رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل الاول1 بقلم لادو غنيم


 رواية حواء بين سلاسل القدر جواد وريحانه المفاتيح الفصل الاول1 بقلم لادو غنيم 

بدروب الحياة تفتح الأبواب.و. يختار القدر أشخاصً يطلق عيلهم عنان الأشواك. أصبحت المختاره لأتنقال  بقدماً هاويه تجهل السير بتلك السراديب الألهيه.فيا عازف الأقدار أُعزف قدري بالحان السلام فبالله لا تقسوا على صغيره. جردها القدر من إحلامها'🎸🍁

ـــــــــــــــ

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺» 


"

نسافر بخيالنا إلى الصعيد'و'بالأخص'قنا'فى أحد البيوت حديثة البناء'داخل آخر شقه'بالطابق الأخير'نجد بحجرة النوم'فتاه فى بداية الثلاثينات'تدعى نـهى'قد خرجت للتو من الحمام بعبائه سوداء خفيفه تظهر مفاتنها'ممسكه بمنشفه صغيره تجفف شعرها الإسود'و'تناظره ببسمه يملؤها الإغراء'إلى التخت'تبوح بنعومه"

صباح القمر علي أجمد ظابط عرفته في حياتى"


كانَ يجلس فوق فراشها عاري الصدر'يحتوي خصره بغطاء خفيف'يشعل سيجارته'بعين تناظر جسدها الذي كانَ يملكه منذ قليل"

صباح الروقان'بقولك إيه ما تيجي جانبي شويه "


أطلقت ضحكه مثيره متحدثه"

آجي فين تانى حرام عليك "


نهضَ من فوق الفراش'يستر جزعه السفلى بالغطاء'و'إقترب بخطوات منها'يجذبها بذراعهُ من خصرها لتلتصق بتفاصيل صدره'رفعت عينيها له' فستقبلها بدخان سيجارتهُ الذي أطلقه علي وجهها مثل غيمة الضباب"

حرام عليا'و'لا حرام عليكِي إنتِى مش شايفه نفسك عامله إزاي !! 


رفعت يدها تحاصر عنقهُ'و'هى تهتف بتساؤل"

قولى بقي إمتى هتتجوزنى رسمى'أنا بصراحه كدا مش مقتنعه بالجواز العرفي اللى ما بنا "


نعم جواز رسمى؟ 


أيوا جواز رسمى'


نفخَ دخانه من جديد بوجههَا مُجيب بتصحيح جاف"

فوقى يا :نهى: إحنا كاتبين الورقتين العرفى عشان نحلل الوقت اللى بنقضيه سوا'و'إنتِى عارفه كدا كويس'و'بعدين متحسسنيش إنى ضحكت عليكِي'أنا من الأول مفهمك إن العلاقه اللي هتبقي بنا علاقة إنبساط'و'بس'؟ 


لم تكن تهتم لكل ما قيل'و'قالت"

إنتَ زعلت'مكنش قصدي أزعلك بس العشم حلو'


أنا معشمتش حد بالجواز'بلاش تسرحى بخيالك عشان ماتقعيش  علي جذور رقبتك"


رأت الضيق بعينيه'فإحتوت وجنتهُ بكفها الناعم تقترب من فمهُ قائله"

إنتَ زعلت حقك عليا'أنا'هصالحك"


عارضها مبتعداً عنها يسير للحمام'و'هـو يلوح لها بسبابتهُ برسميه"

لو سمعتك جبتى سيرة الموضوع دا تانى'الورقه اللي بنا هقطعها'و'تروحى لحال سبيلك'أنا باجى هنا عشان أروق ساعتين مش تعكننى عليا بلت النسوان بتاعك دا'؟ 


دخل إلى المرحاض'و'أغلق الباب خلفه بقوه'فرتجفت ببسمه هاويه تسكن فمها"

تقطع إيه بقي بعد ما لقيت راجل زيك أفرط فيه بسهوله'قعده علي قلبك يا جوادي'


التفتت للمرآه تضع مساحيق الزينه'و'العطر لتظهر بأفضل طله'

ــــــــ

و'بعد ساعتين على طريق رملى لأحد القري'توقف

«جواد» بسيارتهُ البيضاء'بـهلع بسبب تلك العجوز التى ظهرت فجأه أمامهُ'و'كاد يدعسها'و'نزل من السياره بحنق'يتعارك معها بصوته الأجش"

مش تفتحى يا وليه إنتِى عاميه'و'لا إيه حكايتك، كنت ههرسك بالعربيه'! 


نظرت لهُ العجوز السوداء'بعينين يغطيهما الكُحل الداكن.'و'على ذقنها نقوشات خضراء دائريه'و'تستر جسدها بالملس الأسود الصعيدي'و'على رأسها غطاء يحتويها'ظلت تناظره لبضع دقائق فى صمتً جعلته يذداد حنقاً"

إنتِى هتفضلي متنحالى كدا كتير'إبعدي خلينى أعدي بالعربيه"؟ 


إسمك إيه يا ولدِي؟ 


'و'إنتِى مالك بإسمى إيه هتعمليلي محضر"

تحدث بزمجره فقالت بغموض"

جولى إسمك إيه خلينى أجولك عاللى مخبيه نصيبك"


لوي فمهُ بجفاء"

ااه'نصيبي'هى الست الكباره بقى دجاله"


إخرس جطع لسانك'الدچالين بينهم'و'بين الله أسوار من النار'إنما أنا بينى'و'بين الله عماَر'الغيب ميعرفهوش غير رب الناس'اللى يرزجني من فضله'و'خيرنى عن بعض الناس بهبة المعرفه'ياللا جولى إسمك إيه'و'إنتَ عامل زي الخيل اللي ملوش لچام"


صقَ على أسنانه بحنقَ'و'هتفَ"

إصطبحتك زفت يا «نهى» إسمى «جواد» وسعى بقى خلينى أمشي"


«چواد» مش بجولك خيل بيرمح من غير لچام. هتمشي لما تَعرِف جدرك مخبيلك إيه"

أخرجت كيس صغيراً من سيالة الملس به قطعة قماش بيضاء'وضعتها على مقدمة سيارتهُ'و'عليها فرشت الرمال التى بالكيس'و'أخرجت بعض الأحجار غريبة الهيئه'وضعتها فوق الرمال'ثمَ نظرت له تتمتم بصوتاً غير مسموع بكلماتً لم يسمع منها شئ'ثمَ التفتت'و'نظرت إلى الرمال تتعمق النظر بها'و'كأنها تقرأ شيئاً جعلها تناظرهُ بعين تجحظت بشكلا مُريب"

طريجك عوچ.'كله سراديب'جلبك ميت مبتخشاش الموت.'عامل زي الخيل بترمح من غير لچام فى أراضي عامل فيها سيدها'بس يا ويلك من اللي چاي هيضعف رمحك'حياتك هتنجلب، طريچك هيتغير هتشوف حچات مكنتش، بتشوفها'هتجابل إصغيره هتلچمك بعشجها. عشجك ليها هيبجى زي السكينه متغرج بدم حد من دمك'كل ما تحاول تبعد عنيها هتلاجيها بتجربك منيها إكتير بتخليك تتشعلج بهواها'و'تبجى ملكها'و'جلبك مش هيعرف يشوف غيرها'و'مع كُل خطوه رچلك هتمشيها هتوجع فى حفره مليانه أفاعى'و'ياويل الخيال لما يتلچم بالأفاعى يا ولدي"


كلماتها المفخخه بالألغاز السامه لعقله'جعلته يغمض عينيه برفضاً لتلك التخاريف'و'نظر لها يُجيبها بقولاً جاد "

"كذب المنجمون و لو صدفوا. تخاريفك خليها لنفسك يمكن تنفعك'


التفتت تلملم اغراضها'بقولها الهادئ"

ربنا چعلنى سبب عشان أحذرك بس شكلك إكده رافض إنك تسمع'إنتَ حر يا ولدي ربنا يحميك من الأفاعى اللي هتلچمك'و'تسم بدنك'أما الصغيره هتجابلها دلوك أو بعدين'و'لما تعشجها هتتوكد من كلامى'بس خلى في بالك نهاية طريچك معاها مكتوبه بالدم يا تختار تنچى نفسك يا تختار تنچى حياتها'سلام ولدي"


إمشي يا وليه' وليه خرفانه صحيح'يالا ياحجه على الله التساهيل'


أشاح بيدهُ برفضاً تام لأقوالها"و'ركبَ السياره يبتعد عن طريقها'أما هى فلم تهتم بعدم إهتمامهُ'و'بدأت بالنزول لمنحدر أرض خضراء يملؤها شجر الليمون'ظلت تسير بينها حتى وجدت نفسها أصبحت بأرض خضراء دون أية أشجار لا يوجد بها غير بعض الحشائش التى تتناولها الأغنام'و'نظرت حولها'وجدت منزلاً قديما يبدو عليه مرور الزمن

فبدأت بالسير إليه حتى توقفت أمام شرفه صغيره تقف بها صغيره يرفض العمر الإعتراف بها'فملامحها الصافيه ببرائة الصغار تخدع عين من يراها'بشعرها الذهبِي الخاضع للأعين'و'براعة خلق الله في تفاصيل ملامحها'تقف بعبائتها الزهريه التى ذادتها جمالاً'

فقتربت منها العجوز تقف أمام الشرفه بطلتها المفزعه'التى جعلت«ريحانه» تتراجع بهلع للوراء، بقلبً كاد يخرج من جوف صدرها'


ماتخفيش يابتى أنا مش چايه أئذيكِي ناولينى حبة مياه عطشانه ريجى كيف الصبار إسجينى يابتى ينوبك ثواب"


نظرت إلى كوب الماء ثم نظرت إلى الشرفه تحسم قرارها بخوفً فهى لم تخرج من المنزل منذ كانت صغيره'و'لم تقابل إمرأه بهذا الشكل المفزع للعين'لكنَ قلبها رق بالعطف'و'حملت الماء'و'بدأت بالإقتراب من الشرفه'و'هى ترتجف'و'تهتف بربكه"

هحطلك الكوبايه علي السور خديها'و'إمشي"! 


حاضر يا بتى.


وضعت الكوب'و'تراجعت للوراء مسرعه بخوفً'فأخذت العرافه الماء'و'تناولتهُ'ثم وضعته مكانهُ على السور'و'نظرة لها ببسمه يحتويها التعجب"

سبحان الخلاج فيما خلج'جوليلي يابتى إسمك إيه"! 


بلعت لعابها بربكه أكثر"

بتسألى ليه"؟ 


معرفت الصبايا الچومال خير جوليلي على إسمك'و'هشوفلك نصيبك بتمن الميه اللي شرَبتها"


ضيقت عينيها متسائله بتوتر"

إنتِى عرافه !! 


الغيب ميعرفهوش غير اللي خلجنا. أنا مچرد مرسال للموعودين. جوليلي علي إسمك'و'متخافيش"


تنهدت بإعطائها ما تريد بهدوء"

«ريحانه» إسمى «ريحانه» 


إسمك چميل كيفك يا صبيه. يالا خلينى أشوف الجدر مخبيلك إيه؟ 


بدأت بإخراج الكيس'و'وضع القماشه علي سور الشرفه ثم وضعت عليها الرمال والأحجار'و'نظرت لها تتمتم بذات العبارات المخفيه'و'نظرت إلى الرمال. ثمَ نظرت لها من جديد تحرك رأسها بحزنً"

عينى عليكى يابتى'طريجك بدايته هيبجى دم هيكسي يدك'و'يلوث جدرك'هتتكتبِي على إسم راچل جلبه ميعرفش طريج العشج.'هتشوفى المرار'و'كل ما حياتك تزهر زي إسمك هتلاجى حاچه بتعتمها'و'تخليها سواد'جلبك هيتعلج بيه'هتبجى دايبه فى عشجه'و'هو مش هيسأل فيكى. فى طريجك أكتر من حيه'هيحاولوا يإذوكِي حرصي منيهم'و'خلى بالك راچلك فى حيه متشعلجه بخلجاته مش هتبجى عاوزه تسيبه ليكى هى شيفاه ملكها. بس النصيب غلاب'و'إنتِى اللى هتبجى مراته.'بس يا ويلك من نهاية جدرك اللي بدأ بالدم هَينتهى  بردك بالدم'يا إما دمك يا إما دم اللى عشجتيه'


تملكتها الرهبه'من هول ما سمعتهُ ، تلك الكلمات المسكونه بالخوف'و'الألغاز جعلتها تجلس على فراشها بعين تمردت بدموعً صرحت عن نبضات قلبها المرتجفه'اما العجوز'فلملمت أغراضها'و'ذهبت


اما «ريحانه» فنظرت بشهقه لزوجة أبيها التى تدعى «غوايش» التى دخلت إليها دون إستئذان مثل المعتاد'و'قالت بحده"

جرا إيه شوفتى عفريت يا جميلة الجميلات

'و'بعدين مالك قعده كدا ليه ما تفزي يابت أقفي'و'أنا بكلمك"


نهضت أمامها بهدوء كالمعتاد رغم حزنها من تلك المعامله الجافه"

نعم يا مرات أبويا'


لوت فمها بجفاء"

نعم الله عليكِي ياختى'هو أنا مش قولتلك تتجري ع المطبخ تغسلى المواعين'و'تحضرلينا الغدا'و'لا ست الحُسن تحب أدخل أنا بدالها؟ 


قالت متنهده بيأس'و'هى تسير من جوارها"

حاضر هدخل أعمل اللي طلبتي.


إستنى عندك"


وقفت تنظر لها فقالت الأخري ببرود"

مش قولتلك ألف مره الزفت الشباك دا ما يتفتحش إنتِى إيه مابتسمعيش الكلام ليه !! 


ضيقت عينيها بحزنً"

إنتِى منعانى من الخروج بره البيت'الشباك الحاجه الوحيده اللى بتخلينى أشوف العالم اللى بره'بلاش تحرمينى منُه'


حرمت عليكي عيشتك'والله و'طلعلك  لسان'و'بتردي عليا ماشي أنا هشوف شغلى مع أبوكي "

ردفت بحنق'و'هى تغلق الشرفه'فاوقفها صوت «هشام» صاحب الأرض'

صباح الخير ياست «غوايش» 


تركت الشرفه'و'هتفت بنعومه تتدلى منها الدلع"

صباح الفل'و'الياسمين علي عيونك يا «هشام» بيه خير بتعمل إيه هنا"


قطب جبهتهُ ببسمة تساؤل"

بعمل ايه دي أرضي إنتِى نسيتى'و'لا إيه 


«غوايش» بدلع صوتى"

لاء منستش بس مبشوفكش بتقرب منها عشان كدا إستغربت !! 


لاحظت عينيه التى تنظر ببسمة إعجاب لشئ خلفها فإستدارت'و'وجدت «ريحانه» مازالت تقف مما جعلها تذاد حنقاً تأمرها"

غوري علي جوه شوفى أبوكي بلاش مياعه'


إنسحبت علي الفور دون أي إعتراض'فسألها «هشام» مستفهماً"

مين البنت دي أول مره أشوفها"!! 


تنهدت بجفاء"

دي المزغوده بنت جوزي'مبتخرجش من البيت عشان كدا محدش يعرفها"


'و'المزغوده بقي إسمها إيه؟ 


«ريحانه»إسمها خساره فيها"


تبسم الآخر بفظاظه"

واضح إنك بتحبيها أوي'


أشاحت بإنكارً جاف"

أحبها ولا محبهاش ملوش لازمه "


فرك لحيتهُ بتفكير"

عندك حق ملوش لازمه 


دعتهُ ببسمه أثناء مداعبتها لشعرها"

بقولك إيه ما تتفضل أعملك كوباية ليمون تبل بيها ريقك في الحر دا'و'لا «هشام» بيه بيحب الحر اللى بيلهلب البدن"


أدرك مقصدها المنحدر بقذارة تفكيرها'

لاء ماليش في الحر اللى من النوع دا'أما كوباية الليمون هشربها بس بالليل هجيلكم"


تآنس'و'تشرف يا سيد الناس"


ودعته بكلماتها الناعمه مثل غطاء حريري'فذهبَ'أما هى فأغلقت الشرفه'و'دخلت إلى المطبخ حيث تقف«ريحانه» و'تقطع البصل بعين تذاد بكاءً من ألم رائحته علي عينيها"أما «غوايش» فوضعت يدها بخصرها تحدثها بجحود"

خلصي ياختى المياعه بتاعتك'و'إطلعى إمسحى أوضة الضيوف خليها بتبروء'و'حطى كسوة الكنب الجديده'


حاضر "


حضرلك الخير ياروح أبوكي"

أجابتها بسخريه ثمَ ذهبت ، أما هى فلم تكن تملك شئ لتفعله سوى الصمت'و'تقبل كل شئ يحدث لها'

ــــــــــ

بعد ساعه بدار الهلالى'حيث تجلس الحجه «معالى» بالمندره'و'بجوارها تجلس إبنتها «سمرا» التى تبكى بحصره علي أحوالها"

ربنا يسامحك إنتِى السبب فاللى انا فيه دلوقتي "


عارضتها بحده"

ليه عملت فيكى إيه كل دا عشان سترتك زي ما بتقول عوايدنا؟ 


عاتبتها بلوم كاره"

سترتينى'و'لا دفنتينى بالحيا' خرجتينى من المدرسه'و'أنا عندي ستة عشر سنه'و'جوزتينى لصلاح اللى كان عنده واحد'و'ثلاثين سنه'و'خلفت عيلين بربيهم دلوقتي بحرقة الدم'و'الأعصاب'و'يارتنى عارفه أربيهم دا غير «صلاح» و عمايله معايا' حرام 

عليكي ياأمى شيلتينى الحمل بدري دا أنا لسه مكملتش الأربعه و عشرين سنه. 


قطبت جبهتها بإنكارً"

متشيلنيش حاجه يا حبيبت أمك'إنتِى مش أول واحده تتجوز صغيره'معظم البنات كدا'و'بعدين دي عوايدنا البنات تتستر بدل ما تجيب لأهلها العار ياست «سمرا» 


عار إيه'و'كلام فاضي إيه، البنت لو متربيه كويس مستحيل تغلط ياأمى"


ربتت على قدمها اليمين بأمر"

قومى إرجعى علي بيتك متخربيش حياتك يالا ياختى خلي بالك من جوزك'و'من عيالك "


كانت تدرك أن الحديث مع والدتها لم يجدي نفعاً'فا وقفت تجفف دموعها'و'تستر راسها بالحجاب"

ماشي ياأمى هرجع بيتى بس خليكي فاكره إن كل ما أجيلك عشان تحافظى علي كرامتى من بهدلة «صلاح» فيا بترجعينى تانى للعذاب بإيديكى"


سكتك خضره يا بنت «معالى» روحى لدارك'و'بدل الكلام الفاضي حافظى على راجلك'و'عيالك"


حركت رأسها بعدم إهتمام لما تسمعهُ'و'ذهبت أما «معالى» فوجدت «جواد» يدخل إليها برفقة«هشام» فتبسمت بفخراً"

عينى عليكم بارده'


جلسا بجوارها'فبدأت بالحديث مع «جواد» 

كنت فين من الصبح'البت شاديه قالتلى إنك مرجعتش البيت من لما خرجت سته الصبح؟ 


فرك لحيتهُ ينكر تواجده مع«نهى» 

كنت فى القسم كان فى شغل مهم كنت لازم أخلصه'


'و'خلصته علي خير يا حبيبي"؟ 


لمعت عينيه ببسمه ماكره'و'هو يتذكر تلك اللحظات التى قضاها علي فراشها"

خلصته علي خير أوي لدرجة إن المتهم مكنش عايزنى أسيبه "


ربتت على قدمهُ بفخراً"

طول عمرك شاطر يا «جواد» 


تدخل«هشام» قائلاً"

سيبكم من جو المدح دا دلوقتي.'و'قوليلي ياأمى مش كان نفسك دائماً تفرحى بيا'و'تشوفينى متجوز إيه رأيك بقي إنى لقيت العروسه'!! 


تجحظت عينيها بسعاده غمرت قلبها "

ألف مليون مبروك يا حبيبي قولى تبقي مين'و'بنت مين'و'ساكنه فين"؟ 


لاء، دي مفاجأه هعرفك كل حاجه لما أتكلم مع أهلها'و'أقعد معاها الأول'


مع إنك كدا بتسبنى'و'أنا هتجن بس ماشي يا سيدي هسكت'و'هستني عشانك بس مطولش بقي خلص الموضوع بدري بدري خلينى أفرح بشوفة عيالك"


تبسم برسميه"

على العموم أنا بالليل رايح أزورهم'و'هاخد «جواد» معايا دا لو فاضي"


'و'لو مش فاضي أفضيلك نفسي يا حبيبي"


نظرت لهما برضا'و'ربتت علي قدمهما تدعى لهما بقولاً"

ربنا يحميكم من العين'و'يحفظكم لبعض'و'تفضلوا دائماً كدا عيال عم'و'إخوات'


ختمت دعواتها'و'نهضت من جوارهما تتركهم يتناقشو بأمر موعد المساء'

ـــــــــ

مر النهار'و'آتى الليل داخل دار«غوايش» التى تقف بحجرة نومها تضع مساحيق المكياچ عليها'بعدما إرتدت عبائه حمراء ضيقه للغايه'و'تركت شعرها الأسود منسدلاً علي ظهرها'و'أمامها على الفراش يجلس زوجها المريض'ينظر لها بعتاب"

لحد إمتى هتفضلى ماشيه في السكه النجسه دي"


التفتت له تبوح بوضوح"

لحد لما تبقي راجل'و'متخلنيش، أحتاج لراجل غيرك"


قطب جبهتهُ بحنق"

صحيح زي الكلاب ما بتشبعيش"


لوت فمها بتهديد'

أنا فعلاً وفيه زي الكلاب عشان كدا لحد دلوقتي مقولتش لست الحُسن'و'الجمال بنتك إنك إنتَ اللى قتلت أمها'و'يتمتها'


تجحظت عينيه بحزن الماضي متحدثً"

عملت كدا عشانك إنتِى اللى غويتينى زي الشياطين'منك لله يا «غوايش» منك لله'


ضحكت بسخرية'و'إقتربت منه بعدما حملت كأس ليمون'و'وضعته علي فمهُ تسقيه"

مننا كلنا لله يا حبيبي'يالا إشرب كدا'و'روقلى

دمك'


وضعت الكأس علي الكومود بعدما إنتهت من تناوله له 'و' لم تمر دقائق'و'ذهبَ فى نوم عميق بسبب أقراص المنوم التى وضعتها له بالعصير'

ـــــــ

أما بحجرة نوم «ريحانه» فكانت تغفو فوق فراشها'بمنامه حريريه زهرية اللون'كت تظهر تضاريس جسدها الكيرفي الصغير بإحترافيه'فكانت رائعه دون أي مساحيق للتجميل'كانت تغفو كما أمرتها «غوايش» لكى لا تخرج

ــــــ أما بالخارج بعد الساعه العاشره'دقَ باب المنزل فإتجهت'«غوايش» و فتحته'فوجدت «هشام'و'جواد» أمامها فلمعت عينيها بمراوغه ناعمه تدعوهم بيداها للدخول. فدخلا 'فقالت بترحيب"

أهلاً أهلاً يادي النور«جواد باشا بشحمه'و'لحمه عندنا دا الواحده لما بتشوفه جسمها بيتلبش من الخوف بسبب صوته اللى بيرج القسم ليل ويا نهار"


ضيق عينيه بسخافه"

لاء والله'


اه والله إنتَ مش مصدقنى"


لاء إزاي  ما هو واضح إنك إتلبشتى'تحبي البشك بالكلبشات عشان الرعشه تذيد'


غمزهُ «هشام» بذراعهُ'فتنهد بجفاء. أما «غوايش» فبدأت بالسير أمامهم بطريقه بزيئه تظهر تضاريسها'

اتفضلوا معايا على أوضة الضيوف مع إنكم أصحاب بيت"


بما إننا صحاب بيت فندخل على أوضة النوم على طول'


التفتت له بتساؤل ذو بسمه"

الباشا بيقول إيه"


تدخل «هشام» بجديه"

متاخديش في بالك «جواد باشا» بيحب يهزر"


طب على ما يخلص هزار هروح أجيبلكم حاجه تبلوا بيها ريقكم عشان شكلكم عطشان أوي"

بدأت بالسير بذات الطريقه'فنظر «هشام» إلى ابن عمهُ يعاتبهُ"

إيه اللي قولته دا ميصحش كدا الست تقول علينا إيه"


لوي فمهُ ببسمه ساخره"

ست مين ياعم«هشام» يابنى الوليه دي نيتها مش، سالكه مش شايفها ماشيه تترقص قدامنا إزاي'إسمع منى الصنف دا بيمر عليا منُه كتير في القسم 


بس يا «جواد» قفل علي السيره دي خلينا ندخل نستناها جوه على ما تجيب المشروب"


إنت مجنون يا «هشام» عاوز تتجوز واحده أتربت علي إيد رقاصه'و'مش أي رقاصه دي «غوايش» 


تنهد الأخر بجديه "

البنت عجبانى'و'الست«غوايش» ربنا يصلح حالها


مش بقولك نيتها مش سالكه قابل بقي جيبالك مُنكر ياعم الشيخ'


نظر «هشام» الى«غوايش» التى عادت'و'تحمل صينيه فوقها زجاجة «خمر» و'بجوارها ثلاث كُؤوس'

مالكم واقفين كدا ليه إتفضلوا جوه"


هتفَ بجديه"

قبل ما أتفضل جوه فين الحمام"


هتفت ببسمه خليعه"

عندك في الطرقه ديه'

تحرك إتجاه الطرقه'فوجد ثلاث حجرات 'فدخل إلى أول حجره 'و'أغلق الباب خلفه. و'فتحَ النور'فتفاجئ بذاتهُ يقف بحجره'صغيره'بمنتصفها تخت'تغفوا عليه'أنثى مثل الحوريات'بمنامتها الحريريه'و'شعرها الذهبي الذي يغفوا بجوارها علي الوساده'. فراقت لعينيه كثيراً'فضولهُ جعلهُ يقترب منها'حتى جلس‌َ بجوارها على الفراش'يمرر عينيه عليها يدرس تفاصيلها الصغيره بإغراء'رفعَ يدهُ'و'لمسَ شعرها الذي جعل يدهُ ترتجف بشعوراً لم يسبق له'فإبتعد عنها محاولاً التمالك أمام جمالها الآخاذ لرچلاً يهوي النساء مثلهُ'.و'كاد يتحرك ليذهب لكنهُ وجدها تمسك بيدهُ. فحاول سحبها منها'برفق'لكنهُ ايقظها بحركتهُ'ففتحت عينيها التى إتسعت بخوفً'و'ذادت ضربات قلبها بانفاس متلهفه'و'بدأ جسدها بالإرتجاف'

خوفها المخيف الذي بدا عليها جعلهُ يبتعد عنها فوراً  مسرعاً بالخروج من حجرتها. تاركها في شدة خوفها تذاد رجفتها'و'إنتابتها نوبة الرهاب'و'فقدت وعيها فى حالة إغماء'

ــــــــ

أما لديه فقد أغلق الباب عليها قبل أن يري ما حدث لها'و'سند بظهره عليه يلهس أنفاسهُ بلهفه لم تسبقه.'و'ذاد الأمر غرابه عليه عندما إرتفعت نبضات قلبهُ تأبي المكوث معهُ تود الرجوع لمن بالحجره.'فأنكر ذلك الشعور المُريب بحركه رأسيه يُتمتم بربكه"

مالك يا «جواد» هى دي أول مره تشوف فيها بنت ما تجمد كدا حصلك إيه !! 


بتلك اللحظه العصيبه خطر عليه حديث العرافه'حينما قالت"

هتجابل إصغيره هتشعلجك بعشجها"

أنكر حديثها الصاخب داخل عقلهُ. قائلاً برفضاً تام'

إستغفر الله العظيم كذبوا المنجمون'و'لو صدفوا'إستغفر الله العظيم


نفى جميع ما راوده'و'ذهبَ إلى الحجره الأخري حيث يجلس «هشام» برفقة «غوايش».'و'تقدم ثمَ جلسَ بجوارهُ. فرمقه الآخر مستفهماً بسبب هيئته المشتته"

مالك يا«جواد» في حاجه ولا إيه؟ 


تحمحم ببعض الثبات الإنفعالي يُنكر بصوتً أصبح أشد رزانه"

كُله تمام متشغلش بالك بيا المهم قولى فتحت الست «غوايش» فى الموضوع اللي جايين عشانه'و'لا لسه


نظرت لهم ببسمة أنوثى. أثناء تناولها من كأس الخمر"

خير موضوع إيه؟ 


من الإخر كدا يا ست غوايش أنا جاي أطلب منك  إيد«ريحانه» بنت جوزك'


بصقت الشراب من فمها بزعر"

تتطلب ايد مين «ريحانه»؟ 


قطب «هشام» جبهتهُ بتأكيد"

ايوه مالها «ريحانه» ايه أنا مش قد المقام'و'الا ايه ياست غوايش"؟ 


تلبكت بغيره تأكل قلبها."

لاء طبعاً هو احنا نطول'بس يعنى «ريحانه» عيله صغيره دا غير أنها تعبانه "؟ 


تعبانه ازي يعنى مالها؟ 


قوة بصرها بشماته تبوح بصوتها الحيانى" 

بتتشنج. لما بتقعد معا حد أو تقابل حد متعرفهوش بتفضل تترعش'و'تعرق'و'لو الحالة شدة عليها بتتشنج'و'تتمرمغ في الأرض يا اما يغم عليها


تلقى«جواد» الصدمه بعين إتسعت بقلقً هزا'قلبهُ عليها. إدرك سبب أفعالها حينما إستيقظت علي رؤيتهُ. تبدلت ملامحهُ للتشتت جديد. كانَ يود أن ينهض ليطمئن عليها. لكنهُ حاول الإسترخاء'و'تجاهل تلك المشاعر الألاهيه التى نبتت بقلبهُ الجش.'اما الاخر فقاله بتمسك غير مهتم لما قيل"

معنديش مشكله أنا موافق اتجوزها "


أكلتها الغيره من جديد'و'شعرت بقلبها يعتصر من الضيق'فمتاسكه بالاخري ذاده من حدة كراهيتها لها'و'هتفت بعد دقيقه برسميه"

بس ممكن هى متوافقش'


تبسم بتسأول يصحبه التعجب"

ليه متوافقش ياتره عندك تفسير ! "


لاء معنديش أنا بقولك ممكن'


بصي يا ست «غوايش» أنا معجب ببنت جوزك.'و'هتجوزها على سنة الله'و'رسوله'و'أنتو هتوافقه يا اما مفيش قعاد ليكم في البلد دي تانى متنسيش إنكم قاعدين على ارضي.'و'بكل سهوله اقدر أمشيكم من البيت"


تجحظت عينيها بزمجره"

هو الجواز بالعافيه يا «هشام» بيه


لاء مش بالعافيه بالرضا. بس واضح انك مش موافقه.بس أنا متعودتش إنى مخدش حاجه عيني منها'و'«ريحانه» عجبتنى'و'عاوزها في الحلال.'و'مظنش أن الحلال يزعل حد"


تهديده الصريح من نشلها من بيتها'و'دمار حياتها جعلا الخيار بالنسبه لها معدوم مما جعلها تكتم غيرتها داخلها'و'تبدلت ملامحها القاسيه إلى بسمه تزين وجهها"

لاء، طبعاً ميزعلش حد'ماشي يا «هشا» بيه احنا موافقين'و'هنستنا حضراتكم تشرفونا عشان تطلبها رسمى"؟ 


تنهد بجديه"

أنا جات'و'فعلاً طلبتها رسمى'و'الفرح هيبقي يوم الخميس الجاي "


فرح ايه اللي الخميس الجاي.'النهارده الحد"


'و'ماله أنا مش عاوز منكم حاجه.'«ريحانه» هتنور بيتى من غير حتى شنطة هدومها انا هجيب لها كل اللي هي عايزاه"


لوت فمها بحنق"

ما تانسنا يا «جواد» بيه في الكلام اللى بيقوله أبن عمك"؟ 


اختنق صدرهُ بتلك الإقويل التى تحاك من حوله. حول من سكنت عقلهُ.'و قاله بجموداً "

حاجة ماتخصنيش مش أنا اللى هتجوز.'


نهضَ «هشام» قائلاً "

بكرا المغرب هبعتلكم  العربية بتاعتى عشان تجبكم البيت الكبير. عندنا بكرا مناسبه هضم اهل البلد'و'كل العائله'و'بما انكم بقيتوا نسيبنه فالازم تحضره'


هتفت ببرود"

أن شاء الله'


نهضَ «جواد» يبوح برسميه"

ياله خلينا نمشي'


هشام ببسمه'

سلام يا ست «غوايش» 


لم تُجيب عليهم'اما هما فذهبَ'و ركبا السياره الخاصه «بجواد»تاركين «غوايش» تشتعل من الغيره'

ــــــــ

اما بمنزل السوالمى'داخل حجرة نوم «خليل» كان‌َ يقف كالعاده'و'يتشاجر معا زوجته«ثريا» 

أنا مش قادر أفهم أنتِ عايزه ايه.'نفسي افهم أنتِ مبتزهقيش من كتر الخناق'و'الطلبات "!! 


زمجرت بعدم رضا"

'و'الله يا حضرة المحامى المحترم أنا مبطلبش حاجة خارج حقوقي أنتِ جوزي'و'واجب عليك تجبلي كل حاجه عايزاها'


فركَ لحيتهُ بحنق"

أنا بجبلك اللى بقدر عليه مدام فى مقدرتى إنما ساعتك بتطلبي حاجات تفوق مقدرتى'


مش مشكلتى يا «خليل» مقدرتك'و'الكلام دا ميخصنيش"


حرك رأسه يميناً بياس"

أنتِ عمرك ما هتتغيري هتفضلى طماعه كدا'«ثريا» هانم معندهاش مشكله أنى اسرق مدام هنفذلها كل طلباتها انما بقي الموضوع حلال والا حرام ملهاش علاقه'


جلست علي مقعد مرأتهَ تُهندم خصلاتها السوداء بالامبالاه "

مقولتلكش إسرق إنتَ محامى شاطر.'بس، عيبك بترفض القضايه اللي كلها فلوس. 


تجحظت عينيه بحنقً"

قصدك القضايه اللي كلها رشوه'و'إساليب زباله خارجه عن القانون.'زي مثلاً إنجى مجرم من حبل المشنقه.'و'اوصل بداله برئ يتشنق ظلم'مقابل الفلوس يا شيخه يلعن ابو الفلوس اللى تموت ضميرنا'و'تخلينا حيونات. 


حذفة الممشطه من يدها بزمجره "

اهو دا اللي باخده منك الضمير. تقدر تقولي الضمير دا عملنا ايه لما جه علينا'وقت مكنش معانا فيه جنيه.'


تنهدا ببعض الهدؤ"

'و'الحمدلله ربنا صلح الحال'و'الرزق الحلال معيشنه في احسن عيشه.'و'بقى عندنا شقه ملك'و'عربيه.'دا غير الداده اللى ساعتك جبتيها عشان تراعى أدم غى غيابنا.' المفروض بقى أننا نحمد ربنا على النعم اللى بقينا فيها مش نسعى لطريق الشيطان؟ 


فزعت من فوق مقعدها معترضه "

«خليل» كل الكلام اللى قولته ماليش، علاقه بيه.'أنتِ كزوج مطلوب منك تجبلي كل طلباتى دي مسئوليتك. تسرق بقي متسرقش تمشي في طريق الشيطان أو ما تمشيش دي كلها حاجات متخصنيش نهائي.'


تبسم بجفأ "

طبعاً أنتِ كل اللى يهمك الفلوس'و'البس'و'الفشخره الكدابه.أقولك على حاجه يا «ثريا» أنا هسيبلك الأوضه كلها'و'هروح أنام فى أوضة أدم يمكن لما تنامى لوحدك تفكري بضمير شويه"


غادر الحجرة ليغفوا بجوار صغيره'يتركها تتشاجر معا محتويات الحجرة بعدم حمد لتلك العيشه التى يحلم غيرها بها"

ـــــــــ

أما بمنزل الهلالى بعدما عادهُ الشباب من الخارج'و'جلسَ «هشام» مع'والدته يخبرها بأمر زواجهُ من «ريحانه» نفرت الأم برفضاً"

إنتَ بتقول إيه بقي «هشام» إبن الحسب'و'النسب يتجوز بت إتربت علي إيد «غوايش» الغازيه اللى سيرتها على كل لسان'


أنا مالى'و'مال الزفته «غوايش» أنا هتجوز البت مش «غوايش» و'بقولك إيه ياأمى أنا هتجوزها يعنى هتجوزها إنتِ عارفانى كويس مبرجعش في كلمتى.'و'خلى في معلومك'إنهم هيحضروا الليله اللي هنعملها بكره بمناسبة نجاح «فارس» 


فض الحديث معها'و'ذهبَ دون أن ينتظر حتى إجابتها مما جعلها تتمتم بكراهيه قد زرعت بقلبها"

ماشي يا تربيت الغازيه'أنا هوريكى شغلك'


توعدت لها بداخلها تنوي أن تلقنها درساً لن تنساه

ـــــــ

أما باليوم التالى بالصباح الساعه الحادية عشر صباحاً. داخل قسم الشرطه بمكتب«جواد» كانً يجلس على مقعده يتحدث مع العكسري «مرعى» الذي يقول لهُ"

زي ما بقول لساعتك خناقه شديده بين عائلة غفران'و'بسيونى'


أشاح بيدهُ بلامبالاه"

خليهم يموتوا بعض العائلتين أعر من بعض'

قول غيره'


فى متهم بره بسرقة جاموسة الحاج سعيد"


نفر بزمجره"

يلعن الجاموسه على الحاج سعيد هو الراجل دا عايش، عشان يتسرق مش لسه من كام يوم جايبله الواد اللى سرق العجله بتاعته. خلص يا «مرعى» قول غيره؟ 


فى حادثة عربية واد من العيال ولاد الكبارات خبط عيل غلبان من نواحى البلد'و'مسكناه بره تحب ادخلهولك'


خبطَ الطاوله بقبضتهُ بضيقاً"

بالله لو مخرجتش من وشي دلوقتي هقوم أعدي عليك بعربيتى عشان أخلص من غبائك"


تلبك بقلقً"

حقك عليا يا باشا دقيقه'و'الواد يبقى قدامك'


ذهبَ.«مرعى»فَخرج «جواد» سيجاره من علبته'و'أشعلها بين شفتيه يستنشق دخانها بصدرهُ'فأتى إليه «مرعى» و'معهُ شابً بمنتصف العشرنيات.'يعافر بخشونه صوتيه"

إبعد إيدك عنى إنتَ متعرفش أنا مين'


شيل إيدك من على النانوس يا «مرعى» خلينا نشوف أبوه مين رئيس الوزراء ولا حد من السفراء. 

هتفَ بخشونه'فقال له الشاب معترضاً"

أنا إسلام إبن الريس همام أكبر مقاول فى بر الصعيد'و'لو أبويا عرف إنكم قابضين عليا مش هيسكت"


زم فمهُ بخشونه صوتيه "

'و'يسكت ليه خليه ييجى يسمعنا صوته'بقولك إيه ياللا. إنت خبط عيل على الطريق.'و'هتتحاسب غصبن عن عين أبوك "


زمجر إسلام برفضاً"

أتحبس إيه مش هيحصل "


ضربَ الطاوله بقبضته بحنقً"

هو أنا باخد رأيك يا روح أمك دا أمر خدو يا «مرعى» على الحبس متخلنيش أقوم أصبح على وشك يالا'

'و'تبقي تورينى أبوك هيخرجك إزاي' بالله ماهتخرج من هنا غير بمزاجى عشان تبقي تتحامى في أبوك تانى يا ننوس غوروه من هنا يا مرعى"


أخذ «مرعى» الفتى للحبس'أما هو فنهض يطفئ السيجاره بحذائهُ'و'أخذ سترته الجلد السوداء'و'إرتداها.'ثمَ أخذ السلاح 'و'وضعه خلف ظهره ببنطاله الإسود 'و'بدأ بالسير حتى خرج من مكتبهُ. يذهب للخارج فقابله صديق طفولته«خليل» الذي صافحه ببسمته كالمعتاد"

اهلاً يا «جواد» باشا سامع صوت زعيقك من'و' أنا بركن العربيه"


هتفَ بجديه"

أعمل ايه شغال مع بهايم دا غير العيال اللى شايفه نفسها عشان معاهم قرشين"؟ 


عاتبهُ بفظاظه"

قولتلك إبقي محامى زيي. بس أقول إيه إنت اللى صممت تدخل الشرطه. عاملى فيها كونان'


ماشي ياعم الفاهم. أنا همشي دلوقتي عشان عندي مأموريه هخلصها'و'راجع سلام


سلام يا صاحبي.: 


تدلى «جواد» من فوق الدرج'و'ركبَ سيارته.'و'غادر المكان. أما «خليل» فدلف ينتظر قدوم متهمه من المحكمه'

ــــــــــــ

أما بمنزل«ريحانه» فقد إستيقظت من الصباح الباكر تشعر بألم في رأسها'تتذكر ذلك المشهد الذي جمعها مساءً مع «جواد» لكنها ظنت إنهُ كابوس راوضها بوقت نومها 'نهضت 'و'توضأت ثمَ صلت الصبح'و'بعد ذلك بدأت بمهامها اليوميه'التنظيف'و'الغسيل'و'الطهى"و'بعد الإنتهاء'دعتها '«غوايش» للمجئ إلى حجرة نوم أبيها. فلبت «ريحانه» الطلب'و' إتجهت إلى الحجره'فوجدت «غوايش» تجلس على الفراش بجوار أبيها'


نظرت لهما بهدوء كالمعتاد'و'هتفت"

نعم يا مرات أبويا'


لوت فمها بفظاظه'

نعم الله عليكِ يا ست الحُسن'ياللى مدوبه الرجاله فى هواكِ'


ضيقت عينيها بقلقً"

إيه الكلام اللى بتقوليه دا يا مرات أبويا "؟ 


إهتزت ببسمه غليظه" 

اللى سمعتيه يا حبيبة مرات أبوكِ 'مبروك إنتِ إتخطبت'و'فرحك يوم الخميس الجاي 


إتسعت مقليتيها بصدمه هزت'كيانها"

جواز إيه'و'مين قالك إنى عايزه أتجوز'! 


إحنا مبناخدش رأيك يا ست «ريحانه» إحنا بنعرفك اللى هيحصل'و'خلى فى علمك لو فكرتى إنك تقولى لاء'هنطرد من البلد كلها'و'مش هنلاقى حتى تتاوينه'و'لا إيه يا أبو العروسه'؟ 


التفتت إلى'و' الدها تستعطفه بعينيها التى تتأرجح بخوفً 'لكنُ أخفض وجههُ بإنكسارً مردداً"

مبروك يا «ريحانه» فرحك يوم الخميس الجاي.'


فرت الدموع تكسوا'وجنتيها'بظلماً أظلم للياليها القادمه 'فإتسعت عين الأخري بالكراهيه اللامعه بـالمكر"

جهزي نفسك العريس'عازمنا النهارده على مناسبه فى بيتهُ.'عايزاكِ تخلصى كُل طلبات البيت قبل المغرب فاهمه،'و'لا لاء'


حاضر يا مرات أبويا فاهمه"

هتفت بذات الهدوء المنكسر بقهراً يغزو القلب'ثمَ خرجت'و'تركت «غوايش» تجلس، بجوار والدها فهو لا يستطيع أن يعارض قرارها خوفً من أن تكشف سرهُ أمام صغيرتهُ'

ــــــــ

أما بشقة «نهى» بعد ساعه'بحجرة نومها'و'بالأخص علي الفراش.كانت تجلس بجوار«جواد» الذي آتى إليها.'فكانت تداعب لحيته'بأنثويه'تسألهُ"

مالك يا «جواد» من ساعة ما جيت'و'إنت قاعد ساكت'و بتشرب فى سجاير. هو أنا مش عجباك

'و'لا إيه؟ 


التفتَ يتفحصها ببصرهُ'فكانت مغريه كثيراً له'فإستدار للجهه الأخري'و'أطفئ السيجاره بزجاجة الإطفاء'ثم عاود النظر إلى «نهى» و'رفع يدهُ يحتوي وجنتها بدفئ'و'بدأ يقترب من فمها'و'أغلق عينيه بتناغم ليتناولها'لكنَ هيئة «ريحانه» إخترقت عقله بطلتها التى سرقت قلبهُ مساءً. مما جعله يفتح جفونهُ بغرابه.'بسبب جسدهُ الذي يرفض الإقتراب من غيرها''مما جعل «نهى» تشعر بالضيق'و'فزعت من جوارهُ تتشاجر بغيره"

لاء أفهم بقى مالك'من ساعة ما جيت كل ماتقرب منى تبعد'


نهض من فوق الفراش'و'أمسك بالتيشرت الأبيض خصتهُ يرتديه أثناء حديثهُ الجاف"

عقلى مشغول بشوية حاجات'


ماإنت دائماً بتبقي مشغول بس عادي يعنى ما بيأثرش عاللي بيحصل بنا'إشمعنى بقي النهارده'!! 


جذبَ سترتهُ من فوق المقعد متحدثً بخشونه"

جرا إيه يابت إنتِ هتحققى معايا'قولتلك مشغول خلاص خلصنا'


قطمت على شفاها بإنزعاج"

ياتري هتيجى إمتى تانى'و'لا ناوي ماتجيش؟ 


رمقها بحنقً'و'غادر الشقه على الفور'فجلست على فراشها بغيره تحوم حولها'

اما هوَ فبعد صعودهُ للسياره'بدأ يتذكر«ريحانه» من جديد'و'كإنها سكنت عقلهُ'و'ترفض الإبتعاد عنه'ففركَ لحيتهُ المنبته بشعيراتً صغيره'يفركها بضيقً طبق صدرهُ'و'جعلهُ لا يفهم كيانهُ'و'قال بزمجره"

إيه اللى بيحصلك يا «جواد» إنت إتجننت بتفكر بخطيبة «هشام» فوق دي هتبقي مراته'يعنى متحرمه عليك.'إفهم كدا «ريحانه» لاء مينفعش'


ظل يعاتب ذاتهُ بتلك الكلمات التى تجعل العقل يستيقظ قليلاً.'

ـــــــــ

مر النهار'و'آتى المساء'بمنزل«غوايش» التى أعدت حالها للذهاب للمناسبه'و'إرتدت ثوبً حريري إسود يظهرها بكامل أنوثتها'وقفت بساحة الشقه'تهتف بصوتً متحشرج بـالحده"

مات يللا يا «ريحانه» كُل دا بتهببى. إيه'طبعاً تلاقيكى بتلغبطى خلقتك بالمكياچ'


لاء أنا مبحطش الحاجات دي'أنا خلاص جهزت يا مرات أبويا'

إتسعت عينيها بغيره إحتوت كيانها'كادت تقتلها بنظراتها الموجه بأسهم كارهه 'و'هى تراها أشد جمالاً بذلك الثوب الحريري الأحمر'و'ببساطة جمالها الآخاذ دون أي تدخل تجميلى'


إيه القرف اللى عملان فى نفسك دا غوري يا مقصوفة الرقبه غيري الزفت دا'و'البسي حاجه محترمه'و'إمسحى القرف اللى مغطيه بيه وشك'


إرتجفت بقلقً تنكر ما توجههُ لها"

بس أنا مش حطه أي مكياج'و'الفستان واسع'


جذبتها بقوه من كتفها 'فشقت الفستان بغيرتها. تبوح بإبتغاض"

إنتِ هتردي عليا يا قليلة الإدب ياللا غوري على جوه غيري القرف اللي لبساه'و'إغسلى وشك.'و' عقاباً ليكي'همشي'و'أسيبك'و تيجى لوحدك'


رفضت برجفه برأسها"

لاء أنا مش هعرف أمشي لوحدي'


دا أمر يا «ريحانه» هانم تلبسي'و'تروحى لوحدك'و'ألف مين يدلك'إسالى على بيت«هشام الهلالى» خطيبك'و'الناس هتوصفلك'و'بقولك إيه عالله تصحى أبوكى سيبيه نايم مرتاح فاهمه'و'لا مش فاهمه'


أمرتها بحده'جعلت الأخري، تذرف دموع الخوف من مقلتيها البريئتين خوفً من مواجهة العالم الخارجي بمفردها"

حاضر يا مرات أبويا"


لوت فمها بفظاظه'و'خرجت من البيت 'تتمتم بسرها"

ورينى بقي هتوصلى البيت إزاي ياخسارتك فالموت يابنت «أفنان» 

'ركبت السياره التى أرسلها'«هشام» أما «ريحانه» فإتجهت'و'بدلت ثوبها'و'إرتدت ثوبً سماوي اللون كانَ لوالدتها'فبدت به أشد جمالاً'و'رقياً'و'مشطت شعرها الذهبى على ظهرها ليذيدها أنوثه'. و'بعد دقائق معدوده'خرجت من حجرتها'و'فتحت باب المنزل'و'خطت أول خطوه للخارج'فشعرت بخلاياها ترتجف من شدة الهواء العليل'و'الشعور بالخوف فهى لم تغادر المنزل منذ أن كانت صغيره لا تفقه شئ'. لم تكن تملك سبيلاً غير تنفيذ أوامر «غوايش» و'بالفعل التفتت'و'أغلقت الباب: و: نزلت من على الدرج حتى'وقفت على الرمال بحذائها الأبيض'و'بدأت بالسير'من وسط الزرع بقلبً يرتجف مثل جسدها المرتعب. و'عينيها لم تكف عن التأرجح يميناً'و'يساراً تتفحص المكان من حولها بقلقً من أن يظهر لها أحداً'

و كادت تخرج من بين أشجار الليمون'لكنها رأت بعض الرجال الملثمون ينزلون من سياره'يتحدث إليهم كبيرهم بأمراً"

البيت ورا شجر الليمون'هنلاقي البت جوه نخلص عليها'و'نمشي من غير ما حد يحس بينا"


أوامرك يا ريس"

هتفُ رجالهُ'فرتجفَ جسدها برعبً فلا يوجد منزل غير منزلها خلف شجر الليمون'مما جعلها تتأكد أنها المقصوده'فبدأت بالتعرق'و'الإرتباك'و'ذادت ضربات قلبها و رجفت جسدها'فكانت النوبه بأولها 'فـأسرعت بالرجوع إلى الوراء بدموعً تسقى الأشجار'ظلت تبتعد بحذراً حتى خانتها قدمها.'و'وقعت على ظهرها وسط الأشجار'فسندت علي يديها'و'بدأت السحف للوراء حتى إستقرت بالإختباء خلف شجره كبيره فروعها تكسوا محيطها'.رفعت يدها تكمم فمها من خوف أن يصلهم صوت بكائها': و'لم تمر سوا الثوانى'و'رأت من يقف أمامها فإتسعت عينيها برهبه أرهقت قلبها من قسوة ما تراه'و

يتبع 

تعليقات