
رواية مقيد باكذيبها الفصل الثالث عشر13والرابع عشر14 بقلم هدير نور
. فور دخول راجح الي الشقة الخاصة به وقف بمدخلها بجسد متشدد بالغضب و عروق عنقه تتنافر بينما يزداد وجهه احتقاناً من عنف و وحشية افكاره بينما عينيه الثائرة بالغضب تدور بالانحاء بحثاً عن تلك التي اكتشف مدى حقارتها فقد اوقعته بتلك الزيجة ملصقة به جريمة ابشع ما يمكن ان يتهم به الرجل حتي تلصق به خطيئتها مع رجل اخر قد سلمت نفسها له...
وقعت عينيه على السكين الموضوع بجانب طبق الفاكهة الموضوع على طاولة الطعام فلم يشعر بنفسه الا و هو يندفع يلتقط تلك السكين بين يده و رغبة بالقتل تشتعل بعروقه و تعمى عقله..
تصلب وجهه بينما اشتدت قبضته حول السكين التى بيده فور رؤيته لصدفة تخرج من المطبخ و التى ما ان رأته توقفت بمكانها و قد ارتسمت على شفتيها ابتسامة واسعة فرحة
=ايه ده انت جيت بدرى....
لتكمل بحماس و هى تشير نحو الطنجرة الممتلئة باوراق الملفوف فقد استيقظت باكراً حتى تعد له الاطعمة التى يحبها في محاولة منها لمراضاته بعد ان تسببت باغضابه بليلة أمس
=عارف انا بعملك ايه محشي و بط.......
تسارعت انفاس راجح و احتدت بشدة و هو يراقبها دون ان يسمع كلمة و احدة مما تقوله حيث كان السعير الذي بداخله من خيانتها له يصم اذانه و يكوي اعماقه... يرغب بان يمزقها بتلك السكين...لكنه اولاً سيجعلها تدفع ثمن ما تسببت له من ألم ...
اتجه نحوها بخطوات مندفعة غاضبة جاذباً اياها نحوه بقسوة مما جعلها تشهق بقوة بينما تسقط الطنجرة من يدها و تتناثر محتوياتها علي الارض...
همت بالتحدث لكنه قبض علي شفتيها يلتهمها بعنف مما جعلها تهمهم محتجة لكن اصبحت همهمتها تلك مكتومة بفعل فمه الذى كان يطبق على شفتيها بقسوة مؤلمة....
اصبح يقبلها بضراوة عنف ..جاذباً عنق عبائتها ممزقاً اياها مما جعلها تدفعه بيدين متخبطتين في صدره محاولة ابعاده و هى تصرخ متألمة لكنه اسرع بالقبض علي يديها بين يده الخالية من السكين مقيداً اياها خلف ظهرها بينما لايزال يلتهم شفتيها بشراسة و غضب...
كانت قبلته تلك لم يكن بها شئ من الاثارة او الرغبة بلا كانت قبلة ميلئة بالغضب يرغب بايذائها من خلالها....
حرر شفتيها التى اصبحت مكدومة بشدة قبل ان ينحنى مقبلاً عنقها بعنف وقسوة مما جعلها تصرخ متألمة لكنه كان غارقاً فى عاصفة غضبه و لم يهتم بألامها...
عاد مرة اخرى لشفتيها يلتهمها بقسوة اكبر و كانت قسوته تلك تزداد اكثر و اكثر بدافع نيران الغيرة التى كانت تلتهم قلبه و تمزقه كلما تذكؤ انها سلكت نفسها لرجل اخر و سمحت له بلمسها و تقبيلها..ان يتملكها.....
كانت تتألم من مما يفعله بها لا تعلم ما به يجب عليها ان تتغلب علي غضبه الذى كانت قد تسببت به برفضها الحاد ليلة أمس باخباره بما حدث بتلك الليلة المشؤومة...
لذا بدأت تستجيب لقبلته القاسية تلك برقة محاولة امتصاص غضبه و فور ان اطلق سراح يديها قامت بعقد ذراعيها حول عنقه تربت بلطف محاولة تهدئته..
لتنجح خطتها بالفعل حيث اصبحت شفته الين كثيراً من قبل...
مقبلاً اياها برفق لكن لم تمر سوا لحظات و انتفض مبتعداً عنها و و هو يلعن نفسه بقسوة بسبب ضعفه نحوها...
تراجع خطوة للخلف و يده تقبض بقسوة علي السكين الذى لا يزال بيده و التى كانت صدفة غافلة عنه بينما شيطانه يأمره بالاندفاع نحوها و غرز السكين تلك بقلبها لكنه تراجع للخلف خطوة مزمجراً بشراسة من بين اسنانه المطبقة بقسوة و قد ارعبته افكاره الوحشية حولها
=ادخلى الاوضة و اقفلى على نفسك بالمفتاح....
همست صدفة بارتباك و هى لا تفهم لما يطلب منها فعل هذا
=راجح....اهدى ايه حصل بس لكل ده .....
انهت كلماتها تلك بينما تتقدم نحوه بخطوات بطيئة مترددة لكنها تراجعت وعيونها متسعة بالخوف فور ان زمجر هاتفاً بها بشراسة جعلت الدماء تجف بعروقها
=قولتلك ادخلى الاوضة و اقفلى عليكى....
وقفت تتطلع اليها بتردد لكنها انتفضت في مكانها بفزع فور ان صرخ بها و عينيه كانت محتقنة بشكل جعل قلبها يرتجف خوفاً
=يلا.....
التفت راكضة نحو غرفة النوم تغلق بابها بالمفتاح كما أمرها تستند عليه و قلبها يقصف داخل صدرها برعب و هى لا تفهم ما يحدث معه ..
بينما ظل راجح واقفاً بمكانه يتطلع باعين مظلمة بالوحشية الى المكان الذى اخلته قبل ان يلقى السكين الذى بيده و هو يطلق صرخة مدويه تنم عن مدى الغضب و الالم الذي يشعر به..
ثم اخذ يدمر و يكسر كل ما تقع يده عليه مخرجاً محاولاً اخماد غضبه الذى كان يلتهمه من الداخل و هو يلعن نفسها لضعفه نحوها الذى جعله عاجزاً بهذا الشكل المزرى...
كانت صدفة تستند الي الباب تبكى وجسدها يرتجف بخوف و هي تسمتع الى صوت صياحه الوحشى و تدميره للاشياء بالخارج و هي لا تستوعب هل كل هذا لانها رفضت اخباره عما حدث ا ظلت تضم جسدها حتي انهارت قدميها اسفلها لتجلس على الارض وهي تضع يديها حول اذنها محاولة حجب صوته المرعب و تدميره للاشياء حامدة الله انه لا يوجد معهم احد بالمنزل حيث ذهبت عائلته لزيارتهم الشهرية لاقارب عابد بالصعيد...
مرت عدة دقائق...
حتى حل الصمت بارجاء المكان
نهضت على قدميها المرتجفة و ترددت قليلاً قبل ان تستجمع شجاعتها و تفتح الباب و تخرج...
و ما ان خرجت للبهو اطلقت شهقة قوية فور رؤيتها للمكان الذى دمر بالكامل حيث كان شظايا زجاج الزهريات و تحف الزينة المحطمة تملئ الارضية و مقاعد الطاولة ملقية انحاء المكان وكان يوجد واحد بينهم محطم تماماً كما لو كان قد اخذ يضربه بالارض عدة مرات اخذت تبحث عنه لكن المكان كان فارغ لتدرك انه قد غادر مرة اخرى...
قبل ان تنهار جالسة على الارض غير عابئه بشظايا الزجاج و هى لا تعلم كيف ستتعامل مع غضبه هذا عندما يعود...
༺༻༺༻༺༻༺༻
« بعد مرور عدة ساعات »
كانت صدفة جالسة بغرفة الاستقبال و عينيها نصف مغلقة و التعب و الارهاق يمزقان جسدها فقد امضت الساعات الماضية في تنظيف الفوضي التي اخلفها راجح...
و رغم تعبها هذا الا انها لم ترغب بالنوم حتي تطمئن عليه فقد ظلت تتصل به عدة مرات طوال الساعات الماضية لكنه لم يجيب عليها تعلم انه غاضب منها بسبب عدم اجابتها على سؤاله بليلة امس لكنها لم تتخيل ان يصل بها الغضب الي هذا الحد لذا قررت اخباره ستجازف و تخبره بكل شئ فهي لا تقوي علي اغضابه او إحزانه حيث اصبح لا يمكنها انكار او مقاومة الامر اكثر من ذلك فهي تحبه... نعم تحبه فمنذ زواجها منه و هو رغم المصائب التي ارتكبتها بحقه لم يعاملها بسوء كما عاملها جميع الاشخاص الذين مروا بحياتها...
لا تنكر انه باوقات يصبح غاضباً و لا يطاق لكنه لا يستمر فى غضبه هذا كثيراً كما لا يتسبب في ايذائها عن قصد...
حيث كان يغدقها بحنانه في كثير ﻤن الاحيان... حنان لم تجربه من قبل فالجميع كان يعاملها بقسوة بدءً من متولى زوج والدتها الي اشجان زوجته و ولدها اشرف...
و جميع الاشخاص التي كانت تتعامل معهم بحكم عملها فقد كانوا يتعاملوا معها بازدراء كما لو انهم اعلى منها شأناً..
لذا واجبها نحوه ان تعترف له بكل ما حدث بتلك الليلة.. لا تقوي ان تراه علي حالته تلك ترغب بان تستعيد اوقاتهم السعيدة سوياً مثل ان يقضوا الأمسية ككل ليلة يحتضنوا بعضهم البعض و هم يشاهدان مسلسلها المفضل...
فوقتها تشعر بانها ملكت العالم بأكمله بانها أمنه بين ذراعيه لا شئ يمكنه ان يؤذيها...
انسابت الدموع من عينيها بينما شعور من الخوف يقبض على صدرها..ماذا لو قام بتطليقها بعد ان يعلم الحقيقة فكيف ستعاود العيش مع اشرف تحت سقف واحد او الاسوء ماذا لو اخبر عابد والشيخ حسان و اجبروها علي الزواج من اشرف بعد ان يطلقها راجح...
هزت رأسها بقوة طاردة تلك الافكار التي تكاد ان توقف قلبها من شدة الخوف...
فهي ستخبره.. نعم ستخبره ولن تتراجع عن قرارها هذا اياً كانت عواقبه...
ظلت جالسة تنتظره حتي بدأت عينيها تغلق من شدة النعاس لكنها انتفضت مستيقظة عندما سمعت الصوت القوى لاغلاق باب الشقة
فتحت عينيها لتجد راجح يدلف الى غرفة الاستقبال بوجه مقتضب حاد و عينين قاسية تلتمع بالغضب...
لكنها تجاهلت غضبه الواضح هذا ونهضت متجهه نحوه قائلة بلهفة
=راجح اتأخرت ليه....
لتكمل بصوت مرتجف عندما ظل يتطلع اليها بصمت و ذات التعبير الحاد القاسي مرتسم علي وجهه
=انا عارفة انك مضايق مني و مش طايقنى...
وضعت يدها فوق يده تمسك بها وهي تهمس بصوت مرتجف وقلبها يقصف بخوف داخل صدرها بسبب ما هي مقبلة عليه
=انا و الله هحكيلك على كل حاجة حصلت في يوم المخزن.... بس انت اهدى و متتعصبش..
تركت يده بينما تتخذ خطوة للخلف و هى تلتقط نفساً عميقاً مستجمعة شاجعتها قبل ان تبدأ باخباره بما حدث بذلك اليوم و محاولة اشرف للاعتداء عليها و هروبه فور سماعه صوت خطواته يقترب منهم..
همست بصوت ضعيف مهتز بينما ترفع عينيها اليها وهى تبكى
=عارفة انى ظلمتك...
لتكمل بينما الخوف يضرب اعماقها عندما رأت وجهه الذى اشتد اكثر بالقسوة و الغضب فاذا كان غاضباً عندما اتى قيراط واحد اصبح الان غاضباً عشرين قيراط
ارتجف صوتها خوفاً بسبب عينيه المسلطة عليها بحدة
=و الله مكنش قدامى غير انى اتبلى عليك و الا كان هيجوزونى لاشرف... بعدين انا قولت ابوك هيدارى على الليلة علشان انت ابنه و استحالة هيجوزك لواحدة زيي.....
لتكمل بانفعال و رجاء و هي تنفجر باكية منحنية علي يده محاولة تقبيلها و هي تشعر باليأس عندما استمر علي صمته الغاضب و قد تملك الخوف منها
=ابوس ايدك يا راجح لو هتطلقني بلاش تجيب سيرة اشرف مش عايزة يجوزوني ليه..........
سحب راجح يده من مجال فمها بحدة مانعاً اياها من تقبيلها ممسكاً بذراعها يرفعها اليه ولصدمتها جذبها بين ذراعيه يحتضنها بقوة رافعاً يدها الي فمه يقبلها بحنان و هو يهمس لها بصوت مختنق لاهث
=حقك عليا.....
همست صدفة بارتباك و صدمة من ردة فعله تلك فقد توقعت ان يغضب منها.. او حتى يحاول ضربها لكنها لم تتوقع ان تكون هذة ردة فعله
=راجح....!!!
لم يجيبها حيث شدد من احتضانه لها دافناً وجهه بعنقها و هو لا يعلم كيف سيخبرها بما فعلته اشجان و محاولتها لتشكيكه بها لكنه كشف كذبها هذا منذ وقت كبير للغاية....
༺فــلاش بـــاك༻
كان راجح جالساً علي الاريكة التى بمكتبه يضع يعقد يديه خلف عنقه بينما يحنى رأسه الذى كان يشعر انه سينفجر منه فقد كان على حالته تلك منذ ان غادر المنزل بعد ان فشل بمواجهتها و اخرج غضبه بتدمير الاثاث ثم غادر سريعاً قبل ان يستسلم الى رغبته و يقتحم الغرفة التى اغلقتها عليها و يقوم بقتلها....
لكنه منذ ان غادر و هو لا يفعل شئ سوا تذكر كل كلمة من كلمات اشجان يديرها بعقله و بعد ان هدئت ثورة غضبه توصل الي انها كاذبة...
فقد اخبرته ان صدفة اخطئت مع احدى الرجال و سلمت نفسها اليه
فلو كان ما قالته صحيحاً فلما صدفة عندما اتهمته بالمخزن قالت انه حاول اغتصبها و لم تقل انه اغتصبها بالفعل ان كانت ترغب بالصاق غلطتها مع رجل اخر.. حيث هناك فرق كبير بين انه حاول اغتصابها و بين انه اغتصبها بالفعل...
و ايضاً اذا كانت ترغب حقاً ان توريطه حتى يتزوجها فلما رفضته عندما تقدم اليها فقد قاومته و وقفت امام الجميع و قالت انها غير موافقة على الزواج منه فلولا تهديده لها لما كانت وافقت على الزواج منه....
كم كان الجميع يعلم بان العلاقة بين اشجان و صدفة لم تكن دائماً جيدة ....
و غضبه منها بليلة امس عندما رفضت اخباره سبب اتهامها اياه جعل عقله يتشوش عند سماع كلمات اشجان السامة تلك...
رفع عينه بحده نحو الباب الذى انفتح ليرى توفيق يدلف قائلاً و هو يتجه نحو الاريكة و يجلس بجانبه
=اظن انا كده سبتك لوحدك كفاية زى ما طلبت ....
ليكمل و هو يضرب بيده على ذراع راجح
=ما خلاص بقي يا عم راجح... هتفضل مضايق نفسك على ايه... دى واحدة متستهلش...
ليكمل غافلاً عن وجه راجح الذى تصلب بغضب
=بعدين يا عم مضايق نفسك ليه يا عم هد منها اللي انت عايزه و بعدها طلقها و اتجوز ست ستها يعنى هي حيالله ايه دى حتة بت شمال و لا تســـ.......
و لكن وقبل ان يكمل جملته انتفض راجح جاذباً اياه من ياقة قميصه بعنف لاكماً اياه بقوة و هو يصرخ به بشراسة جعلت الدماء تجف بعروق توفيق الذى كان ملقياً على الارض
=قطع لسانك انت و اللى جابوك... مراتى اشرف منك و من اهلك كلهم......
قاطعه توفيق بخوف من ردة فعله القاسية تلك
= جرى ايه يا راجح ما براحه مش كده يا جدع....
ليكمل وهو يفرك اثر اللكمة التي تركت كدمة على فكه
=بعدين ما انا عارف اللي فيها و انها اتبلت عليك و قالت انك حاولت تغتصبها و دبستك في جوازها...
انحنى عليه راجح قابضاً علي عنقه بقسوة و هو يزمجر بوحشية
=و انت بقي عرفت منين الموضوع ده...؟
اجابه توفيق بصوت مختنق بفعل يده التى كانت تقبض بقسوة على عنقه
=الحاج عابد جالى و قالى قبل ما تروح تتقدملها كان عايزنى اقنعك ترجع في كلامك... بس انا قولتله انى ماليش دعوة علشان عارف دماغك الناشفة...
دفعه راجح بقسوة للخلف و هو يزمجر بقسوة بينما كامل حسده ينتفض غضباً
=غور من وشى....بدل ما ارتكب جريكة
انتفض توفيق واقفاً يفرك عنقه الذى كان يؤلمه كالجحيم...
=طيب هاتيجى معايا بكرة اصالح مراتى و ارجعها من بيت ابوها زى ما وعدتنى...
اومأ راجح رأسه بالموافقة بصمت ثم التف اليه مغمغماً بحدة عندما رأه لايزال واقفاً
=قولتلك غور من وشي بقي...
اتجه توفيق نحو الباب مغمغماً بحدة
=خلاص يا عمنا ماشى اهو متتعصبش عليا.....
راقبه راجح و هو يغادر و فور ان اصبح بمفرده اخرج هاتفه متصلاً بأشرف الذى ما ان اجاب اخبره انه يريد التحدث الى و الدته....
وصل اليه صوت اشجان الملهوف من الطرف الاخر التي كانت تنتظر طوال اليوم اي خبر عن صدفة
=راجح باشا... خير في حاجة و لا ايه..صدفة حصلها حاجة
اجابها راجح بهدوء مصطنع
=ابداً يا ام اشرف مفيش حاجة...اطمني
ليكمل راجح بمكر
=حبيت بس اعرفك اني اتكلمت مع صدفة بخصوص انكوا تتصالحوا وهى وافقت و ان شاء الله هاتيجي تزوركوا الجمعة الجاية....
هتفت اشجان بصدمة يتخللها الخوف مقاطعة اياه
=قولتلها ايه... اوعى تكون قولتلها على الموضوع اللي حكيتلك عليه...
اجابه بهدوء وهو يلاحظ خوفها و قلقها الواضح لتتأكد شكوكه بها
=لا اطمني... مقولتلهاش حاجة
همست اشجان بصدمة تحدث نفسها و هي لا تستوعب كيف تقبل الامر بهذة السهولة
=بس ازاى.. يعني.....
غمغم بسخرية وهو يعلم ما تقصده
=هو ايه اللى ازاى بالظبط يا ام اشرف....؟!
غمغمت اشجان بارتباك و هلع فور ادراكها انها تحدثت بصوت مرتفع
=اقصد ازاى... ازاى يعنى اقنعت صدفة اننا نتصالح
اجابها و يده تضغط بقوة على الهاتف حتى ابيضت مفاصله من شدة الغضب متمنياً لو عنقها كان مكان هذا الهاتف
=صدفة قلبها طيب... ما انتى اللي مربيها و عارفها هو انا برضو اللي هقولك...
همهمت اشجان بالموافقة بشرود حيث كان عقلها يحاول ايجاد مبرر لما حدث فكيف لراجح الراوي ان يتقبل كلامها كما لو انها اخبرته بشئ يعرفه بالفعل...
اغلق راجح معها متحججاً بعمله...
و فور ان اغلق معها قام بالاتصال باحدى معارفه طالباً منه خدمة ما... ثم غادر و هو يتوعد لها بان يجعلها تدفع ثمن كل هذا فقد كانت ترغب بكذبتها تلك ان تجعله يسحق صدفة و هذا ما كاد ان يفعله بالفعل...
༺نهاية الفلاش باك༻
شدد راجح من احتضانه لصدفة التى كانت لا تزال تبكى على صدره رفع وجهه الذى كان يدفنه بعنقها واحاط وجهها بيديه برفق مبعداً خصلات شعرها المتناثرة على عينيها الى خلف اذنها قرب وجهه منها هامساً بصوت حاد بينما كامل جسده ينتفض غضباً من الافكار التى تعصف بداخله
=قسماً بالله لأجيبلك حقك.....من الكلب هو و اى حد فكر يأذيكى
طبع قبلة علي جبينها قبل ان يتركها و يتجه نحو الباب مغادراً بينما وقفت صدفة تتطلع الي اثره بصدمة عدة لحظات عندما بدأت تدرك اخيراً ما ينوى فعله فتحت باب الشقة و ركضت تهبط الدرج خلفه تهتف باسمه محاولة ايقافه لتنجح باللحاق به ببهو المبنى الدخلى امسكت بذراعه تجذبه و هى تهتف بلهاث حاد و خوف...
=رايح فين يا راجح مضيعش نفسك علشان كلب زى ده...
استدار راجح يتطلع اليها بحدة فور رؤيته لحالتها التى خرجت بها هاتفاً بها بحدة
=اطلعى فوق يا صدفة بمنظرك ده.....
وقفت تتطلع اليه باعين متسعة بالدموع تهز رأسها بالرفض و هى تتشبث بذراعه رافضة تركه يذهب و الخوف يسيطر عليها فقد كانت تعلم كيف يكون عندما يكون غاضباً فقد يرتكب جريمة دون حتى ان يشعر...
دفعها برفق من ذراعها نحو الدرج هاتفاً بصرامة و غضب
=قولتلك اطلعى فوق بشعرك و لبسك ده.... متخلنيش اتجنن عليكى انتى كمان
ظلت ممسكة بذراعه هامسة بصوت مرتجف
=هطلع بس استهدى بالله و تعالى معايا...
زفر راجح بحدة فور ادراكه خوفها هذا خفف قبضته الممسكة بذراعها مربتاً على ظهرها برفق
=طيب اطلعى يا صدفة و متخفيش.. مش هعمل حاجة
قبضت يدها المرتعشة الباردة على يده هامسة بصوت مرتجف
=و نبى ما تتهور... ده ميستهلش بعدين ده عيل اهبل لو زقيته زقة واحدة ممكن يموت فيها و تروح انت في داهية..
ابتسم راجح فور سماعه كلماتها تلك رغم الغضب المشتعل بداخله هز رأسه قائلاً
=حاضر.. متخفيش...
ليكمل مغمغماً بتهديد و هو يجذبها نخوه
=هتطلعى ولا ارزعك بوسة في قلب المدخل و نتفضح في الحى كله....
تركت صدفة ذراعه التي كانت تتشبث به بخوف فور ان رأت شفتيه تقترب من شفتيها راكضة نحو الدرج و هي تغمغم
=لا هطلع...هطلع....
اخذ راجح يتابعها وهي تسرع صاعدة الدرج و ابتسامة على وجهه ظل واقفاً بمكانه حتى وصل اليه صوت اغلاق باب شقتهم.... ليلتف مغادراً و قد اختفت ابتسامته تلك ليحل مكانها تعبير شرس قاتل علي وجهه.....
༺༻༺༻༺༻༺༻
فتح اشرف باب الشقة الذى كان يطرق بعنف و قوة و هو يهتف بحدة
=طيب... طيب ياللي علي الباب في ايه.....
لكنه ابتلع باقي جملته برعب فور ان فتح الباب و رأي راجح يقف امامه و شرارت الغضب تتقافز من عينيه..
تراجع للخلف بينما يهمس بصوت مرتجف و قد التوت احشاءه بداخله من شدة الخوف
=راجح باشا... خير في ايــ....
لكن و قبل ان ينهي جملته اندفع راجح نحوه مسدداً له لكمة اصابت وجهه كادت ان تقتلع رأسه من فوق حسده..
ليسقط مرتطماً بالارض بقسوة و هو يصرخ برعب و هو يحاول بتعثر النهوض من فوق الارض
=في ايه يا باشا بتضربنى ليه انا عملت ايه.....
لكن لم يسمح له راجح بالنهوض حيث باغته و سدد له ركلة بقدمه وجهه ليسقط مرة اخرى علي الارض وهو يصرخ متألماً ممسكاً بمناخره الذى اخذ ينزف بشدة
انحنى عليه راجح يقبع فوق كالوحش الكاسر هاتفاً بشراسة
=عايز تعرف في ايه يا نجـ.ـس....
ليكمل مزمجراً بوحشية و هو يسدد له لكمات متفرقة غاضبة و التى كادت ان تحطم وجهه
=في ايه انك عيل وسخ و زبالة و حاولت تدوس على شرف البنت اللى متربى معاها اللى المفروض تبقى زى اختك يعنى شرفها من شرفك و عرضك....
اهتز جسد اشرف بعنف فور سماعه ذلك هتف بتلعثم. بينما يسرع بتخفاء وجهه النازف بين ذراعيه محاولاً حمايته من ضربات راجح المستمرة له
=كدابة... و الله كدابة ملمستهاش و لا جيت جنبها....
قاطعه راجح مزمجراً بوحشية
و هو يقبض على عنقه يعتصره بقوة
=هى برضو اللي كدابة يا ابن الكلـ.ـب يا و اطى......
ليكمل و يده تتشدد اكثر حول عنقه متجاهلاً وجهه الذى اصبح باللون الازرق من شدة الاختناق
=وحياة امك لأخاليك تفكر الف مرة قبل ما ترفع عينك فيها بس...مش حتى تلمسها...
انهى جملته تلك محرراً عنقه من قبضته ليرجع اشرف رأسه النازف الى الخلف و هو يلهث بقوة محاولاً التقاط انفاسه المختنقة لكنه اطلق صرخة مدوية عندما قبض راجح على ذراعه و قام بلويه بقسوة حتى دوى صوت كسر عظامه...
=ده جزات الأيد اللى فكرت تلمسها في يوم بها.....
ليكمل و هو ينهض غير متأثراً ببكاءه و صراخه المتألم ليدوس بقدمه على مفصل ساقه يضغط عليه بكامل قوته
=و ده بقى جزات الرجل اللي خطيت بها للمخزن علشان تعمل عملتك الوسخة
تجاهل راجح صراخاته الباكية او توسله له حيث استمر بالضغط على ساقه حتى سمع دوى صوت انكسار العظام بينما كان اشرف يبكى و يعض الارض من شدة الالم الذى كان يعصف به...
ابتعد عنه راجح متأملاً معاناته تلك باعين تلتمع بالرضا
=المرة دى اكتفيت بالكسر بس للمرة الجاية قسماً بالله لأقطعهملك خالص...
ليكمل بوحشية و عينيه تتركز عل جزء جسده السفلى
=و مش هكتفى بقطع رجلك و ايدك بس خد بالك......
شحب وجه اشرف فور سماعه كلماته المهددة تلك حاول حماية هذا الجزء من جسده بيده السالمة متنسياً الالم الذي يعصف به و الخوف من ان ينفذ راجح تهديده يسيطر عليه و جعله يرتجف كالورقة التى بمهب الريح...
بينما وقف راجح يرمقه بنظرات ممتلئة بالاشمئزاز و الاحتقار قبل ان يولى ظهره له و يغادر لكن ما ان وصل الي باب الشقة اصطدم باشجان التي كانت تدلف الي الشقة لكنها تراجعت الي الخلف بصدمة فور رؤيتها له بشقتها همست بقلق
=راجخ باشا..بتعمـ......
لكنها قاطعت جملتها مطلقة صرخة فازعة تلطم صدرها بيدها فور ان وقعت عينيها علي اشرف الملقي على الارض بوجهه المتورم النازف و الذي كان يبكى كالاطفال...
=يا نهار اسود و منيل....
لتكمل و هى تندفع نحو اشرف تحاول رفعه عن الارض لكنه اطلق صراخات متألمة بسبب ساقه و ذراعه المكسورين
=عملت ايه في الواد منك لله....
نهضت متجهه نحو راجح تهتف بغل و غضب
=اكيد بنت صباح اللي وزتك عليه و قعدت تزن على ودنك بكلام علشان تدارى علي فضيحتها.....
قبض راجح على ذراعها يلويه خلف ظهرها
=وحياة امك ان جبتى سيرتها تانى لأكون مكومك جنب ابنك المتلقح هناك ده...
دفعها للخلف وعلى وجهه ترتسم الوحشية
=ومتقلقيش حق الواجب اللى انتى قومتى به النهاردة هيتردلك بكرة...
ليكمل وهو يرمقها بنظرات مليئة بالاشمئزاز والاحتقار
=اصل متعودتش امد ايدى على واحدة ست... خصوصاً لو كانت ست وسخـ.ـة و زبـ.ــالة زيك و ليا كلام تانى مع البقف اللى متجوزك لما يرجع من السفر
ثم غادر تاركاً اياها واقفة بوجه شاحب يرتسم عليه عليه معالم الخوف والذعر....
༺༻༺༻༺༻༺༻
« بعد مرور عدة دقائق »
دلف راجح الي الشقة الخاصة به ليجد صدفة نائمة بمكانها و هي تجلس علي المقعد الذى كان بجانب باب الشقة كما لو سقطت بالنوم اثناء انتظارها اياه..
رفعها برفق بين ذراعيه حاملاً اياها نحو غرفة النوم لكنها استيقظت فاتحة عينيها و هو بمنتصف الطريق الي الغرفة هامسة
=راجح...
لتكمل وهي تمرر عينيها بلهفة علي وجهه متحسسه صدره بيدها بحثاً عن اي اصابة به
=عملت ايه معاه.. حصلك حاجة...؟!
قبل جبينها بحنان وهو يضعها برفق فوق الفراش
=متخفيش مماتش سايبه مرمى زى الكلـ.ـب في بيته....
ليكمل و هو يجلس علي عاقبيه امامها محيطاً وجهها بيديه عندما وجد القلق لا يزال مرتسم على بعينيها
=و الله ما فيه حاجة غير كسر في دراعه و رجله... و وشه عايزله شهر عقبال ما يخف و ملامحه ترجع تظهر و تبان من تانى...
لصدمته رأها تبتسم و عينيها تلتمع بالفرح فور سماعها هذا غمغم ضاحكاً بمرح و هو يقبل مقدمة انفها
= شريرة....
اتسعت ابتسامتها قائلة و هى تهز كتفيها بلا مبالاة
=يستاهل....اللهى يولع هو و امه
في ساعة واحدة....
ربت راجح على رأسها مشعثاً شعرها و هو ينهض على قدميه بينما لا يزال يبتسم متجهاً نحو الحمام حتى يأخذ دشاً سريعاً قبل ان ينام فقد كان مرهق بسبب احداث اليوم التى استنزافته نفسياً اكثر منها جسدياً...
و بعد عدة دقائق...
خرج من الحمام بجفف شعره بمنشفة صغيرة لكنه توقف عندما رأي صدفة واقفة عند الخازنة و قد بدلت ملابسها الي عبائة نوم باللون الاحمر الذى كانت محكمة التفاصيل حول جسدها الذى جعله يكاد يركع على قدميه من شدة رغبته بها اتجه نحوها محيطاً جسدها بذراعه يضمها الى جسده الصلب بينما عينيه مسلطة بشغف على وجهها الخلاب خاصة وجنتيها الممتلئتين و المحتقنتين بالحمرة بينما شعرها الاسود الحريري كانت ترفعه فوق رأسها بكعكة عشوائية يتناثر منها بعض الخصلات الشاردة فوق عنقها الابيض الغض..
لكنه شعر برجفة حاد تمر بجسده و قد اصبح تنفسه متثاقل بشدة عندما لاحظ الكدمة التى بجانب عنقها اثر عنفه معها بوقت سابق عندما كان في ثورة غضبه بسبب كلمات اشجان..
دفن وجهه بحنايا عنقها ممرراً شفتيه برفق فوق تلك الكدمة يقبلها بحنان و هو يهمس لها معتذراً...
ظل يقبلها عدة لحظات اخرى قبل ان يبدأ يوزع قبلاته فوق عنقها و حلقها قبل ان يرفع رأسه و يلتقط شفتيها في قبلة قوية نهمة و لدهشته القت ذراعيها حول عنقه تبادله قبلته تلك بشغف و خجل فى ذات الوقت...
تأوه بأسمها بينما يعمق قبلته و يديه ترتفعان و تحيطان وجهها بحنان يتحسس بشرتها الحريرية بينما يستولى على شفتيها اكثر بينما جوعه لها يمزقه..
تشددت ذراعيها حول عنقه و هى تميل نحوه اكثر و هى تتنهد بنعومة...
فصل قبلتهم برفق هامساً بلهاث يسألها بصمت بينما عينيه تحترقان بنيران الرغبة
=صدفة.....؟؟
فهمت صدفة ما يسألها اياه لتهز رأسها بالموافقة بصمت بينما تخفض رأسها و وجهها يشتعل خجلاً...
تنهد راجح براحة و هو يسرع بحملها بين ذراعيه متجهاً بها نحو الفراش ليسرع بضمها اليه و يغرقان بنيران شغفهم ببعضهم البعض...
في وقت لاحق...
عندما استعادت صدفة بعضاً من وعيها كان راجح يضمها بشدة الى جسده حيث كانت مستلقية فوقه بينما شعرها منسدلاً على جانب واحد من عنقها بينما كان راجح يدفن وجهه بجانب عنقها الاخر المكشوف يمرر شفتيه صعوداً و هبوطاً من اسفل اذنها الى اعلى كتفها بقبلات رقيقة حنونة محاولاً تهدئتها..
بينما يتخلله شعور من الراحة والسعادة من نجاحه بجعلها اخيراً ملكه...
رفعت رأسها تنظر اليه و وجهها مشتعلاً بنيران الخجل مما جعله يمرر يده بحنان فوق خدها يتحسسه برفق هامساً بقلق
=كويسة...؟
اومأت برأسها بصمت مما جعله ينحنى واضعاً قبل على جبينها برفق مشدداً من ذراعيه حولها بينما دفنت هي وجهها بجانب عنقه مغلقة عينيها لتغرق سريعاً بالنوم... بينما ظل هو يحتضنها بقوة اليه متمتعاً بالشعور بانفاسها الدافئة التى تلامس جانب عنقه حتي غرق بالنوم هو الاخر و هو يشعر بان قد ملك الدنيا و ما بها....
༺༻༺༻༺༻༺༻
« في اليوم التالى عصراً »
كان راجح قــد آستيقظ منذ
فترة طويلة و ظل يتردد على غرفة النوم متتظراً استيقاظ تلك التى لازالت غارقة بالنوم...
فقد اراد اكثر من مرة ايقاظها لكنه كان يتراجع بكل مرة تاركاً اياها ترتاح حيث قد اتعبها كثيراً بليلة امس..
لكن لم يستطع الانتظار اكثر من ذلك فقد اوشك العصر ان يؤذن..
جلس على طرف الفراش بجانبها يتأملها باعين تلتمع بالشغف حيث كان شعرها مناشراً على الوسادة مشعثاً بطريقة مغرية اثر ليلتهم.. مما جعله يرغب بالتهامها مرة اخري انحنى عليها طابعاً على عنقها قبلات متفرقة بقصد ايقاظها لينجح ف الامر حيث فتحت عينيها و ابتسامة ترتسم على وجهها رفع رأسه يتطلع اليها باعين تلتمع بالشغف مما جعل يدها تتشبث بارتباك بالشرشف الذى كان يغطى جسدها مما جعله يضحك عندما لاحظ حالتها المضطربة تلك..
مرر يده فوق جانب وجهها يبعد شعرها الى خلف اذنها مقبلاً خدها
=صباح الخير يا مهلبيتى... قومى يلا يا الساعة بقت 3 العصر
همست صدفة بخجل و هى لا تشعر بالراحة من وضعهم الجديد هذا
=صباح النور.. هو انت مروحتش الوكالة..؟
طبع قبلها على كتفها العارى قبل ان يجيبها
=لا اخدت النهاردة اجازة...
ليكمل و هو ينهض سريعاً قبل ان يستسلم الي رغبته و ينضم اليها بالفراش غير ابهاً بقراره بجعلها ترتاح حيث ان جسدها لن يتحمل جولة اخرى من شغفه
=قومى يلا و انا هاخد دش بسرعة و احلق دقني تكوني فوقتي وبعدها نطلب اكل من برا....
اومأت برأسها بينما تغرق اكثر اسفل الشرشف محاولة تغطية جسدها مما جعله يرفع حاجبه قائلاً بمرح و هو يمسك بطرف الفراش يتصنع جذبه وهو يحاول إغاظتها
=بتخبى ايه يا مهلبية ما كل ده انا شوفته امبارح..
تشبثت صدفة بالشرشف اكثر جاذبة اياه منه وهى تهمس بتلعثم و خجل
=بس يا راجح.....
ترك الشرشف من يده و هو يضحك مفتوناً بخجلها هذا رفع يدها طابعاً علر راحتها قبلة عميقة قبل ان يلتف و يتجه نحو الحمام و هو لا يزال مبتسماً ..
༺༻༺༻༺༻༺༻
بوقت لاحق...
كان راجح واقفاً يحلق ذقنه امام المرآة التي بالحمام عندما رأي صدفة تقف بتردد عند اطار الباب الذي كان مفتوحاً وهي ترتدى مأزر سميك يغطيها جيداً مدت يدها نحوه بهاتفه قائلة
=تليفونك كان عامل يرن..
سألها بينما يده منشغلة بالحلاقة
=مين...؟!
غرزت صدفة اسنانها بشفتيها بحرج و هي لا تعلم كيف تخبره انها لا تستطيع القراءة حيث ان متولى لم يجعلها تكمل تعليمها حيث اجبر زالدتها ان تخرجها من المدرسة و هي بالصف الثاني الابتدائى لتجيبه كاذبة
=مش عارفة اصله فصل قبل ما الحق اشوف مين...
لتسرع بتوجيه شاشة الهاتف نحوه عندما عاود الرنين مرة اخرى و هى تهتف
=اهو...
نظر راجح الي شاشة الهاتف ليتغضن و جهه فور ان رأي اسم توفيقهز رأسه قائلاً بلامبالاة وهو يستمر بتخفيف ذقنه بماكينة الحلاقة
=ده توفيق سيبك منه...
لكن ما انهى جملته تلك توقف رنين الهاتف لكن لم يمر ثوان الا و عاود بالرنين مرة اخرى مما جعله يزفر بحنق و غضب فور تذكره انه قد اخبره انه سيذهب معه اليوم لكي يصالح زوجته و يعيدها الي المنزل
=معلش ياصدفة افتحيه و حطيه علي مكبر الصوت
نفذت صدفة ما قاله بعد ان تعثرت قليلاً في ايجاد مكبر الصوت لكنها عرفته من علامة الميكرفون امسكت بالهاتف موجهه اياه نحو راجح حتي يستطع التحدث بينما لا يزال يحلق ذقنه
=ايوة يا توفيق..
صدح صوت توفيق بارجاء المكان
=انت فين يا راجح روحتلك الوكالة علشان نروح المشوار اللي اتفاقنا عليه امبارح بس قالولي انك مجتش النهاردة....
اجابة راجح بهدوء
=معلش اجل المشوار ده لبكرة... انا قاعد النهاردة في البيت و مش نازل...
صدح صوت توفيق الصاخب بحماس
=ايووووة بقي يا عم راجح يبقى عملت اللي قولتلك عليه وخدت منها اللي انت عايزه دلوقتي تقدر تطلقها و ترميها مش قولتلك دي واحدة شمال و متستـ........
سقط الهاتف من يد صدفة التي شحب وجهها كشحوب الاموات فور سماعها تلك الكلمات تتطلع امامها باعين غائمة لا ترى شيئاً بينما وقف راجح متصلباً بمكانه و عينيه الممتلئة بالصدمة و الخوف مسلطة عليها....
الفصل الرابع عشر
.
صدح صوت توفيق الصاخب بحماس من مكبر الصوت
=ايووووة بقي يا عم راجح يبقى عملت اللي قولتلك عليه وخدت منها اللي انت عايزه دلوقتي تقدر تطلقها و ترميها مش قولتلك دي واحدة شمال و متستـ........
سقط الهاتف من يد صدفة التي شحب وجهها كشحوب الاموات فور سماعها تلك الكلمات تتطلع امامها باعين غائمة لا ترى شيئاً بينما وقف راجح متصلباً بمكانه و عينيه الممتلئة بالصدمة و الخوف مسلطة عليها....
استدارت راكضة للخارج بجسد مرتجف و هى لا ترى امامها بسبب عينيها الغائمة بالدموع الحارقة بينما الالم الذى بداخلها يكاد يمزق قلبها الى اشلاء....
اسرع راجح الذي ما ان افاق من صدمته يلحق بها راكضاً..
قبض على ذراعها قبل ان تصل الي باب الغرفة مديراً اياها نحوه قائلاً بصوت لاهث يملئه الذعر
=استني يا صدفة... انتي فهمتي غلط..
نفضت يده بعيداً عنها هاتفة بقسوة تعاكس الانكسار الذى يتصدع بداخلها
=فهمت ايه غلط بالظبط....
لتكمل صارخة بصوت مرتجف ملئ بالألم
=انك متفق مع صاحبك عليا.....
امسك بها مقرباً اياها منه و هو يغمغم برفق محاولاً تهدئتها
=طيب اهدي يا صدفة... و هفهمك كل حاجة...
ضربته قوة في صدره بقبضتيه دافعه اياه بعيداً عنها و هي تهتف بشبه هسترية
=لا تفهمني و لا افهمك مش خدت اللي عايزه منى زي ما اتفقت مع صاحبك.....
لتكمل و هي تندفع نحو خازنة الملابس تخرج ملابسها
=كمل بقي اتفاقك معاه و طلقني....
ش
هتف بحده و هو يتقدم نحوها و قد بدأ يفقد هدوءه
=بطلى ام جنانك ده و اسمعي اللي حصل الاول...
اجابته و هي تبتلع الغصة التي تشكلت بحلقها حتي لا ينهار جدار القوة الذى تظهره امامه
=مش محتاجة اسمع منك حاجة.... البركة في توفيق صاحبك قال حاجة....
ثم اندفعت نحو الحمام لتنحنى و تلتقط هاتفه الملقي علي الارض و تقذفه علي الفراش الذي بجانبه و هى تهمس بصوت مرتجف
=امسك كلمه... و احكيله علي اللي حصل بنا امبارح زي ما بتحكيله كل حاجة..
لتكمل بصوت مهتز مختنق و شفتيها ترتجف في قهر بينما الالم الذى تشعر به بداخلها يكاد يحطم روحها الي شظايا
=احكيله ازاي الشمال استسلمت ليك بسهولة و خدت منها اللي انت عايزه....
اهتز جسد راجح بعنف فور سماعه كلماتها تلك شاعراً بقبضه قاسية تعتصر قلبه اندفع نحوها مغمغماً بصوت اجش خشن من شدة العاطفة التي تثور بداخله راغباً بازالة فكرتها الخاطئة تلك باي ثمن
=صدفة اقسم بالله مـ...
لكنها اسرعت بغلق باب الحمام بوجهه غير سامحة له باكمال جملته مغلقة الباب بالمفتاح من الداخل قبل ان تنهار علي الارض و هي تنفجر باكية و قد انهار السد الذى كانت تتصنع خلفه بالقوة وضعت يدها فوق فمها تكتم شهقات بكائها الممزقة حتي لا تصل اليه بالخارج بينما ظل هو يضرب علي الباب طالباً منها ان تفتح و تستمع اليه لكنها دفنت وجهها بين ساقيها واضعة يديها حول اذنها رافضة ان تستمع اليه....
༺༺༺༺༻༻༻
في ذات الوقت....
كانت اشجان جالسة تدهن اظافرها بطلاء الاظافر و هي تغني بصوت مرتفع مع مسجل الصوت الذي كان يصدح بالارجاء عندما اخذ باب المنزل يطرق بقوة...
هتفت بحدة لأشراف المستلقي
على الاريكة التي بجانبها بوجهه المتورم الملئ بالجروح و ساقه و ذراعه المحبران بسبب الكسور التي بهم..
=يا دي الباب و سنينه السودا .. يا خويا من الصبح مش مبطل خبط و رن كل صحابك الشمامين جاين يطمنوا عليك...
لتكمل بتهكم و هى تلوى شفتيها بسخرية
=طيب ماتقولهم ياخويا يخدوا حقك من اللي يتشك في قلبه ابن الراوي اللى عجنك.. و لا عنده و بتقلبوا لفراخ بيضة.....
هتف اشرف بحدة مقاطعاً اياها
=لا مش فراخ بيضا احنا رجالة اوي... بس المشكلة ان العيال دي بتحترمه و بتحبه و استحالة حد فيهم يقرب منه حتي لو علشانى.....
همهمت بازدراء وهي تضع عبوة الطلاء بحدة من يدها
=بيحترموه.... جتهم ستين نيله تاخدهم... و تاخدك معاهم
لتكمل و هي تزفر بحنق و غضب عندما اخذت الطرقات التي علي الباب تزداد
=ما اقوم اتنيل افتحلهم... هيكسروا الباب ولاد الهرمـ.ـه..
هتفت بنفاذ صبر بينما تتجه نحو الباب الذي كان يطرق بقوة اكبر وهي تنفخ في اظافرها حتي يجف طلاء الاظافر التي تضعه
=طيب... طيب و المصحف لو الباب اتكسر لاخاليكوا تدفعوا تمنه انت و هـــ.........
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما فتحت الباب و رأت امرأتين ضخام الهيئة يرتدان الاسود مما جعل مظهرهم يبث الرعب بداخل من يراهم
=نعم يا ست انتي و هى عايزين مين ؟؟
اجابتها احدي النساء بصوت غليظ
=انتي اشجان مرات متولى...؟!
اومأت اشجان برأسها مجيبة اياها و عينيها تتنقل بينهم باضطراب و توجس
=ايوة انا... في اية..؟!
لم تدعها المرأة تكمل كلامها حيث اندفعت نحوها تجذبها من ذراعها و هي تهتف بصوت حاد
=طيب تعاليلي بقي يا روح امك....
صرخت اشجان بفزع و خوف وهي تحاول مقاومتهم و الرجوع الي الخلف
=عايزين مني ايه... اوعى يا وليه منك لها.. اوعى......
جذبتها المرأة الاخرى من شعرها بقسوة و هى تزمجر بشراسة
=عايزين منك كل خير يا روح امك... تعالى... ده انتى مش هيبقي في عضم امك عضمة ساليمة....
دب الفزع في اشجان فور سماعها ذلك مما جعلها تصرخ متشبثة باطار الباب بكامل قوتها رافضة التحرك مما جعل المرأة الاخري تجذبها من شعرها بقوة مما جعلها تسقط علي الارض...
لتجر جسدها فوق الدرج من خلال شعرها الذى كانت تجذبه بقوة لتتعالى صراخات اشجان بسبب الألم الذي كان يمزق جسدها بسبب اصطدامه بالدرج...
و فور وصولهم لخارج المنزل اخذت اشجان تصرخ باكية محاولة الاستنجاد بجيرانها و المارة بالشارع و رغم انهم يبغضونها بسبب افعالها الشائنة لكن حاول بعض الرجال انقاذها من بين ايدي تلك النساء لكن اخرجت احدهم سكين غليظ من صدرها تلوح به امامهم هاتفة بوحشية
=عليا النعمة اللي هيقرب لهشقه نصين....
لتكمل و هي تجذب شعر اشجان التي كانت تبكي متألمة
=الحوار بنا و بين المرا.. دى محدش يدخل....
تراجع الرجال علي الفور الي الخلف فليس منهم من سيضحي بحياته من اجلها...
جذبوها معهم حتي وصلوا الي الشارع الذي يقع به منزل الرواي اسقطوها بعنف علي الارض امام المنزل ثم بدئوا ينهالوا عليها بالضرب و السب بينما صراخاتها تشق الاذان...
༺༺༺༺༻༻༻
في ذات الوقت..
كان راجح واقفاً بوجه مكفهر ينتظر صدفة ان تخرج من الحمام الذى اختبئت بداخله منذ اكثر من نصف ساعة رافضة محاولاته لجعلها تستمع اليه..
تشدد جسده بترقب عندما انفتح الباب و رأها تخرج بوجه شاحب و اعين حمراء محتقنة ليعلم انها كانت تبكي مما جعل قبضة حاد تعتصر قلبه...
تقدم نحوها لكنه توقف عندما لاحظ الملابس التي ترتديها والطرحة التي تضعها حول عنقها اندفع نحوها هاتفاً بشراسة
=راحة فين ان شاء الله ؟
لم تجيبه صدفة و وضعت الطرحة فوق رأسها بينما تتجه نحو الباب دون ان تعيره اى اهتمام..
مما جعله يلحق بها قابضاً علي ذراعها مزمجراً بشراشة
=بقولك راحة فين...انطقة
نفضت يده بعيداً عنها كما لو كانت لا تطيق لمسته و هى تصرخ بحدة لاذعة
=ابعد ايدك دى عنى و متلمسنيش.... و ميخصكش انا راحة فين.....
قاطعها راجح مزمجراً بعنف
=لا يخصني....
ليكمل بصوت حاد متملك و هو يحيط خصرها بذراعه جاذباً اياه نحوه لتصطدم بجسده بقوة مما جعلها تشهق بصدمة
=كلك على بعضك كده تخصيني...
ضربته بقبضتيها في اعلى كتفيه وهي تقاطعه بغضب
=كان زمان كنت تاكل عقلي بكلامك ده... بس خلاص كل انكشف و بان...كل كلامك كان كدب... تمثيلية متفق عليها انت و صاحبك
قاطعها بينما يشدد من احتضانه لها
=تبقي غبية لو ده تفكيرك و مفهمتيش لحد دلوقتى انتي بالنسبالي ايه....
اتسعت شفتيها بابتسامة ساخرة و هى تنظر الى عينيه
=لا طبعاً عارفة..
لتكمل هامسة بصوت بارد يعاكس النيران و الألام التي تمزق قلبها
=واحدة شمال....
زمجر راجح بقسوة و هو يقرب وجهه من و جهها حتي اصبح لا يفصل بينهم سوا بوصة واحدة مسلطاً عينيه بعينيها
=عمرى ما فكرت فيكي كدة....انتى مراتى
هزت صدفة رأسها هامسة بصوت مرتعش وقد امتلئت عينيها بالدموع التى لم تستطع حجبها
=طيب نسأل توفيق صاحبك...
احاط كف يده بجانب وجهها بينما يده الاخري التي حول خصرها تجذبها نحوه اكثر حتي اصبحوا ملتصقين كجسد واحد
همس بالقرب من شفتيها وعينيه التي تنطلق منها الشرار مسلطة داخل عينيها المرتسم بها الالم بوضوح..
=توفيق ده عيل و سـ.ـخ و عليا النعمة لهخليه يدفع تمن كلامه ده...
دفعته صدفة في صدره بقسوة محررة نفسها من بين ذراعيه
=و انت مين هيدفعك تمن اللي عملته فيا.....
لتكمل وهي تنحنى تختطف طرحتها التي سقطت بوقت سابق علي الارض
=انا هروح اقعد عند ام محمد... و ورقتي توصلي على هناك.....
هتف راجح الذى وصل غضبه الي الحافة فور سماعه كلماتها تلك....
=ما تبطلى جنان بقي و اعقلى.... علشان افهمك اللى حصل...
همت صدفة بالرد عليه لكن قاطعها صوت صراخ حاد لأمرأة تستغيث يأتى من الشارع لذا ركضت صدفة الى شرفة المنزل حتى ترى ما يحدث لكنها ضربت بيدها فوق صدرها و هى تهتف بفزع فور رؤيتها لأشجان ساقطة علي الارض بالشارع و امرأتين ذو مظهر مرعب ينهالان عليها بالضرب المبرح...
=يا نهار اسود....
رفعت اشجان رأسها للاعلى و فور رؤيتها لهم صرخت باكية
=الحقني يا راجح باشا... الحقني
التفت صدفة حولها و هى لا تفهم ما يحدث لتجد راجح يقف بجانبها بالشرفة يتابع ما يحدث و هو يدخن سيجارة بيده بهدوء دون ان يعير ما يحدث اهتماماً
امسكت صدفة ذراعه مغمعمة باضطراب
=هو ايه اللي بيحصل بالظبط...
ادارها راجح بهدوء نحو الشرفة مرة اخرى
=اتفرجى و ملى عينك الاول....
قاطع حديثه صوت جرس الباب مما جعله يلتف و يخرج لكى يفتحه بينما ظلت صدفة تشاهد ما يحدث لاشجان بصدمة لكنها لا تنكر انها لم تشعر بالعطف نحوها بل علي العكس كانت تشعر بالشماتة....
قطبت حاجبيها عندما سمعت صوت ضجيج يأتى من داخل الشقة خرجت من الشرفة لتجد عابد بوجهه الغاضب يقف ببهو الشقة امام راجح..
يهتف بقسوة و هو يشير باصبعه الي الاسغل
=انزل فض الليلة اللى تحت دى....كفاية فضايح...
اجابه راجح بهدوء بينما يعقد ذراعيه فوق صدره
=و فضايح ليه.. ستات و بتتخانق مع بعض احنا مالنا...
قاطعه عابد بقسوة و قد احتقن وجهه بغضب عاصف
=مالنا ايه... مش ده النسب اللي يعر اللي ست الحسن و الجمال مراتك جاية من بيتهم....
قاطعه راجح مزمجراً بشراسة
=مالكش دعوة بمراتى خرجها برا الليلة....
ضرب عابد بعصاه الارض بقسوة و هو يغمغم بازدراء واضح
=اخرجها ليه من الليلة... ده هى أُس القرف اللي احنا فيه.....
ليكمل و عينيه تلتمع بالقسوة
=و كل شوية مراتى... مراتى ياخى دوشتنا لتكون فاكر ان انا مصدق الفيلم اللي انت عامله ده انا عارف كويس انك مستمر في الجوازة دى بس علشان تعاند معايا... و في نفس الوقت البت حلوة قولت تمتع نفسك يومين بها بعدين ترميها.....
اهتز جسد صدفة بعنف و انسحبت انفاسها من داخل صدرها كما لو المكان يطبق جدرانه من حولها فاقدة قدرتها علي التنفس من شدة الضغط الذي قبض علي صدرها و الذي هدد بسحق قلبها
فقد كانت كلماته تلك ليست سوى تأكيد لكلمات توفيق لم تتحمل السماع لاهانتها اكثر من ذلك لذا انسحبت بهدوء و غادرت المنزل دون ان يشعر بها احد لكن فور وصولها للدرج سمعت صوت راجح الغاضب يدوى في ارجاء المكان لكنها لم تتوقف حتى تستمع الي رده على والده...
و ما ان وصلت الي الشارع رأت اشجان لازالت ملقية علي الارض و النساء تنهال عليها ضرباً اقتربت منهم ببطئ و فور ان رأتها اشجان هتفت باكية مستنجدة بها كما لو كانت طوق نجاتها
=الحقينى... الحقينى يا صدفة..
وقفت صدفة تتطلع اليها بصمت عدة لحظات و كل ما فعلته بها اشجان منذ ان كانت لازالت طفلة يمر امام عينيها كشريط سام من الذكريات المؤلمة...
تراجعت للخلف باصقة عليها و هي ترمقها بازدراء و غضب قبل ان تلتف و تكمل طريقها نحو منزل ام محمد بجسد منهك و قلب يؤلم كالجحيم بداخلها...
وما انتهت النساء من اشجان امسكت احدى النساء بشعرها تجذبه بعنف مرجعه رأسها للخلف وهي تهمس بجانب اذنها كالفحيح باذنها
=راجح باشا الراوي بعتلك السلام و بيقولك ده رد الواجب بتاع امبارح...
ثم دفعت رأسها للخلف بقوة مما جعله يصطدم بالارض لتنفجر اشجان في بكاء و صراخ هستيرى ...
༺༺༺༺༻༻༻
في ذات الوقت...
هتف عابد و عينيه تلتمع بالقسوة
=مراتك... مراتك ياخى دوشننى لتكون مصدق ان انا مصدق الفيلم اللي انت عامله ده انا عارف كويس انك مستمر في الجوازة دى بس علشان تعاند معايا... و في نفس الوقت البت حلوة قولت تمتع نفسك يومين بها بعدين ترميها.....
اندفع راجح نحوه و غضب عاصف يحترق بداخله لو اطلق العنان له لأحرق الأخضر و اليابس و لا يترك خلفه سوى الدمار و الموت لكنه توقف علي بعد خطوة منه و قد نجح بالسيطرة علي اعصابه باخر قبل ان يرتكب شئ قد يندم عليه زمجر ببطئ من بين اسنانه المطبقة بقسوة
=قولتلك قبل كده جوازى من صدفة مش فيلم و مش هطلقها لا دلوقتي و لا بعد سنة و لا بعد
١٠٠سنة قدام.....
قاطعه عابد بسخرية لاذعة
=و الله عال يعني ناوي تخلي حتة البت الجربه دي تبقي ام عيالك علي كده....
ليكمل و هو غافلاً عن الغضب الاسود المرتسم بعينين راجح
=فكر بعقلك و بطل العند اللي انت فيه و هيضيعك ده... دي اخرها يومين.. شهرين.. تشبع منها و ترميلها قرشين في النهاية و تطلقها و لو علي الفلوس هتدفعهالها انا بس طلقها و خلصنا......
اغمض راجح عينيه بقوة معتصراً قبضتيه و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة وهو يحاول التحكم في غضبه لكنه فتح عينيه شاعراً بالبرودة تجتاحه فور تذكره صدفة المتواجدة بالشرفة و التى قد تكون سمعت كلمات والده تلك مما ستتسبب في فى تأكيد ما سمعته من قبل تطلع بقلق نحو الشرفة لكنه لم يجدها واقفة فيبدو انها لازالت بالداخل تشاهد ما يحدث لاشجان بالاسفل استدار الي والده مغمغماً بصرامة يتخللها الحدة و الغضب
=انا مش بعاند معاك و لا مع غيرك... صدفة مراتي لأنى عايزها تبقي مراتي.. و اها لو ربنا اراد باذن الله في يوم هيبقي لنا عيال....
ضرب عابد الارض بعصاه عدة مرات وهو يكمل بشراسة غافلاً عن الصراع الدائر بداخل راجح
=عليا النعمة يا راجح لو ما طلقتها لأكون دبحها قدام عينيك...
لم يشعر راجح بنفسه الا وهو يندفع نحوه يقبض علي عنق عبائته و قد ارتسم معالم الوحشية علي وجهه
=تدبح مين.... ده انا كنت اقلبهالك مجزرة.....
ركز عابد نظراته المتسعة بالصدمة علي يد راجح التي كانت تقبض علي عنق عبائته و هو لا يصدق انه تجرئ و فعل به ذلك اخفض راجح نظره الي يده شاعراً بالصدمة هو الاخر مما فعله اسرع بنزع يده متراجعاً للخلف باضطراب
=بتمد ايدك عليا يا راجح...؟!
ليكمل عابد بقسوة صارخاً بغل و غضب
=بتمد ايدك عليا يا ابن مـأمــون ده رد الجميل بعد ما لميتك من الشارع و ربيتك... بتمد ايدك عليا....
ظل راجح يتطلع اليه بصمت و هو يشعر بالارتباك مما فعله ليكمل عابد بقسوة و هو يرمقه بازدراء و حدة
=اقول ايه ما انت نجـ.س و قليل الاصل زي اللي جابك....
قاطعه راجح بشراسة هاتفاً بصوت حاد لاذع
=انا لا نجـ.س و لا قليل الاصل.....
ليكمل بعنف مكبوت و هو يقترب منه حتي وقف امامه مباشرة و تعبيرات وحشية على وجهه
=انا اللي شلتك طول السنين اللي فاتت...انا اللي فضلت خدام تحت رجلك انفذ كل اللي بتقوله و مكسرش كلمتك ابداً حتي لو كلمتك دي كانت غلط....
غرز اصبعه في صدره وهو يكمل
=انا اللي حولت محلك الصغير اللي مكنش بيدخلك في اليوم 50 جنية ل7 محلات كبار بوكالة طويلة عريضة يحلف بها الكل ...
زمجر عابد بقسوة و قد ارعبه ما قاله فراجح بحياته لم يذكر ابداً انه من صنع كل هذا
=بتذلني... بتذلنى يا راجح....
هتف راجح مقاطعاً اياه بحدة
=انا مبذلكش..... و لا بذل غيرك...
ليكمل وهو يضرب بقسوة علي صدره
=بس انا تعبت... ده انا لو جبل كنت وقعت ايه مستكتر عليا... مستكتر عليا انك تشوف ان ليا بيت و مرتاح مع مراتي... كل يوم اهانة و قلة قيمة... بس لا انا معتش هستحمل كده و لا هقبل حد يهين مراتي تاني...
زمجر مقترباً منه و عينيه مسلطة بعينعابظ التي تشع غصب و قسوة
=فاهمنى يا حاج عابد...
وقف عابد يتطلع اليه بحدة عدة لحظات قبل ان يهز رأسه ببطئ واضعاً طرف عبائته حول عنقه و ينصرف مغادراً بخطوات تشتعل بالغضب.....
ظل راجح واقفاً بمكانه عدة لحظات و هو يصارع ما بداخله من ألم و غضب قبل ان يفرك وجهه و يلتف الى داخل الشرفة حتى يرى صدفة و يوضح لها سوء الفهم الذى بينهم فقد كان يشعر انه يحتاجها الان اكثر من اى وقت مضى...
لكنه صدم عندما وجد الشرفة خالية مما جعله يندفع و يبحث عنها بارجاء المنزل الذى وجده هو الاخر فارغاً انهار جالساً بقلب مثقل و وجه شاحب كشحوب الاموات فور ادراكه انها قد غادرت المنزل و بالتأكيد قد سمعت كلمات والده القاسية بحقها والتى لا تختلف تماماً عن كلمات توفيق...
دفن وجهه بين يديه و هو لا يعلم كيف سيقنعها الان بانه لا يفكر بها بهذا الشكل الشنيع و كل من حوله يأكدون عكس ذلك....
༺༺༺༺༻༻༻
بعد مرور ساعتين...
كان راجح في طريقه الى منزل ام محمد حتى يقوم بارجاع صدفة للمنزل فقد تركها لتهدئ بعض الوقت و تخرج ما بقلبها الي صديقتها يعلم ان الامر كثير عليها لكى تتحمله لكنها تفهم الامر خطأ فهو لا يمكنه ان يراها رخيصة او امرأة سيئة كما قالوا حتى عندما اتهمته كذباً لم يفكر بها هكذا ابداً...
تبطئت خطواته عندما رأى توفيق الجالس على القهوة و الذى ما ان رأه يتقدم نحوه نهض مسرعاً هاتفاً بصخب و هو يفتح ذراعيه على اتساعهم وهو يبتسم
=صباحية مباركة يا عريس...
ليكمل و هو يتجه نحوه غامزاً بعينه
=شوفت لما سمعت كلامى و عملت اللى......
و لكن لم ينهى جملته الا و لكمه راجح بقوة في وجهه مما جعله يترنح للخلف بقوة فتح فمه لكى يتكلم لكن لم يتح له راجح الفرصة حيث اخذ يسدد له اللكمات المتفرقة بوجهه و انحاء جسده...
فقد كان راجح كالاعصار الذى سيبتلع و يدمر كل شئ بسبب غضبه ضربه بكل قوته فهو من تسبب بكل هذا بكلماته الحمقاء...
هتف توفيق و هو ينحنى علي نفسه يلهث بألم
=في ايه يا راجح... بتضرب ليه يا جدع....
امسك راجح بمؤخرة عنقه يضغط عليها بقوة مزمجراً بصوت منخفض حتى لا يسمعه الناس الذين تجمعوا من حولهم
=قسماً بالله... لو لسانك ده جاب سيرة مراتى تانى لهولع فيك حى و انت عارف كويس انى مبحلفش كدب... انا مراتى أشرف من اي واحدة في الحارة دى كلها...
شحب وجه توفيق فور سماعه كلماته تلك فتح فمه بصعوبه هامساً
=و الله يا راجح مكنتش....
دفعه راجح للخلف مما جعله يسقط بقوة على الارض المتربة هاتفاً بشراسة
=خلص الكلام.... و مات
ثم تركه ملقياً على الارض و اكمل طريقه نحو منزل ام محمد
༺༺༺༺༻༻༻
بمنزل ام محمد....
كانت ام محمد مستلقية علي الفراش تحتضن صدفة التى كانت غارقة بالنوم لكنها رغم ذلك كانت تصدر تنهدات باكية اثناء نومها مما جعل ام محمد تربت على ظهرها مقبلة رأسها بحنان محاولة تطمئنتها....
و هى تشعر بالحزن و الأسف عليها فقد امضت صدفة الساعات الماضية في البكاء الهستيرى و هى لا تردد سوا انها ليست رخيصة كما لو اصابتها حالة من الهذيان لذا ظلت تحتضنها محاولة احتوائها حتي سقطت بالنوم بين ذراعيها...
صدح رنين جرس الباب مما جعلها تنهض ببطئ من جانبها حتى لا تيقظها معدلة من وضع الغطاء حول جسدها...
فتحت الباب متوقعة انه ابنها محمد الذى عاد من الدرس الخاص به لكنها صدمت عندما رأت راجح الراوى يقف امامها و الذى ما ان فتحت الباب دلف الى الداخل مغمغماً بلهفة واضحة
=فين صدفة...؟!
اجابته ام محمد باضطراب و قد اربكها حضوره الي منزلها
=نايمة.... نايمة في اوضة محمد جوا....
ضيق عينيه عليها بغضب محدقاً بها بقسوة هامساً بصوت مخيف مظلم
=نعم... في اوضة مين....؟!!
اسرعت ام محمد مغمغمة بارتباك و خوف
=لا.. لا ما هو محمد في الدرس مش هنا.......
لتكمل و هي تحاول التوضيح له
=بعدين يا راجح باشا محمد ده عيل و يعتبر اخو صدفة الصغير...
قاطعها راجح بحدة
=عيل ايه يا ام محمد... ده شحط في تانية ثانوى...
ليكمل وعينيه تدور بين الغرف
=هي في اى اوضة..؟!
اشارت ام محمد االى احدى الغرف و هى تغمغم بتردد
=اللى هناك دى بس ا.....
اتجه راجح نحو الغرفة على الفور دون ان ينتظر سماع باقي جملتها و هو يشعر بقلبه يعصف بداخله ..
فتح الباب و دلف الى الغرفة مغلقاً الباب خلفه برفق و اقترب من تلك الغارقة بالنوم تغطى كامل جسدها و وجهها بالغطاء جلس على عقبيه على الارض بجانب الفراش مزيحاً برفق الغطاء عن وجهها...
ليشعر بقبضة حادة تعتصر قلبه فور ان رأى اثر الدموع على وجنتيها الشاحبتين وتغضن حاجبيها بعدم راحة كما لو كانت ترى حلماً سيئاً...
شعر بالذنب يجتاحه فبدلاً ان يجعلها سعيدة و بعد وثقت به و سلمت نفسها اليها جعلها تبكى و تتألم حتى بنومها..
انحنى عليها موزعاً قبلات خفيفة على وجنتيها و عينيها... و هو يقسم بداخله انه سيعوضها عن كل هذا فهى زوجته و حبيبته..
و قريباً سيجعلها والدة اطفاله..
شعر بقلبه يخقق بقوة و سعاظة تجتاحه فور تخيله لطفلة تشبه صدفة بشعرها الاسود و وجنتيها الممتلئتين و. بشرتها الكريمية البيضاء...
رفع يدها طابعاً قبلة عميقة براحتها قبل ان يهمس بالقرب من اذنها باسمها بلطف محاولاً ايقاظها و هو يزيح شعرها المتناثر على وجهها الى الخلف..
فتحت عينيها ببطئ ليرى الألم المرتسم داخلها مما جعله يرغب بسحق توفيق الذى لو كان امامه الان لكان قام بقتله في الحال...
اخذت تتطلع اليه عدة لحظات بتشوش لكنها حين تذكرت ما حدث انتفضت مبتعدة عنه هاتفة بصوت متحشرج من اثر البكاء و النوم
=بتعمل ايه هنا....؟!
اجابها بينما ينهض واقفاً علي قدميه
=جاي اخدك.. علشان ترجعي على بيتك...
هزت رأسها بقوة هامسة بصوت مختنق
=ده مش بيتي... ده بيتك انت..
جلس بجانبها علي الفراش ممسكاً بيدها بين يديه
=لا بيتك.... و كل قشاية فيه بتاعتك...
نزعت يدها من بين يده بحدة هاتفة باصرار و غضب
=مش بيتي... و مش هرجع معاك يا راجح.. و كفاية اللي حصل لحد كده
قاطعها راجح و هو يعاود الامساك بيدها
=كل اللي هقدر اقولهولك دلوقتي انك فهمتي الموضوع... و لما نروح بيتنا وتهدى هحكيلك علي كل حاجة حصلت.... لأن الموضوع مينفعش نتكلم فيه قي بيت غريب
هزت رأسها و قد اصبحت عينيها ضبابية من الدموع و كلمات كلاً من عباد و توفيق تتردد باذنها كما لو كانت خناجر تمزق قلبها
=مفيش حاجة فهمتها غلط... امشي و سيبنى في حالى بقي الله يرضي عليك...
استقام واقفاً ممسكاً بذراعها يجذبها برفق منه قائلاً
=طيب قومى يا صدفة يلا... ربنا يهديكى...
نفضت بعيداً يده الممسكة بذراعها هاتفة بغضب
=قولتلك مش هروح معاك في حته....
زفر بحنق قبل ان يقترب منها قائلاً بنبرة خطرة
=قدامك حاجة من الاتنين لا تقومى معايا يا بنت الناس و نروح بيتنا... لأما قسماً بالله اقعد معاكى هنا...
اخذت صدفة تتطلع اليه بصمت دون ات تعير لتهديده هذا اهتمام كأنها لا تصدقه مما جعله يغمغم بجدية
=مش مصدقانى....
ليكمل و هو يستلقى براحة علي الفراش بجانبها اسفل نظراتها المنصدمة
=طيب.....
هتفت بصدمة دافعه اياه في ذراعه محاولة جعله ينهض من فوق الفراش
=تقعد فين... قوم يا راجح ميصحش كده الناس معندهاش غير اوضتين... اوضة بينام فيها ندى و ام محمد و الاوضة التانية بينام فيها محمد
عقد حاجبيه قائلاً و هو يستند على مرفقه مقترباً منها
=اومال كنت ناوية تنامى فين...
اجابته مشيرة الى الخارج
=هنام في الصالة برا.....
انتفض جالساً فور سماعه كلماتها تلك هاتفاً بقسوة قد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة
=اها... و محمد بقى طول الليل طالع يشرب... لا ياكل.. لا داخل الحمام و انتى نايملى قدامه.....
اجابته صدفة بارتباك و قد ارعبها التعبير المرتسم على وجهه
=و فيها ايه محمد ده اخويا الصغير...
انتفض ناهضاً على قدميه ممسكاً بيدها يجذبها و هو يزمجر بوحشية و نيران الغيرة تتأكله من الداخل
=طيب قوميلى يلا كده... بدل ما اتجنن عليكى و اصور جريمة هنا
نهضت على قدميها جاذبة يدها بحدة منه هاتفة بصوت مرتجف مختنق بينما تقاوم حتى لا تنهار امامه..
=قولتلك مش هاجى معاك في حتة... و ياريت تمشى بقى احنا اللي بنا خلص وكفاية لحد كدة..
اقترب منها ممسكاً برفق بمؤخرة عنقها ليدفن وجهها فى صدره متنسياً غضبه هامساً بصوت اجش و هو يحيط خصرها بذراعه
=مفيش حاجة خلصت...احنا لسه بنقول يا هادى....
ليكمل بجدية خطرة عندما قاومته و رفعت رأسها عن صدره دافعة اياه بقوة رافضة لمسته
=هااا هاتيجى معايا البيت...و لا نقعد هنا ..
اخذت تتطلع اليه بصمت عدة لحظات و هى تفكر بانه قادر على تنفيذ تهديده هذا و هى لا ترغب بافتعال مشكلة بين صديقتها و زوجها الذى اذا علم بان رجل غريب قد قضى الليل بمنزله فهى تعلم جيداً مصلحى زوج ام محمد ذو عقل مريض...
لذا ستوافق على الذهاب معه و بالليل ستعود الى هنا مرة اخرى لكن هذة المرة ستحذر ام محمد بالا تفتح له الباب اذا عاود القدوم مرة اخرى
اومأت برأسها هامسة بضعف
=هاجى معاك...
زفر راجح براحة فور سماعه كلماتها تلك قبل اعلى رأسها بحنان لكنها ارجعت رأسها للخلف رافضة مما جعله يتنحنح و هو يخبر نفسه بان يتحمل حتى يذهبوا للمنزل وهناك سيحلوا كل شئ..
༺༺༺༺༻༻༻
في احدى المنازل بمنطقة شبة نائية...
كانت اشجان جالسة على الفراش تدلك قدمها وذراعيها المتورمين و اب
الممتلئين بالخدوش و الكدمات
=اها يانى.... اها بقى انا اشجان يتعمل فيا ده كله....
لتكمل بحدة وهى تلتف للرجل الجالس بجوارها على الفراش
=هتجبلى حق و لا لاء......
ربت الرجل على ساقها برفق قائلاً
=اهدى يا اشجان...
طلبتى انى اوديكى للدكتور و عملتلك اللى انتى عايزاه برغم انك عارفة ان علاقتنا مينفعش تطلع برا الشقة دى.....
هتفت اشجان بحدة و هى تنزع يده من فوق ساقها
=بقى هو ده كل اللى همك....
لتكمل وهى تنهض بتثاقل على قدميها التى تؤلمها لكى تقف امامه
=جرى ايه يا عابد كنت عايزنى افضل مرمية في الشارع بعد ما ابنك سلط النسوان يدغدغوا جتتى...بعدين كنت اعمل ايه اشرف متكسر و متلقح في البيت لا بيعرف يهش ولا ينش... و متولى مخفى مسافر بورسعيد بيستلقط رزقه هناك...
زفر عابد و قد تجهم وجهه بغضب مما جعلها تخفض صوتها هامسة ببكاء مصطنع
=مش كفاية... وقفت تتفرج عليا و انا بضرب و مهنش عليك تنزل تحوش عن شوشو حبيبتك....
امسك عابد بذراعها مجلساً اياها بجانبه عاقداً ذراعه حول كتفيها
=اعمل ايه لو نزلت و حوشت عنك وقتها كانت نعمات هتفقس اللي بنا خصوصاً انها مش بطيقك...
ليكمل و وجهه يتصلب بالغضب فور تذكره ما حدث بينه و بين راجح
=بعدين ما انا طلعت لراجح علشان ينزل يحوش عنك و دبيت انا و هو خناقة لرب السما و سمعته كلام زى السم...
تغضن وجهه بغضب و التمعت عينيه بالقسوة و هو يكمل بشرود
=تخيلى لأول مرة في حياته يقف قصادى و يعلى صوته عليا البت لحست دماغه و بقت مسيطرة عليه
وضعت يدها فوق خده تدير وجهه اليها في محاولة منها لجذب انتباهه
=يبقي لازم تخلص منها... و تحسره عليها.... علشان يرجع تحت رجلك تانى..
اومأ عابد برأسه و هو ينظر بعينيها بتفكير
=و ده اللي هيحصل بس في وقته...
قاطعته اشجان بحدة
=يعنى ايه في وقته.... انا عايزة حق الضرب اللي اضربته ده يجى النهاردة..قبل بكرة
زفر عابد بغضب قبل ان يغمغم بحده و هو يفرك وجهه
=حاضر يا اشجان... حقك هايجى النهاردة او بكرة بالكتير ياستى ارتحتى....
ابتسمت اشجان بفرح قائلة وهى تعدل من ملابسها
=طيب قوم يلا وصلنى.....
جذبها عابد من يدها لتصطدم بصدره
=و احنا لحقنا.....
مررت يدها فوق صدره باغراء متلاعبة بازرار عبائته
=لما حقى يجى... عليا النعمة لأعيشك ليلة عمرك ما عشتها قبل كده....
لتكمل هامسة ببطئ و هى تمط شفتيها
=ولا حتى مع البت سحر......
شحب وجه عابد مغمغماً بارتباك فور سماعه كلماتها تلك
=هها...سحر.... سحر مين؟!!
اجابته و هى لازالت تتلاعب بازرار عبائته
=سحر اللى فاتحة محل خردة في اخر الشارع و اللى انت على علاقة بها بقالك شهر... ده قد بناتك يا راجل
غمغم عابد باضطراب و قد احمر وجهه فور ادراكه انه تم كشف امره
=دى كانت ليلة واحدة يا اشجان.....
عقدت ذراعيه حول عنقه هامسة بالقرب من اذنه
=ليلة واحدة.. ليلتين تلاتة.. اربعة المهم تبقى عارف انك هتلف لفتك و ترجعلى......
اخفض شفتيه وهو يهمس برغبة واضحة
=ده انتى اللي في القلب يا شوشو....
تراجعت للخلف مبتعدة عنه قبل ان تجعله ينال مراده مطلقة ضحكة مرتفعة خليعة
=قولتلك لما تجيبلى حقي....
لتكمل و هي تسبقه الى الخارج...
=يلا علشان اتأخرت على الواد اشرف و جسمي متكسر عايزة اريح...
زفر بغضب وهو ينفض عبائته بحنق وحدة قبل ان يتبعها الى الخارج....
༺༺༺༺༻༻༻
فور دخول راجح و صدفة الي المنزل انطلقت صدفة نحو غرفة الاطفال ليلحق بها راجح قائلاً بحدة عندما رأها تستلقي على الفراش
=بتعملى ايه مفيش نوم الا لما نتكلم الاول......
اجابته صدفة بصوت خامل ضعيف و هى تعتدل نصف جالسة
=اتفضل اتكلم.....
ظل صامتاً عدة لحظات و عينيه مسلطة عليها يتفحص وجهها الشاحب و التعب و الخمول الظاهران عليها ليتذكر انها لم تأكل شئ منذ الأمس... حيث انشغلوا الأمس ببعضهم البعض و بالصباح حدث ما حدث بسبب توفيق
=قبل ما نتكلم هطلب اكل لنا... ناكل بعدين نتكلم براحتنا.. تاكلى ايه...؟!
ارجعت رأسها للخلف تستند الي ظهر الفراش هامسة بتعب
=اي حاجة.....
اومأ برأسه قبل ان يتجه للخارج لكي يطلب الطعام حتى و لم تمر دقائق قليلة عندما عاد الي الغرفة لتتجمد خطواته فور ان وقعت عينيه على تلك المستغرقة بالنوم وهي نصف جالسة و رأسها يستند الي ظهر الفراش شعر بقلبه يتضخم بصدره بشعور غريب لم يشعر به من قبل..
اقترب منها ببطئ عدل من موضع جسدها لتصبح مستلقية اكثر استرخاءً جاذباً الغطاء علي جسدها ظل منحنياً عليها عدة لحظات طوال لا يفعل شئ سوا تأملها بشغف قبل ان ينحني عليها و يطبع قبلة حنونة على جبينها...
يرغب بالنوم بجانبها لكن يعلم اذا استيقظت و رأته بجانبه سوف تغضب لذا سينام على الفراش الاخر الذي بالغرفة حتى و ان لم يكن معها على فراش واحد فيكفي ان يكون معها بنفس الغرفة فهذا سيبث بقلبه الطمأنينة قليلاً...
༺༺༺༺༻༻༻
بعد مرور 4 ساعات...
استيقظت صدفة ترفرف بعينيها ببطئ و هى لا زالت لا تستوعب اين هى لكن فور ان تذكرت انتفضت جالسة خاصة و ان خطتها للهرب قد خربت بسبب سقوطها بالنوم لكنها تنفست براحة فور ان وقغت عينيها على النافذة لتجد ان الظلام لا يزال يسود بالخارج..
نهضت على قدميها تهم الخروج من الغرفة لكنها توقفت عندما انتبهت الى راجح النائم بالفراش الذي يجاور فراشها شعرت بالصدمة فلما ينام هنا بذلك الفراش الصغير الغير مريح و يترك فراشه الكبير الواسع...
لم تستطع المقاومة و اتجهت نحوه جالسة علي عقبيها بجانب فراشه اخذت تتشرب بعينيها ملامحه الوسيمة التى كانت يطغى عليهل الرجولة و الصرامة حتى اثناء نومه...
سدت غصة من الألم حلقها و هى تفكر لما قام بخداعها فقد كان أملها الوحيدة بهذة الحياة.. لقد احبته.. احبته كثيراً.... كان يمكنها ان تضحى بنفسها من اجله...
لكنها لا تعلم ماذا فعلت بحياتها حتى تحصل على كل هذا الالم
فهى لم ترغب سوا ببداية جديدة معه فلأول مرة بحياتها تشعر بالسعادة و انها لها حياة و مكان تنتمى اليه
فهو الوحيد الذى كان يعاملها جيداً.. و يغدقها بحنانه و اهتمامه لكن حتى هذا اتضح انه كذب
فهى لم تكن بالنسبة اليه سوا امرأة رخيصة راهن صديقه عليها..
انفجرت باكية لتسرع بوضع يدها فوق فمها مانعة شهقة كادت تفلت من بين شفتيها...
ظلت على حالتها تلك عدة لحظات قبل ان تستجمع شجاعتها و تنهض و هى تمسح وجهها من الدموع العالقة به لكنه غرق مرة اخرى بدموعها التى لم تتوقف غن اللنسياب من عينيها...
اختطفت حجابها و وضعته على رأسه قبل ان تتجه الي الباب و تغادر المنزل...
فهى ستعود الى منزل ام محمد و سوف تمنعه من الدخول الى هناك.و بعد ان يقوم بتطليقها سـ.....
توقف عقلها عن التفكير الى هذا الحد فهى لا تعلم الي اين ستذهب او ماذا ستفعل اذا قام بتطليقها...
لكن ما تعلمه انها لا يمكنها الاستمرار معه بعد ما حدث..
فور وصولها الى الشارع الساكن شعرت برجفة من البرد تجتاحها حيث كان الطقس بارداً للغاية فهذا الوقت المتأخر من الليل....
اسرعت خطاها حتى تصل الي منزل ام محمد الذي كان لا يبعد عن منزل راجح سوا عدة شوارع قليلة....
لكن زادت سرعة خطواتها اكثر عندما و صلت الى منطقة تسودها الظلام الدامس.....
لتشعر بقلبها يكاد يتوقف من الرعب عندما سمعت صوت خطوات ثقيلة خلفها كما لو كان هناك من يتبعها..
فلم تشعر بنفسها الا و هى تركض باقصى سرعة لديها ودقات قلبها اخذت تزداد بعنف حتي ظنت بان قلبها سوف يغادر جسدها من شدة الخوف عندما زادت سرعة الخطوات التى خلفها كما لو مان هناك من يركض حلفها و لم تمر ثوان الا و شعرت بيد قاسية تقبض عليها من الخلف و يد اخرى و ضعت فوق فمها تكتم صرختها الفازعة....
مادت الارض تحت قدميها و قد فرت من جسدها الدماء فور ان التفت و رأت مهاجميها فقد كانوا اثنين من الرجال ذو اجساد ضخمة للغاية لم تستطع رؤية وجوههم بسبب الظلام الذى يحيط بهم....
نزع الرجل يده عن فمها وقبل ان تستطع الصراخ و طلب المساعدة وضع عل فمها لازق قوى يكتم صوتها....
و برغم الرعب الذى يسيطر عليها
اخذت تقاوم الرجل الذى كان يمسك بها تدفعه بقسوة في صدره لكنه كان ضخم للغاية فلم تهز به شئ...
قبض الرجل علي عنقها و هو يصدر زمجرة شرسة ارسلت الرعب بداخلها و يده تتشدد حول عنقها يعتصره بقوة..
فاخذت تضربه فوق يده المحيطة بعنقها محاولة جعله ان يبتعد عنها و يفلتها لكنه لم يتحرك من مكانه وظل يعتصره حتي شعرت بالاختناق و انعدام الهواء من حولها..
رفعت ساقها بصعوبة ضاربة اياه بين ساقيه مما جعله يفلتها و يتراجع للخلف و هو يطلق سباباً عنيف.. انتهزت الفرصة و حاولت الفرار رغم نفسها المنقطع المختنق....
لكن اسرع الرجل الاخر بالقبض على شعرها من اسفل طرحتها يجذبه بقوة صافعاً اياها بقسوة على وجهها مما جعلها تسقط و ترتطم بالارض بقوة و هى تنفجر باكية مصدرة صوﭢ صغير متألم شاعرة برأسها يدور من شدة قوة الصفعة..
لكنها رغم ذلك حاولت النهوض و الهرب لكن اسرع احدى الرجال بجذبها من ساقها قبل ان تستطع النهوض على قدميها بالكامل..
وصفعها مرة اخرى بقوة اكبر....
ارتطم رأسها بالارض شاعرة بالدوار و الالم يعصف بوجهها...
لكنها تناست المها هذا منفجرة باكية بنحيب شبه هستيرى فور ان رأت الرجلين يقتربان منها
و هي مستلقية على الارض عاجزة بانف نازف و وجه متورم..
ينحنيان عليها و عينيهم تلتمع بالظلام بشكل موحش...