجبتك اللعبة اللي انت عمال تكسر فيها، أنا قلتلك اني عايزه اكمل معاك و مش فارق معايا حاجة، عملت انتي ايه بقى كسرتني و بمنتهى السهولة طلقتني، دا معناه اني مستحيل اثق فيك يا باسل مستحيل
-بس انتي بتحبيني...
اخذت نفس عميق قائلة بهدوء:
-جايز بس انا خالص مش عايزه اكمل مع بطريقتك دي انا ليا حياتي و عايزاها تمشي و تعدي بدون وجع و لا كسرة قلب...
لتتابع امام عينيه الحادة بنفور......
-ويترى خلصت كده ولا لسه في مصيبة جديدة حضرتك محضرهالي، ها في حاجة. جديدة مرتبها علشان تبوظلي حياتي اكتر ما هي متنيلة. "
رد باسل باستهجان
-الحاجة الوحيدة اللي رتبت ليها اني أبعد......وشوف حياتي بعيد عنك، كنت عايزك تدوري على حياتك مع حد يقدر يسعدك.
قربت وجهها منه بجرأة، ثم قالت بتشفي وثقة لم تتغذى إلا على افعاله وحبه لها....
-وعرفت تشوفها يا باسل بص على نفسك...انت معايا هنا و كل ما هحاول تبعد هتلقي نفسك بتقرب، انا بجري في دمك يا باسل لان القط مبيحبش الا خناقة، فضلت تبعد و انت عايز تقرب و مجرد ما حسيت ان في حد تاني عايزني قلت لا مستحيل...
لأنك مش هتقدر تنساني باي واحدة من اللي كانوا في حياتك ......"
شعر بالغيظ منها فاخذ يقترب منها حتى دفعها لاقرب حائط وهو امامها يحجزها بجسده الضخم.... مسك وجهها بين يداه بقوة وهو يقول بجنون من بين انفاسه
اللهثة وجعاً
وامام عينيها الجميلة خضع قلبه عند بابها،
كيف حدث كل هذا و هو من تمرد على اجمل الجميلات!
كيف حدث وهو كان دائما المتحكم لماذا لا تخضع له مثل الباقية!
لما لا تكف عن عنادها أمامها و مع ذلك تجعله يريد الاقتراب اكثر
-فعلاً مش هنساكي عشان.... بحبك... "
خفق قلبها سريعاً وتوسعت عينيها بدهشة وهي تراه
ينظر لشفتيها بجوع ثم لعينيها بشوق...شعرت بانفاسه الساخنة تلفح صفحة وجهها الشاحبة....
اغمضت عينيها وهي تشعر باضطراب
في كل حواسها بقربه....
وقبل ان تصل شفتيه للفاكهة المحرمة وجدها تفتح عينيها بشراسة متذكره أفعاله لتقوم بدفعه بقوة و الصراخ به؛
-كداب و اناني مفيش حد يحب و يبقي عايز ياذي اللي بيحبه، انت اذتني يا باسل فاهم اذتني....
انسابت دموعها و هي تصرخ به بغضب
- انت فاكر نفسك مين علشان تجرحني و اسامحك حتى لو كنت بحبك...
كانت كلمة قالتها دون ادراك، مجرد كلمة أحيت قلبه لينبض بقوة
لكن قبل أن يتحدث تركته مهروله لداخل تلك الفيلا لأنها على يقين انها ان حاولت الخروج سيمنعها الحرس
__________________________
اخذ باسل نفساً عميقا كاد ان يقتلع أزرار قميصه الأبيض سحب ربطة العنق باهمال فاصبحت متدليه
من الجاهتين
ثم فتح اول ارزاز من القميص وهو يشعر بالاختناق رغم انه تخلص قبلها من سترة
الحلة والقاها جانبه.....
شعور يتفاقم بداخله الاختناق عدم الراحة...عدم السعادة عدم التكيف مع أمرا اختاره بكامل أرادته، عدم التكيف بدونها، عدم البعد عنها.....العجز في هجرها ونسيان ما مضى بينهما منذ اول لقاء بينهما، كل شيءٍ يخنقه
يشعر
بان صدره يضيق به لدرجة تجعل سحب النفس مجهود كبير بنسبة له.....تمتم ساخراً....
_مش هسيبك يا نور يمكن لان القط ميحبش الا خناقه
دلف لداخل الفيلا ثم صعد الدرج ليجد نور إحدى الغرف مضاء ليعلم انها بالداخل
بعد ان اطرق الباب انتظر فتحه على احر من الجمر وحينما طلت البهيه وقف عقله للحظات عن العمل وعيناه سافرت على ملامحها الشاجنة الباكية
سافرت على هيئتها و عيونها الحمراء الباكيه وكانت تلتف بشالها الاسود كي تخفي نصف ذراعها المكشوف من بلوزة المنامة
كان شعرها الغجري منساب حول وجهها بجاذبية حتى بعد أن وضعت عليه حجابها الا انها اخذ حريته.
لطالما كان شعرها المتموج شيءٍ يسحره بعد لؤلؤة عينيها الداكنتان
بلعت نور ريقها بصعوبة وهي تتفقد هيئته الفوضوية الغير مرتبه وكانه عاد منهزم من أحد الحروب !.....
فكانت نظراته جامعة بين الحدة والحزن والانكسار.........
ظلت النظرات متبادلة بينهما للحظات وكلا منهم
يناظر الاخر بتراقب وتامل لتفاصيله وكل مابها
وكانهما يتعرفا على بعضهما من جديد
شيءٍ جعلها تسأله بتردد وهي ترمش برموشها المبلله عدت مرات....
-في اي تاني يا باسل، اي اللي جابك هنا مش خلص خلاص الكلام....
-تجوزيني.......
تلك الكلمة الوحيدة التي تفوه بها في وقفته الشامخة وعيناه الحادة الضارية
كلمة اخذت وقتاً لان تفسر معانيها وكانها تركت عقلها على الوسادة وفتحت الباب بدونه ؟!
اعادا الكلمة بنفاذ صبر وعيون متوحشة النظرات....
وكانه سيفتك بها ان ظلت على صمتها هذا........
-تجوزيني يا نور........
اشتدت عينيها وهي تصيح بغييظ
-اتجوزك، انت اتجننت يا باسل، طلقتني و جاي تطلب ايدي انتي مجن..........
اخرسها بخفوت خطر
-وطي صوتك وتعدلي وانت بتكلميني متنسيش انا اسمي باسل العلايلي، انا بطلبك للجواز دلوقتي ردك إيه.....
-لا طبعاً مش عايزة اتجوز.....
كانت ستغلق الباب في وجهه لكنه سحب يدها بقوة لتكن خارج الغرفة ينغلق الباب قليلاً لتجد ان المكان اظلم ولم يكن هناك إلا ضوء متسلل بسيط من فتحت باب الغرفة المضاءه
توسعت عينيها وهي تراه يحجز وجهها
بيداه ثم يميل على شفتيها في قبله افقدتها ثوابها
كانت تقاومه بغضب و حنق
سحبها لصدره شاعر بخفقات قلبها القويه فوق صدره
لكن قلبها خان عهدها وسلم حصونه الى حبيب تركها في لحظة ثم عاد نادما. "
ابعد باسل عنها همس بالقرب من
وجهها ويداه تحيط خصرها معانق اياها بحب وشوق
-انا بحبك يا نور بحبك وعايز اتجوزك بس المره دي بارادتك و حبك ليا، خلينا نبدأ صفحة جديده....
ضربته في صدره بغيظ وهي تحاول إلا تبكي...
-و ترجع توجعني تاني و تتجوز تاني و تالت عليا لا تاني و تالت ايه إذا كان انا الرابعة "
حجز وجهها بيده وهزه برفق قائلاً ببحة
عميقة أرجفت اصولها.......
-هشش كفايه معافرة يا نور انسي اللي فات
انا عايزك، عايزك تكوني مراتي على سنة
الله ورسوله وتنسى اي حاجه فاتت التلاتة اللي اتجوزته صدقيني مفيش واحدة قدرت تهز فيا شعره يا نور..."
مسحت عينيها وهي تقول بتهكم.....
"يسلام..... وانا ايه اللي يضمنلي.."
عقد حاجبيه قائلاً بخشونة.....
-كلمتي... اظن دي ضمان يا نور، أنا لو كنت بستغلك و راجع علشان حاجه كدا و لا كدا كنت زماني اخدتها من زمان و بارادتك"
تنهد بثقل وعبث وجهه قليلاً وقال امام عينيها الجميلة...
"اما فكرة الجواز تاني دي .......فا متشغليش بالك لان انا توبت عن الصنف كله من وقت ما شوفتك
و طالما انا عايزك وانتي عايزاني يبقا الباقي كله سهل.....
نظر لعينيها واضاف بحب وندم....
-انا مش هسيبك تاني يا نور، انا عايزك عايز اتجوزك، وكمل معاكي خلينا ننسى اللي فات....
سألها وهو يرى الدموع تجري على وجنتيها....
-قولت اي ياشبح تجوزيني بذوق.ولا
بالعافية احسن.....
قالت بحزن وعتاب...
-مفيش فايدة فيك يا باسل ...
فسحبها هو لاحضانه بقوة وهو يمرر يده على
شعرها بحنان محاول الاعتذار لها عن قراره الغبي و المتهور في البعد عنها
الامر صعب وهي تعلم ذلك
لذلك رضخ قلبها إليه ولم يكسر خاطره...حينما عاد معتذراً لها...... ضربته في صدره وبكت في احضانه وهي تقول بوجع
-بكرهك بكرهك.......
ضمها اكثر مبتسماً بعمق شاعر بطيف دافئ من السعادة أخيراً يتخلل جسده الصلب البارد.....
-وانا بعشقك بعشقك يا نور.......
ماذا عليها ان تفعل بداخلها شيءٍ يود الافصاح عنه
يود الراحة والسلام من حرب لم تؤذي الا كلاهما وللعجب كلاً منهم كان يؤذي نفسه فقط......
ضمها اكثر لصدره شاعر بجسدها اللين اكثر بين ذراعيه......اغمضت عينيها مستمتعه بهذا العناق
وكان عقارب الساعة توقفت عند تلك اللحظة...
المشهد الاخير من الفصل الاخير
في منزل على
في وقت متأخر من الليل
دلف على الي غرفتهما بعد يوم عمل طويل و منهك
كانت الغرفة هادئة يرى الظلام والهدوء سائدا
بداخله فحاول عدم اصدار اى صوت
حتى لايقلقها فى نومها ولكنه ما ان تقدم خطوتين الى الداخل
حتى اسرعت هى فى النهوض تلقى بالاغطية عنها تسرع اليه تحتضنه بشدة هامسة
-وحشتنى اوووى كنت فين كل ده
شدد علي من احتضانه لها هو الاخر يزفر بقوة دون ان ينطق بكلمة لترفع راسها عن صدره تنظر اليه بقلق
ترى الارهاق مرسوم فوق محياه فاخذت بيده بين يدها تتجه به الى الفراش تجلسه فوقه و امتدت انامله الى ازرار قميصه تحاول حلها حتى هتف بها بضعف وشك
- انتى ناوية على ايه يا بيبة بالظبط؟
ضحكت برقة تهمس له بدلال
- متخفش مش اللى فى دماغك يا قلبي
لتستمر اناملها فى حل تلك الازرار واحد تلو الاخر تخلعه عنه ثم تستدير تجلس خلفه فوق الفراش
تمد اناملها الى حنايا عنقه تدلكها ببطء ورقة لتستمر فى عملها بصمت حتى شعرت
باسترخاء عضلاته تحت يديها لتجد ان الوقت مناسب لتساله بنعومة:
-لسه رقبتك بتوجعك.
أبتسم مغمغما برفق :
-لا يا حبيبتي دلوقتي احسن الحمد لله، بس ايه اللي سهرك لحد دلوقتي "
اعتدل في جلسته ناظرا لها بتمعن لتبتسم قائلة:
-و أنا من امتى بعرف انام و انا بعيدة عن حضنك يا على، تعرف انا من يوم ما اتجوزنا و أنا بعرف انام بعمق و انا معاك رغم ان زمان كان صعب اوي حتى المنوم مكنش بيعمل اي مفعول معايا.
هز علي راسه و هو يمرر عينيها على ملامحها بافتتان و لوعة
ليسود الصمت ارجاء المكان كانت اناملها خلاله
تعمل بشرود فوق بشرة كتفه بينما
ذاكرتها تعود بها الى الماضي فى هذا المكان وكم قاست
فى حياتها ليلاحظ علي شرودها هذا ليمسك بيدها يوقفها عما تفعل يلفها فى اتجاهه حتى اجلسها فوق ساقيه ينحنى يقبلها فوق جبهتها هامسا لها
_بتفكرى فى يا عيون علي و سرحتى فيه بعيد عنى
تنهدت حبيبة تهمس هى الاخرى بخفوت
-فى الزمان اللى فى لحظة اتغير وبقت كل حاجة بالمقلوب انا بحبك اوي يا علي
ارجع علي خصلات شعرها خلف اذنيها قائلا بعقلانية
- قصدك كل حاجة رجعت لاصلها وكل واحد اخد جزاءه واللى يستحقه و خالص الماضي فات يا قلبي
ثم انحنى فوق اذنيها يهمس بحب
= بس تعرفى ان نصيبى مفيش احسن منه عندى اغلى هدية ربنا هدانى بها بعد طول انتظار
احنت راسها تهمس بخجل
- وايه بقى هى الهدية دى؟
علي وفى عينيه نظرة مرحة قائلا بخبث
-ودى عاوزة كلام امي طبعا
رفعت حبيبة عينيها بصدمة تضربه فوق صدره بقوة تحاول النهوض من فوق ساقه
- بقى كده يا سى علي طب سيبني بقى انام
التفت ذراع علي حولها يحاول تثبيتها فى مكانه يضحك بشدة قائلا بصعوبة من شدة ضحكه
- طب خلاص حقك علي ميبقاش زعلك وحش كده
اخذت تحاول الافلات منه فما كان منه الا ان يحملها يضعها فوق الفراش يستلقى
هو الاخر فوقه ذراعيه تحيط براسها من الجانبين يهمس بخفوت فى حنايا عنقها
- مانتى اللى بتسالى اسئلة غريبة ياقلب علي هو فى عندى اغلى واحلى والذ منك يا فراولة واللى عندى بالدنيا كلها
سكنت فجتحت جسده تهمس له هى الاخرى
بحب ترد كلماته لها
= ولا فى عند فراولتك اغلى ولا احلى والا الذ منك يا فارس وحلم عمرها
اشتعلت عينيه بالنيران عشقه وشغفه وبها يهبط فوق شفتيها يقبلها بجنون قبلة خطفت منهم انفاسهم لوقت طويل ليرفع راسه بعدها يسالها بصوت متحشرج عاقدا حاجبيه بعبوس
-هو الحصار هتفك عنى امتى انا خلاص شوقى ليكى هيقتلنى، مش خلصنا امتحانات بقي
ضحكت حبيبة بدلال قائلة
-خلصت بس بجد مشغولة جدا بكرا خلينا ننام بس لان هنخبز انا و والدتك و عايزه اغسل السجاد و الهدوم
تنهد علي باحباط يتدحرج فوق الفراش لينام فوق ظهره اخذا لها معه بين احضانه يهتف
= ادينى هصبر وبس عارفة لو قلتي حاجة تانى مش على هوايا والله محد هيرحمك من ايدى
رفعت حبيبة يدها تتلمس وجهه بحنان ورقة تهمس له بحب
-بحبك يا عوض العمر و جبر القلب
زفر علي يغمض عينيه بتثاقل هامسا بصوت اجش
-مش بقولك هتموتينى فى مرة بكلامك اللى بيقتل ده
اخذت حبيبة دون ادراك منها تشدد من احتضانه له بحماية تدعو الله حتى يحفظه لها الى ابد الدهر لا ترى فيه مكروها ابدا من اعاد لها الحياة وجعل لكل لحظة تعيشها معه بالعمر كله يحيطها بحبه