رواية مقيد باكذيبها الفصل السابع والعشرون27والثامن والعشرون28 بقلم هدير نور


 رواية مقيد باكذيبها الفصل السابع والعشرون27والثامن والعشرون28 بقلم هدير نور



قبض على ذراعيها بقسوة محاولاً جذبها للأمام حتى يجعلها تسقط من على الدرج لكنها  اسرعت بضربه بين ساقيه مما جعله يحرر ذراعيها صارخاً بألم و عندما هم بالامساك بها مرة اخري  و تعبير وحشى على وجهه اسرعت بدفع يديها بصدره ليفقد توازنه على الفور  و يسقط من فوق الدرج تحت نظرات صدفة الواقفة بوجه شاحب و اعين متسعة بالصدمة و الخوف و هى لا تصدق ما قامت به.. ظلت واقفة عدة لحظات بجسد مرتجف تراقب ذاك الذى استقر ملقى على ظهره اسفلها بعدة درجات لا يبدى اى حركة... 
اجبرت قدميها المرتعشة على التحرك حتى تتفحصه اخذت تهبط الدرج نحوه و هى تحبس انفاسها بخوف من ان تكون قد تسببت بقتله..
لكنها تجمدت قدميها بمكانها ما ان رأته يتحرك ببطئ و هو يتأوه بألم... من ثم نهض بتعثر على قدميه ليطلق صرخة مدوية وهو يضم يده الى صدره فعلى ما يبدو انها قد كسرت .. 
نجمدت الدماء فى عروق صدفة التى كانت لازالت واقفة تراقبه عندما رفع رأسه نحوها و عينيه تنطلق منها شرارت تعصف بالغضب و ما ان رأته يتحرك نحوها لم تنتظر كثيراً حيث التفت صاعدة الدرج باقصى سرعة لديها حتى وصلت الى شقتها التى دلفتها و اغلقت الباب خلفها جيداً.... 
من ثم توجهت مباشرة نحو غرفة النوم حيث كان  راجح لايزال نائماً لكنه فور ان اغلقت باب الغرفة خلفها فتح عينيه يتطلع اليها عدة لحظات بتشوش قبل ان يغمغم بنبرة أجشة من اثر النوم
=ايه ده... ايه رجعك.. مش كنت نازلة راحة عند ام محمد..... 

وقفت تتطلع اليه بصمت عدة لحظات لا تدرى بما تجيبه فبعد ما حدث لهم بسبب كذبها و اخفائها عنه الاشياء قد اخذت عهداً على نفسها بانها لن تكذب عليه او تخفى عنه شئ مرة اخرى... 
انتفض ناهضاّ عندما ظلت صامتة... و قد بث القلق بداخل شحوب وجههاو الخوف المرتسم بعينيها..
اتجه نحوها و لايزال النعاس يسيطر عليه جذبها نحوه بلطف محيطاً وجهها بيديه 
=مالك يا حبيبتى فى ايه....؟! 
ليكمل بصوت يملئه القلق و عينيه مسلطة بفزع فوق بطنها المنتفخة فور ان ضربته فكرة انها من الممكن ان تكون مريضة
=تعبانة؟!!... حاسة بحاجة... 

هزت رأسها قائلة بصوت منخفض
=لا يا حبيبى اطمن... انا كويسة.....بس....... 
ابتلعت باقى جملتها منتفضة فازعة بمكانها فور ان سمعت طرق حاد متتالى فوق باب الشقة الخاصة بهم... 

قطب راجح حاجبية قائلاً بتوجس
=ايه ده فى ايه... مين بيخبط كده... 
ثم خرج من الغرفة مسرعاً حتى يفتح الباب عندما صاحب الطرق رنين الجرس الذى استمر دون ان  ينقطع... 

تبعته صدفة الى الخارج  هى تلطم خدهل والخوف يسيطر عليها...وقفت بمقدمة الردهة تراقب راجح وهو يتجه نحو الباب  يفتحه و ضربات قلبها تتقافز بقوة داخل صدرها لكنها تراجعت للخلف بخوف فور ان فتح  الباب و دلف عابد منه بوجه اسود و عينين عاصفتين بالغضب و هو لا يزال يضم يده الى صدره هاتفاً بصوت مرتفع غليظ
=هى فين.... فين بنت الرفدى دى...... 

قاطعه راجح بحدة و قد تصلب وجهه بغضب فور رؤيته له 
=عايز ايه يا عابد يا راوى...  وهى مين دى اللي بتسأل عليها..؟! 

زمجر عابد بشراسة بينما يتقدم للداخل بخطوات متعرجة بطيئة كما لو كانت قدمه تؤلمه 
=ايوة يا خويا استعبط اوى  قال مش عارف بسأل على مين.. بسأل عن الزبـ.الة اللى انت متجوزها........ 

وقف راجح امامه  يسد الطريق عليه يمنعه من التقدم للداخل 
عاصفاً بقسوة 
=لم لسانك.... بدل ما اقطعهـ.ولك.... 

وقف عابد ينظر اليه بقسوة قبل ان يهتف بغل 
=و الله و لسانك بقى بيطول عليا كتير  يا ابن مأمون.. الله يرحم ما كنت حتة عيل بتطلع تجرى تستخبى منى و انت بترتعش في اوضتك اول ما كنت بس تشوفنى بدخل من باب الشقة.... 

انفرجت شفتى راجح في ابتسامة قاسية قبل ان يتمتم ببرود
=اديك قولتها كنت عيل صفيى...... دلوقتى زى ما انت شايف كده بقيت راجل.... 
ليكمل و هو يضرب بيده فوق صدر عابد 
=وبقيت بدى أكبر تخين فى الحارة دى بالجزمة... و بقول للأعور انت اعور فى عينك.... يعنى مبخفش....

ابتلع عابد بصعوبة غصة الخوف التى تشكلت بحلقه و قد تعرق جبينه بشدة لكن اختفى خوفه هذا فور ان وقعت عينه على تلك الواقفة بصمت بنهاية الردهة ثارت الدماء بعروقه فور تذكره ما فعلته به حاول تجاوز راجح و الوصول اليها و هو يهتف بشراسة 
=انتى هنا يا ملعـ.ونة.... يا بنت الكلـ.ـب طيب و رحمة امى.... لأدفنـ.ك حية...... 
لكنه ابتلع باقى جملته عندما دفعه راجح بقسوة فى صدره مما جعله ظهره يصطدم بقوة بالحائط الذى كان خلفه
=لسانك جوا بوقك...واعرف انت بتتكلم.ازاى و الا و رحمة امى انا اللى ادفنـ.ك مكانك.... 

صاح عابد و هو  يستقيم واقفاً مبتعداً عن الحائط
=خلاص يبقى لــم مراتك... بدل ما هى ماشية ترمى أذاها فى خلق الله.... 

اقترب منه راجح قائلاً بتهكم و هو يتطلع اليه بسخرية فهو اخر من يجب ان يتحدث عن أذية الناس
=و مراتى بقى أذت مين...؟! 

هتف عابد بانفعال و عصبية
=انا.....
ليكمل و هو ينظر الى صدفة باعين تشتعل بالكراهية 
=زقتنى من على السلم خلتنى اخد اول 5 سلالم على وشى... و دراعى شكله اتكسر...... 
ابتلع باقى جملته مستديراً 
ينظر بغضب الى راجح الذى انفجر ضاحكاً مما جعله يهتف بقسوة
=انت بتضحك علي ايه...؟! 

اجابه راجح و هو يتجه نحو صدفة التى كانت تراقب ما يحدث باعين متسعة خائفة من ردة فعله.. جذبها الى جنبه محيطاً كتفيها بذراعه يضمها اليه بحماية قائلاً بنبرة يتخللها الاستمتاع 
=بقى عايز تقولى ان مراتي الكتكوتة الصغيرة اللي طولك و جسمك قدها مرتين قدرت تزقك و توقعك من على السلم و بهدلتك بالشكل ده.... 
ليكمل و هو يتطلع اليه من اعلى لأسفل بنظرة ساخرة موحية
=والله دى تبقى حتى عيبة في حقك يا  عابد يا راوى......  

جز عابد على اسنانه بقسوة و قد اسود وجهه بشدة و احتقن 
=يعنى انت بتكدبنى.......

هز راجح كتفيه بينما ذراعه تتشدد بقوة حول كتف زوجته جاذباً جسدها نحوه اكثر حتى اصبحت ملاصقة به مجيباً اياه ببرود
=انت شايف ايه...... 

تسارعت انفاس عابد و احتدت بشدة شاعراً كأن ستار اسود من الغصب يعمى عينيه فور ان رأى صدفة تستغل عدم رؤية راجح لها و  تخرج لسانها له بإغظة و هى تبتسم  مسندة رأسها الى كتف زوجها ظل واقفاً عدة لحظات مكانه يتطلع اليها وعينيه تنبثق منها كم الكراهية التى يشعر بها نحوها.
قبل ان يهز رأسه ببطئ قائلاً بواعيد
=ماشى... ماشى يا ابن مأمون.... انا بقى هطلع من هنا على القسم و هعمل فيها محضر.... 

ربت راجح برفق على ظهر صدفة محاولاً بث الاطمئنان بها عندما شعر بجسدها يرتجف خوفاً قبل ان يتركها و يتجه نحو عابد مقترباً منه و على وجهه ترتسم ابتسامة واسعة هامساً بالقرب من اذنه بصوت بارد كالثليج
=روح اعمل محضر... بس متنساش قبل ما تروح القسم تخبى مكان الحشيش اللي بتخبيه لمزاجك مش باين بتخبيهم في العربية بتاعتك و فى الاوضة اللى فوق السطوح... 

شحب وجه عابد فور سماعه كلماته تلك خاصة و هو يرى الابتسامة الباردة التى تملئ وجهه زفر بحدة و غضب و هو يدرك انه لن يستطيع تقديم بلاغ بها فقد يقوم بالابلاغ عنه هو الاخر فقد كان يعلم جميع اسراره و الاشياء التى ارتكبها و التى قد يعاقبه عليها القانون

=يلا بالسلامة بقى.. علشان عايزين ننام بدرى....
انهى راجح جملته تلك  مربتاً بقوة على ذراع عابد المصاب مما جعله يطلق صرخة متألمة... امسك بيده و وقف يتطلع اليهم بشراسة و انفاسه محتدة بشدة قبل ان يستدير و يغادر و هو يجر قدمه المصابة بصعوبة و بطئ و الالم ظاهراً بوضوح على وجهه.... 

༺༺༺༺༻༻༻༻

اغلق راجح الباب خلف عابد من ثم استدار نحو صدفة التى ما رأت التعبير المرتسم على وجهه تراجعت خطوة الى الخلف تنوى الهرب لكنها توقفت بمكانها و قد قررت ان تتبع هي سياسة الهجوم  حتى تنفذ بفعلتها.. هتفت بعصبية مصطنعة
=ايه.. فى ايه بتبصلى كدة ليه؟

تقدم نحوها قائلاً بصرامة و عينيه تضيق عليها بتركيز
= زقتيه.. من على السلم ليه...؟! 

هتفت بحدة وهى تتصنع الغضب واضعة يديها حول خصرها
=لا والله يعنى انت بقى مصدقه يا سى راجح مش كدة... 

قاطعها بحدة و هو يزجرها بقسوة مما جعلها تغلق فمها على الفور
=زقتيه ليه....؟! 

اخذت تتطلع اليه بصمت وهى تتذكر وعدها الذى قطعته على نفسها بالا تكذب عليه او تخبئ عنه شئ  بعد ما حدث... لذا ستخبره الحقيقة لكنها لن تخبره بانه نعت اطفالهم.. بانهم اطفال حرام مثلهم مثل والدهم حتى لا تؤذيه و تتسبب بألمه.. كما لو علم بانه حاول اسقاطها من فوق الدرج فسوف يقوم بقتله... و هذا ما لا تريده بالطبع.. خرجت من افكارها تلك على صوت راجح الذى هتف بحدة
=صدفة..... 

رفعت عينيها اليه لتجده قد عقد ذراعيه فوق صدره ينظر اليها بحدة و غضب عاصف يلتمع بعينيه.. اشارت بيديها امام وجهه 
=هقولك بس صلى على النبى  كدة الأول و أهدى......... 

زفر هاتفاً بحدة و هو يدفع بعيداً يديها من امام وجهه 
=عليه افضل الصلاة و السلام...
ليكمل بحدة و نفاذ صبر و هو يجز هلى اسنانه
=  انجزى بقى... علشان انا بقيت على اخرى... اتنيلتى زقتيه ليه...؟ 

تنهدت قائلة باستسلام و هى تتصنع النظر الى يديها حتى لا تقابل عينيه فهى ستخبره بما حدث لكن بطريقتها الخاصه و ستتفادى اخباره بعض الاحداث
=كنت نازلة على السلم لقيته طالع مقابلنى فلقيت عينه اللى تندب فيها رصاصة مركزة على بطنى فانا خوفت بصراحة قولت ممكن الشيطان يوزه و يحاول يزقنى من على السلم علشان يسقطنى... فانا من خوفى اول ما لقيته خلاص قرب من السلمه اللى انا واقفة عليها روحت زقاه.. 

انهت حديثها وهى تلهث مستعدة ان تتلقى منه التعنيف لكنها صدمت عندما سمعته يضحك بقوة اخذت تتطلع اليها بدهشة مما جعله يقترب منها و هو مبتسم ممسكاً بيديها بين يديه جاذباً اياها اليه ليلتصق جسدها بجسده مرجعاً ايديهم المتشابكة الى خلف ظهرها احنى رأسه طابعاً قبلة فوق جبينها قبل ان يغمغم بصوت يملئه الفخر
=جدعة يا مهلبية..... 
ليكمل  بحدية و هو يقربها منه اكثر 
=انا مش عارف ازاى مفكرتش في ان ده ممكن يحصل... علشان كده من النهاردة مفيش خروج الا و انا معاكى...و الباب  بتاع الشقة ميتفتحش  لحد طول ما انا مش موجود...

قاطعته متأففة بغضب
=مش للدرجة دى يا راجح... 

طبع قبلة اخرى على خدها قائلاً بلطف محاولاً تهدئتها
=معلش يا حبيبتى استحملى بس الفترة دى لحد ما ربنا يكرم و ابيع الشقة دى و نطلع من هنا خالص... 

تنهدت و هى تومأ برأسها باستسلام مما جعله يسند جبينه على جبينها حتى اختلطت أنفاسهم بشكل وثيق..
اغلق عينيه و هو يستمتع بقربها منه و شعوره بدفئها الذى يغمره بينما عقله كان يحاول ايجاد حل سريع حتى يقوم باخراجهم من هذا المنزل باسرع وقت حتى يتخلصوا من عابد و أذيته التى ستلاحقهم دائماً.. 

༺༺༺༺༻༻༻༻

بعد عدة ايام... 

وقفت صدفة تتفحص مظهرها بتيشرت  النادى الاهلى الذى كانت تمتلكه من قبل زواجها لكنها لم تقدر على ارتدائه سوا يومنا هذا  تنهدت بفرح و هى تتأمل مظهرها بالمرآة و هى تحمد الله انه على مقاسها رغم انه يظهر انتفاخ بطنها بشدة.... نظرت الى الساعة حيث كان ماتش الاهلى و الزمالك سيبدأ بعد دقائق قليلة و راجح لايزال بالخارج... 
فقد كانت تحضر له مفاجأة حيث قامت قبل زواجها بشراء  تيشرت اخر من اجل زوجها حتى تجعله يرتديه ويشاهدون المبارايات سوياً و هما يرتديان تيشرتات النادى الأهلى فقد كان هذا دائماً حلمها و اخيراً سيتحقق..
لكنه سيتحقق افضل مما كانت تتخيل حيث راجح ليس فقط زوجها بل حبيبها..و صديقها و كل ما تتمنى بهذة الحياة.. 

ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها فور ان سمعت الباب الخارجى للشقة يفتح لتدرك ان راجح قد وصل الى المنزل خرجت مسرعة لتستقبله.. 

اغلق راجح باب المنزل و هو يتأفف بغضب فقد استغرق بحثه عن عمل طوال اليوم حتى كاد ان يفوت مباراة اليوم... 
هتف بينما يخطو للداخل منادياً على زوجته كعادته من ان يصل الى المنزل حتى يطمئن عليها
=صدفة..... 
لكنه ابتلع باقى جملته عندما رأها تدخل الردهة و هى ترتدى القميص الخاص بالنادى الاهلى و بنطال ابيض يظهر جمال و طول ساقيها... 
ظل يتطلع اليها بصدمة عدة لحظات وهو لا يقوى على التحدث
بينما ارتمت هى  بين ذراعيه تحتضنه بقوة مقبلة جانب عنقه مرحبة به بحرارة ابتعدت عنه قائلة بفرح و هى ترفع امام عينيه قميص اخر يشابه الذى ترتديه
=شوف جيبتلك ايه معايا..؟! 

اخذ ينظر الى القميص الذى ترفعه امام وجهه بعينين متسعة قبل ان يهمس بصوت منخفض ملئ بالذعر
=ايه ده.... ؟! تيشرت الأهلى... 
ليكمل بحدة و هو يدفعها بعيداً عنه
=انتى هتستعبطى... 

اقتربت منه صدفة مرة اخرى تعقد ذراعيها حول عنقه قائلة بعتاب
=فى ايه يا راجح.. ده بدل ما تفرح انى..... 

قاطعها على الفور بغضب 
=افرح ايه... انتى هبلة... انا زملكاوى... جيبالى تيشرت الاهلى اعمل به ايه.... 

انتفضت صدفة مبتعدة عنه  متراجعة للخلف كما لو كانت لا تطيق لمسه  هى تهتف بصدمة 
=ايه زمالكاوى...... 
لتكمل و عينيها تتفحصه من الاعلى للأسفل برفض
=يعنى ايه.. يعنى انا متجوزة زمالكاوى..... 

قاطعها هو الاخر بغضب 
=اها ياختى متجوزة زمالكاوى... ماله الزمالكاوى مش عجبك.... 

اجابته صدفة بانفعال و حدة و هي ترمقه بنظرات مملتئة بالسخط والغضب
=اها طبعاً مش عاجبنى..... 

ضيق راجح حدقتيه عليها بغضب قبل ان يتجه نحوها دافعاً اياها برفق نحو المطبخ
=طيب اتكلى على الله حضرى الاكل... علشان متغباش عليكى... 

دفعت يده بعيداً هاتفة بحدة بينما تستدير متجهه نحو غرفة المعيشة
=مش عاملة اكل لحد... انا هتفرج على الماتش.... 
قطعت جملتها مطلقة صرخة فازعة عندما قبضت يده على ذراعها  جاذباً اياها منه  مما جعلها تصطدم بصدره قائلاً بحدة
=روحى اعملى الاكل يا صدفة.. و اقصرى الشر 

اندلعت نيران الغضب بداخلها فور سماعها كلماته المتعجرفة تلك 
=مش هعمل حاجة يا راجح.... الا بعد الماتش.... 
لتكمل بعصبية و عينيها تعصف بغضب عارم
=ايــــــه هو ماليش نفس اتفرج زيك  على الماتش و لا ايه..... 

ظل ينظر عدة لحظات الى وجهها الغاضب و هو يقاوم الابتسامة التى ترتجف به شفتيه على عنادها و تعصبها لناديها ليغمغم ببرود محاولاً استفزازها
=و تتفرجى ليه ما نتيجة الماتش كدة كدة معروفة.... الزمالك هيكسب فتضيعى وقتك ليه و تحرقى دمك..... 

اطلقت صدفة شهقة غاضبة زاجرة اياه بغضب و هر تهتف بحدة
=نعم يا خويا مين اللي هيكسب...سمعنى كدة تانى...

لتكمل وهي ترفع حاجبها بتحدي
=الاهلى اللي هيكسب... و هنبقى نشوف مين وقتها اللى دمه هيتحرق.... 

لوي شفتيه بسخرية قائلاً بتهكم و هو ينحيها جانباً حتى يمر متجهاً نحو غرفة المعيشة 
=في المشمش ابقى قابلينى......

اسرعت خلفه ممسكة بذراعه موقفة اياه تديره نحوها قائلة باستفزاز و عينيها تلتمع بالتحدى
=طيب تيجى نعمل اتفاق... 

ضيق راجح حدقتيه عليها مكتفاً ذراعيه فوق صدره مغمغماً بشك
=اتفاق ايه...؟!

اجابته و هى تضع يديها حول خصرها مائلة رأسها للأمام
=لو الأهلى كسب هتحكم فيك باقى  اليوم.... و انت لو الزمالك كسب تتحكم فيا باقى اليوم

ابتسم راجح بتسلية و هو يومأ برأسه قائلاً
=موافق.... 

اومأت برأسها هى الاخرى قبل ان تتركه و تتجه نحو غرفة المعيشة تجلس على الاريكة ليتبعها هو الاهر يجلس بجانبها و يبدئوا بمتابعة المباراة التى بدأت.... 

بالربع الساعة الاخيرة من المباراة... 

صرخت صدفة التى كانت جالسة و نصف جسدها العلوى مائلاً للأمام تتابع بحماس و عصبية المباراة 
=ايوة...ايوة... باصيله.... باصيله  يالا اخلص..... 

تأفف راجح بغضب و هو يفرك وجهه بعصبية فقد كانت تثير اعصابه حقاً بصراخها هذا لكنه حاول تجاهلها و التركيز على المباراة... 

هتفت بحدة و هى تلقى  المخدة التى كانت بيدها بعصبية
=يا عم اديله..يا عم و بطل انانيـ.ـة... ده انت عيل انانـ.ـى.... و غبـ.ـى

زفر راجح بحنق قبل ان يستدير  اليها قائلاً بحدة
=ما تكتمى شوية بقى... خالينا نعرف نتابع ام الزفت..... 

استدارت اليه قائلة ببرود و هى تتطلع اليه بعناد
=و انا عملت ايه... بعدين مش عجبك انزل اتفرج على القهوة تحت.... 

لكنها ابتلعت باقى جملتها عندما رأته ينتفض واقفاً و هو يصرخ بفرح
=جووووول... 
استدارت نحو التلفاز لتجد ان فريق الزمالك قد سدد الهدف الأول مما جعلها تجلس صامتة و شفتيها مزمومة بغضب اقترب منها راجح مبتسماً بتشفى قائلاً بمرح و هو يضحك ممسكاً بذقنها يدير وجهها نحوه
=ايه ده مش سامعلك صوت يعنى.... 

دفعت يده بعيداً عن وجهها هاتفة بعصبية وعينيها تنطلق منها شرارت الغضب
=لسة بدرى.... فرحان على ايه... 

لكن ما ان انهت جملتها تلك حتى سمعت المعلق يهتف بفرح 
» جووول.... جووول هدف التعادل للنادى الأهلى..«

انتفضت واقفة تصرخ بفرح قبل ان تستدير نحوه تخرج له لسانها تغيظه وهو تغنى باستفزاز
=جوول.. جوول... جوول

قطب حاجبيه بغضب قبل ان يمسك بذراعها و يجذبها منه معيداً اجلاسها على الاريكة مرة اخرى و هو يتمتم بحدة
=اقعدى يا بت و بطلى  بقى صداع.... 
ليكمل سريعاً و هو يدفعها نحو باب الغرفة برفق 
=و لا اقولك روحى اكتبى الواجب بتاعك... انا بقى مدرسك و بأمرك تعملى واجبك...

اجابته و ابتسامة واسعة تملئ وجهها بينما تلاعب حاجبيها باغاظة 
=معنديش واجب... انت قولتلى النهاردة اجازة... 

ارجع رأسه للخلف باحباط و هو يلعن نفسه على اعطاءه لها تلك الأجازة بينما جلست بجانبه و  جسدها يهتز بقوة من شدة الضحك و هى تراقب باستمتاع الغضب المرتسم على وجهه لكنه ضرب بيده بلطف جانب وجهها بعيداً
=بصى قدامك... و بطلى استفزاز فيا يا صدفة علشان متجننش عليكى و فى الاخر هتزعلى.... 

اجابته صدفة بعبوس وهي تعقد ذراعيها فوق صدرها
=هتعمل ايه يعنى... هتضربنى..؟ 

تسارعت انفاسه و احتدت بشدة فور سماعه كلماتها تلك مال الي الامام ممسكاً بيديها بين يديه و ظل ينظر اليها حتى بادلته النظر بتردد رفع احدى يديها الى فمه يطبع فوق راحتها قبلة عميقة دافئة قبل ان يغمغم  بالقرب من اذنها بصوت اجش خشن
=ايدى دى عمرها ما هتتمد عليكى تانى يا صدفة...اكبر غلطة عملتها في حياتى هى ان ضربتك في يوم من الايام و الذنب ده هيفضل متعلق فى رقبتى لحد ما اموت.... انتى اغلى حاجة في حياتى ولا يمكن افكر أأذيكى او اجرحك.... 

تجمعت الدموع بعينيها شاعرة بقلبها يتضخم فى صدرها من شدة حبها له اقتربت منه تضمه برفق بين ذراعيه مقبلة جانب عنقه بحنان قبل تهمس باذنه بصوت مهتز
=انا بحبك اوى يا راجح.... 

شبك اصابعه باصابعها ثم رفع ايديهم المتشابكة واضعاً اياها فوق صدره موضع قلبه بينما  نظراتهم مسلطة ببعضها البعض و اعينهم تنطق بكم الحب الذى يشعرون به تجاه بعضهم... 
لكن قطعت لحظتهم تلك عندما صرخ المعلق 
"جوووول...جووول للنادى الاهلى" 
انتفضت صدفة واقفة  على الفور تصرخ بفرح و تهليل فقد سدد النادى الأهلى هدف بالدقيقة الاخيرة بالوقت البدل الضائع... 

وقفت ترقص امام راجح مغيظة اياه مما جعله يرجع رأسه للخلف وهو يفرك وجهه باحباط لكنها استمرت باغاظته وهى ترقص بفرح مستفزة اياه مما جعله  يقف على قداميه ينحيها جانباً من امامه قائلاً بسخرية وهو يشير نحو بطنها المنتفخة بطفليهما
=قعدى... قعدى بكرشك اللي عماله ترقصى به ده.... 

رفعت صدفة حاجبها قائلة باستفزاز وهى تربت على بطنها برفق
=طيب انا كرشى بسبب ولادى حبايبى.....

لتكمل و هى تضرب بطنه بيدها ضربات متتالية
=كرش الباشا بقى... من ايه.... 

اخفض راجح عينيه بصدمة الى يدها التى فوق بطنه متمتماً بذهول و هو يرفع قميصه مظهراً بطنه لها و قد اثارت كلماتها الشك بداخله
=انا عندى كرش يا صدفة...؟! 

مررت عينيها باعجاب و شغف فوق بطنه المسطحة ذات العضلات اقتربت منه شاعرة بالذنب عندما رأت الشك بعينيه عقدت ذراعيها حول خصره قائلة 
=لا يا حبيبى بهزر معاك... 
لتكمل هامسة بشقاوة و هى تمرر يدها فوق عضلات بطنه
= بقى العضلات الحلوة دى... برضو كرش...

ثقلت انفاس راجح على الفور و قد بدأ جسده يتأثر بحركة يدها فوق بطنه.. اخفض رأسه نحو رأسها و هو يستعد بالتقاط شفتيها في قبلة لكنها دفعته بعيداً هاربة منه قائلة 
=انسى.... انا دلوقتى فريقى كسبان و من حقى احتفل و  اتحكم فيك باقى اليوم.... 

هتف راجح بحدة و استنكار
=نعم ياختى... تتحكمى فيا... اهو ده اللى ناقص

رفعت حاجبها قائلة باستفزاز متصنعة الصدمة
=ايه ده هترجع في كلمتك... بقى بذمتك في راجل يرجع في اتفاقه و كلمته

ضغط راجح على اسنانه بغضب و هو يدرك انها تستفزه لكنه هز رأسه قائلاً
=لا انا قد كلمتى اوى..  يا ست صدفة... 
ليكمل بحنق وهو يزجرها بنظرات غاضبة 
=اتفضلى اتنيلى قولى عايزانى اعملك ايه.... 

ادارت عينيها بينما تضرب باصبعها فوق خدها و هى تتصنع التفكير مما جعله يتأفف بغضب لكنها بالنهاية قد اتتها فكرة شيطانية جعلت شفتيها تتسع في  ابتسامة واسعة غمغمت قائلة بانتصار 
=اعملى محشى... 

هتف بشراسة وعينيه تعصف بغضب عارم
=نعم... انتى اتهبلتى محشى ايه اللي اعمله... انا. لا يمكن اعمل حاجة زى كده

هزت كتفيها ببرود قائلة وهى تنظر اليه بأسف 
=خلاص براحتك متعملش... بس اللى اعرفه مادام انت مش قد كلمتك.. بتتفق معايا ليه.. و على فكرة ده عيب كبير في حقك و لو حد......... 

اطبقت اصابعه علي شفتيها مغلقاً اياها بقسوة مزمجراً بفحيح حاد
=بس... بس اقفلى ام الراديو اللى اتفتح و مش هيتقفل ده..... هتهبب اعملك اللى عايزاه... 
ثم التف مغادراً الشقة بخطوات غاضبة مشتعلة حتى يشترى مكونات المحشى من الخارج بينما انفجرت هى ضاحكة..... 

༺༺༺༺༻༻༻༻

بعد مرور عدة ساعات... 

كانت صدفة  قد بدلت ملابسها و ارتدت قميص بيتى مريح من ثم  جلست امام التلفاز تشاهد مسلسلها المفضل
"لن اعيش في جلباب ابى"
و هى تأكل من صحن الفشار الذى فوق ساقيها عندما دلف راجح الذى قضي الساعات الماضية يصارع بالمطبخ فقد كان يصل اليها سبابه ولعناته الغاضبة و صوت تكسر و تدمير الاشياء من حوله.. 
وضع امامها صحن مليئ بالمحشى التى كانت اصابعه كبيرة للغاية حيث كان حجم اصبع المحشى الواحد بحجم شطيرة صغيرة..
وكان يضع بطرف الصحن قطع من اللحم المحمرة... 

وضعت يدها فوق فمها تحاول كتم ضحكتها و هى تغمغم
=ايه ده يا راجح...؟! 

اجابها بحدة و عدائية و هو يعقد حاجبيه بغضب
=محشى.... ايه مش عجبك.... 

هزت رأسها و هى لازالت تقاوم الضحك بصعوبة
=لا يا حبيبى عاجبنى... تسلم ايدك... 

من ثم نهضت واقفة مقتربة منه واضعة يدها فوق صدره تتلاعب برفق بازرار قميصه هامسة باغراء
=حبيبى..   

غمغم راجح مجيباً اياه  بحنق فقد كان يدرك انها تحاول الوصول الى شئ ما
=افندم.... 

وقفت على اطراف اصابع قدميها حتى تطيل من قامتها القصيرة عاقدة ذراعيها حول عنقه 
=عايزاكى تعملى طاجن عكاوى...و ممبار محشى..   

نفض ذراعيها من حول عنقه هاتفاً بغضب 
=نعم ياختى....انتى هتشتغلى نفسك.... 
لكنه قطع جملتها  قائلاً بتفكير وشك
=ثانية واحدة.. الحوار ده انا حاسس انى شوفته قبل كده... 

ليكمل فور تذكره ما فعله بها ببداية زواجهم حيث باليوم التالى لزواجهم جعلها تصنع له محشي من ثم بعدها جعلها تقوم بطبخ له ممبار و عكاوى 
=اها يا يا بنت الاية... انتى بترديلى اللى عملته فيكى في يوم الصباحية مش كدة..... 

انفجرت صدفة ضاحكة فور ادراكها انه قد كشف خطتها بينما 
وقف راجح يراقبها و هى تضحك بهذا الشكل و ابتسامة واسعة تملئ شفتيه و عينيه تلتمع بعشقه لها احاط ظهرها بذراعه مقرباً جسدها منه قائلاً بصوت متساهل
=تصدقى انك شريرة يا بت يا صدفة وقلبك اسود... بقى لسة فاكرة اللى عملته.... 

هزت رأسها نافية قائلة و هى تبتسم 
=لا و الله... انا قولت العب معاك شوية و اشتغلك... 

تنهد راجح محيطاً وجهها بيديه مبعداً خصلات شعرها المتناثرة فوق عينيها الى خلف اذنها بحنان
=طيب انتى عايزة تاكلى عكاوى فعلاً.. اعملك..

ليكمل ويده تهبط الى بطنها المنتفخة يتحسسها برفق
=احسن تكونى بتتوحمى و الحلويين نفسهم فيها... 

وضعت يدها فوق يده التى تحيط خدها من ثم ادارت وجهها طابعة قبلة حنونة على راحة يده 
=لا... متخفش الحلويين  انت مش مخليهم نفسهم في حاجة لا هما و لا امهم.....
لتكمل وهى تحيط خده بيدها وقد اخذت أصابعها تداعب فكه قبل ان  تضغط بقبلة رقيقة فوق فمه هامسة بشغف
=ربنا يخليك لنا....يا حبيبى

ابتسم  فور سماعه كلماتها تلك ضمها اليها يحتضنها بقوة دافناً وجهه بعنقها يقبله بحنان وشغف قبل ان يجلس  على الاريكة و يجلسها على ساقيه و يبدأ باطعامها من المحشى الذى صنعه لها تذوقته صدفة مطلقة انة تلذذ يدل على استمتاعها بالطعام
=تسلم ايدك... و الله المحشى بتاعك احلى من بتاعى.... 

لتكمل بخبث شيطانى و هى تبتسم
=خلاص من النهاردة انت اللى تعمل المحشى..... 

ضرب بلطف جبينها بيده قائلاً بمرح
=يا بت بطلى بكش... ده صابع المحشى بتاعى قد صابع الدناميت

ضحكت بمرح قائلة بجدية
=طيب و ماله و الله حلو كتر خيرك.. يا حبيبى.... 

قبل جبينها بحنان من ثم اخذ يطعمها حتى شبعت تماماً من ثم حملها و استلقى على الاريكة و هى بين ذراعيه يشاهدان سوياً مسلسلها المفضل دفن وجهه بشعرها يستنشق رائحتها بعمق بينما يده اخذت تمر بلطف وحنان على بطنها المنتفخة كما لو كان يربت على اطفالهم... متنعماً بوجودها بين ذراعيه داعياً الله ان يحفظهم له دائماً سالمين... 

༺༺༺༺༻༻༻༻

باليوم التالى.... 

كانت صدفة نائمة بغرفة النوم تأخذ قيلولة قصيرة حيث اصبحت هذة عادتها منذ بداية حملها.. بينما كان راجح جالساً بغرفة المعيشة يبحث بالهاتف باعلانات الوظائف الشاغرة فقد مل من كثرة بحثه عن عمل حيث لم يجد حتى الان وظيفة تناسبه كما ان المال الذى اخذه من صدفة لن يكفيهم كثيراً لذا يجب ان يتحرك و يجد حلاً سريعاً.. 
صدح صوت جرس الباب ليلقى هاتفه جانباً و ينهض سريعاً حتى يفتحه قبل ان يزعج صوته نوم صدفة حيث اصبح نومها خفيف للغاية منذ حملها فأقل صوت ييقظها.. 

اتسعت عينيه بصدمة فور  ان فتح الباب و رأى رنين امامه تقف بالباب بملابسها الفاخرة و نظراتها المتعالية التى تديرها بالمكان تتفحصه بغطرسة لكن ما ان وقعت عينيها عليه تبدلت نظراتها تلك على الفور و حل مكانها نظرة  مختلفة لم يفهمها... 
همست بفرح و هى تتفحصه باعين تلتمع بالشغف
=ازيك يا راجح....عامل ايه..؟ 

اجابها  بهدوء و هو لا يزال متعجباً من زيارتها تلك 
=الله يسلمك... خير يا رنين جاية ليه... 

تقدمت للداخل متجاوزة اياه وهى تغمغم
=ايه هنتكلم على باب الشقة و لا ايه.... 

زفر راجح بغضب بينما يشاهدها وهى تدلف الى داخل غرفة المعيشة فاذا استيقظت صدفة و رأتها هنا و سوف ترتكب جريمة فهى مجنونة و هو يعرفها جيداً لذا يجب عليه ان يصرفها قبل ان تستيقظ  و تراها هنا... 
ترك باب الشقة مفتوحاً على مصراعيه قبل ان يلحقها الي غرفة المعيشة.. 
جلس علي احدى المقاعد متفادياً الاريكة حتى لا تجلس بجانبه كالمرة السابقة...لكنها رغم ذلك اتت و جلست بالمقعد المجاور لمقعده مما جعله يهمهم بنفاذ صبر
=خير يا رنين في ايه...؟! 

ابتسمت رنين ابتسامة واسعة هامسة بصوت رفيع هادئ
=خير طبعاً..... 
لتكمل بهدوء و هى تنظر اليه باهتمام  
=انا عرفت اللى حصل بينك و بين عابد.. و انك سبت الوكالة و بتدور على شغل تانى و ان حالتك المادية يعنى مش كويسة.... فعلشان كده جيتلك و معايا الحل لكل اللى انت فيه ده

تراجع راجح باسترخاء في مقعده قائلاً بتهكم فهو يعلم جيداً دماغها الملتوية
=و هو اية الحل ده بقى ان شاء الله 

ابتسمت رنين ممسكة بيده قائلة
=نتجوز انا و انت... و انا هكتبلك نص الشركة  بتاعتى تبقى ملكك... انت عارف انى بحبك يعنى اللي ملكى هيبقى ملكك

ابعد راجح يدها الممسكة بيده و هو يغمغم بهدوء 
=طيب و مراتى اللى حامل بولادى.. تقترحى اعمل فيها ايه... 

ابتسمت رنين قائلة بفرح من تجوابه مع اقتراحها
=تطلقها.... 
لتكمل بلهفة و حماس و هى تحيط جانب جهه بيدها
=و لو على ولادك.. نستنى لما تولد و نديها مبلغ و ناخدهم منها نربيهم و انا هعاملهم زى اولادى بالـظبط..... 

قاطعها راجح مزمجراً بشراسة و هو ينتفض واقفاً على قدميه
=اطلق مين... و تاخدى مين تربيهم... انتى مجنونة ولا ايه حكايتك بالظبط... 
ليكمل  بصوت مخيف مظلم 
=انتى فكرك صدفة اللى بتقوليلى اطلقها و ارميلها قرشين دى ايه واحدة من الشارع.. دى مراتى...و حتة من قلبى و روحى يعنى ولا كنوز الدنيا كلها تسوى شعرة واحدة من شعرها....  

تراجعت رنين في مقعدها بخوف من نيران الغضب المشتعلة  وهى تبتلع الغصة التى تشكلت بحلقها و هى تهمس له بصوت مرتجف
=يا راجح اسمعنى بس.... 

قاطعها مزمجراً بقسوة وهو يقبض على ذراعها يجذبها من فوق المقعد التى تجلس عليه
=غورى اطلعى... برا و مشوفش وشك ده تانى فى اي مكان انا فيه.... 

وقفت رنين على قدميها هامسة بصوت مختنق و هى تحدق فى  وجهه بخوف من لهيب الكراهية الذى يلتمع بعينيه 
=علشان خاطرى يا راجح اسمـ....... 

لكنها ابتلعت باقى جملتها شاهقة  بفزع عندما رأت صدفة تدلف الى الغرفة و تمسك بين يديها اشياء جعلت الدماء تجف بعروقها من شدة الخوف... 
اقتربت منها صدفة بخطوات متمهلة قائلة بصوت مخيف مظلم بينما تتقدم نحوها 
=بقى عايزاه يطلقنى... ويتجوزك و تاخدى فوق البيعة بالمرة  عيالى مش كدة... 

هزت رنين رأسها ببطئ تحاول نفى ما قالته وعينيها الممتلئة بالرعب و الخوف مسلطة على ما بيدها.. بينما حاول راجح  الاقتراب من صدفة قائلاً بنبرة منخفضة محاولاً تهدئتها حتى تترك ما بيدها
=صدفة اهدى... و ارمى اللي في ايدك ده... 

التفت اليه قائلة بنبرة يملئها التحذير و الغضب
=خاليك عندك...  و متدخلش علشان متجنش اكتر و انت عارفنى كويس.... 

توقف راجح مكانه حتى لا يزيد من جنونها هذا  لكنه ظل يراقبها باعين تلتمع بالقلق و هو يفكر في حل حتى يهدئها..

بينما استمرت صدفة بالاقتراب من رنين حتى اصبحت تقف امامها  لتقبض  فجأة على شعرها بين يديها هاتفة بشراسة وهى تجذبها منه بقسوة حتى كادت ان تقتلعه من رأسها
=سمعينى بقى كدة يا حلوة كنت بتقولى عايزة تاخدى جوزى و عيالى ازاى..... 
انهت جملتها  تلك دافعة اياها بقسوة من شعرها لتسقط مرتمية على الارض بقسوة وهى تصرخ متألمة...
لكن ازداد صراخها هذا  بشكل هستيري عندما رفعت صدفة ما بيدها عالياً استعداداً لألقاءها به... 


الفصل الثامن والعشرون 

استمرت صدفة بالاقتراب من رنين حتى اصبحت تقف امامها  لتقبض  فجأة على شعرها بين يديها هاتفة بشراسة وهى تجذبها منه بقسوة حتى كادت ان تقتلعه من رأسها
=سمعينى بقى كدة يا حلوة كنت بتقولى عايزة تاخدى جوزى و عيالى ازاى..... 
انهت جملتها  تلك دافعة اياها بقسوة من شعرها لتسقط مرتمية على الارض بقسوة وهى تصرخ متألمة...
لكن ازداد صراخها هذا  بشكل هستيري عندما رفعت صدفة ما بيدها عالياً استعداداً لألقاءها به... 
اخذت تنتفض على الارض بحركات عصبية شبة هستيرية محاولة ابعاد سائل البنزين الذى كانت صدفة تسكبه عليها من خلال الزجاجة الكبيرة التى  تمسك بها.. 
اتسعت عينيها بالفزع و قد جفت الدماء بعروقها فور ان رأتها تلقى الزجاجة بعيداً بعد ان افرغت جميع محتوياتها و تخرج من صدرها قداحة صغيرة و التى ما ان ضغطت عليها انبثقت منها لهيب صغير من النيران مما جعلها تطلق صرخة مدوية وهى تتراجع بتعثر للخلف بعيداً عنها... 
اقتربت منها صدفة و هى تلوح بالقداحة بيدها امام وجهها قائلة بصوت منخفض مظلم 
=قوليلى بقى كنت هتدينى كام علشان اسيبلك جوزى و عيالى..... 

انفجرت رنين باكية بينما تهز رأسها بخوف و الارتعاب واضح على وجهها صرخت بها صدفة بينما تقرب القداحة ببطئ من ملابسها 
=انطقى..... 

لم يستطع راجح الوقوف صامداً مكانه  اكثر من ذلك و هو يشاهد ما تفعله تلك المجنونة اندفع نحوها مختطفاً القداحة من يدها متجاهلاً صرختها المعترضة ثم احاط جسدها سريعاً بذراعيه مكتفاً يديها امام صدرها بيده عندما اخذت تنتفض مقاومة اياه وهى تصرخ بغضب
=سيبنى.... سيبنى يا راجح.... 

هتف بها وهو يحاول السيطرة على جسدها الذى كان ينتفض بقوة محاولة التحرر حتى تهاجم رنين مرة اخرى
=اهدى... و بطلى الجنان بتاعك ده... 

استغلت رنين تقيده  لها ونهضت علي قدميها وهي تنفض بيدها ملابسها الغارقة بسائل البنزين  قائلة باشمئزاز و هى تتطلع الى صدفة بغضب و ازدراء
=بقى هى دي اللى شعرة منها تساوى كنوز الدنيا عندك... 
لتكمل بغل وهى تزجرها بنظرات سامة ممتلئة بالحقد و الكراهية 
=دى و احدة زبـ.ـالة و همـ.ـجية.. تربية شـ.وارع صحيح.... 

اشتعلت النيران بعروق راجح فور سماعه كلماتها زمجر بشراسة و
=تصدقى انك... عيلة قليـ.ـلة الادب و مش متـ.ـربية و انا غلطان انى ببعدها عنك.... 
ليكمل و هو يحرر صدفة من قبضته مشيراً برأسه نحو رنين
=صدفة..شوفى شغلك.... 

لم تنتظر صدفة ان تستمع الى باقى كلماته حيث اسرعت بالهجوم على رنين تقبض على شعرها تجذبه بقوة مما جعلها تصرخ باكية لكن ذلك لم يخفف من غضب صدفة التى نزعت من قدمها نعالها و اخذت تضربها به فى انحاء جسدها وهى تهتف بها
=قولتيلي... بقى مين  دى اللى تربيـ.ـة شوارع يا روح امك...... 
لتكمل وهى تضربها بالنعال على جانب جسدها ضربات متتالية 
=تربيـ.ـة الشوارع دى هى.. اللى زيك تدخل بيوت الناس و تحاول تخطـ.ـف راجل متجوز من مراته.. ده انتى خطـ.ـافة رجالة يابت و عينك تـ.ـدب فيها رصـ.ـاصة....... 

صرخت رنين بينما تحاول دفعها بعيداً وهى تتلوى في قبضتها
=بس... بقى اوعى..... 

جذبتها صدفة من شعرها وهى لازالت تضربها بالنعال
=وحياة امك ما هسيبك الا لما تقولى حقى برقبتى....
استمرت بضربها حتى اضطر اخيراً راجح ان يتدخل و يجذبها بعيداً عنها لكنها رفضت و ظلت تقاومه بعنف حتى تعاود مهاجمتها لها مما جعل راجح يزمجر بحدة وهو يقبض على كتفيها محاولاً السيطرة
=خلاص....كدة كفاية

هزت كتفيها محاولة نفض يديه الممسكة بها بعيداً و هى تهتف 
=لا...لازم اربيها و اعرفها قيـ..

قاطعها بصرامة و هو يشدد يديه من حولها 
=قولت خلاص..يبقى خلاص.... 

جعلتها كلماته الصرامة تلك تهدئ فى مكانها على الفور بينما التف هو الى تلك الملقية على الارض بملابس ممزقة و شعر اشعث قد دمر تماماً 
=و انتى يلا غورى من هنا..... 

نهضت رنين ببطئ و هى تطلق انات منخفضة بسب الالم الذى يعصف بانحاء جسدها..
بينما وقفت صدفة التى كانت ملفوفة  بذراعى راجح تزجرها بنظرات سامة قاتلة و صدرها يعلو و ينخفض بسبب شدة انفعالها  لكن فور ان مرت من جانبها محاولة الهرب نحو الباب 
حاولت تسديد لها ضربة اخرى مما جعل رنين تتراجع الى الخلف بخوف و هى تطلق صرخة مرتعبة
ليسرع راجح بجذب جسد صدفة بشدة نحو جسده محاصراً اياها بين ذراعيه و هو يزمجر بها 
=وبعدين قولت ايه...
ليكمل ملتفاً نحو رنين الواقفة بوجه مرتعب
=عدي... عدي يلا متخفيش... 

ركضت رنين على الفور نحو باب الغرفة و منه نحو باب الشقة هاربة باقصى سرعة لديها..  

راقبتها صدفة حتى اختفت عن الانظار قبل ان تلتف نحو راجح تتطلع اليه باعين مشتعلة تنبثق منها النيران نفضت يده بعيداً عنها متراجعة الى الخلف هاتفة بحدة
=اهى مشت خلاص ارتحت.. 

اجابها بحدة مماثلة وهو يتقدم نحوها لكنها استمرت بالتراجع  بعيداً عنه 
=عايزة تعملى فيها ايه اكتر من اللى عملتيه..... 
ليكمل وهو يحاول الامساك بها لكنها هربت منه لأقصى الغرفة
=بتغرقـ.ـيها ببنزين... و عايزة تولـ.ـعى فيها.... ايه عايزة تودى نفسك فى داهيـ.ـة..... انتى مجنونـ.ـة.. 

وقفت خلف المقعد تحتمى به مغمغمة بعصبية 
=تستاهل الواطـ.ـية خطـ.ـافة الرجالة... 
لتكمل وهى تصرخ بينما تتفادى بصعوبة يده التى حاولت الامساك بها لكنها تفادته بصعوبة
=ايه عايزنى اسيبها.... بعد اللى قالته ده كله... ده المفروض كنت قتـ.لتها و شربت من دمـ.ها... 

وقف راجح اخيراً  يلهث بشدة و قد يأس من ملاحقته لها فقد كانت كالذئبق تنفلت من بين يديه كلما كاد ان يمسك بها اشار لها بيده يحثها على الاقتراب و هو يحاول التقاط انفاسه
=طيب تعالى..تعالى يا صدفة... متخفيش هتكلم معاكى براحة.... 

هزت كتفيها بينما استمرت بالتراجع بظهرها بعيداً عنه
=لا يا خويا... انت بتقول كدة علشان تضحك عليا... فاكرنى هبلة... و لا هبلة... 

دون ارادته وجد نفسه يبتسم على حركاتها و كلماتها تلك.. فقد كان ملعون ضعيف نحوها لا يستطيع  الغضب منها اكثر من دقيقتين على الاكثر فدائماً تفعل او تقول شئ يجعل غضبه منها يتبخر كأنه لم يكن... 

اقترب منها قائلاً بهدوء بينما يتقدم منها ببطئ محاولاً اغفالها حتى يمسك بها
=هو انتى جبتى البنزين ده منين...صحيح... 

اجابته مضيقة عينيها بتركيز على حركات قدميه التى كانت تقترب منها
=كنت جيباه معايا  قبل الجواز مع بودرة العفريت و حاجات كتير علشان كنت خايفة منك... و مكنتش مأمنالك بصراحة... 

توقفت خطواته و قد تجمد فى مكانه فور سماعه كلماتها الصادمة تلك غمغم بنبرة يتخللها الصدمة
=يا نهار ابوكى اسـ.ود... انتى كنت ناوية تولعـ.ـى فيا...... 

لم تستطع صدفة ان تفعل شئ سوى الضحك فور رؤيتها صدمته تلك اجابته من بين ضحكاتها الرنانة واضعة يدها فوق بطنها المنتفخة... 
=بصراحة اها... يعنى لو كنت وقتها  عملت فيا حاجة كدة و لا كدة كنت عملتها... 
انهت جملتها صارخة بفزع عندما رأته يندفع نحوها محاولاً الامساك بها و هو يتمتم بكلمات غاضبة منفعلة لتركض هاربة من الغرفة باقصى سرعة لديها و هى تضحك 

بينما وقف راجح يراقب هروبها هذا باعين متسعة لكنه خرج من صدمته تلك هاتفاً خلفها بخوف  بسبب ركضها و حركاتها الزائدة تلك خوفاً عليهاو على اطفالهم 
=بت... بت متجريش الله يخـ.ربيتك.. العيال.... 
ليكمل وهو يندفع راكضاً خلفها عندما استمرت بالركض دون ان تستمع اليه 
=يا بنت المجانـ.ـين... 

لحق بها على مدخل غرفة النوم قبض على ذراعها على الفور قائلاً بلهاث
=بس.. قفشتك... 
حاولت التملص منه لكنه جذبها على الفور نحوه محيطاً اياها بذراعيه
=انسى...
ليكمل و عينيه تضيق عليها بغضب 
=بقى.. كنت عايزة تولعـ.ـى فيا... 

تنهدت فور ادراكها انها لن تستطيع الهرب منه احاطت عنقه بذراعيها مسندة جسدها على جسده قائلة
=الكلام ده كان لراجح..المفتـ.ـرى اللى اتجوزته و انا خايفة منه..... 

لتكمل بصوت منخفض وهى تقرب شفتيها من شفتيه تطبع قبلة ناعمة على شفتيه
=لكن راجح اللى معايا دلوقتى ده حبيبى..و قلبى..و ابو عيالى و سندى اللى افديه بروحى و عمرى كله... 

همس بصوت اجش لاهث و يده تمر برفق على جانب عنقها مقرباً وجهها منه مما جعل شفتيه تلامس شفتيها
=هتجنينى بشقاوتك دى.. و مبقتش عارف اخد منك لا حق و لا باطل.... 

ابتسمت  قائلة بدلال و هى تمرر يدها فوق صدره من خلال  فتحة قميصه
=علشان بتحبنى.... 

همس و عينيه تشتعل بالنيران تأثراً بحركة يدها تلك
=و بمـ.ـوت فيكى.. يا مهلبية... 
انهى كلماته منقضاً على شفتيها يقبلها بجوع و شغف جاذباً جسدها اكثر فوق جسده قبل ان ينحنى و يحملها بين ذراعيه متقدماً بها الى داخل الغرفة.. 
فصلت صدفة قبلتهم هامسة بصوت اجش
=نزلنى يا راجح انا بقيت تقيلة عليك.. ظهرك هيوجعك.. 

شدد من يديه حولها و هو يتقدم للداخل قائلاً بجدية
=تقيلة ايه يا مهلبية... ده انتى زى الريشة.... 
انهى جملته واضعاً اياها برفق فوق الفراش من ثم التقط شفتيها في قبلة اخرى ليغيبا سوياً الى عالمهم الخاص... 

   
  ༺༺༺༺༻༻༻༻

بعد مرور يومين... 

كانت صدفة مستلقية بين ذراعى راجح على الاريكة التى بغرفة المعيشة يشاهدان فيلم اجنبى كان راجح يحثها بلطف على قراءة الترجمة لكنها كانت بطيئة للغاية حيث لم تسطتع سوا قراءة كلمة واحدة من كل تلك الكلمات... 
=أ.. أ.. أبـــ... أبــــــى... 

زفرت بحنق قائلة و هى ترفع وجهها اليه
=انا زهقت يا راجح انا مبلحقش اقرأ غير كلمة واحدة و بالعافية... 

اخفض رأسه طابعاً قبلة حنونة على جبينها قائلاً بهدوء
=انتى لسه فى الاول... و انك تقرى حتى و لو كلمة واحدة فى الفترة القليلة دى يعتبر انجاز... 
ليكمل وهو يمرر يديه على ذراعها يفركه بحنان
=دماغك حلوة يا مهلبية...بس عايزة تذاكرى كويس

دفنت وجهها بعنقه تقبله بلطف وهى تهمس بشقاوة
= البركة فى المدرس بتاعى.... شاطر و زى القمر... 

لتكمل و هى تسحب جسدها للأعلى حتى اصبح وجهها يقابل وجهه هامسة باغراء امام شفتيه
=و يستاهل مكافأة... 

زمجر راجح مستولى علي شفتيها يقبلها بنهم وشغف محيطاً خصرها بذراعه يجذبها نحوه... 
لكن كسر سحرهم الخاص هذا صوت جرس الباب.. تجاهله راجح بالبداية و استمر فيما يفعله... 
لكن ظل صوت الجرس يصدح بالارجاء مما جعله يضطر الى فصل قبلتهم طابعاً قبلة حنونة على جبينها هامساً باذنها ان تعدل من ملابسها... 
نهض مسرعاً متجهاً نحو باب الشقة يهتف بغضب وحنق
=طيب.. طيب ايه الدنيا هطير... 

لكنه ابتلع باقى جملته عندما فتح الباب و وجد والدته تقف امامه ظل يتطلع اليه بصمت عدة لحظات و الألم بسبب خيانتها له و تخليها عنه بسهولة ضربه من جديد ممزقاً قلبه..
لكنه تنحنح قائلاً ببرود بالنهاية و هو يحاول ان يبدو متماسك
=خير.. يا حاجه نعمات فى حاجة...؟ 

رأى الالم يرتسم على وجهها فور سماعها كلماتها تلك لكنها اجابته بهدوء 
=عايزة اتكلم معاك شوية.... 

هز راجح رأسه قائلاً و يده تضغط بقوة على اطار الباب
=نتكلم فى ايه...؟! 

تلفت نعمات حولها ناظرة الى اسفل الدرج قبل ان تغمغم بقلق واضح
=نتكلم جوا احسن... 

اومأ راجح متيحاً لها المجال حتى تعبر الى الداخل.. 
دلفت نعمات الى غرفة المعيشة لتجد صدفة جالسة على الاريكة بوجه محمر اقتربت منها فى الحال قائلة بفرح و هى تضمها اليها
=ازيك يا صدفة.. ازيك حبيبتى.... 

لتكمل ويدها تمر على بطنها المنتفخةو قد امتلئت عينيها بالدموع
=مبروك... الف مبروك انا لما عرفت انك حامل من عابد الفرحة مكنتش سيعانى....   

ابتسمت صدفة لها و عندما همت بالرد عليها قاطعها راجح على الفور قائلاً بحدة
=اقعدى يا حاجة نعمات خالينا نتكلم زى ما انتى عايزة.. علشان عايز انام بدرى 

التفت اليه نعمات قائلة بغضب مشتعل
=ايه... حاجة نعمات.. اللى انت مسكهالى دى.... 
لتكمل وهى تجلس بجانبه ممسكة بيده مما جعل راجح يضطرب
=انا امك... غصب عن عينك و عن اى تخين.. انا امك.... فاهم

قاطعها راجح بحدة و هو يسحب يده من يدها
=بس ده مكنش كلامك معايا فى اخر مرة اتكلمنا فيها..... 

انفجرت باكية فور تذكرها كلماتها القاسية له 
=كان على عينى يا بنى انى اقولك الكلام ده... بس كان غصب عنى عابد كان قاعد جنبى... و كنت عايزة اثبتله انى معاه مش معاك..... علشان اعرف اجيبلك حقك
لتكمل من بين شهقات بكائها الممزقة و هى تضع بين يديه عدة اوراق
=امسك يا قلب امك.... 

نظر راجح باضطراب الى الورق الذى وضعته بين يديه
=ايه ده..... 

اجابته بصوت مرتجف و هى تمسح عينيها بيديها
=ده ورق ملكية الوكالة و 5 محلات نقلتهم باسمك....

شحب وجه راجح و قد تسارعت انفاسه بحدة بينما شهقت بصدمة صدفة التى كانت تجلس تتابع ما يحدث بينهم بصمت.. 
التف راجح الى والدته قائلا بارتباك و عدم فهم
=ازاى... بقوا باسمى.... 

ربتت نعمات على ذراعه بحنان قائلة 
=انا هفهمك يا ضنايا كل حاجة.... عابد من كام سنة اضطر يكتب الوكالة و الـ 5 محلات دول باسمى علشان الضرايب و ساب الــ 4 محلات التانين باسمه هو..
كان خايف من الضرايب بعد ما جاله فى سنة مبلغ كبير اوى... فاتفق معايا يعمل كدة ومحدش يعرف غيرنا.... وخالانى اعمله توكيل عام يعنى كان مخونى انت عارفه حب يضمن نفسه.. المحلات باسمى لكن يبقى معاه توكيل عام يقدر يتحكم فيهم و يرجعهم لملكيته فى اى وقت ... 

همس راجح و هو يعقد حاجبيه بقوة
=علشان كده كان مُصر انى ماليش دعوة باى حاجة لها علاقة بالضرايب او الفلوس اللى داخلة و خارجة من الشغل.... 

اومأت نعمات قائلة بهدوء
=كان خايف انك تعرف حاجة زى دى فتأثر عليا و اكتبلك الحاجة... المهم اليوم اللى انت ضربت هاجر فيه مسكنى و قعد يحكيلى انت عملت ايه كأنه كان بيحاول يكرهنـ.ـى فيك.... و انا كنت عارفة انه كداب في معظم اللى قاله بس اضطريت اعمل نفسى مصدقاه و انى معاه و كلمتك و سمعتك الكلام السم ده يومها.... 

اختنقت في نهاية جملتها لتنفجر باكية بمرارة هامسة وهى ترتمى بين ذراعى ولدها تحتضنه
=حقك عليا... يا نور عين امك بس انا كنت عايزة اجيبلك حقك... صعب عليا انك بعد مرمطتك و شقاك طول السنين اللى فاتت دى كلها  ياكل حقك...
وانا و الله حاولت اكلمك بعدها و افهمك اللي بيحصل بس انت مكنتس بترد عليا... و مكنتش عارفة اجيلك هنا لأنه كان بيراقبنى كان مخونى لحد فترة قريبة و اول ما اطمن انى فعلاً معاه بدأ يقلل مراقبته ليا و طلعت على اقرب محامى وخلصت كل حاجة... 

لتكمل من بين شهقات بكائها 
=كان على عينى يا حبيبى و الله اسيبك كل الفترة دى.. تفتكر انى مش عايزاك.... و انى مش بعتبرك ابنى... ده انت حتة من قلبى يا راجح و نور عينيا اللى بشوف بها... 

تأثر راجح بكلماتها تلك احتقنت  عينيه بالدموع احتضنها بقوة يبكى كالطفل الصغير بحضن والدته فقد كان اكثر ما ألمه من كل ما حدث انه كان يظن انه قد فقد والدته و انها لم تعد ترغب به حقاً احتضنته نعمات بقوة تبكى بشكل ممزق و هى تقبل رأسه قبلات متتالية حنونة.. 

بينما جلست صدفة تراقب هذا المشهد و الدموع تغرق وجهها فقد كانت تعلم كم افتقد والدته رغم انه حاول ان يظهر ان الأمر لم يفرق معه لكنها كانت تعلم جيداً انه يشتاق اليها.. 

بعد مرور عدة دقائق رفعت نعمات وجه ولدها من حضنها تمسح بيديها على وجهه الغارق بالدموع تزيل دموعه بينما امسك هو يدها يرفعها الى فمها يقبلها بحنان
=ربنا يخليكى ليا ياما.... 
صمت للحظة قبل ان يتابع بنبرة متحشرجة
=بس عابد لو عرف اللى عملتيه ممكن يطلقك مش هيعديها.... 

لوحت نعمات بيدها قائلة بعدم اكتراث 
=مش فارقة... انا كدة كدة كنت عايزة اطلق منه...ده راجل ناقـ.ـص و بتاع نـ.سوان... عرفت من فترة انه كان بيخونى..... 

قطب راجح حاجبيه قائلاً بصدمة مصطنعة فقد كان يعلم بخيانة عابد لها مع تلك التى تدعو سماح لكنه لم يرغب باخبارها حتى لا يتسبب بألامها
=عرفتى منين...؟! 

نظرت بتردد نحو صدفة لتفهم الاخيرة على الفور انها لا ترغب بالتحدث امامها مما جعلها تنهض قائلة 
=هروح اعملكوا عصير ليمون يهدى اعصابكوا..... 

ابتسم لها راجح وعينيه تلتمع بامتنانه لتفهمها رغبة والدته بينما غمغمت نعمات قائلة بحنان
=تسلمى يا حبيبتى يا رب... المهم براحة و انتى ماشية و على مهلك علشان اللي فى بطنك.... 
اومأت لها صدفة مبتسمة قبل ان تغادر الغرفة و تتركهم بمفردهم 
التفت نعمات الى راجح قائلة بصوت منخفض هامس
=عارف عابد بيخونى مع مين..... 

هز رأسه بالنفى و هو لايزال يتصنع عدم المعرفة.. اقتربت منه  هامسة باذنه بصوت منخفض للغاية
=اشجان مرات متولى  ... 

تراجع رأس راجح للخلف هاتفاً بصدمة 
=ايه... اشجان....!!
ضربته برفق بذراعه و هى تغمغم بخوف و هى تتطلع نحو باب الغرفة بقلق
=واطى صوتك لا مراتك تسمع.. تبقى مصيبة... 

فرك وجهه بعصبية قبل ان يهمس بصوت منخفض
=عرفتى منين ياما... انتى متأكدة دى تبقى مصيبة... 

اجابته نعمات وقد اغمقت عينيها بالألم
=عرفت قبل اليوم اللى حصل فيه المشكلة بينك و بينه و قال انك ضربته و ضربت هاجر.... خالتك شافتهم نازلين من عمارة سوا و كانوا شغالين ضحك و مرقعة... انا مصدقتش لما خالتك قالتلى بس روحت يومها بليل وقفت عند العمارة اللى قالت عليها و فضلت مستنية لحد ما لقيتهم راجعين فى عربيته و طلعوا سوا العمارة وكان منظرهم يقرف كانوا سكرانين طينه انا كنت ناوية اواجهه تانى يوم و اسيبه بس حصل الموضوع بتاعك و اضطريت افضل معاه لحد ما اخدلك حقك اللى كله عليك... 

ضغط راجح على فكيه بقوة وهو لا يزال لا يصدق ما سمعه 
=ده ايه القـ.رف و العك ده... انتى ازاى اتجوزتى واحد زى ده ياما.... 

تنهدت نعمات قائلة وهى تقف على قدميها
=النصيب يا بنى..... ما اقوم انزل..   

نهض راجح هو الاخر قائلاً بحدة
=تنزلى تروحى فين... انتى هتقعدى معايا هنا.... معتش ليكى عيشة مع الراجل ده.... 

ربتت على ذراعه  بحنان قائلة 
=ده اللى هيحصل بس هنزل ألم هدومى و حاجتى و اطمن على هاجر.. هو كده كده... مش فى البيت  اتصل و قال انه هيبات النهاردة برا قال ايه عنده شغل تلاقيه مع المقرفة اللى زيه..... 
لتكمل و هى تتجه نحو الباب 
=انا هقعد عندك يومين... بس بعدها هروح اقعد في البلد مع اخواتى.... 

غمغم راجح معترضاً بحدة و هو يتبعها للخارج
=لا ياما... انتى مكانك فى بيت ابنك... 

قاطعته قائلة و هى تلتف تنظر اليه 
=سيبنى على راحتى يا راجح... انا عايزة اريح اعصابى شوية..... 

ظل يتطلع اليها بصمت عدة لحظات قبل ان يومأ برأسه اخيراً موافقاً
=طيب استنى انزل معاكى... 

هزت رأسها قائلة برفض
=لا خاليك هنا... انا هلم حاجتى و هاجى على طول هو اتصل بيا و أكد انه هيبات برا يعنى متخفش... 

احتضنته برفق بين ذراعيها قبل ان تلتف و تغادر الشقة... 
بينما ظل راجح يتطلع الي اثرها قبل ان يلتف على صوت صدفة التى خرجت من المطبخ و هى تحمل صنيه بها اكواب العصير التى اعدتها
=ايه ده هى مشيت٠٠٠؟! 

اومأ برأسه مقترباً منها بصمت متناولاً من بين يديها و الصنية واضعاً اياها فوق الطاولة قبل ان يجذبها بين ذراعيه يحتضنها بقوة دافناً وجهه بعنقها يتنفس رائحتها بعمق فقد كان يحتاجها بهذا الوقت اكثر من اى وقت مضى حتى تهدئ ما يثور بداخله من خوف و قلق فهو كل مدى يعلم مدى قذارة الناس المحيطة به... 
اخذت صدفة تربت بحنان على ظهره محاولة تهدئته و امتصاص حزنه فقد كانت تعلم مدى صعوبة ما يحدث عليه.. 

  ༺༺༺༺༻༻༻༻

فى ذات الوقت... 

كانت نعمات منشغلة بتجميع اشيائها و وضعها بحقائبها الخاصة عندما انفتح باب الغرفة و دلف عابد الذى وقف منصدماً  عندما شاهد ما تفعله هتف بحدة مما جعلها تقفز في مكانها مرتعبة
=بتعملى ايه يا وليه انتى....؟! بتلمى هدومك ليه..؟! 

التفت اليه نعمات قائلة بحدة و هى تحاول تخبئة ارتجافة يديها
=همشى...كفاية اوى لحد كدة... 

اقترب منها قائلاً بعصبية و خشونة
=يعنى ايه هتمشى... ليه ايه حصل...؟! 

اجابته بحدة و هى تستدير لكى تغلق الحقيبة 
=انت عارف كويس ايه اللى حصل...
لتكمل بصوت لاذع حاد
= اشجان...اللى انت بتخونى معاها  تحب اوضح اكتر من كدة و لا انت فهمت.... 

شحب وجهه فور سماعه كلماتها لكنه حاول تدارك الامر و قرر الهجوم لعله يجعلها تشك بالأمر
=مين... اللى قالك الكلام ده... اكيد الواد اللى اسمه راجح سلط حد يقولك كده علشان يوقع ما بنا..ده عيل زبـ.ـالة و كـ.ـداب و انا...... 

قاطعته نعمات على الفور هاتفة بغضب 
=اخـ.ـرس قطـ.ـع لسانك... متجيبش سيرة ابنى ابداً بالوحـ.ـش... 

ضيق عينيه بغضب محدقاً بها قبل ان يغمغم بشك
=الله... الله ده انتوا اتصالحتوا بقى.... 
ليكمل سريعاً و قد دب الذعر بداخله
=اوعى... اوعى يا نعمات تكونى عملتى اللي فى بالى..... 

لوت شفتيها في شبه ابتسامة و هى تجيبه بخبث 
=قصدك... انى كتبتله المحلات باسمه..؟ 
لتكمل و هى تهز رأسها بينما تتطلع الي عينيه بتحدى و تشفى
=اها يا عابد.. الوكالة و الـ 5 محلات بقوا بتوع راجح..... 

تحول شحوب وجهه الى لون رمادى كما لو كان قد فقد الحياة فور سماعه كلماتها تلك همس بشفيتن مرتجفة 
=عملتى ايه...؟! 

ليكمل صائحاً بشراسة و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة  و غضب عاصف يشتعل داخل صدره يجعل عروق عنقه تتنافر بينما يزداد وجهه احتقاناً من عنف و وحشية افكاره فى تلك اللحظة اندفع نحوها على الفور يجذبها من شعرها بقسوة
= عملـــتـــــى ايــه.... يا بنت الكلـ.ـب انطقى...... 

صرخت نعمات وهى تضربه بقبضتها فوق يده المحيطة بشعرها محاولة جعله ان يبتعد  عنها ويفلتها
=اللى سمعته.. رجعت لراجح حقه.... 

فقد عابد اعصابه عند سماعه كلماتها تلك صفعها بقوة على وجهها صارخاً بها بشراسة و هو في حالة شبه هستيرية
=بتبعينى...بتبعينى يا بنت الكلـ.ـب...بتبعينى بعد العمر ده كله

صرخت باكية بينما تضع يديها فوق وجهها لتحميه من صفعاته تلك
=انا مبعتكش...انا اديتله حقه..اللى انت كلته...حقه اللى مفروض اكتر من كدة....
لتكمل وهى تحاول ان تدفعه فى صدره 
=انت نسيت نفسك كنت ايه..قبل ما راجح يشتغل معاك...ده انت كنت جعان و حافـ.ـى..كنت بتستلف من الناس علشان تعرف تجيب  حق سيجارة واحدة.. 

صرخ  وهو يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر
=اخــرسـى يا وليه يا بومه... مسمعش صوتك.... 
ليكمل بشبه هستيرية و هو يلاقيها على الارض بقسوة
=مسمعش صوتك... مسمعش صوتك... 
اخذ يصرخ كلماته تلك و هو يسدد لها الضربات المفترقة بجسدها بقدمه مما جعلها تصرخ بأعلى صوت لديها متألمة لكنه لم يبالى بألامها تلك حيث ظل يضربها و هو ينعتها بافظع الشتائم.. 

اقتحم الغرفة على الفور راجح الذى ما ان وصل اليه صوت صراخ والدته هرع راكضاً الى الاسفل. 
اهتز جسده بعنف كما لو صاعقة قد ضربته فور ان رأى والدته ملقية على الارض تبكى و تصرخ بينما ذلك الحقير مستمر بضربها و تعذيبها لم يشعر راجح بنفسه الا و هو يندفع نحوه يجذبه من عنق عبائته مسدداً اليه لكمة جعلته يسقط على الفور ارضاً لكنه لم يتح له الفرصة حتى لكي ينهض حيث هاجمه  و لم يدعه حتى يدرك ما يحدث حيث انقض عليه يسدد له لكمات سريعة قوية متتالية اسالت الدمـ.اء من انفه و فمه و هو يصيح به بشراسة
=كله الا امى... كله الا امى... 

ظل يسدد له الضربات حتى اصبح وجهه غارقاً بالدماء حاول عابد دفعه بعيداً لكنه لم يستطع حيث كان راجح  كالاعصار الغاضب الذى لا يوجد شئ يمكن ايقافه..
ظل يضربه بقسوة و شراسة حتى تحرك  اخيراً  و نهض من فوقه وهو يلهث بقوة محاولاً التقاط انفاسه التف نحو والدته ليجد صدفة جالسة بجانبها تحتضنها بقوة محاولة تهدئتها
=خديها و اطلعوا فوق يا صدفة..... 

رفعت صدفة رأسها نحوه لكنها اطلقت صرخة فازعة عندما رأت عابد ينهض و يخرج اداه تشبه السكين من  من جيبه  و يحاول الهجوم عليه صرخت باعلى صوت لديها و الفزع والخوف يسيطران عليها
=حاسب يا راجح.... 

التف راجح في الحال فور سماعه تحذيرها هذا لينجح بالقبض على ذراع عابد الممسكة بالسكين قبل ان تصيبه ضربه بساقه في بطنه بينما يده تعتصر يده مختطفاً السكين منه واضعاً اياها بجيب بنطاله على الفور قبل ان يستدير نحو عابد و يسدد له لكمة قاسية اصابت فكه..
مما جعل عابد يجن جنونه حيث اخذ يصرخ بوحشية وهو يحاول الهجوم عليه
=رجعلى محلاتى..... رجعلى محلاتى.....هتقبل على نفسك مال حرام..... 

ابتسم راجح  مكشراً عن اسنانه قائلاً بصوت مخيف مظلم
=اها هقبل مال حرام..... 

ضربه عابد بصدره و هو يصرخ بشراسة و قد احتقن وجهه حتى اصبح بلون الدماء من شدة الانفعال والغضب
=هتقبل مال حرام عادى كده.. و بتقولها عادى يا بجحتك...... 
ليكمل و عينيه تلتمع بالحقد و الغل و هو يحاول الضغط على نقطة ضعف راجح
=اقول ايه ما انت زى ابوك النجـ.س... عيل ابن حـ.رام زيك ابوه مغـ.ـتصب هيبقى ايه......... 

انتفضت نعمات واقفة فور سماعها كلماته تلك هاتفة بشراسة و قد تناست  الألام التى تعصف بجسدها 
=بتقول ايه.....؟!!! 

هجمت عليه تمسك بياقة عبائته تعتصرها بقوة و هى تصرخ بشبه هستيرية و عينيها تتقافز منها شرارات الغضب و قد تناست خوفها السابق منه
=سامعنى بتقول ايه يا ناقص.... 

فرت الدماء من عروق عابد و قد شحب وجهه بشدة فور ادراكه انه نطق بتلك الكلمات الكاذبة امام نعمات فقد ظل طوال حياته يسمع راجح تلك الكلمات لكنه كان حريصاً دائماً على الا تصل الي مسمع نعمات التى كانت تعرف الحقيقة بأكملها... 



تعليقات



<>