رواية ديفشا
الفصل السابع والعشرون والثامن والعشرون
بقلم الشيماءمحمد
امير كان ابوه بيخنقه و واحدة واحدة روحه بتطلع بين ايديه ومش قادر يدافع عن نفسه .. خلاص بيضعف
وفجأة حد شد عدلي من فوقه
محسن زعق : انت اتجننت .
محسن زق عدلي ومسك امير يحاول يفوقه : امير ابني فوق .. امير أصحى يا ابني .
اخيرا فتح عنيه وفضل يكح جامد وينهج وبياخد نفسه بالعافية وبيبص حواليه مش فاهم حاجة .. مش فاهم ايه اللي بيحصل حواليه او بيحصل فيه
محسن بخوف ورعب : امير انت كويس ؟ امير ؟
امير بصله بعنين تايهة .. عنين موجوعة مش فاهمة ايه اللي بيحصل حواليها .. عنين عيل يتيم مش فاهم امه فين او ابوه بيعمله ايه ؟
محسن راح لعدلي : اطلع بره وحاول تفوق .. انا هاخد امير عندي يومين تكون اعصابك استريحت .
عدلي زعق في صاحبه : سيبني اقتله يا محسن .. هيعيش ليه هاه ؟ امه وماتت وهيا اللي كانت عيزاه انا مش عايزو .. لولا انها اصرت تكمل الحمل ده كانت اتعالجت .. انا مش عايزو سيبني اقتله .. على الاقل هيكون مع مامته ..
محسن شد عدلي وخرجه بره وحاول يعقل صاحبه
وبعدها اخد امير اللي ماشي معاه وخلاص .. دخل بيه بيته واول ما عايدة شافته : يا لهوي رقبته مالها زرقة ليه كده ايه اللي حصله ؟
محسن بوجع : بعدين ... خديه حاولي تفطريه وخلي شاكر يلاعبه ويخلي باله منه .. انا لازم ارجع لعدلي الظاهر انه اتجنن خالص .
عايدة دخلت امير وطلعت جري لجوزها : في ايه اللي حصل والواد ماله ؟
محسن هز دماغه بأسف : لو اتأخرت لحظة كنا هنروح ندفن الولد جنب امه .. عدلي كان بيخنقه لولا خلصته من ايديه بالعافية .
عايدة ضربت على صدرها وشهقت : يا لهوي .. يا حبه عيني يا ابني .. يعني الواد يلاقيها من امه الميتة ولا من ابوه اللي عايز يقتله ..
امير فضل في بيت محسن كذا يوم بس شاكر كعيل صغير حس ان امير دخيل واخد حب باباه ومامته .. واخد اهتمام الكل .. الكل بيحبه وحس انه مهمل
شاكر بيضايقه : انت عارف انك مش هتشوف مامتك تاني ابدا .
امير ما ردش بصله وسكت
شاكر لما حس ان امير ما اتأثرش حب يضايقه اكتر : ولا باباك كمان ؟
امير هنا انتبه وبصله : ليه ؟ بابايا كويس ؟ هو بس تعبان شوية وهيكون كويس .
شاكر : علشان هو مش عايزك .. سمعت بابا بيقول لماما انه هيبعتك تسافر بعيد تروح مدرسة بعيدة جدا جدا علشان ما يشوفكش تاني ابدا ..
امير دموعه لمعت وبرفض بص لشاكر : لا بابا بس تعبان شوية ولما يخف هياخدني عنده البيت .
شاكر : لا مش هياخدك .. ( وفجأة سأله سؤال بريء .. سؤال من أسئلة الاطفال البريئة ) امير هو لو باباك بعتك مدرسة بعيدة جدا جدا زي ما بيقول ونسيك هتعمل ايه ؟ هتعرف ترجع تاني البيت ولا هتوه بقى ؟
امير خوف جواه كبر وما ردش لانه كطفل معندوش أجابة ؟ هيعمل ايه لو باباه نسيه ؟ ؟
********************************
عدلي دموعه نزلت وهو بيحكي لشهد كل ده وشهد عيطت بكل حرقة على اميرها اللي ياما قاسى وتعب واقصى امانيه كانت ان حد يحبه ويضمه
شهد من بين دموعها : وبعدين ؟ عملت ايه ؟
عدلي اتنهد : لما ابوكي رجعه البيت امير قالي على سؤال شاكر ليه وقالي انه خايف انساه واترجاني ما ابعدوش عن بيته بس انا كنت ساعتها مجروح ومش في وعيي ومش عارف الصح من الغلط .. سفرته بره مع المحامي بتاعي ودخلته مدرسة من أغلى المدارس الداخلية بس كمان ابعد ما تكون عني .. كنت بكلمه مرة واحدة في الشهر والاجازات بتحجج ان عندي شغل ومسافر بشوفه مرة كل سنتين ده اذا شفته .. كنت بطلب منه يذاكر والنهارده بس عرفت منه انه كان بيذاكر علشان يثبت لنفسه اني كداب واني مش هرجعه بيته تاني .. قالي انه كان بيعمل كل حاجة بتتطلب منه علشان مدرسينه يشكروا فيه فانا اعرف انه مثالي وارجعه ( مسح دموعه وشبه انتسامة ظهرت واختفت وافتكر كلام مدرسينه ) تصدقي في مدرسين كانو دايما يقولو جملة يا ريت ابني زيه وانا برضو مفهمتش ،، قالي انه اختار يدخل جامعة في مجالي علشان يكون سند زي ما باباكي قاله ،، ابوكي قاله خليك راجل يعتمد عليه وهو بقى راجل يعتمد عليه بس انا ماشفتوش .. اختار مجالي وانا مفهمتش .. عمل كل المطلوب منه وزيادة وكل اللي كان عايزو في المقابل حضن مني .. كان عايزني احبه .. وانا مفهمتش .. انا مفهمتش انه محتاج للحب وبس .. (بلع ريقه بالعافية من كمية المرار اللي حاسس بيه اتجاه نفسه وظلمه لابنه )
تعرفي انه قالي ان اول كاس شربه كان في بيتي .. تعرفي انه سهر وشرب وخرج علشان بس يلفت انتباهي .. علشان تكون الصورة اللي انا رسمتهالو في دماغي مطابقة للواقع بتاعو .. تعرفي ان انا السبب في اي حاجة بتحصل دلوقتي لامير ( بصلها ومسك ايدها وشد عليها ) علشان كده انا بترجاكي يا شهد .. حبيه نيابةً عني وعن امه اللي ماتت .. عوضيه .. خديه في حضنك وهو والله هيكون مثالي مش بس كويس .. حسسيه بحبك وبس .
ارجوكي يا شهد ما تتخليش عنه دلوقتي .. اعملي اللي انا مقدرتش اعمله .. ارجوكي ارجعيله ... ما تفقديش الامل فيه .. ما تيأسيش .
عدلي كان بيعيط وهو بيترجى شهد اللي عيطت كتير جدا وهيا بتتخيل امير الطفل اليتيم اللي ابوه بيخنقه بايده ..
************
امير في بيته مخنوق وذكريات كتيرة بتطارده وخصوصا بعد خناقته مع ابوه ، فكر يروح لشهد بس قعد تاني مكانه ، معدش هيفرض نفسه تاني على حد
معدش هيطلب او يستجدي الحب من حد .. اللي بيحبه هيحبه بعيوبه قبل مميزاته .. اللي بيحبه مش هيحتاج دعوة علشان يقرب .. بس هو من امتى حد حبه ؟ كانت امه وماتت ومفيش حد تاني حبه ...
سمع باب شقته بيتفتح ويتقفل قام يشوف مين ولقاها شهد وشايلة ابنها .. ما تخيلش ان فرحته ممكن تكون بالشكل ده ولا ان اشتياقه ليها ولابنه بالشكل دا
شهد ابتسمتله : ينفع ارجع بيتي ؟ لجوزي ولحضنه ؟
امير جري عليها شالها وضمها هيا وابنها بكل الحب اللي جواه .. نسي كلامها ونسي كل حاجة بس افتكر احتياجه لحضنها وبس ..
امير ولاول مرة دمعة تنزل منه قدامها : ما تسيبينيش تاني .. مش عايز اكون لوحدي تاني يا شهد خليكي جنبي وما تبعديش عني ابدا .
شهد عيطت : مش هسيبك يا امير ابدا .. حضني وحبي ملكك في اي وقت وفي كل وقت .. انا حبيبتك وعشيقتك ومامتك واختك وصاحبتك ..
امير ابتسم بحب وما ردش بس ضمها ودفن نفسه في حضنها .. لانه مش عايز من الدنيا دي غير حضنها
بعد فترة طويلة في حضنها
امير بصلها بحب وثقة : انتي صدقتيني اني ماشوفتش جيجي صح ؟ رجعتي علشان صدقتيني ووثقتي اني عمري ما هكدب عليكي .
شهد اترددت ومعرفتش تجاوب فهزت دماغها وسكتت
امير حط راسه على صدرها وغمض عنيه : كنت عارف انك هتصدقيني انا .. كنت عارف ان عندك ثقة في حبي ليكي .. ( رفع دماغه فجأة بصلها ) شهد ..
شهد : نعم .
امير ابتسم : انا بعشقك .. بعشقك اكتر من عشقي لورد التيوليب ..
شهد ابتسمت وسكتت وهو حط راسه على صدرها تاني ونام بعمق وبحب وبطمأنينة ...
النهار خلص كله وهو في حضنها وابنهم جنبهم والحياة من اجمل ما يكون ...وهو وعد نفسه انه من النهاردة مش هيسمح لأي شيء يبعده عن بيته ومراته وهيحافظ عليهم بكل طريقة وبأي طريقة .. شهد بتحبه وبتثق فيه وهو هيكون ديما قد الثقة دي ولازم يستاهلها
شهد قاطعت افكاره : ينفع تبطل تشرب بالشكل ده ! لو بتحبني زي ما بتقول بطل تشرب كده .
امير ابتسم بس مكسوف من نفسه : حاضر هبطل اشرب .. طالما انتي معايا وبتحبيني مش محتاج اصلا أشرب بس فهميني ليه عملتي كده وليه سيبتي البيت بالشكل ده ؟
شهد بصت لعينيه و مسكت ايده : طيب ينفع الاول تبعد عن طارق .. خليه مجرد معرفة بلاش الصحوبية دي معاه .
امير استغرب : اشمعنى يعني ! بصي انا عارف انك ما بتحبيهوش علشان خاطر دينا بس هو فعلا مكنش في وعيه وبعدها باباه جبره وانتي ماتتخيليش باباه ده ايه ! او يقدر يعمل ايه ! فطارق مش هو السبب ياشهد طارق صاحب جدع و ....
قاطعته بزعيق : طارق عايزني انا يا امير .
امير سكت مرة واحدة وبصلها بعدم فهم : يعني ايه عايزك ؟ هو بس زمان كان بيهطل بالكلام علشان ينرفزني لكن عمره ما هيبصلك ابدا .. انا وهو اكتر من الاخوات اه ممكن نتخانق او نغير من بعض لكن مش هيبصلك يا شهد .. ما تظلميهوش .
شهد نفخت بضيق لطيبة امير وثقته اللي في غير محلها وبصتله : طارق لما اتطلقنا جالي البيت بحجة انه عايز يطمن عليا وقالي اني افضل من غيرك واني لو بصيت حواليا هلاقي احسن منك .. حبيبي فتح عنيك .. طارق لو فكرت للحظة هتلاقيه طول الفترة الأخيرة بيحاول يبعدنا عن بعض ... هو وجيجي .
حكتله كل اللي حصل الفترة الأخيرة منهم والصور وكل حاجة والهدوم اللي جيجي جابتها
امير فضل جامد لحد ما خلصت وسكتت وبصتله
امير بصلها وبدأ يشرحلها : الهدوم دي كانت ساعة ما اتخانقت مع ابويا قبل ما نتجوز لما راح المستشفى وانا سيبتله البيت .. انتي اكيد فاكرة لما اتهمتيني اني سايبو .. انا قضيت الليلة هناك في بيتهم وجيجي عرضت تجيبلي هدوم من الاتيليه بتاعها و وافقت وغيرت هدومي هناك .. بس مفكرتش اطلبهم منها ..
شهد : اه فاكرة .. طيب ليه مجيتش هنا شقتك ؟ مش قولت انك لما بتحب تهرب بتيجي هنا ؟
امير بضيق : ساعتها كان في مشكلة في الصيانة ، معرفش شقة واحد من السكان عمل فيها ايه وعمل مشكلة في العمارة كلها فاضطروا ساعتها يجددوا شبكة الصرف للعمارة كلها ومقدرتش اجي هنا بعدين لو اعرف انه هيجي يوم وجيجي تستغل اللي حصل بالشكل ده انا كنت نمت في الشارع يومها
شهد ابتسمت بس كملت : والصور يا امير ؟
امير بصلها بضيق : شهد انتي بتحققي معايا ولا مجرد بتحاولي تفهمي ؟
شهد مسكت ايده بتشجيع : لا بس عايزة افهم .
امير اتنهد وهز اكتافه بحيرة : معرفش الصور مين صورها ؟ وريهالي طيب
شهد بزعل : مسحتها في وقتها ..
امير مسك ايديها الاثنين وبص لعنيها بحب وترجي وخوف ومشاعر كتيرة جواه : طيب مصدقاني اني عمري ما كنت على علاقة بجيجي ابدا ابدا .. لاعمري كنت ولا عمري هكون .
شهد ابتسمت : مصدقاك ..
غمض عنيه ينام وعقله بيراجع كل كلام شهد وفجأه الليلة اللي قضاها مع طارق بقت واضحة جدا وهم بيشربوا مع بعض وبعدها جت جيجي كانت زي وهم باهت بس شافها وشاف طارق بيتكلم معاها ..
افتكر وهيا بتوصله وتطلعه لبيته .. افتكر كلامها اه مش كله بس افتكر حاجات كتيرة ..
النهار فرد نوره وامير صحي و بيلبس ونازل شغله
شهد ابتسمت : رايح شغلك ؟
امير بصلها بحب : اه عايزة حاجة !!
شهد : لا يا حبيبي بس سلامتك خلي بالك بس من نفسك .
قبل ما يخرج وقف وبص لشهد اللي استغربته : في ايه مالك ؟
امير ابتسم وحس انه مديونلها بتوضيح فقرب منها وقف قصادها : انا شربت كتير ليلة عيد ميلاد طارق وجيجي جت فعلا ووصلتني وبس .. الليلة امبارح وضحت قدامي كلها .. معرفش ايه اللي جابها بس شفتها بتتكلم مع طارق وهيا وصلتني
شهد اتنهدت بزعل : هما عايزين يخربوا بيتنا وبس باي طريقة .
امير ضمها : محدش هيبعدنا عن بعض ابدا يا شهد .
ابتسمت شهد لامير وهو نزل مطمن وقبل ما يروح شغله راح لبيت جيجي وخبط الشغاله فتحتله ودخل اتفاجىء بطارق هناك نازل هو كمان وجيجي وراه بروب واتفاجؤا بيه الاتنين
امير ابتسم : لايقين على بعض .. طول عمرك يا طارق بتاخد اللي انا ارميه .. اي بنت ما تعجبنيش او ارميها تاخدها انت .. ديما راضي لنفسك القليل ومستغرب بعدها انا ليه احسن منك .. علشان انا ما برمرمش ..
طارق بغيظ : انت جاي ليه ؟ عايز ايه ؟
امير ابتسم : جاي اطمنكم ان كل خططكم فشلت انكم تفرقونا انا وشهد .. شهد في بيتي ومراتي وهتفضل في بيتي .. فريحوا نفسكم بقى ..
امير خارج بس طارق وقفه : شهد دي خساره فيك .
امير بصله : بجد !! امال عايزها لمين ؟ لكلب زيك بيرمرم وبس .. شهد مراتي يا طارق وهيا ابعد من نجوم السما مش بس كده لا .. دي النجوم كمان مسموحلك تبصلها لكن شهد لأ .. ( بص لجيجي ) فخليك في رمرمتك دي ..
جيجي اتنرفزت وزعقت : انت مين انت علشان تتكلم كده ؟ هاه ؟ انا مليون راجل يتمنوا يكونوا تحت رجليا .
امير بصلها باحتقار : فعلا عندك حق بس دول ما اسمهومش رجالة دول كلاب عايزين يفضلوا تحت رجليكي لكن رجالة لأ .. كلاب نوعية طارق كده .. لكن غيره سوري ما تلاقيش .
طارق قرب منه جامد : انت ازاي تتكلم كده ؟
امير وقف في وشه : انا اتكلم براحتي .. وهقولهالك يا طارق مرة واحدة وأخيرة .. اذا قربت من بيتي او مراتي او ابويا حتى وشركته هقطع رجلك .. فاهم ولا مش فاهم ؟
طارق بتحدي : وريني هتعمل ايه ؟
امير بصله ومرة واحدة ضربه بايده في وشه لكمة وقعته في الارض : ما تخلينيش اوسخ ايدي بيك ..
طارق هيقوم يمسكه بس جيجي مسكته : سيبه دلوقتي احنا لينا تصرف تاني بعدين .
امير بصلهم بقرف : أعلى ما في خيلكم اركبوه .. بس اتقوا شري سلام .
راح شغله مبسوط وقضي اليوم كله بيخطط يسافر هو وشهد يقضوا شهر عسل متأخر .. وبيفكر ازاي يعوضها عن كل اللي فات .. وقرر ياخدها الچيم ويعرفها انها بتاعته ويعرفها انه بيصرف عليها منها ويجاوب كل اسئلتها هيا وابوها ويبدأ صفحة جديدة بقى معاها .. صفحة نظيفة بيضاء
مروح اخر النهار باباه اتصل بيه وطلب منه يعدي عليه وبعد ما كان هيرفض بس افتكر انه قرر يكون انسان جديد .. انسان شايف الحياة من نظرة تانية
راح لابوه اللي كان منهار بعد ما كل ذكرياته طلعت وجرحته من تاني
ابوه اول ما شافه عيط وبيستسمحه ... بيطلب السماح عن كل اللي فات وامير سانده وحس ان ممكن الحياة هتبدأ تعوضه بقى .. عدلي قعد تحت رجلين امير بانهيار وعياط هستيري وامير استغرب لانه اول مرة يشوف أبوه كده
عدلي بلهفة من بين دموعه : امير ارجوك .. ارجوك خلينا ننسى اللي فات خلينا نفتح صفحة جديدة .. خلينا نرجع نتلم عيلة من اول وجديد .. انا تعبت من بعدي عنك عارف .. عارف اني قسيت كتير وظلمتك كتير بس املي قلبك يكون كبير ويتجاوز ويسامح .. بص انا مستعد لاي عقاب الا بعدك عني .. اي عقاب تاني انا قابله اي ترضية انا هنفذ بس اسمع انك سامحتني .
امير : بابا ارجوك مفيش داعي للكلام دا ولا للتوتر دا اهدى .. اهدى .
عدلي بصيص امل اتسربله ان ممكن ابنه يحن ويسامح : طب بص انت اطلب اي حاجة اي حاجة مهما كانت هتلاقيني بقولك حاضر .
امير قلبه وجعه على انهيار باباه بالشكل دا مش مصدق ان دا هو هو باباه اللي كان بيأمر وبس : بابا كفاية ارجوك اهدى .. وسيب الايام تهدي النفوس وتبني القلوب وتمحي الشروخ .
عدلي بذرة الامل اللي اتولدت جواه ماتت اول ما سمع كلام امير وحس ان الدنيا بتضيق عليه وانه خسران خسران براهنه على مسامحة امير ليه وانهار تاني ودموعه اللي مسحها عرفت طريقها ورجعت من تاني فبدأ يتكلم من غير وعي ولا منطق : طيب بص انا هساعدك على قد ما اقدر .. صدقني هكون اب مثالي يا امير .. بص شهد كانت زعلانة علشان فاكراك على علاقة بجيجي وانا لما شفت الصور اقنعتها تفضل معاك وتسامحك .. انا هساعدك يا امير مش هسمحلها تبعد عنك ... عارف انك بتحبها عشان كدا منعتها تزعل منك او تعاتبك او حتى تسيب بيتك .. لاني عارف ان شهد هتعوضك عن الحضن اللي انا حرمتك منه .. وكمان المرادي هيا رجعتلك صح .. رجعت بيتها صح يا امير ؟
امير مش فاهم ايه علاقة ابوه برجوع شهد له .. وايه حكاية الصور اللي باباه بتكلم عنها ..طب مش مهم الصور دلوقتي المهم هي ليه رجعت مبارح ؟؟ شهد رجعتله علشان بتحبه وبتثق فيه مش علشان حاجة تانية او هو مش هيقبل رجوعها لأي سبب تاني فبص لابوه بحيرة : اه رجعت بس انت ايه علاقتك برجوعها ؟
عدلي بسرعة بيشرح لامير وبيفهمه انه هيكون ديما سند ليه وهيعمل الصح يمكن تكون باب يدخل لقلبه منه : انا اقنعتها ترجع .. حكيتلها كل حاجة .. حكيتلها عن مامتك وعن موتها .. حكتلها عن غبائي معاك .. حكيتلها عن محاولتي لخنقك .. حكيتلها يا امير كل حاجة حكيتلها عن قسوتي معاك وعن سفرك وازاي كل سنة كنت بخترع حجج علشان ما اشوفكش .. حكيتلها كل حاجة انا غلطتها في حقك.. شهد مش هتسيب بيتك تاني وتبعد .. هيا عرفت قد ايه انت محتاجلها ومش هتبعد تاني عنك .. شهد هتعوضك عن الحضن اللي اتحرمت منه .. شهد هتعوضك .
عدلي بيحكي باندفاع لامير اللي الدنيا بتلف بيه .. شهد ما رجعتش لانها صدقته ولا لأنها بتحبه.. شهد رجعت لانه صعب عليها .. العيل اليتيم صعب عليها .. افتكر انها مردتش لما سألها هيا مصدقاه وده سبب رجوعها .. افتكر توهانها .. هيا رجعت لحالتها الخيرية .. رجعت تكمل دورها وجهادها .. وهو زي الغبي رمى نفسه في حضنها وعيط .. ايه ده ؟ اه هو عيط في حضنها .. اثبتلها فعلا انه حالة خيرية مريضة محتاجة العطف والحنان .. وهيا قامت بدورها على اكمل وجه .. حس انه بيتنفس بالعافية .. حس ان في سكينة جوه قلبه بتوجعه لما يتنفس ..
عدلي شده من هدومه : انت سامعني يا امير ؟
فاق على سؤال ابوه : اه سامعك ..
عدلي بعياط : طيب قول حاجة يا ابني ؟ قول انك سامحتني .
امير ابتسم بوجع ومسك ايده نزلها براحة من على هدومه بألم : اسامحك ؟ طيب ازاي ؟ وعلى ايه ؟ على العموم ما تاخدش في بالك .. انا لازم امشي .
عدلي بعياط : امير !!
امير بصله ودموعه هو كمان بتهدد بالنزول : محتاج وقت .. اديني شوية وقت بعد اذنك .
طلع وهو ماشي عدى على ورد التيوليب ووقف قدامه
وبوجع : قولتيلي اني هلاقيكي في الورد ده بس انتي موتي وسيبتيني .. مجرد انك موتي .. قولتيلي اقولها اني بحبها هنا واهاديها بوردك وهيا هتحبني وانا نفذت كلامك بالحرف وبرضه ما حبتنيش .. انا كنت ومازلت حالتها الخيرية .. وهفضل حالتها الخيرية .. بتبصلي مش شايفة غير حاجة معطوبة عايزة تصلحها مش شيفاني ابدا .. مهما اعمل مش شيفاني .. زيها زي ابويا .. مهما أعمل ما بيشوفوش غير اللي هما عايزين يشوفوه .. محدش فيهم شاف امير الانسان .. محدش فيهم حس بيه وبوجعه .. محدش فيهم حس بحبه وعشقه لهم هما الاتنين .. وانا زي الاهبل قولتلها اني بعشقها .. قولتلها اني بحبها اكتر منك .. تصدقي قلتلها كده .. قولتلها انها هتكون مكانك .. او هيا قالتلي .. مش فاكر مين قال لمين .. المهم اني بستجدي حبهم وعطفهم .. بشحت الحب منهم .. وانا اكتفيت .. اكتفيت من حبهم المشروط .. ما فهمتش مع انها شرطت عليا .. وانا وافقتها وسمعت كلامها ونفذت شروطها .. انا تعبت يا امي .. تعبت فوق ما تتخيلي .. تعبت واكتفيت .. بس لو بعدت ابني هعمل فيه ايه ! خايف يكون زيي وحيد ويعيش حياتي ويعيدها من تاني ... اعمل ايه ؟ وايه الصح ؟
مشي تايه مش عارف يفكر بس غيظ الدنيا ووجعها كله ماليه .. اخيرا وصل بيته وقراره بقى واضح .. خلاص كل حاجة وضحت وضوح الشمس قدامه هو بس اللي كان حاطط غمامة على عنيه عمياه
شهد اول ما دخل ابتسمت : اخيرا وصلت ! اتأخرت كنت فين ؟ واوعى تقول كنت مع طارق .
امير بهدوء غريب : لا مكنتش مع طارق .. كنت مع ابويا .
شهد ابتسمت : امم اخباره ايه دلوقتي .. امبارح كان تعبان .
امير بصلها : كان تعبان ماله ؟
شهد اترددت : عادي .. كان مخنوق مش اكتر .
امير هدوءه مش طبيعي : مخنوق من ايه يعني ؟
شهد : عادي مشاكل في شغله اعتقد .. المهم انه قعد هو وبابا في اجتماع مغلق طويل .
امير بصلها قوي واتريق : ما انتو بتعرفوا تكدبوا اهو زي باقي البشر امال طالعين لفوق قوي كده ليه ؟ بتبصولنا من فوق ليه ؟
شهد مش فاهمة : في ايه يا امير مالك ؟
امير زعق مرة واحدة : في اني عايزك حالا تدخلي تلبسي هدومك وتجهزي علشان هوديكي بيت ابوكي ..
شهد باستغرب : بيت ابويا ليه ؟
امير بانفجار : لاني اكتفيت منك .. اكتفيت من عطفك وحنانك وطيبتك الزيادة .. اكتفيت منك يا شهد وخلاص زهقت فيالا البسي علشان انزلك والا هنزلك عافية بشكلك ده .. انا مش هقبل اكون حالة خيرية لحد تاني اتفضلي يالا
شهد رافضة كلامه : انا مش فاهمة في ايه ؟ ( بدئت تلومه هو ) انت اللي اكتفيت مني ؟ انت اللي .....
قاطعها : كملي انا اللي ايه ؟ اللي بغلط وبخون وبشرب ومش قد توقعاتك وانتي تستاهلي احسن مني بمراحل صح ؟ طيب مع كل اللي العبر دي مكملة معايا ليه ؟ هو انا مش بس امبارح كنت في نظرك خاين ليه راجعالي دلوقتي ؟ مش رجعتلك باثار الروج في كل حتة في جسمي عايزة ايه تاني اعملهولك ؟ هاه ؟ مستنية ايه ؟ مستنية ليه ؟ عايزاني اعمل ايه تاني وانا اعمله علشان تحلي عني بقى ؟؟
شهد باستغراب شديد : انت شارب صح ؟ انت اكيد مش في وعيك ؟
امير زعق بكل غضب الدنيا : لا انا في وعيي قوي وفاهم انا بقول ايه ولا شارب ولا بطوح قدامك .. انا مش عايزك تحني وتعطفي وتتنازلي تاني علشاني .. علشان امير اليتيم المسكين .. ارحميني بقى وابعدي عني ويا ستي ما يصعبش عليكي غالي مش بيقولوها كده هنا .. ومتشكر لخدماتك ومحاولات اصلاحك بس انا lost case قضية خسرانة زي ما بيقولو فاخرجي من حياتي ..
شهد مذهولة تماما من اللي بيحصل بينهم : انت بتقول ايه ؟ انا رجعت بيتي علشان بحبك علشان كنت محتاجة لسبب علشان ادوس فيه على كرامتي من غلطاتك مرة ورى مرة لكن رجعت بحبي مش بحاجة تانية .
امير ضحك بتريقة : لا بجد ؟ تصدقي بتمثلي حلو .. وانا مش عايز حبك ده .. اتفضلي البسي بدال ما انزلك كده .
شهد بتحدي : مش هنزل ومش هخرج من بيتي تاني وانت هتعقل وهتفوق .
امير بغضب : ولا هعقل ولا هفوق وهو ده امير اللي قدامك الطبيعي لا انا مجنون ولا انا مش في وعيي ده الطبيعي بتاعي على فكرة .. اتفضلي .
شهد عاندت قصاده : مش هخرج من بيتي .
امير وصل لقمة تحمله : شهد قسما بالله هنزلك زي ما انتي كده بشكلك ده وعلى فكرة انا ما بحلفش كدب .. فانجزي .
شهد بتحدي : مش هنزل ومش هتنزلني غصب عني .
امير اتجنن ووصل لقمة غضبه وعماه : يبقى انتي اللي عايزة كده .
شدها من ايدها جامد ورايح ناحية باب الشقة وعايز يخرجها بمنظرها ده .. وهيا بتحاول بس مش قادرة تمنعه ابدا وبتعيط وتصرخ وتحاول تفوقه يسكت او يستنى لحد ما فتح باب الشقة
شهد استسلمت : خلاص خلاص هلبس ما تخرجنيش كده .. هلبس ...( بتنهج ) هلبس يا امير ... هلبس بس واخد ابني معايا .
امير بصلها كتير بجنون وساب ايدها : قدامك خمس دقايق بالظبط .
جريت من قدامه مش مصدقة ابدا اللي بيحصل ده ومش عارفة تعمل ايه ؟ طيب تقفل على نفسها هنا ؟ طيب لو اتجنن وكسر الباب ودخلها ؟ تتصرف ازاي ؟ لا تخرج دلوقتي وتسيبه لحد ما يهدى تماما وبعدها تتصرف ... اكيد في حل لكن مش هتلاقيه دلوقتي ..
الصبر مفتاح الفرج .. تصبر
لبست وخرجت شايلة ابنها وهو عفاريت الدنيا كلها بتتنطط قدامه .. خرجها وركبها العربية وحط ابنه في كرسيه ورى وربطله الحزام و للحظة بصله وحس انه غلطان .. وابنه اللي هيدفع الثمن .. فكر يغير رأيه ويطلع مراته وابنه لفوق وينسى بقى بس لأ مش هيفضل كل يوم في اتهامات جديدة ، مش هيفضل كل يوم يدافع عن نفسه قصاد حد .. هو مكتوبله يعيش لوحده خلاص هيعيش لوحده .. ابنه ابتسمله ابتسامة سحرنه وفكرر للحظة يتراجع بس اللحظة عدت واقنع نفسه ان ابنه هيتربى كويس جدا في بيت شهد .. محسن وعايدة عندهم حب كبير وهيربوه بحب
ركب عربيته واتحرك وسايق بسرعة وبيحاول يغطي بسرعته على صوت عياط شهد ..
شهد من بين دموعها وشهقاتها : انت بتعمل كده ليه فينا ؟ انا رجعت لاني بحبك بس ؟
امير معمي من الغضب : بتحبيني ؟ اي حب ده اللي بتتكلمي عنه ؟ انا سمعتك .. من اول يوم وسمعتك يا شهد .
شهد باستغراب : سمعت ايه ؟
امير بصلها : سمعتك وانتي بتقولي لشاكر اني مجرد حالة خيرية .. جهاد .. فاكرة في الجنينة وانتي في حضني .. كنت مبسوط وفرحان بحبك اللي بدأ يتولد في قلبي ورجعت عربيتي لقيتك ناسية موبيلك ورجعت اديهولك وسمعتك بتعلنيها صريحة لاخوكي .. مش انا اللي تحبيني .. مش انا ..
شهد مش مصدقة ومذهولة : امير انا ...
قاطعها تاني : وقولتيهالو تاني في بيتي واعلنتيها تاني انك محبتينيش .. كنت راجعلك بوردة في ايدي زي الاهبل لاني سبق ووعدت امي قبل ما تموت اني اول هدية اجيبها لحبيبتي بحب هتكون وردة تيوليب ورجعت كان شاكر بيتخانق معاكي وقولتيله تاني مش انا اللي تحبيه .. كنتي مراتي وفي بيتي وبتأكديله اني لسه الحالة الخيرية بتاعتك .. انا عشقتك يا شهد من اول مرة دخلتي فيها عليا في بيت ابوكي .. يمكن كمان من اول مرة شوفتك فيها وانتي عيلة عندك سنتين وانتي لحد النهارده بتعتبريني حالتك الخيرية .. ( كمل مقهور وتايه ) هو انا ماتحبش ؟ هو انا ناقصني ايه محدش بيحبني ؟ ليه ؟ محبتنيش ليه يا شهد ؟ ( وبدأ يخبط على الدركسيون بعزم ما فيه ) ليه ؟ ليه ؟
شهد دموعها نزلت : انا بحبك يا امير .
امير زعق وبصلها : بطلي كدب .. ارحميني .. ارحميني يا شهد من كدبك كفا
مكملش الكلمة لان ساعتها صوت عالي جدا جدا سمعه امير وحاول يمسك دركسيون العربية اللي بيلف جامد والعربية نفسها بتلف كتير واتقلبت مرة وري مرة وري مرة ... وحالة صمت ... العربية كانت مقلوبة وامير حاول يبص حواليه بس مش شايف حاجة ومش سامع حاجة بس صمت وظلام .. حاول يتحرك بس مفيش حاجة في جسمه بتطاوعه يتحرك .. وظلام بيهاجمه ....
وكل حاجة انتهت واستسلم للظلام حواليه .......
ديڤشا
الحلقه ٢٨
بقلم / الشيماء محمد احمد
شيمووو
امير حس بحد بيخرجه من العربية وبيشده وهو بيفوق ويغيب لحظات ولحظات وشاف ناس اتلمت كتير
امير بتوهان : شهد ......شهد ....
حد جنبه : مراتك خرجناها .. جنبك اهي ما تقلقش .. الاسعاف في الطريق .
امير بيغيب ويرجع تاني لوعيه ومرة واحدة فتح عنيه وبيحاول يقوم وحد ماسكه وبيزعق : يحيى ... يحيى ..... ابني .
الراجل : مفيش حد تاني .. مراتك طلعناها .
امير بيحاول يقف : ابني في العربية .
وقف وقرب من العربية والراجل بيحاول يشده لان العربية ولعت وبتهدد بالانفجار في اي لحظة وامير بيحاول يقرب
الراجل ماسكه : العربية هتنفجر .
امير زقه بعيد وزعق : ابني في العربية ابعد عني .
امير زق الراجل وبيقرب من العربية بأقصى سرعة حالته تسمح بيها الي ان العربية انفجرت وهو طار بعيد جدا .. رفع دماغه بصلها كتير وعقله عجز عن الاستيعاب ان ابنه جوه العربية .. وسمع سارينة اسعاف وغاب عن العالم.........
كان بيفوق للحظات ويغيب تاني .. مشوش مش عارف هو عايش ولا في كابوس وهيصحى منه .. بس في ناس حواليه بيتكلموا كتير ...................
شهد فتحت عنيها في اوضة غريبة وبصت حواليها كان باباها ومامتها وعلا جنبها ..كلهم حواليها .. واول ما شافوها كلهم بيتكلموا وكلهم بيسلموا عليها
شهد فتحت بوقها بس صوتها مش طالع حاولت مرة ورى مرة تتكلم لحد ما صوتها خرج مبحوح : امير ..
مقدرتش تكمل الجملة
عايدة دموعها بتلمع وحاولت تبتسم لبنتها بس ابتسامتها حملت دموع اكتر : حبيبتي امير كويس ما تقلقيش .
شهد حاولت تتكلم تاني وصوتها بيطلع همس يدوب : ابني .... فين ؟
عايدة دموعها نازلة ومعرفتش ترد فردت كانها سمعت غلط : انتي في المستشفى يا قلبي بعد الحادثة اللي عملتوها بالعربية .
شهد غمضت عنيها وافتكرت خناقها مع امير ولحظة خبط العربية وقلبتها مرة ورى مرة ودموعها نزلت ومرة واحدة فتحت عنيها تاني : يحيى فين ؟ ابني فين ؟
عايدة امها معرفتش ترد ودموعها نازلة وبعدت عن بنتها تعيط بصمت مش هتقدر تتحمل ابدا ، أما شهد بصت لابوها اللي لاول مرة تشوف دموعه مغرقة وشه .. الحقيقة واضحة بس هيا رافضة تشوفها .. علشان تصدقها لازم تسمعها .. بصت لعلا كأمل اخير
علا معرفتش تعمل ايه او تقول ايه فمن بين دموعها همست : ربنا يصبرك .
شهد رافضة تصدق وبصتلهم بحيرة : على ايه ؟ ابني فين يا علا ؟ هاتيه ؟ انا عايزة اشوفه ؟ يعني اتصاب ؟ في عملية ؟ جراله ايه ؟ انطقوا ؟ حالته حرجة ؟ قولوا اي حاجة ؟ انا مش هفترض من عندي ؟ ( بصت لابوها تتعلق فيه ) بابا ؟ انطق ابني فين ؟
محسن قرب من بنته بيضمها بس زقته بعيد عنها : لا ما تضمنيش انت هاتولي ابني يضمني .. قولي ابني فين يا بابا ؟ فين يحيى ؟
محسن عيط وبصلها : البقاء لله يا بنتي .
الدنيا صغرت ولفت قدام شهد .. يعني ايه البقاء لله ؟ كانت بتسمع الجملة دي كتير بس دلوقتي ليه مش فاهمها ؟ ليه عقلها مش عارف يفسر معنى الكلمتين دول ؟ بصت لابوها تايهة ومغيبة عن الواقع : يعني ايه البقاء لله دي يا بابا ؟ انا مش فاهمها ؟ انا بسألك يحيى فين بترد بطريقة غريبة ليه ؟
محسن عيط وعلا نادت على اي دكتور
شهد بصتلهم وزعقت : ابني فين ؟
محسن مسح دموعه وحاول يستجمع قوته علشان بنته : ابنك احتسبيه عند ربنا .. ابنك مات يا شهد .. مطلعش من العربية اصلا .
شهد هنا كانت بتتنفس بصوت عالي .. مش بتنطق بس بتتنفس يمكن لو ما اتنفستش بصوت عالي كده تتخنق لانها حاسة ان مفيش اكسجين اصلا في الاوضة .. ايه ده ؟ ايه علاقة الاكسجين دلوقتي بموت ابنها ؟ هيا ليه متلخبطة كده ؟ ليه بتفكر في حاجات غريبة ؟ ابنها مات ؟ طيب ما تصرخ زي ما الناس بتصرخ ! طيب تعيط ! شهد فوقي .. شهد اعملي اي حاجة ..
اتفاجئت ان حد بيكلمها وبينادوا على اسمها وبصت لقت الدكتور وبيطلب من الممرضة تحقنها وبالفعل بتحقنها بحاجة بتخليها تغيب تماما عن الدنيا
في اوضة امير صحي وفتح عنيه واتمنى ان اللي عاشه كان مجرد كابوس وبس
امير نادى بضعف : شهد !! يحيى .....
عدلي مسح دموعه بسرعة وقام لابنه : انا اهو يا حبيبي جنبك ؟ انت كويس ؟ فيك حاجة ؟
امير بصله بتوهان : فين شهد وفين يحيى ؟ انت جيت عندنا امتى ؟ ايه اللي حصل ؟
عدلي مش هيعرف يقوله ايه : حبيبي .. ارتاح دلوقتي .. غمض عنيك وارتاح .
امير بصله بحيرة : شهد فين ؟ مراتي فين ؟ وابني فين ؟ انا حلمت من شوية بابشع كابوس ولا زم اطمن عليهم نادي عليها ارجوك وهات يحيى ابني .. انا مش قادر اتحرك ليه ؟ في ايه حصل ؟
عدلي عنيه دمعت : يا ابني ارتاح بس .
امير حاول يتعدل بس مقدرش وبص حواليه واستوعب انه مش في بيته ولا حتى بيت ابوه : انا فين ؟
عدلي : في المستشفى .
امير عقله بدأ يراجعله اللحظات الأخيرة الخناقة وشده لشهد بره البيت واخدها ونزل وبيتخانق معاها وفجأة ....
بص لابوه وعنيه مفتوحة بصدمة : شهد ويحيى فين ؟ انطق .
عدلي حاول يخفف الصدمة شوية : شهد كويسة بس نايمة ...
امير غمض عنيه بارتياح لاقل من اللحظة بس فتحهم : ويحيى !! يحيى ابني فين ؟
عدلي عيط هنا : حبيبي ..
امير الدموع لمعت في عنيه وبصوت مهزوز : بابا .. ارجوك ... ارجوك قولي ان في حد خرجه من العربية ؟ ارجوك قولي ان ده كان مجرد كابوس وان ابني عايش .. بابا انطق .. اتكلم وقول انه كويس .
عدلي مش عارف يقول ايه .. الباب خبط ودخل محسن يطمن على امير
امير بصله ملهوف : عمي يحيى ابني كويس صح ؟ ابويا بس عايز يضايقني صح ؟ طمني عليه !
محسن هز دماغه مش عارف ازاي بلغ بنته ولا عارف ازاي يبلغ امير بموت ابنهم ! ازاي الواحد يبلغ اي حد بموت ابنه ؟ بصله بدموع : لا حول ولا قوة الا بالله ... الموت علينا حق يا ابني .. ابنك كان امانة وربنا استردها .
امير سكت تماما ... عقله فضل يعيد في اللحظة اللي بيقرب فيها من العربية وبتنفجر .. عقله بيعيد فيها مرة ورى مرة ورى مرة .. ابنه مات ... خسر كل حاجة
الصبح كان صاحي اسعد انسان والليل هو اتعس انسان .. ازاي الحال بيتبدل في لحظة كده .. من قمة السعادة لقمة الالم .. اه اه اه يا يحيى .. ليه انت اللي تدفع تمن غلطات ابوك ... يارب انا كنت مستعد لاي عقاب بس بعيد عن ابني ... كله الا ابني ده أغلى ما املك .. دلوقتي بس فهم كلمة شهد لما كانت بتدعي ان ربنا يرده رد جميل .. بس هو تكبر ورفض يرجع عن طريقه الغلط واصر على الذنب واصر على الشرب والسهر وابنه دفع تمن غلطاته .... ابنه وبس .. كان نعمة و أمانة من ربنا ولما ماحافظش عليها وشكر ربنا على امانته استردها وده الموضوع بكل بساطة ..
الكل عاش حالة من الوجع .. الكل اتوجع
علا وشاكر واقفين معاهم بس مش عارفين يخففوا عنهم ازاي .. دينا موجودة وبتحاول تتكلم مع شهد بس شهد في دنيا تانية وفي عالم تاني ..
ازاي الواحد ممكن يتغلب على موت حته منه ؟ على موت ضناه ؟؟
امير يدوب كان عنده ضلعين مكسورين مش اكتر فخرج على طول من المستشفى لبيت ابوه وحبس نفسه في اوضته .. اما شهد فضلت كام يوم لان على طول عايشة بالمهدئات ..
عدلي دخل عند امير اوضته
عدلي بحزن : امير يا ابني .. قوم يا ابني .
امير ما بصش حتى ناحيته
عدلي بصوت مبحوح : النهاردة يا ابني هندفن يحيى .. يالا قوم البس وتعال .
امير بصله ودموعه نزلت : انت عايزني اروح احط ابني تحت التراب ؟ انت عايزني امسك جثة ابني المتفحمة وادفنها بنفسي ؟ ده اللي انت عايزو ؟
عدلي دموعه نزلت وقعد على الارض تحت رجلين ابنه : فداك عمري كله يا امير بس قلت تودعه .. براحتك يا ابني .. ربنا يصبر قلبك .
خرج وامير مقدرش يروح مع ابوه بس بعدها قام وطلع يجري وحصلهم في المقابر قبل ما يدفنوه .. الكل كان بيبصله وهو لابس نضارة سودا مغطية عنيه اللي بتعيط بدون توقف .. شاركهم في الدفن شال ابنه بنفسه بس مجتلوش الجراءة ابدا انه يفتح كفنه يشوفه .. قبل ما يدفنه ضمه لصدره وفضل يعيط ورفض يسيبه
محسن وعدلي وشاكر بيحاولوا يشدوه بعيد بس هو ماسك فيه جامد
شاكر بعياط : امير .. ارجوك انت بتعذب كل اللي حواليك .. قوم يا امير .. يالا .. خليك قوي وربنا يصبرك يا رب ويربط على قلبك .. قوم يا امير ..
اخيرا بعد فترة قدر يقوم معاهم بس مقدرش يشوفهم بيحطو التراب فوقيه قلبه ماطاوعهوش الامر كان فوق احتماله .. اكبر بكتير من طاقته .. هم ازاي قلوبهم بتطاوعهم يجيبو تراب ويحطوها فوق الغوالي ؟؟ ازاي بيسدو اي فتحة امل ممكن يرجعو منها ؟؟ يعني امه مرجعتش عشان حطو التراب فوقيها ومعرفتش تطلع ؟؟طب هو اللي بيموت بيرجع ؟؟ هو في امل ان يحيى يرجع ؟؟ طب هو ليه وافق يسموه يحيى ؟؟ عقله مش قادر يستوعب فكرة الموت من تاني .. ليه اللي يحبهم مابيفضلوش بحياته ؟؟ ليه بيستعجلو الموت ولا الموت بيستعجلهم ؟؟ ومع اول حفنة تراب بدأت تنزل على قلبه اللي في القبر الصغير ، صغير جدا ، لف بسرعة وجري وسابهم وروح البيت لوحده ...
فات اسبوع وهو قافل على نفسه مش قادر يخرج او يواجه حد ..
عدلي دخله : امير .. انت لازم تخرج للدنيا من تاني .
امير : ———
عدلي مش عارف يقوله ايه : طيب قوم روح لشهد دي حالتها صعبة قوي .
امير بصله وبعياط : اقولها ايه ؟ سوري قتلت ابنك ؟
عدلي بيحاول يطمنه : يا ابني دي اعمار .. دي اعمار وربنا اللي بيحددها .
امير وصوته يشبه الهمس : وليها اسباب وانا كنت السبب .. انا كنت السبب في موت ابني ( وكمل بقلبه بتوهان ، توهان حد الدنيا جات عليه بالقوي ) زي ما كنت السبب بموتها زمان .
عدلي بوجع : يا ابني حرام عليك نفسك .. دي حادثة والكل معرض ليها .. قدر ولطف وخرجت انت ومراتك منها بالسلامة .
امير لسى على حالة التوهة اللي هو فيها : وانا مكنتش عايز اخرج وابني يفضل جوه العربية . مكنتش عايز اخرج .. الموت كان هيبقى ارحملي مليون مرة من اللي انا فيه دلوقتي .. سيبني في حالي ارجوك ... شهد بعدها عني غنيمة ... سيبها في حالها وسيبني في حالي ...
شهد خرجت من المستشفى بس دموعها ما بتخلصش وما بتنتهيش .. وكل اللي بتعمله انها بتقعد على سريرها حاضنة هدوم ابنها وتعيط .. بتشم ريحته في هدومه وتعيط .. كان في حضنها واتخطف منها .. ابوها بيقعد معاها يتكلم وهي مش سامعة ولا شايفة حد ... شاكر وعلا ودينا والكل بيجي يقعد قدامها ويمشي زي ما قعد ... بس بتقوم تصلي وترجع لسريرها من تاني .. وبتدعي ربها ... يارب بس بسألك تصبرني... ده بلاءك ليا وانا قبلاه بس صبرني ... يارب رضيني بقضاءك يا رب .. ده ابتلاء وانا مؤمنه وراضية بس خفف عني يارب ... خففه عني يارب .. انت حنين على عبادك يارب .. انت رحمن رحيم فبسألك برحمتك دي ترحمني وتخفف عني ... صبرني يارب ...
كل الايام شبه بعضها .. مفيش يوم بيختلف عن اللي قبله .. هيا كانت عارفة ان ربنا هيفوّق امير بس ما تخيلتش ابدا ان عقابهم هيكون مشترك .. يا ترى هيا غلطت في ايه ؟ جوازها من امير ؟ حبها ليه ؟ فشلها انها تخليه يقرب من ربنا ؟ قصرت في ايه هيا ؟
دماغها هتنفجر وترجع تستغفر وتستغفر وتفتكر ان المؤمن مبتلى ومش لازم يكون عقاب .. اكيد مش لازم يكون عقاب
في يوم امير قام ولبس ونازل
عدلي بقلق : رايح فين يا ابني ؟
امير باقتضاب : لشهد .
طول الطريق متردد مش عارف يقابلها فعلا ولا لأ ؟ وبيفكر يرجع .. اخيرا وصل وطلع و خبط وفتحتله عايدة اللي ضمته بحب : يا اهلا يا ابني ... اخيرا جيت .. ادخل لمراتك ... خدوا بإدين بعض يا ابني .. صبروا بعض انتو الاتنين .
اتكلمت كتير بس امير ما ردش عليها واكتفى بسكوته ..
دخل عند شهد اللي اول ما شافته فضلت بصاله كتير قوي ... نظرات هو فسرها انها لوم وعتاب واتهام صريح
وقف قصادها : قولي اللي انتي عايزة تقوليه ؟ اتهميني ؟ صرخي فيا ؟ قوليلي اني قتلت ابني ؟
استناها تكدّب اخر جملة او تخفف عنه
شهد دورت وشها بعيد بتلوم نفسها قبل ما تلومه و نطقت بدموع : وهيفيد بايه ؟
امير اتصدم وغصة منعته يتكلم .. كان عنده امل انها ما تتهموش هو .. او تحاول تخفف عنه بس طلع واهم
فضل كتير واقف قصادها وساكت ومش عارف يقول حتى حرف واحد ومستنيها تتكلم بس هيا كمان ساكتة .. منتظراه ياخد خطوة .. مستنياه يجي ويضمها ويوعدها ان كل حاجة هتتحسن وانهم بكرة يعوضوه ويخلفوا بدال العيل تلاتة
كانت منتظرة منه كتير بس للاسف هو واقف ساكت تماما قدامها ... مش لاقي ولا حرف يقوله ولا ينطقه ..
اخيرا امير مسح دمعة ونطق : ايه اللي يرضيكي دلوقتي يا شهد .. انتي عايزة تعملي ايه ؟ بلغيني وانا هنفذ .
شهد بصتله كتير وعندها امل يفهم حاجتهم لبعض ويقدر مصيبتهم ويحاول يتمسك بيها وبحياتهم سوا ويقرر يعملو عيلة جديدة : عايزة ابني تقدر تنفذ ؟ ( بصلها بوجع هيا حساه ) ما تقدرش ؟؟ يبقى مش عايزة حاجة .
امير حاسس بمنتهى العجز : طيب بلاش عايزة ايه ؟ ناوية على ايه ! هتعملي ايه ؟ او بمعنى تاني هنعمل ايه انا وانتي ؟
شهد دموعها نزلت واتنهدت ليه دايما بيرمي الحمل عليها والكرة بملعبها ومستني منها خطوة يكملو بيها لقدام فمسحت دموعها بايديها الاثنين وبصتله : انا وانت ؟؟ اعتقد معدش في انا وانت دي .. خلاص يا امير .. انت قلت اني بعتبرك حالة خيرية او مجرد جهاد وانا عمري ما اعتبرتك كده .. بس مش هنكر اني كنت بحاول فعلا اوجهك للطريق الصح .. بس ربنا يعلم انه كان حبا فيك مش مجرد اصلاح زي ما كنت فاكر ..
امير دموعه نزلت على حب ضيعه بايديه وخسره من قبل حتى ما يصدقه .. يا ريته رضي بالمسميات اللي كان كل شوية يحطها بقاموس علاقته بحبيبة عمره .. حالة خيرية حالة خيرية .. جهاد جهاد .. اي حاجة بس يحس انه عايش واهو دفن نفسه ومستقبله مع ابنه .. طب دلوقتي يعمل ايه عشان ترجعله وترجعله حياته ؟ مش عارف فقرر يشوف قرارها : و دلوقتي ؟
شهد يأست تماما منه ومن انتظار انه يتاجر بيها ويشتريها يأست انه يسيب العند ويبص لحياتهم سوا فأبتسمت بألم : دلوقتي ؟ استسلمت يا امير .. خلاص .. معدش عندي اي شيء ممكن اقدمهولك ... ( عيطت ) او اقدمه لاي حد اصلا .. ارجوك روح وسيبني في حالي ... سيبني ألملم جروحي يا امير لوحدي ... قبل كده ابويا اتدخل وبعدنا عن بعض وقالي انك مش هتتغير ابدا وانا عاندته ورجعنا لبعض .. بس اهو ابننا دفع تمن اخطاءنا او يمكن دا ابتلاء لينا .. الله اعلم بس الاكيد ان ربنا عطانا نعمة كبيرة قوي محافظناش عليها واخدها مننا .. فخلاص يا امير انا اكتفيت ومش هجرب تاني لاني مش حمل خساير تانية .. انت هدّيتني يا امير وانا خلاص استسلمت ...
امير ابواب الدنيا كلها اتفقلت بوشه .. كان عنده امل ان حبها ليه او حبه ليها يشفعو ليه عندها .. بس واضح ان عنده كان اكبر من احتمالها واكبر من حبها وحتى اكبر من جهادها اللي دلوقتي بيتمناه منها .. اي حاجة منها والله هيقبلها ، هيقبلها وهو راضي وسعيد كمان بس اي حاجة .. لكن للاسف هي وصلت معاه لطريق مسدود بسد عالي جدا ومش قادرة تتشعبط عليه او مش عايزة فالنتيجة واحدة هو خسرها يا خسارة .. سابها وخرج وفضل كتير يفكر هيعمل ايه !! واخيرا وصل لقرار ..
جهز لقراره وظبط كل اموره وراح لشهد من تاني اللي مقابلتها ما اتغيرتش وقاعدة نفس قعدتها وكأنه سابها بس من دقايق ...
امير بوجع قعد قصادها : انا عارف انك مش عايزة تشوفيني حاليا ....
شهد عيطت وفكرت انها نفسها لو ترمي نفسها في حضنه وتستخبى فيه من الكون كله بس ما نطقتش حرف
امير فسر دموعها انه تأكيد لكلامه : انا جيت ابلغك اني هسيب البلد وهسافر .. هرجع لكليتي بره .. مش هرجع مصر تاني ...
شهد عيطت جامد بصمت ودورت وشها بعيد علشان ما يشوفش وجعها ده
امير بوجع : طيب على الاقل بصيلي يا شهد .
شهد اخيرا رفعت دماغها من غير ما تبصله : انت خلاص اخدت قرارك جاي ليه ؟ عايز مباركتي يعني ولا ايه ؟ مش فاهمة انت جاي ليه ؟
امير مش عارف يقولها جاي ليه ؟ معندوش اجابة اصلا وما يعرفش هو جاي ليه ؟ يقولها انه عنده أمل اخير تسامحه ! تسمحله يقرب منها من تاني ! يترجاها تقبله تاني ! ده اللي فكر يقوله
امير اتنهد : جاي اقولك اني هسافر نهائي .
شهد بحيرة ووجع : يعني عايز مني ايه ؟
امير بتعب : اعتقد اللي انا عايزو واضح .
شهد بمحاولة اخيرة انه ينطق اي كلمة تفتح باب امل بينهم : ايوه اللي هو ايه ؟
امير بمحاولة أخيرة انها تنطق انها باقية عليه ومستعدة تبدأ معاه من جديد وانه لازم يرجع عن قراره : جاي اسألك انتي وضعك ايه لما اسافر ؟ هتعملي ايه ؟
شهد بيأس ابتسمت بألم : ما تشغلش نفسك بيا يا امير روح في طريقك وسيبني لطريقي للاسف احنا طرقنا اختلفت ومش واحدة .
امير بيأس صوت مليان دموع ومهزوز : يعني اطلقك قبل ما امشي ؟
شهد غمضت عنيها اللي دموعهم مش مبطلين نزول ابدا ومسكت بأخر ورقة على شجرة حبهم اللي يبست وبقت زي شجرة بأخر ايام الخريف : ما تفرقش ... انت قضيت عليا وحياتي انتهت فلأتنين سيان طلقتني او ما طلقتنيش انت حر .. عايز حاجة تانية ؟
امير وقف بدون حياة : لا شكرا .
سابها وخرج وهو برضه مش عارف يعمل ايه وقابل محسن : هاه يا ابني اخبارها ايه ؟ وهتروح معاك البيت دلوقتي ولا ؟
امير مسح دموعه وبص لمحسن : عمي انا هسيب مصر واسافر ..
محسن كشر باستغراب : طيب وشهد ؟
امير بيتألم : هيا مش عايزة .
محسن هز دماغه موافق ومقدر انه محتاج فترة يبعد فيها فبصله بحماس فاتر باهت : طيب هترجع امتى ؟
امير ابتسم بوجع : مش هرجع تاني ... ههاجر ومش راجع تاني هنا .
محسن بصدمة : يا ابني .....
قاطعه امير : قرار سفري نهائي فأرجوك .. دلوقتي سؤالي شهد .. شهد .....
محسن بحيرة : مالها ؟
امير دور وشه بعيد لانه مش قادر يواجهه : اطلقها قبل ما اسافر ولا ايه ؟ انا مش عارف وهيا قالتلي ما يفرقش فانا مش عارف اعمل ايه ؟
محسن اتنهد : لا حول ولا قوه الا بالله ... المصايب ما بتتواجهش كده ... اقولك ايه بس ؟ سافر يا ابني .. سافر واما النفوس تهدى نبقى نتكلم .. سافر يا ابني .
امير مشي وخلاص ابوه معاه في المطار
امير : انا اسف بس مش هقدر اكمل هنا .
عدلي ابتسم لابنه : سافر يا ابني وانا هحاول اظبط اموري واجيلك بره ... سافر وريح اعصابك .
امير قبل ما يمشي ضم ابوه : انا مش زعلان منك .. انت كنت مصدوم ودلوقتي انا مقدر صدمتك دي .. انا مش زعلان .
ابوه حاول يبتسم بس دموعه نزلت بدال ابتسامته : وانا ما كنتش اتمنى ابدا تقدر وضعي ده او تعيشه .. كان افضل عندي مليون مرة تفضل كارهني بس بيتك يفضل موجود .
امير مسح دموع أبوه : ربنا عطاني فرص كتير قوي وانا كنت ديما بضيعها مرة بعد مرة فكان لازم قلم قوي يفوقني ايو القلم ده قتلني انا وشهد بس كان لازم افوق .. المهم ما تلومش نفسك ..
ودا كان اخر كلام لامير في بلده وقريب من احبابه لانه بعدها بعد وبعد جدا كمان
شاكر في بيته ومراته بحضنه قاعدين قدام تلفزيون بس كل واحد في ملكوته وبفكر .. شاكر قلبه واجعه على اخته ووجعها وعلى خسارتها اللي محدش يستحملها ابنها اللي مات وجوزها اللي طفش من الدنيا بحالها .. ياه يا شهد قد ايه انتي قوية .. معقول لو انا مكانك كنت هقدر استحمل من غير ما اقع من طولي .. طول الوقت كنت شايفك اختي الصغيرة اللي بحامي عليها وبدافع عنها وكنت فاكر ان انا اللي حاميكي .. اتاريكي صلبة وقوية وقادرة تكملي ..
علا بتفكر بردو بشهد وامير وازاي الدنيا ادتهم ظهرها والظروف مدت ليهم لسانها والحياة اتشقلب حالها .. كانت فاكرة ان امير اموره اتصلحت وحياتها هي اللي اتدمرت لكن دلوقتي الادوار اتعكست .. وافتكرت حالها وازاي الدنيا خدتها كتير وجرجرتها وراها اكتر وكانت فاكرة زي ما مامتها فهمتها ان الدنيا والجري وراها هي هدف وجودنا في الحياة .. رفعت دماغها وبصت لشاكر حبيبها وابو بنتها اللي في بطنها وحمدت ربنا كتير على وجوده بحياتها، ازاي دخل حياتها ونورها وازاي وراها طريق السعادة ورسملها احلام حقيقية وحققوها سوا .. رفعت نفسها من حضنه وابتسمتله ابتسامة واسعة .. فاق على خروجها من حضنه وبصلها وشاف ابتسامتها وابتسم هو كمان بدوره : حبيبي .. ايه سر الابتسامة الجميلة دي ؟
علا على ابتسامتها : بحمد ربنا انك موجود بحياتي .. شاكر انت حليت دونيتي ومليتها بهجة وسعادة ( اختفت الابتسامة وظهر مكانها ضيق ) وبفكر بشهد وامير وبحالهم .. ياترى امير هيقدر يعيش برا ويكمل حياته ؟ دا واحنا معاه هناك مكنش مرتاح ولا عارف يعيش او يتعايش وكان دايما يغطس مننا ومنعرفلوش طريق واما يظهر يقول زهقت من الدنيا كلها .. دلوقتي هيعمل ايه وهو لوحده ؟
شاكر كشر وبصلها بغموض : وانتي شاغلة نفسك بيه ليه ؟
علا بحسن نية : قلقانة عليه .. خايفة عليه دا كان شايل هم والده وبعده عنه بس وكان تايه فمابالك دلوقتي وهمه زاد وحمله تقل وبقى فوقيهم خسارة ابنه يحيى الله يرحمه وبعده عن حبيبته اللي هي عنده الدنيا بحالها ( وكملت من غير ما تاخد بالها من تغيرات وش جوزها اللي كل كلمة بحال ) امير انسان طيب جدا وقلبه كبير بس مليان جروح واحزان الله يكون بعونه ؟
شاكر على نفس غموضه وكلامه فيه نبرة ضيق : طيب وشهد مش صعبانة عليكي ؟
سأل السؤال ومنتظر ومتحفز للاجابة وعلا بكل سلاسة وهدوء ردت : صعبانة عليا جدا ومش قادرة أتخيل نفسي مكانها ( حطت ايدها على بطنها المنفوخة وغمضت عينيها وهزت دماغها برفض للفكرة ) يالهووي يا رب ما تكتبها على حد ( وبصت لحظة لجوزها ورجعت بصت لبطنها ) بس عارف شهد كلنا حواليها وكلنا واقفين معاها وبنساندها وبنحاول نخرجها من اللي هي فيه واي لحظة تحتاج اي حد مننا هنكون كلنا معاها وفي ظهرها .. يعني شهد مش لوحدها وان شاء الله تتجاوز المحنة دي باسرع وقت .. لكن امير لوحده . لوحده جدا ومش عايزة اقولك الوحدة واحساسها البشع ولا الافكار الشيطانية اللي بتكون معاها .. ربنا يكون معاه ويهديه ويرجع لمراته وبيته ويعملو اسرة جديدة جميلة .. شهد تستاهل حد طيب زي امير وامير يستاهل واحدة نقية زي شهد .
شاكر اتنهد ولام نفسه على افكاره الغبية اللي ضايقته من مراته حبيبته ازاي فكر للحظة ان مراته لسه بتفكر بأمير ؟ ازاي تخيل انها ممكن تكون حنتله او ممكن تفكر بأي حد غيره ؟ ياه يا شاكر اتجننت انت .. ماهي بقالها قد ايه معاك عمرك ما شفت منها الا كل خير وكل ادب والتزام وكام مرة التقيتو بأمير وشهد ولا مرة حسيت منها اي تصرف غير مناسب او حركة او حتى لفتة .. مالك ؟ جرالك ايه ؟ لمجرد انها متعاطفة مع حد مدبوح اتضايقت وعايز تشك ؟ طب احمد ربنا انك ماتهورتش ولا قلت اي كلمة ولا سألت سؤال غبي ... علا اتغيرت بقيت انسانة تانية ومش لازم توقف على كلمة انها حنت .. هي بس افتكرت نفسها وزعلت على مرحلة صعبة من حياتها وظروف امير فكرتها بيها .. فاق على هزت علا ليه وهي بتسأله
علا : ايه روحت فين حبيبي ؟
شاكر ابتسم وضمها ليه اكتر وحط ايه على ايدها اللي فوق بطنها : بفكر بأبو قلب طيب وحنين ( وباسها بخدها ) وبيفكر بكل اللي حواليه ( باسها تاني ) وصعبان عليه كل الناس ( وكمان بوسة ) الا حبيبه مش صعبان عليه ( وعمل نفسه كشر بهزار ) ومش بيفكر بيه .
علا ضحكت جامد ورفعت ايديها حوالين رقبته : دا حبيبي حياتي كلها .. ازاي مفكرش بيه بس ؟دا بفكر ليل ونهار وبعد الدقايق اللي بتكون فيها برا او بالصيدلية عشان ترجعلي .
شاكر هز دماغه بهزار انه مش مقتنع : اثبتي .
علا ضحكت كتير : اختار الطريقة وانا شبيك لبيك .
شاكر وقف وشالها بين ايديه : تعالي اقولك الطريقة على الله تعرفي تقنعيني .
في بيت دينا
دينا كلمت علا وعرفت منها بسفر امير وقعدت بعد ما قفلت معاها تعيط كتير وامها دخلت عليها اتفاجئت بعياطها بالمنظر ده فقعدت جنبها بخوف : في ايه يا دينا مالك بس !
دينا من وسط دموعها : مفيش يا ماما انا كويسة .
صفيه بخوف : طيب بتعيطي كده ليه ! حبيبتي قوليلي مالك وفيكي ايه !
دينا بتمسح دموعها وبصت لامها : يحيى ذنبه ايه يموت ! امه ذنبها ايه تتعذب ! امير ذنبه ايه في الوجع ده كله !
صفيه اتنهدت وطبطبت على بنتها : ده نصيبهم كده .. واحنا ما نملكش نعترض .. قضاء ربنا ولازم نرضى بيه !
دينا بعياط : ونعم بالله بس الموضوع صعب قوي قوي .. انا زعلت على ابني اللي مات وهو يدوب كام شهر في بطني وما شيلتوش حتى مرة فما بالك بشهد وابنها اللي كان مالي الدنيا عليها ! ازاي قادرة تتقبل موته بالطريقة البشعة دي !
صفية عارفة ان ده اصعب وجع ممكن انسان يتعرضله : ربنا يصبرها يا بنتي ..
دينا هزت دماغها برفض : يعني لما واحدة زي شهد يحصلها كده ويكون ده عقابها ياترى واحدة زيي انا ممكن يجرالها ايه ! هل ربنا مش متقبل توبتي ! وامير ؟ امير انسان كويس جدا اه هو ممكن يكون عنيد بس هل ده عقابه ؟ يكون بالقسوة دي ! هو يستاهل كده ! طب انا استاهل ايه ؟ الموت !
صفية ضمتها : يا بنتي ليه بتقولي كده ! انتي اتغيرتي وبقيتي انسانة جديدة وربنا بيقبل التوبة ( مسحت دموعها هيا كمان ) ربنا هيقبل توبتنا يا دينا انا وانتي لان هو رحيم بعباده .
دينا بشك : بس مرحمش شهد وامير !
صفية باقتناع : مش يمكن يكون في خير افضل هيجيلهم ! وده اخف قضاء ربنا اختاره .. لو اطلعتم على الغيب لاخترتم الواقع .
دينا بصت لامها : ايه اللي ممكن يكون اصعب من فقدان ابنهم ؟ هاه ! وفقدان حياتهم بالشكل ده ؟
صفية بحيرة : معرفش يا دينا بس يمكن يكون ده ابتلاء من ربنا واختبار لهم هما الاتنين هيصبروا ولا لأ ! المؤمن مبتلى يا دينا واكتر ناس كانوا مبتلين كان الرسل والانبياء .. مش سيدنا يوسف افترق عن ابوه واتسجن قبل ما يكون عزيز مصر ! وسيدنا موسى افترق عن امه واتربى عند فرعون .. وسيدنا ايوب وابتلاؤه .. دا حتى حبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما شافش ابوه ومامته توفت وهو عنده ست سنين هو ربنا هيحبنا اكتر من الانبياء يا بنتي .. ربنا بيبتلي الانسان ولما بيصبر بيعوضه بأجمل تعويض .. فاحنا بنصبر نفسنا ونثق في قضاء ربنا ان اللي لسه جاي هيكون احسن وهيعوضهم اكيد عن ابنهم بطريقة احنا مش هنتخيلها بس هيراضيهم يا دينا .. لان ربنا رحمن رحيم
دينا هزت دماغها : فعلا هو رحمن رحيم وهنصبر لقضاؤه وهدعيلهم في كل وقت ربنا يعوضهم ويجمعهم تاني مع بعض ويسعدهم لانهم يستاهلوا كل خير .
صفيه ضمت بنتها بحب : وربنا يسعدك انتي كمان ويعوضك بكل الخير اللي تتمنيه .
دينا ابتسمت وقامت لاوضتها وفكرت هل هيا تستاهل ربنا يعوضها فعلا ! هل المصايب اللي بتحصلنا دي فعلا بتكون اختبار وابتلاء من ربنا علشان يشوف هنتعامل معاها ازاي ؟
رفعت ايديها لربنا ودعت من قلبها ان ربنا يرحمها ويغفر لها ذنوبها ويعوضها خير ويرزق امير وشهد بكل خير ويعوضهم عن خسارة ابنهم ويجمعهم تاني مع بعض
امير سافر واستلم منصبه بس مقعدش فيه كتير وحس ان حياته فارغة وفاضية وملهاش اي معنى ... فضل يتخبط كتير واخيرا اخد قراره وسافر تاني .. بس المرة دي قرر انه لازم يلاقي نفسه ..
شهد بعد سفر امير جالها المحامي بتاعه واصر يقعد معاها
شهد بتعب : خير اتفضل .
المحامي حاول يبتسم : خير يا بنتي ... طبعا انا مقدر للظروف اللي حضرتك فيها بس انتي لازم تراعي اشغال جوزك لانه قبل ما يسافر نقل كل حاجة باسمك .
محسن باستغراب : اشغاله ؟ وهو عنده اشغال ايه ؟ ده يدوب اشتغل كام شهر .
المحامي باستغراب : مين قال لحضرتك كده ؟
محسن بهجوم : يا ابني ده كان ولا شغلة ولا مشغلة وبالعافية لما وافق يشتغل في شركة صغيرة .
المحامي ابتسم : محدش للاسف شاف امير الانسان .. كلكم افترضتوا انه انسان فاشل وهو تماشى مع الصورة دي وبس .
شاكر اتكلم : خلونا نسمع من المحامي ونديله فرصة يشرحلنا .
شهد اتدخلت : اشغال ايه اللي حضرتك بتتكلم عنها ؟
المحامي بدأ يشرح : اولا عنده صالة جيم كبيرة .. بيت اللياقة لو تسمعي عنها وتعتبر حاليا اكبر جيم في البلد كلها ودخلها عالي جدا .. وحاليا لازم حد يديرها .
شهد وابوها وشاكر بصوا لبعض مش مستوعبين اللي بيتقال ابدا ....
شهد بذهول : جيم ؟ امير عنده جيم ؟
افتكرت كل مرة بيقولها نازل الجيم وهيا كانت بتفترض انه بيكذب عليها .. ولما سابها في المستشفى و ابنه تعبان وقالها مشاكل في الجيم .. كانت فعلا ديما بتفترض الاسوأ
المحامي فوقها : مش كده وبس ومش المشكلة تشغيل الجيم .
محسن بعدم تصديق : امال ايه هيا المشكلة ؟
المحامي : المشكلة في دخل الجيم .
شاكر : مالو دخل الجيم ؟
المحامي : امير ما كنش بياخد ولا مليم من دخل الجيم لنفسه لحد فترة كده بدأ ياخد منها بس حاجة بسيطة .. يعني تقريبا يمشي بيته لما نقل لشقته معاكي .
محسن افتكر .. افتكر اهاناته المستمرة ليه وافتكر اما اخد منه كروت الفيزا وامير ابتسم .. عمره ما قدر يفهم ايه سر الابتسامة دي .. افتكر لما اتهمه يا اما بيسرق او بياخد من فلوس ابوه واستبعد تماما انه يكون بيكسب من تعبه وعنده مصدر دخل خاص بيه ..
شاكر بذهول : طيب امير اشترى اصلا الجيم دي منين ؟ جاب فلوسها منين !
المحامي باستغراب : انا مش عارف الذهول ده ايه ! امير متخرج من امبر جامعة في العالم واشتغل فيها لفترة كبيرة هناك ازاي تخيلتوا انه معدم ! بلاش هو مجاله البرمجة اي برنامج هيعمله ويبيعه هيكون بمبلغ وقدره ! ازاي تخيلتوا ان واحد بعقليته وذكاؤه يكون محتاج لفلوس ابوه ! ( المحامي حس انه اتنرفز عليهم فخد نفس طويل وحاول يرجع لموضوعه الاساسي ) المهم دلوقتي دخل الجيم هتعملوا فيه ايه ؟
محسن بحيرة : امير كان بيعمل بيه ايه طالما مش بياخده ؟
المحامي : كان بيخرجه كله لله .
هنا الصدمة نزلت على التلاتة وبصوا لبعض بوجع
شهد بعياط : يعني ايه لله ؟
المحامي : يعني كان بيعول حوالي ١٠٠ اسرة وبيبعتلهم راتب شهري وطبعا العدد ده بيزيد باستمرار .. امير من النوع اللي طول ماهو ماشي اي حد غلبان بيقابله بينزل ويتكلم معاه .. ويشوف ايه ظروفه وازاي يقدر يساعده ده حتى كمان بيتبرع لملجأ ومتكفل فيه اكتر من خمسين عيل من اطفال الملجأ دا .. شوفي يا بنتي الكلام كده مش هينفع انتي تجهزي نفسك بكرة الصبح ننزل واوريكي بعينك جانب خفي في حياة امير .... هوريكي أمير تاني غير اللي انتو كلكم تعرفوه ..
طول الليل بتفكر ازاي كانت عامية كده ؟ ازاي عمرها ما حاولت تفهمه او تشوفه ؟ ليه ما تعرفش حاجة عن جوزها ؟ ليه كانت للدرجة دي مقصرة في حقه ؟ كام مرة جرحته ؟ كام مرة اتهمته واستجبوته زي ابوها ؟ كان بيترجاها تثق فيه ! قالها الف مرة ردي غيبتي يا شهد وثقي فيا بس عمرها ما وثقت فيه .. اترجاها كتير تحبه وبس وقالها ساعتها هيوريها جانب تاني من حياته وامير تاني بس برضه ما صدقتهوش .. لا مش هتلوم نفسها هو غلطان زيها بالظبط كان لازم يعرفها يمكن لو عرفها كان ....
كان ايه ! ابنها هيكون عايش مثلا ! انتي مؤمنة يا شهد وعارفة ان حتى لو امير قالك وحتى لو كان في حضنك ساعتها فأبنك كان عمره كده .. ما تفكريش بالطريقة دي .. اقبلي القدر ومافيه لانها خطوات واحنا بنخطيها
الصبح نزلت هيا وشاكر في حالة من التحفز واخدهم اول حاجة على الجيم
دخلت بصت حواليها واستغربت ضخامة وفخامة المكان ... وعضت ايدها من الندم ... ليه معطتوش حتي فرصة واحدة يعبر فيها عن نفسه ؟ ليه عمرها ما طلبت منه مثلا تيجي معاه الجيم وتشوفها بعينها .. مش يمكن لو كانت جت معاه كانت فهمت حاجة .. اه من كلمة لو دي ...
