رواية غرام الفارس الجزء الثاني2 الفصل السادس والعشرون والسابع والعشرون بقلم هبة ابو بكر


رواية غرام الفارس الجزء الثاني2 الفصل السادس والعشرون والسابع والعشرون بقلم هبة ابو بكر


فارس بصدمة : أنتو بتقولوا إيه ،غرام فين

غادة و هي على وشك البكاء : أحنا كنا ماشيين سوا و بعدين

flashback🌸
كان يسيرون سوياً و كل منهم هناك شئ ما يشغل تفكيرها فلمحت غرام أحدهم و كان يبدو عليه الشيخوخة وكبر السن و يريد عبور الطريق وأردفت غرام و هي تشير عليه

غرام : بنات أنا هروح أساعد عمو ده شكله مش عارف يعدي الطريق

إسراء بهدوء : طب تعالو نشوفو

غرام بنفي : لا لا خليكو انا هعديه بس للناحيه التانيه و جاية ،خليكوا

أومأت لها غادة و إسراء و اتجهت غرام ناحية الرجل أما غادة فنظرت لإسراء التي كانت تتابع غرام بعينيها و أردفت : إسراء أنا مش عاوزاكي تزعلي من نبيل ،نبيل مش قصده صدقيني و

لم تستمع إسراء لباقي الحديث فهي تراقب ما يحدث مع غرام 

غرام و هي تقترب من ذلك الرجل الذي لا يستطيع الوقوف و يستند على تلك العصاة

غرام بهدوء : عمو حضرتك تحب أساعدك ،تحب أساعدك تعدي الطريق

مراد و الذي تنكر و غير بشكله الكثير و الكثير : ياريت يا بنتي !

غرام بأبتسامة : طب أتفضل يلا عشان نعدي 

و قامت بأمساكه من ذراعيه و سارت معه للجانب الآخر من الطريق

غرام و هي تنظر له : حضرتك تحب نوصلك فى اى حته ،أنا أخويا معايا و البيت بتاعنا قريب ،لو حابب تروح أي مكان ،ممكن أخليه يوصلك

مراد و هو ينظر لها بنظرة غامضة و اردف بخبث : بجد يا بنتي ،الا قوليلي أنتي بنت مين هنا

غرام بابتسامه : تسمع عن عيله العمري

مراد بتهكم لم تلاحظه غرام : و مين مسمعش عنها ؟؟

غرام و لا تزال الابتسامة على وجهها : أهو انا بقا حفيدة نبيل العمري و أبقي بنت فارس العمري

مراد بتمثيل مصطنع : أمم يعني أنتي بنت فارس و غرام

غرام بدهشه : حضرتك تعرفهم و لا إيه

مراد بإيماءة و عينه تتطلع علي الطريق : و مين ميسمعش عنهم

فلاحظت غرام نظراته و تطلعه علي الطريق  وما كادت تتحدث حتى لاحظت أقتراب سيارة منهم و وقوفها أمامهم ،و لم تشعر بشئ بعدها بسبب تخدير مراد لها حيث قام برش شيئا ما على وجهها جعلها تفقد وعيها ،و قام بإدخالها داخل السيارة

حدث كل ذلك بثواني و لم تصدق كل من غادة و إسراء عينهم لما حدث أمامهم فالتفتت غادة تبحث عن نبيل و فارس بلهفه فلم تجدهم وانتبهت اليهم و هم يقفون بعيداً عنهم يتحدثون عن شئ ما ،فهرولت ناحيتهم هي و إسراء لتخبرهم عما حدث مع غرام  

Back🌸

فارس بصياح غاضب و هو يضع يديه على رأسه : أزاي ،اواي تسبوها تروح للراجل ده لوحدها ها ،أواي انتو مش ماشيين مع بعض

أما نبيل فحالته لم تكن أفضل من فارس لا يعلم من اختطف شقيقته و ماذا يريد منها ،و في نفس ذات الوقت لايعلم ماذا يخبر والده ،الذي ترك شقيقته امانه برقبته

_____________________

في الدوار

كانت غرام تسير ذهابا و أياباً و تردف بتلك الكلمات معاتبة فارس علي ترك أبنتها تخرج من الدوار

غرام بغضب وانفعال : مش عارفة ،ومش فاهمة ازاي تسمحلها تخرج ،انت مش شايف اللي أحنا فيه يا فارس ،ازاي مش خايف على بنتك ،انت عارف مراد كويس ممكن يعمل ايه ،أتصلي بيها يا فارس أتصل و خليهم يرجعوا أنا قلبي وكلني عليها 

فارس بتنهيده : غرام أهدي ،بنتك مش لوحدها أخوها معاها و فارس كمان ،ده غير غادة و إسراء ،اطمني 

غرام بتهكم : أطمن ،عايزني أطمن ازاي طول ما مراد ده بره ،ها قولي اطمن ازاى يا فارس 

فارس وهو يحاوط كتفيها بيديه : غرام ،أوعي تفتكري اني مش بخاف علي بنتي ،بالعكس انتي متعرفيش انا بحبها ازاى ولا إيه بس في نفس الوقت مش عايز أعيش بنتك في خوف ،كفايه اوي اللي شفته مع جوزها ،وبعدين انتي مش بتثقى فى ابنك و فارس و لا إيه

غرام و هي تزفر و تجلس على الاريكه : طب عشان عدخاطري يا فارس كلمها و خليهم يرجعوا ،قلبي مش مرتاح

فارس بتنهيده : حاضر يا غرام ،اكلمهم و هقولهم يرجعوا

أخرج فارس هاتفه من جيبه و طلب رقم نبيل الذي لم يجيبه فهو لم يعلم ماذا يجيبه يشعر بالخذلان من نفسه 

أما فارس فنظر لغرام و أردف بنبره عاديه رغم الخوف الذي بدأ يتسلل قلبه : مش بيرد ،أكيد مش سمعه

غرام بلهفة : كلمه تاني يا فارس خليك وراه

هاتفه فارس مرة أخرى ولكن لم يجد إجابة وأردفت غرام : كلم فارس كلمه

فظل فارس يبحث بهاتفه حتى أخرج رقم فارس الذي لم يجيبه أيضا ،فهم كانوا بمركز الشرطة يبلغون عن اختطافها و قامت الفتيات بتحديد ملامح الرجل الذي قام بأختطافها

_________________

بالدوار

دلف كل من فارس و نبيل و غادة و إسراء إلي المنزل فهرولت غرام مسرعه ناحيتهم و عيناها تبحث عن أبنتها 

فأمسكت نبيل من قميصه و هي تردف بتلعثم : غ غرام أختك فين يا نبيل

صمت نبيل ،اما فارس فعينه ايضا تبحث عن أبنته فأقترب منهم بغضب و صاح بهم : بنتي فين يا نبيل ،بنتي فين يا فارس 

فارس بخوف علي غرامه وعينيه تنظر تجاه الأرض : غرام ،غرام اتخطفت 

فارس بعدد استيعاب و عدم تصديق : أنتو بتقولوا ايه ،انا مش امنتكو علي بنتي ،أزاي أزاي يعني تخطف من وسطكم ،ها

أما غرام فنظرت لزوجها و هي تردف بصياح : مراد ،مراد عملها يا فارس و خطف بنتي  ثم شعرت بأن قدميها لم تعد تحملانها و لا ترى أمامها سوى سحابة بيضاء و فجأة سقطت مغشيا عليها

فتلقاها فارس بلهفه و خوف : غرام ،غرام حبيبتي فوقي

و لكنها لم تستجب له فحملها بين ذراعيه و تحرك بها تجاه غرفتهم و أردف بصياح : كلموا دكتور بسرعه

أما غادة و إسراء فنظرت كل منهم للاخري بنظرة غريبة و لأول مرة ينظران لبعض بتلك الطريقة و صعدت كل منهم لغرفتها

أما نبيل فأخرج هاتفه بلهفه و حدث الطبيب ليطمئنوا على والدتهم 

بغرفه غرام و فارس

وضع فارس زوجته على الفراش و القلق و الخوف ينهشان قلبه علي ابنته المخطوفة و زوجته النائمة حزنا علي ابنتها فاقترب فارس من زوجته و همس بجانب أذنيها بنبرة اشبه للبكاء : حبيبتي أنا آسف ،مش عارف ازاي غلط الغلطة ظي بس صدقيني هصلحها ،و بنتنا هترجع لحضنا ثم امسك يديها و قبلهم بحب و عشق و هو يردف بحنان : أوعدك ،أوعدك يا غرام

__________________

في ذلك المنزل المهجور

أستيقظت غرام من نومها وهي تشعر بدوران طفيف و فتحت جفونها فوجدت امامها رجل تراه لأول مرة وعلى وجهه ابتسامة واسعة فعادت إلى الخلف بخوف و هي تردف بذعر : أنت مين !؟

مراد بأبتسامه : أنا مراد

غرام وهي تبتلع لعابها و أردفت بتساؤل : مراد مين ؟

مراد و تلك الابتسامه لا تزال على وجهه : الراجل الكبير اللي أنتي ساعدتيه من شوية ،والله يا بنتي مش عارف أقولك إيه

ثم صدحت صوت ضحكاته العاليه أما غرام فكانت تنظر له باستغراب و دهشة فشكله تغير كثيرا ،فهو كان يبدو أكبر من ذلك بكثير حتى صوته تغير كثيرا 

فلاحظ مراد نظراتها فأردف بخبث : شكلي كده أحلي مش كده

نظرت غرام لعينيه و أردفت : أنت عايز مني إيه

تنهد مراد براحه و جلس بجوارها علي الفراش قائلا بهدوء : من ناحية عايز فأنا عايز حاجات كتير اووي و أولهم أمك يا غرام اللي أبوكي خدها مني زمان 

ضيقت غرام عينيها لا تفقه شئ فاسترسل هو حديثه : تعرفي أنك شبهه غرام أمي عشان كده حبيتك ،و قولت لازم هتبقى معايا انا و غرام و بعدين أنتي اللي هتساعدني عشان أمك ترجعلي 

ثم رفع يديه و أزاح تلك الخصله من علي وجهها و هو يردف : أول ما شفت صورتك مكنتش برضا اسيبها بتفكريني بغرام و هي صغيره ،لما كنت أحب أفتكر أمك كنت بمسك صورتك ،بشوفها فيكي ،انتي نسخه منها حتى اسمك ،الحسنه الوحيده لفارس أنه سماكي علي اسم غرام ،أنتي المفروض تبقي بنتي أنا  

خافت غرام منه وعادت مرة أخرى للخلف فأردف مراد :أنتي خايفه مني يا غرام 

لم تجبه غرام فاقترب مراد منها و هو يردف : أوعي تخافي يا غرام مني ،أنا مستحيل اذيكي ،انتي حته من حبيبتي متخفيش 

غرام بخوف : أنا عاوزة أمشي ،لو سمحت سبني امشي ،ماما هتقلق عليا 

مراد بنبرة طمأنينة : متخافيش أنا هكلم غرام لازم تبقى معانا و نعيش اللى اتحرمنا منه زمان بسبب فارس ،و خلي فارس بقا يشبع بنبيل 

غرام بتساؤل و تبتلع لعابها : أنت اللي دخلت اوضتي مش كده

أومأ لها مراد و اردف : أيوه أنا بس مكنتش اعرف انها اوضتك ،أصل الأوضه دى زمان كانت بتاعة أمك ،و انا افتكرتها لسه فيها 

غرام بدهشه شديده : انت جايب الجرأة دي منين مش فهمه 

مراد بأبتسامه : أصلي هخاف من إيه ،أبوكي ساعتها عرفت اخرجو من الدوار بخناقه صغيره قدام البيت ،مهو أصلي كنت فاكر اني داخل اوضتهم ،معرفش انى هدخل الاقيكي انتي و ساعتها بقى كان اول مره اشوفك في الحقيقه و ساعتها رجع بيا الزمن و شوفتك برضو غرامي و لما قعدت اكلمك قدامك كنت شايفك هي ،هي و بس

لمعت عينيه أثناء حديثه أما غرام فكانت تنظر له بتأثر فمن الواضح بأنه ليس طبيعي ابدا

فأكمل مراد حديثه و هو يردف بفخر : تعرفي انه انا اللي حاولت اقتل كريم ،كنت عاوز اخلصك منه،وعشان ميبقاش في اي حاجه تمنع سفرك معانا انا و والدتك و تعرفي تبدئي من جديد ،ده غير اني عرفت انه مش عاوز يطلقك و انه أذاكي كتير يا غرام

غرام بخوف و عدم تصديق : انت عايز ايه دلوقتي ،انت اكيد مش طبيعي

مراد و الابتسامة تعود على وجهه مرة أخرى : هقولك انا عايز ايه

__________________

في الدوار

بغرفة ......

أخرجت هاتفها تشعر بالغضب يسيطر عليها ،ثم أخرجت رقم والدها و هاتفته 

مراد بسخرية : أهلا ببنتي الغاليه ،حبيبة أبوها

مجهول ٢: انت ازاي تعمل كده من غير متعرفني ،أنت مقولتش انك هتخطف غرام ازاي تعمل كده من غير ما تعرفني ها 

مراد بسخرية لاذعة : جرا ايه يا حلوة ،هو لازم كل حاجه اقولهالك و لا إيه ،هو أنتي اللي ابويا و انا معرفش 

مجهول ٢ : أنا بس عاوزه افهم انت هتعمل إيه بغرام ها 

مراد بخبث : هجيب بيها أمها يا حلوة

مجهول ٢ : انت بتقول ايه يا بابا ، أنت كده بتغير كل اللي اتفقنا عليه و بتبوظه ،و بعدين هتعمل ايه بأمها ها

مراد ببرود : هعمل إيه ،انتي ناسيه اني بحبها و لا إيه ،و بعدين اقولك علي حاجه ،أنا هاخد غرام و بنتها و هنهرب من هنا

مجهول ٢ بصدمة : تهربوا أزاي يعني ،و أنا 

مراد بتفكير مصطنع : اممم أنتي ،أنتي معتش تلزميني خلاص ،صرفي نفسك و شوفي هتخرجي من البيت ده ازاي ،بس انصحك تخرجي بسرعه قبل ميكشفوكي و ساعتها مش هتطلعي سليمه من البيت 

ثم أغلق الهاتف في وجهها وعلى وجهه ابتسامه عريضه

مجهول ٢ و عينيها تلمع : لا مش هعيط ،انا لازم اتصرف انا مش هخرج من المولد بلا حمص مستحيل

___________________

في غرفة غرام و فارس و بعد ان اطمئن فارس علي غرام و اخبرهم الطبيب بان ضغطها قد انخفض وطلب منهم أن لا يجهدوها وقد قص فارس حكايه مراد معهم و ما فعله قديما ،خرج من الغرفه حتى يجري مكالمة فهو لن يهدء له بال طالما ابنته مختطفه

فوجد إسراء بوجهه و وجهها شاحب و التوتر بادي عليها فأردف فارس بتساؤل : في حاجه يا إسراء 

إسراء وهي تلتفت حولها : ممكن نتكلم على انفراد عايزه اقول لحضرتك كلام مهم جدا

فارس بإيماءة و الشك يثاورة :تمام تعالي نتكلم في المكتب

ثم أخذها و نزلت معه تجاه غرفة المكتب و تقب دلفوا إلى الغرفة أردف فارس بشك : خير يا إسراء

إسراء بتوتر : يعني بصراحه عايزه اقول لحضرتك ان غادة تبقي تبقي بنت مراد اللي خطف غرام

في نفس ذات الوقت بغرفه نبيل و غادة 

كان نبيل يجلس أمام غادة وهي تلتزم الصمت لا يعلم ماذا تريد منه فأردف نبيل بضيق : اخلصي يا غادة عايزني في ايه انا مش فاضيلك 

غادة بتنهيده : نبيل انت طلع معاك حق 

نبيل بانعقاد حاجبيه : حق في إيه بضبط

غاده بحزن : في شكوكك ناحية إسراء ، انا من ساعه ما قولتلي أراقبها واحط عيني عليها و انا عملت كده ولاحظت خروجها اللي بيتكرر ،ده غير المكالمات اللي بتعملها ،بس بصراحه مرضتش اكلم عشان هي صحبتي ،و انهارده كنت بقاوح معاك عشان مش عايزاك تأذيها ،بس انا مش هسكت اكتر من كده يا نبيل ،انا خايفه مراد ده يعمل حاجه في غرام 

نبيل بانعقاد حاجبيه : ايه اللي دخل مراد بغرام

غاده و هي تبتلع لعابها : إسراء تبقا بنت مراد يا نبيل !!!

يتبع...
الفصل السابع والعشرون 

سمع نبيل تلك الكلمات من غاده فاتسعت عينيه بصدمة و عدم التصديق ،و تشنجت عضلات وجهه ،فهو منذ البداية لا يشعر بالراحة تجاهها فأردف من بين أسنانه : غادة أنتي متأكدة

أومأت له غاده بتأكيد على صحة حديثها فضم قبضته بغضب و نهض من مكانه و هو يصيح بصوت عالي 

نبيل : إسررررراء ،إسرااااااء

انتفضت جسد إسراء التي كانت تجلس مع فارس تقص عليه ما تعمله 

فعقد فارس حاجبيه و هو ينظر لها و اردف بهدوء منافي لما يشعر به : خليكي هنا و متخرجيش غير لو قولتلك 

حركت إسراء رأسها بخوف وذعر و خرج فارس من غرفة المكتب ينظر لابنه الذي يهتف بأسم  إسراء بغضب و غادة خلفه تحاول تهدئته

فارس بانفعال و هو ينظر لتلك الأفعي التي تسللت بينهم : في إيه يا نبيل ،بتزعق كده ليه ،عاوز إيه من إسراء

نبيل و هو يقترب منه : شفت يا بابا ،عارف هي تطلع مين 

فارس و هو ينظر لغادة الذي يظهر الارتباك عليها كلياً : مين !!؟

نبيل بغيظ : طلعت بنت مراد يا بابا ،يعني هي اللي تقدر توصلنا لابوها عشان نوصل لغرام

فارس و هو ينظر لغادة : و طبعا غادة اللي قالتلك الكلام ده

نبيل و هو يضيق عينيه بعدم فهم : أيوه غادة ،انا كنت قايلها متشلش عينها من عليها ،عشان كنت شاكك فيها من ساعة موضوع كريم

فارس لغادة : و عرفتي منين يا غادة ،انها بنته ،يعني اتاكدي منين 

غادة و هي تبتلع ريقها بتوتر : حضرتك أنا سمعتها و هي بتكلم في التليفون اكتر من بره و ده غير خروجتها الكتير اللي لاحظتها و مردتش اتكلم عشان عارفه انه نبيل وقفلها على الوحدة و مش طايقها

أقترب فارس منها فأخفضت غادة رأسها فقام فارس برفع ذقنها بيده و أردف ببرود : طيب ،أطلعي على أوضتك يا بنتي أنا مصدقك

نظرت له غادة بعدم تصديق فنظراته اليها جعلته تفقه بعدم تصديقه لها فأردف نبيل : أطلعي يا غادة فوق 

اؤمات لهم غادة و تحركت بهدوء شديد من أمامهم متجهه لغرفتها فنظر نبيل لفارس مردفا : في إيه يا بابا 

نظر فارس لابنه و اردف بهدوء و هو يتجه لمكتبه : تعالي ورايا علي المكتب

عقد نبيل حاجبيه و تحرك خلف فارس قائلاً : أجي فين يا بابا ،أنا لازم أكلم مع بنت الكلي دي ،لازم نعرف غرام فين ،احنا هنستنى لحد مأ

و ما لبث أن يسترسل حديثه حتي وجد إسراء تجلس بالمكتب برفقة والده

نبيل و هو يتجه اتجاها و الغضب يسيطر عليه : أختي فين يا بت انطقي

ثم جذبها من مرفقيها و ضغط عليهم بشده فنهره فارس و قام بإبعاده عنها و هو يردف : أظن أنا سبتك تكلم كتير ،دلوقتي انت هتسكت و إسراء هتكلم أنت سامع 

____________________

صعدت غادة الي الغرفة و قدميها لا تحملانها ثم اقتربت من الفراش وجلست عليه ،فلم توجد طريقة أمامها سوى اتهام إسراء حتي تبعد تلهيهم عنها و ينشغلون بها و تستطيع هي الفرار و بدأت الذكريات تحاوطها تحاوطها و تكررت أمامها وكأنها شريط يعاد مرارا و تكرارا  

flashback🌸
عادت غادة من عملها مبكرا عن موعدها فهي تعمل في أحد المزارع و تقوم بتنظيفها فما يكسبه والداها ليس بالكثير و والدتها لا تعمل فكان عليها مساعدة والدها والبحث عن عمل فالراتب الذي يحصل والداها لا يكفي معهم لنهاية الشهر فاضطرت أن تعمل حتى تعيله و تساعدهم و ما لبثت أن تضع المفتاح بالباب حتى صدمت من هول ما سمعته 

عايدة ببكاء : يا أحمد ،يا أحمد أسمعني أنا والله كان غصب عني أني أكدب عليك ،كان لازم اعمل و الا مكنتش هعرف اكمل

أحمد و هو يمسكها من ذراعيها بغضب : غصب عنك ،غصب عنك ازاي يا عايده ،انا كل السنين دي و أنا عايش مخدوع فيكي ،ربتلك بنتك و كتبتها علي اسمي رغم اني عارف أنها مش بنتي 

زاد من ضغط يده علي ذراعها و هو يردف : كدبتي عليا زمان ليه ،ليه مقولتيش أنه مراد اللي عمل كده ها ،ليه كدبتي عليا و قولتيلي انك اللي حصل كان غصب عنك ،غصب عنك ازاي و هو كان بمزاجك يا عايده 

عايده بنحيب و بكاء حاد : يا أحمد غصب عني افهمني كنت عايزني اقولك ايه يعني ،أقولك أني كنت بحب مراد و سلمتله نفسي كان بيضحك عليا بكلامه الحلو كل ما كان يجي من القاهره و انا صدقته و وثقت فيه ،و هو طلع مش قد الثقه و اتخلي عني اول متجوز بنت العمري ،صدقني أنا حبيتك لما عاشرتك و شفت حبك لبنتي حبيتك ،انا كان لازم اخبي عليك و الا كنت خسرتك ،مراد خرج من حياتي من زمان اوي يا احمد من زمان اوي

أحمد بصياح : كدابه ،كدابه يا عايده ،لو كان كده مكنتيش تزوريه في السجن كل السنين دي كلها

عايدة و هي تبتلع لعابها و أردفت بتلعثم : أنا ،أنا كنت بروح لانه عرف اني اتجوزتك و خمن اني مش قيلالك علي اللي كان بيني و بينه و كان بيهددني بكده 

أحمد و هو يجذبها : كدابه انا مش مصدقك يا عايده مش مصدقك الكلام العبيط ده تضحكي بيه علي اي حد تاني مش عليا انا روحت زورت مراد لما عرفت انك بتروحي له و هو قالي علي كل حاجه ،انتي رغم السنين دي كلها لسه منستيهوش

أما بالخارج ظهرت شبح ابتسامة علي وجهه غادة عندما علمت بأن والدها ما زال علي قيد الحياه فهي تعلم جيدا بأن أحمد ليس والداها فهي قد سمعتهم بصغرهم و احمد لم ينكر ذلك بل اعترف بذلك هو والدتها و لكن اخبروها بانه توفي أثناء حمل والدتها بها

___________________

و تجاهلت ما سمعته و كان الزمن قد توقف عندما علمت بحياة والداها و ظلت تردد مع نفسها : في السجن ،بابا في السجن يبقى انا لازم ازوره ،انا لازم اشوفه

أما بالداخل فوقع أحمد علي الأرض فدوت صرخات عايده بالمكان اخرجت غادة من شرودها فوضعت المفتاح بالباب و دلفت الى الداخل لترى لماذا تصرخ والدتها

عايدة و هي تحرك احمد و الدموع تنهمر من مقلتيها : احمد احمد اصحى فوق متمتش انت فهمتني غلط والله ،ارجوك قوم

أما غادة امسكت هاتفها لتطلب سيارة الاسعاف 

و بعد مرور ثلاثه أيام 

توفي أحمد و ظلت عايده تبكي بمرارة لققدانه أما غادة فكانت قد توصلت لمكان والداها بمساعدة وليد......

في أحد السجون

كان مراد في تلك الزنزانة يسير ذهابا و إيابا و يفكر كيف يمكنه الخروج من هنا فعايده رفضت مساعدته رغم تهديده لها و لكن تلك المره أبت الرضوخ له و لمطالبه فطوال تلك السنوات كان يستغلها لتلبي طلباته من مال وطعام يريد الخروج من هنا ليجتمع بغرامة مرة آخري فهو يعلم بأنها على قيد الحياة ولم تمت مثلما ظن فأحد السجناء الجدد هو من تخبره بتلك المعلومة

وأثناء تفكيره ذلك فتح باب الزنزانة و دلف العسكري و هو يردف 

العسكري : قوم يا أخويا جيلك زيارة

مراد و هو يخرج من الزنزانة و يعقد حاجبيه باستغراب فطوال تلك السنوات لم يزوره احد سوي عايده و احمد مؤخراً ،حتى أهله قد تبرأه منه و لم يفكر أحدهم بزيارته و قد انتقلوا من البلد بعدما تسبب لهم بتلك الفضيحة

مراد و هو ينظر باستغراب لتلك الفتاة الشابة التي تبدو في اوائل العشرينات ،أما هي فنهضت من مكانها عند رؤيته

أردف.مراد بصوت غليظ : أنتي مين ؟؟

غادة بإبتسامة : أنا غادة بنتك و بنت عايدة

توسعت عينا مراد بصدمه و اردف : انتي بتقولي إيه

غادة و هي تجلس مرة آخري : بقولك أنا غادة بنتك و بنت عايدة 

ابتلع مراد ريقه و جلس و هو ينظر لها فأردف بشك : عايده مجبتش سيرة عنك قبل كده يعني

غادة و هي تحرك كتفيها : ده الطبيعي هتقولك ليه و انت محبوس ،ده غير انها سجلتني علي اسم احمد جوزها

مراد بحزن مصطنع : أنتي بتقولي إيه ،ازاي عايده تعمل كده ها

غادة بتنهيده : انا مش هلوم عليها لانه اللي هي شفته منك مكنش قليل ،بس في النفس الوقت أنا مليش في اللي حصل بينكو زمان ،انا ليا انه ابويا طلع عايش و قاعد قدامي دلوقتي

اتسعت ابتسامة مراد الشيطانية و هو يستمع اليها فمن الواضح أنها ليست ساذجه مثل امها و ستفيده كثيرا

____________________

واستمرت غادة في زيارة والدها عدة مرات و قصت لوليد حبيبها عن والدها وما سمعته من حديث بين عايدة و أحمد قبل وفاته وخلال تلك الزيارات استطاع مراد أن يبعث الكرة بقلبها تجاه عائله العمري و زاد طمع غادة فهي تعلم جيدا من و ماذا يكونون و اتفق معها بان عليها التقرب منهم و الدخول بينهم و تذكرت هنا بأن شروق ابنة خالتها تعمل لديهم بالدوار و كم يعيشون برخاء و الأموال معهم لا تحصي أو تعد فظهرت ابتسامه شيطانيه على وجهها و أردفت : متقلقش انا عارفه هدخل بينهم ازاي 

مراد بابتسامه : حلو اوي و عايزك تركزيلي مع نبيل ابن فارس

ابتسمت غادة مردفه : تمام اللي انت عاوزه هيتم

وبعد انتهاء تلك المقابلة خرجت من ذلك المكان الكريه لتحد وليد امامها فاقتربت منه : هو انت ممشتش لسه يا وليد

وليد بنفي : لا قلت استناكي ،يلا بينا

غادة بإيماءة : كويس والله انك ممشتش في موضوع عاوزاك فيه

و بعد مرور بعض الوقت

صاح وليد بنبرة غيرة : يعني إيه يا غادة الكلام ده ،يعني عاوزه تدخلي عيله العمري و تقربي من ابنهم ،طب و انا 

غادة وهي تحاول تهدئته و أردفت بكدب فلم ترد أن تخبره بحقيقة أطماعها فاذا اخبرته فلن يوافق ابدا : اهدي يا وليد انا مقولتش اننا هنسيب بعض ،،بس في نفس الوقت لازم اساعد بابا أنه ينتقم منهم وبعدين انا وانت هيبقى لينا مصلحة في الموضوع و هنطلع متنغنغين بسببه

وليد وهو يحك ذقنه بتفكير: طب و دلوقتي إيه المفروض يحصل 

غاده و هي تردف بخبث : لازم تتغير يا وليد عاوزك وقح و جرئ و تمد ايدك عليا يعني بمعني اصح شخصيتك تتغير 180 درجه 

وليد وهو يضيق عينيه : و ليه كل ده

غادة بابتسامه : عشان أصعب عليهم طبعا عاوزه ابقي البنت المغلوب على امرها اللي بن خالتها حاطط عينه عليها و عاوز يتجوزها و امها مش موافقه وبعدين هو لما يلاقي مفيش فايده مش هيلاقي قدامه غير انه يغتصبها 

وليد و عينيه تتسع بصدمه : اغتصبك 

غادة بضحك : يا حبيبي متخفش ،ده تمثيل و اصلا مش هيحصل لانه لازم يحصل في مكان حد.يشوفك فيه و يلحقوني و ساعتها أنا هعترف عليك و تدخل السجن

وليد و هو يلزم الصمت لا يفقه شئ وأردفت هي مكملة : و انت اللي هتساعد بابا يهرب يا حبيبي

_________________

و بالفعل استطاعت غادة العمل بالدوار بمساعدة شروق بل و خدمها الحظ عند.نزول نبيل للمطبخ فأحتكت به حتى يلاحظها و بالفعل استطاعت لفت انتباه نبيل الذي وقع في فخها 

واردات غادة أن يلاحظ نبيل ما يفعله وليد معها ففعلت كالآتي

كانت غادة تخرج من الدوار فهي قد أنهت للتو مساعده ابنه خالتها في اعمال الدوار و اثناء سيرها وجدت في وجهها وليد ابن خالتها و شقيق شروق التي تعمل لدى عائله العمري 

ابتلعت غاده ريقها فهي تخافه كثيرا فهو دائما ما يتطلع عليها بنظرات وقحه جرئيه 

غاده بخوف : وليد انت اللي جابك هنا ؟

وليد و هو يعض شفتيه بطريقه وقحه أثارت اشمئزازها: جاي عشان اوصلك يا جميل البت شروق كلمتني قبل ما تخلصي عشان اجي اوصلك

ابتلعت ريقها و سبت و لعنت شروق في سرها فهي دائما ما تبغض شروق و شقيقها و لكنه مصظره للتعامل معهم فهي ووالدتها يمكثون بمفردهم وليس لديهم سوى عائلة خالتها بعد وفاة والدها منذ عدة أسابيع

غاده بقوه و ثبات زائفين : بص يا وليد انا همشي لوحدي لو حد شافني ماشيه معاك هيكلموا علينا و سيرتنا هتبقي علي لسان كل البلد

وليد بتهكم : طب حد كده يبقى يكلم و بعدين يا بت انتي بنت خالتي و يلا بقا اتحركي 

تحركت غاده معه و مضطره فليس لديها حل اخر في نفس الوقت رآها نبيل و هي تسير مع ذلك الشاب و لكنه لم يعطي اهتماما للأمر و تغاضي عن رؤيته معه 

أما غادة و وليد و بعد رؤيتهم لنبيل الذي رآه سويا أردفت غادة بابتسامة : خلاص مشي ، كده الخطه ماشيه إيه ،كلها بقي كام يوم و يقع على بوزه

توقف وليد عن السير و اردف بغضب و غيره : غادة متستفزنيش بقي بكلامك ده

غاده و هي تبتلع ريقها : في إيه يا وليد هو انا قولت انا اللي هحبه لا هو اللي هيحبني و ده المطلوب

وليد و هو ينظر حوله و يجذبها من مرفقيها : عارفة يا غادة لو خلتيه يلمس شعره منك و لا حتى يلمس ايدك هعملك فيكي إيه

غادة بخوف : إيه

وليد بنبرة لم تسمعها غادة من قبل : قولي علي نفسك يا رحمن يا رحيم 

غاده بابتسامه بسيطه : جرا ايه يا وليد في إيه و بعدين انا مش هخليه يقرب لي ما تقلقش و الجوز هيبقا علي الورق و بس صدقني 

Flashback🌸
أمسكت غادة هاتفها و هاتفت وليد الذي سريعا ما نهرته لمساعدة مراد بتلك الخطوة دون الرجوع إليها

غادة بصوت خافض غاضب : أنت إزاى تعمل كده من غير ما ترجعولي و لا تقولولي ها

وليد بانعقاد حاجبيه : أهدي بس يا غادة ،و بعدين ايه اللي احنا عملنا و مرجعناش ليكي فيه

غادة و صدرها يعلو و يهبط : أزاي تساعده يا وليد يخطفها ،احنا اتفقنا على كده ،انتو قولتلو أن انتو هتخطفوها 

وليد بتوضيح : طيب ممكن تهدي بس الاول ،وبعدين انا مكنتش اعرف انك عارفه

غادة و هي تدلك رأسها تشعر بصداع يكاد يفتك بها فاردفت بهدوء يعاكس غضبها منذ قليل : أنت مسمعتوش قالي إيه يا وليد مسمعتوش ،اسمعني انت دلوقتي هتروحله و هتقولوا يسيب غرام و الا وديني و ما أعبد لو معملش كده هيبقى عليا وعلى اعدائي

وليد بعدم فهم : يعني إيه يا غادة

غادة بغل و عينيه تطلق شرار : يعني تقولو يسيبها يا اما هبلغ عنه يا وليد سمعني هبلغ عنه و زي ما خليتك ساعدته يهرب ،هخليه يرجع لسجن و حيطانه

ثم أغلقت الهاتف بوجهه وليد وقامت بإلقاء الهاتف علي الفراش بغضب تفكر ماذا تفعل فهي تريد الخروج من ذلك المنزل و لكن لا تريد أن تخرج بمفردها ،وقررت الهروب بالأمس بعد ان ينام الجميع و تسرق الأموال المتواجدة بخزنة فارس

تعليقات