رواية مقيد باكذيبها الفصل السابع عشر17 والثامن عشر18 بقلم هدير نور


 رواية مقيد باكذيبها الفصل السابع عشر17 والثامن عشر18 بقلم هدير نور


وضعت صدفة المفتاح بباب شقتها تفتحه و هي تسمع صوت غريب يأتى من الداخل ظنت ان راجح يشاهد التلفاز لكن فور دخولها الى بهو الشقة تجمدت خطواتها و قد تيبس جسدها فور رؤيتها للمرأة الشبه عارية الواقفة بمنتصف غرفة الاستقبال بينما امرأة اخرى ترتدى ملابس فاضحة تظهر اكثر ما تخفى من جسدها ترقصان بحركات خليعة امام بعضهم البعض علي نغمات الموسيقي التى تصدح بارجاء المكان و من حولهم تنتشر دخان السجائى و زجاجات الخمر

صرخت صدفة بصوت اهتز له ارجاء المكان و هى تكاد ان تصاب بأزمة قلبية من هول ما تراه
=راجـــــــــح....

توقفت الفتاتين عن الرقص  فور سماعهم صرختها تلك و التفوا  ينظرون اليها بدهشة يتخللها الصدمة و الارتباك...
اندفعت نحوهم صدفة تصرخ بغضب و هى تهجم على واحدة منهم
=بتعملوا ايه في بيتى يا اوسـ.ـاخ يا زبـ.ـالة.... 

لتكمل و هى تجذب شعر الفتاة التى اخذت تصرخ بألم بينما وقفت صديقتها تنظر الى ما يحدث بوجه يملئه الخوف
=هو فين.... هو فين الواطى اللي فتح البيت كبارية و دينى لأقتله و اشرب من دمه.... 

صرخت الفتاة و هى تدفع يد صدفة بعيداً عن شعرها متراجعة للخلف 
=عندك في الحمام.....روحى اتصرفى معاه احنا مالنا

وقفت صدفة عدة لحظات تتطلع اليهم بانفس محتقنة و كامل جسدها يرتجف و انفاسها تسارعت و احتدت بشدة شاعرة كأن ستار اسود من الغصب قد اعمت عينيها...التفت و اتجهت نحو الحمام الذى يتواجد به راجح و هى تتوعد له بالقتل.... 

لكنها تجمدت في مكانها عندما رأت راجح يدلف من باب الشقة الذى تركته مفتوح على مصراعيه هاتفاً بحدة فور ان رأها 
=سايبة باب الشقة مفتوح عليكى كده ليه...

لم تنتظر صدفة لسماع باقى جملته حيث كانت قد جنت و تشتت اى تعقل بداخلها بسبب خيانته لها  فلم تشعر  بنفسها الا و هى تندفع نحوه تهجم عليه تسدد له الضربات في صدره و وجهه  بكلاً من قدميها و يديها تضربه بانحاء جسده و هى تصرخ بكلمات متقطعة من شدة الانفعال و الغضب الذى كان يعصف بداخلها كالاعصار الذى يوشك بتدمير كل ما حولها غضب عاصف لو اطلقت العنان له لأحرقت الأخضر و اليابس و لن يترك خلفه سوى الدمار و الموت
=يا واطى...يا واطى بقي عمال تقولى مهلبية و زفت في الراحة و الجاية ...و اول ما اغيب عنك تلعب بديلك... و المصحف لأقتلك يا راجح و اشرب من دمك.... 

حاول راجح الامساك بها و احكام السيطرة علي جسدها الذى كان  ينتفض بقوة و هى تحاول ضربه و ايذاءه لكنه لم يستطع  السيطرهة  عليها فقد كانت اشبه بالعاصفة التى ستبتلع ما حولها من شدة الغضب... 
اخذن تضربه بقدميها ويديها حتى اسنانها قد غرزت في اعلى ذراعه بينما اظافرها الحادة مزقت جلد ساعده بقسوة

لكنه نجح اخيراً بالامساك بها حابساً اياها على صدره بينما يقيد يديها خلف ظهرها مما جعلها لا تستطيع التحرك... 

هتف بها بحده بينما يجز علي اسنانه بقسوة و قد بدأ يفقد صبره معها
=في ايه يا بت....انتى اتهبلتى 

ضربت جبهتها بصدره عدة ضربات في محاولة يائسة  منها لأيذاءه و عندما فشلت بسبب تقيده لها انفجرت باكية و قد سحقها الالم الذى كان يمزق قلبها بسبب خيانته لها همست بصوت مكتوم القهر ينبثق منه... بينما اليأس و الالم يسيطران عليها.. 
فقد كانت ترغب بالموت بهذة اللحظة على ان تتخيله مع امرأة اخرى همست بكلمات متقطعة من بين شهقات بكائها الممزقة
=بتخونى...بقى بعد ده كله..بتخونى ..

صاح بغضب جعلت عروق عنقه  تنتفض بقوه و هو يكاد يفقد السيطره علي غضبه
=اخونك ايه انتى هبلة... 

اشارت برأسها نحو غرفة الاستقبال حيث تتواجد الفتاتين 
=اومال اللى جوا دول يبقوا ايه.... 

رفع راجح رأسه عنها لأول مرة منذ ان دخل الى المنزل ينظر الي ما تشير اليه لينتبه الى فتاتين التي كانتا ترتديان ملابس عارية اشبه بملابس العاهرات...
كانتا تقفان بوجوهما الشاحبة  بمدخل غرفة الاستقبال التي كانت  يتناثر على ارضيتها زجاجات الخمر ولفائف السجائر...

زمجر بحدة و عقله لايزال لايستوعب ما يحدث
=مين دول.... و بيعملوا ايه في شقتنا... 

ليكمل موجهاً حديثه الي الفتاتين الواقفتان تشاهدان ما يحدث بوجه يرتسم عليه الخوف  و القلق
=انتى بتعملي ايه يا بت انتي و  هي هنا

هتفت صدفة  بحدة مقاطعة اياه بقسوة
=انت هتشتغلني... و هتستعبط ما انت اللي جايبهم

زمجر بقسوة و هو يخفف من حدة قبضته علي يديها
=انتى يا بت مجنونة.. ما انا لسه داخل من باب الشقة قدامك..كنت متزفت فى الشغل و لسة راجع....... 

هتفت بحدة و هي لا تستطيع تصديقه فقد كانت روحها تتلوي علي جمر الغضب و الاحتراق  
بنيران الغيرة
=شغل ايه يا ابو شغل ده على اساس ان النهاردة مش اجازتك وانك كنت هتقضي اليوم  في البيت.....
لتكمل بهستيرية ضاربة اياه بقوة في ساقه بقدمها
=كداب يا راجح... كداب و خاين و عينك زايغة

لعن راجح بقسوة و هو يشدد من قبضته حوليها مانعاً اياها من ضربه حيث لم يعد في جسده جزء لم يصيبه ضرباتها
=عليا النعمة يا صدفة لو ما اتهديتي و قفلتى بوقك اللي بيحدف دبش ده
لهعلقك من شعرك فى السقف... 

ليكمل وهو يزفر بقوة مخففاً من حدة صوته عندما رأى الدموع تتجدد في عينيها
=انا نزلت علشان توفيق كلمنى...اهل مراته مسكوا فيه و وصل الموضوع  بينهم للطلاق و روحت اصلح الدنيا بينهم علشان خاطر  عياله و مراته الحامل بس.... و بعدها جالى تليفون المورد بلغنى ان شحنة البضاعة هتوصل النهاردة الفجر بدل بكرة  فروحت الوكالة علشان استلمها و كنت هبات هناك بس البضاعة وصلت بدرى استلمتها و جيت... 

همست صدفة بتردد و هى تشير نحو الفتاتين 
=اومال دول ايه جابهم هنا.... 

اجابها بحدة و هو يطبق باصابعه فوق شفتيها يضغط عليها
=ما انتى لو قفلتى ده و هديتى دقيقة واحدة بس هنعرف بينيلوا ايه هنا... 

ثم حررها ببطئ من قبضته قبل ان يتجه نحو الفتاتين بينما عينين صدفة مسلطة عليه بتركيز تراقب كل حركة منه
=مين اللى جابك يا بت انتى و هى هنا و دخلتوا ازاى..؟! 

اقتربت الفتاتين من بعضهم البعض بخوف قبل ان تغمغم احدهما
=و الله يا باشا احنا ما لينا دعوة...هو اللى جابنا لهنا...... 

قاطعها راجح بحدة مما جعلها تقفز بمكانها
=هو مين...؟! 

هزت الفتاة الاخرى رأسها قائلة بارتباك
=منعرفش اسمه هو جه البيت اللي شغالين فيه و اختارنا و مشينا معاه...... 

لتكمل سريعاً وهى تشير نحو الحمام المخصص للضيوف
=هو... هو في الحمام ده بقاله يجى ربع ساعة مش عارفة بينيل اي كل ده... 

اتجه نظر راجح نحو الحمام و ما ان هم بالتحرك نحوه سمع صوت صفير و غناء ينبعث منه ثم لم تمر لحظات و رأى شقيقه مروان يخرج من الحمام و هو عارى الصدر  لا يرتدى سوا شورت قصير هاتفاً بصوت مرتفع هو مبتسم غافلاً عما يحدث من حوله
=جتلكوا اخيراً يا حلويـ........ 

لكنه ابتلع باقي جملته فور رؤيته لراجح و صدفة يقفان امامه همس بصوت منخفض و قد جفت الدماء بعروقه
=نهار اسود..و منيل.... 

هتف راجح بقسوة و شراسة جعلت مروان ينتفض في مكانه من شدة الخوف
=بقي انت يا زبـ.ـالة اللي عمل كل ده... 

بينما  اطلقت صدفة صرخه صادمة فور ان رأت عرى مروان الذي كان لا يرتدي سوا شورت قصير للغاية خبئت وجهها بين يديها ليسرع راجح بجذبها نحوه و دفن وجهها بصدره مزمجراً بشراسة  و عينيه تلتمع بوحشية قاتلة و الغضب يغلى بعروقه كالحمم الثائرة
=و حياة امك لهربيك يا مروان شاقطلى بنات و جاى تنجـ.س شقتى بوساختك...

ليكمل من بين اسنانه بقسوة و هو يشير نحو الملابس الملقاه على الارض بأهمال بينما يده تتشدد حول صدفة التى كان لايزال يدفن وجهها بصدره يحجب رؤيتها عن مشهد شقيقه الشبه عارى... 
=ألبس هدومك يا حيـ.ـوان..هتفضلى واقفلى عريان كده.... 

انحنى مروان ملتقطاً ملابسه و ارتداها سريعاً و هو يلقى بين كل حين نظرة مضطربة ممتلئة بالخوف على راجح الذى كان اشبه بالبركان الثاثر
=براحة يا راجح محصلش حاجة لكل ده....... 

قاطعه راجح صائحاً بغضب اهتز له اركان المكان
=معملتش حاجة.... جايب بنات شقتى تعمل فيها وساختك...و تقولى محصلش حاجة ياخى لو مخوفتش من الناس و امك و ابوك اللي تحتك خاف من ربنا..... 

همهم مروان بارتباك و هو يرتدى قميصه 
=خلاص يا راجح بقي...انت هتدينى درس في الدين 

ليكمل باستخفاف و هو يعدل من ملابسه محاولاً تهدئت الامر مع شقيقه حتى يهدئ
=بعدين انا ملحقتش انيل حاجة مبقاليش ربع ساعه هنا... انا قولت بما ان مراتك هتبات برا.. و انت هتبات في المخزن قولت استغل يعنى الشقة...

قاطعه راجح بشراسة و هو يكاد يفقد اعصابه من شدة الغضب
=تستغل شقتى في الحرام...و تنجسها بوساختك.... جبت منين اصلاً يالا مفتاح الشقة...

اجابه مروان بتردد و هو يدلك مؤخرة عنقه 
=كان... كان معايا من زمان... 

ضيق راجح عينيه عليه باهتمام مغمغما بعدم فهم
=معاك من زمان ازاى و بيعمل ايه...؟ 

ليكمل صائحاً بصدمة فور ان رأي وجه شقيقه يرتسم عليه الارتباك و الخوف بشكل واضح
=كنت بتعمل على طول وساختك دى في شقتى... 

هتف مروان برعب و خوف و هو يتراجع الي الخلف بعيداً فور ان رأي راجح يدفع صدفة بعيداً  عنه منطلقاً نحوه و علامات الشر مرتسمة علي وجهه و جسده يوحى بكم الغضب الذى يثور بداخله بينما عيناه كانت مشتعلة بالنيران تثير رعب بمن يراها
=و الله كان من زمان و كنت انت لسه مفرشتش الشقة.....

لكن راجح لم يدعه يكمل جملته حيث اندفع نحوه يسدد له لكمة قويه اصابت وجهه كادت ان تطيح برأسه.. 
سقط مروان ارضاً ليقبع راجح فوقه ضارباً اياه عدة لكمات و هو يسبه و يلعنه بشراسة... 

مما جعل صدفة  تندفع نحو راجح كمسكة بذراعه تحاول جذبه بعيداً عن شقيقه قبل ان يقتله لكنه دفعها بحدة بعيداً في ثورة غضبه مما جعلها تسقط و ترتطم بالارض بقوة مما جعلها تصرخ متألمة افاق راجح  من ثورة غضبه فور سماعه صرختها تلك..

ترك شقيقه في الحال و انطلق بلهفة نحو زوجته الملقيه على الارض غمغم بقلق بينما يرفعها من ذراعها بلطف
=حصلك حاجة..؟! 

اشارت الى رأسها هامسة بألم الى مؤخرة رأسها
=راسى..... 
فحص راجح رأسها لكنه لم يجد به اى اصابة فركه بلطف محاولاً تحفيف ألمها قبل ان يرفعها  معه على قدميها مقبلاً بحنان رأسها و هو يلعن شقيقه و غضبه الذى اعماه وجعله يؤذيها طبع قبلة حنونة على جبينها 
=معلش... مخدتش بالى... حاسة باى حاجة بتوجعك

هزت صدفة رأسها نافية بينما 
جلس مروان على الارض بعينين متسعة بالدهشة و الصدمة بينما يشاهد هذا المشهد امامه فشقيقه لم يكن عاطفياً بالمرة..
فطوال حياته كان ذو شخصية منغلقة لا يظهر عواطفه امام احد حتى مع والدتهم كان يتقبل حنانها عليه بابتسامة قصيرة مربتاً على ظهرها بلطف... 
لكن ما يراه الان شئ لم يراه من قبل فرؤيته له و هو يحيط زوجته بذراعيه كما لو كنت اغلى شئ بحياته محاولاً الاطمئنان عليها بينما القلق يظهر عليه بوضوح لمجرد انه اوقعها ارضاً فقط..
ليعلم ان شقيقه كان غارقاً بالحب من اعلى رأسه الى اطراف قدميه و يظهر حبه هذا امام الحميع دون تحفظ.. غمغم بمكر   
=يا سيدى يا سيدى يعنى عمال تطمن عليها علشان وقعتها بس... 

ليكمل و هو يفرك وجهه من لكمة راجح التى تركت اثراً على فكه
=طيب مش هاتيجى تطمن علي وشى هو كمان اللى ورم من ايدك المرزبه.... 

هتف به راجح و هو يشير له باصبعه بتحذير
=انت تخرس خالص يالا مسمعش صوتك بدل ما اقسم بالله اجي افتحلك نفوخك و ساعتها هتـ

قاطع حديثه الهتاف الحاد لعابد الذى دلف من باب الشقة المفتوح علي مصراعيه
=في ايه...صوت الزعيق ده و الرزع و الخبط ده....قلقتوا منامنا... 

ليكمل فور ان رأي الفتاتين اللتان لا تزالان تقفان بباب غرفة الاستقبال تتابعان ما يحدث بقلق 
=هلا هلا.... ايوه كدة بانت الرؤية.... 

التف الي راجح و هو غافل عن مروان الجالس على الارض قائلاً بسخرية
=ايه مراتك قفشنتك بتلعب بديلك... 

ليكمل و هو يلتف نحو صدفة قائلاً بسخرية و هو ينظر اليها باعين تلتمع بالشماتة
=مش قولتلك ان ديل الكلب عمره ما يتعدل... ده بيجرى في دمه.... اللى فيه طبع عمره ما هيبطله... 

غمغم بحدة موحهاً حديثه الى  راجح يتطلع اليه باعين تلتمع بالقسوة
=ايه خلصت من تنجيس الوكالة و قررت تنجس البيت كمان...... 

قاطعه راجح بشراسة بينما كامل جسده يشتعل بالغضب و قد اصبح على حافة ان يفقد السيطرة على اعصابه مشيراً الى مروان الذى لا يزال جالس على الارض
=بقولك ايه... يا حاج عابد عندك المحروس ابنك قوله هو المحاضرة بتاعتك دى و بلاش كلام يحرق الدم...

انتقلت عينين عابد الى ما يشير اليه و هو يغمغم بارتباك
=ابنى... ابنى مين... 
ليشحب وجهه فور ان وقعت عينيه على مروان الذى كان لايزال جالساً يخفض وجهه  متفادياً النظر الى والده خوفاً منه... 
هز عابد رأسه بقوة صائحاً بشراسة و هو يلتف الى راجح و قد احمرت عينيه من شدة الغضب و الانفعال.
=لا بقولك ايه... انت هتلبس الواد بلوتك.. انا ابنى ميعملش كدة.... 

ليكمل بقسوة و هو يشير بعصاه نحو راجح  
=انت بتعمل الليلة دى و بتلبس مروان الليلة علشان تقنع المحروسة مراتك انك مالكش دعوة بالليلة لكن على جثتى... فاهم

قاطعته صدفة بحدة فور ان شعرت بجسد راجح الواقف بجانبها يتصلب بقسوة من شدة الغضب
=لا بقولك. ايه انت.. انا جوزى مش محتاج يلبس حد حاجة و لا يقنعنى بحاجة..... 

لتكمل بصرامة و هى تضع يدها فوق صدر راجح 
= الحمد لله  انا بثق في جوزى... و عمرى ما اشك فيه... 

رفع راجح حاجبه بدهشة فور سماعه كلماتها تلك و هو يتذكر هجومها عليه منذ قليل وضربه و نعت اياه بالخائن.. 

احمر وجهها بسبب نظرته تلك هزت رأسها له ضاغطة على طرف شفتيها و هى تغمز بعينها له كما لو تخبره ان يمرر الامر الان .. 

هتف عابد بشراسة و غضب
=برضو كداب مروان ابنى لا يمكن يعمل كده.... 

هتفت صدفة بعصبية و هي تلتف اليه و قد نفذ صبرها و اثار غضبها طريقته في التحدث عن زوجها بتلك الطريقة كما لو انه يتعمد التقليل من شأنه اندفعت نحوه واقفة امامه مباشرة
=مروان ابنى... مروان ابنى في ايه ياخويا هو مروان ابنك و راجح ابن الجيران ما هو ابنك برضو..... 

=
امسك راجح بذراعها جاذباً اياها للخلف مغمغماً بصوت ممزق لأول مره تسمعه منه
=تعالى يا صدفة... و سبيه يقول اللى هو عايزه

استدارت اليه لتشعر بقبضة حادة تعتصر قلبها فور رؤيتها للألم المرتسم بعينيه بينما يضغط على فكيه بقوة كما لو كان يحاول كتم غضبه و نظراته مسلطة على عابد الذى كان يتطلع اليهم هو الاخر باعين تلتمع بالاستياء و الحقد بينما وجهه اسود من شدة الغضب ينفث انفاسه المحتقنه كما لو كان ثور هائج ... 

اقتربت صدفة من راجح تحيط ذراعه بيديها تضغط عليه برفق  تدعمه كما لو كانت تخبره انها بجانبه و قد ألمها رؤيته بحالته تلك... 

بينما نهض مروان مقترباً من الده قائلاً بتردد
=راجح مالوش دعوة يابا... البنات دى تبعى...  
ليكمل بصوت مرتجف عندما استدار اليه والده يلقيه بنظرات مشتعلة
=راجح مكنش هنا اصلاً.... انا كنت.... 
قاطعه عابد مزمجراً بقسوة و هو يمسك بياقة قميصه يدفعه نحو باب الشقة
=مسمعش نفسك... و قدامى على تحت 

اتجه هو و مروان نحو الباب يدفعه امامه لكن اوقفه الصوت الصارم لراجح وهو يشير نحو الفتاتين 
=متنساش تاخد البنات معاك ياحاج عابد... 

ليكمل بسخرية لاذعة و هو ينظر الي عين عابد بقسوة
= بس ابقى شوف هتقدر تخرجهم من البيت ازاى من غير ما حد من الجيران يشوفهم و نتفضح.. و متنساش تبفى تعرف تعرف دم مين بيجرى في عروق مروان و خلاه يعمل كده..... 

زجره عابد بقسوة و غل و هو يدرك انه يعيد عليه كلماته السابقة  اشار بيده الي الفتاتين صائحاً بشراسة
=قدامى يا بت انتى و هى قدامى... 

ركضت الفتاتين نحو الباب فور سماعهم امره هذا ليتبعهم مروان و عابد الذى اغلق خلفه باب الشقة بقوة اهتزت له ارجاء المكان.... 

   ༺༺༺༺༻༻༻༻

فور مغادرتهم احتضنت صدفة راجح محيطة خصره بذراعيها تضمه اليه بقوة تفرك ظهره بيديها بحنان محاولة امتصاص ألمه رفعت وجهها اليه تنظر الى عينيها المنكوب هامسة بالسؤال الذى كان يشغل عقلها دائماً
=هو ليه على طول  بيتعامل معاك كده ..؟! 

توتر جسد راجح بينما شحب وجهه فور سماعه سؤالها هذا ظلت عينيه مسلطة بعينيها يشعر بالعجز و هو لا يعلم بما يجيبها... فكيف له ان يخبرها بانه يتعامل معه بهذا الاسلوب القاسى لأنه ليس ولده و ان والده الحقيقي ليس الا مغتصب.. قد اغتصب فتاة ضعيفة تعمل لديه و كان هو نتاج هذا الاغتصاب...

تنحنح مبعداً اياها عنه قائلاً بحدة مصطنعة حتى يشتتها عن سؤالها
=ابعدى عنى و متتكلميش معايا يا صدفة ...

ليكمل وهو يشير نحو ساعده المخدوش بسبب اظافرها
=و لا فكرك هنسى اللى عملتيه فيا... 

احمر وجهها بشدة شاعرة بالخجل من هجومها عليه و اتهامها اياه بالخيانة حاولت الامساك بيده لكنه  تراجع للخلف بعيداً عنها و اتجه نحو غرفة النوم تاركاً اياها واقفة بمفردها تتطلع الي اثره بسخط و غضب من نفسها

بعد عدة دقائق..

دلفت الي الغـرفـة لتجد راجح مستلقي علي الفراش بعد ان بظل ملابسه يلعب بهاتفه اتجهت نحو خازنة ملابسها واخرجت احدى عباءات النوم ذات التفصيلة المحكمة علي جسدها ثم دلفت الي الحمام استحمت و ارتدت ملابسها ثم خرجت تتهادى الي الخارج تنظر باعين تلتمع الى ذلك الذى لا يزال مستلقي على الفراش يقلب بهاتفه همهمت باسمه بدلال ليرفع عينيه اليها اخذ يمرر نظره على جسدها من الاعلى لاسفل بنظرات باردة قبل ان يخفض عينه الى الهاتف مرة اخرى... 

شعرت صدفة بالاحباط من ردة فعله تلك صعدت الى الفراش تجلس جانبه مقتربة منه وهى تهمس بدلال
=رجوحتى....

لتكمل واضعة يدها فوق صدره تدلكه ببطئ متحسسه جلده العارى بينما تقرب شفتيها من اذنه هامسة بصوت اجش مغرى
=قلب مهلبيته من جوا...... 

تسارعت دقات قلب راجح بجنون فور سماعه كلماتها تلك بينما اشتعل جسده تأثراً بحركة يدها التى كانت تفرك صدره العارى... 
لكنه تمالك نفسه و ازاح يدها من فوق صدره هاتفاً بحده 
=توكلى على الله و روحى نامى... 

اقتربت منه مرة اخر تلصق جسدها بجسده تحيطه بذراعها بينما تدفن رأسها بعنقه تقبله بحنان و هى تهمس له بشغف من بين قبلاتها
=خلاص بقي يا روحى مكنتش اقصد... انا شوفت البنات اتجننت.. 

لتكمل و هى مستمرة بتقبيل عنقه 
=بغير عليك... غصب عنى... 

جز راجح على اسنانه مقاوماً بصعوبة رغبته في دفعها على الفراش و امتلاكها ابتعد عنها و هو يتنفس بقوة كما لو كان يركض بسابق هاتفاً بها
=متحاوليش.....

ليكمل بسخرية و هو يمسك بين اصبعيه بصدر عبائتها يلوح به 
=بعدين هو انتى  لما تحبي تصالحينى وتضحكى عليا تلبسى الشوال اللى انتى لابساه ده..... 

احتقن وجه صدفة بالغضب هاتفة بحده وقد اصبح صوتها غليظ منفعل حيث نفذ صبرها معه
=جرى ايه بقى...عماله اراضى فيك و ادلع فيك و انت معندكش دم... ما تتصالح بقى يا عم و خلصنى بعدين مالها العباية مش عجباك في ايه... 

تراجع رأس راجح للخلف بصدمة فور سماعه كلماتها تلك هو لا يصدق التحويل الذى حدث لها فمنذ لحظات كانت انثي شديدة الدلال
وضع يده علي مؤخرة رأسها يدفعها الي الامام  برفق قائلاً بسخرية
=ايه يا عبده موته.. مالك في ايه.... في ثانية قلبتى ما كنت حلوة و عماله تتدلعى.... 

دفعت صدفة يده بعيداً عن رأسها تزجره بنظرة مشتعلة زفرت بحدة و غضب ثم اخذت تهدئ غضبها محاولة تذكير نفسها انها ترغب بان تجعله يسامحها...و ليس اغصابه مرة اخرى

عادت الى حالتها الاولى من الرقة و الغنج اقتربت منه تقبل خده و هى تهمس بصوت رقيق يملئه الدلال يخالف تماماً صوتها السابق
=علشان خاطرى بقي.... خلاص

لينفجر راجح في الضحك بصوت مرتفع فور ان سمع تحولها هذا غمغم من بين ضحكاته
=عليا النعمة انتى بت مخك طاقق.... 

ضربته بصدره و هى تهتف بحده
=تصدق انك بارد ومعندكش دم فعلاً و انا غلطانة انى بعبرك اصلاً...... 

قاطعها راجح بصرامة و هو يزجرها بقسوة
=بت لمى لسانك... و صوتك ميعلاش... 

هتفت بحدة و هى  تشير الى بداية علاقتهم 
=اهاااا... رجعنا تانى لصوتك..صوتك.. اللى كنت مسكهالى زمان.... 

لتكمل هاتفة بصوت مرتفع للغاية و هى تحاول استفزازه اكثر
=طيب اهو... يا راجح ورينى هتعمل ايه.... 

قطعت جملتها مطلقه صرخه مرتعبه عندما قبض علي ذراعها و جذبها نحوه لتسقط فوق صدره و يصبح وجهه لا يبعد عن وجهها سوا بوصات قليلة قرب شفتيه من شفتيها مما اشعل الترقب بجسدها الذى اشتاق اليه لكن  توقفت شفتيه التى كانت قريبة من شفتيها الى حد التلامس و 
لمفاجأتها رأته يبتسم ابتسامة واسعة وهو يغمغم بنبرة ذات معنى 
=بتعملى كده علشان اعاقبك زى زمان مش كده....

التقط شفتها السفلية بين اسنانه يضغط عليها برفق لعدة لحظات قبل ان يطلق سراحها و هو يكمل 
=لئيمة يا مهلبية.... 

احمر وجهها بشدة من اكتشافه امرها مما جعلها تحاول النهوض من فوقه بسخط لكنه شدد من ذراعيه حولها رافضاً تركها تذهب
=عايزانى اسامحك..... 

زفرت بحدة قبل ان تهز رأسها بقوة مرر يده فوق وجهها يبعد شعرها المتناثر عن عينيها و هو يكمل بمكر 
=يبقي تقومى دلوقتى زى الشاطرة تعمليلى حلة محشى و تلبسى قميص نوم حلو......

هتفت بحدة و هى تزجره بعينيها المشتعلة بلهيب الغضب
=نعم يا خويا....محشى الساعة 3 بليل... 

لتكمل بغضب و هى تدفع بعيداً ذراعيه التى كانت تحيط خصرها و تنهض من فوقه
=مش عاملة حاجة و براحتك متتصالحش... 

ثم استلقت علي جانبها من الفراش توليه ظهرها بغضب بينما ظل هو مستلقي مكانه عينيه مسلطة عليها بخيبة امل بها لكن لم تمر لحظات حتى زفرت بحنق و استسلام مستديرة اليه قائلة بحدة
=عايز تاكل ايه مع المحشي.... 

ضيق راجح عينيه عليها قائلاً بهدوء 
=هتعمليه..؟! 

اومأت قائلة بينما تجلس
=هعمله طبعاً...مقدرش اسيبك زعلان مني...

احاط خصرها بذراعه جاذباً اياها نحوه يضمها اليه بقوة دافناً وجهه بشعرها مقبلاً رأسها بحنان
=مش عايز حاجة يا حبيبتى...

رفعت رأسها تنظر اليه مغمغة بعدم فهم 
=ليه...مش انت جعان و الله هعمله على طول انت زعلت انى قولت لا و الله ما كنت اقصد انا....

قاطعها راجح طابعاً قبلة رقيقة على شفتيها
=مش زعلان.. بعدين انا مش جعان للمحشى..انا جعان للمهلبية... 

ضحكت بصوت مغرى رنان جعل قلب راجح يهتز داخل صدره قبل جانب شفتيها بحنان قبل ان يضم جسدها الى جسده اكثر بينما رفعت هى يده  و اخذت تقبل الخدوش التى اخلفتها اظافرها بوقت غضبها و هى تهمس معتذرة له 
=حقك عليا يا حبيبى... 
غمغم راجح بلوم و هو يغرز اصابعه بجانب رأسها متنعماً بنعومة شعرها بين اصابعه
=تقومى تهجمى عليا و تعملى اللي عملتيه ده..... 

احاطت خده بيدها تتحسسه برفق و هى تهمس
=غصب عنى...انت لو مكانى كنت هتعمل ايه... 

اجابها على الفور بتبرة يتخللها القسوة بينما عينيه تلتمع بشراسة 
=كنت دبحتك..... 

سرت رجفة من الخوف بجسد صدفة فور ان رأت القسوة و الشراسة التى تلتمع بعينيه فقد كانت تعلم انه شديد الغيرة لكن ليس الى هذا الحد ابتسمت محاولة تمرير الامر 
=اقوم اعملك...المحشى..و اغير هدومى و ألبس قميص النوم الاحمر...... 

لانت تعبير وجهه و هو ينحنى فوقها قائلاً بصوت اجش و الاثارة تلتمع بعينيه
=قولتلك هاكل مهلبية....بعدين مالوش لزوم القميص كده كده هتقلعيه

شهقت صدفة عندما رأت الرغبة التى اظلمت بها عينيه لكنه كتم شهقتها تلك بشفتيه حيث ضمها اليه اكثر بينما يستحوذ بالكامل علي شفتيها مقبلاً اياها بشغف مما جعل الحرارة تنتشر داخل عروقه سريعاً قبل ان يغيبا سوياً الى عالمهم الخاص... 

   ༺༺༺༺༻༻༻༻
     
     

بعد مرور يومين... 

كانت هاجر جالسة بغرفتها عندما اخذ  هاتفها بالرنين توترت فور ان رأت اسم توفيق التي كانت تسجله باحدي اسماء اصدقائها حتي لا ينكشف امرها اذا رأه احد... 

نهضت مسرعة لكى تغلق باب غرفتها بالمفتاح قبل ان تذهب الي اقصى الغرفة وتجيبه حتى لا تسمعها والدتها الجالسة بالخارج.. 
=الو ايوة يا حبيبى... 

اسرع توفيق بالقول دون مقدمات
=هاجر انا واقع في مصيبة... عليا لواحد ٧ الاف و لازم ادفعهم بكره و الا هايجيلى الاچنص و يكسره فوق دماغى..... 

شهقت هاجر قائلة بهلع 
=يا خبر.. طيب و هتعمل ايه.... 

اجابها توفيق بمكره المعتاد 
=انا ماليش غيرك... علشان كده جيتلك تشوفيلى اي مبلغ معاكى انا معايا ٣الاف و ناقص ٤ الاف.... 

غمغمت هاجر بارتباك 
=بس انا هجيبلك المبلغ الكبير ده منين يا توفيق انا معيش غير ٥٠٠ج باقي مصروف الشهر.... 

قاطعها توفيق على الفور
=اتصرفى يا هاجر شوفي اي طريقة.... 

صمتت هاجر تفكر بحل لمشكلتها تلك فوالدتها لم تعد تضع فلوس بصندوق الخازنة و والدها لا يمكنها حتى الاقتراب من حافظة امواله انخفضت عينيها الى  الخاتم الذي بيدها لتسرع قائلة
=حلاص هبيع الخاتم بتاعى هيجيب ممكن الفين جنيه...كده هيبقي ٢٥٠٠ج

قاطعها توفيق بحده
=مش كفاية يا هاجر انا محتاج ٤ الاف و مفيش غيرك قدامى راجح اخوكى بسبب حوار مراته و هو  مبقاش يتكلم معايا زى الاول.... 

قاطعته هاجر بحدة و الغيرة تنهش صدرها 
=موضوع مراته ايه... اوعى تكون عاكستها..... 

اجابها بارتباك و حدة
=اعاكس مين... انتى عايزة اخوكى يقتلنى ده مبيستحملش كلمة عليها... 

همهمت هاجر بالموافقة 
=فعلاً مبيطقش حد يقرب منها او يتكلم معاها نص كلمة حتى ماما.. ده غير غيرته عليها بيتجنن كده لو فى راجل غريب اتكلم معاها...
ثم بدأت تخبره بما فعله مع مدحت ابن خالتها لتنهى كلامها ضاحكة
=ده انا ساعات بحس انه بيغير مننا احنا شخصياً عليها 

همهم. توفيق بصوت منخفض محدثاً نفسه و عينيه تلتمع بالشهوة فور تخيله لصورة صدفة امامه 
=حقه...حقه ده معاه بطل ابطال العالم.. 

هتفت هاجر بحدة
=بتقول ايه... 

اجابها قائلاً سريعاً بارتباك و توتر 
==ابداً ده انا بفكر هنيل ايه في مصيبتى بتاعت بكرة دى... شكلى هقضي اليومين الجايين في الستشفي من اللى هيحصلى بكرة

تنهدت هاجر قائلة باستسلام و عجز
=طيب يا توفيق هحاول اتصرف....

لتكمل بقلق عندما سمعت صوت جرس الباب بالخارج
=طيب اقفل دلوقتي علشان بابا شكله جه... هتصرف في الفلوس و هقابلك بكرة  بعد درس الكيميا.... 

ثم اغلقت معه و فتحت الباب و خرجت لاستقبال والدها كعادتها... 

   ༺༺༺༺༻༻༻༻

دلف راجح الى المنزل و هو يحمل بين يديه عده حقائب ليجد صدفة تركض من غرفة النوم الى البهو لكى تستقبله كعادتها و على وجهها ترتسم اجمل ابتسامة قد رأها بحياته اقتربته منه محاولة احتضانه لكنه تراجع الى الخلف بعيداً قائلاً بصرامة 
=اغسل ايدى و وشي و اغير هدومى بعدين احضنى زى ما انتى عايزة....

زفرت صدفة بحنق فهذه كانت عادته منذ ان اصابوا بالكورونا لا يدعها تلمسه الا بعد ان يغسل يديه  و وجهه و يقوم بتبديل ملابسه...

ليكمل و هو  يعطيها الحقائب التى بيده ما عدا واحدة صغيرة ظل محتفظ بها
=انا جايب لنا اكل... ظبطلنا الاكل في اوضة الانترية عقبال ما اغير هدومى... 

اومأت برأسها بينما تأخذ الحقائب الى المطبخ حتى تفرغ الطعام بالاطباق... 
ثم اخذتها الى غرفة الاستقبال و وضعتها على الطاولة هناك حتى يستطيعوا مشاهدة التلفاز اثناء تناولهم للطعام... 

كانت واقفة تقلب بقنوات التلفاز حتى تجد شئ يشاهدوه سوياً عندما شعرت بذراعي  راجح تلتف حول خصرها من الخلف يضمها اليها ليصبح ظهرها ملتصق بصدره الصلب العريض همس بجانب اذنها و هو يقبل عنقها
=نحضن....بقي براحتنا... 

استدارت بين ذراعيه تلقي بذراعيها حول خصره تضمه اليها بقوة ظلوا على وضعهم هذا عدة لحظات قبل ان يتركها و يجذبها معه ليجلسوا علي الارض حتي يتناولوا طعامهم و يتحدثون سوياً عن ما حدث بيومهم... 

بوقت لاحق كانوا جالسين علي الاريكة بجانب بعضهم البعض  يشاهدون احدي المسلسلات العربية القديمة عندما اعطاها راجح الحقيبة  الصغيرة التي كان اتى بها من الخارج....
همست بارتباك و هي تنظر الي الحقيبة
=ايه ده...؟! 

ابتسم لها قائلاً بهدوء 
=افتحيها و هتعرفي.. 

فتحت صدفة الحقيبة لتجد بداخلها صندوق مرسوم عليه صورة هاتف حديث
=ايه ده يا راجح تليفون...ده ليا..؟!! 

اومأ برأسه و هو يأخذ منها الصندوق يفتحه و يخرج منه الهاتف ذات الشاشة الكببرة
=طبعاً ليكى انا كنت ملاحظ ان التليفون بتاعك قديم بس كنت مستنى اقبض..و اول ما قبضت روحت جبتلك واحد حلو...

ليكمل وهو يناولها الهاتف 
=امسكى افتحيه و شغليه يلا

اخذته صدفة منه و هى تشعر بالبرودة و الارتباك فهى لن تستطع التعامل مع هذا الهاتف فقد كانت لا تستطيع القراءة او الكتابة لذا كانت تحتفظ بهاتفها القديم ذو الازرار الذى كانت تجعل ام محمد تضع بجانب كل اسم وردة او شئ من تلك الرسومات حتى تعرف منها اسم المتصل بها... 

لكن مع هذا الهاتف الحديث كيف ستتعامل خاصة و راجح لا يعلم عن جهلها شئ.. 

اعطته له قائلة بارتباك و انفعال
=بس انا مش عايزة تليفون..  انا بتاعى حلو... 

تغضن وجه راجح قائلاً بحدة
=مش عايزة ايه.. انا جايبه ليكي يا صدفة... بعدين علشان تعرفى تفتحي نت و تسلي نفسك و انا مش هنا....

ليكمل وهو يشير نحو الهاتف
=يلا افتحي خالينا نعمل حساب فيس بوك ليكي.. اكتبى على جوجل بلاى .... 

قاطعته صدفة سريعاً كاذبة و قد اصابها الهلع فور سماعها كلماته تلك  فهي لن تستطع الكتابة و سوف يكتشف جهلها 
=لا ما انا عندى حساب على الفيس و كل حاجة انا اصلاً كان معايا تليفون زى ده بس اتكسر منى و معرفتش اجيب غيره وقتها... 

لتكمل  سريعاً و هى تضع الهاتف جانباً ناهضة على عقبيها ملقية ذراعيها حول عنقه تحتضنه بقوة
=ربنا يخاليك ليا يا حبيبي.....

ضمها راجح اليه قائلاً بحنان و هو يدلك ظهرها برفق
=و يخاليكي ليا يا حبيبتي... ربنا يقدرني و اجيبلك كل اللي نفسك فيه.. 

ليكمل وهو يقبل جانب عنقها 
=ليكى منى كل اول شهر مصروف ليكي... معلش انا عارف انى المفروض كنت اعمل كده من اول جوازنا بس انا كنت مزنوق و الفلوس كانت مأصره معايا.. بس الشهر ده ربنا فرجها الحمد لله... 

ابتعدت عنه قليلاً حتي تستطيع النظر اليه مقاطعه اياه
=بس انا مش عايزة مصروف يا راجح انا لما بحتاج اي حاجة انت بتجبهالي على طول... 

قاطعها راجح بصرامة و هو يزيح شعرها الي خلف اذنها بحنان يعاكس حدية صوته
= لا برضو مصروفك هيبقي معاكى...نفسك في حاجة... عايزة تجيبي حاجة ....تجبيها على طول  و مش عايز كلام كتير انا قولت اللى عندى.. و خلصنا

ليكمل و هو يجعلها تستلقي على الاريكة ثم استلقي بجانبها
=عايز انام في حضنك.... 

انهى جملته تلك واضعاً رأسه على صدرها ثم احاط خصرها بذراعه ليصبح كالطفل الذى يستلقي بحضن والدته..
ابتسمت صدفة احاطت رأسه بيدها دافنه اصابعها بشعره تدلك رأسه بلطف و حنان مقبله اعلى جبينه بينما تشدد من احتضانها له شاعرة بانها تملك الدنيا و ما فيها و قد عوضها الله اخيراً بهذا الزوج الحنون... 

   ༺༺༺༺༻༻༻༻

في اليوم التالى... 

صعدت هاجر الي شقة راجح فور ان رأت صدفة تغادر المنزل و تذهب للتسوق.. 
كانت جالسة على الفراش تبحث بالمكان الذى اعتاد راجح بوضع ماله به اخذت كل المال و جلست علي الفراش تعده لتجده الف خمسمائة جنيه كما تريد تماماً.... 

اتصلت بتوفيق على الفور  لكى تخبره ان المال معها 
=ايوه يا توفيق..ايوه يا حبيبى انا جمعتلك الملبغ انا هنزل دلوقتي اعمل نفسي راحة درس الفيزيا و هقابلك في الشارع اللى ورا السنتر...

لتكمل بحدة عندما اخبرها انه لا يستطيع ترك الاچنص بمفرده حيث العامل الذى يعمل لديه لم يأت للعمل اليوم
=يا توفيق اقفل الاچنص ساعة.. و ابقي ارجع افتحه تانى انا لو مقابلتكش النهاردة مش هعرف اشوفك بكره معنديش دروس...تمام... تمام انا نازله اهو

انهت المكالمة و نهصت مسرعة لكى تذهب لكن ما ان استدارت  تجمدت في مكانها و قد بردت الدماء بعروقها ما ان رأت تلك الواقفة بمدخل الغرفة تشاهد ما تفعله باعين متسعة بالصدمة...

فقد نست صدفة حافظة اموالها و عادت الي المنزل مرة  اخرى حتى تحضرها لتتفاجأ بالذي تراه امامها 
اقتربت منها صدفة هاتفة بصوت يملئه الغضب
=بتسرقي فلوس اخوكي و شقاه علشان تديه لتوفيق الكلـ.ـب

لتكمل و هى تندفع نحوها و كامل جسدها ينتفض غضباً
=بتحبيلي في توفيق و ماشيه معاه...

همست هاجر بارتجاف و خوف 
=لا... والله... يا صدفة انتي فاهمة غلط...

هتفت بها صدفة بقسوة و عينيها تنطلق منها شرارات الغضب
=فاهمة غلط ايه ما سمعت كل حاجة  يخربيتك ده اكبر منك اقل حاجة بـ ١٨سنه ده غير انه متجوز و مخلف اتنين و  مراته حامل في التالت....بيضحك عليكي و بيستغلك

هتفت بها هاجر بشراسة و قسوة  فور سماعها كلماتها تلك و قد اختفي خوفها
=لا هيطلقها... هو قالي انه بيحبني... 

لتكمل و هى تزجر صدفة بقسوة و حدة
=بعدين انتي مالك اصلاً احبه محبوش انتي مالك.... 

هزت صدفة رأسها قائلة بموافقة
=صح عندك حق تحبيه متحبوش ميخصنيش..... 

لتكمل بحدة و قسوة و هي تختطف منها المال الذي لا يزال بيدها
=بس سرقتك لجوزي..و سرقتك لأمك اللي اتهمتني اكتر من مرة انى سرقت فلوسها... و كنت هلبس برضو الفلوس اللي سرقتيها دلوقتي ده بقي  يخصني... علشان كده هنزل لأمك دلوقتي و هعرفها كل حاجة

ضحكت هاجر قائلة ببرود و هي تهز كتفيها
=ماما عمرها ما هتصدقك

اومأت صدفة برأسها قائلة بهدوء
=عندك حق برضو في دي يبقي مش هتتحركي من هنا و  هتصل براجح يجي  يعرف انتي كنت بتعملي ايه هنا و احنا مش موجودين و جبتي مفتاح شقتنا منين و كنت بتعملى ايه بفلوسه اللي في الدرج و يبقي يعرف هو بطريقته بتسرقيهم وتوديهم لمين.... 

شحب وجه هاجر و قد دب الرعب بأوصالها تعلم ان شقيقها سيصدق زوجته واذا علم بأمر توفيق سيقوم بقتلها..
اندفعت راكضه نحو صدفة تمسك بيدها تتوسل بصوت مختنق
=لا و نبي يا صدفة.... بلاش راجح

دفعت صدفة يدها بعيداً قائلة بحدة و هي تستدير لكي تأتى بهاتفها الذي كانت تركته علي الشاحن بالخارج
=اوعي ده انا شوفت الذل بسببك شككتي جوزى فيا و بقيت اتعامل ع انى حراميه و امك كل يوم تسمعني كلام زى السم

امسكت هاجر ذراعها تجذبها و هي تصرخ
=بلاش راجح...يا صدفة 

نفضت صدفة يدها بعيداً بينما تتجه نحو البهو لكي تأتي بهاتفها... 
بينما وقفت هاجر تتطلع حولها بعجز تحاول ايجاد حل لايقافها قبل فضحها فلم تشعر بنفسها الا وهي تمسك بالمزهرية المصنوعة من الزجاج الثقيل و تضرب بها بقسوة  رأس صدفة من الخلف لتسقط على الفور مغشياً عليها و الدماء و الزجاج منتشر حول رأسها الذي كان ينزف...


الفصل الثامن عشر 

وقفت هاجر تتطلع الي تلك الملقية علي الارض غائبة من الوعى لكن فوى ان لاحظت الدماأ المتسربة من اسفل رأسها انفجرت باكية تنتحب بقوة لاطمة خدييها ظناً منها انها قد قامت بقتلها..
جلست علي عقبيها بجانبها تضربها برفق على خدها هاتفة باسمها بصوت مرتعش من بين شهقات بكائها محاولة افاقتها لكن لم تستجيب لها حيث ظلت ساكنة بمكانها مما جعل انتحاب هاجر يزداد و الخوف بداخلها يزداد اكثر و اكثر... 
اسرعت بالنهوض بتعثر على قدميها متجهة نحو طاولة الزينة تختطف من فوقها زجاجة عطر و عادت تنحنى فوق صدفة تضع العطر امام انفها ظلت صدفة ساكنة لا تستجيب عدة لحظات قبل ان يرتجف جفنيها باستجابة مصدرة انين متألم من بين شفتيها و هى تفتح عينيها ببطئ لتنهار هاجر جالسة على الارض تضع يدها فوق صدرها موضع قلبها متنفسة براحة و هى لازالت تنتحب بشهقات مختنقة... 

جلست صدفة ببطئ و هى تنظر اليها باعين غائمة بينما لازالت ت الرؤية امامها مشوشة شاعرة بألم رهيب يضرب خلف رأسها اندفعت نحوها هاجر ممسكة بيدها هامسة ببكاء 
=و الله ما كنت اقصد اضربك... انا محستش بنفسى لما لقيتك هتتصلى براجح..... 

ابتلعت باقي جملتها عندما نفضت صدفة يدها بعيداً برفض واضح ثم نهضت على قدميها ببطئ وهى تضع يدها فوق رأسها التى كانت لازالت تنزف...
اسرعت هاجر منتفضة واقفة بجانبها تمسك بها عندما بدأت تترنح بمكانها هامسة برجاء
=علشان خاطرى يا صدفة متقوليش حاجة لراجح هيموتنى..... 
لتكمل وهى تنحنى على يدها تحاول تقبيلها
=ابوس ايدك طيب اسمعينى الاول قبل ما تقوليله حاجة...

نزعت صدفة يدها بعيداً عنها قبل ان تلتف و تتجه بخطوات مترنحة نحو الطاولة التى تضع عليها هاتفها الذي تناولته بين يديها المرتجفة الممتلئ بالدماء... 
لتسرع هاجر باللحاق بها هاتفة بعجز و قد تملك منها الخوف عندما رأتها تضع الهاتف على أذنها
=توفيق... توفيق ماسك عليا صور و بيهددنى بها علشان كده بسرق الفلوس و اديهاله علشان اسكته... 

اخفضت صدفة الهاتف فور سماعها كلماتها تلك و قد تجمدت الدماء بعروقها من شدة الصدمة التفت اليها هامسة بصوت يملئه الرعب و التوجس
=صور ايه بالظبط اللي ماسكها عليكى.....؟! 

تطلعت اليها هاجر بارتباك و اعين ممتلئة بالخوف فور ادراكها مدى خطورة كذبتها تلك... فهى لا تنكر ان توفيق قد هددها ذات مرة منذ مدة بعيدة بصور كانت قد ارسلتها له بسبب الحاحه الشديد عليها و كانت تلك الصور لها بملابس منزلية عارية بعض الشئ وقتها هددها بها عندما اخبرته انها ستتركه عندما رفض تطليق زوجته لكنه بعدها قد اخبرها انه قد ندم على فعلته تلك و انه ما فعلها الا من يأسه عندما ظن انه سيخسرها و هى صدقته  بالطبع  
خرجت من افكارها تلك هامسة بصوت مرتبك
=صور... صور.. أأا..... 

قبضت صدفة على ذراعها تضغط عليه بقوة رغم شعورها بالاعياء و الدوار مزمجرة بشراسة.. 
= ما تنطقي صور ايه....عريانة ولا ايه بالظبط؟! 

اجابتها هاجر  سربعاً بتلعثم و فزع و قد ازداد شحوب وجهها اكثر و اكثر.. 
=لا... لا...عريانة ايه مش للدرجة دى... 
.دى.. دى صور ليا و انا... و انا بلبس البيت و بشعرى كنت بعتهاله و احنا بنتكلم... 

دفعتها صدفة بحدة للخلف و هى تهتف بغضب بينما تسقط جالسة على المقعد بترنح و تعب
=الله يخربيتك... الله يخربيتك يا شيخة... دى مصيبة اخوكى و ابوكى لو عرفوا هيقتلوكى.... 

ربتت هاجر بيدها فوق صدرها باسترجاء و هى تهمس باكية 
=علشان خاطرى متعرفيش راجح حاجة....... 

زجرتها صدفة بغضب و حدة و هى لا زالت لا تصدق ما فعلته فكيف لها ترسل صور خاصة بها بتلك الجرئة الى رجل غريب... 
فاذا علم راجح شئ كهذا لن يتردد بقتلها...
شعرت بالدوار يصيبها مما جعلها تجلس علي احدى المقاعد هامسة بينما تشير نحو الدماء و الزجاج المتناثر على الارض
=شيلى الازاز ده و امسحى الدم ده من على الارض خالينى اكلم راجح يجى يخدنى المستشفى.... 

هتفت هاجر بهلع و خوف و قد 
=هتقوليله...و حياة اغلى حاجة عندك يا صدفة بلاش

قاطعتها صدفة بحدة و ضيق
=مش هتنيل اقوله حاجة بس اخلصي و اعملى اللي بقولك عليه انا مبقتش حاسة براسى.... و لو جه و شاف الازاز و الدم ده هتبقي مصيبة فعلاً.... 

غمغمت هاجر بشك و هى تتفحص الدماء المنسابة على جانب وجهها
=طيب هتقوليله اتعورتى ازاى..... 

اجابتها صدفة بضيق وقد بدأ الالم يزداد برأسها اكثر 
=هقوله اتزحلقت في الحمام و اتخبطت في البانيو.... اخلصي بقى

تنهدت هاجر براحة بينما تنهض مسرعة تنفذ ما امرتها به صدفة كانت تمسح الارضية عندما اخذت تستمع باهتمام الي صدفة التى تتحدث مع راجح بالهاتف و تخبره  بانها قد سقطت بالحمام و ضربت رأسها بحوض الاستحمام 
ثم سمعتها تغمغم مسرعة
=راجح اهدى...
لتكمل صدفة كاذبة محاولة تهدئته عندما سمعت الهلع بصوته
= اهدى يا حبيبى مفيش حاجة لكل ده هو مجرد خبطة بسيطة بس دايخة شوية.... 
لتكمل سريعاً بقلق و خوف عليه و هى تسند على ذراعها رأسها الذى اصبحت تشعر به ثقيل كالحجر الضخم 
=راجح سوق براحة انا مش بموت يعنى دى مجرد خبطة بسيطة..... اطمن و الله... 

انهت صدفة المكالمة مع راجح في ذات الوقت الذي انتهت به من تنظيف الارضية... 
نهضت مسرعة نحو باب المنزل ترغب بالمغادرة قبل قدوم راجح و هي لا تبالى بتلك التى كان يظهر عليها الاعياء بوضوح تدفن وجهها بين ذراعيها التى كانت تضعها فوق الطاولة 
=صدفة انا هنزل بسرعة قبل ما راجح يجى ... و نبقي نكمل كلامنا بعدين...

همهمت صدفة بالموافقة بصوت ضعيف و هى مازالت مغلقة عينيها بتعب... 
و لم تمر سوا دقائق قليلة و انفتح باب الشقة و دلف راجح الي المنزل بوجه شاحب و عينين قلقة اتجه نحوها و قلبه يعصف بداخله من شدة الخوف فور ان وقعت عينيه عليها جالسة على احدى المقاعد تدفن وجهها بين ذراعيها اقترب منها على الفور يهزها برفق و هو يهمس اسمها بلهفـة و خوف لترفع رأسها من بين ذراعيها تنظر اليه باعين مشوشة ليصعق فور ان رأي الدماء التى على جانب وجهها هتف بقسوة و هو يكاد ان يجن
=هى ده اللى خبطة بسيطة يا صدفة... 
ليكمل و هو ينزع حجابها من حتى يتفحص جرحها الذى وجده ليس كبيراً كما تخيل لكن رغم ذلك لم يهدئ قلقه او خلفه عليها حيث قام بعقد حجابها مرة اخرى حول رأسها من ثم ساعدها على النهوض و الهبوط الي الاسفل حتى يذهب بها الي المشفى التى ما ان وصلوا اليها قام  بفحصها الطبيب و اخبره انه ليس جرحاً خطيراً او عميقاً و ان سبب هذة الدماء الغزيرة  التي كانت تغطى رأسها و وجهها هو انها تعاني من ما يسمى بسيولة الدم...
لكنها ايضاً بحاجة الي  ان يخيط الجرح بأثنين من الغرز الطبية و فور ان سمعت صدفة بذلك ارتعبت امسكت بيد راجح و الخوف مرتسم على وجهها بوضوح بينما كامل جسدها ينتفض بخوف و عينيها ممتلئة بالدموع ...
مما جعل راجح يقف بجانبها يمسبيدها بين يديه يضغط عليها برفق  هامساً باذنها بصوت منخفض بانه معها و لاتخف.. 
ظل ممسكاً بيدها بينما كان الطبيب يقوم بتخيط جرحها و فور ان انتهى الطبيب اخبره بانه يمكنه يصطحبها الى المنزل و   يجب عليه ان  يراقبها  خلال الساعات القادمة فاذا شعرت بالغثيان او الأغماء فيجب عليه احضارها على الفور للمشفى... فرغم انه تم الاطمئنان من عدم وجود اي ضرر قد تسببت  يه السقطة لها   و ذلك من خلال الاشاعة التي تم اجرائها لها فور وصولهم للمشفي الا ان هذا اجراء مهم.. و من الافضل ان تظل مستيقظة خلال الساعات القادمة حتي يستطيع مراقبتها .... 

عاد بها راجح الي المنزل  والقلق و الخوف عليها يسيطران عليه.. 
قام بمساعدتها على تبديل ملابسها ثم جعلها تستلقي  فوق الفراش انحني عليها ممرراً يده بحنان فوق وجهها مبعداً خصلات شعرها المتناثرة الي خلف اذنها
=هروح اعملك حاجة خفيفة تاكليها...

اومأت برأسها بالموافقة بصمت بينما تشعر بالتشوش في رؤيتها فقد كانت عينيها ثقيلة للغاية و ترغب بالنوم..
عاد راجح الي الغرفة بعد عدة دقائق يحمل صحن به عدة شطائر و كوب من العصير لكن تجمدت خطواته و قد دب الرعب اوصاله فور ان رأسها منحني علي صدرها وعينيها مغلقة بينما يحل عليها سكون بث الرعب بداخله... 
ركض نحوها على الفور واضعاً الصحن من يده علي الطاولة قبل ان يحيطها بذراعيه و الفزع يسيطر عليه ظناً منه انها قد اصيبت بالاغماء كما حذره الطبيب هتف اسمها بصوت يملئه الخوف و الهلع و هو يهزها...

لكن هدأ هلعه هذا فور ان رأها تفتح عينيها هامسة بصوت اجش  
= ايه في ايه يا راجح....؟! 

احاط وجهها بيديه مغمغماً بلهفة بكلمات غير مترابطة بينما عينيه الممتلئة بالقلق تمر على انحاء وجهها محاولاً الاطمئنان من انها بخير
=انتى كويسة..؟ حصلك حاجة... اغمى عليكى ..؟! 

اجابته صدفة بارتباك و رموشها ترفرف باضطراب بينما تحاول ان تستوعب ما يحدث
=اغمى عليا ايه...!! انا بس نمت غصب عنى وانا قاعدة... 

لتكمل و هى تعتدل في جلستها واضعة يديها فوق يديه التى تحيط وجهها محاولة اطمئنانه
=اطمن يا حبيبى انا و الله  كويسة.... 

زفر راجح براحة مقبلاً اعلى رأسها بحنان   
=مينفعش تنامي يا صدفة... انتي سمعتي الدكتور لازم تفضلي صاحيه ع الاقل لبكرة الصبح علشان. لا قدر الله حصل حاجة نلحقك علي طول

هزت رأسها هامسة بتعب
=بس انا مش قادرة يا راجح....عايزة انام

جذبها الى ذراعيه يحتضنها بقوة مربتاً على ظهرها بحنان
=معلش يا مهلبيتى استحملي علشان خاطرى... و انا هفضل سهران معاكي هنعقد  نتكلم سوا ونتفرج علي التلفزيون و كلها كام ساعة و يعدوا بسرعة.. 

اومأت برأسها بالموافقة لتندس اكثر بين ذراعيه تحتضنه بقوة بينما  تغرق وجهها بصدره  مستمتعة بدفئه و حنانه الذي يغدقها بهم دائماً.. 

ظل راجح طوال الساعات التالية يتحدث اليها حتي تظل مستيقظة و منتبهه ثم شاهدوا التلفاز و عندما لاحظ ان النعاس اصابها خرج بها الي الشرفة و جلسوا بها عدة ساعات يتحدثون و يضحكون بصوت منخفض حتى لا يصل صوتهم الي الجيران النائمين... 

فى وقت لاحق من ساعات الفجر الباكر كانت صدفة جالسة بجانب راجح الذي كان يضم جسدها بين ذراعيه بينما يشاهدون التلفاز... 
غمغمت بينما تعدل من موضع  رأسها الذي كان يستند الى صدره 
=راجح اقلب القناة المسلسل خلص.. 

لكن لم يصلها اجابة منه مما جعلها ترفع وجهها اليه  لتجده شبه نائم حيث كانت عينيه تغلق ببطئ بينما رأسه ينحني للامام لكنه سرعان ما رفع رأسه و اجبر عينيه على ان تفتح و يظل مستيقظاً... مما جعل شعور بالذنب يجتاحها فقد كان مستيقظاً لاكثر من 24 ساعة حيث قد استيقظ بفجر الامس حتى يذهب للوكالة لاستلام البضاعة من ثم اضطر ان يظل مستيقظاً معها... 

اعتدلت في جلستها مقتربة منه هامسة بحنان اليه و هى تضم رأسه الي كتفها 
=نام يا حبيبي... و متخفش انا هفضل صاحية... 

تنهد راجح و هو يفرك وجهه بعنقها قبل ان يطبع قبلة حنونة عليه
=لا انا صاحى... هانت كلها كام ساعة و نام...انا كده كده مش رايح الشغل النهاردة... 

دفنت اصابعها بشعره تدلك رأسه بحنان بينما تقبل جبينه و قلبها يرتجف بداخلها من شدة الحب الذي تشعر به نحوه بهذة اللحظة فقد كان كل شئ بالنسبة اليها
فلم تكن تتخيل عندما تزوجته ان تصبح حياتها بهذا الشكل الرائع فراجح رغم عصبيته في بعض الاحيان و غيرته الجنونية عليها الا انها لم تقابل بحياتها رجل في مثل حنانه و لين قلبه عليها... 
تنهدت وهى تحيط خصره بذراعها تضمه اليها بينما تتابع معه المسلسل الذي بدأ على شاشة التلفاز..... 

༺༺༺༺༻༻༻༻

بعد مرور يومين... 

طرقت صدفة باب غرفة هاجر قبل ان تدلف الي الداخل لتجدها جالسة علي مكتبها الخاص تدرس لكن تجهم وجهها فور رؤيتها لها  
=في ايه يا صدفة..؟! 

اجابتها صدفة بهدوء بينما تتقدم لداخل الغرفة
=قومى يلا البسي و تعالى معايا علشان نشوف حل مع الزفت توفيق ده... 

انتفضت هاجر واقفة هاتفة بفزع
=هنقابله هنعمل ايه....؟!  
لتكمل بفزع و خوف اكبر
=انتي ناوية علي ايه يا صدفة بالظبط اوعي تكوني ناوية تفضحيني... 

اقتربت منها صدفة مربتة بلطف علي ذراعها مغمغمة بهدوء محاولة تهدئتها
=متخفيش...احنا هنروحله الأچنص بتاعه و انا هخليه يمسح صورك كلها.... بطريقتي... 

قاطعتها هاجر بحدة و ارتباك واضحين و هي تشعر بالخوف من ردة فعل توفيق عندما يعلم ما اخبرته لصدفة فهي حتي الان لم تخبره بما حدث
=طيب ما تروحي انتي لوحدك ليه لازم اجي يعنى معاكي....

لتكمل بأصرار و هى تهز رأسها بقوة 
=مش هينفع اجى معاكى... روحى لوحدك

ظلت صدفة تتطلع اليها عدة لحظات بصمت قبل ان تغمغم بتردد 
=بصي انا هقولك الصراحة... انا مبعرفش اقرء و لا اكتب يعني لو اداني تليفونه علشان امسح الصور مش هعرف اعمل حاجة  علشان كده لازم تبقى معايا.... 

اتسعت عينين هاجر بصدمة
=ايه ده بجد انتى مبتعرفيش تقرى و لا تكتبى...؟! 

امتقع وجه صدفة من شدة الخجل و الحرج و هي تجيبها بارتباك
=أاا.. ايوة.... 
لتكمل سريعاً و هى ترفع اصبعها بتحذير بوجهها
=خدى بالك ده سر محدش يعرفه حتي راجح.... 

ثم همهمت بعصبية سريعاً محاولة تغيير الموضوع بينما تتجه نحو الباب
=و يلا يلا انجزى خالينا نروح و نرجع قبل ما راجح يرجع من فرع المنصورة...... 

اومأت لها هاجر بارتباك بينما تشاهدها و هي تغادر الغرفة و فور ان اغلقت خلفها الباب اسرعت و تناولت هاتفها تتصل بتوفيق الذى ما ان اجاب اخذت تخبره بكل ما حدث ارتعدت من الخوف فور ان وصل اليها صوت صراخه الغاضب 
=قولتيلها ايه يا روح امك..... 

همست هاجر بارتجاف و خوف
=طيب كنت اعمل ايه يا توفيق مكنش قدامى حل تانى.. هي سمعتنى و انا بكلمك.... 

قاطعها بوحشية مما جعل يدها التى تحمل الهاتف ترتجف
=تقومى تلبسينى مصيبة......انتى غبية ولا بهيمة مبتفهميش

هتفت هاجر بحدة و قد اشتعل الغضب بداخلها فور سماعها كلماته المهينة تلك
=ده على اساس ان ده محصلش يعنى ما انت فعلاً هددتنى بالصور اللي معاك قبل كده...و لا نسيت

ارتبك توفيق فور سماعه كلماتها تلك غمغم باضطراب فور تذكره لتهديده لها منذ فترة بعيدة بالصور التى ارسلتها له في احدى الايام... 
فعندما رغبت ان تنهى العلاقة التي بينهم به بسبب رفضه لتطليق زوجته لم يجد امامه سوا تلك الصور حتي يهددها بها
=الكلام ده من فترة بعيدة... بعدين انتى عارفة انا عملت كده من حبى ليكى مقدرتش استحمل انك تسبينى..... 

ليكمل زافراً بحدة و هو يحاول ايجاد حل للمشكلة التى اوقعته بها.. فصدفة اذا اخبرت راجح فلن يتردد بقتله ولو لدقيقة واحدة
=هنعمل ايه دلوقتى....؟! 

اجابته هاجر قائلة بهدوء رغم غضبها منه
=ولا حاجة هنجيلك الأچنص و هي هتهددك علشان تمسح الصور اللي معاك في التليفون و هناخد التليفون نمسح اللي عليه و خلاص........ 

هتف بها بقسوة 
=اها يعنى انتى بتستغلى الليلة علشان تمسحى الصور مش كدة... طيب انا بقى مبسلمش تليفونى لحد... 

قاطعته هاجر بحدة
=انا مبستغلش حاجة... بعدين انت مش أكدتلى انك مسحت الصور دى من زمان... 

غمغم توفيق بارتباك 
=هاااا... 
ليسرع قائلاً بكذب حتى يتدارك هفوته تلك
=طبعاً حذفتها... ما ده اللي بقول عليه ازاى هديها تليفونى علشان تمسح الصور... و الصور اصلاً مش عليه

تنهدت قائلة و هى تفرك جبينها من شدة الالم الذي اصبح يعصف به
=متقلقش انا اللي هاخد التليفون و همسح اللي عليه صدفة لا بتعرف تقرا و لا تكتب اصلاً.... يعنى همسك التليفون ألعب فيه دقيقه ولا حاحة و هقولها حذفتهم... 

غمغم توفيق بارتياح
=اها اذا كان كده ماشي....
ليكمل بهدوء ينافى الغضب المشتعل بداخله
=اهو نخلص من زنها و بعدها بقى ربنا يبقي يحلها و نتصرف معاها... 

همهمت هاجر بالموافقة قبل ان تسرع بالاغلاق معه عندما طرقت صدفة على بابها تستعجل اياها لتسرع هاجر بارتداء ملابسها و الخروج لمقابلة صدفة بالخارج.. 

   ༺༺༺༺༻༻༻༻

في وقت لاحق... 

وقف كلاً من صدفة و هاجر امام توفيق داخل مكتبه بمتجر السيارات الخاص به 
=طلع الصور و خالينا نخلص في يومك الاسود ده.. 

غمغم توفيق ببرود و هو يتراجع في مقعده باسترخاء
=قولتلك ممعيش صور.... بعدين صور ايه اللي بتتكلمى عليها.... انا مش فاهم

هتفت به صدفة بقسوة و هى تشير نحو هاجر الواقفة بجانبها بمكتبه الخاص 
=انت هتستعبط صور العيلة  اللي ضحكت عليها و فهمتها انك بتحبها..... 
لتكمل بازدراء و هى ترمقه من الاعلى للاسفل بنظرات نافرة 
=يا اخى لو محترمتش صاحبك و العشرة اللي بينكوا طيب احترم الشعر الشايب اللي في راسك ده انت يا ناقص لو كنت اتجوزت بدرى شوية كنت خلفت قدها..... 

احتقن وجه توفيق فور سماعه كلماتها تلك هاتفاً بشراسة 
=ما تلمي لسانك يا بت انتي...بدل ما اقوم اكسرلك نفوخك.... 

اسرعت صدفة بنزع نعالها من قدمها و امسكت به بين يدها ملوحة به بتهديد امام وجهه الذي كان يرتسم عليه معالم الشر و الغضب و هي تهتف بصوت مرتفع
=قسماً بالله يا توفيق  يا كخه انت لو الصور بتاعت البت دي ما اتمسحت من تليفونك  دلوقت لهنسل الشبشب ده على جتتك و هصوت و هلم عليك الحي كله ... و وقتها بقي راجح هو اللي هيتصرف معاك... 

امسكت هاجر بذراع صدفة تضغط عليها و هي تهمهم بخوف من ان يجذب صوتها انتباه العاملين بالخارج
=صدفة اهدى مش كده..... 

نزعت صدفة ذراعها من قبضتها هاتفة بحدة
=اوعي يا بت انتى ما تتدخليش و مالكيش دعوة.... 

زجرها توفيق بقسوة و اعين تلتمع بالقسوة و الشراسة قبل ان يلقي بهاتفه نحوها قائلاً بغضب
=عندك الزفت اهو... امسحي اللي تمسحيه و غوروا من وشي... 

تناولت صدفة الهاتف و وضعته بين يدي هاجر التي اخذته منها و  اخذت تعبث به تحت نظرات صدفة التي كانت تتابع باهتمام حركات يدها على  الهاتف لكنها كانت لا تفهم ما تفعله لكنها حاولت الا تظهر هذا لتوفيق الذي كان يرمقها باعين تلتمع بنظرات وقحة فاضحة يتفحص بها جسدها من الاعلى للاسفل ببطئ 
وضعت صدفة حذائها فوق المكتب بحدة مصدراً ضجة عالية كتهديد واضح له...

مما جعل توفيق يعتدل في جلسته متنحنحاً بصوت مرتفع و هو يشيح بعينيه بعيداً عنها و عن نظراتها التى كانت ممتلئة بالاحتقار و الغضب... 

همهمت باضطراب هاجر التى كانت جاهلة عن حرب النظرات المتبادلة بينهم 
=خلاص مسحتهم..... 

سألتها صدفة بينما تضغط على مرفقها برفق
=مسحتى كل حاجة..متأكدة ؟! 

اومأت هاجر رأسها بصمت بينما تتبادل مع توفيق نظرة ذات معنى تنهدت صدفة متناولة الهاتف منها و ألقته نحو توفيق قائلة بحدة و تهديد صريح
=لو شوفتك  او لمحتك بتتكلم معاها او حتى بس بترمى عليها السلام قسماً بالله لهقول لراجح  كل حاجة عن وساختك مع اخته و شوف بقي وقتها هيعمل فيك ايه..

شحب وجه توفيق فور سماعه تهديدها هذا و قد دب الرعب بداخله لكنه رغم هذا لم يظهر لها خوفه هذا هتف بقسوة بينما ينتفض واقفاً بحدة جعلت مقعده يسقط على الارض  محدثاً ضجة عالية.. 
=مش اتنيلتى عملتى اللي عايزاه غوري بقي من هنا يلا..... و ورينا عرض كتافك... 

جذبت صدفة هاجر معها متجهه نحو الباب لكنها توقفت قبل ان تلتف اليه قائلاً بتحذير له و هى ترمقه بنظرات ممتلئة بالنفور 
=افتكر كلامى كويس... علشان وربنا ما هقفل بوقي تانى.... 

ثم خرجت من مكتبه تجذب هاجر معها تاركة توفيق يتطلع الي اثرها باعين تلتمع بالغل والحقد قبل ان يطيح ما فوق مكتبه و هو يزمجر بشراسة.. 

    ༺༺༺༺༻༻༻༻

بوقت لاحق من اليوم... 

استسلم توفيق اخيراً و اجاب  علي الهاتف الذي ظل يرن لأكثر من ساعة متواصلة مغمغماً بضيق و حدة  
=خير.. عايزة ايه تانى بعد ما لبستني في مصيبة مع مرات اخوكي... 

همست هاجر بصوت مختنق 
=عايزاك متزعلش منى و الله انا مكنتش اقصد اللي حصل... هي اللي دخلت عليا و انا باخد فلوس من درج راجح و سمعتني و انا بكلمك و اصرت تتصل براجح و تقوله فضربتها على راسها علشان امنعها و بعدها اضطريت اعمل اللى عملته مكنش قدامي حل غيره و الا كنا هنروح في داهية... 

قاطعها توفيق بقسوة و عصبية مفرطة
=تقومي تلبسينى فى مصيبة معاها افرضى اخوكى راجح عرف... ده مش بعيد يقتلنى... 

همست هاجر من بين شهقات بكائها الممزق
=بس راجح معرفش حاجة و الموضوع خلاص عدى... 

زمجر بقسوة وشراسة و يده تضغط بقوة على الهاتف حتى كاد ان يحطمه بين قبضته
=مين قالك انه خلص.. انتى فاكرة انها هتسكت علي اللي حصل و لا المصيبة اللي بغبائك لبستينى فيها... بدل ما تتنيلى تسكتي و تلمى الدور معاها لا لبستنى في مصيبة اكبر معاها و مع راجح اللي مش هيرحمني لو عرف اللي عملته... يعنى ممكن في اى وقت تقوله و نروح في داهية....

ليكمل بصوت ممتلئ بالعنف و الاصرار 
=البت دي لازم نخلص منها...قبل ما تقول  حاجة لراجح... 

لهثت هاجر بقوة هامسة بارتباك و خوف
=نخلص منها ازاي يعني.... مش فاهمة

اجابها توفيق على الفور و عينيه تشع بالغضب 
=يعني لازم تخرج برا حياة راجح و مش تخرج كدة بس لا دي لازم تخرج  بمصيبة كمان... 

قاطعته هامسة بتردد و هي تشعر بالقلق من كلماته تلك
=بس.. بس يا توفيق.... 

قاطعها توفيق و هو يغير من لهجته الحادة معها و يتبع اسلوبه اللين الذي يستخدمه دائماً عندما يرغب باقناعها بفعل شئ ما 
=يا هاجر انتي عارفة اني بحبك قد ايه...و مش هستحمل  ان حاجة تفرقنا عن بعض....اخوكى لو عرف باللي حصل مش بعيد يقتلني... 

همست هاجر بلهفة و قد ارعبتها تلك الفكرة
=بعد الشر عليك يا حبيبي.... 
بس صدفة مش هتقدر تقول لراجح حاجة هتخاف.... 

غمغم بخبث و هو يعلم جيداً كيف ستتأثر بكلماته تلك
=لا طبعاً ممكن تقول لراجح على كل حاجة خصوصاً لما اجى اتقدملك..و اطلبك للجواز تفتكري هتسكت..؟ 

شحب وجهها فور سماعها ذلك و هى تدرك ان هذا ما سيحدث بالفعل فصدفة لن تصمت اذا تقدم توفيق لخطبتها سترفض علاقتها به بسبب فرق السن الكبير بينهم و كذلك بسبب تهديده لها بالصور 
لذا يجب عليها ان تتخلص منها فلن تسمح لأي شئ يبعدها عن حبيبها.. 
ابتلعت الغصة التى كانت تسد حلقها قبل ان تهمس بصوت منخفض مرتجف وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شدة الخوف مما هي مقبلة عليه
=عايز تعمل ايه و انا معاك.... 

ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتى توفيق و الانتصار يلتمع بعينيه فبموافقتها تلك سوف يحقق هدفين في ذات الوقت.. 
= اسمعي بقى اللي هقوله و ركزي فيه كويس..... 

༺༺༺༺༻༻༻༻

بعد مرور اسبوعين... 

كانت صدفة و راجح يجلسون بطاولة الطعام بمنزل والدى راجح مع باقي العائلة حيث قامت نعمات بدعوتهم مبدية رغبتها بلم شمل اولادها على طاولة واحدة بالبداية رفض راجح لكنها اصرت عليه بالحضور  واخبرته ان لم يحضر فسوف تلغى العشاء و لن تقيمه مما جعله يوافق بالنهاية حتى لا يتسبب باحزانها.. 

تسلطت عينيه على تلك التى كانت تجلس بجانبه تتحدث بحماس الي شقيقته هاجر حيث اصبحوا بالفترة الاخيرة اصدقاء يمضون معظم اوقاتهم سوياً مما بث بداخله الراحة و الفرح... 

اخذت عينيه التى كانت تلتمع بالشغف تمر عليها متأملاً ادق تفاصيلها غافلاً عن جميع الجالسين بالطاولة حيث كان انتباهه مسلط عليها وحدها فقد اصبح عالمه ينحصر بها هى فقط هي منبع فرحته الوحيد بهذا العالم فقبل ان يتزوجها كانت حياته ليس بها اى شئ يثير حماسه او فرحته فقد كان يصب كامل اهتمامه على العمل و عند انتهائه منه يعود للمنزل للنوم لكن منذ ان دخلت هى حياته غيرت كل شئ بثت السعادة بحياته و بقلبه العاشق لها.... 

كانت صدفة تتحدث الى هاجر عندما التفت تلقى نظرة عابرة على راجح الجالس بجانبها لكنها توقفت تنظر اليه باستفهام عندما رأته ييتطلع اليها و نظرة غريبة تلتمع بعينيه ابتسمت قائلة و هى تهز رأسها باستفهام
=في ايه...بتبصلى كده ليه..؟!

ابتسم قائلاً وهو لا يزال ينظر اليها بنظراته الممتلئة بالاعجاب 
=مش عارف...حاسك احلويتى بزيادة اليومين دول  

اتسعت ابتسامتها فور سماعها ذلك اقتربت منه اكثر هامسة بصوت منخفض
=احلويت ازاى..؟!

اجابها و عينيه تلتمع بالشغف و هو يتأمل باعجاب واضح وجهها الذى اصبح اكثر امتلاءً من قبل و وجنتيها المشعتين بالحمرة
=وشك بقي منور اكتر.... 
اخفض رأسه هامساً بأذنها بصوت أجش مثير
=و بقيتى ملبن اكتر.... 

ارجعت صدفة رأسها للخلف بعيداً عنه هاتفة بحدة وهى تقطب حاجبيها بغضب
=اهاااا قصدك انى تخنت يعنى...... و بقيت فشلة

امسك بيدها من اسفل الطاولة يشبك اصابعهم ببعضها البعض قبل ان يهمهم بصوت منخفض
=يا هبلة بقولك ملبن... يخربيت دماغك... 

نزعت يدها من يده مشيحه بوجهها بعيداً و هى لازالت مقطبة   مغمغمة بغضب
=لا انا فاهمة قصدك كويس.... انت عايز توصلي اني تخنت بس بطريقة كويسة 
لتكمل بعصبية مصطعنة وهى لازالت تشيح وجهها بعيداً و هى تتصنع الغضب فقد كانت تعلم مقصده لكنها كانت تستفزه 
=عمتاً يا سيدي انا هعمل رچيم و اخسس نفسى... 

قاطعها راجح بحدة و عينيه تشتعل بنيران حارقة
=رچيم...ايه يا ام يا رچيم ده انا ادبحك فيها يا صدفة... 

انتفضت في مقعدها شاهقة بخفوت عندما شعرت بذراعه تحيط خصرها بينما يمرر يده على جانب جسدها من اسفل الطاولة اخذت تتلفت حولها خوفاً ان يلاحظ احد ما يفعله بها
همست بخوف بينما تحاول نزع يده من حولها لكنها لم تستطع 
=شيل ايدك يا راجح انت بتعمل ايه... 

همس بالقرب من اذنها بصوت اجش غاضب
=عارفة لو جرام واحد منك بس نقص... عليا النعمة يا صدفة ما هرحمك.... و الكيلو اللى هتخسيه هخليكى تتخنى مكانه 5 كيلو

زفرت صدفة بحنق مصطنع مبعدة يده بحدة بينما تحاول ان تخبئ الابتسامة المرتسمة على شفتيها
=هو بمزاجك... هعمل اللى عايزاه...وزربنى هتعمل ايه 

هتف بحدة بينما يديرها نحوه 
= ما تتعدلى في كلامك...يا بت في ايه مالك....

لكنه قطع جملته عندما رأي الابتسامة المرتسمة علي شفتيها بينما تتلاعب بحاجبها  قائلة بمرح بينما عينيها تلتمع بشقاوة و عبث
=اهدى.. اعصابك يا باشا..... 

زفر راجح قائلاً بغضب
=بتشتغليني....

اتسعت ابتسامتها مطلقة ضحكة منخفضة عندما رأت التعبير الغاضب و المنصدم المرتسم علي وجهه لكن فور سماعه ضحكتها تلك اختفى غضبه على الفور و ابتسم لها قائلاً بعجز حقيقي
=طيب اعمل ايه في حلاوة اهلك اللي هتجنني دي قوليلى.... 

امسكت صدفة بيده من اسفل الطاولة تضغط عليها برفق و قلبها يعصف بداخلها من شدة حبها و عشقها له.. 

كان عابد جالساً يتابع تهامسهم و ضحكهم هذا باعين تلتمع بالغضب و السخط فقد كان مشاهدته لسعادتهم الواضحة تزعجه بلا تشعل نيران الغضب بداخله اشاح عينيه بعيداً عنهم محاولاً التحكم بغضبه
و يشغل نفسه بالتحدث الي نعمات التي كانت تجلس بجانبه محاولاً تجاهلهم... 

بينما شعرت مايا الجالسو بجانب خطيبها بالغيرة من تقاربهم هذا  لتبدأ بالتحدث الي مروان و الضحك بصوت مرتفع مبالغ به  

همست صدفة باذن راجح و هى تتابع باعين متسعة ضحك مايا العالى  المبالغ به و حديثها الصاخب 
=هي بتعمل كده ليه...؟! 

اجابها راجح و هو يلقي نظرة علي شقيقه
=سيبك منها....الله يكون في عون مروان و الله دي هتطلع عينه... 

همست له بشقاوة بينما تضغط بيدها على يده التي لا تزال يحتضنها اسفل الطاولة
=زي ما انا مطلعة عينك كده...يا رجوحتى 

ابتسم قائلاً و هو يمرر اصبعه ببطئ براحة يدها... 
=انتى...!!  لا انتي حاجة تانية يا مهلبية....انتى مفيش زيك مطلعة عينى اها بس على قلبي زي العسل....
توقف قليلاً قبل ان يكمل
=لا عسل ايه بس... على قلبي زى المهلبية يا مهلبية... 

مما جعلها تضحك بصوت منخفض لكن اثار هذا المشهد غضب عابد الذي لم يعد يستطع التحكم في اعصابه اكثر من ذلك عندما سمع راجح يضحك هو الاخر علي شئ قالته له زوجته مما جعله يهتف بقسوة وهو يضرب بيده طاولة الطعام 
=ما كفاية بقي مسخرة وقلة ادب انت و هى...

استدار اليه كلاً من صدفة و راجح فور سماعهم هاتفه الحاد هذا ظنناً منهم انه يتحدث الي مايا التي كانت تضحك بصوت صاخب رنان لكن قطب راجح حاجبيه فور ان رأه يتطلع اليه هو و صدفة بنظرات ممتلئة بالغضب
=انت تقصد مين...... 

اجابه عابد بقسوة و فظاظة و الغل يملئ قلبه
=هكون اقصد مين... اقصدك انت يا خويا انت و السينايورا بتاعتك.... 

قاطعته نعمات بحدة التي تدخلت فور ان رأت وجه راجح يتصلب بالغضب
=جرى ايه يا عابد... هو مفيش غير راجح و مراته اللي بيضحكوا.... 

لتكمل وهي تشير نحو مايا و مروان
=ما مروان و مايا بيضحكوا من ساعتها.....لو عايز تتكلم اتكلم علي الكل

زمجر عابد بصوت مخيف مظلم و تعبيرات وحشية على وجهه
=و انتى مالك و مال مروان بعدين انتى ايه حكايتك بالظبط.. من يومك بتيجى علي عيالك علشانه.... وتبقيه عليهم ماسك علينا ذله مثلاً.... بطبليله ليه.... 

اغمض راجح عينيه بقوة معتصراً قبضتيه و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة وهو يحاول التحكم في غضبه قبل ان ينتفض واقفاً يجذب صدفة معه مغادراً الطاولة... 
امسكت صدفة بيده محاولة تهدئته عندما رأت تحفز عضلات صدره والتي كانت تشير بانه علي حافة غضبه تشددت يده على يدها بينما يتجه بها الي الخارج... 

لحقت بهم نعمات تقبض على ذراع راجح قائلة بتوسل 
=وحياة امك عندك ما تزعل.... حقك عليا انا يا ضنايا... 

التف اليها راجح و هو يغصب شفتيه علي رسم ابتسامة حتي يهدأ من حزن والدته
=مش زعلان ياما متخفيش... 

ربتت علي صدرها هامسة بصوت لاهث مختنق بالبكاء
=طيب تعالي ارجع كمل اكلك انت ماكلتش حاجة.... 

ربت راجح على ظهرها قائلاً بهدوأ يعاكس ما يعتلى بداخله
=معلش ياما هطلع انام علشان عندى شغل بدرى انتى عارفة...و كده احسن بدل ما نمسك في بعض..

همست نعمات ببكاء مرير 
=حقك علي يا نور عيني.... 

احتضنها راجح بلطف بين ذراعيه مقبلاً رأسها مغمغماً 
=تصبحي على خير ياما... 

ربتت على ظهره هامسة بحنان
=و انت من اهل الخير يا عين و قلب امك.. 
ثم وقفت تراقبه و هو يغادر  ممسكاً بيد زوجته وعينيها ممتلئة بدموع مريرة هامسة بألم 
=منك لله يا عابد.... ربنا يعكنن عليك زي ما عكننت عليه يا بعيد... 
ثم اتجهت الى غرفتها رافضة العودة الي طاولة الطعام و الجلوس معه بعد ما فعله... 

   ༺༺༺༺༻༻༻༻

فور دخولهم الي شقتهم الخاصة اتجه راجح مباشرة الي غرفة النوم حيث قام بتبديل ملابسه ثم استلقي على الفراش بوجه متجهم مرتسم عليه الحزن و الضيق..
وقفت صدفة تراقبه و هى تشعر بقبضة تعتصر قلبها لا تستحمل حزنه او ألمه اتجهت نحوه جالسة على عقبيها على الارض بجانب الفراش مررت يدها بحنان بشعره مقبلة جبينه بحنان ليفتح عينيه ويلتقي بعينيها ينظر اليها بحنان محيطاً وجهها بيديه متلمساً خديها برفق ادارت رأسها و قبلت راحة يده هامسة بصوت مرتجف محاولة مراضته
=عندى محشي و بط في التلاجة هقوم اسخنهم علشان تكمل اكلك... 

ابتسم لها برفق قائلاً و يده مستمرة بتحسس خدها بحنان 
=مش جعان ياحبيبتى.. 
ليكمل و هو يجذبها من يدها برفق ويجعلها تستلقي بجانبه على الفراش ثم قام بدفن رأسه بصدرها محيطاً خصرها بذراعه ليصبح كالطفل الذى يستلقي بحضن والدته..
=كل اللي عايزه بس ان انام في حضنك.... 

ضمته اليها تحتضنه بقوة  دافنة اصابعها بشعره تدلك رأسه بلطف هامسة بصوت مختنق 
=مش عايزاك تزعل... علشان خاطرى.. انا خايفة عليك... 

لتكمل كاذبة و هي تحاول ان تخفف من حزنه و من حدة الموقف عليه
=انت عارف ابوك دمه حامى و بيقعد يزعق علي الفاضي و المليان لكن مش بيبقي قصده حاجة... 

اجابها راجح بصوت منخفض 
=مش زعلان منه... 
ليكمل و هو يرفع رأسه من فوق صدرها ليستلقي على وسادتها ليصبح  وجههما لا يفصل بينهم شئ احاط وجهها بيديه 
=مش زعلان منه و لا يفرق معايا لا هو و لا غيره..... 
صمت للحظة قبل ان يتابع بصوت اجش ملئ بالعاطفة بينما يسند جبينه فوق جبينها يتشرب انفاسها الدافئة بشغف و هو يتطلع داخل عينيها
=انتى الوحيدة اللى تفرقي معايا يا صدفة...و انتى الوحيدة اللي تقدرى تجرحنى و تكسرينى.... انتي بقيتي حياتي كلها....مقدرش اعيش من غيرك

امتلئت عينيها بالدموع تأثراً بكلماته تلك شاعرة بقلبها يخفق في صدرها بجنون قبلت جبينه بشفتين مرتجفة قبل ان تعقد ذراعيها حول  عنقه و يتشبث جسدها به بينما تتطلع الي عينيه الممتلئتين بالتوسل بالا تألمه كما فعل الاخرين...
اخذت نفساً طويلاً مرتجفاً قبل ان تهمس بصوت ممتلئ بالوعد
=و انا عمرى ما اتسبب في أذيتك ده انت الروح.. و القلب يا راجح العوض اللي ربنا رزقني بيه و  لو طولت اشيلك في عينيا هشيلك.... 

اخذت ضربات قلبه تزداد بشدة تأثراً بكلماتها تلك .. انحني نحوها ممرراً يده برقة فوق وجهها يرسم ملامحه باصبعه ببطئ قبل ان يضغط بشفتيه علي شفتيها يقبلها برفق قبلة حنونة ممتلئة بالعاطفة التى تعصف داخل قلبه مشدداً من احتضانه اياها بين ذراعيه قبل ان يعاود بدفن رأسه بصدرها كالطفل الصغير الذي يناشد الحنان و الاطمئنان من والدته... 




تعليقات



<>