رواية حقيقة مخادعة الفصل الرابع4 بقلم سارة شريف
جلس ياسين أمام ناصر والد منه وهو مطأطأ الرأس وهو يستمع لكلمات والدها التي إعتاد سماعها طول الفترة المنصرمة والتي لم تفشل ولو مرة واحده في ايلام قلبه بشدة
_ أنا لما قبلت أجوزك بنتي قبلت عشان كنت فاكر أني مجوزها لراجل يصونها و يحترمها و يخلي باله منها مكنتش أتخيل أبداً أن أذاها يجي منك أنت يا ياسين
طغى عليه الحزن و الخزى مما فعل ليخرج صوته حزيناً منكـ.ـسراً
_ أنا عارف أني غلطان والله بس أوعدك أن دي أخر مره ،والله بحبها و مقدرش أستغني عنها أرجوك خليني بس أقابلها مره واحده
_ هصدقك المرة دي ، مكانش نفسي أشوفك في موقف ذي دا بس أنا هنديهالك يمكن تقبل تشوفك المرة دي ربنا يصلحلكوا الحال
وبالفعل تحرك ناصر متجهاً إلى غرفة أبنته محاولاً اقناعها بالخروج والتحدث مع زوجها وبعد وقت ليس بقليل من محاولت أقناعها قبلت الخروج لرؤيته
أما هو فكان يجلس بتوتر من تأخرهم خوفاً من عدم قبولها لرؤيته
ظل توتره يزيد إلى أن رأها تخرج أبتهل وجهه و بدأ قلبه بالعزف على الطبول
يا لك من أحمق يا ياسين كيف أمكنك خداع تلك المرأة الجميلة هل لذلك الحد أنت أحمق
هذا ما حدثه به عقله فور رؤيتها أمامه بعد تلك المده التي لم يرها بها ولم يستمع لصوتها كان يشتاق لها حد اللعـ.ـنة
تقدم منها ببطئ
_ منه أنا.....
_ أنت أيه يا ياسين
ابتسمت بقهر مكمله حديثها: أقولك أنا أنت أيه أنت بني أدم كداب و خـ.ـاين
_ أنا أسف والله العظيم بحبك
ابتسامة سخرية علت ثغرها وهي تستمع لكلماته معقبة : بتحبني !؟
_ بتتكلم جد أنت تعرف يعني أي حب أصلاً
_ أنا أسف أوعدك أنها أخر مره بس متسبنيش
_ هي هتكون أخر مرة فعلاً لان أنا عاوزه اطلق أرجوك ننهي الموضوع دا بسرعة عشان منتعبش بعض
أنهت كلماتها و غادرته
كانت كلماتها كالخـ.ـنجر الذي أخترق قلبه
رحل يومها ولكنه لم ييأس أو يمل بل ظل يحاول أسترضائها كل يوم بل كل ساعة إلي أن لان قلبها و سامحته بعد أسبوعان أخران من التعب والمشقه في محاولة جعلها تسامحه
وعدها أن تكون المرة الأخيرة وبالفعل قد صدق فتلك المرة كانت أخر مرة يفكر بها بأحد غيرها
عودة للوقت الحالي
نظر لها وهو مازال بمكانه يبكي بحـ.ـرقة على كل لحظة ألمها بها قائلاً باعتذار باكي
_ أنا أسف يا حبيبتي، لو كنت أعرف أن في يوم من الأيام هقعد قدامك وأنتي بالحاله دي مكنتش فكرت أعمل أي حاجة تزعلك، أرجوكي يا منه متسبنيش
أنهي كلمته ليجد صوت صفير الجهاز يعلو دلاله على توقف قلبها
صـ.ـرخ بقوة منادياً الطبيب الذي دلف بسرعة ومعه فريق التمريض وقاموا باخراجه و أنعشوا قلبها بالصدمات الكهربائية دقائق مرت وهو يجوب المكان ذهاباً و أياباً ينتظر خروج أي أحد يطمئن قلبه عليها
وأخيراً قد خرجت أحدى الممرضات وأخبرته أنهم أنقذوا الموقف وهي الآن على ما يرام
بعد مدة خرج الطبيب والذي هو بالأساس صديق له
وضع يده علي كتفه قائلاً بدعم : شد حيلك كدا يا ياسين أن شاء الله هتبقي بخير
_ هي كويسه ؟
_ أن شاء الله خير متسبقش الأحداث ، روح أنت غير هدومك وتعالي عشان متتعبش أنت هنا من الصبح
_ مستحيل أسيبها وأمشي
_ يبني كدا هتتعب ومش هتقدر تكون جنبها المهم روك غير هدومك عشان التحقيق
_ تحقيق تحقيق ليه؟
_ دو وقعه من البلكونة وأنت عارف أن القضايا من النوع دا لازم تدخل الشرطة فيها
هز ياسين رأسه بتفهم قائلاً باستسلام: معاك حق أنا هروح أغير هدومي لو حصل أي حاجه كلمني على طول وأنا مش هتأخر
❈-❈-❈
وعلى الجانب الأخر كانت منه تتسطح الفراش كالجـ.ـثة الهامدة
تستمع لصوته الباكي و النادم على كل ما فعله معها
الذي لم يعلمه ياسين أنها كانت تستمع لكل حرف وكل كلمة ينطق بها و هذا ما جعل قلبها يتوقف حينما رأت شريط حياتها يمر أمام عينيها
"كل قصة في حقيقتها قصتان، لا تحكم على شئ وأنت لم ترى الوجه الأخر له، حاول أن لا تخدعك المظاهر حتى لا تقع في خطأ قلب الحقائق"
كانت منه تستمع لكل كلمة تخرج من فمه
ندم وحزن طغى على روحها التي تصارع من أجل البقاء على قيد الحياة ولكن ما فعلته به بمحض ارادتها كان ابشع من أن يتخيله أنسان
دعونا نرى الوجه الأخر للقصة والتي هي بحقيقتها قصة أخرى تماماً قد تجعل قلبك ينـ.ـزف حزناً والماً عليها
"Flash Back"
_ يا صلاح بقولك بقاله أسبوع ماشي ورايا كفايه عليه كدا ونقلبه في قرشين و خلاص زي ما بنعمل على طول
كان ذلك صوت منه التي تتحدث مع أحد الشبان
_ يبت أسمعي مني وخليكي تقيلة خلينا نقب على وش الدنيا كلها يومين وهيطلب يكلمك و هتيجي تقولي صلاح قال
_ والله شكلك هتطيره منا ونبقي لاطولنا بلح الشام ولا عنب اليمن
_ أسمعي أنتي بس الكلام وهو هيجيلك جري النوع دا بيحب البنات الصعبة
_ ماشي أما نشوف أخرتها
وبالفعل أمتثلت أوامره و لم يمر يومان حتى طلب مقابلتها
بعد أسبوع من مقابلتها لياسين ذهبت لمقابلة صلاح بالشقة التي يلتقيان بها دائماً
_ قلتلك أنك هتودينا ورا الشمس أهو الفرح بعد أسبوع هنعمل أي بقا يا فالح ، هتجوزه بجد
_ و متتجوزهوش ليه دا طاقة.القدر واتفتحت لينا نقولها لا، واذا كان على الفرح بكرا أوديكي للدكتوره ترجعك أحسن ما كنتي
_ أنا خايفة يا صلاح
_ يبت متخافيش وأسمعي مني، وبعدين احنا هنضيع اليوم كله في الكلام الفاضي دا تعالي بس عاوزك في كلمتين
تزوجت كل من منه وياسين ولم تتوقف منه عن مقابلة صلاح طوال فترة زواجها منه تخدعة و تنتـ.ـهك عرضه غير أبهه بما تفعله من فاحـ.ـشة و كم تغضب ربها بذلك و كانها قد نسيت أنها ستلاقي ربها بيوم من الأيام
ما الذي ستقوله حينها عندما تد فن تحت التراب ما الذي ستفعله يوم لا ينفع مالاً ولا بنون
"Back"
كانت فتاة خـ.ـائنة و حقـ.ـيرة لم يهمها زوجها و لا ولدها طلت تقابل ذلك الندل صلاح حتى بعد أنجابها لابنها زين لم تشعر بالندم ولو لمره واحدة
كل ما كانت تفعله كان بأمر من ذلك الحقـ.ـير المدعو صلاح
ولكن ما لم يكن بالحسبان هو تعلقها بياسين والذي بدأ بالظهور
بعد عودة عم ياسين وابنته من سفرهم والذي كان قبل سنه واحدة من تلك الحادثه
والذي اكتشفته بعدها هو حب خديخة لياسين تلك الفتاة الجميلة والخلوقة بقدر عالي، تتمتع بالجمال بالقدر الذي يجعل أي امرأة تغار من جمالها وتمتلك من المال ما يجعل الكثير يحفوا خلفها، امرأة كاملة بكل ما تحمله الكلمة من معني
كانت تهتم بياسين تأخذ بارائه دائماً وبكل مقوماتها التي حرمت منها منه بحياتها جعلتها تغار منها رغم أن خديجة لم تفعل أبداً ما يجعلها تغار ولكن حقد منه كان أقوي
أحبته منه غارت عليه تغيرت مع صلاح ولكنها ابداً لم تتوقف عن مقابلته حتى ذلك اليوم الذي أتي به ياسين فجأة من السفر دون أن يخبرها
ولكن ....