رواية نياط القلب الفصل الحادي والثلاثون31والثاني والثلاثون32 بقلم حور طه

 رواية نياط القلب الفصل الحادي والثلاثون31والثاني والثلاثون32 بقلم حور طه


يدخل الغرفة و ينظر إليها وهي نائمة، ثم يقترب منها ويجلس بجانبها، ويضع يده على شعرها المبعثر على الوسادة وهو يتنفس بعمق. لا تصحو هي، ولكن تبتسم قائلة: "جواد حبيبي، إنت ما مشيتش؟"


سلطان بغيرة قائلًا: "أنا سلطان حبيبك، مش جواد."

نوال تجلس بخضة قائلة: "إنت إزاي تدخل هنا يا بني آدم؟ أنا مش قلت لك تعرف حدودك!"

سلطان قائلًا: "أنا عارف حدودي كويس. عموماً، عايزك تصحي كده وتفوقي علشان عايز أفرجك على حاجة."

نوال بانفعال قائلة: "اطلع بره يا سلطان، وما تدخلش الأوضة دي تاني من غير إذن. ده لو خايف على نفسك، فاهمني؟"


سلطان بابتسامة قائلًا: "حاضر يا أميرتي، هخرج بره، بس قبل ما أخرج لازم تشوفي الفيديو ده وتعرفي إنك ما لكيش حد غيري، وإن كلهم زي بعض، خانوكي."


نوال تأخذ منه الهاتف وتشاهد الفيديو بصدمة قائلة: "لا، مش معقول جواد يعمل كده، مستحيل!"

سلطان بعصبية قائلًا: "حتى بعد ما شفتِ بعينك لسه مش مصدقة؟ قلت لك جواد خاين زيّه زي وليد، ولو لسه مش مصدقاني، أنا هخليك تشوفي بعينك النهارده وهو في حضن مرات أخوكي."


نوال بعيون مليئة بالدموع قائلة: "بس جواد عمره ما كان كده... هو كان كل حياتي، علشان يكون لي عملت حاجات كتير، مش قادرة أصدق اللي بشوفه دلوقتي. ليه يا جواد؟ ليه خنتني؟"

سلطان قائلًا: "أنا قلت لك من الأول إنك بتضيعي وقتك معاه، لكن إنتِ اللي اخترتِ تصدقي الكذبة. النهارده هتشوفي الحقيقة بعينك، وهعرفك مين هو جواد على حقيقته."

نوال بتوعد قائلة: "لو اتأكدت إنك بتخوني يا جواد، يبقى إنت اللي اخترت."


سلطان بابتسامة خبث، لأنه وصل لغايتِه، قائلًا: "وأنا هخليك تتأكدي النهارده إنه ما حبكش وكان بيخدعك."

نوال تصـ ـرخ في وجهه قائلة: "اخرج بره! مش عايزة أشوف خلقتك. وأول ما يبقوا مع بعض بلغني، اخرج بره!"


سلطان يغادر الغرفة، وهي في حالة من الانهيار جعلتها تكسر كل شيء في الغرفة من شدة غضبها، وتنوي الانتقام من جواد ووتين على هذه الخيانة التي قاموا بها اتجاهها.


                  *****************

<<عند ناديه واردام>>


نديم بصدمة قائلاً: "مستحيل يكون اللي بتقوليه ده حقيقي! ابني مش ممكن يـ ـؤذيني."


نادية بتأكيد وثبات قائلة: "للأسف يا نديم، ماجد كان بقاله فترة بيحط لك العقار ده. لما كنا مع بعض في اليخت وأغمي عليك، ودّيتك المستشفى، وعملوا لك تحاليل، وطلع إنك بتاخد عقار بقالك مدة بيأثر على ذاكرتك وبيعمل لك خلل في الجهاز العصبي يخليك تفقد القدرة على كل شيء. الدكتور نصحني إنه لازم توقف العقار ده وتبدأ تتعالج منه. علشان كده كان لازم أبعدك عن ولادك علشان أضمن إنك ما تاخدش العقار وترجع لطبيعتك مرة تانية. لكن لما عملت حـ ـادثة بالعربية وإنت جاي لي الشقة اللي رجالتك خدوني عليها، وأنا كنت آخر حد كلمته قبل ما يغمى عليك في العربية. اتصلت بأردام وأخذناك، والدكتور كان بيتابع علاجك لحد ما فوقت، ودلوقتي الحمد لله بقيت كويس."


نديم بحالة من الإنكار قائلاً: "يعني أنا كنت تحت تأثير العقار ده طول الفترة دي؟ معقول؟ ماجد، ابني، يعمل فيَّه كده؟"


نادية بحزن قائلة: "أنا عارفة إنها صدمة كبيرة عليك، بس للأسف دي الحقيقة. انت لن تتخيل بشاعة أولادك وصلت لحد فين. ولادك دمـ ـروا ناس كتير، حتى انت ما سلمتش من أذاهـ ـم."


نديم بتنهد عميق، وبصوت مليء بالحيرة قائلاً: "مش عارف أعمل إيه. كل حاجة كنت فاكرها صح طلعت غلط. أنا مش قادر أصدق إني كنت مغيّب بالطريقة دي."


نادية بتهدئة قائلة: "المهم دلوقتي إنك تتعافى وتاخذ وقتك علشان تستوعب اللي حصل. الدكتور قال إنك محتاج فترة نقاهة وتركيز على علاجك عشان ترجع لطبيعتك، وجسمك يتخلص من العقار ده نهائي."


نديم ينظر لها بحيرة قائلاً: "ساعدتيني ليه يا نادية؟ اللي ماجد عمله ده كان في مصلحتك، وكنتِ هتستفيدي منه كتير إنك تتخلصي من راجل عجوز طمعان فيكِ ودخل حياتك ودمـ ـرها."


نادية بتنهدة قائلة: "بالعكس، أنا عمري ما شفتك إنك

 دمـ ـرت حياتي. انت خليتني أفتح بعد ما كنت مغمية. اللي انت عملته آه مش صح وغلط، وأتمنى إنك ما تكرروش مع أي واحدة تانية، بس انت خليتني أشوف حقيقة واحد كنت بقول عليه في يوم من الأيام إنه كل حياتي، واخترته من بين الناس يكون شريك حياتي، وكنت فاكرة إنه هيحافظ عليَّ. بس للأسف طلع بيتاجر فيَّه علشان مصلحته، واللي انت عملته ظهر لي الوش اللي أنا عمري ما كنت هقدر أشوفه."


نديم بامتنان قائلًا: "انتِ أنقذتيني، وأنا مدين لكِ بحياتي. أقدر أساعدكِ إزاي؟ لو عايزة تتخلصي من عاصم، أنا ممكن أخلصكِ منه. عندي أوراق لو وصلت للنيابة كفيلة إنها تحبسه 15 سنة على الأقل."


نادية قائلة: "وأنا مش هطلب منك أي حاجة غير إنك تديني الأوراق دي."

نديم مستجيبًا قائلًا: "الأوراق هتكون عندكِ، وتقدري تتخلصي من عاصم نهائي. بس أنا عايز أطلب منكِ طلب: ممكن تسامحيني لو كنت سببت لكِ أي أذى؟"


نادية بطيبة قائلة: "أنا مسامحاك. بس أنا كمان حابة أطلب منك طلب: أوعى ترجع للطريق ده تاني، وحاول تحترم البنات وما تتعاملش معاهم على إنهم سلعة ممكن تشتريها بفلوسك."


نديم ينظر إلى الأرض بخجل قائلًا: "أنا آسف لو كنت سببت لكِ أي إزعاج، وبوعدكِ إني عمري ما هعمل كده تاني. أنا همشي دلوقتي، لازم أرجع حساباتي وأعرف ليه ابني عايز يمـ ـوتني بالبطيء."


نادية بارتباك قائلة: "لا، انت مش هينفع تمشي دلوقتي. الدكتور قال لازم تستريح على الأقل يومين علشان أطمئن عليك، وبعدها تقدر تعمل كل اللي انت عايزه."


نديم بابتسامة قائلًا: "حاضر يا نادية، أنا هفضل هنا كمان يومين."

نادية تتنفس براحة لأنها أقنعت نديم بالبقاء وعدم الذهاب، فإذا ذهب ستنتهي خطة جواد بالفشل.


<<خارج غرفة نديم>>


أردام، متسائلًا قائلا: "قدرتِ تقنعيه إنه يستنى هنا؟"

نادية، بطمئنان قائله: "ما تقلقش، كل حاجة ماشية زي ما رتبنا لها."

أردام قائلا: "كده كويس. بحاول أكلم جواد من ليلة امبارح، مش عارف أوصل له. لازم يعرف حقيقة الفيديو بتاع وتين."

نادية، بنبرة متألمة قائله: "مش قادرة أصدق لحد دلوقتي اللي هم عملوه."

أردام، بتفاؤل قائلا: "المهم دلوقتي إن إحنا وصلنا للحقيقة، وده اللي يهمنا."

نادية قائله: "الحمد لله."


               **************************


كانت تجلس بغرفتها في هدوء وراحة وسكينة، ولكن ذلك لم يدم طويلاً، إذ يقتحم ماجد الغرفة قائلاً: "مراتي حبيبتي، جاهزة علشان نكمل اللي ما قدرناش نكمله المرة اللي فاتت؟"


وتين تنتفض من مكانها وتؤشر له بإصبعها بتحذير قائلة: "ماجد، اخرج بره وابعد عني! أنا مش هسمح لك تقرب لي."


ماجد يقفل باب الغرفة بالمفتاح ويضحك بسخرية قائلاً: "هو إنتِ يا مراتي يا حبيبتي، ما تعبتيش من الكلام ده؟ كل شوية تعيديه وتزيديه، ما زهقتيش؟"


وتين بنظرات اشمئزاز قائلة: "أنا زهقت منك ومن تهديداتك، ومن ريحة الخمرة اللي ما بتفارقش هدومك. خلاص، زهقت منك، مش هستحمل تهديداتك مرة تانية."


ماجد بتساؤل قائل: "شايفك جريئة زيادة عن اللزوم النهارده، يا ترى إيه السبب؟"

وتين بتحدي قائلة: "السبب هو إني مش هكون ضعيفة تاني، وصدقني لو حاولت تقرب مني مش هترد اللحظة في إني أقتـ ـلك."


ماجد بصوت مرتجف يمثل الخوف قائل: "لا، بجد خوفتيني! مراتي اتحولت لوحش ولا إيه؟ وبعدين لو عايزة تقتلـ ـي حد، اقتلـ ـي نفسك."


وتين بتحدي قائلة: "لا يا ماجد، لو في حد يستحق

 المـ ـوت فهو الشخص اللي سرق حياتي وكرامتي، واللي هو إنت."

ماجد يبتسم بسخرية قائلاً: "إنتِ فاكرة إنك قوية كده؟"


وتين تقترب منه بثبات قائلة: "القوة الحقيقية مش في التهديدات، القوة في إني أقدر أقف في وشك وأقول لك لأ. وأقول لك دلوقتي: لأ، مش هسمح لك تقرب مني تاني."


ماجد بتصميم قائلاً: "ما تفتكريش إنك هتقدري تهربي مني. أنا اللي ليا الكلمة هنا."


وتين بنبرة حاسمة قائلة: "لا يا ماجد، انت غلطان. انتهى الزمن اللي كنت فيه بتتحكم فيا. دلوقتي أنا اللي هتحكم في حياتي."

ماجد يقترب منها بخطوات ثقيلة، وعيناه مليئتان بالغضب قائلاً: "إنتي فاكرة نفسك بتهددي مين؟ أنا ما بخافش من حد!"


وتين تقف بثبات، وتحمل في يدها شيئًا لم يظهر بوضوح قائلة: "أنا مش بهددك، بس لو حابب تتاكد. اقرب خطوة واحدة كمان وهتشوف بنفسك."


ماجد يتوقف فجأة، ويحاول إخفاء ارتباكه قائلاً: "هتقدري تعمليها بجد؟"

وتين تبتسم بثقة قائلة: "جربني وشوف."


يبقى ماجد واقفًا للحظة، يتأملها بنظرة ممزوجة بالدهشة والخوف، قبل أن يتراجع ببطء، ثم يفتح الباب ويخرج من الغرفة بصمت، تارك وتين واقفة بثبات، تشعر لأول مرة بالقوة والتحكم في حياتها، بعد أن نفذت كلام جواد لها بأن تظهر قوتها أمام ماجد كي لا يقترب منها.


ثم يعلن هاتفها عن اتصال،قائله: "ما تقلقش، عملت زي ما قلت لي، وبالفعل خاف ومشي."

جواد بقلق قائلاً: "وتين، أنا عايز أشوفك."

وتين باستجابة قائلة: "هستناك عند الباب الخلفي في الجنينه."

جواد بتنبيه قائلاً: "خلي بالك من نفسك، وما تخليش حد يشوفك."

وتين قائلة: "حاضر، ما تخافش عليا، خلي بالك من نفسك.أنت


<<باسيارة جواد>>


جواد يجلس بالسيارة، وقبل أن ينزل لمقابلة وتين يرن هاتفه معلنًا عن اتصال، فيرد قائلاً: "طمني،يا أردام، كل حاجة ماشية طبيعي؟"


أردام قائلاً: "أيوه، ما تقلقش، كل حاجة ماشية زي ما خططنا لها، وقدرنا ناخد الكارت اللي عليه الفيديوهات. في حاجة مهمة، لازم تعرفها."؟

جواد باستماع قائلاً: "قول،يا أردام، أنا سامعك."


ثم ينقطع الاتصال، وينظر جواد إلى هاتفه ويتضح أنه فصل شحن.

يترك جواد الهاتف في السيارة ويتجه لمقابلة وتين.


<<عند سلطان ونوال>>


وفي هذا الوقت، كانت عيون أخرى تتبعهم وتترقب وصولهم ولقاءهم هذا.


يقف سلطان بجانبها قائلاً: انت سمعت بودانك المكالمة اللي دارت بينهم، وإنهم هيتقابلوا دلوقتي."

نوال تقف وتنظر جيدًا إلى وتين وهي تقف تنتظر جواد، قائلة: "عقاب الخيانة هو المـ ـوت، وخيانتهم دي هتكلفهم أرواحهم."


سلطان بنبرة تهديد مخفية قائلاً: "أنا وإنتِ ملناش غير بعض، وصدقيني طول ما أنا قريب منك هتفضل أسرارك في بير غميق مالوش قرار."


نوال بنظرة حادة قائلة: "انت بتهددني يا سلطان؟"

سلطان بابتسامة يلمس خدها قائلاً: "لا، أنا بفتح عينك على الحقيقة، واللي هي إن سلطان بس هو اللي من حقه يفوز بيكي."


نوال بابتسامة مكر قائلة: "فعلاً، كل يوم بتأكد إنك انت الوحيد اللي ما خنتنيش، بالعكس، انت دون عن كل اللي حوالي اللي بعرف أتعامل معاك بطبيعتي، ومش مضطرة أبداً إني أمثل قدامه."


سلطان يقترب منها أكثر قائلاً: "وأنا بحبك على طبيعتك دي، ومستعد أضحي بروحي علشانك."

نوال تنظر له وتقول بداخلها: "هي فعلاً روحك علشاني، وهآخذها في الوقت المناسب."


ثم يأتي جواد إلى وتين، وتتابعهم في صمت هي وسلطان.


<<عند جواد وتين>>


وتين بقلق قائلة: "فيه إيه، جواد؟ ليه طلبت تقابلني دلوقتي؟ أنا خايفة حد يشوفنا."


جواد بحب قائلاً: "ما قدرتش أستنى أكتر من كده. بعد ما شفت الحيوان ده دخل الفيلا، كنت عارف إنه هيضايقك. كان لازم أشوفك وأطمن عليك بنفسي. طمنيني، لمسك عمل لك أي حاجة؟"


وتين باطمئنان قائلة: "حبيبي، اهدى، ما تخافش. أنا هعرف أحمي نفسي كويس. هو رخم عليا شوية بكلامه، وبعد كده خرج، ما تقلقش."


جواد يضمها إلى صدره قائلاً: "أنا مش ههدى ولا هرتاح غير لما أخرجك من الفيلا دي."


وفي تلك اللحظة، يأتي سلطان من الخلف ويضـ ـرب جواد على رأسه فيسقط مغمى عليه، ونوال تعطي حقنة مخدر لوتين فيغمى عليها هي الأخرى. ثم يحملانهم إلى السيارة ويذهبون بهم.؟!


<<البارت 32من روايه نياط القلب>>

_________________


يستيقظ جواد بتعب ويجد وتين مقيدة بالحبال ومغمى عليها، بينما نوال توجه سلاحًا نحوها. يحاول جواد فك نفسه ولكنه لا يستطيع لأنهم ربطوه جيد. قال بانفعال: "ابعدي الزفت ده عنها! إنتي اتجننتي؟"


نوال: "هي هتموت... لأنك حبيتها."

جواد يصرخ بصوت مرتفع: "إنتي مجنونة... مجنونة!"


نوال وهي تتقدم نحوه بخطوات بطيئة وثابتة: "أيوة، مجنونة! مجنونة لأني مش قادرة أصدق إنك سبتني عشانها. دلوقتي هتشاهد موتها بعينيك."


يحاول جواد بكل قوته فك القيود لكن بدون فائدة، عيناه مليئة بالغضب والخوف على وتين: "إنتي مش فاهمة حاجة! الموضوع مش زي ما إنتي فاكرة... اهدي وخلينا نتكلم ونتفاهم."


نوال تقاطعه وهي ترفع السلاح مهددة: "خلاص وقت التفاهم انتهى. الليلة دي يا إما هي يا إما إنت. ومحدش هيخرج من هنا سالم."


في هذه اللحظة، بدأت وتين تصدر صوتًا خافتًا وهي تفوق تدريجيًا. فتحت عينيها قليلًا لتجد نفسها مقيدة بالحبال. تنظر حولها بارتباك، وعيناها تتلاقى مع جواد الذي يحاول فك نفسه بكل قوته.


وتين بصوت ضعيف ومتقطع: "جواد... إيه اللي بيحصل؟"

جواد يصرخ: "وتين! اهدئي، هخرجك من هنا."

نوال بلهجة ساخرة: "مش لما تخرج نفسك الأول."

جواد بغضب: "إنتي عايزة إيه؟"


نوال بنبرة باردة: "اختار، يا حياتك يا حياتها... واحد فيكم بس هو اللي هيخرج من هنا."


جواد بصوت مرتعش من الغضب: "إنتي فعلاً مجنونة! إزاي تطلبي مني أختار بين حياتي وحياتها؟"


نوال وهي تتقدم نحوه وتثبت عينيها عليه ببرود: "ده اللي أنا عايزاه بالضبط، أشوف هتختار مين. أشوف لو فعلًا مستعد تضحي عشانها زي ما بتقول."


جواد ينظر إلى وتين التي بدأت تتحرك قليلًا، دموعها تنزل بصمت. يصرخ جواد بمرارة: "مش هسيبها تموت عشان جنونك!"


نوال بابتسامة شريرة: "يبقى اختار. إنت ولا هي؟" وتوجه السلاح نحو وتين بتهديد واضح.


وتين، بصوت ضعيف ومكسور: "جواد... متفكرش فيا... اهرب."


جواد بغضب وتصميم: "مش ههرب. ما تخافيش يا وتين، أنا وأنتِ هنخرج من هنا، وهي مش هتقدر تلمسنا ولا حتى تلمس شعرة منك."


نوال تضحك بسخرية: "لا، الشعرة دي أنا هسيبها لك تذكار من الحلوة بعد ما أخلص عليها قدام عينك لأنك فضلتها عليَّا."


سلطان يوجه كلامه لنوال بحزم: "إنتِ مستنية إيه؟ خلصي عليهم هما الاثنين."


نوال توجه السلاح بوجه سلطان: "دورك خلص لحد كده، وأنا استحملت غباءك كتير. جه الوقت أخلص منك."


سلطان بخوف: "إنتِ بتعملي إيه؟"


نوال ببرود: "كنت فاكر إن تهديدك لي هيعدي كده من غير ما أحاسبك عليه؟ يبقى أنت رغم كل السنين اللي عرفتني فيها، ما عرفتش مين هي نوال نديم النحاس. أنت غلطت أكبر غلطة في حياتك، ما كانش لازم تهددني."


سلطان بصوت مرتجف: "نوال، إحنا ممكن نحل الموضوع بعد ما نخلص عليهم. ما تنسيش إن إحنا شراكة في كل حاجة. إنتِ ما ينفعش تخلصي مني، ولو كان على تهديدي ليكي فأنتِ عارفة إني بحبك، عمري ما هفكر أذيك. إحنا في مركب واحدة يا نوال. نزلي المسدس ده وخلينا نتفاهم."


نوال تضحك بسخرية وهي لا تزال موجهة السلاح نحوه: "مركب واحدة؟ لا، المركب دي أنا اللي سايقاها، وأنت كنت مجرد راكب إضافي. وخلصت رحلتك."


سلطان يحاول الاقتراب منها ببطء وكأنه يريد الوصول إلى السلاح أو إقناعها بتغيير رأيها: "طيب، اهدي وأنا هعمل لكِ كل اللي إنتِ عايزاه. لو عايزاني أختفي من حياتك، أنا مستعد، بس سيبيني أعيش."


نوال ترفع السلاح بثبات: "أسيبك تعيش إزاي وأنا عارفة إنك ممكن تدمر حياتي في أي لحظة؟ خلاص يا سلطان، انتهى الكلام. إنت في الحالتين ميت."


سلطان، وهو يشعر بالخطر الحقيقي: "نوال، فكّري كويس."


لكن نوال تطلق النار بدون تردد، فيسقط سلطان أرضًا وهو يصرخ من الألم، والدم ينزف منه بغزارة. ثم تلتفت نوال مرة أخرى نحو جواد ووتين وهي تبتسم ببرود: "دلوقتي ما فيش غيرنا."


وتين تصرخ من المنظر البشع، ونظرها معلّق على سلطان الملقى على الأرض غارقًا في دمه بعد أن قتلته: "إنتِ إيه؟! أرواح الناس مالهاش قيمة عندك؟ إنتِ أكيد مجنونة... مجنونة!"


نوال توجّه السلاح نحو وتين لتقتلها، لكن الهاتف يرن.


جواد بابتسامة غامضة: "ردّي على تلفونك."


نوال: "مش مهم، نخلص كلامنا وبعدين هيكون عندي الوقت الكافي أرد."


جواد: "واضح إنها مكالمة مهمة، يمكن ما يكونش عندك الوقت اللي بتتكلمي عنه ده."


نوال ببرود: "تفتكر إن ردي على التلفون هيطول في عمرها دقيقتين كمان؟"


جواد بابتسامة غامضة: "أو يمكن هيطول في عمرك إنتِ... مين عارف كم إنسان في الموت اتخدع؟ ردي."


نوال: "طيب، قبل ما أرد، كان عندي اعتراف صغير بخصوص حادثة اغتصاب وتين."


وتين، بدموع تتذكر اعتداء ماجد عليها: "أكيد إنتِي كنتِ شريكته في اللي حصل."


نوال تضحك: "هو إيه اللي حصل؟ إنتِي صاغ سليم زي ما إنتِ. ماجد ما اعتداش عليكِ، ولا لمسِك زي ما إنتِ فاكرة."


وتين بصدمة وتلعثم: "إنتِي بتقولي إيه؟ ماجد ما لمسنيش؟ بس... بس أنا كنت متأكدة... المشاهد والأصوات في رأسي ما كانتش خيال..."


نوال تضحك ببرود: "الخوف بيعمل حاجات غريبة في العقل، وتين. مش كل اللي بتفتكريه حصل بجد. أوقات الخوف بيخلينا نشوف حاجات مش موجودة."


وتين تهز رأسها وهي غير مصدقة: "إزاي؟ إزاي أكون مخدوعة في حاجة زي دي؟"


نوال ببرود وثقة تسرد ما حدث تلك الليلة بصوت هادئ لكنه مفعل بالخبث: "أنا كنت أعرف جواد من زمان، قبل حتى ما يجي يشتغل عندنا في الشركة. أنا اللي مهدت له الطريق، سهلت له كل حاجة عشان يبقى واحد من أهم المهندسين. كل اللي ماجد عمله إنه سهّللي أول خطوة."


تتوقف للحظة تستمتع برؤية الصدمة على وجه وتين.


تكمل: "لما ماجد اتخانق مع جواد في الحفلة وضرب عليه نار، وشفتك عنده في المستشفى، كنت متأكدة إنك أول حد لازم أتخلص منه علشان أحصل عليه. نور كانت صيدًا سهلًا وكنت برتب لكل خطوه قبل الحادثة. أمرت عاصم يجيبك لماجد، وطبعًا وهو جايبك في الطريق اداكِ مخدر. ماجد كان تحت تأثير عقار الليلة دي، وأنا كنت بتحكم في كل كلمة بيقولها لكِ."


تتوقف للحظة وتستمتع بتوترها، ثم تقترب أكثر وتنخفض نبرة صوتها لتزيد من وقع كلماتها.


"فعلاً كنت ناوية إنه يعتدي عليكِ، لكن الغبي ما قدرش يتحمل شرب كتير وانهار مجرد ما راماكِ على السرير. هو كمان أُغمى عليه... لكن أنا ما كنتش هخلي غباء أخويا يبوظ لي خطتي. دخلت الأوضة وهيأتلكِ كل حاجة علشان لما تفوقي، تكوني متأكدة إن ماجد اعتدى عليكِ وإنك فقدتِي عذريتك."


وتين حاولت تستجمع قواها وسط الصدمة والخوف اللي بدأ يتملك منها. ارتجاف واضح في كل عضلة بجسمها وهي تبص في عين نوال اللي واقفها قدامها بكره وغضب. بصوت متقطع : "إزاي؟ إزاي تقدري تعملي كده؟ إنتي ما عندكيش ضمير؟! إنتي شيطان."


ابتسمت نوال بسخرية وبدأت تتقدم ناحيتها بخطوات هادئة، وبصوت هادئ فيه خبث : "ضمير؟ الضمير ده للضعفاء، أنا بعمل اللي ينفعني بس. وبالنسبة لي، إنتي مجرد عقبة لازم أشيلها من طريقي."


وتين حاولت تتحرك، لكن الخوف كان مسيطر على جسمها، وهي بتصرخ: "مش هتقدري تحطميني! حتى لو حاولتي، ربنا مش هيسيبني!"


ضحكت الأخرى بسخرية أعمق وقالت: "ربنا؟ فين ربنا دلوقتي؟ لو كان موجود، كان حماكي، لكن الظاهر إنه سايبك لينا نعمل فيكي اللي إحنا عاوزينه."


(استغفر الله العظيم) في ناس كتير أفكارهم المتخلفة مسيطرة على عقولهم للأسف.


وتين شعرت بدموعها بتنزل ، لكن ما استسلمتش لليأس. حاولت تستجمع قوتها الأخيرة وقالت بصوت ضعيف، لكن مليان إصرار: "ربنا هيحميني، وإنتي مش هتقدري تلمسيني حتى."


نظرت إليها بنظرة مليانة احتقار وقالت: "هنشوف، يا وتين، هنشوف."


جواد: "خلصتي الاستعراض بتاعك؟ دلوقتي جاي دوري أنا في الكلام."


نوال تلتفت إلى جواد وترد بسخرية: "أنت فاكر إنك الذكي اللي هيعرف يوقفني؟ مفيش حد يقدر يتحداني. كل واحد حاول انهار قدامي."


وتين، بصوت مليء بالقوة لأول مرة: "لأ، مش هنهار تاني. مش هسمح لكِ تلعبي بحياتي أو حياة حد تاني. هحارب عشان أسترجع نفسي، وأسترجع كل حاجة أخدتيها مني."


جواد يبتسم وينظر ل وتين بثقه: "أهو ده التحدي الحقيقي، مش في إنك تتحكمي في الناس، لكن في إنك تواجهيهم لما يبقوا أقوى منك."


نوال بنبرة مليئة بالغضب الخفي: "هنشوف مين فينا هيكسب اللعبة في الآخر."


جواد بابتسامة: "لا، خلاص إحنا وصلنا للنهاية. والناس دلوقتي مستنية المشهد الأخير اللي أنا هقفل بيه الرواية. باباكي تحت إيدي، والكارت اللي عليه كل جرايمك متسجل صوت وصورة. ومعايا كمان الباشمهندس وليد، خطيبك السابق. اخرج من هنا، أنا ووتين، كل حاجة تخصك هتبقى معاكي، وننزل بتتر النهاية."


صمت مشحون يملأ المكان. نوال تلمع عيناها بالغضب والتوتر، لكنها لا ترد فورًا. تنظر إلى جواد بحقد واضح، وهي تضغط على أسنانها بقوة. "لا، مستحيل... إنت مستحيل توصل لوليد."


يظل جواد هادئًا، ويظل ينظر في عينيها بلا خوف...


<<فلاش باك>>


أمام فيلا نديم، ينظر أردام إلى فارس بابتسامة متوترة، بينما يغطي الليل المكان برهبته. الأضواء الخافتة من الداخل تشير إلى أن الأمور هادئة، لكن الخطر كان يتسلل في الأجواء.


أردام بصوت منخفض: جاهز يا فارس؟


فارس بحماس متزايد: دائمًا! هندخل، ناخد الباشا المهندس ونخرج من غير أي مشاكل.


أردام يتنهد ويهز رأسه: ربنا يدينا ربع حماسك يا بني، إحنا في لعبة خطيرة، أي غلطة حياتنا هتكون التمن.


فارس يرد بتحدٍ: إنت ناسي إننا تعودنا على الخطر؟ وأنا واثق إننا هنقدر نعملها.


أردام يهمس بحذر: ماشي... بس فاكر الخطة كويس؟ ندخل من الباب الخلفي، نتحرك بهدوء، ما حدش يشوفنا. أول ما نوصل للباشا المهندس، لازم نخرجه من غير ما حد يحس.


فارس مبتسمًا: ولا يهمك، كل خطوة محفوظة في دماغي.


أردام بتوتر: يا رب تكون محق. لو حصل أي حاجة، إحنا لوحدنا.


يقتربان من الفيلا، ويحاولان الدخول بهدوء. تتسارع دقات قلوبهم مع كل خطوة يخطونها نحو الداخل، عالمين أن كل لحظة قد تكون الأخيرة.


فارس يهمس وهو ينظر نحو النافذة: المكان شكله هادي جدًا... حاجة مش مريحة.


أردام يردد بحذر: الهدوء ده اللي يخوف، يا فارس.


يتحركان بحذر نحو الباب الخلفي للفيلا. يفحص فارس القفل سريعًا ويبدأ في فتحه بمهارة. يصدر صوت خفيف يشير إلى أن الباب قد فُتح.


فارس وهو يفتح الباب ببطء: تمام... إحنا دخلنا. دلوقتي نركز.


أردام يهمس بتوتر: خلي بالك من الكاميرات، نوال مش هتكون سهلة. أكيد حاطة كاميرات في كل مكان.


يتقدمان ببطء داخل الفيلا. الظلام يغطي الممرات بينما يسمعان خطوات بعيدة تشير إلى وجود أحد الحراس في الداخل.


فارس ينظر حوله: فين مكانه بالضبط؟


أردام يشير نحو السلم: الدور التاني، آخر غرفة على الشمال. هنلاقي الباشا المهندس هناك.


فارس ينظر إلى السلم: طيب... أنا أطلع الأول، وأنت تراقب الحارس اللي تحت.


أردام يهز رأسه: ماشي، بس خليك حذر.


يصعد فارس السلم ببطء، يحاول ألا يصدر أي صوت. بينما يظل أردام يراقب الحارس من بعيد. يصل فارس إلى الطابق الثاني، يتقدم نحو الغرفة المحددة. يضع يده على المقبض، ثم يلتفت إلى أردام.


فارس يهمس: أهو هنا... مستعد؟


أردام يهمس: جاهز، افتح ببطء.


فارس بصدمة: أردام، فين الباشا المهندس وليد؟


يتقدم أردام نحو المرآة ويحركها من مكانها، ليظهر أمامهما باب إلكتروني.


يقف فارس وأردام أمام الباب الذي يُحتجز خلفه وليد. يتفحص فارس الباب بإمعان، ثم يلتفت إلى أردام بقلق.


فارس بتساؤل: هنفتح الباب إزاي؟ الغرفة اللي فيها وليد محتاجة بصمة نوال عشان ندخل.


أردام مبتسم بثقة: ماتقلقش. يلبس جهازًا صغيرًا على معصمه، جواد قدر ياخد بصمة نوال. الجهاز ده فيه بصمتها.


فارس بدهشة: جواد؟ إزاي قدر ياخد بصمتها من غير ما تحس؟


أردام بابتسامة خفيفة: جواد شاطر في الحاجات دي. لما نوال كانت في المكتب، دخل وهي مش واخدة بالها، وأخذ بصمتها من على الكوب اللي كانت بتشرب منه.


فارس باهتمام: ممتاز. إنت تفتح الباب وأنا أراقب المكان.


أردام بتصميم: تمام. أنا هخرج وليد، وانت خليك جاهز لأي حاجة.


يقترب أردام من جهاز البصمة بجوار الباب، ويضع الجهاز على المستشعر. بعد لحظات، يصدر صوت طقطقة خافتة يشير إلى فتح القفل.


أردام يهمس: فتح... يلا نتحرك بسرعة.


يدخلان الغرفة بحذر ليجدا وليد مقيدًا ومصابًا بكدمات. ينظر إليهما وليد بعينين يملؤهما الأمل والدهشة.


وليد بصوت ضعيف: إنتو مين؟... وإزاي وصلتوا هنا؟


فارس مبتسم: مش مهم إزاي وصلنا، المهم إننا هنخرجك. جواد وعدك إنه هيخرجك ومش هيسيبك هنا، وإحنا هنا عشان نوفي بوعد جواد ليك.


أردام مقتربًا من وليد: لازم نتحرك بسرعة قبل ما حد يحس. الحراس في كل مكان.


وليد يحاول الوقوف: أنا مش عارف أتحرك بسرعة، رجلي مصابة.


فارس بتصميم: ولا يهمك، هنساعدك. بس دلوقتي أهم حاجة نخرج من هنا من غير ما نعمل صوت.


يساعد فارس وأردام وليد على الوقوف، ويبدأون في التحرك نحو الباب بحذر. الوقت يضيق، وكل لحظة تمر تشعرهم بأنهم أقرب إلى الهروب... أو المواجهة.


وليد: فين جواد وتين؟


أردام: هم وقعوا في إيدين نوال. هي كشفتهم.


وليد بصدمة وذعر: أكيد هتقتلهم. لازم نبلغ الشرطة.


فارس: مش هينفع نبلغ دلوقتي، كده بنعرض حياتهم لخطر أكبر. لازم نمشي على خطة جواد.


أردام: بالضبط كده. ما تقلقش يا باش مهندس، جواد عامل حسابه لكل السيناريوهات.


وليد، وهو ما زال متوترًا: طيب هنعمل إيه دلوقتي؟


فارس ينظر إلى أردام: نادية هي اللي هتعمل. كلمها يا أردام.


أردام يفهم الإشارة ويخرج هاتفه: نادية، ابعتي الرسالة.



تعليقات



<>