رواية ديڤشا
الفصل الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر
بقلم الشيماء محمد
امير : مستنيه يعلن خبر شغله من ورانا في شركة ابويا .. طارق بيشتغل عند ابويا ؟ عند عدلي باشا ؟
كلهم بصوا لطارق باستغراب واستنكار وكأنه ارتكب خطيئة كبرى !!!
طارق بصلهم كلهم مركزين عليه وكأنه متهم مثلا فوقف : بتبصولي كده ليه اه اشتغلت حد عنده مانع ؟؟ بعد اذنكم هجيب حاجة اشربها .
سابهم وقام وامير قام وراه ووقفوا قصاد بعض
طارق بصله بتحدي : نعم يا امير ؟؟
امير نظرات العتاب لصاحبه غلبت الزعل : مقولتليش ليه ؟
طارق بغل حاول ميبينهوش : واحدة بواحدة .
امير ببلاهة : يعني ايه ؟؟
طارق مكنش عامل حساب اللحظة دي بسرعة كدا بس ذكائه اسعفه : يعني كنت عايز اضايقك وعلشان كده خبيت عليك .
امير مستغرب : تضايقني ؟؟ طب ليه ؟ هي بقت كده ؟
طارق بتريقة : اه بقت كده .. شيء يضايق صح ؟؟ لما نبقى أصحاب من سنين وكل عيشتنا مع بعض ونسهر مع بعض وتكتشف ان صاحبك الانتيم مخبي عنك سر مهم جدا وما استأمنكش عليه .. شيء يضايق صح ؟؟
امير لسه مش فاهم : انت بتتكلم عن ايه ؟؟
طارق بصله كتير : عن الجيم يا امير .. سنة وانت بتشتغل ومخبي .. زعلان مني اني خبيت عنك يوم واحد !!
امير متفاجئ مش متخيل افكار صاحبه ودته لفين : دي تختلف عن دي .
طارق : دي هيا دي بالظبط .
امير مخنوق وبص لاصحابه اللي مركزين معاه هو وطارق رجع بصله ووطى صوته : لا طبعا .. انا مرحتش اشتغلت عند ابوك ومراتك .. انا مرحتش أوضح قدامهم ان انا بشتغل وجاد واخليهم يقارنوني بيك ويقولولك اعمل زي صاحبك .. انا اه خبيت بس عن الكل .
طارق بص لبعيد وهرب من مواجهة صاحبه : وانا مكنش قصدي ده ....
امير بنرفزة : امال ايه ؟؟ تقصد ايه بشغلك عند ابويا بالذات ؟ اشمعنى ابويا ؟ ما اشتغلتش عند ابوك ليه ؟
طارق بصله : وانت ما اشتغلتش عند ابوك ليه ؟ امير انت بتسأل أسئلة انت أصلا عارف اجابتها .
امير كشر : ماشي بس برضه ليه ابويا ؟ ما تشتغل في أي شركة تانية ؟؟ وليه الشغل في التوقيت ده ؟
طارق دور وشه ونفخ ورجع بص لامير واجهه : انا هريحك يا امير مع اني مكنتش ناوي بس هعمل بأصلي معاك .. ليه ابوك ؟ لان ابوك الوحيد اللي هيقبل يشغلني من غير أي اسئلة .. هيشغلني لمجرد اني صاحبك لكن غيره هيطلب شهادات خبرة و و و وانت عارف انا ماعنديش أي خبرة وبصراحة مش هروح اشتغل في أي مكان فهنا انا استغليت صحوبيتي بيك... اما بقى ليه دلوقتي فده لاني غيرت منك ..( امير برق عينيه وبصله بصدمة ) ما تبصليش اه غيرت منك .. بتشتغل وعندك جيم ولو فعلا ابوك مغيرش الوصية مش هيفرق معاك فحبيت اعمل زيك .. حبيت اشتغل ويكون ليا دخلي .. ايه الجريمة اللي ارتكبتها ؟؟؟
امير هز دماغه : انا مش ضد شغلك .
طارق رفع حاجبه بتأكيد لوجهة نظره : ضد تخبيتي عنك وده حبيت اوريك انك لما بتخبي عن حد قريب بيضايق .
امير سكت : ماشي يا طارق هقبلها منك .
طارق عنده فضول كبير يعرف ليه وافق على شهد طالما مش مضطر : بس سؤال بقى ليه اتجوزت شهد ؟؟ انت مش مجبر وانت مش هتفرق معاك الوصية فليه ؟؟
امير كشر وولع سيجارة وبص لبعيد : اسبابي ما اتغيرتش .
طارق برفض لمنطقه : لا اتغيرت انت مش محتاج لفلوس ابوك .
امير بصله وحب يقفل الحوار ده كله : اه مش محتاجلها بس عايز ابويا يغير الوصية وبعدها هتشوف انا هعمل فيه ايه ؟ انا بس حبيت العب معاه لعبته للاخر .
امير مشي وهو متضايق من نفسه وراح قعد مع اصحابه وسرح هو فعلا كان عايز يلعب مع ابوه بس في نقطة مهمة جدا معملش حسابها وهيا انه يحب شهد وما يقدرش يتخلى عنها ....
عمرو بتريقة : بقى بتشتغل يا سي طارق وعند مين أبو امير والله اما حتة نكتة !!
دينا اتحمست : لا والله برافو يا طارق عقبال باقي الشلة .. ما تشوفلي شغل معاك يا طارق .
امير بتريقة : اه دلوقتي بقى كلكم هتروحو تشتغلو عند ابويا .
دينا ضحكت : تعال انت كمان .
امير رفع ايديه : لا يا ستي متشكر عايزة تروحي انتي كمان تشتغلي روحي .
دينا بجدية وكأن الفكرة عجبتها : مش هتزعل مني ؟
امير كشر وحس ان شهد هتجيب اجل الشلة دي كلها وهتنهيهم كلهم : لا يا ستي مش هزعل .
دينا بفرحة : طارق من بكرة هتلاقيني معاك .
طارق بلامبالاة : انتي حرة بعد اذنكم .
سابهم ومشي لانه اتخنق من دينا اللي كل شوية بتفرض نفسها عليه ... مش قادرة تفهم ان اللي بينهم مجرد ليلة وعدت ما تعنيش أي شيء .. بس هيا غبية ولازم يبعدها عنه
عمرو بص لعلا اللي ساكتة تماما وسرحانة ودي مش عوايدها : وانتي يا علا ما اشتغلتيش ومخبية ؟؟
علا بصتله وبضيق : لا اطمن ما اشتغلتش .
عمرو بفضول : امال ايه اللي شاغلك اليومين دول ؟؟
علا وقفت تستعد انها تمشي : عادي ما تشغلش بالك .
كلهم روحوا وامير روح اخر الليل كانت نايمة وهو كعادته فضل يتأملها لحد ما نام جنبها ..
طارق وصل بيته كان ابوه مستنيه وعلى اخره
طارق بضيق : ايييييه .. في حاجة ؟ ( ابوه مردش على طول ) مفيش ! طيب تصبح على خير .
ممدوح متعصب : اقف هنا وكلمني عدل .
طارق شاورله بأيده : الصبح .
ممدوح هيتجنن من ابنه ومن تصرفاته ومش عارف يعمل معاه ايه بس هو اسلوبه واحد مبغيروش التقليل منه والزعيق : وانا بقولك اقف عدل .
طارق بزهق : عايز ايه وش الصبح كده ؟
ممدوح : انت صح اشتغلت في شركة عدلي ؟
طارق ضحك: الاخبار وصلت اهي .. ايوه .
ممدوح زعق : انت عايز تنقطني .. ما شركتك موجودة امسك الشغل معايا بدال ما تشتغل عند الغريب انت مجنون ولا مش طبيعي ولا ملتك ايه ؟
طارق ببرود مستفز : والله انا حر انا حابب كده .
ممدوح زعق : ايوه انت بس حابب تنقطني .
فوفا نزلت على صوتهم : يعني الواحد ما يعرفش ينام شوية منكم ، انت بتزعق كده ليه ؟ هاه .
ممدوح بص لمراته : ابنك بيشتغل في شركة عدلي بدال ما يمسك معايا الشغل شفتي ؟
فوفا بمنتهى الهدوء : هو حر يشتغل في المكان اللي يريحه .
ممدوح بصلها وعايز لو يخنقها هيا اصلا لانها سبب كل المشاكل او هو شايف كده : انتي عايزة تنقطيني زي ابنك .. بقولك بيشتغل عند ابو صاحبه .
فوفا ببرود : سمعت … براحته انت مالك بيه هاه ! مش المهم اشتغل .
ممدوح بتريقة : لا يااختي .
واتقلبت الخناقة بدال ما كانت بين طارق وابوه بقت بين ابوه وامه ونسيوه هو تماما وسابهم وطلع على اوضته مطرداه اصواتهم العالية المزعجة
الصبح شهد نزلت وامير نايم بس قالتله انها نازلة سريعا بدون ما تصحيه زي كل يوم وهو بعد ما مشيت فاق وندم انه مقعدش معاها شوية قبل ما تنزل واستغرب انها وحشاه....
شهد في الشغل واقفة وسط المهندسين وبتتكلم وطارق معاهم وبيحاول يركز قوي ويتعلم بسرعة ..
خلصت كلامها وماشية
طارق لحقها : شهد لحظة .
شهد وقفت ورجعت وقفت قصاده وبصوت واضح مسموع للكل : أولا يا باشمهندس انا ما اسميش شهد حضرتك عايز تكلمني يا تقولي باشمهندسة او استاذة لكن شهد دي ممنوعة وممنوعة لاي حد هنا .
كلامها أتوجه للكل وهنا كان وقت دخول امير اللي وقف مستمتع بالعرض ده وطارق لمحه
طارق بحدة كأنها هزار : بتتفرج ؟؟ ما تقول حاجة ؟ قول حاجة لمراتك .
امير دخل مبتسم : اعتقد انت سمعتها .. خلي بالك بقى بعد كده علشان المرة دي هيا اتكلمت بس بعد كده الله اعلم .
طارق حك دقنه : بقى كده ؟ ماشي .
شهد بجدية : باشمهندس طارق انا عارفة انك صاحب جوزي وصاحبه الانتيم كمان بس ده مش معناه انك صاحبي انا فما ترفعش الألقاب بينا وبعدين صاحبك بره مش هنا ... ( بصت لامير ) باشمهندس امير افندم خير حضرتك محتاج حاجة ؟؟
امير قرب منها : لا يا حلوة انا مش شغال هنا فمتحطيش القاب وتعالي .
حط ايده على كتفها وشدها معاه : مكتبك فين ؟ ( لف لطارق وغمزله بضحكة شماتة وبصوت عالي ) واد يا طارق راجعلك .
شهد شالت ايده من على كتفها ومشيت قدامه
امير ابتسامته من اصفى ما يكون طالعة من قلبه : عسكري عسكري مفيش كلام ...
شهد بصتله وكملت طريقها وهو وراها لحد ما دخل مكتبها وقفل الباب وبصلها : انا مش موظف هنا فتعالي هنا .
شهد حاولت تكون عملية وجدية : انت في مكان شغل يا امير فقول عايز ايه ؟ وقصر ...
امير زقها باصباعه على جبينها خفيف : قصر ؟؟جبتيها منين دي ؟؟
شهد بصتله : انت عايز ايه ؟؟
امير بتريقة : ايه عايز ايه دي ؟؟ انتي مراتي يا بت .
شهد ابتسمت بس اخفت ابتسامتها بسرعة وحاولت ترسم الجدية : مراتك ده في بيتك مش هنا .. لو عايز تشتغل انا ممكن اديك ابليكيشن تملاه وهمضيلك عليه ؟
امير بصلها من فوق لتحت ونفسه يمسك رقبتها يخنقها وبعدها يبوسها وبعدها يرجع يخنقها على اللخبطة اللي لخبطتها لقلبه دي : نعم ؟؟ تمضيلي عليه ؟؟ لا متشكر سلام .
فتح الباب وماشي ولسى بيتمنى تنده عليه لانه مشبعش منها : امير استنى .
امير ابتسم من غير ما يلفلها : عايزة ايه؟
شهد قلبها بيدعي : كنت جاي ليه ؟ عايز حاجة ؟
امير بصلها ومعرفش يقولها ايه ؟ يقولها انها وحشاه جدا ومقدرش يستنى لاخر النهار ؟
شهد لسه بتدعي : ايه ؟
امير برخامة : مفيش مش عايز .
شهد ابتسمت : امال جاي ليه ؟
امير بغلاسة : جاي لطارق مش ليكي .
شهد سكتت وبصتله قوي : حسبت عليك كذبة .
امير ضحك وخرج : ماشي يا ستي الحجة احلمي .
راح لصاحبه وقعد على مكتبه فوق والبنات اللي موجودين بيبصوله
امير مسك قلم قدامه بلعب بيه : حلو الجو ده .
طارق بص على الكل : جدا .. ما تيجي ؟
امير رفع ايديه الاتنين : لا متشكر اللي عندي هناك أحلى على الأقل البنات هناك فاكة مش مقفلة كده .
طارق ضحك : ولسه اعتقد هيقفلوا اكتر طول ما مراتك هنا .
امير انتبه طالما اسم مراته اتذكر بينتبه : اشمعنى ؟؟
طارق بحسرة : شايف البنت المحجبة هناك دي في الاخر اللي حاطة وشها في اللاب ؟
امير شاور عليها بالقلم : اه مالها .
طارق بزعل : دي امبارح بس كانت بجينز وشعرها واخر دلع .
امير ضحك : ومراتي مالها ؟؟
طارق بصله : ماهيا بتصلي الظهر معاهم وبياخدوا ساعة للصلاة دي الله اعلم بقى هيا بتقولهم ايه !! هتحجب البنات كلها ومش بعيد تفصل مكاتب الرجالة عن الحريم وهتنشفها علينا .
الاتنين اتفاجؤا بشهد وراهم
شهد كشرت : تصدق فكرة فعلا !! انا ازاي ما فكرتش فيها لازم اول حاجة نفصل فعلا ... اروح أقول لاونكل عدلي بعد اذنكم .. ( رجعت لفت ليهم وبصت لامير ) واه باشمهندس طارق ارجع لشغلك علشان صاحبك مش هينفعك .
سابتهم ومشيت وامير لولا الملامة كان باسها قدام الكل
طارق اتعصب : شفلك حل لمراتك .
امير قام ماشي وبشاور بالقلم : لا مش انت اللي عايز تشتغل هنا ؟ اشرب سلام انا رايح الجيم العب شوية .
طارق بغيظ : انت بتغيظني.. ماشي .. بس انت كنت جاي ليه عايز حاجة ؟
امير حدف القلم على المكتب بهدوء زي كلامه : كنت جاي لمراتي مش ليك سلام .
شهد سمعته لانها مستخبية ومرقباه وابتسمت وعرفت انها بدئت توصل لقلب اميرها ... هيا تعمدت انها تنزل من غير ما تصحيه واهو جالها يشوفها ...
شوية وطارق اتفاجئ بدينا فوق راسه
طارق مسك شوية اوراق : دينا اهلا .
دينا بدلع : اهلا وحشتني .
طارق بصلها ورجع للورق : اه وانتي .
دينا برجاء : طيب تعال معايا عند اونكل عدلي .
طارق من غير ما يبصلها عامل مركز بالورق : لا ما ينفعش .
دينا كشرت : ليه ؟؟
طارق بصلها وبيهرب منها : انا يدوب بقالي يومين ازاي اجيب حد يشغله؟ انتي روحيله وهو عارفك واطلبي شغل .
دينا بتردد : ولو رفض ؟
طارق بهمس : تبقى جت من عند ربنا .
دينا : ايه ؟؟
طارق رفع عينيه ليها : لا مش هيرفض روحي انتي بس .
وفعلا دينا راحت وكانت شهد مع عدلي والاتنين رحبوا بيها جدا وشهد اخدتها تشتغل حاجة تبع الإدارة وبدئت صحوبية جديدة مع دينا ....
اخر النهار رجع امير كانت هيا قاعدة على اللاب وشعرها مفكوك على ظهرها ومندمجة جامد
امير بتريقة : ااااااههههه للدرجة دي .
شهد بصتله : انت جيت امتى ؟
امير : من نص ساعة واقف على الباب .
شهد كشرت عنيها : انت بتشتغلني صح ؟
امير ضحك : ههههه لا فعلا جيت من شوية كده .
شهد جت تقوم : اجهزلك غدا ؟
امير منعها باشارة بايده : لا لا كملي اللي بتعمليه شكلك مندمجة قوي .
شهد وقفت بردو : احطلك الغدا وارجع اكمل لان ده موضوع مش خلصان .
امير انتبه : لا لا اكلت بره .. بس ايه اللي مش خلصان ده؟
شهد جاتلها فكرة : مشكلة في برنامج ومش عارفالها حل وجننتني وكل ما اقرب افكها الجهاز كله يقفل مرة واحدة مش عارفة في ايه ؟
امير لمح لنفسه : أمم ربنا معاكي .. الكمبيوتر عموما محتاج حد بيفهم .
شهد شهقت : على أساس ان انا مش بفهم ؟ طيب ما تيجي توريني نصاحتك يا خريج هارفرد بس شكلك هيبقى وحش قوي لو معرفتش تتصرف .
امير واقف بيبصلها : انتي بتجري رجلي ؟
شهد : عايز تفهمها كده افهمها احسن ما يطلع شكلك وحش لما ما تعرفش .
امير بتحدي : ما اعرفش ايه ؟؟ يا ديڤشا انتي انا متخرج بامتياز فاهمة ؟؟ امتييياااز اما انتي ديڤشا صح
شهد كشرت ومن الاسم اللي مش فهماه ده ورجعت قعدت مكانها : ديڤشا ديڤشا فهمنا ... ماعلينا بس امتياااااز وخايف من ايه ؟ مش هقول لحد لو معرفتش ما تخافش سرك في بير .
امير ضحك وراح قعد جنبها وبتريقة : ماشي مادام مش هتقولي لحد يبقى هساعدك وريني .
بدأت شهد تشرحله وهو بيسمعها ويصلحلها اخطاءها وبدأ يفهمها ازاي تشغل البرنامج وفضل معاها لحد ما خلصت خالص وقفلت اللاب وفضلت تبصله كتير
امير اتحرج نوعا ما من نظراتها : بتبصيلي كده ليه ؟
شهد مبهورة : عايز الحق ؟ مكنتش متخيلة انك ذكي كده .
امير كشر : امال انتي كنتي شايفني غبي ؟؟
شهد بجدية : مش غبي بس مش بالذكاء ده .. انت عبقري يا امير .
امير اتحرج : مش للدرجة دي .
شهد صعبان عليها ذكاؤه ده : لا طبعا للدرجة دي واكتر كمان .. خسارة ذكاءك ده ما تستغلوش في مجالك .
امير قام وسايبها : رايح فين ؟ ما تهربش .
امير بصلها : مش بهرب بس عايز اغير هدومي واخد شاور ممكن ؟
شهد : اه طبعا اتفضل .
سابها وقام وهيا فتحت اللاب وفضلت تقلب فيه لحد ما هو خرج وفضل يبصلها وهيا غرقانة في اللاب
كان بيبصلها بحرية على أساس انها مش واخدة بالها
شهد وهيا باصة للاب : هتفضل تبصلي كده كتير ؟
امير اتفاجئ : مش ببصلك يا .. يا ديڤشا .
شهد بغيظ: يووه يادي ديڤشا يا ربي منك امير متقولش الكلمة دي تاني .. ( ضحكت وغمزتله ) بس انت بتبص ده انت مش قادر تشيل عينك من عليا .
امير ضحك بتريقة : اهي دي اكتر حاجة بحبها فيكي .
شهد باستغراب : ... اللي هيا ؟؟
امير : ثقتك زيادة عن اللزوم في نفسك .
شهد بفخر : دي مش ثقة دي عينيك اللي مش قادر تشيلها من عليا هيا اللي بتقول كده .
امير : ههههههه ماشي براحتك .
شهد وقفت وقربت منه : شكلي كده بيغريك .. صح ؟
امير ضحك جامد : على فكرة انتي فاهمة الاغراء غلط .. انتي ابعد ما يكون عن الاغراء بلبسك ده .. انتي ناقصك بس الطرحة وتبقي كاملة .
شهد قربت اكتر : انت شايف كده !! امال عينيك مش نازلة من عليا ليه !
امير حس انه مهدد ولازم يتريق وما يسمحلهاش تقرب اكتر من كده : ده بيتهيألك .. ايه اللي فيكي يغري ؟؟ لبسك ؟؟ حركاتك ؟؟ كلامك ؟؟ ايه بالظبط ؟ الفتي نظري .
شهد قربت قوي لدرجة ان وشها في وشه واتكلمت بصوت هادي جدا وبراحة جدا : اللي بيغريك فيا ان انت واثق ان انا ليك انت وبس وبتاعتك انت وبس وان محدش في الكون ده كله شاركك حتى بنظرة .. انا .. ليك .. انت ... وبس .
امير بصلها كتير وبص لشفايفها اللي بتتحرك واستغرب انها بكامل هدومها وحركت كيانه كله وعايز يقرب بس سِنة من كبرياؤه منعاه بس شهد قضت عليها لما رفعت وشها ليه وعنيها فيها دعوة صريحة له بالقرب .. وهو كان اكتر من مبسوط انه يلبي دعوتها دي .
في بيت طارق
روح كان في حد في البيت واول ما دخل ابوه نادى عليه : تعال اقعد معانا .. عمك عمران الشاذلي اللي كنت حكيتلك عنه
طارق سلم وبيحاول يفتكر سمع الاسم ده فين قبل كده بس افتكر بمجرد ما ابوه كمل التعارف : ودي بنته سالي خريجة السن وبتشتغل مع باباها في شركته
سالي سلمت عليه كانت جميلة بس عملية كتير
طارق برسمية : اهلا بحضراتكم .
عمران بيتفحص طارق : باباك لسه بيقولي انك شغال في شركة عدلي علام صح الكلام ده ؟
طارق جاوب : فعلا .
ممدوح بيحاول يظهر بصورة كويسة : سيادته عايز يبدأ السلم من اوله ورفض يمسك شركة ابوه .
سالي بإعجاب : بس والله ده شيء كويس فعلا انك تحاول تكبر بعيد عن مركز نفوذك .. ما تشوفلي شغل معاك .
عمران بص لبنته : انتي اتجننتي ولا ايه !! ايه
الكل ضحك وطارق نوعا ما بدأ يستظرف سالي وخفة دمها وعمليتها .. مكنتش متكلفة ابدا ...
في بيت امير
امير صحي قبل شهد واتعدل وافتكر ليلة امبارح بينهم وابتسم لمجرد الذكرى .. قام وغطاها وخرج قبل ما هيا تصحى لانه مش مستعد يواجهها او يتكلم معاها او يبان فعلا انه بيحبها او هيا بتغريه بس وهو ماشي لمح ورد مامته وراح قطف وردة تيوليب وطلع حطها على المخدة جنب شهد
شهد صحيت وزعلت لما ملقتش امير جنبها بس اول ما شافت الوردة فرحت كتير جدا هو سبق وقالها ان دي وردة الحب .. وتصرفه ده كان اول تصرف حب .. حب واضح وصريح ..
علا اخدت يومين ما تروحش عند شاكر وده جننه تماما وراح لاخته البيت وفضل معاها كتير يرغوا مع بعض بس هيا حاسة انه في حاجة
امير مروح على البيت وهو داخل عدى على حوض الورد يقطف احلى وردة لاحلى شهد في الدنيا
شهد بتتكلم مع اخوها وحاسة انه بيلف ويدور علي حاجة هو مش عارف يتكلم فيها او في حاجة خنقاه ومضيقاه ومش عارف يقولها لحد فبتحاول تقرره : هاه مش هتقولي مالك ؟؟
شاكر بضيق مخنوق من كل حاجة حواليه ، مخنوق من عدلي اللي فتح السكة دي عليهم ، مخنوق من امير اللي كان السبب انه يعرف علا دي اصلا في يوم من الايام وفوق كل دول مخنوق من اخته اللي كانت اشجع منه ووقفت واتحدت الكل واتجوزت امير حاول يهرب من كل افكاره السلبية دي ويظهر طبيعي مع اخته : مفيش قوليلي انتي اخبارك ايه مع امير ؟
شهد ابتسمت بحب : كويسين جدا .
شاكر بفضول وامل انهم ممكن يتغيروا : اتغير ولا زي ما هو ؟
شهد اتنهدت وبصت لاخوها وكل ملامحها بتنطق بالحب وده نوعا ما ضايقه وحسسه قد ايه هو ناقصه الحب ومفتقد لحاجات كتير
شهد جاوبته بحب : احنا ماشيين بيبي ستيبس .
شاكر بتريقة وحدة نوعا ما : يعني ما اتغيرش .
شهد لاحظت غضب اخوها وضيقه واستغربته فحاولت تقفل الطريق على اخوها : شاكر انا وامير مبسوطين .
شاكر بنرفزة وزعيق : ماهو لازم تكونوا مبسوطين .. جو المعصية بيبسط .. السهر والمياصة والدلع لازم يبسط .
شهد عندها ذهول من هجوم اخوها بالشكل ده : ايه اللي انت بتقوله ده ؟
شاكر وقف بنرفزة وحس انه مخنوق من علا وشهد هيا نفسه حاليا يطلع عليها خنقته : اللي سمعتيه .. بطلتي تحفظي قران صح ؟ بطلتي تروحي الحلقات والدروس ؟ بطلتي تصحي الفجر وتصلي حاضر لان سيادتك سهرانة معاه او سهرانة تستنيه؟ بطلتي قيام الليل ؟ صح ولا كل ده بيتهيألي ؟؟ امير للأسف بيشدك انتي لتحت .. وده اللي كان بابا خايف منه انه بدال ما انتي تشديه هو اللي يغرقك .. وهو فعلا بدأ يغرقك في مستنقعه ومش بعيد شوية نلاقيه واخدك معاه الديسكو وعازمك على عشا هناك وشوية شوية نلاقي ليكي أصحاب رجالة زي ماهو ليه صحبات بنات ... للأسف يا شهد المثل بتاع مين عاشر القوم ينطبق عليكم بالظبط !!
امير هيكون الشرارة اللي بتحرقنا كلنا ، للاسف يا شهد مش هيحرقك لوحدك ( زعق بحرقة ) هيحرقنا كلنا معاه وانتي .... انتي اللي سمحتيله يدخل العيلة دي .. انتي وبس ..
وبما ان امير عارف بعلاقته هو وعلا وعارف ان شاكر لا يمكن هيقبل علا باخلاقها دي في عيلتهم فهو كان حاسس بشاكر جدا وحاسس بوجعه لانه ولا قادر يخلع توبه ولا قادر يلبس حبيبه نفس توبه وبالتالي موجوع في النص زيه هو بالظبط .. ولا عارف يكون مع شهد ويكون الراجل اللي هيا بتتمناه ولا ينفع ياخد شهد للعالم بتاعه
رمى الوردة اللي في ايده وركب عربيته ومشي بصمت .. صمت مخيف وافكار مخيفة اكتر ....
ديڤشا
الفصل١٣
امير مشي وراح يسهر بره واكتفى من شهد وعيلتها
شهد بصت لاخوها شاكر وهيا في حالة ذهول تام من هجومه عليها بالشكل ده واتكلمت باستنكا تام ورفض لكلام اخوها : انت بأي حق يا شاكر كل شوية تتدخل في حياتي وتحاسبني بالمنظر ده ؟ هاه ؟ كل شوية تيجي وتقولي بحب جوزي او ما بحبوش ؟ انت ايه علاقتك بحبي له ؟؟ وعلشان اريحك يا شاكر ايوه بحبه !! بحبه اكتر من روحي نفسها؟ امير جوزي وحبيبي وكل حاجة في دنيتي !! ممكن بقى ما تدخلش تاني بينا ! بعد اذنك .
جت تمشي بس اخوها مسك ايدها وقفها وبكل أسف وبكل انهيار وتعب وارهاق بصلها : انا اسف يا شهد !! سامحيني على غلاستي وتطفلي على حياتك بس خوفا عليكي .
شهد قعدت وقعدته جنبها : عارفة انك بتخاف عليا بس أمير جوزي وبيحبني وكل ما بنقرب من بعض حد فيكم بيتدخل بيبعدنا .. انا كويسة معاه وكويسة جدا كمان فأرجوك .
شاكر بص لاخته وابتسم : من غير ما تترجي يا شهد من غير ما تترجي .
شهد حاسة باخوها من اول وصل انه بيتألم هي وشاكر مش اخين وبس دول كل حاجة بحياة بعض وعاشو عمرهم كله سند بعض بصتله وماسكة ايده بتحاول يشجعه يتكلم : مش هتقولي بقي مالك ؟ فيك ايه مغيرك ومنرفزك كده ؟
شاكر اتنهد : مفيش .
شهد حاولت تهزر : حسبت عليك كذبة ؟
شاكر بصلها بزعل : مفيش بجد بس متضايق شوية .
شهد فكرت وقررت تصرح بتفكيرها : انت بتحب ؟ صح ؟ مش ده اللي مجننك ؟
شاكر اتفاجئ بكلامها ووقف ورفض كلام اخته تماما : احب ايه وكلام فاضي ايه ؟ يالا انا ماشي عايزة حاجة ؟
شهد ضحكت وهيا شبه تأكدت ان حالة اخوها دي وراها حب وبابتسامة : لا متشكرة بس وقت ما تحب تتكلم تعال هسمعك وما تخافش مش هحكم عليك زيك كده ، هسمعك بدون أحكام.
شاكر كشر ورفض كلامها وتمتم وهو خاوج : تصبحي على خير قال حب قال .
سابها وخرج وبعد ما بقى لوحده فضل كتير يفكر ازاي كدب على اخته ! ازاي بيكدب على نفسه ! هو غرقان في الحب ! غرقان في حب الشخص الغلط ! ازاي هو يحب واحدة زي علا ! ازاي سمح لنفسه يتمادى في الحب ده ! يا ترى هيحصل ايه لما يكتشفوا حبه ! ابوه هيكون رد فعله ايه ولا حتى شهد نفسها !! ولا امير ؟
امير راح يسهر وقاعد على البار بيشرب حس بحد بحطة ايده على كتفه وبص كانت علا اللي واقفت جنبه : بتشرب لوحدك يعني ؟
أمير بصلها : جيتي امتى ؟
علا : يدوب واصلة .. فين الباقي ؟
أمير بخنقة : معرفش ومش عايز اعرف وعايز أفضل لوحدي .
علا قعدت جنبه وهو بصلها ورجع يكمل كاسه
علا بصت قدامها : ما تبصليش إنت الوحيد اللي ينفع اقعد معاه واتكلم معاه براحتي .
أمير هز راسه : مش عايز اتكلم انا .
علا وكأنها فاهمة احساسه بالظبط او عيشاه : عايز تشرب وانا كمان .. بس الشلة زمانها جاية ما تيجي نمشي من هنا !
أمير شوية ووقف وبصلها : فعلا يالا من هنا .
مشيوا الاتنين مع بعض وشوية وامير وقف بالعربية في حتة هادية
علا لفت كلها لامير تواجهه واترددت تسأله لكن سألت فالاخر : الا قولي !! هو انت عرفت تتأقلم وتتعامل مع شهد ! ازاي عارف تعيش معاها بقيمها ومبادئها ؟ ما بتحسش مثلا انها احسن منك وتستاهل حد احسن منك ؟ او ازاي مثلا لما بتصلي وتقف قدامك بتقدر انت تبص لنفسك ؟ ازاي انت عايش مع نفسك ؟ وفعلا ده ممكن ولا ايه ؟
أمير قاطعها بضحكة وهيا من كتر ماهو بيضحك سكتت واستنته لحد ما هو سكت ورفع ايديه بأسف بس مش عارف يبطل ضحك : سوري .
علا كشرت بغيظ : يعني ايه اللي بيضحك؟
أمير بيحاول يبطل : اسألتك كلها .
علا باستغراب : ايه اللي يضحك فيها بالظبط ؟
أمير : كلها .
علا باستنكار : ليه بقى ان شاء الله ؟
أمير بص قدامه : اصلك بتسأليني أسئلة غبية قوي
علا رددت : غبية ؟؟
أمير : طبعا غبية .
علا : اشمعنى ؟
أمير اخد نفس طويل : لاني لو عارف إجابة اسئلتك دي هل انتي متخيلة اني هكون هنا سهران معاكي ؟ لو انا عارف اتعامل مع مراتي بقيمها اللي بتتكلمي عنها مش كان زماني في حضنها دلوقتي ؟ سهري معاكي هنا بشرب وبسكر مش بيجاوبك ؟
علا احبطت تماما : قصدك ايه ؟ مفيش امل يا أمير ؟
أمير اتنهد واتريق : أمل ماتت محروقة .
علا كشرت وبصتله : انا بتكلم بجد .
أمير اتعدل على كرسيه وبصلها واتكلم بجدية تامة : عايزة الجد ! حاضر هقولك الجد .. الناس دي بتبصلنا من فوق قوي وبيتوقعوا منك كتير قوي وللاسف مهما تعملي مش كفاية .. عمرك ما هتطلعي لمستواهم بالعكس انتي ممكن تنزليهم هما لمستواكي .. انتي هتوسخيهم هما .. وساعتها هتحتقري نفسك اكتر واكتر .. ( اتنهد و خد نفس طويل وسند ظهره علي كرسيه بتعب وغمض عينيه وتكلم وكأنه بيكلم نفسه مش بيكلمها ) وشوية شوية تكرهي نفسك ومش بعيد كمان يكرهوكي على المرحلة اللي انتي وصلتيهم ليها .. وباقيهم هيبصولك باحتقار ان انتي عملتي كده .. وبعد ما الواحد كان عايش والسلام وعامل بيس مع نفسه هتفقدي البيس ده وهتكرهي كل لحظة في حياتك وهتكرهي حياتك نفسها .
علا سكتت كتير وحاولت تكون متفاءلة : مش ممكن نتغير ؟
أمير رفع القزازة اللي في ايده كتحية ليها : احييكي على تفاؤلك .. احييكي بجد .. روحي يالا لشاكر .. روحيله وحطي نفسك بين ايديه .. اوعديه انك هتتغيري وغيري نفسك تماما .. روحي شوفي شهد بتعمل ايه وقلديها .. البسي زيها كبداية وبعدها شوفي عيلة شاكر هتتقبلك ولا لأ ؟ وبعدها لازم تتقبلي فكرة انهم كل شوية يروحوا لشاكر يعايروه بيكي ويعايروه بحبك وساعتها هتسمعيه بنفسه مرة وري مرة بيأكد انه مش بيحبك وانك مجرد تحدي او حالة خيرية .. او ثواب او جهاد زي ما بيسموه .. يالا مستنية ايه ؟ روحيله .
علا دمعة نزلت من عينها ومسحتها بسرعة وأمير بصلها ورجع يبص للفراغ قدامه واخد نفس طويل وكمل بمنتهى الوجع : روحيله واعرفي انك هتموتي في كل لحظة بتعيشيها معاه وللاسف هتموتي برضه في كل لحظة بعيدة عنه و ساعتها ولا هتعرفي تكوني معاه وتتغيري ولا هتعرفي ترجعي لحياتك القديمة اللي اتصالحتي معاها وتقبلتيها ..
علا مسحت دموعها وبصتله بحيرة : والصح ايه ؟ المفروض نعمل ايه ؟
امير ضحك تاني بوجع : مش بقولك اسألتك غبية .
علا فكرت لحظات : طيب بلاش .. انت ناوي تعمل ايه ؟
أمير كشر لانه مش عارف اصلا هيعمل ايه وواقف تايه محلك سر واخيرا وكأنه وصل لقرار : معدتش قادر استحمل وجودها ولا قربها هبعدها عني طالما انا مش قادر ابعد .
علا بحماس بصت لقدامهت : خلاص اتفقنا .
أمير بصلها باستغراب : اتفقنا على ايه ؟ احنا ما اتفقناش .
علا باصرار : لا اتفقنا .. هنبعدهم عننا .
أمير كشر عنيه وبصلها بعدم فهم : ازاي ؟
علا بصتله وبحماس : ببعض .. قربنا هيبعد الاتنين .. شهد هتبعد عنك وشاكر هيبعد عني .. هنضرب عصفورين بحجر واحد .. انت خططلنا ازاي بس نخليهم يشوفونا مع بعض .
أمير سكت وبص لقدامه .. وبيفكر في كلام علا اللي فعلا ممكن يدمر كل الجسور بينهم وهل هو مستعد للدمار ده !
شهد فضلت سهرانة مستنية امير ورجوعه .. كان بطل يتأخر كده .. اخيرا رجع بعد الفجر يطوح من كتر ما شرب واخيرا وصل لسريره ورمى نفسه عليه وهيا قربت منه تحاول تقلعه جزمته حتى !
أمير زقها بعيد : ابعدي عني ما تلمسنيش ..
شهد باستغراب لحالته دي : أمير في ايه مالك بس ! كنت بطلت تشرب للحالة دي ! ايه اللي جد ؟
أمير بيزعق بدون وعى : وجودك انتي .. ابعدي عني .. ابعدي .
زقها بعيد وهيا بطلت تحاول تقرب لانه حاليا عقله غايب وغباء منها تكلمه في الحالة دي ..
الصبح نزلت شغلها ورجعت وقت الغدا كان يدوب صاحي ونزل واتقابلوا وقبل ما يتكلموا كان عدلي كمان دخل : يالا نتغدى انا واقع من الجوع قلت ارجع اتغدى معاكم يالا !
أمير ابتسم : وماله نتغدى .. يالا .
قعدوا كلهم في صمت محدش فيهم بيحاول يقطعه
أمير بص لابوه وبتردد : بقولك .
عدلي بيفرح لاي حوار مع ابنه فباهتمام: خير؟
أمير بدون ما يبصله وكإنه مشغول بالأكل : كنت عايز اعمل حفلة الليلة .
عدلي استغرب : حفلة ؟ اشمعنى ؟
أمير ابتسم وبص لمراته : حفلة لشهد .. احنا مااحتفلناش بوجودها في البيت معانا ! مااستقبلناهاش كويس هاه ايه رأيك ؟
شهد اتحرجت : امير مش لازم ....
امير ابتسم ومسك ايدها : ان مكناش هنعمل حفلة ليكي انتي هنعملها ليه ؟ ارجوكي سيبيني احتفل بوجودك في حياتي .
عدلي ابتسم : طبعا نحتفل بشهد وعلى رأيك ان مكنش شهد نحتفل بيها ايه اللي ممكن نحتفل علشانه ؟ عايز الحفلة امتى ؟
أمير بص لابوه : الليلة ؟
عدلي استغرب بس وافق بدون تردد : الليلة طبعا .. اقوم انا اجهز للحفلة وانتي يا شهد بلغي عيلتك علشان يلحقوا يحضروا نفسهم واعزمي كل اعمامك وخيلانك وكل اصحابك يالا قومي .
حاولت تعترض بس الاتنين اصروا عليها ..
شهد طلعت اوضتها ومستغربة ايه اللي طلع فكرة الحفلة بدماغ امير .. يا ترى الحفلة عشان يصالحها ويبدؤ حياة جديدة سوا ؟؟ ياه لو دا حقيقي هتكون اسعد انسانة بالدنيا هي مع حبيبها وحياة جديدة فاتحالهم دراعتها ولسه بتحلم بشكل الحياة بينهم بس صوت اميرها صحاها من حلمها الجميل على ابتسامته الأجمل واقف قصدها تماما ومبتسم : روحتي فين ؟ بكلمك .
شهد بادلته ابتسامته الصافية : ابدا بفكر بالحفلة حقيقي مالهاش داعي .
امير مسك ايدها وشدها وقفها وقربها منه جدا : النهاردة عايز اشوفك اجمل أميرة عشانك اميرك .
شهد قلبها دق كتير لدرجة لخبط ابتسامتها على شفايفها وتهتهت : اشمعنى ؟
امير حط ظهر ايده على خدها وبراحة مشاها على خدها : عايز اقفل الصفحة القديمة او اقطعها حتى .. ونبدأ حياة جديدة مفيهاش لا كدب ولا جروح ولا صفقات .. عايز نوقف على ارض صلبة ونكمل حياتنا .. موافقة ؟
شهد قلبها بيخبط جواها من الفرحة والحلم بدأ يصبح حقيقة قدامها حطت راسها على صدره وضمته براحة : يا ريت يا امير يا ريت .
امير لف ايديه حواليها حضنها قوي ووجع قلبه مش مفارقه مش متخيل حياته من غيرها هو هيعيش ازاي اصلا لو بعدت عنه ؟ بس لازم تبعد وترتب حياتها وتعيش وهو كمان لازم يعيش بقى .. بس ازاي هي دي هتبقى عيشة من غيرها .. شهد هي البلسم الوحيد اللي بيمر على قلبه يهدي ناره، هي البسمة الوحيدة الصافية بحياته ازاي يتخلى عنها ويسيبها ؟؟ غمض عينيه وشدد حضنه عليها لدرجة وجعتها وآنت
شهد بضحك لانها عارفة كبرياء جوزها بس وجعها فعلا : امير انا هنا مش هاطير والله .
امير فاق لنفسه وحس انه فعلا ضغط عليها بحضنه جامد واكيد وجعها : سوري سوري مقصدتش .
جيه يطلعها من حضنه رفضت وهزت راسها وسندته تاني على صدره : لا خليني شوية كمان مرتاحة انا هنا .
امير ميل وحملها بين ايديه وراح ناحية السرير وهي ضحكت : ايه ؟ في ايه ؟
امير بمنتهى الحب : عايز اقول لمراتي كلمة سر انتي ملكيش دعوة .. فاهمة ؟
شهد ابتسمت واتحرجت وهربت من عنيه بخجل .. امير قرر ان اخر لحظاتهم سوا قبل الوجع والبعاد والفراق تكون اجمل واصفى ذكرى بينهم يمكن تكون حاجة تساعده على احتمال المر والبرد ب لياليه الطويلة بعيد عنها .
شوية وشهد راحت بالنوم وامير حضنها وبص عليها كتير عايز يشبع منها ومن ملامحها ومن نفسها بحياته باسها بهدوء بكل وشها وعينيها وهي زي اللي بتحلم حلم جميل وبتبتسم كل شوية اخيرا باس شفافيها بهدوء لاخر مرة و قام من جنبها خد شاور ونزل جاب وردة تيوليب وحطها على المخدة مكانه ونزل
بالليل الكل اتجمع حبايب واصحاب وقرايب .. الكل بيبص للعروسة الجديدة .. في بحب وفي بشفقة وفي بحقد ..
شاكر كان موجود عنيه بتدور على علا وأمير مراقبه وفاهمو كويس .. اتصل بعلا وبلغها تيجي لان الكل منتظرها ..
عمرو مع دينا منتظر علا ودينا عينها على طارق وطارق عينه على شهد وشهد عينها على أمير ..
كل واحد بيتمنى شيء عمره ما هيطوله ابدا ..
اخيرا علا دخلت ملكة متوجة بفستان قصير عريان من فوق .. طبعا شاكر اول ما شافها بص للارض بخيبة أمل فظيعة لاحظها أمير وعلا كمان وغمض عنيه بوجع بيحاول يداريه .. مش عارف هو كان منتظر ايه منها ؟ ليه موجوع قوي كده من فستانها القصير وجسمها العريان ! ليه حس للحظة انها ممكن تتغير ! انها تكون انسانة جديدة ! ليه هيا مصرة تفضل عايشة في الوحل علي طول ! ليه يا علا بس !
علا راحت ناحية امير مباشرة واول ما وصلتله باسته في خده بتملك
امير همس بيحذرها لانه شايف شاكر ووجعه وحاسس بيه وعارف ان تصرفها ده هيقفل كل السكك بينهم تماما وهيدمر اي امل انه في يوم ممكن يسامحها لان حتى لو هو حن وسامحها عيلته عمرها ما هتحنرولا هتسامح ولا هتنسى : انتي عارفة انك كده بتنسفي اي امل ليكي مع شاكر ؟
علا بصتله : طيب ما انت كمان .....
قاطعها يفوقها ويلحقها لو ده تفكيرها : لا انتي مش زيي ..سبق وقولتلك الراجل ممكن يتغفرله خيانته لكن الست استحالة ابدا .. وشاكر مش هيغفر وحتى لو غفر عيلته مش هتغفر .. انتي غيري .. اوعي تقارني نفسك بيا .. احنا في مجتمع بيغفر للراجل اي شيء وبيتسمى نزوه .. طيش .. لكن الست بيدفنوها بالحياة .. والغلطة بفورة زي ما بيقولوا
علا كشرت وقفلت عقلها للنقاش واصرت تكمل للاخر : امير احنا اتفقنا نتخلص من العيلة دي هتساعدني ولا ( بصت ناحية عمرو) اروح لغيرك يساعد .
أمير بص لعمرو المتحفز ومد ايده مسك علا من ايدها واخدها يرقصوا سلو مع بعض
أمير بتنبيه : انا بس حبيت انبهك انتي حرة .. بس واجبي كأخ انبهك .
علا رسمت ابتسامة كدابه علي شفايفها : متشكرة لتنبيهك بس حاليا مش عيزاك تظهر كأخ .. عايزاك تظهر كحبيب .
امير هو كمان ابتسم ومسك ايدها بطريقة مسرحية وباسها وبدأ يرقص معاها بمنتهى الغنج ..
شهد مراقبه باستغراب لسه من شوية سابلها وردة بتقول بحبك و كان في حضنها ايه اللي غيره بالشكل ده ! ليه كده ! عايز يوصل لايه بالظبط ؟
بتبصله بخيبة امل فظيعة هو لاحظها وقلبه بدأ يحن بس عقله فكرو مرة ورى مرة بيسمعها بتقول مش بتحبه وهو مجرد جهاد او حالة خيرية .. بص لعلا وكمل تمثيليته ..
شاكر شايف علا وفهم او عقله حب يفهم انها بتعمل كده عندا فيه .. بتوريه ان حياتها كده عجباها .. سهرها عاجبها .. رقصها عاجبها .. اصحابها عاجيبنها .. وهيا مش هتتغير ولو هو بيحبها يتقبل ده . بس هل فعلا ممكن يتقبل ده !! هل اخلاقه او دينه او تربيته ممكن تسمحله يتقبل ده ؟ للاسف الإجابة لأ والف لأ ؟ لو مش هتتغير ؟ لو مش هتوب ؟ لو مش هتكون !! تكون ايه ؟ هو عايزها ايه ؟ عايز ينقلها من أقصى الغرب لأقصى الشرق ؟
من قمة الفجور لقمة التقى ؟ عايز يحولها لا مش عايز يحولها ده عايز يخليها انسانة جديدة !
اتفاجىء بصوت ابوه جنبه بيتكلم
شاكر بص لأبوه بحيرة : اسف يا بابا حضرتك قلت حاجة ؟
محسن متغاض جدا من اللي بيحصل قدامه : قلت عاجبك اللي بيعمله جوز اختك ده ؟
شاكر بوجع وبقلة حيلة : ولو مش عاجبني هعمل ايه ؟ بس عاجب مراته هيا حرة ده اختيارها تتحمله .
محسن استغرب جدا لا مبالاة شاكر او هو فسر عجزه بلامبالاة فزعق : ده اللي ربنا قدرك عليه ؟ ده اختيارها ؟ فين دورك كأخ ؟ فين خوفك واهتمامك بأختك ؟ فين مساعدتك ليها ؟
شاكر اتنرفز على ابوه وانفجر بدون ما يحس او يفكر هيقول ايه ولمين : دلوقتي بتقولي فين دوري كأخ ؟ دوري حضرتك لغيته لما رميت كلامي ووقفت جنبها في اختيارها من الاول .. فين حسن اختيارك لزوج كويس لبنتك ؟ فين كل اللي علمتهولنا طول حياتنا ازاي نختار الشريك والزوج والصديق ! هاه ! قبل ما تلومني اني مش بساعدها لوم نفسك لان حضرتك اللي حاططنا كلنا في اللي احنا فيه !
محسن بيسمع ابنه بذهول ووجع لانه كان عارف ان ده اللي هيحصل ولو في حد هيتلام فهو كأب اول واحد غلطان ! هو اللي سمح بدخول امير وشلته لحياتهم ! دلوقتي عايز يلوم ابنه ! لازم يلوم نفسه الاول .. وسط انفجار شاكر اخر جملة خلت محسن يبصله بذهول تاني وصدمة تانية هو مش عايز يسمعها او يصدقها وردد : اللي انتو فيه ؟ وانت مالك انت ؟
عين شاكر بتلقائية و غصب عنه راحت لعلا اللي مع امير وابوه عينه تابعت نظراته بس رفض يصدق
شاكر بيهرب من ابوه : كلنا في مركب واحدة بعد اذنك .
سابه ومشي وخوف مبهم كبر جوه محسن .. وبص لعلا من تاني .. ممكن ابنه ؟ لا شاكر لا والف لا .. شاكر مش بتاع حب اصلا .. ده لام شهد لما حبيت امير واهو جوزها .. ايوه شاكر مش بتاع حب ..
فضل يراقب ابنه طول الليل وبنته وعنيهم متعلقة بحبايبهم .. ده كله من تحت ايده هو كان لازم يرفض عرض عدلي ..
اخيرا انتهت الحفلة والكل روح وامير طلع يروح علا
وبعد ما وصلها طفى عربيته وبص لقدامه للفراغ وصمت مسيطر عليهم
علا وهيا في حالة غريبة بصت لامير : تفتكر روحوا من عندك ؟
أمير وجع تام مسيطر عليه كله ، نظرات شهد طول الحفلة كانت سكاكين بتغرز وتقطع في قلبه من جوه ، حيرتها ولومها لنفسها وهيا بتحاول تفهم ايه اللي حصل ! نظراتها له وهيا بتقوله كنت شوية في حضني ليه روحت لغيري ! دموعها اللي بتلمع في عنيها طول الوقت ، كل نظرة كانت ألم له ! كل لحظة كانت وجع .. الحفلة دي كانت قمة العذاب له ، بس اخيرا خلصت واخيرا هيبطل تمثيل ويبطل الابتسامة اللي كان راسمها علي شفايفه طول الوقت .. اتكلم بدون ما يلتفت ناحيتها : ما اعتقدش .. اكيد مستنيني علشان يسمعوني كلمتين ولا يدوني درس في الاخلاق والقيم .
علا بحيرة : يا ترى شاكر .....
قاطعها امير : لا انسي خالص شاكر .. بخ كده خلاص .. بعد كل اللي حصل قدام عيلته انسي ..
دموعها نزلت غصبا عنها وامير بصلها وعارف احساسها بس لازم تفوق وتفهم نتيجة اللي عملته وتفهم انها كده خلاص دمرت كل الجسور الواهية اللي كانت بينها وبين شاكر
علا قلبها اتقبض ونزلت من عربيته من غير ولا حرف ووصلت اوضتها وفضلت كتير قاعدة في الضلمة تعيد احداث الليلة .. ودموعها بتنزل في حالة من الصمت التام .. صمت يشبه لصمت الأموات ..
امير روح وقبل ما يدخل سامع صوتهم بيتجادلوا .. عايز يعد نفسه للي هيحصل بعد دخوله بس مش عارف .. ازاي الواحد يعد نفسه لموت قلبه ! وازاي يقدر يمثل انه ولا علي باله في الوقت اللي بيموت فيه ! ازاي يموت ويبتسم ! ازاي يعمل الاثنين مع بعض ! سامع جوه ابوه وعمه محسن وشاكر بس مش سامع صوت شهد .. ممكن ما تكونش معاهم ! لازم يدخل خلاص ولازم يواجه نتيجة اعماله ..
دخل والكل سكت دور على شهد بعنيه لمحها قاعدة على كرسي على جنب وبصتله بتلومه وتعاتبه بعنيها قلبه وجعه فوق ما كان متخيل حس بكسرة نفسها وصعبت عليه جدا هي مالهاش ذنب بالوجع دا كله بس هو كمان مالوش ذنب هم كلهم دفعوه دفع لكل اللي حصل .. جمد نفسه واستجمع صوته يطلع ببرود : مساء الخير وتصبحوا على خير .
محسن بصوت عالي : استنى هنا قبل ما تطلع .
أمير وقف : نعم اتفضل .
محسن باتهام وهجوم : ايه اللي كان بيحصل النهارده ده ؟ ده تسميه ايه ولا عايز توصل منه لايه ؟
أمير بصله بلا مبالاة وكأنه مش فاهم او مش فارق معاه اصلا : ايه اللي حصل مش فاهمك .. انا مش عايز اوصل حاجة ده الطبيعي بتاعي فمعلش لازم توضح اكتر ايه اللي ضايقك بالظبط ؟
محسن برود امير جننه : رقصك مع البنت دي .
شاكر زعل جوه نفسه وبص للارض هو كمان موجوع وعايز يداري وجعه عن الكل
امير ضحك : she is my friend
محسن زعق : كلمني عربي
امير وهو بيتحرك عايز يطلع اوضته : صاحبتي .. وانتيمتي .. تصبح على خير .
محسن اتنرفز اكتر فبص لعدلي : ما تقول حاجه لابنك .
امير وقف وبص لابوه : اه قول حاجة انت كمان ما ينفعش تقف متفرج يالا ضيف .
شهد بصتله ومش قادرة تفهم نفسها ... ليه حاسة دلوقتي ان امير موجوع جدا ؟ ليه شبه متأكدة انه بيموت من جواه وبيصرخ ؟ ليه حاسة انه ورى لا مبالاته اللي بيظهرها دي قمة الألم ؟ ليه عايزة تروح تضمه وتطبطب عليه وتقوله انها جنبه وهتفضل جنبه ؟ ليه عايزة تصرخ بصوتها كله وتقوله انها بتحبه وهتفضل تحبه لاخر يوم في عمرها بس يفتحلها قلبه !
عدلي وقف : اه هتكلم وهضيف ... اللي حضرتك عملته النهارده كان قمة قلة الاحترام لينا كلنا ولمراتك خصوصا .. انت تخطيت كل الحدود .
امير ضحك بوجع شهد حساه وعندها يقين تام انه بيمثل عليهم البرود ده : هو في حدود؟ تصدق مكنتش اعرف .
عدلي زعق : بطل بقى .. لحد امتى هتفضل تعلق كل حاجة على اللي فات ؟ ما خلاص بقى زهقنا .....
أمير قاطعه وجنونه هيطلع : خلاص ؟ ايه هو اللي خلاص ؟ كل حاجة انا فيها دلوقتي انت سببها وتقولي ما خلاص ؟
شاكر اتدخل لانه تعب من المجادلة اللي هتوجع الكل ومش هتجيب نتيجة اصلا : عمي عنده حق بطل تعلق اخطاءك على غيرك انت كبير كفاية تعرف الصح من الغلط .
امير اتنرفز منه ومن تدخله في حياته كل شوية وجواه غيظ من شاكر لدرجة هو نفسه ما تخيلهاش وجواه كمان حتة انانية انه عايز يوجعه زي ماهو كل شوية بيوجعه : طيب انا وما اتربتش وقليل الادب ومش متدين ومااعرفش اي شيء عن الدين ولا الاخلاق طيب وانت ؟ انت ايه عذرك ؟ هاه ؟
شاكر اتلخبط ومعرفش يرد متخيلش انه ممكن يكون عارف حاجة اصلا
محسن بص لابنه ومنتظر منه يرد وش يبص للأرض بخجل وهروب فاتدخل هو وزعق : ايه ساكت ليه ما ترد عليه ! قوله ان انت عارف الصح من الغلط وانك نفسك هو يكون زيك ما تنطق يا شاكر .
امير بتريقة : ينطق يقول ايه ؟ ماهو الغلط راكبه من ساسه لراسه .. ده هو كمان تخطاني .. على الاقل انا عندي عذري لكن هو عذره ايه ؟ ( بص لشاكر بغضب ) قبل ما تيجي تنصحني شوف نفسك الاول .
جه يطلع بس محسن وقفه وكله رفض تام لكلام امير : انا مش هسمحلك تدمر عيالي وشاكر انظف من مليون واحد زيك وعمره ما يغلط ابدا انا مربيه كويس .. فاهم مربيه مش زيك ما اتربيتش .
امير كلام محسن وجعه جدا وكان عايز يصرخ ويقوله لوم صاحبك قبل ما تلومني ، كان هيضعف وللحظة وجعه كان هيظهر بس تماسك علشان يكمل تمثليته واتكلم بهدوء : انا فعلا ما اتربتش ما انكرتش ده بس ده مكنش غلطي ده كان غلط صاحبك لكن ابنك متربي زي ما انت ما بتقول وعارف الصح والغلط وعارف الحرام والحلال ( حاول يبتسم وسط وجعه ) وعنده اب زيك بيحبه وواقف في ظهره واهو مش متقبل عنه كلمة واحدة في حقه بس علي الرغم من كل اللي عنده ده راح يحب وياترى حب مين ؟؟ علا ؟؟ علا اللي كل يوم معانا للصبح ؟ علا اللي كانت بتعرض نفسها عليا وهتموت علشان بس ابصلها ؟ هاه سكت يعني دلوقتي يا عمي ؟ شوفت تربية ابنك ؟ بيحب علا ؟ اللي كان بيعترض على وقفتي مع شهد واحنا كاتبين كتابنا وهيا مراتي ، اللي رفض يوم كتب كتابنا اخته تحط ايدها في ايدي .. اللي قالي ما ينفعش تقعد معاها علشان دي اسمها خلوة غير شرعية .. شاكر اللي رفض قعدتي مع مراتي شرعا في بيت ابوها وكان بيقف يراقبنا بيروح يقابلها يوميا وبتروحله الصيدلية وتقعد معاه بالساعات الله اعلم بقى بيعملوا ايه (كمل بتريقه ) ممكن يكون بيعلمها امور الدين وبيحاول يصلحها !! ( ضحك جامد ) كان غيرك اشطر ( بص لشهد ) احنا غير قابلين للاصلاح .... عايز تاخد بنتك خدها .
سابهم وطلع ومحدش نطق بحرف لان الصدمة كانت أقوى من الكل وشاكر باصص للارض مش قادر ينطق او يتنفس حتى .. لان امير كان عنده حق في كل حرف نطقه ويستاهل اكتر من كده كمان .. حالة من الضياع سيطرت علي الكل ..
محسن مقهور جدا ونفسه ضاق : يالا نروح .. هنروح كلنا .
عدلي قرب منه بيحاول ينقذ ما يمكن انقاذه : محسن يا اخويا .
قاطعه محسن باشارة من ايده : اذا سمحت ما تتكلمش حاليا .. لو عايز علاقتنا تستمر ما تتكلمش انا عيالي بتضيع مني وانت السبب فارجوك حاليا ما تتكلمش .. يالا بينا .
مشي خطوة ولاحظ ان شهد قاعدة مكانها فبصلها وزعق : انتي مش سامعة ؟ قلت يالا .
امير واقف فوق مراقب من غير ما حد يشوفه ومستني مراته .. امل كداب جواه انها ممكن تتمسك بيه بعد كل اللي حصل .. وهم هو عايشه انها تفضل .. او يمكن تمني .. عايزها تتمسك بيه ولو مرة .. مرة واحدة تقول انها بتحبه .. مرة واحدة ما تقولش عليه حالة خيرية وجهاد وتقول انه جوزها وتتمسك بيه .. كتير قوي ياتري طلبه ده ؟ كتير انه يطلب في حياته كلها ان مراته تحبه ؟ ولا مكتوب عليه الوحدة عمره كله ! مكتوب عليه الوجع وبس ؟ نفسه الليلة دي يرمي نفسه في حضنها .. نفسه يحط راسه علي صدرها ويعيط ويحكيلها كل حاجة عنه .. يحكيلها وجعه وألمه ووحدته ويشاركها حياتها بجد .. لو فضلت هيقولها انه بيعشقها .. هيقولها انها الدنيا ومافيها .. هيقولها انه مش بس مستعد يتغير ده هيكون انسان جديد بس تتمسك بيه .. تعلن حبها تقول مرة واحدة انها بتحبه .. هيعمل المستحيل علشانها .. هيقتل امير ده ويكون امير جديد علشان يليق بيها وترفع راسها وتقول بفخر انه حبيبها بس يا شهد ارجوكي قوليها .. قوليها حتى لو هتمشي معاه بعدها بس خليني اسمعها منك مرة ..
فاق من تمنياته علي صوت زعيق محسن : قلت اتحركي .
شهد دموعها نزلت : انا في بيتي يا بابا ومش هسيب بيت جوزي .
محسن مسكها من دراعها : ده مش راجل يتبكي عليه .. جوازك منه من الاول كان اكبر غلطة .. انا مش عارف ازاي وافقتك ؟ ازاي سلمتك لواحد زيه ؟
شهد بتحاول تفضل في بيت حبيبها بأي شكل لازم تمتص غضب ابوها وتخليه يسيبها مع اميرها .. لازم تكون جنبه وتضمه لحضنها وتطمنه انها هتفضل جنبه هيا عارفة وواثقة انه محتاجلها وخصوصا الليلة دي هيا شايفة وجعه وألمه وتمثيله علي الكل فلازم تفضل في بيته : وخلاص اتجوزته وبقيت مراته ، بابا سيبني في بيتي .. أمير جوزي وده نصيبي
امير دموعه نزلت غصب عنه من كلامها .. هو مجرد نصيبها اللي لازم تتحمله .. نصيبها !
محسن بتهديد : وده غلط هصلحه اتحركي يالا .
شهد شدت دراعها من ايد ابوها : اسفة مش هتحرك مش هسيب جوزي .
امير امل جواه صغير انتعش حتى لو مش بتحبه هيا متمسكة بيه .. ممكن يقبل تمسكها ده علي الاقل دلوقتي واتحرك خطوة علشان ينزل لحبيبته
محسن زعق : قسما بالله ان ما اتحركتي دلوقتي معايا لا انتي بنتي ولا اعرفك وهكون غضبان عليكي ليوم الدين !! هتبرى منك يا شهد طول ما انتي هتخرجي عن طوعي بالشكل ده
امير جمد مكانه وعرف انه خسر .. خسر شهد .. لان حتى لو هيا فضلت هو مش هيوافق انها تفضل بثمن زي ده .. مش هيوافق ابدا انها تخسر حب ابوها الرائع ده اللي طول عمره بيحبه وبيحترمه وكان ديما يتمنى انه يكون ابوه هو .. بس جواه حته من الأنانية عايزها تختاره حتى لو هيمشيها بعدها بس تختاره .. اي حد في الكون ده كله يختاره
شهد بعياط وترجي : بابا ارجوك .
محسن قفل عقله تماما لأي نقاش : هتتحركي ولا ....
شهد مشيت بصمت ودموعها نزلت وخرجت من بيته
خرجت من حياته ..
فضل شوية واقف مش قادر يتحرك او يستوعب اللي حصل بس موجوع ليه ؟ مش هو عمل الحفلة دي علشان كده ؟ يخرجها من حياته ؟ طيب ليه قلبه بيعيط كده ؟ ليه حاسس انه اتيتم من تاني ؟ ليه حاسس بنفس الوجع اللي حاسه يوم ما خسر امه ؟ ويم ما خسر ابوه وخرج بره البيت ده وهو عيل صغير !
دخل اوضته وقعد على سريره بصمت ؟؟ صمت يشبه صمت الاموات .. وحدة قاتلة عايش فيها .. ظلمة مطلقة .. وجع مالوش نهاية ... خسر اخر امل في الدنيا .. اخر حب ممكن يدخل حياته .. واخد قراره انه بكره يدي لشهد حريتها ملهاش ذنب هيا في وجعه .. هيا بس كانت وهم عاش فيه شوية ولازم يفوق منه بقى ... هو خلاص الوحدة مكتوبة عليه ولازم يتقبل نصيبه زي ما شهد تقبلت نصيبها ..
الفصل الرابع عشر ١٤
أمير غرقان في وجعه وألمه وفجأة باب اوضته اتفتح بعنف و فاق على صوت باباه اللي دخل وشغل نور الاوضة وزعق : عاجبك كده ؟ طفشتها ؟ وصلت الراجل الطيب انه يخرج عن شعوره وياخدها بالمنظر ده ؟ انت ايه ؟ ما ينفعش يكون في حاجة كويسة في حياتك ؟ ارحم بقى !
عدلي بيتكلم وهو مش حاسس بأمير ولا شايف دموعه اللي مسحها بسرعة .. بيتكلم ويلوم وبس
امير استناه لحد ما سكت وبعدها وقف : خلصت كلامك ؟ لومتني انا كعادتك !
عدلي مش قادر ياقبل فكرة ان شهد سابت البيت او ان محسن صاحبه يخرج من حياته بالشكل ده وكعادته معندوش غير إبنه يلومه فبيزعق : امال عايزني الوم مين ؟
امير معدش قادر يتحمل الملامة على كل حاجة تحصل في البيت ده ، من كام سنة وهو الملام على كل كبيرة وصغيرة كفاية بقى وقف وزعق : تلوم نفسك !! لمرة لوم نفسك وتحمل مسؤولية اخطاءك .. انت السبب في كل حاجة .
عدلي وقف قصاده : صح ! انا اللي قلتلك اعمل حفلة واعزم اهل مراتك وافضل طول الحفلة هين فيها هيا وعيلتها ومد لسانك لها طول الحفلة .. تصدق فعلا انا السبب !!
أمير غمض عنيه مش عايز يفتكر نظرات شهد وحسرتها ووجعها وعارف ان ابوه عمره ما هيفهم هو عمل كده ليه ! وليه بعدها عن حياته بالشكل ده ! عمره ما هيفهم انه هو مجرد حطام لبني ادم مش بني ادم ومكنش ينفع يحطم معاه شهد وبرائتها معاه .. شهد تستاهل اللي يسعدها ويحافظ عليها مش يشدها لوحدته ولألمه ولمعاناته فبص لأبوه بوجع : ولا عمرك هتفهم ابدا .. عمرك ما هتفهمني .. انت عارف مشكلتك ايه ؟ انك بتصدر اوامر وبس .. بتشوف ايه اللي يناسبك وتعمله بغض النظر عن اي اعتبارات تانية او اي حد غيرك .. بتختار ديما اللي يريحك وبس .
عدلي مش مستوعب كلام امير وكل اللي فاهمه انه جوزه ملكة على عرش البنات وهو باستهتاره ضيعها من ايده .. ده بس اللي فاهمه وبالتالي لام ابنه : اختارتلك انسانة مليون واحد يتمنوا ضفرها وانت ضيعتها بغباءك .
امير بوجع : اختارت واحدة تريحك انت .. تقوم بدورك كأب .. قولت اشوفله واحدة متدينة تعلمه اللي انا كان المفروض اعلمهوله من وهو عيل صغير .. جبتها وحطتنا مع بعض .. ولا عملت اعتبار لمشاعرنا ولا اختلافتنا اللي من السما للارض ولا عطيتنا حتى الوقت اللي نقدر نقرب المسافات .. بس قررت واجبرتنا ننفز رغباتك .
عدلي معدش قادر يسمع لوم من امير عن اخطاؤه كأب : انت بتستمتع بدور الضحية ! المغلوب على امره صح ! بتحب تعيش الدور ده قوي بطل بقى وفوق لنفسك وشوف هتجيبها ازاي وترجعها البيت ازاي اتفضل .
امير بص لابوه بتحدي : ضحية !! ماشي بس معلومة بقى صغيرة شهد مش هترجع البيت ده تاني .
عدلي اتجنن من كلام ابنه واصراره على انه يبعد عن شهد وكالعادة لجأ للأسلوب اللي كان بينفعه وامير صغير ونسي ان أمير معدش الولد الصغير اللي هيخاف من تهديدات ابوه .. بص لعنين امير مباشرة وبتحدي : هترجعها وبما انك بقى عايش الدور .. هترجعها ورجلك فوق رقبتك خليك تبقى ضحية بجد شهد دي اللي عملاك بني ادم .
امير دارى وجعه وهرب من عنين ابوه وبعناد كمل معاداته : ورحمة امي ما هتدخل البيت ده تاني ووريني انت هتجبرني ازاي ؟
عدلي بتهديد : هترجعها يا امير والا .....
امير قاطعه : ايه هتقفل الفيزا تاني ! اقفلها .
عدلي مش عارف يهدد بإيه عقله ما اسعفوش لاي طريقة بس هيهدد وخلاص لحد ما يخطط لحاجة يقدر يجبر امير بيها ينفذ رغباته .. هو اه غلط زمان بس خلاص معدش ينفع يصلح اغلاطه دي دلوقتي وشهد هيا الطريقة الوحيدة اللي ممكن بيها يكفر عن ذنبه في حق ابنه ويعوضه عن السنين اللي فاتت .. يمكن مع الوقت ولما يحب شهد يقدر يسامحه ويعذره لكن المهم دلوقتي انه يرجعله مراته بأي طريقة واي وسيلة مهما كانت حتى لو معناه كره زيادة من امير له
اصر بتحدي : مش بس الفيزا انا هوصلك لدرجة انك تشحت في الشارع علشان تاكل .. انت بتعاند ليه هاه ! انت بتحبها ليه العند ! رجع مراتك وبس .
امير اصر : مش هرجعها وبكرة اول حاجة هعملها هروح اطلقها بعد اذنك .
عدلي حاول يوقفه بس مقدرش .. ديما فاقدين لغة الحوار.. ما بيعرفوش يتكلموا مع بعض ابدا .. شهد نوعا ما قدرت في الفترة البسيطة انها تكون حلقة وصل بينهم بس حتى شهد مشيت ..
خرج معرفش يروح فين فضل سايق عربيته وبس ووقف على جنب اتفاجىء بإنه قدام بيت شهد .. استغرب ازاي جه هنا وليه اصلا ؟؟
شهد راحت مع باباها وطول الطريق تحاول تقنعه ان مكانها مع جوزها بس رافض حتى يسمعها
محسن اكتفى من امير واكتفى من كل اللي بيجي من وراه وكمان خايف ليكون كلامه عن شاكر صح ويخسر ابنه كمان ..وصلوا البيت وشهد جريت على اوضتها اما شاكر قبل ما يدخل ابوه وقفه : استنى هنا .
شاكر وقف وبيهرب من مواجهة أبوه : افندم ممكن نأجل الكلام لبعدين ؟
محسن باصرار وكأنه خايف يصدق اللي أمير قاله : لا هو سؤال واحد .. كلام امير عنك صح ؟
شاكر سكت ومعرفش يرد او ينطق او يقول ايه لأبوه ! يقوله بيحب واحدة كانت بتجري ورى جوز اخته ! ولا يوصفها بإيه علا ! عقله كان فين يوم ما سمح لنفسه يمد ايده ويسلم عليها يوم كتب كتاب اخته ؟ هي دي كانت نقطة البداية ! دينه كان فين ! اخلاقه وقيمه ومبادؤه كانت فين ! ليه سمحلها من البدايه تقرب وتتمادى لحد ما اتوغلت جواه بالشكل ده ! فاق من أفكاره على صوت أبوه بيزعق : رد عليا وقولي انه بيألف .. رد وقول انك اعقل من كده مليون مرة .. انطق .
شاكر مرة واحدة اتكلم ومعرفش هو بيقول ايه : حاضر هرد .. اه كلامه صح وانا فعلا بحب علا واتمنيتها واتمنيت اني اقدر اغيرها .
محسن بصمة وذهول رافض عقله يستوعب : تغير فيها ايه ؟ هيا دي تنفعك ؟
شاكر بدأ يرد بدون اي اعتبارات واي عقل تماما : و اشمعنى امير كان ينفع شهد ؟؟ هاه ؟ بالعكس ده شهد كمان بنت ومغلوبة على امرها وقدرت تسلمها لامير .
محسن رافض منطق ابنه لان ده معناه انه هو فتح باب جهنم على عياله الاتنين : والنتيجة كانت ايه ؟
شاكر دور وشه بعيد : معرفش .
محسن : لا عارف وشفت بنفسك النهارده .. واعتقد ان هيا كانت بتوريك حياتها شكلها ايه .. بس انت غبي ومش فاهم .. امير راجل واخر الليل هيرجع بيته ومحدش هيلومه لكن انت هتتقبل ان مراتك تسهر تشرب وتسكر بره ؟؟ هتكون ديوث على اخر الزمن وكله باسم الحب صح .
شاكر عارف كل اللي ممكن يتقال في موقف زي ده بس مش مستعد يسمع حرف واحد منه فبترجي بص لأبوه : ارجوك يا بابا كفاية .
محسن بانهيار : ترجوني لايه ؟ الكلام وجعك ؟ امال انت عايش فيه ازاي ؟
شاكر بوجع : انا عارف كل الكلام اللي حضرتك عايز تقوله فارجوك كفاية .
محسن بلوم : ولما انت عارفو معملتش بيه ليه ؟ بس على رأيك الغلط مش عندك الغلط كان عندي انا .. انا اللي ضيعتكم انتو الاتنين .. ضيعتك انت واختك .. اخترت الصداقة وتجاهلت مصلحة عيالي بس الغلط ملحوق ولازم يتصلح بسرعة .. لازم يتصلح .
ساب شاكر ودخل اوضته وقفل الباب وراه وشاكر فضل واقف شوية مش عارف يعمل ايه ؟ ومرة واحدة خرج من البيت هو كمان ....
شهد في اوضتها بتعيط فكرت تتصل بأمير بس هتقوله ايه ؟ انت ليه كنت بترقص مع علا ؟ انت ليه دوست على قلبي كدا ؟ والا انت ليه طلعتني للسما ورمتني لسابع ارض بعدها ؟ مش لاقية كلام تقوله ففضلت مكانها
تليفون امير رن وكانت علا فرد عليها
علا بصوت جامد : ايه اللي حصل؟
امير اخد نفس طويل وتماسك : اللي كنا عايزينو بالظبط .. ده اللي حصل .
علا بصوت مخنوق : يعني ايه ؟
أمير اتنهد : يعني انا خسرت مراتي وانتي خسرتي حبيبك .
علا عيطت وسكتت وامير فضل ساكت
علا من بين عياطها وشهقاتها : امير هنعمل ايه ؟
امير بيحاول يقاوم وما ينهارش زيها : احنا خلاص عملنا ياعلا .. خلاص بعدناهم انا حمايا حلف على بنته يتبرى منها لو فضلت معايا وانتي بعد اللي شافوه منك خلاص اتعلم عليكي غير ان انا ..
اتردد يكمل فسكت ومعرفش يقولها انه عاير شاكر بيها .. السكوت افضل
علا لازم تعرف كل اللي حصل فاصرت عليه : ان انت ايه امير ؟
امير فضل ساكت فهيا الحت عليه : امير انت ايه ؟ عملت ايه مش بتقولهولي ؟امير .....
امير اتكلم وحاول يختار كلماته : نوعا ما عايرت شاكر بيكي .
علا اتصدمت شوية وسكتت وقالت بصوت مهزوز : عايرته ازاي ؟ قلت ايه ؟
امير ندمان دلوقتي على اللي قاله وانه وهو مدبوح هد الدنيا كلها على الكل بس خلاص اللي حصل حصل واللي اتقال اتقال : اسف يا علا .. انا فعلا اسف بس هو نرفزني وعامل فيها بقى اللي ما بيغلطش ومقدرتش امسك نفسي وابوه كمان بيتكلم رحت خابط كام كلمة عنك زمان .
علا اتصدمت لما عقلها وراها زمان عملت ايه واحتقرت نفسها.. بس دعاء جواها بيطلب ان ما يكونش كلام امير اللي عقلها وراهولها : زمان ؟ ازاي ؟
امير بتردد : ايام .. ما .. كنتي بتحبيني وبتعرضي نفسك كل شوية عليا بطريقة مختلفة .
علا شهقت واتفتحت في العياط : ليه كده ؟
امير معدش مستحمل لوم وعتاب من حد تاني وخصوصا من علا اللي ديما بيعبرها اخت له : سوري يا علا بس مكنتش عارف بقول ايه وانتي قلتي انك عايزة تخلصي منه فمفكرتش بقى .
علا بتتخيل شاكر وامير بيقوله الكلام ده وبتتخيل نظرات اهله له وبتتخيل وجعه وندمت .. دلوقتي ندمت على قرارها الغبي وملقتش غير امير قدامها تلومه : اه عايزة ابعده بس مش بانك تطلعني عاهرة قدامه مش كده ابدا يا امير مش كده .
امير : سوري بقى علا ... علا ....
قفلت السكة وفضلت تعيط .. عيطت من كل قلبها
امها دخلت عليها : في ايه مالك ؟
علا زعقت : مالكيش دعوة بيا سيبيني في حالي انتي السبب .. انتي السبب في كل حاجة .
جيهان باستغراب : وانا عملتلك ايه دلوقتي ؟ انا ماليش دعوة بيكي .
علا بصتلها من بين دموعها : انتي فعلا مالكيش دعوة بيا ؟ وعمر ما كان ليكي دعوة بيا .. بعدتيني عن بابا وربيتيني بطريقة .. طريقة ... انتي مربيتينيش اصلا .. انتي معلمتينيش اي حاجة .. لأ علمتيني .. علمتيني ازاي اوقع اي راجل وازاي اغريه .. كنتي بتنصحيني افرض نفسي على امير وجبتهولي لحد البيت عشان اقنعه يتجوزني .. كنت فاكرة اني بحبه وبدال ما تنصحيني زي اي ام احافظ على نفسي قولتيلي ايه !! هبلة مش عارفة توقعيه اعملك ايه ! حاولت اقلدك واتعامل بطريقتك وحاولت اغريه ودلوقتي بيعايرني بده .. وقاله .. قاله على كل حاجة وخسرته .. خسرت الحاجة الوحيدة اللي كانت هتبقى صح في حياتي وبغبائي بدال ما امسك فيها بايديا واسناني فرطت فيها .. شفتي بقى .
جيهان بعدم اهتمام : في الاخر يعني كل ده علشان راجل !! وكالعادة مش عارفة تسيطري عليه !! ( كملت ببرود ) قولتلك ابعدي عن امير وانتي ما سمعتيش كلامي تستاهلي اللي يجرالك .
علا زعقت عندها ذهول من برود امها ! ليه مش زي باقي الامهات ! زي ام شهد مثلا ! بصتلها : انتي ايه ! شاكر مختلف عن النوعية دي .
جيهان بصت لبنتها اللي حساها غبية ديما في كل قرارتها : مفيش راجل مختلف كلهم اسطانبة واحدة .
علا هزت دماغها برفض لكل كلمة او حرف امها بتنطقه : شاكر غيرهم .. شاكر متدين تعرفي معنى الكلمة دي ولا معدتش عليكي ؟
جيهان بتريقة : اه اعرف نفس الاسطانبة بس دخلتهم مختلفة .. اعرفي بس تدخليله ازاي ؟ دول ليهم معاملة خاصة ....
علا حطت ايديها على ودانها وزعقت : ابعدي عني .. ابعدي عني .. ابعدي عني
فضلت تقول نفس الكلمة لحد ما جيهان خرجت من عندها مستغربة مالها...
علا قعدت مكانها على السرير تعيط وتعيط يمكن العياط يريحها شوية من اللي هيا حساه والوجع المسيطر عليها ..
امير مش عارف يفكر بس حاس انه لوحده في الكون ده ومش عايز الاحساس ده .. وفجأة صورة شهد قدامه واتاكد ان حياته ملهاش معنى من غيرها ومش عايز غيرها .. نزل من العربية ومشي كام خطوة ناحية بيتها وساعتها سمع صوت اذان الفجر فوقف واتردد وقرر الصبح هيروحلها مش دلوقتي .. الصبح هيروح ياخدها بيته مهما يكون التمن ...نام في العربية وفاق على تليفونه بيرن فتح عنيه وشافه ورد عليه
شهد صحيت من نوم متقطع تعبانة مرهقة .. قامت وخرجت تجهز علشان تنزل شغلها ويدوب بتفتح باب الشقة تنزل لقت امير في وشها بأثار النوم لسه على وشه .. اتفاجئت بيه قدامها بصتله كله ولاحظت انه متبهدل وبنفس هدومه بتاعت امبارح .. شكله تعبان ومرهق يبقى اكيد وجعه بعدها عنه واكيد جاي ياخدها لبيته وهيا هتروح معاه ! هتسيب الكون كله وتروح معاه .. معرفتش تبتسم ولا تضمه ولا تاخده وتنزل بسرعة .. بس فضلت تبصله ..قرت في عنيه كلام كتير.. قرت اشتياق ..هو كمان اول ما شافها هرب الكلام منه .. معقولة وحشاه للدرجة دي ! دي يدوب بالليل كانت معاه ! ليه عمل الخطة الغبية دي مع علا ! ليه سكت واتمسكش بيها ! ابتسمت ومدت ايدها له بحب فبص لايدها ومد ايده مسكها وضغط عليها والضغطة دي كانت على قلبها مش ايدها ونطقوا في نفس اللحظة
شهد : امير انا .....
امير : شهد انا .....
الاتنين سكتوا وابتسموا
امير ابتسم : قولي عايزة تقولي ايه ؟
شهد قربت منه وعايزة تقوله انها بتحبه وانه عمره ما كان حالة خيرية ابدا زي ماهو متخيل فابتسمت : انا عايزة اقولك اني ب
قاطعها من وراها صوت ابوها : انتي لسه هنا! مش كنتي نازلة من بدري ؟
سابوا ادين بعض وبصت لباباها اللي كمل : ادخل يا امير وحضرتك اتفضلي على شغلك .
الاتنين بصوا لبعض وامير دخل خطوة وشهد بصت لابوها باستغراب ليه عايز يمشيها : ليه امشي ؟ في ايه ؟
بصت للاتنين فأمير ما اتكلمش
محسن مش عايز بنته تكون موجودة دلوقتي ومش عايز يتكلم قدامها ولازم بسرعة يصلح غلطته قبل ما تخرج الأمور عن سيطرته ويخسر عياله الاتنين : مفيش روحي شغلك انا اتصلت بأمير وطلبت منه يجي نتكلم مع بعض اتفضلي بقى .
شهد بصت لأمير بدموع بتلألأ .. مجاش من نفسه ! مش شوقه اللي جابو .. مكنش سهران زعلان على فراقها تلاقيه كان سهران بس مع شلته مش اكتر ..
امير فهم وجعها وكان نفسه ينطق ويقولها انه طول الليل تحت شباكها مستني النهار يطلع يشوفها او يلمحها .. كان نفسه يقولها لا كان هيجي بدون ما ابوها يتصل
محسن قاطع افكارهم هما الاتنين : ادخل نتكلم وانتي اتفضلي .
شهد وقفت بتحدي لابوها : مش هتفضل .. اتكلم قدامي اذا سمحت ..
محسن زعق : لا مش هتكلم يا تتفضلي على شغلك يا تروحي على اوضتك اتحركي .
هنا مامتها خرجت وبصت لامير بعتاب وشدت بنتها : اسمعي كلام ابوكي تعالي .
امير دخل ووقف قصاد محسن اللي اصر انه يقعد وبدأ كلامه : انت عارف انا وابوك اصحاب من امتى ؟
امير شبه اتيقن انه خسر شهد وابوها اهو بيمهد للنهاية فرد عليه : عارف .
محسن كمل : من اكتر من تلاتين سنة .. ومن واحنا في الجامعة .. كبرنا واتخرجنا واتجوزنا وخلفنا وعلى طول صداقتنا متينة .
امير مش عايز يسمع تاريخ حياتهم ويسمع عن صداقتهم وحبهم لبعض عايز بس مراته ياخدها ويمشي من هنا : انا عارف تاريخ صحوبيتكم كله ادخل في اللي حضرتك عايز تقوله على طول .
محسن : حاضر .. ابوك كان ديما يشتكي من ابنه اللي مش لاقيله حل ابدا وفي يوم انا اقترحت انه يجوزك بنت تقومك وتاخد بايدك .
امير ابتسم بوجع وهو عارف ابوه اللي بيستغل كل اللي حواليه لمصالحه الخاصة فضحك بوجع : وما تخيلتش انه هيطلب بنتك !! لابنه العاصي !!
محسن بصله : بالظبط !! ما تخيلتش انه يطلب شهد !! شهد اللي كان المفروض تتجوز راجل .. راجل يقدرها .. راجل على الاقل يعرف ربنا ويعرف يراعيها بس للاسف .....
كمل امير : اتجوزتني انا .. ( بصله باستغراب عايز يفهم ) انت ليه وافقت ؟ ليه مارفضتش !!
محسن وقف وبتردد مكنش يتمنى في يوم من الايام يوقف في وش امير بالشكل ده ويرفضه من حياته ويتخلى عنه زي ما ابوه سبق واتخلى بس بنته صراحة اغلى من امير ومصلحتها اهم دلوقتي فلازم يدوس على قلبه ويتكلم : كان غباء مني .. كنت فاكر انك قابل للاصلاح .. لما تتحط في جو نظيف ... شهد كان عندها ثقة تامة انها هتغيرك وانا للاسف كدبت مخاوفي كلها وقلت شهد هتقدر وبعدين عدلي هيحطها جوه عنيه ووعدت نفسي بوعود كتيرة لكن مخاوفي كلها طلعت صح .. لو حطيت تفاحة فاسدة وسط قفص كامل سليم للاسف مش هتكون كويسة لا .. دي هتبوظ القفص كله .. وده اللي حصل في بيتي .. انت بتهد بيتي وبتبوظه كله .. شاكر العاقل يحب دي ! وهو يعرف الحب منين اصلا ! انت مش متخيل انا امبارح صدمتي كانت ازاي .. حفلة كلها مجون ورقص وخلع وانت بتشرب ومعاك البنت دي واخر ... ومراتك قاعدة ولسه عندها امل واتفاجىء ان ابني كمان ...... انا مش عارف اقولك ايه ؟
وجع محسن وصدمته في عياله كانت اكبر من انه يتحملها فكان لازم حل قاطع وبتر العضو الفاسد قبل ما يدمر الباقي كله .. لازم يطرده من حياتهم حتى لو كان ده هيقتله بس عياله هيعشوا .. اسف يا امير يا ابني وحقك عليا بس مش هقدر اسيبك قريب من عيالي اكتر من كده .. حقك عليا يا ابني .. افكاره كلها وعقله بيلومه على اللي هيعمله بس ده شر لابد منه ..
امير حس بوجع محسن وحبه لعياله ومش هيقدر يلومه ، خليه يشوف عايز يعمل ايه ويخرج من هنا بسرعة : هات من الاخر حضرتك جايبني هنا لانك واخد قرار بلغني بيه يا عمي ..
محسن بصله واتكلم بوجع حاول يداريه بصرامة صوته : التفاحة البايظة لازم تخرج بره القفص لو عايز تلحق حاجة .
امير فاهم كويس قوي محسن عايز ايه بس عنده امل ان يكون في حل تاني غير البعد والانفصال فلازم يسمعها صريحة وبص لمحسن واصر عليه : قولها صريحة .. عايز مني ايه ؟
محسن بص لامير وحاول يكون قوي : طلق شهد ..
هنا شهد اللي كانت واقفة بره متابعة كل اللي بيحصل وامها ماسكاها ومنعاها تدخل شدت نفسها من امها ودخلت تجري : بابا ...
امير بصلها وكأنه عايز يشبع منها قبل ما ينفذ حكم الاعدام بس محسن كمل كلامه : لو لسه فيك اي شيء كويس من العيل اللي دخل البيت ده زمان وطمرت فيك قعدتك في البيت ده .. اخرج من بيتي بالمعروف بهدوء وانا اوعدك اني هكلم عدلي يلغي وصيته اللي رابطك بيها .. مش هو ربطك بيها وجبرك تتجوز بنتي بيها ..انا هلغيها وهحلك من ارتباطك ده .
محسن عارف من جواه كويس جدا انه كده بيدمر امير تماما وبيقتله بس مش بإيده اي حاجة ممكن يعملها ..
امير باصص للارض بيحاول يتماسك بياخد انفاس طويلة .. نفس ورى نفس .. بيحاول ما يضعفش .. دلوقتي لازم يقف ويخرج من هنا بس مش وهو ضعيف .. مش لازم يضعف .. ما ينفعش يسمح لدموعه تنزل هنا قدامهم .. اه زمان عيط وطبطبوا عليه بس دلوقتي المفروض انه بقى راجل ولازم يكون قوي .. هيضعف بعدين لما يكون لوحده دلوقتي لازم يقف ... قام وقف ومحسن وقف ومسكه من ايده وبص لأمير في عنيه : انا مش هسمحلها تدخل بيتك تاني خلينا نخلص بهدوء .
شهد بعياط مسكت ايد أبوها بتترجاه : بابا .. بابا لأ .. ارجوك .
محسن زعق : بتترجيني ليه ؟ اذا كان هو ساكت .. عارفة ساكت ليه ؟ علشان بيفكر ياترى هقدر اقنع ابوه يغير الوصية ولا لأ ؟ صح يا امير قولها .. انطق .
امير اخيرا لقي صوت : اه صح ..
محسن كمل دبح فيه : طلقها .
امير بهدوء غريب : ولو رفضت ؟
محسن زعق : هرفع عليك قضية طلاق او خلع وانا وابوك هنقف قصاد بعض في المحاكم وهنخسر بعض وعشرة السنين الطويلة اللي بينا هتدمرها انت بإيدك ..
امير لازم ينسحب بقى : بعد اذنكم
هيهرب بس وقفه تاني ومسكه بقوة من دراعه : ارمي عليها اليمين قبل ما تمشي .
امير الدموع ظهرت بس تماسك وبص لمحسن بنظرة غريق .. غريق محتاج ايد تتمدله
محسن ضحك بغلب : بلاش النظرة دي وارجوك .. قولها يا شهد انتي طالق.
امير اتنهد وهنا محسن شاف عيل صغير عنده عشر سنين بدموع جامدة في عنيه.. امه ميتة ..تايه
ده نفس الولد الصغير بنفس الوجع بنفس اليتم بنفس التوهان وللحظة كان عايز يتراجع وياخده في حضنه ويعمل زي ما عمل زمان بس فاق على صوت امير اللي اخيرا لقى صوت يتكلم بيه : انتي طالق ... يا شهد .
هنا شد ايده بعنف من محسن وخرج بسرعة لانه وصل لقمة تحمله .. جري على السلم .. وركب عربيته وساقها بسرعة مجنونة .. لازم يبعد عن الكل
لازم يختفي .. بيكره الكون كله بما فيه .. كره ابوه .. كره امه اللي ماتت وسابته .. كره محسن .. كره حتى شهد .. كره ضعفه انه سمح لنفسه يحبها .. كره حتى نفسه .. مفيش جواه اي احاسيس غير الكره وبس ..
بعد ما امير مشي شهد قعدت على الكرسي او وقعت عليه وابوها فضل واقف مكانه الصدمة ملجماه ووجع كلمة انتي طالق لبنته وجعاه قوي .. ايوه ده قراره واختياره بس الكلمة قسمته .. امها كمان واقفه على باب الاوضة دموعها نازلة بصمت
صمت تام مسيطر على الكل ..
محسن بيحاول يقنع نفسه ان ده الصح : كان لازم ده يحصل .. كان غلط .. من الاول كان غلط ... كان لازم ده يحصل .. ده الصح .. ده الصح .. شهد ما تزعليش ربنا ديما بيختار الخير لينا ..
شهد وقفت تترنح وبصت لابوها : وده كان اختيار ربنا ولا اختيارك .
سابتهم وراحت اوضتها تندب حبها .. مش هتنسى ابدا نظرة امير وهو بيقولها انتي طالق .. عنيه كانت بتصرخ وكانت سامعة صريخه واستنجاده .. كانت شايفة دموعه اللي طول الوقت بيحاول يداريها .. كانت حاسة بأنفاسه اللي كان بياخدها تقيلة .. كانت حاسة بوجع كل كلمة ابوها بينطقها ..
للاسف هيا فشلت في مهمتها .. ولا هيا انقذت امير ولا هيا سابته في حاله هيا كل اللي عملته انها غرقته اكتر واكتر .. غمضت عنيها وسابت الدموع تنزل يمكن تقدر تخفف شوية من وجع قلبها ..
امير اخيرا اخر الليل رجع بيته وطلع على اوضته بس ابوه فتح الباب بعنف ويدوب هيزعق اتفاجىء بأمير فاتح شنطة بيلم حاجته
عدلي بخوف ورعب : انت فاكر نفسك بتعمل ايه ؟ سفر مش هتسافر فاهم .
امير بهدوء تام : خير .. حضرتك عايز حاجة ؟
عدلي : مجبتش مراتك ليه ؟
امير تجاهله وبيكمل لم هدومه فعدلي شده من دراعه جامد : مراتك فين ؟ ومحسن ما بيردش على تليفوني ليه ؟
امير بص لابوه : طلقتها .
عدلي للحظات مش مستوعب اللي امير قاله بس بعدها عمل اللي امير عمره ما تخيله ابدا .. ضربه بالقلم .. قلم جامد لدرجة انه كان هيقع وسند على السرير ..
عدلي بانهيار : متخيلتش ابدا ان انت الامل مفقود فيك للدرجة دي .. كنت فاكر انك بني ادم وبتحس وحبتها فعلا ومش هتبعدها عنك .. كنت فاكرك بتهدد وبس .. متخيلتش ابدا انك واطي للدرجة دي وهتطلقها فعلا .. انت بني ادم وسخ وعلشان كده ما تنفعكش واحدة نظيفة زيها .. بتهددني انك تسافر انا بقولهالك اهو اطلع بره بيتي .. غور في ستين داهية .
وامير من غير ما ينطق حرف قفل شنطته وشالها وخرج بره بيت ابوه .. دي اول مرة يمد ايده عليه او يكلمه كده دي اول مرة يفقد الأمل فيه ...
راح على شقته اللي كان مشتريها ودخل وقفل على نفسه .. ياه لو يختفي من الكون ده .. ياه لو الكل ينساه ويفضل مكانه كده لحد ما يموت ما يشفش حد ابدا ولا حد يشوفه ... بس يرجع ويقول ان ده غلطه هو .. هو بس اللي غلطان .. ازاي يسمح لنفسه يتعلق ويحب حد !! هو مش سبق وحب .. كانت ايه النتيجة ! وجع ورى وجع .. مامته وماتت وسابته
الحب مالوش مكان في الكون ده لان مفيش حاجة اسمها حب حقيقي .. المفروض يكون اسمه وجع حقيقي مش حب .. الحب ضعف ووجع وبس ..
عدلي فضل الليل كله هيتجنن من امير.. كان واثق انه بيحبها ازاي يطلقها ؟ ليه عمل كده؟ ليه أتخلى عنها ؟ ليه عمل كده في الحفلة ؟ الف ليه ملهاش أجابه !! هو ما بيفهمش ابنه ابدا ..
النهار طلع واول حاجة راح لصديق عمره ..
واول ما فتحله عدلي اتكلم : بقى كده يا محسن ما تردش عليا. . العيال يفرقونا عن بعض ؟ العيال يبعدونا ؟ ده احنا عشرة عمر وسنين طويلة قوي .
محسن بوجع : محدش ابدا ممكن يفرقنا بس كنت مضايق وقلت بلاها لحد ما نهدى شوية ادخل ياصاحبي ادخل .
عدلي دخل وقعدوا : فين شهد ؟ وازاي تسمح باللي حصل ده ؟ ازاي تتفرج عليهم ؟ ازاي ما منعتش امير المجنون ده يطلقها ؟
هنا شهد دخلت : يمنعه !! اذا كان هو اللي اجبره يطلقني عايزو يمنعه !
عدلي شوية مش فاهم وبينقل نظراته ما بينهم هما الاتنين وبحيرة سألهم : يعني ايه ؟ مش فاهم . امير ما طلقكيش بمزاجه ؟
محسن اتكلم بهدوء : انا كلمته الصبح وطلبت منه يجي وقلتله يطلق بنتي .
عدلي بصدمة : ازاي ؟ وامير سمع كلامك ونفذ ؟ من امتى امير بيسمع كلام حد ؟
شهد بعياط وبلوم لأبوها : لانه بابا ما قالوش بالهدوء ده .. بابا هزقه وغلط فيه وطلب منه رد الجميل لما فتح باب بيته ليه وهو عيل .
محسن زعق سكتها : بس اسكتي .
شهد بانهيار : اسكت ليه مش ده اللي حصل مش قلتله لما رفض انك هتقف قدام صاحبك في المحاكم .. مش هددته وقلتله انه هيهد عشرة سنين بينكم .
محسن بوجع مش قادر يسمع اكتر من بنته : لاخر مرة هقولك بس يا شهد .
سكتوا كلهم شوية وعدلي بيراجع في دماغه اللي حصل بالليل وانهيار ابنه اللي ماشافوش وهجومه على امير بالليل وضربه وطرده له من بيته .. كل مرة بيجي عليه قوي
محسن بص لعدلي : هو امير مقالكش ولا ايه ؟
عدلي بوجع : مقالش غير كلمة واحدة وصراحة معطيتوش فرصة يكمل بمجرد ما قالي انه طلق انا ..
عدلي سكت لانه عرف بشاعة اللي عمله .. ديما بيغلط فيه وما بيدلوش فرصة ابدا
شهد بخوف : حضرتك ايه وامير فين ؟
عدلي باستيعاب لبشاعة اللي عمله في ابنه بص لشهد بوجع : انا مديت ايدي عليه .. انا اول مرة امد ايدي عليه .. انا ضربته .
شهد دموعها نزلت ومحسن بص للارض لانه اكتر حد عارف ان امير مظلوم جدا مع عدلي ومش دي اول مرة يجي عليه كده ..
شهد بعياط : هو فين ؟
عدلي بصلها بتوهان : معرفش .. طردته .
الاتنين بصوله وشهد مكنتش عارفة تتكلم او تنطق من الوجع اللي جواها .. امير حبيبها موجوع في مكان وهيا مش هتقدر للاسف توصله او حتى تضمه
محسن مقدرش يسكت ووقف : ليه بتتسرع ديما معاه ؟ ليه كده ؟ ده ابنك ؟ هتفضل لحد امتى اسهل حل انك تبعده ! امير كل اللي هو فيه بسببك يا عدلي .، انت ما بتقومش بدورك كأب ابدا معاه .
عدلي بص لمحسن : انا حطيته بين ايديك يا محسن مرة وهو عيل ودلوقتي وهو شاب .
محسن زعق : ده دورك انت ما ينفعش حد غيرك يقوم بيه .. انا اه بحبه بس مش اكتر من عيالي ولو هختار ما بينه وبين بنتي هختار بنتي .. انت كأب كان لازم تختار ابنك .. فين حبك وحنيتك كأب .. ابنك في مشكلة وبدال ما تقف جنبه تطرده لا وتمد ايدك عليه .. شاب طول بعرض اطول منك تعامله ولا كأنه عيل ده حتى العيال دلوقتي مش بتتضرب ..
عدلي وقف بانهيار واحساس بالمرار ماليه ومالي حياته وبص لصاحبه بلوم : انت عايز مني ايه ! انت مش خدت بنتك مش خلصت منه خلاص بقى .
محسن مازال واثق انه هو اللي غلطان في الاول وكل اللي بيحصل ده نتيجة غلطه : انا عارف من الاول ان الجوازة دي غلط وقلتلك بلاش لكن انت اصريت وادي النتيجة ابنك ضايع وضيع بنتي معاه وربنا يستر كمان على ابني .
عدلي بوجع : عندك حق الجوازة دي كانت غلط بعد اذنكم .
وهو ماشي شهد جريت وراه ومسكت ايده : عمي ارجوك طمني عليه .
عدلي ابتسم بحب : لو لقيته .. امير عندي ولو حب يختفي هيختفي ...
خرج وهيا دخلت مكانها تعيط وتدعي .. عمالة تتخيل شكله دلوقتي او لما ابوه مد ايده عليه .. دلوقتي اتأكدت ان قرار جوازها من امير كان صح وصح جدا كمان .. امير محتاج لحد في حياته ومحتاج يحس بالحب وهيا للاسف معمرهاش وضحت حبها ليه .. بس لو يعرف قد ايه بتحبه !!
عدلي اخد كتير يدور عليه وفضل يلف على اصحابه محدش عارف مكانه
راح لطارق وبيترجاه : طارق انت صاحبه الانتيم قولي هو فين ؟
طارق معندوش فكرة نهائي هو فين : يا عمي بقالي اسبوع ما شفتوش .. من ساعة الحفلة محدش شافه .
عدلي ماسك هدومه وبيتعلق فيه : طيب دور عليه .
طارق مش فاهم ايه اللي حصل بس وافق : طيب هو ايه اللي حصل ! ليه اختفى ؟ ليه شهد مش بتيجي الشغل ؟ في ايه ؟
عدلي اتردد بس اتكلم : شهد وامير اطلقوا .
طارق بلهفة وفرحة : بجد ؟
عدلي بصله مستغرب فلحق نفسه وعمل نفسه مصدوم : يعني ازاي !! وليه يا عمي ايه اللي حصل ؟
عدلي باختصار : ساعة الحفلة ورقصته مع علا اهو قلب الدنيا .. المهم انت صاحبه اعرفلي هو فين !!
طارق بتأكيد : حاضر يا عمي اكيد هدور عليه !!
طارق خرج حس ان حلمه قريب وممكن يوصل لشهد راحلها على البيت وابوها فتحله واستغرب ده ليه جاي عنده وعايز ايه ! ممكن يكون أمير بعته مثلا يترجاه يرجعله مراته ! ولا ايه ! سأله باستغراب : خير يا ابني .
طارق بتردد وقلق : انا جيت اطمن على الباشمهندسة شهد عمي لسه مبلغني حالا انها وامير انفصلو هيا عاملة ايه !
محسن باستغراب : الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه .
طارق بتردد : طيب ممكن اشوفها؟
محسن بذهول تام لان مش ده ابدا اللي توقعه : تشوفها ؟ يعني ايه تشوفها ؟ يا ابني احنا من وسط غيركم معندناش الكلام ده .
طارق بترجي : عمي انا بس حابب اطمن عليها اعتقد ده لا عيب ولا حرام .. ده احنا عشرة وزمايل شغل .
شهد كانت بتتوضا ورايحة اوضتها لمحت طارق فجريت بسرعة لبست اسدالها وخرجت بلهفة : باشمهندس طارق امير اللي بعتك ؟
طارق وقف : امير لأ ما شفتوش .
شهد احبطت بس استغربت ليه جاي عندها طالما ما يعرفش مكان امير فبصتله باستغراب : امال خير ؟
محسن بتريقة : حضرته جاي يطمن عليكي فيه الخير بيقول انكم اصحاب وزمايل شغل .
شهد بذهول : اصحاب !! اصحاب ازاي يعني ؟ سبق وقلتلك يا استاذ طارق انك صاحب جوزي مش اكتر غير كده انت ولا شيء .
طارق حاول يفهمها : شهد انا ....
قاطعته بصوت جاد وزعقت : مدام امير او باشمهندسة .
طارق باستغراب واصرار : انتي ما بقيتيش مدام امير !!
محسن اتدخل : شرفت يا ابني .
طارق بصلهم : طيب براحتكم بعد اذنكم .. وعلى العموم برضه انا هعمل باصلي لو احتجتي حاجة بلغيني .
شهد دورت وشها بعيد : متشكرة بس ربنا يباركلي في والدي واخويا .
طارق مشي وهيا هتدخل اوضتها بس باباها وقفها : ليه الولد ده جاي هنا !!
شهد باقتضاب : معرفش .
محسن : ده جاي وعينه منك .
شهد باستغراب وعدم تصديق : انا مرات صاحبه الانتيم ؟
محسن وقف قصادها وكأنه عايز يوريها ان كل حاجة كانت غلط : واهو عينه منك .. بيدخل عند صاحبه علشان مراته .. هو ده الاختلاط .. هو ده الحمو الموت .. الصديق .. هو الرسول حذر منه ليه !!
الرسول صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء. فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت.
زمان كان الحمو الموت مقصود بيه الاقارب .. اخو الزوج ، ابن العم او ابن الخال لكن في زمنا ده هو الصديق .. الصاحب اللي بنديله امان يدخل البيت وللاسف ينتهك حرمته وعينه تكون على اهل البيت .
شهد بتعب وارهاق : بابا انا عارفة الكلام اللي حضرتك بتقوله .
محسن زعق : ولما عارفاه صاحب جوزك بصلك ليه ؟ مفهمتيش جوزك ليه ! معرفتيهوش يعني ايه ليه ؟ اتجوزتي امير بحجة انك هتاخدي بايده تقدري تقوليلي حاجة واحدة علمتيهالو جديدة ! بطل شرب ؟ بيصلي ؟ بيصوم ؟ اشتغل ؟ ايه اللي عمله جديد في حياته ! ولا اي حاجة .
شهد دموعها نزلت : الانسان ما بيتغيرش في يوم وليلة .
محسن باصرار : امير مفيش امل منه .
شهد برضه مصرة انها كانت صح : باب التوبة مفتوح ليل نهار .. مين حضرتك علشان تقفله !! هاه ( عيطت ) مين حضرتك علشان تقفله ! ربنا بس اللي له الحق ده .. وانت عارف اكتر مني ان الانسان طول مهو عايش باب التوبة مفتوح و مبيتقفلش الا وقت السكرات ف انت ازاي قررت انه عمره ما هيتوب ولا هيتغير ....
سابته ودخلت اوضتها تدعي ربنا انه يرد امير رد جميل ..
ابوها قعد مكانه معدش فاهم اي حاجة ولا بقى عارف هو صح ولا غلط .. بس اللي عارفه انه هو اللي فتح الباب ده على عياله ..
طارق دور على امير معرفش مكانه نهائي واستغرب ممكن يكون راح فين .. كل يوم يروحله الجيم ينتظره يمكن يظهر لحد ما في يوم ظهر
طارق بفرحة مصطنعة : عاش من شافك انت فين ؟
امير دقنه طويلة شكله غريب واتكلم بدون ما يلتفتله : موجود .
طارق باستغراب : مستخبي ليه ؟
امير بصله : واستخبى ليه ؟
طارق : انت وعلا اختفيتم تماما.. ايه اللي جرالكم ؟
امير فكر في علا ياترى لسه زعلانة منه ؟
طارق مش فاهم مالهم وعايز يفهم اكتر فبيحاول يجر امير في الكلام : اوعى تكون زعلان علشان طلقت شهد ؟
امير بصله وعايز يقفل الكلام تماما : زعلان ولا مش زعلان ما لكش فيه .
طارق اتراجع : المهم طيب ابوك بيسأل عليك وهيتجنن عليك اقوله اني شوفتك ولا هتفضل هربان منه .
امير بزهق : انا مش هربان من حد ..
طلع ورقة وكتب فيها عنوان وعطاها لطارق
طارق باستغراب : ايه دي ؟
امير : عنواني .. اديه لابويا ..
طارق مط شفايفه : اجرت شقة ؟ طيب ما كنت جيت عندي .
امير بهدوء : لا شكرا وبعدين ما اجرتش دي شقتي اشتريتها .
طارق لتاني مرة يتصدم ان امير له كيان بعيد عن ابوه واتضايق اكتر واكتر .. سابه ومشي وعطى فعلا العنوان لعدلي اللي فرح ان ابنه عنده شقته الخاصة ..
امير يوميا بيستنى ابوه يجيله او يسأل عليه بس اخر النهار ظنه بيخيب .. يوم بعد يوم ..
عند علا
علا مكنتش بتخرج ابدا من اوضتها وعلى طول يا ساكتة يا بتعيط وامها مهما تحاول تكلمها الا انها ساكتة مش بترد ابدا ..
جيجي مكنتش عارفة تعمل ايه لبنتها وحست انها بتضيع منها فآخر امل كلمت باباها يتصرف هو مع بنته
وبالفعل باباها عبد الرحمن نزل اجازة لبنته وعلا اول ما شافته جريت عليه واستخبت في حضنه تعيط من قلبها ...
فضل معاها كتير وسابها تعيط براحتها لحد ما هديت تماما
عبدالرحمن بحب لبنته : هاه هديتي !! مش هتحكي لباباكي ايه اللي زعلك كده ! طول عمرك قوية .
علا بصت لابوها بعياط وانهيار : طول عمري بمثل اني قوية لكن انا مش قوية .
عبدالرحمن مسك ايديها الاتنين وبص لعنيها يحاول يوقفها من تاني على رجليها : حتى تمثيل القوة في حد ذاته محتاج لقوة .. حبيبتي انتي مش ضعيفة ابدا .
علا دموعها نازلة ومرة واحدة بصت لابوها وبعياط : انت ليه سيبت ماما ؟؟ ليه سيبتني ؟ انا كتير بكون محتجالك . ليه سيبتني ؟
عبدالرحمن موجوع على بنته وحالها وحس دلوقتي بالندم انه ساب بنته لمراته ! ياترى بنته مالها ومنهارة كده ليه ! غلط مرة زمان في اختيار جيهان زوجة والظاهر انه غلط تاني لما ساب بنته لها تربيها .. حاول بهدوء يتكلم معاها : انا ومامتك سككنا افترقت من زمان .. اكتشفنا اننا مش من نفس النوعية .. فكان لازم ابعد بدال ما تعيشي بين اب وام مفيش بينهم غير مشاكل وبس . كان الأفضل الانفصال يا علا .
علا رافضة كلام ابوها وبعياط : والافضل اني اعيش يتيمة وانتو الاتنين موجودين !! طيب ما اخدتنيش ليه ؟
عبدالرحمن كان متخيل انه بيضحي علشان بنته تعيش في حضن امها بس فعلا الظاهر انه غلط .. بص لعلا بوجع : لان اي عيل في الدنيا مكانه في حضن مامته وانا محبتش احرمك من الحضن ده . حرمت نفسي منك علشان ما تتحرميش انتي من امك.
علا ضحكت بوجع قطع قلب ابوها : وانت متخيل ان ماما عندها حضن تضمني بيه ! او هيا كانت موجودة اصلا .. انا عشت لوحدي يا بابا .
عيطت بصوتها كله وبانهيار وابوها ضمها ودموعه نزلت لو بس يعرف .. لو فضل على اتصال بيها كان عرف .. كان لازم ياخدها معاه ! ازاي تخيل ان جيهان اللي فشلت تكون زوجة هتعرف تكون ام ! ازاي غلط الغلطة الكبيرة دي في حق أغلى ما يملك في الكون كله .. ياه لو الزمن يرجع مكنش سابها لحظة واحدة وكان اخدها هو في حضنه ..
اتكلم بوجع : اسف سامحيني بس تخيلت اني بعمل الافضل ليكي المهم دلوقتي انتي بتعيطي ليه بالشكل ده ؟
علا بانهيار : لاني ضايعة يا بابا .. ضايعة ومش عارفة اعمل ايه ! حاسة اني واقفة في وسط محيط ومقداميش غير اني ارمي نفسي في المية وانهي حياتي وبس !
عبد الرحمن بوجع مسح دموعها : انا اهو امسكي في ايدي هطلعك يا علا لبر الامان .. مش هسيبك تاني .. مش هسيبك يا حبيبتي تاني .. مش هسيبك .
عيطت كتير في حضن ابوها و حكت لباباها كل حاجة عن شاكر
عند شاكر
شاكر بقى معظم الوقت مش متواجد في البيت وبيهرب من الكل وحتى اخته مش عارف يتكلم معاها ولا عارف يقولها ايه !! وفي مرة كان خارج من البيت بس أبوه وقفه : استنى هنا قبل ما تخرج .
شاكر وقف وبدون ما يبص ناحية ابوه : خير اتفضل حضرتك .. محتاج مني حاجة ؟
محسن بلوم : وبعدين معاك ؟
شاكر مش عايز يتكلم ولا قادر يتكلم : حضرتك محتاج حاجة وانا مقصر فيها ؟
محسن راح وقف قصاد ابنه : من جهة مقصر فأنت مقصر في كتير قوي . والدتك مش بتسأل عليها ، اختك مش مهتم بحالتها ، انت مش موجود اصلا معانا .
شاكر عارف الكلام ده بس حاليا هو وجعه مسيطر عليه ومش هيكون معين لحد فالأفضل يبعد يلملم نفسه الاول : انا اسف بس حاليا انا محتاج افضل لوحدي .
محسن مسك دراعه وقفه وبحنية اب : انت ازاي عملت في نفسك كده ؟
شاكر سحب ايده براحة وعايز يهرب من ابوه مش عارف بس لازم يحاول فبصله : ارجوك اذا سمحت مالوش لازمة الكلام .
محسن عايز يخرج ابنه من الحالة دي مش هيفضل يتفرج عليه كتير : فعلا مالوش لازمة .. ادخل لاختك واتكلم معاها على الاقل اقنعها تخرج وترجع شغلها يمكن ده يساعدها .
شاكر مقدرش يسكت ولازم يرد فبص لابوه واتكلم بتهكم : اساعدها في ايه ؟ انها تنسى انها اتجوزت ؟ ده شغلها مع ابوه ! قال تنسى قال ! هو بالسهولة دي حضرتك متوقع ! ولا زرار بندوس عليه مثلا ؟
محسن عارف انه بيتكلم عن نفسه : لا مش سهل ولا مش زرار بس على الاقل الواحد يجتهد ويحاول طالما غلط يتحمل نتيجة غلطه .
شاكر بص لابوه : غلط ؟ طيب مين بيحدد الصح والغلط ؟ حضرتك !
محسن زعق : ربنا اللي بيحدد وربنا اللي شرعلنا منهج ودين نتبعه ونمشي عليه ورسولنا عليه افضل الصلاة واتم التسليم الي قال اجتنبوا مواطن الشبهات .
شاكر زعق هو كمان ومقدرش يمسك لسانه اكتر من كده ولام ابوه مباشرة : ولما رسولنا صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا مواطن الشبهات ما اجتنبتهاش ليه ؟ بعد ما دخلتنا وسطها وغرقتنا جاي تقول اجتنبوا ! بعد ايه ؟ للاسف فوقتك جت متأخرة قوي .
محسن رافض يصدق انه خلاص : بس فوقت فاضل انتو تفوقوا .
شاكر ضحك بوجع وبص لابوه بمنتهى الألم : والله ؟ بعد ما تعمقنا ودخلنا وجهة نظرنا اتغيرت فللاسف اللي حضرتك شايفو غلط احنا شايفينه منتهى الصح ..
محسن مش عارف يفهم عياله ! معدش فاهمهم فعلا بيفكروا ازاي ! فبص لابنه بحيرة : وايه هو الصح ؟
شاكر بمنتهى الثقة : الصح ان شهد اتجوزت امير يبقى تكمل معاه وتاخد بايده واحدة واحدة مش تطلقها بالمنظر ده . انت ظلمتها قوي مرة يوم ما قولتلها على جوازها من امير والمرة الثانية لما جبرته يطلقها .
محسن بيهز دماغه برفض وبص لابنه : وايه كمان ! سيادتك تتجوز علا !! ويشاركك فيها مليون واحد وعادي ماهو انا هاخد بايدها واستحمل مشاركة الناس ليا في مراتي واسكت لحد ما هيا تقرر تكتفي .
شاكر اتخنق ومردش : بعد اذنك .
وساب ابوه ونزل صيدليته وبيفكر في كل حرف ..
اخر الليل رجع وقعد مع اخته يقنعها ترجع لشغلها ومحدش عارف بكرة مخبي ايه ؟
شهد فعلا رجعت شغلها وقررت تكون قوية وتفضل قريبة من حماها يمكن ده يقربها من امير نفسه .. بتنتظر كل يوم انه يروح لابوه او يزوره ..
امير في يوم الصبح بدري بابه خبط وفتح اتفاجىء بأبوه قدامه فسكت وما اتكلمش بس جواه فرحة عيل صغير اخيرا ابوه جاله .. بس ابوه دمر الفرحة اللي لسه ما اتولدتش
عدلي بهدوء : انا مش جاي علشانك .
امير ابتسم لان ده المتوقع من ابوه مش جديد عليه بس مستغرب ليه كل مرة مع انه عارف اللي هيحصل الا انه بيتوجع ! وبص للارض وبعدها بص لابوه : عادي .. جاي ليه ؟
عدلي بجمود : مراتك .
امير بصله باهتمام : مالها ؟
عدلي : تعبت جامد ونقلناها المستشفى .
امير الدنيا كلها لفت بيه وغامت وظلمت ونورت
وبتوهان : تعبت ازاي وهيا فين ؟
عدلي : مستشفى د / امين .
امير ما سمعش ولا حرف تاني وجري على المستشفى وطول الطريق صورة مامته وهيا بتموت قدامه .. مليون فكرة وفكرة في دماغه !! يا ترى مالها ! هو الزمن ممكن يعيد نفسه تاني وياخد منه تاني اكتر حد بيحبه ؟ هيتجنن !! اخيرا وصل وسأل عليها وعرف مكانها وفتح الباب بعنف ودخل الكل اتفاجىء بيه ومحسن بصله بعنف
امير بلهفة عاشق مجنون : في ايه ؟ مالها ؟
شهد كانت نايمة على جنبها اول ما سمعت صوته اتعدلت بسرعة وبصتله فراحلها : في ايه مالك ؟ تعبانة بإيه ؟
بصت لابوها ودموعها نزلت وهو بص لابوها وسأله : هيا مالها ؟
محدش رد عليه !! كان هيتجنن اكتر واكتر وخوفه عليها ظاهر للكل .. فزعق : ردوا عليا مراتي مالها ؟
شهد ابتسمت لما قال انها مراته .. هنا الدكتور دخل وامير جري عليه : مراتي مالها ؟ فيها ايه ؟
الدكتور بانتباه : انت جوزها ؟
امير هز دماغه بخوف ورعب من اللي ممكن الدكتور يقوله : ايوه انا .. ارجوك قولي مراتي مالها وفيها ايه ؟ وتعبانة ليه ؟
