رواية ردني لارضك الفصل الثاني2 بقلم نورا عبد العزيز
___بعنـــوان (ذكريات الماضي) ___
جلس الجميع على سفرة الطعام يتناولون الطعام فى صمت و”منى” تتابع حركات أبنتها عن كثب وهى تلعب فى الطعام بملعقتها فتنهدت بلطف وهى تحدق بـ “عمر” وقالت:-
-على الله أكلي يكون عاجبك يا عمر
تبسم “عمر” بعفوية ويقول :-
-طبعًا والله الواحد وحشه الأكل المصري الحلو دا
تبسمت “منى” له وكانت “منار” تطعم طفلته الجالسة بجوارها فى صمت ثم قالت بعفوية:-
-لا وأكل خالتك مالهوش مثيل ولا زى
تحدث “سامي” بمرح وهو يحدق بزوجته:-
-هو فى زي منى ولا أكلها، بتدخل عليا بطبق المحشي ببقى ناقص أكل صوابعى مع صوابع المحشي
ضحك الجميع عليه بينما ظلت “فرح” شاردة بطبقها و “زيدان” يجلس جوارها يضحك مع الجميع فأنتبه إلى صمتها ليقترب منها قليلًا وهو يقول بهمس:-
-كل الزعل دا عشان قولتلك هنتجوز الشهر الجاى
رفعت نظرها إليه لتتطلع بملامحه فى صمت دون أن تتفوه بكلمة واحدة، عينيه المليئة بالكثير من الحُب والحماس لبدأ مرحلة جديدة معها فى حياتهم فوقفت من مقعدها وهى تُجيب عليه قائلة:-
-أنا موافقة يا زيدان
وقف من مكانه بسعادة ثم ذهب خلفها تحت أنظار والدها التى تتابعهم، أنهوا تناول الطعام ثم غادر الجميع فدلفت “منى” إلى غرفة ابنتها وكانت “فرح” نائمة فى فراشها والأضواء مُغلقة لتفتحها “منى” وهى تسير ثم قالت:-
-أنا عارفة أنك صاحية يا فرح
أبعدت “فرح” الوسادة عن رأسها ثم قالت:-
-أنا بجد تعبانة وعايزة أنام يا ماما
جلست “منى” جوار أبنتها على حافة الفراش ثم قالت بلطف رغم أرتباكها من بدء الحديث:-
-فرح أنتِ كويسة صح؟
أشاحت “فرح” الوسادة عن رأسها بأغتياظ شديد وهى تجلس على الفراش صارخة بوالدتها قائلة:-
-لا مش كويسة زيدان فجأنى بالميعاد اللى محدده مع الست والدته عشان قبل ما أخوه يرجع لدُبى لأن من حقه أن يحضر فرح أخوه طبيعى، والمطلوب دلوقت أنزل ألف زى المجنونة على أى فستان والسلام لأن الوقت ضيق، والميك اب والهدوم اللى كنت مخططة أجيبهم قبل الفرح على راحتى لا هنزل زى المجنونة على المحلات وشغلى اللى لسه مستلمة فيه تيم تحت التدريب هقدم فيه إجازة وألا هعيش أسوء شهر فى ضغط وحماتى اللى مبتحبنيش وأخوات خطيبى اللى بقالى سنة ونص مخطوبة ومدخلوش عليا، كل دا وعايزانى أكون كويسة وطبعًا لو كنت رفضت الميعاد كانت هكسر فرحة زيدان اللى شوفتها فى عينيه
تنهدت بأختناق بعد ان أنهت حديثها بينما “منى” كانت لا تكترث لكل هذه الأعذار لتوجه لها السؤال مباشرة قائلة:-
-أنتِ عارفة أنى بسأل على حاجة تانية، أنا بسأل على عمر يا فرح
نظرت “فرح” لوالدتها ثم ترجلت من الفراش وتحدثت بنبرة أقل غضبًا بل بهدوء أقل ما يقول عنه برودًا كالثلج:-
-عمر مين يا ماما اللى بتسألى عنه، عمر اللى كان خطيبى وسابنى عشان منحة وسفر وبعد أقل من ستة شهر وصلنى خبر خطوبته من فرنسية رغم أنى كنتِ مستنياه، عمر اللى أتجوز وراجع ببنته بعد وفأة مراته، عمر اللى حبيته ولا عمر اللى كسرنى وذلنى لما كنت مستنياه وهو بيخطب ويتجوز هناك
ألتفت “فرح” إلى والدتها بحزن شديد أحتل ملامحها وهكذا عينيها التى تلألأت بالدموع الحارة بسبب تلك الندبة الموجودة بقلبها مُنذ سنوات وتابعت بنبرة أكثر حزنًا وألمًا:-
-أنهى عمر اللى بتسألي عنه يا ماما، عمر اللى باقي له جوايا ندوب وأوجاع ولا عمر اللى أتنسى له كل الحلو.. يوم الفراق وكل ليلة كنت بتألم فيها أنهى عمر يا ماما عشان أجاوبك
أنهارت فى البكاء لتقف “منى” من مجلسها وتسير نحو ابنتها وتعانقها بلطف وهى تمسح على رأسها بحنان وتهمس بأذنيها قائلة:-
-أهدئي با فرح، أهدئي يا حبيبة قلبى عمر ميستاهلش دمعة واحدة منك صدقنى ولا يستاهل ضفرك
لم تُجيب على والدتها لكنها لفت ذراعيها حول عنق والدتها تحتضنها بضعف وتبكى بأنهيار وجسدها يرتجف ضعفًا وهذه الرجفة كانت سبب فى جعل القلق والخوف يطرقا أبواب قلب والدتها مما هو قادم فى المستقبل القريب أو تحددًا مما سيحدث فى هذا الشهر..
*****************
فى اليوم التالى، كان “زيدان” يباشر عمله وعينيه تتطلع بساعة يده من تارة للأخرى بلهفة مُنتظر وقت الراحة لكى يركض إليها فرحًا بسبب تحديد موعد زواجهما، نظر للساعة مرة أخرى ورأى وقت الراحة حان فهرع إلى مكتبها لكنه لم يجدها هناك وعندما سأل صديقتها “هديل” قالت:-
-فرح أستأذنت ومشيت من الصبح يا زيدان
تعجب من رحيلها دون أن تخبره للعلم حتى، عاد إلى مكتبه وهو يحاول الأتصال بها لكنها جدوى من الهاتف المُغلق فجلس بقلق من تصرفاتها وتساءل كثيرًا عقله إذا كان أجبرها على الموافقة بالزواج …
******************
كانت “فرح” جالسة على حافة ممشي أهل مصر تنظر للنيل أسفلها فى صمت وغارقة فى أفكارها ليمر رجل عجوز تجاوز السبعينات من العمر من جانبها ثم قال:-
-هتتحل يا بنتى
ألتفت “فرح” إليه وحدقت به ثم قالت:-
-هى أيه؟
تبسم الرجل وهو يجلس على أحد المقاعد وقال:-
-كله يا بنتى بيتحل مع الوقت
ذهبت لكى تجلس جواره وتنهدت تنهيدة مُعبأة بالكثير من الضيق والضغط كأنها تختنق من الداخل فقال الرجل بعفوية وهو يتكأ بيديه الأثنين على عكازه:-
-مفيش مشكلة مكملة معانا فى الحياة، المشاكل كلها لحظات بتلف مع عجلة الحياة وبتنزل مع أول كام لفة، زى الطفل اللى بيركب لعبة فى الملاهى وبعد وقت قصير بينتهى الدور وينزل، الحياة كدة عاملة زى اللعبة دى بيركبها المشاكل ومع وقت قصير بينتهى دورهم وينزله ويركب غيرهم سعادة وحزن وفرح ويأس واللعبة شغالة عمرها ما بتقف
شعرت “فرح” بإرتياح شديد لهذا الرجل الغريب فبدأت الحديث بنبرة هادئة مُعبأة بالحزن قائلة:-
-كان فى بنت أتولدت وحيدة أمها وأبوها عاشت فى بيت ملك أمها وأختها، حبت ابن خالتها اللى كان دايمًا سندها وضهرها، بقالها الأخ والصديق والحبيب، بقى حُب الطفولة والمراهقة والرشد كمان سنين من الحُب بتخبيء مشاعرها عن الكل حتى عن والدتها وعنه ما هى مفيش بنت تروح تقول لواحد أنها بتحبه ولازم الراجل يبدأ، سنين من العمر بتمر وحبه جواها بيكبر ومكنش فى أيدها غير الدعاء ما هو محدش يقدر يخليه يحبها ولا يزرع حبها فى قلبه غير اللى خلق القلوب وربنا أستجب لدعوتها الطويلة وحبها فعلًا وكان يوم بالعمر كله يوم ما أعترف بحبه ليها ودبلته بقت فى أيدها وقرر هيتجوزه بعد أخر سنة ليها فى الكلية لكن القدر شاف أن السعادة كثير عليها وخطفها منها بعد ثلاث شهور بس لما هو قرر يسيبها فى نص الطريق ويسافر يدرس الماجستير فى فرنسا، وقتها حست أن الموت بيقرب من قلبها ومستحتملش فكرة الفراق من حبيب عمرها كله وحست أن مش بس الحبيب اللى بيضيع بل عمرها كله وكل سنينها بتضيع وأترجته تستناه سنين بس يفضل الوصال بينهم لكنه رفض بجملة صغيرة (بعد الماجستير فى دكتوراة وأحلام أكتر مضيعيش عمرك) مشي بكل برود وخطب وأتجوز وخلف بنت وهى هنا حياتها واقفة محلك سر وجع وحزن وقهرة فى قلبها وجالها أكتئاب وراحت لدكاترة نفسية وعملت كل حاجة عشان تتخطي الوجع اللى جواها عشان عجلة الحياة تمر وتلف من جديد لكن الحياة واقفة لحد ما قابلت واحد عمل عشانها كل حاجة وعشان يوصل لقلبها أتشقلب وعاند الحياة وحاول مع المستحيل عشان يعالج اللى جواها سنين ونص بيحاول وعمره ما يأس منها ولحد ما حست أن فى أمل والحياة لفت من جديد بصعوبة وبطيء لكنها لفت وأتخطب له على أمل أنه هيقدر يخلى قلبه يدق من جديد زى ما خلى الحياة تلف أكيد هيقدر وبعد سنة ونص خطوبة يا دوب لسه بتعاند قلبها وتفتحه بالقوة للراجل اللى خلي المستحيل ممكن عشانها، رجع هو بكل برود ساحب بنته فى أيده يهد كل حاجة على دماغها وكأن القدر بيقولها أنتِ متستاهليش ترتاحى أنتِ أتولدتي عشان الوجع وعشان تبكى وتتقهرى وبس..
صمتت باكية وهى تخفض رأسها للأسفل باكية بضعف شديد ويديها ترتجف بقوة كأنها هز أرضية تجتاح جسدها الهزيل، أربت الرجل العجوز على كتفها بلطف بعد أن دمعت عينيه على حكايتها ثم قال بنبرة هادئة:-
-هحكيلك أنا حكاية أحلى، حكيت رجل فلاح وأخوه اللى أشترى قطعة أرض عشان يحفظ فيها فلوسه وبعد ثلاث سنين مات وأخوه ورثه راح يزور الأرض عشان يبيعها لقي الأرض بارت وجفت من أهمال أخوه ليها ومحدش حب يشتري أرض بور، فقرر هو يهتم بيها عشان يبيعها بسعر أعلى، تعب فيها سنين وجه عليه أيام كان بينام فيها بيرويها ويصلح تربتها لحد ما نبتت فيها أول ثمرة وبعدها أتفتحت الأرض وبدأت ترجع أحسن وأحلى والخضرة حلتها وخلتها أجمل من كل اللى الأراضي اللى حوالها ولما جه المشترى عشان يشترى الفلاح رفض يبيع تعبه وأيام عمره اللى قضاها في الأرض ما هى الأرض البور بقيت أرض مفلوحة والزرع ملأها .. تفتكرى مين كان أحق بالأرض دى من البداية اللى هجرها ولا اللى أحياها؟!
أنهى سؤاله وهو يلف لكى ينظر إليها فحدقت به بعينيها بصمت وقبل أن تتحدث أختفى الرجل من أمامها فى الهواء كدخان تبعثر فى الهواء ولم يعد له وجوده لتدرك بأن هذه الرجل من نسيج عقلها الباطنى، عادت إلى مقر عملها وظلت واقفة أمام سيارة “زيدان” تنتظره بعد أن حسمت أمرها فى تقبل الحاضر وهذا الرجل الموجود جوارها، كانت واقفة حتى خرج من الشركة مع أصدقاءه وعندما رأها ترك الجميع لأجلها وذهب إليها مُسرع والبسمة ملأت وجهه مُبهجًا لتقول بعفوية:-
-هييييا أنت بتبسم كدة قدام البنات التانية
ضحك “زيدان” على غيرتها التى ظهرت فجأة بعد ساعات من الغياب دون مبرر لأختفاءها وقال:-
-دى غيرة بجد بقى ولا بتضحكي عليا قبل ما اسأل عن سبب غيابك يوم كامل مش عارف أوصلك
تبأطات ذراعه بيدها لينظر إلى يدها لأول مرة تبدأ هى باللمس بينما هى تسير معه بعيدًا عن السيارة وتقول بعفوية:-
-أعتبره الأتنين من غير كدب، خلينى نتخطي العتاب والأسئلة الكثيرة وخلينا نتفق أن كنت محتاجة أقعد مع نفسي شوية بس عارف الغريب أن كل مرة بقعد فيها مع نفسي برجع على أوضتي وأنام لكن المرة دى لاقيت رجلي جبتنى ليك
نظر إليها بسعادة ثم ضحك بعفوية وهو يقول:-
-خلينى أنا أقولك أن فين ما كُنتي أنا أتصالحت خلاص بمجرد مجئيك ليا، حتى لو كنتي بتهربي من العالم كله لأوضتك والمرة دى هربتي من العالم ليا دا لوحده كفيل أني أسامحك
أنفجرت “فرح” ضاحكة عليه وما زالت تتشبث بيده وسار معًا بعد أن جلب لهما المثلجات، كان يتجولا فى الشوارع دون توقف وهما يشاهدا فساتين الزفاف فى الفاترينات وهى تشير له على ما إعجابه والسعادة تسكن قلبها فهى كثيرًا ما تخيلت هذه اللحظة معه مُنذ أن وضع خاتم الزفاف ببنصرها الأيمن ثم أختارت أحدهم ودفع “زيدان” مبلغ إيجاره، أوصلها “زيدان” إلى المنزل ونزل من السيارة معها ووقف مُتكأ بظهره على السيارة ويمسك يدها بلطف ويقول:-
-هتوحشينى لحد بكرة
تبسمت “فرح” بخجل ثم قالت:-
-ممكن تطلع تتعشي معانا على فكرة وأوريك حاجة كنت شاريها من يومين؟!
أومأ لها بنعم ثم أغلق السيارة وألتف معها لكى يصعد فرأت “عمر” يخرج من المبنى حاملًا ابنته على ذراعيه فقال:-
-أزيك يا زيدان
تبسم “زيدان” إليه بلطف وما زال يتشبث بيد “فرح” التى تنظر إلى “عمر” بهدوء بينما ينظر “عمر” إلى يديهما المتشابكة و الخاتم الذي يتلألأ فى بنصرها وأنتبتها “فرح” لنظرته فتجاهلت هذه النظرة وسمعت صوت “زيدان” يقول:-
-بخير الحمد لله
-عن أذنك يا عمر عشان مستعجلين
قالتها وهى تجذب “زيدان” من يده فضحك “زيدان” على تعجلها وصعد معها لتفتح باب الشقة وهى تضحك بقوة معه قائلة:-
-من غير ما تقول عليا مجنونة تقولى رأيك بصراحة و...
قطع حديثها رؤيتها لأخواته البنات جالسين مع والدتها فى الصالون فرمقتهما بصمت لتقف أخته الكبرى بهدوء وتقول:-
-كويس أنك جيتي يا فرح عشان نسمع رأيك قبل ما نمشي
سألتها “فرح” ببرود شديد بعد أن تلاشت بسمتها وضحكاتها لتقول:-
-رأيّ فى أيه؟
أشارت أخته على كيس قماشي كبير موجود على الأريكة وقالت:-
-فستان فرحك أنا أشتريته هدية منى ليكي
أتسعت عيني “فرح” بصدمة من جملتها ثم جذبت يدها من يد “زيدان” بضيق شديد وهى على وشك الأنفجار فى الحال ثم قالت:-
-حضرتك مدخلتيش عليا مرة واحدة طول فترة خطوبتى ولا رفعتى سماعة تليفون لكنك أديتى نفسك حق أنك تشترى فستان فرحى أنا، أنهى مجنون قالك أنى هلبس فستان من أختيار حد
تحدثت “منى” بهدوء وحرج قائلة:-
-فرح
بينما نظرت البنات إلى “زيدان” الواقف هناك بغضب شديد من طريقة حديث خطيبته التى طالما أفتخر باختياره لها، صاحت “فرح” بنبرة قوية تقول:-
-مفيش فرح يا ماما، الواحد لازم يكون حسيس مع الناس وميتخطاش حدود، بأى حق وبأى صفة سمحوا لنفسهم يدخلوا فى خصوصيتى لدرجة فستانى اللى أنا هلبسه فى ليلة عمرى أنا هم اللى يختاروا
تبسمت أخته الأخرى بمكر وقالت بطريقة مُستفزة:-
-إحنا حبنا نقدم لك هدية بمناسبة جوازك مكنش نعرف أنك هتزعلى أوى كدة من هدية
-هههه والله ضحكتنى أستنى هضحك شوية كمان، أنا مبحبش الأستعباط …
قطعها صوت “زيدان” القوي وهو يقول غاضبًا:-
-فرح!! دول أخواتى
ألتفت “فرح” إليه بضيق شديد وكأنه يقبل بما يحدث لتقول:-
-أخواتك أنتِ لكن أنا لا، ميتخطوش حدودهم معايا يا زيدان بأى حق بيعملوا كدة
-أنا اللى قولتلهم يا فرح
قالها بجدية لتنفجر “فرح” ضاحكة على حديثه بسخرية ثم قالت ساخرة من حديثه:-
-أنت اللى قولتلهم، تصدق ضحكتنى.. أنت كذاب يا زيدان لو أنت اللى قولتلهم مكنتش خليتنى أختار فستان قبل ما نيجى على هنا وتدفع فلوس إيجاره
نظر لها بدهشة ثم أربتت على ذراعه بسخرية وقالت بجدية مُتابعة:-
-لما تيجى تكذب يا زيدان أبقى أكذب كذبة أصدقها
أشتاط “زيدان” غضبًا من حديثها وهى تقدم له الأهانة أمام أخواته فغادر الشقة فى صمت وخلفه أخواته فنظرت “فرح” بغضب إلى والدتها وذهبت إلى غرفتها....