
رواية مقيد باكذيبها الفصل الحادي عشر11والثاني عشر12 بقلم هدير نور
.ترددت صدفة قليلاً قبل ان تفتح عبوة ظلال العيون المليئة بالالوان العديدة اخذت تضع من اللون الاخضر حول عينيها ثم قليل من الازرق و الاحمر و الاسود كانت تضع الالوان بعشوائية وعدم خبرة محاولة الوصول الى غايتها حتى انتهت اخذت تتطلع الي عينها تلك التى كانت تبدو الان كما لو كانت كدمة قاسية حول عينها....
و فور ان انتهت اخذت تتطلع الي ما صنعته يدها بصدمة فقد كانت تبدو حقاً عينها مكدومة كما لو قام احد بضربها بها همست بقسوة و هي تتطلع برضا الي عينها تلك
=مش انت لولا الناس مكنتش هتخلى في وشى او جسمى عضمة ساليمة..طيب اشرب بقى يا ابن نعمات ان ما فضحتك
ثم ارتدت حجابها و هبطت للأسفل لحضور حفل عيد الميلاد الذي سيحضره جميع العائلة و الجيران متجاهلة الصوت الذي يحذرها من تنفيذ فكرتها المجنونة التى ستجعل راجح هذة المرة يقوم بقتلها بالتأكيد ...
فور ان دلفت الي بهو شقة حماتها اتجهت نحوها شوقية شقيقة نعمات هاتفه بفرح
=يا اهلاً يا اهلاً بست العرايس كلــ....
لكنها ابتلعت باقي جملتها فور ان اقتربت منها و رأت عينها المكدومة شهقت صارخة بفزع..
=يا نهار اسود و منيل.. ايه اللي عمل في عينك كده....؟
لتكمل بصدمة يتخللها الغضب و هي ترفع وجه صدفة للاعلى تتفحص عينيها القلقة
=راجح اللي عمل فيكي كده..؟!
اندفعت كلاً من شهد شقيقة راجح و نعمات نحوهم فور سماعهم كلمات شوقية تلك بينما وقفت صدفة صامتة دون ان تجيبها راسمة الإنكسار علي و جهها مصطنعة الحزن..
غمغمت شهد بفزع و هي تقترب منهم فور ان رأت عين صدفة
=ايه اللي حصل يا صدفة فاهمينا...؟
هتفت شوقية بحدة وهي تمسك بذراع صدفة
=هتفهمنا ايه ما الحكاية واضحة زى الشمس اخوكي ضربها......
همست شهد باضطراب بينما نظراتها تمر فوق عين صدفة المكدومة
=راجح لا يمكن يعمل كده... ده عمره ما مد ايده على واحدة فينا اكيد في حاجة غلط..
قاطعتها نعمات بغضب وهي تتجه نحو صدفة تتطلع اليها بحدة
=ايوة انا ابني ميعملش كده....
لتكمل بانفعال وهي تزجر صدفة بنظرات مشتعلة
=و لو عمل كده.. فاكيد هي ضايقته في حاجة او عصبته ما انا عارفها لسانها اطول منها...
دفعتها شوقيه في كتفها مقاطعة اياها بقسوة و غصب
=يا شيخة اتقي الله ده انتي عندك ولايا ترضي ان حد يعمل كدة في بناتك...
احمر وجه نعمات و صمتت بينما تدير عينيها بارتباك في انحاء الغرفة رافضة الاجابة...
بينما وقفت صدفة تراقب ما يحدث بتوتر و هي تغرز اسنانها بشفتيها شاعرة بمدى حماقة فعلتها لذا قررت ان تخترع كذبة اخرى تبرئ لها راجح من تلك التهمة التى دفعها غضبها منه الى اختراعها..
لكن شحب وجهها بخوف فور ان رأت راجح يدلف من باب المنزل و هو يحمل حقيبة بيده قائلاً بمرح موجهاً خديثه الى شوقية غافلاً عن حالة صدفة
=ايه ده شوشو جت.. دايماً اول واحدو بتوصلي في العيلة دي...
استدارت اليه شوقية تتطلغ اليه بحده دون ان تجيبه..
اقترب منهم مغمغماً بقلق فور ان لاحظ تجمعهم الغير طبيعي حول صدفة التي كانت توليه ظهرها
=في اية..في حاجة حصلت..و لا ايه...؟؟
لم يجيبه احد حيث اخذوا يتطلعوا اليه بنظرات منها الحادة الغاضبة و اخري مرتبكة
مما جعله يندفع نحو صدفة يمسك بذراعها مديراً اياها نحوه و قد سيطر القلق عليه
قاومته صدفة رافضة الاستدارة اليه و هي تشعر بالخوف من ردة فعله على فعلتها الحمقاء تلك التى دفعها الانتقام لفعلها دون الحسبان لردة فعله..
جذبها راجح بقوة اكبر حتي جعلها تستدير نحوه..ليهتز جسده بالصدمة فور رؤيته لعينها المكدومة هتف بجمود و الغضب يشتعل بصدره
=ايه اللي عمل في عينك كده...؟
ليكمل و هو يستدير نحو والدته هاتفاً بشراسة معتقداً انها من قامت بايذائها
=مين اللي عمل فيها كده...؟
قاطعته شوقية بنبرة حادة لاذعة
=لا و نبى يعني مش عارف مين اللي عمل فيها كدة..
لتكمل وهي تزجره بنظرات يملئها السخط و الغضب
=اخر حاجة كنت اتوقعها انك تمد ايدك علي مراتك يا راجح ده انا بقول انك زينة شباب العيلة و ياريتهم يبقوا زيك تعمل كده.....
زمجر راجح بقسوة و هو يتطلع اليهم بارتباك
=ايه اللي بتقوليه ده ضربت مين....؟
ليكمل وهو يسلط عينيه التي تنطلق منها شرارت الغضب علي صدفة التي كانت تخفض رأسها
=هي اللي قالت اني عملت فيها كده...؟!
اجابته شوقية باضطراب و تردد
=لا... بس واضحة يعني البنية نازلة من شقتها و هي كده هيبقي مين اللى عمل فيها كده العفاريت ....
اومأ راجح برأسه مغمغماً بصوت منخفضو قد بدأ يفهم ما يحدث
=اها.. نازلة من فوق كده
ليكمل و هو يقبض على ذراع صدفة بقسوة جاذباً اياها اليه مما جعلها تطلق شهقة فازعة
=طيب تعالي معايا....
قاومته صدفة رافضة الذهاب معه فقد كانت تعلم ما هو مسيرها اذا صعدت معه الى الاعلى..
مما جعل شوقية تندفع نحوهم فور ان رأت اعتراضها هذا تمسك بذراعها الاخر قائلة بحدة و هى تحاول تحريرها من قبضته
=هتاخدها علي فين يا راجح استهدي بالله مش كده....
جذب راجح صدفة بقوه نحوه بعيداً عن شوقية قائلاً بحدة من بين اسنانه المطبقة بقسوة و هو يكظم غضبه بصعوبة
= شوقية....دي حاجه بيني و بين مراتي يعني محدش يدخل....
ثم تركهم و غادر و هو يدفع صدفة امامه...
التفت شوقية هاتفة بنعمات التي كانت واقفة تشاهد ما يحدث بصمت
=انتي ساكته ليه... هتسبيه يطلع يكمل عليها فوق....
اجابتها نعمات ببرود و هي تعقد ذراعيها فوق صدرها
=و انا اعمله ايه يعنى.. ما هو قالك حاجة بينه و بين مراته ادخل ليه....
قاطعتها بحده و هي تتطلع اليها بصدمة
=مالك يا نعمات انتي عمرك ما كان قلبك قاسي و لا جاحد كده... ده انتي احن واحده فينا...ايه حصلك..
ارتبك وجه نعمات شاعرة بتأنيب الضمير لكنها نفضت شعورها هذا مغمغمة باختناق وهي تلتف و تتركهم
=هدخل المطبخ اشوف الاكل اللى على النار.. الناس زمانها جاية..
التفت شوقية الي شهد الواقفة بجانبها
=عجبك كده...
ربتت شهد علي ظهر خالتها قائلة بحزن
=معلش يا خالتي... ومتخفيش و الله راجح اخويا حنية الدنيا فيه اكيد مش هيعملها حاجة...
لكنها ابتلعت باقي جملتها فور تذكرها لعين صدفة المكدومة بينما زفرت شوقية بحده وهي تتحرك للداخل و القلق يسيطر عليها...
༺༺༺༺༻༻༻༻
فور دخولهم الي شقتهم استغلت صدفة انشغال راجح باغلاق باب الشقة و ركضت باقصى سرعة لديها نحو غرفة النوم و دخلت الى الحمام الذى قامت باغلاق
بابه بالمفتاح من الداخل بيد مرتعشة و الذعر يسيطر عليها خائفة من ردة فعله تعلم انها قد تجاوزت حدودها بما فعلته هذة المرة..
لكنها تراجعت للخلف بفزع مطلقة صرخة مدوية فور ان سمعته يضرب فوق الباب من الخارج بغضب صائحاً بشراسة
=افتحى الباب...
ليكمل بشراسة و ضرباته تزداد فوق الباب الذي اخذ يهتز بقوة
=افتحي الباب احسنلك و خلى يومك يعدى...
هتفت صدفة بصوت مرتجف بينما كان قلبها ينتفض فازعاً داخل صدرها و هى ترى الباب الذى اخذ يهتز بقوة من قوة ضرباته المتلاحقة عليه
=مش هفتح...الا لما تهدي...
قطعت جملتها عندما توقفت الطرقات فوق الباب فجأةً و حل صمت غريب بالمكان اقتربت ببطئ من الباب تضع اذنها فوقه محاولة التنصت الى اى صوت يصدر من الخارج و يدل على و جوده لكنها لم تسمع اى شئ فقد هناك الصمت فقط...
وضعت يدها فوق صدرها الذي كان يعلو و ينخفض بقوة محاولة استراق السمع الي اي حركة تدل علي وجوده و ما ان اطمئنت انه قد ذهب.....
عادت الضربات فوق الباب مرة اخى لكن هذة المرة كانت اكثر قوة وحدهكة مما جعلها تتراجع بعيداً عن الباب و هى تنظر برعب حولها محاولة ايجاد منفذ يمكنها الهرب منه..
سمعته يزمجر بشراسة من خلف الباب
=قدامك عشر ثواني لو مفتحتيش الباب هكسره فوق دماغك و وقتها محدش هيرحمك من تحت ايدي...
وقفت تتطلع الي الباب باعين. متسعة بالذعر و الخوف و ضربات قلبها المتسارعة تقصف باذنيها بجنون التفت نحو الحوض عينيها تبحث بارتباك عن شئ تحمي نفسها به
استقرت عينيها علي احدى شفرات الحلاقة الحادة الخاصة به امسكت بها مخرجة اياها بيد مرتعشة من تغليفها الورقى ملتقطة نفساً مرتجفاً و هى تقبض عليها بين يدها قبل ان تتجه نحو باب الحمام و تفتحه متراجعة للخلغ سريعاً بعيداً عنه فور ان رأته يندفع الي الداخل بوجه محتقن ترتسم عليه علامات الوحشية بينما عينيه تنطلق منها شرارت الغضب العاصف
همست بصوت مرتجف
=اهدى... اهدى ونبى و الله ما قولت انك ضربتني..هما اللي افتكروا كده....
لتكمل كاذبة محاولة اخماد غضبه
=ده انا...انا اتخبطت في الباب و عيني ورمت و لما نزلت تحت هما افتكروا...
لكنها ابتلعت باقي جملتها متخذة عدة خطوات الي الخلف عندما وجدته يقترب منها بخطوات بطيئة و شرارات الغضب تتفاقز من عينيه لكنها تجمدت بمكانها عندما شعرت بالحائط يضرب ظهرها من الخلف مما جعلها محاصرة بينه و بين جسده الصلب الذي اصبح امامها مباشرة...
وقف يتطلع اليها بصمت قبل ان يغمغم بقسوة و هو يضغط علي فكيه بقوة
=اتخبطتي في الباب قولتيلي...
اومأت برأسها بينما تحدق فى وجهه بخوف من لهيب الغضب الذى يلتمع بعينيه..
قبض علي ذراعها بقسوة مما جعلها تشهق صارخة دفعها نحو الحوض الذي فتح صنبوره ثم اخفض رأسها اسفل المياه متجاهلاً صراخاتها المعترضة حيث ثبت رأسها بيده اسفل المياة قبل ان يملئ يده بالصابون فاركاً وجهها و عينها بحدة به..
و ما ان انتهي رفع رأسها من اسفل الصنبور هتفت صدفة بحدة بشهقات متقطعة و هي تحاول التقاط انفاسها
=هتموتنى حرام عليك....
تجاهلها قابضاً علي فكها يرفع رأسها اليه قائلاً بتحدي يتخلله الغضب
=اومال فين الكدمة و الزراق اللي كان مالي عينك...
ابتلعت لعابها بخوف صامتة وقد تسللت البرودة الى جسدها فور اداركها انه تم كشف لعبتها لا تعلم ما يجب عليها قوله..
اكمل بقسوة و يده تقبض علي وجهها يعتصره بقسوة حتى تأوهت متألمة بصوت منخفض لم يثير به الشفقة ليزيد من اعتصاره اكثر وهو يتمتم
=عايزة تفضحيني.ها..عايزاهم يقولوا بضربك و بعذب فيكي....
هزت رأسها هامسة بخوف
=مكنتش اقصد.....
ضرب بيده الحائط بجانب رأسها مما جعلها تنهي جملتها صارخة و هي تنتفض بفزع..
قبص على يدها يضغط عليها بقوة معتصراً اياها مزمجراً بشراسة
=مكنتيش تقصدي... اومال لو كنت تقصدي هتعملي فيا ايه...فضحتينى و خالتيى شكلـ.........
ابتلع باقي جملته عندما رأها تنفجر باكية و هي تصرخ متألمة بهسترية
=ايدي... ايدي...
اخفض عينيه الي يدها ينظر اليها بارتباك و هو يخفف قبضته عنها رافعاً يدها اليه وهو يزمجر بغضب
=مالها ايدك...
ليشتد وجهه بقسوة فور رؤيته للدماء التي تنساب من يدها
رفع يدها اليه سريعاً يفتح قبضتها المنغلقة لتظهر شفرة الحلاقة التي كانت تخبئها بيدها و انغرزت في راحة يدها فور ان ضغط علي يدها هتف لاعناً بقسوة و القلق و الغضب يسيطران عليه بينما يتجه بها نحو الحوض يضع يدها اسفل المياه الجارية بعد ان نزع الشفرة من يدها و القاها بعيداً بينما كانت هى تبكي بشهقات ممزقة فقد كان الالم بيدها لا يطاق...
تفحص راجح الجرح الذي بيدها ليزفر وهو يغمغم براحة...
=الحمد لله الجرح سطحي مش عميق..
ليكمل بخشونة و عصبية مفرطة فور تذكره ان تلك الشفرة قد تكون ملوثة و قد تؤذيها
=الموس ده جديد ولا كان مستعمل...
اجابته هامسة بصوت مرتجف من بين شهقات بكائها الممزقة
=جديد...
زفر براحة ثم اخرج صندوق الاسعافات التي يحتفظ به بخازنة الحمام ثم بدأ يطهر جرحها و واضعاً لاصقة طبية عليه...
و ما ان انتهي وقف بصمت يتطلع الي رأسها المنخفض وجسدها الذي يهتز بشهقات ممزقة مما جعله شعر بقبضة تعتصر قلبه جذبها بلطف بين ذراعيه يحتضنها مربتاً بحنان علي ظهرها و هو يغمغم بجانب اذنها
=متخفيش الجرح بسيط...
ليكمل و هو يبعدها قليلاً زافراً بضيق ممرراً اصبعه علي خديها يزيل دموعها برقة
=بتوجعك...؟!
هزت رأسها بالنفي بينما تبتعد عنه بارتباك شاعرة بالغضب من نفسها لبكائها امامه ...
تنحنح راجح قائلاً بهدوء بينما يمسك بمرفقها و يجذبها معه للخارج
=طيب يلا غيرى هدومك اللي اتبلت دي علشان نلحق ننزل قبل ما العيد ميلاد ما يبدأ..
ليكمل بشك و هم يقفون بمنتصف الغرفة
=هو الموس كان بيعمل ايه في ايدك..؟!
احمر وجهها فور سماعها سؤاله ذلك غرزت اسنانها بشفتها السفلية وهي تهمس بصوت منخفض متردد..
=كنت... كنت بحمي نفسي به......
رفعت رأسها تحدق به بغضب عندما انفجر ضاحكاً بصوتاجش عميق مما جعلهت تهتفت بعدائية
=بتضحك علي ايه...؟!
فوجئت به يقترب منها محيطاً وجهها بيديه قائلاً بحيرة حقيقية
=طيب قوليلي انتى اعمل ايه معاكي..
ليكمل وهو يبعد خصلات شعرها المتناثرة خلف اذنها
=كل مرة تعملي مصيبة و ببقي هاين عليا اخنقك بايديا و ميعديش خمس دقايق تعملي حاجة تخليني اقعد اضحك زي العيل الصغير...و انسى كل البلاوى اللى بتعمليها...
اشتد احمرار وجهها مما جعله يبتسم من ارتباكها و خجلها هذا اطلق تنهيدة عميقة مغمغماً برفق و هو بربت على رأسها
=يلا غيرى هدومك...
ابتعد عنها ينوي المغادرة لكنه توقف عندما همست اسمه بصوت منخفض ليلتف اليها في الحال..
همست بتردد بينما تشير الي خازنة ملابسها
=هو انا ينفع البس فستان بدل العباية زي شهد و هاجر... انا.. انا عندي فستان كنت شرياه في جهازي.....
لتكمل بخجل و هي تضغط علي خدها الملتهب براحة يدها السليمة
=اصل بصراحة عمري ما لبست واحد و نفسي اجربه..
وقف راجح يتطلع اليها بصمت عدة لحظات و شعور غريب من الضعف يسيطر عليه عند سماعه كلماتها تلك التى تدل على مدى حرمانها من ابسط الاشياء التى تتكتع بها الفتيات الاخرى....
ارتبكت صدفة من نظراته الغريبة المسلطة عليها مما جعلها تتململ في وقفتها بعدم راحة لكن اشرق وجهها بابتسامة واسعة عندما سمعته يجيبها بهدوء
=البسي اللي انتي عايزاه يا صدفة...
ليكمل و هو يلتف مغادراً الغرفة سريعاً حتي لا يستجيب لرغبته في الالتفاف اليها و ضمها بين ذراعيه
=هروح المخزن اطمن انهم نقلوا البضاعة و هرجع علي طول خلصي انتي و انزلي.....
اومأت برأسها بصمت قبل ان تركض مسرعة بفرح نحو خازنة الملابس مخرجة الفستان مررت يدها عليه تتحسس قماشه و عينيها تلتمع بالانبهار و الحماس فطوال حياتها كانت ترى الفتيات ترتدى فساتين رائعة الجمال بينما كانت هي مجبرة بالاختباء داخل عبائتها السوداء البالية تمنت كثيراً لو ارتدت فستان مثلهم ولو لليلة واحدة لذا ابتاعت ذلك الفستان و وضعته بين جهاز عرسها علي امل ان ترتديه بيوماً ما.... و ها هو هذا اليوم قد أتى اخيراً
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور نصف ساعة..
وقفت صدفة تنظر الي صورتها بالمرآة بتردد شاعرة بعدم الراحة فقد كان الفستان ضيق بعض الشئ شعرت كما لو كان يظهر امتلئ جسدها...

اتجهت نحو الخازنة تنوي ان تنزعه عنها و ترتدي احدي عبائتها لكنها توقفت مترددة فالجميع سيرتدون فساتين و ستكون بينهم اقل شأناً بعبائتها تلك....
عادت للمرآة مرة اخري تتفحص مظهرها هزت كتفيها هامسة بينما اكتسبت بعض الثقة بنفسها
=ماله... طيب و الله حلو انا اللي معقدة نفسي...
ارتدت حجابها رافضة الاستماع للصوت الذي يحثها على نزعه فلأول مرة تحارب عدم ثقتها بنفسها و ترتدى كما تريد..
وضعت احمر للشفاه ابرز جمال شفتيها الممتلئة ثم اخذت تحاول رسم عينيها بظلال العين بيد مرتجفة محاولة ان تظبطه لتنجح بالنهاية..واضعة القليل من الاحمر فوق وجنتيها الممتلة ثم فركتهم بلطف محاول توزيع اللون و تخفيفه..
وما ان انتهت وقفت تتطلع الي نفسها بالمرآة و ابتسامة مشرقة علي شفتيها فقد كانت جميلة فلأول مرة بحياتها تشعر انها جميلة حقاً...
القت نظرة اخيرة علي نفسها قبل ان تهبط للاسفل بوجه مشرق بالسعادة..
وقفت امام باب شقة حماتها تمرر يديها المرتجفة علي قماش فستانها محاولة تهدئت ضربات قلبها التي كانت تضرب بجنون بصدرها..
التقطت نفساً عميقاً مرتجفاً قبل ان تدلف الي داخل الشقة الذي كان بابها مفتوح علي مصراعيه لاستقبال الضيوف...
لتجد المكان قد امتلئ بالضيوف حيث وجدت النساء جالسة ببهو المنزل يتحدثن بصخب و مرح بينما الاطفال يلعبون من حولهم...
و ما انا شاهدتها شوقية و شهد و نعمات تركوا النساء و اتجهوا نحوها سريعاً لكنهم توقفوا امامها يتطلعون نحوها باعين متسعة بالدهشة غمغمت شوقية بارتباك و هي ترفع وجه صدفة للاعلي تتفحصه
=ايه ده اومال فين الكدمة اللي كانت في عينك......؟؟
اجابتها صدفة و قد اشتعل وجهها من شدة الخجل
=ما هو مكنش في كدمة اصلاً
اقتربت منها شهد ممسكة بذراعها تديرها نحوها مضيقة عينيها عليها بينما تتفحص عينها قائلة بشك
=انتي حطيتي حاجة تداري بها الكدمة...
قاطعتها صدفة سريعاً نافية
=لا و الله ابداً....
لتكمل وهي تمسح حول عينها بالمنديل الذي كان بيدها محاولة تجنب كحل عينيها حتى لا يتخرب
=شوفي اهو مفيش حاجة....
غمغمت بحدة نعمات التي كانت واقفه تتابع ما يحدث بصمت
=اومال اللي كان في عينك ده كان ايه... وحمه...
اجابتها صدفة كاذبة و هي ترسم ابتسامة مستفزة علي شفتيها
=ده مكياج يا حماتي....
لتكمل بصوت منخفض كما لو كانت تخبرهم سراً ما
=اصل حبيت اشوف غلاوتي عند راجح... فقولت اشوف هيعمل ايه لما يشوف عيني كده...
زمجرت نعمات بقسوة
=و انتي علشان تشوفي غلاوتك عنده تلبسيه مصيبة ياختى
هزت صدفة كتفيها قائلة باستفزاز مستمتعة باغاظتها لها
=انتوا اللي فهمتوا غلط يا حماتى و مدوتنيش فرصة اشرح حاجة ...
لتكمل وهي تلتفت الي شوقية التي كانت تستمع اليها مبتسمة
=ده راجح زعل مني و انا قعدت اصالح فيه لحد ما الحمد لله فك اخيراً...
رمقت نعمات بنظرات ذات معنى و هى تكمل بخبث
=اصله اتخض عليا و افتكر ان حد كده و لا كده اتجرئ و مد ايده عليا بيقولى كان هيهد البيت باللى فيه
زجرتها نعمات بنظرات غاضبة حادة بينما ضحكت شوقية بصوت مرتفع قائلة باعجاب
=حقه طبعاً ده انتى عسل يا بت يا صدفة يعني فوق ما انتي حلوة لا و نغشة كمان يا بخت راجح بيكي و الله...
لتكمل باستفزاز و هي تنظر لشقيقتها الواقفة بوجه متصلب بالغضب
=امه دعياله بصحيح...
ابتسمت صدفة قائلة بخجل فلما تكن معتادة ان يمدح بها احد مثلما تفعل معها شوقية دائماً
=تسلميلي يا خالتي....
شهقت نعمات مقاطعة اياها بغضب و حدة
=خالتك...؟!!!!
وقفت صدفة تتطلع اليها بارتباك شاعرة بالحرج من ذلة لسانها
لكن اشرق وجهها عندما عقدت شوقية ذراعها حول كتفيها تضمها اليها بحنان و هي تجيب شقيقتها بحدة
=ايوة يا ختي خالتها...مالك
لتكمل و هي توجه حديثها الى صدفة مربتة علي كتفها بحنان
=و لو عايزة كمان تقولي ماما... تقول..ده كفاية ادبها و حلاوتها و فوق ده كله مرات الغالي...
زجرتها نعمات بقسوة قبل ان تلتف مبتعدة عنهم مغمغمة بكلمات غير مترابطة من شدة الغضب..
لتتبعها شوقية ضاحكة محاولة مراضاتها..
نكزت شهد ذراع صدفة قائلة
=بس ايه الجمال ده يا صدفة...
مررت صدفة يديها علي فستانها مغمغمة بفرح
=بجد حلو.....
اومأت لها شهد غامزة لها بعينها
=زي القمر ما شاء الله.. راجح شافك..
هزت صدفة رأسها قائلة
=لا هو نزل راح المخزن...
قاطعتها شهد بينما تشير نحو غرفة الاستقبال
=لا ده جه من بدري و قاعد مع الرجاله جوا...
لتكمل بمرح هامسة باذن صدفة
=انا لو منك افضل لزقاله اسمعي مني ده انا كنت مبسبش جوزي في اول جوازنا كنت بروح معاه في كل مكان لحد ما طفش و سافر دبي ...
اطلقت صدفة ضحكة مرتفعة بادلتها اياها شهد مما جعل الرؤوس من حولهم تلتفت اليهم
غمغمت شهد بدراما مصطنعة
=دلوقتي هيقيموا علينا الحد....علشان ضحكنا بصوت عالى
مررت صدفة عينبها على الحاضرين لتجدهم يرمقونهم بالفعل لنظرات رافضة مما جعلها تتوتر...
فى ذات الوقت...
كان راجح جالساً بغرفة الاستقبال يستمع الي حديث ابن صديق والده وليد عندما سمع صوت تلك الضحكات مما جعل عينيه تتجه بحده نحو باب الغرفة المفتوح علي مصراعيه ليجد كلاً شقيقته وصدفة واقفتان يضحكان بالبهو بصوت مرتفع ..
تجاهلات عينيه شقيقته وتركزت علي تلك المرتدية فستان جعلت الدماء تغلي بجسده فقد كان ضيقاً يظهر جمال قوامها الذي يجعل اي رجل يركع علي قدميه تصلب وجهه بالغضب فهو لا يحب ان يراها احد بهذا الشكل فعندما قالت له بانها سترتدي فستان لم يعتقد انه سيكون بهذا الشكل...
=مش دي صدفة مراتك يا راجح اللى واقفة مع شهد...؟
استدارت عينيه بحده نحو ابن صديق والده الواقف بجانبه عندما سمع كلماته تلك ليجيبه بحده
=اها هي....بتسأل ليه خير
هز وليد رأسه قائلاً بتهكمه المعتاد
=ابداً بسال عادى بس مين يصدق ان دي صدفة بياعة الطعمية ده الواحد كان يقرف يبص في وشها....
ليكمل بهيام غافلاً عن ذاك الواقف بجانبه بجسد متشدد و شرارت الغضب تنطلق من عينيه
=لا بس ايه طلعت صاروخ ضرب نار....جسمها نـار مولــ........
و قبل ان ينهي جملته اندفع راجح نحوه مسدداً له لكمه قوية اصابت وجهه كادت ان تطيح برأسه من مكانه ليسقط مرتطماً بالارض بقسوة و هو يصرخ متألماً...
التف رجال العائلة و اصدقاء والده من حولهم يشاهدون ما يحدث باستمتاع فقد كان الجميع يكره وليد حيث كان مدمن سكير و ابن عاق لوالده الذي بكل يوم يتسبب بمرضه بافعاله القذرة..
سدد له راجح لكمة اخري هاتفاً بشراسة حيث كان كما لو كان اعصار من الغضب و النيران بداخله
=انت اتجننت يالا في دماغك و لا شارب حاجة من البلاوي اللي بتطفحها..
ليكمل و هو يهجم عليه مرة اخري ضارباً اياه عدة لكمات بوجهه مزمجراً بغضب و علامات الوحشية مرتسمة علي وجهه
= عليا النعمة ما هيطلع عليك صبح.....و ما هتخرج من هنا الا على نقالة......
صاح وليد بينما يضع يديه علي وجهه النازف محاولاً حمايته من ضربات راجح محاولاً تهدئته
=و الله ما اقصد... الكلام خرج مني كده انت عارف ان لساني دايماً فالت مني......
امسك راجح بياقة قميصه يجذبه منها و يهزه بقوة هاتفاً بغضب عاصف
=لا لسانك فالت منك هربطهولك متقلقش....
هتف والد وليد و هو يحاول جذب
بعيداً عن ولده الذى اصبح وجهه ينزف دماً
=خلاص يا راجح.. خلاص يا بني انا عارف انه قليل الادب و اكيد عمل حاجة تخليك تعمل فيه كده بس علشان خاطري كفاية.....
اجابه راجح بانفس ثقيلة لاهثة من شدة الانفعال و الغضب بينما يجذب وليد من فوق الارض ليضربه بقدمه في بطنه
=لا قليل الادب يتربى يا حاج صلاح....و انا بقي اللي هربيهولك
اندفع عابد الذي ما ان دلف الي الغرفة و شاهد ما يحدث اتجه نحو راجح جاذباً اياه بعيداً عن وليد الذي كان منحنياً علي نفسه و هو يمسك بطنه يصرخ من الألم هاتفاً بحده
=سيبه يا راجح كفاية...
رفض راجح الانصياع لوالده مما جعل عابد يجذبه بعيداً بقوه مزمجراً
=قولتلك سيبه يا راجح...ايه هتكسر كلمتي...
تردد راجح عدة لحظات مقاوماً رغبته بضرب كلمات والده عرض الحائط و الهجوم على وليد مرة اخرى لكنه بالنهاية ابتعد عنه منفذاً امر والده فلا يمكنه كسر كلمته امام اقاربهم..
جذبه عابد الى خارج الغرفة دالفاً به الى داخل احدي الغرف الفارغة حتي يتحدث معه...
بينما غمغم توفيق الذى وصل للتو و هو يقترب من صديقه مصطفى و الذى كان ايضاً شقيق زوج شهد
=فى ايه راجح ماله...؟!
هز مصطفى كتفيه قائلاً
=و الله ما عارف فى ايه راجح قام مرة واحدة فجأة و مسك وليد و نزل فيه ضرب زى المجنون محدش عارف ليه...
تفحص توفيق بفضول وليد الذى كان لا يزال جالساً على الارض بوجه متورم ملئ بالكدمات بينما انفه و فمه ينزفان بشدة
=ضربه ايه... ده طحنه مخلـ...
لكنه ابتلع باقى جملته مطلقاً صفيراً من بين شفتيه فور ان وقعت عينيه على صدفة التى كانت لاتزال تقف مع شهد
=اوباااااا مين الوحش ده...
تتبع مصطفى نظراته ليرى ما يشير اليه غمغم وهو يضحك عندما رأى الفتاة التى يقصدها
=دى صدفة يا عمنا مرات راجح...
هتف توفيق بحدة بينما عينيه بالصدمة
=نعم يا خويا... صدفة ازاى اها انا سمعت انها احلوت بس مش كده ده البت بقت وتكة.... دى تقول للقمر قوم وانا اقعد مكانك
ليكمل بشهوة و عينيه تمر ببطئ على جسدها
= و لا جسمها.... يا دين امى
قاطعه مصطفى بحده و هو يزجره بغضب
=يا عم عيب احترم نفسك دى مرات صاحب عمرك برضو ميصحش اللي بتقوله ده....
غمغم توفيق بارتباك نازعاً عينيه بصعوبة عن صدفة
=يا عم و انا قولت حاجة... انا اتصدمت لما شوفتها بس... انت عارف راجح بالنسبالى ايه ده اخويا و مراته يعنى اختى...
التوى فم مصطفى بسخرية عندما عادت نظرات توفيق علي صدفة مرة اخري يطالعها بنظرات قذرة
ربت على ذراعه
=هروح اسلم علي شهد و امشى علشان عندى شغل...
اومأ توفيق رأسه بشرود بينما عينيه لازالت مسلطة على صدفة
༺༺༺༺༻༻༻༻
في ذات الوقت
هتف عابد بغضب ما ان دلف هو و راجح الي الغرفة و اصبحوا بمفردهم
=هي حصلت تضرب ابن اقرب صاحب ليا في قلب بيتي.......
قاطعه راجح بشراسة بينما شرارت الغضب لا زالت تتقافز من عينيه
=ابن صاحبك اللي بتتكلم عنه اتكلم في حق مراتي...
هتف عابد صوت غليظ ساخر
=مراتك...!!!!!
ليكمل بقسوة و هو يتقدم نحوه رافعاً طرف عبائته التي يضعها حول عنقه علي كتفه بحده
=مراتك ايه..انت صدقت المهزلة اللي انت اصريت عليها علشان تعاندني و تحرق في دمي بس....انت عارف و انا عارف كويس ان اخرها معاك شهرين و هتطلقها...
قاطعه راجح هاتفاً بحدة و قد اثار تهكمه هذا استعال غصبه اكثر
=المهزلة اللي بتتكلم عنها دي اسمها جوازة... و اطمن صدفة هتفضل علي ذمتي مش هطلقها...
ليكمل بشراسة ضاغطاً بقسوة علي كل حرف من حروف كلماته
=صدفة مراتي.. و مراتي خط احمر اللي هيتكلم عليها او يجيب سيرتها عليا النعمة لأمحيه من علي وش الدنيا...
اسود وجه عابد بغضب هاتفاً بقسوة ضاغطاً علي رأس العصا التي بين يديه
=عال اوي بقى كده... لحقت تضحك عليك و تهبلك بمرقعتها و علشان بقت حلوة بقيت تريل على جسمها اللي ماشية تستعرضه بالمحذق و الملزق اللي هي لابساه......
قاطعه راجح مزمجراً بشراسة و قد انفجر الغضب بداخله كبركان من النيران الثائرة
=حاج عابد خد بالك من كلامك...
ليكمل بوحشية و عينيه تقدحان بشرارت الغضب و قد فقد السيطرة على اعصابه
=بعدين تضحك عليا.. تهبلنى... اريل عليها مريلش انا حر... على الاقل دي مراتى حلالى....
رمقه باعين تلتمع بالازدراء هامساً بقسوة من بين اسنانه المطبقة بقوة
=احسن من اللي بيريل علي واحدة قد بناته وبتضحك عليه و ومخلصة كل فلوسه اول باول....
زمجر عابد بحدة و قد شحب وجهه خوفاً من ان يكون راجح قد علم بعلاقته النى يخبئها عن الجميع...
=قصدك ايه....؟!
اجابه راجح وهو يهز رأسه دلالة على مبالاته
=اقصد اللى اقصده بقى....
ليكمل مشيراً نحو الباب قائلاً بخشونه و قسوة
=و الواد ده هيطلع برا... ومش هيعقد هنا دقيقة واحدة
صاح عابد بغضب و هو يندفع نحوه ممسكاً بذراعه عندما رأه يتجه نحو الباب مانعاً اياه من الخروج
=ايه.. حيلك حيلك...تطرد مين برا.....
ليكمل بقسوة و هو ينكزه في صدره بمؤخرة عصاه المدببة
=ده ابن صاحبى..يعنى ابن اخويا.. و ده بيتي يعني متقدرش تطرده من هنا....
اهتز جسد جراح بعنف كما لو ضربته صاعقه فور سماعه كلماته تلك لكنه سيطر علي نفسه حتي لا يظهر تأثره غمغم بوجه متصلب و هو يتجه نحو باب الغرفة
=يبقي انا اللي مش هعقد هنا دقيقة واحدة لا انا و لا مراتي..
هتف عابد محاولاً ايقافه
=بعملتك دي هتكسر فرحة اختك بعيد. ميلاد ابنها...
غمغم راجح و هو يفتح الباب و هو لايزال يوليه ظهره
=اختي انا هعرف اراضيها بطريقتى....
هتف عابد من خلفه بغل و كامل جسده يهتز بالغضب
=بدل ما انت يا خويا بتشطر علينا و عمال تضرب فى وليد و مبهدله و جاى تقل ادبك عليا روح اتشطر علي مراتك و لمها ....
تجمدت يد راجح الممسكة بمقبض فور سماعه كلماته تلك و قد اصبح الغضب الذي بداخله كالنيران التى تكاد تلتهم كل ما حولها ضغط علي فكيه بقوة حتى كادت اسنانه ان تنكسر وهو يحاول السيطرة علي انفعاله حتي لا يقدم علي ما قد يندم عليه لكنه نجح بالنهاية ان يستدير مغادراً المكان تاركاً عابد واقفاً بمكانه يراقبه باعين تلتمع بالغيظ و الحقد مطلقاً لعنات غاضبه حادة..
༺༺༺༺༻༻༻༻
كانت صدفة واقفة تتابع ما يحدث بوجه شاحب و هي لا تفهم ما يحدث حيث هاجم راجح فجأة علي احدي الرجال ضارباً اياه بعنف و قسوة ثم اخذه والده و دلفوا الي احدي الغرف واغلقوا عليهم...
اعتدلت في وقفتها عندما فتح الباب و خرج راجح منه اندفعت نحوه نعمات و شوقية محاولين الاطمئنان عليه و معرفة ما بحدث لكنه غمغم بتجهم و هو يتجاوزهم
=بعدين... بعدين ياما مش وقته
..
شاهدته صدفة يتجه نحوها و علامات الغضب مرتسم علي وجهه مما جعل قلبها يقفز داخل صدرها بخوف و هى تحاول ان تتذكر ما يمكن ان تكون فعلته و تسبب بغضبه اتسعت عينيها بذعر من الوحشية التى اظلمت عينه عندما اصبح بقف امامها قائلاً بنبرة حادة مقتضبة و هو يقبض على ذراعها بقسوة جاذباً اياها معه نحو باب المنزل
=قدامي ....
تبعته صدفة و هي تشعر بالارتباك و التوتر بينما هتفت شهد محاولة اللحاق بهم
=راجح هتمشوا طيب و العيد ميلاد...
ربت راجح علي ذراعها بلطف
=معلش يا شهد...هعوضك انتي و فارس بس لازم امشي...
ثم تبع طريقه للخارج و هو لايزال ممسكاً بذراع صدفة التى كان وجهها شاحب كشحوب الاموات من شدة الخوف...
الفصل الثاني عشر
. فور دلوفهم الى شقتهم التفت صدفة الي راجح هامسة بصوت مرتجف و قلبها لا يزال يقصف بخوف داخل صدرها من الغضب المرتسم علي و جهه
=في ايه يا راجح ايه..؟ اللي حصل....؟
اجابها هاتفاً بقسوة بينما يتخذ عدة خطوات غاضبة نحوها
=فيه انك خليتي واحد وسـ..ـخ يتكلم عليكي علشان لابسة فستان زى ده.....
ليكمل بشراسة قابضاً علي ذراعها وهو يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية
= فستان لازق علي كل حته في جسمك و مفصلها... فستان مينفعش واحدة زيك تلبسه..
شحب وجه صدفة فور سماعها كلماته نلك التي هدمت في ثوان فرحتها و الثقة التي اكتسبتها منذ اقل من ساعة...
شعرت بالألم يعصف بداخلها من معنى كلماته القاسية تلك و التى كانت تعنى ان الفستان الذى ارتدته غير مناسب لفتاة مثلها بجسدها الممتلئ...
ضغطت بيدها علي قلبها للتخفيف من الالم الذي يعصف به و هى تأنب نفسها بقسوة على ارتدائها هذا الفستان فلما لم تستمع الي حدسها الذى اخبرها انه لا يليق بها ارتداء مثله لما جاذفت بارتداءه فبالطبع قام الشخص الذى ضربه راجح بالسخرية منها و من امتلاء جسدها الذى اظهره هذا الفستان بوضوح...
عند هذه الفكرة انفجرت باكية بشهقات ممزقة مما جعل راجح الذى كان واقفاً يتابعها بنظرات مشتعلة بالغضب يصدم عندما رأها تنفجر باكية بهذا الشكل هتف بعصبية و حدة
=بتعيطي ليه دلوقتي...؟
همست بصوت مرتجف ضعيف من بين شهقات بكائها الممزقة
=علشان عندك حق.. مكنش ينفع واحدة تخينة زي تلبس فستان زي ده كنت المفروض افضل لابسة العباية..
لتكمل بصوت مكتوم باكي القهر ينبثق منه بينما تدفن وجهها بين يديها و بكائها يزداد بقوة
=زمان كل قرايبكوا و صحابكوا اتريقوا عليا...
شعر راجح بالذنب فور سماعه كلماتها تلك فقد كانت سعيدة للغاية لارتدائها فستان لأول مرة بحياتها و هو اخرج بها غضبه من ذلك الحقيـ.ر...
اقترب منها عاقداً ذراعه حول خصرها جاذباً اياها بلطف ليستند جسدها اللين الي جسده الصلب ابعد يديها عن وجهها قائلاً بلطف محاولاً تهدئتها
=بصيلي...
رفضت النظر اليه مخفضة رأسها للاسفل بينما الدموع تنسدل علي خديها اكثر مما جعله يزفر ببطئ قائلاً
=اولاً انا مجبتش سيرة ان الفستان متخنك او الكلام الأهبل اللي انتى قولتيه ده... انا كنت اقصد بكلامى انه مش مناسب لواحدة متجوزة...
ليكمل وهو ينظر اليها بحنان يحيط وجهها بيديه و هو يدرك مدي انعدام ثقتها بنفسها
=ثانياً بقي انتي مش تخينة...و محدش اتريق عليكي بالعكس الكل كان معجب بيكي تحت...
هزت رأسها هامسة بصوت اجش من اثر البكاء
=انت بتقول كده علشان صعبت عليك...لكن انت نفسك قبل كده قولت اني مش حلوة و مهزش فيك شعرة واحدة
لعن نفسه بقسوة علي كلماته الغبية التي اسمعها اياها بوقت سابق لكي ينقذ كرامته التى كانت مجروحة بسبب رفضها اياه..
شعر بقبضه تعتصر قلبه عندما
لمح ومضة الألم التى ظهرت بعينيها و قد بدأ يفهم الان ما حدث بالاسفل فقد كان سبب غضبه منها غيرته العمياء فعندما رأها بذلك الفستان شعر بالنيران تشتعل بصدره فور تخيله لكل رجل بالحفل سيراها بهذا الجمال و ما زاد الامر سوءً كلمات الحقير وليد و والده لكن الحقيقة انها لم ترتكب اي خطأ ففستانها لم يكن يختلف كثيراً عن فستان شقيقته شهد و باقى الفتيات بالحفل لكنهم انتقدوا صدفة لانهم لايزالوا يروها صدفة بائعة الطعمية التى هى ادنى منهم الجميع يستكثرون عليها ان يروها بحال افضل..
اشتعل الغضب اكثر و اكثر بداخله رغب بالنزول الي الخفل مرة وتلقين كل احمق درساً لن ينساه طوال حياته...
امسك بيدها جاذباً اياها بصمت لداخل غرفة النوم دفعها امام المرآة التي كانت بطول الحائط..
واقفاً خلفها بينما يديه تقبض علي كتفيها بلطف مغمغماً بلطف باذنها
=بصي في المرايا و قوليلي شايفة ايه...
نظرت صدفة الي المرأة بتردد هامسة بصوت مرتجف و هى تتفحص برفض مظهرها بذلك الفستان
=شايفة جامـ.ـوسة لابسة فستان مش لايق عليها...
عقد ذراعيه حول خصرها جاذباً اياها اليه ليستند ظهرها الي صدره الصلب همس بالقرب من اذنها و هو يصر على رفع ثقتها بنفسها
=طيب اقولك انا شايف ايه....
ليكمل هامساً بالقرب من اذنها بصوت مليئ بالعاطفة بينما نظراتهم تتلاقى بالمرآة
=شايف بطل قدامى....اجمل واحدة كانت في عيد الميلاد كله...
اخذ يمرر يديه بلطف علي جسدها هامساً لها بصوت اجش و قد اسودت عينيه برغبة
= مفكيش غلطة واحدة....
هزت رأسها قائلة بصوت مكتوم باكي و هي لا تصدق كلماته تلك
=انت بنفسك قولت انك ضربت ابن صاحب ابوك علشان اتريق عليا...
لم يجيبها راجح حيث قام بنزع حجاب رأسها الذي كانت ترتديه محرراً شعرها الحريري الذي انسدل بنعومة علي كتفيها و ظهرها ازاح بيده شعرها عن كتفها دافناً وجهه بعنقها يمرر شفتيه بلطف عليه وهو يكمل محاولاً اقناعها
=ابن صاحب ابويا ضربته علشان بصلك بطريقة مينفعش يبصلك بها....
ليكمل بتملك حارق
=و لا من حق اي راجل تاني انه يبصلك بالطريقة دى......
شعرت صدفة بالصدمة و الارتباك عند سماعها كلماته المتملكة تلك بينما بدأ شعور من الراحة يتخللها فور ادراكها انه قد قام بضربه ليس لسخريته منها و انما بسبب مغازلته...
قرب شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش مثير
=الفستان اول ما شوفتك به اتجننت... و اللي جنني اكتر لما انخيلت اي راجل كان هيشوفك به خياله المريض كان هيصورله ايه...
ليكمل و هو يتأمل جسدها بالمرآة باعين تشتعل بنيران الرغبة
=تخينة ايه يا هبلة ده انتى بطل عليا النعمة بطل و مفكيش غلطة واحدة..
احمر وجهها بشدة من الخجل بينما شعرت برجفة حادة تسري بسائر جسدها عندما شعرت بانفاسه الدافئة تمر فوق عنقها الذي كان يقبله بشغف وقفت تنظر الي انعاكسهم بالمرآة بعينين متسعة بينما اخذ صدرها يعلو و ينخفض بشدة وهي تكافح لالتقاط انفاسها....
اسندت رأسها علي كتفه بينما كان مستمراً بتقبيل عنقها و حلقها بقبلات و شغوفة ملتهبة..
صدح رنين هاتفه لكنه تجاهله مستمراً بتذوق عنقها المرمري الناعم لكن عندما استمر رنين الهاتف لأكثر من مرة ابتعد عنها مطلقاً لعنات حادة غاضبة و هو يخرج هاتفه من جيب بنطاله اجاب بحنق علي المتصل
=خير ياما في ايه...
ليكمل هاتفاً بغضب
=الف جنية ايه تانى اللي ضاعت منك..
استقرت نظراته علي صدفة بينما يستمع الي والدته تهتف بغضب و صوت مرتفع وصل الي مسمع صدفة التي تراجعت للخلف بعيداً عنه شاعرة بالاضطراب عندما استقرت نظراته بحده عليها
=الف جنية خالتك شوقية منقطة بهم اختك شهد... و اختك اتدهملى حطتهم في الدرج بتاع الطرابيزة اللي ف الصالة و مراتك كانت واقفة ساعتها.......
لتكمل بحدة و غضب
=مفيش غيرها خدتهم... ولا انت فكرك اني مخدتش بالى انك حطيت الالفين جنية المرة اللي فاتت من جيبك علشان تدارى علي مصيبتها...الالفين جنية كانوا كلهم متينات مش ميات يا قلب امك....لسه معايا مصرفتش منهم جنيه علشان ناوية ارجعهملك انا خدتهم منك يومها و سكت قولت بلاش احرجك و عفى الله.... بس المرة دى و ديني ما هعديها يا راجح...
زمجر راجح بغضب مقاطعاً اياها شاعراً كما لو تم سكب دلو من الماء علي رأسه شاعراً بالغضب و الاحراج في ذات الوقت
=طيب اقفلى ياما... اقفلى انا نزلك
همست صدفة بصوت مرتجف و هى تراقب وجهه المشتد بالغضب بينما يغلق هاتفه ويضعه بجيب بنطاله محاولة التأكد من صحة ما سمعته
=في ايه.. يا راجح؟!
ظل واقفاً يتطلع اليها بصمت يضغط علي فكيه بقوة كادت ان تكسر اسنانه و هو يحاول بصعوبة التحكم باعصابه حتي لا يفعل شئ قد يندم عليه... التف مغادراً الغرفة دون ان يجيبها مما جعلها تركض خلفه تلاحقه لتجده قد وصل الي باب السقة الذي فتحه استعداداً للمغادرة لكنها هتفت موقفة اياه بصوت لاهث
=راجح...
التف اليها لتسرع هامسة بصوت القهر ينبثق منه...
=و الله العظيم ما خدت حاجة....
وقف ينظر اليها بصمت عدة لحظات و لايزال التعبير الحاد المقتطب مرتسم علي وجهه ثم التف خارجاً مغلقاً الباب خلفه دون ان يجيبها...تاركاً اياها واقفة مكانها بجسد يرتجف بقوة تبكى بشهقات مكتومة....
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور يومين....
جلست صدفة تشاهد التلفاز باعين شاردة بينما الثقل الذي بقلبها يزداد فقد مر يومين علي ما حدث بحفل ميلاد فارس ابن شهد و منذ ذلك اليوم و راجح يتعامل معها ببرود مقيت لا يتحدث معها ابداً يأتي كل ليلة بوقت متأخر من عمله يأكل طعام العشاء الذى تعده من ثم يذهب للفراش مباشرةً دون ان يتحدث اليها..
حاولت اكثر من مرة ان تتحدث معه و اقناعه انها لم تسرق شئ لكنه بكل مرة يقاطعها ببرود و جفاف انه لا يريد التحدث بالأمر ثم يتركها و يذهب...
قاطع شرودها هذا صوت رنين جرس الباب نهضت متجهه نحوه لكي تفتحه و هي تتوقع ان تكون هاجر او شهد فلا يوجد سواهم من يأتون لزيارتها...
لكن فور ان فتحت الباب اسرعت بمواربته مختبئة خلفه فور رؤيتها لتوفيق صديق راجح
هتفت بارتباك و هي تختطف طرحتها من فوق الطاولة التي بجانب الباب
=ثوانى....
خرجت اليه مرة اخرى بعد ان غطت رأسها بالحجاب
=ايوة.. خير..
غمعم توفيق الذى تحجج و أتى الي هنا لكى يراها فمنذ يوم الحفل و هو سيجن و يراها مرة اخرى لكن عندما فتحت له الباب و رأها بذلك الشعر الحريرى الاسود اعتقد ان قلبه سيقف من شدة جمالها..
هتفت صدفة بحدة عندما ظل يتطلع اليها بصمت
=بقول خير...عايز حاجة...؟
خرج توفيق من شروده هذا متنحنحاً قائلاً بارتباك
=راجح هنا....
هزت صدفة رأسها قائلة بهدوء و هي تمسك بالباب الذي كانت مواربه اياه
=لا مش موجود....
اومأ رأسه و هو يخرج مبلغ من المال من جيبه قائلاً
=طيب لما يجى اديله الفلوس دي دول ١٠ الاف يبقي عليا له لسه ٥ الاف...
اخذتهم منه صدفة مغمغمة بهدوء
=طيب ماشي....
ثم انتظرت ان يلتف و يذهب حتي تغلق الباب لكنه ظل واقفاً مكانه مما جعله تهمهم بنفاذ صبر
=مش خلاص ولا في حاجة تانية...
اجابها توفيق وهو يمرر عينيه علي جسدها من فوق لأعلي بنظرات ذات معنى
=بصراحة فيه... من يوم ما شوفتك في عيد الميلاد و انا بقول لنفسى ياريتك كنت اتبليتى عليا انا و بقيتي من نصيبي....
ليكمل وهو يرمقها بنظرات وقحة
=بس قوليلى انتى ازاى احلويتي كده يا بت يا صدفة...ده انتي طلعتي جامدةيا بت....
اهتز جسدها بعنف كما لو صاعقة قد ضربته فور ادراكها انه يعلم سبب زواجها من راجح لكنها قررت تجاهل كلماته تلك هاتفة بحده مقاطعة اياه
=بت لما تبتك يا بقف....و ابقي اسأل امك و هي تقولك ازاى
هتف توفيق بحدة و هو يضغط علي فكيه بغضب
=و لزمته ايه قلة الادب دي.... اما بت قليلة الادب بصحيح...
نزعت صدفة النعال المنزلى الذي كانا ترتديه ممسكة به بيدها تلوح به امامه بتهديد
=واديك كمان بالجزمة فوق دماغك صحيح راجل ناقص....
لتكمل بحدة وهي لازالت ممسكة بالنعال بيدها تضغط على حروف كلماتها بقسوة بينما وقف توفيق يتلفت حوله خوفاً ان يسمع احداً صوتها المرتفع
=لولا اني مش عايزة اعمل مشاكل كنت عرفت جــوزى و هو كان يتصرف معاك...و تانى مرة متخطيش هنا طول ما راجل البيت مش موجود عندك التليفون ابقي اتصل به و اعرف هو فين و غور روحله...
انهت جملتها تلك وهي تنظر اليه من الاعلي لأسفل بنظرة ممتلئة بالنفور و الغضب مهمهمة بازدراء
= جتك ستين داهية تاخدك... نطع بصحيح.. اتفو
ثم اغلقت الباب في وجهه بقوة اهتزت لها الارجاء تاركة اياه واققاً بوجه محتقن و جسد متصلب هامساً من بين اسنانه المطبقة
=بالشبشب...
ليكمل بسخريه هو يعتصر يديه بجانبه بقسوى
=عاملالي فيها شريفة اوي بروح امك....ماشي...
ثم التف مغادراً مسرعاً قبل ان يأتى احد و يراه...
بينما وقفت صدفة تستند الي باب الشقة تستمع الي خطواته المبتعدة وكامل جسدها يرتجف بعنف وضعت يدها فوق صدرها الذي كان يعلو و يهبط بقوة بانفعال..
لا تصدق انه تجرئ و اسمعها تلك الكلمات و كيف علم بأمر المخزن و ادعائها علي راجح...
احترقت عينيها بالدموع و قد انقبض قلبها فبالطبع راجح قد اخبره فمن غيره الذي سيخبره فقد كان صديقه المقرب...
لكنها لا يمكنها ان تلوم راجح فهى من أذته بادعائها الكاذب عليه وبالطبع يكرهها لما فعلته به فلما سيخاف علي سمعتها... لذا لا يمكنها لوم احد سوا ذاتها..
انهارت جالسة علي الارض تدفن وجهها بين ساقيها و قد تخذ جسدها يرتجف بقوة و الالم الذي بقلبها يكاد يزهق روحها...
༺༺༺༺༻༻༻༻
في وقت لاحق..
دلف راجح الي المنزل بعد يوم عمل مرهق ليجد صدفة جالسة بغرفة الاستقبال والظلام يحيط المكان.. دلف الي الغرفة مشعلاً الضوء قائلاً بحدة
=قاعدة في الضلمة ليه... ايه بتحضرى عفاريت..
لم تجيبه حيث اخذت تتطلع امامها بصمت متجاهلة اياه مما جعله يزفر بحنق و هو يتقدم لداخل الغرفة لكنه توقف مكانه عندما لمح الاموال الموضوعة فوق الطاولة اشار نحوها قائلاً
=ايه الفلوس دى...؟!
اجابته دون ان تنظر اليه..
=فلوس جبهالك توفيق صاحبك و بيقولك يبقى عليه خـ..........
قاطعها بقسوة بينما يقبض على ذراعها جاذباً اياها منه لتصبح واقفة امامه
=قولتيلى مين...!؟!
اجابته بارتباك و هى تتلملم في وقفتها
=توفيق صاحبك..
هتف بحدة و يده تتشدد حول ذراعها بقسوة مما جعلها تأن متألمة
=و توفيق زفت ايه جابه و انا مش هنا..
نزعت ذراعها من قبضته بحدة هاتفة بغضب
=و انا مالى ما تروح تقوله...هو
اخذت عينيه العاصفة بشرارت الغضب تمر علي جسدها المحكم داخل عبائتها الضيقة اشار برأسه نحو عبائتها التى ترتديها و النيران تندلع بصدره عند تخيله لصديقه يراها بهيئتها تلك
=فتحتيله بمنظرك ده....؟
ارتبكت صدفة شاعرة بالخوف من اخباره بالحقيقة خوفاً من ردة فعله لكنها بالنهاية همست بالحقيقة فهى لم تفعل شئ لكى تخاف منه
=كنت...كنت لابسة طرحة طويلة و كنت واقفة و را الباب.... ادانى الفلوس من علي الباب و مشى....
اومأ برأسه مزمجراً بقسوة لاذعة
=تانى مرة مادام انا مش في البيت متفتحيش الباب لحد....
قاطعته بحده واضعة يديها حول خصرها بانفعال و قد صدمتها كلماته تلك
=ليه ان شاء الله عيلة صغيرة انا و مش هعرف اخد بالى من نفسى...
لتكمل بحدة و نفاذ صبر و قد احتقن وجهها من شدة الغضب
=انت مش ملاحظ انك بقيت خناقنى و كل شوية اوامر و تحقيقات ألبسى ده.. لا متلبسيش ده... بتتكلمى مع ده ليه.. لا بتضحكى مع ده ليه... متطلعيش البلكونة الا و طرحة على شعرك ايه خلاص وصلت كمان لباب الشقة....
وقف يتطلع اليها بصمت
شعر بالارتباك و التوتر و هو يرى صدق و منطق كلماتها فهو بالفعل صار مهوس بالتحكم بها وبتصرفاتها يود لو يخفيها عن اعين جميع الرجال بل لو اراد الصدق مع نفسه فهو يود لو يخفيها عن اعين جميع الرجال و النساء يرغب بها لنفسه فقط...
زفر بحنق فاركاً وجهه بغضب مديراً ظهره لها بينما يخرج هاتفه فسوف يحدث توفيق و يحذره من الا يأتى هنا مرة اخرى الا بعد ان يتصل به حتى و ان كان الامر هاماً...
شاهدته صدفة يتجه نحو الشرفة الخارجية ثم سمعته يتحدث بالهاتف مع صديقه بصوت حاد لاذع ثم تحول الى غاضب صارم
ضربت يدها بخدها وهى تهمس
=كل ده علشان عرف انه جه و هو مش موجود اومال بقى لو عرف بقى اللي قاله هيعمل فيه ايه هيقتله..
لذا اذا كان لديها رغبة باخباره عما فعله صديقه فقد تبخرت رغبتها تلك لاﻧها تعلم اذا اخبرته فسيحدث شيئان..
اما ان راجح سيصدق كلماتها و بهذة الحالة من المؤكد انه سيقوم بقتله.. و هذا بالطبع ليس ما تريده ليس خوفاً على ذلك الحقير الذى يدعى توفيق انما خوفاً على راجح فقد كان متهوراً و لا تضمن ردة فعله..
او انه لن يصدقها و يشكك بها و ينعتها بالكاذبة كعادته و هذا ما لا تريده ايضاً فهى قادرة علي التعامل بمفردها مع الأمر فقد واجهت الكثير من هذة المواقف...
خرجت من افكارها تلك عندما رأت راجح يخرج من الشرفة بعينين ملتمعة بالقسوة و وجهه محتقن بشدة..
تراجعت للخلف وهى تغمغم سريعاً
مشيرة نحو المال الموضوع على الطاولة
=فلوسك عندك اهها انا خدتها منه ومعدتهاش.. عدها انت براحتك....
لتكمل بتوتر و حدة
=علشان لو طلعت ناقصة تكلم صاحبك و تعرفه ...
غمغم راجح بقسوة يتخللها التهكم بينما يتجه نحو االطاولة
=متأكدة انها هتبقى ناقصة بسبب صاحبى مش بسببك يعنى....
ليكمل بسخرية لاذعة و هو يتناول المال من فوق الطاولة
=ده الواحد المفروض بعد ما يسلم عليكى لازم يعد صوابع ايده... و يخاف منك...
فرت الدماء من جسدها فور سماعها كلماته القاسية تلك شاعرة بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه اخفضت رأسها بينما تحاول السيطرة على الدموع التى ملئت عينيها بينما شعورها بالظلم و الاهانة ينهشان قلبها..
وقف راجح يتابع حالتها تلك شاعراً بالارتباك و التوتر فقد توقع ان تجادله و تتشاجر معه و ليس ان تقف بحالتها المنكسرة تلك..
تجمد جسده عندما رأى كتفيها يهتزان بضغف بينما رأسها لايزال منخفض يحجبه ستارة شعرها الحريرى..خرج منها صوت صغير متألم كان كسكين غرز بقلبه
اقترب منها مغمغماً بارتباك
=صدفة....
لكنها ابتعدت عنه مندفعة خارجة من الغرفة مما جعله يلعن بحدة بينما يلحقها لداخل غرفة النوم ليجدها جالسة علي طرف الفراش بوجه شاحب و عينيها ضبابيتين تحاول مكافحة الدموع...
لكن ما ان رأته دفنت وجهها بين يديها بينما حلقها ينقبض وهى تحاول كتم شهقات بكائها لكنها فلتت منها منكسرة..
احشاءه التوت بشدة داخله فور سماعه صوتها المنكسر هذا
اقترب منها جالساً علي عقبيه امامها و هو يشعر بالندم على كلماته القاسية تلك.
ابعد يديها عن وجهها رغم مقاومتها له مما جعلها تشيح بوجهها بعيداً لكن ليس قبل ان يرى خطوط الدموع المتساقطة علي خديها..
مال الي الامام ممسكاً بيديها بين يديه و ظل ينظر اليها حتى بادلته النظرات بعينين مغروقتين بالدموع غمغم بصوت مختنق
=حقك عليا متزعليش...
همست بألم من بين شهقات بكائها الممزقة
=انا تعبت.. تعبت من انى كل شوية اسمع كلام زى السم على حاجة معملتهاش....
لتكمل بصوت ممزق و كامل جسدها يرتجف
=و الله العظيم انا مش حرامية... و لا عمرى مديت ايدى علي حاجة مش بتاعتى...
نزعت يدها من يده مائلة بجسدها علي الفراش متناولة من فوق الطاولة المصحف الشريف رافعة اياه علي وجهها وهى تهمس بصوت مختنق
=و المصحف الشريف... انا مسرقتش منك ولا من غيرك...
انهت كلماتها محتضنه المصحف الي صدرها تبكى بحرقة و ألم...
شعر راجح بقبضة تعتصر قلبه اقترب منها ملتقطاً المصحف منها واضعاً اياه برفق فوق الطاولة مرة اخرى قبل ان يجلس بجانبها ويسحب اياها برفق بين ذراعيه يحتضنها و لمفاجأته لم تقاومه بل استسلمت له دافنه وجهها بصدره تنتحب بشدة
اخذ يمسد بيده برفق فوق شعرها احنى رأسه هامساً لها بصوت منخفض مختنق مقبلاً رأسها بحنان و هو يدرك ان ردة فعلها تلك لا يمكن ان تخرج الا من شخص يشعر بالظلم لاتهامه بشئ لم يرتكبه
=حقك عليا... متزعليش...
ظل يردد تلك الكلمات وهو مستمر بتمسيد شعرها و ظهرها بحنان تاركاً اياها تبكى فوق صدره محاولاً تهدئتها و اراحتها...
ظلت صدفة مستكينه فوق صدره شاعرة بالاستنزاف و الخمول بعد ان اخرجت كل ما بصدرها من بكاء..
ابتعدت عنه بهدوء تنوي التمدد فوق الفراش حتى تنام و ينتهى هذا اليوم لكن اسرع راجح بجذبها من ذراعها مانعاً اياها همست باعتراض بينما تحاول الافلات منه
=سيبنى يا راجح انا عايزة انام...
شدد قبضته حولها مانعاً اياها و هو يغمغم بصرامة
=لا مش هتنامى و انتى زعلانة....
ليكمل و هو ينحنى نحوها حاملاً اياها بين ذراعيه مما جعلها تصرخ متفاجأة
=هطلب لنا اكل من برا..و نسهر انا وانتى قدام التلفزيون و نتفرج علي مسلسل لن اعيش بجلباب ابى اللى انتى بتحبيه..
همست بارتباك بينما تعقد ذراعيها حول عنقه حتى لا تسقط
=عرفت منين انى بحب مسلسل لن اعيش في جلباب ابى....
اجابها بينما يحنى رأسه نحوها وابتسامة واسعة متسامحة ترتسم علي شفتيه
=و هو انتى بتتفرجى على حاجة غيره ليل نهار مشغلاه....
احمر و جهها بخجل بينما اخذت ضربات قلبها تزداد داخل صدرها بجنون انزلها برفق فوق الاريكة بغرفة المعيشة ثم جلس بجانبها قائلاً و هو يتناول هاتفه
=هااا عايزة تاكلى ايه يا ستى
بيتزا... كريب... شاورما
عضت شفتيها بارتباك غير قادرة علي اخباره انها لم تتناول اي من تلك الاشياء من قبل فهى تعرفها فقط من مشاهدتها للاعلانات علي التلفاز حيث ان المال الذى كانت تقتطعه من مال عملها كانت تدخل به جمعيات حتى تأتى بجهاز عرسها و الذى بالنهاية دمرته اشجان و عندما كانت ترغب احياناً بالترفيه عن نفسها تأتى بعبوة كشرى مصرى صغيرة ...
همست اخيراً باضطراب بينما تهز كتفيها خائفة من اختيار شئ لا تعرفه لذا اختارت ما اعتادت على اكله
=كشرى مصرى....
غمغمم راجح بمرح بينما يشير نحو التلفاز
=ده بمناسبة اننا بنتفرج علي فاطمة كشرى مش كده...
ضحكت صدفة بخفة اقترب منها ممرراً يده بحنان فوق وجهها مبعداً شعرها خلف اذنها
=عايزة حاجة تانية اجيبهالك...
هزت رأسها بالرفض و قلبها يتضخم داخل صدرها متمتعة بحنانه هذا...
و فور ان طلب الطعام شغل التلفاز علي المسلسل ثم جلس بجانبها علي الاريكة جاذباً اياها بجانبه محيطاً اياها بذراعه يحتضنها منا جعل ترتبك و تتردد لتستلم بالنهاية وتسند رأسها على كتفه تشاهد معه المسلسل لترتسم على شفتيها ابتسامة عندما انحنى طابعاً على رأسها قبلة حنونة بينما ذراعيه التى تلتف حولها تتشدد من حولها محتضناً اياها اكثر..
بعد مرور نصف ساعة...
كان كلاً من راجح يجلسان على الارض بجانب بعضهم البعض يتناولان الطعام الموضوع فوق الطاولة المنخفصة بغرفة المعيشة بينما يشاهدان التلفاز باهتمام..
توقف راجح عن تناول طعامه متابعاً بشغف تلك التى تبتسم بينما تتابع مسلسلها المفضل بكامل تركيزها..
تنحنح متردداً قبل ان يستجمع شجاعته حتي يطرح عليها ذلك السؤال الذى كان من المفترض ان يسألها اياه منذ ذلك اليوم الذى ادعت عليه به بتلك التهمة الحقيرة..
و بداخله امل ان يكون هناك سبباً لفعلتها تلك و الا تكون تلك المخادعة التى نصبت له فخاً
=صدفة....
همهمت مجيبة اياه و هى تتناول طعامها بينما عينيها لازالت مسلطة علي التلفاز تشددت قبضة راجح الممسكة بملعقة الطعام قائلاً بصوت جعله هادئ قدر الامكان
=ليه اتبليتى عليا يوم المخزن..و قواتى انة حاولت اغتصبك؟
شحب وجه صدفة فور سماعها سؤاله هذا و قد فرت الدماء من جسدها شاعرة بالارض تميد من تحتها التفت تنظر اليه باعين متسعة مليئة بالاضطراب و الخوف لا تدرى بما تجيبه خائفة من قول الحقيقة له عن اعتداء اشرف عليها فيكون قد نصب لها فخاً حتى يقوم بالايقاع بها واثبات برائته ليقوم بعدها بتطليقها و فضحها...
اخذ عقلها الفازع يصور لها ما يمكن ان يحدث اذا اخبرته فليس من المستبعد ان يقوموا بتزويجها لأشرف بعد ان يطلقها راجح...
وضعت الطعام من يدها مغمغمة بحدة بينما اخذ جسدها يرتجف
=هيكون ايه يعنى.... ما انت عارف كل حاجة...... لازمته ايه تفتح في الموضوع....
لتكمل بحدة لاذعة متصمعة الغضب
=ولا انت لقتنى قاعدة مرتاحة شوية قولت تعكنن عليا....ما انت مش بترتاح الا لما تقرف فيا و تحرق في دمى....
انتفض راجح واقفاً ملقياً بحدة عبوة طعامه علي الطاولة مقاطعاً اياها بقسوة و هو يشعر بخيبة الامل
=لا اقرفك و لا تقرفينى.....
ثم تركها و غادر الغرفة بخطوات ممتلئة بالغضب و الحدة...
شاهدته صدفة يغادر شاعرة بقلبها ينقبض بالألم دفنت وجهها بين يديها بينما حلقها ينقبض وهى تحاول كتم بكائها لكنها فلتت منها منكسرة لتنفجر بعدها ببكاء ممزق و هى لا تدرى هل ما فعلته كان صحيح ام خطأ....
دلفت بعدها الى غرفة النوم لتجدها فارغة ظلت جالسة على طرف الفراش تنتظره معتقدة انه بالحمام لكن مر اكثر من ساعه و لم يظهر بعد نهضت اخيراً لتتفحص الحمام اتجهت نحو غرفة نوم الاطفال تفتح بابها برفق لتجده غارقاً بالنوم باحدى الاسرة مما جعلها ترغب بالبكاء مرة اخرى فرغم كل ما حدث بينهم كانت هذة المرة الاولى التى يترك بها غرفتهم....
༺༺༺༺༻༻༻༻
في اليوم التالى....
غمغم بحدة اشرف الذى كان مستلقى على الاريكة التى ببهو شقتهم عندما رأى والدته تتجه نحو باب المنزل تستعد للمغادرة
=راحة فين ياما....؟
التفت اليه اشجان قائلة بينما تنحنى ترتدى حذائها
=راحة اعمل اللى قولتلك عليه...
انتفض اشرف جالساً قائلاً بفزع
=يا نهار اسود...
ليكمل و هو ينهض متجهاً نحوها
=ياما اللى عايزة تعمليه ده خطر راجح الراوى لو قفش كدبك فى حاجة زى دى ممكن يقتلك...
هتفت اشجان بانفعال و هى تدفعه بيدها في وجهه..
=متفولش في وشى يا ابن الجزمـ.ـة بعدين هيعرف منين انت مش قولت انها دبسته في الجوازة و اتبلت عليه...
اومأ اشرف برأسه قائلاً
=ايوة.....بس افرضى كان دخل عليها و جوازهم بقى حقيقى البت صاروخ متتسبش...
ضربت اشجان يدها فوق يدها الموضوعة اسفل صدرها هاتفة بحدة
=لا اطمن جوازهم مش حقيقى...و مدخلش عليها اى راجل مكانه مهما كانت حلوة هتفضل حتة انها اتبلت عليه و فضحته واقفة في زوره مش هيقدر يبلعها.....
قاطعها اشرف هامساً بشغف بينما يفرك بيده صدره
=عليا النعمة...لو حتى قاتلنى بسكينة تلمه ما هيفرق معايا دى صاروخ ارض جو يامااااا
بصقت اشجان عليه مغمغمة بغضب
=و هو انت راجل ده انت عيل برياله ماشى تريلى عليها و طول اليوم مصدعنى بها....
مسح اشرف وجهه قائلاً بحدة
=انتى بتتكلمى كده علشان مشوفتهاش ده انا الاسبوع اللي فات كنت واقف بشرب عصير قصب فى العصارة اللي فى السوق وشوفتها معديه هى و شهد الراوى... عليا النعمة زمان كنت بضرب المثل بشهد الراوى في الجمال و الحلاوة المرة دى شهد هوا جنبها و لا كأنها باينه كده البت فرسه بحق.......
ربتت اشجان على صدره قائلة بسخرية
=طيب يا ابو رياله ادينى راحة اجيبهالك هنا تانى تعيش خدامة تحت رجلك على الله ترحم امى من صدعاك.....
اسرع اشرف بلف ذراعيه حول والدته هاتفاً بحماس و هو يحتضنها
=ياحبيبتى ياما بتعملى كل ده علشانى....
دفعته اشجان بحدة بعيداً هاتفة بغضب
=ابعد يا اهبـ.ـل يا ابن الاهبـ.ـل هتخنقنى.....
لتكمل و هى تعدل من وضع شعرها الذى بعثره
=بعدين مش بعمل ده لسواد عيونك انا بعمل ده علشان في نار جوايا بتغلى كده كل ما بسمع الناس بتتكلم عن العز اللي هى عايشة فيه...
لتكمل بحقد و غل و هى تشير باصبعها نحو الارض بجانب حذائها
=و دينى لأرجعها هنا تحت جزمتى و اخليها اعفن و اوسخ من الاول...
ثم اختطفت حقييتها و غادرت المنزل مغلقة الباب خلفها بقوة تاركة اشرف يراقب مغادرتها تلك و ابتسامة واسعة ترتسم فوق شفتيه...
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور نصف ساعة...
كان راجح يتطلع بشرود الى الاوراق التى امامه علي مكتبه وعقله منشغل بتلك التى تركها بالمنزل نائمة حيث انه ذهب الى العمل مبكراً حتى لا يتواجه معها فقد حاول بالامس جعلها تتحدث معه و تخبره لما قامت بهذا الادعاء الحقير بحقه.. فحتى و ان اخبرته انها فعلته من اجل حاجتها للمال كان سيحاول يتفهم لما احتاجته خاصة و انه كان سيتقبل الامر بسبب فقرها و حاجتها اليائسة للمال...
خرج من شروده هذا عندما سمع طرق علي باب مكتبه رفع رأسه ليجد اشجان زوجة متولى تدلف الى الغرفة وهي تهتف بصوت مرتفع
=السلام عليكم...
لتكمل و هى تتقدم نحو مكتبه
=ازيك يا راجح باشا....
تعجب راجح من زيارتها تلك اومأ برأسه مغمغماً بهدوء
=وعليكم السلام
ليكمل مشيراً نحو المقعد الذي امام مكتبه
=اقعدى يا ام اشرف... خير
جلست اشجان على المقعد الذى اشار اليه مغمغمة بارتباك
=خير... خير طبعاً يا راجح باشا....
لتكمل سريعاً وهي ترسم علي وجهها الحزن
=بصراحة كده انا جيالك تبقى وسطة خير بينى و بين صدفة....
تراجع راجح في مقعده يتطلع اليها بصمت مما جعلها تردف بصوت حزين
=اصل بكلمها بقالى مدة مبتردش عليا في التليفون و بصراحة خايفة اروحلها شقتها تطردنى اصلها شايلة منى اوى....
قاطعها راجح بحدة
=ما عندها حق تزعل... لما انتى و جوزك اللي المفروض اهلها و مالهاش غيركوا محدش فيكوا فكر يحضر فرحها و يقف معاها... وحتى في الصباحية و طول الشهر اللي فات من يوم ما اتجوزت محدش فيكوا فكر يجى يزورها او يرفع عليها تليفون و يطمن عليها.......
.
همست اشجان بارتباك
=نعمل ايه بس ما هى بعد خناقتنا يوم العفش هى اللى حرجت علينا محدش يقرب منها او يحضر الفرح...
لتكمل بخبث بينما ترسم على وجهها الهدوء كما لو كانت تتحدث بعفوية
=هي من بعد ما عرفت انى عرفت اللي كان بينكوا قبل الجواز و هى مش طايقنى فاكرنى هذلها باللى عرفته عنها.......
تشدد جسد راجح بقسوة فور سماعه كلماتها تلك اعتدل في جلسته مغمغماً بصوت جعله هادئ قدر الامكان
=و انتى عرفتى ازاى اللي حصل بنا قبل الجواز.....
ضربت اشجان يدها على صدرها ممثلة الفزع
=يقطعنى و يقطع لسانى اللي متبرى منى ده اهو.....
ضيق عينيه بغضب عليها مقاطعاً اياها بخشونة وعصبية مفرطة
=انجزى عرفتى منين....
همست اشجان بصوت مرتجف بينما تتطلع اليه بارتباك
=عرفت... عرفت بالصدفة و الله من 3 شهور كنت سمعت صدفة في مرة بتتكلم في التليفون بليل كانت فاكرة انها في البيت لوحدها علشان كنا بايتين عند اختى بس انا رجعت اجيب الشاحن بتاع الموبيل اصل كنت نسيته و.....
ضرب راجح بيده فوق سطح مكتبه مقاطعاً اياها بقسوة و نفاذ صبر
=انجزى هتحكيلى قصة حياتك......
اومأت برأسها بهلع و هي تهمهم بخوف
=حاضر حاضر... سمعتها بتكلم واحد وهى بتعيط بتطلب منه يتجوزها و يستر عليها بعد ما سلمت نفسها له....
انسحبت الدماء من جسد راجح شاعراً بلكمة قوية تصيب صدره فور سماعه كلماتها تلك بينما توقفت اشجان تراقب ردة فعله علي كلماتها تلك لترتسم ابتسامة داخلها فور ان رأت وجهه الذى احقن بالغضب والصدمة لتكمل سريعاً
=و لما دخلت عليها و حاولت اعرف اسم الجدع اللي غلطت معاه علشان احاول اخليه يصلح غلطته منها رفضت و قعدت تزعق معايا....
قاطعها راجح بصوت مشدود خشن بينما يضيق عينيه بغضب
=الكلام ده كان امتى....
اجابته بصوت مرتجف وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الخوفمن عينيه المظلمة المسلطة عليها
=مش..مش فاكرة و الله يا باشا..
لتكمل موضحة جاعله شكه يزداد اكثر و اكثر....
=ممكن من حاولى شهرين بس انت جيت بعدها اتقدمتلها فهمت ان لامؤاخذة يعنى ان انت اللي غلطت معاها....
لتكمل بعفوية مصطنعة متجاهلة شرارات النيران التي تندلع من عينين مستمعها
=اصل بصراحة يعني واحد زيك يا باشا هيعوز يتجوز واحدة زى صدفة ليه ده الحي كله اتصدم لما عرف بجوازك منها....
توقفت قليلاً قبل تضرب يدها فوق ساقها هامسة بصوت باكى
=ويوم العفش بتاعكوا لما واجهتها و فهمتها ان انا عارفة انه انت قعدت تصوت وتضرب فيا و حلفت 100 يمين ما احضر لا انا و متولى الفرح...كانت خايفة ان اقول لحد.....
لتكمل مشيرة نحو المصحف الموضوع علي المكتب بجانب راجح
=مع ان و المصحف الطاهر ده يا باشا حلفتلها ان سرها في بير وما هفتح بوقي بس هي مسمعتنيش و من يومها و هي مقاطعنا حتى الاتصال مبتردش علينا علشان كده جيتلك تتوسط لنا و تفهمها ان انا و الله ما هنطق دى بنتى يا ناس حد يفضح ينته.....
اخذت تتحدث بكلمات منفعله لكن
لم يكن راجح يستمع اليها حيث قد بدأ عقله يربط كلماتها بما حدث فالان يعلم لما اتهمته بذلك الاتهام الحقير فقد سلمت نفسها الى رجل اخر و عندما تهرب منها و لم يتزوجها قامت بالصاق تلك التهمة البغضاء به محاولة التستر على فعلتها...
تسارعت انفاسه و احتدت بشدة شاعراً كأن ستار اسود من الغصب اعمت عينيه....غضب عاصف لو اطلق له العنان له لأحرق الأخضر و اليابس و لا يترك خلفه سوى الدمار والموت انتفض واقفاً و عروق عنقه تتنافر بينما يزداد وجهه احتقاناً من عنف و وحشية افكاره فى تلك اللحظة...
هتفت اشجان بقلق مصطنع عندما رأته ينتقض واقفاً متجهاً نحو باب الغرفة
=رايح فين يا راجح باشا...
لكنه تجاهلها و اتجه نحو الباب بخطوات غاضبة مشتعلة ليصطدم بقوة بتوفيق الذى كان واقفاً بمدخل الباب و الذى سمع بالصدفة الحديث الذى دار بالداخل هتف بقلق حقيقى محاولاً الامساك براجح
=رايح فين... اعقل يا راحج متتهورش
لكن راجح جذب نفسه منه و اندفع خارجاً و على وجهه يرتسم تعبير وحشى يجعل من يراه يفر هارباً...