رواية مقيد باكذيبها الفصل السابع7 والثامن8 بقلم هدير نور


 رواية مقيد باكذيبها الفصل السابع7 والثامن8 بقلم هدير نور


. دلف الي غرفة الاستقبال راجح الذي استيقظ للتو فهو لم يكذب عندما اخبرها انه لم يستطع النوم بليلة امس لكن ليس بسبب شخيرها كما اخبرها انما بسبب تلك النائمة بجانبه و رغبته بها التة كانت تعصف به.....
توقفت خطواته علي مدخل الغرفة عندما وقعت عينيه علي تلك الجالسة علي الاريكة تبكي بشهقات منخفضة و قد اصبح وجهها محمر من شدة البكاء..
شعر بشعور من الضيق يتغلغل بداخله فور رؤيتها بحالتها تلك.. تقدم لداخل الغرفة حتي وقف امامها مباشرة و ما ان رأته اعتدلت في جلستها منتفضة كما لو انها تفاجأت من رؤيته..
تنحنح راجح بصوت منخفض قبل ان يغمغم بصوت اجش خشن من اثر النوم
=بتعيطي ليه...؟!
ليكمل وهو يتفحصها بنظرات ثاقبة
=علشان يعني اهلك مجوش يباركولك..؟!

عقدت صدفة حاجبيها مغمغه بحيرة
=اهلي مين....؟!
مسحت دموعها العالقة بعينيها وخديها بكم عبائتها وهي تغمغم بعدم حماس
=قصدك جوز امي و مراته ياخي ما بولعوا و دول يفرقوا معايا برضو ده انا ما صدقت خلصت من خلاقهم العكره...
لتكمل وهي تشير بيدها الي شئ يقع خلفه بينما تدس يدها الاخر بصحن الفشار الذي بجانبها و تضع منه كمية كبيرة بفمها ليملئه
=ده انا بتفرج علي مسلسل تركي مدبلج
استدار راجح يتطلع خلفه بدهشة الي التلفاز الذي يقع خلفه والذي لم ينتبه انه كان مفتوحاً فقد انصب كامل تركيزه عليها عندما وجدها تبكى 
=مسلسل...؟!

اومأت صدفة برأسها مجيبه اياه بصوت يتخلله الحزن والتأثر بينما تمضغ الفشار الذي بفمها بصوت مرتفع
=اصل البطلة يا قلب امها عملت حادثة و اتشلت بسبب ان البطل كاتجوزها غصب و فضل يعذب فيها...
لتكمل و هي ترمقه بنظرات سامة مملتئة بالسخط والغضب
=اصله كان واطي..و مستقوي نفسه عليها..

ضيق راجح حدقتيه عليها مكتفاً ذراعيه فوق صدره بينما يستمع اليها تكمل بنبرة يملئها الازدراء بينما تسدد اليه نظرات شرسة قاتلة عالماً انها تعنيه بكلماتها تلك
=مفتري و ظالم و مايقدر عليه الا ربنا...... 
قطعت جملتها مطلقه صرخة فازعه عندما جذبها من ذراعها بقوه جعلتها تنهض علي قدميها اطبقت اصابعه علي شفتيها مغلقاً اياها بقسوة مزمجراً بفحيح حاد
=و هيديها بالجزمة فوق دماغها لو ملمتش لسانها و قفلت بوقها و غارت من وشه..
ثم دفعها جانباً بحده مما جعلها تتعثر و تسقط جالسة المقعد الذي كان يقع خلفها مباشرةً
شاهدته باعين متسعة بالصدمه و هو يستلقي باسترخاء علي الاريكه التي كانت تجلس عليها سابقاً متناولاً جهاز التحكم مغيراً قناة النلفاز عن المسلسل الذي كانت تشاهده 
انتفضت واقفة وهي تهتف بحده 
=ايه ده في اييييه بتقلب عن المسلسل ليييه

رمقها بنظرة متصلبة قبل ان يشير بجهار التحكم الذي لا يزال بيده قائلاً بضجر
=اخفي يا بت يلا اعملي حاجة اكلها... 

اندلعت نيران الغضب بداخلها فور سماعها كلماته المتعجرفة تلك و قد طفح كيلها من معاملته لها بتلك الطريقة اندفعت نحوه حتي وقفت امامه مباشرة هاتفة بشراسة وعينيها تعصف بغضب عارم
=لا بقولك ايه بقي انا مش الخدامة بتاعتك علشان كل شوية عمال تؤمر و تتحكم فيا......

ارتسمت تعبيرات وحشية علي وجهه مزمجراً من بين اسنانه المطبقة بقسوة بينما تتقافز شرارت الغضب من عينيه
=صوتك ميعلاش...و اخفي اعملي اللي قولتلك عليه احسنلك

وضعت يديها حول خصرها هاتفه بصوت مرتفع للغاية معانده اياه غير ابهه بتهديده هذا و قد اعماها الغصب 
=مش عملالك حاجة..و ايه هو كل شويه تهددني..و شغال كل ما اجي اتكلم ....... 

لتكمل و هي تخشن من صوتها مقلده اياه 
=صوتك.....صوتك... صوتك

اطاحت بيدها امام وجهه هاتفة بشكل هستيري 
=اييييه هتكتمني.....مش هوطى صوتى و مش عملالك حاجة و وريني بقي هتعمل ايه.... 
ابتلعت باقي جملتها شاهقة بفزع متراجعة للخلف بتعثر عندما انتفض واقفاً فجأة و علامات القتل مرتسمة علي وجهه المشتعل بغضب لم تراه من قبل مما جعلها تتأكد انه سيقوم هذة المرة بقتلها 

قبض علي ذراعها مانعاً اياها من التراجع جاذباً اياها بحدة نحوه لتصطدم بقسوة بجسده الصلب مما جعلها تتخبط بطريقة هستيرية بين ذراعيه محاولة الهرب منه لكنه اسرع بالقبض علي ذراعيها بقسوة مديراً اياها لتواجهه غارزاً اصابعه بشعرها يجذبه بقوة حتي سقط رأسها للخلف لتتقابل عينيه التي تنطلق منها شرارت الغضب بعينيها الفازعة

همس بالقرب من اذنها بصوت اجش خشن
=عايزه تعرفى هعمل ايه... مش كده..... 

انهي جملته تلك دافعاً اياها بقسوة فوق الاريكة لتصبح مستلقية عليها مما جعلها تحاول بفزع النهوض و الهرب منه لكنه كان اسرع منها حيث استلقي فوقها متجاهلاً صراختها الفازعة ليصبح جسدها محاصراً اسفل جسده الضخم..
ثم اطبق بشفتيه علي شفتيها بقسوة مبتلعاً صراختها المحتجه...

صرخت بألم عندما بدأ يقبلها بضراوة و قسوة مسبباً لها الم عاصف..مما جعلها تضربه بيدين متخبطتين في صدره محاولة ابعاده لكنه اسرع بالقبض علي يديها بيده مقيداً اياها فوق رأسها بينما لايزال يقبلها بشراسة و غضب... 
كانت قبلته تلك لم يكن بها شئ من الاثارة بلا كانت قبلة للعقاب ممتلئة بالغضب و القسوة....
ابتعد عنها بالنهاية تاركاً اياها حتي تستطيع ان تلتقط انفاسها عندما رأي وجهها يحمر من شدة الاختناق... 

اخذت صدفة تلهث بصوت مرتفع محاولة التقاط انفاسها المختنقة بينما الالم الذي يعصف بشفتيها يكاد يقتلها...
لكن سيطر عليها الرعب الذى اجتاحها فور ان رأت عينيه المسلطة عليها و التي اظلمت بالرغبة بشكل قاسى جعلها ترغب بالبكاء و الفرار بعيداً عنه..

اصدرت صوت مكتوم مليئ بالذعر عندما رأت رأسه ينحني عليها مرة اخري دافناً وجهه بعنقها ممرراً بلطف هذه المرة شفتيه علي عنقها مما جعل جسدها يهتز بقوة...
حرر يديها من ثم التفت ذراعيه حول خصرها جاذباً اياها نحوه ليلتصق جسدها  بجسده  ضامماً اياها اليه بقوة بينما لا يزال رأسه مدفوناً بعنقها..
مطلقاً زفرة حادة بينما يجبر ذاته على التوقف عما يفعله دافناً وجهه بشعرها الحريري يستنشق رائحتها الرائعة بشغف محاولاً تذكير نفسه السبب وراء ما يفعله و هو معاقبتها فقط لكن خرج الامر عن سيطرته فور ملامسته اياها فمنذ ليلة امس و هو يحاول السيطرة علي رغبته بها وكبحها لكنه فقد السيطرة فور ان لمسها و شعر بجسدها اللين الذي كان يرتجف اسفل منه التقط نفساً عميقاً قبل ان يرفع رأسه عن شعرها و ينظر اليها. 

ظلت صدفة صامتة تتطلع اليه باعين متسعة بينما دقات قلبها تعصف داخل صدرها من شدة الخوف و الارتباك بسبب ما حدث..
ابتلعت بصعوبة الغصة التي تشكلت بحلقها عندما قرب شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش مثير
=لو مش هتقومي تعملي الاكل هخدك دلوقتي علي اوضة النوم و هناك هعاملك علي انك مراتي مش الخدامة اللي اشترتها زي ما بتقولي.....

هزت رأسها بقوة هامسة بصوت مرتعش ضعيف وهي تشعر بكامل جسدها يشتعل اثر لمسة اصبعه الذي كان يمرره ببطئ علي عنقها...
=هقوم اعملك الأكل....

نهض راجح من فوقها محرراً اياها و علامات الرضا ترتسم علي وجهه جلس علي الاريكة متناولاً مرة اخري جهاز التحكم مغمغماً ببرود يعاكس النيران المشتعلة بجسده و هو يصطنع انشغاله في تقليب في قنوات التلفاز
=اعميللنا محشي...

نهضت صدفة من فوق الاريكة تعدل من ملابس هاتفة بصدمة وهي تقف بصعوبة علي قدميها التي كانت اشبه بالهلام
=محشي....!!!!!

رفع راجح حاجبه قائلاً بنبرة بتخللها التحدي
=ايه في حاجة.......

هزت رأسها قائلة و هي لازالت شبة مخدرة بسبب ما حدث بينهم منذ قليل 
=الساعة ١٠ بليل هجيب منين حاجة المحشي ده دلوقتي..

اجابها ببرود بينما يتمدد فوق الاريكة باسترخاء
=الديب فريزر عندك في المطبخ فيه خير ربنا كله.....
ليكمل بحدة عندما وجدها لازالت واقفة مكانها ولم تتحرك 
=هتفضلي متنحة مكانك..ما تتحركي...

اسرعت صدفة بمغادرة الغرفة وهي تتأفف بغضب لاعنه اياه بصوت منخفض...
دلفت الي غرفة النوم لكي تبدل ملابسها حتي لا تتسخ العباءة التي ترتديها و بدلتها بعباءة اخرى قديمة من ثم اتجهت نحو المرآة لكي تتفحص شفتيها التي كان الألم يعصف بها اطلقت شهقة صادمة فور ان رأت الجرح و الرضوض التي بشفتيها المكدومة بشدة فقد كانت تؤلمها لكنها لم تتوقع ان تكون قد جرحت وانها بهذا السوء...
اخذت تتحسس باصابعها المرتجفه شفتيها برفق هامسة بغضب
=منك لله... يا بعيد.. 
ابتعدت عن المرآة و هي تزفر بحنق و غضب و لم تهتم بجمع شعرها داعية الله ان يمتلئ الطعام بشعرها و يقف في حلقه يختنق به عند تناوله اياه...

دلفت الي المطبخ محاولة السيطرة علي اعصابها المشتعلة حتي لا تندفع الي حجرة المعيشة وتمزق وجهه باظافرها علي ما فعله بها... 

بدأت باعداد الطعام وهي تهمهم بصوت منخفض تحدث نفسها بغضب و حدة و لا يزال الغضب يشتعل بداخلها
=انا السبب فى ده كله كان يتقطع لساني يوم ما قولت انه نيل عمل فيا حاجة..؟ 
لتكمل وهي تغرز السكين في ورق الملفوف تقطعه بحده مخرجة غضبها به
=ونبى في عروسة في يوم صبحيتها تقف تطبخ محشي اللهي تطفحه يا بعيد.... 
استمرت فى تحضير المحشي و هى لازالت تهمهم بصوت منخفض تلعنه بافظع الشتائم...

لكنها ابتلعت لعناتها تلك منتفضة في مكانها صارخة بفزع و خوف عندما شعرت بيد تجذب خصلة من شعرها من الخلف و صوت حاد صارم يأتي من خلفها...
=بتبرطمي بتقولي ايه يا بت.....
.
استدارت حول نفسها بتخبط لتصطدم بصدر راجح الذي كان يقف خلفها مباشرة لتصبح محاصرة بينه وبين خشب المطبخ الذي يقع خلفها القت السكين بحده من يدها وهي تصرخ بغضب و جسدها يهتز بشدة من اثر الفزع
=يا اخي حرام عليك بقي....

امسك بذراعها يلويه خلف ظهرها قائلاً و هو يجذبها نحوه حتي اصبح جسدها يستند على جسده
=كنت بتبرطمي بتقولي ايه.....

اجابته بارتباك و قد احتقن وجهها بشدة خوفاً من ان يكون قد سمعها
=مبرطمش...كنت بستغفر...

امتدت يده الي الخلف ممسكاً بشعرها المنسدل علي ظهرها يجذب خصلة منه للأسفل بحدة مما جعلها تصرخ متألمة
=طيب لمي شعرك اللي انتى فرحانة به ده بدل ما يقع في الأكل...

زفرت صدفة بحدة مجيبه اياه من بين اسنانها بغيظ محاولة السيطرة علي غضبها حتي لا تنفجر في وجهه من ثم سنتحمل عواقب انفجرها هذا
=حاضر هروح اغسل ايدي و هلمه...

غمغم بصرامة امراً اياها
=لفي...
ادار جسدها بين ذراعيه ليصبح ظهرها يواجه صدره امسك بخصلات شعرها بين يديه متنعماً بملامسه الحريرى بين اصابعه ثم اخذ يجمع شعرها في جديلة قد تعلمها خصيصاً وهو صغيراً من اجل شقيقته شهد التي كانت ترفض ان تمشط لها والدتهم شعرها و تصر بان يقوم هو بهذة المهمة... 

بينما تجمد جسد صدفة من فعلته الغير متوقعة تلك..
استمر بتجديل شعرها حتي تجمع في جديله سميكة و طويلة تنتهي اسفل ظهرها.. 

تراجع مبتعداً عنها وهو يقاوم بصعوبة رغبته في حملها و التوجه بها الي غرفة نومهم حتي يطفئ جوعه لها غمغم بصوت خشن صارم بينما يبتعد عنها 
=طول ما انتي بتطبخي شعرك يبقي ملموم...فاهمة 

زفرت صدفة قائلة بحنق
=فاهمة....

تنحنح قائلاً بينما يتجه نحو الديب فريزر و يخرج منها كيساً مغلفاً 
=اعملي اللحمة دي مع المحشي 

استدارت اليه صدفة مغمغمة بحدة وقد نفذ صبرها 
=طيب و تاعب نفسك ليه و مطلع اللحمة من الفريزر...... 
لتكمل وهي تشير الي ذراعها بغضب
=ما اقطعلك من لحمي احسن و اطبخهولك علشان تبقي بكملة التعذيب..... 

قاطعها راجح بصوت اجش 
=انا لو هاكل لحمك مش هخاليكى تطبخيه.....
ليكمل و هو يتقدم خطوة منها و عينيه المشتعلة بالنيران مسلطة علي شفتيها المرضوضة اثر قبلتهم السابقة
=هاكله ني...

انحبست انفاسها داخل صدرها فور ان فهمت مقصده حدقت فى وجهه بخوف من لهيب الرغبة الذى يلتمع بعينيه مما جعلها تستدير بتخبط موليه اياه ظهرها مغلقة عينيها بقوة و هي تهمس بصوت مرتجف منخفض
=نهار اسود... 

بينما وقف راجح خلفها يمنع نفسه بصعوبة من جذبها بين ذراعيه قاذفاً بعيداً بكل الاسباب التي تمنعه من لمسها لذا اسرع بالخروج من المطبخ قبل ان يستسلم لرغبته التي اصبحت تسيطر عليه تماماً...
تاركاً اياها واقفة بمكانها و عينيها لا زالت مغلقة وصدرها يعلو و ينخفض بخوف وارتباك في ذات الوقت..

༺༺༺༺༻༻༻༻

في وقت لاحق... 

وضعت صدفة الطعام الذي صنعته علي الطاولة ثم ذهبت الي غرفة الاستقبال لتخبر راجح الذي كان يشاهد التلفاز ان الطعام جاهز...
=الاكل برا علي السفرا.... 

غمغم بهدوء دون ان يلتف اليها وعينيه مسلطة علي التلفاز يشاهد احدي ماتشات الكورة الخاصة باحدي الفرق الاجنبية..
=اكل ايه...؟!

اجابته صدفة بعبوس وهي تعقد يدها فوق صدرها
=المحشي اللي انت طالبه و عملتلك معاه لحمه محمرة...

غمغم راجح بلامبالاه و عينيه لازالت مسلطة علي التلفاز 
=مش عايز اكل محشي..عندك عكاوي و ممبار في الفريزر اعمليهم

صرخت صدفة بغضب وهي تندفع عدة خطوات نحوه
=نعم..!! اومال خالتني اعمله ليه ده انا بقالي ساعتين بعمل فيهم لحد ما ظهري اتقطم...

زمجر بصوت منخفض شرس زاجراً اياها بنظرة قاسية مشتعلة
=صوتك ميعلاش...

صرخت صدفة بحنق بينما تضرب بيديها علي قدميها و قد احتقن وجهها من شدة الغضب
=ياخي يلعن ابو صوتي اللي انت قارفني به.......

قاطعها راجح بقسوة 
=بطلي نواح و غوري اعملي العكاوي و الممبار علشان جعان...

تنفست صدفة بعمق محاولة تهدئت نفسها و التحكم في اعصابها حتي لا تثير غضبه
هامسة بصوت مرتجف محاولة اقناعه بهدوء
=ممبار و عكاوي ايه بس ده الساعه ١٢ نص الليل و عقبال ما اعملهم و يستوا هياخدوا اقل حاجه 3 ساعات....

هز راجح كتفيه مغمغماً ببرود و هو يتناول سيجارة و يشعلها
=3 ساعات... ولا حتي خمسة و انتي وراكي ايه يعني....

وقفت صدفة تتطلع اليه باعين عاصفة بالغضب هاتفة بشراسة و هي تعقد يديها علي صدرها 
=مش عاملة حاجة... عندك المحشى برا عايز تاكل كُل مش عايز انت حر.. 

راقبته باعين مضطربة و هو يومأ برأسه بهدوء ناهضاً علي قدميه برفق.. مقترباً منها حتى وقف امامها مباشرة ينظر اليها بصمت عدة لحظات مما اثار الخوف و الارتباك بداخلها اشاحت بعينيها بعيداً عن عينيه المسلطة عليها...
لكنها اطلقت صرخة فازعة عندما انحني عليها فجأة حاملاً اياها بين ذراعيه خارجاً بها من الغرفة صرخت صدفة بخوف
=بتعمل ايه نزلني....

اجابها بهدوء بينما يتجه بها نحو غرفة النوم
=مش بتقولي مش هتعملى حاجة... خلاص هندخل ننام... 

هزت رأسها بقوة مقاطعة اياه بصوت لاهث يملئه الذعر و هي تدرك ما يقصده
=لا خلاص... و الله هعملك اللي انت عايزه

توقفت قدميه علي مدخل الغرفة قائلاً بصوت هادئ بينما يراقبها باستمتاع
=متأكدة... 

اومأت برأسها بلهفة وعينين متسعة اخفضها راجح ببطئ علي قدميها من ثم دفعها برفق ليستند ظهرها علي باب الغرفة وقبل ان تدرك  ما يحدث اخفض رأسه متناولاً شفتيها في قبلة رقيقة سريعة...

دفعته صدفة في صدره فاصلة شفتيها عن شفتيه هاتفة بصوت مختنق
=ايه اللي بتعمله ده ... 

اجابها بهدوء و هو يممر اصبعه فوق خدها 
=مش قولتي هعملك اللي انت عايزه..... 

انتزعت نفسها من بين ذراعيه هاتفة بعصبية بينما ضربات قلبها تضرب بجنون داخل صدرها
=اقصد العكاوي.... 
لتكمل سريعاً و هي تلتف هاربه من الغرفة عندما رأته يقترب منها مرة اخرة
=ما ألحق احطها علي النار.... 
وقف راجح يتابع هروبها هذا و جسده يهتز من ضحكته المكتومة

༺༺༺༺༻༻༻༻

بعد مرور اكثر من ثلاث ساعات

تحركت صدفة ببطئ و جسدها يصرخ بالتعب والانهاك واضعة الطعام امام راجح الجالس علي طاولة الطعام يراقبها باعين تلتمع بالتسلية و الغطرسة... 
بعد ان انتهت من وضع الطعام التفت خارجة متجاهلة اياه لكن اوقفها صوته الحاد
=اومال فين المحشي.....

التفت اليه مجيبه اياه بتململ
=في التلاجة...مش قولت مش هتاكل منه

تراجع راجح في مقعده باسترخاء
=غيرت رأى سخنيه و هاتيه... 

هتفت صدفة بحده بينما تشير الي ضاجن العكاوي و صحن الممبار الذي امامه
=هتاكل محشي مع عكاوي.... 

هز كتفيه ببرود قائلاً و هو يدفع الطاجن بعيداً من امامه
=و مين قالك اني هاكل عكاوي..ماليش في الاكل ده

احتقن وجهها من شدة الغضب شاعرة بان قدرتها علي التحمل بدأت تنفذ
=اومال خالتني اطبخها ليه....

تراجع راجح باسترخاء في مقعده 
=علشانك...
ليكمل و هو يدفع الطاجن نحوها 
=اتعشي به...

اهتز جسدها بعنف و قد اشتعل الغضب كبركان ثائر داخل صدرها
اطلقت صرخة حادة بينما تندفع نحوه وعينيها مسلطة بشر علي طاجن العكاوى التي تتصاعد منه الابخرة ليدرك نيتها علي الفور زمجر بقسوة 
=اياكي..... 

تجمدت يدها التي كنت تهم بالامساك بالطاجن مبتلعة لعابها بخوف فور ان رأت النظرة الشرسة التي يحدقها بها...
لكنها لم تبالي و امسكت الطاجن الذي كانت تغلي مكوناته وتتصاعد الابخرة الحارة منه لكنها سرعان ما تركته من يدها مطلقة صرخة حادة متألمة عندما احرقت سخونية الطاجن الملتهبة يدها..
تراجعت للخلف تضم يدها المحترقة الي صدرها و الألم يعصف بها..

لكنها رفعت وجهها نحوه راسمة الجمود عليه عندما سمعته يغمغم بحده و هو ينتفض واقفاً 
= عارفه لو كانت نقطة منه بس لمستني كنت هعمل فيكي ايه... 

ليكمل بقسوة و عيناه تشع بالغضب عليها بينما كان يأخذ خطوات متواعدة نحوها مما جعلها تتراجع الي الخلف بخوف
=قسماً بالله كنت ولعت فيكي بجاز وسخ..

زمجر بقسوة بينما يشير نحو باب الغرفة
=غوري سخن المحشي و هاتيه.....

التفت صدفة مغادرة الغرفة سريعاً شبه راكضة وهي تضم يدها المحترقة الي صدرها و فور ان اصبحت داخل المطبخ انفجرت باكية بسبب الألم الذي يعصف بيدها و الالم الذي يعصف بروحها بسبب معاملته الفظة لها..لا تعلم كيف ستنتهى من كل هذا فقد بدأت طاقتها تنفذ من اول يوم فقط... 

بعد وقت قصير لحق راجح بها لداخل المطبخ عندما تأخرت لكن تجمدت ساقيه بمدخل المطبخ عندما رأها واقفة بمنتصف المطبخ منحنية الرأس تضم يدها الي صدرها بينما شهقات بكائها المكتومة تملئ السكون من حولها شعر راجح بالذنب يتخلله لما فعله بها تقدم منها وهو يتنحنح بصوت منخفض مما جعلها تنتفض في مكانها فازعة تسرع بمسح وجنتيها بيد مرتجفة..

غمغم راجح بهدوء وهو يمسك ذراعها برفق جاذباً اياه معه للخارج 
=تعالى معايا...

همست صدفة معترضة رافضة الخروج معه 
=الاكل علي النار بيسخن....

استدار راجح بصمت مغلقاً نار الموقد ثم جذبها معها للخارج بتصميم ساعدها علي الجلوس علي طاولة الطعام قبل ان يتركها ويختفي داخل غرفة النوم ليعود مرة اخري بعد عدة دقائق و بيده كريم طبي مخصص للحروق جلس علي المقعد الذي يجاور مقعدها متناولاً بهدوء يدها المصابه تفحصها بدقها ليجد انه لا يوجد ضرر بها سوا التهابات بسيطة وضع فوقها المرهم بلطف بينما كانت صدفة تراقب ما يفعله بصمت حيث كانت تشعر بالاستنفاذ و التعب

و فور ان انهي ما يفعله نهضت علي قدميها هامسة بخفوت
=هروح اسخنلك المحشي و....
قاطعها راجح علي الفور مشيراً نحو الطعام المنتشر فوق الطاولة
=متسخنيش حاجة هاكل من الاكل ده.... 

اومأت رأسها بصمت مغمغمة بتعب
=طيب هروح انام انا..... 
جذبها من ذراعها مجلساً اياها مرة اخري قائلاً بصرامة
=اتعشى الأول..بعد كده نامي...

غمغمت بهدوء بينما تحاول النهوض مرة اخري
=مش جعانة....

تشددت يده الممسكة بذراعها مزمجراً بحزم
=قولت لما تتعشي الاول...
ثم بدأ بوضع الطعام في صحنها و صحنه لتبدأ صدفة بتناول الطعام 
حتي تذهب سريعاً للنوم وبالفعل انهت طعامها سريعاً من ثم نهضت مغمغمة بخفوت انها ستذهب للنوم ثم غادرت الغرفة سريعاً تاركه راجح يتبعها بعينيه وتعبير قاتم مرتسم علي وجهه...

༺༺༺༺༻༻༻༻

في الصباح.. 

وقف راجح امام المرآة يرتدي ملابسه لكي يستعد للذهاب للعمل و بين الحين والاخر كان يلتف و يتطلع الى تلك النائمة بهدوء و سلام علي الفراش غير واعية لأي من تحركاته بالغرفة....

اقترب منها ببطئ حتي وقف بجانب الفراش حاول القاء نظرة علي يدها لكنها كانت تضعها اسفل الغطاء فلم يستطع رؤيتها..

هز كتفيها برفق ميقظاً اياها فتحت صدفة عينيها بصعوبة هامسة بصوت اجش
=ايه...في ايه.....؟!! 

اجابها بهدوء بينما يبتعد عنها مغلقاً ازرار قميصه
=قومي حضريلى الفطار...

غمغمت بتذمر و صوت ناعس بينما تلقي نظره علي الساعة النعلقة علي الحائط
=بتصحيني الساعة 7 علشان احضرلك الفطار ما تحضره لنفسك انت صغير.....

قاطعها بحدة بينما يتناول الفرشاة و يبدأ بتمريرها بشعره
=مش عايز رغي كتير اخلصي انا متأخر...

القت الغطاء بعيداً ناهضة من فوق الفراش وهي تزفر بحنق و غضب 
=كده كتير ربنا علي المفتري و الظالم.... 

لكن و ما ان مرت من جانبه امسك بذراعها موقفاً اياها رافعاً يدها يتفحصها مغمغماً بصوت جعله غير مكترث قدر الامكان
=ايدك عامله ايه..؟

اجابته بارتباك من سؤاله الغير متوقع هذا 
=كويسه...دي كانت مجرد لسعة بسيطة.. 

اومأ برأسه بهدوء بينما يري ان بالفعل الاحمرار الذي كان بيدها قد اختفي بالفعل...
ترك يدها و اتجه نحو الطاولة متناولاً ساعته مغمغماً بهدوء
=اعملي حسابك تبقي تنزلي تساعديهم في عمل الغدا خالاتي جايين من البلد يبركولنا....
ليكمل وهو يضع الساعة حول معصمه
=هما فاكرين ان احنا معزمنهمش بسبب اننا معملناش فرح لان جدك ابو امك مات من شهر.....فاهمة

التفت صدفة مغادرة الغرفة وهي تغمغم بسخرية لاذعة
=حاضر اي أوامر تانية للخدامة بتاعتك انت و اهلك قبل ما تنزل الشغل....

اجابها راجح بينما يلحقها للخارج متجاهلاً سخريتها تلك
=تلبسي عدل وبلاش شغل البلايتشو اللي بتنيليه في وشك ده...

دلفت صدفة المطبخ و هي تخرج لسانها وتصنع بوجهها بحركات ساخرة علي كلماته تلك قبل ان تتجه للبراد وتبدأ بتحضير طعام الفطار له......

༺༺༺༺༻༻༻༻

في وقت لاحق من اليوم... 

كانت صدفة واقفة بالمطبخ الخاص بشقة عابد الراوي تنهي تحضير الطعام للضيوف استندت بتعب علي احدي المقاعد و هي لا تشعر بقدميها من شدة الالم فقد كانت تعمل بمفردها منذ الصباح بتحضير انواع مختلفة من الطعام...

فعند نزولها الي هنا بالصباح استقبلتها حماتها التي اخذت تخبرها بما تنوي ان تحضره من اجل الضيرف ثم اخذت تساعدها بتحضير الطعام في اول نصف ساعة ثم بعدها اختفت من المطبخ وعندما ذهبت صدفة للبحث عنها وجدتها مستلقية علي الفراش بغرفتها متحججة بان ضغط دمها قد ارتفع وانها بحاجة للنوم لمدة ساعة واحدة..

لوت صدفة فمها بسخرية فالساعة اصبحت 4 ساعات ولم تستيقظ بعد حتي الان...
كانت تضع اللمسات الاخيرة علي الطعام عندما دلفت نعمات الي المطبخ بوجه ناعس
=خلصتي.....؟!

اجابتها صدفة بحده بينما تضع ديك الرومي من يدها فوق طاولة المطبخ 
=اها.....

غمغمت نعمات بأسف مصطنع
=معلش بقي سيبتك لوحدك اصل كنت تعبانة اوي و شهد راحت لحماتها من الصبح مش هترجع الا بكرة و هاجر في دروسها 3 ثانوي بقي مش فاضيه انتي عارفه...

القت صدفة المنشفة الصغيرة التي كانت بيدها بحدة فوق الطاولة قبل ان تلتف اليها قائلة بغضب
=بقولك يا ام راجح بلاش الحوارات دي عليا ونبى....ده انا بنت سوق يعني لا صغيرة و لا هبلة علشان تضحكي عليا بكلمتين ده انا بشتغل في الشارع من وانا ١٧سنه.....

هتفت نعمات بغضب يتخلله الاستنكار بينما تململ في جلستها بعدم راحة
=ايه ام راجح... دي؟! و حوارات ايه يابت انتي اللي بتتكلمي عنها

اجابتها صدفة بانفعال وحدة
=حوار انك مرة واحدة تعبتي وان سبحان الله بنتك من امبارح عند حماتها والتانية في دروسها ده علي اساس مش انك اللي مسرابهم علشان تلبسيني الليلة كلها....

انتفضت نعمات علي قدميها هاتفة بحده و غضب
=بت اقفي عوج و اتكلمي عدل نسيتي نفسك و لا ايه يا بايعة الطعمية....
لتكمل وهي ترفع حاجبها بتحدي
=و اها انا قاصدة انك تشتغلي...و متشتغليش ليه ياختى علي راسك ريشه....

قاطعتها صدفة بحدة و قد بدأت الدماء تثور في عروقها 
= علي راسي مخدة ريش بحالها..
مش ريشة واحدة..... 

لتكمل بغطرسة زاجرة اياها بقسوة
=و لا انا مش صدفة بياعة الطعمية اللي كلكوا كنتوا بتتسمخروا عليها....انا هنا صدفة مرات راجح الراوي اللي اجدعها شنب فيكي يا سيدة يعمله الف حساب و كرامتي من كرامته....و لعلمك بقي انا كنت ممكن اسيبلك الليله دي واطلع ومعملش حاجة.. 

لتكمل بتحدي وهي تشير باصبعها نحو جانب رأسها
=بس عملت بمزاجي و بكيفي ...كنوع من الذوق منى لكن لا انتي ولا غيرك يقدر يغصبني علي حاجة.. 

ثم تركتها و غادرت المطبخ صاعده الي شقتها لكي تقم بتبديل ملابسها قبل وصول الضيوف

༺༺༺༺༻༻༻༻

وقفت صدفة امام المرآة تعدل من ملابسها و ابتسامة واسعة مرتسمة علي شفتيها مررت يدها فوق عبائتها السوداء الفضافضة الباليو....و بالطبع لم يخلو وجهها من الالوان المتعددة القبيحة..
همست بصوت جعلته خشن ساخر مقلدة راجح
=تلبسي عدل وبلاش شغل البلايتشو اللي بتنيليه في وشك ده...
ارتسمت ابتسامة واسعة علي وجهها بينما تتجهه نحو خازنة الملابس تخرج وشاح اسود قديم لكي تعقده حول رأسها وهي تغمغم
=ابقي وريني بقى هتعمل ايه لما تشوف منظري ده....

=هولع فيكي......
اطلقت صدفة صرخة مرتفعة وهي تنتفض فازعة مكانها فور سماعها تلك الكلمات بجانب اذنها استدارت لتصطدم بصدر راجح الذي كان يقف خلفها مباشرة بوجه مكفهر حاولت التراجع للخلف لكنه اسرع بالقبض علي ذراعها ولويه خلف ظهرها قبل ان يجذب عنق عبائتها السوداء ممزقاً اياها.. فاركاً بيده وجهها الممتلئ بالالوان ليتحول وجهها الي كتله من الفوضه غير مكترثاً بصراختها المعترض..
=لما ابقي عايز الناس تقول اني متجوز بلايتشو.. و لا لما تبقي مش لاقيه تاكلي ابقي ألبسي الزبالة اللي انتي لابسها دي....

دفعها بقسوة بعيداً عنه متجهاً نحو خازنة الملابس اخذ يبحث بها قبل ان يخرج منها عباءة استقبال اعجبته القاها بوجهها مزمجراً بشراسة بثت الرعب بداخل صدفة 
=غوري ادخلي استحمي وغيري هدومك الناس زمانها علي وصول....

ليكمل مشيراً بازدراء الي شعرها المشعث بشكل مزري
=و سرحي شعرك...اللي عملاه شبه سلك المواعين ده.....
ليكمل بقسوة و علامات القتل باديه علي وجهه وهو يتخذ خطوة نحوها مما جعلها تتراجع بخوف الي الخلف
=قسماً بالله المرة الجاية اللي هلاقيكي عاملة فيها كده في وشك لهرمي مية نار عليه و أبقي شوهتهولك ريحتك منه خالص....فاهمة

ظلت صدفة متجمدة بمكانها تنظر اليه باعين متسعة بالخوف غير قادره علي فتح فمها لكنها انتفضت في مكانها بفزع عندما زمجر بقسوة 
=انطقي فاهمة....

هزت رأسها بصمت قبل ان تهرب مسرعة داخل الحمام الذي اغلقت بابه عليها مسننده اليه و هي تلهث بخوف وذعر...

بعد عدة دقائق...

وقف راجح يتأمل باعين تلتمع بالاعجاب و الرضا تلك الواقفة امامه ترتدي العباءة التي قام باختيارها لها


فقد كانت تبرز جمالها بينما اصبح شعرها المشعث سابقاً مسترسلاً علي ظهرها الي اسف ظهرها كشلال محيطاً وجهها كغمامة من الحرير الاسود مما اظهر جمال وجهها الملائكي ذات الوجنتين الممتلئتين لكن تغضن حاجبيه بعدم رضا فور ان استقرت عينيه علي شفتيها المجروحة اثر قبلته لها بليلة أمس.... 

اقترب منها فجأة مما جعلها تنتفض للخلف محاولة الابتعاد عنه لكنه لف ذراعه حول خصرها جاذباً اياها اليه ليستند جسدها اللين على جسده الصلب ممرراً اصبعه برفق علي شفتيها المجروحة مغمغماً بصوت اجش ممتلئ بالرغبة وعينيه مسلطة فوق شفتيها
=مفيش حل نداري به جرح شفايفك ده....

همست بصوت متثاقل مرتعش ضعيف وهي تشعر بكامل جسدها يشتعل اثر لمسته تلك 
=مش..مش عارفة...

ظل ينظر اليها عدة لحطات بصمت و اصبعه لايزال يمر فوق شفتيها المكدومة زافراً بعمق قبل يتركها ويتجه نحو طاولة الزينة متناولاًً احمر الشفاه الخاص بها 
ثم عاد اليها مرة اخري مغمغماً بصوت غير متزن بعض الشئ
=يمكن ده يداريه شوية....

ثم اخذ يضع منه علي شفتيها المرتجفة بينما كانت هي حابسة انفاسها مثبتة نظرها علي كتفه وفور ان انتهي تفحصه بعينيه ليجده ان اللون الاحمر القاني لم يستطع ان يخفي بشكل كافي الجرح بشفتيها لكن هذا افضل ما يمكنه فعله هز رأسه مغمغماً 
=يلا ننزل زمانهم وصولوا...

ثم امسك بيدها وهبطوا معاً للأسفل لكن فور ان اصبحوا امام باب شقة والده التف اليها قائلاً بحده بينما يشير نحو الوشاح التي تضعه حول رقبتها 
=حطي الطرحة علي راسك....

رفعت صدفة بيد مرتجفة الوشاح من حول عنقها لتضعه فوق رأسها مغمغمة بارتباك و قد نفذ صبرها
=اهو...و بطل شخط فيا بقي انا زهقت....

تجاهلها مديراً اياها اليه مغمغماً بقسوة بينما يدس بيده شعرها المتناثر علي ظهرها اسفل حجابها 
=شعرك كله يتغطي ايه هتغطي نصه و تسيبي نصه...

زفرت صدفة بحدة بينما تدير عينيها بمحجرها بملل...
امسك بيدها ثم دلف الي داخل الشقة ثم الي غرفة الضيوف ليحيوا ضيوفهم...

في وقت لاحق 

كانت صدفة جالسة بجانب شوقية شقيقة نعمات و التي رحبت بها بمحبه و فرح وبجانب منيرة زوجة شقيق نعمات و التي قابلتها بجفاف مرمقة اياها بين الحين والاخر بحدة وغضب
ربتت شوقية علي ذراعها قائلة باعجاب
=ما شاء الله...ما شاء الله يا زين ما اختار راجح بدر منور...
لتكمل وهي تلتف نحو زوجة شقيقها 
=مش كده يا منيرة..؟

القت منيرة نظرة حادة علي صدفة قبل ان تدير وجهها بعيداً برفض دون ان تنطق حرف واحد مما جعل جسد صدفة يتشدد بارتباك...

اقتربت منها شوقية هامسة في اذنها بصوت منخفض
=سيبك منها...اصلها كانت هتموت وتجوز راجح لبنتها...

لتكمل وهي تجذب حجاب صدفة بعيداً عن رأسها
=ياختي مكتفه نفسك ليه الرجالة في الاوضة التانية فكي كده خاليني اتفرج علي الحلاوة....

لتطلق شهقة اعجاب فور ان سقط حجاب صدفة و رأت شعرها المسترسل كابحرير الاسود فوق ظهرها
=بسم الله ما شاء الله.....

وقفت صدفة مغمغمه بارتباك و خجل فلما تكن معتادة علي ان يقوم احد بمدحها او مدح جمالها...
=هروح..هروح اسخن الاكل....

ثم فرت مغادرة من الغرفة وعينين شوقية تتبعها باعجاب و هي تغمغم داعية
=يرزقك ربنا يا مدحت يا بني ببطاية حلوة زيها كده....

اندفعت نعمات هاتفه مقاطعة اياها بحدة حيث كانت ترغب بتزويج مدحت ابن شقيقتها الطبيب الي ابنتها هاجر والتي كانت عكس صدفة تماماً فقد كانت قصيرة و حسد نحيل هزيل...
=زيها ايه..دي جسمها مليان و 
مفشول....

لتكمل بحده و تذمر 
=و بصراحه كده حاسه انها مش عاجبه راجح....

اطلقت شوقية ضحكة صاخبة قبل ان تنهض وتجلس بجانب شقيقتها هامسة باذنها 
=يا وليه بطلي الصورم اللي جواكي ده...ده البت تقول للقمر قوم وانا اقعد مكانك....

لتكمل بسخرية ناكزه اياها في ذراعها
=و واضح ان ابنك مش عجباه فعلاً باين من شفايفها اللي ابنك مقطعها و لا هتعملي مش واخده بالك من دي.....

قاطعتها نعمات هاتفه بخجل
=يخربيتك بس...انتي ايه هيفضل لسانك قبيح طول عمرك....

ضحكت شوقية قائلة
=عايزاني اقولك ايه ما انتي اللي بصورم و ماسكة البت كلام زي السم...ده انا لو مكانك امسك البت هاجر و افضل ازغط فيها لحد ما تبقي زي صدفة كده بدل ما هي شبه خلة السنان اللي هتتقطم...

قاطعتها نعمات قائله بحدة و قد اشتعل الغضب بداخلها فور سماعها كلماتها تلك
=لا يا حبيبتي انا حابه بنتي كده رشيقة عود فرنساوى...مبحبش انا التخان.....

رمقتها شوقية بسخرية مغمغمة بهدوء مغيظه اياها
=ليه و هي صدفة تخينة يا وليه

لتكمل عندما رأت وجه شقيقتها يشتد بالغضب مشيره نحو منيرة التي كانت جالسة بوجه متجهم غاضب
=شايفة مرات اخوكي هتموت..مكنتش عايزه تيجي اصلاً.... 

اجابتها نعمات بصوت منخفض
=حقها بقي يرفض بنت خاله صاحبة المال والجمال ويتجوز دي ...ده انا فضلت 4 سنين اقنع فيه يتقدملها و ده ابداً و في ثانيه القيه جاي يقولي هتجوز صدفة بتاعت الطعمية....

قطعت جملتها مغمغمة بحدة عندما رأت شقيقتها تنفجر ضاحكة 
=في ايه يا شوقية هو كل كلمة هقولها هتعقدى تتريقى و تضحكى ..

ربتت شوقية علي ساقها قائلة وهي تضحك
=معلش ياختي سامحيني بس انتي اللي كلامك غريب...
لتكمل بجديه 
=ومالها بتاعت الطعمية يا نعمات انتي نسيتي ان ابوكي الله يرحمه كان بياع بطاطس علي عربية بحمار....

ارتبك وجه نعمات و ما ان همت بالرد دلفت صدفة للغرفة مقتربة منهم قائلة بهدوء
=احضر السفرة....

اجابتها نعمات بحده 
=ايوه حطي الاكل و انا جايه وراكي اهو اساعدك....
اومأت صدفة براسها و ما ان همت بالمغادرة وصل الي مسمعها كلمات شوقيه
=ما شاء الله هي صدفة اللي طابخلنا النهارده....

اجابتها نعمات بحده و ارتباك
=صدفة ايه ياختي اللي طبخت هي مدت ايدها في حاجة...دي لسه اول مره تنزل هنا وانتوا جايين 

لتكمل بابتسامة واسعة...
=هاجر هي اللي طابخة كل ده من بليل و صحت الصبح يا حبيبتي و نزلت راحت دروسها...دي عاملة شوية حاجات هتاكلوا صوابعكوا وراها يا شوقية........ 
لكن التانيه دي ممدتش ايدها في حاجه و لما بعتلها تنزل تساعد هاجر طنشتني ولا نزلت ولا عبرت...
لتكمل قائلة بانف منعكف بازدراء 
=وبيني و بينك احسن انا اتقرف أكل من ايدها....

زجرتها شوقية مغمغة بعتاب 
=يوه عليكي يا وليه...لسانك مش كده
اكملت صدفة طريقها للخارج كما لو انها لم تسمع شئ من حديثهم هذا و كامل جسدها ينتفض بالغضب حيث كانت الدماء تغلي في عروقها كالبركان الثائر دلفت للمطبخ وهي تزمجر من بين اسنانها المطبقة
=اها يا وليه يا ناقصة يا واطيه بقي بعد هدتي و تعبي من الصبح تقولي بنتك اللي عامله كل ده....لا وبتقرفى تاكلي من ايدي....

عقدت ذراعيها اسفل صدرها بينما تهز جسدها بغضب و حركة عصبيه لكن سرعان ما ارتسمت فوق شفتيها ابتسامة واسعة اتجهت سريعاً نحو احدي خزائن المطبخ وهي تغمغم
=مش بنتك اللي طابخه طيب اشربى بقى انتى و هى...
اخرجت احدي العبوات الكبيرة المكتوب عليها شطة أسواني و التي كان معروف عمها بانها اشد الانواع حرارة..

اخذت تضع منها بكثرة في جميع الاطعمة و الابتسامة الواسعة التي علي شفتيها تتسع بشر و فرح 
مغمغمة بانتصار
=و ديني ما هخليهم يعرفوا يحطوا معلقة واحدة في بوقهم..ان ما خلتهم يتفوا عليكى

=بتنيلى ايه عندك.....

ابتلعت باقى جملتها منتفضة في مكانها صارخة بفزع فور سماعها تلك الكلمات تأتى من خلفها ليتجمد جسدها و يشحب وجهها بخوف فور رؤيتها لءاك الشخص الواقف بباب المطبخ يرمقها بنظرات حادة مشتعلة.. لتدرك انه قد تم كشف امرها....




الفصل الثامن8 

.عقدت صدفة ذراعيها اسفل صدرها بينما تهز جسدها بغضب و حركة عصبيه لكن سرعان ما ارتسمت فوق شفتيها ابتسامة واسعة اتجهت سريعاً نحو احدي خزائن المطبخ وهي تغمغم
=مش بنتك اللي طابخة طيب اشربى بقى انتى و هى...

اخرجت احدي العبوات الكبيرة المكتوب عليها شطة أسواني و التي كان معروف عمها بانها اشد الانواع حرارة..

اخذت تضع منها بكثرة في جميع الاطعمة و الابتسامة الواسعة التي علي شفتيها تتسع بشر و فرح 
مغمغمة بانتصار
=و ديني ما هخليهم يعرفوا يحطوا معلقة واحدة في بوقهم..ان ما خلتهم يتفوا عليكى

=بتنيلى ايه عندك.....

ابتلعت باقى جملتها منتفضة في مكانها صارخة بفزع فور سماعها تلك الكلمات تأتى من خلفها ليتجمد جسدها و يشحب وجهها بخوف فور رؤيتها لذاك الشخص الواقف بباب المطبخ يرمقها بنظرات حادة مشتعلة.. لتدرك انه قد تم كشف امرها..

اسرعت باخفاء عبوة الشطة خلف ظهرها مراقبة باعين متسعة و انفس لاهثة ثقيلة راجح و هو يتقدم نحوها بخطوات ثابتة وعينيه مسلطة بتركيز عليها.. 

غمغم بحدة فور ان اصبح يقف امامها مشيراً برأسه نحو يدها التي تخفيها خلف ظهرها
=مخبية ايه ورا ضهرك..؟! 

ظلت صدفة تتطلع اليه بصمت دون ان تجيبه فقد حاولت تحريك شفتيها و اجابته لكن لم تطعها شفتيها حيث تجمدت من سدة التوتر و الخوف..مما جعله يطبق علي يدها التي تخفيها خلف ظهرها جاذباً اياها بحدة الي الامام..

حدق بغضب بعبوة الشطة التي بيدها مغمغماً بقسوة و قد اشتدت قبضته حول يدها
=بتهببى ايه بالشطة دي..؟! 

خرجت من صمتها لكى تنقذ نفسها مجيبة اياه بحدة و هي تنفض يده بعيداً عنها متصنعة الغضب حتي لا تكشف امرها
=هيكون ايه يعني بظبط بهارات الاكل زي ما امك قالتلي... 

ضيق عينيه محدقاً بها و عينيه تنتقل بشك بينها و بين عبوة الشطة التي لازالت بيدها
=اومال لما شوفتيني اتخضيتي ليه...؟؟ 

اجابته بسخرية وهي تهز كتفيها 
=و انا من امتي شوفتك و متخضتش...... 

لتكمل بطريقة مأساوية واضعة يدها فوق صدرها تضرب عليه برفق
=بعيد عنك لما بشوفك كأني شوفت ولا اعوذ بالله عفريت...يا ساتر يارب كأن حاجة كده بتكتم علي قلبي.... 

قبض علي ذراعها جاذباً اياها نحوه لتصطدم بقسوة بصدره الصلب اخفض رأسه مزمجراً بجانب اذنها بصوت خشن
=قسماً بالله يا صدفة لأقطعلك لسانك اللي اطول منك ده.. 

ليكمل و هو يشدد من قبضته بقسوة حول ذراعها مما جعلها تطلق تأوه من الألم
=و عايزك تحمدى ربنا ان في ناس برا و الا و رحمة امك لكنت عرفتك ازاي بكتم علي نفسك كويس... 

ابتعدت عنه مغمغمة بارتباك فور ادراكها انه يعني تهديده هذا
=بقولك ايه ما تطلع تعقد مع الرجالة برا بدل ما انت لزقلي هنا زي العمل الرادي كده........ 

لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بخوف فور ان حدقها بنظرة حادة اخرستها علي الفور.. 
تلاعبت اصابعها بتوتر باطراف غطاء الرأس الذي تضعه حول رقبتها جذبت حركتها تلك انتباهه الي شعرها المسترسل علي كتفيها و ظهرها... 

قبضت يده علي بعضاً من خصلاته جاذباً اياه بحدة للأسفل و هو يزمجر بشراسة و عينيه مشتعلتين بنيران الغضب
=انا مش قولتلك تتنيلي تلبسي الطرحة و تغطي شعرك ده.... 

ارجعت رأسها للخلف محررة خصلات شعرها من بين اصابعه و هي تغمغم بعصبية
=اعمل ايه يعني خالتك اللي عايزة تشوف شعري........ 

قاطعها و هو يجز علي اسنانه بقسوة بينما يحرر الطرحة من حول رقبتها و يضعه علي رأسها مغطياً شعرها بأكمله بحركات منفعلة
=بلا خالتي بلا امي شعرك يتغطي... فاهمة

هزت رأسها قائلة بطاعة مزيفة يتخللها السخرية بينما تخفض عينيها
=امرك يا سي السيد حاضر... 

اخذ يحاول لف الطرحة حول رأسها لكن كانت تنزلق بكل مرة من فوق رأسها بسبب نعومة شعرها هتف بحنق و هو ينزعه من فوق رأسها واضعاً اياه بين يديها 
=امسكى اعمليه انتى... 

تنهدت صدفة بحده وهى تتناوله منه ثم بدأت بجمع شعرها بكعكة قبل ان تبدأ بعقد الطرحة حول رأسها..
و ما ان انتهت غمغمت بنفاذ صبر و هى تشير نحو رأسها 
=تمام كده...؟؟ 

وقف راجح يتفحصها بنظرات ثاقبة حتى يتأكد من ان شعرها قد غطى تماماً... 
اومأ رأسه بالنهاية برضا ثم ظل يتطلع اليها عدة لحظات بنظرات مشتعلة 

قبل ان يلتف و يتجه نحو الباب و هو يهمهم بغضب... 
=جهزي الاكل و طلعيه يلا و انا هخلي امي تيجي و تساعدك... 

ليكمل بغضب و هو ينظر للساعة التي بساعده
=مش عارف الزفته اللي اسمها هاجر دي اتأخرت كده ليه تلاقيها بتهرب من عمايل الاكل كالعادة.. 

غمغت صدفة بخبث بينما تتصنع تعديل الوشاح حول رأسها
=تتهرب ايه بس ده هاجر اللى عاملة الأكل ده كله....

استدار اليها راجح بحدة مغمغماً بصدمة يتخللها الشك
=هاجر اللي طبخة الاكل ازاي...!! دي مبتعرفش تسلق بيضة.. 

اجابته ببرود بينما تهز كتفيها 
=معرفش امك اللي قالت كده لخالتك.... 

هز راجح رأسه مهمهماً بصوت منخفض
=اها خالتي قولتيلي... 
حيث كان يعلم ان والدته دائماً تحاول ان تجمل صورة شقيقته امام اقاربهم مغرقة اياها بالمدح الكاذب فبالتأكيد و الدته من قامت بطبخ كل هذا و نسبته اليها حتي تبهر شقيقتها.. 

اكمل طريقه للخارج و هو يغمغم بهدوء
=جهزي الاكل الناس مستنية و هبعتلك امي تساعدك.... 
وقفت صدفة تراقبه وهو يغادر و ابتسامة واسعة علي وجهها تملئ شفتيها شاعرة بالحماس لما سيحدث لحماتها عندما تعلم ما فعلته... 

༺༺༺༺༻༻༻༻

في ذات الوقت... 

كانت هاجر شقيقة راجح في طريقها الي المنزل حاملة بين ذراعيها الكتب الخاصة بدراستها و هي تتحدث بصوت منخفض بالهاتف
=يا حبيبي اجيبلك المبلغ ده كله منين ما انت عارف مصروفي علي قدي... 

تنفست بعمق و هي تستمع اليه يجيبها بحدة و قد شحب وجهها
=طيب خلاص.. خلاص متزعلش انا هحاول اتصرف في اي مبلغ...

ثم اشرق وجهها بابتسامة واسعة فور سماعها كلماته علي الطرف الاخر 
=ويخاليك ليا يا حبيبى..و انا كمان بحبك... 

و ما ان وصلت امام منزلها غمغمت بصوت منخفض حتي لا يسمعها احد
=طيب يا حبيبي انا هقفل بقي لان خلاص داخله علي البيت... و بكره بعد درس العربي نتقابل و هديك الفلوس....

سمعت اجابته مبتسمة ثم اغلقت الهاتف واضعة اياه داخل بنطالها قبل ان تدخل الي بهو المنزل و منه الي الشقة الخاصة بعائلتها.. 
و فور ان فتحت باب الشقة وصل اليه الصوت الصاخب لضحكات و حديث عائلتها الأتي من غرفة الاستقبال حيث كان اقارب والدتها قد اتوا لزيارتهم لكى يهنئوا راجح بزواجه..

استغلت ان البهو خالي و دلفت مسرعة الي غرفة والديها اتجهت بانفس لاهثة نحو خازنة الملابس تفتحها بحثاً عن الصندوق التي تحتفظ به والدتها بالاموال اخرجته سريعاً و هي تتلفت بخوف نحو باب الغرفة لكن خابت امالها فور ان فتحت الصندوق و وجدته فارغاً زفرت باحباط و غضب فكيف الان ستأتي بالاموال التي وعدت حبيبها بها.. 

لكن سرعان ما اشرق و جهها فور ان وقعت عينيها علي المفتاح الخاص بشقة شقيقها راجح الذي تحتفظ به والدتها بالصندوق.. حيث قامت والدتها قبل زواجه بنسخ مفتاح شقته دون علمه و قامت بتخبئته مخبره اياهم انه كنوع من الاحتياط..

التقطت المفتاح سريعاً ثم اعادت الصندوق الي مكانه مرة اخري قبل ان تسرع بالخروج من الشقة كما دخلتها دون ان يراها احد ثم اسرعت بالصعود الي شقة راجح قامت بطرق الباب و الامتظار قليلاً حتى تتأكد بانه لا يوجد احد بالداخل..
على الرغم من علمها بان راجح و زوجته بالاسفل للترحيب باقاربهم الا انها فعلت ذلك كنوع من الأمان حتى لا يتم كشف امرها... 

فتحت باب الشقة و دلفت الي الداخل مغلقة الباب بهدوء خلفها 
دلفت الي غرفة النوم الرئيسية و اتجهت نحو خازنة الملابس تهم بفتحها لكنها تذكرت ان شقيقها قبل زواجه كان معتاد علي وضع امواله بالدرج الذي بالطاولة التي بجانب فراشه.. 

اتجهت مسرعة نحو الطاولة تفتحها لكنها وجدتها فارغة لتسرع نحو الطاولة الاخري التي علي الجانب الاخر من الفراش تفتح درجها ليشرق وجهها بابتسامة واسعة فور ان رأت الاموال التي بها اسرعت بأخذ مبلغ من المال قامت بعده لتكتشف انه خمسمائة جنية كانت ترغب بأخذ اكثر من ذلك لكن المال الذي بالدرج لم يكن كثيراً و لا ترغب ان يكشف امرها...

خبئت الأموال بجيب بنطالها ثم اسرعت بالخروج من الشقة و هبطت الدرج بخطوات صامتة حتي لا يسمعها احد ويتم كشف امرها و دلفت الي شقة عائلتها كما لو كانت عائدة للتو من دروسها....

༺༺༺༺༻༻༻༻

بدأت صدف بوضع الطعام علي الطاولة بمفردها فلم تأتى نعمات لمساعدتها لذا بدأت هي بوضع الاطباق المختلفة التى اعدتها بيدها.. و التى خربتها بيدها ايضاً ابتسمت ضاحكة بصوت منخفض فور تخيلها وجه نعمات عندما تعلم ما فعلته.. 
=بتضحكى على ايه ضحكينا معاكى... 

التفت صدفة حول نفسها لتجد شاب في العشرينات يقف عند باب غرفة الطعام.. 
هزت صدفة رأسها بصمت لا تدري ما تقوله بينما تقدم منها قائلاً و هو يمد يده نحوها 
=مدحت الاباصيرى... ابن خالة راجح.. 

ليكمل سريعاً وهو يبتسم ببشاشة 
=و انتى اكيد صدفة مرات راجح مش كدة... 

اومأت صدفة برأسها بينما تمد يدها نحوه مصافحة اياه مغمغمة بابتسامة 
=ايوة... 

ترك مدحت يدها متراجعاً الي الخلف قائلاً و يهز يدها برفق
=مبروك يا صدفة... الف مبروك راجح دايماً بيثبت انه ذوقه حلو.... 

اجابته صدفة بصوت منخفض و قد احمر وجهها بخجل
=الله يبارك فيك... 

ليكمل بمرح مشيراً لرأسه الشبه اصلع 
=على فكرة اوعى تفتكرى اني كبير ولا حاجة... لا ده انا 28 سنه بس ده اثر كلية الطب و المرار اللي شوفته فيها.. 

هتفت صدفة بدهشة بينما تسحب يدها بعيداً
=هو انت دكتور... 

اومأ مبتسماً لها قائلاً يعدل من ياقة يصطنع الفخر
=دكتور بطرى قد الدنيا... 

هزت صدفة رأسها مهمهمة دون حماس بصوت منخفض 
=اممم دكتور بهايم يعنى.... 

انفجر مدحت ضاحكاً فور سماعه كلماتها تلك بينما ابتسمت هى بتشنج شاعرة بالخجل من اندفاع لسانها الاحمق غافلين عن ذلك الذى كان واقفاً بمدخل الغرفة يراقب ذلك المشهد و جسده ينتفض من شدة الغضب بينما عينيه كانت كالعاصفة تنطلق منها شرارات من النيران زمجر بحده لاذعة و هو يتقدم نحوهم
=خير بتضحكوا على ايه..؟ 

التف اليه مدحت قائلاً و هو لايزال يضحك
=تخيل يا راجح بقول لمراتك انى دكتور بطرى بتقولى دكتور بهايم يعنى... 

همست صدفة باضطراب و خجل و قد ازداد احمرار خديها 
=مكنتش اقصد والله.. 

غمغم راجح من بين اسنانه المطبقة بعنف و هو يحاول السيطرة علي اعصابه و اخماد تلك النيران المشتعلة داخل صدره حتي لا ينقض علي ابن خالته 
=اكيد متقصدش... 

ليكمل ضاغطاً علي حروف كلماته بقسوة كما لو يثبت ملكيته لها
=معلش اصل مــراتـــى عفوية في كلامها شوية.. 

التفت صدفة تنظر بدهشة الي راجح الواقف بجانبها عند سماعها نبرة صوته الغاضبة التى لاحظتها على الفور..
حتي و ان كان ظاهراً انه يتحدث بشكلاً طبيعياً الا انها لاحظت غضبه فقد اصبحت تعرفه جيداً عندما يكون غاضباً...

بينما اسرع مدحت بمقاطعة راجح قائلاً و هو ينظر الي صدفة و ابتسامة واسعة علي شفتيه 
=انا مش مضايق خالص و الله بالعكس دي عجبانى جداً... 

زمجر راجح بشراسة بينما يندفع نحوه و شرارات الغضب تتقافز بعينيه
=نعم يا خويا... 

اسرع مدحت قائلاً بارتباك و هو يتراجع للخلف
=اقصد عفويتها طبعاً... عجبانى عفويتها انت فهمت ايه... 

امسكت صدفة بذراع راجح هامسة له بصوت منخفض و هى لا تفهم ما به 
=في ايه يا راجح ما تهدى شوية.... 

اخفض رأسه هامساً بأذنها بصوت خشن 
=اكتمى خالص..مسمعش صوتك.... 

نظرت اليه بارتباك من حدته تلك فلأول مرة تراه بحالته الغير مفهومة تلك... 

دلفت شوقية الي الغرفة و التى ما ان رأتهم يقفون ثلاثتهم معاً هتفت بفرح
=اخيراً اتعرفت على صدفة يا مدحت... 
لتكمل و هى تتقدم نحوهم وتضع يدها حول صدفة مشيرة الي مدحت بيدها
=بص بقى علشان نبقى متفقين من أولها انا عايزاك تتجوز بطاية حلوة كدة زي صدفة.... 

هتف راجح بحدة مقاطعاً اياها و يجز علي اسنانه بغضب 
=ايه يا شوقية...ايه يا شوقية....في ايه

اجابته شوقية بمرح و هي تضحك
=ايه يا ابن نعمات بطمن على مستقبل ابنى..... 

لتكمل وهي تربت على كتف صدفة 
=ولا انت عايز تاكل بط لوحدك..... 

زمجر راجح بقسوة حيث اصبح علي حافة اعصابه جاذباً صدفة التى كان وجهها بلون الدماء من شدة الخجل بعيداً عن خالته محيطاً خصرها بذراعه يضمها اليه بتملك واضح بينما عينيه تتسلط بغضب على مدحت الذي هتف 
=يا عم بتبصلى كده ليه انا مالى خالتك اللي لسانها متبرى منها.... 

هتفت شوقية بصدمة ضاربة ولدها في كتفه بحدة
=مالها خالته يا ابن الجزمـ.ـة الحق عليا انى خايفة علي مستقبلك.. 

غمغم مدحت بسخرية بينما يشير نحو راجح
=خايفة علي مستقبلى اية ده انت هتضيعيهولى... راجح فضله تكه و يقتلنى... 

ضحكت شوقية مربته علي صدرها
=لا اطمن انك ابنى مديك الحصانة متخفش راجح لا يمكن يزعل خالته... 

لتكمل بسخرية و مرح و هى تلتفت نحو راجح الذى كان يعقد ذراعه حول خصر صدفة ضامماً اياها اليه
=و انت يا خويا ضمها اكتر كمان 
اقولك احسن افتح صدرك و خبيها جواه....

لتكمل و هي تضحك و تتعجب بداخلها من حالة ابن شقيقتها تلك فبحياتها لم تراه هكذا
= ايه يا راجح مش هناكلها منك يا حبيبى.... 

قاطعها راجح شاعراً بالحرج من ردة فعله السابقة حيث شعر انه كان مكشوف 
=عايزة ايه يا شوقية... 

ربتت علي كتفه قائلة بحنان
=عايزاك بخير و سعيد يا قلب شوقية... 

لتكمل بحده وهى تلتفت نحو مدحت 
=و عايزة ابن الهبلة ده يتجوز بقى هو كمان و يخلصنى..عايزة اطمن عليه هو كمان

هتف مدحت بغضب مصطنع بينما يتجه نحو باب الغرفة يغادرها مسرعاً و هو يلوح يده بضجر 
=يوه مش هنخلص النهاردة... 

لحقت به شوقية للخارج و هى تهتف
=خد تعالى هنا يالا و الله ما هسيبك... 

وقفت صدفة تضحك عليهم بمرح بينما ادارها راجح بين ذراعيه قائلاً بحدة
=بتضحكى....عجبك اوى

ليكمل بقسوة و هو يشير نحو الباب الذى غادر منه مدحت و شوقية قبل لحظات
=ينفع تقفى مع راجل غريب و شغاله ضحك و مرقعه معاه

هزت كتفيها قائلة بارتباك 
=انا مضحكتش.. هو اللي كان بيضحك و انا مالى... 

تشددت ذراعه التى تحيط خصرها
و هو يدرك انه بالغ بردة فعله... 
غمغم بينما يشير الي طاولة الطعام
=برضو بتشتغلى لوحدك اومال امى فين..

اجابته قائلة وهى تتلملم بين ذراعيه
=امك قاعدة مع مرات خالك برا...بتقول ضغطها عالى.. 

زفر راجح بحنق قبل ان يغمغم وهو يتحرك بها نحو المطبخ
=طيب تعالى انا هساعدك فى ... 

امسكت بذراعه توقفه قائلة بتردد وهى تشير نحو الغرفة التى يتواجد بها الرجال فقد كانت تعلم انه اذا شاهده احدو هو يساعدها من الممكن ان يسخر منه
=افرض حد شافك... 

دفعها امامه نحو المطبخ قائلاً بصرامة و حدة
=ما اللى يشوف...يشوف هو انا بعمل حاجة غلط... 

شعرت صدفة بقلبها يرتجف داخل صدرها تأثراً بينما تتبعه الى داخل المطبخ حيث اخذ يساعدها بالفعل بتوزيع الطعام بالصحون و وضعها علي طاولة الطعام حتى انتهوا سريعاً... 

༺༺༺༺༻༻༻༻

في وقت لاحق... 

كانت صدفة جالسة علي طاولة الطعام بجانب زوجها الذي كان منشغلاً بالحديث مع خاله مأمون 
و عينيها تمر بين الجميع بترقب و انفاسها منحبسة داخل صدرها
وضعت يدها فوق فمها حتي تخبئ ابتسامتها عندما القت منيرة زوجة خال راجح الملعقة من يدها بعد تناولها اول ملعقة من الحساء و هي تهتف بوجه محتقن
=ايه ده....

بينما اخذ مأمون شقيق نعمات يسعل بقوة و قد احتقن وجهه من النيران المشتعلة داخل حلقه و كان الوضع كذلك بالنسبة لمدحت و باقى الجالسين علي طاولة الطعام.. 

غمغم عابد بحدة بينما عينيه تمرر بينهم بارتباك
=جرى ايه يا جماعة في ايه....؟ 

اجابته شوقية وهي ترتشف بتعثر من كوب الماء محاولة اخماد الحريق للذي لحق بفمها من اول ملعقة وضعتها بفمها من هذا الطعام
=الاكل نار يا عابد... 
لتكمل وهي تسعل بقوة ملتفة الي شقيقتها التي كانت تتطلع اليهم بوجه مرتبك 
= لما ده حصلنا من اول لقمة نحطها في بوقنا اومال لو كنا كلنا بقي كان هيحصل لنا ايه يا نعمات... ايه بنتك عايزة تموتنا... 

احتقن و جه نعمات بغضب فور ادراكها ما فعلته صدفة صرخت بحدة وهي تجز علي اسنانها بقوة و قد احتقن وجهها بشدة
=صدفة.....

لكن قاطعتها شوقية بغضب 
=و صدفة مالها ايه انتي هتتشطري علي البت الغلبانة

لتكمل وهي تنتفض واقفة بغضب ملقية ملعقتها علي الطاولة
=ياختي روحي اتشطري علي بنتك الفاشلة و لا مش فالحة غير في تدلعيها و بس... 

هتفت نعمات بحدة و هي تنهض واقفة
=جرى ايه يا شوقية مالك مش طايقة البت كدة و ما بتصدقى تلقيلها غلطة علشان تقطعى في فروتها.... 

اجابتها شوقية بحدة 
=علشان بنتك مدلعة و قليلة الذوق.... من اول ما جت من الدرس دخلت اوضتها و مهنش عليها حتى تسلم علينا... و دى مش اول مرة تعملها يا نعمات... 

لتكمل بسخرية لاذعة و هى تشير نحو طاولة الطعام
=و ياختى مادام مش هى قد الطبخ بتخليها تتنيل ليه.. هو احنا ناقصين تعب معدة و مرض.... 

كانت صدفة تتابع كل هذا باستمتاع و شماتة بنعمات التى انكرت مجهودها و تعبها و نسبته الي ابنتها لكن في الحقيقة الامر ليس هذا فقط ما اغضبها و اشعل رغبتها بالانتقام ما اغضبها حقاً هو تعميدها التقليل منها امام اقاربها و معاملتها بازدراء حتى وصل بها الامر القول انها تزدرى التناول من يدها كما لو كانت حثالة...

اخذت تتابع ما يحدث محاولة رسم الجدية علي وجهها لكن ما ان نهضت منيرة و تشاجرت هى الاخرى مع نعمات لم تستطع السيطرة علي نفسها اكثر من ذلك اسرعت بوضع يدها
فوق فمها محاولة كتم ضحكتها 
لكن ذبلت ضحكتها تلك فور ان رفعت رأسها و تقابلت عينيها بعين راجح المشتعلة بنيران الغضب فقد كان يحدق بها بوجه متصلب و علامات الشر مرتسمة عليه
مما جعل وجهها يشحب و قد جفت الدماء بعروقها فور ادركها انه قد علم بانها من قامت بتخريب الطعام فبالطبع قد توصل الي ذلك بعد ان رأي عبوة الشطة بيدها و ارتباكها امامه و تخبئتها للعبوة خلف ظهرها عندما رأته لعنت غبائها و حظها العثر... 

اطلقت تأوه متألم منخفض عندما قبض علي يدها من اسفل الطاولة يعتصرها بقوة مؤلمة بين يده و هو يزمجر بصوت قاسى لاذع بجانب اذنها 
=قسماً بالله لأدفعك تمن ده غالي اوى اصبري عليا...

همست بصوت مرتجف مصطنعة عدم الفهم
=و انا عملت ايه دلوقتى.... 

رمقها بقسوة و هو يزيد من ضغطه علي يدها مزمجراً بنبرة يتخللها التهديد
=هتعرفى لما نطلع فوق عملتى ايه حاضر....

ثم انتفض واقفاً موجهاً حديثه الي خالته التي كانت تصر علي المغادرة
=اقعدي يا شوقية و الله ما انتي ماشية... 
ليكمل و هو يخرج هاتفه من جيبه قائلاً 
=هطلب اكل من مطعم هنا جنبنا ربع ساعة و الاكل هيكون هنا... اقعدى بقي.... 

رفضت شوقية و أصرت علي المغادرة لكن ظل راجح يقنع بها و بالنهاية نجح باقناعها بالبقاء هى و باقى افراد العائلة.. 

༺༺༺༺༻༻༻༻

بعد مرور ساعتين... 

وقفت صدفة بجانب راجح بوجه شاحب من الخوف و قلبها ينبض داخل صدرها بسرعة جنونية من شدة القلق و التوتر.. 
تودع اقارب والدته و كل بين الحين و الأخر تلقى نظرة قلقة علي راجح الذي كان الغضب لا يزال مرتسم بقسوة على وجهه. 

غمغمت شوقية بينما تربت علي كتف شقيقتها
=ابقي سلميلي بقي علي هاجر... و نبقى نشوفها مرة تانيه تكون بسيادتها فاضية فيها... 

قاطعتها نعمات بنفاذ صبر
=ما انتى عارفة انها ثانوية عامة و عندها مذاكرة يا شوقية.... 

همهمت شوقية بسخرية وهي تعدل من وضع حقيبتها التي اسفل ذراعها
=و انا قولت حاجة ربنا معاها يا حبيبتي....

لتكمل وهي تغادر بعد ان ودعت راجح و صدفة ببشاشة
=يلا فوتكوا بعافية... 

بعد مغادرة شوقية وقفت نعمات تتطلع نحو صدفة باعين مشتعلة بالنيران و جسدها بأكمله يهتز من شدة الغضب ترغب بالانقضاض عليها و جلبها من شعرها لما اوقعتها به و تسببها باحراجها امام عائلتها لكنها حاولت ان تسيطر علي غضبها امام راجح حتي لا تثير غضبه..خاصة اذا علم ان صدفة من صنعت كل هذا الطعام بمفردها و نسبته هي الي ابنتها.. 

خرجت هاجر من غرفتها هاتفه بمرح 
=مشيوا....؟! 

اجابها راجح بحده وهو يستدير اليها
=انتي يا بت انتي مطلعتيش تقعدي مع خالتك و خالك ليه.. 

اجابته هاجر بارتباك و خوف فنادراً ما تحدث معها راجح بهذا الغضب والعصبية
=كان... كان عندي مذاكرة

قاطعها راجح بغضب و قسوة
=مذاكرة ايه دي اللي تمنعك انك حتي تسلمى عليهم انتى هتستعبطى.. 

اقترب عابد من ابنته محيطاً كتفها بذراعه مغمغماً بحدة
=ما قالتلك عندها مذاكرة...ايه هى قصة

ليكمل وهو يربت علي كتف هاجر الذي اشرق وجهها بابتسامة واسعة
=بعدين حبيبة ابوها براحتها تعمل اللي هي عايزاه...محدش له دعوة بها... 

زفر راجح بحده قبل ان يغمغم موجهاً حديثه لهاجر
=روحي هاتي حلة الشوربة من جوا... 

اومأت هاجر برأسها قبل ان تركض مسرعة نحو المطبخ بينما هتفت نعمات بصدمة
=هتعمل بها ايه يا راجح دي نار و مولعة يا بني... 

لتكمل و هي تقترب منه واضعة يدها بحنان فوق بطنه
=تتعبلك بطنك يا حبيبي.... 

ربت راجح علي كتفها بلطف 
=متقلقيش ياما...مش هتتعبني...

ثم استدار يتطلع الي صدفة بقسوة مما جعلها تبتلع بصعوبة الغصة التي تشكلت بحلقها وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شدة الخوف... 

غمغم بحدة موجهاً حديثه لها و هو يتجه نحو باب المنزل 
= يلا..... 

تبعته صدفة للأعلى بصمت و
فور دخولهم الي شقتهم وضع راجح طنجرة الحساء علي طاولة الطعام التي ببهو الشقة مشيراً برأسه نحوها قائلاً بصرامة لصدفة الواقفة بجانبه بجسد متوتر
=شايفة الحلة اللي قدامك دي.. تشربيها كلها.. 

تراجعت صدفة الي الخلف هامسة بصوت منخفض مرتجف
=اشرب ايه... دي كلها شطة نار عايزني اتعب.... 

اندفع نحوها قابضاً علي ذراعها يهزها بقوة و هو يهتف بقسوة
=و لما انتي خايفة علي نفسك اوي كده...مخوفتيش ليه علي الناس الكبيرة اللي عندهم امراض سكر و ضغط اللى هتاكل من القرف اللي عملتيه ... 

ليكمل وهو يدفعها بقوة نحو المقعد لتسقط جالسة عليه بوجه شاحب كشحوب الاموات
=اشربي....

ظلت جالسة تتطلع اليه باعين متسعة ممتلئة بالدموع فور ادراكها فضاحة فعلتها فهي لم تفكر انه من الممكن ان يتأذي احد من فعلتها تلك..

ابتلعت بصعوبة لعابها و ما ان همت بفتح فمها و الاعتراض لكنها اسرعت بغلقه مرة اخرى عندما رأت تحفز عضلات صدره و التي كانت تشير بانه علي حافة غضبه امسكت بالمعلقة بيد مرتجفة تشجع نفسها علي تناولها حتي تنتهى من هذا الامر فهو لن يتركها الا بعد ان تنفذ ما قاله.. 

امسكت بالملعقة ثم بدأت ترتشف من الحساء الذى ما ان وضعته بفمها اطلقت صرخة متألمة
شاعرة كما لو ان هناك حمم من اللهب قد انفجرت بفمها... 
تركت الملعقة من يدها تنظر الي ذاك الواقف بجانبها باعين ممتلئة بالدموع و الرجاء لكنه امرها بصوت صارم 
=اشربي...

ظلت صامتة تتطلع الي الطنجرة الممتلئة بالحساء باعين دامعة ممتلئة باليأس.. 

بينما راقبها راجح منتظراً ان تتناول الملعقة الثانية من الحساء حتى يوقفها و ينهى الامر...
ظلت صدفة تتطلع الي الطنجرة عدة لحظات قبل ان تقوم بحملها بين يديها وتبدأ ان تشرب من الطنجرة مباشرة حتى تنتهى سريعاً منها.... 

شعر راجح بالصدمة تشل حركته فور ان رأي ما فعلته تلك الحمقاء فهو كان سيجعلها ترتشف ملعقة اخري فقط حتي تدرك خطأ ما فعلته ثم كان سيدعها تنهض
هتف بها بحدة و هو يندفع نحوها جاذباً الطنجرة عن فمها
=بتعملي ايه.. انتى اتجننتي...

ابعد سريعاً عن فمها الطنجرة التي كانت قد ارتشفت بالفعل نصف محتوياتها.. 
القتها صدفة من يدها بعيداً و هي تنفجر باكية تنتحب بصوت مرتفع بسبب الالم الذى يعصف بفمها و معدتها.. 
نهضت راكضة بتعثر نحو الحمام و هى تمسك ببطنها التى كانت تؤلمها بشدة.. 
فقد كان كما لو هناك حمم من النيران مشتعلة بداخلها..
اسرعت بدخول الحمام مغلقة بابه خلفها.. 

بينما اندفع راجح خلفها يضرب باب الحمام بقبضته و القلق و الخوف ينهشان بداخله هاتفاً بصوت مرتجف
=صدفة... انتي كويسة... 

لكنها لم تجيبه و ظل الصمت يملئ المكان حتي سمع صوتها المتألم و هي تتقئ مفرغه ما في معدتها مما جعل قلبه ينقبض بقوة شاعراً بألم يكاد يحطم روحه الي شظايا عندما وصل الي مسمعه صوت شهقات بكائها الحادة...

حاول فتح الباب و الدخول اليها فلم يتحمل ان يقف مكانه دون ان يفعل شئ و هو يسمعها تتألم بهذة الطريقة.. 
لكنه وجد الباب قد اغلق من الداخل ضرب الباب بقبضته طالباً منها ان تفتح الباب له لكن لم يصله سوا صوت تقيئها المصحوب ببكائها الحاد... 

شعر بالندم يمزقه من الداخل فهو من اوصلها الى حالتها تلك متسبباً في ايلامها فهو كان فقط يرغب بجعلها تتناول ملعقة او اثنين مما صنعته حتي تدرك انها كان من الممكن ان تأذي احداً ما بوضعها كل تلك الشطة بالطعام...

زفر بغضب لاعناّ نفسه عندما فتح الباب و شاهدها تخرج من الحمام بوجه وعينين محتقنين كالدماء بينما شفتيها متورمتين تراجع للخلف بينما القت هي عليه نظرة خاطفة قبل ان تتجه نحو الفراش وهي لازالت ممسكة ببطنها و استلقت عليه مغمضة عينيها المحتقنه بينما وقف راجح يحدق بها بنظرات مليئة بالبؤس والندم قبل ان يتركها و يغادر بصمت.. 

༺༺༺༺༻༻༻༻

بعد مرور نصف ساعة... 

دلف راجح الي المنزل بملابس مبتلة بسبب الامطار الغزيرة التي تنهمر بالخارج فقد تعطلت سيارته مما جعله يضطر الي الترجل علي قدميه حتي اقرب صيدلية حتي يأتي لصدفة بدواء لحالتها..
حيث اخبر الطبيب الذي هناك عن ما تعانيه و اعطاه دواء مناسب سيخفف من الام معدتها ونصحه بجعله تشرب اكبر قد من الحليب الرائب لذا توجه علي قدمية اسفل المطر المنهمر بغزارة الي اقرب متجر و أتي بعدة عبوات من الحليب الرائب كما نصحه الطبيب حتي يهدأ من النيران المشتعلة بمعدتها.. 

فور دخوله الي غرفة النوم تجمد مكانه شاعراً بقبضة تعتصره من الداخل و الضغط الذي قبض علي صدره يهدد بسحق قلبه عندما وقعت عينيه علي تلك المستلقية على الفراشة غارقة بالنوم و هي تحتضن جسدها كالطفل الصغير بينما الدموع تغرق وجهها المحتقن كالدماء و الذي يظهر عليه الالم بوضوح..

اقترب منها ببطئ جالساً علي عقبيه على الارض بجانب الفراش ممرراً يده برقة فوق وجهها يزيل الدموع العالقة بوجنتيها مبتلعاً بصعوبة الغصة التي تشكلت بحلقه هامساً بصوت منخفض و هو يربت برفق علي كتفها محاولاً ايقاظها
=صدفة... 
و بعد عدة محاولات لايقاظها
فتحت اخيراً عينيها التي كانت لاتزال محتقنة تتطلع اليه بنظرات مشوشة غائمة.
.
غمغم بينما يضع يديه اسفل ذراعيها مساعداً اياها بالجلوس على الفراش واضعاً بيدها احدي عبوات الحليب الرائب 
=اشربي ده هيريحك.... 

اطاعته علي الفور مما جعله يشعر بالصدمة فقد كان يتوقع منها ان تجادله كعادتها لكنها جلست بهدوء ترتشف الحليب الرائب وهي تتطلع امامها بنظرات شبة غائمة مما جعل ضيق غريب يستولي عليه فهو بحياته لم يراها بهذا الضعف او الهدوء.. 

ظل يراقبها و هي ترتشف الحليب حتي انهت العبوة التي سرعان ما بدلها بأخري ممتلئة يحثها بلطف علي ارتشافها و ما ان انتهت بدلها باخري ممتلئة مما جعلها تهمس بصوت ضعيف منخفض
= كفاية مش قادرة.... 

مرر يده برفق علي وجنتها مبعداً شعرها المتناثر علي عينيها الي وراء اذنها بحنان وهو يهمس لها كما لو كان يحدث طفلة صغيرة
=معلش دي اخر واحدة.. اشربيها و خلاص... 

اومأت برأسها بضعف و عينيها شبه مغلقة و قد بدأت تتناول الحليب الرائب و ما ان انتهت مسح بحنان اعلي شفتيها باصبعه من اثر الحليب الذي عليها و هو يشعر بشعور غريب من الحماية يتعلق بها... 

ساعدها علي تناول الدواء الذي جلبه لها ثم جعلها تستلقي علي الفراش مرة اخري همس بالقرب من اذنها و القلق لا يزال يسيطر عليه
=احسن..؟! 

اومأت رأسها بصمت ثم اغلقت عينيها لتغرق علي الفور بنوم عميق.. 
بينما ظل هو بمكانه عدة لحظات يراقبها باعين متلهفة مهتمة قبل ان يزفر بقوة و يتجه نحو خازنة الملابس حتي يبدل ملابسه المبتلة... 

و ما ان انتهي استلقي علي الفراش بجانبها و عينيه مسلطة عليها شعر بالتردد عدة لحظات قبل ان يقترب منها و يجذبها برفق بين ذراعيه محتضناً اياها ممرراً يده برفق فوق ظهرها دافناً وجهه بشعرها متنفساً رائحتها بعمق قبل ان يغلق عينيه و يغرق بالنوم... 

༺༺༺༺༻༻༻༻

في الصباح....

استيقظت صدفة و شعور غريب من الراحة يسيطر عليها فلم تعد بطنها تؤلمها ولم تعد هناك نيران بها .. 
فتحت عينيها بصدمة عندما شعرت بجلد حار يلامس خدها لتصدم عندما وجدت ان رأسها مدفون بعنق راجح الذي كان يحتضنها بقوة بين ذراعيه

شعرت بكامل جسدها يهتز بعنف عندما وجدت انه كان يحيطها بجسده الضخم كما لو كان يخشي ان تختفي ليصبح جسدها ملتصق بجسده الصلب الحار مما جعل الدماء تتدفق الي خدييها... 

نزعت برفق ذراعه التي كانت تحيطها قبل ان تنهض بهدوء من جانبه و تخرج من الغرفة و تتجه الي غرفة الاستقبال التي ارتمت جالسة علي اريكتها بجسد مرتجف شاعرة بالغضب يعصف بداخلها فور تذكرها ما فعله بها و تسببه بألمها فقد ارغمها علي شرب ذلك الحساء رغم علمه انه قد يؤذيها..
نعم هى اخطأت عندما وضعت تلك الشطة بالطعام..
لكنها كانت تعلم بانهم ما ان يتناولوا ملعقة واحدة منه سوف يتركونه اي انها لم تقصد ان تأذي احد علي عكسه تماماً فهو بالتأكيد يكرهها كثيراً حتي يفعل بها هذا...
اتت صور مشوشة برأسها له وهو يساعدها بتناول شئ ما لكنها هزت رأسها مقنعة نفسها بانها تتخيل هذا فبعد خروجها من الحمام بليلة أمس ارتمت فوق الفراش تنتحب من شدة الالم و شاهدته و هو يغادر الغرفة بكل برود كما لو كان ألمها شئ لا يعنيه لتظل بعدها تبكى حتى سقطت بالنوم و الألم بمعدتها يمزقها.... 
لن تنسى له فعلته تلك ابداً طوال حياتعها... 

في وقت لاحق.... 

انتفض راجح مستيقظاً فور ان شعر بالفراش فارغاً بجانبه.. 
اخذت عينيه تدور بالغرفة بحثاً عن صدفة نهض بتعثر متجهاً نحو الحمام متوقعاً ان يجدها هناك مريضة لكنه وجده فارغاً.. 
مما جعله خرج من الغرفة الي البهو ليجد ضوء غرفة الاستقبال مفتوحاً و فور ان دلف الي الغرفة وقعت عينيه علي تلك الجالسة بهدوء علي الاريكة تنظر الى الفراغ الذى امامها بشرود.. 

اتجه نحوها مغمغماً بصوت اجش من اثر النوم جاعلاً اياه هادئاً قدر استطاعته عكس القلق الذي يشتعل بداخله
=قعدة كده ليه... انتي كويسة ؟!

اجابته صدفة بهدوء بينما تنهض علي قدميها
=الحمد لله... 

لتكمل و هي تتجاوزه في طريقها للخارج
=هروح احضرلك الفطار عقبال ما تاخد دش و تغير هدومك.... 

امسك بذراعها مديراً اياها نحوه مغمغماً بهدوء 
=لا متحضريش حاجة مش مهم هبقي افطر في الوكاله... 

حررت يدها برفق منه قائلة و هي تتجه نحو الخارج
= الفطار جاهز يدوب هحطه علي السفرة... 

ثم خرجت من الغرفة بكل هدوء
وقف راجح مكانه يتطلع الي اثرها باعين شاردة مندهشاً من انها لم تصرخ بوجهه علي ما تسبب به لها حتي انها لم تلومه فقد اكتفت ان تتعامل معه ببرود.. 

زفر بضيق فاركاً وجهه بعصبية قبل ان يتحرك و يدلف الي غرفة النوم حتي يتجهز للذهاب الي عمله.... 

بعد مرور اقل من 5 دقائق.... 

دلفت صدفة الي غرفة النوم وقفت تتطلع بقلق نحو باب الحمام حتي تطمئن ان راجح لايزال يستحم و ما ان سمعت صوت المياة الجارية بالداخل اتجهت مسرعة نحو خازنة ملابسها مخرجة حقيبة صغيرة سوداء كانت تخبئها اسفل ملابسها فتحتها و اخرجت منها عبوة صغيرة تحتوي علي ما يسمي "بودرة العفريت" و هي مسحوق ابيض اذا لمس جلد الانسان يسبب له الحكة الشديدة فقد قامت بشراءها من العطار قبل زواجها من ضمن اشياء كثيرة قامت بشراءها كنوع من السلاح لكى تحمي نفسها كما كانت تعتقد وقتها من راجح..
حيث كانت قبل زواجها لا تعلم ما ينتظرها او ما هي مقبله عليه... 

اتجهت نحو ملابس راجح التي اخرجها بوقت سابق لكي يرتديه و يذهب للعمل بها و التي كانت موضوعة بعناية فوق احدي المقاعد امسكت بقميصه الذي سيرتديه و اغرقته بتلك البودرة و ابتسامة واسعة تعلو وجهها...
لكن اختفت ابتسامتها تلك مطلقة شهقة منخفضة عندما توقف فجأة صوت المياه بالحمام لتعلم بان راجح سيكون هنا بأى لحظة لذا اسرعت بفتح درج الطاولة التي بجانب الفراش و خبئت عبوة البودرة بداخلها قبل ان تركض خارجة من الغرفة
عائدة الي المطبخ مره اخري متصنعة بانشغالها باعداد الإفطار له بكل برائة كما لو كانت لم تكن السبب في حدوث المصيبة التى ستحدث بعد قليل....

تعليقات



<>