رواية حبيبت عبد الرحمن الفصل الخامس عشر15والسادس عشر16 بقلم سلوي فاضل


 رواية حبيبت عبد الرحمن الفصل الخامس عشر15والسادس عشر16 بقلم سلوي فاضل

 انهيار تام

سقط عبد الرحمن على الارض فزعت حافظة ورجعت بعض الخطوات للخلف ورن بأذنها كلمة حبيبة لها " لو كنت شوفتيه وهو بيقع على الارض مش حاسس بحد، والله كنت شوفتي أي حاجة ما تستاهلش."

واندفع محمود اليه يحاول مساعدته وفزعت بسمة، جلست حبيبة بجانبه على الارض وتعالي صوت بكائها ورفعت راسه على قدميها، 

حبيبة: والله أبدًا يا عبد الرحمن أنا بعدت عشان ارضيها عشان ما تتعبش كده عشان تفضل واقف على رجلك عشان بحبك اكتر من نفسي، قوم بالله، قوم يا عبد الرحمن متوجعش قلبي اكتر من كده قوم يا حبيبي .

طلب محمود الإسعاف ونقلته الي المستشفى و دخل العناية المركزة، وذهبوا جميعا معه حافظة ومحمود وحبيبة التي ظلت تؤنب نفسها وتلومها على ما وصل عبد الرحمن اليه في الوقت الذي صمتت حافظة ولم تنطق بكلمة فكانت مصدومة لم تتوقع ان يسقط عبد الرحمن و شعرت انها هي السبب قست عليه ولم ترحمه تلوم نفسها لأنها لم تكن تري سوي حقدها ورغبتها ولم تري ابنها وسوء حالته، ورجعت بذاكرتها للوراء فتذكرت ذلك اليوم الذي أنت ظرت اقتراب عودت عبد الرحمن من مدرسته واستفزت حماتها 

والدت عبد الرحيم: حافظة حطي الغدا ابنك قرب يرجع عشان يتغدى على طول.

حافظة: وأنت مالك ابني وأنا حرة فيه لما يوصل ابقي احط الاكل مش فارق عشر دقايق كمان.

عبد الرحيم: أنت بقيتي بتردي على كل كلمة و بتغلطي كتير لو فاكرة اني مش حقدر عليكي تبقي بتحلمي. 

والدته: لأ بتتحامي في ابنها عشان راجل ويتحمل الضرب بدالها بقت قبل ما يرجع تعمل ما بدالها وهو يجي يشيل.

عبد الرحيم: المرة دي حتشيل لوحدها وهنا مش في الأوضة.

ودخل واحضر حزامه وبدأ تأديبها وتعالي صراخها وصل عبد الرحمن رن الجرس كثيرا حتي نهضت جدته بحركة بطئية لكبر سنها وفتحت له الباب فرمي حقيبته اسرع الي والدته وضمها بقوة رغم صرخات والده عليه ليتركها، فجذبه والده بقوة شديدة والقي به على الارض فوقع على ذراعه واكمل عبد الرحيم تأديب حافظة.

تألم عبد الرحمن بشدة من ذراعه ولكنه تحمل وصمت ولم يستطع ان يحمي والدته وبعد ان أنت هي والده أنت به ان عبد الرحمن يعاني من ذراعه فاقترب منه وساعده لينهض من على الارض وتوقع ما الم به لم يتحدث ولكنه دخل وبدل ملابسه ليأخذه على المستشفى اما حافظة فلم تنتبه من شدة ألمها ونظرت اليه في عتاب.

عبد الرحمن: آسف يا امي.

جدته: راجل من يومك يا حبيبي بس مش المفروض تتأسف ناس تانية لو بتحس.

خرج عبد الرحيم واخده للمستشفى وهناك تم تجبيس ذراعه ولم يتحدث معه واكتفي ان ابتسم له وربت على ظهره.

عادت حافظة الي الواقع عندما ايتعمت الى الاطباء وقد شخصوا حالة عبد الرحمن على انها ارتفاع حاد في ضغط الدم ادي الي هبوط شديد بالدورة الدموية مع خطورة احتمال وجود نزيف بالمخ ووضعوه تحت الملاحظة واجروا له الاشاعات والاجراءات الطبيبة اللازمة ومنعوا عنه الزيارة.

ظلت حافظة صامته لا تتحدث تتابع حالته وهي ترجع بذاكرتها للوراء فتذكرت يوم زفافها وأول كلمات لعبد الرحيم معها بداخل غرفتهما:

عبد الرحيم: حافظة امي اغلي حاجة في حياتي خدي بالك منها وراعيها أوعي تزعليها شيليها جوه عنيكي كلامها يمشي عليا وعليكي ما تحطيش راسك براسها لأنها اكيد حتكون اقوي، هي اللي اختارتك وقالت انك من بيت طيب عشان كده اتجوزنا.

وتذكرت استياؤها من كلماته والعند والغيرة اللذان تملكاها. ثم عادت حافظة للواقع على صوت حبيبة فكانت تأنب نفسها طول الوقت و تقول بصوت واضح لمن حولها

حبيبة: أنا السبب، ياريتني ما سيبته يا ريته ماقابلني وكان فضل بخير 

محمود: يلا يا حبيبة لازم نمشي.

حبيبة: لا بالله يا محمود اطمن عليه مش حقدر.

محمود: بأي صفه يا حبيبة كفاية اللي طنط عملته في البيت. 

حبيبة والدموع تغرق وجهها: لا يا محمود بالله مش حقدر والله ما حقدر أنا السبب أنا اللي اذيته.

محمود: قعادك هنا مالوش لازمة وأنت حامل لازم ترتاحي كده حتاذي نفسك وتأذي االبيبي.

حبيبة: يا محمود أنا وجعته واذيته اسيبه كمان في الوقت اللي محتاجني فيه ازاي؟ هو محتاجني يا محمود عشان خاطري و رحمة بابا وماما خليني اطمن عليه ابوس ايدك سيبني.

اشفق محمود عليها وعلي عبد الرحمن فتركها شرط ان تهدأ وان تطاوعه في الطعام 

محمود: حاضر يا حبيبة حسيبك بشرط تهدي شوية وتأكلي اتفقنا.

حبيبة: حاضر ادعي له يا محمود ادعي له - ضمها محمود وحاول تهدئتها

مر يوم عصيب على الجميع ولم يكن اليوم التالي بأفضل منه فظل عبد الرحمن بحالة سيئة غير مستقرة وبدا على حبيبة التعب والارهاق واشفق عليها جميع من حولها و تعجبوا من إخلاصها لعبد الرحمن وحبها له الذي اصبح عملة نادرة لا يدركها الكثير.

اقبلت عليهم احدي الممرضات: يا مدام أنت كويسة شكلك تعبان قوي لازم ترتاحي، على الاقل عشان الحمل.

نظرت اليها دون اجابة ودموعها تنساب على وجهها ، ومحمود يتابعها بقلة حيلة

فاكملت الممرضة: طيب تعالي ارتاحي في أوضة التمريض جوة هو ممنوع بس لازم ترتاحي شوية.

تدخل محمود: حبيبة يا تسمعي كلامها وترتاحي جوة شوية يا اما اخدك ونمشي أنت مش شايفة شكلك أنت مش قادرة تقفي ولا تتحركي حتي، بتمشي وأنت محنية .

اماءت براسها موافقة وتحركت مع الممرضة ببطئ لترتاح قليلا

لم تكن حافظة بحال افضل فظلت صامته لا تفكر سوي بما وصل اليه ابنها ولازالت بأذنها كلمات حبيبة فتذكرت كل ما فعلته به وضغطها المستمر عليه منذ ان تزوج حبيبة وعدم سؤالها عن صحته واهمالها له بالرغم من انها لاحظت تدهور صحته وسوء حالته. وكانت تنظر لحبيبة وحالتها لا تفهم علاقتها بعبد الرحمن 

حدثت نفسها بصمت وهي تشاهد حبيبة وحالتها: أنا مش فاهمة أنت ازاي كدة مفيش على لسانك غير اسمه مش حاسة بتعبك رغم ان شكلك باين مش راضية تسيبي المستشفي وأنت متاكدة انه مش حاسس بالدنيا ، لما كنت مكانك كنت فرحانة ان جوزي ماشي كنت مستنية يمشي خالص فرحت في موته صحيح حسيت بوحدة بعده بس ارتاحت . ياتري مين فينا الصح كنت فاكره كلامك تمثيل بس اللي قدامي مش كدة طيب أنا ليه ماحستش بابني وتعبه لو عبد الرحيم اذاني طيب ما عبد الرحمن من يومه سندي كان بيشيل ضرب ابوه عني ولما ابوه مات كان بيعمل اللي يقدر عليه عشان يريحني طاب ليه ما حستش به ليه ما خوفتش عليه زيها ، فهمت جملتك وحاستها متاخر لما شوفته وهو بيقع قدامي خفت لأول مرة من زمن بعيد ؛.

ثلاثة أيام مرت لم يغادر أياً منهم المستشفي حاول محمود خلالهم الاهتمام بحبيبة وحافظة يلح على كلتاهما للطعام والشراب التزمت حافظة الصمت وحبيبة تأنيب نفسها وجلد ذاتها.

كانت حالة عبد الرحمن سيئة يردد بدون وعي اسم حبيبة دوماً وكلما فاق من غيبوبته سأل عنها ؛ تحسنت حالة عبد الرحمن قليلا أنت به لمن حوله والح في طلب رؤية حبيبة حتي سمح الطبيب المعالج 


الممرضة: مدام حبيبة ا/ عبد الرحمن فاق وعايز يشوفك والدكتور سمح بس طلب على قد ما تقدري ما يجهدش و لفترة بسيطة.

سعدت حبيبة بشدة ومسحت دموعها وساعدها محمود لتقف وحاولت ان تبدوا جيدة وان تستقيم مشيتها.

حبيبة: هو اتحسن؟ حالته أيه؟ طمنيني لو سمحتي - وذهبت مع الممرضة-.

اجابتها وهي تعاونها لتتحرك: هو اتحسن شوية بس لسه حالته ما استقرتش بلاش عياط، المهم الحالة النفسية عشان يتحسن والضغط يرجع مضبوط.

دخلت حبيبة مع الممرضة نفس الغرفة متعددة الاسرة ذات الستائر الخضراء بنفس رائحة الادوية التي تملا المكان واعادت عليها اسوء ذكرياتها، ادخلتها الممرضة عند عبد الرحمن بنفس حاله المرة السابقة وموصل به عدة اجهزة. 

اقتربت منه حبيبة وقبلت رأسه، وتألمت بشدة من اجله وما استطاعت ان تستقيم فانحنت تحدثت والدموع تسيل من عينها تجاهد لمنعها:

-: سلامتك يا حبيبي.

فتح عبد الرحمن عينه بوهن وابتسم: حبيبة أنت هنا ما روحتيش.

حبيبة: اسيبك ازاي كفاية اني السبب، كمان اسيبك وامشي.

عبد الرحمن وهو متعب بالكاد يفتح عينه: أنت شكلك تعبانة يا حبيبة ومش قادرة تقفي، أنا بقالي قد أيه هنا؟

حبيبة: تلت أيام.

عبد الرحمن: وأنت من وقتها هنا ما روحتيش.

حبيبة: ما اقدرش يا حبيبي اسيبك لوحدك أنا اموت ولا اني امشي.

عبد الرحمن: قربي الكرسي واقعدي جنبي - ففعلت حبيبة- امسكي أيدي يا حبيبة - فأمسكتها وقبلتها وسالت دموعها حاول عبد الرحمن ان يمسكها بقوة قدر استطاعته- تعالي نرجع يا حبيبة كل حاجة تتحل ما بينا اللي أنا شايفه وحاسه ان لسه بينا نفس المشاعر وزودتها جميلة اللي قربت تنور حياتنا.

تألمت حبيبة بشدة واغلقت عينها لتستجمع قواها: حبيبي قوم الأول بالسلامة وبعدين نتكلم.

عبد الرحمن: قولي لي يا حبيبة اللي مخبياه جواكي ومش عايزة تقوليه من زمان.

حبيبة قبلت يده وبكت: بالله يا عبد الرحمن بلاش أنت تعبان والدكتور قال بلاش انفعال لو جري لك حاجة مش حعيش لحظة والله، عشان خاطري قوم بالسلامة الأول.

عبد الرحمن يتألم بشدة ولا يقوي على فتح عينه: لو عايزاني فعلا اقوم بالسلامة قولي لي دلوقتي اللي مخبآه ووجعك كده.

حبيبة: بكت بكاء رج قلبها وتحدثت برجاء: بلاش بالله يا حبيبي أنا خايفة عليك.

عبد الرحمن: قولي يا حبيبة أنا كده حتعب اكتر- وحاول ان ينهض- 

حبيبة: خليك بالله ما تتحركش أنا حقولك بس اهدي طيب بالله.

عبد الرحمن: قولي . 

حبيبة: أنا بعدت عشان مش عايزاك تتهان بسببي، ثم اخذت نفسا عميقا عشان طنط ما قبلتش انك تعاملني بالحسني وعملت معاك اللي أنت رفضته ليا يومها حاولت اغير هدومك وأنت نايم وإتوجعت لما شوفت اللي حصل لك حسيت اني أنا اللي ... -فصمتت قليلا - حاولت طول الوقت انك ما تحسش اني عرفت ما كنش قدامي غير اني ابعد عشان لا تتهان ولا تكرهني لأني السبب.

شعر عبد الرحمن بألم شديد بصدره: كل ده وأنت ساكته أنا ما قبلتش - اشتد عليه المه وتعسرت كلماته - يا حبيبة واللي شوفتيه رفضته وما حصلش تاني الصدمة لجمتني بس رفضت صدقيني .

حبيبة تبكي بخوف شديد: عبد الرحمن مالك. قولت لك بلاش عبد الرحمن. 

علا صوت الاجهزة وتلوي عبد الرحمن من الالم 

صرخت بإسمه: عبد الرحمن حد يلحقني لا يا عبد الرحمن أنا اسفة خليك أوعي تسيبني يا عبد الرحمن حد لحقني بالله يا عبد الرحمن .

اسرع التمريض والاطباء واخرجوها، وبدأوا في اسعافه.

خرجت حبيبة تصرخ باسمه فهلع اليها محمود وحافظة وحاول محمود تهدأتها:

محمود: مالك يا حبيبةهو تعب تاني.

حبيبة: ما كانش لازم اقوله والله هو ضغط عليا والله كان عايز يقوم. 

محمود: اهدي طيب كله مقدر ان شاء الله حيكون كويس.

اشارت حبيبة بيدها لا: تعبته يا محمود كان بدا يبقي كويس - ودخلت بهيستريا شديدة - أنا السبب في كل حاجة وحشه حصلت له - ونظرت الي حافظة - أنت صح أنا اللي اذيته أنا اللي ضيعته، ياريته ما شافني. وكان فضل كويس -وصرخت- عبد الرحماااان، يا عبد الرحمن سامحني قوم بالله ما تسيبنيش، ماتسبش بنتك، قوم بالله قوم ما تسيبنيش يا رب خليه بالله يارب خليه سيبوه بالله يا رب. 

محمود صرخ بوجهها وامسك يدها وسندها: اهدي بقى حيكون كويس ان شاء الله اهدي هيحصل لك حاجة كدة .

أنهكت بشدة وغربت عينها و خفت صوتها: قوله يسامحني يا محمود قوله أنا كنت خايفة عليه قو ... 

لم تصمد حتى تتم كلماتها وسقطت مغشي عليها

الفصل السادس عشر 

وسقطت مغشي عليها، صرخ عليها محمود ووجمت حافظة ورن بأذنها صوت حبيبة 

" بعدي عنه موتي مش حاقدر اعيش من غيره عبد الرحمن هو نفسي اللي بتنفسه هو قلبي اللي بيدق" 

جلست حافظة بأقرب كرسي لها لا تصدق ما يحدث حولها فهي لم تستوعب بعد مرض ابنها وانهياره والان حبيبة وهي متأكدة من انها هي سبب ما حدث لهما.

كشف الأطباء على حبيبة 

الطبيب: حالتها واضحة اجهاد جامد وبعض الاضطرابات من الانفعال ضغطها وطي جدًا احنا علقنا لها محاليل سيبوها ترتاح وشوية وهتكون كويسة ان شاء الله.

مر يوم والتالي ولم تفق حبيبة تحدث محمود مع الطبيب المتابع لها

محمود: يا دكتور هي لسه مافاقتش لحد دلوقتي وقولتوا من يومين ترتاح وهتفوق ومن وقتها وهي زي ما هي بتقولوا مؤشراتها الحيوية كويسة طيب مش بتفوق ليه.

الطبيب: يا استاذ محمود واضح ان المريضة بتقابل مشكلة و وجودها داخل الغيبوبة لحد النهارده فى الغالب لعامل نفسي ورفضها الواقع مش عايزاه عقلها الباطن صورها أن الهرب منه هو الحل نصيحة خلوا حواليها كل القريبين منها ومش هخبي عليك لو الغيبوبة طولت هيكون في مشكلة على الجنين ادعوا لها.

شعر محمود بالذنب تجاهها و حمل عبد الرحمن ووالدته جزءا كبيرا مما وصلت اليه، واخذه الكبر فلم يخبر عبد الرحمن بحالتها .

مر اسبوع كامل ولم تتقدم حالة حبيبة تبدل حال محمود شعر بانكسار لحالتها فهي ايضا من تبقي له من عائلته الامانة التي حملها له والداه ولم يحافظ عليها هو ويصونها ؛ أخيرًا وبعد أن فقد الامل أن يستطيع وحده مساعدتها وأيقن احتياجه لوجود عبد الرحمن معه قرر اخباره وطلب مساعدته فهو امله الاخير فما حدث لحبيبة أكد له مدي ارتباطهما ؛ ذهب اليه وهو شارد مهموم نظراته مليئة بالحسرة، 

تحدث عبد الرحمن بقلق: محمود هي حبيبة فين؟ بقالها كتير مش ظاهرة هي تعبانة ؟ لو روحت كويس كانت تعبانة اخر مرة كنت حاسس بها، محمود مالك أنت كويس ، طمني على حبيبة هي فين ؟

نظر محمود لعبد الرحمن بحسرة والم: هو ده اللي جاي عشانه حبيبة تعبانة يا عبد الرحمن. 

عبد الرحمن بقلق شديد وتوتر: كمل يا محمود مالها، قصدك الحمل تاعبها طيب راحت للدكتورة أو كشفت هنا ، طمني يا محمود رد عليّا.

قص محمود له ما حدث لها وما اخبره به الاطباء 

محمود: بالرغم انك مش برئ من اللي حصل لها بس أنت الامل اللي فاضل هي بقالها اسبوع - تأثر محمود بشدة وحاول ان يتماسك - في غيبوبة والدكاترة قالوا السبب نفسي ولازم نتكلم معاها ونطمئنها، أنا لوحدي مش قادر هي محتاجاك يا عبد الرحمن وحاسة بالذنب ناحيتك اخر حاجة قالتها "خليه يسامحني أنا كنت خايفة عليه".

وقف عبد الرحمن والحزن تملك منه هو السبب فضلت ترك الحياة عن الابتعاد عنه: وديني ليها يا محمود.

محمود: أنت لسه تعبان استني لما الدكتور يمر ويسمح لك الأول . 

عبد الرحمن: وديني يا محمود مش هستني لحظة واحدة. 

دخل عبد الرحمن على حبيبة وانفطر قلبه عندما رأها نائمة على السرير مغمضة العينين لا تشعر بهم معلق لها المحاليل، اقترب منها نادي عليها وحركها دون فائدة قبل يدها 

عبد الرحمن: حبيبة أنا جنبك مش هسيبك أبدًا أنا عبد الرحمن حبيبك ، حقك عليا مفيش حاجة في الدنيا تستاهل انك تعملي في نفسك كده، قومي يا حبيبتي أنا عمري ما ازعل منك بس قومي، قومي عشان خاطرى وعشان بنتنا ، قومي يا حبيبة.

صدم و احترق قلبه حزنا عليها 

تحدث بصوت مخنوق: عايز اقابل الدكتور يا محمود اكيد في حل مش هتضيع مننا اكيد في حل.

بعد ان شرح له الطبيب حالتها

الطبيب: زي ما قولت لحضرتك الموضوع كله نفسي.

عبد الرحمن: يعني هى محتاجة تحس أننا كلنا جنبها ومعها طيب لو لقيتني أنا كمان معاها هيفرق.

الطبيب: اكيد حالتها اللي وصلت لها بعد ما افتكرت إنك تعبت من تاني وحياتك في خطر وأنها ممكن تفقدك عقلها الباطن رفض الحياة ، فبالتالي لو حست انك كويس ومعها ده هيفرق أكيد لكن هيأثر بنسبة اد أيه هي اللي هتحدد حسب مشكلتها اللي هي حساها.

عبد الرحمن طيب أنا عايز اتنقل معها في نفس الغرفة عشان اكون جنبها 

محمود: ازاى لأ طبعا ، أنا صحيح عايزها تفوق بس في اصول ازاي تقعد معها وأنت م مطلقين.

عبد الرحمن: حفهمك بس نبدأ الإجراءات.

الطبيب: اعتقد حسب اللي سمعته منكم ده حيكون افضل ليها لما تأكدوا عليا حبلغ الإدارة وهما يحددوا إمكانية نقلك معها .

عبد الرحمن: لا حضرتك بلغ الإدارة دلوقتي.

خرجا من عند الدكتور وكان محمود غاضبا جدًا.

محمود: يا ريت توضح اللي قولته جوه في اصول ما ينفعش نكسرها لأي سبب.

عبد الرحمن: عندك حق بس أنا يوم ما جيت لك البيت ماخلصناش كلامنا وللآسف امي قطعته يا محمود أنا رديت حبيبة من تالت يوم بعد الطلاق.

محمود: مش فاهمك ليه ما عرفتنيش وبأي حقك وأنت عارف انها رافضة.

عبد الرحمن: بالحق اللي ربنا ادهوني يا محمود وأنا عارف انها مش رافضة لأنها كارهة لا عشان فاكرة ان ده احسن لي. يا محمود حبيبة مضغوطة بقالها كتير قوي اكتر مما تخيلت وللأسف أنا السبب سيبني اصلح اللي افسدته خليني اكون جنبها واقويها. وما عرفتكش وقتها لأنك ما كنتش حتسمع سبتك تهدي وأنا كمان اهدي وجيت لك لما حسيت إن الوقت مناسب نتكلم وياريتني جيت بدري اكتر.

محمود: على العموم ده مش وقت خلاف لأنها في عالم تاني بين يدين ربنا اكيد ارحم عليها مننا.

عبد الرحمن: تعالي معايا يا محمود أوريك القسيمة اديك الاعلان اللي جالكم وأنا استلمته.

ثم نقل عبد الرحمن وحبيبة الي غرفة خاصة وكانت والدته ترافقه أحيانًا معهم دون ان تتحدث فهي من وقت دخول عبد الرحمن المستشفى صامته ثم بدأت تتحدث للضرورة فقط، اعتني عبد الرحمن بحبيبة وبكل تفاصيلها بالرغم من عدم شفاءه بشكل كامل يمشط لها شعرها ويبدل ملابسها يهتم بنظافتها يتحدث معها طوال الوقت ويذكرها بأجمل الأوقات التي قضوها معا.

محمود: عبد الرحمن كده كتير عليك مش عايزينك تتعب تاني ، بص أنا هبات معاكوا اخد بالي منها وأنت ارتاح شوية ده كده إجهاد عليك. 

رد دون تفكير: لا والله أنا حفضل معاها و جنبها اخد بالي منها واراعيها لحد ما تقف من تاني ، في تعبي كانت دايما جنبي ناسية نفسها مش شايفه غير راحتي .

لم يجد محمود ما يتحدث بها تأكد من قوة العلاقة بينهما تذكر كلمات حبيبة 

" ورحمت بابا وماما عبد الرحمن بيحبني ويخاف عليا وما مدش ايده عليا بأذى إطمن عليا هو مش وحش أبدًا"

ابتسم بتهكم على ذاته فلو صدقها وقتها لخفف عليهم جميعاً حملا كبيرا فأقسم الا يحاول ابعادهم والا يتدخل في شئونهم الا براضهما.

كما اثرت تلك الكلمات وبشدة بحافظة التي لم تعتقد يوما بوجود الحب أو ان يوجد بين الزوجين مثل هذا الوفاء وايقنت ان ما قالته لها حبيبة سابقا كان صدقا وان وفائها لعبد الرحمن حقيقة، ووعت من داخلها ان ما عاشته مع عبد الرحيم ليست الحياة الطبيعية واستمرت تتذكر شريط حياتها معه ؛ ذكرى وراء أخرى مشكلة تلو الأخرى تذكرتها بصدق بعد عدة أيام راجعت خلالهم شريط حياتها وايامها مع زوجها الراحل أيقنت بعدهم حقيقة غابت عنها لأعوام حقيقة صدمتها ووضعتها أمام نفسها؛ فلأول مرة تواجه نفسها بصدق فعبد الرحيم لم يعاقبها يوما دون سبب هي دوماً سبب المشاكل تتفنن بها فغيرتها من تعلقه بوالدته وعنادها كأنا مسيطران عليها يقوداها دائما ولا تستطيع السيطرة عليهم فبالرغم من ان عبد الرحيم لجأ الي اسوأ اداه وهي العنف والتأديب ليمنعها عن افعالها الا انها هي المخطئة الأولى والأكبر في مسئولية ما مروا به تتفنن في مضايقته واثارت المشاكل، ولم يتوقف ذنبها لما صرت بها نفسها فقط فحماتها كانت محقه عندما اتهمتها أنها تأخذ من ابنها درعاً فهي بالفعل فعلت بل و تمادت أكثر بدلا من ان تشفق عليه مما يتحمله عنها .

ولأول مرة تشعر حافظة بالاستياء من افعالها وتمنت لو عاد بها الزمان للوراء وحاولت فهم عبد الرحيم لتغيرت حياتها معه ربما لو كانت حاولت يوما لعاشت بكرامة وشعرت بالسعادة التي افتقدتها طوال عمرها. قررت حافظة ان تصلح اخطاءها قدر استطاعتها وان تمتنع عن اذية ابنها وزوجته وان تتركهما يعيشا حياتهما كما ارادا وكانت تدعي الله ليلا ونهارا ان يشفي حبيبة فهي لا تحتمل ان تكون سبب في قتلها و كسر ابنها الوحيد للمرة التي لا تعلم عددها .

مر اسبوع اخر على حبيبة وهي كما هي دون تقدم، تحسنت حالة عبد الرحمن فتحول من مريض الي مرافق لحبيبة .

بعد أن استيقظ جذب أحد الكراسي و جلس بجانبها ينظر لها بتمعن واشتياق

عبد الرحمن: وحشتيني قوي يا حبيبة وحشني صوتك (ابتسم بألم ) فاكرة لما قولتي لي كدة زمان ، ما كنتش اعرف انها بتوجع كدة ، كل يوم افتح عيني وأنادي عليكي وادعي ربنا انك تردي ولو حتي بهمهمة ، كفاية يا حبيبتي كدة والله مش هبعد عنك تاني مهما ضغطي ومهما عملتي عمري ما اسيبك قومي عشاني وعشان بنتك وعشان محمود أنت مش عارفة كلنا تعبانين ازاي من غيرك.

مسد على رأسها بحنان وقبل جبينها ، ثم بدأ يومه كالمعتاد ومرة أخرى تحدث معها

عبد الرحمن:عارفة يا حبيبة أنا كنت دائما بشوفك من بلكونتي زمان من وأنت طفلة ودائما معاكي محمود وقتها سألت نفسي لو عندي اخوات كنت هتعامل معاهم ازاي؟ ساعات كنت اتمني يكون ليا اخوات، وساعات اقول الحمد لله ان ماليش، يمكن كنت اتعاملت معاهم زي ما بابا كان يتعامل معايا . ( ابتسم بحنين) عارفة أول مرة شوفتك من غير هدوم المدرسة ما اعرفش أيه اللي حصلي؟ ما حستش بنفسي ونزلت مشيت وراكي أنت ومحمود لحد البيت وعرفت انك أخته كنت كل يوم اقعد في البلكونة استني تعدي واحسب الوقت قلبي كان بيرقص من الفرحة لما بس اشوفك يوم ورا يوم بقيت اتمني تبقي معايا واليوم اللي الشاب ده ضايقك على قد غيظي منه لأنه خوفك على قد ما كان هاين عليا أبوسه لأن بسببه عرفت اسمك وشوفتك من قريب وكلمتك.

وبيوم آخر كان يمشط لها شعرها

ابتسم وهو يمشط شعرها لتذكره أول مرة رأي به شعرها منسدلاً على ظهرها: عارفة يا حبيبة أول مرة شوفتك فاردة شعرك كان هاين عليا اطلع اداريه واخبيه عن عيون الناس كلها. أنا كنت عارف ان شعرك طويل بس ما تخيلتش طوله ولا شكله وهو مفرود كدة يومها كنت رايح اتاكد أنت حاسة بيا ولا لأ ،كنت اخدت قرار اكلم محمود بس كنت عايزة اتاكد عشان اخد خطوة وأنا مطمن ، كسوفك يومها ونظراتك جننوني كان هاين عليا اطلع أكلمه في ساعتها ؛( تَنَهَد بعمق) كفاية يا حبيبة ارجعي بقي.

تألم الجميع عليها حتي العاملين بالمستشفى باتو يتحدثون عنها وعن عبد الرحمن يتبادلون اخبارها وما يفعله معها، حالة وفاء وحب ندر وجودها.

تحسست حافظة وقت تكون فيه حبيبة وحدها وتحدثت معها. واملت ان تشعر بها وتسمعها وتحدثت معها

تحدثت خجلة لا تقوي على النظر إليها: نفسي تكوني سامعاني يا حبيبة أنا عارفة اني عملت كتير وما صدقتكيش ما ارتاحتش غير لما بعدتك عن ابني حتي وقتها كنت متضايقة من حملك كنت فاكرة أنه الحاجة الوحيدة اللي لسه بينكم، اللي حصل فهمني حاجات كتير فهمت وعرفت حاجات في الفترة اللي فاتت اكتر من اللي فهمتها طول عمري، عرفت اني ضيعت عمري هدر فهمت متأخر قوى، عشان كده عايزاكي تشوفي بعين اللي حواليك مش عنيكي لوحدك أوعي تغلطي غلطتي، افتكري ان في ناس بيحبوكي والحزن حيقتلهم عشانك خليكي رحيمة بيهم وبيّا وقومي يا حبيبة والله عمري ما حضايقك تاني يا بنتي أنا اضعف من اني اتحمل ذنبك، أنا عارفة اني اذيتك كتير سامحيني .

اخفضت رأسها بحزن و إشفاق عليها وعلي الجميع وتركت المكان ولم يعلم احد بما حدثتها.

مر اسبوع اخر وحبيبة على حالها ولكن بدا الاطباء يستشعرون الخطر فبدأت حالة الجنين تتأثر بالسوء، فاجتمع الطبيب بعبد الرحمن ومحمود بمكتبه.

تحدث عبد الرحمن بأمل تلاشي وتحول لإحباط مع كلمات الطبيب.

عبد الرحمن: خير يا دكتور في اخبار جديدة.

الطبيب: للأسف الاخبار اللي عندي مش مطمئنة ولازم تاخدوا قرار.

محمود: حضرتك قلقتنا يا دكتور يا ريت توضح.

الطبيب: مدام حبيبة بقالها ثلاثة اسابيع في غيبوبة بدون سبب ظاهر الأول حالة الجنين كانت مستقرة لكن دلوقتي بدا يتأثر وللأسف أنت م قدام خيارين اما اننا نجري ولادة قيصرية واما اننا ننتظر على امل انها تفوق وفي الحالة التانية ممكن نفقد الجنين.

عبد الرحمن: طيب لو حتولد حبيبة حتتأثر يعني في خطورة عليها؟ 

الطبيب: للأسف الاحتمال موجود وبنسبة مش قليلة لان جسمها ضعيف وبقالها كتير عايشة على المحاليل

صدم عبد الرحمن و وضع يديه على وجهه يحاول استيعاب الموقف.

محمود: طيب في حالة اننا أنت ظرنا وضع حبيبة حيكون أيه؟

الطبيب: للأسف في الحالة التانية متوقع الجنين يتوفى ونضطر بردوا اننا نعمل قيصرية ونوصل لنفس النتيجة.

مع أنت هاء كلمات الطبيب توتر محمود بشدة يستغفر الله بسره أما عبد الرحمن فكانت حالته سيئة للغاية يضرب بيده المكتب بعصبية وقلة حيلة اعاد محمود ظهره للخلف يحاول التماسك

عبد الرحمن: ولو حتولد المفروض يكون خلال قد أيه؟

الطبيب: في حالة دي يفضل أنه يتم خلال اسبوع قبل ما تدخل الشهر الثامن.

يأس وإحباط وحالة من الحزن والألم تملكتهما شعرا بالتيه عادا الي غرفتها وهم يشعرون وكأنهم يحملون جبلا على اكتافهم فهما امام خيارين كلامها مر وقد يفقدون حبيبة للأبد. ظلا ينظران اليها و بداخلهم الكثير ليخبروها به، ظلا هكذا لبعض الوقت ثم خرج عبد الرحمن من الغرفة وجلس بالاستراحة مخفض الراس حزين وتبعه محمود.

محمود: شوفتوا عندكوا وصلنا لفين محدش فيكوا كان بيسمع غير نفسه.

عبد الرحمن: والله يا محمود لو اعرف اني ممكن أوصلها لهنا عمري ما كنت اتقدمت لها كنت حفضل بعيد بس هي تكون كويسة، أنا عشت معاها اللي ما كنتش احلم بيه عرفت معني السعادة والله حبيتها يا محمود.

محمود: بس كسرتها لما طلقتها.

عبد الرحمن: والله خوفت عليها وهي جرحتني بإصرارها على الطلاق ورفضها حتي انها تنتظر تهدي.

محمود: كانت بتضغط عليك عارفة انك حترفض، أنت بتقول بقالها كتير متغيرة تعالي اتكلم معايا زي ما عملت قبل كده ولا أنت كنت مستكبر.

عبد الرحمن: تاني حتظلمني يا محمود أنت نسيت كنت بتعاملني ازاي، أنا فكرت كتير اكلمك وكنت بتراجع في كل مرة كان احساسك انك اصغر مني بيخليك دايما تحاول تركز على الحاجات اللي تصغرني في عينك وعين اللي حواليك حملتني ذنب تصرفات والدتي بالرغم من اني رافضها وبحاول اغيرها واستحملت حاجات كتير أنت ما تعرفهاش عشان ابعد أي اذي عن حبيبة.

تَنَهَد بارهاق: أنا اسف بس أنا ما كنش قصدي اصغرك خوفي على حبيبة كان مسيطر عليا كنت خايف تتأذي بس النتيجة أن كلنا وصلناها لهنا حتي هي للاسف مشتركة معَنا في اللي حصل.

عبد الرحمن: واهي للأسف ممكن تضيع مننا.

محمود: إن شاء الله هترجع تاني تنور حياتنا؛ حبيبة ما كنتش عايزاك تطلقها يومها هي كانت محتاجة وقتها الشدة كانت محتاجة تفوق محتاجة نفس الالم اللي بابا ضربه لي زمان لو بابا يومها اخدته العاطفة عن الحزم كان زماني دلوقتي ضايع .

عبد الرحمن: ياريتني سالتك يومها أو سبتك تتصرف يمكن ما كناش وصلنا لهنا يا ريت.

محمود: كله قدر ومكتوب لازم نكون أقوياء للنهاية اجمد يا عبد الرحمن حبيبة محتاجاك لازم تحس بصلابتك وانك قوي عشان تقويها وتعدي اللي هي فيه، حبيبة راجعة ان شاء الله راجعة.

مرت أيام قليلة على حبيبة واخذ عبد الرحمن قراره بان تلد، وظل يدعوا الله ويصلي من اجلها وكذلك الجميع، جلس عبد الرحمن بجانب حبيبة وكأنا بمفردهما. 

عبد الرحمن: كفاية يا حبيبة ارجعي، فاكرة لما كنت تعبان كنت دايما تقولي أوعي تسيبني خليك معايا أنا دلوقتي بقولك أوعي تسيبيني خليكي معايا ومعَنا كلنا أنا ومحمود وجميلة محتاجينك. فاكرة لما قولت لك انك قوية واستغربتي أنت اقوي مما تتخيلي عشان أنت القلب لو وقف الجسم كله يموت بعده بشوية وقت، ماتحكميش على جميلة باليتم وعليا بالموت بالحياة، عارفة زمان كان في حاجة بتقوليها ما فمهتش معناها غير دلوقتي فاكرة لما قولتي "الموت مش جسم ينزل تحت التراب موت الشخص من جواه وهو عايش اصعب بكتير" عندك حق اصعب بكتير يا حبيبة اصعب بكتير، - ثم مسك يدها وشد عليها بقوة - قومي يا حبيبة مش حسيبك تمشي مش حسيبك تمشي - ثم قام وقبل راسها وسقطت على وجهها بعض دمعاته، فظهر على وجهها بعض التأثر للحظة ثم عادت كما كانت .

في هذا الوقت كان وصل محمود وكاد ان يدخل ولما سمع عبد الرحمن يحدثها أنت ظر حتي أنت هي عبد الرحمن ثم دخل وما اثر به بشدة هي تلك الدمعات التي راها من عبد الرحمن فهو لم يراه يبكي من قبل حتي في عزاء والده بالرغم من شدت حزنه عليه، وعلم كم كان مخطئ في حكمه عليه وان حبيبة كانت على صواب طوال الوقت وانها استطاعت ان تراه من داخله ورات طيبة قلبه التي طالما اخفاها عن الجميع.

عبد الرحمن: حسيبك معاها ولما تخلص أنا عايز اتكلم معاك بره شوية.

ثم خرج عبد الرحمن.

محمود: هو صح يا حبيبة قوتك في قلبك عارفة أنا فعلا غلطان أنت اللي صح كنت دايما تقولي شوف عبد الرحمن بعيني وأنا افتكر انك مخدوعة فيه بس أنت قلبك كان صادق وشاف حقيقته بصدق يمكن الحاجة الوحيدة الكويسة في كل اللي بيحصل ده اني تأكدت انك أنت صح وشوفت بعيني وتأكدت انه بيحبك يمكن اكتر ما أنت بتحبيه، بابا كان عنده حق قالي زمان مهما الواحد شاف انه على صواب وانه حاسبها صح يفضل نسبة مهما كانت صغيرة انه يكون غلطان، وأنا بعترف اني كنت غلطان بس أوعدك اصحح الخطأ ده، أنت كمان صححي خطئك وارجعي كلنا محتاجينك الولاد كمان بيسألوا عليكي، حبيبة أنت اخر اهلي ماليش غيرك خليكي معايا أنت امي التانية صدقيني كل مرة كنت بحضنك كنت بتدفي بيكي زي ما كنت بدفيكي كنت ليكي أب وكنت ليا أم احنا مستنينك يا حبيبة -ثم مسك يديها بقوه وقبل راسها - وحشتيني قوي.

خرج محمود وجلس مع عبد الرحمن

محمود: خير يا عبد الرحمن في جديد؟

عبد الرحمن: الدكتور حدد العملية بكرة. قال حالة البيبي استقرت شوية بس لازم نأخذ قرار نهائي واخاف ننتظر اكتر من كده نفقدهم هما الاتنين، أنا واثق ان رحمة ربنا كبيرة وانهم حيكونوا كويسين هما الاتنين جميلة وحبيبة ان شاء الله.

محمود: ان شاء الله.

عبد الرحمن: لازم نعرفها عشان لما تدخل العمليات ما تخافش. أنا قلقان قوي يا محمود حبيبة محملة نفسها ذنب كل حاجة حتي ذنب حسناء بالرغم انه من قبل جوازنا بكتير.

ثم صمت عبد الرحمن وشرد لثواني ثم اكمل 

عبد الرحمن: أنا رايح مشوار وراجع تاني خليك معاها لحد ما ارجع.

لم يفهم محمود سبب عجلة عبد الرحمن والي أين سيذهب، ولم يترك له عبد الرحمن مجال للسؤال و رحل.

عاد محمود الي حبيبة وتحدث 

محمود: أنت عارفة عبد الرحمن طلع شخصية ظريفة فعلا بصي هوراح مشوار وجاي على طول ، اقول لك خبر حلو الدكتور قال هتولدي بكرة إن شاء الله أخيرًا هنشوف ست جميلة تفتكري تكون شبه مين أنت ولا عبد الرحمن اقول لك تطلع شبهي أنا أوعي تقولي أني مش وسيم ازعل قوي، مش ناوية تصحي بقي وتشوفيها معَنا عارفة هتبقي احلي مفاجأة لو فوقتي بعد الولادة ويبقي ميلاد لكم أنت م الاتنين ، حتكوني اطيب ام تصدقي مش عارف لحد النهاردة اتخيلك أم لسه شايفك البنت الصغيرة اللي يوصلها المدرسة وأروح معاها الحفلات وتكريم المدرسة، وحشتيني قوي يا حبيبتي






تعليقات



<>