رواية نور الروح الفصل الاول1 بقلم نور البشري

 

رواية نور الروح 

الفصل الاول1

 بقلم نور البشري


مقدمة 

دقات المطر في كل مكان تعلن رفضها الفراق تنزل بكثرة كأنها صراع ما بين موت وحياة 

دقات روح تخرج من جسدها في فراق لم يكن له حساب يوما.... 


حكايتنا مع محمود ونور 

وسؤال يجوب بين دقات المطر هل من طريق يقودني الي دقات روحك مرة أخرى ؟ ... هل من فرصة لتضئ أنفاسي بنورك بعد ظلامها في فراقك !!! 


دائما ما تعرف فراق الأجساد ولكن الأرواح له رأي آخر مالها من فراق هذه الرواية اهداء الي من كل عشق الروح بنورها وجمالها 


هذه الرواية لا تتناول حياة أشخاص ولكنها تتناول دواخل كل روح عشقت معنى الحب في عيون نصفها الأخر .




الفصل الاول


نقطة لقاء 


علي انغام الست ام كلثوم واغنيه كان لك معايا اجمل حكايه في العمر كله علي شاطئ بحر الاسكندريه شتاء نوفمبر  2017 


يجلس محمود في الكافتريا يكتب في دفتر مذاكرته احداث اليوم ولقد تعود ان يأتي يوميا الي هذا المكان منذ رجوعه من السعوديه حيث كان يعمل هناك فهذا المكان بالنسبه له لم يكن مجرد مكان وبحر ولكنه كان يحمل ذكرياته واحلامه وضحكاته  ... بدأ يكتب في دفتر مذاكرته النهارده 


النهارده اول مره اشوفها من 8 سنين من يوم ما افترقنا في نفس المكان علي شط البحر 


النهارده أول مرة اشوفها صدفة مكنتش عامل حسابها وعلي اد ما اتمنت  أشوفها  سنين علي اد ما كنت خايف أشوفها يمكن علشان عارف إني لسه لحد النهارده مقدرتش أنساها لسه عايشة جوايا ... نور حب العمر  ..نور القلب ومفتاح الحياه ليا والغريبة أن الاغنية الي كنا بنسمعها سوا شغالة دلوقتي وأنا الي بهرب سنين علشان مسمعهاش  وكأن القدر بيجتمع مع الصدفة علشان يصحوا كل الوجع في قلبي من تاني .


شوفتها النهاردة لسه زي ما هي برقتها وبرائتها وجمالها لسه عنيها تايهة زي أخر يوم شوفتها فيه .


واقف بشتري لعب اطفال لنور بنت اختي سارة  أنا اللي سمتها نورعلشان دايما نور يفضل محاوطني ومعايا وفجأة سمعت حد بينده علي إسمي محمود ... محمود قبل ما ارفع عيني علشان اعرف مين بينادي عليا حس قلبي بيها نور الوحيدة اللي إسمي منها كان مختلف قلبي دق بسرعة زي ما يكون طالب فرحان بنجاحه معقول تكون نور ؟؟؟ ورفعت عيني علشان ارد ولاقت طفل صغير بيجري عليا ونور بتجري وراه وتنادي عليه !!!! دا ابن نور ؟؟؟ وقفت الساعة في اللحظة دي لما عيني جت في عنيها كل شوق الدنيا مكنش يوصف اللي حسه ... ولثواني معرفش اد ايه فضلنا ساكتين بنبص لبعض 


مدت ايدي علشان أسلم عليها 


وبصوت خارج من أعماق قلبي ... إزيك يا نور 


نور متعلثمة في نطق كلماتها   ازيك يا محمود  ... أنا أٍسفة أنا كنت بنادي علي إبني ...اسمه محمود 


بابتسامه ذهول  إبنك إٍسمه محمود ؟؟؟؟ علي إسمي 


نور وفي عيونها نظره تجمع بين كل معاني الإرتباك في الكون  هو نفس الإسم فعلا 


ولدقايق خيم الصمت علي الموقف من تاني 


أوقات كثيره يكون الصمت والسكون أبلغ من الكلام فكم في الصمت من حيرة وكلام متخفي بين سطوره ولكنه في قوته يعادل مئات الكلمات المحملة بالوجع .


*************************************


فبراير ..شتاء 2009 


دقات المطر في كل مكان تعلن عن رفضها للفراق تنزل بكثرة وكأنها السماء تبكي لعنة لفراق نور 


في لحظة ما كان البحر يتعارك مع الأمطار في مشهد مهيب كأنه يرفض لحظه الفراق كانت نور تقف في وسط إنهمار المطر لتتحد مع شلال دموعها كأنها تواسيها أو تحضتنها 


ذابت الكلمات فأي كلام يقال بعد الظلام !


كان فراق نور ظلام لم تعرف حياتي بعده نور


وفي غمرة السكوت كان موج  البحر يعتلي بإمواجه گإنه يدفعها الي حضني قطعت نور الصمت وشلال الألم لترتمي بين احضاني لأول وأخر مرة 


وتخرج الكلمات منها :


أنا أسفه إني حبيتك يا محمود مش عاوزة أشوف وشك تاني 


وتجري بين الأمطار لترتمي بين أحضان آلامها في تلك اللحظة فقدت القدرة علي التحرك علي النطق وقفت وكأني متهم ينفذ حكم إعدامه بيده .


إختفت نور وسط  بكاء الأمطار وكأن روحي تنسحب مني  محاوله اللحاق بيها ولكن ما الفائده الان ... لقد إنتهي كل شئ كإعصار دمر كل شئ جميل في قلوبنا ولم يبقي سوي الخراب


ذهبت في هذا اليوم  الي منزلي لم أكن أعرف اين أتجه من غمره الوجع والألم .. ألم انسحاب الروح كان يفوق إحتمالي نسيت أتجاه منزلي لأفتح هاتفي واقوم بالإتصال بصديقي أكرم صديق عمري وخطيب شقيقتي .


و بصوت مذبوح جاءته كلماتي : أكرم إزيك محتاجك تجلي ممكن عارف أن الدنيا بتمطر بس أنا تعبان مش قادر أسوق مش عارف أروح للبيت . 


وفي الجهه الأخري يأتي صوت أكرم بنرة قلقة : مالك يا محمود إنت فين مال صوتك أنا جايلك قولي مكانك فين ودقايق وأكون عندك .


بنره مذبوحة  نفس المكان بتاعي أنا ونور علي البحر .


أكرم : دقايق وأجيلك يا صاحبي .


وصدق أكرم في كلامه وما هي إلا عشر دقائق وكان امامي لم اعرف كيف قدم بهذه السرعة هل كانوا عشر دقائق أم أن عقلي توقف بالزمن عند هذه اللحظة فلم يعرف أي وقت بعدها .


أكرم  وعلي وجهه ترتسم ملامح القلق والدهشة من نظراتي المبعثرة : محمود في ايه مالك لونك مخطوف  ليه وايه اللي منزلك في البرد دا .


بنظره صادمة  يأتي ردي وكأنها كلمات  أخر كلمات ميت في هذه الحياة ... أنا سبت نور .


أكرم مربطا علي كتفي محاولا تهوين الموقف  .. إنت اخترت يا محمود مستقبلك .... 


تعالي دلوقتي نروح علشان الجو والصبح نتكلم لما تفوق 


ركبنا معا السيارة ولم يتطق أحد منا كلمة طول الطريق فأي كلام سيقال بعد النهاية هل يوجد


ما تعزي بيه المنتحر علي فقدانه الحياه 


                 الفصل الثاني من هنا

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا 

تعليقات