
رواية حبيبت عبد الرحمن الفصل السابع عشر17والثامن عشر18 بقلم سلوي فاضل
كشف حساب
وصل عبد الرحمن الي بيت طليقته طرق الباب وأنت ظر حتي فتح الباب وأول ما تبينت حسناء هويته وتلاقت الأعين صرخت حسناء صرخة رجت المكان وارتعشت ودخلت بنوبة بكاء هيستيري أسرعت إليها والدتها منتفضة فاختبأت حسناء خلفها كطفلة تحتمي بوالدتها هربا من العِقَاب
والدتها: أنت تاني ! أيه اللي جابك هنا تاني يا ابني مش كنا خلصنا.
عبد الرحمن: والله يا طنط ما عملت لها حاجة هي أول ما شافتني صرخت.
والدتها: جي ليه؟
عبد الرحمن: والله في خير، ممكن ادخل؟
إجابته على مضض: اتفضل
دخلوا الصالون ومازالت حسناء بحالة هيستيرية ترتعد ومتشبثة بوالدتها وبعد ثواني قليلة رن جرس الباب مرات متتالية كثيرة اسرعت والدتها وفتحت الباب وكان جارهم عادل سمع صراخ حسناء فاسرع اليها وكان معه طفليه
عادل: خير يا طنط أيه اللي حصل؟ حسناء مالها بتصرخ كده ليه؟
أشارت له بعينها إمكان جلوسهم فرأي حسناء تقف بجوار باب الصالون ملتصقة به برعب ظاهر على وجهها اكمل بخوف وهو مسلط عينه عليها
عادل: مين جوة خائفة منه كدة.
والدتها: طليقها.
ظهر الغضب على وجهه أعطاها طفليه وبلمح البصر كان بالداخل فوجد عبد الرحمن قريب منها بينهما مسافة صغيرة خشي أن يحاول اذيتها فجذبها خلفة وحافظ على كفها بكفه يمدها بالحماية وتحدث بتهديد ظاهر
عادل: لو مفكر انك ممكن تأذيها أو تلمسها بسوء تبقي بتحلم ارجع اقعد مكانك وقول اللي جابك بسرعة واعرف انك غير مرغوب في وجودك هنا.
ابتسم عبد الرحمن برضي شعر وكان هذا الموقف تكرر معه سابقا بتفاصيل مختلفة وسعد لأنها وجدت من يرحمها ويبثها الأمان الذي افتقدته معه: أنا جاي في خير يا ريت تتفضل وتحضر الكلام.
شدد عادل يد حسناء واجلسها بجانبه: من البداية كده احب اقولك اني خطيبها مش مجرد جار ومش هاتهاون في أي حاجة ممكن تضايقها حتي لو مش قصدك.
عبد الرحمن: أنا مش جاي أضايقها بالعكس أنا جاي عشان اعتذر، أنا اسف يا حسناء، أنت تحملتي معايا كتير وأنا والله ندمان على كل اذية اذيتك بيها سواء كلمة أو نظرة أو أي حاجة تانية.
عادل: تفتكر الإعتذار كفاية.
عبد الرحمن: اكيد لأ، بس مهم اني اعتذر، رد الاعتبار بيكون جزء منه معنوي لازم يترد وأنا جايب معايا شيك بحقها في المؤخر والعفش اللي سابته وزيادة أنا بس ليا رجاء واحد.
كانت تسمعه غير مصدقه هل يعتذر منها حقا بعد كل تلك الفترة جزء منها سعد بسماع الاعتذار والأكبر منها تذكر كل لحظات المها وبكائها ولكن بالنهاية استعادت جزء من قوتها وتوقف ارتعاشها وشددت على يد عادل شعرت أنه درعها وحمايتها وباقي قوتها، تحدثت و لازالت تخفي جزء من وجهها خلف عادل وبنبرة حاولت الا تبدوا مرتعشة ومهزوزة
حسناء: وأنا مش عايزة حاجة منك.
عبد الرحمن: ده حقك ليه تتنازلي عنه حتي لو مش محتاجاه – ووضعه على المنضدة.
حسناء: اتغيرت كتير.
عبد الرحمن ( ابتسم بحزن): بقيت انسان – نظرت اليه حسناء بتعجب شديد
عادل: يا ريت يا عبد الرحمن تقولنا أنت عايز أيه؟
عبد الرحمن: كل اللي عايزة انها تسامح ومش حطلب ده ليا، عايزك تسامحي حبيبة لو مشيلاها ذنب أي حاجة حصلت لك هي دائما شايفة نفسها مسئولة عن اللي حصل لك وحاسة أنها سبب فيه ، لو ده احساسك ناحيتها سامحيها من قلبك هي مالهاش ذنب.
نظر عادل لحسناء ورأي ما قاله عبد الرحمن وصمتت هي فساله: وأيه اللي حيخليها تسامح ؟!
عبد الرحمن بحزن شديد: حبيبة فعلا ما لهاش ذنب الذنب كله ذنبي أنا كونهم شبه بعض مش ذنب حد منهم لو كان ذنب حسناء يبقي ذنبها (ظهر انكساره جليا وأكمل) دعوتك استجابت يا حسناء ربنا اقتص لك مني بس ياريت فيّا لا زي ما دعيتي وجعني في أغلي حد عندي حطيني في اختبار شديد دوقت الوجع والخوف لاقصي مراحله دوقت العجز ( تابعه عادل باشفاق وحسناء باهتمام وسعادة بسيطة ) حبيبة بقالها شهر تقريبا في غيبوبة وهي حامل - ثم اكمل ويقتله الحزن- حتولد بكرة قيصري لان الجنين بدا يتأثر وفي احتمال انها تفارق دنيتنا. – ثم نظر الي حسناء – أنا عارف انك طيبة عشان كده عايزك تسمحيها من قلبك وبطلب منك بكرم اخلاقك انك تدعيلها تقوم بالسلامة عشان بنتها، أنا عارف اني بطلب حاجة كبيرة بس هي والله مالهاش ذنب في حاجة حصلت لك هي دلوقتي بين أدين ربنا وأنا والله ندمان من زمان يمكن ما كانش عندي الجرأة اني أجاي قبل كدة لكن كان لازم اعتذر من زمان، حسناء لو جواكي حاجة ناحيتها سامحي واعفي وأي حاجة عايزاها أنا مستعد اعملها لك بطيب خاطر.
أشفق عليه عادل وشعر بالآسي على زوجته فهو محق ليس لها ذنب فيما حدث لحسناء ولكن حسناء كانت شاردة لم تجب بالرفض أو القبول كانت بعالم اخر فهى بالبداية شعرت بسعادة أنه شعر بالعجز والألم الذي عاشته معه بضعة أشهر كانت كفيلة بمرضها ولكن داهمتها بعد ذلك عدة مشاعر متضاربة اربكتها وجعلتها ضائعة لا تعلم ماذا تريد وهل تستطيع العفو والمغفرة فعلا شدد عادل على كفها ينتشلها من ضياعها:
عادل: الف سلامة على مدام حبيبة، أوعدك حتكلم مع حسناء وان شاء الله خير.
رحل عبد الرحمن وهو لا يعلم هل ستسامح وتغفر ، يتمني من الله أن تنجوا حبيبة أمنيته الغالية روحه العاشقة يتمني أن تشفي و ألا تكون هي ضحية أخرى لمعتقدات خاطئة فيكفي ما حدث لحسناء وما حدث له .
بعدما غادر عبد الرحمن ظلت حسناء على حالها وانضمت لهما والدتها،
والدتها: حتعملي أيه يا بنتي ، بالرغم من كل اللي عمله هو عنده حق مراته ملهاش ذنب لا ذنبك ولا ذنبها.
نظرت إليها مستنكرة
عادل: الغلط مش عندها هي فعلا زيك اتحطت في الوضع ده بس الواضح أن هي قدرت تغيره أنا ما اتعاملتش معاه قبل كدة بس كان باين قوي أنه مكسور .
تحدثت بصوت مرتعشة ساخط: وأنا أنا عملت أيه عشان اتضرب واتهان واتذل كدة محدش حس بيا وأنا واقفة قدامه ومنتظرة أول ضربة ولا حالتي وهو بيقولي ادخلي اجهزي للعقاب ولا لما كنت ابقي عند أمه ويتلككواوعلي تفهات ويدخل ورايا بالحزام محدش فيكوا واطي رأسه وهو ماشي مكسوف من الجيران اللي سمعوا صوتي وأنا يصرخ من الوجع وبترجاه يبطل زي العيال الصغيرة وبقوله حرٌمت مش هعمل كدة تاني.
ضمتها والدتها وبكت على حال ابنتها وربتت على ظهرها بينما تالم عادل من أجلها واخفض رأسه بانكسار.
والدتها: خلاص يا حبيبتي حقك عليا اهدي .
اجلستها والدتها وجلست بجوارها سمحت حسناء لدموعها بالهطول تركها عادل حتي اخرجت ما بداخلها ثم جلس بجوارها واخذ كفها طوقها بكفيه
عادل: أنا آسف على كل وجع اتوجعتيه وكل لحظة صعبة عدت عليكي . أنا عايزك تفكرى بهدوء اللي حصل لك المسئول عنه عبد الرحمن و والدته ومن غير ما تزعلي أنت كمان .
همت بالحديث فأكمل: من غير ما تزعلي سكوتك في كل مرة تتطاول عليكي غلط عدم لجؤك لطنط غلط وموافقة منك على أنه يستمر في اللي بيعمله.
تحدثت والدتها بدموع: عنده حق يا بنتي ياما سألتك مالك أنت تعبانة معيطة جوزك بيعاملك كويس تقولي الحمد لله أنا كويسة ما تقلقيش.
عادل: خوفك من كل حاجة غلط الناس عمرها ما هتسكت احنا اللي بنديهم الفرصة انهم يتكلموا ومش المفروض نوقف حياتنا على كلام الناس مش يمكن لو كنت اعترضتي قولتي لأ كانت حياتك معاه بقي لها شكل تاني أو على الاقل ما كنتيش وصلتي للحالة دي، فكري بالراحة يمكن تقتنعي أنها زيك مجني عليها، فكري في الطفل اللي ممكن يجي الدنيا من غير ام ( نظر لأولاده ثم لها وعلي وجهه ابتسامة رضا ) مش كل اطفال فقدوا امهم لقوا ام تانية حنينه عليهم زي ولادي عشان أنت نعمة يا حسناء وهو عبيط ما قدرش النعمة اللي في أيده .
تركتهم ودخلت لا تعلم هل خجلت من حديثه ام غضبت؟
والدتها: يا ابني مش قولنا هناجل كلام في الموضوع لحد ما تخف والله أنا مش هلاقي لها حد زيك كفاية وقفتك معَنا من قبل ما يرضي يطلقها ولفك معَنا على الدكاترة.
عادل: هناجل بردوا عشان كلام الناس حضرتك متخيلة لو كنا سمعنا لكلام الناس من قبل الطلاق كان زمانها متعلقة لحد النهاردة وهو عايش حياته ، الناس دول فاضيين عاجزين عن حل مشاكلهم ومركزين في حياة غيرهم احنا نعمل حساب ربنا وبس حسناء محتجاني وأنا محتاجها ومش عشان ولادي وبس صحيح ولادي حظهم حلو أن حسناء هتكون معاهم بس أنا حظي احسن يا طنط أنا كلمتك قبل كدة بصراحة أنا حبيبت حسناء من قبل وفاة مراتي سكوتي كان عشان ما اذيش مراتي الله يرحمها خصوصا أن وقتها حملها كان صعب وصحتها مش متحمله وهي الله يرحمها كانت نعمة الزوجة ولما عملت حساب لكلام الناس وخوف من اني اكون أناني واظلم حسناء بجوازها مني وأنا معايا طفلين وهي لسة بنت لقيتني أنا كمان ظلمتها وكنت سبب ولو ضعيف في حالتها دي.
والدتها: يا ابني ده في الأول والاخر قدر ونصيب وأنت فعلا ما لكش ذنب.
عادل: حسناء متوترة ومش عارفة تاخد قرار خوفها مسيطر عليها وأنا واثق اني استحالة أذيها وحقيقي أنا بحبها ( تحدث بنبرة عاليه ليتأكد أنها تسمعه) بحبك يا حسناء وهتجوزك وهتكوني احلي ام واحلي زوجة ، وطظ في كلام الناس ومليون طظ.
ابتسمت والدتها برضي: ربنا يراضيكم يا ابني ويسعدكم أنا افتكرتك بتقوله كدة خايف عليها وبس .
عادل: لا أنا اتلككت عشان أعلنها وسكوتها وقتها وراحتها هما اللي شجوني اكمل وأنا مطمن.
سعادة أخيرًا تشعر حسناء بسعادة بالطبع لازال هناك تخوف وقلق ولكن الاهم سعادة .
عاد عبد الرحمن للمستشفى، جلس بجوار حبيبة ينظر إليها بصمت يخشي الفراق يتمني أن تغفر حسناء أو على الاقل تتأكد من براءة حبيبة من ذنبها ساعات من التوتر والقلق سواء لعبد الرحمن أو لمحمود كلاهما يخشيا فراقها ساعات مليئة بالدعاء والتضرع الي الي الله من أجلها مر الوقت ببطئ شديد حتي حل الصباح و دخلت حبيبة العمليات و جلس الجميع بترقب ينتظرون خروجها نظر عبد الرحمن حوله فوجد بسمة بجانب محمود تشد من ازره وتهون عليه، و والدته بعيدة عنه، وهو وحيدا مهدد بان يفقد احب الناس اليه، خرج من الغرفة وذهب لغرفة العمليات وجلس امامها مخفض الرأس يدعوا الله الا يفقد أي منهم، وبعد فترة اتت والدته وجلست بجانبه
حافظة: اطمن ان شاء الله حتقوم بالسلامة هي والبنت، أنا جنبك لحد ما يخرجوا – وربتت عليه -.
فرفع عبد الرحمن راسه ونظر اليها بانكسار: متأخر قوي يا امي بقيتي جنبي متأخر قوي، أنا كل حاجة حلوة راحت مني مراتي فضلت انها تغيب عن الدنيا عشان أنت ترضي وبنتي حتيجي الدنيا بدري ومش حقدر اخدها في حضني ولا المسها وتدخل حضانة والله اعلم مصيرها حيكون أيه؟!
حافظة: سامح يا عبد الرحمن سامح يا ابني، أنا عارفة اني عملت كتير، ما حاستش بيك واذيتك واذيتها، لما قالت لي لو كنت شوفتيه وهو بيقع مش حاسس بحد كنت شوفتي أي حاجة صغيرة ما فمهتش ولا حسيت غير لما شوفتك بتقع قدامي – ونظرت اليه- اتوجعت، فهمت ليه كانت بتبكي.
عارف اصعب حاجة انك تحس انك ضيعت عمرك فاهم غلط بتحمل اللي حواليك اخطائك وأنت كلك غلط، كنت دايما بحمل جدتك الذنب والحقيقة اني كنت أنا السبب بغلط فيها طول الوقت، يمكن لو كنت فكرت اقرب من ابوك وافهمه أو على الاقل حفظت لساني كانت حياتي اتغيرت، وما صلناش لهنا. حقك عليا يا ابني.
عبد الرحمن: عارفة أنا دمرت حياة اتنين حبيبة ومن قبلها حسناء هما الاتنين كانت حياتهم كويسة قبلي أول ما دخلت حياتهم تشقلبت واحدة بتتعالج وواحدة بين ايدين ربنا.
حافظة: لا يا عبد الرحمن حياتهم بقت كده عشان أنا دخلتها كان مغلوب على امرهم، حبيبة خافت عليك مني، وحسناء ما قالتش لأ غير متأخر قوي.
عبد الرحمن: يمكن حسناء استسلمت في الأول وعلي ما خدت القرار كانت خلاص بتنهار، لكن حبيبة حبتني بصدق شوفت معاها دنيا عمري ما تخيلتها، بس شافتني أضعف من اني احميها.
حافظة: بسببي. تفتكر ممكن تسامحني في يوم؟
عبد الرحمن: سامحتك يا امي عارفة لما حبستيها كل اللي همها اهتمامي بيها وقالت لي المفروض اشكر طنط مش ازعل منها، كانت دايما توصيني عليكي وكل مرة تلاقيني متضايق تقولي ده الاخ نلتمس ليه سبعين عذر شوف الام نلتمس ليها كام عذر واخر مرة قالت لي الزوجة تتعوض لكن الام لأ ما تعرفش الدنيا من غير ام تبقي ازاي.
بكت حافظة اخفضت رأسها بخزي من نفسها
عبد الرحمن: لا يا امي ما تبكيش أنا عمري ما شوفت دموعك أنا اسف لو جيت عليكي.- ثم قبل رأسها – حقك عليا.
حافظة: سامحني يا ابني والله مش حتدخل في حياتكوا تاني، والله يا ابني أنت كبير في عيني قوي ومش حعمل أي حاجة تحرجك تاني، هي ان شاء الله حتقوم بالسلامة خليك قوي زي عادتك عشان لما تفوق تقوي بيك.
ضمها عبد الرحمن بقوة وربت على ظهرها فقبلت راسه.
مر الوقت بطيئا ظلت حافظة بجوار ابنها تهون عليه وتحاول أن تطمئنه ، غابت حبيبة بغرفة العمليات وكاد عبد الرحمن ان يجن يدق الجدران بيديه من شدة توتره. وأخيرًا وبعد أنت ظار طويل خرج الطبيب من غرفة العمليات وطمأنهم على حالة المولودة وانها جيدة بالنسبة لوضعها و يجب ان تدخل الحضانة لبعض الوقت، وان حبيبة بحال جيد وستكون تحت الملاحظة لثلاثة أيام حتي تستقر حالتها.
عادت حبيبة الي غرفتها وبدت عادية للجميع لكن عبد الرحمن شعر ببعض العبوس على وجهها وشعر انها تتألم فجلس بجانبها يربت عليها ويسمح وجهها، ذهب محمود وبسمة ليطمئنوا على المولودة ثم عادوا اليه ووصفوها له فكانت قريبة الشبه من حبيبة صغيرة الحجم بشدة بيضاء.
محمود: روح شوفها يا عبد الرحمن أنا هنا مع حبيبة ما تقلقش مهما وصفناها لما تشوفها حاجة تانية.
دخل عبد الرحمن الحضانة واقترب من ابنته وشعر بإحساس جميل يدغدغ مشاعره وبفرحة بداخله كطاقة نور وسط الهموم التي يغرق بها، وشعر وكانها تخبره بان القادم خيرا. عاد عبد الرحمن الي حبيبة وكله تفاؤل وكأن همومه قد غسلت. بعد ان رحل الجميع جلس عبد الرحمن يحكي لحبيبة عن ابنتهم وعن حسنها واحساسه عندما رأها.
عبد الرحمن: أخيرًا أنا وأنت لوحدنا (ابتسم باشراق) شوفتي بنتنا اسم على مسمي يا حبيبتي جميلة وهى جميلة ربنا يتم جمال شكلها بجمال الاخلاق يارب شبهك يا حبيبة، كنت يستغرب الناس ازاى تحدد شبة الطفل وهو بالسن ده بس فعلا شبهك قوى ، عارفة قد كف الايد اكيد مش طالعة لى في ده مش عارف هتفضل كدة ولا لما تكبر هتطول وتبقي طالعة لي ، أنا عايزها تفصل شبهك في كل حاجة وفي طيبة قلبها ونقائها، ما تقلقيش أول ما يسمحوا انها تخرج من الحضَّانة هجيبها لك وعد و هخليها في حضنك، مش ناوية تصحي يا حبيبة.
تَنَهَد بإرهاق:يا رب
بعد اسبوع طمئنهم الطبيب المتابع للمولدة بتحسن حالتها وسمح لهم برؤيتها وإدخالها لهم لبعض الوقت ، كما طمئنهم الطبيب المتابع لحبيبة بأنت ظام مؤشراتها الحيوية وتعافيها من أثر العملية ، وما أسعدهم جميعا كبارقة امل تحريكها لاصابع أطرافها أحيانًا.
وبأول يوم سمح الطبيب لهم برؤية جميلة جميلتهم وبعد أن احضرتها الممرضة لهم حملها الجميع لثواني قليلة ثم اخذها عبد الرحمن بعد أن عدل من وضع حبيبة قليلا ووضع الرضيعة على صدر حبيبة جعل وجه الطفلة ملتصق بوجه حبيبة ورفع يد الرضيعة برفق ليعانق عنقها بكت جميلة وامسكت وجه والدتها بيديها الصغيرتين الناعمتين وكأنها تناشدها الرجوع نظر إليه الجميع باشفاق أما محمود اختلطت مشاعره بين سعادة لأن أخته احسنت اختيار زوجها واختارت من يشعر بها دون حديث واشفاق على عبد الرحمن مما تحمله ويتحمله من أجل حبيبة واحراج من نفسه لما سببه لهما من مشاكل والم ومرض ببعض الاحيان ، أما حبيبة فلأنت ملامحها وارتاحت.
ولم يسمح لاحد بأخذ جميلة منها الا للمرضة لإعادتها الي الحضانة ظل هكذا ليومين وبالثالث تأخرت الممرضة عن موعدها كثيرا فتغيرت ملامح حبيبة وحزنت وكان عبد الرحمن بجانبها فلاحظ انها بدأت تحرك اطرافها ببطء تصدر عنها تأوهات مكتومة بالكاد تسمع
عبد الرحمن:حبيبة أنت كويسة ، أنت قلقانة على جميلة عشان اتاخرت شوية أنا مش عارف السبب بس ممكن ضغط شغل منهم أنا الدكتور طمني عليها وأنها بخير ونموها ماشي بمعدل كويس وقالي شوية وقت وتطلع وهتكون بخير إن شاء الله، ما تقلقيش .
مكث يمسد على رأسها وكتفها حتي أتت الممرضة واعطتهم جميلة فأخذها ووضعها بحضن حبيبة فارتفع تأوهها وبكت جميلة فحاولت حبيبة تحريك يدها لتضم الطفلة وتطمئنها راقبها عبد الرحمن بسعادة ودهشة غير مصدق ما يري
عبد الرحمن: حبيبة بنتنا محتجاكي ضميها لحضنك يا حبيبة افتحي عينك يا حبيبتي شوفيها طالعة جميلة زيك حبيبة - مسك يدها وشد عليها بقوة وبيده الأخرى سند ابنتهم جميلة– سامعاني يا حبيبة، حبيبة.
نادي عبد الرحمن التمريض وحضر الطبيب واخذوا الطفلة، فتحت حبيبة عينها بالتدريج.
بعد فترة غير قصيرة خرج إليه الطبيب وطمأنه وشرح له بعض التعليمات للتعامل معها و للطعام والحركة ثم غادر. دخل عبد الرحمن لحبيبة بخطوات سريعة يؤكد لنفسه أنه حقيقة وواقع وليس حلم ككل مرة يغفوا بها.
حبيبة: عبد الرحمن أنت هنا أنت خرجت من العناية حمد الله على سلامتك - وحاولت ان تنهض وشعرت بدوار شديد وتألمت -آاااه.
اسرع إليها وسندها: بالراحة يا حبيبتي على مهلك، حمد الله على سلامتك يا حبيبة – وامسك يدها واخذ يقبلها كثيرا ويقبل راسها وادمعت عينيه- وحشتيني قوي صوتك وحشني.
حبيبة وهي متعبة وخائفة: أيه اللي حصل يا عبد الرحمن – ونظرت الي بطنها ) بطني بتوجعني قوي هو البيبي حصل له حاجة؟
عبد الرحمن: لا يا حبيبة ما تقلقيش جميلة كويسة منتظراكي مشتاقة لحضنك. حقك عليا يا حبيبة أنا عارف اني اذيتك كتير ووجعتك وأنت كمان ادتينا كلنا درس العمر .
حبيبة-: ويبدو عليها تعب شديد والم بجسدها-: أنا مش فاهمة حاجة ولدت امتي وأنت خرجت من العناية امتي ولا أنا بحلم، أنا تعبانة قوي.
قبل يدها: سلامتك يا عمرى كله سيبك من اللي حصل خلينا في دلوقتي شوفتي نسيتيني حاجة مهمة ( نظرت باستفهام ) من فرحتي بيكي وان سمعت صوتك نسيت اكلم محمود ده هَيفرح قوي كان تعبان قوي وخايف عليكي.
اتصل هو بمحمود بينما حبيبة راقبت طريقته في الحديث مع محمود بقدر سعادتها بتغير طريقة كلامه عنه ومعه بقدر دهشتها ولم تفهم ما حدث بينهم.
انهي محمود الاتصال ثم اسرع الي حبيبه طفلته العائدة غير مصدق ما سمع من فرط سعادته.
دخل محمود متلهف نظر اليها غير مصدق وابتسم لها بإشتياق اقترب منها قبل رأسها ضمها اليه بقوة واطال في ضمها اليه.
محمود: حمد الله على السلامة يا حبيبة وحشتيني قوي، كده تعملي فينا كده احنا تعبنا قوي من غيرك.
نظرت له بتعب وعدم فهم لا تقوي على الحركة: أنا مش فاهمة حاجة هو أنا بقالي كتير هنا، عبد الرحمن مش راضي يقولي حاجة .
محمود: مش مهم اللي فات يا حبيبة المهم اللي جاي أنت عارفة عبد الرحمن ما سابكيش ولا لحظة و فضل جنبك.
نظرت حبيبة اليهم وابتسمت وتعجبت: تغيرتم كتير يا محمود. - ثم حاولت النهوض ولم تستطع وتألمت- آاااه.
أنت فض كلاهما ومنعاها بلطف من الحركة
عبد الرحمن: قولي عايزة أيه وأنا اعمله.
حبيبة: أنا عايزة اقوم، بس تعبانة قوي و مش قادرة اتحرك.
عبد الرحمن: الدكتور قال الأول لازم حد يساعدك وما تقوميش مرة واحدة حتحسي بدوخة شوية ، هاتي ايدك.
فامسك عبد الرحمن يدها وساعدها لتقف ثم امسك محمود بيدها الأخرى ولف كل منهما يده الأخرى حول خصرها سعدت حبيبة كثيرا وبكت واخفت وجهها بصدر عبد الرحمن
عبد الرحمن: حقك علينا يا حبيبة احنا تغيرنا تعبك خلأنا نحاسب نفسنا كل اللي محتاجينه منك انك تقوي وترجعي زي الأول.
محمود: احنا معاكي يا حبيبة، أنا وعبد الرحمن عمرنا ما حنسيبك أبدًا.
اتصل محمود ببسمة واخبارها بسعادة شديدة افتقدها منذ غياب حبيبة هنئته بفرحة شديدة وكذلك اتصل عبد الرحمن بوالدته حافظة التي استقبلت الخبر بسعادة شديدة أدمعت من شدت فرحتها من اجل ابنها وأخيرًا شعرت ببعض من راحة الضمير من أجلها .
تداول العاملين خبر افاقتها يهنئون بعضهم البعض ويهنئون عبد الرحمن كلما دخلوا إليه وكلما خرج ليتحدث الي الأطباء ، اعتذرت حافظة عن الذهاب للمستشفي وأوضحت لابنها أنها تخشي على حبيبة فتفهم موقفها وسعد لاهتمامها به وبزوجته وتأكد من تغيرها
انســـحاب
حل المساء وهدأت الحركة بالمشفي بعد أنت أنت هت أوقات الزيارات لا يوجد مع حبيبة س
وي زوجها وحبيبها عبد الرحمن الذي جلس بجوارها ينظر لها بسعادة مسلط عينه عليها يخشي أن يكون داخل أحد أحلامه وإذا ابعد نظره استيقظ ويجدها كما كانت من قبل أما هي فكانت سعيدة بقربه ولكن بداخلها تساؤلات عديدة تشعر وكأن هناك فترة سقطت منها فمتي ولدت ومتي تحسنت صحة عبد الرحمن وكيف ومتي تحسنت علاقته بمحمود، وحافظة ارتعشت عند تذكرها لها أغمضت عينها بألم تشعر بإعياء شديد ضعف ووهن كانت نصف جالسة على الفراش تسند ظهرها على ظهر الفراش تشعر بمراقبة عبد الرحمن ، دخلت إليهم إحدى الممرضات بابتسامة سعادة.
الممرضة: حمد الله على السلامة يا مدام حبيبة المستشفى كلها فرحانه انك قومتي بالسلامة جوزك كان خايف عليكي قوي والله بقالنا كتير ما شفناش حب كده، أنا حسيت ان الحب لسه موجود بعد ما كنت فقدت الامل.- ابتسمت حبيبة وادمعت عينها تنظر اليه بحب وخجل - . بصي احنا محتاجين منك تتحركي على قد ما تقدري ولما تتعبي ترتاحي وترجعي تتحركي تاني عشان نتأكد ان الجرح سليم وان الفترة اللي فاتت ما اثرتش عليكي ، الدكتور الصبح حيكشف عليكي.- ثم خرجت.
نظرت حبيبة لعبد الرحمن بابتسامة تحمل العديد من الاسئلة وقالت:
حبيبة: أنا مش فاهمة حاجة حاسة زي ما اكون كنت مسافرة ورجعت حاجات حصلت مش عارفة أمتي والكلام الي بسمعه من أول اليوم منكم ومن التمريض مش فاهماه هو أيه اللي حصلي؟ وليه الممرضة قالت كده؟ وليه محمود مش هو اللي معايا أو بسمة؟
عبد الرحمن: أنت متضايقة اني معاكي .
ردت مسرعة وحاولت الالتفاف اليه فتالمت: مش آااه قصدي والله ، أنا عايزة افهم.
اسرع اليها ووضع كفه على كتفها وسألها بلهفة: براحة يا حبيبة اهدي أنا مش زعلان والله استحالة ازعل منك ، بصي حجاوب من اخر سؤال .
اماءت موافقة
اجابها: مش محمود ولا بسمة عشان قولت لهم أنا حفضل مع مراتي ومش حسيبها أبدًا- نظرت اليه حبيبة وعينها تساله ماذا يعني بكلامه- أيوه يا حبيبة أنا رديتك ومش عشان تعبك أنا رديتك من بعد الطلاق بيومين . أنا اسف يا حبيبة ما كنش لازم اسمع كلامك يومها، ما كنش لازم اسيبك أبدًا.
صمتت حبيبة واغلقت عينها وتساقطت منها بعض الدموع، فامسك عبد الرحمن يدها بقوة
عبد الرحمن: لا يا حبيبة ما تبكيش افتحي عينك أوعي تضعفي أو تفكري تسيبينا تاني.- ظلت حبيبة مغلقة عينها تتساقط منها الدموع فاقترب منها بشدة وقبل رأسها – ماتزعليش يا حبيبة أنا عمري ما حسيبك أبدًا الا لو أنت كرهتيني أو اجلي جه.
فقاطعته وجففت دموعها: ما تقولش كده بعد الشر عنك، طمني على صحتك عامل أيه بتاخد الأدوية ولا لأ؟
ابتسم عبد الرحمن وجلس بجانبها على طرف الفراش: حمد الله على السلامة أنا كده اطمأنت عليكي - قبل يدها - ، أنا كويس يا حبيبتي عشان أنت معايا وما تقلقيش باخد الادوية في معادها عشانك.
حبيبة: مش هتقولي أيه اللي حصل .
اجابها بابتسامة: اللي حصل انك حبيتي تدينا كلنا درس العمر يا حبيبة من كتر خوفك عليا وتوترك من كل اللي بيحصل دخلتي في غيبوبة من جواكي فضلتي انك تبعدي عن الكل وطولتي قوي يا حبيبة طولتي قوي – ابتسم باشتياق – بس الحمد لله رجعتي تاني جميلة هي اللي رجعتك لينا ، تعالي نتمشي حبة صغيرين كده وبعدين تنامي ماشي.
فامسك يدها وسندها لتنهض تحركت بوهن شديد فوضع يده الأخرى حول خصرها وشعر بثقلها فلم تكن تقوي على الوقوف واستندت عليه بكامل ثقلها تشعر وكان العالم يدور بها.
تحدثت بوهن تكاد تسقط: مش قادرة يا عبد الرحمن مش قادرة.
عبد الرحمن: معلش أنت بقالك كتير نايمة عشان كده مش قادرة ولو ما اتحركتيش حتفضلي تعبانة عشان نمشي من هنا، يلا أنا سندك اهو فنظر اليها وابتسم فاكرة أول جوازنا لما غميتي عيني وقولتي لي ثق فيا دورك اهو ثقي فيا استحالة أوقعك والله.
نظرت اليه حبيبة وابتسمت بوهن شديد لا تستطبع فتح عينها تحركت معه لبعض الخطوات ثم فقدت قدرتها نهائيا على الحركة
حبيبة: مش قادرة خلاص مش قادرة طيب نقعد شوية الجرح وجعني وجسمي تقيل قوي.
عبد الرحمن: احنا يادوب يا حبيبة وصلنا لباب الأوضة معلش ناخد بس خطوتين بره اسندي عليا يلا يا حبيبتي.
حاولت حبيبة ان تتحرك ضغطت على نفسها لاقصي درجة تستطيعها
تساقطت دموعها من شدة الالم: مش قادرة يا عبد الرحمن حقع.
اشفق عليها والمته دموعها بشدة حملها حتي الفراش ووضعها عليه بلطف، اغمضت عينها وتعالت أنفاسها من شدة الالم الذي تشعر به ، عندما رأها بتلك الحالة أنت فض بذعر كل ما جال بذهنه انه قد يفقدها مرة اخرى لا لن يتحمل تعالت دقات قلبه من شدة قلقه قبض على اعلي ذراعها يحركها بلطف وهو ينادي باسمها
عبد الرحمن: حبيبة حبيبة لا يا حبيبة فوقي فتحي عينك أوعي تروحي تاني حبيبة.
فتحت عينها لم تسعفها الكلمات و اشفقت عليه من حالته تلك فضمها اليه وشدد عليها وكانه يتاكد من كونها حقيقة معه اسمتعت ادقات قلبه المتلاحقة ا زداد إشفاقها عليه فحاولت طمأنت ه
حبيبة: أنا كويسة ما تقلقش.
مسك عبد الرحمن يدها بقوة: أوعي تسبينا تاني يا حبيبة، كل ما بتغمضي بفضل مستنيكي تفتحي عينك بحس الثانية سنين طويلة، خليكي قوية يا حبيبة وخليكي معَنا، خليكي معايا ومع جميلة.
ابتسمت حبيبة وهي تتألم وتشعر بالإعياء وتحاول طمأنت ه: ما تخافش عليا أنا كويسة.
قبل يدها: لو ما خفتش عليكي اخاف على مين، أنت ما تعرفيش كنت عامل ازاي الفترة اللي فاتت وأنت قدامي وغايبة عن دنيتنا -نظر اليها بإشتياق والم وحاول ان يبدو جيدًا فقبل يدها مرة اخرى -أنت عارفة كان غلط انك تمشي دلوقتي كان المفروض تاكلي وتشربي حاجة دافية زي الدكتور ما قال أنت من الصبح بتاخدي معلقتين شربة وتقولي شبعت و الدكتور قال كل شوية تشربي سوايل دافية عشان معدتك تاخد على الاكل بالتدريج وعشان الهبوط ده تعالي كلي حاجة بسيطة واشربي حاجة وارتاحي شوية وبعدين نمشي فاكرة لما كنا كل يوم نقعد نشرب شاي مع بعض في بلكونتنا.
نظرت اليه نظرة تحمل العديد من المشاعر المتضاربة والمتناقضة نظرة تحمل الم واشتياق عتاب ورجاء حب وعذاب: مش عايزة اكل، مش قادرة .
عبد الرحمن: عشان خاطري يا حبيبة خلينا نمشي من هنا عارفة أنا كمان كرهت المستشفى جدًا.
اجابت بابتسامة: حاضر.
بادلها الابتسام: حجيب الاكل وهاكلك بإيدي كمان
اطعمها عبد الرحمن بيده وساعدها لتتحرك ، كان سعيدا لقربه منها، يضمها كثيرا ويقبلها وكانه يعوض الفترة التي غابت عنه بها ؛ اما هى فتضاربت مشاعرها بقوة وطغي عليها الالم والخوف مما هو قادم تشعر براحة وخوف معاً لا تعلم كيف
وباليوم التالي مر عليها الطبيب وبموعد الزيارة اتي محمود وبسمة جلسوا معاً تحدثوا جميعا بمرح اشتاقوا اليه سعادة وبعد فترة اخذ عبد الرحمن محمود خارج الغرفة ليتحدث معه
محمود: خير يا عبد الرحمن قلقتني مش قلت الدكتور طمنك .
عبد الرحمن: اه الحمد لله طمني وقال انها كويسة وقال شوية توصيات ننتظم عليها.
محمود: طيب كويس مالك شايفك متوتر شوية من وقت ما جيت وبتحاول تبان عادى.
عبد الرحمن: مش متوتر بس بفكر الدكتور قال انها ممكن تخرج بكرة الحمد لله.
محمود: أخيرًا الحمد لله. أيه اللي متوترك ؟
عبد الرحمن: بفكر حتخرج على فين؟
محمود: بيت باباها طبعا وبسمة جهزت لكم أوضة خلاص.
عبد الرحمن: مش هنضايكوا كدة .
محمود: أنا مش هزعل عشان أنا عارف انك مضغوط ومجهد وما تنساش اني بيتي بيتها وبيت بابا الله يرحمه يعني بيتها فعلا مش مجاملة .
عبد الرحمن: أنا اسف يا محمود مش قصدي حقيقي أنا فعلا متوتر وقلقان على ماما طيب أنا حسيبكم ساعاتين اروح اجيب ماما تشوف جميلة وارجعها تاني عشان ما شافتهاش من يوم الولادة ومش عايزة تيجي عشان حبيبة ما تتوترش وحقولها كمان تجهز لي هدوم.
محمود: خليك أنت مع حبيبة كلم طنط تجهز نفسها على ما اروح اجيبها وحرجعها تاني ما تقلقش عليها خليك مع حبيبة هي شكلها النهاردة مرتاح اكتر الحمد لله.
باليوم التالي خرجت حبيبة من المستشفى وذهبوا جميعا الي بيت والدها، شعرت براحة شديدة هناك واكتملت سعادتها عندما اخبرها محمود ان عبد الرحمن سيكون معهم ولن يتركها، لم يعكر صفوهم سوي ان جميلة ستظل بالمستشفى.
دخلت حبيبة البيت يسندها عبد الرحمن وكان حليما عليها ورفيقا بها وخلفهما محمود يحمل حقائبها نظرت حبيبة للبيت فتذكرت اخر ما مر بها فأغمضت عينها فضمها عبد الرحمن اليه بقوة وربت على كتفها يطمئنها.
بسمة: حمد الله على السلامة يا حبيبة وحشتينا قوي البيت نور والله.
محمود: حمد الله على سلامتك يا حبيبة نورت البيت، بسمة جهزت لكم أوضة بابا وماما اكبر وأوسع عشان تاخدوا راحتكم. ادخلوا ريحوا شوية اكيد عبد الرحمن محتاج يرتاح بقاله شهرين عايش في المستشفى.
عبد الرحمن: عندك حق فعلا محتاج ارتاح بس قبلها محتاج الحمام، واحشني جدًا.
تعالت ضحكاتهم جميعا ودخلت حبيبة غرفة والديها وكان باب الغرفة كبير ومعلق بالحائط المقابل له صورة لوالديها معا يضع والدها يده على كتف والدتها وهي امامه ومبتسمين وتحت الصورة سريرهما يوجد بالغرفة جهة اليمن شباك كبير تحته كرسيان ومنضدة عالية بعض الشيء ويقالبهم بالجانب الاخر دولاب كبير وبجانب الباب شفونيرة عليها زهرية ورد واعلاها معلق صورة تضم والديها و أمامهم محمود بسن العاشرة وهو يحمل حبيبة ، وقفت حبيبة امام الصورة الاخيرة وانسابت دموعها بصمت ضمها عبد الرحمن بإحتواء وتحرك بها للفراش و اجلسها على الفراش ثم اغلق الباب وجلس بجانبها ومسح دمعها
عبد الرحمن: اه لو تعرفي دموعك دي بتعمل فيا أيه؟! اطلبي لهم الرحمة، ضمها اليه بحب وحنان وشدد في ضمها ، اغمض عينه مبتسما أخيرًا يا حبيبة رجعتي حضني تاني أنت وحشاني كل حاجة فيكي وحشتني صوتك نفسك كل حاجة؛ عارفة ناقص فرحتي رجوع جميلة وحاجة كمان- فنظرت اليه وتحاول رسم ابتسامة على وجهها- انك تكوني مطمئنة يا حبيبة ومرتاحة. فأخفضت بصرها وارتعشت ابتسامتها - سيبي نفسك يا حبيبة خلي قلبك يدلك يوم ما قسيتي على قلبك هو اليوم اللي حياتنا كانت هَتنهار فيه. اعملي بوصية والدتك فاكرها يا حبيبة – فارتبكت بشدة - مش هضغط عليكي هنتظر اليوم اللي ترجعي تناديني فيه حبيبي وترتاحي في حضني بجد وتبتسمي من قلبك ، تعالي دلوقتي نامي و ارتاحي، أنت حتنامي مع والدك ووالدتك في حضنهم ولو ممكن ومش هتضايقي حضني أنا كمان - فاماءت اليه موافقة وهي تبتسم .
بصباح اليوم التالي ذهب عبد الرحمن ليطمئن على جميلة ثم ذهب لوالدته وبتلك الاثناء اتت سما لحبيبة
سما: حمد الله على السلامة يا حبيبة كل دي غيبة وقعتي قلوبنا كلنا ما تتخيليش حالتنا كلنا كانت ازاي محمود وجوزك كانوا هيتجننوا .
بسمة: فعلا محمود كان صعبان عليا قوي كانت حالته اصعب من وقت وفاة مامته الله يرحمها احساسه بالعجز كان بيقتله .
ابتسمة حبيبة بألم واخفضت بصرها
اكملت بسمة بابتسامة هادئة: بس الحمد لله ربنا استجاب لنا كلنا وقومتي بالسلامة مش متخيلة محمود كان فرحان ازاي ، عقبال ما ربنا يتم علينا فرحتنا وجميلة تخرج من الحضَّانة هي كمان ونفرح كلنا ؛ أنا هقوم اعمل لكم حاجة تشربوها واسيبكم تتكلموا .
خرجت بسمة واقتربت سما من حبيبة وجلست بجوارها مسدت على ظهرها بحنان: مالك يا حبيبة أيه اللي شاغلك كده ؟
نظرت لها حبيبة بشرود ثم اخفضت رأسها مرة اخرى دون حديث .
سما: أيه يا بنتي مالك في حد يبقي حواليه كل اللي بيحبوه ويتمنوا رضاه ويبقي ده حاله ما تتكلمي ، ولا خلاص ما بقتش صاحبتك .
حبيبة: أنا خايفة يا سما ، خايفة قوي .
سما: طب أيه اللي مخوفك كده وليه ، أنا مش فاهماكي واشك انك فاهمة نفسك ، لو في مشكلة مع عبد الرحمن اتكلمي معاه بس مشكلة أيه ده من وهو تعبان في المستشفي وهي مرافقك بنفس الغرفة وبيهتم بيكي ورفض ان محمود يبدل معاه كان بيعمل لك كل حاجة ، يا بنتي دي الممرضات في المستشفي لسه لحد النهاردة لو شافوني صدفة في الشارع بيسألوني عنكم . بلاش دا أنت م بيقيتوا حديث الساعة الناس كلها بتتكلم عن اللي حصل لك وعن اهتمام عبد الرحمن بيكِ ، شوية وقصتكم هتتدرس زي قصة قيس وليلي و قصة عنتر وعبلة .
نظرت لها بصمت ولم تعقب فاكملت سما: استعيذي بالله من الشيطان الرجيم وشيلي الافكار الغريبة دي من راسك ولما تبقي كويسة ارجعي انزلي اقعدي معايا بالمكتبة تاني لحد ما تبقي ترجعي بيتك واهو تونسيني بدل قعدتي لوحدي.
استمرت جلستهم لبعض الوقت ثم رحلت . أنت ظر عبد الرحمن مع والدته حتي موعد عودة محمود ثم لحقه الي البيت وبالمساء جلس مع حبيبة بغرفتهم وكأنا مستلقيان على السرير متقابلين
عبد الرحمن: شكلك احسن النهاردة يا حبيبة الحمد لله
حبيبة: الحمد لله، جميلة عاملة أيه؟ وحشتني قوي عايزة اروح لها.
عبد الرحمن: الدكتور طمني عليها و ان نموها ماشي بالمعدل المطلوب وحالتها كل يوم في تحسن ما تقلقيش عليها بس اجلي انك تروحي لها شوية أنا خايف عليكي يا حبيبة لسه جرحك تعبك وأنت كمان بقيتي ضعيفة قوي محتاجة تاخدي بالك من صحتك ما تخافيش عليها وأنا حروح لها كل يوم وحطمنك عليها، - ابتسم -أنت عارفة كبرت حته نونو زيها والدكتور قال احتمال تخرج قريب،
حبيبة: بجد يا ريت وحشتني قوي.
عبد الرحمن: حبيبة أنا حرجع الشغل تاني من بكرة، حأقطع الاجازة.
حبيبة: ليه خليك لما الاجازة تخلص؟
ابتسم عبد الرحمن ونظر اليها بتمعن كانه يحفر معالمها بذهنه: أنا دايما معاكي موجود حتي لو مش في نفس المكان – وضع يده على قلبها- أنا هنا يا حبيبة صح.
وضعت حبيبة يدها فوق يده وضغطت عليها بخفة ، نظرت اليه ثبتت عينها بعينه لم تتحدث هي بل تحدثت عينها اليه تشكو وتتألم.
عبد الرحمن: نفسي تقربي تاني وتحكي اللي جواكي وتقولي أيه سبب الوجع اللي بتداريه عني وفاكرة اني مش حاسس به ، ليه بتبعدي ؟ ليه حاطه حواجز بينا ومصممة على الجفا ؟
اخفضت بصرها حاولت ان تبدوا جيدة: أنا كويسة ما تقلقش.
عبد الرحمن: أنا عارف اني وجعتك يمكن فهمتي اني اتخليت عنك بس مش دي الحقيقة أنا كنت خايف عليكي مني خوفت اخلف وعدي ليكي صحيح كان ممكن اتصرف بطريقة تانية واحميكي مني بردوا بس وارجع واقول كله قدر ونصيب خطوات لازم نمشيها عشان نوصل لبر الامان هاتي ايدك وساعديني نوصل يا حبيبتي مش هقول ننسي اللي فات لأ نفتكره ونتعلم من الغلط اللي فيه ، بالرغم من انك وقتها وجعتيني بتصميمك على البعد لكن وجودي معاكي دلوقتي نساني أي وجع وكل اللي فاكره اني بحبك وعايزك معايا باقي عمرى ، حبيبتي لازم نسامح ونصارح بعض ونفتح صفحة جديدة.
حبيبة: بلاش نتكلم دلوقتي خليها لوقتها مش قادرة وحياة جميلة عندك.
امسك كفها ضمه باحتواء ثبت نظره بعينها: وحياتك أنت عندي حستني لحد ما تيجي تحكي وتتكلمي لوحدك.
فنظرت اليه وعلقت عينها بعينه وسالت دموعها فمسحها.
عبد الرحمن: كفاية دموع يا حبيبة تعالي في حضني ننسي الدنيا كلها .
ضمها بقوة و ربت عليها وحاول طمأنت ها وظل يداعب شعرها حتي غفت.
كانت تحاول اخفاء ما بداخلها من مشاعر مختلطة ومتناقضة بنفس الوقت فبداخلها خوف ، قلق ، توتر والم وبنفس الوقت اطمئنان ، شوق ، حنين و حب طوال الوقت تخشي حدوث مكروه تخاف من دقات الباب عسي ان تجد وراءها ما يؤلم ، تخشي ان تحدثت تخطيئ فيبعد عنها أو يهجرها اقرب الناس اليها، تشعر ان الحياة دوماً تجبرها على البعد عن احبابها فابعدتها عن والدها ثم والدتها حتي ابنتها حرمتها منها هي بعيدة عنها ضمتها دقائق معدودة يقتلها البعد عنها وينفطر قلبها لشدة شوقها لها ؛ كادت ان تحرم من حبيبها وزوجها عبد الرحمن وأخيرًا حماتها التي طلبت واصرت ان تفرقها ولم يشفع عندها دموعها أو رجائها ؛ تري انها مجبرة على الامتثال لها خشية على حبيبها من تمنت ودعت به ربها أيام وليالي لن تتحمل ان يحدث له مكروه مرة اخرى لن تتحمل الفقد يكفي فقدان تتمني ان تتوقف معَناتها فضلت الصمت ، الصمت فقط حتي حين.
بقي الحال على ما هو عليه ثلالثة أيام حتي تعافت جميلة وخرجت من المشفى كان هذا اليوم الاسعد لهم جميعا فبهذا اليوم ذهب عبد الرحمن ليطمئن على ابنته كعادته اليومية وتفاجئ بحديث الطبيب بانها تعافت كليا وانها ستعود معه للبيت؛ فدق قلبه بعنف من شدة سعادته، انهي اجراءات المستشفي واخذ ابنته وذهب لحافظة
حافظة: بسم الله ما شاء الله يا حبيبي ربنا يبارك لك فيها ويجعلها ذرية صالحة تسلم يا يا ابني انك افتكرتني وجيت عشان اخدها في حضني واطمن عليها.
عبد الرحمن: بتشكريني على أيه يا امي ده حقك بس اعذريني مش هقدر اطول عشان حبيبة اكيد مشتاقه لها من يوم ما خرجت من المستشفي ما شافتهاش وحالتها وحشه
حافظة: يبقي قوم يلا روح فرحها وريح قلبها يا ابني قوم يا حبيبي .
ابتسم لها برضي تغيرت كثيرا اصبحت ام حنون بكل ما تحمل الكلمة من معاني قبل يدها وغادر ، اسرع الي حبيبة التي ضمت طفلتها بسعادة واحتواء وحنان أخيرًا شعرت بالراحة كم اشتاقت لضمها اليها كم اشتاقت حتي لصوت بكائها . كان عبد الرحمن ينظر لحبيبة بسعادة فأخيرًا رأي ضحكة حقيقة وابتسامة صافية لها فمنذ عودتها وهي تتدعي انها بخير وترسم ابتسامة مزيفة على وجهها ولكنها اليوم كانت صادقة وصافية كم اشتاق لها اخذت حبيبة مولودتها وضمتها الي صدرها و ظلت تنظر اليها وتبتسم لها
حبيبة: وحشتيني قوي يا جميلة طولتي قوى قوى .
كان هذا اليوم لحبيبة عيدا فرحت فيه بشدة ورأي الجميع سعادتها وعمت الفرحة الحقيقة ارجاء المنزل.
وبعد عدة أيام عاد عبد الرحمن للمنزل سلط الجميع نظرهم عليه ونظرت له حبيبة بتعجب .
محمود: أيه الحاجات دي كلها يا عُبَد .
اجاب بابتسامة سعادة و عينه مثبتة على حبيبة: دي حاجات سبوع جميلة مش عشان دخلت الحضَّانة نضحك عليها وما يتعملهاش سبوع وان شاء الله في نفس اليوم اعمل لها عقيقة كمان .
ابتسمت حبيبة بسعادة وردت بسمة: بسم الله ما شاء الله أنت جبت كل حاجة تقريبا ناقص حاجات بسيطة ، ربنا يباركلك فيها ويجعلها ذرية صالحة ان شاء الله .
عبد الرجمن: اللهم امين بس ما فيش حاجة ناقصة ان شاء الله باقي الحاجة هتوصل بعد يومين أنا ظبطت كل حاجة .
محمود: ظبطت كل حاجة لوحدك كدة وخالها مالوش نفس يظبط حاجة .
عبد الرحمن: خالها عليه المكان ويعزم اصحابه عايز الناس كلها تفرح معَنا .
اكملوا حديثهم وسط جو من المرح كانت فيه حبيبة مشاهدة ومستمعة فقط .
شارك الجميع في تجهيز المكان وتزينة ودعوة جميع المعارف والاقارب والزملاء ، شاركت سما معهم كفرد من العائلة واعدت حافظة السبع حبات وكل ما يخص الموروثات الشعبية المتعلقة بحفل السبوع ، كان يوم يشهد به الجميع ومصدر خصب لحديث العامة لفترة .
ظن عبد الرحمن والجميع ان بهذا الحفل ستسود الفرحة والسعادة وتهدأ حبيبة وتعود لطبيعتها ولصفائها ولكن لم يحدث هذا بل بالعكس زاد توترها بشكل ملحوظ حاولت هي اخفاءه قدر استطاعتها ولكنها فشلت وببراعة لاحظ الجميع حالتها الى تعدت التوتر ووصلت لحد الهلع فكانت تنتفض لابسط الاسباب تشعرا دائما بان خطباً سيئ سيداهمهم، ترتعش برعب ان استمعت لجرس الباب، تتوقف انفاسها مع كل اتصال، كان محمود وعبد الرحمن يتبادلا حديث النظرات يحاول كلاهما تهدئتها وطمئنتها دون فائدة فكانت حالتها تزداد سوءا يوما بعد يوم .
في المساء كانت حبيبة بغرفتها تهتم بجميلة وتعدها للنوم ظل عبد الرحمن يتابعها لفترة بشرود ثم تركها ودخل البلكونة جلس بها بشرود تام أنت به على صوت محمود بجانبه:
محمود: ماتزعلش من حبيبة يا عبد الرحمن هي اكيد حترجع تاني زي الأول بس مسألة وقت ، اديها عذرها أنا عارف انها طولت قوي مش عارف اقول لك أيه بس ...
عبد الرحمن: من غير بس يا محمود وأنا مش زعلان اكيد، أنا بس بفكر بشكل تاني.
محمود: طيب فكر بصوت عالي وأنا معاك في أي حاجة طالما فيها مصلحة الكل .
اخذ نفس عميق: عارف حالة حبيبة بقت كدة من امتي ؟
محمود: من يوم السبوع تقريباً .
عبد الرحمن: طيب ما ربطتش ده بحاجة ؟ يعني ما خمنتش السبب ؟
ابتسم باحراج: الحقيقة خمنت .
ابتسم بارهاق: توترها وصل للمرحلة دي وما قلش من يوم السبوع بل زاد اضعاف لوجود امي في السبوع، نظراتها ليها يومها كانت خوف وقلق زي ما تكون منتظرة حاجة وخايفة منها .
محمود: أنا بردوا شوفت كده وما حبتش اتكلم تفهمني غلط .
عبد الرحمن: أنا حاسس ان لسه في حاجة مستخبية وهي دي اللي مخليه حبيبة لحد النهاردة متوترة وحتى مش عايزة تتكلم .
محمود: طيب أنت حاولت تتكلم معاها.
عبد الرحمن: حاولت فعلا وكالعادة اتهربت و بكت وحلفتني ناجل الكلام و وعدتها اسيبها لحد ما تتكلم لوحدها.
ابتسم محمود: كل يوم بتاكد اني كنت ظالمك وانها كان عندها حق تتمسك بك أنا حقيقي اسف ولو رجع بيا الزمن لورا كنت هتصرف بطريقة مختلفة.
عبد الرحمن: ما تتاسفش كل مقدر ومكتوب وأنا حقيقي مش متضايق والمهم اننا دلوقتي فاهمين بعض ولو مش يضايقك ممكن نكون اصحاب .
محمود: اكيد طبعا يبسطني اننا نكون اصحاب قولي طيب ناوي على أيه؟
عبد الرحمن: للأسف أنا وجودي لوحده بقي ضاغط عليها، بقت خايفة أحاول افتح معاها كلام، ما تتخيلش حالتها بتكون ازاي أول ما ندخل الأوضة لحد ما تتاكد اني مش هتكلم في حاجة . تترعش لو الباب خبط تفتكر ان في حد جاي يعمل مشكلة واكيد أنت عارف خوفها من مين.
محمود: أنت مقرر حاجة ما تقولي أيه هي.
عبد الرحمن: فعلا أنا فكرت كتير قوي لقيت الحل الوحيد اني ابعد عشان تقدر تفكر من غير ضغط ، الباقي حيكون عليك يا محمود اتكلم معها في الوقت المناسب و بالراحة ساعدها تعرف هي عايزة أيه ؛ شوف مشكلتها فين ، وصدقني اللي هي عايزاه حعمله المهم تكون متأكدة منه و يكون رغبتها مش خوف من حد أو على حد . ( تَنَهَد بإرهاق ) أنا متأكد ان امي اتغيرت ، اللي حصل لي و حصل لحبيبة صدمها وحاسبت نفسها ، مش المفروض اني اضغط عليها اكتر .
محمود: عندك حق ، طنط فعلا اتغيرت جدًا نظراتها وطريقة كلامها يوم السبوع كانت طايرة من الفرحة كانت بتعمل كل حاجة من قلبها والله يومها حسيت ان ماما الله يرحمها كانت معَنا .
عبد الرحمن: أنا الصبح حنزل عادي اروح الشغل ومش حرجع خلي بالك منهم براحة على حبيبة يا محمود مش حوصيك عليها ما تقساش عليها مهما عملت أو قالت اصبر عليها يا محمود ، ( ابتسم بالم ) أنت عارف جميلة حتوحشني قوي أنا ما لحقتش اشبع منها ، حكلمك كل يوم اطمن عليهم .
محمود: أنت متأكد ان حبيبة حترتاح كده؟ مش العكس ؛ وأنت يا عبد الرحمن هتقدر ؟!
عبد الرحمن: صدقني وجودي هو اللي ضاغط عليها هي كده هترتاح على الاقل خوفها وتوترها هيقلوا وهتقدر تفكر بدون ضغط أنا ربنا يقويني على بعدهم هما الاتنين مراتي وبنتي ، اجمل اتنين في دنيتي اسرتي كلها
محمود: أنا مش هجادلك لانك ببساطة اثبت لي بدل المرة ميه انك فاهم حبيبة اكتر من نفسك عشان كده اللي تشوفه أنا هساعدك فيه ، وما تقلقش حجيلك بجميلة كتير على قد ما اقدر.
باليوم التالي استيقظ عبد الرحمن لصلاة الفجر، جلس بجانب حبيبة وقبلها فإستيقظت وابتسمت له ضمها اليه بقوة ثم استقام توضئ وصلي. جلس مع حبيبة حدثها بكلمات قليلة وعلي وجهه ابتسامة اشتياق . جلسوا جميعا مجتمعون على الافطار انهي طعامه سريعاً ثم حمل جميلة ينظر لها تارة ولحبيبة تارة لازم الصمت مثبت نظره عليهم وكانها يشبع عينه منهما قبل الرحيل بادلته حبيبة نظراته باخرى متسألة تحثه وتخبره بانه القرار السليم وتخبره باشيتاقها الذي بدأ مع احساسها ببداية البعد ترجوا منه تفهم حالتها وهو يبادلها بنظرات تخبرها بانه منتظرها ولن يفقد الامل ويقدر ما تمر به ومحمود يرقبهما مشفق على كلاهما .
وعندما اتت ساعة الرحيل استأذن منهم عبد الرحمن وقفت معه حبيبة امام الباب تنظر له نظرة تحمل الكثير من المعاني قابلها هو باتسامة وجذبها اليه ضمها بقوة واحتواء اطال بضمها ثم ابعدها بلطف .
عبد الرحمن: هتوحشيني .
ردت وهي على نفس حالها بصوت بالكاد يسمع: وأنت كمان .
غادر عبد الرحمن وانسحبت حبيبة لغرفتهما تنظر لاركان الغرفة، بداخلها دوامة قوية تشعر بتخبط وتخوف؛ احتلها الصمت طوال اليوم بموعد عودته اليوميه أنتظرته بترقب لتتاكد من احساسها هل فعلا ابتعد عنها حبيبها تشعر بالحزن والسعادة معاً، تشعر بكل دقه للساعة تمر عليها دهرا مر وقت عودته ومعه وقت الغداء ثم حل الليل ولم يأتي فُرض بداخلها تساؤل أرحل دون عودة أم سيعود من جديد؟ ووجدت سؤال اخر يطفو لسطح تفكيرها، هل سعدت بابتعاده؟ هل تريد البعد وافتراق الطرق؟ شحب وجهها متسائلة: هل يمكن ان تفترق الطرق؟ أهذا ما تريده