رواية موت علي قيد الحياه الفصل الخامس5 بقلم خديجه السيد
حاولت تكذيب ما سمعته او انها اساءت الفهم لتقول بتلعثم: مـ آآ مـش فاهمه تقصد إيه بكلامك
فجأة تشنجـت ملامحه واشتـدت نظرات كأعيـن الصقر قائلاً : قصدي واضح يا ليلي انك تحملي عادي زي اي ست متجوزه ويحصل بنا علاقه ؟!..
نظرت إليه تحول الاستيعاب مما جعلها ترمش عينيها بارتباك شديد: بس دي ما كانتش اتفقنا من الاول , وانت وعدتني تلتزم بكل وعودك
عقـد " وليـد " ما بين حاجبيـه وقال بضيق : صح بس دلوقت مجبر علي إني اغير وعد مين اللي وعدته ليكي .. انتي شايفه اللي انا فيه وبعدين هو ده الحل الانسب
هزت راسها برفض هاتفه بجدية: بس انا مش موافقه !!
لم يتحمـل وليد الدماء تغلى بعروقه بفعل رفضها يلمسها، فأتى ومن دون وعى زاد اشتعاله لينفجر بوجهها، اقترب منها وليد وهو يصيح فيها بحدة : افندم بتقولي ايه مش موافقه ! ليلي انتي نسيتي ان انتي مراتي واللي بطلبه ده حقي منك ولا ايه ! وبعدين هو ايه اللي مش موافقه هو حلال لـ غيري وحرام عليا ..
تساقط دموعها سريعا من عينيها بغزارة شديد بوجع,ثم تابع بسخرية قاسيه وهو يزمجر فيها غاضب : ما انتي كنتي بتعملي كده بـ مقابل ولا عاوزه فلوس .. على العموم ما عنديش مانع لو عاوز تمشيها كده شكلك اخذت على كده اصلا !!
= شفت طريقتك عامله ازاي معايا؟ هو ده سبب من الاسباب إللي مخليني أرفض انك تلمسني ! نظرتك ليا وطريقه كلامك طول الوقت بتقتلني ! شايفه فيها قرف و اشتـئمزاز مني .. امال لما تقرب مني هتبصلي ازاي لمستك لي هتكون عامله ازاي .. انا برفض دلوقت عشان احاول احسن صورتنا مع بعض ..
نطقت به الحروف بألم التى خرجت مقهورة من اعماقها وهى تحدق به ببكاء لتقول بصوت مبحوح: هتقرب مني ازاي وانت طول الوقت شايفني واحده مش كويس ومش قادر تنسي مضيه وكنت بتشتغل إيه .. حتى أنت مش مساعدني انسي طول الوقت وعمال تفكرني !
ظـلت تبكـى بقهـر وبصمت، حتى مـرت دقائق معدودة، ووجـدت وليـد يقف صامت يتألم من حديثها لتكمل بمرارة: وليد انا ممكن اكون فيا عيوب كثير قوي وحشه صعب أنها تتغفر ! بس على الاقل انا معترفه باخطائي وبحاول اصلحها ؟ عكس ناس ثانيه مليان عيوب ومش معترفه بيها ولا بتحاول تصلح من نفسها !!
لم تنتظر ليلي منه تعليق و رحلت من أمامه بسرعه فقد تعبت من ذلك الزواج ليتها لم توافق من البدايه ...
__________________________________
مره يومان فقط ولم يحاول أحد منهم الحديث مع الأخري , فـ ليلي تجاهلت وليد تماماً وهو لم يأتي للاعتذار منها أو الحديث عما قاله لها.. وفي ليله رجع وليد من الخارج إلي المنزل مبكراً عن موعد الاساسي، تفاجأ بـ سكون المنزل استغرب وليد و وقف في نصف المنزل ينده باسمه لـيـلي لكن لم يأتي رد أقترب يطرق باب غرفتها ولم يأتي الرد مره ثانيه أضطر لـ فتح الغرفه وتفاجا بـها فارغه ! غضب بشده وهو يفكر أين ستكن بالخارج طول اليوم فـ الساعه الآن 11 مساء ..
حتي رآها تدلف المنزل لكن ما سرعان تحول وجهه احمر بغضب وهي يري ما ترتدي ملابسها رغم أنها طويله لكن ضيقه جدا وتبين تفاصيل جسدها, عقدت حاجبيها متسائلة بإستغراب: وليد ! أنت اللي رجعك بدري ..
لم يجيب عليها, لتقول ليلي بتوتر من نظراته المتفحصه بدقه وبها شرار : فى ايه مالك ؟
صاح بها بصوتاً عالياً افزعها وجعلها تنكمش فى مكانها من قسوه كلامه : هو ايه اللي في ايه..انتى شايفه لبسك عامل ازاى دا أنتى كأنك ماشيه عريانه انتى المفروض بعد اللي انتي في تخبئ جسمك مش تظهريه أكتر ، ومش عاوزه حد يقرب منك بلبسك دا ويبقى عاوزك ,تعرفى انتى كأنك بتقولى ليهم تعالوا انا اهو متاحه ليكم ... انتـى غبيه خافي على نفسك خافى ياشيخه .. انتي متاكده أنك فعلا ندمانه وعاوزه تتوبي .. ويا ترى الهانم كانت فين كل ده ؟؟ انا مش نبهت عليكي ما فيش تاخير بره , وطبعا كنتي كل يوم تستنيني انزل الشغل الثاني وانتي تنزلي من هنا تتصرمحي في الشوارع .. بس حظك رجعت النهارده بدري عشان اكشفك
تطلعت فيه بدهشة ومرار هو ايضاً يلقى عليها الذنب مثله ،مثل غيره من الناس ،فهى كانت تظن غيرهم و تراه هو الضحيه من قسوه الحياه فلم يقسي عليها مثل غيره! لكن أتى الأن يحطم قلبها بقسوه حديثه !!
انهارت لديها جميع حصون القوه وظهر خلفها الضعف والبكاء والدموع التى تزرف من عينيها بشده دون توقف .....واقترب منها قبض على ذراعها ليقول بنبرة جليدية وهو بالكاد يسيطر على اعصابه : اوعي تفكريني ان كنت هموت من الشوق والرغبة زيهم عشان المسك ولا اقرب منك ! كل ما في الامر انتي مراتي يعني حلال اللي كنت طالبه منك لازم اجيب طفل منك بأسرع وقت عشان علاج ابني و بس .. انما انا بلاش اقول لك بشوفك في نظريه ايه اصلا !!
تراجعت الى الخلف مذهولة من كلماته التي صفعتها بقوة لتقول بين شهقاتها : بــس خـــلاص اخـــررررص ... حتى انت كمان بتيجى عليا ذيهم ، طب لـيــه انا والله كان نفسى احافظ على نفسى وما بقاش في اللي انا فيه دلوقت وبدفع ثمنه وهفضل ادفع الثمن ده طول حياتي ! عارف ليه ؟؟ عشان للاسف انا زي اللي عايشه في غابه الكل ناسي انا عملت كده ليه وفاكر بس غلطتي , اللي هيفضل الكل يعيرني بيها لحد ما أموت .. الكل عامل نفسه القاضي وعمال يحكم عليا من غير ما يكون لي الحق في كده ؟؟..
جففت دموعها بباطن كفها لتستكمل قولها : طب ليه ! انا حتى لو غلطت ما فيش حد بيتاذى كل يوم غيري أنا.. انا ماذتش غير نفسي .. بس هاقول ايه كلكم زى بعض ... انت زيك زى جابر الشيطان و ذي الزباله اللي كانوا بيدفعوا عشان يلمسوني و هم شايفني قد ايه يتألم وبتوجع وكرهه لمستهم ليا وما كانش بيهمهم.. ما حدش مكاني؟ ما حدش حاسس باللي انا فيه ؟ ما حدش يقدر اصلا يستحمل اللي انا مريت بيه ! كلكم بترموا اللوم عليا بدل ما تقفوا معايا ..لااااا بتقولوا إن الغلط منى وبس ودي واحده ما تستاهلش مساعده وهي السبب في اللي هي فيه ...
رد عليها ببرود وعيناه تلمعان بنيران الغضب دفين : على الأقل اللي انتي فيه لي علاج ,لكن انا إلي فيه مالهاش علاج ! انا ضايع من زمان زي الميت اللي على قيد الحياه ..
تجاهلت حديثه لتتابع بعد ان اهانه وطعنها في الصميم قائله: ولبسى اللى مش عاجب حضرتك دا عنه ما عجبك ، وهفضل كدا طالما راضيه عن نفسى اصل مش انت اللى هتخلينى البس على مزاجك ..وياريت متديش لنفسك حجم اكبر من حجمك بمعنى انت ولا تهمنى انت ولا كلامك ولا كلام الناس ،لان ببساطه كده كنتم فين وانا بدور ليل ونهار على شغل عشان اوفر علاج لي أمي وحق العمليه ! ... قبل ما تيجى وتقولى على عيوبى روح وشوف نفسك ،روح عالج نفسك وبطل تدي لنفسك ألحق تعاير غيرك باخطائه ..... ومش محتاج تفكرني كل شويه انا كنت بشتغل إيه! ولا أنك اتجوزتني عشان اكون مجرد آلة لانجاب طفل , عشان انا عارفه الكلام ده كويس ومش بنسى لحظه ...."
قال كلماتها الاخيرة ورحلت تاركا اياه لوحده يقف يتنفس الصعداء بصوت عالي وقد عزمت الامر على فعل ما أجلته لوقت طويل ...
__________________________________
دلف وليد الغرفه ليتفاجا بـ ليلي تضع ملابسها في حقيبتها لم يحتاج الامر الى التفكير كثيرا ليعرف بأنها قررت الرحيل وتركه، صاح بها بحده: انتي بتعملي ايه؟ بتلم هدومك و رايحه على فين
رفعت كتفيها ببرود متعمدة إحراقه أكثر : ماشي وسايبلك البيت طبعاً ..انا ما فيش حاجه تخليني اقعد بعد اللي سمعته منك وشفته ! ويا ريت تبعتلي ورق طلاقي كفايه لحد كده ! واذا كان على علاج ابنك عندك بدل الست الواحده 100 تقدر تتجوز غيري وتخلف كمان .. انما انا خلاص تعبت ومش هفضل ولا قادره استحمل اللي انا فيه .. وادينا جربنا مره وما ينفعش أحمل عن طريق الحقن المجهري .. جايز عشان ما كانش ربنا رايد من الاول حاجه تربطنا ببعض ؟؟!..
نظر لها وعينـاه تشـع غضبًا جمًا، تتقافـز دقاته ليهدء عليه قليلاً ولكنه غاضب .. غاضب وغضبه لن يطفأه إلا شيئً واحدًا، إنجاب طفل لعلاج أبنه لكن رحيلها الآن اشعل نار داخله .. أنه رياح شديدة غاضبة لا يتحداه اى شخص .. يرغب في اى شيئ يهدء : طبعا ما انتي خلاص هتبقى مطلقه ما حدش لي عندك حاجه .. وبقيتي في السليم و هتطلعي انتي اللي كسبانه من الجوازه دي وانا اللي خسران ؟!...
ألتفتت له وهي تجـز على أسنانها بغيظ مكبـوت ثم قال حادًا ويأس منه : ثاني برده رغم كل اللي حصل ولسه عمل تجرح فيا وتهنى عادي ! انا ولا كان في دماغي ابقى مطلقه ولا اتجوز منك ولا من غيرك ؟ انت اللي جئتلي وخليتني اوفق علي اقتراحك ! انا عاوزه اسالك سؤال واحد بس لما انت مش قادر تقبلني ولا تنسي انا كنت بشتغل ايه كنت ليه جيتلي و طلبتيني للجواز .. يا ريتك يا اخي كنت شفت واحده غيري احسن !! بدل ما تتعب نفسك وتتعبني معاك .. قصر الكلام لو سمحت طلقني بهدوء وانساني من حياتك ولا اكنك اتجوزت واحده زي مش مناسبه ليك في يوم طالما كارهاني قوي كده اديني سايبها لك مخدره !!
أغمض وليد عينه بألم وبياس ليجلس أعلي المقعد يتعب شديد لا يعرف ماذا يفعل! وضعت ليلي كل ملابسها بداخل الحقيبه بحده وأغلقتها وقررت الرحيل, أستفاقـت على تلك الكلمات بنبره مريره التى كانت مثـل الخنجـر غُرزت فيه ببرود لتتركه ينزف دون علاج أو أطياف رحمة !! و الألم ينهش فيه دون رحمة ....
= انا تعبت والله العظيم تعبت ! اللي انا في مش سهل ممكن ابين قدامكم كلكم اللي انا كويس وجامد و مش فارق معايا حاجه ,بس ده اللي انتم شايفين لكن انتي ما تعرفيش انا مريت بي ايه و بحس بي ايه كل يوم وأنا لوحدي؟ انا اتوجعت كثير قوي فراق اهلي كلهم مره واحده ما كانش سهل عليا .. ومش قادر لحد دلوقتي اتخطى اللي انا فيه لأني إللي فيه مش سهل يتنسي اصلا ! ده مش يوم ولا يومين دول خمس سنين بحالهم وانا في العذاب ده لوحدي .. غير الوجع اللي انا فيه دلوقتي ! انا مش جامد ومش هيهمني حاجه مش نفس الصوره اللي رسمها في خيالكم ..
كأنت كلماته حقا مؤلمة جدا وضعت يدها فوق فمها تحاول إيقاف تلك الدموع التى تسيـل منها دون توقف, كأن حاله صعب جدا, سقطت دموعه بحسره وألم، ليصبح قلبه مغلف بالقســوة المميتـة قائلاً بيأس : انتي معاكي حق انا ممكن اكون فعلا بجرحك و بهينك دائما بس والله ما بكون قصدي ! انا اصلا ما ببقاش حاسس على نفسي بعمل ايه ؟ وممكن ما كنش جرحتك انتي بس و جرحت غيرك كثير كمان بس انا مش بقصد برده ! بس حاولي تحطي نفسك مكاني ولو ثانيه واحده والله العظيم ما هتقدري ولا حد يقدر يستحمل اللي انا مريت به وكل ده و انا على طول لوحدي .. فجاه لقيت نفسي مسؤول عن مسئوليه كبيره مش قادر حتي أقول ولا اعترض انا قدها ولا مش قدها .. هنجح فيها ولا لاء ؟ كل اللي انا فيه مش باختياري ! انا مجبر على كل حاجه بعملها .. وبجي على نفسي دائما علشان غيري .. فـ ما تستنيش مني بعد كل ده تلاقي مني حنيه ولا قلب طيب ! عشان انا بقيت عامل ذي اللي ما عندوش قلب ولا بيحس حتي بنفسي ولا بغيري !! بس غصبا عني ما تعرفيش يعني ايه؟ يكون ابنك محتاج مساعده وانتي واقفه عجزه ومش قادرة تعمليله حاجه .. احساس وحش بجد
ثم صمت لبرهه يستعيد ما مر به في حياته وتابع بكسره : بس نفسي ارجع زي زمان انا ما كنتش كده , مكنتش ما عنديش قلب، كنت بحس بغيري و بساعد غيري ! نفسي الاقي راحه البال ،نفسي ارتاح من كل اللي انا فيه ده .. بس زي ما قلت لك مش باختياري
مسح دموعه قائلاً متنفس الصعد بصعوبة: سامحيني يا ليلي انا اسف على كل حاجه عملتها معاكي ! وحاضر لو عاوزه تطلقي هطلقك
وقفت ليلي مترددة ثم ثبت عينيه على عينيها اللامعة بالدموع واقتربت منه بتردد وأستطردت: على فكره انا خلصت شغلي النهارده من الساعه سبعه ,وكل يوم بخلص وبرجع على البيت على طول اقعد هنا شويه وبعد كده بروح أقضي طول اليوم مع ماما بساعدها في ترتيب البيت والاكل واستنى لحد ما تاخذ العلاج وامشي كنت كل يوم على كده معاها لما هي كانت بتسالني فين جوزي كنت باقول لها انك بتسافر ساعات للشغل و بتتاخر وانا بزهق من القعده لوحدي ... قالتلي طب خلاص تعالي اقعدي معايا بس خذي موافقته جوازك الاول .. لو مش مصدقني ممكن تسألها , وانا كنت هاقول لك بس انا مش لاقيك في حياتي عشان اقول لك اصلا ! انت بتنزل الصبح وبترجع علي بالليل وساعات مش بترجع اصلا ! وحتى لما بترجع بتفضل حابس نفسك في الاوضه و انت قلتلي مش عاوزه اشوفك ولا ليا علاقه بيك .. وبعد كده دخلنا في موضوع الحقن المجهري وما لحقتش اقولك .... زهقت من القعده لوحدي انا طول اليوم باكل وبشرب لوحدي لحد ما زهقت فقلت اما اروح اقعد مع ماما وهي كمان لوحدها ...
نظر لها بحزن وهز رأسه بهدوء وقال: ماشي !
نظـرت له ولمعت عينيها بكسـرة هزته للحظات قبل أن تستطرد بحزن تعمقها : وليد انا عارفه ان انا غلطت غلطه كبيره صعب حد يغفرلها غير ربنا سبحانه وتعالى ! لكن بنى ادم زيي ما اعتقدش , بس انا اهو بحاول ابعد و اصلح من نفسي .. وعلى فكره كمان انا مش محتاجه منك كل شويه تقعد تفكرني انا كنت بشتغل إيه قبل ما تتجوزني ! عشان انا مش بانسى اي لحظه مرت عليا وانا بشتغل الشغل ده .. زي ما انت كمان اتعذبت في حياتك انا كمان اتعذبت وتعبت , و نفسي انسى و اعيش حياتي بس انت كل شويه تفكرني وتعايرني كمان .. معاني انت ما لكش الحق في كده ! ايوه انت ليك حق تحاسبني من اول ما اتجوزتني بس! وانا والله العظيم بحاول على قد ما اقدر اصون شرفك من ساعه ما بقيت علي ذمتك ...
تالم من حديثها ليقول بندم: خلاص يا ليلي انا اسف !
هرولـت دموعهـا من بين لؤلؤتيها هربًا من حاله لتقول: انا مش باقول لك كده عشان تتاسف لي ! انا كمان عارفه ان انت عملت كده غصب عنك ما كنتش تقصد ! والله حاسه بيك ومقدر اللي انت فيه .. وصعبان عليا قوي ونفسي اساعدك ..
لتتابع حديثها قائلة بحزن عميق بنبرة مترددة : على فكره انا ما عنديش مانع انك تلمسني عشان تخلف اخ لي أبنك و ان شاء الله يتعالج .. انا بس كل مشكلتي عاوزه احترام منك وبس ! مش هتبقى انت والزمن عليا كفايه اللي انا فيه ما تحملنيش فوق طاقتي !!
نظرت له ثم هتفت بصوت هادئ : انا مش هامشي مش عاوزه اتطلق ! موافق كمان على طلبك اللي انا رفضته من شويه ! بس كل ده عاوزه قصاده حاجه واحده بس منك ؟ طلب يا سيدي مش شرط حتي
اعتدل في جلسته متسائلا بلهفه: عاوزه ايه ؟!..
قالـت ليلي بجزع : ممكن تبطل كل شويه تجيب سيره شغلي القديم وتعايرني بيه ؟؟ انت مش عارف انا اللي بيحصل لي لما بتقول لي كده بكره نفسي اكثر ما كرهه .. ده برده احساس وحش ومش سهل عليا ! الواحد لما بيكره حد اسهل حاجه يبعد عنه؟ ما بالك انا بقي بكره نفسي !!
شعر بلجـام لسـان وليد كم احتقر نفسه تلك اللحظة ليقول سريعه: حاضر يا ليلي والله العظيم هحاول على قد ما اقدر ما هجيب سيره شغلك ولا اضايقك بكلامي !
إنزلقـت غشـاوة الدموع على عينيها الزرقـاء : من غير حتى ما تيجي على نفسك حاول ياسيدي تمثل أنك بتحترمني حتي ! . لحد ما المؤهله تعدي وابنك يخف وتطلقني
كأنت نبرتها مؤلم بالفعل شعر بها وليد لاول مره يلاحظ ألمها الذي كان قبل سابق يسحقها مثل الجميع,قال وليد بصوت مختنـق : ليلي انا مش بكرهك للدرجه دي ! كل الموضوع ان انا مش عاوز يبقى في حد في حياتي , انا ممكن جيت طلبتك للجواز بنفسي بس برده غصبت نفسي عليكي ! انا مش بقول لك كده عشان احملك الذنب لا .. انتي ما لكيش ذنب في اي حاجه ملكيش دعوه باختياراتي .. بس انا اجبرت نفسي عليكي عشان اجيب اخلي لي ابني بس ! ممكن هو ده السبب مش قادر اتقبلك في حياتي لحد دلوقت ..
فأردف بتصميم اوضح انه لا نقاش بعد الان : بس خلاص صدقيني من هنا ورايح مش هحاول ! لا لازم احترمك مش هضايقك ثاني ولا بتصرفاتي ولا بالكلامي ... انتي معاكي حق ده الافضل لينا احنا الاثنين نحاول نتقبل بعض لحد ما اللي احنا فيه ده يعدي على خير ..
تنفست الصعداء زافره براحه لتقول بابتسامة وسط دموعها: تمام وانا مش عاوزه غير كده ...
هز رأسه بهدوء مبتسم لاول مره ولاحظت ذلك هي أن يحمل ابتسامه لتجذبها إليه ، وكأنها كانت لها مفعول اخـر جعلتها كالمغيبـة تتحـرك دون أن تدرى بهـول ما سيُحط عليها من تخطيها لتلك الجدران التى هَلكت في بناءهـا ..حتي فاقت علي صوت وليد وهو ينهض قائلاً: انا ورايا شغل دلوقتي .. آآ يبقى نتقابل بالليل بقى سلام
إتجـه ناحية الباب خارج دون انتظار تعليق منها وهي لم تكن تعلق من الأساس لأنها كانت تائهة وسط متهتها تدور بها بلا نهايه .. .
__________________________________
دلف وليد الى داخل المنزل بعد سهرة طويلة قضاها في ما بين العمل والمستشفي, اغلق الباب خلفه ودخل بخطوات بطيئة الى غرفة النوم خلع قميصه ورماه ارضا يتعب وبدل ثيابه ثم خرج وذهب باحث عن ليلي وكما توقع... كانت ليلي نائمة على السرير وهي ومتدثرة بغطاء طخين يغطي جسدها بالكامل ... تنهد بعمق وباحباط وهي يراها نائمه ..نظر لها وهو يفكر فما تحدث معها منذ قليل ولا يصدق حتي الآن بأن اقترح عليها أن يلمسها حتي ينجب ! كأن لايريد ذلك لكن ليس بيده حيله .. ألتفت حتي يخرج من غرفتها لكن توقف لحظه يفكر بأن ينام جانبها حتي يكسر الحواجز بينهما سريعه وأقترب من الفراش ثم رمى بجسده على السرير جانبها وغط في نوم عميق ...
في اليوم التالي استيقظت ليلي بعد عدة ساعات لتتفاجئ به نائم بجانبها ... ارتبكت بشدة من وجوده بجانبها والتصاقه بها ... قفزت من فوق السرير بسرعة وظلت متجمدة في مكانها وهي تتطلع الى جسده وملامحه وهي نائم بهدوء تتأمله يتفحص لاول مره منذ زواجهم و تلاحظ بأنه وسيم جدا واخفضت نظرها إلي عضلات جسده الرجولي ثم... كسا الاحمرار وجنتيها فخرجت بسرعة من غرفة النوم متجهة الى المطبخ ...
اما هو استيقظ بعد فترة قصيرة ليتفاجأ بالفراش خالي جانبه ... تثائب واضعا كف يده على فمه ثم نهض من الفراش وسار متقدم خارج الغرفة ... بحث بعينيه عنها في صالة الجلوس الا انه لم يجدها ... دلف الى المطبخ ليجدها هناك ويبدو انها تجهز الطعام ... شعرت بوجوده فالتفتت نحوه لتسارع بأشاحة وجهها بعيد عنه بعدما رأته أمامها قائلاً:
صباح الخير ...
ابتسمت بشده أن لم يتجاهل إياها مثل كل يوم.. أجابت بخفوت عليه وهو يتجه ناحية الثلاجة ويفتحها ليتناول منها القليل من الماء ... اغلق الثلاجة وخرج من المطبخ .. حتي أنهت ليلي تحضير الطعام اخيرا ... حملت الطعام وتوجهت به الى صالة الجلوس واضعة اياه على الطاولة ... ما ان جهزت الطاولة حتى تقدمت ناحية وليد الذي يجلس امام التلفاز لتهتف به وهي تتمني أن يوافق على مشاركاتها الطعام لو لمره واحده منذ زواجهم : انا جهزت الغدا ... مـ ممكن تيجي تاكل معايا
هز رأسه بهدوء نهض من مكانه واتجه ناحية الطاولة اتسعت ابتسامة ليلي بشده وذهبت خلفه ... بدئا يتناولان طعامهما وقد شعر وليد بالتعجب الشديد كون ليلي تتقن الطبخ ممتاز انها تعلمت إعداد العديد من الأطعمة منذ ان كانت صغيره بمساعدة والدتها حنان ... حاول وليد أن يتحدث في اي شئ قائلاً: رايحه المستشفى النهارده
ابتسمت ليلي علي أنه تحدث معها ,وهزت رأسها نفيا وهي تقول بهدوء : لا النهارده الجمعه اجازتي ! وانت وراك شغل مش المفروض اجازه انت كمان ..
أجابها دون ان يتطلع اليها : عندي اجازه من مصلحه الضرائب وفي الدروس الاولاد .. بس ورايا كتب كثير عاوزه تترجم , هقعد اترجمهم في البيت
هتفت ليلي بلطف: ربنا يعينك ..
أنهي وليد من تناول الطعام فقد تناول كل ما في الطبق يبدو عليه الجوع حقا : شكرا على الاكل !
ابتسمت ليلي بعفوية وهي تنهض تحمل الطبق : بالهناء والشفاء ..
__________________________________
في المساء ... تقدمت ليلي ناحية وليد بخطوات مترددة داخل غرفته وكان منغمص بعمله... وقفت امامه لتهتف به : وليد ..
رفع نظره عليها قائلاً باهتمام: خير ... عاوزة حاجه يا ليلي ...؟
تقدمت منه و وضعت كوب القهوه من يدها قائله بابتسامة: انا عملتلك قهوه .. بقيلك كثير أصلي بتشتغل قلت اكيد محتاجها
نظر لها بهدوء ثم ترك القلم زافر بتعب وإرهاق قائلاً وهو اخذ فنجان القهوه يريد يأخذ قسط من الراحه: متشكر يا ليلي كنت محتاجها قوي فعلا ..
ابتسمت ليلي بخفه والتفتت لترحل حتي قطعها وليد متردد: ليلي لو مش بتعملي حاجه تعالي اقعدي معايا شويه ... آآ عشان يعني ما تزهقيش و انتي قاعده لوحدك بره , انا عارف انك زمانك دلوقتي كنتي قاعده مع والدتك
ابتسمت هي في داخلها علي تغير معاملته معاها واقتربت تقف جانبه شرب قليل من القهوة وهو يسألها : قوليلي يا ليلي ... هو انتي ما عندكيش اخوات
اجابته وهي تهز رأسها : لا ما عنديش بابا اصلوا اتوفى وانا عندي سبع سنين .. وماما رفضت تتجوز بعد منه عشاني
أردف متسائلا بفضول لمعرفة المزيد عنها : هو ابوك مات ازاي ...؟"
قالت بدموع وهي تتذكر وفاته: عمل حادثة ومات ... كان عندي سبع سنين وقتها ....
هز رأسه بتفهم قائلاً: ربنا يرحمه ...
أردفت هي تسمح دموعها قائلة بصوت متحشرج : وانت كمان ما عندكش اخوات و ليك قرايب ثاني غير اللي ماتوا ..
حرك كتفه قائلاً بعدم مبالاة: لا ما عنديش اخوات انا كنت وحيد ! هو ما ليش غير خالتي فايزه هي إللي فضله لي ربنا يخليها
سألته باستغراب دون تفكير: هو انت ليك خالي طب هي محضرتش فرحنا ليه
قال وليد باقتضاب : واقول لها ليه واديها امل لما احنا كده أو كده هنطلق ..
نظرت إليه بحزن ثم سألته بنبرة جادة وملامحها أيضا: عشان هنطلق ولا كنت مستعر مني !!
إتسعت عيني بصدمة جعلتها تخفض رأسها نحو الأسفل بخزع قائلاً: ايه اللي انتي بتقوليه ده يا ليلي ؟ انا ما فكرتش في كده.. ومش ده اللي جاء في دماغي عشان كده خبيت عليها ! كل الحكايه هي كانت نفسها اتجوز واشوف حياتي كانت تعبانه قوي عشاني .. فكرت انا لو قلت لها هاديها امل وهتفرح لي أوي وقتها ! بس بعد كده بمده هاجي و هاقول لها ان انا هطلق اكيد هتزعل
تحدثت من بين دموعها : طب ما انا لما احمل واخلف ..هتقول لها علي الطفل ايه وقتها ؟!..
تحدث وليد بجدية: اكيد طبعا هاقول لها ساعتها كل حاجه .. بس هتفرق لما هاقول لها بعد ما نطلق احسن !
هزت راسها له بضيق شديد وقالت بصوت مرتجف: عن اذنك
لكنه منعها واقترب منها ورفع رأسها بيده متسائلا بنبرة مبهمة : استني بس يا ليلي.. طب انتي زعلتي ليه ما انا شرحتلك موقفي .. يا ليلي افهميني انا ما ليش غير خالتي وهي مش بتخلف ومعتبريني زي ابنها وكانت على طول شايله همي .. انا ما رضيتش ازعلها
هزت رأسها بضعف وتفهم قائله بهدوء: خلاص يا وليد مش متضايقه دي حياتك وانت حر فيها .. طالما وعدتني هتحافظ على كرامتي مش هتهنى ثاني ده كل اللي انا عاوزه مش فارقه معايا عرفت خالتك ولا لا
وضع فنجان القهوه فوق الطاوله المكتب بينما اقترب هو منها قائلاً بجدية : انا وعدتك ليلي خليكي متاكده من كده
عندما قال هذه الجمله اقترب منها اكثر ينظر في عينيها مباشره اشتده يده على خصرها .. توترت هي بشده من قربه الصريح تسارعت انفاسهما سويا وكست الارتعاش جسديهما ... احست أنه قريب منها هيج فيها مشاعر لم تعرفها من قبل.. هبط بانظاره ناحية شفتيها ليتطلع إليهما بنظرات غموض أربكتها كثيرا واضطرابا ... الا انه في لحظه التقط شفتها بقوه صدمتها وهو يعمق من قبلتها ويكتسح فمها اكثر وأكثر وعنف .. كأنه ينتقم أو يغصب نفسه علي ذلك ..أرادت أبعده عنها بعيدا لكن جسدها مخدر ..
حملها فجاه وسار بها إلي الفراش.. امتدت يده ناحية ملابسها ... خلع بچامتها عنها تبعها بقميص نومها ليظهر جسدها العاري امامه ثم تقدم ناحيتها مرة اخرى مقبلا ومازال يعنفها ... كانت خجولة وهي تحاول قدر المستطاع تبادله ..فشعرت بانفاسها تزداد بشدة وصدرها يعلو ويهبط من فرط المشاعر التي اجتاحتها بجسدها يرتجف بالكامل ... انتهاء المطاف بالابتعاد عنها تارك اياها .....
ابتعد عنها فورا ما ان شعر بنفوره من ناحيها هو بسبب ما يقوم به و خرج من الغرفة باكملها تحت أنظارها المتألمة ... جلست على السرير محتضنة جسدها بذراعيها ودموع الخوف تنهمر على وجنتيها بغزارة ... كانت تشعر بموجة من الأحاسيس المختلفة بين الحزن والأسف والخجل ... هي صحيح زوجته لكن لم تشعر بذلك من الأساس وأخذت وعد على نفسها بأنها لا توهم بنفسها أو تتعلق بيه ! وهو لم يساعدها علي ذلك بلا عن العكس تماماً هو ليس مستعدة ابدا لها ... ازدادت عبراتها انهمارا ومعها شهقاتها ... لقد خرج وهو غاضبا ... انه غاضب بتأكيد من قربه لها ... هو مزال لا يريدها .. وليس متقبلها من الأساس .. يريدها من أجل الانجاب وعلاج ابنه فقط !!
__________________________________
دخل وليد الى الغرفة بجسد منهك فقد ظل يقود سيارته لأكثر من 4 ساعات متواصله دون هدف محدد محاولاً خلال هذه المده تهدئت بركان المشتعل بداخله .. ليتفاجا بـ ليلي مازالت بغرفته تجلس أعلي الفراش تحضنه نفسها وصوت بشهقات متتالية عالية
أقترب منها سألها بتعجب : مالك ...؟"
رفعت راسها تنظر إليه لتقول بنفس مقطوع : ما فيش حاجه ..
نهضت لتقف لترحل من الغرفه, وقد لاحظ دموعها التي بدأت تنهمر على وجنتيها أوقفها يمسح دموعها قائلاً بألم: زعلانه مني صح .. ليلي انا اسف ما كانش قصدي .. بس مش عارف مالي
لتخفض رأسها نحوه الأسفل ,اقترب منها ورفع رأسها بيده متسائلا بنبرة مبهمة : انتي مش بتردي عليا ليه لسه زعلانه
هزت راسها برفض هاتفه بهدوء مصتنع: لا مش زعلانه
سحبها ناحيته وضغط جسدها النحيل على جسده ويده خلف ظهرها وهو يتامل وجهها ودموعها تجري من محجري عيناها , امسك بيديها واحده وبدات يده تتجول بلطف جسدها واقشعر جسدها وكان قلبها ينبض بشراسة وانفاسها صعب المنال سقطت يده علي ربط الروب الذي ترتدي وسقط من على اكتافها تشعر يبعث موجه غريبه في جسدها وهي تنظر له بالم شديد شعرت بإهانة حقا والخزي من نفسها تشعر كأنها إله تستخدم فقط ! هذا فقط ما تعني له لا اكثر تنهد وليد بيأس وابتعد قليلا قائلاً: وبعدين يا ليلي كده مش هينفع ! انا مش فاهم مالك بتعيطي ليه ؟ وانا مش هقدر اقرب منك بالطريقه دي وانتي كده ..
لتجيبه بنبرة معتذرة ونفس مقطوع : مش هقدر .. مش عاوزه كده العلاقه ما بيننا تكون كده يا وليد , حاسه برده نفس الاحساس اللي كنت بحسه آآ لما كان حد ياخذني غصب .. بس الفرق انت مش انا ؟؟
ابتعد عنها سريعاً وقد لاحظ دموعها التي بدأت تنهمر على وجنتيها ليقول بحزن:طب اهدي.. هبعد خلاص أهو.. ليلي صدقيني العيب فيا انا مش فيكي .. ممكن يكون اللي الوضع اللي احنا فيه هو اللي مخليني كده !
ظروف في كل واحد فينا ؟ واتجوزنا ازاي بعض ؟ كل ده اللي احنا فيه طبيعي !
تحدثت من بين دموعها : مش عاوزه احس بـي اهانه وغصب ثاني
اجلسها على السرير وجلس مقابلا لها ... تحدث بصوت حنون وقد شعر بالشفقة من اجلها : والله ما حد هيهينك ثاني ولا يدوس على كرامتك ! و مش هتعملي حاجه غصب عنك
ثم هزت رأسه بضعف بينما اقترب هو منها متسائلا : ليلي ممكن تثقي فيه ! و تصدقيني ..
اجابته بصدق : انا لو ما كنتش بثقه فيك... ما كنتش اتجوزتك
ابتسم وليد بخفه قائلاً بصبر: طب انا اوعدك بكده .. وبعدين خلاص مش لازم النهارده خلينا ناخذ وقتنا براحتنا ...
تنفست الصعداء براحه متحدثه بابتسامه هادئه: شكرا .. ممكن اطلب منك طلب
- اكيد اتفضلي .. عاوزه ايه؟؟..
قالت ليلي بتردد: انا على طول بشوفك بتقعد تسهر تترجم كتب انجليزي .. لو ما عندكش مانع انا عاوز اساعدك فيهم انا عندي وقت كبير مش بعمل في حاجه ..
عقد حاجبيه متسائلا: طب هو انتي بتعرفي انجليزي
هزت راسها له بالايجابي لتقول بلهفه: ايوه بعرف .. ممكن اساعدك فيهم , بدل ما بتعملهم لوحدك أنت بتتعب قوي
نظر لها بدهشة من إصرارها من مساعده ثم
تنهد وليد قائلاً بابتسامة: تمام ما فيش مشكله .. هبقى اديكي كتابين تترجميهم
__________________________________
بعد اسبوع ..
كأنت دائما ليلي تشعر المنزل غريب ساكن! لم تشعر لو لحظه انه منزلها ,فـ كان المنزل خالي من الحب والعطف والحنان وجو العائله ....
مساءا كان واقفا امام النافذة يتابع الشوارع بينما عقله غارقا في التفكير ... كان يفكر في هذه الليلة وكيف ستمر عليه ...؟ هو ما زال مترددا فيما ينوي فعله ... لكنه مجبر على إتمام هذه الزيجة ... فلا داعي للمماطلة اكثر من هذا ... شعر بها تخرج من المطبخ كانت تغسل بعض الاواني وسارت بخطوات بسيطة الى داخل غرفتها لتنام فاستدار ناحيتها وجدها ترتدي بيجامة حمراء ذات رسوم كارتونية كما اعتادت ان ترتدي طوال الوقت ...
اتجهت ناحية باب غرفتها بنية النوم حينما اوقفها متسائلا : هتنامي ...؟
اجابته ليلي وهي تهز رأسها : اه هنام... في حاجة .. عاوز حاجه أعملهالك قبل ما انام
تقدم ناحيتها وتوقف امامها تحدث قائلا بجديه : ليلي احنا هنفضل كده لحد امتى ...؟
سألته ليلي بعدم فهم : مش فاهمه تقصد ايه
قال وليد بصوت مسموع : قصدي كفايه تضيع وقت ولازم جوازنا يبقى حقيقي ...
اضطربت ملامحها بالكامل وهي تستمع لجوابه تحدثت قائلة بصوت متردد بضيق: تاني يا وليد بلاش احسن حتي عشانك ! انت لسه مش جاهز لكده ؟!.
هز رأسه برفض قائلاً بجدية: لا ما تقلقيش مش هيحصل زي المره اللي فاتت ؟ وبعدين دلوقتي ولا بعدين هيحصل
= معاك حق ...
قالتها بشرود مستسلمة له, بينما هو اقترب منها مقبلا وجنتيها بخفة ارتجف جسدها بالكامل بينما شعرت بشفتيه تتخذ طريقها نحو شفتيها ... اغمضت عينيها تستقبل قبلاته الثملة على وجهها ...اخذ يقبل وجنتيها ... عينيها ... انفها ... واخيرا ثغرها ... حاولت الابتعاد عنه بارتباك لكنه منعها لا يريد التراجع عن ذلك الخطوه ولا يعطي نفسه مساحه للتفكير حتي.. وكل ما يريده الآن أكمل ما يفعله دون رجعه !! ...
حتي في.. لحظه.. أو لحظات ..دقائق أو ربما ..ساعات انتهاء كل شئ وامتزج ضلوعها ليكون واحد، شاهدت وهو يعتدل في جلسته بهدوء وارتدي ملابسه و سحب نفسه للخارج دون حديث .. ! أغمضت عينيها بقوه والدموع تسيل منها لا ترتد أن تري ملامح وجهه ولا تري نظرت اشمئزاز أو ندم من قربه منها ! اهتزت الستارة الغرفه ليظهر القمر واضح في السماء ليكون شاهد علي ضجيج قلبها الذي يتسارع مع ليلي الذي وعدت نفسها بأن لا تقع في حب رجل إلا هو بذات وها هي الآن مغرمه بيه ومستسلمه لمشاعرها لم تشعر بالامان مطلقه في حياتها لكن الأمر مختلف إلي معه ! لقد وقعت في بئر الحب ! عشق لا يرحم , الذي سيجعلها تتالم وتحزن أكثر ؟! لماذ هو بالتحديد ..
لم تكن تخوض تلك العلاقة لاول مره في حياتها؟ لم تكن مرتها الاول؟ لم تكن عذراء ! لكن بسبب الماضي كانت تكره هذه التجربه وأصبحت تشمئزاز من تلك العلاقة بشده ولا تريدها.. لكن معه لا تستطيع السيطره على جسدها ؟ لمساته لها شعرت بأنها تحلق بالسماء ! لكن لماذا تحزن الان ؟ الحب ليس بيديها ! لا تريد ان تحبه ؟ لكن ليس بديها حقا .. القلب هو من يختار حبه ! اصبحت متاكده انها قد أحبته فعلا من قلبها بصدق ! و قلبها ينبض له وحده ......
__________________________________
مرت الايام جيده للغاية عليهما التقارب بينهما يزداد اكثر وأكثر ... مشاعر ليلي تحركت ناحية وليد وباتت تشعر بانها بالفعل تحبه بلا تعشقه ..مما كأن يحزنها أكثر وأكثر لأنها متاكد 100٪ لم يبادلها ذلك العشق ابدا ...
وضعت ليلي الطعام فوق الطاوله وفي نفس الوقت خرج وليد من غرفته بعد أن بدل ملابسه فـ أصبح كل يوم يشاركه معها الغداء .. مما أسعدها بشده ! هي تعرف جيده بأنه يرجع مخصوص فقط لأجل يصعف الوقت معها من لمسها واستمرار العلاقه بينهما أكثر وأكثر حتي تحمل بسرعه لا اكثر... لكن هي حتي راضيه بذلك جدا يكفي لم تعد لوحدها مثل سابق..
ومثل كل مره ينتهي من الطعام يدلف غرفته وينده عليها بصوت خافض : ليلى تعالي عاوزك ..
لتفهم علي الفور ما يريده منها لتنهض ذهابه إليه دون حديثه تستسلم له..
في الداخل رفع ذقنها طبع قبلة خفيفة على شفتيها .. تبعها بقبلة اخرى اكثر عمقا تفاجأ بـها لأول مرة بادلته اياها بلهفة خجولة وهي تحاول قدر المستطاع الا تشعره باي نقص من ناحيتها ... تحاول ان تجعله يشعر بانها انثى كاملة لا ينقصها اي شيء ... انثى قادرة على ارضاء غريزته الرجولية ...
قبل وجنتيها بخفة ثم بدأ يقبل شفتيها برقة إذابتها وانستها جميع ما حولها ... ولم يعد يشعر وليد تجاهه بالنفور أو قرف أو اشتـئمزاز بلا العكس تماماً تعود علي قربها منه جدا ... بلا كأن يحفز على ذلك العلاقه بينهما .. !!
أما هي سعاده بذلك بشده أنها لم تعد تشعر منه النفور منها عندما يقترب منها.. لكن سرت في جسدها موجه كهربائيه لم تعد تعلم ما هي لكنها غريبه جدا قلبها بدا ينبض بقوه وكانها افتقدت طاقتها كلما ازدادت تقربه منها ...
نهض وليد من السرير وارتدى بنطلونه بينما لفت ليلي الغطاء على جسدها العاري وهي تنظر اليه بتعجب سألته باستغراب : رايح فين ...؟
اجابها وهو يتجه الى الخارج بهدوء : هروح اشتغل شويه على كتب ترجمه.. كملي نوم انتي
لكنها لم تنام بلا لفت الغطاء عليها ونهضت قائله بلهفه: طب استني هلبس هدومي واحصل لك عشان نترجم سواء ذي كل يوم ..
وأشار بها اليها قائلاً بجدية: لا يا ليلي خليكي انتي مش كل يوم لازم يعني تتعبي نفسك معايا.. خليكي انتي انا متعود على كده
هزت راسها برفض هاتفه ببساطه: بس انا مش بتعب ولا حاجه.. بالعكس انا مبسوطه واحنا بنشارك حاجه مع بعض و....
صممت لتدرك ما قالته وهو يتطلع إليها بإستغراب لتقول سريعاً: قصدي يعني بدل ما كل واحد قاعد لوحده في اوضه زي الاول .. انا بزهق طول ما انا قاعده لوحدي
حك ذقنه بانامله وهو يشعر بالضيق من عنادها ثم قال : خلاص انتي حره ..
__________________________________
بعد شهرين .. !!
وضعت ذراعيها المستندتان علي طاوله بداخل المستشفي واغمضت عينيها لحظه لتدوي في بصره ملامح وليد الجاذبه ولا نريد التخلص أو إيقاف عقلها في التفكير بيه .. تنهدت بانكسار تريد التخلص من حياتها تحاول الفتره الماضيه بصعوبة شديدة عدم اظهار مشاعرها كلما اقترب منها وليد ام تحدث معها ! تعلم جيدا أن ذلك العشق سوف يكلفها كثير الالام والمتاعب في حياتها فـ هو من الصعب انه يبادلها نفس المشاعر .. أرجعت و وضعت رأسها خلف المقعد الذي تجلس عليه شعرت بحزن شديد ..لماذا تكون نهايتها الزواج من شخص تعشقه وهو لا يعشقها ؟ لما دائما ابواب العذاب تقع من نصيبها هي في ذلك الدنيا .. كأنت وهي طفله صغيره تحلم كـ مثل أي مراهقه صغيره أن تكون اميره وتعيش قصه حب جميله ورائعه لكن كل شيء ذهب ولن يعد, شعر بخيبة امل و حزن بخيمه قبلها .. .
- لـيـلي .. .
أفاقت علي صوت الذي وقعت عاشقه له وانتهي أمرها بالعذاب رفعت عينها تنظر إلي وليد واقف أمامها قائلاً: مالك يا ليلي عمال انده عليكي سرحانه في ايه
انتبهت له ونهضت سريعا قائله بتوتر:
هاه لا ولا حاجه انت هنا من أمتي؟؟
هتف وليد بهدوء وقال: ابدا جيت من ساعه كنت بطمن علي سليم .. سالت وائل عليكي فاضل لك قد ايه في الشغل قال لي نصف ساعه قلت اعدي عليكي و استناكي نروح سوا ...
تطلعت إليه بيأس وهي تشعر بمشاعر غريبة تدركها لأول مرة ... مشاعر هو وحده نجح في ايصالها اليها ...وكل يوم تتعمق أكثر وأكثر داخلها ! إلي متي سوف تظل هكذا ؟!..
__________________________________
في المساء ..
كان وليد واقفاً أمام الحمام فى إنتظار خروج ليلي بفارغ الصبر , مرر يده فى شعره بتوتر وهو يجدها قد تأخرت هكذا , هم بطرق الباب ولكنه تراجع وهو يُذكر نفسه بتوترها هى الأخرى فلن يزيده بأفعاله هو , هو من يجب أن يتحمل قليلاً وليس كل مره يحمل لها الذنب ,أخذ يجوب الممر أمام الحمام ذهاباً وإياباً إلى أن وجدها تفتح الباب فركض تجاهها , نظر إلى الدموع المنهمرة من عينيها بصدمة ولكنه حاول تجاوز ذلك فهتف قائلاً بهدوء قدر إستطاعته: ما فيش حمل صح ! زي المره اللي فاتت الاختبار سلبي .. خلاص يا ليلي مش مهم .. معلش نجرب تانى و.....
- أنا حامل
هتفت بها ليلي تقاطعه ببكاء فإتسعت عينيه قائلاً بغير تصديق بصوت متقطع: بجد حـ آآ حامل ؟؟.
هزت راسها له بالايجابي لتقول بابتسامه عشق أنها تحمل قطعه منه قائله: ايوه يا وليد أنا حامل .. الاختبار طلع ايجابي المره دي
- حامل بجد ؟ .. اخيرا خلاص هيجي اخ لسليم وهيتعالج ..
هتف بها وليد بغير تصديق وسعاده وهى تومئ برأسها إيجاباً أقترب وليد دون تفكير من فرط السعاده فإحتضنها ورفعها عن الأرض قليلاً وهو يدور بها قائلاً مرددا : سليم هيعمل العمليه ويخف .. ههه ابني هيعيش وهيرجع حضني من ثاني يا ليلي أخير ..
دائره بها بالغرفه يكـاد يطيـر فرحًا بحملها بسعاده مفرطة ابتسمت بفيض مشاعرها وهي تطلع له أنتبه إلي نفسه أخير وليد وهي قريبة منه إلي الحد ذلك ...وقد لمع في عيناه بريق غريب, لفحـت أنفاسـه بشرتهـا البيضـاء، ليرتعـش جسدهـا.. تسـرعت انفاسه وهو ينظر إلى عينيها ليحملق بهما بشرود ... في بحور عينيها فقط يجد ضالته ... مرساه ... وهواه ... لتشـرق عينيهـا الزرقـاء بلون السماء المشعشعة شئ ما يجذبه بها معلنـة عن بدء رحلة جديـدة ..قد تكون مفعمة بالعذاب !! أنزلها أرضا بهدوء وحاول إخـراج الكلمـات بصعوبة وكأنها تجذبه عنوة: انا اسف .. ما اعرفش عملت كده ازاي ؟.
هزت راسها بيأس وهمست بصوت يكاد يسمع : ولا يهمك انا مش متضايقه