رواية ديڤشا
الفصل الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر
بقلم الشيماء محمد
محدش رد عليه !! كان هيتجنن اكتر واكتر وخوفه عليها ظاهر للكل .. فزعق : ردوا عليا مراتي مالها ؟
شهد ابتسمت لما قال انها مراته وقلبها رقص جوه ضلوعها والامل رجع يرفرف ويصحي حلم جميل حلمته بيوم .. هنا الدكتور دخل وامير جري عليه : مراتي مالها ؟ فيها ايه ؟
الدكتور : انت جوزها ؟
امير ملهوف : ايوه انا .. ارجوك قولي مراتي مالها وفيها ايه ؟ وتعبانة ليه ؟
الدكتور ابتسم : من غير ما تقلق مرات حضرتك حامل مش اكتر .. مبروك .
سابهم وانسحب وامير للحظة كان مبتسم .. في حاجة هتربطه هو وشهد مدى الحياة ..
محسن من اول ما عرف بحمل بنته وهو مرعوب من فكرة ان يكون لحفيده اب زي امير يا ترى الولد هياخد ايه من اخلاق ابوه او حتى ايه القيم اللي ممكن تترسخ جواه وهو شايف صورة اب فاسد وعابث وبالمنظر دا فبص لامير بوعيد وتحذير : اوعى تتخيل للحظة ان ده هيغير من وضعكم او اني هسمحلك ترجع لحياة بنتي!! انا لو كنت رافضك قيراط دلوقتي رافضك ٢٤ قيراط فاهم .. انا مش هسمحلك تربي حفيدي وانت كده ..
شهد حاولت تتحرك بس مامتها مسكتها : بابا ارجوك .
محسن بصلها تعبان لتعبها موجوع لوجع امير مرعوب من اللي جاي : خلاص وقت الترجي والتجارب خلص انسي يا شهد .. خرجيه من حساباتك ..ولا انت ايه رأيك يا أمير !!
أمير ماردش عليه بس بص لشهد نظرة وداع اخيرة ومشي .. المهم انه اطمن عليها .. المهم انها بخير .. المهم انها تفضل في الدنيا دي حتى لو بعيد عنه .. وهو خارج اتخبط في شاكر اللي كان جاي بسرعة ووقفوا قصاد بعض
شاكر بقلق وخوف : في ايه ؟ شهد مالها ؟ شوفتها ؟
امير بحزن : مالهاش .. هيا بس حامل .
شاكر ابتسم ومسك ايد امير : طب الحمد لله الف مبروك ليكم .. دلوقتي انت ماشي وسايبها ليه ؟ دي فرصتك ترجعوا لبعض .
امير استغرب تغير شاكر مع انه لسه يدوب سامعه بيحذر اخته من حبها ! ليه دلوقتي بيقوله تنتهز الفرصة ! مبقاش فاهمو نهائي
شاكر باصرار : ماشي ليه يا امير ! خليك معاها ! دي فرصتك
امير ابتسم بألم وبص للارض : ابوك قالها صريحة مش عايزني جزء من حياة حفيده بعد اذنك .
شاكر وقفه بحزن وتردد : امير ..
بعد ما كان هيسأل اتردد وسكت وبص للارض فأمير فهم هو عايز يسأل عن ايه واتردد فبصله : على فكرة علا بتحبك .. بتحبك بجد .. انا وهيا اخوات مش اكتر .. بس خافت انك ترفضها انت واهلك فحبت تبعدك عنها .. بس بتحبك .
سابه ومشي وشاكر فضل كتير واقف مكانه مش عارف يعمل ايه ؟ او يتصرف ازاي !!
واخيرا قرر يأجل التفكير في نفسه ويقف جنب اخته لانه عارف قد ايه هيا بتحب أمير .. دخل لقاها بتعيط وامها بتحاول تهديها بس مش عارفة ..
شاكر بلهفة : شهد ..
شهد بصتله ومن بين دموعها وشهقاتها بصت لاخوها وبتشكيله : أمير كان هنا وبابا طرده ..
شاكر بأسف ووجع حقيقي : عارف يا حبيبتي شوفته بره ..
محسن صعبان عليه بنته وحيرتها وكل اللي هي فيه بس مش بإيده حاجة .. خوفه عليها اكبر من احساسه بالذنب ناحية حبهم ! دلوقتي كمان حامل يعني لازم كمان يراعي مصلحة حفيده ! لو بنته بتفكر بعقلها واجبه هو كأب يفكر بعقله مش بعواطفه .. بص لبنته وبوجع حاول يقنعها : امال لو كان بيحبك بجد كنتي عملتي ايه ؟ وان مكنش جوازه منك كان مجرد صفقة مع ابوه كنتي عملتي ايه ؟ وان مكنتش عيشتك معاه كلها انتظار كنتي عملتي ايه ؟ بتعيطي ليه ؟ باقية عليه ليه ؟ شوفتي معاه ايه حلو بتعيطي عليه ؟
شهد بتعيط لدرجة صوتها مخنوق بالعياط : بحبه .. بحلوه بمره بحبه .. هو جوزي انت مش قادر تفهم ليه ؟ جوزي .
محسن اتنرفز : طليقك .. وطلقك من كلمة قولتهاله .. ما تمسكش بيكي .. يا بنتي انا اكتر حد في الكون ده بيحبك وخايف عليكي .. يا بنتي أمير ضاع خلاص .. لو كان في أمل كنتي قدرتي توصليله .. كان حاول يفتحلك قلبه .. انتي ما تعرفيش حاجة عنه .. وهو مقالكيش .. ما آمنكيش على حياته واسراره . فوقي بقى لنفسك يا شهد .
شهد بصت بعيد رافضة تسمع لأبوها ورافضة منطقه ورافضة كل حاجة حواليها .. مش هتسمع اي كلمة ضد امير ابدا
ابوها كمل : فوقي بمزاجك بدال ما تفوقي على وجع ما تتحمليهوش .
شهد بصتله باستنكار : وهو انا متحملة الوجع ده ؟؟
ابوها معرفش يرد عليها فسكت لانها مش هتسمع منه حاليا .. لازم يسيبها تهدى علشان عقلها يدخل معاها في النقاش علي الاقل ..
دينا اخدت فترة بعيد عن الشلة ومركزة في شغلها في الشركة بس في حالة قلق وتوتر مسيطرة عليها .. رعب من المجهول اللي منتظرها ! شك جواها هيقتلها .. تعب مستمر وترجيع ! هل ممكن تكون ..... ده لو حصل هتكون مصيبة ! لازم تتأكد وتقطع الشك باليقين .. عملت اختبار الحمل وكانت صدمتها لما عرفت انها حامل ! شهقت وضربت نفسها بالاقلام وهيا بتعيط بصمت تام .. خايفة صوتها يطلع بره الحمام لجوز امها يجي ويفتحلها محضر ! هتقول ايه ساعتها ! هتروح فين ! لازم طارق يعرف وينتشلها بقى من القرف اللي هيا عايشة فيه ! عمره ابدا ما هيتخلى عنها ! علي طول طارق جدع في الشلة ومش بيتأخر ابدا ! بس مش بيتأخر علي ايه ! سهرة ! عزومة ! خناقة! سفر ! لكن بيبي هل ممكن يعترف بيه ! اكيد هيقف جنبها مش هيتخلى عنها .. ايوه مش هيتخلى عنها ..
شهد خرجت من المستشفى والوضع استمر زي ماهو .. وامير رجع لعزلته ولكيانه المتلخبط ومش عارف يعمل ايه ؟ ازاي يرجع مراته لحضنه ؟ ازاي يصلح الجسور اللي اتكسرت ؟ كل يوم بالليل بيروح بعربيته يفضل تحت شباكها يمكن يلمحها .. وفرحته ملهاش حدود لما بيلمحها .. واخيرا جتله فكرة والصبح راح بيت ابوه .. قابل الجنايني الي رحب بيه
وطلب منه شتلات من ورد مامته .. ورد التوليب او ورد الحب زي ما مامته كانت بتسميه ..
وهو واقف ابوه لمحه فراح ناحيته وسلموا على بعض ببرود وتوتر ..
عدلي بهدوء : اخبارك ايه ؟ محتاج حاجة في شقتك ؟
امير ببرود بدون ما يلتفتله : كويس ومتشكر ..
عدلي متردد عشان متوقع الرد بس بيفتح كلام او بيظهر اهتمامه لعل وعسى : تحب أبقى ابعتلك اكل ؟
امير بصله ورفع حاجب : لا متشكر بعرف ادبر اموري .
عدلي : محتاج فلوس ؟
امير بصله كتير : لا متشكر .
وهو ماشي ابوه وقفه : في حفلة احتمال اعملها في النادي للشركة بخصوص عقد شراكة مع شركة أجنبية لو اتفقنا ومضينا العقد هعملها ممكن تحضر ؟
أمير وهو بيجمع الشتلات مع بعض : اشمعنى يعني !
عدلي حاول يلفت انتباهه : عايزك تكون موجود وبعدين شهد هتكون موجودة يمكن ...
امير انتبه لما سمع اسمها بس ما بينش اي رد فعل : ربنا يسهل هشوف لو ظروفي تسمح ساعتها هحاول اجي ..
مشي واخد الشتلات معاه ..
سالي بنت صاحب ابو طارق بقى في بينها وبين طارق صداقة على الاقل من ناحيتها هيا .. بيشوفوا بعض وبيتكلموا وبيسهروا وده مجنن دينا
سالي بدلع : ما تيجي نرقص !
دينا مضايقة من وجودها طول الوقت معاهم في سهراتهم وحبت تضايقها اكتر وتبعدها عنهم فاتكلمت بتريقة : طارق ما بيحبش يرقص مع اصحابه بيحب ديما يقلب رزقه .
طارق بصلها كتير بغضب وبعدها وقف ومد ايده لسالي وابتسم : طبعا يا قمر اتفضلي نرقص .
رقص معاها ودينا هتتجنن وهيا بتتفرج عليهم ومخنوقة علي اخرها .. هيا بتحبه ازاي مش مقدر حبها ده ! من ساعة اللي حصل بينهم وهو بيتجنبها او بيختلق اي اسباب علشان يفضل بعيد عنها .. ليه مده بس يا طارق وانت عارف اني بحبك
واخيرا سالي هتروح وطارق بقى لوحده مع دينا
دينا بهجوم : ده ايه ده بقى ان شاء الله هاه ؟
طارق بصلها بغيظ : مالكيش فيه وسالي خط احمر ما تتخطيهوش .
دينا الغيرة مسيطرة عليها : تطلع مين هيا اصلا ؟ هاه ؟
طارق بصلها بطرف عينه وكمل شرب من كاسه : مالكيش فيه يادينا .
دينا بتضرب كتفه بعصبية : لا ليا ونص .. ليا بالقوي كمان .
طارق ضحك على غبائها لو كانت فاكرة دا ضرب ونفض قميصه مكان ايدها وحرك الكاس بالتلج اللي فيه : نعم ؟ ليكي ايه بقى ان شاء الله ؟ هاه؟
دينا ضيقت عينيها وضمت حواجبها لبعض تركز عشان تشوف ردة فعله : ليا ابنك اللي في بطني .
طارق هنا الكاس وقف على شفايفه وبصلها بعنف : بتقولي ايه ؟
دينا : ابنك .. انا حامل يا طارق .
طارق حط الكاس على التربيزة بعنف ومسك دراعها بعنف : الظاهر انك اتجننتي ولا اتخبلتي ولا جرى في عقلك حاجة ! لا اوعي تفتكري انك كده ممكن تلوي دراعي لا يا حيلتها مش انا اللي يتلعب معاه اللعبة دي ؟ فاهمة ؟
دينا كانت شاكة انه ممكن ما يتقبلش الموضوع لكن متخيلتش الرد دا : ليه ؟ تنكر ان حصل بينا علاقة وانك اول واحد يلمسني ! تنكر يا طارق ؟
طارق بيشاور بايديه لا : لا ما انكرش بس انا لا ضربتك على ايدك ولا عملت حاجة غصب عنك يا حلوة .. دي كانت ليلة وراحت لحالها .
دينا بصدمة : ليلة ؟ ليلة يا طارق ! انا بحبك وانت عارف ده كويس .
طارق بتريقة : وانا امتى قلتلك اني بحبك ها ؟ امتى قولتلك اني هتجوزك ولا اي كلام فارغ من ده ؟ لا فوقي كده وصحصحي اللي في بطنك ده تتصرفي فيه ! انا انسيني تماما . خرجيني يا حلوة بره حساباتك !
دينا بذهول تام مش مصدقة اللي بتسمعه : ده ابنك .
طارق اتريق بغضب : بلا ابني بلا زفت .. وانا ايش عرفني انتي حامل فيه منين هاه ؟ اللي تسلم نفسها لراجل تسلم نفسها لعشرة . فكك مني خالص فاهمة !
دينا بذهول : انا سلمت نفسي لحبيبي مش لراجل .
طارق بتريقه وهو بيلم حاجته من التربيزة وكل شوية يبصلها بغضب : حبيبك !! اللي بيحب واحدة بجد ما بيلمسش شعرة منها غير لما تكون في بيته .. وبعدين بلاش قولتلك أسطوانة الحب علشان مشروخة قوي .. انتي سلمتي نفسك لواحد سكران كنتي متخيلة ايه ؟ بقولك ايه اخلصي من المصيبة دي بعيد عني بعد اذنك .
سابها ومشي وهيا فضلت قاعدة الدموع جامدة في عنيها مش عارفة تفكر تعمل ايه وتروح لمين ؟ ده جوز امها لو عرف مش بعيد ياخدها حجة ويخلص منها .. تروح لمين ؟ تتصرف ازاي ؟ علا ممكن تساعدها ؟ بس علا كمان مختفية وواخدة جنب من كله ! وأمير ظروفه اخدته بعيد وعمرو مش هيعرف يعمل حاجة أصلا تروح فين ولمين ؟ ليه عملت في نفسها كده ؟ ليه سلمت نفسها لحد ما يستاهلهاش ؟ ليه ضيعت نفسها كده !
عند عمرو
عمرو اشتغل هو كمان عند عدلي كنوع من انواع الانتقام من أمير اللي بيكرهه من غير ما يعرف سبب للكره ده .. بس بعد ما اشتغل حس ان له قيمة وكيان .. حس انه عايش .. حس ان حياته بقى لها معنى وهدف .. وخصوصا لما اكتشف انه ذكي وناجح في مجاله .. حس بطموح ماليه وانه ممكن يعمل حاجات كتيرة .. ندم علي السنين اللي فاتت من عمره دي كلها في سهر وشرب وضياع وبس .. ليه هو بالغباء ده ! ليه حاقد علي الدنيا كلها بدون سبب !
لازم يحاول يثبت نفسه ويثبت قدراته ويثبت لعدلي ولنفسه انه مش بس علشان صاحب امير هو اشتغل لازم يثبت انه يستاهل الشغل ده .. لازم يبقى حاجة بقى كفاية اللي فات ..
امير اخر الليل راح جنينة شهد ولما حس الدنيا هديت وبهدوء بدأ يزرع الشتلات وكل شتلة زرعها زرع معاها امنية او حلم نفسه يتحقق او ذكرى من العمر مع شهده وكان بيتبتها بالارض وكانه بيتبت حلمه معاها لحد ما خلص ووقف ومشي بهدوء تام .. وكل يوم او اتنين بيروح يسقيها بصمت ودعاء جواه ان الرسالة توصل لصاحبتها وتوصل لقلبها بالزبط زي مهي طالعة من قلبه ويمشي ..
اخيرا جه معاد الحفلة واتردد يروح ولا لأ ومش عارف ياخد قرار .. واخيرا قرر .
في الشركة
عدلي معاه شهد بيتكلموا في الشغل وهو حس بتعبها وارهاقها : شهد روحي انتي دلوقتي وارتاحي علشان الحفلة بالليل .
شهد وهي بتلم حاجتها من على مكتبها : انا اسفة يا بابا بس مش هقدر اجي .
عدلي مسك ايدها وباصرار : انتي لازم تكوني موجودة.
شهد وقفت لم الحاجة وبصتله باستغراب : وجودي مش مهم .. العقد واتوقع دي حاجات شكلية .
عدلي غمزلها : انتي فكراني عايزك تيجي علشان الشركة ولا الناس ولا الكلام ده كله !
شهد باستغراب : امال ؟
عدلي بفرحة بتخطيطه : انا عزمت امير وهيكون موجود .. عايزكم تشوفوا بعض وتتكلموا يمكن !!
شهد اول ما سمعت اسم أمير قلبها بيدق بعنف
شهد حطت حاجتها بشنطتها وحملتها وخارجة : ربنا يسهل بعد اذنك .
مشيت وهيا بتنهج مجرد اسمه بس بيصحي ذكريات كتيرة .. ذكريات اكبر من انها تتحملها
روحت وبدئت تجهز نفسها للحفلة .. اميرها هيكون موجود..
امير واقف قدام المراية بيلبس بدلته ومتوتر وحس انه محتاج لدعم فاتصل بعلا على أمل انها ترد عليه وبالفعل ردت
أمير : أخيرا رديتي .
علا : أخيرا هديت وشوفت الأمور بطريقة مختلفة .
أمير : طيب الحمد لله .. اخبارك ايه ؟
علا اتنهدت : زي ما انا .. بابا بس موجود ويمكن ده اللي ساعدني .
امير حس بنوع من الغيرة : ربنا يخليهولك .
علا : وانت اخبارك ؟
أمير ابتسم بوجع : انا وشهد اطلقنا .
علا بحزن : عرفت .. بس مش ده اللي كنت عايزو ؟
أمير اتنهد : ومش بعدك عن شاكر هو اللي كنتي عيزاه ؟
علا غيرت الموضوع : المهم .. بتتصل بس تطمن ولا عايز حاجة ؟
أمير : في حفلة في النادي النهارده تبع شركة بابا ما تيجي نروح .. شهد هتكون موجودة وطبعا مش هتيجي لوحدها .
علا بلهفة : قصدك مين ؟
أمير ابتسم : شاكر .. لو حد هيوصلها هيكون شاكر ايه رأيك ؟
علا سكتت كتير : انا عايزة اتخطاه .
أمير : وانا كمان بس هروح .. تعالي انتي وباباكي واهو هيكون سند ليكي ..
قفل وسابها هيا كمان لافكارها وقامت راحت لابوها ..
شهد دخلت عند شاكر بيلبس ونازل
شهد بتردد : كنت عايزة اطلب منك طلب .
شاكر ابتسم : قولي يا قمر .
شهد متوترة : تيجي معايا حفلة الشركة .
شاكر كشر وبصلها باستغراب : انتي قولتي مش هتروحيها غيرتي رأيك ليه ؟
شهد مترددة مش عارفة رد فعل اخوها ايه بس لازم تحاول عشان اميرها وبردو مش هتكدب او تحور دا مش طبعها فكانت صريحة : أمير ممكن يحضرها .
شاكر سكت شوية واتنهد وصعبت عليه وبصلها بحب : وابوكي هيوافق ؟
شهد بصتله بتعلق : لو انت هتيجي معايا هيوافق ! ( كانت عايزة تقنعه يوافق يروح معاها ) وبعدين شلة امير كلها هتكون موجودة .
شاكر هنا بصلها وصورة علا اترسمت قدامه وفاق على صوت اخته
شهد بترجي : قلت ايه ؟ البس ؟
شاكر ابتسم : البسي .
خرجت وجهزت وخارجة من اوضتها وابوها بصلها كتير : رايحة فين ؟
شهد متوترة : حفلة الشركة اونكل عدلي محتاجني اكون معاه .
محسن حوقل بقلبه لانه فاهم دماغ بنته : انتي قولتي انها مش مهمة ومش هتروحي غيرتي رأيك ليه ؟
شهد حاولت تكون طبيعية جدا وهيا بتتكلم مع ابوها مع ان قلبها ابعد ما يكون عند الهدوء والطبيعية : هو كلمني الصبح وطلب مني اكون معاه ومسيبوش لوحده .
محسن هز دماغه بدون اقتناع : اممم وهتروحي لوحدك يعني ؟
هنا شاكر جه من وراهم : اكيد لأ انا هكون معاها ما تقلقش حضرتك .
بص لعيالو الاتنين اللي في قمة اناقتهم .. من امتى بيهتموا كده بأناقتهم في المناسبات اللي زي دي !
محسن اتنهد بحيرة مش عارف يمنعهم يروحو ولا عارف يسيبهم وفكر يعمل ايه وفي الاخر لمعت في دماغه فكرة فابتسم وبصلهم : استنوا انا هاجي معاكم .
ابتسموا ابتسامة ظاهرية فقط لكن كل واحد افكاره وصلت لعند حبيبه وخصوصا لما تتلاقى العيون ! وبالفعل اتحركوا كلهم مع بعض وحتى والدتهم عايدة راحت معاهم
في بيت عمرو
لبس وخارج وهنا سمع حد بيعاكسه وصفّر
عمرو التفت وابتسم : بطوط .. ازيك يا قمر .
فاطمة باعجاب : شكلك زي العريس .. على فين كده ؟
عمرو بابتسامة عريضة : عندي حفلة تبع الشغل .
فاطمة بتحاول تجر معاه كلام وتخليه قدامها شوية : اممم .. مجرد حفلة بس ؟ الشياكة دي كلها للحفلة ولا حاجة تانية ؟
فكر للحظة في علا .. هل فعلا هو متشيك علشان احتمال يشوفها ! عايز يوريها نفسه بعد ما اشتغل وبقى شخص يعتمد عليه ؟
فاق من افكاره على صوت بنت عمه
فاطمة : سرحت في ايه كده ؟
عمرو بصلها وابتسم : لا مفيش بس الشغل بقى .
فاطمة قلبها بدق بعنف وكأنها بتعترف بسر خطير : ما تتخيلش فرحتي بيك كانت قد ايه لما عرفت انك اشتغلت .
عمرو : تسلمي يا بطوط يالا هسيبك بقى علشان ما اتأخرش.
فاطمه بتمني : خلي بالك من نفسك ..
بصلها للحظات ووقف قصادها بس بعدها مشي بهدوء وراح للحفلة اللي الكل معلق امال كبيرة عليها ..
أمير كان واقف لوحده بعيد في الظلمة بحيث محدش يشوفه ولو شهد جت يدخل ..
وأخيرا لمح عربية اخوها ونزلت هيا وباباها ومامتها وشاكر راح يركن .. اتحرك خطوة واحدة لقدام و قلبه دق بعنف وأتمنى لو لسه هيا من حقه ووقف مخدش الخطوة التانية ... كالعادة ..
دخلت شهد بتتلفت حواليها وعنيها بتدور عليه بلهفة وترجي وخوف وأمل واحاسيس كتيرة جواها متلخبطة
محسن لاحظ نظراتها وحيرتها : بتدوري على مين ؟ عمك عدلي هناك اهو اتفضلي .
شهد اتنهدت : اخدت بالي ..
سلموا عليه وهيا بصت لابوه وهو رفع اكتافه باستسلام وكأنه بيقولها ان هو كمان منتظر
وشوية واخدت نفس طويل وابتسمت لانها شمت برفانه اللي بتميزه من بين مليون ..
أمير وعينيه عليها وكأنه مش شايف غيرها : السلام عليكم .
الكل بص لأمير وردوا عليه وسلم عليهم كلهم ووصل لشهد واخيرا هيا قصاده
أمير بابتسامة حب صافية : ازيك .. عاملة ايه ؟ وصحتك اخبارها ايه؟
شهد ابتسمت : الحمد لله انا كويسة ( حطت ايدها على بطنها ) وهو كويس .
أمير بص لايدها وابتسم : هو ؟ عرفتي منين ان هو مش هيا ؟
شهد ابتسمت : مجرد احساس مش اكتر.. ( رفعت عينيها ليه ) بعدين هو او هيا مش هتفرق ولا ايه ؟
أمير شد على ايدها زي ما شدد بنظرته ليها وابتسم : اكيد مش هتفرق المهم انتي بس تقومي بالسلامة ده المهم .
شهد ابتسمت بحب واضح لامير وابوها اضطر يتدخل : اخبارك ايه يا امير ؟ عايش فين لما انت مش عايش مع ابوك وعايش ازاي اصلا ؟
امير بصله كتير ولمح نبرة تريقة او تعجيز انه هيحتاج لابوه مفهمش صراحة النبرة دي ايه ! بس رد عليه : عايش في شقتي والحمد لله عايش كويس ما تقلقش عليا .
عدلي اتدخل : ده حتى رفض مساعدتي .. انت عايش ازاي فعلا ؟
شهد اتضايقت من اسلوبهم بالكلام معاه وكأنهم بيحققو مش بيطمنو وخافت دا يخليه ينسحب من بينهم
أمير قفل الكلام تماما : ما تشغلوش بالكم بيا انتو !! بعد اذنكم هشوف اصحابي .
يدوب هيمشي فعدلي اتكلم : محدش مأخرك غير اصحابك دول .
امير وقف للحظة وبعدها بصله : ما تشغلش انت بس بالك بيا ..
سابهم وراح لطارق اللي واقف منتظره وسلموا على بعض بفتور وشوية ووصل عمرو وانضملهم وسأل وعنيه بتدور في كل الوشوش حواليه : هيا علا مجتش ؟
الاتنين بصوله وجاوبو مع بعض : لأ .
عمرو بصلهم الاتنين وبعدها ركز نظراته علي امير. : امممم .. الا انت مختفي فين يا امير ؟ مش بتسهر معانا زي الاول ؟ ولا طلاقك اثر عليك !
امير حس بشماتة بس تجاهلها : مش فاضي وطلاقي ما يخصكش .
طارق بص لامير : انت عارف اني روحت اطمن عليها ! وقابلتني بطريقة مستفزة .
امير باستغراب : روحت لمين ؟
طارق حس انه غلط بجملته دي : لشهد ! اطمن لما غابت من الشغل ! ايه غلطت ؟
امير اتنرفز جواه ورد بتهكم : طبعا غلطت .. تروحلها بتاع ايه ؟ وليه تروحلها اصلا !
طارق قاطعه : يا سيدي حقك علينا ده انتو عيال خنقة .
سابهم وراح يشوف حاجة يشربها
علا وباباها وصلوا وكانت مترددة تدخل بس ابوها مسك ايدها ومشي معاها ودخلوا ..
ابوها حس انه تعبان ومحتاج لعلاجه بس اكتشف انه مش معاه ..
عبد الرحمن : علا انا نسيت علاجي في العربية هروح اجيبه واجي على طول .
علا مسكت ايد ابوها : طيب انت تعبان خليك واروح انا اجيبه .
عبدالرحمن ابتسم : لا يا قلبي مش تعبان بس احتياطي يكون في جيبي .. روحي سلمي على اصحابك .
دخلت علا وشافت شهد بس ما شافتش شاكر ودورت بعنيها كتير واخيرا راحت ناحية شهد وابتسمت : ازيك .
شهد ابتسمتلها : انا الحمد لله بخير وانتي ؟
علا بشبه ابتسامة : انا كويسة .
وقفوا قصاد بعض مش عارفين يقولو ايه ؟ واخيرا شهد نطقت : على فكرة انتي اتغيرتي كتير .
علا بزعل : كلنا بنتغير .
شهد بتحاول تشجعها : المهم يكون التغير للاحسن .. امير وباقي اصحابك هناك اهم .
علا بصت ناحيتهم : شيفاهم .
شهد كشرت مش فاهمة فتورها ده ليه ! وليه مش مهتمة كده بأصحابها ! وحاولت تفهم اكتر : معنى كده ان مش هما اللي عينك بتدور عليه !
علا سكتت شوية وقررت تكون صريحة : لا مش هما ! هو فين ؟ مجاش ؟
شهد ابتسمت وحست انها زي امير ضايعة ومحتاجة ايد تتمدلها : بيركن العربية وجاي الدنيا زحمة ممكن يكون مش لاقي ركنة ..
علا ابتسمت وعنيها نورت وشهد اتاكدت انها فعلا بتحب اخوها بجد
محسن كان جاي ناحيتهم ف علا انسحبت بسرعة وراحت لاصحابها
عمرو اول ما شافها : مختفية ليه ؟ وشكلك غريب ليه ؟
علا بلامبالاة : عادي المهم اخباركم ايه ؟
بتتكلم وعنيها متعلقة بالمدخل .. وامير لاحظ ده وسكت لان هو كمان عنيه متعلقة بشهد ..
عمرو حاول يلفت انتباهها لاي شيء بس هيا مشتتة تماما ..
شاكر اخيرا لقي ركنة ونزل ورايح للحفلة وهو رايح لمح حد واقف ساند على عربية بتعب
شاكر قرب منه بحذر : حضرتك كويس ؟
عبدالرحمن بصوت ضعيف : انا الحمد لله كويس .
شاكر بقلق : طب محتاج لمساعدة ؟
عبد الرحمن : لا يا ابني .. متشكر .
شاكر ملاحظ تعبه وارهاقه فقرب منه : على فكرة انا مش بعرض بس مساعدتي .. حضرتك شكلك تعبان .. محتاج لايه قولي ؟
عبدالرحمن بصله كتير : بس اوصل لعربيتي واخد العلاج وهبقى كويس .
شاكر مسك دراعه : عربيتك فين ؟
عبدالرحمن استغرب بس شاور على عربيته وسمح لشاكر يساعده لحد ما وصله وفتحله الباب وقعده على الكرسي .. طلعله الدوا بتاعه وبصله وبعدين فتحه وعطاه ..
شاكر بلوم : المفروض علاجك يكون في جيبك باستمرار انت عارف ده ؟
عبدالرحمن ابتسم بضعف : عارف ونسيته .. ربنا بعتك ليا ..
شاكر ابتسم : الحمد لله فعلا ..
عبد الوحمن بفضول : بس انت عرفت منين ان المفروض يكون الدوا معايا باستمرار ؟ انت ليك علاقة بالطب ؟
شاكر ابتسم : انا دكتور صيدلي .. المهم حضرتك كنت داخل الحفلة ولا مروح ؟
عبدالرحمن : لا انا داخل بنتي جوه لوحدها ..
شاكر بيطمنه : استريح بس شوية يكون العلاج بدأ مفعوله وبعدها ندخل .
عبدالرحمن استغرب من طيبته واستعداده للمساعدة وحاول يشكره ويمشيه : طيب ادخل انت انا بقيت كويس .. ما تعطلش نفسك معايا . كفايا ساعدتني لحد ما اخدت علاجي
شاكر اتنهد بتعب : دي حفلة اتعطل على ايه فيها ! وبعدين لولا اختي مكنتش جيت اصلا .
عبدالرحمن ابتسم : وانا لولا بنتي مكنتش جيت .
شاكر ابتسم : شكلنا احنا الاتنين جاين غصب .
ضحكوا الاتنين وسكتوا شوية
عبدالرحمن واستغرب احساس الارتياح في الكلام مع شاكر : بنتي جاية على امل تشوف حبيبها .. هيا متخيلة اني مش فاهم ! بس انا عارف انها جاية علشانه ..
شاكر ابتسم : وهما ليه بعيد عن بعض ما طالما حضرتك عارف ما تقربهم من بعض !
عبدالرحمن اتنهد بوجع : ياريت بايدي اقربهم من بعض .. المشكلة انهم مختلفين تماما ..
شاكر ابتسم بحزن : انا كمان اختي جاية علشان تشوف حبيبها .. بس احنا بقى مختلفين عنكم في انهم اصلا متجوزين لكن الظروف بعدتهم عن بعض .. وغصب عنهم الاتنين اطلقوا .
عبدالرحمن استغرب وفضوله عايز يعرف اكتر : ازاي غصب عنهم ؟ طالما مش عايزين يطلقوا فليه ؟
شاكر مط شفافه : زي ما حضرتك قلت مختلفين ...
وهنا سمعوا صوت من وراهم
علا بلهفة : بابا انت كويس .
الاتنين بصوا مرة واحدة للصوت وشاكر اتصدم بقى علا بنته اللي بيتكلم عنها ..
شاكر بدهشه : علا ؟
علا باستغراب : شاكر .. انت بتعمل ايه هنا ؟
هدنة اهو من النكد حبة خدوا نفسكم
مسك الختام
ديڤشا
الحلقه ١٦
بقلم : الشيماء محمد احمد
شيمووو
علا شافت شاكر مع باباها
علا قلبها خبط كتير جدا كانت منتظراه وبتستعد للحظة اللي تشوفو فيها بس اخر مكان تخيلت انها تشوفو فيه مع باباها : شاكر .. انت بتعمل ايه هنا ؟
شاكر مستغرب ومش فاهم هي ليه هنا مش جوا : انا داخل الحفلة .
علا باستغراب : ايوه ماشي بس بتعمل ايه مع بابا ؟
شاكر للحظة وقف ساكت : بابا !! ده باباكي ؟
افتكر لما قاله انها جايباه على امل تشوف حبيبها .. معقولة فعلا تكون بتحبه بجد !! واقف متلخبط مش عارف يتكلم
عبدالرحمن حس انه عك الدنيا على الاخر لما تسرع واتكلم قدام حد ما يعرفوش واهو طلع هو المقصود تحديدا بالكلام
عبدالرحمن بص لبنته : هو ده شاكر اللي ؟؟؟
علا بصت لابوها بسرعة تمنعه يوضح : اه هو .
شاكر بصلهم الاتنين والكل متوتر ومحدش عارف يتكلم
شاكر حس باحراج كبير خصوصي لوالدها بعد الكلام اللي قاله : طيب بما ان حضرتك كويس وبنتك اهي استأذنكم انا اكيد شهد بتدور عليا .
مشي خطوة وعلا وقفته : شاكر ...
وقف وبصلها وهيا معرفتش تقول ايه !! سكتت
ابوها وقف وقفل عربيته : هسبقك انا وانتي حصليني .. فرصة سعيدة يا دكتور .
شاكر ابتسم لابوها : مجرد شاكر وبس .
ابتسموا لبعض وابوها انسحب وسابهم
شاكر بص بكل حتة وحاول يدور على كلام او طريقة يبدأ بيها الكلام لكن مفيش .. مفيش الا شوقه ليها وحشته جدا وبصلها بعتاب .. عتاب بكلمة واحدة بس : اختفيتي .
علا لخبطة جواها ليها اول مالهش اخر مش عارفة ايه الصح ولا ايه الغلط مجرد انها شايفاه ودا بالدنيا وما فيها فهمست وهيا باصة للأرض : كنت عايزني اعمل ايه ؟
شاكر بوجع ولوم وعتاب وهمس : اللي عملتيه اصلا كان ليه ! ليه كنتي عايزة تبعديني ! ليه بالشكل ده يا علا !
علا بصتله بوجع كبير قوي جواها : علشان معاييرك عالية قوي يا شاكر .. مجرد انها عالية .
شاكر موجوع منها : كنت هفضل ماسك ايدك مكنتش هسيبك ابدا .
علا حست بالندم انها اتسرعت بس رجعت لواقعها .. الواقع اللي هما فيه محسن ابوهم اللي طلق بنته من امير وهو راجل فما بالك هيا ! مفيش امل اصلا فبصت لشاكر : مش هتقدر .
شاكر بغضب مكبوت بيحاول يسيطر عليه : وعرفتي منين اني مش هقدر !
علا بصتله بعنين مليانة دموع : اختك مقدرتش .
شاكر هز دماغه برفض : بغض النظر ان اختي غيري بس برضه امير معطاهاش فرصة ..
علا سكتت كتير وبصتله : هو انا ينفع اقولك وحشتني .
شاكر بصلها كتير وابتسم واول مرة يلاحظ فستانها الطويل وبكم ورقبته عاليه .. وهيا لاحظت نظراته لفستانها
ولاحظت ابتسامته ومحبتش تزرع امل جواه وتوجعه من تاني : ده مجرد فستان .
شاكر بأمل انتعش غصب عنه وابتسامة اترسمت دون ارادته وبصلها بحب : لا مش مجرد فستان.. ده فستان ساترك كلك مفاضلش غير شعرك وبس .
علا رفضت كلامه ومش عايزة تقتنع بيه : انا مش هلبس حجاب يا شاكر .
شاكر بتشجيع : ليه لأ ! جمالك هيقل مثلا ! ايه مشكلتك في الحجاب ..
علا كشرت : معرفش بس مش هقدر استحمل فروضه .
شاكر قرب منها خطوة : تعرفي منين اذا كنتي هتستحملي او لأ من غير ما تجربي .. علا انتي قوية .
علا ضحكت بوجع : مين ضحك عليك وقلك كدا .. انا عمري ما كنت قوية ما تقوليش زي بابا .
شاكر باصرار : لا انتي قوية بس محتاجة تثقي في قوتك دي .. عارفة ! تعالي معايا لحظة .
ومشي لحد باب عربيته ونداها لانها كانت واقفة مستغربة ومش بتعمل اي ردة فعل ومشيت كام خطوة قربت من عربيته وفتح الشنطة وطلع كيس وفضل يقلب فيه وبيبصلها
علا باستغراب : ايه ده ! بتدور على ايه ؟
شاكر بيقلب في الكيس كله : لحظه بس يا علا لحظة .
اخيرا طلع كيس صغير وجواه زي طرحة ذهبي ناعمة وهيا اعترضت ورفضت بهزة دماغها وعنيها
شاكر نظرات عينيه انها توافق كانت اقوى منها رغم انها كانت نظرة ضعف وترجي الا انها بكمية الحب اللي فيها كانت مسيطرة .. وفعلا علا مشيت وراه مسلوبة الارداة حاسة ان في طريق اخره نور ولازم تمشيه وتسمع كلام شاكر وقد كان .. ودخلوا النادي ووقف قدام اقرب مراية قابلته ووقف وراها وحط الطرحة عليها ونظرات عنيه اتعلقت بعنيها في المراية وابتسم : قوليلي انك مش جميلة بيها ؟ قوليلي ان جمالك ما اتضاعفش مليون مرة .. علا الحجاب مش بيقلل جمال البنت بالعكس ده بيزوده وخصوصا في عنين اللي يستاهله .. حبيبتي عمر ما كان الجمال بالقصير او العريان او الميكب الحاجات دي كلها مجرد خداع .. الجمال اللي جواكي أحلى بكتير اديله بس فرصة يتنفس ..
علا بصاله ومش عارفة تقوله ايه ومش لاقية اصلا كلام تقوله فسكتت
شاكر بحب بيشجعها تكمل : جربي النهارده وخليكي لابساها وشوفي انطباع اللي حواليكي ايه ! انا عن نفسي شايفك ملكة جمال الكون كله بيها ..
علا بصتله : انت ..
شاكر بحب : انا ايه ؟
علا ابتسمت : انت قولت حبيبتي ؟
شاكر ابتسم وبص للسقف وتمتم : شوف انا بقولها ايه وهيا بتتكلم في ايه ! ( بصلها وهزر ) يا بنتي انا بتكلم في موضوع مصيري .. بعدين انتي عندك شك اني بحبك !
علا ابتسمت بس ابتسامتها اختفت بسرعة ظهورها وبصتله بقلق : وباباك ! هيقبل الحب ده !
شاكر اخد نفس طويل وبصلها : علا لو انا واقف على ارض صلبة معاكي اقدر اواجهه واقدر ادافع عن حبي وحبيبتي بس انتي وقفيني على ارض صلبة .
علا مش قادرة تفكر دلوقتي ومش عارفة تعمل ايه ! محتاجة ترتب افكارها شوية الأول .. بصتله وفجأة وكأنها افتكرت : انت ليه معاك طرحة في العربية !
شاكر ضحك جامد جدا : ايه ؟ ده اللي شاغلك !! يعني هيكون ليه مثلا !
علا استغربت وحاولت تخمن : هتهادي بيها حد مثلا !
شاكر بيضحك : لا يا ستي دول لشهد طلبت مني طرحة دهبي ولقيت درجات كتير فجبتلها كذا لون تنقي منهم والباقي هرجعه .
علا مسكت الطرحة اللي على شعرها : طيب دي مش هترجعها ؟
شاكر بحب وهزار : يا ستي انوي انتي بس وانا هجيبلك محل طرح مش بس طرحة واحدة .. انوي انتي .
علا ابتسمت واتنهدت : طيب انا هجرب الليلة ، بس ما اوعدكش باي شيء .
شاكر بابتسامة أمل : وانا يا ستي راضي بتجربتك الليلة ..
دخلوا الاتنين بس كل واحد من مكان مش مع بعض .. شاكر راح لاخته اللي استغربت غيابه
وشوية ولمحت علا بحجاب وعرفت ان ده شاكر وتأثيره وابتسمت وبصت لاخوها ..
شاكر باستغراب : بتبصيلي ليه !
شهد ضحكت بخفة وهزرت معاه : مجرد اني بشبه على الحجاب ده .
شاكر بص لبعيد مبتسم : ما تشبهيش .
سكتوا كتير لحد ماشاكر اتكلم : تفتكري هتثبت عليه ولا !
شهد اتنهدت : ربنا يهديها بس اهي خطوة .. ولو حابب اني اقرب منها واساعدها معنديش مانع .
شاكر بصلها بلهفة ومسك ايدها بيترجاها : ياريت .. ياريت فعلا تقربي منها .
شهد بتحذير : بس بابا مش هيقبلها بسهولة .
شاكر كشر وبص لبعيد من تاني بص ناحية ابوه اللي مع عدلي صاحبه : عارف بس لو حس انها اتغيرت هيقبل ..(سكتوا شوية ) شهد ينفع تسامحيني!
شهد باستغراب : اسامحك على ايه !
شاكر ندمان على كل مرة غلس فيها على امير وبيسأل نفسه ياترى لو كان مختلف كان ممكن الوضع ده يتغير ؟ بصلها : غلاستي مع امير في الاول وغلاستي عليكي وتدخلي في حياتك كل شوية بس اعذريني .. الاول كنت خايف عليكي منه وبعدها كنت بدأت احب علا وحسيت اني بغالط نفسي وبناقضها واللي المفروض اعمله بفرضه عليكي انتي .. كنت رافض حبك لامير والحقيقة اني كنت رافض حبي انا لعلا ولاني مش عارف اعمل ايه فكنت بطلع غيظي ده عليكي انتي وهو فممكن تسامحيني !
شهد مسكت ايده : حبيبي مفيش حاجة اسامحك عليها.. انت اخويا وانا مقدرة خوفك وحبك وحتى وجعك .. انا حاسة بيه ..
علا راحت لابوها اللي اول ما شافها ابتسم جدا : ايه الجمال ده كله ! انتي احلويتي بزيادة ولا انا بيتهيألي !
علا بصتله ومكشرة بهزار : انت بس بتقول كده .
عبدالرحمن مد ايده حطها على راسها بحب : حبيبتي انتي جميلة جدا والطرحة زودت جمالك .
علا باستغراب : طب ليه ما حاولتش تخليني البسها قبل كده ! ليه مخلتش ماما تلبس حجاب .
عبدالرحمن اخد نفس طويل وكشر وكأنه بيفتكر ذكريات كتيرة موجعة : ما انا قولتلك ان في اخطاء كتيرة في حياتي واكبرهم اني سيبتك لمامتك .. ده سبب من اسباب انفصالنا .. المهم شاكر انسان كويس ما تضيعهوش منك .
علا بحزن : باباه عمره ما هيوافق عليا دول متدينين جدا ده طلق شهد من امير .
عبدالرحمن : البنت غير الولد .. الخوف على البنت بيكون اكبر وبعدين لو حس انك اتغيرتي عمره ما هيعارض .. لو حس انك بتحاولي هيوافق .. بس الاهم من دا كله يا علا انك تكوني مقتنعة انك هتتغيري لنفسك ولان ده الصح اللي المفروض تعمليه .. انتي بتعملي الصح لنفسك مش لحد تاني ..
امير واصحابه واقفين وجت عليهم دينا اللي طارق اول ما شافها كشر سلمت عليهم وبصتله : اخبارك ؟
طارق مكشر : انا كويس .
امير بصلهم الاتنين : مالكم !
طارق بسرعة : مفيش ..
عمرو فجأة اتكلم : هيا علا لابسة حجاب ولا بيتهيألي ؟
كلهم بصوا ناحيتها وامير ابتسم وهيا وصلت عندهم
امير بإبتسامة عريضة : ايه الجمال ده كله !
علا مكسوفة ومتلخبطة فهزرت : اضحك عليا انت كمان .
امير ابتسم : يعني انا مش اول حد اقولك ده ! يبقى اكيد مش كلنا بنضحك عليكي .
عمرو اتدخل بينهم : علا انتي جميلة في اي حاجة بس اشمعنى ومن امتى ؟
علا بصت لشاكر وعمرو تابع عنيها : مش عارفة يا عمرو .. مش عارفة ليه وازاي ! مش فاهمة حاجة !
امير بصلها وشجعها : المهم انها خطوة كويسة يا علا .
دينا ابتسمت : فعلا .. خطوة حلوة قوي يا علا .. ياريت انا كمان اقدر اعمل زيك .
علا بصتلها : وليه لأ ! تعالي نمسك ايدين بعض ممكن نساعد بعض .. انا لسى متلخبطة اصلا فممكن نساعد بعض ونقوي بعض .
دينا بوجع وهيا بتفكر في غلطتها الشنيعة مع طارق ومصيبتها اللي هيا واقعة فيها : ربنا مش هيقبلني ابدا .
امير بص لدينا : شهد ديما تقول ان مهما الذنوب كانت كبيرة الا انك لما بتتوجهي لربنا صح بيقبل التوبة وبيمحي الذنوب دي .. ديما بتتكلم عن مدى غفران ربنا .. فلو ده سببك يا دينا يبقى ما تهتميش بيه واعملي الصح وبعدين مين عارف مش يمكن ربنا يقبل !!
طارق بزعق منهم كلهم : حصة الدين دي انا ماليش فيها انا رايح اشوف ابوك والوفد اللي معاه .. سلام .
انسحب طارق وعمرو واقف متغاظ .. خلص من امير طلعله شاكر .. وبعدين بقى معاهم ! هيعمل ايه علشان يلفت حتى انتباهها !
عمرو زعق منهم : انا كمان رايح لابوك سلام .
امير واقف وجنبه دينا وعلا وهو عينه على شهد اللي بصتله باستفسار ومعرفش يقولها ايه !! بس رفع ايديه باستسلام ..
اخيرا كانت شهد لوحدها عند البوفيه وهو راح وراها وقرب اخد حاجة وقرب منها قوي لدرجة انها اتخضت مع انها كانت شامة ريحة برفانه وعارفة انه هو بس قربه كان كتير لدرجة خبطت بالتربيزة قدامها بعدها لفتله و ابتسمت لما شافته هو
امير بصلها عايز يشبع منها كلها وهمس : عاملة ايه !
شهد قابلت نظراته بنظرات مليانة شوق ولهفة عليه وجاوبته بحب : انا كويسة وانت طمني عليك .
امير : انا كويس ..
قرب منها قوي وحط ايده على ايدها اللي ساندة بيها على الترابيزة وراهم وهيا بصت لايده فضغط على ايدها ومسكوا ايدين بعض .. لحظات صامتة لكن عنيهم وايديهم بتتكلم .. اتقابلت عنيهم في نظرة طويلة كل واحد فيهم اتمنى الف حاجة
شهد بلهفة نفسها تطمن عليه : عايش فين ولوحدك ليه !
امير بصلها قوي : عايش في شقتي .. واكتفيت من ابويا وتدخله وعلشان كده عايش لوحدي .
شهد باهتمام : بتصرف منين وازاي ؟
امير اتضايق وسحب ايده من ايدها وبص لبعيد : ما تشغليش بالك انتي .. المهم .
شهد تقبلت تغيره للموضوع بس افتقدت ايده لكن كملت كلامها : ايه المهم !
امير نفسه يعرف منها اجابات كتيرة هو محتاجها فسألها بتردد : شهد هو احنا ... يعني ينفع ....
شهد عيزاه ينطق او يتكلم : ينفع ايه !
امير بصلها قوي لعنيها : ينفع نرج ....
قاطعه ابوها من وراهم : امير والدك كان بيسأل عليك .
امير اتضايق منه وبصله كتير وساكت وشهد باصة للارض
محسن اصر : على فكرة انا بتكلم بجد ابوك عايزك وبيدور عليك .
امير ايديه في وسطه وبص لشهد ومشي خطوة ورجع تاني ومحسن وقف في وشه : عايز ايه يا امير .
امير تجاهله وبص لشهد : شهد ...
شهد بأمل : نعم !
امير من ورى ابوها : دينا .. محتاجة حد جنبها .. هيا بتمر بمشكلة او ازمة ومش بتقول لحد عليها بس محتاجة لحد يقولها الصح والغلط .. بتقول ان ربنا عمره ما هيقبل توبتها لان ذنوبها كتير فلو تقدري تساعديها !!
شهد ابتسمت : هيا معايا في الشركة حاضر هقرب منها .
محسن بصله باستغراب مش قادر يفهمو نهائي فبذهول : وسيادتك مش عايز حد يساعدك ! مش شايف انك اولى تطلب المساعدة لنفسك بدال ما تطلبها لصاحبتك .
( كز قوي باسنانه على كلمة صاحبتك )
امير بصله بغيظ : لا متشكر انا عاجبني نفسي كده ومش محتاج لمساعدة بعد اذنك .
محسن بص لبنته بغيظ : كان عايز ايه ؟
شهد بحزن : بيسلم !! بيطمن على ابنه اللي جوايا !! في مليون سبب يجمعني انا وامير مع بعض .
محسن بضيق وزعل : يا بنتي انا مش قصدي اضايقك او اتعسك او ابعدك عن جوزك ! انتي متخيلة ان ده سهل عليا ؟ متخيلة اني مبسوط بكسر قلبك او قلب شاكر ؟ بس ده الصح حتى لو من وجهة نظركم غلط .. دي وظيفة الاب ومش ديما بتكون حلوة او ممتعة وبكرة هتجربي بنفسك وهتلاقي نفسك بتضطري تاخدي قرارات ما تعجبش ابنك بس ضروري تاخديها .
شهد بدموع في عنيها : وليه ما اسيبوش يجرب ويغلط ويتعلم من غلطه ؟
محسن بصلها : وهو انا مكنتش بسيبك تغلطي وتتعلمي ! امتى كنت بجبرك على رأيي ! ما انا سيبتك اهو تغلطي ( بص ناحية امير ) بس للاسف ما اتعلمتيش انتي مصرة تكملي .
شهد بصت لابوها : مش يمكن اكون صح ! ليه افترضت انه غلط ؟
محسن بحزن وزعل : يا بنتي فوقي واحد جايبلك واحدة البيت بيرقص معاها و.... استغفر الله العظيم ... يا بنتي مستنيه ايه !
شهد باصرار : امير بيحبني وده انا واثقة منه .
محسن مسك دراعات شهد : والحب اللي ما يرفعش صاحبه لفوق زي قلته .. ربنا يهديكي ويسعدك يالا تعالي نروح لامك قاعدة لوحدها .
يدوب ماشيين ومحسن فجأة واحدة معدية كانت هتخبط فيه وقفت البنت
علا : انا اسف....
مكملتش الكلمة لانها اتفاجئت بمحسن اللي بصلها بصدمة مش مصدق
علا خافت منه وكررت : اسفة لحضرتك .
محسن بتوهان : حصل خير .
سابتهم بسرعة واختفت من قدامهم
مشي هو وشهد بس مليون فكرة وفكرة في دماغه وخصوصا لما شاكر قعد معاهم وعينه كل شوية مراقبة علا اللي واقفة مع باباها. .
وسأل نفسه سؤال : يا ترى هو غلط والعيال دي محتاجة فعلا حد يمد ايده ولا هو صح والمفروض يبعد عياله !! سؤال معرفلوش أجابة . سؤال لخبط كيانه كله !
خلصت الحفلة وكل واحد روح على بيته بأفكاره الخاصة ..
امير مش عارف ازاي يقرب من شهد وازاي يتقبل ابوها وابوه ؟؟
طارق مش عارف ازاي يخلص من دينا من غير شوشرة ..
عمرو مش عارف يعمل ايه علشان علا تشوفه ! اهو اتغير وقرب من عالمهم بس برضه هيا مش شيفاه ..
دينا مش عارفة هتعمل ايه في مصيبتها ومين هيساعدها ؟؟ بطنها بدأت تكبر واللبس الواسع والكورسيه كمان شوية مش هتجيب نتيجة انها تخفي الحمل والكل هيعرف وتتفضح لازم تتصرف قبل الفضيحة ..
علا مش عارفة كل حاجة فيها متلخبطة .. حتى مشاعرها متلخبطة .. الشيء الوحيد الاساسي والثابت هو انها بتحب شاكر وده المهم حاليا ..
روحت هيا وابوها واول ما دخلوا البيت ومامتها شافتها شهقت بصدمة : انتي عاملة ايه في نفسك ! ايه القرف ده ! انتي هتدفني جمالك تحت ده .
عبدالرحمن وقف قدام بنته وزعق : سيبي البنت في حالها يا جيهان .
جيجي بنرفزة زعقت هيا كمان : دي افكارك انت ؟ ولا تلاقيها افكار البأف التاني اللي بتحبه ؟
عبدالرحمن زعق : اللي انتي مسمياه بأف ارجل من مليون واحد من الاشكال اللي تعرفيها .. انا مش عارف انا ازاي سيبت بنتي معاكي تربيها ؟ كنت فاكر انك هتقومي بدورك كأم بس كنت غلطان .. لكن ملحوقة .. والحمد لله البنت فيها بذرة طيبة .. وانا هكبر البذرة دي لحد ما تبقى شجرة وثابتة .. ولحد ما تكون في امان منك .. علا اطلعي اوضتك ونامي واوعي تسمعي كلمة منها .. اثبتي يا حبيبتي .
علا طلعت وسابتهم الاتنين راقبوها لحد ما اختفت
جيجي بصتله وباصرار : انا مش هسمحلك تاخد بنتي مني .
عبدالرحمن باصرار اكبر : بنتك كبرت خلاص وللاسف مش محتاجاكي لانك عمرك ما كنتي ام .. بعد اذنك .
عمرو روح مخنوق ومتضايق ومش فاهم ايه اللي بيحصل حواليه .. دخل اوضته واخوه الصغير نايم غير هدومه ورقد على سريره يبص للسقف وخبطة خفيفة على الباب واخته دخلت : ينفع ادخل ولا نمت ؟
عمرو : ادخلي وانجزي .
عالية دخلت وقعدت جنبه : مالك مخنوق من ايه كده ! ما اتبسطتش في الحفلة !
عمرو بزهق : عادي يعني .. المهم عايزة ايه !
عاليه حاولت تفهم من اخوها : فاطمة كانت هنا النهارده .
عمرو باستغراب : ماهي على طول بتجيلك ايه الجديد ؟
مش عارفة ازاي تتكلم مع اخوها بس لازم تفهم منه وتعرف احساسه ايه ! فاتكلمت : كانت مخنوقة هيا كمان .
عمرو استغرب : اشمعنى يعني مالها ؟
عاليه اتنهدت : جايلها عريس والكل موافق وهيا هتضطر توافق .
عمرو مش مهتم ومستغرب : وتضطر ليه ! دي راحتها .
عاليه بصتله : لان اللي هيا بتحبه مفيش امل ولا رجا منه .. واد غبي كده .
عمرو اتنرفز : ولما هو غبي بتحبه ليه ! وبعدين مين الواد ده ! وبعدين حب ايه وكلام فاضي ايه بلا حب بلا زفت .. الحب ده لعبة بيضحك بيها الشباب على البنات علشان يتسلوا بيهم .
عاليه باستغراب : يا سلام .. يعني هو الحب حلو للشباب وكخه للبنات ؟
عمرو بزهق وخنقة ومش مستحمل اصلا اخته حاليا تكمل عليه : بقولك ايه الحكاية مش طالبة المهم مين ده اللي بتحبه واوعي يكون عيل سيس .
عاليه ضحكت جواها جدا فبصت لاخوها واتريقت : لا من جهة سيس فهو سيس .. هو خريج كلية عالية بس ماشي مع شلة زبالة لدرجة ان هو نفسه بقي زبالة زيهم .. بطل يصلي وبطل يروح الجامع ومش عايز يشتغل الا بشروط معينة وباصص لفوق قوي .
( عمرو بدأ يفهم انها بتتكلم عنه هو )
هاه ايه رأيك يبقى عيل سيس ولا ايه ؟؟ ولا راجل يعتمد عليه ؟ انت هتوافق عليه ليا انا مثلا ؟
عمرو بغضب: قومي يا عاليه نامي .
عاليه باصرار : لا مش هقوم .. على الاقل لما اسمع منك .
عمرو زعق براحة : عايزة تسمعي ايه !
عاليه باصرار : اقولها توافق وتلحق شبابها اللي بيضيع في انتظار واحد مش حاسس بيها ولا شايفها ولا اقولها اصبري ده بدأ يفوق لنفسه ؟!
عمرو معرفش يرد على اخته بإيه ، مش قادر يقولها توافق بس برضه مش قادر يقولها ترفض ! فبص لبعيد : معنديش رد ليكي هيا حرة وقومي من عندي عايز انام .
سالته وخرجت وهو فضل يقلب في دماغه كلامها .. هو فعلا بطل يصلي .. بطل يروح الجامع زي زمان .. مش عايز يشتغل فعلا الا بمواصفات معينة .. هو من الاخر من الشباب اللي كان زمان بيكرههم .. النوعية اللي عايشة الدور ولا هيا طايلة سما ولا طايلة ارض ولا عارف يوصل فوق ولا راضي باللي فيه ... ياترى هو فعلا عيل سيس زي ما اخته بتقول ! ليه اتحول كده ومن امتى اتحول كده ! امتى كان شاب معندوش اي كرامة نهائي وبيقبل خروجات وسهرات بفلوس اصحابه ! امتى بقى بيشرب كده ! امتى بقى مش هامو انه يحب واحدة ما بتحبوش اصلا وعارف انها بتحب غيره لا وكمان مستنيها تسيب اللي بتحبه علشان تلمحه هو ! امتى اتحول للشخصية البغيضة دي ! لازم يفوق بقى من الوحل اللي هو موحول فيه ده ! لازم يفوق كفاية بقى العمر بيمر !
الايام بتعدي وكل واحد مشغول بدنيته .. شهد قربت كتير من دينا وبدئت تساعدها ازاي تقرب من ربنا .. شهد ملاحظة تغير دينا وقلقها المستمر بس محبتش تتضغط عليها واستنت لحد ما تيجي من نفسها وتفتح قلبها ..
علا ابوها اضطر يرجع شغله واخدها معاه ووعدت شاكر انها هتحاول تستحقه لما ترجع .. عمرو ركز في شغله وفاطمة حست انه اتغير فرفضت عريسها ..
طارق خطب سالي تحت ضغط من ابوه بس مشكلته حاليا في دينا .. اما امير فمعظم وقته في الجيم او في عالمه الخاص وبالليل بيروح يهتم بورد التوليب عند شهد ..
دينا اخيرا قررت تروح بيت طارق وهناك قابلت ابوه وامه
ممدوح باقتضاب : خير يا دنيا طارق مش هنا .
دينا حاولت تستجمع قوتها وشجاعتها ووقفت قصاد ممدوح واتكلمت بهدوء : انا جاية لحضرتك يا عمي .
ممدوح استغرب : خير قولي محتاجة لايه !
دينا : محتاجة ابنك يعترف باللي عمله معايا .
فوفا اتدخلت : وايه هو اللي عمله معاكي ؟ قصدك ايه ! اتكلمي على طول .
دينا بتوتر : انا حامل .
الكلام نزل صاعقة على الاتنين لدرجة لجمتهم شوية لحد ما ممدوح اتكلم
ممدوح : من طارق !
دينا بصتله بصدمة : طبعا .
ممدوح خبر زي ده ممكن يخبط كل مخططاته ولو اتعرف هيكون فضيحة من كل النواحي ! سأل : وايه اللي يثبت انه هو ؟ انتو ليل نهار سهرانين في النايتكلب من ده لده وشرب وسهر .
دينا مجروحة من تلميحات ممدوح بس هيا اللي حطت نفسها في الوضع ده ولازم تتحمل نتايجه : ايوه بس مكنش في غيره اصلا .
فوفا اتدخلت مش مقتنعة : وهل ده ضمان كفاية ؟ ولا ليه نصدقك اصلا !
دينا بصتلها بصدمة : لاني بقول الحقيقة صدقوني .
فضلوا كتير يحققوا معاها ويناهدوها واخيرا ممدوح اتصل بابنه يجي حالا وبالفعل جه بسرعة ودخل واول ما شاف دينا اتنرفز وزعق : انتي بتعملي ايه هنا ؟
دينا دورت وشها بعيد عنه : انت مش عايز تتصرف فهما يتصرفوا .
طارق زعق : قولتلك ماليش دعوة .. دي غلطتك انتي مش انا .. انا كنت سكران واتفاجئت بيكي اصلا فدي غلطتك .
ممدوح اتدخل : استنى يعني فعلا هيا حامل منك انت !
طارق كشر : معرفش بس اهي بتقول .
دينا زعقت : انت عارف اني عمري ما كنت مع غيرك وانت اول واحد يلمسني .
طارق : ماشي اول واحد بس مش شرط اكون الاخير .
دينا بتحذير : طارق ....
ممدوح زعق : اسكتوا انتو الاتنين .. اسكتوا .. ده حصل امتى !
دينا بتحاول تسيطر على دموعها لانه مش وقتها دلوقتي : احنا على علاقة من زمان من ساعة فرح امير .
ممدوح اتنرفز : انا بتكلم عن الحمل .
دينا كشرت وبصت للارض : قربت اكمل الخامس .
ممدوح بذهول : وانتي سيباه ليه ! انتي مستعدة للحمل ده ولا للفضيحة دي ؟
دينا باستغراب : يعني اعمل ايه ؟
فوفا زعقت : تنزلي اللي في بطنك ده يا قلبي الا اذا كنتي عايزاه انتي حرة بس ابني بره القصة دي.
دينا بصتلهم كلهم واحد ورى الثاني : هو مش هيعترف بيه ؟
ممدوح كشر وزعق فيها : انتي اتجننتي ولا ايه ؟ يعترف بايه ! انتي عارفة هو خاطب بنت مين ؟ وابوها يبقى مين !
بص لمراته بتوتر : هو ينفع تنزله في الوقت دا ؟ بعد الخامس ؟
فوفا كشرت : مش اي دكتور هيرضى يعملها .. بس الا لما نلاقي دكتور يوافق بالفلوس .
دينا بصدمة ودموعها نزلت : وانا !
ممدوح بدون ادنى اهتمام لدموعها هو اللي يهمه دلوقتي مشروعه الكبير وشريكه وبنته المخطوبة لابنه : انت تتخلصي من الحمل ده وبسرعة ويا ستي انا متكفل بكل المصاريف .
دينا مش مصدقة اللي بتسمعه : انت متخيل ان انا مشكلتي في الفلوس انا حامل وتقولي مصاريف !!
فوفا بتريقة : ولما انتي خايفة من الفضيحة عملتيها ليه ! ما حافظتيش على نفسك ليه يا شاطرة ! ما اعتقدش ان ابني ضربك على ايدك او غصبك .
دينا من وسط شهقاتها ودموعها : انا بحبه .
طارق بزهق : وانا عمري ما قلتلك اني بحبك ..
دينا بألم : امال كنت بتعمل ليه كده معايا ؟
طارق زعق : انتي عايزة ده وانا شاب ومش هقولك لأ مفيش شاب في الدنيا هيرفض بنت راحتله لباب بيته وبتقوله اتفضلني فما تجيش دلوقتي تعيطي .
فوفا قربت منها واتلكمت بهدوء : بقولك ايه يا دينا عمك قالك انه متكفل بالمصاريف يا حبيبتي اكتر من كده مالكيش حاجة ولو كده انا هاخدك بعد العملية وهساعدك لحد ما تقومي بالسلامة وده اكتر شيء ممكن اقدمهولك لكن اكتر من كدا سوري ويالا دلوقتي بقى علشان عندنا عزومة على الغدا حبيبتي وخطيبته واهلها على وصول يالا باي سلميلي على صافي مامتك .
طردتها بالراحة ودينا مش عارفة هتعمل ايه او تاخد قرار ازاي ...
بعد ما خرجت اشتعلت خناقة رهيبة بين طارق وفوفا وممدوح ما بين ابوه اللي مش عاجبه وامه اللي بتدافع عن ابنها وطيشه ...
امير كان متابع شهد من بعيد لبعيد .. ديما عنيه عليها ..
شهد على طول تدعي لامير بالهداية وفي يوم الصبح نازلة على شغلها داخت وسندت على الشجرة في الجنينة وابوها جري بسرعة سندها : مش لازم النهارده شغل تعالي يالا .
شهد بتعب : لا انا هبقى كويسة ..
شوية ولمحت في الارض زرع صغير يدوب منبت وواضح انه جديد ويشبه التوليب كتير وقربت منه واستغربت ازاي اول مرة تاخد بالها منه !
محسن استغرب : بتعملي ايه ؟
شهد اتراجعت بسرعة لاحسن ابوها يلاحظه هو كمان في شئ نبهم جواها ربط الزرع باميرها مش عارفة بس اهو احساس وخلاص : ولا حاجة ..
طلعت ترتاح لان تعبها استمر وبالليل تعبانة وراقدة بس كل شوية تقوم وتبص من الشباك على الجنينة علشان تتأكد شكوكها صح ولا ايه
والليلة عدت وانتظارها كان على الفاضي .. تاني يوم نزلت كانت ماشية بس لقت جارهم بيسقي الزرع تحت فسألته مين زرع دي بس قالها ميعرفش هو لقاها كده وميعرفش مين زرعها.. تعبت برضه في الشغل وعدلي روحها بنفسه وهما طالعين سألته
شهد شاورت على الزرع : عمي تعرف الزرع ده ايه ! انا بشبه عليه بس مش متأكدة .
عدلي وقف وشافه من قريب : اعتقد انه تيوليب .. انتي زرعتيه علشان امير ؟
شهد ابتسمت : انا مازرعتوش انا اتفاجئت بيه هنا .
عدلي بصلها : قصدك ان امير زرعه ( فكر شوية ) فعلا من فترة جه واخد شوية شتلات .. والله الواحد ما عارف يقول ايه ! ربنا يهديكم يا بنتي ويجمعكم مع بعض .
بالليل انتظرته تاني والتعب زاد عليها بس مش عايزة تقول لحد .. ترجيع مع دوخة مع تعب شديد مستمر ... اخيرا سمعت قفلة باب عربية
قامت وراحت للشباك وشافته بيقرب وفي ايده زي ابريق بتاع زرع وبص حواليه وراح سقى الزرع وقعد جنبه كتير .. فضلت تقاوم بس مقاومتها انتهت فلبست اسدالها وخرجت من اوضتها بالراحة ونزلت بس للاسف اول ما خرجت من باب العمارة كانت العربية اتحركت ودمعة نزلت من عنيها .. كان نفسها تلحقه او تكلمه اوتقوله اي حاجة ..
التعب اشتد عليها كتير واخيرا نقلوها المستشفى وهناك عدلي عرف وراحلها بسرعة
محسن : بنتي مالها .
دكتوره هبه : الحمل طبيعي ومفيش فيه اي مشاكل نهائي ..
محسن : يعني حضرتك شايفة ان تعبها ده طبيعي .. البنت ما بتاكلش نهائي ولو اكلت بترجع ووزنها اهو في النازل .. ده مش حمل طبيعي .
دكتوره : صدقني طبيعي في بنات كده وبعدين لو كده ممكن تعرضها على دكتور باطنة يطمنك على معدتها لكن كنسا وحمل بالنسبالي انا طبيعي بعد اذنكم .
عرضوها على باطنة بس نفس الكلام ولفوا بيها على كل التخصصات والكل بيقول طبيعي
عدلي مع محسن لوحدهم
عدلي باهتمام : عايز تروح لدكاترة اي تاني .
محسن بتعب وارهاق : مش عارف البنت بقالنا اسبوع اهو وانت شايف بنفسك هيا عاملة ازاي والدكاترة يقولو طبيعي طيب نروح لمين تاني فاضل تخصص ايه ؟
عدلي بهدوء : فاضل النفسية .
محسن بصله بسرعة : نعم ! نفسية ! قصدك ايه بقى ؟
عدلي بص لصاحبه : قصدي ان بنتك محتاجة لجوزها معاها وانت هتلاقيها بقت كويسة وتمام .. ده انت حتى رفضت اني اعرفه واقوله انها هنا .. ولولا حلفانك عليا وانك مش هتسمحلي اشارككم انا كنت قلتله وكنت خليته يكون جنبها . بس للاسف انا الظاهر اني اناني فعلا واخترت اني اكون جنب حفيدي بدال ابني
محسن كشر وحاول يبرر : ده حتى محاولش يرجعلها اويكلمني تاني .
عدلي شد محسن من دراعه : انت عارف امير كويس وعارف انه مش هيعملها ..شهد محتاجة لامير ارجوك سيبني اكلمه .. خليه يكون جنبها .. اديله فرصة تانية يا محسن .. خلي قلبك كبير مع ابني .. ارجوك يا محسن
محسن : ......
🎀ديڤشا🎀
الفصل السابع عشر
بقلم / الشيماء محمد
عدلي برجاء : انت عارف امير كويس وعارف انه مش هيعملها ..شهد محتاجة لامير ارجوك سيبني اكلمه .. خليه يكون جنبها .. اديله فرصة تانية يا محسن .. خلي قلبك كبير مع ابني ..
محسن محتار مش قادر يوافق بس برضه مش قادر يرفض .. فكر للحظات ومر عليه كل الايام اللي عدت وافتكر اخر مرة سمح لعدلي يأثر عليه كانت النتيجة الجوازة دي لا مش هيسمحله تاني .. بصله واعتذر : انا قلبي كبير يا عدلي لكن ابنك بيعند لمجرد العند وبس ،مش بيحاول حتى ، وانت خاطرك على عيني بس سبق قبل كده وعملت حساب لخاطرك ودي النتيجة فأرجوك بلاش تضغط تاني عليا ...
عدلي اتنهد بتعب وارهاق ومش عارف ازاي يقرب بينهم من تاني ...
عدلي مشي ومحسن قاعد مكانه على دكة الانتظار بره اوضة شهد واتفاجىء بعايدة واقفة قصاده بصاله قوي فبصلها : مالك في ايه ؟ شهد مالها ؟
عايدة مكشرة : زي ما هيا هيكون مالها ؟
محسن كشر : امال واقفة كده ليه مالك ؟
عايدة وكأنها انفجرت : انا اللي مالي ولا انت اللي مالك ! مش شايف بنتك بتتعذب ازاي ! انت من امتى بالقسوة دي عليها !
محسن بذهول : انا قاسي عليها يا ام شاكر ؟
عايدة زعقت : ايوه قاسي عليها وعلى جوزها !
محسن دور وشه برفض يسمع بس هيا راحت ووقفت في وشه تاني : لا ما تدورش وشك .. انت هتسمعني .. انت جبرت الولد المسكين ده يطلقها وانا سكت بس سكوتي كان اكبر غلط .
محسن زعق : اكبر غلط كان اننا وافقنا يتجوزوا اصلا !
عايدة : واتجوزوا .. خلاص اتجوزوا .. ليه بتتدخل بينهم بالشكل ده ! كانت بنتك اشتكيتلك منه ! طلبت منك تتدخل ؟ ليه فرقتهم عن بعض بالطريقة البشعة دي ؟
محسن بصلها وعنيه كلها تحذيرات : علشان ده الصح فاسكتي خالص دلوقتي .. بعد اذنك انا رايح اصلي .
سابها ومشي وهيا وقفت مكانها متضايقة من جوزها وتصرفه وحاسة انها لازم تعمل اي حاجة .. لازم تقربهم من بعض او على الاقل ما تسمحش لحد يبعدهم ..
عند دينا
قررت دينا انها تحتفظ بالبيبي وتعيش لوحدها بعيد عن الكل واللي ربنا كاتبهولها يكون .. اتصلت بأمير : ازيك يا امير اخبارك ايه ؟
أمير باستغراب لانها مش كتير بتكلمه : انا بخير الحمد لله وانتي !
دينا بتردد : انا كويسة . انت في الجيم ولا ايه !
أمير لسه مستغرب وعايز يفهم سبب اتصالها : اه في الجيم .
دينا : اهمم طيب شهد فين كنت عايزاها ضروري !
أمير استغرب ازاي دينا بتسأل عن شهد مش المفروض انهم بيشتغلوا مع بعض ؟ القلق واحدة واحدة اتسرب لقلبه وسألها بتوتر : يا في الشغل يا في البيت ! وبعدين مش انتي اشتغلتي معاهم في الشركة !
دينا كشرت والدور عليها تستغرب كانت متخيلة ان امير هيوصلها لشهد بسهولة : لا انا بقالي فتره ما روحتش كنت تعبانة و روحتلها الشركة قالوا من ساعة ما تعبت ما راحتش الشركة وباباك مفيش ورحت البيت دلوقتي ملقتش حد خالص فقلت اسألك .
امير هنا القلق والتوتر اتملكوا منه . معقولة يكون جرالها حاجة ومحدش قاله ؟
كمل مع دينا : انا معرفش حاجة .. على العموم هحاول اعرف دلوقتي سلام .
افتكر الكام يوم اللي فاتوا نور اوضتها مطفي ديما بس افترض انها نايمة .. اتصل بأبوه بس ماردش عليه .. اتصل على شهد ومحسن ونفس الموضوع شهد تليفونها مغلق ومحسن ماردش وهنا اتأكد ان في حاجة حصلت ومحدش قاله
ركب عربيته وطلع زي الصاروخ على صيدلية شاكر وحمد ربنا لما لقاها مفتوحة دخل بسرعة وشاكر اول ما شافه وقف
امير دخل بعنف : شهد فين ؟
شاكر اخد نفس طويل لانه كان منتظره يظهر واخيرا اهو ظهر: اهدى وادخل نتكلم الزباين بتتفرج .
أمير زعق : مش ههدي ولا عايز اتكلم شهد فين وبس جاوبني ؟
شاكر بهدوء نرفز امير : هيا تعبانة شوية .
أمير هيتجنن ان افكاره طلعت صح ، هيا تعبانة ومحدش فيهم قاله ! الغيظ والغضب سيطروا عليه وعايز لو ينفجر فيهم كلهم ! مش من حق اي حد فيهم يبعده عن مراته بالشكل ده ويخبوا عنه كده .. بص لشاكر بتوعد وتهديد : شاكر .... انا بقولك هيا فين ؟ مراتي فين ؟
شاكر اخد نفس طويل وحط نفسه مكانه وهنا قرر انه لاول مرة يخالف كلام ابوه ، منظر اخته التعبانة ودموعها اللي ديما على خدها عرفه انه لازم يتصرف ولازم يكون له دور زي ما سبق وضايقهم دلوقتي جه دوره بص لامير : شهد في المستشفى .
أمير سكت تماما وبيتنفس بس واخيرا اتحرك من غير ولا كلمة بس شاكر طلع وراه جري ومسكه قبل ما يركب عربيته
أمير شد دراعه بعنف من ايد شاكر وبصله وزعق : اوعى تتخيل انك مهما تقول هتقنعني ما اروحلهاش ؟
شاكر هز دماغه : لا يا امير شهد محتاجاك جدا جنبها .. مش ده اللي هقولهولك انا هقولك حاجة تانية خالص .
أمير بضيق ونفاذ صبر : انجز .....
شاكر : شهد مراتك .
أمير اتريق : جبت التايهة انت !سلام .
شاكر مسكه يحاول يفهمه قصده قبل ما يتحرك من قدامه : يا عم اوقف بس .. انت طلقت شهد تحت ضغط من بابا فأولا الطلاق مشكوك في امره وحتى لو صح عدة الحامل بتنتهي بولادتها وطول فترة الحمل جوزها يردها بسهولة فانت بكلمة تقدر ترد شهد تاني فعلشان كده بقولك شهد مراتك .. شرعا يا امير انت في مركز قوة .. فهمت ؟ شهد مراتك وزي ما طلقتها بكلمة تقدر برضه تردها بكلمة .
أمير بصله كتير واستغرب ليه شاكر غير موقفه كده ! افتكر كل مرة يقف قصاد شهد وما يسيبهاش الا لما تقوله انها مش بتحبه ليه المره دي عايز يجمعهم ؟ مش وقت التفكير ده ! لا وقته لازم يسأله ! بصله قبل ما يركب : ليه قولتلي ؟ انت ديما ضدي من اول لحظة دخلت فيها بيتكم وانت اعلنت العداء بينا !
شاكر اتنهد وبص لأمير بندم ومش عارف يقوله ايه : كنت غلطان ... كنت غبي ... او ممكن كنت غيران من العيل الصغير اللي دخل بيتنا واخد اهتمام ابويا وامي واخد مكاني .. دخولك البيت وانت عيل صغير خلاني انا على الرف يا امير .. يمكن اكون خوفت اتركن تاني على الرف بوجودك .
أمير باستغراب وذهول تام : غيران مني !! مني انا يا شاكر ؟ ده انا كانت امي ميتة واللي ابوك وامك عملوه كان مجرد عطف وشفقة على عيل يتيم مش اكتر .
شاكر بصله وابتسم بحزن : كنت عيل صغير وماشفتوش كده .. ودلوقتي انت كبرت ورجعت خريج جامعة من اكبر الجامعات وجاي تاخد اختي كمان مني .. فالغيرة رجعت تاني والخوف رجع تاني
امير مش عارف يقوله ايه بس ده اخر كلام كان متوقع انه ممكن يسمعه من شاكر اللي عايش وسط اب وام بيحبوه .. بصله باستنكار : وايه اللي اتغير دلوقتي ؟
شاكر اخد نفس طويل : كتير قوي .. فقت لنفسي .. شفت تعاسة شهد .. حبيت .. حطيت نفسي مكانك .. كتير قوي اتغير يا امير .. ( حط ايده على كتف امير وابتسم ) المهم نبقى نتكلم بعدين روح لمراتك وردها وما تسمحش لحد يقف بينكم تاني ..
امير ابتسمله باقتضاب وهز دماغه وركب عربيته وطلع على المستشفى وطلع على الاوضة اللي عرف ان شهد فيها ووقف قدامها للحظات بيحاول يجهز نفسه للي هيشوفه .. وللي هيقابله وللي هيسمعه ..
خبط خبطة واحدة وفتح الباب ودخل .. محسن بصله بذهول وعدلي اما عايدة ابتسمت ودعت جواها انه يكون قوي ويقف قصادهم .. اما شهد فكان ظهرها للباب بتعيط بصمت وسط خناق محسن وعدلي ...
محسن بص لعدلي باتهام فعدلي رفع ايديه : انا ماليش علاقة .
امير بص لأبوه وكرهه في اللحظة دي .. كره انانيته انه اختار صاحبه وزعله على زعل ابنه .. بصلهم الاتنين بتريقة : فعلا هو مالوش علاقة ولا عمر كان له علاقة بيا ولا هيكون في يوم من الأيام .
شهد هنا حست انها ممكن يكون بيتهيألها او نامت مثلا وبتحلم بأمير .. معقولة من كتر ما بتتخيل دخوله حلمت بيه ؟
عدلي حاول يدافع عن نفسه : هو رفض اقولك .
أمير بتريقة : هو رفض خوفا على بنته .. طيب وانت ؟
هنا شهد اتأكدت انه مش حلم وانه فعلا موجود بصتله وابتسمت من بين دموعها اللي بتنزل بصمت وحاولت تلف نفسها بتعب وتملي عينها منه قبل ما يختفي تاني
حاولت تتعدل وأمير لمحها بتحاول تقعد بتعب وفي لحظة مدت ايدها له كان هو جنبها وضمها وهيا ايديها وقعت بتعب حواليه وعيطت كتير وهيا دافنة وشها في صدره .. والكل ساكت تماما ومحدش بيتكلم وصمت بيقاطعه عياط شهد وهمسات امير اللي بيحاول يهديها .. واخيراً بدئت تهدى بس رافذضة تبعد عن حضنه وماسكة فيه
محسن حاول يتدخل : على فكرة هيا مش مراتك علشان تضمها كده .
أمير حاول يبعد بس شهد بضعف ايديها مسكت في قميصه فبصلها وابتسم وهمس : مش هبعد .. مش هسمحلهم يفرقونا تاني ما تخافيش .
رخت ايدها واتنهدت وابتسمت وهو وقف جنبها وبص لابوها بتحدي : نعم .
محسن باصرار : انت طلقتها .
عايدة وقفت : سيبهم في حالهم بقى .
محسن بصلها بعنف : اسكتي انتي .. هو طلقها خلاص فمش من حقه يضمها كده .
أمير هنا اتدخل وقاطعه : وردتها .. علشان كده بقولك نعم .
شهد ابتسمت ورقدت وغمضت عنيها واطمنت انه المرة دي مش هيبعد وهيفضل معاها دلوقتي تقدر تستسلم للتعب
محسن المفاجأة شوية ملجماه : انت ما استأذنتنيش .
أمير بتريقة : ومش ناوي صراحةً .. طالما عدتها ما خلصتش من حقي اردها ودلوقتي بقى ياريت كلكم تطلعوا بره ..
عايدة ابتسمت ، محسن عنيه وسعت تلقائيا وبصله بذهول تام : نعم ؟
أمير قرر محدش يقف بينهم تاني ومش هيسمح لحد يتدخل في حياته كفاية بقى اللي فات واللي ضاع مش هيضيع اللي جاي .. بص لمحسن بتحدي : اللي حضرتك سمعته .. اطلعوا بره وسيبوني انا ومراتي لوحدنا .
عدلي وقف وخارج ومحسن واقف متغاظ فعايدة شدته وهو بصلها : سيبهم بقى يالا .
ابتسمت لامير اللي ابتسملها وشدت محسن وخرجت وقفلت الباب
امير هنا قعد جنب شهد وابتسملها بحب ولوم : ليه معرفتينيش انك تعبانة ؟
شهد حاولت تبتسم : معرفتش .. هعرفك ازاي ؟ موبيلي مش معايا وبابا على طول موجود انت عرفت ازاي ؟
أمير حط ايده على خدها برقة وباسها براحة في خدها وابتسم : دينا سألتني عنك وقالتلي انها مش لقياكي جننتني فروحت لشاكر وهو قالي .
شهد استغربت : شاكر اللي قالك ؟
امير ابتسم : اه شاكر اللي قالي .. المهم سيبينا من كل ده .. طمنيني عنك .
شهد اتنهدت بتعب وارهاق : البيبي كويس .
امير هز دماغه برفض لانه ده اخر تفكيره حاليا : انا بقول انتي مش البيبي .. تعبانة مالك فيكي ايه ؟
شهد حطت ايدها على خده : خلاص مبقتش تعبانة .
أمير ابتسم وباس ايدها وخلاها على خده وهو ماسكها : قوليلي طيب انتي هنا ليه ؟ وفيكي ايه ! احكيلي كل حاجة .
شهد همست : هتفضل جنبي ؟
امير ابتسم وهز دماغه وقرب منها اخدها كلها في حضنه وهيا استخبت في حضنه و
حكتله كل حاجه وتعبها والدكاترة وتنطيطهم من دكتور للتاني .. وفضلوا يتكلموا كتير لحد ما نامت على كتفه ..
الممرضة دخلت وترددت تدخل بس امير شاورلها تدخل علشان تدي العلاج لشهد ولمح محسن واقف في الباب بغيظ .. امير حاول يقوم براحة علشان الممرضة بس شهد مسكت فيه وهيا نايمة
امير بهمس : ما تخافيش انا موجود بس الممرضة عايزة تديكي العلاج ..
شهد فتحت عنيها وشافتها وسابت امير اللي وقف جنبها : ايه دي ؟
الممرضة : دي حقنة للترجيع .
امير : هو الدكتور فين ؟
الممرضة : قصدك دكتورة هبه ؟
امير كشر : معرفش ، الدكتور اللي متابعها .
الممرضة : اه دكتورة هبه .. هيا في العيادة هتخلص وهتمر عليها..
أمير: امتى تخلص ؟
الممرضة : تقريبا ساعتين .
خرجت الممرضة وهنا شاف عايدة واقفة في الباب فأمير شاورلها تدخل ومحسن دخل وامير باصص للباب
محسن لاحظ انه منتظر عدلي يدخل فاتكلم : ابوك راح الشركة حد كلمه .
امير هز دماغه وما اتكلمش
عايدة بحب : امير طالما انت هنا حاول يا حبيبي تأكلها يمكن تاكل من ايدك ؟
امير ابتسم : طبعا هتاكل ... هاتي يالا .
شهد بضعف : لا بلاش اكل علشان خاطري انا كويسة كده ارجوك يا امير بلاش اكل .
امير قرب منها : ارجوكي انتي .. كلي وقومي وخلينا نخرج من هنا .. ايه مش عايزة تشوفي شقتي الجديدة ؟ هتعجبك ما تقلقيش .
شهد ابتسمت : اكيد هتعجبني .. كفاية وجودك فيها .
امير ابتسم وبص لامها اللي فتحت علبة اكل حافظة للسخونة وحطت حبة في طبق وعطتهولو
وهو رفع السرير لشهد بحيث تعرف تاكل وبدأ يأكلها وبالفعل غصبت نفسها واكلت معاه .. اما محسن فطلع مصحفه وقعد في ركن لوحده
شهد مسكت ايد أمير : كفاية ما تغصبش عليا ارجوك كفاية .
امير عطى الطبق لمامتها : كفاية دلوقتي .
ولحظات وبدئت شهد ترجع كل الاكل اللي اكلته كل لحظة بترجع وتعيط وتلومهم انهم اكلوها وامير هيتجنن وبدأ يلوم نفسه هو كمان ..
نادى للممرضة اللي جت وما افادتهمش
الممرضة : هيا اخدت حقنة الترجيع ومااقدرش اديها حاجة تاني .
امير زعق : هاتي حاجة أقوى .
الممرضة اتوترت : انا اسفة بس هيا بتاخد فعلا أقوى حاجة دي بتاخد زوفيران مفيش أقوى منه .
امير ردد : زوفيران ؟؟
ليه الاسم ده مش غريب عليه .. ليه الاسم ده خلى قلبه يدق كده .. في حاجة مبهمة جواه هو مش فاهمها ؟
وقف بعيد يتفرج عليها ومامتها جنبها وهيا بترجع وهو انفاسه عالية
محسن واقف متابعو وفي حرب جواه ما بين انه يحن او يفضل جامد واخيرا عاطفته تغلبت ده مهما كان امير اللي في يوم دخله بيته عيل صغير وحاول يساعده بس للاسف فشل مش يمكن ده وقت تعويض فشله زمان !! مش يمكن الزمن عطاه فرصة تانية يصلح اللي حصل قبل كده ..
محسن قرب منه ويدوب هيتكلم فأمير سبقه
بوجع : عارف من غير ما تقول .. انا السبب عارف مش محتاجة لمفهومية .. همشي حاضر همشي ... همشي .
محسن ليه مش فرحان انه هيمشي ؟ مش هو عايز يبعدهم عن بعض ! اهي فرصة الولد بيلوم نفسه وهيبعد من نفسه هو ما اتكلمش
فاق على قفلة الباب واتفاجىء ان امير مش قدامه فبسرعة جري وراه ومسكه : اقف هنا .
امير مسح دمعة بسرعة قبل ما يبصله بس محسن لاحظها
امير تعبان جدا ومش قادر يسمع اي لوم او عتاب من حد .. مش قادر نهائي فرفع ايديه بترجي : ارجوك ارحمني من اللي هتقوله .. انا عارف كل كلمة هتقولها فوفرهم علينا .
محسن زعق بغضب : طول عمرك متسرع وغبي .. طالما جيت ورديتها يبقى تبقى راجل وتقف جنبها في تعبها .. مش تقف جنب الحيط .
أمير مش مصدق اللي سمعه : انت بتقول ايه ؟
محسن بص لبعيد : بقول اقف جنب مراتك .. مش انت دخلت وقلت مراتي !! يبقى اقف جنبها !! ولا انت كنت جاي متخيل انها بابتسامة منك هتخف ولا هيا محجوزة هنا دلع مثلا .. شهد تعبانة ووجودك مش هيعالجها ده شيء انت لازم تفهمه كويس بس وجودك .... وجودك يا امير هيساعدها تتحمل التعب فهمت ؟
امير هز دماغه باندهاش : انا مش فاهم حاجة !! من شويه كنت بتطردني ودلوقتي بتقولي ارجع .
محسن اخد نفس طويل وبصله بحيرة : يا ابني انا اب بيحب عياله وخايف عليهم .. دي وظيفتي .. جوزاكم من الاول كان غلط وتم بطريقة غلط وللاسف معالجتي للوضع كانت هيا كمان غلط .. وان جيت للحق انا حاليا مش عارف اذا كان رجوعكم لبعض صح ولا غلط ؟ بس الراحة اللي شفتها على وش شهد وهيا نايمة على كتفك .. حالة الطمأنينة اللي كانت فيها .. مش عارف بس دلوقتي الصح انك تقف جنبها .. انا معنديش كل الاجوبة يا امير بس دلوقتي راحة بنتي اهم من كل شيء وعلشان كده بقولك خليك .. ممكن بقى كفاية اسئلة وتدخلها وتفضل جنبها ؟
امير برضه واقف ومحسن مستغرب : في ايه مالك ؟
امير بخوف ورعب : هيا مالها ؟ شهد عندها ايه وارجوك ما تخبيش عليا .
محسن استغرب : لا مش هخبي عليك .. محدش عارف هيا عندها ايه . اهي بترجع وبس وطبعا لان مفيش اي غذا هيا ضعفت بالشكل ده .. وكان المفروض تفضل في المستشفى على طول بس هيا بتكابر وتخرج فبتضعف قوي .. فحاليا هيا مستقرة في المستشفى علشان يغذوها بالمحاليل هيا والبيبي .. لانها زي ما شوفت اي اكل بترجعه فالحل هو المحاليل .
امير بص لابوها : طيب لو الحمل هو سبب المشكلة ما تنهيه .
محسن بصله باستغراب : انت عايز تقتل ابنك !
امير هز دماغه برفض : انا مش ... انا عايز مراتي كويسة بغض النظر عن ايه التمن فلو ده التمن اه ..
محسن هدي شوية : مش البيبي السبب
امير اتعلق في دراعه : طيب ايه ؟ تشخيص الدكاترة ايه ؟
محسن حكى لامير كل حاجة عملوها وبعدها دخلوا لشهد اللي اول ما شافته اتنهدت بارتياح وبصتله بعتاب : انا قلت انك هربت ومش هترجع .
امير قرب منها ومسك ايدها : لا ما هربتش بس كنت بعرف حالتك ايه المهم عاملة ايه دلوقتي !!
قعد جنبها النهار كله وجت الدكتورة واتناقش معاها كتير بس ما افادتوش بأي حاجة ..
دينا كلمت امير وجت تزور شهد وقعدت معاها شوية ومقدرتش تتكلم معاها ومشيت
قررت دينا انها تختفي ده الحل .. انها تشوف اي مكان تعيش لوحدها فيه ويمكن ربنا يقبلها ويساعدها ويمكن لأ بس المهم حاليا انها تختفي راحت بيتها وبدئت تلم هدومها وتلم حاجتها وكويس ان محدش في البيت .. وهيا في اوضتها سمعت باب الشقة واتضايقت لان كان نفسها تخرج بهدوء من غير ما تواجه حد .. بس لحظات والباب اتفتح وكان يسري جوز امها : شرفتي يا هانم .. شوفت شنطتك في الصالة عرفت انك هنا
دينا اتغاظت لو مكنتش سابت شنطتها بره مكنش عرف بوجودها ..
يسري لمح الشنط وهيا بتحط حاجتها : بتعملي ايه وايه الشنط دي؟
دينا كشرت وحاولت تتجاهله : انت شايف ايه ؟ سيبالكم البيت اشبعوا بيه انت وصافي .
يسري جتله حالة ذهول وزعق : نعم يا حيلتها ! سيبالنا البيت ورايحة تدوري على حل شعرك ؟
دينا بدون ما تبصله وبتقفل شنطتها : مالكش فيه بقى .
يسري غير لهجته في الكلام : ماليش فيه ازاي بقى !! دينا افهمي انا بخاف عليكي .
دينا بصتله باستغراب لان لهجته اتغيرت : وفر خوفك انا في غنى عنه .
يسري حاول بطريقة تانية : هتروحي فين هاه ؟ هتصرفي منين ؟ انتي هنا معززة مكرمة .
دينا استغربت طريقة كلامه فبصتله باستغراب : انت عايز ايه وايه الحنية الغريبة دي ؟
يسري قرب وحط ايده على خدها : عايزك انتي هموت عليكي انتي ! انتي وبس ! انا اتجوزت امك علشان اكون قريب منك بس انتي منشفة دماغك قوي عليا .. بس لو تهدي كده هنكون اسعد بيت في الدنيا .
دينا ضربت ايده وتفت في وشه : اخص عليك راجل ناقص ده بعينك نجوم السما اقربلك .
جت تتحرك بس مسكها من شعرها : طالما الذوق والحنية مش نافعين .. كفاية كده بقى واللي انا عايزو هاخدو .. بمزاجك غصب عنك هاخده ووريني بقى يا حيلتها مين هينجدك من تحت ايدي ..
قاومته بعنف وشراسة وهو بيحاول يكتفها وبيضربها قلم ورى قلم .. وقعها على الارض واتخبطت جامد في بطنها في الكومود وهي بتقع وبدئت تغيب عن الدنيا وهو استغل ضعفها ده وافتكر انها استسلمت وبدأ يقرب منها واول قطعة شالها من ملابسها اكتشف بطنها واستغربها وبدا يزعق فيها وهي غايبة عن الدنيا : الواطية .. وعاملة فيها الخضرة الشريفة ورافضة اقرب منها وهي مقضياها .. اه يا بنت الكلب .. بس وحياة امك مراتي ما انا سايبك ، حامل حامل وفيها ايه .
واغتصبها بدون رحمة ......
عند علا
علا كانت بعيدة عن الكل ، كانت محتاجة تقف مع نفسها شوية وتاخد قرارتها صح دون اي ضغط .. باباها اضطر يسافر علشان شغله وهيا سافرت معاه وحست انها انسانة جديدة .. عايشة في جو غريب عنها .. كانت في السعودية مع باباها والجو مختلف تماما عن مصر .. الكل هنا منتقبات وابتسمت لما افتكرت وامير بيحكيلهم عن شهد ولبسها وهو مفتخر حتى لو مخبي الفخر دا ..
كانت متخيلة انها هتحس انها اوفر بحجابها لكن هنا حست بضآلتها .. بدأ ابوها يحجزلها في ندوات دينية .. وشغل وقتها تماما .. واخيرا قرر انه ياخدها تعمل اول عمرة لها .. كانت مترددة بس ده الاوان ..
كانت متحمسة كرحلة رايحها .. وصلوا مكة ووصلوا الحرم وحالة انبهار مسيطرة عليها وهيا بتتفرج على كل الناس اشكال والوان مختلف الجنسيات .. لكن الأغلبية لابسين ابيض .. مباني ضخمة وطويلة ! برج الساعة ! كانت زي السائحة بتتفرج ومبهورة
دخلوا جوه واول ما شافت الكعبة وقفت .. لحظة من الجمود سيطرت عليها .. وابوها وقف ومستنيها تستوعب وتحلل وتتحرك من نفسها ..
علا فجأة الكون كله اختفى من حواليها .. الزحمة ، الناس ، الصوت ، كل حاجة اختفت بس شايفة الكعبة قصادها وشريط حياتها كله بيمر قدامها .. سهرها شربها علاقاتها صحابها لبسها محاولاتها اغراء امير كل حاجة مرت قدام عنيها .. دموعها نزلت وبتهدد بانفجار
ابوها قرب وضمها : ربك رحيم غفار حنان منان بيفرح جدا برجوع عبده له وبيباهي بيه الملايكة .
بصت لابوها بعنين مزغللة من الدموع و بعياط : ليه سبتيني معاها ؟
عبدالرحمن دموعه هو كمان نزلت : سامحيني ، غلطة مش هسامح انا نفسي عليها ابدا فارجوكي انتي سامحيني .
ضم بنته وبدؤا رحلة العمرة والطواف والسعي
احاسيس غريبة عمالة تحسها في كل خطوه بتخطيها .. لخبطة رهيبة .. دموع كتير وفرح .. فكرت في شاكر وفي كل كلامه لها .. فكرت في جملة قالها ( ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) فهو ده الحل .. هو ده الطريق
طريق ربنا هو الحل .. كان عنده حق لما قالها ان ده الطريق ...
امير مع شهد وتعبها بيزيد مش بيقل وهو حالة من الخوف الغريب سيطرت عليه ومعظم الوقت ساكت وشهد معظم الوقت تعبانة وهو قصادها بيتفرج وبس .. ولا بينام ولا بياكل ولا بيتحرك بس قاعد قصادها ..
عدلي بقلق : امير ( بصله ) قوم ارتاح شوية وكل لقمة كده تسند بيها طولك واهي شهد نايمة .
امير بجمود : متشكر انا كويس كده .
محسن اتدخل هو كمان : يا ابني انت بقالك يومين ولا كلت ولا نمت ما انت هتقع من طولك ونحطك في سرير جنبها وبدال ما تقف جنبها هتتعبها .
عايدة قربت ومدت ايدها : كل السندوتش ده علشان خاطر شهد .. علشان بس تقدر تقف جنبها .. كل علشانها هيا مش علشانك .
امير بصلها واخد من ايدها السندوتش وبدأ ياكل فيه .. كان غريب .. توهانه مش طبيعي وكلهم قلقانين عليه وعلى صمته بالشكل ده
عدلي همس لمحسن : هو ماله ؟ بيفكر في ايه ؟
محسن رد عليه بهمس : مش عارف هو فعلا شكله غريب .. مش عارف هدوءه وصمته دول معناهم ايه !
عدلي بص لمحسن بترجي : طيب ما تروح تتكلم معاه .
محسن بصله باستغراب وذهول انه ديما عايز حد يقوم بدوره هو .. همس بغضب : عدلي ده ابنك .. ابنك انت .. انا عمري قولتلك روح كلم شهد او شاكر! ده دورك تقرب من ابنك وتفهمه وتفهم بيفكر في ايه !
عدلي كشر واتوتر وبص لمحسن : مش بعرف يا محسن .. ما بعرفش اتكلم معاه ولو اتكلمنا بنتخانق .
محسن : اتخانقوا بس اتكلم معاه روحله .
عدلي حاول يطمن نفسه ويقنع نفسه انه كويس وحاول يتكلم عادي بس صوته طلع بخوف : بلاش .. اهو قاعد وسطينا هيكون ماله يعني هو بس قلقان على مراته ..
محسن عرف ان مفيش فايدة فاتنهد : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ياراجل روح شوف ابنك ماله .. ابنك بقاله يومين عامل زي الروبوت ما بيتكلمش ده مش طبيعي .
عدلي كشر : يوه حاضر بس النتيجة انت اللي هتتحملها .
عدلي راح وقعد جنب امير اللي ما اهتمش بيه بس عنيه مركزة على شهد
عدلي بقلق : انت قاعد كده ليه !
امير بدون ما يلتفتله : عايز ايه مني ؟
عدلي بهجوم : بسألك سؤال رد عليه .. قاعد كده ليه !
محسن هز دماغه من اسلوب عدلي و امير بصل لأبوه باستغراب من هجومه اللي بدون مبرر : عايزني اقعد ازاي ! او عايزني اعمل ايه !
عدلي بنرفزة : يعني قاعد كده زي الست اللي بتندب حظها ما تقوم وتتحرك بدال القعده دي .
امير : برضه ما قولتليش عايزني اعمل ايه !
عدلي زعق : معرفش بس اتحرك .. انت على طول كده ! سلبي في كل حاجة وبعدها تيجي تقولي انت السبب وانت معرفش ايه وانت وانت وانت ده انا اصلا مستغرب انك مقولتليش ان انا السبب في انها تعبانة ومعشتليش دور العيل اليتيم .....
امير بصله وعدلي قطع الكلمة بس كانت اتقالت خلاص وكله سمعها ومحسن هز دماغه من غباء صاحبه
محسن حاول يلطف الجو : امير باباك بس قلقان عليك من سكوتك ده مش اكتر .
امير وقف وبصلهم : انتو عايزين مني ايه ! شكلكم متوقعين او منتظرين مني حاجة اعملها وانا صراحةً مش عارفها ايه هيا الحاجة دي اللي المفروض اعملها ؟ فقولها صريحةً عايزين مني اعمل ايه !
عايدة اتدخلت هيا كمان تحاول تهدي امير فقربت منه : يا حبيبي احنا بس كنا خايفين عليك عايزنك تاكل وتشرب وتنام شوية وترتاح مش اكتر .
امير بدأ يفقد السيطرة على اعصابه ويوصل للانهيار : طيب تمام .. أكل وأكلت .. وشرب لحظة ( بص حواليه لقى قزازة مية فتحها وشرب منها ) واديني شربت اهو فاضل ايه ؟ ارتاح ؟ انا بقالي يومين قاعد مرتاح ! ايه تاني ؟ انام ! حاضر لحظة وهرقد على الكنبة واغمض عيني يمكن تحلو عني شوية .
الكل سكت تماما ومحسن كان عارف ان سكوته ده وراه انفجار بس عدلي بدال ما يحتويه فجره
شهد فاقت على صوتهم و بصت لامير وهمست بتعب : تعال .
امير واقف جامد وما اتحركش من مكانه
شهد حاولت تتعدل وبترجي : امير تعال هنا جنبي .
امير بصلها : انا ورايا مشوار مهم لازم اعمله بعد اذنكم .
سابها وخرج وشهد بصت لابوها يلحقه وفعلا خرج وراه ووقفه : اقف هنا .
امير بدون ما يلتفتله : نعم .
محسن وقف قصاده : مراتك محتاجالك .
امير بجمود : وانا اهو جنبها عايز مني ايه تاني !
محسن استغرب : انت رايح فين ؟
امير : ورايا مشوار .
محسن بلوم وبدال ما يهدي الأمور كمل عليه تماما : وراك ايه يعني ! بطل هروب انت كنت متخيل انك اول ما ترجع هيا هتقوم وتاخدها وخلاص كده لكن سيادتك اتفاجئت انها تعبانة بجد وعلشان كده انت قاعد جامد مش عارف تعمل ايه صح ! وحاليا اكيد بتفكر ازاي تخرج من التدبيسة اللي اتدبستها دي صح !
امير بصله بذهول .. مش عارف هما ليه بيكرهوه بالشكل ده ! غلط في حقهم وعمل ايه وليه ديما بيفترضوا سوء النية عنده ! محسن عرف انه كمل على امير وبدال ما يكحلها عماها
امير بدهشه : تدبيسة ! انت متخيل ان ده احساسي ! اني اتدبست مع واحدة مريضة .
امير بص للسقف واخد نفس طويل حاول يمنع نفسه ينهار قدام محسن وكان هيتكلم بس تراجع : عندك حق .. انا اتدبست ومش عارف ازاي اخلع من التدبيسة دي !! انت تفكيرك مية مية .. انت وابويا عقليتكم فاذه الصراحة ومش عارف ازاي انتو كده ! انتو ازاي كده ! على طول كاشفني كده !! ( بيتكلم بتريقه وتهكم موجوع ) على طول فاهمني .. طيب مثلو مرة انكم مش فاقسيني .. سيبوني اعيش الدور .. بعد اذنك لاحسن بس ابويا يجي ويتهمني اني عايش دور اليتيم .. لانه الظاهر انه نسي اني فعلا يتيم بعد اذنك .
محسن هنا قعد مكانه متغاظ من نفسه لانه هو كمان عمل زي صاحبه بالظبط وبدال ما يخفف عنه ويحتويه دمره .. وبدال ما يقربه بعده آلاف الاميال
فضل يستغفر كتير ويستغفر ويستغفر وعدلي طلعله : هو راح فين ! تخيلت انك هترجعه .
محسن بزعل : اللي خلاك انت معرفتش ترجعه هرجعه انا .
عدلي بفضول : انت عملت ايه !
محسن رفع دماغه وبص لصاحبه : كملت اللي انت بدأته ..
امير خرج وراح الجيم بتاعته وشغل جهاز وبدأ يجري عليه وكل شوية يزود السرعة ويزودها يمكن يقدر يخرج كل الغيظ والكره والكبت اللي جواه ..
عند دينا ..
يسري اغتصب دينا مره ورى مره زي المجنون وبعدها اتفاجىء بنزيف شديد عندها واتنفض بعيد وفضل يبص لوشها الشاحب وحس انها هتموت وهنا الخوف اتمكن منه فقام بسرعة من جنبها وطلع جري من البيت كله وسابها هيا تنزف وتنزف بصمت وهدوء ..
امير على الجهاز وفجأة سمع صوت طارق بتريقة جنبه : زود كمان خليه ينفجر يمكن نخلص منك .
امير هدى الجهاز ووقفه ونزل ينهج : عايز ايه ؟
طارق قعد قصاده وطلع سيجارة ولعها : ابوك كلمني وقالي اشوفك وانت لما بتتخانق بتيجي هنا تشغلك اي جهاز .
امير هز دماغه : اهممم طيب برضه عايز ايه ؟
طارق : انا مش عايز بس قلت اطمن عليك ..
امير بنرفزة : فكك من الدور ده يا طارق لانك محدش يفرق معاك فجاي ليه !
طارق بصله كتير ونفخ دخان سيجارته : يمكن اكون بستمتع لما اشوفك كده !
امير بصله كتير وضحك جامد : بتستمتع ! جديدة دي !
طارق ابتسم هو كمان : بتضحك ليه !
امير شد الفوطة اللي على رقبته وقعد قصاده على الجهاز نص قعدة وبص لعنين طارق : مفيش بس انت صعبان عليا مش اكتر .
طارق بغيظ : انا اللي صعبان عليك انا ؟ انت اللي امك ميتة وانت اللي ابوك وداك لمدارس داخلية عمرك كله وانت اللي سفرك وانت اللي جوزك غصب عنك وانت اللي حماك جبرك تطلق مراتك وانت اللي مراتك بتموت في المستشفى وانا اللي صعبان عليك ؟ طيب ازاي ؟
امير ضحك اكتر واكتر بهستريا وطارق هيولع منه ووقف وحط ايديه في وسطه لحد ما امير سكت وابتسم وبصله : وعلى الرغم من كل اللي انت قلته ده اللي انك ديما غيران مني وديما هتولع مني وكل المصايب دي الا انها مش مكفياك فمعنى كده ان انت حالتك اسوأ مني بمراحل اصل اللي بيغير من حد بيكون أعلى منه فبكل ده وانا أعلى منك فلازم تصعب عليا .
ضحك تاني وسابه ومشي وصوت ضحكاته مجننة طارق اللي مشي بغيظ ومش عارف يعمل ايه !
امير دخل ياخد شاور ويغير هدومه ووقف تحت الدش يفكر في كل حاجة بتحصله وفي كلام طارق ومصايبه اللي عددها .. ياه بس لو يرتاح شوية .. لو يغمض عنيه ويرتاح من الدنيا دي كلها .. يرتاح زي ما مامته سبق وارتاحت ...
