رواية جريمة العشق الممنوع الفصل الرابع4 بقلم نورا عبد العزيز
بعنـــوان "خــدعـــــة"
كانت “إيفا” تتجول فى منزل “إيلين” لتفتح باب أحدى الغرف ولتجد أجهزة كمبيوتر وأجهزة ألكترونية أخرى ففتح الضوء لترى صورة لها وهى تضع الخوزة على رأسها ربما لو رأها أى شخص أخر لن يتعرف عليها لكن كيف لها بأن لا تتعرف على صورتها، هذه الصورة قد نُشرت فى أحد المجلات الأجنبيةمصحوبة بمقال عن جريمتها وتوحشها، أقتربت “إيفا” أكثر وهى تنظر إلي هذه الحائط والمقالات المعلقة عليها فيبدو أن هذه الفتاة “إيلين” ذاكرت وأجتهدت جيدًا فى هذه القضية من أجل متابعينها على القناة والحصول على المال وربما هذا الجهد هو من جلب لها الموت وكلفها حياتها أستدارت “إيفا” عن هذه الحقائق ثم غادرت الغرفة وهى تفكر فى القادم وأعدت كوب من النسكافيه الساخن ثم جلست على الأريكة وهى شاردة فى المستقبل وكيف تلقي القبض على هذا الرجل الذي ينتحل شخصيتها لتغمض عينيها وهى تتذكر ما حدث منذ قليل وكيف كانت على وشك الموت من الشرفة حتى قطع شرودها رنين هاتفها لتري أسم “جاك” فأخذت الهاتف ودلفت للشرفة كي تتحدث معه وفور استقبالها الأتصال ووضع الهاتف على أذنها تحدث “جاك” بنبرة قلق وخوف قائلًا:-
-أنتِ بخير؟
-امم متقلقش
قالتها “إيفا” ببرود شديد وهى تتكأ بظهرها على الباب الزجاجى الخاص بالشرفة فقال “جاك” بجدية:-
-لا تقلقين هذا الرجل لن يتحدث بشيء عنا؟
تنهدت “إيفا” بهدوء ثم قالت بسخرية:-
-هذا الرجل!! الرجل اللى جبته عشان يحسس الشرطة أن حياتى فى خطر كان هيقتلنى بالفعل يا جاك but tell me, how long have your men been so stupid (من امتى ورجالك أغبياء؟)
تنهد “جاك” بأسف شديد وهو يسمع حديثها بعد أن عرض رجاله حياتها للخطر بالفعل لم يكن تمثيل بحق ثم قال بأعتذار منها:-
-sorry, it won’t happen again(اسف لن يحدث هذا مرة أخرى)
أومأ “إيفا” له بالموافقة وقبول أعتذاره ثم قالت:-
-امم متعتذريش يا جاك، دا كان أمرى أن الشرطة تحس أن حياتي فى خطر عشان يحمونى فعلا وأقرب منهم عشان أقدر أوصل لكل المعلومات اللى عندهم عن القاتل دا، لكن رجاءا متقولش لليزا حاجة عن اللى حصل النهاردة هتقلق زيادة ونظف الفوضي اللى حصلت، الشرطة قبضت على واحد من رجالك
أجابها “جاك” بجدية وهو يقول:-
-اجل لكن أنتبهى فى قربك من الشرطة وما تنوى فعله
كادت ان تغلق الخط فأنزلت الهاتف عن أذنها لكنها وضعته مُجددًا وقالت:-
-جاك ..متخليش حد يشوف وجهك، الوجه الأسيوي اللى عندك سيكون مميزة جدًا فى مصر عشان يفتكره أى شخص
-لا داعى للقلق
قالها “جاك” ثم أغلق الخط معها لتنظر على البطاقة الشخصية الخاصة بـ “يحيي” وهى تمسكها فى يدها وتنظر لها فى صمت ..
______________
“فندق بوبلار”
خرج “جاك” من التراس بعد أنهى مكالمته معها فوجد “ليزا” تقف أمام بعد أن سمعت جزء من الحديث ووجهها غاضب وأحمر أكثر من شدة نيران الغضب المكبوح بداخلها ثم قالت بأختناق:-
-على ماذا تنوى؟ بماذا تقصد أنها ستقترب من الشرطة
صمت “جاك” قليلاً وهو يتحاشي النظر لها ناظرًا للجهة الأخرى فصاحت “ليزا” بأنفعال شديد تقول:-
-حسنا لا تخبرنى سأذهب لها وأسالها
أستدارت لكى تغادر فأسرع “جاك” خلفها ومسكها من ذراعها ليمنعها من الرحيل وقال:-
-لا تذهبى لهناك؟ تعلمين أنها حذرتك من الذهاب
حدقت “ليزا” به بصمت ونظرة عينيها تعنى الأصرار على موقفها ليقول:-
-حسنا سأخبرك بما تخطط له إيفا لكن لا تثورين علي بعدها
أخبرها بالخطة كاملة لتصرخ بأنفعال قائلة:-
-ماذا!! ستتقرب من قائد الفريق.. هل يُعقل أن تقترب مجرمة من ضابط الشرطة المُكلف بالقبض عليها.. كيف وافقتها على شيء كهذا ها.. أخبرنى كيف سيكون قرب إيفا من يحيي هو الأفضل لها
وقف “جاك” من مكانه وقال وهو يربت على كتفها بلطف:-
-فلتهدأي يا ليزا وثقي بإيفا
رفعت “ليزا نظرها به ثم أبعدت يده عنها وقالت بأختناق وهى تعارض هذا الشيء:-
-هل رأيت من قبل فريسة تدخل بيت الأسد وتخرج منه حية، فلتعرف أنى لن أغفر لك إذا أصاب إيفا شيء
غادرت “ليزا” المكان غاضبة منه لتنهد “جاك” بأختناق فهو أيضا لا يوافق على هذا لكن “إيفا” لن تتلقي الأمور من أحد بل هى من تصدر الأمر..
_____________
“قسم الشرطة ”
كان “يحيي” جالسًا فى مكتبه ويمسك فى يده الرصاصة التى أخرجوها من جثة “نوح” ومُدون عليها أسم “ملاك الموت” ويفكر فى تفاصيل القضية ليقطعه خروج “شريف” من غرفة التحقيقات وهو يقول:-
-وكأن كل حاجة فى القضية دى بتحمي القاتل مش القتيل
وضع “يحيي” الرصاصة فى جيبه وسأل “شريف” بجدية:-
-حصل أيه
-البيه طلع أطرش ومبيسمعش وخد أمر من الرجل اللى كان معه مكتوب فى رسالة تليفون أنه يقتل البنت اللى عايشة فى الشقة دى غير كدة ميعرفش ومسمعش ومشافش حاجة والرسالة فعلا موجودة فى تليفونه
نظر “يحيي” إلى “هادى” الجالس على مكتوب بيأس وخذلان بعد أن هرب منه الرجل أثناء مطاردته ليقول “يحيي” بأختناق:-
-خلينا نعزز حماية إيلين الاول
وقف “هادى” من مكانه بأختناق وهو يتأفف ثم خرج للخارج لتقف “ألاء” وتذهب خلفه، خرج “هادى” امام باب القسم وهو يشعل سيجارة ينفث بها غضبه من الفشل فجاءت “ألاء” خلفه وكانت فتاة طويلة القامة لديها شعر قصير يصل لذقنها فقط ذات اللون الأسود ولديهاغرة شعر أمامية تصل إلى حاجبيها الرفيعين وعيني ذات اللون البنية وملامح وجه صغيرة ذات متوسطة البيضاء وجسد نسائي رفيع وترتدى قميص فضافض تدخله فى البنطلون الجينز وحذاء رياضي أبيض اللون فكانت فتاة فى هيئة رجل
تحدثت “ألاء” بجدية قائلة:-
-متزعلش إحنا هنقبض عليه مهما كان الثمن عشان حق نوح زميلنا مش هيروح كدة وأفتكر أن ما يقع غير الشاطر
نظر “هادى” لها بأختناق فهذا الكلام لا يكفي لمؤاساته على خطأ لم يقصده ولن يخفف من شعره بالذنب ثم قال بغضب مكبوح:-
-بس الغلطة فى شغلانتنا دى بتكلف حياة شخص مالهوش ذنب
تركها وغادر القسم بأكمله لتنظر ألاء له فى صمت وهو يغادر شاب نحيف وطويل القامة ويبدو أن عقله الان غاضب رغم انه فارغ كرأسه الأصلع وحتى عينيه السوداء تحمل هذا الغضب بداخلهما لتعود “ألاء” للداخل وعندما دخلت وجدت “يحيي” ينظر إلى الرصاصة الخاصة بملاك الموت...
وفى الجهة الأخرى كانت “إيفا” تجلس على الاريكة وتنظر على البطاقة الخاصة بـ “يحيي” بين يديها وهى تفكر كيف ترسم موقف بدون خطأ لكى تتصل به وتتقرب منه لكن هذا المرة لم تفعل هى بل القدر الذي فعل عندما قطع شرود “يحيي” رنين هاتفه فأجاب وهو يغلق قبضته على الرصاصة وكان المتصل رقم مجهول:-
-ايوة
أتاه صوت رجل يقول:-
-يحيي باشا
أوما “يحيي” بنعم وهو يقول:-
-ايوة أنا مين معايا
-أنا الامن بتاع مبني سكالا، حصرتك قولتلى لو حسيت بحاجة غريبة أكلم حضرتك
أنتبه “يحيي” للحديث بأهتمام وهو يقول:-
-اه حصل حاجة
-فى موتسكل اسود عليه رجل ملثم عامل يلف حول المبني أكثر من 3مرات والرجل جه من شوية يسألنى على المدام اللى ساكنة فى شقة 47
وقف “يحيي” من مكانه وهو يضع الرصاصة فى جيبه ويأخذ سلاحه يضع فى جرابه بجانب صدره وخرج من القسم متجه إلى المبنى السكني
وعندما وصل وجد رجل الأمن فى أنتظره ليقول:-
-هو فين؟
-أختفى من ربع ساعة وأنا مش لاقي على كاميرات المراقبة
تأفف “يحيي” بأختناق ثم ركب المصعد مُتجه إلى الطابق العاشر حيث تقع شقة “إيلين”
كانت “إيفا” تقف أمام البوتاجاز وتنظر فى الأناء المياه بداخله على وشك الغليان وتفكر كيف تذهب إلى القسم وعن أى سبب ستخبر الشرطة، هل يجب أن تصطنع حادثة قتل لها مجددًا؟ ام تتصل بـ “يحيي” وتدعي البراءة والضعف وتخبره انهاتخاف من النوم وحدها لكن هل ينطلى علي رائد فى الشرطة هذا السبب وهل هى طفلة لتخاف وحتى ان حدث هى لا تعرف كيف تظهر ملامح الخوف وطيلة حياتها كانت مصدر الخوف للجميع ولن تشعر هى بالخوف بل أكتفت بأرعب الجميع وحتى أسمها وحده كفيل بأرعب البعض فكيف ستمثل شيء لا تعرف ماهيته
فتح كيف النودلز وقبل أن تضعه فى الماء دق جرس الباب لتتعجب وتأخذ سكين فى يدها وتخرج لتفتح الباب دون أن تحذر أو تسأل من الطرق بل فتحت وكأنها فى انتظار ضيف تعرفه لترى وجه “يحيي” امامها فى هذه اللحظة التى رأت “إيفا” وجهه شعرت وكأنها حققت هدف جديد لكن هذه المرة لم تفعل بل كان القدر فى خدمتها
نظر “يحيي” للسكين فى يدها ثم لوجهها فلم تتفوه “إيفا” بكلمة واحدة بل دخلت لتكمل طهى طعامها فدخل “يحيي” خلفها وهو يقول بجدية ممزوجة بغضب من فعلتها:-
-أزاى تفتحى الباب كدة من غير ما تسألى مين اللى بيخبط ولا حتى تتجاهلى الفتح أصلا
أجابته وهى تضع النودلز فى المياه الملغية بنبرة خافتة تدعى البراءة:-
-مجرد عادة انى أفتح الباب من غير ما يسال يمكن لأنى متأكدة مهما كان الطارق هكون معرفهوش
تذكر “يحيي” المعلومات التى جمعها “هادى” وأنها لا تستقبل الضيوف ولا تملك أصدقاء وأقارب، أنهت صنع النوذلز وجلست على الطاولة تتناوله فى صمت ليجلس “يحيي” هو الأخرى أمامها يراقبها وهى تتناول الطعام عن كثب بينما “إيفا” تمظر فى الطعام وعقلها يفكر بدون توقف كيف تفتح مجال الحديث أو خطوة التقرب من هذا الرجل ليقطعها “يحيي” بجملته وهو يقول:-
-محاولتيش تفتكري حاجة عن الحادثة؟
-لا
قالتها بهدوء وهى تنظر فى طعامها فنظر “يحيي” إلى السكين التى وضعتها على الطاولة فقال بجدية:-
-تفتكرى السكينة دى ممكن تحميكى من مجرم محترف زى ملاك الموت
أشتاطت “إيفا” غضبًا من ذكره لأسمها وهى لا تفعل شيء ما ذنبها فى ان ينتحل هذا الشخص اسمها ويقلدها فرفعت نظرها له بضيق شديد واضح فى ملامحها وقالت:-
-وحتى لو كان مجرم عادى المفروض أن استسلم للهزيمة والموت على الأقل لازم أحاول أحمي نفسي مهما كلف الأمر
كانت تتحدث عن نفسها كـ “إيفا” وليس كشخصية “إيلين” ثم تابعت بأختناق شديد:-
-ثم لو أنا محمتش نفسي مين هيحمينى
أجابها “يحيي” بثقة وهى ينظر بعينيها الزرقاء قائلاً:-
-أنا هحميكي
أجابته “إيفا” بنبرة هادئة تدعى البراءة والضغف قائلة:-
-تفتكر لو المجرم جه وحاول يقتلنى هيستنى أن حضرتك توصل
صمت “يحيي” ولم يجد جواب على حديثها ليتحاشي النظر عنها وهو يحنى رأسه للأسفل قليلًا، حاولت “إيفا” أن تبكي لتثير أحساسه بالذنب أكثر وهو الآن فى لحظة ضعف واضحة لكنها لا تجيد البكاء والضعف وكل هذه المشاعر الضعيفة البغيضة تثير أشمئزازها وهى لا تعرف كيف تفعلها فلم تجد شيء يبكيها الأن سوى الألم فأغلقت قبضتها بقوة على الشوكة بيدها المجروحة وتضغط بقوة أكثر وهى تتألم وكبح صراخها ليسمع “يحيي” صوت أنين مكتوم يصدر منها فرفع نظره بها ليرى عينيها تدمع بغزارة ويدها ترتجف ليأخذ يدها بين يده وتسقط الشوكة من يدها وهى ترفع نظرها به فقال بهدوء:-
-أنا هقبض على المجرم قبل ما يأذيكي
تمتمت “إيفا” بضعف وهى تتألم حقًا من يدها بعد أن جعلتها تنزف بقسوتها قائلة:-
-أنا مش عايزة أموت
أربت “يحيي” على يدها بلطف وقال:-
-متموتيش أتفقنا
أومات له بنعم وهى تجفف دموعها بيدها الأخرى ف
رفع "يحيي" نظره بها فى هدوء ثم سألها:-
-خايفة؟
أجابته "إيفا" بنبرة باردة دون ان ترفع نظرها به أو تعطيه أى تعبير على وجهها يوضح له ما يجول بخاطرها قائلة:-
-هو المفروض أخاف؟
تعجب من هدوءها وهذا الكم من الصمود والقوة التي تتشبث بها رغم كل ما يحدث وتعرض حياتها للخطر أكثر من مرة ثم رد "يحيي" عليها بجدية يقول:-
-الطبيعي، طبيعي أنك تخافي لما تتعرضي لمحاولة قتل، طبيعي أنك تخافي لما تتعلقي فى سور البلكونة من الدور العاشر وتبقي على وشك الموت ولما يدخل عليك قاتل فى المستشفى، لكن اللى مش طبيعي صمودك دا
تركت "إيفا" طبق النودلز من يدها ووقفت فى صمت وهى تسير نحو الشرفة لتنظر للشارع فى الاسفل بصمت وتفكر بشرود فى حياتها لتقول بجدية:-
-يمكن لأني أتعودت طول حياتي أنى حامي نفسي وعشان أحمي نفسي من أى خطر لازم أكون قوية، يمكن لأني متعودتش أن حد يطبطب عليا وعلى طول أنا اللى لازم أطبطب على نفسي واهون عليا
وقف "يحيي" من مكانه وهو يسير نحوها وقد لمس حديثها قلبه وشعر بضعف هذه الفتاة رغم اصطنعها القوة والشجاعة، ألمه صدره على وحدتها وحياتها البائسة، أقترب نحوها أكثر وهو يفكر فى حالها ويتذكر عناقهما وهو يحاول أنقاذها قبل السقوط من النافذة، وقف خلفها مباشرة ورفع يده ببطيء وهو يُقربها من كتف "إيفا" وقبل أن يربت علي كتفها ليخفف من مؤاساتها ووحدتها القاتلة؛ أغمض عينيه بغضب من ضعفه وأستسلمه الدائم أمام هذه الفتاة وكأنه مسحورًا بها لينزل يديه سريعًا قبل أن يلمسها ويستدير لكي يرحل من خلفها ومن منزلها بأكمله دون أن يُجيب عليها او يتفوه بكلمة واحدة لكنه توقف عندما سمع صوت طلقة نارية وزجاج يُكسر بصوت قوي ليستدير لـ "إيفا" مُجددًا ويُصدم عندما.....
وجد الباب الزجاجى للنافذة كُسر فأستدارت “إيفا” له بضعف وهى تلهث وتلتقط أنفاسها بصعوبة ليرى الدماء تسيل من كتفها وهى ترتجف من رؤية هذه الدماء وتنظر له بعد أن استقبلت أول رصاصة غدر من هذا الوغد الذي ينتحل شخصيتها وهرع “يحيي” نحوها ليمسك جسدها قبل أن تسقط لتسقط بين ذراعيه مُجددًا وجلس بها أرضًا لتتحدث “إيفا” بتلعثم شديد وهى تتشبث به قائلة:-
-أنت قلت هتقبض عليه قبل ما يقتلنى
فقدت الوعى بين ذراعيها ورأسها فوق صدره ليحملها بهلع وركض للخرج يأخذها للمستشفى ….
____________
“فندق بوبلار”
أتصل أحد رجال “جاك” به من المجمع السكنى سكالا ليخبره بأن الفتاة التى طلب منه مراقبتها وحمايتها تعرضت لطلق نارى فهلع “جاك” و”ليزا” عندما سمعوا الخبر بعد تعرض “إيفا” لطلق نارى وخرجت “ليزا” وحدها إلى المستشفى لتطمئن عليها
__________
كان “يحيي” واقفًا أمام باب غرفة العمليات فى أنتظار خروج الطبيب أو اى شخص من الداخل ليطمئنه عليها وكان فلا حالة يرثي بها وهو يشعر بالذنب تجاه هذه الفتاة التى أوشكت على فقدحياتها بسبب تقصير فريقه فى القبض على هذا المجرم وهو حر طليق فى الخارج هى على فراش الموت الأن ..
رأى “ليزا” فى زى التمريض تركض وهى تدخل لغرفة العمليات لينقبض قلبه وعقله على وشك الانفجار فقد أعتقد أن حالة هذه المريضة ساءت لدرجة انهم طلبوا ممرضة تحمل أكياس دماء للداخل..
دخلت “ليزا” لغرفة العمليات وبقت تنظر من خلف النافذة على هذه الفتاة وهى على فراش المرض والأطباء شقه جسدها بالمشرط ويعبثوا بأحشاءها أنهى الطبيب الجراح وأخبرهما ان الرصاصة كانت فى الكتف وحالتها مستقرة ليهدأ روعة “ليزا” رغم أنها تكاد تموت قلقًا عليها وترغب بدخول غرفتها لكنها لا تستطيع بوجود “يحيي” الجالس جوارها فى أنتظار أفاقتها بل زاد الأمر سوء عندما جاء فريق الشرطة بأكمله إلى المستشفى...
كانت “إيفا” غارقة فى نومها وكعادتها تصارع الذكريات والقتلة التى سلبتهم أرواحهم فبدأت ترتجف بضعف وظهرت حبيبات العرق على جبينها لينتبه “يحيي” إلى حالتها فمسك يديها بلطف وهو يتمتم بصوت خافت:-
-اطمنى أنا جانبك
فتحت “إيفا” عينيها فى الصباح الباكر بضعف وتعب وهى تبدأ تجمع ما حدث لتجد نفسها فى غرفة المستشفى وبجوارها “يحيي” يحتضن يدها بلطف بعد أن قضي الليل بأكمله بجوارها متشبث بها وفور فتح عينيها أقترب منها بهدوء وقال:-
-أنتي كويسة؟
حاولت النهوض لكنه منعها لكنها لم تكترث لأمره فجلست على الفراش وهى تقول:-
-أنا عاوزة أخرج من هنا
-مينفعش أنتِ لسه خارجة من عملية
قالها “يحيي” بجدية لتصيح به بغضب يسكن قلبها مما حدث وتعرضها لطلق نارى تعتبره أهانة لها وهى الأن بحاجة لتحدث مع رجالها لتقبض على القاتل بطريقتها الخاصة فقالت:-
-المفروض أفضل هنا عشان يجي يحاول يقتلنى تانى فى المستشفى
نزعت المحلول الطبي من يدها وهكذا الكانولا لتنزل من الفراش فوقف “يحيي” بهرع من تسرعها وغضبها ليحاول منعها فقال:-
-حتى لو خرجتى أنتي مينفعش ترجعي بيتك
-هنزل فى أى فندق ممكن تسبنى دلوقت لان معنديش أستعداد أموت وأن مستنية شرطة فاشلة تحمينى
قالتها بأختناق سافر وأبعدته عن طريقها ليمسك يدها الاخرى ويسحبها معه للخارج فقالت بتذمر وانفعال شديد:-
-أنت بتعمل أيه؟
-بحميكي أنتِ هتقعدى فى بيتى لحد ما أقبض عليه عشان أثبتلك أن الشرطة مش فاشلة
صاحت به بأختناق سافر وهى تحاول أفلات يدها منه بقوة قائلة:-
-سبنى بقولك سبنى أنا مش هقعد فى بيتك ..
لم يعري أهتمام لحديثها ثم أخذها بالقوة إلى منزله فأوقف السيارة وهو يقول:-
-أنزلى
نظرت له بأختناق شديد وضيق لتقول:-
-معقول تعرض أهل بيتك للخطر، أفرض جه هنا كمان
أجابها يحيي” وهو يفتح حزام الامان الخاص به قائلا:-
-أنا عايش لوحدى ولو هو غبي يجي هنا عشان يبقي سهل علينا الامر
ترجل من سيارته ثم ألتف ليفتح الباب لها وأخذ بيدها فهى حقًا ما زالت مريضة لكنها لا تهتم لأمر جرحها بقدر غضبها من الاهانة التى لحقت بها من هذا الوغد، دلف بها من باب العمارة فأوقفه البواب وهو يقول:-
-البريد يا يحيي باشا
أخذ منه أظرف البريد بيده الاخرى وهو يساندها ثم صعد بها للطابق الثاني حيث شقته ثم جلسها تجلس على الأريكة ووضع البريد على الطاولة أمامها وكان من بينهما ظرف مغلق بالشمع الاحمر ودلف للغرفة فى هدوء لتنظر للشقة فى نظرة سريعة ثم نظرت للبريد على سهو لتنتبه لهذا الشمع الاحمر ولا تعلم لما شعرت بشيء سيء يحدث فأخذت الظرف وكان مكتوب عليه اسم “يحيي” وجملة “ملاك الموت” وكان هذا الاسم كفيل بأن يجعلها ترغب بفتحه وبالفعل فعلت بعد أن وضعت الشمع على النار وهى تنظر خلفها بخوف من ان يخرج الآن وصُدمت عندما وجدت صورة “إيلين” وصورتها ….