رواية مقيد باكذيبها الفصل الخامس والعشرون25 والسادس والعشرون26 بقلم هدير نور


 رواية مقيد باكذيبها الفصل الخامس والعشرون25 والسادس والعشرون26 بقلم هدير نور


اسرعت صدفة بارتداء ملابسها و هى شبه منهارة تبكى بشهقات طويلة مرتفعة تجعل كامل جسدها ينتفض مرتجفاً بينما قلبها يكاد يغادر صدرها من شدة خوفها  و ارتعابها على راجح..
فهى لا تستطيع تخيل حياتها بدونه فاذا حدث له شئ لن تستطيع ان تحى من بعده... 
ارتدت ملابسها و هبطت الدرج مسرعة بقدميها التى كانت لا تستطع حملها حيث كانت اشبه للهلام  لكنها تحاملت و هبطت مسرعة حتى تلتحق بخميس الذى كان ينتظرها بالاسفل راغبة بان تصل الى المشفى باسرع وقت ممكن حتى تطمئن على راجح...
التوت قدمها اسفلها مما جعلها تكاد ان تسقط من فوق الدرج لكنها اسرعت بالتشبث بالدرابزين واستعادت  توازنها... 
التقطت نفسها سريعاً قبل ان تعاود الهبوط و هى تبكى بشهقات ممزقة و عقلها يصور لها زوجها و هو مستلقى بمفرده فى المشفى  بحالة خطرة... 
عندما وصلت الدرجة الاخيرة من الدرج ارتطمت بقوة بجدار بشرى صلب جعلها تتراجع للخلف بقوة مما جعلها تصرخ مرتعبة عندما قبضت يدين قوية على ذراعيها و صوت قوى عميق يتردد
=صدفة...؟! راحة فين و بتعيطى ليه..؟! 

رفعت رأسها بحدة فور سماعها صوت صوت راجح اخذت تتطلع اليه عدة لحظات بأعين فارغة متسعة كما لو كانت تحلم او ترى سراباً امامها قد صوره لها عقلها 
من شدة خوفها عليه لكن عندما شعرت بلمسة يده التى  تمر فوق خديها و هو يغمغم بصوت يملئه القلق بوضوح
=مالك يا حبيبتى... انطقى فى ايـ............ 
لكنه ابتلع باقى جملته عندما ارتمت بين ذراعيه  فجأة تضمه  بقوة اليها دافنة وجهها بصدره منفجرة فى بكاء حاد و هى لا تصدق انه بين ذراعيها بخير...... 
عقد راجح ذراعيه حول خصرها جاذباً اياها ليلتصق جسدها بجسده بشدة هامساً باسمها بصوت مختنق متألم و هو لا يفهم ما الذى اصابها....
=اهدى يا حبيبتى...اهدى
انهى جملته مبعداً اياها برفق عن صدره ممرراً يديه فوق وجهها المحتقن الملطخ بالدموع 
= ايه حصل... بتعيطى ليه..؟! 
ليكمل بحدة و غضب فور ان ضربته فكرة جعلت الدماء تغلى بعروقه... 
=حد من اللى فوق لمسك... او قرب منك.... 

هزت رأسها بالنفى بينما يديها المرتجفة بدأﭢ تمر على انحاء جسده باستكساف محاولة ايجاد اى ضرر قد حدث لها و هى تهمس من بين شهقات بكائها
=انت كويس...؟؟ انا اترعبت عليك... لما خميس جه و قالى انك عملت حادثة....

قاطعها راجح و الارتباك يستولى عليه
=حادثة ايه..!! خميس مين بالظبط؟!!!! 

اجابته بصوت مكتوم باكي و كامل جسدها يرتجف بقوة
=خميس اللى شغال معاك في الوكالة...

ضيق عينيه بغضب محدقاً بها و قد بدأ يفهم ما يحدث 
=و انتى كنت راحة معاه.... 

اومأت برأسها هامسة من بين نشيج بكائها
=قالى انه مستنينى تحت....... 

لم ينتظر راجح ان يستمع الى باقى جملتها حيث اندفع راكضاً خارجاً الى الشارع مما جعلها تركض خلفه و هى تهتف باسمه بذعر لكنه استدار اليها هاتفاً بحدة
=اطلعى على فوق و اقفلى باب الشقة عليكى....
ليكمل مزمجراً بغضب عندما رأها تتقدم نحوه رافضة الانصياع اليه
=صدفة متجننيش انا على اخرى.. قولتلك على فوق يلا..... 

توقفت مكانها و هى لا تفهم ما يحدث بينما اندفع هو راكضاً الى الخارج يبحث عن ذاك الذى يدعى خميس وقف بمنتصف الشارع يبحث بعينيه عن اى شخص غريب لكنه لم يجد احد حيث كان الشارع فارغاً مرر يده بشعره يفركه بعصبية و هو يهمس من بين اسنانه المطبقة بقسوة 
=اها يا ولاد الكلـ.ـب.... هى حصلت لكدة و رحمة امى ما هرحمكم.... 

وقف مكانه عدة لحظات يتنفس بقوة و صعوبة بسبب الغضب المشتعل بداخله و هو يتخيل ما يرغب بفعله بهم عندما يعثر عليهم... فقد كان متأكداً ان توفيق الملعون هو من خلف كل ذلك... 

التف عائداً الى المنزل مرة اخرى و نيران الغضب تكوى اعماقه لكنه فور ان دلف الى مدخل العمارة و رأى صدفة جالسة على احدى درجات الدرج بوجهها المحتقن الملطخ بالدموع  و الخوف والارتعاب لا يزالان يظهران عليها بوضوح.. ازداد غضبه و اشتعل  اكثر فور تخيله انهم كانوا سيحصلون عليها لولا انه جاء الى المنزل مبكراً بعد ان يأس من ايجاد فرصة عمل يستطيع ان يكتسب منه رزقه.. 

اتجه نحوها بهدوأ ثم انحنى حاملاً جسدها المرتجف بين ذراعيه بصمت و لدهشته قامت باحاطة عنقه بذراعيها  دافنة وجهها بكتفه فلأول مرة منذ ما حدث بينهم تبادر بلمسه من تلقاء نفسها حيث كانت تتجنبه طوال الايام الماضية.. 
صعد بها الي شقتهم من ثم مباشرة الى غرفة النوم وضعها برفق فوق الفراش و ما ان حاول الابتعاد امسكت بيده رافضة تركه هامسة بصوت منخفض يملئه الخوف فلازالت لا تصدق انه بخير فقد شعرت بأسوء شعور في حياتها عندما اعتقدت بانها كادت ان تفقده... 
استلقى راجح بجانبها بصمت على الفراش لتسرع هى بالاندساس بين ذراعيه مشددة من احتضانها له.. دافنة وجهها بعنقه مستنشقة بقوه رائحته التى تعشقها و الذعر و الخوف من فقدانه لا يزال يعصفان بداخلها.. 
مررت يدها بلهفة فوق كتفه و ذراعه تتلمسه برفق حتي تطمئن قلبها بانه بالفعل بخير و بين يديها..؟
لا تصدق بانها كادنت على وشك  ان تفقده خاصة و هم متخاصمين فقد رفضت جميع محاولاته طوال الايام الماضية لكى يجعلها ان تسامحه.. 
لكنها الان لا ترغب بشئ من هذة الحياة سوا ان يكون معها بخير و بصحة جيدة....فهى غير مستعدة بان تفقده.... 
مرر راجح يده فوق ظهرها محاولاً تهدئتها قبل ان يرفع برفق رأسها المدفون بعنقه مرر اصبعه بحنان فوق وجنتيها يمسح برفق خدها قبل ان يقوم بنزع الحجاب الذى تعقده حول رأسها و هو ينظر بعمق بعينيها قائلاً بصوت منخفض
=انتى عارفة ايه اللى حصل النهاردة... 

هزت رأسها نافية هامسة بصوت مختنق
= مش عارفة حاجة... و لا بقيت فاهمة حاجة.... 
لتكمل وهى تقرب وجهها منه تستنشق انفاسة الدافئة بشغف قبل ان تسند جبينها على جبينه 
=بس اللى عارفاه انى معنديش استعداد اخسرك..  انت روحى و كل حياتى يا راجح...

انهت جملتها تلك مخفضة رأسها نحو صدره تطبع  بشفتيها المرتجفة قبلات متتالية فوق موضع قلبه الذى كان يخفق بجنون بضربات عاصفة مجنونة... 

اهتز جسد راجح بعنف فور ان شعر بقبلاتها تلك فوق صدره بينما اخذ قلبه بتسابق بجنون و هو لا يصدق انه سمع اخيراً  تلك الكلمات منها بعد ان يأس من ان تسامحه.. 

احاطت يده بمؤخرة عنقها هامساً بصوت مرتجف و هو يرغب التأكد مما سمعه
=يعنى... يعنى انتى سامحتينى...؟ 

اومأت برأسها بالموافقة بينما ارتسمت ابتسامة  مرتجفة على شفتيها مما جعله يلتقط نفساً طويلاً قبل ان يضغط بشفتيه علي شفتيها يقبلها بلهفة و يده تمر  ببطئ على عنقها يجذبها اقرب اليه بينما يستحوذ بالكامل علي شفتيها مقبلاً اياها بشغف مما جعل الحرارة تنتشر داخل عروقه سريعاً كالحمم الملتهبة فقد مر وقت طويل منذ ان لمسها بهذا الشكل... 

دفعته برفق فى صدره فاصلة قبلتهم عندما احتاجت الى الهواء لكنها شهقت عندما رأت الرغبة العاصفة التى اظلمت بها عينيه لكنه كتم شهقتها تلك بشفتيه يقبلها مرة اخرى بينما يضمها اليه اكثر.... لكنه اضطر الى فصل قبلتهم مذكراً نفسه بمدى ضعفها و مرضها.. 
همس بصوت اجش مرتجف و هو يتلمس شفتيها المنتفخة بانامله 
=واحشتينى اوي يا مهلبية... 

عقدت ذراعيها حول عنقه هامسة بصوت يملئه الاشتياق و اللهفة
=انت اللى واحشتنى يا قلب المهلبية....

تنهد قائلاً و هو يطبع قبلة على مقدمة انفها
=طلعتى عينى..و روحى يا صدفة... انا خلاص كنت قربت اتجنن... 

هزت كتفيها قائلة بعتاب
=ومين السبب في ده مش انت اللى صدقت عليا ان ممكن اخونك..و ابقى مع راجل تانى و.... 

وضع يده فوق فمها يمنعها من تكملة جملتها
=عارف ان عندك حق..و انى مهما اقول مش هيشفعلى اللى عملته........ 
ليكمل و هو يلف ذراعه حول خصرها يقربها منه برفق
=بس لازم تعرفى برضو اللي حصل يومها...... 
ثم بدأ يخبرها بما حدث ثم جعلها تشاهد الصور التى ارسلت له 
انفجرت باكية فور رؤيتها لصورتها الشبة العارية عاى هاتفه مما جعله يضمها اليه محاولاً تهدئتها لهثت قائلة بصوت يملئه الالم دافنة وجهها بعنقه تبكى بمرارة
=ليه... عملت في هاجر ايه علشان تعمل فيا كده... ليه ده انا كنت بعتبرها اختى... و أمنتها علي سرى...بعدين عايزين يخطفونى يعملوا بيا ايه... 

ربت بحنان علي ظهرها محاولاً تهدئتها 
=مش انتى يا حبيبتى اللى مقصودة من كل ده هما استخدموكى علشان يضربونى في ظهرى...... 
ليكمل بلوم و هو يتحسس وجهها بحنان
=و انتى كمان غلطتى يا صدفة....و ساعدتيهم فى كل ده.... 

هزت رأسها هامسة بارتباك 
=انا..طيب ازاى...عملت ايه..؟! 

احاط وجهها بيديه مغمغماً بصوت اجش
=لما خبيتى عليا انك مبتعرفيش تقرى و تكتبى.... و روحتى من ورايا لمدرسة... لو كنت اعرف من الاول عمر ما كان ده حصل ولا قدروا يستغلوكى ضدى..
ليكمل بحنان و هو يفرك برفق جانب عنقها بابهامه متحسساً جلدها الناعم
=عايزك تعرفى ان ده عمره ما كان هيقلل منك في عينى ابداً بالعكس..ده يعرفنى.. قد ايه انتى اتعذبتى و شوفتى كتير في  حياتك و يخالينى اشيلك في قلبى و عينيا.... 
  
شعر بجسدها يرتجف بقوه بين ذراعيه تأثراً بكلامه هذا مما جعله ينحني عليها يقبل وجهها بشغف موزعاً قبلات متفرقة فوقه حتي وصل الي شفتيها ليقبلها بيأس و حاجة مشدداً من احتضانه لها بينما بدالته هي قبلته تلك بشغف...
بعد عدة لحظات ابتعد ببطئ عنها بأنفس لاهثه تاركاً لها المجال للتنفس بينما همست صدفة باكية
=انا بحبك اوى.. يا راجح.. و الله عمرى ما هخبى ابداً عنك حاجة بعد كده......... 

ابعد شعرها المتناثر فوق وجهها الي خلف اذنها مغمغماً بصوت اجش
=و انا مش بحبك بس يا صدفة انا بعشقك... انتى النفس اللى بتنفسه...و عمر اللى حصل ده ما هيتكرر تانى صدقينى.... 
ليكمل بحزن و عينيه تظلم بشدة
=و في حاجة عايز ابقى احكيلك عليها... عنى انا و عابد و الراوى... 

عقدت حاجبيها قائلة بارتباك بينما تهز رأسها باستفهام
=هتقولى ايه ؟

اجابها بهدوء يعاكس الالم و الانفعال اللذان يلتمعان بعينيه
=بعدين هحكيلك كل حاجة....

ليكمل سريعاً ممرراً يده فوق انتفاح بطنها البسيط 
=حبايب بابا عاملين ايه...؟!

اشرق وجهها بابتسامة واسعة فور سماعها كلماته تلك اخذت أصابعها تداعب فكه بينما عينيها تحدق في وجهه قبل ان ترفع رأسها أخيرًا و تضغط بقبلة رقيقة فوق فمه 
=تعبنى و مجننى..زى ابوهم...

تنهد راجح قائلاً بحزن مصطنع
=طيب و نبى ابوهم غلبان... 

همست بالقرب من شفتيه مشاكسة اياه و هى تبتسم بخبث
=انت.. غلبان... انت...... 
لتكمل بشقاوة ويدها تتحسس صدره من اسفل قميصه مما جعله بقبض على يدها تلك مزمجراً
=صدفة... متختبريش صبرى...انا على اخرى

اطلقت ضحكة رنانة جعلت دقات قلبه تتتسابق بجنون فقد اشتاق الي سماع صوت ضحكتها تلك...
عقد ذراعيه حولها يضمها اليه بقوة دافناً وجهه بعنقها يمتص أنفاس عميقة من رائحتها التى اشتاق اليها.. فلم يشعر أبدًا بأنه على قيد الحياة أكثر مما كان عليه في هذة اللحظة فهذة المرأة هي الحياة بالنسبة اليه.. 
تثائبت صدفة بنعومة مما جعله يدرك انها تشعر بالارهاق همس بالقرب من اذنها 
=نامى يا مهلبية.....يلا و ارتاحى 
اومأت برأسها بصمت عاقدة ذراعيها من حوله تبسط راحتها على ظهره العريض و لم تمر سوا دقائق قليلة و سقطت بالنوم بين احضانه... 
بينما ظل هو مستيقظاً متنعماً بشعورها بين ذراعيه و الذى افتقده كثيراً خلال الاسابيع الماضية التى مرت عليه كالجحيم.. 

   ༺༻༺༺༺༻༻༻

بمكان اخر... 

صرخ توفيق بغضب بالهاتف
=يعنى ايه يا روح امـ.ـك... راجح طب عليك..... 

اجابه خميس بتلعثم 
=انا... انا كنت مستنى تحت بعد ما قولتلها تغير هدومها و تحصلنى تحت.... 

قاطعه توفيق هاتفاً بشراسة
=و منزلتهاش معاك ليه يا غبـ.ـى على طول...هدوم ايه اللي خلتها تغيرها.... 

غمغم خميس بخوف
=كانت لابسة عباية بيتى و لو كانت نزلت كدة كانوا اللي الناس اللى في الشارع خدوا بالهم ان حصل حاجة و كانوا اتلموا علينا..بعدين انا اول ما شوفت راجح الراوى داخل البيت خدت العربية و جريت... 

صرخ توفيق بغاضب عاصف
=انت اللى غـ.ـبى... و انا غلطان انى اعتمدت على واحد زيك حـ.ـمار... غور ابـ.و اللي يعتمد عليك...... 

انهى المكالمة و القي الهاتف من يده و هو يصرخ بشراسة فقد خربت خطته فماذا سيفعل الان..و من اين سيأتى بالاموال التى  يسدد بها تلك الوصولات.. 

توقف قليلاً و قد ضربته فكرة جعلت شفتيه تتسع بابتسامة واسعة 
=ازاى فاتتنى دى.... 

امسك هاتفه و بدأ يبحث به عن مراده... اقتربت منه اشجان  التى دلفت الى الغرفة و هى تحمل صينية من الطعام قائلة بحدة
=ها... هتعمل ايه... بعد ما بنت الكـ.ـلب دى فلتت... هتجيبها تانى ازاى..؟! 

لوح توفيق بيده دلالة على عدم الاهتمام و هو لا يزال يعبث بهاتفه
=لا سيبك من صدفة دى خالص دلوقتى... راجح هيقفل عليها بعد ما عرف اننا حاولنا نخطفها.... انا لقيت حل تانى اجيب منه الفلوس

وضعت اشجان الصينية من يدها بحدة فوق الطاولة و هى تهتف بغضب
=نعم يا خويا... يعنى اية اسبنى منها... انت عارف انى هموت و انزل مناخيرها الارض... 

قاطعها بحدة  ملتفاً نحوها يتطلع اليها بقسوة
=بقولك ايه... انا مش فاضى للت النسوان بتاعك ده... انا كل اللى يهمنى الفلوس... 

صرخت به اشجان مقاطعة اياه
=طيب انت هتطلع بالفلوس... انا بقى.. هستفيد ايه من ام الليلة دى... 

اقترب منها مربتاً على ذراعها 
=متقلقيش... هطلعك بمصلحة حلوة من الليلة... 
ليكمل غامزاً بعينه 
=هو انا ليا غيرك يا شوشو..... 

نفضت يده بعيداً قائلة بحدة
=ايوة ياخويا كُل بعقلى حلاوة...ما اشوف اخرتها... 
لتكمل و هى تزفر بحدة
=هتبات النهاردة هنا... ولا هتمشى..؟! 

اجابها و هو يبتعد عنها
=هبات... مش قولتى عابد مسافر و مش جاى الا بكرة

اومأت برأسها قائلة و هى تتناول تفاحة من الصحن الذى فوق الطاولة 
=ايوة مسافر... من يوم ما راجح سابله الشغل و هو عمال يلف حاولين نفسه زى الفرخة الدايخة... 

ضحك توفيق قائلاً بتهكم
=هو اصلاً مالوش في الليلة.. و لا يفهم فيها...
ليكمل و هو يلتقط هاتفه مرة اخرى
=سبينى بقى... علشان اعرف اركز و  اظبط الليلة...

زفرت بحدة قبل ان تلقى بنفسها فوق الاريكة و عينيها مسلطة عليه بغضل تتابع ما يفعله و داخلها ممتلئ بالغيظ و السخط... 

   ༺༻༺༺༺༻༻༻

بـعـد مـرور اسبـوع..... 

تلملمت صدفة في نومها عندما شعرت بيدين تتلمسها حاولت تجاهله و جذب الغطاء اعلى رأسها لكن جذبه بعيداً عنها راجح الذى كان يجلس على طرف الفراش بجانبها محيطاً خصرها بذراعيه قبل ان يبداً يمطر وجهها بقبلات رقيقة حنونة و هو يهمس بالقرب من اذنها
=يلا يا مهلبية اصحى علشان تتغدى.....انتى نايمة بقالك 4 ساعات

همهمت رافضة هامسة بنعاس و هى تدفن وجهها بالوسادة دافعة اياه بصدره برفض
=سيبنى يا راجح شوية.. كمان و نبى.. 

ضحك بخفة علي حركتها تلك لكنه رفض تركها تستكمل نومها مرر يده بحنان فوق بطنها المنتفخة فقد اوشكت على الانتهاء من الشهر الثالث من حملها.. و برغم شهور حملها القليلة تلك الا ان بطنها كانت اكبر من حجمها الطبيعى لأى حامل اخرى بنفس شهور حملها حيث كانت تحمل بطفلين و ليس طفل واحد.. تحسس بطنها بلطف قائلاً
=مش هينفع لازم تصحى تاكلى علشام ميعاد الدوا..... 
ليكمل و هو يدفن رأسه ببطنها يقبلها بحنان كما لو كان يقبل اطفاله
=و علشان الحلوين دول يشرفونا.. و صحتهم كويسة...

ابتسمت صدفة و هى لازالت مغلقة العينين مدت يدها تدفنها برأسه الذى لا يزال فوق بطنها تمرر اصابعها بحنان بشعره.. 
تنهدت عندما ساعدها بلطف على النهوض ليجعلها نصف مستلقية واضعاً خلف ظهرها وسادة حتي يحقق لها الراحة.. 
ثم وضع علي ساقيها صينية تحتوى على  الدجاج المحمر و الارز و البطاطس المصنوعة بالفرن فقد كان يحاول ان يمدها بجميع الاطعمة التي يمكن ان تغذيها هي و اطفالهم... 
احاط وجهها بيديه مبعداً شعرها المتناثر بعشوائية فوق عينيها الي خلف اذنها طابعاً قبلة على شفتيها  قائلاً بحنان
=يلا يا حبيبتى كلى... 

قطبت حاجبيها وهى تتفحص الطعام قائلة بتململ
=هو كل يوم فراخ.. و لحمة يا راجح... انا زهقت

ربت برفق فوق خدها قائلاً بمرح 
=لا مش كل يوم و بطلى استعباط يا صدفة... انا بحاول كل يوم انوعلك الاكل علشان متزهقيش و فى نفس الوقت تستفيدي منه..... 

تنهدت بسخط  مما جعله يضرب اصبعه برفق فوق جبينها قائلاً بتحذير
=افردى بوزك...و عايز الاكل ده كله يخلص....

امسكت بيده توقفه عندما رأته ينهض 
=مش هتاكل معايا.... 

اجابها و هو يدلك باصابعه راحة يدها التى تمسك بيده
= لا يا حبيبتى انا كلت... لسه مخلص اكل... كلى انتى... يلا 
ليكمل بهدوء مشيراً الى الخارج
=هروح انضف الشقة... و اشوف هعمل ايه.... 

خفق قلب صدفة على حنانه هذا فهو منذ مرضها حتى من قبل ان يعلم بحملها و برائتها كان يمنعها من عمل اى شئ بالمنزل فقد كان يقوم هو بجميع الاعمال المنزلية برغم انه يجد الصعوبة فى تنفيذها بعض الشئ حيث احرق الطعام عدة مرات... و قام بخلط الملابس اثناء غسلها الا انه يبذل اقصى جهده رافضاً محاولاتها لمساعدته مصراً على ان تستريح تماماً... 

رفعت يده طابعة قبلة حنونة عليها مغمغمة بشغف و عينيها ممتلئ بالامتنان والحب
=ربنا يخاليك ليا يا حبيبى...انا عارفة ان كل ده كتير و صعب عليك.. 

مال نحوها و شفتيه تلمس شفتيها يقبلها بلطف بينما يده تمر ببطئ فوق بطنها المنتفخة فقد اصبحت تلك حركته المعتادة كلما كان بالقرب منها كما لو كان ادمنها فصل شفتيهم هامساً باعين تلتمع بالعشق و الشغف
=و يخاليكى ليا... و يديمك نعمة فى حياتى يا صدفة... اى حاجة في الدنيا دى ممكن استحملها الا انك تبعدى عنى تانى..... 

قفز قلبها بداخل صدرها بعنف فور سماعها كلماته تلك طبع قبلة اخيرة على جبينها قبل ان يستقيم و يتجه نحو باب الغرفة مغادراً....

    ༺༻༺༺༺༻༻༻

خرج راجح من غرفة صدفة و اتجه نحو غرفة الاستقبال يشعر بالثقل و الانهاك ارتمى فوق الاريكة مخرجاً من جيبه حافظة نقوده... 
التى قام بتفريغ جميع محتوياتها علي الاريكة بجانبه اخذ يعد النقود التى معه..
زفر بحنق و هو يفرك وجهه بعصبية فقد بدأت الاموال تنفذ منه و لم يعد معه الا القليل... 
فقد كان يحاول ان يقتصد قدر امكانه لا يأتي الا بالضروريات مثل ادوية صدفة و الطعام اللازم لاستعادتها صحتها.. 
فقد كان يأتي بالطعام الذى يكفيها هي فقط بينما هو يكتفى بأكل اي شئ يسد جوعه فالاموال التى معه لن تكفيهما معاً... 
لا يعلم ماذا يفعل و المال بدأ ينفذ منه فكيف سيهتم بصدفة.. خاصة زيارتها للطبيب اسبوعياً تتطلب مبلغ و قدره...
فرغم علمه انه لن يستطع العمل الا بالوظيفة التي مارسها منذ ان كان مراهق لم يبلغ السبعة عشر عاماً الا انه  اخذ يبحث عن اى وظيفة يمكنه من خلالها الانفاق على زوجته...

تشدد وجهه بغضب فور تذكره اليوم الذي ذهب به الي الوكالة حتي يسترد حقه من عابد الراوي فقد منعه من دخول الوكالة حيث استأجر عدة رجال لكى يمنعوه من دخول الوكالة فقد علم انه بالبداية طلب من عمال الوكالة القيام بهذة المهمة لكنهم رفضوا تنفيذ امره هذا مما جعله يستأجر بلطجية  مرتزقة حاوطوا انحاء الوكالة... 
و عند ذهابه  الى هناك تصادم معهم لكنهم غلبوه حيث كانوا اكثر منه عدداً مما جعله يغادر و انتظر عابد اسفل المنزل و عند قدومه تشاجر معه لكنه احتمى بالبلطجية الذين اصبحوا يرافقونه بكل مكان..  
ومنذ ذلك اليوم اخذ يبحث عن عمل اخر حتى يجد حل مع عابد حتى انه اضطر الى عرض سيارته للبيع لكنه لم يجد لها مشترى حتى الان... 

فرك وجهه بقوة محاولاً تهدئت ذاته فسوف يجد حل بالتأكيد... 
تنهد قبل ان ينحنى ويلتقط شطيرة فول من الصحن الموضوع فوق الطاولة فهذا كان طعامه طوال الفترة الماضية.. 
اخذ يأكل و هو يفكر في حل لما هو به فلم يعد معه سوا سبعون جنيهاً لن تكفى شئ من الالتزامات التى عليه...

   ༺༻༺༺༺༻༻༻

في ذات الوقت... 

كانت اشجان جالسة على الفراش تدلك قدم عابد الذى كان يدخن من الشيشة التى بجانب الفراش قائلة بمكر
=قولت ايه يا عابد... موافق... 

ربت عابد على ذراعها قائلاً
=اهدى يا اشجان... متبقيش حامية اوى كدة... بعدين اكتبلك ازاى محل باسمك... انت عايزة الناس تاكل وشى ..... 

هتفت اشجان بحدة و هى تنزع يده من فوق ذراعها
=و الناس تاكل وشك ليه ان شاء الله...بقي

ارتشف عابد من كوب الشاى الذى بيده قبل ان يجيبها
=علشان كله عارف ان المحل ده بتاعى... ازاى في يوم و ليلة يبقي بتاعك... 

وضعت يدها فوق خده تدير وجهه اليها في محاولة منها لجذب انتباهه
=قول انى اشتريته منك.... 

ضحك عابد قائلاً بسخرية
=اشتريتى ايه يا اشجان... اشتريتى محل يدخله في 2 مليون جنية... هنضحك علي بعض ما كله عارف انك متملكيش جنية..... 

انتفضت واقفة مبتعدة عنه هاتفة بغضب 
=قصدك ايه يا عابد بالظبط... لا بقولك اتكلم عدل معايا..... 

زفر عابد بحدة و قد تجهم وجهه بغضب مما جعلها تخفض صوتها مغيرة من طريقتها فور ادراكها انها اغضبته همست ببكاء
=خلاص يا عابد مش عايزة حاجة...خالينى كدة ضهرى مكشوف و اللى يسوى و ميسواش يبيع و يشترى فيا..... 

انهت جملتها منفجرة في بكاء مصطنع دافنة وجهها بين يديها مما جعل عابد يزفر بحدة قبل ان 
يمسك بذراعها جاذباً اياها بجانبه مرة اخرى عاقداً ذراعه حول كتفيها
=بتعيطى ليه دلوقتى.... 

ليكمل باستسلام قبل ان يغمغم بحده و هو يفرك وجهه 
=خلاص يا اشجان...هعملك اللى عايزاه.... 

اتسعت شفتيها في ابتسامة واسعة هاتفة بفرح فور سماعها كلماته تلك
=بجد...بجد يا عابد 

جذبها عابد من يدها لتصطدم بصدره
=ايوة بجد..... يا روح عابد.... 

مررت يدها ببطئ فوق صدره هامسة باغراء بالقرب من شفتيه
=يخاليك ليا..يا سيد الرجالة.... 

لتكمل و هى تنهض من فوق الفراش غامزة له بعينها
=ما اقوم اعملك طاجن كوارع يرم عضمك... 
انهت جملتها متجهة نحو الباب 
ضحك عابد هاتفاً من خلفها
=متنسيش ورق العنب معاه.. يا شوشو

اجابته اشجان هاتفة من الخارج
=عينيا.... 
ابتسم عابد متناولاً مرة اخرة الشيشة جاذباً نفساً عميقاً منها عندما صدح هاتفه برنين قصير دلالة على وصول رسالة اليه تناول هاتفه و هو يسعل بصوت متحشرج غليظ فتح الرسالة لكن ما ان رأى محتواها اختفت الابتسامة عن وجهه و قد تغضن وجهه بغضب و التمعت عينيه بقسوة تسارعت انفاسه و احتدت بشدة شاعراً كأن ستار اسود من الغصب يعمى عينيه.. هاتفاً بشراسة
=اها يا ولاد الكـ.ـلب....... 

القى الشيشة من يده منتفضاً واقفاً متناولاً ملابسه و ارتداها مسرعاً قبل ان يتجه نحو باب الشقة مغادراً كما لو الشياطين تلاحقه.. 

༺༻༺༺༺༻༻༻

خرجت صدفة من غرفة النوم وهى تحمل صينية الطعام الخاص بها حتى تجلس مع راجح بغرفة الاستقبال فقد ملت  من الاستلقاء بالفراش...
لذا قررت النهوض و تناولها الطعام اثناء مشاهدتها للتلفاز مع راجح... 
لكن تسمرت قدميها فور ان دلفت الى الغرفة و رأت راجح يجلس على الاريكة يتناول الطعام 
تقدمت نحوه قائلة بلوم 
=اخص عليك يا راجح لما انت لسه ماكلتش بتقولى كلت ليه  وسبتنى اكل لوحدى.... 
لكنها ابتلعت باقى جملتها عندما رأته ينتفض في مكانه مرتبكاً كما لو تفاجئ بوجودها وقعت عينيها على شطيرة الفول التى بين يديه والصحن الذى امامه و به اثنين من الشطائر اقتربت منه قائلة بارتباك
=بتعمل ايه يا راجح.. بتاكل فول ليه...؟! 

وضع راجح الشطيرة من يده قائلاً بتلعثم
=ابداً اصل زهقت من الفراخ و اللحمة فقولت اجيب ساندوتشات فول النهاردة.... 

شعرت صدفة بان هناك شئ خطأ يظهر من ردة فعله عندما انتفض فور سماعه صوتها و محاولته لتخبئت تلك الشطائر عنها مررت عينيها من حوله بحثاً عن شئ يستدعى ان يبدى ردة فعله تلك.. 
وقعت عينيها على حافظة نقوده و النقود الملقاه بجانبه على الاريكة. 
وضعت صينية الطعام من يدها على الطاولة قبل ان تتجه نحوه و تلتقط تلك الاموال و تقوم بعدها تحت نظرات راجح المرتبكة لتجدها لم تتجاوز المائة جنية انحنت لتلتقط محافظة النقود حتى تبحث عن مال اخر بداخلها و قد بدأت تستوعب ما يحدث لكن اسرع راجح بالتقاطها قبلها قائلاً بحدة وهو يحاول ابعادها عنها
=في اية يا صدفة...عايزة ايه..؟! 

اختطفت الحافظة من يده و ادارت ظهرها له سريعاً عندما حاول جذبها منها لتشعر بالبرودة عندما تحققت من ظنونها فقد كانت بالفعل الحافظة فارغة... 
رفعت عينيها هامسة بصوت مختنق
=لما انت مش معاك فلوس.... كان لازمته ايه تصرف عليا كل ده.... 

غمغم بخشونة و عصبية مفرطة
=و انتى مين قالك بقى انى مش معايا فلوس...... 

هتفت صدفة بحدة مقاطعة اياه 
=متكدبش عليا يا راجح..... 

لتكمل و هى تلقي الحافظة بجانبه مشيرة بيدها نحو الطعام الذى على الطاولة
=بقي عمال تاكلنى في فراخ و لحمة و خضار و فاكهة اشكال والوان... و انت بتاكل في فول و طعمية... 

غمغم  بمرح وهو يلوي شفتيه في شبه ابتسامة محاولاً التخفيف من الامر
=طيب و ماله الفول و الطعمية طيب والله احلى من اى اكل.... 

شعرت صدفة بالذنب يعصف بها فقد امضت الايام الماضية تتنعم بتدليله لها و لم تفكر فيما فعله بعد ان طرده والده من العمل و لا من اين اتى بالمال دفنت وجهها بين يديها بينما حلقها ينقبض وهى تحاول كتم شهقات بكائها لكنها فلتت منها منكسرة.. 
جذبها راجح نحوه على الفور مجلساً اياها فوق ساقيه يضمها اليه قائلاً بحنان و هو يمرر يده فوق رأسها المدفون بصدره
=بتعيطى ليه بس يا حبيبتى دلوقتى... 
ليكمل و هو يزيد من احتضانه لها عندما استمرت بالبكاء
=الدنيا مزنقه معايا الفترة دى اها مزنقه معايا بس ربك هيفرجها من عنده متخفيش....

رفعت وجهها من فوق صدره هامسة من بين شفتيها التى كانت ترتجف بقهر 
=بس انا حاسة بالذنب انت شلت فوق طاقتك بسببى... 

قاطعها بنبرة متحشرجة و هو ينظر الي عينيها الملتمعة بالدموع
=ذنب ايه بس يا حبيبتى.. ليه هو انتى اللى طردتينى من الشغل و لا كلتى حقى.... 
احاط وجهها بيديه مقبلاً مقدمة انفها المحمرة من اثر بكائها
=لو عايزة تريحينى  و تخففى عنى يبقى تاخدى بالك من نفسك و من ولادنا..... 
ليكمل و هو يمطر وجهها بقبلات شغوفة و يده تتحسس بطنها بحنان
=انتوا اغلى و اهم حاجة في حياتى... كل حاجة ممكن تتعوض الا انتوا....... 

عقدت ذراعيها حوله دافنة وجهها بعنقه تقبله بحنان قبل ان تنهض من فوق ساقيه شدد ذراعيه رافضاً ان يدعها تذهب مما جعلها تهمهم 
=ثوانى بس يا حبيبى..... 

افلت صراحها و شاهدها و هى تغادر الغرفة من ثم عادت بعد عدة دقائق جالسة فوق ساقيه مرة اخرى امسكت بيده من ثم وضعت مبلغ من المال به..

غمغم راجح بارتباك و هو يتطلع الى المال الذى بيده
=ايه دول يا صدفة..؟! 

اجابته و هى تعقد ذراعيها حول عنقه مرة اخرى
=دول 7 ألاف جنية..... 

غمغم بحدة و هو ينظر للمال بصدمة
=7 الاف..؟! جبتيهم منين

اجابته بهدوء وهى تمرر يدها برفق على ظهر عنقه
=فاكر الـ5 ألاف اللى كنت ادتهوملى قبل جوازنا علشان اجيب اى حاجة نقصانى انا مكنتش صرفتهم و كمان كنت بحوش المصروف اللي كنت بتدهولى لنفسى كل اول شهر... خدهم فك بيهم زنقتك.... 

اعاد المال اليها مرة اخرى قائلاً بحدة و صرامة 
=مش هاخد حاجة يا صدفة دى فلوسك...... 

وضعت يدها فوق فمه تمنعه من تكملة جملته قائلة 
=لا دى فلوسك... و لو  حتى فلوسى... انا و انت واحد....... 
لتكمل نازعة يدها من فوق فمه مسندة جبينها فوق جبينه
=خدهم يا حبيبى و فك زنقتك.. و اعتبر ده علشان خاطر ولادنا... و زى ما انت مش عايز حاجة في الدنيا دى غيرنا... انا كمان مش عايزة غيرك و لا مال الدنيا كله يسوى شعرة واحد منك.... 

عندما هم بالاعتراض همست بالقرب من اذنه وهى تقبله بشغف فوق جانب عنقه
=علشان خاطرى يا حبيبى....... 

تنهد راجح باستسلام مغمغماً بالموافقة مما جعلها ترفع رأسها مبتسمة باشراق و سعادة جعلت ضربات قلبه تتقافز بجنون دفن وجهه بعنقها مقبلاً حلقها بشغف و هو يكاد يفقد السيطرة على نفسه من شدة اشتياقه لها لكنه انتفض واقفاً بفزع و هو يحمل صدفة بين ذراعيه عندما صدح بالارجاء صوت صراخ حاد مرتفع يأتى من الخارج جعل قلب راجح يكاد يتوقف من شدة الفزع



الفصل السادس والعشرون 

 انتفض راجح واقفاً بفزع و هو يحمل صدفة بين ذراعيه عندما صدح بالارجاء صوت صراخ حاد مرتفع يأتى من الخارج جعل قلبه يكاد يتوقف من شدة الفزع. 
خفض صدفة على قدميها قائلاً بصرامة و هو يتجه نحو باب الشقة
=خاليكى هنا... و اقفلى باب الشقة عليكى كويس.... 

ركضت خلفه محاولة اللاحق به مما جعله يستدير اليها هاتفاً بحدة و قد تغضن وجهه بغضب 
=مش قولتلك خاليكى  مكانك...... 

غمغمت صدفة بينما تتقدم نحوه 
=مش هينفع اسيبك لوحدك....... 

زفر راجح بحدة بينما يلتقط المفتاح المعلق على الحائط ثم خرج و اغلق عليها من الخارج بالمفتاح حتى لا تستطع الخروج... 
هبط الى الاسفل و صوت الصراخ يتعالى اكثر و اكثر فتح باب شقة والديه بمفتاحه الخاص و انطلق نحو البهو حيث كان الصراخ يصدر من هناك.. 
لكن تجمدت قدميه عندما وجد هاجر ملقية على الارض بوجه متورم ملئ بالكدمات و الدماء تنساب منه بينما عابد يقف فوقها وبين يديه سكين حاد يهددها به اندفع راجح نحوه على الفور يجذبه من ذراعه عندما رأه يرفع السكين و ينوى طعنها به صرخ به راجح وهو يمسك بيده
=بتعمل ايه..... سيب اللى فى ايدك ده

صرخ به عابد و هو يدفعه بعيداً بقسوة 
=اوعى.....و ابعد ايدك دى.... 

لم يتزحزح راجح من مكانه حيث ظل يقبض بقوة على يده الممسكة بالسكين رافضاً تركه
=استهدى بالله... و سيب اللى في ايدك ده.... بعدين هى عملت ايه لكل ده

التف اليه عابد مزمجراً بشراسة و هو يحاول جذب يده الممسكة بالسكين من قبضة راجح المحكمة حوله 
=و انت مالك.. ايه دخلك.. بنتى و بربيها... غور من هنا انا مش ناقصك...  
انهى جملته جاذباً  يده بقوة مما جعل السكين تمر بقسوة فوق ذراع راجح مما تسبب بجرحه... 

تراجع عابد الى لخلف و عينيه ملتمعة بالصدمة فور رؤيته ما تسبب به..لكنه تدرك الامر هاتفاً بقسوة 
=شوفت شوفت... بغبائك عملت ايه.. اطلع برا الحكاية مش نقصاك.... 
ليكمل بشبه هستيرية و هو يلقى السكين من يده لتسقط على الارض.. 
=مش انت واقف علشان السكينة ادى السكينة اهها... اتكل على الله بقى... يلا دى حاجة عائلية ايه حشرك بنا.... 

تصلب وجه راجح بغضب عاصف ضاغطاً بقوة على الجرح الذى بذراعه وهو يقاوم الرغبة الملحة بداخله بتمزيق وجهه.. 
فى هذا الوقت دلفت نعمات التى كانت بالخارج و عادت للتو راكضة نحوهم هاتفة بفزع فور رؤيتها لهاجر الملقية على الارض تبكى بصوت مرتفع صاخب
=في ايه.... مالها هاجر...؟؟ 

لتكمل ضاربة يدها فوق صدرها بفزع فور رؤيتها للدماء المنسابة من ذراع راجح
=ايه اللى عورك كده...فى ايه يا راجح ايه حصل....و هاجر مالها 

اخذ راجح يتطلع اليها بصمت عدة لحظات و يده تقبض على الجرح بذراعه
=اسألى الحاج عابد و هو يقولك....دى حاجة عائلية ماليش فيها
ثم تركها و التف مغادراً المكان بهدوء لتلتف نعمات الي عابد هاتفة بهلع و هى تتجه نحو هاجر
=فى ايه يا عابد... ما تفهمنى فى ايه البت مالها؟! 

انهت جملتها صارخة عندما امسك بذراعها جاذباً اياها بعيداً يمنعها من الوصول الى ابنتها 
=ابعدى عنها و متقربلهاش..... 
ليكمل وهو يتجه نحو هاجر التى زحفت الى الخلف بخوف عندما رأته يقترب منها قابضاً على شعرها بقسوة مما جعلها تصرخ منتحبة
=و الله يا بابا ما عملت حاجة غلط... الصورة دى متركبة.... و الله مش انا... مش انا....... 

صفعـ.ها بقوة و هو يصرخ بها بشراسة
=اخرسى يا بنت الكـ.ـلب مسمعش صوتك...... 
اخذت تصرخ بانها ليست هى من بتلك الصور لكنه لم يستمع اليها حيث اخذ يصفـ.عـها اياها بقسوة عدة صفعـ.ات تحت نظرات نعمات التى اخذ جسدها يرتجف باكية و هى لا تسوعب ما يحدث غير قادرة على التدخل خوفاً من غضبه...

قبض عابد على شعر هاجر مرة اخرى يجرها منه جراً على الارض لتلحق به نعمات التى لم تعد تستطع ان تظل صامتة على ما يفعله بأبنتها تصرخ عليه ان يدعها لكنه تجاهلها..و ظل يجرها من شعرها حتى وصل بها الى غرفتها دافعاً اياها الى الداخل ثم اغلق الباب عليها بالمفتاح ملتفاً الى نعمات التى كانت تقف منتحبة بشدة
=بنت الكلـ.ـب دى متطلعش برا الاوضة و لو طلعت عليا النعمة لادبحـ.ـها.....و ادبحـ.ـك فاهمة

اندفعت نحوه  تمسك بعنق جلبابه تهزه بقوة وهى تصرخ باكية
=بتعمل في البت كده ليه.... دى البت الحيلة.. انت ايه اتجننت..... ولا شارب حاجة...من البلاوى اللى بقيت بتطفحها 

دفع يدها بعيداً و هو يهتف بشراسة مقاطعاً اياها
=لا ياختى مش شارب حاجة و خدى اتفرجى  على البت الحيلة... و هى بتدفـ.ـن شرفنا في الطين.... 

اخرج من جيبه هاتفه الذى ظل يعبث به لعدة ثوان قبل ان يديره نحوها... 
شهقت نعمات لاطمة خدها بيدها و قد شحب وجهها بشدة فور ان رأت صور ابنتها مع توفيق الحلاونى حيث من ضمن تلك الصور صورة لهم و هم يقبلان بعضهم 
اخذت تلطم خدييها و هى تصرخ منتحبة 
=نهار اسود و منيل....عليها و على سنينها السودا.... 
انهارت على الارض باكية بحرقة و هى لازالت تلطم خدييها بغير وعى بينما ظل عابد ينظر اليها بقسوة عدة لحظات قبل ان يلتف و يغادر بوجه اسود مشتعل من شدة الغضب.. 

        ༺༺༺༻༻༻

فى ذات الوقت...

انتفضت واقفة صدفة التى كانت تنتظر ببهو الشقة و الخوف يتأكلها من الداخل فور ان رأت راجح يدلف الى المنزل تقدمت نحوه  على الفور هاتفة بقلق
=كان فى ايه يا راجح... الصويت ده كان ايه....؟؟ 
لكنها ابتلعت باقى جملتها فور ان رأت  بقعة الدماء التى على ذراع قميصه امسكت به هاتفة بهلع و الارتعاب مرتسم على معالم وجهها
=يا نهار اسود ايه حصل لدراعك... مين عورك....؟! 

اجابها بصوت مرهق و هو يتجه نحو عرفة الاستقبال
=اطمنى يا صدفة مفيش حاجة... ده خدش بسيط... 

تابعته للداخل مقاطعة اياه بحدة و هى تتجه نحوه حتى وقفت امامه تفتح ازرار قميصه و تنزعه عنه حتى تفحص الجرح الذى وجدته بالفعل غير عميق 
=يعنى ايه خدش بسيط... مين عمل فيك كدة برضو... 

زفر  بحدة فاركاً وجهه بعصبية و هو يجلس على الاريكة التى كانت   خلفه و ظل صامتاً مما جعلها تتجه نحو الحمام حتى تأتى بحقيبة الاسعافات و تضمد جرحه
عادت بالحقيبة و جلست بجانبه تطهر  الجرح و تضمده بصمت و فور ان انتهت احاطت خده بيدها تدير وجهه اليها 
 =ايه اللى حصل يا حبيبى...فهمنى؟! 

ظل ينظر اليها عدة لحظات وهو يشعر بالتردد من اخبارها فهو يعلم كم هى مندفعة لكنه لن يخبئ عنها شئ كما و عد نفسه 
=نزلت لقيت عابد ماسك السكينة و عايز يموت هاجر.. بشدها منه ايده فلتت فاتعورت.... 

هتفت صدفة بحدة و عفوية و وعينيها تشتعل بنيران الغصب 
=انا كنت متأكدة ان الراجل الواطى ده هو اللى ورا كل ده.... 

لكنها ابتلعت باقى جملتها ضاربة بيدها فوق فمها فور ادراكها ما تفوهت به همست بتردد و حرج وقد اشتعل خدييها بشدة
=معلش يا راجح انا عارفة انه ابوك مهما كان و ميصحش اشتمه... 

ظل صامتاً عدة لحظات و هو يشعر بالتردد بداخله قبل ان يستجمع شجاعته..
تنحنح قائلاً بنبرة باهتة و هو ينظر داخل عينيها
=صدفة.... عابد و نعمات... ميبقوش ابويا و امى الحقيقين..   

انحبست انفاسها داخل صدرها 
فور سماعها كلماته تلك همست بارتباك و هى تظن انها قد سمعته بشكل خاطئ
=انت... انت بتقول كده علشان يعنى زعلان معاهم..... 

هز رأسه نافياً قائلاً بصوت اجش بينما الألم مرتسم بوضوح بعينيه
=لا.. هما فعلاً مش ابويا و امى... انا بالنسبالهم طفل لقيط خدوه ربوه و هو صغير علشان يكسبوا فيه ثواب مش اكتر.... 
ليكمل مخبراً اياها بكل شئ منذ البداية كانت صدفة تستمع اليه و قلبه يتمزق ألماً لما تعرض له طوال حياته بسبب عابد و لسانه السليط الان فهمت لما كان يعامله بتلك الطريقة القاسية فقد كانت تتعجب لما يعامله بهذا الشكل بينما يعامل هاجر و مروان بلطف و حب عكس راجح فقد كان دائماً  يتعمد ان يقلل من شأنه..و يقوم باحراجه و التحدث معه بنبرة متعالية قاسية..
اقتربت منه ممسكة بيده تقبض عليها بلطف ليختنق حلقها بالدموع فور ان رأته يشيح وجهه بعيداً لكن ليس قبل ان ترى الالم و الدموع المحتبسة بعينيه.. 
مما جعلها تنهض و تجلس على ساقيه تضم رأسه الى صدرها عاقدة ذراعيها من حوله مقبلة اعلى رأسه بحنان هامسة له 
=ده عمره ما يقلل منك.. بالعكس.. انت سيد الرجالة كلهم...
لتكمل و هى ترفع وجهه اليها 
=انت اعتمدت على نفسك و كبرت الشغل... مش ذنبك ان هو راجل واطى و قليل الاصل... 
احاطت وجهه بيديها ممررة اصابعها بحنان على خدييه محاولة ازالة نظرة الالم المرتسم. بعينيه
=انت عارف ليه كان دايماً بيعاملك كدة و دايماً كان بيقلل منك... 
هز راجح رأسه بصمت دلالة على عدم  معرفته
=علشان يخاليك دايماً حاسس انك قليل... و انك لازم تشيل طول عمرك جميلة انه خدك و رباك.. و ده اللى عمله يا راجح فعلاً كان بيبهدلك فى الشغل... و سرق حقك.... و انت مكنتش قادر تنطق.... 

اسندت جبينها على جبينه و هى تكمل
=اللى عايزاك تفهمه كويس انك احسن واحد فى الحارة دى و مش فى عينى بس لا....فى عين كل الناس انا اللى كنت وسطهم و عارفة بيتكلموا عنك ازاى...انت حاجة كبيرة اوى يا راجح بالنسبالهم بجدعنتك و شهامتك و وقوفك معاهم فى أزاماتهم....

احاطها راجح بذراعيه يضمها بقوة اليه دافناً وجهه بعنقها يتنفس بعمق محاولاً تهدئة نبضات قلبه التى كانت تتسارع بجنون داخل صدره تأثراً بكلماتها تلك و قد اصبحت عينيه ضبابيتين من الدموع لكنه حاول بقوة مكافحتها... 
التقط نفساً قوياً قبل ان يرفع رأسه عن عنقها تنحنح بقوة محاولاً تصفية حلقه قبل ان يغمغم قائلاً و هو يطبع بشفتيه قبلة على جبينها
=ربنا يخاليكى ليا يا حبيبتى... 

ليكمل و هو يبتسم محاولاً التخفيف من حدة المشاعر التى تعصف بداخله و تغيير مجرى الحديث
=بس قوليلى.. يعنى لما قولتلك نزلت لقيت عابد ماسك السكينة و عايز يموت هاجر علقتى على انه عورنى و معلقتيش على هاجر  يعنى.... 

هزت كتفييها قائلة وهى تعكف وجهها بازدراء
=اصل بصراحة كده... اختك دي مبقتش اطيقها كفاية اللي عملته فيا.. هى و الكلب توفيق.... 
لتكمل سريعاً و هى تضرب بسدها على جبينها
=تصدق نسيت اقولك... مش هاجر هى اللي كانت بتسرق الفلوس من امك و منك....دخلت عليها في مرة لقيتها بتسرق من فلوسك..... و لما كنت.راحة  اقولك ضربتنى على دماغى بالفاظة و انا...... 

قاطعها راجح بحدة و قد تصلب وجهه بشدة 
=عملت ايه... ضربتك..؟! 

اومأت قائلة و هى تشير نحو جانب رأسها
=ايوة.. فاكر لما اتصلت بيك وقولتلك انى وقعت و اتخبطت في البانيو...........

زمجر راجح بشراسة مقاطعاً اياها 
=يعنى هى اللى فتحتلك دماغك..... 
ليكمل وهو يدفعها من فوق ساقيه منتفضاً واقفاً
=طيب وحياة امها... لانا اللى هقتـ.ـلها... 

اندفعت صدفة نحوه على الفور تحيط خصره بذراعيها تمنعه من الذهاب 
=اهدى بس يا راجح... بلاش كل حاجة تتهور فيها....

دفعته مجلسة اياه برفق على الاريكة لتعاود الجلوس مرة اخرى فوق ساقيه
=سيبها فى اللى هى فيه كفاية عابد عليها... بعدين عايز تنزل تعمل اى كفاية مرمطة و وجع  قلب بقى يا راجح.... 
لتكمل وهى تمسك بيده وتضعها فوق بطنها المنتفخة عندما رأت وجهه لايزال متشدد بالغضب
=سلموا يا حلويين على بابا... 

تلاشى غضبه  و قد ارتسمت ابتسامة حنونة علي شفتيه فور سماعه كلماتها تلك مرر يده بحنان على بطنها كما لو كان يتحسس اطفاله و شعور بالحماية يسيطر عليه... 
لكنه رفع يدها الي فمه يقبلها بحنان قائلاً بندم حقيقى فور تذكره اتهامته لها بالسرقة عندما اختفت الاموال من منزل والدته
=حقك عليا يا صدفة... حقك عليا يا حبييتى انا غلطت في حقك كتير... 
ليكمل وهو يزيح بيده شعرها المتناثر فوق عينيها الي خلف اذنها
=بس و الله انا كنت مصدق انه كش انتى اللى بتسرقى من بعد ما عيطتى وقعدتى تحلفى... 

ليكمل وهو يمرر ابهامه برفق فوق خديها 
=بس و الله  لأعوضك... 

ابتسمت له مديرة رأسها لتطبع قبلة فوق راحة يده التى تحط خدها
=انت خلاص عوضتنى يا راجح... بحبك و حنانك عليا... 
لتكمل مبتسمة و هى تضع يدها فوق يده الاخرى التى لازالت فوق بطنها
=و دول عوض ربنا لينا... ربنا يكملها على خير.... 
ضمها اليه بقوة وهو يغلق عينيه داعياً الله بان يحفظها و يحفظ اطفالهم فهو لا يرغب بشئ في هذة الحياة سوى ان يكونوا بخير... 

༺༺༺༻༻

كان عابد جالساً يحيط بيديه رأسه المحنى بينما تجلس بجانبه اشجان 
=اعمل ايه يا اشجان شورى عليا... بنت الكلـ.ـب حطت راسى في الطين بعملتها السودا دى.... 
لو الحكاية اتعرفت هتفضح مش هعرف اورى وشى للناس

ربتت اشجان على ظهره برفق  مجيبة اياه و هى تتصنع الحزن و التعاطف معه
=ادفعله اللي هو عايزه يا عابد.... 

رفع رأسه يتطلع اليها بحدة  مزمجراً بقسوة
=بتقولى ايه ادفعله ٣ مليون جنية... ليه اتهبلتى.... 

قاطعته و هى تقترب منه حتى اصبحت ملاصقة له
=ايوة لازم تدفعهله... توفيق ده كلـ.ـب فلوس لو منفذتش كلامه هيفضح البت... و سيرتها هتبقى على كل لسان.... 

غمغم بحنق و هو يفرك وجهه
=و لو دفعتله... هيفيد بايه ما الفضيحة لبستنى.. لبستنى بعد ما فرطت في نفسها و مرمغت شرفى... 

احاطت بذراعيها عنقه مديرة رأسه نحوها 
=دى بقى حلها عندى...بنتك لازم تتجوز فى اسرع وقت....

قطب عابد حاجبيه قائلاً 
=تتجوز...!!
ليكمل و هو يشيح بيده و قد تغضن وجهه بقسوة
=و مين هيرضى بيها بعد ما فرطت في نفسها..

اجابته  سريعاً بحماس و قد التمعت عينيها بالجشع
=اشرف ابنى..انا هقنعه و هفهمه الليلة متقلقش..... 

هتف عابد بحدة و قد ارتسم على وجهه الاشمئزاز
=اشرف ابنك انتى...يتجوز بنتى.... 

قاطعته هاتفة و هى ترفع احدى حاجبيها بحدة
=و ماله ابنى بقى... يا سى عابد... مش كتر خيره انه قبل يستر على بنتك..... 

تنهد فاركاً وجهه قبل ان يومأ برأسه بالموافقة حيث لم يكن امامه حل اخر حتى يتخلص من تلك المصيبة التى حلت على رأسه.. 
بينما اتسعت شفتى اشجان بالانتصار و هى تهنئ نفسها على نجاح خطتها مع توفيق فقد كان هذا اتفاقهم منذ البداية ان يقوم بتزييف صور لهاجر معهو يبتذ بها عابد يأخذ هو المال بينما هى تجعل ولدها يتزوج ابنة عابد.... 

    ༺༺༺༻༻༻

باليوم التالى.... 

صرخت هاجر وهى تجثو على قدميها محاولة تقبيل قدم والدها ترجوه باكية
=ابوس رجلك..يا بابا كله الا اشرف...

دفع عابد قدمه بصدرها  لتسقط للخلف بقسوة 
=وليكى عين تفتحى بوقك يا بنت الكلـ.ـب يا بجـ.ـحة.... انا قولت هتتجوزى اشرف يعنى هتتجوزيه... 

ليكمل و هو يرمقها بازدراء و كراهية
=بعدين احمدى ربنا...انه وافق يتستر على عملتك السودا...... 

صرخت منتحبة بشهقات ممزقة و هى لا تدرى كيف تقنعه ببرائتها فاحدى تلك الصور فقط حقيقية و هى عندما فاجأها توفيق باحدى المرات وقام بتقبليها لكنها دفعته بعيداً سريعاً و تشاجرت معه محذرة اياه من تكرارها اما باقى تلك الصور فكانت مزيفة  
=و الله ما عملت حاجة... خدنى حتى لأى دكتور و اتأكد بنفسك.... 
قبل ان تنهى الجملة صفعها بقسوة على وجهها مما جعل رأسها يرتطم بالأرض بقسوة
=عايزانى افضح نفسى يا نجـ.سة.... و بدل ما ادارى على وساختـ.ك افضح نفسى عند الدكاترة.... 
ليكمل و هو يدفعها بقدمه في بطنها 
=خطوبتك كمان شهر على اشرف... يكون وشك وجسمك خفوا من الزراق والبلاوى اللي فيهم... بدل ما حد يشوفك و نتفضح... 

انهى كلامه مرمقاً اياها بقسوة قبل ان يلتف و يغادر الغرفة مغلقاً الباب خلفه بحدة... 
لكن سرعان ما انفتح مرة اخرى و دلفت نعمات بوجه المكفهر الغاضب و هى تحمل صنية من الطعام فمنذ ان علمت بالامر و هى ترفض التحدث اليها... 
زحفت هاجر على جانب جسدها حتى وصلت الى والدتها تتشبث بساقيها هامسة بانكسار و ألم
=و الله يا ماما.. عملت حاجة... اقفى انتى معايا

ابتعدت والدتها بعيداً عنها رافضة لمستها قائلة بحدة كما لو كانت لم تستمع اليها
=عندك الاكل اهو... كلتى.. كلتى مكلتيش انتى حرة 
لتكمل ز هى تنجه نحو الباب مقاومة غريزة الامومة التى توبخها لمعاملتها بتلك القسوة
=لو عوزتى حاجة ابقى خبطى على الباب... ابوكى لسه مانع انك تخرجى برا اوضتك... 

ثم خرجت مسرعة مغلقة الباب خلفها بينما ظلت هاجر مكانها عدة لحظات تتطلع امامها باعين فارغة قبل ان تنفجر منتحبة في بكاء مرير لاطمة خدييها وهى تصرخ بهستيرية وهى تعلم انه لا يوجد امامها مهرب من مصيرها المحتوم... 

   ༺༺༺༻༻༻

بعد مرور عدة ايام... 

كانت صدفة جالسة بغرفة المعيشة تشاهد مسلسلها المفضل بينما كان راجح نائم بغرفة النوم.. 
مستغلة نومه هذا حتى تشاهد التلفاز فقد كان بالايام الماضية لا يسمح لها بمشاهدته حتى تنهى الواجب الدراسى الذى اعطاه لها... 
فقد بدأ يدرس لها بنفسه كان 
لكنه كان يضيق الخناق عليها حيث كان يلاحقها في كل وقت مصراً ان تدرس..  كانت تتابع التلفاز بتركيز و استمتاع بينما تتناول الفشار من الصحن الذى امامها لكنها انتفضت فازعة عندما اتى صوته من خلفها
=الله... الله على المذاكرة... 

التفت اليه و هى تضع يدها فوق صدرها محاولة تصنع الفزع حتى تجعله يلين 
=بسم الله الرحمن الرحيم خضتنى يا راجح حرام عليك

لم يجيبها حيث ظل واقفاً يستند الى اطار باب الغرفة و تعبير حاد صارم على وجهه مما جعلها تغمغم بارتباك
=ذاكرت... بس قولت الحق اتفرج على المسلسل..    

اشار بيده اليها قائلاً بحدة
=تعاليلى..... 

استقامت بجلستها راسمة على وجهها الحزن محاولة كسب استعاطفه
=يا راجح و نبى...سيبنى بس اخلص الحلقة دى.....

هز رأسه برفض قاطع  قائلاً بصرامة و قسوة
=امبارح قولتى كده و قعدتى تتمسكنى لحد ما سيبتك براحتك  وفى الاخر لا ذاكرتى و لا اتنيلتى...  
ليكمل بحدة جعلتها تنتفض واقفة فى الحال 
=اقفلى الهباب ده و تعالى.....

اغلقت التلفاز من ثم تابعته للخارج حيث كان يجلس على طاولة الطعام و امامه الكتب الدراسية الخاصة بها.. 
جلست على المقعد بجانبه بوجه متجهم يملئه التمرد... 
دفع امامها دفترها و القلم قائلاً 
=يلا كملى الواجب.... 

تناولت القلم من ثم بدأت بالكتابة بينما ظل هو بجانبها يراقبها لكن لم تمر دقائق الا رفعت رأسها نحوه قائلة 
= انا عطشانة....
لتكمل و هى تنهض و اقفة
=هقوم اشرب.... 

لكنه اسرع واقفاً دافعاً اياها بلطف معيداً اجلاسها على المقعد مرة اخرى و هو يعلم انها تتحجج 
=لا اقعدى و انا هجيبلك تشربى... 
رمقته بحدة بينما تراقبه و هو يتجه نحو المطبخ ليعود بعد لحظات و كوب ماء بين يديه وضعه بين يديها لترتشف منه القليل من ثم وضعته فوق الطاولة.. 
اشار راجح برأسه نحو الدفتر الذى امامه بأمر صامت بان تتابع كتابة الواجب.. 
تناولت القلم و اخذت تكتب قليلاً قبل ان تنهض مرة اخرى قائلة
=عايز اعمل حمام... 

زفر راجح بغضب و حنق قائلاً بحدة و هو يجز على اسنانه
=روحى يا صدفة... اعملى حمام... 

ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها قبل ان تنهض و تتجه نحو الحمام لكنها اطالت به مما جعل راجح يفرك وجهه بغضب من حركاتها الطفولية تلك فقد كانت تتهرب من المذاكرة يعلم انه يضغط عليها لكنه يريد ان يتقدم معها بالدراسة مستغلاً وقت فراغهم هذا قبل ان يعود هو للعمل و تنشغل هى عندما تلد بأطفالهم.. 
طرق على باب الحمام قائلاً بحدة
=اطلعى يا صدفة يلا.... 

هتفت من الداخل مجيبة اياه
=ثوانى..... 

لكنه قاطعها هاتفاً بغضب 
=بلا ثوانى بلا زفت عليا النعمة لو ما طلعتى هدخل اجيبك من شعرك..... 

وصل اليه صوتها من الداخل هاتفة بحنق و تذمر
=طالعة... طالعة اهو... 
لم  تمر ثوان الا و فتحت الباب و خرجت لتجده يقف مستنداً على اطار الباب بينما يعقد ذراعيه فوق صدره ترتسم الصرامة على وجهه  اقتربت منه واقفة امامه ترفع رأسها نحوه و هى تقف على اطراف قدميها محاولة الاطالة من قامتها القصيرة قائلة بعصبية و هى تضييق عينيها عليه بغضب
=فى ايه حتى الحمام قرفنى فيه... مش عارفة اخد راحتى.. بطل افترى بقى

قاوم راجح نوبة الضحك الصاعدة بداخله على مظهرها هذا تنحنح راسماً الجدية على وجهه دافعاً اياها برفق نحو الطاولة 
=بطلى دلع... و يلا علشان تكملى واجبك... 

زفرت بحنق بينما تتقدمه نحو الطاولة تجلس عليها وتعاود الكتابة مرت دقائق بسلام قبل ان تلقى القلم مرة اخرى قائلة و هى تفرك بطنها
=جعانة.... 
ضيق عينيه محدقاً بها بغضب حيث وصل الى حافة سيطرته معها 
=جعانة ايه... احنا مش لسه واكلين من 3 ساعات بس.....ده انا بطنى مش قادر منها... 

هتفت بحدة و استياء  و هى تضع يدها فوق بطنها المنتفخة
=و هو انا زيك... انا باكل ل3.... 

قاطعها ببرود و صوت حازم  و هو يشير نحو الدفتر الذى امامها
=خلصى كتابة الواجب الاول.... بعد كدة كلى براحتك.... 

اخذت تتطلع اليه عدة لحظات بصمت قبل ان تغمغم بصوت يملئه الحزن  
=و الله.. يعنى افضل انا و عيالك جعانين كل الفترة دى.... 

اومأ برأسه قائلاً ببرود و هو يتجاهل محاولاتها في اثارة عطافته و استغلال حبه لهم
=اها عادى....خلصى انتى و اناى تاكلى بسرعة 

هزت رأسها قائلة بغضب وقد اختفى الحزن السابق من صوتها رافعة احدى حاجبيها بحدة
=والله يعنى انت شايف كدة...

اجابها ببرود و هو يقاوم بصعوبة الصوت الذى يخبره ماذا اذا كانت  جائعة حقاً
=اها شايف كده.... 
ليكمل و هو ضرب الطاولة بيده
=و اخلصى بقى و اكتبى الواجب... كان زمانك خلصتيه.... 

نظرت اليه بحدة قبل ان تختطف القلم من فوق الطاولة وتبدأ بالكتابة مرة اخرى راسمة على وجهها تعبير حزين  . 
بينما كان هو يراقبها و قد جعل الحزن المرتسم على وجهها قلبه ينقبض زفر بحنق قبل ان يغمغم باستسلام
=عايزة  تاكلى ايه...؟! 

لم تجيبه و ادارت ظهرها له رافضة التحدث معه..مما جعله يغمغم باسمها محاولاً جذب انتباهها لكنها رفضت الجابة عليه  و استمرت على صمتها
تتصنع التركيز في الدفتر الذى امامها و وجهها متجهم.. لكنها شعرت بالتشوش عندما  انتقل من مقعده وجلس بالمقعد المجاور لها حاولت التركيز  لكن تجمد جسدها فور ان بدأ يمرر اصبعه على عنقها من الخلف بحركة كالريشة هامساً بصوت اجش
=عايزة تاكلى ايه يا مهلبية... 

اخذت  تحاول ان تحافظ علي جديتها مقاومة بصعوبة الرجفة الحادة التى تسري بسائر جسدها عندما شعرت بانفاسه الدافئة تمر فوق عنقها  اخذ صدرها يعلو وينخفض بشدة وهي تكافح لالتقاط انفاسها عندما شعرت بشفتيه تمر فوق جانب عنقها بقبلات رقيقة....

لكنها استجمعت شجاعتها و استدارت اليه دافعة اياه بصدره بعيداً زاجرة اياه بغضب 
=متلمسنيش.... 

ثم ادارت ظهرها مرة اخرى اليه و بدأت تكتب بالدفتر... 
مما جعل شفتى راجح تلتوى في ابتسامة و هو يدرك انه اغضبها بردوده الباردة....
نهض و اتجه نحو المطبخ صنع لها عدة شطائر و كوب من العصير ثم عاد مرة اخرى واضعاً اياه امامها قائلاً و هو يقف بجانبها
=اتفضلى يا ستى... 

رفعت رأسها تنظر اليه بحدة و هى لازالت عاقدة الحاجبين و شفتيها مزمومتين بغضب ليسرع بخفض رأسه نحوها طابعاً قبلة سريعة على شفتيها. 
ثم تناول احدى الشطائر و وضعها امام فمها يحثها على تناولها لكنها رفضت مما جعله يجلس بجانبها ويضمها اليه قائلاً و هو يدفع اصبعه برفق بمنتصف جبينها
=خلاص بقى يا مهلبية بطلى دلع بقى........طلعتى عينى

اخذت  تحاول ان تحافظ علي جديتها و مقاومة الابتسامة التى ترتجف بها شفتيها لكنها لم تستطع و ابتسمت قائلة
=ما ادلع عليك براحتى... 
صمتت للحظة قبل ان تتابع بنبرة متحشرجة و هى تنظر الي عينيه
=عارف بحب ادلع عليك ليه...؟ 

اخذت أصابعها تداعب فكه و ابتسامة ناعمة تتمايل على شفتيها  بينما ظلت تحدق في وجهه..قبل ان ترفع رأسها وتضغط بقبلة رقيقة فوق شفتيه  و هى تكمل
=علشان بحس بغلاوتى عندك وانت بتحاول تراضينى...و بتهتم بيا...بتحسسنى انى زعلى عندك مهم  ... انا عمرى ما حد دلعنى خالص يا راجح ابويا قبل ما يموت كان طبعه قاسى و كان على طول بيزعق و بيضرب... و امى اتجوزت متولى على طول بعد ما مات...  و كانت على طول بتحاول تراضى متولى حتى ولو على حسابى انا بالنسبالهم مكنتش غير خدامة في البيت و لما كبرت و عودى شد شوية رمونى في الشارع اشتغل و اصرف عليهم.... 

انقبض صدر راجح بالألم فور سماعه كلماتها تلك مرر يده بحنان على ظهرها بينما يزيد من احتضانه لها و هو يسمعها تكمل بشرود
=عارف انا كنت بوحش نفسى ليه... و البس هدوم واسعة و احط حاجات غريبة على وشى... 

هز رأسه بصمت بينما غصة تتشكل بحلقه فور رؤيته للألم المرتسم بعينيها الملتمعة بالدموع
=علشان كنت ببقى خايفة.. خايفة من عيون الرجالة اللى بتعامل معاهم ليل نهار في الشارع... علشان كدة كنت بوحش نفسى..

احاط وجهها بيديه و هو يشعر بقبضة حادة تعتصره من الداخل و هو يستمع الى كم عانت طوال حياتهافهو لم يفكر بانها كانت تفعل ذلك حتى تحمى نفسها... 
اكملت صدفة هامسة بصوت منخفض ميت و عينيها شاردة كما لو كانت تتذكر
=عارف كنت بسمع كلام زى السم من اللى حواليا كل واحدة كانت تقعد تتريق على شكلى و  اللي تقولى عمرك ما هتتجوزى و لا حتى هيبص فى خلقتك... و اللى كانت تجيبلى عريس قد جدى و تقولى وافقى دى فرصتك مفيش غيره هيعبرك...
ضحكت بخفة بينما الدموع تنساب من عينيها لتغرق وجهها و هى تهمس 
=بس في الاخر كيدتهم و اتجوزت.... و مش اتجوزت اى حد زي ما كانوا بيقولوا.... 
لتكمل و هى تتطلع الى عينيه و عينيها تشع بكم الحب الذى تشعر به نحوه
=اتجوزت سيد الرجالة كلهم...و ربنا عوضنى بيك.... 

اطلق راجح زفرة مرتجفة قبل يجذبها الى صدره يحتضنها بقوة هامساً بالقرب من اذنها بصوت يملئه الشغف
=انا اللى ربنا عوضنى بيكى.... انا بحبك اكتر من نفسى يا صدفة... 
ليكمل و يديه تمر فوق بطنها المنتفخة بحنان
=اكتر حتى من ولادنا...انا من غيرك مقدرش اعيش.... 

احاطت عنقه بذراعيها تضمه اليها بقوة و قد جعلت كلماته تلك دقات قلبها تضرب بجنون هامسة بصوت مرتجف.. 
=و انا بحبك اوى يا راجح.... اكتر من الدنيا و ما فيها.... 

انهت كلماتها تلك دافنة وجهها بعنقه بينما ازداد احتضانه لها ظلوا على حالتهم تلك عدة دقائق  قبل ان ترفع رأسها بعد ان هدأت مشاعرهم قليلاً كانت تنظر اليه و ابتسامة ناعمة على شفتيها هامسة بصوت منخفض مثير
=على فكرة انا دخلت الشهر الرابع النهاردة و الدكتور طمنى ان الخطر راح و قالى اعيش حياتى بشكل طبيعى... و اعمل كل حاجة عادى.... 

اتسعت شفتيه بابتسامة و قد ارتسمت الراحة بعينيه فور سماعه كلماتها تلك حامداً الله بداخله على استجابة دعواته و حفظه لزوجته و أطفاله.. 
اخذت صدفة تتلاعب بازرار قميصه و هى تتطلع اليه و ابتسامة ماكرة على شفتيها ليبدأ يستوعب معنى كلماتها همس بالقرب من شفتيها بصوت متحشرج خشن و قد تشدد جسده بترقب
=كل حاجة... كل حاجة...؟ 

اومأت برأسها مبتسمة لكنها اصدرت شهقة عندما ضغط بشفتيه علي شفتيها في قبله حاره يبث بها حاجته و شوقه اليها..
عمق قبلته اكثر و قد تحول اشتياقه اليها الي حاجة ملحة تكاد ان تقتله.. عاقداً ذراعيه من حولها جاذباً اياها نحو جسده الصلب اكثر حتى اصبحت ملاصقه به. يينما دقات قلبهما تزداد بجنون  ظل يقبلها عدة لحظات اخرى قبل ان يدفن رأسه بعنقها يلثمه بلطف و الحاح... 
ثم انتفض واقفاً رافعاً اياها بين ذراعيه متجهاً بها نحو غرفتهم... 

       ༺༺༺༻༻༻

باليوم التالى... 

كانت صدفة تهبط الدرج حتى تقوم بزيارة ام محمد فقد سمح لها اخيراً راجح بان تخرج و تمارس حياتها بشكل طبيعى.. 
كانت تهبط الدرج و هى تدندن اغنية فرحة لكنها تراجعت للخلف منتفضة بذعر فور ان رأت عابد يصعد الدرج حاولت التراجع  للخلف لتجعله يمر بسهولة من جانبها... 
لكنه وقف امامها على الدرج
حيث كان يقف اسفلها بدرجة واحدة مما جعلهم يواجهان بعضهما..
كانت عينيه الممتلئة بالغل و الحقد مسلطة على بطنها المنتفخة مما جعل صدفة ترتبك و تضع يدها بحماية فوق بطنها.. 
لتلتوى شفتيه بسخرية فور ان لاحظ حركتها تلك رفع عينيه اليها قائلاً 
=ايه ده انتى حامل.....؟! و ابن مأمون بقى كان مخبيكى عننا علشان كدة... 

ليكمل بسخرية لاذعة و عينيه تلتمع بالحقد المشتعل بصدره
=و ياترى بقى يبقوا ولاده... و لا هيطلعوا ولاد حرام زى ابوهم... 

اهتز جسد صدفة بعنف من شدة الغضب فور سماعها كلماته القاسية تلك فلم تشعر بنفسها الا و هى تصفعه بقوة على وجهه هاتفة بشراسة
=قطـ.ـع لسانك.... 

صرخ عابد مزمجراً بشراسة و قد اشتعلت عينيه بوحشية مرعبة
=بتضربينى... يا بنت الكـ.ـلب... طيب و دينى لحسرك عليهم... 

قبض على ذراعيها بقسوة محاولاً جذبها للأمام حتى يجعلها تسقط من على الدرج لكنها  اسرعت بضربه بين ساقيه مما جعله يحرر ذراعيها صارخاً بألم و عندما هم بالامساك بها مرة اخري  و تعبير وحشى على وجهه اسرعت بدفع يديها بصدره ليفقد توازنه على الفور  و يسقط من فوق الدرج تحت نظرات صدفة الواقفة بوجه شاحب و اعين متسعة بالصدمة و الخوف و هى لا تصدق ما قامت به

تعليقات



<>