رواية حوريه بين انياب شياطين الفصل الحادي والعشرون21 والثاني والعشرون22 بقلم خديجه السيد


 رواية حوريه بين انياب شياطين الفصل الحادي والعشرون21 والثاني والعشرون22 بقلم خديجه السيد


كانت حورية تجلس بأحضان قاسم بأعين متسعة بصدمة كبيرة و عجز لسانها عن الحديث منذ أن سمعت خبر حملها للمره الثانيه لكن هذه المرة غير بالتأكيد فظلت تضحك هي بفرحة عارمة و قلبها يكاد يخرج من قفصه الصدري بجنون عندما اخبرها الطبيب أنها حامل وعندما دلف قاسم يبتسم بسعادة غامرة إليها تحركت علي الفور الي داخل أحضانه كطفلة صغيرة لـ تعانقه بقوة و هو يبادلها احتضانها بابتسامة لم تفارق ثغره و بالفعل هو أكثر منها فرحة يشعر و كأنه يمتلك جميع نجوم السماء و حبه الوحيد بين ذراعيه ،و اخيراً استطاعت الاستفاقة قليلاً علي نفسها لتنظر الي قاسم و هي بين أحضانه فوق الفراش تقول بذهول :- 

_قاسم انت مصدق اللي بيحصل لنا وبقينا احنا الاثنين عايشين فيه ده ..هو الدكتور كان بيقول أية من شويه سمعت صح ولا بيتهيالي 

ابتسم لها حين نظر نحوها بقلب يدق عالياً بفرحة عارمة ليضع قاسم يده علي وجهها و هو يبتسم بحنان ليقول :- 

_لا سمعتي صح يا قلب قاسم مبروك حبيبي هيبقي ماما لتاني مره بعد شهور من دلوقت

ليقترب منها بعدها و يقبل قمة رأسها بعشق لتنظر إليه و وجهها احمر كالطماطم الناضجة بسعادة غامرة و شغف لتحمد الله علي نعمته دائماً و ابدأ و قدره كانت تعيش وسط معاناه و جحيم ليس له نهاية و لكن بحكمة الله و قدرته أصبحت بين يديه حبيبها و زوجها و والد أطفال الذي رزقت بهم وبدات في تكوين اسره سعيده حولها، اغمضت عينها براحه كبيره ثم فتحت بلهفة شديد هاتفه هي و قاسم في نفس ذات اللحظه :- 

_واسامه 

صمتت حورية متوتره بشكل ملحوظ بينما ابتسم قاسم لها وقبل رقبتها برقة و هو يقول بخفوت :- 

_ماله اسامه يا حبيبتي قولي 

هزت رأسها تبتلع ريقها بصعوبة و توتر كبير و هي تقول مترددة:- 

_يعني انا عارفه معاملتك لي من اول ما جاء علي الدنيا حتى لما مكنتش متقبله وجوده انت وقفت جنبه وفضلت ترعاه وتهتم بي اكثر مني ولحد دلوقتي طبعا ولدرجه انا كمان بقيت بتعامل على اساس كانه ابنك بالضبط يا حبيبي بس هو مش ابنك يا قاسم في النهايه، خايفه غصبا عنك معاملتك تتغير معاه، و انت اصلا مش ملزوم ولا مجبر على اللي بتعمله معه

ابتسم قاسم بهدوء و هو يتأملها بحب لـ يقول بجدية:- 

_هو مش كان ربنا هداكي وقفلتي السيره دي بتفتحيها ثاني ليه يا حوريه بس، انا لما سالتك عليه زيك كنت برده هسالك نفس السؤال وخايف عليه لما يجي تفرقي بينهم في المعامله وترجع لي العاده القديمه اول ما اجي 
اسامه

اتسعت ابتسامتها بسعادة و هي تقول بلهفة :- 

_لا خالص والله ما هعمل كده اسامه بقي بالنسبه لي روحي تفتكر روحي هتهون عليا مستحيل طبعا مش هعمل كده في اي لحظه ما تخافش ده ابني يا قاسم انا ما بقتش قادره استغنى عنة أبدا

مال يقبل رأسها و يحتضنها بحنان هامساً بأذنها بحب :- 

_وانا كمان يا حوريه ما فيش حاجه هتتغير الوضع هيفضل زي ما هو اسامه ابني زي ما هو اخو ابني الثاني اللي في بطنك ولسه هيجي على الدنيا.. المهم احنا الاثنين نقدر نحافظ عليهم ما نحاولش نبينلهم اي فرق ما بينهم 

ابتسمت باشراق و فرحة و هي تقول باعتراض وحماس:- 

_عمري ما هعمل كده انا اصلا هطير من السعاده عشان هجيب بيبي ثاني واخ لاسامه هيبقوا هم الاثنين اهم حاجه في حياتي و روحي كلها ..حبايب ماما 

رفع قاسم حاجبيه باقتضاب و بلحظة امسك بخصرها بين بيده بقوة و هو يحملها من أعلي الفراش ليضعها علي قدمه و يحاوطها بيده و يضمها إليه بشدة و هو يقول بغيظ شديد :- 

_هم الاثنين اهم حاجه في حياتك وأنا فين اتنسيت من اولها كدة، كده هغير رأيي انتي حتي مش مهتمة اني جنبك وانتي طايره من السعاده عشانهم ونسياني مع اني جنبك اومال لما نخلف أن شاء الله هتعملي أية هتنيمني علي السلم بره الاوضه

ابتسمت ابتسامه خفيفة و هي تهز رأسها بعدم مبالاه ثم استندت بظهرها الي صدره و هي تقول ببرود:- 

_الله يا قاسم فرحانه.. وبعدين انت بتكلمني ليه اصلا انا فاكره ان قبل ما يغمى عليا والدكتور يجي ما كنتش عاوزني جنبك وطردتني من المكتب بتتلزق فيا دلوقتي ليه بقي؟ اتفضل يلا روح شوف شغلك اللي اهم مني 

اقترب بوجه إليها ليصبح وجهها مقابل وجهه بل ملتصق به لا يفصلهم غير مسافة صغيرة تسمح بالتنفس وهو يقول بصوت حنون رومنسي:- 

_يعني بذمتك اسيب القمر ده وانزل اشوف شويه ورق وكلام فاضي خليني هنا احسن 

اتسعت ابتسامتها ببلاهة ثم فجأة امسكت بيده تبعده عنها و هي تقول بغضب مرددة بتهكم:- 

_يا سلام ما كان على قلبك زي العسل وانت بتطردني من المكتب عشان شويه الورق دول يلا اتفضل انا اللي مش عاوزك دلوقت جنبي.. اهو الحمد لله ربنا كرمني بدل العيل اثنين وانت خليك جنب ورقك خليه ينفعك 

نظر لها بامتعاض و هو يمرر يده علي وجهها بخشونة ثم أردف بوقاحة :- 

_ده على اساس انك جايبة العيل اللي في بطنك ده منين عن طريق التواصل اللاسلكي بينا، وتقولي اطلع بره ما لكش لازمه لا يا ماما ليا طبعا لازمه مش اللي في بطنك ده جاء بمجهودي اللي ما كانش عاجبك من شويه 

شقهت حورية بصدمه وخجل ثم ضربته فوق صدره بخفه تصيح بغيظ:- 

_سافل وقليل الادب هقول لك ايه ..بس برده ما تكلمنيش انا مخصماك انا وابنك كمان

تنهد قاسم بضيق شديد ثم اقترب منها يمسك بخصلات شعرها يرجعها إلي الخلف لينحني يقبل رقبتها من الامام انتفضت و هي تحاول تبتعد و تنزل من فوق قدمه و هي تقول بابتهاح :- 

_ايه بتقرب كده ليه ابعد؟ 

ابعد خصلة من شعرها عن عينها ثم رفع يدها يلثمها بحب و هو يقول بشغف:- 

_اسف يا روحي كنت بصالحك ينفع نتصالح بقي دلوقت

صمتت حورية ولم تجيب عليه بينما هو نظر إليها و حضنها يستنشاق رائحتها و مال بجسده إليها كادت أن تبتعد لـ يحاوط خصرها بذراعه و هو يقرب أنفه من وجهها و هي تنظر إليه قريب للغاية دنت برأسها إليه تقترب منه أكثر و هي تغمض عينها تستمتع بانفاسه القريبة بهدوء ارتسمت ابتسامه ملتويه فوق فمه منخفض عندما دفن وجهه بعنقها يقبله بشغف حاضن إياها بخفه ثم اخذ يقبل وجهها بقبلات متفرقه حنونه قبل ان يتناول شفتيها في قبله حاره اصدرت تأوه منخفض مما جعله يكاد يفقد السيطره علي نفسه ليكمل ما بداوا بينما يرتفع بقبلاتها لوجهها الذي اخذ يقبلها ببطئ و شغف طويل.. حتي أبعدت هي عنها بصعوبة شديدة ابتسم قاسم لها وهو يقول بنبرة هادئه:- 

_كده اتصالحنا؟ مش كده يا روحي 

هزت كتفها برفض و هي تميل برأسها الي اليسار واليمين بمعني لا تنهد قاسم بحنق و هو يقبل وجنتيها ثم نظر إليها ليجدها لازالت صامتة تطلع إليها بنفاذ صبر قائلا بحده:- 

_يعني اعمل اية يعني عشان القمر يرضى عني 

قلبت شفتيها السفلية و هي تقول ببرود :- 

_معرفش اتصرف بس برده ما صالحتكش ولسه انا و أبني زعلانين منك ..وبعدين ده منظر حد بيصالح مكشر في وشي بتزعقلي كمان وانا حامل في ابنك

ابتسم قاسم بعشق وحاوط خصرها بذراعيه وهو يميل برأسه نحو بطنها قائلا بابتسامه واسعة:- 

_طب عاوز ايه يا حبيب بابا وتصالحني وتخلي ماما كمان تصالحني 

هزت رأسها بالايجابي تفكر ثم هتفت بابتسامة عريضة و هي تقول بمرح :- 

_عاوزه رنجه 

ليرفرف جفنيه بعدم استيعاب و هو لايزال لم يستمع جيد هاتف:- 

_نعم يا اختي عاوز ايه سرنجه.. سرنجه اللي اجيبها لك دلوقت

اتسعت حدقتها بسخرية ثم قالت إليه بابتسامة متهكمه و هي تقول بحده:- 

_سرنجه ايه يا قاسم بقولك رنجه سمك يعني اللي بيتاكل وبعدين ده اول طلب يطلبه ابنك ما تكسفوش واتصرف وهاتله رنجه

هز قاسم رأسه وهو يقول بضيق شديد:- 

_اه سمك من اللي بيتاكل.. و ده اجيبهلك منين دلوقتي انتي عارفه الساعه كام يا روحي وبعدين بطلي تستغلي الموقف هو فتح بوقه الولد ولا اتكلم 

هتفت حورية من تحت أسنانها بغيظ قائله بحده:- 

_وهو هينطق ازاي وهو في بطني يا ابو العريف الوحيده اللي بيعرف يتواصل معاها هي الام وهو قاللي من شويه انا عاوز رنجه يا مامي، وقلت لك اتصرف انا مش هنام ولا هو غير لما تنزل بنفسك و تجيبلي رنجه 

رفع قاسم نظراته حولها باستخفاف وهو يقول بنبرة ساخراً:- 

_يا سلام هو قال لك يا مامي عاوز رنجه وكمان بابا اللي ينزل الفجر عشان يلف على المحلات ويجيبها ،لا يبقى قولي له اتخمد احسن وبطل دلع يا روح امك 

نظرت إليه بعيونها تشع حقد ثم أبتعدت عنه وهي تقول بصوت غاضب:- 

_كده يا قاسم ماشي بس يكون في علمك ابنك مش هينسالك اللحظه دي ابدا في حياته واول ما يتولد ويجي على الدنيا مش هيكلمك و هيفضل مخاصمك شهر بحاله عقابا ليك عشان تعرف ترفض طلب وتكسفة كده فالاحسن ليك تروح دلوقتي تدور على حد تجيب منه الرنجه بدل ما تندم ساعتها 

عقد حاجبيه بدهشة وهو يتنهد بضيق شديد وقال بيأس:- 

_كل ده عشان الرنجه ..يا حبيبتي انا مش رافض اجيب له حاجه بس المشكله في الوقت، بصي خليها بكره الصبح وهتلاقيها عندك و أي حاجه تطلبيها ثانيه 

مطت شفتيها بعدم مبالاه وقالت ببرود:- 

_بس ابنك عاوزها دلوقتي هتروح تجيبها له ولا يفضل ذنبه في رقبتك لما تطلع له وحمه في وشه بسببك ويفضل فاكرها طول حياته ان ابوه استخسر في حته رنجايه واحده 

جز قاسم علي اسنانه بغيظ و هو يقول بغضب مكتوم:- 

_انتي عارفه الساعه كام دلوقتي انتي وابنك اللي ما عندوش دم ده اللي بتوحم بدري ..ما تاكلي اي حاجه ثانيه واضحكي عليه و ريحيني

ربعت يدها أمام صدرها باستفزاز قاتل مرددة بجدية تامة :- 

_لا يمكن طبعا انا ما بكدبش على ابني ابدا لكن انتـ.. 

قاطعها بصوت عالي بنفاذ صبر قائلا بحنق وضيق:- 

_خلاص افصلي شويه هنزل اجيبهالك وامري لله ..مع اني والله شكلك انتي اللي بتضحكي عليا عشان تعاقبيني وهو ولا طلب حاجه ولا اتنيل فتح بقه اصلا 

ابتسمت ابتسامه صغيره وهي تقول ببرود لاذعة مرددة ببساطة كأنه شئ عادي:- 

_جربت تبقى حامل قبل كده 

نظر لها بأعين تطلق شرارت غضب قائلا ببلاهه:- 

_ده ايه السؤال البايخ ده طبعا لا 

صاحت بشراسه جعلته ينتفض من مكانه بذعر وهي تضيق عينيها عليه و تصيح بهرمونات مجنونة بحده :- 

_خلاص يبقى ما تفتيش ولا تتدخل بيني وبين ابني لو سمحت واتفضل يلا انزل بسرعه وهات الرنجه قبل ما النهار يطلع 

**
في صباح اليوم التالي كانت تنام براحة علي الفراش تتمتع بالراحة حتي تململت في نومتها بانزعاج حين شعرت بأن الصبح قد آتي من شعاع اثار الشمس التي تطل نورها من النافذه عليها فتحت عينيها ببطئ و التفتت إلي الجهة اليسري لكن لم تجد قاسم جانبها لتعرف أنه قد ذهب في الصباح الباكر للعمل فركت عينها بنعاس وخمول ثم اعتدلت جالسة فوق الفراش وفي تلك اللحظة دلفت هاجر بخطوات بسيطة وهي تحمل بين يدها صينيه بها فطور شهي عقدت حاجبيها بدهشة ثم منحتها حورية ابتسامة مشرقة وهي تهتف متسائلة:- 

_صباح الخير يا هاجر هو انتي جايبه الاكل لحد هنا بنفسك علي السرير ده ايه الدلع ده كله، انا ما طلبتش حاجه و مش بفطر هنا وانتي عارفه كده 

أغلقت هاجر الباب بقدمها وهي تقترب منها تضع الطعام فوق الطاولة مرددة بابتسامه مرحه:- 

_لا دي اوامر عليا ولازم انفذها قاسم بيه قبل ما يخرج الصبح وصاني ما حدش يجي جنبك ولا يصحيك حتى اسامه اخذه وهو نازل وقال لي خليه معاكي عشان ما يعملكيش ازعاج والفطار اصر ونبه عليا مرتين اطلعهلك لحد عندك في الاوضه.. حتى وهو بعيد عنك لازم الاهتمام ويطمن عليكي الحب بقى واحكامه هنعمل ايه

شدت البطانية حول جسدها بحرج حيث 
احمر وجه حورية من الخجل وهي تغمغم :-

_بس يا هاجر اسكتي 

حاولت كبح ابتسامتها بصعوبة وهي تقول بهمس:- 

_حاضر سكته أهو بس عاوزه اقول لك حاجه اخيره ربنا يخليكم لبعض ..قاسم بيه حنين قوي و بيحبك حافظ عليه وما تسمحيش لنفسك بخسارته عشان مش هتعرفي تعوضي ثاني 

ابتسمت حورية بخفه وهي تقول بامتنان :-

_ما تقلقيش علينا واوعدك هعمل بنصيحتك ومش هضيع قاسم مني ولا اسمح بكده مهما حصل 

ابتسمت هاجر بلطف قائله بسعادة لأجلها:- 

_طب حاجه اخيره خلاص وبعد كده هسيب حضرتك تاكلي براحتك.. الورد ده قاسم بيه هو اللي بعته مع مندوب الصبح

عقدت حورية حاجبيها بدهشة ثم هزت هاجر راسها لها بابتسامه واسعة و تحركت إلي الطاوله لتأخذ شئ كان موجود من البدايه ولم تلاحظة حوريه وكانت باقة زهور رائعة الجمال ومتعددة الالوان و ذات انواع نادره التي ملأت الغرفة برائحتها الزكية وجعلت قلب حورية يخفق بقوة ووجنتيها تتوردان بسعادة تناولت منها الأزهار ولاحظت بين الزهور خطاب لتأخذة وقرأت التوقيع الانيق المألوف عليها بخط يده بكلمات الغزل مرددا ( إلى الأقرب والاجمل الي قلبي.. امراتي و زوجتي وأم اطفالي سأظل أحبك) احمرت وجنتاها وهي تشعر بالسعادة كبيرة لم تتذوقها من قبل أكان عليها فعل ذلك منذ البداية وهو الاستسلام لمشاعرها فقط كي تحظى بكل هذه السعادة؟
تنهدت بعمق شديد و مع بريق السعادة التي تطل من عينيها لم تستطع السيطره على نفسها حتي لاحظت هاجر دموعها لتقول بقلق بسرعه :- 

_ايه ده حضرتك بتعيطي ليه بس دلوقت،ايه اللي حصل ما كنتي كويسه ومبسوطه 

مسحت حورية دموعها وهي تقول متأثرة بابتسامه وسط حزنها :-

_لا ما فيش ما تقلقش عليا انا كويسه جدآ وعمري ما كنت كويسه زي دلوقتي ،مش مصدقه بس السعاده اللي انا فيها واني اخيرا فرحت من ثاني بعد كل اللي شفته وحصلي في حياتي ما كنتش متوقعه ان انا ممكن افرح كده من ثاني و احب 

ربتت هاجر على كتف حوريه قائلة بحرارة :-

_عشان انتي بنت حلال وتستاهلي كل خير شيلي اي افكار سلبيه من دماغك وما تفكريش غير في النهارده وبس. 

وضعت حورية يدها فوق يد هاجر بحنان وهي تبتسم بامتنان لها بينما اتسعت ابتسامة هاجر وهي ترفع يدها إلي الاعلي و أردفت بهيام:- 

_هييييه اوعدنا يا رب انا مش طماعة ربع الدلع ده بس وانا راضيه ان شاء الله حتى الاقي واحد اول ما يصحى الصبح يقول لي صباح الخير يا حبيبتي كفايه عليا ولله و انا هارضى.

**
بعد مرور ساعات.

بداخل قصر عصام الصريطي وفي غرفه جواد كانت يجلس بجانب النافذة ومن الاعلي يراقب ملامح هاجر وهي تضحك بسعادة غامرة وهي تلعب مع أسامه بداخل الجنينه وسط الاشجار والورود كان يراقب حركاتها الطفوليه ببراءه وهي مثل الاطفال الصغار تلهوي معه والطفل يضحك بصوت عالي بفرحه علي حركتها معه، ابتسم جواد رغم عنه بابتسامه هادئه ثم أنتبه لنفسه بارتباك وتوتر علي اهتمامه الذي أصبح واضح منه لا يعلم كيف ومتى اصبحت هذه الفتاه تثير انتباه رغم غضبه الشديد منها في البدايه وحقدة على كبريائها و وغرورها معه طول الوقت

لا يعلم عنها شئ أو من أين استمد استمتع في مراقبتها وهو الذي ظل طوال سنوات حياته فى كنف مخباه بين عالمه ولم يكن له صداقات فكان وحيد وأصبح الآن تائه لا يتمالك نفسه أمامها مما جعله يهرب منها كما يفعل مع باقي الفتيات الذي يتعرف عليهن من باب التسليه فقط؟ لكن الان الوضع تغير وهو من يهرب منها حتي لا تفضحه عيناه الخائنتان اللتان يرسمان مشاعر صادقة لاول مره يعرف ويجرب ذلك الشعور ربما اعجاب فقط وليس حب! لكن ما هذا الشوق الشديد لها؟ما هذه الرغبة الشديدة بقربه منها؟ما هذا الخوف الشديد عليها وكأنها شخص مهم في حياته؟ أصبح غير قادر على الاستغناء عنها، لكن السؤال الاهم الان هل هو على استعداد لذلك؟ هل على استعداد يخوض هذه التجربه لاول مره في حياته ويترك مشاعره هي من تقوده لي تخطي أولى خطواته في حبها ويترك غروره جانب و يقع في غرام خادمة؟. 

فتح باب غرفته فجاه بقوة ودلف والده يصيح بعصبية شديدة:- 

_قاعد طبعا ولا على بالك وبتصحى وتنام براحتك ومش داري بالمصيبه اللي وقعت فوق دماغي 

أنتفض جواد بذعر شديد واغلق باب النافذة بسرعه والتفت إليه قائلا بدهشة:- 

_في ايه بس يا بابا مالك انا عملتلك حاجه ما انا قاعد في حالي اهو 

هتف عصام باستهجان و غضب شديد وهو يقول:- 

_اسمعني يالا انت من بكره الصبح هتنزل معايا الشغل وكل يوم هتروح معايا الشركه واياك تغيب يوم واحد ولا تيجي يوم وتغيب 10 زي ما بتعمل انا في مصيبه وعاوزك جنبي الايام دي 

عقد حاجبيه باستغراب قائلا بقلق شديد:- 

_مصيبه ايه في ايه؟ 

نظر له بسخرية لاذعة قائلا بانفعال شديد:- 

_طبعا ما انت وامك ولا على بالكم.. الشركه اللي بتاكلك انت وامك في خلال اسابيع هتعلن إفلاسها لو ما سددتش القرض اللي كنت واخذه بضمان القصر و الشركه ميعاده خلاص قرب وانا ما دفعتش غير نصفه لحد دلوقتي، ده غير الديون اللي عليا والموظفين اللي عاوزين الرواتب و مش قادرين يصبروا

اتسعت عينا جواد بصدمة و ذهول مرددا بجدية:- 

_قرض ايه اللي كنت واخذه انا اول اعرف الموضوع ده ازاي حضرتك تعمل كده وكمان واخذ القرض بضمان الشركه والقصر ده شكلة قرض كبير علي كده.. ازاي حضرتك تعمل كده من غير ما تقول لنا 

زمجر عصام بصوت عالي وهو يقول بغضب:- 

_امال كنت عاوزني اعمل ايه أنت قاعد و مش دريان الشركه كانت في خلال سنه هتعلن إفلاسها لو ما كنتش اخذت القرض ده وجدت حاجات كثير واشتريت بضاعه ودفعت رواتب الموظفين اللي مش صابرين ..ودلوقت مش هقدر اخذ قرض ثاني غير لما ادفع الاولاني 

اقترب منه جواد وهو يردد بجدية وعدم تصديق:- 

_برده حضرتك غلط ما كانش لازم تعمل كده كنت شوف اي حل ثاني غير ده.. تقدر تقولي دلوقتي هنعمل ايه لو حضرتك وما سددتش القرض هنبقى في الشارع طبعا 

نظر عصام له بغضب وهو يقول بنبرة صارمة حاده:- 

_هو انا جايلك عشان تقطمني وتقول لي تعمل ايه وما تعملش ايه انا جايلك عشان تقف جنبي ونشوف حل وبعدين امال كنت عاوزني اعمل ايه ما كانش في حل قدامي غير ده عشان تفضل انت وامك عايشين في نفس المستوى.. من بكره الصبح الاقيك في الشركه قبل مني سامع 

صمت قليلًا جواد بضيق شديد ثم أردف باستسلام:- 

_حاضر يا بابا هاجي الشركه مع حضرتك على الله بس نلاقي حل قبل ما المهله تعدي و يحجزوا على الشركه والقصر 

**
بداخل جنينه قصر قاسم السيوفي تقدمت بدريه بداخل القصر وهي تمسك بيدها ابنها ساجد وقد فتح الباب الحراس علي الفور مرحبين بها حتي تقدمت للداحل لتجد هاجر تجلس بالارض وأمامها حفيدها اسامه يلعب معها ويبتسم بفرحه ابتسمت هي على برائته الحنونه وقد دق قلبها بسعادة غامرة حتي كادت أن تبكي بالدموع من الفرح عندما تذكرت اتصال حورية إليها في الصباح تخبرها بفرحه كبيره أنها حامل في طفلها الثاني من قاسم كم سعدت جدا بذلك الخبر وسعدت أكثر علي فرحه ابنتها حوريه واخيرا بدأت حياتها تستقر الأوضاع براحه كبيره في حياتها.

نهضت هاجر عندما رأتها وابتسمت مرحبة بهدوء بأدب لتسالها عن صحتها بينما بادلتها بدريه الابتسامة بحنان لتقول بصوت متوتر:- 

_ازيك انتي يا هاجر انا الحمد لله كويسه ممكن تندهي لي حوريه عشان مستعجله ومش عاوزه اطول هنا عاوزه اقعد معاها خمس دقائق وهامشي على طول

وقبل أن تتحدث تفاجات بي صوت جمال قائلا من خلفهم بخشونة وأمر:- 

_روحي انتي يا هاجر ومتندهيش حد دلوقت وخذي معاكي ساجد يلعب مع اسامه فوق

شحب وجه بدريه وظهر الإرتباك عليها فجاه حتي لاحظت هاجر و استغربت بشده لكنها حاولت عدم التدخل لتتحرك تحمل اسامه من علي الأرض ثم أمسكت يده ساجد لتدلف بهم إلي الداخل وتتركهم بمفردهم.

ابتلعت ريقها بصعوبة شديدة وهي تهتف بتوتر بشكل ملحوظ:- 

_عاوز ايه يا جمال من فضلك انا مستعجله وعاوز امشي ممكن تسيبني اشوف بنتي وامشي على طول واجل كلامك لبعدين 

ليتحدث بهدوء اقرب الي البرود عكس تعابير وجهه التي تظهر متحدث علي محمل الجد :- 

_ما انا بقى لي شهرين مستني رد منك ومش مستعجل على حاجه وسايبك براحتك تقرري عاوزه ايه لكن لما تهربي مني كل ما تشوفيني ما ترديش على تليفوناتي يبقى لازم اسال في ايه واللي حصل لكل ده 

تنهدت بدريه بضيق شديد وقالت بتوتر:- 

_انا ما بهربش منك ولا حاجه مش فاضيه بس الايام دي وههرب منك ليه اصلا 

جز علي أسنانه بغضب مكتوم وهو يقول بصوت حاد:- 

_السؤال ده تسالي لنفسك كل ده عشان طلبتك للجواز تختفي فجاه كده وما تعبرنيش وبطلتي تردي حتي على تليفوناتي وتطمئنيني عليكي،هو انا كنت طلبت منك ايه يعني عشان تعامليني بالطريقه دي ..انتي مستنيتش حتى اكمل باقي الجمله و فجاه قمتي ومشيتي ومن ساعتها وانا عمال احاول اوصل لك ومش عارف 

اغمضت عينيها بضعف ثم فتحت تنظر إليه بيأس:- 

_انت عاوز ايه دلوقت يا جمال عاوز ردي تمام انا مش موافقه ممكن تبعد عني بقى وتسيبني في حالي 

هتف جمال بثبات وهو يتقدم بخطوات ثابتة واثقة منها:- 

_ممكن اعرف مش موافقه ليه 

توترت ملامحها عندما اقترب منها وصمتت قليلًا ثم قالت بتلعثم:- 

_من غير اسباب اهو كده وخلاص اخترع انت بقي اي سبب أو عذر ..أو اقول لك انا ما بفكرش في الجواز وانا في السن ده انت عاوز الناس تقول عليا ايه الوليه بعد ما بقت جده رايحه تتجوز وهي في السن ده 

رفع حاجبيه و هو يقول بتفكير وملامح وجهه صارمة:- 

_زي ما توقعت بترفضيني عشان الناس ومن اهمهم وعامله له راي وقيمه عتمان اللي مشغلك عنده زي خدامه وعمال يستغلك هو و أهله ..مش كده مش ده اللي بيحصل هناك وانتي للاسف راضيه وساكته عليه

نظرت إليه بعيونها غاضبة قائله بحده:- 

_جمال حاسب على كلامك انت مش فاهم حاجه انا خايفه على ابني انا لو وافقت اتجوزك انت او غيرك هيحرمني منة 

نظر لها بامتعاض و هو يقول بخشونة وبصوت بارد :- 

_وهو ماله اصلا عامله لي حساب ليه؟ دي حياتك انتي وحره فيها واذا كان على ابنك ما يقدرش ياخذه وانا اضمن لك كده بنفسي وهو لما يلاقي جنبك راجل بيحميكٍ هيبعد عنك 

صمتت ثواني و هي تنظر إليه نظرة لم يفهمها لينظر إليها باستفهام لتتحدث باختناق وتلوي شفتيها بتهكم وهي تهتف بنبرة خوف وقلق حاولت اخفاء هاتفه:- 

_لا و انت الصادق هيتعصب و يتجنن اكثر ان احفاده بعدوا عنه وبالذات ساجد روحة فيه ..يا جمال انا عارفاه كويس اكثر منك مش هيسكت مش بعيد يعمل لك حاجه ويؤذيك بلاش احسن عشان خاطري 

عقد حاجبيه مبتسم بهدوء و هو يتأملها بحنان ليقول :- 

_خايفه عليا يا بدريه يبقى الموضوع أن انتي مش خايفه من عتمان بقى انتي خايفه من اللي هيعملة فيا مش كده 

شحب وجهها بخضه و هو تحاول تجمع كلماتها بصوت متقطع:- 

_لا الموضوع مش كده هو آآ

صمتت ولم تعرف بماذا تجيب عليه بينما هو تأملها قليلاً و عاد ليقول بلوع :- 

_طب أهدي و بلاش توتر انا فهمت اللي فيها خلاص، مش كنتي تقولي من الاول اللي انا بهمك وخايفه عليا قوي كده لدرجه عاوزه تبعدي عني، على العموم ما تقلقيش ولا عتمان ولا عشر زيه هيفرقونا عن بعض يا حبيبتي

انتفض قلبها بذعر و بغضب و هي تقول بحدة وقد احمر وجهها بشدة:- 

_حبيبتك! ما تحترم نفسك يا جمال ايه اللي انت بتقوله ده ما تقولش الكلام ده ثاني لاحد يسمعنا وبعدين احنا مش صغيرين على الكلام ده ولا اثنين مراهقين 

مال الي اذنها و هو يهمس بصوت جعلها تتوتر بشده وتراجعت خطوات للخلف بارتباك :- 

_وهما المراهقين احسن مننا في ايه عشان ما نعملش زيهم واكثر كمان وبعدين حد ليه حاجه عندنا كلها اسبوع وهتبقى مراتي ويبقى يجي حد يقول لي ثلث الثلاثه كام 

هزت رأسها سريعاً و هي تقول بصدمه وغيظ:- 

_مراتك مين انا ما قلتش ان انا موافقه اتجوزك هي عافيه ولا ايه

امتعض وجهه بغضب و لكزها بذراعيها بغيظ و هو يقول بصوت تحذيري قوي بجدية شديدة:- 

_اه عافيه يا بدريه ولو اليوم الخميس الجاي ما لقتكيش قصادي وطلعنا على الماذون ونتجوز هعمل لك شغل المراهقين اللي على اصوله وهتلاقيني تحت البيت عندك وبغنيلك اغنيه شبابيه من بتوع الايام دي و اعملك فضيحه في المنطقه كلها لحد ما تنزلي وتيجي معايا نتجوز ..وطاوعيني يا بنت الحلال عشان انا مجنون واعملها

شهقت بدريه بقوة وهي تنظر إليه بعدم تصديق هاتفه بضيق شديد:- 

_والله فعلا مجنون و عاوز تروح مستشفى العباسيه اياك تيجي لي تحت البيت ولا تعمل كده 

اتسعت ابتسامته بسعادة و هو يقول بلهفة وحماس:- 

_حلو الكلام اديكي رديتي أهو أنك موافقه الحمدلله وانا كلها يومين و هفاتح حوريه في الموضوع وقاسم ده اروبه وتلاقيه فهم لوحده أصلا من بدري ده مش سهل أنا اللي مربيه و عارفة.. سلام يا روحي نتقابل يوم الخميس بقي 

فتحت فمها بصدمة و ذهول منه بينما جمال تحرك مبتعدا عنها بخطوات واسعه وهو يتراقص بكتفه و قدمه بفرحه سعيده و يغمز لها بطرف عينه بمكر و يردد و يغني (بدنا نتجوز على العيد ) بطريقه كوميديه ظل فترة قصيرة يتراقص و يغني وهو يلتفت لها يرسل غمزات و ابتسامات بينما ظلت بدريه لحظات تطلع فيه بعدم استيعاب حتي اختفي من أمامها إلي الداخل ومزال يتراقص و صوته تسمعه ،حتي هزت راسها بيأس بأعين متسعة بذهول تضرب كف بالآخر ثم تحركت بخطوات بسيطة الي الدخل لتري حورية و تطمئن عليها. 

**
في المساء بعد تناول الجميع الغداء طلب قاسم و جمال من حورية أن تجلس معاهم فهم يريدون التحدث معها في أمر هام جدا استغربت حوريه بشده وشعرت بالقلق والتوتر حين جلست معاهم منذ نصف ساعه و أكثر وهم صامتون بتوتر شديد بالاخص جمال عقدت حاجبيها بدهشة ثم نظرت إليهم بابتسامه متوتره بقلق شديد و هي تقول:- 

_هو في ايه انتم ندهتوني وجيت وقعدت معاكم بس انتم ساكتين ليه من ساعه لما نزلت ما تقولوا في ايه هتفضلوا باصين لبعض كثير 
كده وساكتين 

ظلوا صامتون بتوتر قليلا ثم نظرت حورية إلي قاسم بخوف وقلق قائله:- 

_في ايه يا قاسم انتم قلقتوني على فكره في حاجه حصلت ومش عايزين تقولهالي 

امسك قاسم بيدها يجذبها و رسم ابتسامة علي وجه حتي يطمنها قائلا:- 

_ما تخافيش يا حوريه كله بخير جمال بس عايز يتكلم معاكي في موضوع يخصه هو، بس متردد شويه من رد فعلك بس انا طمنتة ان انتي اكيد هتفهمي وجهه نظره ومش هتكسفي في طلبه 

هزت راسها حوريه بنفاذ صبر قائلة بضيق شديد:- 

_ايوه ايه هو الطلب ده؟ اللي محتاج منكم كل المقدمات دي ما تقولوا على طول في ايه

ليتحدث قاسم بجدية و هو يرفع كتفه له بغيظ منه:- 

_ما يلا يا جمال قول طلبك الليل ابتدا يليل وانت بقى لك اكثر من نصف ساعه ما بتتكلمش 

صمت و هو يتنفس من التوتر و الارتباك هاتف بتلعثم:- 

_هاه طب حاضر هقول بس بالراحه ..احم حوريه انتي عارفه طبعا انا بعزك قد ايه وبعتبرك زي بنتي واكثر من كده كمان عشان كده انا طالب منك طلب واتمنى ما تكسفنيش وتوافقي ،وتاكدي ان عمرك ما هتندمي في يوم على موافقتك دي 

هزت راسها حوريه بسرعه بالموافقه حتى يتحدث وتعرف ماذا يريد حمحم جمال قائلا بصوت مترددة:- 

_انا عاوزه اتجوز امك آآ ..قصدي عايزه اتجوز الست والدتك مدام بدريه 

اتسعت عينا حورية بعدم استيعاب وفتحت فمها بصدمة و ذهول ولم تتحدث ولا تنطق بحرف توترت ملامح وجه جمال وهو يتساءل بقلق بالغ:- 

_ساكته ليه يا حبيبتي انا فتحتها في الموضوع على فكره وهي موافقه ما عندهاش مانع بس هي كانت في الاول رفضه وخايفه من رد فعلك وانا قلتلها سيبي لي حوريه عليا وانا هفتحها وهي اكيد هتفهمني ومش هترفض مش كده يا حبيبتي 

نظر قاسم إلي جمال بتعجب ولاحظ قلقه ثم تطلع إلي زوجته و حاوط كتفها وهو يبتسم بحنان قائلا:- 

_حوريه ساكته ليه هو انتي اتضايقتي من حاجه

ابتسمت باقتضاب ثم امسكت بيده تبعدها عنها و هي تقول باختناق :- 

_فتحتها في الموضوع من امتى يا اونكل جمال؟ ده علي كده الموضوع بدا من بدري وانا معرفش من امتى بقى في كلام بينكم يا ترى كانت بتيجي لي هنا علي أي اساس عشان تشوفوا بعض وتتكلموا ..لا واضح ان انتم الاثنين عارفين الموضوع من بدري كمان وانا الوحيده اللي ما اعرفش حاجه بينكم

تحدث جمال ببطء و قلبه يدق بشدة و بدأت حبات العرق بالظهور علي جبهته من شدة توتره بأن ترفض حوريه زواجه من بدريه فهو تفاجأ بشده من رد فعلها ولم يتوقعة ولا يتوقع غضبها هكذا ليقول من الارتباك و التوتر:- 

_ليه يا بنتي اخذتي الموضوع كده اقسم لك بالله ما كان في حاجه ما بيننا اصلا كله سلام ونطمئن على بعض من بعيد ولما كانت بتيجي هنا فين وفين لما كنت بكلمها وانا فتحتها من شهر ونصف كده بس هي طولت عقبال ما اخذت منها الرد وكله كان عشانك وخوف عليكي وعلى مشاعرك 

عقد قاسم حاجبيه بدهشة من رد فعلها وهو يقول بصوت حنون:- 

_حوريه هما اكيد مش قصدهم يخبئوا عليكي يا حبيبتي بس كان لازم جمال يفتحها في الموضوع هي الأول وهي مش صغيره يعني، والراي رايها هي اهم مش كده.. وجمال اتفق معاها كتب الكتاب ان شاء الله يوم الخميس الجاي 

لكنها نظرت إليه بغضب شديد و وجهت سبابتها أمام وجه بحدة و هي تقول بانفعال :- 

_كمان حددته الميعاد طب ولما انتم كل حاجه مجهزينها كده مع بعض جايين تفتحوني ليه دلوقتي وتاخدوا رايي ..ما تكملوا بالمره كتب الكتاب ويبقى بلغوني ولا مش مهم حتى اعرف بالصدفه 

هز جمال رأسه بسرعه و هو يبتلع ريقه بصعوبة و توتر كبير و هو يقول بصوت متقطع :- 

_يا بنتي انا اسف لو ضايقتك بس هو الموضوع ..

أشارت حوريه بيدها بسرعه أن يصمت لتقاطعه قائلة بملامح وجهها صارمة بجدية شديدة؛- 

_الموضوع ان انا مش عاوزه اسمع اعذار ولا مبررات ثاني فاهمين انتم الاثنين؟ وآخر الكلام ومش عاوزه حد يناقشني فيه هنعمل حفله صغيره هنا في القصر زي ما عملنا في فرحي هو انا اللي هجهز و اتفق على كل حاجه بس هيكون يوم الثلاثاء ..الخميس ايه اللي عاوزين تستنوه انتم طولتوا قوي اصلا 

قد شحب وجه جمال ولكن فجاه عقد حاجبيه بدهشة وهو يقول ببلاهة:- 

-نعم انا مش فاهم حاجه هو انتي موافقه ولا مش موافقه اتجوز والدتك

بينما ضايق عينه قاسم بحده متسائلا بشك:- 

_هو انتي كنتي تعرفي حاجه عن الموضوع يا حوريه قبل ما نقول لك دلوقتي؟ 

نظرت إلي الاتنين بهدوء و غموض ثم ابتسمت بشده علي خوفهم الواضح من ملامح وجههم لتقول بضحك شديد عليهم:- 

_طب اعرف هو انتم فاكراني نائمه على وداني وانت بس يا استاذ قاسم اللي ناصح وبتفهمها وهي طايره عيب عليك انا كمان فاهمه الموضوع من البدايه بس كنت مستنيه حد فيكم يتكلم واخيرا ابو الهول نطق دلوقت

ساد الصمت قليلا و الاثنين يتنفسون بوجه محتقن بشده من فعلتها بهم لم يتوقعون ان يكون كل ذلك مجرد خدعه ومقلب منها لا أكثر ثم مرر جمال يده علي وجهه بعصبية و هو يقول موجه حديثه إلي قاسم بحده :- 

_هو انا دلوقت لو شتمت مراتك قدامك علي الخضه اللي انا اتخضيتها بسببها دي من شويه 
هتزعل

جز قاسم علي أسنانه بغضب قائلاً بضيق شديد منها وقد فاهم لعبتها :- 

_هي المفروض دلوقت هتبقى في مقام بنتك يعني اعمل اللي انت عاوزه من غير استئذان وانا مش هزعل ولا اتكلم عشان هي تستاهل بصراحه

خبطت كتفها بـ قاسم بخفه لتبتسم حورية باتساع وهي تقول بصوت خبيث:- 

_كده يا قاسم ماشي.. وبعدين في ايه بهزر معاكم زي ما انتم كنتم واخدني على قد عقلي بقى لكم سبع شهور، بردلك جزء من اللي انت بتعمله فيه يا اونكل جمال عادي يعني حصل ايه

صاح جمال بشراسة وهو يقول بصوت حاد:- 

_لا مش عادي و ما تهزرش كده ثاني حرام عليكي وقعتي قلبي في رجلي و فكرتك زعلتي بجد ومش موافقه اني اتجوز والدتك

نهضت حورية بخطوات بسيطة لتجلس بجانب جمال عندما شعرت أنها قد زادت في الأمر قليلا ثم نظرت إليه بأسف و هي تقول بحب:- 

_هو انت واقع للدرجه دي يا اونكل جمال، على العموم أنا اسفه مش هعمل كده ثاني وبعدين مش هاوافق ليه يعني هو انا هلاقي عريس مناسب اكثر منك لماما برده ..مبروك يا اونكل، ولا اقول لك يا جوز أمي

نظر جمال إليها عددا لحظات بوجه غاضب ثم عندما ابتسمت له بحب وبمرح على كلماتها الاخيره، تنهد بضيق مكتوم و ابتسم رغم عنه وهو يحيطها بيده علي كتفها بحنان مرددا بيأس:- 

_الله يبارك فيكي ماشي يا حوريه بس مش هانسى لك الموقف ده ومردوده ليكي قريب 

ضحكت حوريه بشده وهي تضم نفسها إليه بينما هو حاوطها أكثر بحنان وعلي ملامح وجهه ابتسامة عريضة مطمئنه بسعاده كبيرة. 

**

بداخل غرفه قاسم أغمضت حورية عينها تريح رأسها علي المقعد الذي تجلس فوقه و أمامها التليفزيون كانت تتابع احد الافلام وقاسم بالداخل يستحم وهي تجلس بمفردها مما جعلها تشعر بالنعاس حتي إنتهاء قاسم وخرج نظر إليها ليراها و هي علي وشك الغرق بالنوم أبتسم بخفه واقترب منها يعبث بخصلات شعرها ثم حملها قاسم يضعها علي قدمه تستند علي صدره لتنكمش هي و كأنها تختبئ داخله و هو يضمها إليه بحنان قبل جبهتها و هو ينظر إليها بابتسامة عريضة ليراها شعرت به وفتحت عيناها وابتسمت بأعين نعاسة له ربت علي ظهرها و هو يقول بهدوء :- 

_كده يا حوريه تلعبي علينا وتشتغليني النهارده ده انا اتخضيت خضه وفكرتك هترفضي جواز جمال من والدتك

فركت عينها بنعاس و هي تقول بابتسامه واسعة:- 

_غلطتك من الاول يا روحي لو كنت جيت وقلتلي اول ما عرفت وحسيت زيي بكل صراحه اللي حصل ما كنتش عملت عليكم الفيلم ده عشان بعد كده تحرموا تشتغلوني 

مرر يده علي وجهها و هو يبتسم بحب قائلاً :- 

_المهم ان جمال اخيرا هيتجوز ويتبسط في حياته هو كمان اتعذب زيي من الوحده و والدتك كويسه انا متاكده انهم هيعوضوا بعض 

هزت رأسها بالايجابي و استندت جبهتها علي جبهته و هي تضمه إليها بشده و تستند بيدها علي صدره شعر هو بيدها الصغيرة علي صدره الصلب ليضع يده علي يدها و يده الاخري علي خصرها و هي تقول بسعادة غامرة:- 

_انا كمان مبسوطه ان هيتجوز ماما هم الاثنين فعلا يستاهلوا بعض ..انا بجد فرحانه قوي عشانهم وخصوصا ماما تعبت في حياتها قوي و انكل جمال حنين قوي واكيد هيعوضها 

ساد الصمت قليلا بينهما ثم ضمت نفسها إليه أكثر و هي تهمس و تدفن رأسها برقبته :- 

_قاسم عايزه اطلب منك طلب بس ما تزعلش ولا تتضايق 

ابتسم هو باشراق وهو يحتضنها بقوة وهي تتشبث به بقوة أكبر هاتف بحب :- 

_اؤمر يا روحي طلباتك اوامر

وضعت يدها علي رقبتها و هو تبتسم ببهوت قائلة :- 

_عاوزه رنجه 

رفع قاسم نظراته إليها عدد لحظات ثم جز علي أسنانه بغضب قائلاً بغيظ شديد:- 

_بذمه اهلك ده وقته... وبعدين هو انتي هتشتغليني و ابنك اللي لسه ما جاش دة هيقرفني في حياتي ما بيحلالوش الرنجه الا الساعه 2:00 الفجر هو غاوي تعب وخلاص لابوه قولي له يحترم نفسه وينام خفيف احسن

زفرت حوريه بضيق شديد وقالت بحده:- 

_في ايه يا قاسم ده طفل عيب كده وبعدين ايه ينام خفيف دي هو اصلا صغنون خالص ولسه بيتكون يا حبيبي لازم كل اللي يطلبه نجيبهله 

مال يقبل رأسها و يحتضنها بحنان هامساً بأذنها بصوت حاد :- 

_وانا وحياتك ما هنزل المره دي و اجيب له رنجه وافضل رايح جاي ومتشحطط لحد ما الاقيه محل فاتح 

ابتعدت عنه ونظرت إليه بعطف و أعين تشع براءه وقبل أن تتحدث هتف بنفاذ صبر قائلا بحنق:- 

_عارف هتقولي ايه.. ان شاء الله يطلع له 10 وحمات في وشه برده مش هنزل وبعدين يا حبيبتي في حاجات احلى واجمل من السمك الفاسد ده اللي ابنك ماسك فيه كل يوم، فتحي عيونه على الحاجات الحلوه الثانيه 

هزت رأسها بضيق شديد لتنظر إليه وهي تقول بتهكم :- 

_حاجات زي ايه يا فالح وبعدين ده اسمه وحم مش بمزاجي يعني

قربها منه بخبث و أخفض رأسه يهمس لها ببعض كلمات بأذنها بصوت مسموع، قضمت شفتيها بحرج و هي تقول بغيظ شديد منه:- 

_انت قليل الادب و اقسم بالله كنت عارفه انك هتقول حاجه مش كويسه، و ابعد عني بقي طالما مش هتجيبلي اللي انا عاوزاه 

هز رأسه بضحك و هو يضمها إليه قائلاً بحنو :- 

_استني بس ما تبقيش حمائيه كده بكره ان شاء الله هاجيبلك صندوق رنجه بحاله ونشيله ونبقى نطلعلك منه كل يوم سمكه يا دوبك على قد ابنك المفعوص ده.. انما دلوقت خليكي مع ابوه وهو هينسيكٍ ابنك واللي جابوه والرنجه ذات نفسها

وضعت يدها علي فمها و هي تضحك ثم نظرت إليه و هي تهمس بابتسامة لم تفارق وجهها و نبرة محبة و هي تقول بتحذير زائف :- 

_عيب يا قاسم تفتح عيون ابنك على حاجه زي كده واتلم روح نام وراك بكره شغل الصبح 

ضمها قاسم إليه أكثر و هو يهمس مره ثانيه لتدفن رأسها برقبته ليتحدث هو بصوت خبيث:- 

_خلاص تعالي وهنبقى نطفي النور ونغمض عينيه عشان ما يشوفش حاجه.. انما انتي يا جميل لازم تفتحي عيونك معايا وتركزي في اللي جاي

هزت راسها بنفي وبدأ الخجل يتصاعد مجدداً لوجهها ثم انفلتت ضحكه عالية بقوة منها وهي تهتف:- 

_على فكره مش الرنجه اللي فاسده انت اللي اخلاقك بقت فاسده يا حبيبي هههههه

بينما هو ارتفع حاجبيه وهو يبتسم باتساع ودني يقبل ثغرها قبلة سطحية حانية مبتسم:- 

_الله اهي بدأت تندع أهي ..بصي يا حبيبتي النهارده هيبقي يوم تاريخي مش في حياتنا بس لا في حياه مصر كلها فـ عاوزك تركزي كده معايا وتنسي أي حاجه تانيه

ابتسمت و هي تنزل يدها عن خصرها لتنظر إليه بحب وبادلته نفس نبرة همسه و هي تقول :

_تعرف يا قاسم دايما فاكرة أن العيله هما السند و بس معرفش أن فيه عيله تاني تسعني وابقى مطمنه وانا معاها

عقد حاجبيه باستغراب ونظر إليها باستفهام لكي تتحدث بينما هي ابتسمت له بحب و وضعت يدها علي قلبه و هي تقول :- 

_قلبك وحبك ليا هم السند الحقيقي يا قاسم و انا عمري ما هبعد عن عيلتي 

ابتسم باشراق كلماتها الهادئة لمست له وتر حساس بقلبه و تربعت من جديد علي عرشه و سلطان حبه تملك منها و اصبحت هي فقط و لا بعدها تأملها بحب شديد و داخله يعلم ان للعشق طرق طويل للحفاظ علي من يحب و هو علي أتم استعداد لمحاربة اي أحد يقف أمام حب لها و إن كان اقرب الأقربين... لمس وجهها برقة و هو يتحسس نعومة بشرتها و هو يقول بهمس محب :- 

_ انتي اقرب لي من وريدي يا حورية من غيرك هخسر حياتي قبل منك

ثم جذبها من يدها الممسكة بيده لتقف بلحظة لف يده حول خصرها و هو يقربها منه حتي تلامس جسدهما في تناغم و هي تشعر بالحرارة المنبعثة من جسده و هو يشعر بارتجاف قلبها بين يديه وجهه الملتصق بوجهها هذه اللحظة تمناها أن تحدث منذ أن علم بعشقها يتربع علي عرش قلبه ليزيد من تقربها إليه ليهمس أمام شفتيها بعشق :- 

_ قاسم موجود عشان حورية عايشة جواه يا حريه جاءت تنور حياتي و تطلعني بره قفص عتمه ليلي

وبعدها حملها ليضعها علي الفراش ليميل بجسده الي الفراش يجتجزها بين يديه وليدنو يخفض وجه يقبل ثغرها بحنان و هو يضم خصرها بيده و هي تغمض عينها تستمتع بانفاسه القريبة بوجهها الطفولي المشرق و صوت قلبها يصل الي مسامعه و صوت قلبه استمعت إليه فـ هناك عاشقان حد النخاع و لم تتحمل كثيراً لتغرق معه في بحور عشقه لتعرف أنه أذا تمادى أكثر ستنسى وتغرق بعشقه أضعاف فوق أضعاف عشقها له! فهي تود لو صرختِ قائلة توقف ايٌها الزمن ولا تنهي علي سعادتي التي حصلت عليها الآن بين يديه لتظل معي طول العمر.




الفصل الثاني والعشرين 
___________________________________

في منزل عتمان زاهي رفع عتمان رأسه نحو بدريه التي كانت تقف أمامه تحاول الثبات بينما هو ابتسم بطريقه مخيفه يقول بهدوء قبل العاصفه:- 

_عيدي كده اللي انتي قولتي ثاني من شويه عشان شكلي كده ما سمعتش كويس او يا ريت العيب يطلع فيا انا وما اكونش اللي سمعته صح 

أغمضت عينها قليلا ثم نظرت إليه وهي تحاول تستجمع شجتعها قائله بتردد:- 

_كنت بقول ان جمال اللي بيشتغل مع قاسم جوز بنتي طلبني للجواز وانا وافقت وهيجي يتقدم لي النهارده 

لويت ميسون شفتها بسخرية لاذعة قائله بتهكم:- 

_لا واضح ان انتي وبنتك ما بتضيعوش وقت بصراحه هي اخذت العيل اللي مش عارفين لي أهل وانتي لفيتي على الراجل الكبير 

أنتفضت بدريه من مكانها وهي تهتف بغضب شديد:- 

_حسبي على كلامك يا ميسون واحترمي نفسك انا ولا بعمل حاجه عيب ولا غلط ولا انا ولا بنتي، بنتجوز على سنه الله ورسوله ومش بنتجوز في الدره ولا نستخبي واديني جايه اعمل بالاصول واقول لكم 

نهض عتمان بحده و نظر إليها و هو يبتسم بشده ليتحدث بصوت ساخرا:- 

_اصول ايه انتي اتجننتي و مين قال لك ان انا ممكن اوافق على حاجه زي كده اصلا؟ لا و كمان جايه تبلغني انها موافقه

هزت بدريه رأسها بنفي و هي تقول بهدوء شديدة :- 

_عشان دي حاجه تخصني انا، انت مش واصي عليا ولا ولي امري وانا اعمل اللي انا عاوزاه

ليصرخ بها بقوة و صوت كالرعد و أعين تصب شرارات الغضب بقوة :- 

_كل مره عماله تستقوي وتعاندي معايا يا بدريه بس وماله حقك مش لقيت اللي تتحامي فيه ..تمام عايزه تتجوزي غوري في ستين داهيه بس اعملي حسابك هتمشي لوحدك من البيت ده وما ترجعيش ثاني وحفيدي هيفضل معايا 

نظرت إليه بدريه بحده و هي تضيق عينها قائلة بصرامة:- 

_انا مش هسيب اولادي ليك ده ابني وهيفضل معايا وما فيش قوه على الارض هتقدر تمنعني اخذ ابني 

رد عتمان و هو يقول بصوت قوي بانفعال وفي تلك اللحظة كان اقترب منها يمسك بيدها بعنف وقسوة يضغط عليها:-

_ولا انا يا بدريه هاسيبهلك، ابنك مش هتاخذيه ده حفيد انا وما حدش هيقدر يبعدوا عني 

صرخت بدريه بعنف وهي تبعد يده عنها بعنفوان شديد و تصيح:- 

_آه ابعد عني وما تلمسنيش كده ثاني مره 

تراجع عتمان للخلف بصدمه وغضب بينما أردفت ميسون بتعصب وغضب في نفس واحد:- 

_اللي انتي عملتيه ده؟ ده انتي اتجننتي خالص بتمدي ايدك على ابويا و بتزوقي ايده طب احترمي السن اللي ما بينكم وان راجل كبير 

لتصرخ هي بقوة فجاه وبصوت عالي قد بدأ ينفذ صبرها من أسلوب الجميع معها دون مراعاة الي مشاعرها وقلبها داخلها يتمزق بقوة :- 

_وهو محترمش تربه ابنه واللي بيعمله فيا انا واولادي كل يوم ..سنين وانا عايشه حاطه جزمه في بقي وساكته عشان اولادي و اقول معلش استحملي هتروحي فين ما هم المفروض برضه اهلك وهيرعونا مش هيطعنوني في ظهري ويؤذوني اوعوا تكونوا فاكرين أن انا كل ده ساكته عشان ضعف مني لا كان خوف على اولادي بس خلاص تعبت وزهقت منكم وما بقتش عاوزه العيشه معاكم 

اخذت تتنفس الصعداء بقوة وهي تكمل بصوت قوي رزين :- 

_وانا قلتهالك قبل كده يا عتمان إلا اولادي مش هاسمحلك انت ولا حد غيرك يدوس عليهم ولا ياذيهم وانت جربتني لما كنت بتقرب من حوريه كنت بفديها ان شاء الله حتى بروحي وانا مش ضامنه اعيش ولا اموت منك بس كنت اضمن انها كويسه وبس.. انما انت دلوقت وبنتك ولا فارقين معايا وهامشي واخرج من البيت ده وهاخذ ابني معايا و وريني هتمنعني ازاي 

جز علي أسنانه بغضب شديد وهو يقول بنبرة بارده وفي ذاته الوقت حاول يقترب منها مره ثانيه ليقبض علي ذراعيها بتحدي يريد ان يصل إليها أنها مازالت اضعف منه:- 

_مش هتاخذي حفيدي مني يا بدريه وانا اللي همنعك ان شاء الله اموتك بيدي آآة انتي بتمدي ايدك عليا ثاني؟ 

أبتعدت يده بعنف وقسوة شديدة هذه المرة وهتفت بجدية:-

_سبق وقلتلك ايدك ما تتمدش عليا ثاني وانا إللي هقفلك من النهارده ومش هسكت على حقي تاني 

نظر اليها و هو يصرخ بقوة حتي يصل إليها صوته ارعبها :- 

_والمفروض بقى اخاف منك دلوقت وابعد عنك بعد الشويتين دول لا انتي ضعيفه يا بدريه ومش هتقدري تعملي حاجه قصادي وساجد هيفضل معايا ومش هتعرفي تاخذيه فـاااهـمـه

سحبها بقوة إليه و عينه كانت تطلق شرارات الغضب بقوة و بتوعيد ليرفع يده بعنف وقسوة حتي يضربها وهي اغمضت عينها بقوة و دموعها تهطل بقوة تنتظر مسيرها بينما ابتسمت ميسون بسخرية لاذعة و انتصار

وفي ذلك الاثناء تعالي أصوات طرقات قويه 
علي باب المنزل جعلت الجميع ينتفض بخضه وانزل عتمان يده والتفت بغضب مكتوم يتوعيد لمن يطرق هكذا و أشار إلى ابنته لتذهب حتي تفتح هزت راسها له بالايجاب وذهبت حتي تفتح الباب وقد اتسعت عينا ميسون بصدمه وهي تجد أمامها مجموعة من الشرطه هتف الضابط بصوت أجش قويه:- 

_ده منزل عتمان زاهي وهبي

ابتلعت ميسون ريقها بصعوبة شديدة وهي تهتف بتوتر شديد:- 

_ايوه هنا بس حضرتكم عاوزينه في ايه 

لم يجيب عليها بل أبعدها من أمامه بحده ودلفت الشرطه الي المنزل بالقوه وسط هرج و مرج من الجميع بالقصر الأهل و الجيران الذين أخذوا ينظرون بتعجب شديد فـ ماذا يفعل ضابط الشرطة و قواته هنا الآن تقدم ضابط الشرطة من عتمان الذي أبتعد بسرعه عن بدريه بقلق ليقف أمام الضابط الذي نظر إليه بحده قائلاً :- 

_ أنت عتمان زاهي 

عقد عتمان ما بين حاجبيه و هو ينظر إليه بارتجاف قائلاً بتوتر :- 

_ايوه أنا في ايه يا حضره الضابط بتسالوا عليا ليه انا عملت حاجه 

امسك الضابط بيد عتمان يضع بها الأصفاد و هو يقول بخشونة وبصوت أمر :- 

_اتفضل معايا وانت هتعرف كل حاجه انت مطلوب القبض عليك ..هاتوه 

وقفت بدريه و قلبها يدق بقوة و هي تراقب الوضع لتتسع عينها بقوة حين وضع الأصفاد بيد عتمان و بدأت رجال الشرطة تجر عتمان خلفهم بقوة حتي يذهب معهم شهقت ميسون بقوة بين الموجودين لتصرخ بكل ما لديها من قوة تصيح باسم والدها وهي تشاهده وهو يسير معهم يأخذون بقوه شديدة وعنف 
الي الخارج 

وكان عتمان مصدوم بعدم تصديق مما يحدث حتي الصمت جعله يصمت وغير قادر على الحديث بينما توقفت بدريه في الاعلي تحضن طفلها بين ذراعيها وهي تراقب ما يحدث بأعين هادئه ثم تنهدت وزفرت أنفاسها بعمق شديد و أغمضت عينيها بارتياح كأنها تشعر تم رد جزء من حقها و ظلمها طول السنوات الماضية كانت تعيش وتشعر أن كرامتها تتهان دائما من الجميع وهي غير قادرة على التكلم وأخذ حقها وكانت لا تنسي اوجعها مطلقاً ولا الله عز وجل ينسي! فـ الظلم ظلمات حتي لو بعد حين.

**
بأحد الشركات الكبري في شركة قاسم السيوفي كان يجلس علي المقعد المخصص للمكتب بأريحية شديدة أمام المكتب يعمل بتركيز حتي دلف إليه جمال بعد أن طرق الباب وسمح له قاسم بالدخول وجلس أمامه وهو يمد يده ببعض الاوراق إليه ملف قائلا بجدية:- 

_خذ خلاص الشركه الالمانيه بعتت فاكس وافقت على شروطنا خلاص ما فضلش بس غير امضتك وتراجع الاوراق زي كل مره

هز قاسم رأسه بالايجاب دون النظر إليه باهتمام مرددا:- 

_تمام يا جمال سيبه هنا وانا هبص عليه بعد ما اخلص اللي في ايدي 

صمت قليلًا جمال بتفكير بضيق ثم أردف له متحدث:- 

_بقول لك ايه يا قاسم كنت عايز اكلمك في حاجه كده انا عارف انها مش وقتها بس مش قادر اسكت اكثر من كده لازم انبهك عليها لاني شكلك نسيت 

عقد قاسم حاجبيه بدهشة وهو يقول بهدوء:- 

_هي ايه دي الحاجه اللي نسيتها 

تنهد جمال لحظات متردد ثم قال بجدية:- 

_هو أنت مش ناوي تقول لي حوريه على موضوع اسامه ان هو ابنك 

صمت ثواني قبل أن يضع القلم من يده فوق المكتب بقوة هاتف بحده:- 

_اسكت يا جمال خالص ووطي صوتك لحد يسمعك 

هتف جمال بصوت حازم مرددا:- 

_انا صوتي واطي وما تخافش ما فيش حد هنا هيسمعنا هو انا كل ما اتكلم هتسكتني في البيت وقلنا ماشي خايف حوريه تسمعنا.. بس لازم تقول لها احسن ما تعرف من بره ما تفتكرش بعد المده اللي عدت دي وانها لحد دلوقت ما عرفتش حاجه هتفضلي الايام ماشيه عادي وبرده مش عارفه 

مسح قاسم وجهه بغضب وهو يقول بصوت حاد:-

_جمال قفل على الموضوع ده وريح نفسك عشان انا مش ناوي اقول لها خالص 

اتسعت عينا جمال بذهول قائلا بجدية:- 

_نعم! انت متاكد من كلامك ده يا قاسم

جز قاسم علي اسنانه وهو يتحدث علي مضض:- 

_اه متاكد يا جمال ما هو بالعقل كده هو انت مفكره لما تعرف حاجه زي كده هتاخذني بالحضن وتقول لي ولا يهمك يا حبيبي هسامحك دي هتقلب الدنيا وممكن تسيبني وانا مش هقدر انها تبعد عني 

ليقول جمال بصوت هادئه مرددا بلين محاوله جعله يفهم الأمر :-

_انا عارف ان رد فعلها مش هيكون كويس عشان كده عاوز تقول لها بدري هيكون افضل لك وانها دلوقت حامل منك ثاني كل دي حاجات هتحاول تاثر عليها فيها وتقول لها ..خذها واحده واحده يا قاسم وصدقني لو عرفت من بره الزعل هيكون اكبر ما بينكم من صدمتها فيك

هز رأسه بضيق شديد وقال باقتضاب:- 

_ما فيش زعل ان شاء الله وما فيش حاجه هتتعرف ما تقعدش انت بس تتكلم كثير في الموضوع ..ومن فضلك مش عاوزك تفتح الموضوع ده ثاني ولا اتكلم فيه ممكن نركز في شغلنا بقى 

نظر إليه عددا لحظات بوجه عابس بيأس ثم هتف بضيق وعدم رضي:- 

_تمام براحتك انا حذرتك وانت حر 

أغمض قاسم عيناه بقوة و هو يتنفس بهدوء زائف و اعتدل جالسة وأمسك القلم وسحب الملف حتي يشغل نفسه بينما كاد جمال أن ينهض لـ الرحيل من المكتب حتى رن هاتفه برقم بدريه عقد حاجبيه باستغراب وقلق و أجاب ثم صمت مضيفاً عينه بدهاء قليلا بوجه شاحب محتقن بشده قائلا:- 

_في ايه يا بدريه مالك بتعيطي ليه واحده واحده وفهميني اللي حصل

أنتبه قاسم إليه و رفع وجهه له باستغراب قائلا بقلق:- 

_في ايه يا جمال مدام بدريه مالها هي كويسه

صمت جمال لحظات ببطء يستمع منها جعل التوتر يعتري ملامح وجهه و ارتجاف إصابة جسده بالكامل حين هتف بصوت حازم بقوة:- 

_طب اقفلي يا بدريه وجهزي نفسك وانا جاي اخدك دلوقت انتي وابنك ويبقى حد منهم يقف قصادي! 

**
في شركة عصام الصريطي كان الجميع بالشركة يقف بدهشة وقلق وهما يسمعون أصوات تكسير بعنف وقسوة شديدة تأتي من مكتب عصام و يستمعون إلى صراخه بعصبية حادة أيضا لذلك لم يتجرأ أحد علي الدخول إليه حتي ركض جواد من مكتبه إلي مكتب والده بخطوات سريعة بقلق بالغ وفتح باب المكتب و تفاجأ بـ هاتف الشركه مكسور بالارض إلي شظايا متناثرة ليعلم أن والده من فعل ذلك و رفع وجهه نظر إليه ليجدة يقف بوجه شاحب محتقن بشده يتنفس بقوة أقترب منه جواد وهتف وهو يرفع حاجبيه:- 

_مالك يا بابا صوتك عالي ليه بس كده، ده انا سامع الصوت وانا بره في مكتبي اهدا مش كده 

صمت قليلًا يأخذ أنفاسه من الانفعالات ثم صائحاً بصوت عالي بغضب حارق قائلاً بجنون:- 

_الكلاب اللي ما كانوش لاقيين ياكلوا ولا ليهم قيمه وانا اللي خليتهم حاجه كل ما اتصل بي حيوان منهم يعمل نفسه مشغول او مش فاضي عشان ما يكلمنيش عشان عرفوا ان انا شركتي هتعلن افلاسها واكيد بتصل عشان محتاج فلوس منهم عاملين دلوقتي مش شايفني 

هز جواد رأسه بيأس وضيق هاتف بقله حيله:- 

_طب أهدي الامور ما بتتحلش كده اهدا عشان صحتك يا بابا احنا مش ناقصين 

تنهد بنفاذ صبر ينظر له و ظهر الخوف علي صفحة وجهه يرتجف من الرعب الذي تلبسه من مجرد تخيله من الممكن أن يفقد الشركه و القصر بسبب هذا القرض الذي ندم على ذلك القرار الان فـ سيصبح في غضون أيام بالشوارع هو و عائلته دون مأوى تمتم بخفوت وصوت مرتجف بضياع:- 

_هتجنن يا جواد حاسس هيجرى لي حاجه فعلا ،خلاص فاضل ايام قليله لازم نتصرف إلا هنترمي في الشارع والبنك هيحجز على القصر والشركه 

هز رأسه بنفي قائلا وهو يحاول أن يبعد عنة ذلك الأفكار السيئة رغم خوفه هو أيضا داخله أصبح يزيد من المخاوف القادمة :- 

_ان شاء الله مش هيحصل كده اكيد في حل 

رفع عصام رأسه إليه بلهفه شديدة قائلا بضيق:- 

_عملت ايه انت الثاني ما فيش ولا حد من اصحابك راضي يكلم ابوه ويسلفنا او يحاول يتصل بالبنك ياخر لنا شويه الحجز 

صمت قليلًا بشرود وضياع وهو يتذكر كلمات هاجر جيد ثم ضحك بملئ فاهه يهتف بتهكم:- 

_للاسف ما فيش حد راضي يرد عليا اصلا عملوا زي اصحابك كده برده مشغولين ولا اكنهم شايفني، ما يستاهلوش اصلا اقول عليهم صحاب دول شويه ناس كنت مخدوع فيهم بالمظاهر اللي حواليهم مش أكتر

**
كانت ميسون تجلس علي المقعد بالداخل القسم تدفن وجهها بين راحتي يدها و يصدح صوت بكائها بالارجاء المكان وكان يجلس جانبها حازم ابنها التي اتصلت بي على الفور واخبرته ما حدث لياتي إليها علي الفور وهو لا يعلم ماذا حدث و لما أخذته الشرطة بهذا الطريقة و ما التهمة الموجهة إليه لم يمر سوا ساعتين وهو بداخل غرفه التحقيق ،تنهد حازم بتوتر و هو يحاول الهدوء و فعل أي شئ لكنه تهاوت بصمت بقله حيله حتي خرج عتمان من مكتب المحقق و جانبه عسكري ويضع في يديه الكلبشات ليجد أبنته و حفيده يوقفون ينتظرون خروجه و حين رأى حازم أسرع إليه ليسأل بقلق :- 

_جدو طمنا انا اول ما ماما اتصلت بيا وانا في الشغل سبت اللي ورايا وجيت على طول، فهمنا ايه اللي حصل وليه البوليس جاء واخدك من البيت كده

تقدمت ميسون لتقول بنبرة مختنقة من البكاء :- 

_بابا انت كويس هو ايه اللي حصل؟ ليه اخذوك من البيت بالشكل ده من غير ما نفهم ولا حاجه

نظر عتمان نحوهما ببطء وارتجفت شفتيه السفلية بتوتر و هو يقول باختناق :- 

_انا مش فاهم حاجه زيكم غير لما الضابط لسه قايل لي من شويه ان انا متهم في قضيه مخدرات 

رفعت ميسون رأسها إليه و قد احمرت عينها و تزينها الدموع بصدمه بينما هتف حازم بعدم تصديق قائلا:- 

_انت بتقول ايه يا جدو مستحيل طبعا حضرتك تعمل كده هما مش عارفين انت مين وسمعتك من زمان وعمرك في حياتك ما عملت حاجه غلط ولا دخلت اقسام بوليس ازاي يتهموك بتهمه ذي دي؟ و إيه الدليل على كلامهم 

اغمض عتمان عينه بقوة و هو يضغط علي يده بغضب و يقول بحدة :- 

_كنت بجيب بضاعه زي كل مره للشغل من الناس اعرفهم و واثق فيهم، بس المره دي غيرت التعامل مع الناس بسبب انهم غلو في السعر عليا فاضطريت اتعامل مع حد ثاني ويوم اللي اداني في البضاعة كنت مستعجل ما فتحتش كل الكراتين واطمنت زي ما بعمل كل مره! اتاري كان نصف الكراتين من تحت فيها مخدرات وانا ما كنتش اعرف وفضلت في المخازن شهرين بحالهم والبوليس اخذ خبر وجي قبض عليا وفكرني انا اللي بتاجر فيهم 

صمتت ميسون بصدمه و هي تشهق ببكاء لعلها تهدئ من بكائها و تصبح قادرة علي الحديث بصوت واضح تنفست بهدوء و هي تقول بتقطع :- 

_يا نهار اسود وانت ازاي يا بابا تعمل حاجه زي كده من غير ما تتطمن وتبقى واثق من الشخص اللي هتاخذ منة وهو لي يعمل كده اصلا ويحطلك مخدرات في البضاعة 

نظر لها و هو يتنفس الصعداء عالي بحدة تشق صدره بغضب و عصبية شديدة ثم تنفس بصعوبة و هو قائلاً بغضب شديد:- 

_كان بيهربها يا ميسون البيه كان مخبيها عندي عشان عرف ان الحكومه شمه خبر وشكه فيه وعشان يبعد عنده التهمه حطاها لي انا لحد ما يتاكد ان الحكومه هتبعد ويرجع ياخذهم، بس حظي الاسود ان الحكومه فكرتني شريك معاه 

عقد حازم حاجبيه بحدة و هو يقول سريعاً :- 

_طب ما تقول كل الكلام ده للبوليس وانك ما لكش ذنب ولا تعرف عن مخدرات دي حاجه 

ليهب عتمان صارخا فيه و هو يقول بصوت مرتفع حاد :- 

_هو انا مستنيك تقول لي ما انا قلت فعلا الكلام ده للبوليس وهم قبضوا اصلا كمان عليه زيي، بس الفرق ان هو طلع بكفاله وانكر ان انا اخذت منه حاجه، ودلوقتي انا في نظر الحكومه المخدرات بتاعتي وبتاجر فيها كمان

هتف العسكري بصوت أجش بأمر:- 

_يلا يا متهم كفايه كلام يلا على الحجز 

شهقت ميسون بصعوبة وارتجفت وهي تستمع أن والدها سوف يسجن بالحبس وسط المساجين تهربت بعينها إليه بعدم تصديق و هي تجيب بصوت حاولت جاهدة أن يخرج ذات نبرات هادئة من كثر بكائها بمرارة :- 

_لاا بابا ما تسبنيش 

نظر عتمان إليهم بتعبير حزينه جدا لا يصدق ما يحدث معه، كان قبل أيام قليلة يعيش وسط هدوء علي عكس تلك الأيام الجحيمية التي سيصبح يعيشها و يتذوق كأس الألم و الحسرة آفاق عندما سحبه العسكري بعنف وقسوة من ذراعيه غير مهتم بسنه مما جعل الألم والخزه يخترق قلبه ويعتصرة بقله حيله ابتلع عتمان ريقه بصعوبة و توتر وهو يصيح بعجز وضعف ينهشون داخله بلا رحمة ولأول مرة في حياته ظاهرة هكذا أمامهم :- 

_اوعي تسيبوني هنا قوملي اكبر محامي في البلد اتصرفوا انا مظلوم اعملوا اي حاجه بس ما فضلش هنا دقيقه واحده ..انا مظلوم يا بنتي انا مظلوم يا حازم وما عملتش حاجه وما اعرفش حاجه عن المخدرات دي، اوعي تصدقوا او اي كلام ثاني سامعين.. انــا بــــريء انــا مـظــلـــوم

هز حازم رأسه بايجاب و هو يربط علي كتفه يطمئنه ثم ذهب مع العسكري بينما تنهد حازم و هو يمرر يده علي خصلات شعره و بيده الأخري سحب والدته إلي أحضانه التي لم تتوقف عن البكاء لحظه وهي تشهق بحزن شديد عليه عندما رأت الخوف و الضعف بأعين والدها واضح فقد شعر أنه ضائع بعجز وهما غير قادرين على فعل شيء له، وهو يتذوق شعور الظلم! فهو أكثر شعور مؤلم في الحياه. 

**
اخذت حورية تجوب بهو المنزل ذهابا وايابا بخطوات عصبية سريعة وحزن أشد منذ أن سمعت من قاسم أن والدتها قد تكون في خطر بسبب جدها عتمان، لتشد بانامها خصلات شعرها بغضب بينما كان يجلس قاسم يضع ساقا فوق الاخرى يراقب بعينين تشع قلق وهو يرى حوريه الواقفة أمامه بارتباك وتظهر فوق ملامحها علامات الذعر ليقول بصوت خائف عليها متردد:- 

_خلاص يا حوريه هتفضلي رايحه جايه كده كثير اقعدي يا حبيبتي انتي حامل كده غلط عليكي.. ما تخليني اندم اللي انا قلتلك 

توقفت حوريه عن الحركة والتفتت إليه بحدة بغتة تهتف بتوتر شديد:- 

_انت عاوز اهدى ازاي؟ وانت بتقولي ماما اتصلت بي اونكل جمال وبتستنجد بي وهي بتعيط اكيد جدو عثمان عمل لها حاجه، انا مش عارفه هو بيكره يشوفنا مبسوطين ومرتاحين ليه؟ لحد دلوقتي مش قادر ينسى اللي حصل زمان.. انا عمري ما هسامحه في حياتي على اي حاجه عملها ولسه بيعملها فينا

نهض قاسم واقترب اليها يرفع رأسها إليه ينظر إلي بؤبؤت عينها و هو يمسح دموعها التي تخلع له قلبه قبل وجنتيها و هو يقول بهدوء و حنو :- 

_بس يا حبيبتي خلاص اهدي وكفايه عياط عشان خاطري جمال راح يجيبها و قالي مش هيرجع من غيرها 

امسكت بيد قاسم بخوف و هي تقول بخفوت :- 

_وانت ازي يا قاسم تسيبه يروح لوحده افرض منعوه انت مفكر كده بسهوله هيسيبوا ياخذها 

نظر إليها بهدوء و هو يرفع يده يمرر إبهامه علي بشرتها بنعومة و هو يقول :- 

_والله يا حبيبتي فضلت اجري وراه وهو مستنينيش ولما اتصلت عليه قال لي ما تجيش ورايا وانا هتصرف خليك انت، وبعدين ما تستهونيش بجمال اكيد هيعرف يجيبها ان شاء الله 

أدمعت عينها و هي تضغط علي يده قائلة بحزن :- 

_يا رب.. يا رب نجيها و خليك معاها هي ما لهاش غيري ما توجعش قلبي عليها مش هستحمل يحصل لها حاجه وتروح مني 

لف يده حول خصرها يقربها إليه لتستند هي برأسها علي صدره و هي تبكي ليربت علي رأسها و هو يقول بهدوء :- 

_ايه بس الكلام ده يا حبيبتي ان شاء الله خير هي كويسه طالما قدرت تتصل بي جمال تاكدي من كده انها بخير وبلاش الافكار الوحشه بس تجيء في دماغك 

أغمضت عينها وتركت دموعها تتساقط وهي بين أحضانه حتي انتفضت حوريه علي صوت رنات هاتفه حاوطها بذراع و الآخر امتد ليأخذ هاتفه من جيب بنطلونه ليجد المتصل داليدا هتفت هي بلهفه شديدة:- 

_مين اللي بيتصل اونكل جمال

هنا اعتدل قاسم فى واقفته لينظر إليها قائلا بعدم اهتمام وهو يضغط علي بعض ازرار ليغلق الهاتف :- 

_لا يا حبيبتي مش هو، ده حد مش مهم خلينا في اللي احنا فيه 

اشتعلت عينها بغضب و ظهر خطوط حمراء تحتلها قائلة بجمود:- 

_وانت مش عايز ترد عليها ليه بقى ان شاء الله قدامي هو انت فاكرني ما اخذتش بالي من الاسم، وبعدين من أمتي في اتصالات ما بينكم ونمرتها بتعمل معاك ايه لحد دلوقتي 

ابتسم و هو يمسد علي وجهها برقة قائلاً بصبر :- 

_ممكن تهدي الموضوع مش زي ما انتي فاكره هي كل يوم والثاني بتتصل بيا تسلم وتطمن عليا وعليكي كمان وتقفل ومعرفش هي بتعمل كده ليه؟ 

جزت علي أسنانها بشراسة قائلة بغيرة شديدة :- 

_لا والله فيها الخير وبتطمئن عليك بتاع ايه؟ هو انت فاكرني عبيطه ومش واخذه بالي من نظراتها منك وانها معجبه بيك من وقت ما كنا في ايطاليا وعيونها اللي مش بتتشال من عليك، ولا انت كمان مش واخذ بالك من كده 

هز رأسه بضيق ويأس مرددا بجدية:- 

_لا واخذ بالي بس المفروض تكوني واثقه فيا ان انا مش هاديها فرصه ولا اسمح لها انها تتخطى حدودها معايا

عقدت ما بين حاجبيها بتحدي و هي تقول بحدة :- 

_طب مستني ايه ما تعمل لها بلوك وما تردش عليها ثاني ..ولا عجبك قوي اهتمامها بيك

نظر قاسم لها بحدة و هو يقول بغضب مكتوم:- 

_انا مش هرد على كلامك عشان عذرك بس ربنا اللي عالم لما بتتكلم معايا انا بختصر على قد ما اقدر ومش مستنيكي تقولي لي وعمري ما اديتها اي فرصه انها تتكلم معايا في اي موضوع خاص.. بس من ناحيه ثانيه صعبان عليا وحدتها وخايفه عليها انها تعمل حاجه في نفسها ولا ترجع ثاني لمخدرات هي طايشه ما بتعملش حدود في تصرفاتها مع الناس، بس كاختي وحطي تحت الكلمه دي خط احمر

صاحت حوريه بعصبية شديدة وهي تنظر إليه بعيونها تشع حقد:- 

_يا حنين لا فعلا صعبت عليا وما لقيتش بقى غيرك تفضفض ليك 

قبل قمة رأسها و هو يضمها إليه بقوه قائلاً بحب :- 

_حبيبتي مش وقت الكلام ده صح احنا في ايه ولا في ايه؟ واوعدك بعد كده مش هرد عليها تاني غير وانتي قدامي و هخليكي كمان في الصورة، وتردي عليها بنفسك عشان لو في حاجه في دماغها تتراجع من نفسها ما تفكرش في كده تمام 

وقبل أن تتحدث لمحت والدتها تدلف من باب القصر ومعها شقيقها ساجد وخلفهم جمال يحمل حقائب ابتسمت بسعادة و راحه لتركض نحوهم و هي تقبل يده والدتها التي ابتسمت بحب تداعب بشرتها لتتحدث بأعين تلمع بدموع و هي تقول بلهفه شديدة:- 

_ماما حبيبتي انتي كويسه انا قلقانه عليكم قوي من ساعه اللي عرفته الحمد لله انكم جيتوا هنا انتي وساجد

وضع الحقائب جانبه و أردف جمال بصوت أجش بأمر :- 

_بدريه هتفضل هنا لحد ما يعدي اسبوع ونكتب الكتاب و الفرح مع بعض وبعد كده خلاص هتبقى مراتي و واحده مننا 

تنهدت حوريه بفرحه وسرور وهي تقبل وجنتيها وابتسمت بسعادة غامرة بينما هزت بدريه رأسها مبتسمه بتوتر، ليقول قاسم بهدوء و جديه:- 

_هي واحده مننا من زمان يا جمال أصلا مش حتى بعد ما هتتجوزك مبروك يا طنط بدريه 

نظرت بدريه إليه بامتنان لتقول حورية بخوف وقلق:- 

_ماما انتي اتصلتي ليه بي اونكل جمال وكنتي بتعيطي وخايفه من ايه احكي لي اللي حصل وكل حاجه بالتفصيل

نظرت بدريه إليها بصمت ثواني ثم بدات تقص عليهم ما حدث بالتفصيل وكيف اقتحمت الشرطه المنزل وأخذت عتمان بالقوة، بينما شهقت حوريه بعدم تصديق وهي تقول بدهشة:- 

_يعني دلوقتي جدو عتمان في القسم طب ايه التهمه وليه اخذوه من البيت بالشكل ده

هزت راسها بدريه بعدم معرفه لتقول مرددة بتفكير:- 

_علمي علمك والله يا بنتي بس شكلها كده مش حاجه سهله ولا بسيطه لا الموضوع كبير البوليس كان كثير واخذوه بالعافيه من البيت من غير ما يقولوا اي حاجه 

هتف جمال بصوت حازم بشده يردد بقسوة شديدة:- 

_خلاص اقفلوا على السيره دي ما لناش دعوه بي ان شاء الله يعدموا بعيد عنكم 

رفعت بدريه مقلتيها ونظرت إليه بملامح متألمة بشده ثم قالت بخفوت:- 

_الحمد لله ان كلهم مشيوا والكل انشغل معاه وسابوني في البيت لوحدي مع ابني وعرفت اتصل بيك. 

حمحم قاسم بضيق شديد منة قائلا بجدية:- 

_جمال حاسب على كلامك ده برده مهما كان واحد من اهلهم 

هز رأسه جمال بعناد بغضب شديد وهو يقول بصوت متوحش:- 

_هو لو كان حد من اهلهم وخايف عليهم بجد كان عمل اللي عملوا ده لولا ساتر ربنا كان مسكها دلوقتي موتها من الضرب انت ما سمعتش وهي بتحكي لولا في اخر لحظه البوليس جاء ونجدها منه.. ما تزعلوش مني بس من ساعه ما بدريه حكتلي اللي حصل وانا مش قادر امسك اعصابي وكان نفسي بس اشوف حد منهم ولا يمنعني كنت عرفته مقامه 

**
في المساء كانت ناريمان تجلس بالخارج في الجنينه وسط الاشجار والورود وتمسك بيدها كوب عصير ليمون و تضغط عليه بقوة وغيظ شديد وهي تستمع إلى أصوات الضحك القادمة من قصر قاسم حيث كان الجميع يجلسون بالجنينه مجتمعون حول مائدة الطعام و يتحدثون بفرح وسرور كبير و اوقات يضحكون بصوت عالي علي اي شئ في اجواء جميله جدا كـ احتفال بمناسبة اقتراب زواج جمال و بدريه.

لمحت ناريمان من بعيد قاسم وهو يحمل طفل صغير لتعرف علي الفور أن هذا الطفل إبن حورية الذي اعتقدت في يوم من الايام أنه إبن جاد و حفيدها و هربت حينها حوريه من السجن لاجل ان تربي هذا الطفل في اجواء مريحه له؟ لكنها بعد ذلك تحطمت كل احلامها وعرفت ان هذا الطفل ليس حفيدها ولا ابن جاد ابتسمت بسخرية مريرة بأعين تطلق شرارت وهي تتذكر تلك اللحظات بحقد عليهن جميعا ثم افاقت على صوت ابنها جواد قام بخطوات بسيطة بتعب وإرهاق وجلس أمامها قائلا:- 

_مساء الخير يا ماما قاعده كده ليه بره 

رفعت هي بصرها إليه وهزت راسها له ببرود تام وهي تقول بصوت متحشرج:- 

_ابدا ما فيش ما انا مش لاقيه حد اقعد معاه وانت ربنا كرمك اهو وكل يوم بتروح الشغل مع ابوك غريبه يعني 

عقد حاجبيه باستغراب ثم مسح وجهه بتعب مرددا بيأس:- 

_هو انتي ولا عاجبك كده ولا كده اعمل لكم ايه عشان ترتاحوا يعني؟ وبعدين هو حضرتك ما تعرفيش المشاكل اللي في الشركه ان بابا كان واخد قرض بضمان القصر والشركه وكل يوم نحاول نحل المشاكل دي بس مش عارفين للأسف

تجرعت قليلا من العصير الخاص بها بعدم مبالاه وقالت بابتسامه ساخراً بجمود:- 

_عارفه طبعا بموضوع القرض ده وياما حذرته بس هو اللي بيمشي باللي في دماغه خليه يشرب بقى نتيجه اختياراتة ..سيبك من الموضوع ده و قولي مش ناوي برده تتجوز انا بقى لي كام يوم سيباك براحتك و قلت اسيبه يفكر او يشوف واحده محترمه ويتجوزها

جز جواد علي أسنانه بغضب مكتوم قائلاً بضيق شديد:- 

_مش عارف ايه موضوع الجواز اللي طالعه لي لي فجاه بي ده، ان شاء الله يا ماما بس بعدين خلينا نخلص الاول من موضوع الشركه 

لترفع رأسها إليه لتضيق عينيها عليه و هي تقول من بين أسنانها بحقد دفين :- 

_سيبك من مشاكل ابوك اللي مش بتخلص هو انا هفضل كده على طول محرومه من كل حاجه وغير متهني بيها، أخوك و مات و حتي حته العيل اللي كانت حوريه حامل في طلع مش ابن جاد ..وانا ما فاضليش غيرك 

هز جواد رأسه بنفاذ صبر قائلا بحنق وضيق:- 

_رجعنا ثاني لي نفس الموال 

ضغط ناريمان علي الكوب الذي بين يدها بغيظ شديد مرددة بغل:- 

_خلي الهانم البجحه حورية خلفت عيل منعرفش مين ابوه لحد دلوقتي وكانت حامل فيه وهي متجوزه اخوك جاد ..لا و كله كوم و موضوع قاسم اللي متقبل الطفل كده عادي في حياته وموافق يربي عيل مش إبنه ولا عارف لي اب ده أنا عرفت كمان أنه كتبة على اسمه.. انا لحد دلوقتي مش مصدقه قاسم إزاي موافق علي كده، ايـه تقولش هو أبوه ومش عارفين؟ 

لم يهتم جواد إلي كلماتها ولا انتبه من الأساس لها من شده الإرهاق ثم نهض جواد وهو يحمل جاكيت البدله الخاص بي بيده مرددا بصوت متعب بجدية:- 

_حبيبتي ممكن تهدي شويه وان شاء الله كل اللي انتي عاوزاه هيحصل بس انا مش فايق لموضوع الجوز ده دلوقتي ولا بعدين سيبني براحتي وريحي نفسك عشان يوم ما هعملها هعملها وانا بختار بنفسي مش حد يختار لي ..تمام تصبح على خير انا راجع من بره مقتول نوم و عاوز انام غير ورايا بكره الصبح شغل كثير في الشركه مع بابا 

رحل جواد وتركها لكن تعبير وجه ناريمان لم تكن خير ابدا فقد انتبهت الى تلك كلماتها التي قالتها دون ادراك منها لكن اثارت دهشة و ذهول كبير داخلها ارتجفت بؤبؤت عينها بشك تجاه قاسم و حول اهتمامه الكبير! مثير عددا تساؤلات كثيرة بذلك الطفل وماذا بينه حتي يظل هكذا جانبه و يحميه؟. 

صمتت قليلاّ و تنفست عدة مرات بعدم استيعاب بما تفكر فيه وظهرت علامات الصدمة واضحة علي وجهها صامتة لا تبدي اي ردة فعل بجمود، حتي اخيرا لتتحدث ناريمان مرة أخري وقد اتسعت عينها بشدة لتقول بصوت مستوحش:- 

_انا ازاي مفكرتش في الموضوع ده؟ ما هي ملهاش حل غير كده؟ معقول يكون الطفل اللي كانت حوريه حامل في كل ده يطلع ابوه هو قاسم؟ 

**
بداخل غرفه قاسم ارتدي حله رمادية اللون و وقف أمام المراه يعدل من رابطة عنقه حتي تقدمت منه حورية من خلفه تحاوط خصره بيديها و هي تستند برأسها علي ظهره اغلق زر سترته و هو يرفع رأسه بشموخ نظرت إليها في المراه و بتلقائياً ابتسمت بفخر هذا الرجل زوجها نظر إليها و هو يقول باستغراب :- 

_ بتبتسمي علي أية كده 

تنفست بقوة و تميل لتقبله قبلة سطحية و هي تقول بدلال :- 

_ مفيش بس اصل شوفت اجمل و احن رجل في الدنيا ..جوزي حبيبي

امسك بيدها بين يديه يجعلها تضمه أكثر و هو يرفع يدها ليلثمها بحب قائلاً بمشاكسه :- 

_ده انا بتعاكس بقى.. خذي بالك عشان مراتي بتغير أوي أوي عليا و ممكن تقلبها نكد في ثانيه بسبب الغيره

تلاشت ابتسامة حورية لـ تقلب وجهها بغضب وهي تقول بشراسة:- 

_انا نكديه يا قاسم 

تنهد قاسم بعمق وهو يقول بحسره زائف:- 

_لا ابدا يا حبيبتي بس الهرمونات عندك عاليه من ساعه ما بقيتي حامل ،ده انتي بتنزليني كل يوم الفجر عشان اجيبلك الرنجه حكم القوي وتقولي لي مش نكديه 

جزت علي أسنانها بغيظ قائله بحده وهي تبعد يدها عنه لترحل بضيق شديد:- 

_تصدق انك بايخ اوعى كده بدل ما اوريك النكد على اصوله يا رخم

التفت قاسم و جذبها بسرعه ليميل الي زوجته يقبل رأسها و هو يهمس بهدوء :- 

_انتي بتتقمصي على طول ليه انا بهزر يا حبيبتي، انا اللي نكدي ولا تزعلي خلاص ارتحتي كده

نظرت إليه بضيق مكتوم ثم أردفت بحده:- 

_انت بتاخذني على قد عقلي يا قاسم بس تصدق أنت فعلا اللي نكدي مش انا عشان انا صاحيه ما عملتلكش حاجه ولا كلمتك ومبسوطه وانت اللي بتغلس عليا اهو 

احتضنها بقوة و هو يمسد علي خصلات شعرها بحب ليهمس بجوار اذنها بحب :- 

_و ايه اللي مخليكي صاحيه مبسوطه كده يا روحي 

هزت كتفها بسعادة و هي تقول بدلال :- 

_ابدا فرحانه عشان ماما و ساجد خلاص هيبقوا معايا في بيت واحد من النهارده وهيفضلوا معايا طول العمر ..مبسوطه قوي عشانهم

ليقول بابتسامة متسعة و هو يمرر أصابع يده برقة علي وجهها قائلاً بعشق:- 

_ربنا يبسطك كمان وكمان يا روحي

ابتسمت حوريه بحماس شديد وهتفت بابتسامه واسعة:- 

_عاوزه انزل اشتري شويه حاجات كتير اوي النهارده عشان الحفله وعاوزه اشتري كل حاجه بنفسي عشان تطلع مضبوطه، مش عاوزه اي حاجه تطلع شكلها وحش أو أي غلطات في اليوم ده ..هتوصلني في سكتك ولا اروح مع السواق 

هز قاسم رأسه برفض وهو يقول بحنان:- 

_ و تروحي مع السواق لية و انا موجود 

لترفع نفسها علي اصابع قدمها لتقبل كتفه و هي تقول بحب : 

_ دايما موجود جنبي يا حبيبي.. انا هاروح اغير هدومي بسرعه استناني هنا 

هز رأسه بايجاب موافقة لتحاوط وجهه بين يدها و هي تقبل وجنتيه لتتحرك تتركه متجهة إلي خزانة الملابس لكن لم يتركها في حين وقف هو أمامها و انحني يلتقط شفتيها في قبلة رومانسية عميقة في حين أغمضت عينها و جرفتها رغبة عارمة تبادله قبلته و هي تحاوط عنقه بقوة حاوط هو خصرها بقوة يجذبها نحوه و هو يقبلها بجنون وابتسم بخفه حين شعر بها تبادله قبلاته بمثله.. ابتعد عنها ببطئ ينظر إليها بابتسامة عريضة بينما فتحت هي عينها وضغطت على شفتيها بخجل شديد قد اشتعلت وجنتيها بحمرة قانية و صدرها يعلو و يهبط بقوة ليتنظر الي شفتيها و هو يقول بصوت منخفض :- 

_انا بقول الاحسن ليكي تتحركي حالا من قدامي لان مش هقدر اسيطر على نفسي اكثر من كده وما ترجعيش بعد كده تلوميني عشان اخرتك على مشوارك

**
في اليوم التالي.

وقفت حوريه امام خزانة الملابس و زفرت بضيق وهي تنظر الى كثرة الملابس بالخزانه و هي تحمل بين يدها ملابسها وبدأت في توضيب الملابس بشكل مرتب وتخرج الملابس التي لا تستعملها وبدأت تضعها بداخل الحقيبة وهي تضع بها بعض الملابس التي لا تحتاجها حتي تتبرع بها الى اي دار ايتام وقبل أن تنتهي لتسمع أصوات صراخ و بكاء اسامه في الاسفل انتفضت حوريه بذعر شديد وتركت ما بيديها لتركض بخطوات سريعه الى الاسفل لتري ماذا أصاب طفلها و عندما هبطت وجدت هاجر تحمله بين ذراعيها وتحاول اسكاته لكن دون فائده عقدت حاجبيها بدهشة وهي تقترب منها:- 

_في ايه انا نزلت مفزعة على صوت عياطه وهو بيصرخ بالطريقه دي ليه 

التفتت هاجر لها وهي تقول بصوت متوتر بشده:- 

_والله يا مدام حوريه مش انا السبب في عياطه ولا اعرف ليه فجاه عمل كده 

تقدمت حوريه نحوها واخذت منها الطفل بلهفة وهي تتفحص إياه بقلق شديد مرددة :- 

_يعني ايه ما تعرفيش هو مش كان معاكي بره في الجنينه وكان هادي وساكت في ايه يا هاجر ما تتكلمي

ابتلعت هاجر ريقها بصعوبة شديدة وهي تهتف بتلعثم:- 

_انا بصراحه خرجت بي اتمشى بره قدام القصر عشان لقيته فجاه مقريف وزهقان والله حتى ما بعدت بي انا مشيت بس قدام الطريق و الحرس ورايا عشان لو حصل حاجه و عينيهم كانت عليا.. لحد فجاه ما اعرفش طلعت لي منين مدام ناريمان لقيتها جايه عليا و بتبتسم وطلبت مني بكل ذوق تشيل اسامه شويه مني انا طبعا رفضت والله وكنت هارجع انا عمري ما بستريح ليها الست دي اصلا

رفع رأسها إليها بلهفة و أمسكت بمحرمة تمسح دموع طفلها وشعرت برعب بأن تكون ناريمان اذيت طفلها لتقول بحده:- 

_وبعدين كملي اللي حصل 

هزت راسها لها وهي تقول بصوت متوتر بندم من نفسها لأنها كان من الممكن تعرض الطفل للخطر :- 

_لسه بتلفت عشان امشي لقيتها بتسحبه من ايدي بالعافيه وشالته هي بين ذراعيها انا اتضايقت منها جامد هو عليت صوتي وقلت لها ما ينفعش كده ولسه هقرب اخده منها لقيته بيصوت فجاه وبيعيط بالطريقه دي؟ 

اسندت حورية علي كتفها برأسه و هي تضم الصغير إليها الذي بدا يتوقف عن البكاء قائلة بحب :- 

_بس يا حبيبي خلاص اهدا وبطل عياط 

تابعت هاجر حديثها وهي تقول بقلق شديد:- 

_وهو ده اللي حصل يا مدام حوريه اخذت الولد مني بالعافيه ولسه بتكلم معاها فجاه لقيته نط وصرخ وبيعيط من غير سبب ما اعرفش عملت له، ولا ليه اصلا اخذته مني بالشكل ده.. حقك عليا عشان طلعت بره من غير ما اقول لك بس والله كانت نيتي خير

تنهدت حوريه بضيق شديد ولم تفهم ماذا كانت تريد ناريمان من طفلها ولماذا اقتربت منه هكذا ابتسمت بخفه و هو تقبل الصغير علي يده بحنو قائلة :- 

_خلاص يا هاجر الحمد لله انها جاءت على قد كده ممكن بس أسامه صرخ وعيط عشان شكلها غريب عليه وعشان شدته منك بالطريقه دي ..خلاص قفلي على الموضوع اسامه ابتدى يهداه أهو

نظرت هاجر نحوها عددا لحظات بوجه قالق مرددة بارتباك وتوتر:- 

_بس في حاجه ثاني اخذت بالي منها ولازم تعرفيها؟ وانا بلف عشان امشي لاحظت في ايديها خصله شعر تقريبا شدتها من اسامه وهو ده اللي خليه يصرخ و يعيط كده

نظرت إليها بتشوش و هي تقول بعدم فهم :- 

_نعم شدت شعرة من اسامه طب هتعمل بيها ايه واللي خلاها تعمل كده اصلا 

نظرت إليها هاجر ببعض الخوف و هي تقول بعدم معرفه :- 

_علمي علمك يا مدام حوريه انا استغربتها اصلا طريقتها كانت غريبة من امتى وهي بتهتم باسامه وانها تشيلي وحنينه كده عليه ،ده انا بعد ما اخذت اسامه منها طلعت تجري واختفت ولا رديت عليا لما فضلت انده عليها، عشان اعرف هي عملت كده ليه؟ 

ثم هتفت هاجر بقلق بالغ قائله باقتراح:- 

_انا من رايي نقول لقاسم بيه احسن انا مش متطمنه ليها خالص بصراحه 

هزت راسها برفض بسرعه و هي تقول بقلق تحاول اخفاءه بصوتها الهادئه:- 

_لا لا بلاش النهارده تجيبي سيره اي حاجه تضايقهم بالذات النهارده؟ كتب كتاب اونكل جمال و ماما و كلهم كانوا فرحانين امبارح ومبسوطين بلاش نجيب لهم اي اخبار وحشه النهارده و سيبي لي للموضوع ده، ولو لاحظت حاجه ثاني منها هقول لي قاسم... بس اللي مش قادر استوعبه اخذت شعره ليه من اسامه هتعمل بيها ايه؟ 

** 
بعد مرور أسبوع.

دلفت حورية بخطوات بسيطة إلي داخل الغرفة المخصصة بالقصر لـ بدريه لتجهيزها و تم تجهيز الحفل بالاسفل على اعلى مستوى التي سيكون بها عقد القران، اقتربت منها حورية وعدلت من خصلات شعر والدتها داخل الحجاب بينما التفتت بدريه إليها بوجهها المتوتر بشدة و أمامها فتاه تضع لها اللمسات الأخيرة من مستحضرات التجميل ابتسمت حوريه لها و هي تضع يدها علي كتفها لتقول هي:- 

_ تعالي يا حوريه امسحي لي شويه من المكياج ده حاسه انه كثير في وشي وانا اصلا ما ليش فيه انا بس سمعت كلامكم من كثر الزن عليا 

هزت حورية رأسها بنفي و هي تقول بهدوء :-

_يا ماما حرام عليكي هو انتي حاطه حاجه اصلا ده خفيف خالص ،ده انا كل اما ادخل الاوضه اسمعك بتقولي للبنت تخففلك المكياج ومجننينها معاكي، عاوزه بعد كل ده تمسحي

ابتعدت عنها الفتاه بعد أن انتهت لتنظر بدريه الي نفسها في المراه ثم ابتسمت و هي تري نفسها رائعة الجمال زينتها أعطت لها رقة و جمال فريد رغم سنها نظرت إليها حورية و هي تقول بابتسامة واسعة :- 

_ طالعه زي القمر يا ماما ما شاء الله مش محتاجه انتي حاجه اصلا 

لتردف بدريه بتوتر و هي تنظر إلي ابنتها :- 

_ بجد يا حوريه حلو هو انا يا بنتي صغيره على المكياج والحاجات دي حاسه ان اوفر ومش مناسب لي؟ وممكن ما يعجبش جمال اصلا

هزت حورية رأسها برفض و هي تبتسم بشده قائلة بمكر :- 

_هو مين اللي ما تعجبهوش ده انتي عاجبة من غير ولا حاجة و لو عليه هيخدك و يمشي زي ما انتي كده.. هو وقع من زمان ومن بدري اصلا يعني ما تشيليش همه

حمحمت بدريه بخفه بخجل شديد و كأنها تشعر أنها شابه مراهقة و هي تقول بهمس خجول :- 

_ بس بقى يا حوريه وما تقولش الكلام ده ثاني ومتوترنيش اكثر ما انا متوتره

اخفضت رأسها بجانب أذنها و هي تنظر إليها في المراه ثم تقول بمشاكسة :- 

_و الجميل متوتر ليه بس الموضوع ما يخوفش خالص خذي بنصيحتي و اهدي وما تفكريش في حاجه وكل حاجه هتعدي على خير وانكل جمال بيحبك ومش هيزعلك اكيد

إلي هنا لم تستطع بدريه كبح ابتسامتها عندما غمزت لها ابنتها بطرف عينها بمرح لتضحك بدريه عليها وقد احمر وجهها وهي تهز رأسها يأسا ثم نكزتها بيدها قائله بابتسامه صغيره:- 

_طب اتلمي واسكتي هو مين اللي مفروض ينصح الثاني 

ضحك حوريه هو الأخري و شاركتها هذه السعاده وهي تتنمي إليهما الفرح دائما في حياتهم القادمه ثم لتهز رأسها تطمئنها بـ بعض كلمات لطيفه ثم بعدها تحركت لتتركها وذهبت بخطوات بسيطة لتفتح الباب وتخرج إلي الاسفل لتري و تطمئن علي كل شيء يسير تحت مثل ما تريد بنظام فهي لا تريد اي اخطاء اليوم ولا شيء يفسد فرحتهم جميعاً.

كانت تسير حورية في طريقها الي الأسفل وفي لحظه انفتح باب غرفتها و جذبتها ايادي قويه الى الداخل واغلق الباب خلفه شهقت حورية بقوة بذعر ثم تنهدت وزفرت أنفاسها بضيق عندما رأت قاسم أمامها يقف يرتد حله باللون الكحلي يقف بهيبته المعتادة ويحتجزها بين ذراعيه، عبس وجهها بغيظ هاتفه:- 

_حرام عليك قلبي كان هيقف من الخضه 

احتضنها بشدة و هو يقبل قمة رأسها و هو يتمتم بخوف :- 

_بعد الشر عليكي ما تقوليش على نفسك كده ثاني

لمعت عينها بحب و ابتسم هو اليها و هو يدنو إلي وجهها و جسدها المحتجز بينه وبين الباب من الخلف ليقبل ثغرها قبلة سطحية و هو يقول بخفوت قائلاً بمداعبة :- 

_وبعدين وحشتيني اوي كنت عاوزاني اعمل ايه؟ من صباحه ربنا ما شفتكيش وكل شويه اسال عليكٍ يقولي لي تحت مشغوله في حاجه ..كده تفضلي مشغوله طول اليوم وما اجيش على بالك ولا ثانيه تشوفيني عامل ايه من غيرك

عبثت بوجهها علي حديثه و هي قائلة بضيق :- 

_هي مين دي اللي مش مهتم بيك ولا بتسال عليك انا كل شويه ابص عليك من بعيد الاقيك انت كمان مشغول مع الناس 

صمت قليلًا ولم يجيب عليها فكان مسحور و هو ينظر إليها مبهوراً جمالها اليوم فريد متميزة وهي دائماً هكذا ابتسم باتساع حين وقع عينه تفحصها بكل تفاصيلها بأعين محبة ليميل إليها و يقبل جبهتها ثم امسك بيدها يشدد عليها ليرفع يديها يقبل كلتا يديها ابتلع ريقه بصعوبة و هو تغمض عينه مرددا:- 

_علي فكرة أنا ابتديت اغير من جمال و امك من قبل ما يتجوزوا من اولها كده شاغلينك عني

رفعت هي بصرها إليه و هي تقول بابتسامة هادئة :- 

_معلش يا حبيبتي اصل النهارده يوم مميز قوي بالنسبه لي وفرحانه قوي اني خلاص ماما و ساجد هيفضلوا معايا طول العمر ..وبعدين كلها ساعات ونبقى مع بعض اصبر.. مش اهم حاجة اني معاك يا قاسم 

قرب جسدها منه أكثر حتي شعرت هي بجسده يلتصق بجسدها و لم يعد يفصلهم اي انش واحد ليطبع قبلة هادئة أسفل اذنها و هو يهمس قاسم بحب :- 

_و هو انتي كدا معايا انا عايزك في حضني علي طول يا حورية 

لتجده يحتضنها بقوة لتضمه هي إليها أيضا بحب وابتسمت حوريه باتساع و هي تقول برقة :- 

_ انا معاك دايما يا قاسم و انت في قلبي علي طول.. يلا بقى نخرج و نشوف اللي ورانا

هز رأسه بايجاب تلقائياً وهو لا يدرك بماذا يجيب لكنها ابتسم بحب و هو يدنو ليقبل ثغرها بشغف ثم ابتعد يتحرك بطاعة و هو يخرج خارج من الغرفة ما أن أبتعد يزفر من انفاس داخل صدره بقربه منها حتي توقف لحظه والتفت ينظر إليها مرة أخري منادياً اسمها رفعت رأسها بانتباه لما سيقوله حتي تفاجات بـ يرسل لها قبلة بالهواء غامزاً بعينه اليسري بتلاعب، ليخرج ويغلق الباب خلفه مما جعلها تضحك عاليه و تبتسم بسعادة غامرة عليه. 

**
بعد فترة قصيرة بصعوبه استطاعت حوريه أن تخرج بعد أن تركها قاسم لتنزل الدرج وهي تبتسم بسعادة غامرة و فرحه شديد على ذلك العشق الكبير بينهما الذي كل يوما عن يوماً يتزايد و هي تائهة بين طيات مشاعرها أصبحت زوجته حق له فقط ملكية خاصة لا يجب لأحد التدخل بها غيره زوجته معشوقته التي خصصت مكاناً لنفسها بقلبه و احتلت كيانه كله! اصبحت هي العشق عنوانه واصبح هو وطنها التي تلجا له.

ثم عندما وصلت الى الاسفل في الجنينه استمعت الى اصوات صراخ عند بوابه القصر عقدت حاجبيها بدهشة ثم اقتربت بخطوات سريعة إلي هناك حتي تري ماذا يحدث لتجد 
أن ناريمان تقف أمام البوابة و الحرس امامها يمنعوها بصعوبه من الدخول لكن هي تصر بإصرار وغضب أشده! تحركت نحوهم وهي لا تفهم لماذا جاءت الى هنا وماذا تريد؟ بينما
لتصرخ بهم ناريمان بغضب وعنف شديد:- 

_بقول لك ابعد عني انا لازم ادخل جوه واطربق الدنيا فوق دماغهم دخلوني انا مش هسكت المره دي على اللي عرفته 

اقترب حورية منها بسرعه بتعجب وهي تتحدث بحده:- 

_بس بس في إيه؟اللي بيحصل هنا 

أخفض الحراس عيونهم ينظرون إلى الأسفل و أحدهم اقترب منها قائلا بتهذب :- 

_احنا كنا لسه هندخل نقول لي قاسم بيه مصممه تدخل واحنا ما عندناش اوامر بدخولها مره ثانيه القصر بعد اللي عملته المره اللي فاتت 

اشارت الى الحراس بالصمت و التحرك من أمامها وفعل الجميع ذلك بطاعة و تحركون لكن جانبها بعد مسافه بينما تنهدت حوريه بضيق شديد وقالت بهدوء:- 

_مدام ناريمان ممكن حضرتك تمشي عشان احنا مش فاضيين دلوقت لوجع الدماغ ده عايزه تدخلي تعملي ايه اصلا ..آه فهمتك عاوزه تعملي زي ما عملتي المره اللي فاتت في يوم فرحي حضرتك بتدوري على اي حاجه عشان تضايقنا وتضيعي فرحتنا وخلاص 

اشتعلت عينيها ناريمان بغضب عندما رأتها أمامها وقد ظهر خطوط حمراء تحتل بياض عينها قائلة بشراسة :- 

_الايام اللي جايه فعلا هتكون سوداء فوق دماغك يا حوريه انت و البيه اللي جوه بعد ما عرفت لعبتكم وفهمت ان كل اللي حصل كان بترتيب منكم انتم الاثنين 

عقدت حاجبيها بدهشة ثم نظرت إليها بحده وقالت بعدم فهم:- 

_انتي بتتكلمي عن ايه؟ و لعبت ايه هو احنا جينا جنبك ولا عملنا لك حاجه

هتفت ناريمان حديثها وقد أدمعت عينها و هي تضغط علي يدها قائلة بحقد:- 

_حرمتوني من ابني وتقولي لي ما عملتش حاجه، عيشتوني في حزن والم طول حياتي بسبب حزني على ابني وتقولي لي ما عملتش حاجه، لا عملتوا كثير وانا فهمت كل حاجه خلاص ومش هتعرفوا تضحكوا عليا وتسكتوني زي كل مره.. انا خلاص فهمت اللعبه إللي انتي و البيه اللي جوه رسمتها علينا 

كانت تقف حورية تطلع نحوها بعدم فهم وضيق بينما ناريمان عقدت ما بين حاجبيها بحدة و هي تقول بغضب شديد :- 

_أنتي تعملي ان قاسم اغتصبك و أبني المسكين يصدق وما تخليهوش يقرب منك عشان يروح يجيب واحده ويدخلها البيت عشان تكملي بقيت اللعبة وتطلعي منها 
وتروحي تقتليه وتقولي كنت بادافع عن نفسي ومش بعيد تكون البنت اللي جابها دي اصلا من ضمن اتفاقك انتي وقاسم ..وكل ده عشان تموتوا ابني وتحسروني عليه.. ونيجي بقي لـ الجزء المهم قاسم يثبت بردك ويطلعك وبعد كده يتجوزك ويكتب ابنه الحقيقي اصلا! باسمه مش كده ..لا برافو عرفتوا تلعبوها صح من غير ما تثبتوا عليكم حاجه

صمتت حورية قليلاّ تحاول استيعاب كلماتها باستخفاف و عدم تصديق فـ كيف جاءتها فكره مثل ذلك وهي أن يكون قاسم والده اسامه الحقيقي؟ ومن اغتصبها ايضا؟ كيف وهو أصبح زوجها الآن و ابوه طفلها الثاني و نصفها الآخر كيف تفكر هكذا بذلك التفكير الشنيع! بدا داخلها يغلي كبدها يتمزق و هي تتذكر احداث و تفاصيل هذه الأيام و كل شئ أمامها و كأنها تعيش هذا للتو، تنفست بصعوبة وهي تتحدث بعدم تصديق بصوت مختنق:- 

_على فكره انتي مش طبيعيه انتي اكيد مجنونه، انا ما بالعبش عليكي لعبة ولا انا ولا قاسم عاوزه تصدقي الحقيقه صدقي مش عاوزه ان شاء الله عنك ما صدقتى، انا تعبت من كثر الكلام معاكي.. ليله الفرح انا فعلا اغتصبت ما اعرفش لحد دلوقت هو مين؟ ويا ريت اعرف عشان انتقم من الحيوان اللي دمر حياتي ده، وقاسم كانت اول مقابله بيني وبينه يوم ما انقذني بعد ما هربت من جده عتمان اللي انتي جبتني ليه؟ و قاسم هو الواحيد اللي صدقني و وقف جنبي واثبت براتي وبعد كده طلبني للجواز وكتب اسامه باسمه ورغم ان هو مش ابنه عشان كلام الناس ما يحطنيش في موقف وحش وكثر خيره

ابتسمت ناريمان بشده بسخرية لتصرخ هي بصوت عالي :- 

_كذابه وكفايه كذب وتاليف انا مش هاصدقك ثاني؟ اسامه ابن قاسم الحقيقي، وانتي ما اغتصبتيش ولا حاجه وانتم تعرفوا بعض من قبل كده, وكنتي قاصده تقتلي ابني يا حوريه وكان في ما بينكم علاقه أنتي و قاسم يا رخيصه، و الدليل انك كنتي حامل في ابنه وانتي على ذمه ابني 

قالت جملتها الاخيره وجعلت ينهش الخوف قلبها لكنها تجاهلت ذلك سريعة لتنظر إليها حورية بغضب و هي ترفع سبابتها أمام وجهها قائلة بعصبية حادة :- 

_لا انا مش قادره اصدقك بصراحه انتي اللي عماله تالفي حاجات مش حقيقيه عشان تحاولي تدمري حياتي ثاني لكن انا مش هصدقك ..وكفايه بقى وابعدي عني انتي كل ما تشوفي حياتي بدات تستقر ومبسوطه تطلع لي بحاجه.. لا و المره دي تالفك عاليه قوي كملي افلامك مع نفسك انا داخله جوه

تحركت حوريه بخطوات بسيطة حتي ترحل الي الداخل بيأس منها لتهب ناريمان بحدة و هي تصيح بشراسة :- 

_انا معايا دليل على كلامي يا حوريه المره دي؟ الشعرة اللي اخذتها من ابنك من اسبوع طلعت بيها على المختبر ده بعد طبعا ما عرفت اخذ نفس الخصله من شعر قاسم اللي خبطت فيه في نفس اليوم وانا قاصده وعملت نفسي اتكعبلت وكنت هقع لولا مسكت فيه وعرفت اخذ منه خصله من شعره 

توقفت عن خطواتها نحو الداخل و ألتفتت لها
وتنهدت بأسي و هي تقول بثقه عمياء:- 

_قاسم مش ابن اسامه و بطلي هبل الكلام ده مش حقيقي دي اخر حاجه في حياتي ممكن اصدق انها تحصل عشان ببساطه مش حقيقي و اسامه انا ما اعرفش مين ابوه ..ومستحيل طبعا يكون قاسم قلت لك امشي من هنا وبطلي تاليف وكذب

اخذت ناريمان نفس عميق و زفرته علي مهل و هي تقول بتحدي وقوه :- 

_طب انا كذابه التحليل اللي في ايدي ده كذب هو كمان؟ طب بلاش ده احسن تقولي ان انا كمان مذوراه اعملي نفس اللي انا عملته و قدام عيني.. خدي نفس الخصله من جوزك ونفس الخصله من ابنك ونطلع احنا الاثنين على المختبر اللي انتي تختاري كمان ونشوف كلام مين اللي صح؟ اسامه إبن قاسم ولا لاء؟ 

بدأت الثقه داخل حورية تنخفض بالتدريج مع بعض الشك و الألم داخلها عندما رأت داخل أعين ناريمان تحدي و قوة في حديثها لم تراها من قبل صمتت لحظات تصارع أفكارها و كأنها تصارع الموت ذاته فـ حقيقه أن يكون قاسم هو نفسه والد اسامه و من اغتصابها الموت نفسه أفضل و أهون عليها بكثير ولا تصدق شيئ كذلك؟ 

حتي هزت راسها بسرعه شديده تطرد الفكرة نفسها لتشعر بوغزة قوية داخلها لا تعلم سببها؟ 

ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تغمض عينها ثم عندما فتحتها و لاحظت ان في يديها بالفعل اوراق مكتوب عليها "إسم مختبر تحاليل" 

رمشت عينيها ببطء وحبات العرق التي بدأت تغرق وجهها من شده التوتر و الارتباك و هي تتحامل علي نفسها كي لا تظهر هذا أمامها مطلقاً! ظلت لحظات هكذا و هي تقبض بيدها علي ملابسها بقوة و وجهها احمر شحب بشده ثم قضمت شفتيها السفلية و هي تأن بألم شديد حتي احمر وجهها و هي قد أصابها التوتر كافة حواسها و تشعر بوغزات متتالية لا تقف أبداً داخلها لتنظر إليها و هي تهز رأسها بصعوبة من بين أنفاسها تتنهد بثقل ثم همست بـ؟. 

تعليقات