
رواية مقيد باكذيبها الفصل الخامس5 والسادس6 بقلم هدير نور
. بعد عدة ساعات...
هتفت ام محمد بانفس متثاقلة وهي تصعد الدرج خلف صدفة ناكزه اياها في ظهرها
=يابت افردي بوزك يخربيتك..ده منظر عروسة عزالها النهاردة و بكره فرحها الناس هتقول ايه...
قاطعتها صدفة بحده و هى تستمر بصعوظ الدرج المؤدي لشقة والدتها
=حاضر هفرد و شي و هقوم ارقص بلدي كمان علشان هتجوز راجح الراوي اللي انا دبسته في جوازتى بعد ما اتبليت عليه وحالف يمين تلاتة انه يطلع عينى و عين اللي جابوني كمان
همهمت ام محمد بصعوبة من بين لهاثها اثر صعودها الدرج
=يا بت ما انا عارفة كل ده و عذراكى و الله..بس كل اللي يقابلك و احنا في الطريق و يباركلك يلاقي بوزك مترين قدامك يسألني في ايه اقوم متحججلهم بان اشجان قرفاكي ...
لتكمل بينما تراقب صدفة و هي تضع المفتاح بباب الشقة
=و بيني وبينك محدش لحد دلوقتي مستوعب انك هتتجوزي راجح الراوي..مش عارفة المواكيس عايزين ايه اكتر من انكوا كتبتوا الكتاب و الفرح كمان بكرة....
اطلقت صدفة ضحكة ساخرة بينما تفتح الباب
=قوليلهم سحرتله و عملتله عمل سفلي و حطتهوله في ساندوتش الطعمية و جبته علي بوزه...
دفعتها ام محمد بحدة في كتفها ضاحكة
=يا بت اتهدي يخربيتك...
لتكمل هامسة و هي واقفة علي مدخل الشقة مترددة بالدخول
=بت اوعي متولي جوز امك يكون هنا الراجل ده جسمي كله بيقشعر لما بشوفه.....
شبكت صدفة ذراعها بذراع ام محمد جاذبة اياها للداخل
=لا متخفيش مادام الانوار مطفية يبقي مش هنا ولا الحربوئة مراته.....
لتكمل بسخرية وهي تتجه نحو الغرفة التي تخزن بها جهازها
=تلاقيه مستني عربيات النقل اللي راجح باشا هيبعتها علشان تنقل العزال و المنيلة مراته تلاقيها عند ....
لكنها ابتلعت باقي جملتها مطلقة صرخة مدوية فور فتحها الباب و رؤيتها للدمار الذي حل بالغرفة فقد كان جميع جهاز عرسها الذي ظلت تجمعه هي و والدتها طوال السنين الماضية كان متناثر علي ارضية الغرفة و قد اصابه الدمار تماماً كما لو اعصار قد حل عليه..
لطمت ام محمد التي كانت تقف خلفها علي وجهها شاهقة بفزع و صدمة فور رؤيتها لهذا المشهد هي الاخري
بينما اندفعت صدفة لداخل الغرفة غير ابهه بشظايا الزجاج المتناثر علي ارضية الغرفة تلملم بيدها بقايا جهازها من فوق الارض و عقلها لا يستوعب ما تراه عينيها... امسكت باحدي المفارش الممزقة ترفعها بيدها تتطلع اليها باعين يملئها الذهول و الصدمة لتنفجر باكية بشهقات ممزقة فور تذكرها ان والدتها من قامت بشراء هذا المفرش لها قبل وفاتها مباشرة اخذت تبكي بهستيرية بينما عينيها تمر بحسرة علي جهازها الذي اصبح مجرد خرق بالية وقطع من الزجاج...
انهارت علي الارض داخله في نوبة من البكاء الهستيرى لاطمه وجهها وهي تصرخ بألم و حسرة
اندفعت نحوها ام محمد تمسك بذراعيها ترفعها منها وهي تهتف بخوف من ان تجرحها شظايا الزجاج
=قومي ...الازاز هيعورك قومي...
ارتمت صدفة بين ذراعيها باكية هامسة بصوت مرتحف متألم
=شقا عمري..و عمر امي راح...
اخذت ام محمد تربت علي ظهرها بحنان محاولة تهدئتها باكية هي الاخري عاجزة عن قول شئ يخفف عنها فما الذي يمكن ان يخفف عنها مصيبتها تلك....
دلف الي الغرفة متولي الذي وصل للتو الي المنزل و هو يهتف بحده
=ايه الصويت ده في ايه......
لكنه ابتلع باقي جملته يتطلع بصدمة للغرفة المتدمرة بينما غمغمت اشجان من خلفه التي وافقت علي العودة معه الي المنزل هذه المرة بعد ان حققت هدفها
=خير يا ولاد في ايه...ايه الصويت ده...؟
لتكمل شاهقة بمبالغة ضاربة يدها علي صدرها متصنعة الصدمة
=يالهووي ...ايه اللي حصل للعفش...
انتفضت صدفة واقفة هاتفةبشراسة و هي تندفع نحوها تقبض علي شعرها بيديها الاثنين جاذبه اياه بكامل قوتها
=بقي مش عارفة ايه اللي حصل للعفش يا حرباية......
اخذت اشجان تصرخ محاولة دفعها بعيداً لكن ابت صدفة تركها حيث تشبثت يديها بشعرها اكثر جاذبة اياه بقوة مما جعل اشجان تصرخ بهسترية..
=الحقني...الحقني يا متولي..
اندفع متولي نحو صدفة ممسكاً بذراعها يجذبها بعيداً لكن ليس بكامل قوتها حيث وجدها فرصة حتي يتشفى باشجان...
لكنه اضطر بالنهاية جذب صدفة بعيداً عنها عندما اصبح صراخ اشجان مرتفعاً بشكل هستيرى مما قد يجمع الجيران عليهم...
نجح اخيراً بابعاد صدفة عنها لكن بعد ان اخرجت بعضاً من شعرها بيدها...
اختبئت اشجان خلف ظهر متولي صارخة بانفعال و خوف عندما حاولت صدفة الهجوك عليها مرة
=الحقنى يا متولي البت شكلها اتجننت...
صرخت صدفة بشراسة و هي تحاول بضراوة تجاوز متولي الذي وقف حاجزاً بينهم
=اتجننت انتي لسه شوفتي جنان...دمرتيلي شقا عمري يا مفترية منك لله...
قبض متولي على ذراعها هاتفاً بغضب و هو يدفعها بقوة الي الخلف مما جعلها تترنح متعثرة حتي كادت ان تسقط علي الارض لولا اسرعت ام محمد باسنادها بها من الخلف
=ما تتلمي بقي يا بت..ايه محدش مالي عينك هتمدي ايدك عليها تانى ...
ضربت صدفة يديها ببعضها البعض وهي تهتف بحده و عينيها محتقنة كالدماء
=بتشطر عليا انا و عاملي فيها راجل...روح اتشطر عليها اللي عملاك مهزئة بين الخلق..ده انت مداس في رجلها...
صفعها متولي علي وجهها بقوة هاتفاً بشراسة وهو يقبض علي شعرها يجذبه بعنف
=مين ده اللى مداس انا راجل غصب عنك وعن اهلك يا بنت الكلـ.ـب....
ليكمل وهو يزيد من جذبه لشعرها بقسوة
=ايه محدش مالي عينك طايحه في الكل..تضرب في ده شوية و تشتمى ده شوية....
تدخلت بينهم ام محمد جاذبة اياها من يده قائلة بتلعثم وخوف
=وحد الله يا عم متولي هي متقصدش هي محروقة علي عفشها اللي باظ....
لتكمل وهي تنظر بحدة نحو اشجان التي كانت ترتسم علي شفتيها ابتسامة ملتوية
=و بصراحة بقى كده مفيش غير مراتك اللي عملت كدة في الحاجة.....
شهقت اشجان واضعة يدها حول خصرها وهي تهتف بحدة
=حاجة ايه يا عمر اللي بوظتها هو انا كنت هنا اصلاً ولا هو رمي بلا....
لتكمل بصوت رقيق متصنعة البرائة واضعة يدها فوق صدر متولي
=قولهم يا متولي..انا كنت فين طول الاسبوع اللى فات...مش انا كنت غضبانة عند اختي من بعد مشكلتي مع المحروقة دي وسيبتلك البيت و مشيت و مرجعتش الا معاك النهاردة علشان بس قولتلي ان نقل عزالها النهاردة و مينفعش نسيبها لوحدها مش كدة...
اومأ متولي قائلاً بخشونة مؤكداً علي كلماتها
=حصل...وانا و هي لسه داخلين البيت حالاً...يبقي عملت كل ده امتي....
قاطعته صدفة قائلة ببكاء مرير و حسرة
=منكوا لله ...حسبي الله و نعمة الوكيل فيكوا...اشوف فيكوا يوم...
اندفع نحوها متولي و هو يزمجر بخشونة و قسوة
=ما تلمي لسانك بقي با بنت الرفدي ما تخلنيش امد ايدي عليكى......
اسرعت ام محمد بجذبها بعيداً عنه بخوف و هي تتمتم بارتباك و هلع
=خلاص يا عم متولي انا ههديها صبرك بس عليها مش كده البت برضو مصدومة....
ثم جذبتها معها للخارج رغم مقاومة صدفة لها لكنها دفعتها لداخل غرفتها مغلقة الباب عليهم لتنهار صدفة علي فراشها تنتحب باكيه بشهقات ممزقة وصورة والدتها الحزينة امام عينيها كما لو كانت تقف امامها...
بعد مرور ساعتين....
فتح متولي باب الغرفة واقفاً بوجهه محتقن و الارتباك مرتسم عليه غمغم بحدة
=بت يا صدفة راجح باشا مستني تحت و معاه العربيات اللي هتتقل العفش هنعمل ايه....
ظلت صدفة جالسة علي فراشها رأسها يستند الي كتف ام محمد تتطلع امامها بصمت دون ان تجيبه متجاهله اياه...
اتخذ عدة خطوات للداخل متحدثاً بتوتر
=بصي انتي هتنزلي تقوليله سقف الاوضه وقع علي العفش و ان كله باظ و ان مفيش حاجة تنقليها وخليه يمشي العربيات اللي تحت دي....
رفعت صدفة رأسها بحدة من فوق كتف ام محمد فور سماعها كلماته تلك قائلة بقسوة وعينيها تتطاير منها شرارات الغضب.
=طيب ما تشملل انت و تنزل تقوله البوقين الهُبل دول اللي ميصدقهمش عيل صغير في اولى حضانة...
لتكمل وهي تمرر عينيها عليه من اعلي لاسفل بنظرات مليئة بالسخرية والازدراء
=ولا خايف منه و جسمك بيرتعش و هتعملها على روحك.....
زمجر متولي بشراسة وهو يندفع نحوها يهم ضربها
=و رحمة امك ما هخلي عضمة فيكي ساليمة..
انتفضت صدفة واقفة علي الفراش وهي تهتف بحدة مستغلة خوف زوج والدتها من راجح لتحتمى به رغم علمها لو ان الامر متروك له فسوف يمزقها هو بيديه بعد ما فعلته به
=طيب مد ايدك عليا كده و انا اصرخ و اصوت و شوف وقتها راجح اللي واقف تحت البيت ده هيعمل فيك ايه لما يسمعني و يعرف انك مديت ايدك عليا .....
تراجع متولي للخلف و قد ظهر علي وجهه الخوف ليلتف نحو ام محمد قائلاً بارتباك
=شاهدة...شاهدة بنت الكـ.ـلب بتهددني به ازاي....
ليكمل بقسوة وهي يندفع خارج الغرفة بغضب
=انزلي عرفيه ان مفيش عفش بدل ما يطلعلك هو بنفسه و لو سأل عني هخلي اشجان تقوله اني في الشغل...
شاهدت صدفة هروبه هذا بغضب هامسة باشمئزاز و هي تبصق خلفه
=ياخي اتفو عليك صحيح راجل ندل و واطي من يومك...
ربتت ام محمد علي ظهرها عندما تعالت ابواق السيارات الواقفة اسفل المنزل تعجل اياهم...
=انزلي و عرفيه اللي حصل..
لتكمل و هي تناول اياها حقيبة الملابس الكبيرة الممتلئة بملابس عرسها التي كانت تخبئها اسفل فراشها....
=خدي شنطة لبسك دي قبل ما الحرباية تشوفها وتعمل فيها حاجة هي كمان وخلي راجح يجيب عربية نقل علي شقتي و ننزل من هناك الحاجات التانيه اللي كنت بتخبيها عندي اي نعم هما مش كتير بس احسن من مفيش....
اومأت لها صدفة بهدوء لتحمل الحقيبة وتهبط لمقابلة راجح المننظر بالاسفل....
༺༺༺༺༻༻༻༻
فور ان هبطت صدفة الي الاسفل اجتاح قلبها غصة قاسية فور رؤيتها سيارة النقل المنتظرة لنقل جهاز عرسها الذي قامت بتدميره زوجة متولي ادارت رأسها بعيداً لكن ما ان وقعت عينيها علي راجح الذي كان يستند الي سيارته بينما يدخن سيجارة بيده..
شعرت بضربات قلبها تتسارع بتوتر فقد كان يبدو وسيماً للغاية بقميصه الابيض الذي يظهر عرض كتفيه و صدره العضلي فقد كانت دائماً معجبة به لكن كان دائماً يقتل اعجابها هذا اسلوبه الفظ معها بكل مرة يراها بها...
اتجهت نحوه بقدمين مرتجفة بعض الشئ حتي وقفت امامه واضعة بجانب قدميها حقيبة ملابسها ثبتت نظراته عليها باهتمام و هو يدخن بعمق من سيجارته..
اندفعت في الكلام قائلة سريعاً قبل ان تخونها شجاعتها
=مفيش جهاز.......
لتكمل بعصبية تكاد تصل الي حد الهسترية و هي تستخدم الكذبة التي قام بتأليفها متولي حيث لا يمكنها اتهام اشجان فلن يصدقها خصوصاً انها اثبتت انها لم تكن بالمنزل طوال الاسبوع المنصرم
=العفش اللي في الاوضة كله اتكسر سقف الاوضة وقع عليه اصل كانت الرطوبة واكلاه..
انخفض صوتها ببطئ عندما رأته ينظر اليه بصمت دون ان يبدى اي ردة فعل كلامها اخذت تنظر اليه بتغين متسعة بالارتباك بينما تلوى اصابعها يدها بتوتر...
جذب راجح نفساً عميقاً من سيجارته التي كانت لازالت بين يديه قبل ان يعتدل في وقفته فجأة و يقترب منها حتي اصبح لا يفصل بينهم سوا عدة بوصات قليلة قائلاً بصوت حاد
=هو انا مش جيت في الاول وقولتلك مش عايز منك جهاز او عفش و ان الشقة جاهزة من كله..و انتى اللي قولتي لا انا عفشي يطلع من بيت امي زي باقي كل البنات حصل و لا لاء..؟
اومأت برأسها بالموافقة فهذا ما حدث بالفعل...
انتفضت في مكانها بفزع عندما عندما زمجر بقسوة و هو يلقى السيجارة من يده علي الارض مقترباً منها حتي اصبح لا يفصل بينهم سوا بوصات قليلة حدقت فى وجهه بخوف من لهيب الغضب الذى يلتمع بعينيه
=يبقي لازمته ايه تكدبى و تألفى الفيلم العربي اللي عملاه دلوقتى ده و اجيب في عربيات و امشي عربيات...
ليكمل بقسوة لاذعة و الاشمئزاز يسيطر علي نظراته عليها
= انتي ايه معجونة بمية كدب... كل حاجة في حياتك كدب في كدب...
شهقت صدفة بصدمة فور سماعها كلماته تلك فقد كان يظن انها تكذب عليه و انه لم يكن يوجد اي جهاز عرس من اساس هتفت بارتباك بينما تتراجع بقوة للخلف بعيداً عنه
=انا مش كدابة و لا انا بعمل افلام...ولو مش مصدقني اطلع معايا افرجك الاوضة المليانة بحاجتي المكسرة....
قاطعها بحدة رافعاً يده بوجهها كاشارة علي ان تصمت
=مات الكلام...انا لا طالع و لا نازل.....
ثم التف الي سائق سيارة النقل المنتظر بجانب سيارته رافعاً يده اليه كأشارة هاتفاً بصوت مرتفع حتي يصل الي مسمعه
=معلش يا عم محمود ارجع للمخزن بس حسابك زي ما هو عندي ....
اسرعت صدفة بالامساك بيده المرتفعة تلك قائلة بلهفة
=لا متخلهوش يمشي في حاجات ليا في بيت ام محمد هنروح نجيبها من هناك.....
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما رأت عينيه مسلطة للأعلى لتنتبه الي يدها الممسكة بيده بقوة مما جعل خديها يحترقان بالخجل نفضت يدها بعيداً عنه بارتباك
بينما تنحنح راجح بخشونة قبل ان يغمغم بحدة
=انا مش هروح في حتة عايزة تروح روحي انتي معاه..كفاية اني جيتلك لحد هنا زي اي عريس اهبل مضحوك عليه..
ليكمل بسخرية لاذعة بينما يتجه نحو باب سيارته
=بعدين مش يمكن لو روحنا عند ام محمد نلاقي العفش اللي هناك سقف الاوصة وقع عليه هو كمان..
اشتعلت نيران الغضب بصدرها من اهانته تلك هتفت بغيظ من خلفة مسددة نحوه نظرات قاتلة
=روح ربنا يخدك يا بعيد...
اغلق راجح بعنف باب السيارة الذى كان قد فتحه ملتفاً عائداً اليها مما جعلها تتراجع الي الخلف بتعثر و وجهها يرتسم عليه الارتباك و الخوف قبض علي ذراعها يعتصره بقوة مزمجراً من بين اسنانه المضغوطة بقسوة
=لسان اهلك ده لو متلمش هقطعهولك و خلي حسابك معايا يتقل كمان..
دفعها للخلف بحدة و هو يغمغم بازدراء زجراً اياها بنظرات يملئها الاحتقار و الغضب قبل ان يلتف عائداً الى سيارته مرة اخرى..
=جتك ستين نيله في شكلك عيله تسد النفس....
اندلعت نيران الغضب داخل صدفة التي لم تعد تستطع تحمل اهانته المستمرة لها...
اعماها غضبها الذي كان اشبه بالاعصار بداخلها اخذت تتلفت حولها بعصبية بحثاً عن شئ تضربه به لتنحني سريعاً و تلتقط احدى الاحجار من الارض و ما ان رفعت يدها عالياً تهم القائه به... التف نحوها فجأة دون سابق انذار و شاهد ما تنوي فعله مما جعل يدها التي تمسك بالحجر تتصلب بالهواء...
اسرعت بخفض يدها التي اخذت ترتجف عندما رأته يعود اليها مرة اخري راقبته باعين متسعة ممتلئة بالذعر بينما يتقدم نحوها بخطوات بطيئة متمهلة لكن ما بث الرعب بداخلها الغضب و الشراسة المرتسمان علي وجهه مما جعلها تتراجع الي الخلف بتعثر لكنه وقف امامها مباشرة و تعبيرات وحشية مرتسمة على وجهه
قابضاً علي يدها الممسكة بالحجر قائلاً بحدة لاذعة
= عايزة تضربينى... مش قولتلك حسابك بيتقل....
ليكمل وهو يشير برأسه بحده نحو الأفراد الذين يملئون الشارع
= عايزة تفضحينا وسط الناس...طيب كنت اعمليها و انا و دينى لكنت اقلب فرحك لميتم اسود علي دماغك.....
قاطعته صدفة قائلة بارتباك و هى تهز كتفيها ببرود بعكس الخوف الذي يعصف بداخلها فلا تصدق ان غضبها قد سيطر عليها و كادت ان تضربه بحجر وسط شارع ممتلئ بالناس فقد كان يمكن ان يقتلها وقتها دون ان يتردد للاحظة واحدة
=و انا عملت ايه يعني....
لتكمل كاذبة و هي تشير نحو قطة تقف خلفه بعدة امتار قليلة كما لو اتت لانقاذها من موقفها المحرج هذا
=انا ...انا كنت بهش القطة....
لم يلتف راجح لكى ينظر الي تلك القطة التي تشير اليها فقد كان يعلم انها كاذبة قبضت اصابعه علي فمها يغلقه بقوة وهو يزمجر غاصباً
=هو انتي مبتفتحيش بوقك ده الا علشان تكذبى وبس...
ليكمل و هو يزيد من ضغط يده الاخرى علي يدها التي لاتزال ممسكة بالحجر مما جعله ينغرز براحة يدها بقسوة مما جعلها تتأوه متتألمة بصوت منخفض لم يثير به الشفقة ليزيد من اعتصاره ليدها هامساً بصوت حاد مليئ بالوعيد
=عايزك تدعي كل ليلة من هنا لحد يوم الفرح ان ربنا يقويكي علي ايامك السودا الجاية....
ثم تركها ملتفاً الي سائق السيارة النقل معطياً اياه تعليمات بان يأخذها لبيت ام محمد ثم اتج نحو سيارته لكنه توقف مستديراً نحوها مرة اخري مخرجاً من جيبه 5 الاف جنية كانت المتبقية من مال الجمعية الذي قبضه و انهى به فرش شقته...
التف اليها ممسكاً بيدها واضعاً بها المال مغمغماً سريعاً
=امسكى دول خليهم معاكي علشان لو احتجتي حاجة قبل الفرح.. وفلوس الفستان و الكوافير هبعتهالك بليل مع مصلحي...
نفضت يدها بعيداً رافضة اخذ المال منه و هي تهمهم بارتباك و قد اشتعل وجهها بخجل
=لا مش عايزة حاجة....
امسك يدها مرة اخري واضعاً المال بها قائلاً بحزم
=امسكى الفلوس بقولك...انتى خلاص بقيتى ملزومة منى بعدين متنسيش ان انا قعدتك فجأة من شغلك و اكيد في حاجات محتاجة تجبيها...
ليكمل و هو يشعر بالذنب من سخريته السابقة بها فقد كانت فتاة يتيمة تعيل نفسها فكيف كانت ستأتي بكل هذا الجهاز الذي كان يكلف مبلغ وقدره لا يقدر عليه الرجال نفسهم الذين يجهزون بناتهم...
=و عايزك متقلقيش الشقة جاهزة من كل حاجة..مش لازم تجيبي حاجة...
احمر خدييها بشدة هامسة بانفعال شاعرة بانها قليلة للغاية امامه
=علي فكرة انا شايله حاجات كتير برضو عند ام محمد...
لتكمل بحدة و هي تشير الي عربة النقل
=و ان شاء الله هملى العربية.. يعني متحسسنيش بقى انك بتتصدق و لا بتعطف عليا يعني ولا حاجة..
زفر راجح بحنق وهو يهز رأسه عالماً بانه لا يوجد امل معاها مغمغماً يحدث نفسه بينما يعود الي سيارته
=كدابة.. و دبش و لسانها طويل كل ده اكتشفته في اقل من اسبوع اومال لما اتنيل اتجوزها هكتشف ايه تاني....
بينما وقفت صدفة تراقب سيارته وهي تبتعد باعين ملتمعة بالدموع و هي تقبض بقوة علي المال الذي بيدها داعية علي اشجان التي و ضعتها بهذا الموقف المذل..
༺༺༺༺༻༻༻༻
بيوم الزفاف.....
وقفت صدفة بنهاية رواق محل الكوافير و هي ترتدي فستان زفافها المتواضع التي اخترته من احدي المحلات الشعبية الرخيصة ممسكة باطرافه بين يديها صارخه بحدة بسحر مالكة الكوافير و التي كانت جارتها في ذات الوقت
=بقولك ايه يا بت يا سحر ابعدي عني احسنلك......
وقفت سحر بعيدة عنها بعدة خطوات تحاول بيأس اقناعها بجعلها تزين وجهها..
=يا بت اتهدي يخربيتك هتحطي لنفسك ازاي بس انتي عمرك مسكتي قلم روچ في ايدك علشان عايزة تحطي مكياج فرحك بنفسك....
لتكمل و هي تتحرك نحوها بتمهل
=بصي هخلص في ثواني...و هتطلعى من تحت ايديا بدر منور....
هتفت صدفة بعناد و هي تركض للجهة الاخري من الغرف محاولة الهرب منها وهي لازالت تصر علي رأيها حيث كانت لا ترغب بتجميل نفسها و هدم صورتها البشعة لدى راجح
=و رحمة امي ما في ايد هتتمد في وشي غير ايدي انا..
توقفت سحر بمكانها مغمغمة بحدة ولازالت الصدمة تسيطر عليها فمنذ ان رأت صدفة بعد ان غسلت وجهها من تلك الاشياء الغربية التي تضعها تكاد تجزم انه لو لم تقم بغسل وجهها امامها لكانت اعتقدتها شخصاً اخر فقد كانت ذات جمال خلاب تخطف الانظار بوجهها المستدير و خدييها الممتلئين و جمال بشرتها الكريمية البيضاء التي تعاكس تماماً اللون الغامق الرمادى لبشرتها التي اعتادت ان تراها به لا تعلم لما تفعل تلك الاشياء الغريبة بوجهها كما لو كانت تتقصد تقبيح نفسها
=مش هتعرفي تحطي لنفسك اسمعي مني.....
هزت صدفة رأسها بالرفض عاقده ذراعيها اسفل صدرها بعناد...
اقتربت منها ام محمد مغمغمة بصوت منخفض محاولة اقناعها بهدوء فقد كانت تعلم انها خائفة من ان تتجمل وتظهر جمالها و انها ترغب بوضع المكياج لنفسها حتي تقوم بتقبيح نفسها و تخفي جمالها الخلاب الذي لا يعلم احد عنه سواها حيث رأتها عدة مرات بدون تلك الاشياء الغريبة التي تضعها على وجهها..
=استهدي بالله يا صدفة...و خلي سحر تعملك المكياج و بلاش اللي في دماغك ده مينفعش النهاردة...
لتكمل بهمس حتي لايصل صوتها الي مسمع سحر
=ياختي بينى جمالك اللي انت دفناه بالحيا ده طول عمرك و حجتك بانك تحمي نفسك من الرجالة مبقتش لها لازمة خلاص بعد ما بقيتي في عصمت راجل ومش اي راجل لا ده راجح الراوي....
قاطعتها صدفة وهي تتمسك بطرف فستانها بقوة
=اهو سي راجح بتاعك ده اللي عايزة احمي نفسي منه دلوقتى....
حدقت بها ام محمد بصدمة هامسة
=تحمي نفسك من مين...يا بنت الهبلة انتي اتجننتي ده جوزك علي سنة الله و رسوله...
ادارت صدفة عينيها بسخرية مما جعل ام محمد تبتعد عنها مغمغمة بحنق و ضجر
=سبيها براحتها يا سحر خالينا نخلص في يومنا ده العريس زمانه علي وصول.. دي عيلة تشل
تنهدت سحر باستسلام مشيرة نحو المقعد الذي امام
=قعدي ياختي المكياج كله قدامك اهو شوفي هتعملى ايه خالينا نخلص...
جلست صدفة علي المقعد الذي امام المرأة و اخذت تتطلع عدة لحظات طوال بحيرة و ارتباك للأدوات الكثيرة المنتشرة امامها علي الطاولة فمعظمها لا تعلم ما هي و فيما تستخدم تنهدت بحدة قبل ان تتناول علبة بودرة الخاصة بالوجه وتنشرها علي وجهها بعشوائية لكنها كانت درجة اغمق بكثير من لون بشرتها البيضاء مما جعل سحر تهتف ممسكه بيدها
=بتنيلى ايه دي مش لون بشرتك هتغمقي نفسك...
نفضت صدفة يدها بعيداً وهي تجيبها
=مالكيش دعوة انا عارفة انا بعمل ايه....بعدين دي الدرجة اللي انا متعودة احطها علي طول....
غمغت سحر بارتباك و هي تكاد ان تجن بسبب ما تفعله بوجهها
=انتى مجنونة يا بت انتى.. الناس بتحط البودرة علشان تفتحهم مش تغمقهم.....
ربتت ام محمد فوق كتف سحر قائله بحدة بينما تتطلع نحو صدفة بغضب وحسرة في ذات الوقت
=متتعبيش قلبك معاها...دي واحدة عدوة نفسها بعدين مصدومة اوي من لون البودرة اصبري لما تشوفي باقي البلاوي اللي هتعملها في نفسها
ابتست صدفة مرسلة لها قبلة بالهواء مغيظة اياها مما جعل ام محمد تزفر بغضب و هي تشيح بوجهها بعيداً
جلست سحر مرة اخري بمكانها وهي تغمغم بخبث
=بس مقولتليش يا بت يا صدفة ليه مش هتعملوا فرح وهتستكفوا بزفة عربيات...لا مؤاخذة يعني لما راجح الراوي ميعملش فرح اومال مين هيعمل ده الكل كان متخيل يوم ما يتجوز هيعمل فرح ب4 ليالي يتحكى عنها الحي كله...
ظلت صدفة تتصنع الانشغال بتوزيع البودرة علي وجهها حتي تمنح نفسها فرصة لايجاد كذبة مناسبة تستطيع اقناعها بها لتنجح بايجادها علي الفور كعادتها في تأليف الكذبات للخروج من المآزق التي تواجهها فقد علمها خوفها من زوج والدتها وتعسفه معها الكذب لكي تتجنب غضبه...
=اصل خال ام راجح اتوفي من اسبوع....
لتكمل كاذبة وهي تمضغ العلكه التي بفمها و هي تدرك بان كلماتها تلك ستنقلها سحر الي جميع من بالحارة فقد كانت معروفة بنقلها الكلام بين الناس
=مش عايز اقولك يا بت يا سحر راجح اصلاً كان حاجزلنا قاعة في فندق كبير بس لما خال امه مات لغي الحجز و قالي مينفعش علشان امه متزعلش و اهله امه اللي في الصعيد كمان فهنستكفى بزفة عربيات من الكوافير لحد البيت حاجة علي الضيق كده هنعمل ايه نصيبنا بقي....
اصدرت سحر صوت بفمها يدل علي التعاطف الكاذب مغمغمه
=اممممم حظك ياحبيبتي معلش...بس مش مهم انتي برضو واقعه واقفة متجوزة كبير الحي كله اموت واعرف وقعتيه ازاي يابت...
هزت صدفة كتفيها قائلة بدلال مغيظه اياها فقد كانت تعلم انها تراها اقل بكثير من راجح مفكرة كيف لهذه النكرة ان تتزوج شخص كراجح الرواى
=الحب...وعمايله بقي راجح كان بيموت فيا و طلب ايدي اكتر من مره بس انا كنت بتقل عليه......
فتحت سحر فمها بصدمة فور سماعها كلماتها تلك بينما اخذت ام محمد الجالسة بالخلف تضحك بصوت منخفض مما جعل صدفة تزجرها بغضب قبل ان تلتف مرة اخري تنظر بالمرآة وهي تمسك بيدها قلم احمر شفاه فاقع اللون
=بقولك ايه يا بت يا سحر بطلي رغي بقي و خاليني اخلص..
ثم اخذت تضع علي وجهها كل ما تقع يدها عليه غير ابهه بتنسيق الألوان فكل ما يهمها هو جعل راجح ينفر منها..
و ما ان انتهت استدارت اليهم قائلة بهدوء وهي تحاول التحكم بالابتسامة التي تتلاعب علي شفتيها فقد كاوا واقفين فاغرين الفم والصدمة مرتسمة علي وجههم
=ايه رأيكوا...؟!
اخذت سحر تمرر عينيها المستعه بالصدمة علي وجهها الذي كان يبدو كالبلايتشو فقد رسمت حاجبيها بشكل سميك بالكحل الاسود كما هي معتادة واضعة احمر شفاه فاقع ملطخ بعض الشئ يتنافي تماماً مع لون بشرتها الغامقه بشدة بسبب البودرة التي وضعتها علي وجهها كما وضعت فوق عينيها لون اخضر فاتح للغاية راسمة عينيها بالكحل الاسود ولونت وجنتيها ببقعتين حمراء فعلتهم بقلم حمرة الشفاة وانهت كل هذا برسمها بقلم الكحل الاسود نقطتين واحدة فوق فمها و اخرب علي ذقنها لتبدو كوشمتين لكن قبيحتين الشكل...
فتحت سحر فمها اكثر من مرة تحاول التحدث لكنها فشلت..
عاجزة عن قول شئ
تعالي صوت الحاد و الرافض لأم محمد التي كانت ترمق صدفة بعينين تلتمع بالغضب.
=اقول ايه حسبي الله و نعمة الوكيل فيكي يا شيخة....
لتكمل بأسف و هي ترمق مظهرها البشع هذا
=قلب امك يا بني ..ده انتي هتصرعي امه بشكلك ده...
ابتسمت صدفة ملاعبة حاجبيها السمكين المرسرمين باللون الاسود و هي تهز جسدها مغيظة اياها
=لا هيعجبه ياختي متحشريش نفسك انتي بس....
ابتلعت باقي كلماتها عند دخول احدي مساعدات سحر
=ابلة سحر...العريس واقف برا مستني....
اسرعت ام محمد بالامساك بصدفة من ذراعيها هاتفه بهلع يتخلله الرجاء
=وحياة امك لتمسحي وشك وتخلي سحر تحطلك مكياج هادي.....
تراجعت صدفة للخلف منتزعه نفسها من بين يديها هاتفة بمرح
=بتقولك العريس برا....مفيش وقت...
ثم امسكت فستانها بين يديها
مسرعة للخارج و هي تهمس
=استعنا علي الشقا بالله...
بينما هتفت ام محمد من خلفها
=خليه يقرا المعوذتين طيب...
༺༺༺༺༻༻༻༻
وقف راجح بالبهو الخاص بالكوافير ينتظر عروسه وهو يتطلع بنفاذ صبر الي ساعته فقد كان يرغب بأخذها و الذهاب الي المنزل سريعاً حتي ينهي هذا اليوم..
كما كان يشعر بثقل بقلبه يجعله يرغب بالاسراع وانهاء كل هذا فطوال الاسبوع المنصرم لم تكف والدته عن رجاءه بان يصرف نظره عن هذه الزيجة محاولة معه بكل الطرق لكي تجعله يغير رأيه لتبدأ ببكاء هستيري بليلة امس فور ان عقد قرانه علي صدفة بمسجد الحي رافضة الحضور او التحدث اليه كما تركها بالمنزل رافضة الحضور معه لاحضار عروسه...
حتي انها رفضت ان يحضر اشقاءه..
خرح من افكاره تلك علي صوت الزغاريط الذي تعالى من احدي ارجاء المكان دلالة علي خروج العروس رفع رأسه ينظر الي باب الغرفة المتوقع ان تخرج منها...
لكن ما ان رأها تخرج من الغرفة تراجع الي الخلف بفزع و تعثر مما جعله يصطدم بقوه بصديقه توفيق الذي كان يقف خلفه مما جعله يسقط علي الارض
لكن راجح لم يعيره اهتماماً حيث وقف متجمداً بمكانه عينيه المملوءة بالصدمة مثبتة علي تلك الواقفة امامه ترتدي فستان عرس ابيض فضافض للغاية ملئ بالورود البشعة و الأحجار الضخمة فقد كان اشبه بزي مناسب لحضور حفل تنكري سخيف..مرت عينيه علي فستانها هذا حتي وصلت الي وجهها الذي كان كارثة كاملة فقد كانت تضع علي وجهها الوان مختلفه تشبه المهرج و حاجبيها المرسومان بلون اسود اشبه لحبر الاقلام....
تشددت قبضتيه بجانبه فور سماعه صديقه الذي نهض من فوق الارض و عينيه مسلطة علي صدفة يضحك بصوت منخفض مما جعله يستدير اليه يزجره بشراسة جعلته يصمت في الحال....
اتجه نحوها راجح قابضاً علي ذراعها هامساً بغضب من بين اسنانه المطبقة بقسوة
=ايه القرف اللي انتي منيالاه في خلقتك ده....
رفعت صدفة وجهها اليه مبتسمة وهي ترفرف برموشها
=ايه عجبتك..؟!
اشتدت يده القابضة علي ذراعها وهو يهمس بقسوة و غضب
=البلايتشو مبيحطش كمية الدهان اللي انتي حطاه علي خلقتك ده....
اتسعت ابتسامة صدفة قائلة بغرورو هي تشير الي وجهها بيدها
=ليلة العمر بقي قولت اصرف و اكلف...و مستخسرش حاجة في نفسي حاجة...
من خلفهم سمعوا توفيق صديقه ينفجر ضاحكاً بصوت مرتفع هذه المرة مما جعل راجح يضغط علي ذراعها بقوة مزمجراً بغضب
=كسفتينا روحي اللهي يكسفك....
اندفعت نحوهم سحر هاتفة وهي تشير نحو صدفة
=والله يا راجح باشا انا ماليش دعوة باللي هي عمالاه ده هي اللي اصرت تحط مكياجها بايدها...
غصب راجح شفتيه ان ترسم ابتسامة واسعة عليها حتي لا يظهر غضبه
=عارف يا سحر....
ليكمل طابعاً قبلة سربعة علي رأس صدفة
=تسلم ايدك يا حبيبتي طالعة زي القمر....
اطلقت سحر صوت يدل علي صدمتها فور سماعها كلماته تلك...
متراجعة للخلف بعيداً عنهم هامسه بصوت منخفض تحدث نفسها
=قمر...!! قمر ايه ؟! ياختي البت باينها سحراله فعلاً ولا ايه زي ما بيقولوا...
امسك راجح بطرحة العرس المعلقة فوق رأسها مما جعلها تهتف بحده مرجعه رأسها للخلف بعيداً عن يده
=بتعمل ايه....؟
امسك راجح بالطرحة مرة اخري قائلاً بحدة
=مسمعش صوت اهلك ده خالص النهارده فاهمة....
ليكمل وهو يخفض الطرحة الشفاف علي وجهها الذي اخفاه اسفله
=ام الزفتة ده متشلش من علي وشك لحد ما نطلع شقتنا مش عايزين نصرع الناس...
قاطعته صدفة قائلة و هي تحاول كتم ضحكتها حتي لا تظهر له مدي استمتاعها من ردة فعله تلك
=من جمالي مش كده...
هز راجح رأسه قائلاً بسخرية لاذعه بينما يقودها لخارج الكوافير حتي يصعدوا سيارته
=اها من جمالك طبعاً ..
صعدوا سيارتهم لتنطلق خلفهم عدة سيارات مليئة باصدقاء راجح و معارفهم حيث لم تحضر اشجان الغاصبة من ضرب صدفة لها او متولى الذي بالطبع لم يستطع كسر كلمتها...
بدأت زفة السيارات و المتعارفة بمصر خاصة بالمناطق الشعبية حيث تنطلق السيارات بالطريق وهي تطلق زماميرها الاحتفالية مع صوت الاغاني المرتفعة حتي يصلوا الي منزل العروسين.
ظلت السيارات تجوب الشوارع بزماميرها الاحتفالية والاغاني المرتفعة..
حتي وصلوا اخيراً الي عمارة الراوي التي يقع بها شقة راجح الذي هبط من السيارة مساعداً صدفة علي الخروج من السيارة ثم جذبها سريعاً معه الي داخل مدخل البناية...صاعداً الي الدرج بخطوات سريعه جاراً اياها خلفه لكن سمرت قدميها بالارض رافضه الصعود ومعه وهي تغمغم بحده من اسفل الطرحة التي لا تزال تغطى وجهها
=بتعمل ايه...مش هنسلم علي الناس اللي في العربيات دي...
جذبها بحده من ذراعها وهو يزمجر من بين اسنانه
=بشكلك اللي يقرف ده...ليه عايزه تفضحينا اطلعي...
صعدت صدفة معه و هي تبتسم لكنها غمغمت بغضب مصطنع
=و هتقولهم ايه بقي ان شاء الله...؟!
اجابها بينما يستمر بالصعود جاذباً اياها معه
= هطلعك و هنزلهم هقولهم..تعبتي ولا حصلك اي مصيبة...
شهقت هاتفة بحدة بينما تحاول جذي ذراعها
=بعد الشر عليا ان شالله اللي يكرهنـ
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما شاهدت والدة راجح واقفة اما باب شقتها التي كانت تقع اسفل شقة راجح و من خلفها تقف شقيقتي راجح شهد و هاجر
هتفت نعمات بحدة و فزع فور ان وقعت عينيها علي صدفة
=يا نهار ابوكي اسود.....
لتكمل وعينيها تمر بفزع علي الفستان الذي ترتديها صدفة
=ايه الكفن اللي متنيله لابساه ده...
اجابتها صدفة ببرود وهي تمرر يدها علي فستانها
=و ماله الفستان بقي يا حماتي....
هتفت نعمات وهي تزجرها بنظرات حاده
=حماتك....!!
لتكمل وهي تلتفت نحو راجح الذي كان يزفر بحنق و غضب
=انت ازاي سيبتها تلبس المصيبة اللي هي لابساه دى...
اجابها راجح بحده ونفاذ صبر بينما يجذب صدفة ويهم باكمال صعوده للدرج
=بقولك ايه ياما نبقي نكمل كلامنا ده بعدين انا مستعجل و علي اخري...
لوت نعمات شفتيها قائلة بسخرية و قد اساءت فهم كلماته
=علي اخرك..؟!! وبتقولهالي ياخي اتكسف على دمك..عيب ده انا امك....
قاطعها راجح سريعاً بحدة
=ياما اللي مش في دماغك...
ليكمل باقتضاب و خشونة
=خالينا نطلع و بكره نبقي نشوف حوار الفستان ده......
ظلت نعمات تتطلع نحو صدفة بنظرات تملئها الازدراء قبل تغمغم
بحده
=طيب خاليها ترفع الهباب اللي حطاه علي وشها ده خاليني اشوف خلقتها.....
لتكمل تحاول نزع الطرحة من فوق وجه صدفة وهي تسدد ناحيتها نظرة سامة
=مخبية وشك ليه ياختي..خايفة علي جمالك..شيلي الهباب ده خاليني اشوفك....
ابتعدت عنها صدفة مقتربة اكثر من راجح الواقف بجسد متشدد واضعة يدها فوق صدره هامسة بصوت رفيع
=مينفعش والله يا حماتي اصل رجوحتي حالف عليا مبينش وشي علي حد في ليلة فرحنا...بيغير عليا موتـــ......
انهت جملتها تلك مطلقة تأوه منخفض بسبب الوجع الذي عصف بها عندما امسك راجح بيدها التي علي صدره ضاغطاً عليها بقوة مؤلمة وهي يزيحها بعيداً
بينما شهقت نعمات بحده وهي تهز شفتيها يميناً و يساراً غافلة عن الحرب الصامتة التي بينهم
=رجوحتك و جمالك ...!!
لتكمل موجهه حديثها لراجح
=غيران علي ايه يا قلب امك...ده اعفن بنت في الحي كله....
اندفعت صدفة نحوها هاتفة بحدة وقد تحول صوتها الي غليظ حيث اشتعلت نيران الغضب بداخلها
=لا بقولك ايه احترمى نفسك.......
لكن جذبها راجح من ذراعها بقسوة للخلف بعيداً عن والدته مزمجراً بأذنها بصوت بث الرعب بداخلها
=صوتك ميعلاش و الا قسماً بالله اقطعهولك....
ليكمل بقسوة وغضب مشيراً بيده الي نعمات الواقفة بوجه شاحب
=و انتي ياما ادخلي شقتك...خلي الليلة دي تعدي بقي انا زهقت...
اندفعت نحوه نعمات بخطوات مترددة محتضنة اياه بين ذراعيها فور ادراكها انها قد تسببت بغضبه هامسه ببكاء مختنق
=حقك عليا يا قلب امك متزعلش...بس انت عارف اللي فيها..غصب عني....
ربت راجح علي ظهرها بلطف قبل ان يلتف الي صدفة الواقفة تراقب هذا المشهد و غصة تتكون بداخلها مدركة رفض والدته للزواج منها فهي بالنسبة اليها ليست سوا صدفة بائعة الفول والفلافل التي كانت تجلب لها الفطار كل يوم حتي باب منزلها...
افاقت من شرودها هذا عندما امسك راجح بها ودفعها للصعود الدرج امامه حتي وقفوا امام باب شقته التي فتح بابها بمفتاحه الخاص دافعاً اياها للداخل قائلاً بجفاف
=انا نازل اسلم علي الناس اللي لسه واقفة تحت دي...
ليكمل بقسوة وهو يتجه نحو الباب
=عايزك و انتي قاعدة كدة تراجعي في عقلك كل وساختك اللي عملتيها معايا..علشان وقت الحساب قرب.....
ثم تركها وغادر مغلقاً باب الشقة بقوة اهتزت لها ارجاء المكان
تاركاً صدفة واقفة مكانها بجسد مهتز و الخوف يعصف بداخلها..
من كلماته تلك...
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور ساعة...
كانت صدفة جالسة بفستان عرسها علي احدي مقاعد السفرة ببهو الشقة و عينيها مسطلة علي الباب بترقب وخوف تنتظر قدوم راجح...فمنذ ان تركها وهي قابعة بمكانها هذا لم تتحرك خطوة واحدة محاولة نقاومة الخوف الذي يعصف بداخلها مطمئنها نفسها بانه لن يقترب منها بعد كل ما فعلته بنفسها فهى قبيحة الان و بأمان منه...
خرجت من شرودها هذا عندما سمعت صوت المفتاح يدار بالباب انتفضت واقفة علي قدميها بفزع عندما رأته يدلف من باب الشقة بوجه متجهم..
شعرت برجفة من الذعر تسري اسفل ظهرها عندما رأته يتقدم نحوها بخطوات متمهلة.
ابتلعت بصعوبة الغصة التي تشكلت بحلقها عندما وقف امامها مباشرة بجسده الصخم العضلي الصلب و طوله الفارع..
شاهدت برعب يده وهي تمر علي علي ذراعها بلمسات خفيفة هامساً باذنها بصوت اجش خشن
=جاهزة يا عروسة....
تراجعت للخلف بقوة بعيداً عن يده هامسة بارتباك وقد بدأ قلبها يعصف بداخلها برعب
=جاهزة لأيه بالظبط....
لتكمل بعدوانية بينما تتصنع القوة
=لا بص بقولك ايه...
لكنها ابتلعت باقي جملتها مطلقة شهقة فازعة عندما شاهدت شفتيه تقترب من شفتيها بغرض واضح و صريح مما جعلها تلتف حول طاولة السفرة هاربة من امامه و هي تصرخ لتدخل اول غرفة تواجهها والتي ما كانت الا غرفة النوم الرئيسية و ما ان همت بغلق بابها ظهر راجح دافعاً اياه بقوة مما جعل الباب ينفتح علي مصراعيه بسهولة متسبباً بترنح صدفة التي كانت ممسكة بالباب الي الخلف بقوةو سقوطها علي الارض...
زحفت علي الارض بجسدها الي الخلف وعينيها مسلط برعب علي راجح الذي كان يتقدم نحوها بخطوات متمهل بينما ينزع سترة بدلته التي القاها باهمال علي الارض تابعت عينيها برعب اصابعه التي كانت تحل ازرار قميصه وهو يغمغم بهدوء..
=دلوقتي اقدر فيكي اللي انا عايزه...و مش هيبقى فيه لوم عليا...
شحب وجهها بشدة فور سماعها كلماته تلك ظلت تتراجع بجسدها ا مطلقة شهقة منخفضة و هي تشعر بالارض تميد من اسفلها عندما بدأ بنزع قميصه هو الاخر و القاه بجانب سترته علي الارض ليقف امامها بصدره العاري الممتلئ بالعضلات..
ظلت تزحف للخلف علي الارض وعينيها مسلطة عليه بخوف همست بصوت لاهث باكي وهي تراه يتقدم نحوها وعلي وجهه ترتسم تعبيرات وحشية
=لو قربت مني قسماً بالله هصوت و هلم عليكي الحي كله....
ابتلعت باقي جملتها مطلقة صرخة ذعر مرتفعة عندما انحني عليها حاملاً اياها بين ذراعيه كما لو كانت دمية صغيرة و ليست امرأة ذات جسد ممتلئ..
القاها علي الفراش بحده ثم استلقي بجسده فوقها محاصراً جسدها اسفل جسده الضخم
قرب شفتيه من اذنها هامساً بصوت اجش مثير غير ابه بارتجاف جسدها المرتعب اسفله
=و انا عايزك تصوتي..
ليكمل بقسوة وعينيه التي تنطلق منها الشرارت النارية مثبتة بعينيها المحتقنة بالدموع
=صوتي زي ما صوتي في المخزن....
اعتصر خصرها بأصابعه بقسوه حتى تأوهت متألمة بصوت منخفض لم يثير به الشفقه ليزيد من اعتصاره لخصرها اكثر وهو يتمتم بصوت قاسى حاد
=فاكرة يوم المخزن مش كده....
حدقت فى وجهه بخوف من لهيب الكراهية الذى يلتمع بعينيه هامسة بذعر عندما بدأ ينزل الجزء العلوي من فستان عرسها للأسفل
همست بصوت منخفض مرتجف وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الخوف
=...انت..انت بتعمل ايه...؟!
اجابها بصوت غليظ حاد وهو يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بالقسوة مما جعلها تخفض عينيها في ذعر
=هعمل اللي قولتي اني عملته فيكي في المخزن.....
همست بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه و هي تحاول دفعه في صدره بضراوة
=هتغتصبني.....
نظر اليها بعينين تلتمع بوحشية وقد ارتسمت ابتسامة متوعدة علي شفتيه جعلت الرعب يجمد جسدها اسفله...
شاهدت برعب شفتيه التي اصبحت لا تبعد عن شفتيها سوا بوصات قليلة حيث لفحتها انفاسه الحارة علي وجهها مما جعلها تصرخ باعلي صوت لديها طالبة المساعدة.. لكنه اسرع بوضع يده فوق فمها يضغط عليه بقوه كاتماً صراخاتها تلك لتصبح همهمات مكتومه
انفجرت صدفة باكية و هي تشاهد التصميم والغضب يلتمعان بعينيه قبل ان ينحني رأسه نحوها...
الفصل السادس
. ابتلعت باقي جملتها مطلقة صرخة ذعر مرتفعة عندما انحني عليها حاملاً اياها بين ذراعيه كما لو كانت دمية صغيرة و ليست امرأة ذات جسد ممتلئ..
القاها علي الفراش بحده ثم استلقي بجسده فوقها محاصراً جسدها اسفل جسده الضخم
قرب شفتيه من اذنها هامساً بصوت اجش مثير غير ابه بارتجاف جسدها المرتعب اسفله
=و انا عايزك تصوتي..
ليكمل بقسوة وعينيه التي تنطلق منها الشرارت النارية مثبتة بعينيها المحتقنة بالدموع
=صوتي زي ما صوتي في المخزن....
اعتصر خصرها بأصابعه بقسوة حتى تأوهت متألمة بصوت منخفض لم يثير به الشفقة ليزيد من اعتصاره لخصرها اكثر وهو يتمتم بصوت قاسى حاد
=فاكرة يوم المخزن مش كده....
حدقت فى وجهه بخوف من لهيب الكراهية الذى يلتمع بعينيه هامسة بذعر عندما بدأ ينزل الجزء العلوي من فستان عرسها للأسفل
همست بصوت منخفض مرتجف وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الخوف
=...انت..انت بتعمل ايه...؟!
اجابها بصوت غليظ حاد وهو يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بالقسوة مما جعلها تخفض عينيها في ذعر
=هعمل اللي قولتي اني عملته فيكي في المخزن.....
همست بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه و هي تحاول دفعه في صدره بضراوة
=هتغتصبني.....
نظر اليها بعينين تلتمع بوحشية وقد ارتسمت ابتسامة متوعدة علي شفتيه جعلت الرعب يجمد جسدها اسفله...
شاهدت برعب شفتيه التي اصبحت لا تبعد عن شفتيها سوا بوصات قليلة حيث لفحتها انفاسه الحارة علي وجهها مما جعلها تصرخ باعلي صوت لديها طالبة المساعدة.. لكنه اسرع بوضع يده فوق فمها يضغط عليه بقوه كاتماً صراخاتها تلك لتصبح همهمات مكتومه
انفجرت باكية و هي تشاهد التصميم والغضب يلتمعان بعينيه قبل ان ينحني رأسه نحوها...
و يطبق بشفتيه علي شفتيها بقوة...
اصدرت صدفة تذمر حاد وهي تضربه بيديها في صدره عدة ضربات متتالية محاولة دفعه بعيداً شاعرة بالرعب يدب في اوصالها لكنه قبض علي يديها حاجزاً اياها فوق رأسها بينما لايزال يلتهم شفتيها بنهم..و قد صدمته المشاعر التى عصفت به ما ان لامست شفتيه شفتيها التى كانت ناعمة كالحرير...
يينما اخذ جسد صدفة يرتجف بقوة وقد بدأ ذعرها يتحول الي استجابة حيث سرعان ما تبدلت الصدمة الي مشاعر اخري غريبة تسري بانحاء جسدها...
فصل راجح شفتيهم لثوان قليلة حتي يلتقطوا انفاسهم لكنه سرعان ما اطبق علي شفتيها مرة اخري كما لو كان غير قادر علي الابتعاد عنها...
ازداد ضغط شفتيه فوق شفتيها الناعمة بتملك حارق فقد كان عقله شبه مغيب حيث كان غارقاً في المتعة التي هزت كيانه بأكمله رفعت ذراعيها تحيط عنقه تدس يديها بشعره الاسود الحالك تجذب بلطف خصلاته الحريرية مما جعله يعمق قبلته اكثر..لكنه توقف فجأة فور تذكره خطورة ما يفعله...
تفحصها باعين مظلمة حيث كان وجهها محتقن بينما كانت مغمضة العينين تلهث بشدة اخذ يتفحصها عدة لحظات بصمت و الصدمة تهز كيانه لا يصدق انه قبلها بتلك الطريقة فلم يكن مستعداً لكم المشاعر التي عصفت به فعندما قبلها..قبلها من اجل تخويفها و ارهابها ليس اكثر....
لكنه لم يتوقع ان يهتز عالمه لهذا الشكل...
فتحت صدفة عينيها ببطئ شاعرة بالغضب والخجل من ذاتها فكيف سمحت لنفسها بان تستجيب لقبلته تلك دفعته في صدره بقوة هاتفه بحدة لاذعه
=ابعد...ابعد عني....
لوي شفتيه بسخرية مغمغماً بهدوء مصطنع قاصداً التلاعب باعصابها
=ابعد..؟! هو انا لسه عملت حاجة علشان ابعد احنا.لسه بنقول يا هادى...
شاهدت صدفة باعين متسعة بالترقب والخوف في ذات الوقت شفتيه وهي تقترب من شفتيها مرة اخري مما جعلها ترفع ساقها وتضربه اسفل بطنه مما جعل يطلق سباب بذئ و هو يتراجع للخلف لتنتهز الفرصة و تفر ناهضة من اسفله ركضت نحو نحو باب الغرفة تنوي الهرب للخارج لكن تجمدت قدميها بمنتصف الغرفة عندما سمعت صوته الحاد يهتف اسمها بعنف مكبوت استدارت اليه وهي تصرخ بحده
=عايز ايه من زفتة انـ.......
لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بخوف فور ان حدقها بنظرة حادة اخرستها علي الفور
شاهدته باعين متسعة بالرعب و هو يخطو مقترباً منها مزمجراً بشراسة من بين اسنانه
=صوتك مايعلاش...
ابتلعت الغصة التي تشكلت في حلقها بصعوبة و هي تراقب تقدمه نحوها بينما عيناه تشع بالغضب عليها كان يأخذ خطوات متواعدة نحوها مما جعلها تتراجع الي الخلف لتتصدم بعلاقة الملابس المصنوعة من الخشب لتسرع بالامساك بها و دفعها نحوه وهي تهمس بصوت لاهث
=متقربش مني.....
اهتزت يدها الممسكة بعلاقة الملابس عندما ظل يتقدم نحوها كما لو انها لم تتحدث و عينيه تضيق عليها و علي وجهه ترتسم تعبيرات وحشية جعلت الدماء تجف بعروقها...
وعندنا اصبح يقف امامها مباشرة رفعت العلاقة ذات الوزن الثقيل محاولة ضربه بها لكنه كان اسرع منها حيث اطبق علي العلاقة جاذباً اياها من يدها ملقياً اياها بعيداً و هو يزمجر بشراسة
=ايدك دي لو اترفعت عليا تاني انا هقطعهالك....
ليكمل وهو يلوي ذراعها خلف ظهرها بقسوة مما جعلها تصرخ متألمة
=ده الرجالة اللى بشنبات يقف عليها الصقر تخاف بس ترفع عينها فيا تيجي حتة عيلة هبلة زيك و عايزة تضربني...
تراجعت صدفة للخلف منتزعة نفسها بقوة من بين قبضته القاسية و اتجهت نحو باب الغرفة تنوي الهرب للخارج لكنها توقفت متجمدة عندما سمعت صوته القاسي يهتف من خلفها
=لو خطيتي برجلك برا الاوضة قسماً بالله لأكسرهالك...
استدارت صدفة اليه هاتفة بحدة و عينيها تنطلق منها شرارت الغضب رغم الخوف الذي يعصف بها لكنها حاولت الا تظهر له خوفها هذذا
=هتكسرها ازاي يعني ليه هي سايبه...
وقف راجح بمكانه دون ان يجيبها ممرراً عينيه عليها متفحصاً اياها من فستانها الفضافض الذي اصبح ممزقاً من عند الكتف و الرقبة بفعل يديه مما اظهر القميص الاسود ذات الرقبة العالية الذي ترتديه اسفل الفستان وصلت عينيه الي وجهها الملطخ بالانواع المختلفة من الالوان مما جعلها اشبه الي مهرج بسيرك لكن على رغم من كل ذلك عندما قبلها لم يرا اي من هذا حيث تفاجئ بكم المشاعر التي ضربته و عصفت بكيانه..
تنحنح مخرجاً نفسه من افكاره اللعينه تلك و قد ازذاد غضبه من نفسه لأستسلامه لمشاعره تلك.
التقط هاتفه من فوق الطاولة التي بجانب الفراش مغمغماً بنبرة ذات معني مليئه بالتهديد محاولاً اخافتها اكثر
=هتصل بجوز امك.. يجى يشوف مش عايزة ليه تدينى حقى الشرعى......
لكن و قبل ان ينهي جملته كانت صدفة امامه تحاول جذب الهاتف من يده مما جعله يبعد الهاتف عنها ناقلاً اياه من يد الي يد وهي تتبعه كما القطة الشرسة تحاول خطفه منه مما جعله يستمتع بتعذيبها بهذا الشكل
ظلت صدفة تحاول خطف الهاتف منه و الرعب يسيطر عليها من ان ينفذ تهديده هذا فزوج والدتها ذو عقل مريض قذر و سوف يستنتج اشياء خاطئة اذا اتصل به اخبره هذا..
رفع راجح يده التي تمسك بالهاتف عالياً مما اصبح من الصعب عليها الوصول اليه بسبب قصر قامتها لم تفكر مرتين قبل ان تقفز علي ظهره غارزه اظافرها في جانب عنقه بقسوة مما تسبب بجرح عنقه الذي اخذ ينزف..
اطلق سباباً لاذعاً و هو يلقى الهاتف من يده علي الارض بغضب و قد اصبح كالثور الهائج
دفعها عن ظهره ملقياً اياها علي الفراش بقسوة مما جعلها تطلق صرخة ألم استلقي فوقها محاصراً جسدها اسفله و قد اسود وجهه من شدة الغضب رفع يده عالياً ينوي ضربها و قد اعماه غضبه لكن تجمدت يده بالهواء فور ان انفجرت باكية بخوف واضعة يديها فوق وجهها بحماية بينما شهقات بكائها تمزق السكون من حولهم انتفض مبتعداً عنها و هو يطلق لعنات حادة..
ظل واقفاً بمنتصف الغرفة بجسد متصلب وعينين مسلطة علي تلك المستلقية فوق الفراش تنتحب سحب يده من فوق عنقه الذي كانت يألمه كالجحيم ليطلق سباباً قاسياً عندما وجد يده بها بضعة لطخات من الدماء...
اندفع نحوها قابضاً علي ذراعها جاذباً اياها من فوق الفراش غير مكترثاً بصراختها المعترضة الفازعة...
جذبها معه لخارج الغرفة يجرها خلفه جراً حتى وصل بها لداخل المطبخ دفعها بقوة لتسقط بقسوة فوق ارضية المطبخ الصلبة مما جعل تصرخ متألمة...
=من هنا و رايح دي اوضتك..اللي هتنامي فيها...
رفعت صدفة وجهها الباكي اليه هاتفة بصوت مرتفع
=ليه بقى ان شاء الله انا.......
قاطعها راجح بنبرة حادة حازمة بينما نظراته العاصفة مسلطة عليها بقسوة
=صوتك.....
ابتلعت لعابها بصعوبة قبل ان تكمل بصوت مهتز منخفض
=انا مش انام هنا...انا مش خدامة...
لتكمل وهي تعدل وضع كتفيها المتصلبة قبل ان تنهض من فوق الارض متجهه نحوب باب المطبخ
=هروح انام في اوضة الاطفال..
قاطعها راجح بحدة و هو يقبض على ذراعها بقسوة عندما مرت من جانبه دافعاً اياها للخلف لتسقط بقسوة علي الارض مرة اخرى
=و انا قولت هتنامي هنا...
ليكمل بتهديد وهو يغادر المطبخ
=لو رجلك خطت اوضة الاطفال متلوميش الا نفسك....
راقبته صدفة و هو يغادر باعين ملتمعه بالدموع الحارقه لتنهار مستلقية علي الارض الصلبة الباردة لغرفة المطبخ دافنة وجهها بين يديها و هي تنفجر باكية بشهقات ممزقة...
ظلت مستلقية على الارض لفترة طويلة لا تعلم مدتها ضمت ساقيها الي صدرها عندما اخذ جسدها يرتجف بقوة فقد كانت الارض باردة بالاضافة الي برودة ليل الشتاء القارص كما لم يساعدها فستان عرسها ذو القماش الرقيق الذى لا يمكنه تدفئتها و حمايتها من الهواء البارد..
تنفست بعمق قبل ان تنهض ببطئ علي قدميها و قد اتخذت اخيراً قرارها
=و ربنا ما هنام هنا و اللي يحصل يحصل...
اتجهت بخطوات هادئة نحو باب المطبخ الذي اخرجت رأسها منه تبحث عن راجح لكن كانت الردهة خالية و هادئة تماماً...
مما جعلها تخرج من المطبخ و تسرع بخطوات صامتة نحو غرفة الاطفال التي كان تقع بمواجهة غرفة النوم الرئيسية فتحت بابها بهدوء و هي تتطلع خلفها بترقب و خوف نحو باب غرفة النوم المغلق خوفاً من ان يظهر راجح امامها باي لحظة..
دلفت الي داخل الغرفة مغلقة خلفها الباب بهدوء دون ان تصدر صوتاً و وقفت تتأمل الغرفة رائعة الجمال فقد كانت مكونة من فراشين ذو حجم متوسط و خازنة للملابس صغير الحجم كان لونهم وردي جميل بينما الرسومات الكرتونية تملئ جدران الغرفة....
اتسعت ابتسامة صدفة وهي تتأملها بسعادة فقد كانت هذة الغرفة الوحيدة التي تمكنت من فحصها فغرفة النوم و باقي انحاء الشقة لم تستطع حتي ان تلاحظهم بسبب خوفها و انشغالها بمشجارتها مع راجح...
جلست علي احدى الفراشين تستمع بنعومته متنهدة براحه و هي تتلمس المفرش الناعم الذي عليه..لا تصدق بانه كان يرغب بحرمانها من هذا النعيم وجعلها تعاني علي ارضية المطبخ الصلبة الباردة امسكت احدي الوسائد تعتصرها بين يديها وهي تغمغم بحنق بينما عقلها يعصف بافكار جنونية من شدة الغضب راغبة بالانتقام منه همست بصوت منحفض بينما عينيها مسلطة بشر علي الوسادة التي بين يديها
=استغل انه نايم و اكتم نفسه بالمخده دي..و اخلص منه
لتكمل زافرة بحنق وهي تلقي الوسادة علي الارض
=لا ممكن يصحى و انا بعملها و ده مفتري ممكن يولع فيا و انا حيه عادي ولا تفرق معاه....
ارتمت بجسدها علي الفراش هامسة و هي تزفر بحنق
=ايه الهبل اللي انا بقوله بايني اتهبلت و لا ايه...
لتكمل بدراما و هي تفرك وجهها بيديها بحدة
=منك لله يا ابن نعمات جننتنى بعاميلك السودا....
رفعت يديها امام وجهها لتصدم عندما رأت يديها الملطخة بالالوان العديدة للمكياج الذي تضعه ضحكت فور تذكرها تقبيله لها هامسة
=و الله نفسه حلوة... باسنى ازاى بشكلى ده و النعمة انا نفى مقروفة منى....
ذبلت ضحكتها تلك و قد اتتها فكرة جنونية اخذت تحاول ان تتذكر موقع غرفة نعمات و عابد بالشقة التي اسفلها فقد دخلت شقتهم لمرات عديدة حتي توصل لهم طعام الأفطار..و احياناً العشاء
اتسعت ابتسامتها فور تأكدها بانها تقع اسفلها مباشرة..
اتجهت نحو باب الغرفة تضع اذنها عليه قبل ان تفتحه برفق و من ان باب الغرفة الرئيسية لا يزال مغلقاً وعندما لم تسمع شئ اتجهت نحو الفراش تقف عليه ثم قفزت من فوقه الي الارض حتي يصل الصوت الي الشقة التي أسفلها فقد كانت متأكدة بان الصوت سيدوي بالاسفل فقد كان الوقت الثانية صباحاً و الجو هادئاً...
ظلت تقفز من فوق الفراش عدة مرات متتالة حتي انهارت مستلقية علي الارض لاهثة بقوة بينما من الجهد الذي بذلته و هي تضحك..
=و نبي شكلى فعلاً اتجننت ايه اللي انا بنيله ده...
لتكمل بسخرية وهي تمسح العرق عن جبينها
=يلا هعتبره تمارين.. يمكن تحصل معجزة و اخس...
لكنها انتفضت جالسة بفزع و قد شحب وجهها بذعر فور سماعها رنين جرس الباب لتتأكد وقتها من نجاح خطتها الحمقاء..
نهضت بتعثر تنوي الرجوع الي المطبخ قبل ان يستقيظ راجح علي صوت رنين الجرس الذي ظل يرن دون ان يقطع فتحت الباب ببطئ لكنها اعادت غلقه سريعاً تاركه شق بسيط به عندما رأت راجح يخرج من غرفة النوم بتعثر و علي وجهه علامات النعاس هاتفاً بصوت خشن اجش بينما يتجه نحو الباب
لكن وقبل ان يفتح الباب كما لو تذكر وجودها بالمطبخ شاهدته يسرع بدخول المطبخ لكنه خرج منه بعد ثوان قليلة وهو يسب ويلعن بعصبية و عندما رأته يتجه نحو غرفة الاطفال بينما رنين جرس الباب الذي لم يتوقف يصدح بالارجاء
اسرعت راكضة بتعثر لداخل الغرفة تستلقي علي الفراش تغلق عينيها بقوة متصنعة النوم
فتح راجح باب غرفة الاطفال ليجدها كما توقع نائمة بعمق علي الفراش اسرع بحملها بين ذراعيه سريعاً متجهاً بها نحو غرفة النوم ملقياً اياها باهمال فوق الفراش غير ابهاً بصرختها المحتجة قبل ان يسرع ويتجه نحو باب المنزل يفتحه لتندفع علي الفور والدته بملابس النوم الي الداخل مما جعله يهتف بقلق
=في ايه ياما...حد حصله حاجة...
اتجهت نعمات الي غرفة الاطفال تفتح بابها علي مصرعيه
=فيه مصيبة....
لتكمل بحدة وعينيها تمر بسخط علي الفراش المبعثر والوسائد الملقيه علي الارض
=في ان بنت صباح طرداك من فرشتك ومن اول يوم ومنيامك في اوضة الاطفال...
مرر راجح يده بشعره مبعثراً اياه مغمغماً بنفاذ صبر و لايزال النعاس مسيطر عليه
= ياما طرداني ايه بس..انا كنت نايم في الاوضه الكبيره جوا..
هتفت نعمات بسخريه حاده و هي تخرج من الغرفة
=والعفاريت هي اللي كانت بتدبدب في الاوضة و نازله رزع وهبد فيها ده انا و ابوك صحينا علي الصوت...
وقف راجح يتطلع اليها بعد فهم عدة لحظات قبل ان يدرك انها قد سمعت خطوات صدفة بالغرفة عند ذهابها للنوم بها...
=ياما مفيش حاجة انتي اللي ودانك سالكة بس شوية..
=سالكة اها....وطبعاً بنت صباح نايمة ومريحه علي السرسر الكبير وطرداك من اوضتك في ليلة دخلتك و منيامك في سرير صغير علشان ظهرك يتقطم
همهمت نعمات بسخريه لاذعه وهي تغافله وتسرع بفتح باب غرفة النوم مما جعل راجح يهتف بغضب فور رؤيته لفعلتها تلك
=مينفعش كده ياما....عيب اللي بتعمليه ده
همت نعمات بالتراجع من الغرفة عند سماعها نبرته الغاضبة تلك لكنها تجمدت في مكانها صارخة بفز فور ان وقعت عينيها علي تلك المستلقية علي الفراش بوجهها الملطخ بالالوان
=نهار اسود...ايه اللي هي عاملاه في نفسها ده...
هتف راجح بحدة و ارتباك
=عادى كانت بتسلى نفسها و قالت تجرب المكياج و انتي عارفة انها خام و مبتعرفش تستعمل الحاجات دي..
قاطعته نعمات بحدة بينما تستدير نحو صدفة التي كانت جالسة بمنتصف الفراش تتابع ما يحدث باستمتاع
=و مراتك عايزة حاجة تسليها ليه في ليلة دخلتكوا...
لتهتف بصدمة عندما لاحظت فستان العرس الذي لازالت صدفة ترتديه موجهه حديثها لولدها الواقف بوجه متجهم متصلب بالغضب
=مراتك لسه بفستان فرحها ليه يا راجح...
لتكمل هاتفه بصدمة اكبر عندما وقعت عينيها علي عنقه المجروح
=و ايه اللي عور رقبتك كده.....
توتر جسد راجح الواقف بجانبها
صارخة بغضب
=عملتي فيه ايه يا بنت الـ..........
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما اعتدلت صدفة في جلستها مما جعل غطاء الفراش الذى كانت تضعه فوق صدرها ينزلق للأسفل مظهراً صدر فستانها الشبة ممزق بالكامل
=يا نهار ابوكوا اسود منيل...انتوا عملتوا في بعض ايه بالظبط....
امسك راجح بذراعها جاذباً اياها معه الى خارج الغرفة و قد فقد السيطرة على اعصابه متجهاً بها نحو باب الشقة الذي فتحه و دفعها برفق يتخلله الصرامة الي الخارج مزمجراً من بين اسنانه المطبقة بقسوة
=انزلي ياما شقتك... و مينفعش تدخلي علينا بالمنظر ده الفجر...
وضعت نعمات يدها علي خدها قائله بمأساوية
=طيب فهمني ايه اللي بيحصل بينكوا خالكوا مبهدلين بعض بالشكل ده...
قاطعها بحده لاذعة وقد نفذ صبره
=دي حاجه بيني و بين مراتي...
ليكمل بهدوء عندما رأي الدموع تلتمع بعينيها
=ياما اطمني مفيش حاجة بس هي كانت قلقانة القلق الطبيعي بتاع اي عروسة..فشدينا مع بعض
اومأت نعمات وقد ارتسم الارتياح علي وجهها قائلة بحنان
=طيب براحه عليها يا قلب امك..معلش ما احنا برضو عندنا ولايا.......
لتكمل بحدة لاذعة وقد تغيرت تعبير وجهها الي القسوة عندما وقعت عينيها علي الجرح الذي برقبته
=بس و رحمة امها لو لمستك تاني لأطلع اطين عيشة اهلها انا صاحيه و وداني معاكوا ...
هتف راجح بحده فور ادراكه ان والدته لن تتغير ابداً
=روحي نامي ياما... روحي نامي الله يباركلك الحكاية مش ناقصة....
هبطت نعمات السلم مغمغة بحنان
=تصبح علي خير يا نور عين امك و ادخل يلا علشان متخدش برد...
غمغم راجح بالايجاب لكنه ظل واقفاً بمكانه حتي سمع صوت الشقة يغلق بالاسفل ليتأكد من دخول الي شقتها دلف الي شقته و اغلق بابه هو الاخر من ثم اتجه نحو غرفة النوم ليجد صدفة لازالت جالسة علي الفراش كما تركها
لتسرع بالاعتدال في جلستها وهي تغمغم بدفاع و خوف من ردة فعله علي مافعلته
=قبل ما تزعق و تقلب الدنيا عليا انا مشيت علي طراطيف صوابعي ودخلت الاوضة كنت سقعانه..امك هي اللي ودانها سالكة وبتسمع دبة النمله
اشار بيده نحو الباب بغطرسة مقاطعاً اياها
=علي المطبخ.....
نهضت من فوق الفراش متجهه نحوه تنظر اليه بأعين واسعة دامعه هامسة بصوت مرتجف وهي تتصنع الحزن محاولة كسب استعطافه
=الجو برد..و الارض هناك ساقعة
لتكمل بلهفة وهي تمسك بيده بين يديها هامسة برجاء
=وحياة امك يا راجح سيبني انام في اوضة الاطفال...
اخفض عينيه نحو يديها الممسكة بيدها شاعراً بشئ غريب يتحرك بداخله لكنه افاق من حالته تلك متنحنحاً وهو يبتعد عنها مغمغماً بارتباك
=اوضة الاطفال متنفعش اديكي شوفتي اللي حصل ...
قاطعته صدفة مغمغة بسخرية وهي تلاعب حاجبيها له
=ايه خايف من امك...
ندمت فور نطقها كلماتها تلك متمنيه ان تقطع لسانها المندفع هذا تراجعت للخلف مبتعده عنه بخوف لكنه اسرع بالقبض علي ذراعها جاذباً اياها اليه وهو يزمجر بصوت قاسي
=مبخفش من حد.....
ليكمل وهو يشدد من قبضته حول ذراعها
=بس بخاف علي شكلي...لما امي ولا حد من اهلي يعرف ان من اول يوم بنام في اوضة الاطفال شكلى هيبقي ايه...
همست صدفة بصوت مهتز
=انا اللي هنام هناك...
قاطعها بحده
=تفرق......
دفعها نحو خازنة الملابس
=غيري الفستان ده و اخفيه في اي حته كفاية فضايح
...
اومأت برأسها قائله و هي تفتح باب الخازنه
=طيب و هنام فين...
اجابها بهدوء و عينيه مسلطة علي الفراش الواسع الذي يحتل نصف الغرفة
=هنا معايا...
انتقلت عينين صدفة الي الفراش تتطلع اليه وهي تستوعب ببطئ كلماته لتهتف بفزع فور ان استوعبت اخيراً مقصده
=معاك فين....هنا
لتكمل وهي تندفع واقفة امامه
=لا بص انا هلبس لبس تقيل كده و افرش بطانية علي ارض المطبخ وهنام هناك متشغلش بالك...
تسلطت نظرات راجح عليها مراقباً باستمتاع الفزع المرتسم علي وجهها
=يعني انت عندك النوم في المطبخ ارحم من النوم جنبي...
اجابته وهي تهز رأسها بقوة ولا يزال الذعر يسيطر عليها من فكرة النوم معه علي فراش واحد
=طبعاً.....
ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتيه قائلاً برضا
=انا لو اعرف كده من الاول كنت وفرت علينا كتير.....
همست صدفة بعدم فهم وعينيه مسلطة بحذر على الابتسامة المرتسمه علي شفتيه
=تقصد ايه...؟
اتسعت ابتسامته وهو يجيبها
=اقصد كنت نيمتك من الاول هنا بدل المطبخ......
ليكمل بسخرية وهو يتجه
=قلة راحتك دي اهم حاجة عندي يا حرمي المصون....
ليكمل بحده عندما لاحظ وجهها الملطخ
=غوري اغسلى وشك من القرف..
هتفت صدفة مقاطعة اياه بارتباك
=لا انا هنام كده...
دفعها نحو الحمام بحده
=لا مش هتتنيلى تنامى جنبى بشكلك ده مش عايز اتصرع بليل...
ليكمل وهو يتجه نحو باب الغرفة
=و غيري هدومك عقبال ما اتاكد ان باب الشقة مقفول و اعمل كوباية شاى اشربها يعني قدامك 5دقايق بالظبط و هدخل الاوضة ميخصنيش بقي كنت لابسة و لا....
غمز لها بعينه وهو يكمل
=قالعه....
اغلق الباب خلفه وهو يضحك باستمتاع لتضرب صدفة الباب باحدي قطع الملابس التي كانت بيدها وهي تلعنه بصوت منخفض حتي لايصل الي مسمعه قبل ان تتجه نحو الخازنه وتخرج احدي العباءات المنزلية التي اشترتها لجهازها من ثم اتجهت نحو غرفة الحمام لكى تغسل وجهها و هي تفكر انه بالتإكيد كان سيأتى يوم لا محال له و يرا وجهها دون تلك الاشياء التى تضعها عليه فاذا رأها الان او فيما بعد لن يشكل فرقاً كثيراً عندها فما يهمها هو ان تحافظ على نفسها و هذا ما ستحاول بكل جهدها فعله..
بعد مرور ١٠ دقائق...
فتح راجح باب الغرفة دلفاً الي الداخل وهو يحمل بيده كوباً من الشاى هاتفاً بسخرية
=هااا قالعة و لا لابسة علشـ.....
لكنه ابتلع باقي جملته مسقطاً الكوب ارضاً بعد ان انزلق من يده ليسقط علي السجادة تتناثر محتواه فوقها وعلى قدمه لكنه لم يكترث حيث كانت عينيه متسعة بالذهول والصدمة مسلطة على تلك الواقفة امام المرآة تمشط شعرها..
ظل واقفاً مكانه يتفحصها و الصدمة تسيطر عليه كما لو صاعقة قد ضربته يتطلع بنظرات ممتلئة بالانبهار الى جمال وجهها الملائكي الذي كانت تخفيه اسفل تلك الالوان والاشياء الغريبة التي كانت تضعها عليه...
فقد كان و جهها مستدير ذو بشرة بيضاء كريمية و اعين واسعة بلون العسل و رموش سوداء كثيفة و انف صغير رقيق ملامحها كانت خلابة دقيقة للغاية
انخفضت عينيه الي شفتيها الوردية الممتلئة باغراء بينما كان خديها ممتلئين بشكل محبب جعله يرغب بقضمها باسنانه....
ق
فز قلبه داخل صدره بعنف عندما انخفضت نظراته الي جسدها يتفحصه باعين مشتعلة بنيران الرغبة حيث اظهرت العبائة التى ترتديها جمال قوامها الذي كان اشبه بالساعة الرملية وقد كانت تخفيه اسفل ملابسها الفضفاضة التي تظهرها على الاقل ضعفين حجمها الطبيعى فعلى الرغم من انها لازالت ممتلئة القوام الا ان امتلائه هذا جاء في الاماكن الصحيحة مما جعله يكاد ان يخر علي ركبتيه...
انتبه الي شعرها الحريري الاسود الذى كان بلون الليل منسدلاً بنعومة على ظهرها يصل الي اسفله جاعلاً اصابعه تتوسل لكي يدفنها به و يتلمس نعومته الحريرية اتخذ خطوة نحوها هامساً بصعوبة بأنفس ثقيلة و هو لا يستطيع تجميع افكاره
=ازاى... مين..
ليكمل و هو يهز رأسه بقوة محاولاً تجميع كلماته و الخروج من صدمته تلك التي لازالت تؤثر عليه
=فين... فين صدفة...
ليكمل بتعثر و ذهول بينما يتلفت حوله يتفحص الغرفة
=هى دى شقتى صح ولا انا فين....
احتقن وجه صدفة بالخجل فور سماعها كلماته تلك فقد كانت تعلم ما يقصده لكنها اجابته بحده مصطنعة وعدم فهم
= احنا هنستظرف....
اخرجته كلماتها الحادة تلك من حالة الذهول التي وقع بها
=ايوة..ايوة هو نفس الصوت..و اللسان الطويل...
قبض علي ذراعها جاذباً اياها نحوه ليصطدم جسدها اللين بجسده العضلى الصلب مما جعلها تشهق بخوف وهى تحاول التراجع و الابتعاد عنه لكنه شدد من قبضته حولها
رافضاً اطلاق سراحها..
همس بصوت اجش شارد و يده تمر فوق وجهها يرسم ملامحه برقة مستمتعاً بملمسه الحريرى
=ليه بتعملي في نفسك كده
عقدت صدفة حاجبيها مجيبه اياه بعدم فهم و هي تشعر بالخجل و الخوف فى ذات الوقت فقد كانت عينيه الجائعة مسلطه عليها كم لو كان يرغب بألتهامها
=بعمل ايه...؟!
اجابها بينما يتحسس باصابعه وجنتيها الممتلئتين المحتقنة بلون الدماء
=القرف اللي كنت بتحطيه علي وشك...
دفعته في صدره بقوة تتراجع الي الخلف بعيداً عنه مجيبه اياه بحدة بينما قلبها يقصف داخل صدرها بخوف
=و انت..وانت مالك....
ثم تركته راكضه لداخل الحمام الذي استندت الي بابه بجسدها بينما قلبها يقفز داخل بجنون داخل صدرها الذي اخذ يعلو و ينخفض بقوة من شدة الخوف و الانفعال...
بينما ظل راجح واقفاً مكانه بمنتصف الغرفة و عينيه مسلطة فوق الباب الذى اغلقته خلفها و هو لا يزال لا يصدق ان صدفة تملك كل هذا الجمال والذى قد يجعل اى رجل يقع أسيراً له...
لكن ما يحيره لما تفعل ذلك بنفسها فأى امرأة تمتلك جمالها هذا ستحب ان تظهره لا ان تخفيه بتلك الطريقة البشعة..
فرك و جهه بعصبية هامساً
=قال و انا كنت شايل الهم هنام ازاى جنبها...اومال و هي بشكلها ده هنام ازاى....
رفع رأسه للاعلي هاتفاً بقلة حيلة
=الصبر و القوة من عندك يا رب
سمع باب الحمام يفتح لتخرج بعدها صدفة وتقف بوجه مضطرب قلق مما جعله
يصعد الى الفراش نازعاً القميص الذي كان ارتداه علي عجل عند استيقاظه علي صوت رنين جرس الباب..القاه علي الارض بأهمال متجاهلاً النظرات المنصدمة لتلك الواقفة بتردد علي الجهة الاخري من الفراش همست بارتباك يتخلله الخوف
=هو انت هتنام كده...
لم يجيبها راجح و استلقي علي الفراش براحة مما جعلها تتنحنح قبل ان تستلقي هي الاخري علي الفراش بجانبه لكنها اسرعت بجذب وسادة كبيرة و وضعتها كفاصل بينهم قبل ان تسرع بالابتعاد الي طرف الفراش تاركه اكبر مساحة فارغة بينهم جاذبة الغطاء حتي عنقها ثم تدير ظهرها له و كامل جسدها يرتجف بخوف و توتر...غير مدركة لذلك المسلط عينيه عليها يتفحصها باستمتاع و رضا....
༺༺༺༺༻༻༻༻
في الصباح..
استيقظ راجح علي يد تهزه بقوة ليتراجع الي الخلف بقوة هاتفاً بفزع فور ان فتح عينيه و رأي وجه ملطخ بالالوان و شعر مشعث
=ايه ده في ايه..بسم الله الرحمن الرحيم..
ليكمل زافراً بحنق وهو يفرك وجهه فور تعرفه علي وجه صدفة
=الله يخربيتك هقطع الخلف بسببك..
قاطعته صدفة هاتفه بحده
=ليه ان شاء الله شوفت عفريت...
اجابها راجح بحده لاذعه بينما يعتدل جالساً
=ألعن اقسم بالله....ايه اللي هببتيه تانى في وشك ده...
اقتربت منه هامسة و التوتر مرتسم علي وجهها
=امك و اخواتك برا...
اسند راجح رأسه قائلاً ببرود
=و اعملهم ايه....
لكنه اكمل سريعاً وهو يشير باصبعه الي وجهها
=شافوكي بالمنظر ده..؟!
هزت رأسها بالايجاب مما جعله يطلق سباباً لاذعاً بينما عينيه تتفحص ما فعلته بوجهها الملائكي فكالمعتاد رسمت حاجبيها بلون اسود فاقع تزيد من حجمهم بشكل مبالغ به واضعة علي وجهها لون كريم غمق لون بشرتها ليصبح عكس لونها الطبيعي الكريمي
وشعرها الذي كان مسترسلاً ليلة امس علي ظهرها كشلال من الحرير اصبح اشعثاً لللغاية
=روحي اغسلى وشك و شيلى الزفت اللي عملاه في نفسك ده و سرحي شعرك....
احتقن وجهه بالغضب فور سماعها كلماتها تلك
=ليه ان شاء الله مالي....
ظل ينظر اليها بصمت دون ان يجيبها مما جعل خديها يحترقان بالخجل فقد كانت تعلم ما الذي بوجهها فقد خربته بيدها بالصباح بعد ان اصابها الخوف فور تذكرها لنظراته الجائعة التي كانت تلتهمها بالأمس...
امسكت بذراعه هامسة بتوتر فور تذكرها لما ايقظته
=امك عايزة تشوف البتاع.....
عقد راجح حاجبيه مغمغماً بعدم فهم
=بتاع ايه....؟!
اجابته هامسة وقد اصبح وجهها بلون الدماء وهي تحاول ايصال المعلومة له دون ان تنطق بها صراحةً فقد كانت والدته ترغب برؤية دليل عذريتها كالعادة المتبعه بحيهم حيث يأتي اهل العروس و العريس لرؤيته بيوم الصباحية
=البتاع..بتاع الفرح....
فهم راجح مقصدها لكنه استمر في تصنع عدم الفهم
=ايه هو بتاع الفرح ده... ما تنطقي؟!
هتفت صدفة بحنق وهي تضرب جانب الفراش بيدها
=القماشة بتاعت الفرح...ارتحت
هز راجح رأسه قائلاً بهدوء
=اهاااا قولتيلى....
ليكمل وهو يسند ظهره باسترخاء الي ظهر الفراش
=طيب ما توريهالها.....
هتفت صدفة بغضب من برودها هذا
=اوريالها هو كان حصل حاجة علشان اوريهالها...
غمغم راجح و هو يقبض علي ذراعها جاذباً اياها نحوه لتسقط بجسدها فوق صدره العارى
=طيب ما احنا ممكن نصلح ده دلوقتي....
شهقت بفزع وهي تنتفض واقفة مبتعده عنها بخوف لتقف باقصي الغرفه هاتفة بارتباك وتلعثم
=بطل حركاتك دي و اتصرف يلا امك مستنية برا...
هز راجح كتفيه مغمغماً ببرود وهو يتثائب
=و اتصرف ليه...انا مالي....
وقفت صدفة تنظر اليه باعين يملئها الخوف و العجز قبل ان تهمس بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه...
=و غلاوة امك عندك يا راجح اتصرف...كده هتفضح...
زفر راجح باستسلام فور سماعه كلماتها تلك قائلاً بهدوء
=موافق بس بشرط...
اندفعت نحوه قائلة بلهفة
=ايه هو....؟؟
اجابها بينما ينهض بهدوء من فوق الفراش مشيراً بيده الي جسدها
=تدخلي تغسلي وشك من العك ده و تسرحي شعرك و تلبسي حاجة عدلة....
وقفت تتطلع اليه بتردد عدة لحظات قبل ان تهز رأسها بالموافقة
=حــ...حاضر
ثم اتجهت سريعاً نحو الخازنة مخرجه عبائة استقبال بلون احمر غامق كانت قد ابتعتها ضمن جهازها اخذتها و دلفت الحمام سريعاً تنفذ ما قاله...
بعد وقت قليل...
كان راجح يغلق ازرار القميص الذي ارتداه استعداداً للخروج الي اهله والترحيب بهم عندما سمع صوت باب الحمام يفتح رفع رأسه لكي يلقي نظرة خاطفة عليها وهو مستمر بغلقه للازرار لكن تجمدت حركة اصابعه و قد انحبست انفاسه داخل صدره بينما اخذ قلبه يخفق بجنون فور ان وقعت عينيه عليها تفحص باعين تلتمع بالشغف العباءة الحمراء التي تظهر لون بشرتها المرمرية البيضاء مبرزة قوامها الرائع الذي كان يشبه الساعه الرملية بمنحنياتها الممتلئة التي جعلت جسده يتشدد بقوة بينما كان شعرها منسدلاً فوق ظهرها و كتفيها كشلال من الحرير الأسود مما ابرز جمالها اكثر و اكثر....

جذب نفساً عميقاً هامساً بصوت اجش وعينيه المحترقة بنيران الرغبة تمر فوق جسدها بجوع
=بطل عليا النعمة بطل...
اقتربت منه صدفة مغمغمة بارتباك غافلة عن حالته تلك
=هااا عملت ايه طمني...
خرج راجح من تأمله لها متنحنحاً بصوت مرتفع مبعداً عينيه عنها مجيباً اياها بينما يشير نحو الفراش
=عندك اهها...
احمر وجهها وقد اصبح كالدماء فور ان وقعت عينيها علي بقعة الدماء التي تتوسط قطعة القماش ابعدت نظرها بعيداً هامسة بصوت مرتجف
=عملتها ازاي....
رفع اصبعه ليظهر به جرح بسيط مما جعلها تشهق ضاربة يدها فوق صدرها قائله بفزع
=عورت نفسك....
لوي شفتية بسخرية مكملاً غلق ازارار قميصه بصمت بينما اتجهت صدفة نحو الفراش ملتقطة قطعة القماش باطراف اصابعها لتمدها نحوه قائلة بخجل
=امسك اطلع وريهالها...
ازاح راجح يدها الممسكة بقطعة القماش بحده بعيداً هاتفاً بقسوة
=انتي اتجننتي ولا ايه قماشة ايه و زفت ايه اللي اوريهالها....ما تظبطى كده...
تأففت صدفة هاتفة بغضب وهي تلقي بغضب قطعة القماش علي الارض
=وانا كمان مش هوريها حاجة...اصلاً محدش بقى بيعمل كده امك اللي حطانى في دماغها
قاطعها بصرامة و نبرة قاطعة حاده يتخللها التحذير بينما عينيه تضيق عليها محدقاً بها بغضب
=صوتك...
اخفضت صوتها علي الفور مغمغمة بتصميم
=برضو ماليش فيه مش هوريها حاجة...
زفر راجح بحنق قبل ان يغمغم بحده
=و مين قالك اصلاً انى موافق انها تشوف حاجة زي كده
هتفت صدفة بحدة و هي تندفع نحوه
=و لما انت مش ناوى توريها حاجة.. خالتنى اشيل الهم كل ده ليه...
مرر عينيه علي جسدها من الاعلى للاسفل قائلاً بنبرة اجش
=علشان اخلى البطل يظهر...
قطبت صدفة حاجبيها مغمغمة بارتباك وهي لا تفهم مقصده
=بطل ايه... مش فاهمة حاجة..
قاطعها راجح بينما يتجه لباب الغرفة
=خلصى يلا... وحصلينى
قم غادر الغرفة تارماً اياها واقفة بمكانها ولازالت تحاول فهم كلماته
༺༺༺༺༻༻༻༻
همست نعمات بصوت حاد منخفض حتي لايصل الي مسمع ابنتها شهد الجالسة بجانبها
=يعنى ايه مش هتخلينى اشوف القماشة.. ده عرف عندنا من زمان
قاطعها راجح بحده
=اديكى قولتيها زمان... يعنى محدش بقى بيعمل كده دلوقتى...
ليكمل بصرامة مربتاً علي يد والدته
=متخليش ياما كرهك لصدفة يعميكى لأنك كده بتشككى فيا انا...
هتفت نعمات سريعاً مقاطعة اياه
=ما عاش و لا كان اللي يشكك فيك يا نور عين امك..ده انت سيد الرجاله انا بس كنت عايزة اطمن عليك...
لتكمل متنهدة بحسره
=مش عارفه شوفت فيها ايه يا ضنايا علشان تتجوزها... ده لما فتحتلنا الصبح كنت هتقلب من علي السلم من الخضة..
ضحك راجح بصوت منخفض مما جعلها تهتف بحده
=انت بتضحك ونبي باينها سحرالك زي ما بيقولوا اها منها بنت صبـــ.....
لكنها ابتلعت باقي جملتها شاهقة بقوة فور رؤيتها لصدفة تدلف الي الغرفة بعبائتها الحمراء
همست نعمات بارتباك رافضة تصديق ما يخبره به حدسها
=مين دى يا راجح انتوا عندكوا ضيوف..؟
اجابها راجح الذي كان جسده يهتز بقوه من شدة الضحك
=دي صدفة ياما.....
هتفت نعمات التي انتفضت واقفة علي قدميها
=صدفة...
لتكمل وهي تلتفت نحو ابنتها شهد الجالسة تنظر لصدفة باعين متسعة هي الاخرى وفمها مفتوح علي مصرعيه
=صدفة ازاى....
اجابها راجح بينما يحاول كتم ضحكته
=ما قولتلك ياما بتحب تلعب بالمكياج و تبوظ شكلها...
هتفت نعمات وعينيها لم تنزاح عن صدفة الواقفة خلف مقعد راجح تتابع ما يحدث بتململ
=تلعب ايه... دي كانت مشوهه وشها...
بينما نهضت شهد متجهه نحو صدفة بعد ان افاقت من صدمتها تلك و ابتسامة و اسعة تملئ فمها
=ما شاء الله يا صدفة ده انتي طلعتى زي القمر...
ثم احتضنتها مباركة اياها...
بينما وقفت نعمات مغمغمة باختصار و هي تجز فوق اسنانها
=مبروك ..
لتكمل بسخرية و هي تلوى فمها بعدم رضا..
=و ابقي ياختى بطل لعب بالمكياج انا ست كبيرة و مش حمل خضة تانيه...
ثم جذبت شهد من ذراعها دافعه اياها نحو الباب
=انا نازله يا راجح... احضر لأبوك لقمة قبل ما يرجع من الوكالة..
اومأ راجح رأسه بصمت بينما عينيه مسلطة باستمتاع علي تلك الواقفة ترمق والدته بنظرات مشتعلة .
و فور مغادرة والدته نهض قائلاً
=انا داخل اكمل نوم...
ليكمل بسخرية محاولاً مشاكستها
=منمتش طول الليل بسببك شغالة شخير.. و ترفيص و حاجة تقرف...
هتفت صدفة مقاطعة اياه باستنكار واضعة يديها حول خصرها
=فشرت... ده انا مبتقلبش حتى و انا نايمة
اتجه نحو الباب قائلاً بسخرية مستفزاً اياها
=يا شيخة اتنيلى اومال بقي لو بتتقلبى كنت عملتى ايه...
اصدرت صدفة زمجرة غاضبة وهي تحاول التحكم في اعصابها و عدم الرد بينما غادر هو الغرفة و ابتسامة واسعة تملئ شفتيه...
༺༺༺༺༻༻༻༻
في وقت لاحق..
دلف الي غرفة الاستقبال راجح الذي استيقظ للتو فهو لم يكذب عندما اخبرها انه لم يستطع النوم بليلة امس لكن ليس بسبب شخيرها كما اخبرها انما بسبب تلك النائمة بجانبه و رغبته بها التة كانت تعصف به.....
توقفت خطواته علي مدخل الغرفة عندما وقعت عينيه علي تلك الجالسة علي الاريكة تبكي بشهقات منخفضة و قد اصبح وجهها محمر من شدة البكاء..
شعر بشعور من الضيق يتغلغل بداخله فور رؤيتها بحالتها تلك.. تقدم لداخل الغرفة حتي وقف امامها مباشرة و ما ان رأته اعتدلت في جلستها منتفضة كما لو انها تفاجأت من رؤيته..
تنحنح راجح بصوت منخفض قبل ان يغمغم بصوت اجش خشن من اثر النوم
=بتعيطي ليه...؟!
ليكمل وهو يتفحصها بنظرات ثاقبة
=علشان يعني اهلك مجوش يباركولك..؟!
عقدت صدفة حاجبيها مغمغه بحيرة
=اهلي مين....؟!
مسحت دموعها العالقة بعينيها وخديها بكم عبائتها وهي تغمغم بعدم حماس
=قصدك جوز امي و مراته ياخي ما بولعوا و دول يفرقوا معايا برضو ده انا ما صدقت خلصت من خلاقهم العكره...
لتكمل وهي تشير بيدها الي شئ يقع خلفه بينما تدس يدها الاخر بصحن الفشار الذي بجانبها و تضع منه كمية كبيرة بفمها ليملئه
=ده انا بتفرج علي مسلسل تركي مدبلج
استدار راجح يتطلع خلفه بدهشة الي التلفاز الذي يقع خلفه والذي لم ينتبه انه كان مفتوحاً فقد انصب كامل تركيزه عليها عندما وجدها تبكى
=مسلسل...؟!
اومأت صدفة برأسها مجيبه اياه بصوت يتخلله الحزن والتأثر بينما تمضغ الفشار الذي بفمها بصوت مرتفع
=اصل البطلة يا قلب امها عملت حادثة و اتشلت بسبب ان البطل كاتجوزها غصب و فضل يعذب فيها...
لتكمل و هي ترمقه بنظرات سامة مملتئة بالسخط والغضب
=اصله كان واطي..و مستقوي نفسه عليها..
ضيق راجح حدقتيه عليها مكتفاً ذراعيه فوق صدره بينما يستمع اليها تكمل بنبرة يملئها الازدراء بينما تسدد اليه نظرات شرسة قاتلة عالماً انها تعنيه بكلماتها تلك
=مفتري و ظالم و مايقدر عليه الا ربنا......
قطعت جملتها مطلقه صرخة فازعه عندما جذبها من ذراعها بقوه جعلتها تنهض علي قدميها اطبقت اصابعه علي شفتيها مغلقاً اياها بقسوة مزمجراً بفحيح حاد
=و هيديها بالجزمة فوق دماغها لو ملمتش لسانها و قفلت بوقها و غارت من وشه..
ثم دفعها جانباً بحده مما جعلها تتعثر و تسقط جالسة المقعد الذي كان يقع خلفها مباشرةً
شاهدته باعين متسعة بالصدمه و هو يستلقي باسترخاء علي الاريكه التي كانت تجلس عليها سابقاً متناولاً جهاز التحكم مغيراً قناة النلفاز عن المسلسل الذي كانت تشاهده
انتفضت واقفة وهي تهتف بحده
=ايه ده في اييييه بتقلب عن المسلسل ليييه
رمقها بنظرة متصلبة قبل ان يشير بجهار التحكم الذي لا يزال بيده قائلاً بضجر
=اخفي يا بت يلا اعملي حاجة اكلها...
اندلعت نيران الغضب بداخلها فور سماعها كلماته المتعجرفة تلك و قد طفح كيلها من معاملته لها بتلك الطريقة اندفعت نحوه حتي وقفت امامه مباشرة هاتفة بشراسة وعينيها تعصف بغضب عارم
=لا بقولك ايه بقي انا مش الخدامة بتاعتك علشان كل شوية عمال تؤمر و تتحكم فيا......
ارتسمت تعبيرات وحشية علي وجهه مزمجراً من بين اسنانه المطبقة بقسوة بينما تتقافز شرارت الغضب من عينيه
=صوتك ميعلاش...و اخفي اعملي اللي قولتلك عليه احسنلك
وضعت يديها حول خصرها هاتفه بصوت مرتفع للغاية معانده اياه غير ابهه بتهديده هذا و قد اعماها الغصب
=مش عملالك حاجة..و ايه هو كل شويه تهددني..و شغال كل ما اجي اتكلم .......
لتكمل و هي تخشن من صوتها مقلده اياه
=صوتك.....صوتك... صوتك
اطاحت بيدها امام وجهه هاتفة بشكل هستيري
=اييييه هتكتمني.....مش هوطى صوتى و مش عملالك حاجة و وريني بقي هتعمل ايه....
ابتلعت باقي جملتها شاهقة بفزع متراجعة للخلف بتعثر عندما انتفض واقفاً فجأة و علامات القتل مرتسمة علي وجهه المشتعل بغضب لم تراه من قبل مما جعلها تتأكد انه سيقوم هذة المرة بقتلها